You are on page 1of 4

‫االهداء‬

‫الى تلك التي لم اجدها بعد‬


‫بحثت كثيرا دون جدوى‬
‫الى نفسي‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫اسدلت شمس الصباح اشعتها باستحياء على ارض النورين‪ ،‬نشرت الزهور الوانها في كل منطقة في مملكة الشمس‪ ،‬كل زهرة‬
‫تتباهى بحسنها و جمالها على اخواتها االخريات‪ .‬و بسطت االشجار اغصانها لتاخد حصتها من مداعبة اشعة الشمس استعدادا لفصل‬
‫الربيع الذي اعلن افتتاح ابوابه على المملكة‪ .‬استيقظت ماسيليا من نومها متاخرة بعد الشيء هذا اليوم مدت يدها الى المكان الفارغ‬
‫امامها لتجده فارغا فادركت ان زوجها قد استيقظ قبلها و بدا في االستعدادات الشهرية لحفلة الملك الستقبال ملك مملكة القمر التي‬
‫يسكنها الحربائيون و مملكة الدجى التي يسكنها الجن‪ .‬نادت ماسيليا على زوجها عدة مرات لكنه لم يستجيب لنداءاتها‪ .‬تقلبت مرات‬
‫عدة في فراشها ثم ازاحت الغطاء و وقفت ليظهر لها وجهها في المراة المنتصبة اماما‪ .‬تحسست بشرتها البيضاء الصافية باصابعها‬
‫‪.‬و فركت بؤبؤ عينيها الزرقاوين الواسعتين من اثر النعاس و هي تغني باغنية طال ما احبتها‬

‫‪.‬لقد تاخرت كثيرا في النوم اليوم ستغضب الملكة امنيات‪-‬‬

‫‪:‬ابتسمت بعدها و اضافت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬لكن زوجي مجرة موجود‪ ،‬لو كان شيئا سيئا لحضر و اخبرني‬
‫غيرت ماسيليا بعدها مالبسها و ارتدت مالبس العمل اليومية و خرجت من الغرفة لتجد زوجها في الحضيرة يستعد لحفلة‬
‫المساء‪.‬‬
‫‪-‬صباح الخير جوهرة الروح‪ .‬ناداها زوجها بعد ما لمحها قادمة في اتجاهه‪.‬‬
‫‪-‬صباح الخير مجرة‪ ،‬الم تناديني الملكة ؟ لماذا تتركني نائمة دائما و انت تعلم انك لو تركتني ما استيقظت ابدا‪.‬‬
‫ضحك بعدها مجرة‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫اعلم انك تعملين جاهدة في اعمال القصر‪ ،‬ال احب ان اوقدك باكرا‪ .‬بالمناسبة‪ .‬الملكة تنتظرك في الحديقة الخلفية و هي منزعجة‬ ‫‪-‬‬
‫جدا لتاخرك اليوم‪.‬‬
‫صرخت ماسيليا وانطلقت في اتجاه الباب الذي يصل بيتهم بالحديقة الخلفية للقصر‪.‬‬
‫لن اسامحك يا مجرة على هذا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضحك مجرة باعلى صوته و هو يكرر ما قالته ماسيليا بطريقة المزاح‪.‬‬
‫ماسيليا و مجرة يعمالن في القصر الملكي منذ نعومة اظافرهما‪ .‬ماسيليا شابة عمرها اثنان و عشرون سنة غاية في الحسن و‬
‫الجمال‪ .‬كانت تعيش مع جدتها الطباخة الرئيسة في القصر الملكي و بعد وفاتها عندما كان عمرها ثمانية عشر سنة جدتها اخدت‬
‫مكانها النها الوحيدة التي تتقن عمل جدتها و فعال اتقنت عملها و صارت اشهر طباخة في الحفالت و المؤدبات الملكية التي تقام‬
‫في القصر‪ ،‬فصارت الملكة تحبها للطفها و طريقة تعاملها مع الخدم و عمال القصر و بعد مرور خمسة اعوام على وفاة جدتها‬
‫و عندما تزوجت من مجرة امرتها الملكة امنيات ان تصبح وصيفتها االولى امام الخدم و صديقتها الوفية و حافظة اسرارها في‬
‫الواقع‪.‬‬
‫اما مجرة فهو عامل في اسطبل خيول الملك‪ ،‬قادته االقدار الى العمل في القصر الملكي بعد ما توفي والداه و ارجعه عمه عبدا‬
