You are on page 1of 6

‫كتاب مقدمة إبن خلدون‪ :‬دراسة تحليلية‬

‫القســــــم األول ‪ :‬عـرض مقدمــــــــــة إبن خلــــــــــــدون‬

‫تابع الباب السادس في ثقافة العمران في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وسائر وجوهه ومايعرض في ذلك‬
‫كله من األحوال وفيه مقدمة‬

‫الفصل الحادي والعشرون‬

‫اإللهيات ( ما وراء الطبيعة )(‬

‫ماهية علم اإللهيات‬

‫علم ينظر في الوجود المطلق ‪ ،‬في األمورالعامة للجسمانيات والروحانيات من حيث الماهية والوحدة والكثرة‬
‫والوجوب واإلمكان ‪ ،‬ثم مبادئ الموجودات وأنها روحانيات ‪ ،‬ثم كيفية صدور الموجودات عن الروحانيات‬
‫‪.‬ومراتبها ‪ ،‬ثم أحوال النفس بعد مفارقة الجسد وعودتها إلى المبدأ‬

‫ما فعله علماء المسلمين بعلم اإللهيات اليوناني‬

‫وترجمت كتب أرسطو في اإللهيات ‪ .‬ولخصها إبن سينا في الشفاء والنجاة ‪ ،‬ولخصها إبن رشد ‪ ،‬ثم رد الغزالي‬
‫على الفالسفة ‪ ،‬وحدث خلط بين علم الكالم وعلم اإللهيات ‪ ،‬وغيروا ترتيب المسائل كما فعل إبن الخطيب في‬
‫‪ .‬المباحث الشرقية‬

‫رأي إبن خلدون في الخلط بين علم الكالم وعلم اإللهيات‬

‫واليرى إبن خلدون الخلط بين علمي الكالم واإللهيات‪ ،‬ألن مسائل علم الكالم عقائد مستقاة من الشريعة كما‬
‫نقلها السلف بدون الرجوع إلى العقل ‪ ،‬حيث أن مدارك الشريعة أوسع من العقل ألنها تستمد من األنوار اإللهية‬
‫فال تدخل تحت قانون العقل الضعيف ‪ ،‬فإذا هدانا الشرع إلى شئ فينبغي أن نقدمه على مداركنا العقلية ‪ ،‬ولو‬
‫‪ .‬تعارض العقل مع الشرع إعتمدنا على الشرع وفوضنا إليه أمرنا وعزلنا العقل‬

‫و( الشرع ) المقصود عند ابن خلدون هو القرآن والسنة ( األحاديث ) التى يعتبرها وحيا ‪ ،‬وسرتفع بها فوق‬
‫‪.‬العقل‬

‫ويرى إبن خلدون أن المتكلمين األوائل لجأوا إلى الحجج العقلية للرد على الملحدين بنفس أسلحتهم دفاعا عن‬
‫‪ .‬العقائد السلفية ‪ ،‬مما أوقعهم في الخلط بين علم الكالم والعلوم الطبيعية واإللهيات‬
‫رأي إبن خلدون في الخلط بين الطبيعيات واإللهيات والخلط بين التصوف واإللهيات‬

‫ويختلف إبن خلدون مع المتأخرين الذين خلطوا علم الكالم بالطبيعيات واإللهيات في الوضع والتأليف ويرى‬
‫أنهما مختلفان في الموضوع ‪ .‬ويقول نفس الشئ عن غالة الصوفية الذين خلطوا التصوف باإللهيات اإلغريقية‬
‫وجعلوهما واحدا في كالمهم عن النبوءات واإلتحاد والحلول ووحدة الوجود ‪ ،‬ويرى إبن خلدون أن التصوف‬
‫‪ .‬يخالف علم الكالم كما يخالف اإللهيات ‪ ،‬ألنه يقوم على الوجدان واليقوم على العقل والبرهان‬

‫الفصل الثاني والعشرون‬

‫في علوم السحر والطلسمات‬

‫ماهية السحر وماهية الطلمسات‬

‫وهوعلم بكيفية إستعداد لدى النفس بالتأثير في العناصر بغير معين أو مساعد ‪ .‬أما الطلسمات فهو علم بكيفية‬
‫‪ .‬إستعداد لدى النفس بالتأثير في العناصر عن طريق معين أو مساعد‬

