You are on page 1of 37

‫‪1‬‬

‫كتاب أحكام البيوع وغيرها من املعامالت‬


‫ً‬
‫والبيوع جمع بيع‪ ،‬والبيع لغة مقابلة ش يء بش يء‪ ،‬فدخل ما ليس بمال كخمر‪ ،‬وأما شرعا فأحسن ما‬

‫قيل في تعريفه إنه تمليك عين مالية بمعاوضة بإذن شرعي أو تمليك منفعة مباحة على التأبيد بثمن‬

‫مالي‪ ،‬فخرج بمعاوضة القرض‪ ،‬وبإذن شرعي الربا‪ ،‬ودخل في منفعة تمليك حق البناء‪ ،‬وخرج بثمن‬
‫ً‬
‫األجرة في اإلجارة‪ ،‬فإنها ال تسمى ثمنا (البيوع ثالثة أشياء) أحدها (بيع عين مشاهدة) أي حاضرة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(فجائز) إذا وجدت الشروط من كون املبيع طاهرا منتفعا به مقدورا على تسليمه للعاقد عليه والية‪،‬‬

‫وال بد في البيع من إيجاب وقبول‪ ،‬فاألول كقول البائع أو القائم مقامه بعتك‪ ،‬وملكتك بكذا‪ ،‬والثاني‬

‫كقول املشتري أو القائم مقامه اشتريت وتملكت ونحوهما (و) الثاني من األشياء (بيع ش يء موصوف في‬

‫الذمة) ويسمى هذا بالسلم (فجائز إذا وجدت) فيه (الصفة على ما وصف به) من صفات السلم‬

‫اآلتية في فصل السلم (و) الثالث (بيع عين غائبة لم تشاهد) للمتعاقدين (فال يجوز) بيعها واملراد‬

‫بالجواز في هذه الثالثة الصحة‪ ،‬وقد يشعر قوله لم تشاهد بأنها إن شوهدت ثم غابت عند العقد أنه‬
‫ً‬
‫يجوز‪ ،‬ولكن محل هذا في عين ال تتغير غالبا في املدة املتخللة بين الرؤية والشراء (ويصح بيع كل طاهر‬

‫منتفع به مملوك) وصرح املصنف بمفهوم هذه األشياء في قوله (وال يصح بيع عين نجسة) وال‬

‫متنجسة كخمر ودهن وخل متنجس ونحوها مما ال يمكن تطهيره (وال) بيع (ما ال منفعة فيه) كعقرب‬

‫ونمل وسبع ال ينفع‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪2‬‬

‫الربا‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في الربا بألف مقصورة لغة الزيادة وشرعا مقابلة عوض بآخر مجهول التماثل في معيار الشرع‬

‫حالة العقد‪ ،‬أو مع تأخير في العوضين‪ ،‬أو أحدهما (والربا) حرام وإنما يكون (في الذهب والفضة و) في‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(املطعومات) وهي ما يقصد غالبا للطعم اقتياتا أو تفكها أو تداويا وال يجري الربا في غير ذلك (وال‬
‫ً‬
‫يجوز بيع الذهب بالذهب وال الفضة كذلك) أي بالفضة مضروبين كانا أو غير مضروبين (إال متماثال)‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أي مثال بمثل فال يصح بيع ش يء من ذلك متفاضال وقوله (نقدا) أي حاال يدا بيد‪ ،‬فلو بيع ش يء من‬
‫ً‬
‫ذلك مؤجال لم يصح (وال) يصح (بيع ما ابتاعه) الشخص (حتى يقبضه) سواء باعه للبائع أو لغيره‬

‫(وال) يجوز (بيع اللحم بالحيوان) سواء كان من جنسه كبيع لحم شاة بشاة أو من غير جنسه‪ ،‬لكن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫من مأكول كبيع لحم بقرة بشاة (ويجوز بيع الذهب بالفضة متفاضال) لكن (نقدا) أي حاال مقبوضا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫قبل التفرق (وكذلك املطعومات ال يجوز بيع الجنس منها بمثله إال متماثال نقدا) أي حاال مقبوضا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قبل التفرق (ويجوز بيع الجنس منها بغيره متفاضال) لكن (نقدا) أي حاال مقبوضا قبل التفرق‪ ،‬فلو‬
‫ً‬
‫تفرق املتبايعان قبل قبض كله بطل‪ ،‬أو بعد قبض بعضه ففيه قوال تفريق الصفقة (وال يجوز بيع‬

‫الغرر) كبيع عبد من عبيده أو طير في الهواء‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪3‬‬

‫الخيار‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الخيار (واملتبايعان بالخيار) بين إمضاء البيع وفسخه أي يثبت لهما خيار املجلس في‬
‫ً‬
‫أنواع البيع كالسلم (ما لم يتفرقا) أي مدة عدم تفرقهما عرفا أي ينقطع خيار املجلس‪ ،‬إما بتفرق‬

‫املتبايعين ببدنهما عن مجلس العقد‪ ،‬أو بأن يختار املتبايعان لزوم العقد‪ ،‬فلو اختار أحدهما لزوم‬
‫ً‬
‫العقد‪ ،‬ولم يختر اآلخر فورا سقط حقه من الخيار‪ ،‬وبقي الحق لآلخر (ولهما) أي املتبايعين وكذا‬

‫ألحدهما إذا وافقه اآلخر (أن يشترطا الخيار) في أنواع البيع (إلى ثالثة أيام) وتحسب من العقد ال من‬

‫التفرق‪ ،‬فلو زاد الخيار على الثالثة بطل العقد‪ ،‬ولو كان املبيع مما يفسد في املدة املشترطة بطل‬
‫ً‬
‫العقد (وإذا وجد باملبيع عيب) موجود قبل القبض تنقص به القيمة أو العين نقصا يفوت به غرض‬

‫صحيح‪ ،‬وكان الغالب في جنس ذلك املبيع عدم ذلك العيب‪ ،‬كزنى رقيق وسرقته وإباقه (فللمشتري‬
‫ً‬
‫رده) أي املبيع (وال يجوز بيع الثمرة) املنفردة عن الشجرة (مطلقا) أي عن شرط القطع (إال بعد بدو)‬
‫ً‬ ‫أي ظهور (صالحها) وهو فيما ال ّ‬
‫يتلون انتهاء حالها إلى ما يقصد منها غالبا كحالوة قصب وحموضة‬
‫رمان ولين تين‪ ،‬وفيما ّ‬
‫يتلون بأن يأخذ في حمرة أو سواد أو صفرة كالعناب واإلجاص والبلح‪ ،‬أما قبل‬
‫ً‬
‫بدو الصالح‪ ،‬فال يصح بيعها مطلقا ال من صاحب الشجرة‪ ،‬وال من غيره إال بشرط القطع‪ ،‬سواء‬

‫جرت العادة بقطع الثمرة أم ال‪ ،‬ولو قطعت شجرة عليها ثمرة جاز بيعها بال شرط قطعها‪ ،‬وال يجوز‬
‫ً‬
‫بيع الزرع األخضر في األرض إال بشرط قطعه أو قلعه‪ ،‬فلو بيع الزرع مع األرض أو منفردا عنها بعد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اشتداد الحب جاز بال شرط‪ ،‬ومن باع ثمرا أو زرعا لم يبد صالحه لزمه سقيه قدر ما تنمو به الثمرة‪،‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪4‬‬

‫وتسلم عن التلف سواء خلى البائع بين املشتري واملبيع أو لم يخل (وال) يجوز (بيع ما فيه الربا بجنسه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رطبا) بسكون الطاء املهملة‪ ،‬وأشار بذلك إلى أنه يعتبر في بيع الربويات حالة الكمال‪ ،‬فال يصح مثال بيع‬

‫عنب بعنب ثم استثنى املصنف مما سبق قوله (إال اللبن) أي فإنه يجوز بيع بعضه ببعض قبل‬

‫تجبينه‪ ،‬وأطلق املصنف اللبن‪ ،‬فشمل الحليب والرائب واملخيض والحامض‪ ،‬واملعيار في اللبن الكيل‬
‫ً‬
‫حتى يصح بيع الرائب بالحليب كيال وإن تفاوتاوز ًنا‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪5‬‬

‫السلم‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام السلم وهو والسلف لغة بمعنى واحد‪ ،‬وشرعا بيع ش يء موصوف في الذمة‪ ،‬وال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يصح إال بإيجاب وقبول (ويصح السلم حاال ومؤجال) فإن أطلق السلم انعقد حاال في األصح‪ ،‬وإنما‬
‫ً‬
‫يصح السلم (فيما) أي في ش يء (تكامل فيه خمس شرائط) أحدها (أن يكون) املسلم فيه (مضبوطا‬

