Professional Documents
Culture Documents
Materi Qirtub 2021
Materi Qirtub 2021
قيل في تعريفه إنه تمليك عين مالية بمعاوضة بإذن شرعي أو تمليك منفعة مباحة على التأبيد بثمن
مالي ،فخرج بمعاوضة القرض ،وبإذن شرعي الربا ،ودخل في منفعة تمليك حق البناء ،وخرج بثمن
ً
األجرة في اإلجارة ،فإنها ال تسمى ثمنا (البيوع ثالثة أشياء) أحدها (بيع عين مشاهدة) أي حاضرة
ً ً ً
(فجائز) إذا وجدت الشروط من كون املبيع طاهرا منتفعا به مقدورا على تسليمه للعاقد عليه والية،
وال بد في البيع من إيجاب وقبول ،فاألول كقول البائع أو القائم مقامه بعتك ،وملكتك بكذا ،والثاني
كقول املشتري أو القائم مقامه اشتريت وتملكت ونحوهما (و) الثاني من األشياء (بيع ش يء موصوف في
الذمة) ويسمى هذا بالسلم (فجائز إذا وجدت) فيه (الصفة على ما وصف به) من صفات السلم
اآلتية في فصل السلم (و) الثالث (بيع عين غائبة لم تشاهد) للمتعاقدين (فال يجوز) بيعها واملراد
بالجواز في هذه الثالثة الصحة ،وقد يشعر قوله لم تشاهد بأنها إن شوهدت ثم غابت عند العقد أنه
ً
يجوز ،ولكن محل هذا في عين ال تتغير غالبا في املدة املتخللة بين الرؤية والشراء (ويصح بيع كل طاهر
منتفع به مملوك) وصرح املصنف بمفهوم هذه األشياء في قوله (وال يصح بيع عين نجسة) وال
متنجسة كخمر ودهن وخل متنجس ونحوها مما ال يمكن تطهيره (وال) بيع (ما ال منفعة فيه) كعقرب
الربا
ً
(فصل) :في الربا بألف مقصورة لغة الزيادة وشرعا مقابلة عوض بآخر مجهول التماثل في معيار الشرع
حالة العقد ،أو مع تأخير في العوضين ،أو أحدهما (والربا) حرام وإنما يكون (في الذهب والفضة و) في
ً ً ً ً
(املطعومات) وهي ما يقصد غالبا للطعم اقتياتا أو تفكها أو تداويا وال يجري الربا في غير ذلك (وال
ً
يجوز بيع الذهب بالذهب وال الفضة كذلك) أي بالفضة مضروبين كانا أو غير مضروبين (إال متماثال)
ً ً ً ً
أي مثال بمثل فال يصح بيع ش يء من ذلك متفاضال وقوله (نقدا) أي حاال يدا بيد ،فلو بيع ش يء من
ً
ذلك مؤجال لم يصح (وال) يصح (بيع ما ابتاعه) الشخص (حتى يقبضه) سواء باعه للبائع أو لغيره
(وال) يجوز (بيع اللحم بالحيوان) سواء كان من جنسه كبيع لحم شاة بشاة أو من غير جنسه ،لكن
ً ً ً ً
من مأكول كبيع لحم بقرة بشاة (ويجوز بيع الذهب بالفضة متفاضال) لكن (نقدا) أي حاال مقبوضا
ً ً ً ً
قبل التفرق (وكذلك املطعومات ال يجوز بيع الجنس منها بمثله إال متماثال نقدا) أي حاال مقبوضا
ً ً ً ً
قبل التفرق (ويجوز بيع الجنس منها بغيره متفاضال) لكن (نقدا) أي حاال مقبوضا قبل التفرق ،فلو
ً
تفرق املتبايعان قبل قبض كله بطل ،أو بعد قبض بعضه ففيه قوال تفريق الصفقة (وال يجوز بيع
الخيار
(فصل) :في أحكام الخيار (واملتبايعان بالخيار) بين إمضاء البيع وفسخه أي يثبت لهما خيار املجلس في
ً
أنواع البيع كالسلم (ما لم يتفرقا) أي مدة عدم تفرقهما عرفا أي ينقطع خيار املجلس ،إما بتفرق
املتبايعين ببدنهما عن مجلس العقد ،أو بأن يختار املتبايعان لزوم العقد ،فلو اختار أحدهما لزوم
ً
العقد ،ولم يختر اآلخر فورا سقط حقه من الخيار ،وبقي الحق لآلخر (ولهما) أي املتبايعين وكذا
ألحدهما إذا وافقه اآلخر (أن يشترطا الخيار) في أنواع البيع (إلى ثالثة أيام) وتحسب من العقد ال من
التفرق ،فلو زاد الخيار على الثالثة بطل العقد ،ولو كان املبيع مما يفسد في املدة املشترطة بطل
ً
العقد (وإذا وجد باملبيع عيب) موجود قبل القبض تنقص به القيمة أو العين نقصا يفوت به غرض
صحيح ،وكان الغالب في جنس ذلك املبيع عدم ذلك العيب ،كزنى رقيق وسرقته وإباقه (فللمشتري
ً
رده) أي املبيع (وال يجوز بيع الثمرة) املنفردة عن الشجرة (مطلقا) أي عن شرط القطع (إال بعد بدو)
ً أي ظهور (صالحها) وهو فيما ال ّ
يتلون انتهاء حالها إلى ما يقصد منها غالبا كحالوة قصب وحموضة
رمان ولين تين ،وفيما ّ
يتلون بأن يأخذ في حمرة أو سواد أو صفرة كالعناب واإلجاص والبلح ،أما قبل
ً
بدو الصالح ،فال يصح بيعها مطلقا ال من صاحب الشجرة ،وال من غيره إال بشرط القطع ،سواء
جرت العادة بقطع الثمرة أم ال ،ولو قطعت شجرة عليها ثمرة جاز بيعها بال شرط قطعها ،وال يجوز
ً
بيع الزرع األخضر في األرض إال بشرط قطعه أو قلعه ،فلو بيع الزرع مع األرض أو منفردا عنها بعد
ً ً
اشتداد الحب جاز بال شرط ،ومن باع ثمرا أو زرعا لم يبد صالحه لزمه سقيه قدر ما تنمو به الثمرة،
وتسلم عن التلف سواء خلى البائع بين املشتري واملبيع أو لم يخل (وال) يجوز (بيع ما فيه الربا بجنسه
ً ً
رطبا) بسكون الطاء املهملة ،وأشار بذلك إلى أنه يعتبر في بيع الربويات حالة الكمال ،فال يصح مثال بيع
عنب بعنب ثم استثنى املصنف مما سبق قوله (إال اللبن) أي فإنه يجوز بيع بعضه ببعض قبل
تجبينه ،وأطلق املصنف اللبن ،فشمل الحليب والرائب واملخيض والحامض ،واملعيار في اللبن الكيل
ً
حتى يصح بيع الرائب بالحليب كيال وإن تفاوتاوز ًنا.