‫المؤلفات في السحر والطلسمات قبل اإلسالم وبعده‬

‫كتب فيهما األنباط واألقباط والفراعنة والكلدانيون والبابليون ‪ ،‬ونظرا التهام السحرة بالكفر فلم تترجم تلك‬
‫‪ .‬الكتب للعربية ‪ ،‬وما كتبوه مختلطا بالفالحة قام المسلمون بترجمة الفالحة وتركوا ما اختلط منها بالسحر‬

‫وعن الخلط بين الكيمياء والسحر يقول ابن خلدون أنه ظهر جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فكتب في‬
‫صناعة السحر والكيمياء ألن إحالة األجسام من صورة إلى أخرى اليكون إال بالقوة النفسية ال بالصناعة العملية‬
‫‪ ،‬فهو من قبيل السحر ‪ ،‬ثم ظهر مسلمة المجريطي في األندلس فلخص كتب السابقين في السحر في كتابه "‬
‫‪ ".‬غاية الحكيم‬

‫حقيقة السحر والطلسمات والشعوذة‬

‫يرى إبن خلدون أن النفوس أنواع لكل نوع خواص مميزة ‪ ،‬فنفوس األنبياء لديها استعداد للمعرفة الربانية‬
‫ومخاطبة المالئكة والتأثير في الكون ‪ ،‬وذلك بالمدد اإللهي ‪ ،‬ونفوس الكهنة لديها استعداد لمعرفة الغيب بالقوى‬
‫الشيطانية ‪ .‬والنفوس الساحرة لها ثالث مراتب ‪ ،‬األولى التأثير بالهمة الذاتية وهو السحر ‪ ،‬الثانية التأثير بمزاج‬
‫األفالك والعناصر واألعداد ‪ ،‬وهو الطلسمات ‪ ،‬وهو أضعف رتبة ‪ ،‬والثالث تأثير عن طريق الخيال واإليحاء‬
‫‪ .‬والمحاكاة ‪ ،‬وهو الشعوذة‬

‫هل السحر حقيقة أم خيال ؟‬

‫وألن السحر توجه لعبادة األفالك والشياطين حكم الفقهاء بكفر السحرة ‪ ،‬ولكنهم أختلفوا في حكم قتله‬
‫‪ .‬ألختالفهم في خاصية السحر ‪ ،‬هل هو حقيقة أم توهم و خيال‬
‫رأي إبن خلدون في حقيقة السحر‬

‫ويرى إبن خلدون أن السحر حقيقة ‪ ،‬واستدل على ذلك بآية هاروت وماروت وأحاديث سحر النبي وقصة‬
‫السحرة مع فرعون وموسى ‪ ،‬واستدل ابن خلدون بما شهده في عصره وحكى طرفا من ذلك ‪ ،‬وما سمعه من‬
‫حكايات من الهند والسودان ‪ ،‬وروى عمل الطلسمات ( أو األعمال السحرية ) وقال إنها مجربة ‪ ،‬ونقل ذلك عن‬
‫كتاب المجريطي ‪ ،‬و قال أن أهل المغرب ينسبون كتابا لإلمام الفخر بن الخطيب في السحر اسمه السر المكتوم‬
‫ال يعرفه أهل المشرق ‪ .‬وبسبب رواج السحر في المغرب فقد تحدث إبن خلدون عن طائفة السحرة البعاجين‬
‫‪ .‬الذين يشيرون إلى الغنم فيبعجون بطونها ويسترزقون من تهديد الرعاة بذلك ‪ ،‬وقال أنه شاهد ذلك بنفسه‬

‫رأي الفالسفة في التفريق بين السحر والطالسم والمعجزة والكرامة‬

‫وقال إن الفالسفة يثبتون تأثير السحر والطلسمات ‪ ،‬وقالوا إنه تأثير عارض من كيفيات األرواح ومن جهة‬
‫‪.‬التصورات واإليحاء‬