‫بالصفة التي يختلف بها الغرض) في املسلم فيه بحيث ينتفي بالصفة الجهالة فيه‪ ،‬وال يكون ذكر‬

‫األوصاف على وجه يؤدي لعزة الوجود في املسلم فيه كلؤلؤ كبار‪ ،‬وجارية وأختها أو ولدها (و) الثاني‬
‫ً‬
‫(أن يكون جنسا لم يختلط به غيره) فال يصح السلم في املختلط املقصود األجزاء التي ال تنضبط‬

‫كهريسة ومعجون‪ ،‬فإن انضبطت أجزاؤه صح السلم فيه كجبن وأقط‪ ،‬والشرط الثالث مذكور في‬

‫قوله (ولم تدخله النار إلحالته) أي بأن دخلته لطبخ أو ش يء فإن دخلته النار للتمييز كالعسل والسمن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صح السلم فيه (و) الرابع (أن ال يكون) املسلم فيه (معينا) بل دينا فلو كان معينا‪ ،‬كأسلمت اليك‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا الثوب مثال في هذا العيد‪ ،‬فليس بسلم قطعا وال ينعقد أيضا بيعا في األظهر (و) الخامس أن (ال)‬

‫يكون (من معين) كأسلمت إليك هذا الدرهم في صاع من هذه الصبرة (ثم لصحة املسلم فيه ثمانية‬

‫شرائط) وفي بعض النسخ ويصح السلم بثمانية شرائط‪ :‬األول مذكور في قول املصنف (وهو أن‬
‫ً‬
‫يصفه بعد ذكر جنسه ونوعه بالصفات التي يختلف بها الثمن) فيذكر في السلم في رقيق مثال نوعه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كتركي أو هندي وذكورته أو أنوثته وسنه تقريبا‪ ،‬وقده طوال أو قصرا أو ربعة‪ ،‬ولونه كأبيض ويصف‬

‫بياضه بسمرة أو شقرة‪ ،‬ويذكر في اإلبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير‪ ،‬الذكورة واألنوثة‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪6‬‬

‫والسن واللون والنوع‪ ،‬ويذكر في الطير النوع والصغر والكبر والذكورة واألنوثة‪ ،‬والسن إن عرف‪ ،‬ويذكر‬

‫في الثوب الجنس كقطن أو كتان أو حرير‪ ،‬والنوع كقطن عراقي والطول والعرض‪ ،‬والغلظ والدقة‬

‫والصفافة والرقة والنعومة والخشونة‪ ،‬ويقاس بهذه الصور غيرها ومطلق السلم في ثوب يحمل على‬

‫الخام ال املقصور (و) الثاني (أن يذكر قدره بما ينفي الجهالة عنه) أي أن يكون املسلم فيه معلوم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كيال في مكيل‪ ،‬ووزنا في موزون‪ ،‬وعدا في معدود‪ ،‬وذرعا في مذروع‪ .‬والثالث مذكور في قول‬ ‫القدر‬
‫ً‬
‫املصنف (وإن كان) السلم (مؤجال ذكر) العاقد (وقت محله) أي األجل كشهر كذا فلو أجل السلم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بقدوم زيد مثال لم يصح‪( .‬و) الرابع (أن يكون) املسلم فيه (موجودا عند االستحقاق في الغالب)أي‬

‫استحقاق تسليم املسلم فيه‪ ،‬فلو أسلم فيما ال يوجد عند املحل كرطب في الشتاء لم يصح (و)‬

‫الخامس (أن يذكر موضع قبضه) أي محل التسليم إن كان املوضع ال يصلح له أو صلح له‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫لحمله إلى موضع التسليم مؤنة‪( .‬و) السادس (أن يكون الثمن معلوما) بالقدر أو بالرؤية له (و) السابع‬

‫(أن يتقابضا) أي املسلم واملسلم إليه في مجلس العقد (قبل التفرق) فلو تفرقا قبل قبض رأس املال‬

‫بطل العقد أو بعد قبض بعضه‪ ،‬ففيه خالف تفريق الصفة واملعتبر القبض الحقيقي‪ ،‬فلو أحال‬

‫املسلم برأس مال السلم وقبضه املحتال‪ ،‬وهو املسلم إليه من املحال عليه في املجلس لم يكف (و)‬
‫ً‬
‫الثامن (أن يكون عقد السلم ناجزا ال تدخله خيار الشرط) بخالف خيار املجلس فإنه يدخله‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪7‬‬

‫الرهن‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الرهن وهو لغة الثبوت وشرعا جعل عين مالية وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر‬

‫الوفاء‪ ،‬وال يصح الرهن إال بإيجاب وقبول‪ ،‬وشرط كل من الراهن واملرتهن أن يكون مطلق التصرف‪،‬‬

‫وذكر املصنف ضابط املرهون في قوله (وكل ما جاز بيعه جاز رهنه في الديون إذا استقر ثبوتها في‬

‫الذمة) واحترز املصنف بالديون عن األعيان‪ ،‬فال يصح الرهن عليها كعين مغصوبة‪ ،‬ومستعارة‬

‫ونحوهما من األعيان املضمونة‪ .‬واحترز باستقر عن الديون قبل استقرارها كدين السلم‪ ،‬وعن الثمن‬

‫مدة الخيار (وللراهن الرجوع فيه ما لم يقبضه) أي املرتهن فإن قبض العين املرهونة ممن يصح‬

‫إقباضه لزم الرهن‪ ،‬وامتنع على الراهن الرجوع فيه والرهن وضعه على األمانة (و) حينئذ (ال يضمنه‬
‫ً‬
‫املرتهن إال بالتعدي) فيه وال يسقط بتلفه ش يء من الدين‪ ،‬ولو ادعى تلفه ولم يذكر سببا لتلفه صدق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بيمينه‪ ،‬فإن ذكر سببا ظاهرا لم يقبل إال ببينة‪ ،‬ولو ادعى املرتهن رد املرهون على الراهن لم يقبل إال‬

‫ببينة‪( ،‬وإذا قبض) املرتهن (بعض الحق) الذي على الراهن (لم يخرج) أي لم ينفك (ش يء من الرهن‬

‫حتى يقض ى جميعه) أي الحق الذي على الراهن‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪8‬‬

‫حجر السفيه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫(والحجر) لغة املنع وشرعا منع التصرف في املال بخالف التصرف‬ ‫(فصل)‪ :‬في حجر السفيه واملفلس‬

‫في غيره كالطالق فينفذ من السفيه‪ ،‬وجعل املصنف الحجر (على ستة) من األشخاص (الصبي‬

‫واملجنون والسفيه) وفسره املصنف بقوله (املبذر ملاله) أي يصرفه في غير مصارفه (واملفلس) وهو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لغة من صار ماله فلوسا‪ ،‬ثم كنى به عن قلة املال أو عدمه وشرعا الشخص (الذي ارتكبته الديون)‬

‫وال يفي ماله بدينه أو ديونه‪( .‬واملريض) املخوف عليه من مرضه والحجر عليه (فيما زاد على الثلث)‬

‫وهو ثلثا التركة ألجل حق الورثة هذا إن لم يكن على املريض دين‪ ،‬فإن كان عليه دين يستغرق تركته‬

‫حجر عليه في الثلث وما زاد عليه (والعبد الذي لم يؤذن له في التجارة) فال يصح تصرفه بغير إذن‬

‫سيده‪ ،‬وسكت املصنف عن أشياء من الحجر مذكورة في املطوالت منها الحجر على املرتد لحق‬

‫املسلمين‪ ،‬ومنها الحجر على الراهن لحق املرتهن (وتصرف الصبي واملجنون والسفيه غير صحيح)‪ .‬فال‬

‫يصح منهم بيع وال شراء وال هبة وال غيرها من التصرفات‪ ،‬وأما السفيه فيصح نكاحه بإذن وليه‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(وتصرف املفلس يصح في ذمته) فلو باع سلما طعاما أو غيره أو اشترى كال منهما بثمن في ذمته صح‬
‫ً‬
‫(دون) تصرفه في (أعيان ماله) فال يصح وتصرفه في نكاح مثال أو طالق أو خلع صحيح‪ ،‬وأما املرأة‬

‫املفلسة فإن اختلعت على عين لم يصح أو دين في ذمتها صح (وتصرف املريض فيما زاد على الثلث‬

‫موقوف على إجازة الورثة) فإن أجازوا الزائد على الثلث صح وإال فال‪ ،‬وإجازة الورثة وردهم حال‬