السلم
ً
(فصل) :في أحكام السلم وهو والسلف لغة بمعنى واحد ،وشرعا بيع ش يء موصوف في الذمة ،وال
ً ً ً
يصح إال بإيجاب وقبول (ويصح السلم حاال ومؤجال) فإن أطلق السلم انعقد حاال في األصح ،وإنما
ً
يصح السلم (فيما) أي في ش يء (تكامل فيه خمس شرائط) أحدها (أن يكون) املسلم فيه (مضبوطا
بالصفة التي يختلف بها الغرض) في املسلم فيه بحيث ينتفي بالصفة الجهالة فيه ،وال يكون ذكر
األوصاف على وجه يؤدي لعزة الوجود في املسلم فيه كلؤلؤ كبار ،وجارية وأختها أو ولدها (و) الثاني
ً
(أن يكون جنسا لم يختلط به غيره) فال يصح السلم في املختلط املقصود األجزاء التي ال تنضبط
كهريسة ومعجون ،فإن انضبطت أجزاؤه صح السلم فيه كجبن وأقط ،والشرط الثالث مذكور في
قوله (ولم تدخله النار إلحالته) أي بأن دخلته لطبخ أو ش يء فإن دخلته النار للتمييز كالعسل والسمن
ً ً ً
صح السلم فيه (و) الرابع (أن ال يكون) املسلم فيه (معينا) بل دينا فلو كان معينا ،كأسلمت اليك
ً ً ً ً
هذا الثوب مثال في هذا العيد ،فليس بسلم قطعا وال ينعقد أيضا بيعا في األظهر (و) الخامس أن (ال)
يكون (من معين) كأسلمت إليك هذا الدرهم في صاع من هذه الصبرة (ثم لصحة املسلم فيه ثمانية
شرائط) وفي بعض النسخ ويصح السلم بثمانية شرائط :األول مذكور في قول املصنف (وهو أن
ً
يصفه بعد ذكر جنسه ونوعه بالصفات التي يختلف بها الثمن) فيذكر في السلم في رقيق مثال نوعه
ً ً ً
كتركي أو هندي وذكورته أو أنوثته وسنه تقريبا ،وقده طوال أو قصرا أو ربعة ،ولونه كأبيض ويصف
بياضه بسمرة أو شقرة ،ويذكر في اإلبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير ،الذكورة واألنوثة
والسن واللون والنوع ،ويذكر في الطير النوع والصغر والكبر والذكورة واألنوثة ،والسن إن عرف ،ويذكر
في الثوب الجنس كقطن أو كتان أو حرير ،والنوع كقطن عراقي والطول والعرض ،والغلظ والدقة
والصفافة والرقة والنعومة والخشونة ،ويقاس بهذه الصور غيرها ومطلق السلم في ثوب يحمل على
الخام ال املقصور (و) الثاني (أن يذكر قدره بما ينفي الجهالة عنه) أي أن يكون املسلم فيه معلوم
ً ً ً ً
كيال في مكيل ،ووزنا في موزون ،وعدا في معدود ،وذرعا في مذروع .والثالث مذكور في قول القدر
ً
املصنف (وإن كان) السلم (مؤجال ذكر) العاقد (وقت محله) أي األجل كشهر كذا فلو أجل السلم
ً ً
بقدوم زيد مثال لم يصح( .و) الرابع (أن يكون) املسلم فيه (موجودا عند االستحقاق في الغالب)أي
استحقاق تسليم املسلم فيه ،فلو أسلم فيما ال يوجد عند املحل كرطب في الشتاء لم يصح (و)
الخامس (أن يذكر موضع قبضه) أي محل التسليم إن كان املوضع ال يصلح له أو صلح له ،ولكن
ً
لحمله إلى موضع التسليم مؤنة( .و) السادس (أن يكون الثمن معلوما) بالقدر أو بالرؤية له (و) السابع
(أن يتقابضا) أي املسلم واملسلم إليه في مجلس العقد (قبل التفرق) فلو تفرقا قبل قبض رأس املال
بطل العقد أو بعد قبض بعضه ،ففيه خالف تفريق الصفة واملعتبر القبض الحقيقي ،فلو أحال
املسلم برأس مال السلم وقبضه املحتال ،وهو املسلم إليه من املحال عليه في املجلس لم يكف (و)
ً
الثامن (أن يكون عقد السلم ناجزا ال تدخله خيار الشرط) بخالف خيار املجلس فإنه يدخله.
الرهن
ً
(فصل) :في أحكام الرهن وهو لغة الثبوت وشرعا جعل عين مالية وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر
الوفاء ،وال يصح الرهن إال بإيجاب وقبول ،وشرط كل من الراهن واملرتهن أن يكون مطلق التصرف،
وذكر املصنف ضابط املرهون في قوله (وكل ما جاز بيعه جاز رهنه في الديون إذا استقر ثبوتها في
الذمة) واحترز املصنف بالديون عن األعيان ،فال يصح الرهن عليها كعين مغصوبة ،ومستعارة
ونحوهما من األعيان املضمونة .واحترز باستقر عن الديون قبل استقرارها كدين السلم ،وعن الثمن
مدة الخيار (وللراهن الرجوع فيه ما لم يقبضه) أي املرتهن فإن قبض العين املرهونة ممن يصح
إقباضه لزم الرهن ،وامتنع على الراهن الرجوع فيه والرهن وضعه على األمانة (و) حينئذ (ال يضمنه
ً
املرتهن إال بالتعدي) فيه وال يسقط بتلفه ش يء من الدين ،ولو ادعى تلفه ولم يذكر سببا لتلفه صدق
ً ً
بيمينه ،فإن ذكر سببا ظاهرا لم يقبل إال ببينة ،ولو ادعى املرتهن رد املرهون على الراهن لم يقبل إال
ببينة( ،وإذا قبض) املرتهن (بعض الحق) الذي على الراهن (لم يخرج) أي لم ينفك (ش يء من الرهن
حجر السفيه
ً ً ْ
(والحجر) لغة املنع وشرعا منع التصرف في املال بخالف التصرف (فصل) :في حجر السفيه واملفلس
في غيره كالطالق فينفذ من السفيه ،وجعل املصنف الحجر (على ستة) من األشخاص (الصبي
واملجنون والسفيه) وفسره املصنف بقوله (املبذر ملاله) أي يصرفه في غير مصارفه (واملفلس) وهو
ً ً
لغة من صار ماله فلوسا ،ثم كنى به عن قلة املال أو عدمه وشرعا الشخص (الذي ارتكبته الديون)
وال يفي ماله بدينه أو ديونه( .واملريض) املخوف عليه من مرضه والحجر عليه (فيما زاد على الثلث)
وهو ثلثا التركة ألجل حق الورثة هذا إن لم يكن على املريض دين ،فإن كان عليه دين يستغرق تركته
حجر عليه في الثلث وما زاد عليه (والعبد الذي لم يؤذن له في التجارة) فال يصح تصرفه بغير إذن
سيده ،وسكت املصنف عن أشياء من الحجر مذكورة في املطوالت منها الحجر على املرتد لحق
املسلمين ،ومنها الحجر على الراهن لحق املرتهن (وتصرف الصبي واملجنون والسفيه غير صحيح) .فال
يصح منهم بيع وال شراء وال هبة وال غيرها من التصرفات ،وأما السفيه فيصح نكاحه بإذن وليه
ًّ ً ً
(وتصرف املفلس يصح في ذمته) فلو باع سلما طعاما أو غيره أو اشترى كال منهما بثمن في ذمته صح
ً
(دون) تصرفه في (أعيان ماله) فال يصح وتصرفه في نكاح مثال أو طالق أو خلع صحيح ،وأما املرأة