‫لديه فاشتراه الملك و حرره ‪ ،‬فقرر العمل في القصر‪ .‬و هناك كان اللقاء االول بين ماسيليا و مجرة الذان احبا بعضهما كثيرا و‬
‫قررا ان يتزوجا بعد مرور خمس سنوات على وفاة جدة ماسيليا النها كانت تحتاج الى الوقت كي تنسى ذكرى جدتها‪.‬‬
‫و ها قد مرت سنة على زواجهما ما زادتها الى حبا و تعلقا ببعضهما‪ ،‬فصار احدها يكمل االخر حتى تعاهدا على عدم االفتراق‬
‫حتى الموت‪.‬‬
‫عندما تزوجت ماسيليا من مجرة قررت الملكة ان ترجعها خادمتها االولى و يدها اليمنى في كل قرارات القصر الخاصة الملكة‬
‫سواء من تجهيزات للحفالت الموسمية او اللقاءات الشهرية للملك صليل مع ملوك الممالك المقاربة لمملكة الشمس سواء مملكة‬
‫القمر التي يفصل بينهما النهر الفاصل‪.‬‬
‫ذهبت ماسيليا في اتجاه الحديقة الخلفية للقصر وصلت قبالة الملكة امنيات الجالسة على كرسي يتراس مجموعة من الكراسي‬
‫البيضاء اللون الكبيرة التي يحيط بها االشجار و الزهور من كل جانب‪ .‬وصلت ماسيليا امام الملكة و استعدت لتقوم بالتحية‬
‫الملكية‪.‬‬
‫‪-‬صباح الخير سيدتي‪ .‬اعتذر على تاخري هذا الصباح‪ .‬فقد تعبت البارحة الن االستعدادات للقاء الشهري لسيدي الملك تكون‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫‪-‬ال باس يا ماسيليا‪ .‬اخبريني هل تم االنتهاء من ‪6‬تنظيف الجناح الخاص باللقاء الشهري ؟‬
‫‪ -‬نعم لقد تفقدته البارحة قبل ان اذهب للنوم‪ .‬كل شيء جاهز يا سيدتي‪ .‬ينقصني فقد تفقد المطبخ و االطباق‪.‬‬
‫‪ -‬حسنا ‪ .‬اليوم ستقومين انت بتنظيم اللقاء و بتقديم اطباق الطعام لظيوفنا‪.‬‬
‫شهقت ماسيليا و تساءلت في استفسار ‪:‬‬
‫لكن يا سيدتي انت تعلمبن انني قظيت حياتي كلها في مطبخ القصر اعد اطباق الطعام‪ .‬ال اعرف شيئا غير تقشير الخضر و‬ ‫‪-‬‬
‫طهي الحساء‪.‬‬
‫قالت الملكة ‪:‬‬
‫الخادمة المكلفة بامور التقديم مريضة و انا ال اثق في احد غيرك فانت تعلمين ان هذا اللقاء مهم للملك اكثر من اي شيء اخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكن يا سيدتي ال اريد ان اخيب ظنكم مع ضيوفكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انا متأكدة انك ستكونين قدر المهمة يا ماسيليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضر سيدتي‪ .‬كلماتك سمعا و طاعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االن اذهبي للمطبخ لتفقد االعدادات االخيرة قبل وصول موكب ملك مملكة القمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ادت ماسيليا التحية الملكية و توجهت الى المطبخ حيث كان الكثير من الخادمات يعملن باجتهاد توجهت الى طاولة مستطيلة‬
‫كبيرة تتوسط المطبخ و يحيط بها ستة كراسي‪ .‬على احد الكراسي الخشبية كانت تجلس "يمامة" و هي عجوز تناهز الثمانين من‬
‫عمرها و امامها دلو مليء بالبطاطس و البصل و في يدها سكين حادة تستعد للشروع في البدا في تقشير الخضر ‪.‬‬
‫‪-‬مرحبا امي الجميلة و الرائعة يمامة‪.‬‬
‫ضحكت يمامة على كلمات ماسيليا و قالت ‪:‬‬
‫و ما موضع هذه الشعيرات البيضاء التي تكسو شعري و تجاعيد وجهي ؟‬ ‫‪-‬‬
