‫‪4102‬‬

‫الصوت فٌزٌائٌا‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫ان علم األصوات ‪ ،‬يجمع من بين فروعه المتعددة فرعا يسم بعلم األصوات‬
‫االكوستٌكً ‪ ...‬وهو العلم الذي يتصدى ‪ ،‬ويهتم بدراسة الخصائص المادية او‬
‫الفيزيائية ألصوات الكالم اثناء انتقالها من المتكلم ال السامع ‪...‬‬
‫وهناك من يطلق عل كلمة (اكوستك) بـ (السمعً) ‪ ...‬أي ما ٌتعلق بالصوت من‬
‫حٌث انتقاله على شكل موجات فً الهواء الى اذن السامع ‪ ،‬وتبٌان اثره السمعً ‪.‬‬
‫في حين ان هناك من يقسم علم األصوات االكوستيكي (ذلك الفرع الذي يتناول‬
‫الخصائص االنتقالية للكالم) ال جانب الفٌزٌائً ‪ ،‬والجانب الفسٌولوجً المتعلق‬
‫بالسمع وادراك الصوت ‪.‬‬
‫ومهما يكن من امر ‪ . . .‬فأن العملية الصوتية ‪ ،‬تمر من خالل مراحل ثالث ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجود جسم فً حالة تذبذب (مسألة فٌزٌائٌة)‬
‫ب‪-‬وجود وسط تنتقل فٌه الذبذبات الصادرة عن الجسم المتذبذب (مسألة فٌزٌائٌة‬
‫أٌضا)‬
‫ج‪-‬وجود جسم ٌستقبل هذه الذبذبات (مسألة فسٌولوجٌة)‬
‫ومن هذا المنطلق فأننا سنحاول ان نلقي بعض األضواء عل الصوت من الناحية‬
‫الفيزيائية ‪ ..‬ثم ندرج في األخير ‪،‬لنبين ماهي الفوائد المتوخــــــاة من دراسة‬
‫الصوت فيزيائيا ‪،‬لتكون خير معين لنا ‪ ،‬في مجمل عملية فن االلقاء‪ .‬تلك المحصلة‬
‫األخيرة لنشاط انساني متميز ‪ ،‬المتسلح بالعلم والتجربة والمعرفة‪.‬‬

‫ما هو الصوت فٌزٌائٌا ‪:‬‬

‫تشير الكتب المتخصصة بان الصوت ‪ ،‬عبارة عن ‪:‬‬

‫سلسة من االضطرابات فً األوساط المادٌة تكون االذن البشرٌة حساسة‬

‫لها ))‪)).‬‬
‫و هنــــاك تعريف اخـر ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫المرحلة االول ‪ -‬قسم التربية الفنية‬ ‫صوت وااللقاء‬ ‫م‪.‬م سعد علي ناجي‬
 ‫‪4102‬‬

‫((ظاهرة طبٌعٌة تدرك بحاسة السمع ‪،‬وهو ٌحدث من احتكاك جسم باخر‬
‫لٌنجم عن ذلك االحتكاك اهتزازات صوتٌة تنتقل فً األوساط المحٌطة‬
‫بهذا المصدر ‪ ،‬حتى تصل الى اذان السامعٌن ))‪.‬‬

‫وهناك تعاريف كثيرة أخرى ‪ ،‬مبثوثة في الكتب العلمية والمتخصصة ‪ ،‬والنريد‬

‫االسترسال فيها اكثر ‪ ...‬ونكتفي بالتعاريف الوارده أعاله ‪ ،‬والتــي تؤكد بأن‬
‫ٌكون‬
‫الصوت ٌتكون نتٌجة سلسة من االضطرابات فً األوساط المادٌة ‪ .‬وهذا ٍ‬
‫بالفعل ‪ . .‬ورد الفعل ٌعق فً االذن البشرٌة التً تتحسس ذلك الفعل‪.‬‬
‫ويمكن ان نأتي بمثل بسيط جدا ‪ ،‬للداللة عل ذلك ‪ :‬فلو اخذنا طرف لوح خشبي او‬
‫شريط فوالذي رقيق وثبتنا ذلك اللوح في مكان ثابت من جهة واحدة ‪ ،‬ثم اطلقنا‬
‫الطرف الثاني في حرية ‪ ...‬ثم ضربنا عل الطرف الطليق فسنرى ذلك الطرف‬
‫يهتز بسرعة ‪ ،‬ويحدث ذلك االهتزاز خفيفا ‪ . . .‬أي حدوث صوت ما ‪. . .‬‬
‫هذه التجربة تماثل كل التجارب األخرى كالضرب عل وتر الكمان ‪ ..‬او اهتزاز‬
‫الجلد الرقيق للدف او الطبل ‪ .....‬الخ ‪.‬‬
‫هذه التجربة تؤكد ان األصوات عل اختالفها وانواعها ‪ ..‬ودرجتها وشدتها تتولد‬
‫عن اهتزاز المادة ‪...‬‬
‫ان اهتزاز اللوح او الشريط الفوالذي الرقيق كما جاء أعاله يستلزم انجاز (شغل)‬
‫وهذا الشغل يتوقف عل سعة اهتزاز اللوح وكلما كانت طاقة اللوح كبيرة كلما كانت‬
‫سعة اهتزازه كبيرة وسعة الموجة الطويلة التي يحدثها كبيرة أيضا بالتبعية‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر ان الصوت عندما يحدث ‪ ،‬نتيجة‪ ،‬وجود جسم يهتز ‪ ..‬وان‬
‫الهزات التي يحدثها جسم ما ‪ ،‬قد ال تدرك بالعين في بعض الحاالت ‪ ..‬كما وان تلك‬
‫الهزات تنتقل في وسط غازي ( الهواء) او سائل ( الماء) او شيء صلب (‬
‫كاألسالك ) حت تصل ال االذان البشرية ‪...‬‬
‫ومما الشك فيه ان الهواء هو الوسط الذي خالله تنتقل الهزات عل شكل موجات‬
‫من مصدر الصوت حت تصل ال االذان البشرية في اكثر األحايين ‪.‬‬
‫اذن‪ :‬البد من توفر أوساط مادية لكي تنتقل تلك الهزات عل شكل موجات ال االذن‬
‫البشرية ‪ ،‬وال يمكن ان تنتقل تلك الهزات او الموجات في فراغ ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫المرحلة االول ‪ -‬قسم التربية الفنية‬ ‫صوت وااللقاء‬ ‫م‪.‬م سعد علي ناجي‬