املفلسة فإن اختلعت على عين لم يصح أو دين في ذمتها صح (وتصرف املريض فيما زاد على الثلث
موقوف على إجازة الورثة) فإن أجازوا الزائد على الثلث صح وإال فال ،وإجازة الورثة وردهم حال
املرض ال يعتبران ،وإنما يعتبر ذلك (من بعده) أي من بعد موت املريض ،وإذا أجاز الوارث ثم قال إنما
أجزت لظني أن املال قليل ،وقد بان خالفه صدق بيمينه (وتصرف العبد) الذي لم يؤذن له في
التجارة (يكون في ذمته) ومعنى كونه في ذمته أنه (يتبع به بعد عتقه) إذا اعتق فإن أذن له السيد في
الصلح
ً ً
(فصل) :في الصلح وهو لغة قطع املنازعة وشرعا عقد يحصل به قطعها (ويصح الصلح مع اإلقرار)
أي إقرار املدعى عليه باملدعى به (في األموال) وهو ظاهر (و) كذا (ما أفض ى إليها) أي األموال كمن ثبت
له على شخص قصاص ،فصالحه عليه على مال بلفظ الصلح فإنه يصح أو بلفظ البيع فال (وهو)
أي الصلح (نوعان إبراء ومعاوضة فاإلبراء) أي صلحه (اقتصاره من حقه) أي دينه (على بعضه) فإذا
صالحه من األلف الذي له في ذمة شخص على خمسمائة منها ،فكأنه قال له أعطني خمسمائة
وأبرأتك من خمسمائة (وال يجوز) بمعنى ال يصح (تعليقه) أي تعليق الصلح بمعنى اإلبراء (على شرط)
كقوله إذا جاء رأس الشهر فقد صالحتك (واملعارضة) أي صلحها (عدوله عن حقه إلى غيره) كأن
ً ً
ادعى عليه دارا أو شقصا منها وأقر له بذلك ،وصالحه منها على معين كثوب ،فإنه يصح (ويجري عليه)
أي على هذا الصلح (حكم البيع) فكأنه في املثال املذكور باعه الدار بالثوب ،وحينئذ فيثبت في
املصالح عليه أحكام البيع كالرد بالعيب ،ومنع التصرف قبل القبض ،ولو صالحه على بعض العين
املدعاة ،فهبة منه لبعضها املتروك منها ،فيثبت في هذه الهبة أحكامها التي تذكر في بابها ،ويسمى هذا
صلح الحطيطة ،وال يصح بلفظ البيع للبعض املتروك ،كأن يبيعه العين املدعاة ببعضهما (ويجوز
ً ً
لإلنسان) املسلم (أن يشرع) بضم أوله وكسر ما قبل آخره أي يخرج (روشنا) ويسمى أيضا بالجناح
ً
وهو إخراج خشب على جدار (في) هواء (طريق نافذ) ويسمى أيضا بالشارع( .بحيث ال يتضرر املار به)
ً
أي الروشن بل يرفع بحيث يمر تحته املار التام الطويل منتصبا ،واعتبر املاوردي أن يكون على رأسه
الحمولة الغالبة ،وإن كان الطريق النافذ ممر فرسان وقوافل ،فليرفع الروشن بحيث يمر تحته
املحمل على البعير مع أخشاب املظلة الكائنة فوق املحمل ،أما الذمي فيمنع من إشراع الروشن
والساباط ،وإن جاز له املرور في الطريق النافذ (وال يجوز) إشراع الروشن (في الدرب املشترك إال بإذن
الشركاء) في الدرب واملراد بهم من نفذ باب داره منهم إلى الدرب ،وليس املراد بهم من الصقه منهم
جداره بال نفوذ باب إليه ،وكل من الشركاء يستحق االنتفاع من باب داره إلى رأس الدرب دون ما يلي
آخر الدرب (ويجوز تقديم الباب في الدرب املشترك وال يجوز تأخيره) أي الباب (إال بإذن الشركاء)
فحيث منعوه لم يجز تأخيره ،وحيث منع من التأخير فصالح شركاء الدرب بمال صح.
الحوالة
ً ً
(فصل) :في الحوالة بفتح الحاء وحكي كسرها وهي لغة التحول أي االنتقال وشرعا نقل الحق من ذمة
املحيل إلى ذمة املحال عليه (وشرائط الحوالة أربعة) أحدها (رضا املحيل) وهو من عليه الدين ال
املحال عليه ،فإنه ال يشترط رضاه في األصح ،وال تصح الحوالة على من ال دين عليه( .و) الثاني (قبول
ً
املحتال) وهو مستحق الدين على املحيل (و) الثالث (كون الحق) املحال به (مستقرا في الذمة)
والتقييد باالستقرار موافق ملا قاله الرافعي ،لكن النووي استدرك عليه في الروضة ،وحينئذ فاملعتبر
ً
في دين الحوالة أن يكون الزما ،أو يؤول إلى اللزوم (و) الرابع (اتفاق ما) أي الدين الذي (في ذمة
املحيل واملحال عليه في الجنس) والقدر (والنوع والحلول والتأجيل) والصحة والتكسير (وتبرأ بها) أي
ً
الحوالة (ذمة املحيل) أي عن دين املحتال ويبرأ أيضا املحال عليه من دين املحيل ،ويتحول حق
املحتال إلى ذمة املحال عليه حتى لو تعذر أخذه من املحال عليه بفلس ،أو جحد للدين ونحوهما لم
ً ً
يرجع على املحيل ،ولو كان املحال عليه مفلسا عند الحوالة ،وجهله املحتال فال رجوع له أيضا على
املحيل.
الضمان
ً ً
(فصل) :في الضمان وهو مصدر ضمنت الش يء ضمانا إذا كفلته وشرعا التزام ما في ذمة الغير من
املال وشرط الضامن أن يكون فيه أهلية التصرف (ويصح ضمان الديون املستقرة في الذمة إذا علم
قدرها) والتقييد باملستقرة يشكل عليه صحة ضمان الصداق قبل الدخول ،فإنه حينئذ غير مستقر
ً ً
في الذمة ،ولهذا لم يعتبر الرافعي والنووي إال كون الدين ثابتا الزما وخرج بقوله إذا علم قدرها
الديون املجهولة ،فال يصح ضمانها ،كما سيأتي( .ولصاحب الحق) أي الدين (مطالبة من شاء من
الضامن واملضمون عنه) وهو من عليه الدين وقوله (إذا كان الضمان على ما بينا) ساقط في أكثر
نسخ املتن (وإذا غرم الضامن رجع على املضمون عنه) بالشرط املذكور في قوله (إذا كان الضمان
ً
والقضاء) أي كل منهما (بإذنه) أي املضمون عنه ثم صرح بمفهوم قوله سابقا إذا علم قدرها بقوله
ً
هنا (وال يصح ضمان املجهول) كقوله بع فالنا كذا وعلي ضمان الثمن (وال) ضمان (ما لم يجب)
كضمان مائة تجب على زيد في املستقبل (إال درك املبيع) أي ضمان درك املبيع بأن يضمن للمشتري
ً ً
الثمن إن خرج املبيع مستحقا أو يضمن للبائع املبيع إن خرج الثمن مستحقا.
ً
(فصل) :في ضمان غير املال من األبدان ويسمى كفالة الوجه أيضا وكفالة البدن كما قال (والكفالة
بالبدن جائزة إذا كان على املكفول به) أي ببدنه (حق آلدمي) كقصاص وحد قذف ،وخرج بحق
اآلدمي حق هللا تعالى ،فال تصح الكفالة ببدن من عليه حق هللا تعالى كحد سرقة وحد خمر وحد زنى
ويبرأ الكفيل بتسليم املكفول ببدنه في مكان التسليم بال حائل يمنع املكفول له عنه.