‫انها تزيدك جماال يا امي يمامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضعت يمامة سكينها على الطاولة و نظرت مطوال الى ماسيليا ‪:‬‬
‫كل شيء فيك يشبه " ابتهاج" يا ماسيليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعلم ذلك يا امي يمامة‪ .‬لقد اشتقت لها كثيرا يا امي‪ .‬اشتقت لجدتي كثيرا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احاطت يمامة ماسيليا بيديها محاولة ان تواسيها على فراق جدتها ‪:‬‬
‫ال باس يا ابنتي فبعض االحيان يكون عوض هللا و جزاءه على صبرنا على شكل شخص نحبه‪ ،‬و انت عوضك هللا بشخص‬ ‫‪-‬‬
‫يحبك و يقدرك و كان نعم العوض يا ابنتي‪.‬‬
‫ابتسمت ماسيليا و رددت و الدموع تنهمر من عينيها‪:‬‬
‫معك حق يا امي‪ ،‬فمجرة هدية من هللا لي‪ ،‬هدية ال تقدر بثمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫في المساء و بعد ما تفقدت ماسيليا اغلب اشغال التنظيف توجهت الى منزلها الموجود في الحديقة الخلفية للقصر‪.‬‬
‫بيت صغير مستطيل الشكل مكون من غرفة واسعة و غرفة صغيرة يتشكل مطبخ البيت‪ .‬منزل يحييط به الكثير من اشجار الرمان و‬
‫زهور الريحان الذي تحبه ماسيليا و الذي عمل مجرة جاهدا لطيلة اشهر على زراعته و االعتناء به ليشكل حديقة صغيرة امام البيت‬
‫بالطريقة التي كانت تتمنى ماسيليا دائما‪.‬‬
‫عادت ماسيليا لتجد مجرة جالس امام باب المنزل‪.‬‬
‫مساء الخير سيدة القلب‪ .‬لماذا تاخرت؟‬ ‫‪-‬‬
‫كنت اتفقد استعدادات عشاء الغذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابتسمت حينها ماسيليا و قالت ‪:‬‬
‫و ماذا كنت تفعل لو تاخرت يا مجرة ؟‬ ‫‪-‬‬
‫علت ابتسامة فم مجرة و قال‬
‫ال شيء‪ ،‬كنت سانام براحة النني سارتاح من شخيرك المزعج كل ليلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحولت ابتسامة ماسيليا لشرارات غضب بادية على وجهها و قالت ‪:‬‬
‫ايها الكاذب‪ ،‬انا ال اشخر ابدا‪ .‬اليوم ستبيت خارجا كي تتعلم الدرس ايها المخادع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم فتحت الباب بسرعة و دخلت و اغلقت الباب خلفها فوقف مجرة مكانه و الضحكات تتسابق ابى فمه بدون توقف‪:‬‬
‫سيدة القلب انا امزح فقط‪ .‬انت تعلمين انك تنامين مثل العنزة دون صوت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عال صوت ماسيليا من داخل المنزل ‪:‬‬
‫انا عنزة ايها المجرة‪ ،‬لن افتح لك الباب االن و ستبيت خارجا او داخل اصطبل الخيول كي ترى ماذا تستطيع العنزة ان تفعل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علت قهقهات و ضحكات مجرة من خلف الباب بصوت عال جدا‪.‬‬
‫افتحي يا ماسيليا الباب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال لن افتح يا ايها الخروف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعد دقائق صمتت ضحكات مجرة من الخارج‪ ،‬فبدأت ماسيليا تنادي عليه مرات عدة حتى شعرت بالخوف و االرتباك‪.‬‬
‫مجرة‪ ،‬هل انت موجود ؟ هل انت بخير ؟‬ ‫‪-‬‬
‫صمتت ماسيليا قليال ثم ازاحت المفتاح و فتحت الباب لتجد المكان امامها فارغا‪.‬‬
