Professional Documents
Culture Documents
قصة ٢
قصة ٢
- .لكن زوجي مجرة موجود ،لو كان شيئا سيئا لحضر و اخبرني
غيرت ماسيليا بعدها مالبسها و ارتدت مالبس العمل اليومية و خرجت من الغرفة لتجد زوجها في الحضيرة يستعد لحفلة
المساء.
-صباح الخير جوهرة الروح .ناداها زوجها بعد ما لمحها قادمة في اتجاهه.
-صباح الخير مجرة ،الم تناديني الملكة ؟ لماذا تتركني نائمة دائما و انت تعلم انك لو تركتني ما استيقظت ابدا.
ضحك بعدها مجرة ،و قال:
اعلم انك تعملين جاهدة في اعمال القصر ،ال احب ان اوقدك باكرا .بالمناسبة .الملكة تنتظرك في الحديقة الخلفية و هي منزعجة -
جدا لتاخرك اليوم.
صرخت ماسيليا وانطلقت في اتجاه الباب الذي يصل بيتهم بالحديقة الخلفية للقصر.
لن اسامحك يا مجرة على هذا. -
ضحك مجرة باعلى صوته و هو يكرر ما قالته ماسيليا بطريقة المزاح.
ماسيليا و مجرة يعمالن في القصر الملكي منذ نعومة اظافرهما .ماسيليا شابة عمرها اثنان و عشرون سنة غاية في الحسن و
الجمال .كانت تعيش مع جدتها الطباخة الرئيسة في القصر الملكي و بعد وفاتها عندما كان عمرها ثمانية عشر سنة جدتها اخدت
مكانها النها الوحيدة التي تتقن عمل جدتها و فعال اتقنت عملها و صارت اشهر طباخة في الحفالت و المؤدبات الملكية التي تقام
في القصر ،فصارت الملكة تحبها للطفها و طريقة تعاملها مع الخدم و عمال القصر و بعد مرور خمسة اعوام على وفاة جدتها
و عندما تزوجت من مجرة امرتها الملكة امنيات ان تصبح وصيفتها االولى امام الخدم و صديقتها الوفية و حافظة اسرارها في
الواقع.
اما مجرة فهو عامل في اسطبل خيول الملك ،قادته االقدار الى العمل في القصر الملكي بعد ما توفي والداه و ارجعه عمه عبدا
لديه فاشتراه الملك و حرره ،فقرر العمل في القصر .و هناك كان اللقاء االول بين ماسيليا و مجرة الذان احبا بعضهما كثيرا و
قررا ان يتزوجا بعد مرور خمس سنوات على وفاة جدة ماسيليا النها كانت تحتاج الى الوقت كي تنسى ذكرى جدتها.
و ها قد مرت سنة على زواجهما ما زادتها الى حبا و تعلقا ببعضهما ،فصار احدها يكمل االخر حتى تعاهدا على عدم االفتراق
حتى الموت.
عندما تزوجت ماسيليا من مجرة قررت الملكة ان ترجعها خادمتها االولى و يدها اليمنى في كل قرارات القصر الخاصة الملكة
سواء من تجهيزات للحفالت الموسمية او اللقاءات الشهرية للملك صليل مع ملوك الممالك المقاربة لمملكة الشمس سواء مملكة
القمر التي يفصل بينهما النهر الفاصل.
ذهبت ماسيليا في اتجاه الحديقة الخلفية للقصر وصلت قبالة الملكة امنيات الجالسة على كرسي يتراس مجموعة من الكراسي
البيضاء اللون الكبيرة التي يحيط بها االشجار و الزهور من كل جانب .وصلت ماسيليا امام الملكة و استعدت لتقوم بالتحية
الملكية.
-صباح الخير سيدتي .اعتذر على تاخري هذا الصباح .فقد تعبت البارحة الن االستعدادات للقاء الشهري لسيدي الملك تكون
خاصة .