الشركة
ً
(فصل) :في الشركة وهي لغة االختالط وشرعا ثبوت الحق على جهة الشيوع في ش يء واحد الثنين
فأكثر (وللشركة خمس شرائط) األول (أن تكون) الشركة (على ناض) أي نقد (من الدراهم والدنانير)
ً
وإن كانا مغشوشين واستمر رواجهما في البلد ،وال تصح في تبر وحلي وسبائك ،وتكون الشركة أيضا
ّ
املتقوم كالعروض من الثياب ونحوها (و) الثاني (أن يتفقا في الجنس والنوع) على املثلي كالحنطة ال
فال تصح الشركة في الذهب والدراهم ،وال في صحاح ومكسرة ،وال في حنطة بيضاء وحمراء (و) الثالث
(أن يخلطا املالين) بحيث ال يتميزان (و) الرابع (أن يأذن كل واحد منهما) أي الشريكين (لصاحبه في
التصرف) فإذا أذن له فيه تصرف بال ضرر ،فال يبيع كل منهما نسيئته ،وال بغير نقد البلد ،وال بغبن
فاحش ،وال يسافر باملال املشترك ،إال بإذن فإن فعل أحد الشريكين ما نهي عنه ،لم يصح في نصيب
ً
شريكه ،وفي نصيبه قوال تفريق الصفقة (و) الخامس (أن يكون الربح والخسران على قدر املالين)
سواء تساوى الشريكان في العمل في املال املشترك أو تفاوتا فيه ،فإن شرط التساوي في الربح مع
تفاوت املالين أو عكسه لم يصح ،والشركة عقد جائز من الطرفين (و) حينئذ فـ (لكل واحد منهما) أي
الشريكين (فسخها متى شاء) وينعزالن عن التصرف بفسخهما (ومتى مات أحدهما) أو جن أو أغمي
الوكالة
(فصل) :في أحكام الوكالة وهي بفتح الواو وكسرها في اللغة التفويض ،وفي الشرع تفويض شخص
ً
شيئا له فعله مما يقبل النيابة إلى غيره ،ليفعله حال حياته ،وخرج بهذا القيد اإليصاء ،وذكر
املصنف ضابط الوكالة في قوله( :وكل ما جاز لإلنسان التصرف فيه بنفسه جاز له أن يوكل) فيه غيره
ً ً (أو يتوكل فيه) عن غيره فال يصح من ّ
صبي أو مجنون أن يكون موكال وال وكيال ،وشرط املوكل فيه أن
ً ً
يكون قابال للنيابة ،فال يصح التوكيل في عبادة بدنية إال الحج وتفرقة الزكاة مثال .وأن يملكه املوكل
ً
فلو وكل شخصا في بيع عبد سيملكه أو في طالق امرأة سينكحها بطل (والوكالة عقد جائز) من
الطرفين (و) حينئذ (لكل منهما) أي املوكل والوكيل (فسخها متى شاء وتنفسخ) الوكالة (بموت
أحدهما) أو جنونه أو إغمائه (والوكيل أمين) وقوله (فيما يقبضه وفيما يصرفه) ساقط في أكثر النسخ
(وال يضمن) الوكيل (إال بالتفريط) فيما وكل فيه ،ومن التفريط تسليمه املبيع قبل قبض ثمنه( .وال
يجوز) للوكيل وكالة مطلقة (أن يبيع ويشتري إال بثالثة شرائط) أحدها (أن يبيع بثمن املثل) ال بدونه
ً
وال بغبن فاحش وهو ما ال يحتمل في الغالب( .و) الثاني (أن يكون) ثمن املثل (نقدا) فال يبيع الوكيل
نسيئة وإن كان قدر ثمن املثل .والثالث أن يكون النقد (بنقد البلد) فلو كان في البلد نقدان باع
باألغلب منهما ،فإن استويا باع باألنفع للموكل فإن استويا تخير ،وال يبيع بالفلوس ،وإن راجت رواج
ً
مطلقا(من نفسه) وال من ولده الصغير ،ولو ّ ً
صرح املوكل النقود (وال يجوز أن يبيع) الوكيل بيعا
ً
للوكيل في البيع من الصغير كما قاله املتولي خالفا للبغوي ،واألصح أنه يبيع ألبيه وإن عال واليته
الصلح عنه وقوله (إال بإذنه) ساقط في بعض النسخ ،واألصح أن التوكيل في اإلقرار ال يصح.
اإلقرار
ً ً
(فصل) :في أحكام اإلقرار وهو لغة اإلثبات وشرعا إجبار بحق على املقر ،فخرجت الشهادة ألنها إخبار
ّ
(واملقر به ضربان) أحدهما (حق هللا تعالى) كالسرقة والزنى (و) الثاني (حق بحق للغير على الغير
اآلدمي) كحد القذف لشخص (فحق هللا تعالى يصح الرجوع فيه عن اإلقرار به) كأن يقول من أقر
بالزنى ،رجعت عن هذا اإلقرار أو كذبت فيه ويسن للمقر بالزنى الرجوع عنه (وحق اآلدمي ال يصح
الرجوع فيه عن اإلقرار به) وفرق بين هذا والذي قبله بأن حق هللا تعالى مبني على املسامحة ،وحق
اآلدمي مبني على املشاحة (وتفتقر صحة اإلقرار إلى ثالثة شروط) أحدها(البلوغ) فال يصح إقرار
ً
الصبي ،ولو مراهقا ولو بإذن وليه( .و) الثاني (العقل) فال يصح إقرار املجنون واملغمي عليه ،وزائل
العقل بما يعذر فيه ،فإن لم يعذر فحكمه كالسكران (و) الثالث (االختيار) فال يصح إقرار مكره بما
أكره عليه (وإن كان اإلقرار بمال اعتبر فيه شرط رابع وهو الرشد) واملراد به كون املقر مطلق
التصرف ،واحترز املصنف بمال عن اإلقرار بغيره كطالق وظهار ونحوهما ،فال يشترط في املقر بذلك
الرشد بل يصح من الشخص السفيه (وإذا أقر) الشخص (بمجهول) كقوله لفالن على ش يء (رجع)
بضم أوله (إليه) أي املقر (في بيانه) أي املجهول فيقبل تفسيره بكل ما يتمول ،وإن قل كفلس ولو
فسر املجهول بما ال يتمول ،لكن من جنسه كحبة حنطة أو ليس من جنسه ،لكن يحل اقتناؤه كجلد
ميتة وكلب معلم ،وزبل قبل تفسيره في جميع ذلك على األصح ،ومتى أقر بمجهول وامتنع من بيانه
بعد أن طولب به حبس حتى يبين املجهول ،فإن مات قبل البيان طولب به الوارث ،ووقف جميع
التركة (ويصح االستثناء في اإلقرار إذا وصله به) أي وصل املقر االستثناء باملستثنى منه ،فإن فصل
ً
بينهما بسكوت أو كالم كثير أجنبي ضرا ،أما السكوت اليسير كسكتة تنفس ،فال يضر ويشترط أيضا في
االستثناء أن ال يستغرق املستثنى منه ،فإن استغرقه نحو لزيد على عشرة إال عشر ضر (وهو) أي
اإلقرار (في حال الصحة واملرض سواء) حتى لو أقر شخص في صحته بدين لزيد وفي مرضه بدين لعمر
العارية
(فصل) :في أحكام العارية وهي بتشديد الياء في األفصح مأخوذة من عار إذا ذهب ،وحقيقتها الشرعية
إباحة االنتفاع من أهل التبرع بما يحل االنتفاع به مع بقاء عينه ليرده على املتبرع ،وشرط املعير صحة
ً
تبرعه وكونه مالكا ملنفعة ما يعيره ،فمن ال يصح تبرعه كصبي ومجنون ال تصح إعارته ،ومن ال يملك
املنفعة كمستعير ال تصح إعارته إال بإذن املعير ،وذكر املصنف ضابط املعار في قوله( :وكل ما أمكن
االنتفاع به) منفعة مباحة (مع بقاء عينه جازت إعارته) فخرج بمباحة آلة اللهو فال تصح إعارتها
ً
وببقاء عينه إعارة الشمعة للوقود ،فال تصح وقوله (إذا كانت منافعه آثارا) مخرج للمنافع التي هي
أعيان كإعارة شاة للبنها وشجرة لثمرتها ونحو ذلك ،فإنه ال يصح فلو قال لشخص خذ هذه الشاة
ً
فقد أبحتك درها ونسلها ،فاإلباحة صحيحة والشاة عارية (وتجوز العارية مطلقا) من غير تقييد
ً ً
بوقت (ومقيدا بمدة) أي بوقت كأعرتك هذا الثوب شهرا وفي بعض النسخ ،وتجوز العارية مطلقة
ومقيدة بمدة وللمعير الرجوع في كل منهما متى شاء (وهي) أي العارية إذا تلفت ال باستعمال مأذون فيه
(مضمونة على املستعير بقيمتها يوم تلفها) ال بقيمتها يوم قبضها وال بأقص ى القيم فإن تلفت
باستعمال مأذون فيه كإعارة ثوب للبسه ،فانسحق أو انمحق باالستعمال فال ضمان.