‫مجرة‪ ،‬ارجوك سامحني‪ ،‬كنت امزح فقط‪ .‬مجرة اين انت ؟ اقسم انني سامحتك يا مجرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بدا الخوف يظهر على وجه ماسيليا حتى سمعت كالما ممزوجا بالضحكات خلفها جعلها تقفز من مكانها فزعا‪.‬‬
‫لقد اقسمت يا سيدة القلب على مسامحتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ايها المحتال‪ ،‬لقد افزعتني‪ .‬و كيف ال اسامحك و انت هديتي من هللا بعد ما مررت به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احاط مجرة زوجته بدراعيه و الضحكات تعلو وجهه‪.‬‬
‫اعتذر يا سيدة القلب‪ .‬كنت امزح معك فقط‪ .‬فندخل للداخل العشاء جاهز‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفصل ‪2‬‬
‫ظالم دامس يغطي المكان والكثير من االفاعي السوداء اللون تحيط بها من كل جانب‪ ،‬لم تستطع ان تميز عددها لكن هناك الكثيرا‪،‬‬
‫تقترب منها شيىا فشيئا و هي تصرخ باعلى صوتها على زوجها‪ ،‬تصرخ مرات متتابعة دون جدوى‪ ،‬و فجأة ظهرت بين تلك االفاعى‬
‫افعى كبيرة جدا و وقفت امامها مباشرة و صارت تردد جملة واحدة ‪ :‬انت لي ! انت ملكي !‪ .‬انت لي ! انت ملكي!‪.‬‬
‫افاقت ماسيليا على صوت مجرة و هو واقف على راسها‪ .‬انتبهت الى انفاسها التي تتصاعد و تنزل بسرعة كبيرة و الى جسمها‬
‫المرتعد من راسها حتى اسفل قدميها‪.‬‬
‫ما بك يا ماسيليا‪ .‬لقد كان حلما و مضى‪ ،‬كان حلما و مضى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جلست ماسيليا فوث السرير و هي تمسح قطرات العرق المتجمعة على وجهها و تحاول ان تستعيد انفاسها‪.‬‬
‫كان حلما بشعا يا مجرة‪ .‬حسي يخبرني ان امرا سيئا قادم في اتجاهنا يا مجرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احاط مجرة زوجته بدراعيه و بدا يطبطب على ظهرها خفة‪.‬‬
‫استعيذي باهلل من الشيطان الرجيم يا سيدة القلب‪ .‬و انت اول من تعلمين انه ال مفر لنا من قدر هللا اذن فنحن متسلحين بايماننا‬ ‫‪-‬‬
‫دوما وهللا المستعان‪.‬‬
‫و نعم باهلل يا مجرة‪ ،‬لكن الحلم كان بشعا جدا‪ ،‬كان مخيفا لدرجة ال تستطيع ان تتصورها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال باس‪ ،‬لقد مضى و انتهينا‪ .‬انهظي االن و استعدي ليوم جديد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنا‪ ،‬سأنهض االن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نهضت ماسيليا من مكانها‪ ،‬توضات و صلت لعلها تهدا قليال من فزعها ثم توجهت الى القصر عن طريق الممر الفاصل بين‬ ‫‪-‬‬
‫منزلها الصغير و الحديقة الخلفية للقصر‪ ،‬بدات اوال بتفقد اعمال تنظيف الغرف و االجنحة ثم توجهت الى المطبخ لتجد السيدة‬
‫يمامة جالسة كعادتها فوق الكرسي و امامها الكثير من الخضروات‪.‬‬
‫‪ -‬صباح الخير امي يمامة‪ ،‬اين وصلت في اطبقاء العشاء؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬كل شيء جاهز يا ابنتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هناك انتبهت يمامة الى وجه ماسيليا الشاحب ‪:‬‬
‫هل انت مريضة؟ وجهك اصفر اللون و كانك خرجت من قبر ضيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زفرت ماسيليا و جلست على الكرسي المقابل ليمامة‪:‬‬
