You are on page 1of 43

‫التغيرات المناخية‬

‫االدلة و االسباب‬

‫تحديث ‪2020‬‬

‫نظرة عامة من الجمعية الملكية‬


‫و‬
‫األكاديمية الوطنية األمريكية للعلوم‬
‫مقدمة‬
‫تغير المناخ هو أحد القضايا الحاسمة في عصرنا وه‪$$‬و المؤك‪$$‬د اآلن أك‪$$‬ثرمن أي وقت مض‪$$‬ى ‪ ،‬اس‪$$‬تناًد ا إلى العدي‪$$‬د من األدل‪$$‬ة ‪ ،‬أن البش‪$$‬ر‬
‫يغيرون مناخ األرض فقد ارتفعت درجة حرارة الغالف الجوي والمحيطات ‪ ،‬والتي صاحبها ارتفاع في مستوى س‪$$‬طح البح‪$$‬ر و انخف‪$‬اض‬
‫شديد للجليد في القطب الشمالي وتغيرات مناخية أخرى مرتبطة وتزداد آثار تغير المناخ على الناس والطبيع‪$$‬ة بش‪$$‬كل ظ‪$$‬اهر‪ ,‬و ق‪$$‬د كلفت‬
‫الفيضانات غير المسبوقة وموجات الحر وحرائق الغابات مليارات الدوالرات بسبب األضرار كما تخضع البيئات لتح‪$‬والت س‪$‬ريعة ك‪$‬رد‬
‫فعل لتغير درجات الحرارة وأنماط هطول األمطار‪.‬‬
‫أنتجت الجمعية الملكية واألكاديمية الوطنية األمريكية للعلوم بمهامهم المماثلة لـتعزيز استخدام العلم إلف‪$$‬ادة المجتم‪$$‬ع وإث‪$$‬راء المناقش‪$$‬ات‬
‫السياسية الحاسمة ‪ ،‬النسخة االولي للتغ‪$$‬ير المن‪$$‬اخي ‪ :‬االدل‪$$‬ة و االس‪$$‬باب في ‪ 2014‬و تمت كتابت‪$$‬ه و مراجعت‪$$‬ه من قب‪$$‬ل فري‪$$‬ق انجلي‪$$‬ذي ‪-‬‬
‫امريكي من كبار علماء المناخ كما تم إعداد هذه الطبعة الجديدة من قبل نفس فريق المؤلفين محدثة باح‪$$‬دث البيان‪$$‬ات المناخي‪$$‬ة و التحليالت‬
‫العلمية و كلها تعزز فهم تسبب االنسان في تغير المناخ‪.‬‬

‫ان الدليل واضح ومع ذلك ‪ ،‬نظًر ا لطبيعة العلم ‪ ،‬لم يتم تقرير او تاكيد كل التفاصيل بشكل ت‪$‬ام ولم يتم ال‪$‬رد على ك‪$$‬ل األس‪$$‬ئلة ذات الص‪$$‬لة‬
‫حتى اآلن كما يستمر تجميع الدليل العلمي حول العالم و أصبحت بعض األشياء أكثر وضوًح ا وظه‪$$‬رت رؤى جدي‪$‬دة فعلى س‪$$‬بيل المث‪$‬ال ‪،‬‬
‫انتهت فترة ارتفاع الحرارة البطيء خالل العقد األول من القرن الحادي والعشرين وأوائل العقد األول من القرن الحادي والعشرين بـ قفزة‬
‫دراماتيكية إلى درجات حرارة أكثر سخونة بين عامي ‪ 2014‬و ‪Save translation .2015‬‬

‫بدأ مدى الجليد البحري في أنتاركتيكا ‪ ،‬الذي كان يتزايد ‪ ،‬في االنخفاض في عام ‪ ، 2014‬ووصل إلى‬
‫تم دمج هذه المالحظات الحديثة وغيرها في المناقشات‬ ‫مستوى قياسي منخفض في عام ‪ 2017‬و الذي استمر و قد‬
‫حول األسئلة تناولها في هذا الكتيب‪.‬‬

‫ان الدعوات للعم‪$‬ل تتع‪$‬الى‪ .‬فق‪$‬د ص‪$‬نف اس‪$‬تطالع إدراك المخ‪$‬اطر العالمي‪$‬ة لع‪$‬ام ‪ 2020‬من المنت‪$‬دى االقتص‪$‬ادي الع‪$‬المي تغ‪$‬ير المن‪$‬اخ‬
‫والقضايا البيئية ذات الصلة على أنها الخمسة مخ‪$$‬اطر األوائ‪$$‬ل على مس‪$$‬توى الع‪$$‬الم و ال‪$$‬تي من المحتم‪$$‬ل ح‪$$‬دوثها خالل الس‪$$‬نوات العش‪$$‬ر‬
‫القادمة ومع ذلك‪ ،‬وال يزال أمام المجتمع الدولي الكثير ليقطعه إظهار الطموح المتزايد بشأن التخفيف والتكيف والطرق األخ‪$$‬رى لمعالج‪$$‬ة‬
‫تغير المناخ‪.‬‬