الغصب
ً ً ً ً
(فصل) :في أحكام الغصب وهو لغة أخذ الش يء ظلما مجاهرة وشرعا االستيالء على حق الغير عدوانا،
ً
ويرجع في االستيالء للعرف ودخل في حق ما يصح غصبه مما ليس بمال كجلد ميتة ،وخرج بعدوانا
ً
االستيالء بعقد (ومن غصب ماال ألحد لزمه رده) ملالكه ولو غرم على رده أضعاف قيمته (و) لزمه
ً ً ً
أيضا (أرش نقصه) إن نقص كمن غصب ثوبا فلبسه أو نقص بغير لبس (و) لزمه أيضا (أجرة مثله)
أما لو نقص املغصوب برخص سعره ،فال يضمنه الغاصب على الصحيح ،وفي بعض النسخ ومن
غصب مال امرىء أجبر على رده الخ( ،فإن تلف) املغصوب (ضمنه) الغاصب (بمثله إن كان له) أي
املغصوب (مثل) واألصح أن املثلي ما حصره كيل أو وزن ،وجاز السلم فيه كنحاس وقطن ال غالية
ومعجون .وذكر املصنف ضمان املتقوم في قوله (أو) ضمنه (بقيمته إن لم يكن له مثل) بأن كان
ً
متقوما واختلفت قيمته (أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف) والعبرة في القيمة بالنقد
ً
الغالب فإن غلب نقدان وتساويا قال الرافعي :عين القاض ي واحدا منهما.
الشفعة
ً
(فصل) :في أحكام الشفعة وهي بسكون الفاء وبعض الفقهاء يضمها ومعناها لغة الضم ،وشرعا حق
تملك قهري يثبت للشريك القديم على الشريك الحادث بسبب الشركة بالعوض الذي ملك به،
وشرعت لدفع الضرر (والشفعة واجبة) أي ثابتة (للشريك بالخلطة) أي خلطة الشيوع (دون) خلطة
ً
(الجوار) فال شفعة لجار الدار مالصقا كان أو غيره وإنما تثبت الشفعة (فيما ينقسم) أي يقبل
القسمة (دون ما ال ينقسم) كحمام صغير فال شفعة فيه فإن أمكن انقسامه كحمام كبير ،يمكن
ً
جعله حمامين ثبتت الشفعة فيه (و) الشفعة ثابتة أيضا (في كل ما ال ينقل من األرض) غير املوقوفة
ً
واملحتكرة (كالعقار وغيره) من البناء والشجر تبعا لألرض ،وإنما يأخذ الشفع شقص العقار (بالثمن
ً ً
الذي وقع عليه البيع) فإن كان الثمن مثليا كحب ونقد أخذه بمثله ،أو متقوما كعبد وثوب أخذه
بقيمته يوم البيع (وهي) أي الشفعة بمعنى طلبها (على الفور) وحينئذ فليبادر الشفيع إذا علم بيع
الشقص بأخذه ،وتكون املبادرة في طلب الشفعة على العادة ،فال يكلف اإلسراع على خالف عادته
ً
بعدو أو غيره بل الضابط في ذلك أن ماعد توانيا في طلب الشفعة أسقطها وإال فال (فإن أخرها) أي
ً ً ً
الشفعة (مع القدرة عليها بطلت) فلو كان مريد الشفعة مريضا أو غائبا عن بلد املشتري أو محبوسا أو
ً
خائفا من عدو ،فليوكل إن قدر وإال فليشهد على الطلب ،فإن ترك املقدور عليه من التوكيل أو
اإلشهاد بطل حقه في األظهر ،ولو قال الشفيع لم أعلم أن حق الشفعة على الفور ،وكان ممن يخفى
عليه ذلك صدق بيمينه (وإذا تزوج) شخص (امرأة على شقص أخذه) أي أخذ (الشفيع) الشقص
(بمهر املثل) لتلك املرأة (وإن كان الشفعاء جماعة استحقوها) أي الشفعة (على قدر) حصصهم من
(األمالك) فلو كان ألحدهم نصف عقار ولآلخر ثلثه ،ولآلخر سدسه فباع صاحب النصف حصته
ً
أخذها اآلخران أثالثا.
القراض
ً ً
(فصل) :في أحكام القراض وهو لغة مشتق من القرض وهو القطع ،وشرعا دفع املالك ماال للعامل
يعمل فيه وربح املال بينهما (وللقراض أربعة شرائط) أحدها (أن يكون على ناض) أي نقد (من
الدراهم والدنانير) الخالصة فال يجوز القراض على تبر وال حلي وال مغشوش وال عروض ومنها الفلوس
ً ً
(و) الثاني (أن يأذن رب املال للعامل في التصرف) إذنا (مطلقا) فال يجوز للمالك أن يضيق التصرف
ً ً
على العامل ،كقوله ال تشتر شيئا حتى تشاورني أو ال تشتر إال الحنطة البيضاء مثال ،ثم عطف
ً ً ً
املصنف على قوله سابقا مطلقا قوله هنا (أو فيما) أي في التصرف في ش يء (ال ينقطع وجوده غالبا)
فلو شرط عليه شراء ش يء يندر وجوده كالخيل البلق لم يصح (و) الثالث (أن يشرط له) أي يشرط
ً ً
املالك للعامل (جزءا معلوما من الربح) كنصفه أو ثلثه ،فلو قال املالك للعامل قارضتك على هذا
ً
املال على أن لك فيه شركة أو نصيبا منه فسد القراض ،أو على أن الربح بيننا ويكون الربح نصفين
(و) الرابع (أن ال َّ
يقدر) القراض (بمدة) معلومة كقوله قارضتك سنة ،وأن ال يعلق بشرط كقوله :إذا
جاء رأس الشهر قارضتك والقراض أمانة (و) حينئذ (ال ضمان على العامل) في مال القراض (إال
بعدوان) فيه وفي بعض النسخ بالعدوان (وإذا حصل) في مال القراض (ربح وخسران جبر الخسران
بالربح) واعلم أن عقد القراض جائز من الطرفين ،فلكل من املالك والعامل فسخه.