‫رايت حلما بشعا جدا‪ ،‬و انا خائفة من ان يكون انذارا لشيء سيء قادم نخونا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماذا رايت ؟‬ ‫‪-‬‬
‫رايت نفسي في مكان واسع جدا مثل غرفة كبيرة لكنها محاطة بالظالم‪ ،‬كل شيء فيها اسود‪ .‬و فجاة بدات الكثير من الثعابين‬ ‫‪-‬‬
‫تقترب مني حتى احاطت بي من كل جانب فبدات اصرخ انا على مجرة لكنه لم يجبني‪ .‬ثم توقف تقدم الثعابين ليقترب مني‬
‫اولها و هو اكبر و اعظم من الثعابين االخرى و بدا يقول كلمات غير مفهومة‪.‬‬
‫ما هي هذه الكلمات ؟‬ ‫‪-‬‬
‫بدا يصرخ في وجهي و يقول لي انت ملكي! انت لي وحدي !‬ ‫‪-‬‬
‫صمتت يمامة قليال و بدات تنظر الى عيني ماسيليا ‪:‬‬
‫استعيذي باهلل من الشيطان الرجيم يا ابنتي و تذكري انه لن يصيبنا اال مع كتبه هللا لنا‪ .‬هذه مجرد اضغاث احالم ربما اتت اليك‬ ‫‪-‬‬
‫لكنك تعبت كثيرا في االيام االخيرة‪.‬‬
‫‪ -‬نعم اظن ذلك‪ .‬ساذهب االن الى جاللة الملكة ربما تحتاجني في شيء ما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنا‪ .‬انا ساكمل ما تبقى لنا من اشغال هنا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خرجت ماسيليا الى المطبخ و توجهت الى غرفة الملكة امنيات‪ ،‬طرقت الباب مرات عدة لياتي اليها صوت من الداخل يامرها بان‬
‫تدخل‪.‬‬
‫صباح الخير سيدة امنيات‪ ،‬هل تحتاجينني في شيء ما ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ال احتاجك في شيء‪ .‬اذهبي الى جناك الخدم ستجدين هناك البذلة التي ستلبسينها مساءا لتقديم ماذبة طعام ضيوفنا يا ماسيليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكنني يا سيدتي لست بخير و انا خائفة من ان ال تسير االمور على ما يرام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقفت الملكة من مكانها و امسكت بيدي ماسيليا‪.‬‬
‫انا ال اثق في احد غيرك يا ماسيليا‪ .‬و انت تعلمين ان هذا اللقاء مهم لجاللة الملك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صمتت ماسيليا و احنت راسها الى االسفل‪.‬‬
‫حاضر يا سيدتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دائما اخبرك ان ال تناديني سيدتي يا ماسيليا‪ ،‬فانا اعتبرك اختي و صديقتي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقفت ماسيليا و اتجهت صوب باب الغرفة‪.‬‬
‫ساذهب االن الكمل اخر التجهيزات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القت ماسيليا تحية الخروج و توجهت الى جناح الخدم كما اخبرتها الملكة‪ .‬بحثت في خزانة الخادمة التي كظانت تقوم بتقديم مادبة‬
‫العشاء حتى وجدت داخلها بذلة رسمية ذات اللون االبيض و االسود اخدتها و اتجهت الى بيتها كي تستعد لعشاء الليلة و الذي سيكون‬
‫بداية قصة لم تكن ماسيليا تتوقع ان تعيشها يوما‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫استيقظ الملك غاسق هذا الصباح باكرا‪ ،‬فلديه الكثير من االشغال عليه ان يقوم بها قبل ان يذهب الى العزيمة الشهرية في مملكة‬
‫الشمس‪.‬‬

You might also like