-ال باس يا ماسيليا .اخبريني هل تم االنتهاء من 6تنظيف الجناح الخاص باللقاء الشهري ؟
-نعم لقد تفقدته البارحة قبل ان اذهب للنوم .كل شيء جاهز يا سيدتي .ينقصني فقد تفقد المطبخ و االطباق.
-حسنا .اليوم ستقومين انت بتنظيم اللقاء و بتقديم اطباق الطعام لظيوفنا.
شهقت ماسيليا و تساءلت في استفسار :
لكن يا سيدتي انت تعلمبن انني قظيت حياتي كلها في مطبخ القصر اعد اطباق الطعام .ال اعرف شيئا غير تقشير الخضر و -
طهي الحساء.
قالت الملكة :
الخادمة المكلفة بامور التقديم مريضة و انا ال اثق في احد غيرك فانت تعلمين ان هذا اللقاء مهم للملك اكثر من اي شيء اخر. -
لكن يا سيدتي ال اريد ان اخيب ظنكم مع ضيوفكم. -
انا متأكدة انك ستكونين قدر المهمة يا ماسيليا. -
حاضر سيدتي .كلماتك سمعا و طاعة. -
االن اذهبي للمطبخ لتفقد االعدادات االخيرة قبل وصول موكب ملك مملكة القمر. -
حاضر. -
ادت ماسيليا التحية الملكية و توجهت الى المطبخ حيث كان الكثير من الخادمات يعملن باجتهاد توجهت الى طاولة مستطيلة
كبيرة تتوسط المطبخ و يحيط بها ستة كراسي .على احد الكراسي الخشبية كانت تجلس "يمامة" و هي عجوز تناهز الثمانين من
عمرها و امامها دلو مليء بالبطاطس و البصل و في يدها سكين حادة تستعد للشروع في البدا في تقشير الخضر .
-مرحبا امي الجميلة و الرائعة يمامة.
ضحكت يمامة على كلمات ماسيليا و قالت :
و ما موضع هذه الشعيرات البيضاء التي تكسو شعري و تجاعيد وجهي ؟ -
انها تزيدك جماال يا امي يمامة. -
وضعت يمامة سكينها على الطاولة و نظرت مطوال الى ماسيليا :
كل شيء فيك يشبه " ابتهاج" يا ماسيليا. -
اعلم ذلك يا امي يمامة .لقد اشتقت لها كثيرا يا امي .اشتقت لجدتي كثيرا. -
احاطت يمامة ماسيليا بيديها محاولة ان تواسيها على فراق جدتها :
ال باس يا ابنتي فبعض االحيان يكون عوض هللا و جزاءه على صبرنا على شكل شخص نحبه ،و انت عوضك هللا بشخص -
يحبك و يقدرك و كان نعم العوض يا ابنتي.
ابتسمت ماسيليا و رددت و الدموع تنهمر من عينيها:
معك حق يا امي ،فمجرة هدية من هللا لي ،هدية ال تقدر بثمن. -
في المساء و بعد ما تفقدت ماسيليا اغلب اشغال التنظيف توجهت الى منزلها الموجود في الحديقة الخلفية للقصر.
بيت صغير مستطيل الشكل مكون من غرفة واسعة و غرفة صغيرة يتشكل مطبخ البيت .منزل يحييط به الكثير من اشجار الرمان و
زهور الريحان الذي تحبه ماسيليا و الذي عمل مجرة جاهدا لطيلة اشهر على زراعته و االعتناء به ليشكل حديقة صغيرة امام البيت
بالطريقة التي كانت تتمنى ماسيليا دائما.
عادت ماسيليا لتجد مجرة جالس امام باب المنزل.