املساقة
ً ً ً
(فصل) :في أحكام املساقاة وهي لغة مشتقة من السقي وشرعا دفع الشخص نخال أو شجر عنب ملن
ً ً
يتعهده بسقي وتربية ،على أن له قدرا معلوما من ثمره (واملساقاة جائزة على) شيئين فقط (النخل
والكرم) فال تجوز املساقاة على غيرهما كتين ومشمش ،وتصح املساقاة من جائز التصرف لنفسه
ولصبي ومجنون بالوالية عليهما عند املصلحة ،وصيغتها ساقيتك على هذا النخل بكذا أو سلمته إليك
لتتعهده ونحو ذلك ،ويشترط قبول العامل (ولها) أي للمساقاة (شرطان أحدهما أن يقدرها املالك
(بمدة معلومة) كسنة هاللية ،وال يجوز تقديرها بإدراك الثمرة في األصح (والثاني أن يعين) املالك
ً ً
(للعامل جزءا معلوما من الثمرة) كنصفها أو ثلثها ،فلو قال املالك للعامل على أن ما فتح هللا به من
الثمرة يكون بيننا صح ،وحمل على املناصفة (ثم العمل فيها على ضربين) أحدهما (عمل يعود نفعه
إلى الثمرة) كسقي النخل وتلقيحه يوضع ش يء من طلع الذكور في طلع اإلناث (فهو على العامل و)
الثاني (عمل يعود نفعه إلى األرض) كنصب الدواليب وحفر األنهار (فهو على رب املال) وال يجوز أن
ً
يشرط املالك على العامل شيئا ليس من أعمال املساقاة كحفر النهر ،ويشترط انفراد العامل بالعمل،
فلو شرط رب املال عمل غالمه مع العامل لم يصح ،واعلم أن عقد املساقاة الزم من الطرفين ،ولو
ً
خرج الثمر مستحقا كأن أوص ى بثمر النخل املساقى عليها ،فللعامل على رب املال أجرة املثل لعمله.
اإلجارة
ً
(فصل) :في أحكام اإلجارة وهي بكسر الهمزة في املشهور وحكى ضمها وهي لغة اسم لألجرة ،وشرعا
عقد على منفعة معلومة مقصودة قابلة للبذل واإلباحة بعوض معلوم ،وشرط كل من املؤجر
واملستأجر الرشد ،وعدم اإلكراه وخرج بمعلومة الجعالة وبمقصودة استئجار تفاحة لشمها ،وبقابلة
للبذل منفعة البضع فالعقد عليها ال يسمى إجارة ،وباإلباحة إجارة الجواري للوطء ،وبعوض اإلعارة،
وبمعلوم عوض املساقاة ،وال تصح اإلجارة إال بإيجاب كآجرتك ،وقبول كاستأجرت ،وذكر املصنف
ضابط ما تصح إجارته بقوله (وكل ما أمكن االنتفاع به مع بقاء عينه) كاستئجار دار للسكنى ودابة
للركوب (صحت إجارته) وإال فال ولصحة إجارة ما ذكر شروط ذكرها بقوله (إذا قدرت منفعته بأحد
أمرين) إما (بمدة) كآجرتك هذه الدار سنة (أو عمل) كاستأجرتك لتخيط لي هذا الثوب ،وتجب األجرة
في اإلجارة بنفس العقد (وإطالقها يقتض ي تعجيل األجرة إال أن يشترط) فيها (التأجيل) فتكون األجرة
مؤجلة حينئذ (وال تبطل) اإلجارة (بموت أحد املتعاقدين) أي املؤجر واملستأجر ،وال بموت املتعاقدين،
بل تبقى اإلجارة بعد املوت إلى انقضاء مدتها ،ويقوم وارث املستأجر مقامه في استيفاء منفعة العين
املؤجرة (وتبطل) اإلجارة (بتلف العين املستأجرة) كانهدام الدار وموت الدابة املعينة ،وبطالن اإلجارة
بما ذكر بالنظر للمستقبل ال املاض ي ،فال تبطل اإلجارة فيه في األظهر ،بل يستقر قسطه من املسمى
باعتبار أجرة املثلّ ،
فتقوم املنفعة حال العقد في املدة املاضية ،فإذا قيل كذا يؤخذ بتلك النسبة من
املسمى ،وما تقدم من عدم االنفساخ في املاض ي مقيد بما بعد ،قبض العين املؤجرة ،وبعد مض ي مدة
لها أجرة ،وإال انفسخ في املستقبل واملاض ي ،وخرج باملعينة ما إذا كانت الدابة املؤجرة في الذمة ،فإن
املؤجر إذا أحضرها وماتت في أثناء املدة ،فال تنفسخ اإلجارة بل يجب على املؤجر إبدالها .واعلم أن يد
األجير على العين املؤجرة يد أمانة (و) حينئذ (ال ضمان على األجير إال بعدوان) فيها كأن ضرب الدابة
ً
فوق العادة أو أركبها شخصا أثقل منه.
الجعالة
ً
(فصل) :في أحكام الجعالة وهي بتثليث الجيم ومعناها لغة ما يجعل لشخص على ش يء يفعله ،وشرعا
ً ً
التزام مطلق التصرف عوضا معلوما على عمل معين أو مجهول ملعين أو غيره (والجعالة جائزة) من
ً ً
الطرفين طرف الجاعل واملجعول له (وهو أن يشترط في رد ضالته عوضا معلوما) كقول مطلق
التصرف من رد ضالتي فله كذا (فإذا ردها استحق) الراد (ذلك العوض املشروط) له.
(فصل) :في أحكام املخابرة وهي عمل العامل في أرض املالك ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل
ً ً ً
(وإذا دفع) شخص (إلى رجل أرضا ليزرعها وشرط له جزءا معلوما من ريعها لم يجز) ذلك لكن
ً
النووي تبعا البن املنذر اختار جواز املخابرة ،وكذا املزارعة ،وهي عمل العامل في األرض ببعض ما
ً
يخرج منها ،والبذر من املالك (وإن إكراه) أي شخص (إياها) أي أرضا (بذهب أو فضة أو شرط له
ً ً ً
طعاما معلوما في ذمته جاز) أما لو دفع لشخص أرضا فيها نخل كثير أو قليل ،فساقاه عليه وزارعه
ً
على األرض فتجوز هذه املزارعة تبعا للمساقاة.