‫أما من حيث الفرق بينهما فالسحر اليحتاج إلى معين ‪ ،‬والطلسم يحتاج إلى روحانيات الكواكب واإلعداد ‪،‬‬
‫والسحر إتحاد روح بروح والطلسم اتحاد روح بجسم والساحر مفطور على السحر اليكتسب سحره ‪ ،‬أما‬
‫‪.‬صاحب الطلسمات فيستعين بالتنجيم وغيره‬

‫ويرى الفالسفة أن المعجزة قوة إلهية من روح هللا للخير ‪ ،‬أما السحر فمصدره ذات الساحر وبمدد الشياطين‬
‫وفي الشر ‪ .‬وقد توجد كرامات لبعض الصوفية بالمدد اإللهي تبعا للنبوة وعلى قدر إيمان الولي وحاله وبعد‬
‫اإلذن اإللهي ‪ .‬وألن المعجزة مدد إلهي فال يقوى السحر على مواجهتها كما حدث مع سحرة فرعون أمام موسى‬
‫‪.‬‬

‫رأي الفقهاء ‪ :‬لم يفرق الفقهاء بين السحر والطلسمات ‪ ،‬إذ حظروهما معا وحظروا معها التنجيم ‪ ،‬واعتبروا‬
‫‪.‬التحدي فارقا بين السحر والمعجزة واعتبروا الساحر كاذبا ال يستطيع التحدي‬

‫‪ :‬الحسد ( اإلصابة بالعين )‬

‫يراها إبن خلدون تأثيرا من الحاسد يأتيه بفطرته ‪ ،‬عندما يستحسن شيئا بشدة ويتمنى زواله ‪ ،‬فيزول ويرى أن‬
‫‪ .‬الحاسد مجبور في صدور الحسد عنه‬

‫الفصل الثالث والعشرون‬


‫علم أسرار الحروف‬

‫ماهيته ونشأته‬

‫هو علم السيمياء ‪ ،‬وهو علم حادث في تاريخ المسلمين ‪ ،‬إبتدعه غالة الصوفية في رغبتهم في علم الغيب‬
‫‪.‬وافتعال الكرامات على أساس عقيدتهم في وحدة الوجود أو تنزل الوجود عن الواجد‬

‫أساس علم الحرف‬

‫ويقوم هذا العلم على أساس أن الكمال األسمائي للخالق يظهر في أرواح األفالك والكواكب وأن للحروف طبائع‬
‫تسري في الكون وفق هذا النظام منذ أن أبدع هللا تعالى الكون ‪ ،‬وتنتقل في أطواره وتكشف عن أسراره ‪ ،‬وهذه‬
‫هي أسرار علم الحرف ‪ ،‬الذي كان من فروع علم السيمياء ثم أصبح يطلق عليه إسم السيمياء من باب اطالق‬
‫‪ .‬العام على الخاص‬

‫ثمرة هذا العلم‬

‫وقد كتب فيه إبن عربي والبوني وغيرهما ‪ ،‬وثمرة هذا العلم هو أن النفوس الربانية ( الصوفية ) تستطيع أن‬
‫تتصرف في الكون ( بالكرامات ) عن طريق األسماء الحسنى والكلمات اإللهية الناشئة عن الحروف المحيطة‬
‫‪ .‬باألسرار السارية في الكون‬

‫إختالفهم في سر قوة الحروف‬

‫‪ :‬واختلفوا في سر التصرف أو قوة الحروف إلى رأيين‬

‫‪ ،‬مزاج الحروف وكينونتها الداخلية )أ(‬

‫وقسمت الحروف إلى أربعة أصناف مثل العناصر ‪ ،‬واختص كل صنف في الطبيعة بما يناسبه من الحروف‬
‫يتصرف فيه الحرف طبقا لقانون صناعي اسمه التكسير ‪ ،‬وبالتكسير تتنوع الحروف إلى نارية وهوائية ومائية‬
‫‪:‬وترابية ‪ ،‬كما باالسفل‬