‫املرض ال يعتبران‪ ،‬وإنما يعتبر ذلك (من بعده) أي من بعد موت املريض‪ ،‬وإذا أجاز الوارث ثم قال إنما‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪9‬‬

‫أجزت لظني أن املال قليل‪ ،‬وقد بان خالفه صدق بيمينه (وتصرف العبد) الذي لم يؤذن له في‬

‫التجارة (يكون في ذمته) ومعنى كونه في ذمته أنه (يتبع به بعد عتقه) إذا اعتق فإن أذن له السيد في‬

‫التجارة صح تصرفه بحسب ذلك اإلذن‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪10‬‬

‫الصلح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في الصلح وهو لغة قطع املنازعة وشرعا عقد يحصل به قطعها (ويصح الصلح مع اإلقرار)‬

‫أي إقرار املدعى عليه باملدعى به (في األموال) وهو ظاهر (و) كذا (ما أفض ى إليها) أي األموال كمن ثبت‬

‫له على شخص قصاص‪ ،‬فصالحه عليه على مال بلفظ الصلح فإنه يصح أو بلفظ البيع فال (وهو)‬

‫أي الصلح (نوعان إبراء ومعاوضة فاإلبراء) أي صلحه (اقتصاره من حقه) أي دينه (على بعضه) فإذا‬

‫صالحه من األلف الذي له في ذمة شخص على خمسمائة منها‪ ،‬فكأنه قال له أعطني خمسمائة‬

‫وأبرأتك من خمسمائة (وال يجوز) بمعنى ال يصح (تعليقه) أي تعليق الصلح بمعنى اإلبراء (على شرط)‬

‫كقوله إذا جاء رأس الشهر فقد صالحتك (واملعارضة) أي صلحها (عدوله عن حقه إلى غيره) كأن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ادعى عليه دارا أو شقصا منها وأقر له بذلك‪ ،‬وصالحه منها على معين كثوب‪ ،‬فإنه يصح (ويجري عليه)‬

‫أي على هذا الصلح (حكم البيع) فكأنه في املثال املذكور باعه الدار بالثوب‪ ،‬وحينئذ فيثبت في‬

‫املصالح عليه أحكام البيع كالرد بالعيب‪ ،‬ومنع التصرف قبل القبض‪ ،‬ولو صالحه على بعض العين‬

‫املدعاة‪ ،‬فهبة منه لبعضها املتروك منها‪ ،‬فيثبت في هذه الهبة أحكامها التي تذكر في بابها‪ ،‬ويسمى هذا‬

‫صلح الحطيطة‪ ،‬وال يصح بلفظ البيع للبعض املتروك‪ ،‬كأن يبيعه العين املدعاة ببعضهما (ويجوز‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لإلنسان) املسلم (أن يشرع) بضم أوله وكسر ما قبل آخره أي يخرج (روشنا) ويسمى أيضا بالجناح‬
‫ً‬
‫وهو إخراج خشب على جدار (في) هواء (طريق نافذ) ويسمى أيضا بالشارع‪( .‬بحيث ال يتضرر املار به)‬
‫ً‬
‫أي الروشن بل يرفع بحيث يمر تحته املار التام الطويل منتصبا‪ ،‬واعتبر املاوردي أن يكون على رأسه‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪11‬‬

‫الحمولة الغالبة‪ ،‬وإن كان الطريق النافذ ممر فرسان وقوافل‪ ،‬فليرفع الروشن بحيث يمر تحته‬

‫املحمل على البعير مع أخشاب املظلة الكائنة فوق املحمل‪ ،‬أما الذمي فيمنع من إشراع الروشن‬

‫والساباط‪ ،‬وإن جاز له املرور في الطريق النافذ (وال يجوز) إشراع الروشن (في الدرب املشترك إال بإذن‬

‫الشركاء) في الدرب واملراد بهم من نفذ باب داره منهم إلى الدرب‪ ،‬وليس املراد بهم من الصقه منهم‬

‫جداره بال نفوذ باب إليه‪ ،‬وكل من الشركاء يستحق االنتفاع من باب داره إلى رأس الدرب دون ما يلي‬

‫آخر الدرب (ويجوز تقديم الباب في الدرب املشترك وال يجوز تأخيره) أي الباب (إال بإذن الشركاء)‬

‫فحيث منعوه لم يجز تأخيره‪ ،‬وحيث منع من التأخير فصالح شركاء الدرب بمال صح‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪12‬‬

‫الحوالة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في الحوالة بفتح الحاء وحكي كسرها وهي لغة التحول أي االنتقال وشرعا نقل الحق من ذمة‬

‫املحيل إلى ذمة املحال عليه (وشرائط الحوالة أربعة) أحدها (رضا املحيل) وهو من عليه الدين ال‬

‫املحال عليه‪ ،‬فإنه ال يشترط رضاه في األصح‪ ،‬وال تصح الحوالة على من ال دين عليه‪( .‬و) الثاني (قبول‬
‫ً‬
‫املحتال) وهو مستحق الدين على املحيل (و) الثالث (كون الحق) املحال به (مستقرا في الذمة)‬

‫والتقييد باالستقرار موافق ملا قاله الرافعي‪ ،‬لكن النووي استدرك عليه في الروضة‪ ،‬وحينئذ فاملعتبر‬
‫ً‬
‫في دين الحوالة أن يكون الزما‪ ،‬أو يؤول إلى اللزوم (و) الرابع (اتفاق ما) أي الدين الذي (في ذمة‬

‫املحيل واملحال عليه في الجنس) والقدر (والنوع والحلول والتأجيل) والصحة والتكسير (وتبرأ بها) أي‬
‫ً‬
‫الحوالة (ذمة املحيل) أي عن دين املحتال ويبرأ أيضا املحال عليه من دين املحيل‪ ،‬ويتحول حق‬

‫املحتال إلى ذمة املحال عليه حتى لو تعذر أخذه من املحال عليه بفلس‪ ،‬أو جحد للدين ونحوهما لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يرجع على املحيل‪ ،‬ولو كان املحال عليه مفلسا عند الحوالة‪ ،‬وجهله املحتال فال رجوع له أيضا على‬

‫املحيل‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪13‬‬

‫الضمان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في الضمان وهو مصدر ضمنت الش يء ضمانا إذا كفلته وشرعا التزام ما في ذمة الغير من‬

‫املال وشرط الضامن أن يكون فيه أهلية التصرف (ويصح ضمان الديون املستقرة في الذمة إذا علم‬

‫قدرها) والتقييد باملستقرة يشكل عليه صحة ضمان الصداق قبل الدخول‪ ،‬فإنه حينئذ غير مستقر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫في الذمة‪ ،‬ولهذا لم يعتبر الرافعي والنووي إال كون الدين ثابتا الزما وخرج بقوله إذا علم قدرها‬

‫الديون املجهولة‪ ،‬فال يصح ضمانها‪ ،‬كما سيأتي‪( .‬ولصاحب الحق) أي الدين (مطالبة من شاء من‬

‫الضامن واملضمون عنه) وهو من عليه الدين وقوله (إذا كان الضمان على ما بينا) ساقط في أكثر‬

‫نسخ املتن (وإذا غرم الضامن رجع على املضمون عنه) بالشرط املذكور في قوله (إذا كان الضمان‬
‫ً‬
‫والقضاء) أي كل منهما (بإذنه) أي املضمون عنه ثم صرح بمفهوم قوله سابقا إذا علم قدرها بقوله‬
‫ً‬
‫هنا (وال يصح ضمان املجهول) كقوله بع فالنا كذا وعلي ضمان الثمن (وال) ضمان (ما لم يجب)‬

‫كضمان مائة تجب على زيد في املستقبل (إال درك املبيع) أي ضمان درك املبيع بأن يضمن للمشتري‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الثمن إن خرج املبيع مستحقا أو يضمن للبائع املبيع إن خرج الثمن مستحقا‪.‬‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في ضمان غير املال من األبدان ويسمى كفالة الوجه أيضا وكفالة البدن كما قال (والكفالة‬

‫بالبدن جائزة إذا كان على املكفول به) أي ببدنه (حق آلدمي) كقصاص وحد قذف‪ ،‬وخرج بحق‬

‫اآلدمي حق هللا تعالى‪ ،‬فال تصح الكفالة ببدن من عليه حق هللا تعالى كحد سرقة وحد خمر وحد زنى‬

‫ويبرأ الكفيل بتسليم املكفول ببدنه في مكان التسليم بال حائل يمنع املكفول له عنه‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪14‬‬