إحياء املوات
(فصل) :في أحكام إحياء املوات وهو كما قال الرافعي في الشرح الصغير أرض ال مالك لها ،وال ينتفع
ً
بها أحد (وإحياء املوات جائز بشرطين) أحدهما (أن يكون املحيي مسلما) فيسن له إحياء األرض امليتة
سواء أذن له اإلمام أم ال ،اللهم إال أن يتعلق باملوات حتى كأن حمى اإلمام قطعة منه ،فأحياها
شخص فال يملكها إال بإذن اإلمام في األصح ،أما الذمي واملعاهد واملستأمن ،فليس لهم اإلحياء ،ولو
أذن لهم اإلمام (و) الثاني (أن تكون األرض حرة لم يجز عليها ملك ملسلم) وفي بعض النسخ أن تكون
ً ً
األرض حرة واملراد من كالم املصنف أن ما كان معمورا ،وهو اآلن خراب فهو ملالكه إن عرف مسلما
ً
كان أو ذميا وال يملك هذا الخراب باإلحياء فإن لم يعرف مالكه والعمارة إسالمية فهذا املعمور مال
ضائع األمر فيه لرأي اإلمام في حفظه أو بيعه وحفظ ثمنه ،وإن كان املعمور جاهلية ملك باإلحياء
(وصفة اإلحياء ما كان في العادة عمارة للمحيا) ويختلف هذا باختالف الغرض الذي يقصده املحيي،
ً
فإن أراد املحيي إحياء املوات مسكنا اشترط فيه تحويط البقعة ببناء حيطانها بما جرت به عادة ذلك
ً
املكان من آجر أو حجر أو قصب ،واشترط أيضا سقف بعضها ونصب باب ،وإن أراد املحيي إحياء
املوات زريبة دواب فيكفي تحويط دون تحويط السكنى ،وال يشترط السقف ،وإن أراد املحيي إحياء
املوات مزرعة ،فيجمع التراب حولها ويسوي األرض بكسح مستعل فيها ،وطم منخفض وترتيب ماء لها
بشق ساقية من بئر أو حفر قناة ،فإن كفاها املطر املعتاد لم يحتج لترتيب املاء على الصحيح ،وإن أراد
ً
املحيي إحياء املوات بستانا فيجمع التراب والتحويط حول أرض البستان إن جرت به عادة ،ويشترط
ً
مع ذلك الغرس على املذهب .واعلم أن املاء املختص بشخص ال يجب بذله ملاشية غيره مطلقا (و)
إنما (يجب بذل املاء بثالثة شرائط) أحدها (أن يفضل عن حاجته) أي صاحب املاء ،فإن لم يفضل
بدأ بنفسه ،وال يجب بذله لغيره (و) الثاني (أن يحتاج إليه غيره) إما (لنفسه أو لبهيمته) هذا إذا كان
كأل ترعاه املاشية ،وال يمكن رعيه إال بسقي املاء وال يجب عليه بذل املاء لزرع غيره ،وال لشجره (و)
الثالث (أن يكون) املاء في مقره وهو (مما يستخلف في بئر أو عين) فإذا أخذ هذا املاء في إناء لم يجب
بذله على الصحيح ،وحيث وجب البذل للماء ،فاملراد به تمكين املاشية من حضورها البئر إن لم
يتضرر صاحب املاء في زرعه أو ماشيته ،فإن تضرر بورودها منعت منه ،واستقى لها الرعاة كما قاله
املاوردي وحيث وجب البذل للماء امتنع أخذ العوض عليه على الصحيح.
الوقف
ً
(فصل) :في أحكام الوقف وهو لغة الحبس ،وشرعا حبس مال معين قابل للنقل يمكن االنتفاع به مع
ً
بقاء عينه ،وقطع التصرف فيه على أن يصرف في جهة خير تقربا إلى هللا تعالى ،وشرط الواقف صحة
عبارته وأهلية التبرع (والوقف جائز بثالثة شرائط) وفي بعض النسخ الوقف جائز وله ثالثة شروط
ً ً
أحدها أن يكون املوقوف (مما ينتفع به مع بقاء عينه) ويكون االنتفاع مباحا مقصودا ،فال يصح
وقف آلة اللهو ،وال وقف دراهم للزينة ،وال يشترط النفع في الحال فيصح وقف عبد وجحش
صغيرين ،وأما الذي ال تبقى عينه كمطعوم وريحان فال يصح وقفه (و) الثاني (أن يكون) الوقف (على
أصل موجود وفرع ال ينقطع) فخرج الوقف على من سيولد للواقف ،ثم على الفقراء ويسمى هذا
منقطع األول ،فإن لم يقل ثم الفقراء كان منقطع األول واآلخر ،وقوله ،ال ينقطع احتراز عن الوقف
املنقطع اآلخر .كقوله وقفت هذا على زيد ثم نسله ،ولم يزد على ذلك ،وفيه طريقان أحدهما أنه
باطل كمنقطع األول ،وهو الذي مش ى عليه املصنف ،لكن الراجح الصحة (و) الثالث (أن ال يكون)
الوقف (في محظور) بظاء مشالة أي ّ
محرم فال يصح الوقف على عمارة كنيسة للتعبد ،وأفهم كالم
املصنف أنه ال يشترط في الوقف ظهور قصد القربة ،بل انتفاء املعصية سواء وجد في الوقف ظهور
ً
قصد القربة كالوقف على الفقراء ،أو كالوقف على األغنياء ،ويشترط في الوقف أن ال يكون مؤقتا
ً
كوقفت هذا سنة وأن ال يكون معلقا كقوله إذا جاء رأس الشهر ،فقد وقفت كذا (وهو) أي الوقف
(على ما شرط الواقف) فيه (من تقديم) لبعض املوقوف عليهم كوقفت على أوالدي األورع منهم (أو
تأخير) كوقفت على أوالدي فإذا انقرضوا فعلى أوالدهم (أو تسوية) كوقفت على أوالدي بالسوية بين
ذكورهم وإناثهم (أو تفضيل) لبعض األوالد على بعض كوقفت على أوالدي ،للذكر منهم مثل حظ
األنثيين.
الهبة
(فصل) :في أحكام الهبة وهي لغة مأخوذة من هبوب الريح ،ويجوز أن تكون من هب من نومه إذا
استيقظ ،فكأن فاعلها استيقظ لإلحسان وهي في الشرع تمليك منجز مطلق في عين حال الحياة ،بال
عوض ،ولو من األعلى ،فخرج باملنجز الوصية ،وباملطلق التمليك املؤقت ،وخرج بالعين هبة املنافع
ً
وخرج بحال الحياة الوصية ،وال تصح الهبة إال بإيجاب وقبول لفظا .وذكر املصنف ضابط املوهوب في
قوله (وكل ما جاز بيعه جاز هبته) وما ال يجوز بيعه كمجهول ال تجوز هبته إال حبتي حنطة ونحوها،
فال يجوز بيعها وتجوز هبتها وال تملك (وال تلزم الهبة إال بالقبض) بإذن الواهب فلو مات املوهوب له
أو الواهب قبل قبض الهبة لم تنفسخ الهبة ،وقام وارثه مقامه في القبض واإلقباض (وإذا قبضها
ً ً
املوهوب له لم يكن للواهب أن يرجع فيها إال أن يكون والدا) وإن عال (وإذا أعمر) شخص (شيئا) أي
ً ً
دارا مثال كقوله أعمرتك هذه الدار (أو أرقبه) إياها كقوله أرقبتك هذه الدار أو جعلتها لك رقبى ،أي
إن مت قبلي عادت إلي ،وإن مت قبلك استقرت لك فقبل وقبض (كان) ذلك الش يء (للمعمر أو
للمرقب) بلفظ اسم املفعول فيهما (ولورثته من بعده) وبلغو الشرط املذكور .