‫‪ ،‬لعنصر النار حروف سبعة وهي األلف والهاء والطاء والميم والفاء والسين والذال‬

‫‪.‬ولعنصر الهواء سبعة حروف وهي الباء والواو والياء والنون والضاد والتاء والظاء‬

‫‪ .‬ولعنصر الماء سبعة حروف وهى الجيم والزاي والكاف والصاد والقاف والثاء والغين‬

‫‪.‬ولعنصر التراب سبعة حروف وهي الدال والحاء والالم والعين والراء والخاء والشين‬

‫وقالوا أن الحروف النارية لعالج األمراض الباردة ومضاعفة قوة الحرارة في الجسم ‪ ،‬أما الحروف المائية فهي‬
‫‪ .‬لدفع األمراض الحارة ولتضعيف القوى الباردة‬
‫والرأي الثاني أن سر تصرف الحرف بقيمته العددية ‪ ،‬وذلك وفقا لجدول يبين قيمة كل حرف حسبما كان )ب(‬
‫‪ .‬معتادا في ترتيب الحروف العربية وقيمة كل حرف‬

‫أساس هذا العلم يقوم على علم الغيب‬

‫وسر التناسب بين الحروف وأمزجة الطبائع أو بينهما وبين األعداد أمر عسير على الفهم ‪ ،‬إذ ليس من قبيل‬
‫العلوم والقياسات ‪ ،‬وإنما يقوم على الذوق الصوفي أو الكشف أي العلم اللدني بالغيب والتوفيق اإللهي ‪ ،‬ومن هنا‬
‫يرى إبن خلدون أن تصرفهم في الطبيعة بهذه الحروف أمر ثابت الينكره أحد ‪ ،‬وقد تواترت أخباره عنهم ‪ .‬أي‬
‫‪ .‬أن األمر يحتاج إلى اإليمان والتسليم بدون إنكار‬

‫الفرق بين مقدرة أصحاب الطلسمات السحرية ومقدرة أصحاب علم الحرف‬

‫التصرف يعني المقدرة على األتيان بالخوارق ‪ ،‬ويرى إبن خلدون أن التصرف في عالم الطبيعة كله إنما‬
‫‪ .‬هو للنفس اإلنسانية والهمم البشرية ‪ ،‬حيث أن النفس البشرية محيطة بالطبيعة وحاكمة لها‬

‫وأصحاب الطلسمات يتصرفون في الطبيعة باستنزال روحانية األفالك وربطها بالصور أو بالنسب العددية حتى‬
‫يحصل من ذلك نوع من المزاج يفعل اإلحالة أو قلب األشياء إلى أشياء أخرى أي اإلتيان بالمعجزة ‪ ،‬وذلك‬
‫‪ .‬بالقهر والغلبة‬

‫أما تصرف أصحاب األسماء فيحدث لهم بالمجاهدة الصوفية والعلم اللدني الغيبي أي الكشف اآلتي من النور‬
‫اإللهي والمدد الرباني فيستطيع بهذه القوة أن يسخر الطبيعة دون حاجة إلى إستمداد المقدرة من األفالك ‪ ،‬ألن‬
‫مدده أعلى منها ‪ .‬وبينما يحتاج أهل الطلسمات إلى رياضيات ومجاهدات قليلة تمكنهم من إستخدام روحانيات‬
‫األفالك فإن أهل الحروف يحتاجون إلى رياضيات كبرى ومجاهدات عليا ليحصلوا على الكرامات التي تعطيهم‬
‫‪ .‬المقدرة على التصرف واإلتيان بالمعجزات‬

‫الفرق بين أصحاب علم الحروف وأصحاب السيمياء‬

‫فإذا وصل صاحب علم الحروف بالمجاهدات الكبرى إلى الكشف والعلم اللدني الرباني واقتصر في عمله على‬
‫مناسبات األسماء وطبائع الحروف كان من أصحاب السيمياء ‪ ،‬ولم يعد هناك فارق كبير بينه وبين أصحاب‬
‫الطلسمات السحرية ‪ ،‬بل أن صاحب الطلسمات أوثق منه ألنه يرجع إلى أصول طبيعية علمية وقوانين مرتبة ‪،‬‬
‫وأما صاحب األسماء إذا فاته الكشف األكبر الذي يطلع به على حقائق الكلمات وآثار المناسبات فليس له في‬
‫‪ .‬العلوم اإلصطالحية قانون برهاني‬