‫الشركة‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في الشركة وهي لغة االختالط وشرعا ثبوت الحق على جهة الشيوع في ش يء واحد الثنين‬

‫فأكثر (وللشركة خمس شرائط) األول (أن تكون) الشركة (على ناض) أي نقد (من الدراهم والدنانير)‬
‫ً‬
‫وإن كانا مغشوشين واستمر رواجهما في البلد‪ ،‬وال تصح في تبر وحلي وسبائك‪ ،‬وتكون الشركة أيضا‬
‫ّ‬
‫املتقوم كالعروض من الثياب ونحوها (و) الثاني (أن يتفقا في الجنس والنوع)‬ ‫على املثلي كالحنطة ال‬

‫فال تصح الشركة في الذهب والدراهم‪ ،‬وال في صحاح ومكسرة‪ ،‬وال في حنطة بيضاء وحمراء (و) الثالث‬

‫(أن يخلطا املالين) بحيث ال يتميزان (و) الرابع (أن يأذن كل واحد منهما) أي الشريكين (لصاحبه في‬

‫التصرف) فإذا أذن له فيه تصرف بال ضرر‪ ،‬فال يبيع كل منهما نسيئته‪ ،‬وال بغير نقد البلد‪ ،‬وال بغبن‬

‫فاحش‪ ،‬وال يسافر باملال املشترك‪ ،‬إال بإذن فإن فعل أحد الشريكين ما نهي عنه‪ ،‬لم يصح في نصيب‬
‫ً‬
‫شريكه‪ ،‬وفي نصيبه قوال تفريق الصفقة (و) الخامس (أن يكون الربح والخسران على قدر املالين)‬

‫سواء تساوى الشريكان في العمل في املال املشترك أو تفاوتا فيه‪ ،‬فإن شرط التساوي في الربح مع‬

‫تفاوت املالين أو عكسه لم يصح‪ ،‬والشركة عقد جائز من الطرفين (و) حينئذ فـ (لكل واحد منهما) أي‬

‫الشريكين (فسخها متى شاء) وينعزالن عن التصرف بفسخهما (ومتى مات أحدهما) أو جن أو أغمي‬

‫عليه (بطلت) تلك الشركة‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪15‬‬

‫الوكالة‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الوكالة وهي بفتح الواو وكسرها في اللغة التفويض‪ ،‬وفي الشرع تفويض شخص‬
‫ً‬
‫شيئا له فعله مما يقبل النيابة إلى غيره‪ ،‬ليفعله حال حياته‪ ،‬وخرج بهذا القيد اإليصاء‪ ،‬وذكر‬

‫املصنف ضابط الوكالة في قوله‪( :‬وكل ما جاز لإلنسان التصرف فيه بنفسه جاز له أن يوكل) فيه غيره‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫(أو يتوكل فيه) عن غيره فال يصح من ّ‬
‫صبي أو مجنون أن يكون موكال وال وكيال‪ ،‬وشرط املوكل فيه أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون قابال للنيابة‪ ،‬فال يصح التوكيل في عبادة بدنية إال الحج وتفرقة الزكاة مثال‪ .‬وأن يملكه املوكل‬
‫ً‬
‫فلو وكل شخصا في بيع عبد سيملكه أو في طالق امرأة سينكحها بطل (والوكالة عقد جائز) من‬

‫الطرفين (و) حينئذ (لكل منهما) أي املوكل والوكيل (فسخها متى شاء وتنفسخ) الوكالة (بموت‬

‫أحدهما) أو جنونه أو إغمائه (والوكيل أمين) وقوله (فيما يقبضه وفيما يصرفه) ساقط في أكثر النسخ‬

‫(وال يضمن) الوكيل (إال بالتفريط) فيما وكل فيه‪ ،‬ومن التفريط تسليمه املبيع قبل قبض ثمنه‪( .‬وال‬

‫يجوز) للوكيل وكالة مطلقة (أن يبيع ويشتري إال بثالثة شرائط) أحدها (أن يبيع بثمن املثل) ال بدونه‬
‫ً‬
‫وال بغبن فاحش وهو ما ال يحتمل في الغالب‪( .‬و) الثاني (أن يكون) ثمن املثل (نقدا) فال يبيع الوكيل‬

‫نسيئة وإن كان قدر ثمن املثل‪ .‬والثالث أن يكون النقد (بنقد البلد) فلو كان في البلد نقدان باع‬

‫باألغلب منهما‪ ،‬فإن استويا باع باألنفع للموكل فإن استويا تخير‪ ،‬وال يبيع بالفلوس‪ ،‬وإن راجت رواج‬
‫ً‬
‫مطلقا(من نفسه) وال من ولده الصغير‪ ،‬ولو ّ‬ ‫ً‬
‫صرح املوكل‬ ‫النقود (وال يجوز أن يبيع) الوكيل بيعا‬
‫ً‬
‫للوكيل في البيع من الصغير كما قاله املتولي خالفا للبغوي‪ ،‬واألصح أنه يبيع ألبيه وإن عال واليته‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪16‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫البالغ وإن سفل إن لم يكن سفيها وال مجنونا‪ ،‬فإن صرح املوكل بالبيع منهما صح جزما (وال يقر)‬
‫ً‬
‫الوكيل (على موكله) فلو وكل شخصا في خصومة لم يملك اإلقرار على املوكل‪ ،‬وال اإلبراء من دينه وال‬

‫الصلح عنه وقوله (إال بإذنه) ساقط في بعض النسخ‪ ،‬واألصح أن التوكيل في اإلقرار ال يصح‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪17‬‬

‫اإلقرار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام اإلقرار وهو لغة اإلثبات وشرعا إجبار بحق على املقر‪ ،‬فخرجت الشهادة ألنها إخبار‬
‫ّ‬
‫(واملقر به ضربان) أحدهما (حق هللا تعالى) كالسرقة والزنى (و) الثاني (حق‬ ‫بحق للغير على الغير‬

‫اآلدمي) كحد القذف لشخص (فحق هللا تعالى يصح الرجوع فيه عن اإلقرار به) كأن يقول من أقر‬

‫بالزنى‪ ،‬رجعت عن هذا اإلقرار أو كذبت فيه ويسن للمقر بالزنى الرجوع عنه (وحق اآلدمي ال يصح‬

‫الرجوع فيه عن اإلقرار به) وفرق بين هذا والذي قبله بأن حق هللا تعالى مبني على املسامحة‪ ،‬وحق‬

‫اآلدمي مبني على املشاحة (وتفتقر صحة اإلقرار إلى ثالثة شروط) أحدها(البلوغ) فال يصح إقرار‬
‫ً‬
‫الصبي‪ ،‬ولو مراهقا ولو بإذن وليه‪( .‬و) الثاني (العقل) فال يصح إقرار املجنون واملغمي عليه‪ ،‬وزائل‬

‫العقل بما يعذر فيه‪ ،‬فإن لم يعذر فحكمه كالسكران (و) الثالث (االختيار) فال يصح إقرار مكره بما‬

‫أكره عليه (وإن كان اإلقرار بمال اعتبر فيه شرط رابع وهو الرشد) واملراد به كون املقر مطلق‬

‫التصرف‪ ،‬واحترز املصنف بمال عن اإلقرار بغيره كطالق وظهار ونحوهما‪ ،‬فال يشترط في املقر بذلك‬

‫الرشد بل يصح من الشخص السفيه (وإذا أقر) الشخص (بمجهول) كقوله لفالن على ش يء (رجع)‬

‫بضم أوله (إليه) أي املقر (في بيانه) أي املجهول فيقبل تفسيره بكل ما يتمول‪ ،‬وإن قل كفلس ولو‬

‫فسر املجهول بما ال يتمول‪ ،‬لكن من جنسه كحبة حنطة أو ليس من جنسه‪ ،‬لكن يحل اقتناؤه كجلد‬

‫ميتة وكلب معلم‪ ،‬وزبل قبل تفسيره في جميع ذلك على األصح‪ ،‬ومتى أقر بمجهول وامتنع من بيانه‬

‫بعد أن طولب به حبس حتى يبين املجهول‪ ،‬فإن مات قبل البيان طولب به الوارث‪ ،‬ووقف جميع‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪18‬‬

‫التركة (ويصح االستثناء في اإلقرار إذا وصله به) أي وصل املقر االستثناء باملستثنى منه‪ ،‬فإن فصل‬
‫ً‬
‫بينهما بسكوت أو كالم كثير أجنبي ضرا‪ ،‬أما السكوت اليسير كسكتة تنفس‪ ،‬فال يضر ويشترط أيضا في‬