اللقطة
ً
(فصل) :في أحكام اللقطة وهي بفتح القاف اسم للش يء امللتقط ومعناها شرعا ما ضاع من مالكه
ً ً ً
بسقوط أو غفلة أو نحوهما (وإذا وجد) شخص بالغا كان أو ال مسلما كان أو ال فاسقا كان أو ال
(لقطة في موات أو طريق فله أخذها وتركها و) لكن (أخذها أولى من تركها إن كان) اآلخذ لها (على ثقة
من القيام بها) فلو تركها من غير أخذ لم يضمنها ،وال يجب اإلشهاد على التقاطها لتملك أو حفظ،
وينزع القاض ي اللقطة من الفاسق ،ويضعها عند عدل وال يعتمد تعريف الفاسق اللقطة ،بل يضم
ً
عدال يمنعه من الخيانة فيها ،وينزع الولي اللقطة من يد الصبيّ ، ً
ويعرفها ثم بعد القاض ي إليه رقيبا
تعريفها يتملك اللقطة للصبي إن رأى املصلحة في تملكها له (وإذا أخذها) أي اللقطة (وجب عليه أن
ً
يعرف) في اللقطة عقب أخذها (ستة أشياء وعاءها) من جلد أو خرقة مثال (وعفاصها) هو بمعنى
الوعاء (ووكاءها) باملد وهو الخيط الذي تربط به (وجنسها) من ذهب أو فضة (وعددها ووزنها)
ً
ويعرف بفتح أوله وسكون ثانيه من املعرفة ال من التعريف (و) أن (يحفظها) حتما (في حرز مثلها ثم)
بعد ما ذكر (إذا أراد) امللتقط (تملكها عرفها) بتشديد الراء من التعريف (سنة على أبواب املساجد)
عند خروج الناس من الجماعة (وفي املوضع الذي وجدها فيه) وفي األسواق ونحوها من مجامع
ً ً
الناس ،ويكون التعريف على العادة زمانا ومكانا وابتداء السنة يحسب من وقت التعريف ال من وقت
ً ً
االلتقاط ،وال يجب استيعاب السنة بالتعريف ،بل يعرف أوال كل يوم مرتين طرفي النهار ال ليال وال
وقت القيلولة ،ثم يعرف بعد ذلك كل أسبوع مرة أو مرتين ،ويذكر امللتقط في تعريف اللقطة بعض
أوصافها ،فإن بالغ فيها ضمن ،وال يلزمه مؤنة التعريف إن أخذ اللقطة ليحفظها على مالكها ،بل
يرتبها القاض ي من بيت املال أو يقترضها على املالك ،وإن أخذ اللقطة ليتملكها وجب عليه تعريفها،
ً ً
ولزمه مؤنة تعريفها سواء تملكها بعد ذلك أم ال ،ومن التقط شيئا حقيرا ال يعرفه سنة ،بل يعرفه
ً
زمنا يظن أن فاقده يعرض عنه بعد ذلك الزمن (فإن لم يجد صاحبها) بعد تعريفها سنة (كان له أن
يتملكها بشرط الضمان) لها وال يملكها امللتقط بمجرد مض ي السنة ،بل ال بد من لفظ يدل على
التملك ،كتملكت هذه اللقطة ،فإن تملكها وظهر مالكها ،وهي باقية واتفقا على رد عينها أو بدلها،
فاألمر فيه واضح ،وإن تنازعا فطلبها املالك ،وأراد امللتقط العدول إلى بدلها أجيب املالك في األصح،
وإن تلفت اللقطة بعد تملكها غرم امللتقط مثلها إن كانت مثلية ،أو قيمتها إن كانت متقومة ،يوم
التملك لها ،وإن نقصت بغيب فله أخذها مع األرش في األصح( .واللقطة) وفي بعض النسخ وجملة
اللقطة (على أربعة أضرب أحدها ما يبقى على الدوام) كذهب وفضة (فهذا) أي ما سبق من تعريفها
سنة وتملكها بعد السنة (حكمه) أي حكم ما يبقى على الدوام (و) الضرب (الثاني ما ال يبقى) على
الدوام (كالطعام الرطب فهو) أي امللتقط له (مخيرين) خصلتين (أكله وغرمه) أي غرم قيمته (أو بيعه
وحفظ ثمنه) إلى ظهور مالكه (والثالث ما يبقى بعالج) فيه (كالرطب) والعنب (فيفعل ما فيه املصلحة
من بيعه وحفظ ثمنه أو تجفيفه وحفظه) إلى ظهور مالكه (والرابع ما يحتاج إلى نفقة كالحيوان وهو
ضربان) أحدهما (حيوان ال يمتنع بنفسه) من صغار السباع كغنم وعجل (فهو) أي امللتقط (مخير)
فيه (بين) ثالثة أشياء (أكله وغرم ثمنه أو تركه) بال أكل (والتطوع باإلنفاق عليه أو بيعه وحفظ ثمنه)
إلى ظهور مالكه (و) الثاني (حيوان يمتنع بنفسه) من صغار السباع كبعير وفرس (فإن وجده) امللتقط
(في الصحراء تركه) وحرم التقاطه للتملك فلو أخذه للتملك ضمنه (وإن وجده) امللتقط (في الحضر
فهو مخير بين األشياء الثالثة فيه) واملراد الثالثة السابقة فيما ال يمتنع.
اللقيط
(فصل) :في أحكام اللقيط وهو صبي منبوذ ال كافل له من أب أو جد أو ما يقوم مقامهما ،ويلحق
بالصبي كما قال بعضهم املجنون البالغ (وإذا وجد لقيط) بمعنى ملقوط (بقارعة الطريق فأخذه) منها
(وتربيته وكفالته واجبة على الكفاية) فإذا التقطه بعض ممن هو أهل لحضانة اللقيط سقط اإلثم
عن الباقي ،فإن لم يلتقطه أحد أثم الجميع ،ولو علم به واحد فقط تعين عليه ،ويجب في األصح
اإلشهاد على التقاطه ،وأشار املصنف لشرط امللتقط بقوله (وال يقر) اللقيط (إال بيد أمين) حر مسلم
رشيد( .فإن وجد معه) أي اللقيط (مال أنفق عليه الحاكم منه) وال ينفق امللتقط عليه منه إال بإذن
الحاكم (وإن لم يوجد معه) أي اللقيط (مال فنفقته) كائنة (في بيت املال) إن لم يكن له مال عام
(فصل) :في أحكام الوديعة هي فعيلة من ودع إذا ترك وتطلق لغة على الش يء املودع عند غير صاحبه
ً
للحفظ ،وتطلق شرعا على العقد املقتض ي لالستحفاظ (والوديعة أمانة) في يد الوديع (ويستحب
قبولها ملن قام باألمانة فيها) إن كان ثم غيره وإال وجب قبولها كما أطلقه جمع .قال في الروضة
ً
كأصلها ،وهذا محمول على أصل القبول دون إتالف منفعته وحرزه مجانا (وال يضمن) الوديع الوديعة
(إال بالتعدي) فيها وصور التعدي كثيرة مذكورة في املطوالت منها أن يودع الوديعة عند غيره بال إذن
من املالك ،وال عذر من الوديع ومنها أن ينقلها من محلة أو دار إلى أخرى دونها في الحرز( .وقول املودع)
بفتح الدال (مقبول في ردها على املودع) بكسر الدال (وعليه) أي الوديع (أن يحفظها في حرز مثلها)
فإن لم يفعل ضمن (وإذا طولب بها) أي الوديع بالوديعة (فلم يخرجها مع القدرة عليها حتى تلفت