‫المزج بين األسماء والطلسمات‬

‫وبعض أصحاب األسماء والحروف يمزج قوى الكلمات واألسماء بقوى الكواكب فيعين لذكر األسماء الحسنى‬
‫ولسائر األسماء أوفاقا أو أوقاتا تكون من حظوظ الكوكب الذي يناسب ذلك اإلسم ‪ ،‬وذلك مافعله البوني في‬
‫كتابه " األنماط " ‪ .‬وهذا المزج يأتي عندهم من لدن الحضرة العمائية وهي برزخية الكمال األسمائي ‪ ،‬ويتنزل‬
‫تفصيلها في الحقائق على ماهي عليه من المناسبة ‪ ،‬وإثبات هذه المناسبة عندهم بحكم المشاهدة التي تأتي‬
‫للعارفين من األولياء الصوفية ‪ ،‬فإذا لم يصل صاحب علم الحرف إلى هذه الدرجة وتلقى تلك المناسبة تقليدا‬
‫‪ .‬أصبح في منزلة صاحب الطلسمات السحرية ‪ ،‬بل يكون صاحب الطلسمات أوثق منه‬
‫المزج بين الطلمسات والدعوات المكونة من أسماء وحروف‬

‫وقد يمزج صاحب الطلسمات بين عمله وقوى الكواكب وبين قوى الدعوات المؤلفة من كلمات مخصوصة‬
‫بحيث تكون هناك مناسبة بين الكلمات والكواكب وتقوم هذه المناسبة على اقتسام الكواكب لجميع ما في عالم‬
‫المكونات من جواهر وأعراض وذوات ومعاني ‪ ،‬ومن بينها الحروف واألسماء ‪ ،‬فلكل كوكب حظه من هذه‬
‫األسماء والحروف ‪ ،‬وعلى ذلك يقسمون آيات القرآن وسور القرآن تقسيمات غريبة كما فعل مسلمة المجريطي‬
‫في كتابه " الغاية " ‪ ،‬وذلك مايبدو في كتاب " األنماط " للبوني حين تعرض للدعوات وتقسيمها على ساعات‬
‫الكواكب السبعة ‪ ،‬وحديثه عن قيامات الكواكب أو الدعوات التي تختص بكل كوكب ‪ .‬وفي النهاية يقرر إبن‬
‫خلدون إيمانه بكل ذلك حيث يقول " وما أوتيتم من العلم إال قليال ‪ ،‬وليس كل ما حرمه الشارع من العلوم بمنكر‬
‫‪ ".‬الثبوت ‪ ،‬فقد ثبت أن السحر حق مع حظره ‪ ،‬لكن حسبنا من العلم ماعلمنا‬

‫إستخراج األجوبة من األسئلة‬

‫إحدى فروع السيمياء ‪ ،‬وذلك عن طريق إرتباط بين الكلمات والحروف ‪ ،‬وتدخل ضمن الزايرجة ‪ ،‬ولهم في‬
‫ذلك أدعية وقصائد ومنها قصيدة السبتي ‪ ،‬وقد أوردها إبن خلدون ‪ ،‬وقسم أبياتها على عناوين ‪ ،‬مثل ‪ :‬الكالم‬
‫على استخراج نسبة األوزان وكيفياتها ‪ ..‬فيما يخص السيمياء ‪ ،‬والطب الروحاني ومواليد الملوك وبتيهم‬
‫‪ .‬واالنفعال الروحاني واالنقياد الرباني ‪ ،‬ومقامات المحبة والعشق والطاعة ‪ ..‬الخ‬

‫ثم أسهب إبن خلدون في شرح كيفية العمل في إستخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم ‪ ،‬مما نقله إبن‬
‫خلدون عن القائمين بهذا العلم ‪ ،‬وتلخيص هذا الكالم أو عرضه ليس إال مضيعة للوقت ‪ ،‬وإن كان يدلنا على‬
‫‪ .‬أن عقلية إبن خلدون كانت تؤمن بهذا الكالم‬

‫ثم عقد فصال في اإلستدالل على ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية ‪ ..‬وهي طريقة تنفع الدجالين في‬
‫‪.‬عصرنا حين يتصدون لما يسمى بالعالج الروحاني ‪ ،‬ونحن نقصد أنها تنفعهم في خداع البسطاء‬

You might also like