‫االستثناء أن ال يستغرق املستثنى منه‪ ،‬فإن استغرقه نحو لزيد على عشرة إال عشر ضر (وهو) أي‬

‫اإلقرار (في حال الصحة واملرض سواء) حتى لو أقر شخص في صحته بدين لزيد وفي مرضه بدين لعمر‬

‫ولم يقدم اإلقرار األول‪ ،‬وحينئذ فيقسم املقر به بينهما بالسوية‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪19‬‬

‫العارية‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام العارية وهي بتشديد الياء في األفصح مأخوذة من عار إذا ذهب‪ ،‬وحقيقتها الشرعية‬

‫إباحة االنتفاع من أهل التبرع بما يحل االنتفاع به مع بقاء عينه ليرده على املتبرع‪ ،‬وشرط املعير صحة‬
‫ً‬
‫تبرعه وكونه مالكا ملنفعة ما يعيره‪ ،‬فمن ال يصح تبرعه كصبي ومجنون ال تصح إعارته‪ ،‬ومن ال يملك‬

‫املنفعة كمستعير ال تصح إعارته إال بإذن املعير‪ ،‬وذكر املصنف ضابط املعار في قوله‪( :‬وكل ما أمكن‬

‫االنتفاع به) منفعة مباحة (مع بقاء عينه جازت إعارته) فخرج بمباحة آلة اللهو فال تصح إعارتها‬
‫ً‬
‫وببقاء عينه إعارة الشمعة للوقود‪ ،‬فال تصح وقوله (إذا كانت منافعه آثارا) مخرج للمنافع التي هي‬

‫أعيان كإعارة شاة للبنها وشجرة لثمرتها ونحو ذلك‪ ،‬فإنه ال يصح فلو قال لشخص خذ هذه الشاة‬
‫ً‬
‫فقد أبحتك درها ونسلها‪ ،‬فاإلباحة صحيحة والشاة عارية (وتجوز العارية مطلقا) من غير تقييد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بوقت (ومقيدا بمدة) أي بوقت كأعرتك هذا الثوب شهرا وفي بعض النسخ‪ ،‬وتجوز العارية مطلقة‬

‫ومقيدة بمدة وللمعير الرجوع في كل منهما متى شاء (وهي) أي العارية إذا تلفت ال باستعمال مأذون فيه‬

‫(مضمونة على املستعير بقيمتها يوم تلفها) ال بقيمتها يوم قبضها وال بأقص ى القيم فإن تلفت‬

‫باستعمال مأذون فيه كإعارة ثوب للبسه‪ ،‬فانسحق أو انمحق باالستعمال فال ضمان‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪20‬‬

‫الغصب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الغصب وهو لغة أخذ الش يء ظلما مجاهرة وشرعا االستيالء على حق الغير عدوانا‪،‬‬
‫ً‬
‫ويرجع في االستيالء للعرف ودخل في حق ما يصح غصبه مما ليس بمال كجلد ميتة‪ ،‬وخرج بعدوانا‬
‫ً‬
‫االستيالء بعقد (ومن غصب ماال ألحد لزمه رده) ملالكه ولو غرم على رده أضعاف قيمته (و) لزمه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أيضا (أرش نقصه) إن نقص كمن غصب ثوبا فلبسه أو نقص بغير لبس (و) لزمه أيضا (أجرة مثله)‬

‫أما لو نقص املغصوب برخص سعره‪ ،‬فال يضمنه الغاصب على الصحيح‪ ،‬وفي بعض النسخ ومن‬

‫غصب مال امرىء أجبر على رده الخ‪( ،‬فإن تلف) املغصوب (ضمنه) الغاصب (بمثله إن كان له) أي‬

‫املغصوب (مثل) واألصح أن املثلي ما حصره كيل أو وزن‪ ،‬وجاز السلم فيه كنحاس وقطن ال غالية‬

‫ومعجون‪ .‬وذكر املصنف ضمان املتقوم في قوله (أو) ضمنه (بقيمته إن لم يكن له مثل) بأن كان‬
‫ً‬
‫متقوما واختلفت قيمته (أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف) والعبرة في القيمة بالنقد‬
‫ً‬
‫الغالب فإن غلب نقدان وتساويا قال الرافعي‪ :‬عين القاض ي واحدا منهما‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪21‬‬

‫الشفعة‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الشفعة وهي بسكون الفاء وبعض الفقهاء يضمها ومعناها لغة الضم‪ ،‬وشرعا حق‬

‫تملك قهري يثبت للشريك القديم على الشريك الحادث بسبب الشركة بالعوض الذي ملك به‪،‬‬

‫وشرعت لدفع الضرر (والشفعة واجبة) أي ثابتة (للشريك بالخلطة) أي خلطة الشيوع (دون) خلطة‬
‫ً‬
‫(الجوار) فال شفعة لجار الدار مالصقا كان أو غيره وإنما تثبت الشفعة (فيما ينقسم) أي يقبل‬

‫القسمة (دون ما ال ينقسم) كحمام صغير فال شفعة فيه فإن أمكن انقسامه كحمام كبير‪ ،‬يمكن‬
‫ً‬
‫جعله حمامين ثبتت الشفعة فيه (و) الشفعة ثابتة أيضا (في كل ما ال ينقل من األرض) غير املوقوفة‬
‫ً‬
‫واملحتكرة (كالعقار وغيره) من البناء والشجر تبعا لألرض‪ ،‬وإنما يأخذ الشفع شقص العقار (بالثمن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذي وقع عليه البيع) فإن كان الثمن مثليا كحب ونقد أخذه بمثله‪ ،‬أو متقوما كعبد وثوب أخذه‬

‫بقيمته يوم البيع (وهي) أي الشفعة بمعنى طلبها (على الفور) وحينئذ فليبادر الشفيع إذا علم بيع‬

‫الشقص بأخذه‪ ،‬وتكون املبادرة في طلب الشفعة على العادة‪ ،‬فال يكلف اإلسراع على خالف عادته‬
‫ً‬
‫بعدو أو غيره بل الضابط في ذلك أن ماعد توانيا في طلب الشفعة أسقطها وإال فال (فإن أخرها) أي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الشفعة (مع القدرة عليها بطلت) فلو كان مريد الشفعة مريضا أو غائبا عن بلد املشتري أو محبوسا أو‬
‫ً‬
‫خائفا من عدو‪ ،‬فليوكل إن قدر وإال فليشهد على الطلب‪ ،‬فإن ترك املقدور عليه من التوكيل أو‬

‫اإلشهاد بطل حقه في األظهر‪ ،‬ولو قال الشفيع لم أعلم أن حق الشفعة على الفور‪ ،‬وكان ممن يخفى‬

‫عليه ذلك صدق بيمينه (وإذا تزوج) شخص (امرأة على شقص أخذه) أي أخذ (الشفيع) الشقص‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪22‬‬

‫(بمهر املثل) لتلك املرأة (وإن كان الشفعاء جماعة استحقوها) أي الشفعة (على قدر) حصصهم من‬

‫(األمالك) فلو كان ألحدهم نصف عقار ولآلخر ثلثه‪ ،‬ولآلخر سدسه فباع صاحب النصف حصته‬
‫ً‬
‫أخذها اآلخران أثالثا‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪23‬‬

‫القراض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام القراض وهو لغة مشتق من القرض وهو القطع‪ ،‬وشرعا دفع املالك ماال للعامل‬

‫يعمل فيه وربح املال بينهما (وللقراض أربعة شرائط) أحدها (أن يكون على ناض) أي نقد (من‬

‫الدراهم والدنانير) الخالصة فال يجوز القراض على تبر وال حلي وال مغشوش وال عروض ومنها الفلوس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(و) الثاني (أن يأذن رب املال للعامل في التصرف) إذنا (مطلقا) فال يجوز للمالك أن يضيق التصرف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫على العامل‪ ،‬كقوله ال تشتر شيئا حتى تشاورني أو ال تشتر إال الحنطة البيضاء مثال‪ ،‬ثم عطف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املصنف على قوله سابقا مطلقا قوله هنا (أو فيما) أي في التصرف في ش يء (ال ينقطع وجوده غالبا)‬

‫فلو شرط عليه شراء ش يء يندر وجوده كالخيل البلق لم يصح (و) الثالث (أن يشرط له) أي يشرط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املالك للعامل (جزءا معلوما من الربح) كنصفه أو ثلثه‪ ،‬فلو قال املالك للعامل قارضتك على هذا‬
‫ً‬
‫املال على أن لك فيه شركة أو نصيبا منه فسد القراض‪ ،‬أو على أن الربح بيننا ويكون الربح نصفين‬
‫(و) الرابع (أن ال َّ‬
‫يقدر) القراض (بمدة) معلومة كقوله قارضتك سنة‪ ،‬وأن ال يعلق بشرط كقوله‪ :‬إذا‬