مساء الخير سيدة القلب .لماذا تاخرت؟ -
كنت اتفقد استعدادات عشاء الغذ. -
ابتسمت حينها ماسيليا و قالت :
و ماذا كنت تفعل لو تاخرت يا مجرة ؟ -
علت ابتسامة فم مجرة و قال
ال شيء ،كنت سانام براحة النني سارتاح من شخيرك المزعج كل ليلة. -
تحولت ابتسامة ماسيليا لشرارات غضب بادية على وجهها و قالت :
ايها الكاذب ،انا ال اشخر ابدا .اليوم ستبيت خارجا كي تتعلم الدرس ايها المخادع. -
ثم فتحت الباب بسرعة و دخلت و اغلقت الباب خلفها فوقف مجرة مكانه و الضحكات تتسابق ابى فمه بدون توقف:
سيدة القلب انا امزح فقط .انت تعلمين انك تنامين مثل العنزة دون صوت. -
عال صوت ماسيليا من داخل المنزل :
انا عنزة ايها المجرة ،لن افتح لك الباب االن و ستبيت خارجا او داخل اصطبل الخيول كي ترى ماذا تستطيع العنزة ان تفعل. -
علت قهقهات و ضحكات مجرة من خلف الباب بصوت عال جدا.
افتحي يا ماسيليا الباب. -
ال لن افتح يا ايها الخروف. -
بعد دقائق صمتت ضحكات مجرة من الخارج ،فبدأت ماسيليا تنادي عليه مرات عدة حتى شعرت بالخوف و االرتباك.
مجرة ،هل انت موجود ؟ هل انت بخير ؟ -
صمتت ماسيليا قليال ثم ازاحت المفتاح و فتحت الباب لتجد المكان امامها فارغا.
مجرة ،ارجوك سامحني ،كنت امزح فقط .مجرة اين انت ؟ اقسم انني سامحتك يا مجرة. -
بدا الخوف يظهر على وجه ماسيليا حتى سمعت كالما ممزوجا بالضحكات خلفها جعلها تقفز من مكانها فزعا.
لقد اقسمت يا سيدة القلب على مسامحتي. -
ايها المحتال ،لقد افزعتني .و كيف ال اسامحك و انت هديتي من هللا بعد ما مررت به. -
احاط مجرة زوجته بدراعيه و الضحكات تعلو وجهه.
اعتذر يا سيدة القلب .كنت امزح معك فقط .فندخل للداخل العشاء جاهز. -
الفصل 2
ظالم دامس يغطي المكان والكثير من االفاعي السوداء اللون تحيط بها من كل جانب ،لم تستطع ان تميز عددها لكن هناك الكثيرا،
تقترب منها شيىا فشيئا و هي تصرخ باعلى صوتها على زوجها ،تصرخ مرات متتابعة دون جدوى ،و فجأة ظهرت بين تلك االفاعى
افعى كبيرة جدا و وقفت امامها مباشرة و صارت تردد جملة واحدة :انت لي ! انت ملكي ! .انت لي ! انت ملكي!.
افاقت ماسيليا على صوت مجرة و هو واقف على راسها .انتبهت الى انفاسها التي تتصاعد و تنزل بسرعة كبيرة و الى جسمها
المرتعد من راسها حتى اسفل قدميها.
ما بك يا ماسيليا .لقد كان حلما و مضى ،كان حلما و مضى. -
جلست ماسيليا فوث السرير و هي تمسح قطرات العرق المتجمعة على وجهها و تحاول ان تستعيد انفاسها.
كان حلما بشعا يا مجرة .حسي يخبرني ان امرا سيئا قادم في اتجاهنا يا مجرة. -
احاط مجرة زوجته بدراعيه و بدا يطبطب على ظهرها خفة.
استعيذي باهلل من الشيطان الرجيم يا سيدة القلب .و انت اول من تعلمين انه ال مفر لنا من قدر هللا اذن فنحن متسلحين بايماننا -
دوما وهللا المستعان.
و نعم باهلل يا مجرة ،لكن الحلم كان بشعا جدا ،كان مخيفا لدرجة ال تستطيع ان تتصورها. -
ال باس ،لقد مضى و انتهينا .انهظي االن و استعدي ليوم جديد. -
حسنا ،سأنهض االن. -
نهضت ماسيليا من مكانها ،توضات و صلت لعلها تهدا قليال من فزعها ثم توجهت الى القصر عن طريق الممر الفاصل بين -
منزلها الصغير و الحديقة الخلفية للقصر ،بدات اوال بتفقد اعمال تنظيف الغرف و االجنحة ثم توجهت الى المطبخ لتجد السيدة
يمامة جالسة كعادتها فوق الكرسي و امامها الكثير من الخضروات.