‫جاء رأس الشهر قارضتك والقراض أمانة (و) حينئذ (ال ضمان على العامل) في مال القراض (إال‬

‫بعدوان) فيه وفي بعض النسخ بالعدوان (وإذا حصل) في مال القراض (ربح وخسران جبر الخسران‬

‫بالربح) واعلم أن عقد القراض جائز من الطرفين‪ ،‬فلكل من املالك والعامل فسخه‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪24‬‬

‫املساقة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام املساقاة وهي لغة مشتقة من السقي وشرعا دفع الشخص نخال أو شجر عنب ملن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتعهده بسقي وتربية‪ ،‬على أن له قدرا معلوما من ثمره (واملساقاة جائزة على) شيئين فقط (النخل‬

‫والكرم) فال تجوز املساقاة على غيرهما كتين ومشمش‪ ،‬وتصح املساقاة من جائز التصرف لنفسه‬

‫ولصبي ومجنون بالوالية عليهما عند املصلحة‪ ،‬وصيغتها ساقيتك على هذا النخل بكذا أو سلمته إليك‬

‫لتتعهده ونحو ذلك‪ ،‬ويشترط قبول العامل (ولها) أي للمساقاة (شرطان أحدهما أن يقدرها املالك‬

‫(بمدة معلومة) كسنة هاللية‪ ،‬وال يجوز تقديرها بإدراك الثمرة في األصح (والثاني أن يعين) املالك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(للعامل جزءا معلوما من الثمرة) كنصفها أو ثلثها‪ ،‬فلو قال املالك للعامل على أن ما فتح هللا به من‬

‫الثمرة يكون بيننا صح‪ ،‬وحمل على املناصفة (ثم العمل فيها على ضربين) أحدهما (عمل يعود نفعه‬

‫إلى الثمرة) كسقي النخل وتلقيحه يوضع ش يء من طلع الذكور في طلع اإلناث (فهو على العامل و)‬

‫الثاني (عمل يعود نفعه إلى األرض) كنصب الدواليب وحفر األنهار (فهو على رب املال) وال يجوز أن‬
‫ً‬
‫يشرط املالك على العامل شيئا ليس من أعمال املساقاة كحفر النهر‪ ،‬ويشترط انفراد العامل بالعمل‪،‬‬

‫فلو شرط رب املال عمل غالمه مع العامل لم يصح‪ ،‬واعلم أن عقد املساقاة الزم من الطرفين‪ ،‬ولو‬
‫ً‬
‫خرج الثمر مستحقا كأن أوص ى بثمر النخل املساقى عليها‪ ،‬فللعامل على رب املال أجرة املثل لعمله‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪25‬‬

‫اإلجارة‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام اإلجارة وهي بكسر الهمزة في املشهور وحكى ضمها وهي لغة اسم لألجرة‪ ،‬وشرعا‬

‫عقد على منفعة معلومة مقصودة قابلة للبذل واإلباحة بعوض معلوم‪ ،‬وشرط كل من املؤجر‬

‫واملستأجر الرشد‪ ،‬وعدم اإلكراه وخرج بمعلومة الجعالة وبمقصودة استئجار تفاحة لشمها‪ ،‬وبقابلة‬

‫للبذل منفعة البضع فالعقد عليها ال يسمى إجارة‪ ،‬وباإلباحة إجارة الجواري للوطء‪ ،‬وبعوض اإلعارة‪،‬‬

‫وبمعلوم عوض املساقاة‪ ،‬وال تصح اإلجارة إال بإيجاب كآجرتك‪ ،‬وقبول كاستأجرت‪ ،‬وذكر املصنف‬

‫ضابط ما تصح إجارته بقوله (وكل ما أمكن االنتفاع به مع بقاء عينه) كاستئجار دار للسكنى ودابة‬

‫للركوب (صحت إجارته) وإال فال ولصحة إجارة ما ذكر شروط ذكرها بقوله (إذا قدرت منفعته بأحد‬

‫أمرين) إما (بمدة) كآجرتك هذه الدار سنة (أو عمل) كاستأجرتك لتخيط لي هذا الثوب‪ ،‬وتجب األجرة‬

‫في اإلجارة بنفس العقد (وإطالقها يقتض ي تعجيل األجرة إال أن يشترط) فيها (التأجيل) فتكون األجرة‬

‫مؤجلة حينئذ (وال تبطل) اإلجارة (بموت أحد املتعاقدين) أي املؤجر واملستأجر‪ ،‬وال بموت املتعاقدين‪،‬‬

‫بل تبقى اإلجارة بعد املوت إلى انقضاء مدتها‪ ،‬ويقوم وارث املستأجر مقامه في استيفاء منفعة العين‬

‫املؤجرة (وتبطل) اإلجارة (بتلف العين املستأجرة) كانهدام الدار وموت الدابة املعينة‪ ،‬وبطالن اإلجارة‬

‫بما ذكر بالنظر للمستقبل ال املاض ي‪ ،‬فال تبطل اإلجارة فيه في األظهر‪ ،‬بل يستقر قسطه من املسمى‬
‫باعتبار أجرة املثل‪ّ ،‬‬
‫فتقوم املنفعة حال العقد في املدة املاضية‪ ،‬فإذا قيل كذا يؤخذ بتلك النسبة من‬

‫املسمى‪ ،‬وما تقدم من عدم االنفساخ في املاض ي مقيد بما بعد‪ ،‬قبض العين املؤجرة‪ ،‬وبعد مض ي مدة‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪26‬‬

‫لها أجرة‪ ،‬وإال انفسخ في املستقبل واملاض ي‪ ،‬وخرج باملعينة ما إذا كانت الدابة املؤجرة في الذمة‪ ،‬فإن‬

‫املؤجر إذا أحضرها وماتت في أثناء املدة‪ ،‬فال تنفسخ اإلجارة بل يجب على املؤجر إبدالها‪ .‬واعلم أن يد‬

‫األجير على العين املؤجرة يد أمانة (و) حينئذ (ال ضمان على األجير إال بعدوان) فيها كأن ضرب الدابة‬
‫ً‬
‫فوق العادة أو أركبها شخصا أثقل منه‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪27‬‬

‫الجعالة‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الجعالة وهي بتثليث الجيم ومعناها لغة ما يجعل لشخص على ش يء يفعله‪ ،‬وشرعا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التزام مطلق التصرف عوضا معلوما على عمل معين أو مجهول ملعين أو غيره (والجعالة جائزة) من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الطرفين طرف الجاعل واملجعول له (وهو أن يشترط في رد ضالته عوضا معلوما) كقول مطلق‬

‫التصرف من رد ضالتي فله كذا (فإذا ردها استحق) الراد (ذلك العوض املشروط) له‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬في أحكام املخابرة وهي عمل العامل في أرض املالك ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(وإذا دفع) شخص (إلى رجل أرضا ليزرعها وشرط له جزءا معلوما من ريعها لم يجز) ذلك لكن‬
‫ً‬
‫النووي تبعا البن املنذر اختار جواز املخابرة‪ ،‬وكذا املزارعة‪ ،‬وهي عمل العامل في األرض ببعض ما‬
‫ً‬
‫يخرج منها‪ ،‬والبذر من املالك (وإن إكراه) أي شخص (إياها) أي أرضا (بذهب أو فضة أو شرط له‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طعاما معلوما في ذمته جاز) أما لو دفع لشخص أرضا فيها نخل كثير أو قليل‪ ،‬فساقاه عليه وزارعه‬
‫ً‬
‫على األرض فتجوز هذه املزارعة تبعا للمساقاة‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪28‬‬

‫إحياء املوات‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام إحياء املوات وهو كما قال الرافعي في الشرح الصغير أرض ال مالك لها‪ ،‬وال ينتفع‬
‫ً‬
‫بها أحد (وإحياء املوات جائز بشرطين) أحدهما (أن يكون املحيي مسلما) فيسن له إحياء األرض امليتة‬

‫سواء أذن له اإلمام أم ال‪ ،‬اللهم إال أن يتعلق باملوات حتى كأن حمى اإلمام قطعة منه‪ ،‬فأحياها‬

‫شخص فال يملكها إال بإذن اإلمام في األصح‪ ،‬أما الذمي واملعاهد واملستأمن‪ ،‬فليس لهم اإلحياء‪ ،‬ولو‬