-صباح الخير امي يمامة ،اين وصلت في اطبقاء العشاء؟ -
-كل شيء جاهز يا ابنتي. -
هناك انتبهت يمامة الى وجه ماسيليا الشاحب :
هل انت مريضة؟ وجهك اصفر اللون و كانك خرجت من قبر ضيق. -
زفرت ماسيليا و جلست على الكرسي المقابل ليمامة:
رايت حلما بشعا جدا ،و انا خائفة من ان يكون انذارا لشيء سيء قادم نخونا. -
ماذا رايت ؟ -
رايت نفسي في مكان واسع جدا مثل غرفة كبيرة لكنها محاطة بالظالم ،كل شيء فيها اسود .و فجاة بدات الكثير من الثعابين -
تقترب مني حتى احاطت بي من كل جانب فبدات اصرخ انا على مجرة لكنه لم يجبني .ثم توقف تقدم الثعابين ليقترب مني
اولها و هو اكبر و اعظم من الثعابين االخرى و بدا يقول كلمات غير مفهومة.
ما هي هذه الكلمات ؟ -
بدا يصرخ في وجهي و يقول لي انت ملكي! انت لي وحدي ! -
صمتت يمامة قليال و بدات تنظر الى عيني ماسيليا :
استعيذي باهلل من الشيطان الرجيم يا ابنتي و تذكري انه لن يصيبنا اال مع كتبه هللا لنا .هذه مجرد اضغاث احالم ربما اتت اليك -
لكنك تعبت كثيرا في االيام االخيرة.
-نعم اظن ذلك .ساذهب االن الى جاللة الملكة ربما تحتاجني في شيء ما. -
حسنا .انا ساكمل ما تبقى لنا من اشغال هنا. -
خرجت ماسيليا الى المطبخ و توجهت الى غرفة الملكة امنيات ،طرقت الباب مرات عدة لياتي اليها صوت من الداخل يامرها بان
تدخل.
صباح الخير سيدة امنيات ،هل تحتاجينني في شيء ما ؟ -
ال احتاجك في شيء .اذهبي الى جناك الخدم ستجدين هناك البذلة التي ستلبسينها مساءا لتقديم ماذبة طعام ضيوفنا يا ماسيليا. -
لكنني يا سيدتي لست بخير و انا خائفة من ان ال تسير االمور على ما يرام. -
وقفت الملكة من مكانها و امسكت بيدي ماسيليا.
انا ال اثق في احد غيرك يا ماسيليا .و انت تعلمين ان هذا اللقاء مهم لجاللة الملك. -
صمتت ماسيليا و احنت راسها الى االسفل.
حاضر يا سيدتي. -
دائما اخبرك ان ال تناديني سيدتي يا ماسيليا ،فانا اعتبرك اختي و صديقتي. -
حاضر. -
وقفت ماسيليا و اتجهت صوب باب الغرفة.
ساذهب االن الكمل اخر التجهيزات. -
حسنا. -
القت ماسيليا تحية الخروج و توجهت الى جناح الخدم كما اخبرتها الملكة .بحثت في خزانة الخادمة التي كظانت تقوم بتقديم مادبة
العشاء حتى وجدت داخلها بذلة رسمية ذات اللون االبيض و االسود اخدتها و اتجهت الى بيتها كي تستعد لعشاء الليلة و الذي سيكون
بداية قصة لم تكن ماسيليا تتوقع ان تعيشها يوما.
الفصل الثالث
استيقظ الملك غاسق هذا الصباح باكرا ،فلديه الكثير من االشغال عليه ان يقوم بها قبل ان يذهب الى العزيمة الشهرية في مملكة
الشمس.