‫أذن لهم اإلمام (و) الثاني (أن تكون األرض حرة لم يجز عليها ملك ملسلم) وفي بعض النسخ أن تكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األرض حرة واملراد من كالم املصنف أن ما كان معمورا‪ ،‬وهو اآلن خراب فهو ملالكه إن عرف مسلما‬
‫ً‬
‫كان أو ذميا وال يملك هذا الخراب باإلحياء فإن لم يعرف مالكه والعمارة إسالمية فهذا املعمور مال‬

‫ضائع األمر فيه لرأي اإلمام في حفظه أو بيعه وحفظ ثمنه‪ ،‬وإن كان املعمور جاهلية ملك باإلحياء‬

‫(وصفة اإلحياء ما كان في العادة عمارة للمحيا) ويختلف هذا باختالف الغرض الذي يقصده املحيي‪،‬‬
‫ً‬
‫فإن أراد املحيي إحياء املوات مسكنا اشترط فيه تحويط البقعة ببناء حيطانها بما جرت به عادة ذلك‬
‫ً‬
‫املكان من آجر أو حجر أو قصب‪ ،‬واشترط أيضا سقف بعضها ونصب باب‪ ،‬وإن أراد املحيي إحياء‬

‫املوات زريبة دواب فيكفي تحويط دون تحويط السكنى‪ ،‬وال يشترط السقف‪ ،‬وإن أراد املحيي إحياء‬

‫املوات مزرعة‪ ،‬فيجمع التراب حولها ويسوي األرض بكسح مستعل فيها‪ ،‬وطم منخفض وترتيب ماء لها‬

‫بشق ساقية من بئر أو حفر قناة‪ ،‬فإن كفاها املطر املعتاد لم يحتج لترتيب املاء على الصحيح‪ ،‬وإن أراد‬
‫ً‬
‫املحيي إحياء املوات بستانا فيجمع التراب والتحويط حول أرض البستان إن جرت به عادة‪ ،‬ويشترط‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪29‬‬

‫ً‬
‫مع ذلك الغرس على املذهب‪ .‬واعلم أن املاء املختص بشخص ال يجب بذله ملاشية غيره مطلقا (و)‬

‫إنما (يجب بذل املاء بثالثة شرائط) أحدها (أن يفضل عن حاجته) أي صاحب املاء‪ ،‬فإن لم يفضل‬

‫بدأ بنفسه‪ ،‬وال يجب بذله لغيره (و) الثاني (أن يحتاج إليه غيره) إما (لنفسه أو لبهيمته) هذا إذا كان‬

‫كأل ترعاه املاشية‪ ،‬وال يمكن رعيه إال بسقي املاء وال يجب عليه بذل املاء لزرع غيره‪ ،‬وال لشجره (و)‬

‫الثالث (أن يكون) املاء في مقره وهو (مما يستخلف في بئر أو عين) فإذا أخذ هذا املاء في إناء لم يجب‬

‫بذله على الصحيح‪ ،‬وحيث وجب البذل للماء‪ ،‬فاملراد به تمكين املاشية من حضورها البئر إن لم‬

‫يتضرر صاحب املاء في زرعه أو ماشيته‪ ،‬فإن تضرر بورودها منعت منه‪ ،‬واستقى لها الرعاة كما قاله‬

‫املاوردي وحيث وجب البذل للماء امتنع أخذ العوض عليه على الصحيح‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪30‬‬

‫الوقف‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الوقف وهو لغة الحبس‪ ،‬وشرعا حبس مال معين قابل للنقل يمكن االنتفاع به مع‬
‫ً‬
‫بقاء عينه‪ ،‬وقطع التصرف فيه على أن يصرف في جهة خير تقربا إلى هللا تعالى‪ ،‬وشرط الواقف صحة‬

‫عبارته وأهلية التبرع (والوقف جائز بثالثة شرائط) وفي بعض النسخ الوقف جائز وله ثالثة شروط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحدها أن يكون املوقوف (مما ينتفع به مع بقاء عينه) ويكون االنتفاع مباحا مقصودا‪ ،‬فال يصح‬

‫وقف آلة اللهو‪ ،‬وال وقف دراهم للزينة‪ ،‬وال يشترط النفع في الحال فيصح وقف عبد وجحش‬

‫صغيرين‪ ،‬وأما الذي ال تبقى عينه كمطعوم وريحان فال يصح وقفه (و) الثاني (أن يكون) الوقف (على‬

‫أصل موجود وفرع ال ينقطع) فخرج الوقف على من سيولد للواقف‪ ،‬ثم على الفقراء ويسمى هذا‬

‫منقطع األول‪ ،‬فإن لم يقل ثم الفقراء كان منقطع األول واآلخر‪ ،‬وقوله‪ ،‬ال ينقطع احتراز عن الوقف‬

‫املنقطع اآلخر‪ .‬كقوله وقفت هذا على زيد ثم نسله‪ ،‬ولم يزد على ذلك‪ ،‬وفيه طريقان أحدهما أنه‬

‫باطل كمنقطع األول‪ ،‬وهو الذي مش ى عليه املصنف‪ ،‬لكن الراجح الصحة (و) الثالث (أن ال يكون)‬
‫الوقف (في محظور) بظاء مشالة أي ّ‬
‫محرم فال يصح الوقف على عمارة كنيسة للتعبد‪ ،‬وأفهم كالم‬

‫املصنف أنه ال يشترط في الوقف ظهور قصد القربة‪ ،‬بل انتفاء املعصية سواء وجد في الوقف ظهور‬
‫ً‬
‫قصد القربة كالوقف على الفقراء‪ ،‬أو كالوقف على األغنياء‪ ،‬ويشترط في الوقف أن ال يكون مؤقتا‬
‫ً‬
‫كوقفت هذا سنة وأن ال يكون معلقا كقوله إذا جاء رأس الشهر‪ ،‬فقد وقفت كذا (وهو) أي الوقف‬

‫(على ما شرط الواقف) فيه (من تقديم) لبعض املوقوف عليهم كوقفت على أوالدي األورع منهم (أو‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪31‬‬

‫تأخير) كوقفت على أوالدي فإذا انقرضوا فعلى أوالدهم (أو تسوية) كوقفت على أوالدي بالسوية بين‬

‫ذكورهم وإناثهم (أو تفضيل) لبعض األوالد على بعض كوقفت على أوالدي‪ ،‬للذكر منهم مثل حظ‬

‫األنثيين‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪32‬‬

‫الهبة‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام الهبة وهي لغة مأخوذة من هبوب الريح‪ ،‬ويجوز أن تكون من هب من نومه إذا‬

‫استيقظ‪ ،‬فكأن فاعلها استيقظ لإلحسان وهي في الشرع تمليك منجز مطلق في عين حال الحياة‪ ،‬بال‬

‫عوض‪ ،‬ولو من األعلى‪ ،‬فخرج باملنجز الوصية‪ ،‬وباملطلق التمليك املؤقت‪ ،‬وخرج بالعين هبة املنافع‬
‫ً‬
‫وخرج بحال الحياة الوصية‪ ،‬وال تصح الهبة إال بإيجاب وقبول لفظا‪ .‬وذكر املصنف ضابط املوهوب في‬

‫قوله (وكل ما جاز بيعه جاز هبته) وما ال يجوز بيعه كمجهول ال تجوز هبته إال حبتي حنطة ونحوها‪،‬‬

‫فال يجوز بيعها وتجوز هبتها وال تملك (وال تلزم الهبة إال بالقبض) بإذن الواهب فلو مات املوهوب له‬

‫أو الواهب قبل قبض الهبة لم تنفسخ الهبة‪ ،‬وقام وارثه مقامه في القبض واإلقباض (وإذا قبضها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املوهوب له لم يكن للواهب أن يرجع فيها إال أن يكون والدا) وإن عال (وإذا أعمر) شخص (شيئا) أي‬
‫ً ً‬
‫دارا مثال كقوله أعمرتك هذه الدار (أو أرقبه) إياها كقوله أرقبتك هذه الدار أو جعلتها لك رقبى‪ ،‬أي‬

‫إن مت قبلي عادت إلي‪ ،‬وإن مت قبلك استقرت لك فقبل وقبض (كان) ذلك الش يء (للمعمر أو‬

‫للمرقب) بلفظ اسم املفعول فيهما (ولورثته من بعده) وبلغو الشرط املذكور ‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪33‬‬

‫اللقطة‬
‫ً‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام اللقطة وهي بفتح القاف اسم للش يء امللتقط ومعناها شرعا ما ضاع من مالكه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بسقوط أو غفلة أو نحوهما (وإذا وجد) شخص بالغا كان أو ال مسلما كان أو ال فاسقا كان أو ال‬

‫(لقطة في موات أو طريق فله أخذها وتركها و) لكن (أخذها أولى من تركها إن كان) اآلخذ لها (على ثقة‬

‫من القيام بها) فلو تركها من غير أخذ لم يضمنها‪ ،‬وال يجب اإلشهاد على التقاطها لتملك أو حفظ‪،‬‬

‫وينزع القاض ي اللقطة من الفاسق‪ ،‬ويضعها عند عدل وال يعتمد تعريف الفاسق اللقطة‪ ،‬بل يضم‬
‫ً‬
‫عدال يمنعه من الخيانة فيها‪ ،‬وينزع الولي اللقطة من يد الصبي‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫ويعرفها ثم بعد‬ ‫القاض ي إليه رقيبا‬

‫تعريفها يتملك اللقطة للصبي إن رأى املصلحة في تملكها له (وإذا أخذها) أي اللقطة (وجب عليه أن‬
‫ً‬
‫يعرف) في اللقطة عقب أخذها (ستة أشياء وعاءها) من جلد أو خرقة مثال (وعفاصها) هو بمعنى‬

‫الوعاء (ووكاءها) باملد وهو الخيط الذي تربط به (وجنسها) من ذهب أو فضة (وعددها ووزنها)‬
‫ً‬
‫ويعرف بفتح أوله وسكون ثانيه من املعرفة ال من التعريف (و) أن (يحفظها) حتما (في حرز مثلها ثم)‬

‫بعد ما ذكر (إذا أراد) امللتقط (تملكها عرفها) بتشديد الراء من التعريف (سنة على أبواب املساجد)‬

‫عند خروج الناس من الجماعة (وفي املوضع الذي وجدها فيه) وفي األسواق ونحوها من مجامع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الناس‪ ،‬ويكون التعريف على العادة زمانا ومكانا وابتداء السنة يحسب من وقت التعريف ال من وقت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االلتقاط‪ ،‬وال يجب استيعاب السنة بالتعريف‪ ،‬بل يعرف أوال كل يوم مرتين طرفي النهار ال ليال وال‬

‫وقت القيلولة‪ ،‬ثم يعرف بعد ذلك كل أسبوع مرة أو مرتين‪ ،‬ويذكر امللتقط في تعريف اللقطة بعض‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪34‬‬

‫أوصافها‪ ،‬فإن بالغ فيها ضمن‪ ،‬وال يلزمه مؤنة التعريف إن أخذ اللقطة ليحفظها على مالكها‪ ،‬بل‬

‫يرتبها القاض ي من بيت املال أو يقترضها على املالك‪ ،‬وإن أخذ اللقطة ليتملكها وجب عليه تعريفها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولزمه مؤنة تعريفها سواء تملكها بعد ذلك أم ال‪ ،‬ومن التقط شيئا حقيرا ال يعرفه سنة‪ ،‬بل يعرفه‬
‫ً‬
‫زمنا يظن أن فاقده يعرض عنه بعد ذلك الزمن (فإن لم يجد صاحبها) بعد تعريفها سنة (كان له أن‬

‫يتملكها بشرط الضمان) لها وال يملكها امللتقط بمجرد مض ي السنة‪ ،‬بل ال بد من لفظ يدل على‬

‫التملك‪ ،‬كتملكت هذه اللقطة‪ ،‬فإن تملكها وظهر مالكها‪ ،‬وهي باقية واتفقا على رد عينها أو بدلها‪،‬‬

‫فاألمر فيه واضح‪ ،‬وإن تنازعا فطلبها املالك‪ ،‬وأراد امللتقط العدول إلى بدلها أجيب املالك في األصح‪،‬‬

‫وإن تلفت اللقطة بعد تملكها غرم امللتقط مثلها إن كانت مثلية‪ ،‬أو قيمتها إن كانت متقومة‪ ،‬يوم‬

‫التملك لها‪ ،‬وإن نقصت بغيب فله أخذها مع األرش في األصح‪( .‬واللقطة) وفي بعض النسخ وجملة‬

‫اللقطة (على أربعة أضرب أحدها ما يبقى على الدوام) كذهب وفضة (فهذا) أي ما سبق من تعريفها‬

‫سنة وتملكها بعد السنة (حكمه) أي حكم ما يبقى على الدوام (و) الضرب (الثاني ما ال يبقى) على‬

‫الدوام (كالطعام الرطب فهو) أي امللتقط له (مخيرين) خصلتين (أكله وغرمه) أي غرم قيمته (أو بيعه‬

‫وحفظ ثمنه) إلى ظهور مالكه (والثالث ما يبقى بعالج) فيه (كالرطب) والعنب (فيفعل ما فيه املصلحة‬

‫من بيعه وحفظ ثمنه أو تجفيفه وحفظه) إلى ظهور مالكه (والرابع ما يحتاج إلى نفقة كالحيوان وهو‬

‫ضربان) أحدهما (حيوان ال يمتنع بنفسه) من صغار السباع كغنم وعجل (فهو) أي امللتقط (مخير)‬

‫فيه (بين) ثالثة أشياء (أكله وغرم ثمنه أو تركه) بال أكل (والتطوع باإلنفاق عليه أو بيعه وحفظ ثمنه)‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪35‬‬

‫إلى ظهور مالكه (و) الثاني (حيوان يمتنع بنفسه) من صغار السباع كبعير وفرس (فإن وجده) امللتقط‬

‫(في الصحراء تركه) وحرم التقاطه للتملك فلو أخذه للتملك ضمنه (وإن وجده) امللتقط (في الحضر‬

‫فهو مخير بين األشياء الثالثة فيه) واملراد الثالثة السابقة فيما ال يمتنع‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪36‬‬

‫اللقيط‬
‫(فصل)‪ :‬في أحكام اللقيط وهو صبي منبوذ ال كافل له من أب أو جد أو ما يقوم مقامهما‪ ،‬ويلحق‬

‫بالصبي كما قال بعضهم املجنون البالغ (وإذا وجد لقيط) بمعنى ملقوط (بقارعة الطريق فأخذه) منها‬

‫(وتربيته وكفالته واجبة على الكفاية) فإذا التقطه بعض ممن هو أهل لحضانة اللقيط سقط اإلثم‬

‫عن الباقي‪ ،‬فإن لم يلتقطه أحد أثم الجميع‪ ،‬ولو علم به واحد فقط تعين عليه‪ ،‬ويجب في األصح‬

‫اإلشهاد على التقاطه‪ ،‬وأشار املصنف لشرط امللتقط بقوله (وال يقر) اللقيط (إال بيد أمين) حر مسلم‬

‫رشيد‪( .‬فإن وجد معه) أي اللقيط (مال أنفق عليه الحاكم منه) وال ينفق امللتقط عليه منه إال بإذن‬

‫الحاكم (وإن لم يوجد معه) أي اللقيط (مال فنفقته) كائنة (في بيت املال) إن لم يكن له مال عام‬

‫كالوقف على اللقطي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬في أحكام الوديعة هي فعيلة من ودع إذا ترك وتطلق لغة على الش يء املودع عند غير صاحبه‬
‫ً‬
‫للحفظ‪ ،‬وتطلق شرعا على العقد املقتض ي لالستحفاظ (والوديعة أمانة) في يد الوديع (ويستحب‬

‫قبولها ملن قام باألمانة فيها) إن كان ثم غيره وإال وجب قبولها كما أطلقه جمع‪ .‬قال في الروضة‬
‫ً‬
‫كأصلها‪ ،‬وهذا محمول على أصل القبول دون إتالف منفعته وحرزه مجانا (وال يضمن) الوديع الوديعة‬

‫(إال بالتعدي) فيها وصور التعدي كثيرة مذكورة في املطوالت منها أن يودع الوديعة عند غيره بال إذن‬

‫من املالك‪ ،‬وال عذر من الوديع ومنها أن ينقلها من محلة أو دار إلى أخرى دونها في الحرز‪( .‬وقول املودع)‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬


‫‪37‬‬

‫بفتح الدال (مقبول في ردها على املودع) بكسر الدال (وعليه) أي الوديع (أن يحفظها في حرز مثلها)‬

‫فإن لم يفعل ضمن (وإذا طولب بها) أي الوديع بالوديعة (فلم يخرجها مع القدرة عليها حتى تلفت‬

‫ضمن) فإن أخر إخراجها لعذر لم يضمن‪.‬‬

‫‪Materi Qiro’ah wa Bahtsul Kutub HBS Fak. Keislaman UTM 2021‬‬

You might also like