‫والمعلومات العلمية عنصر حيوي للمجتمع لكي يتخذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية الحد من حجم تغ‪$$‬ير المن‪$$‬اخ وكيفي‪$$‬ة التكي‪$$‬ف م‪$$‬ع آث‪$$‬اره‪.‬‬
‫ويشكل هذا الكتيب وثيقة مرجعية أساسية لصانعي القرارات‪ ،‬وصانعي السياسات‪ ،‬والمتعلمين‪ ،‬وغيرهم ممن يلتمسون أجوب‪$‬ة موثوق‪$‬ة عن‬
‫الحالة الراهنة لعلم تغير المناخ‪.‬‬

‫ونحن ممتنون لذلك قبل ست سنوات‪ ،‬تحت قيادة الدكتور د‪ .‬رالف ج‪ .‬سيسرون‪ ،‬الرئيس السابق لألكاديمية الوطني‪$$‬ة للعل‪$$‬وم‪ ،‬والس‪$$‬ير ب‪$$‬ول‬
‫نرس‪ ،‬الرئيس السابق للجمعية الملكية‪ ،‬وقد اشتركت هات‪$$‬ان المنظمت‪$$‬ان‪ ،‬في إع‪$$‬داد ملخص رفي‪$$‬ع المس‪$$‬توى لعل‪$$‬وم تغ‪$$‬ير المن‪$$‬اخ‪ .‬وبص‪$$‬فتنا‬
‫الرؤساء الحاليين لهذه المنظمات‪ ،‬يسعدنا أن نقدم تحديًث ا لهذا المرجع الرئيسي ‪ ،‬بدعم من عائلة سيسيرون الكريمة‪.‬‬

‫فينكي راماكريشنان‬ ‫مارسيا مكنوت‬


‫رئيس الجمعية الملكية‬ ‫رئيس األكاديمية الوطنية للعلوم‬

‫‪Save translation‬‬
‫لمزيد من االطالع‪:‬‬

‫اآلثار المفاجئة لتغير المناخ ‪■ NRC : ، 2013:‬‬ ‫ولالطالع على مناقشة أكثر تفصيًال للمواضيع التي تتناولها هذه‬
‫مفاجات متوقعة‬ ‫الوثيقة‬
‫]‪[https://www.nap.edu/catalog/18373‬‬ ‫(بما في ذلك مراجع البحث األصلي األساسي)‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫أهداف تحقيق االستقرار المناخي‪ :‬االنبعاثات ‪■ NRC ، 2011:‬‬ ‫■ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (‪، )IPCC‬‬
‫‪ ،‬والتركيزات‬ ‫‪ :2019‬تقرير خاص عن المحيطات والغالف الجليدي في‬
‫والتأثيرات على مدى عقود إلى آالف السنين‬ ‫مناخ متغير [‪]https://www.ipcc.ch/srocc‬‬
‫]‪[https://www.nap.edu/catalog/12877‬‬ ‫■ األكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب (‬
‫الجمعية الملكية ‪ :2010‬تغير المناخ‪ :‬ملخص علمي ■‬ ‫‪ :2019 ، )NASEM‬تقنيات االنبعاثات السلبية والعزل‬
‫‪[https://royalsociety.org/topics-policy/‬‬ ‫االمن‪ :‬أجندة بحثية [‬
‫‪publications/2010/‬‬ ‫‪]https://www.nap.edu/catalog/25259‬‬
‫]تلخيص‪-‬علم‪-‬تغير المناخ‬ ‫■ الجمعية الملكية ‪ :2018 ،‬إزالة غازات االحتباس الحراري‬
‫‪■ NRC 2010:‬‬ ‫[‬
‫خيارات المناخ األمريكية‪ :‬النهوض بعلم‬ ‫‪https://raeng.org.uk/greenhousegasr‬‬
‫]‪ [https://www.nap.edu/catalog/12782‬تغير المناخ‬ ‫‪]emoval‬‬
‫يمكن االطالع على الجزء األكبر من البيانات األصلية التي‬ ‫■ البرنامج األمريكي ألبحاث التغير العالمي (‬
‫تستند إليها االستنتاجات العلمية‬ ‫‪ :2018 ، )USGCRP‬المجلد الثاني لتقييم المناخ الوطني‬
‫‪:‬في العناوين التالية‬ ‫الرابع‪ :‬اآلثار والمخاطر والتكيف في الواليات المتحدة [‬
‫‪■ https://data.ucar.edu/‬‬ ‫‪]https://nca2018.globalchange.gov‬‬
‫‪■ https://climatedataguide.ucar.edu‬‬ ‫■ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‪:2018 ،‬‬
‫‪■ https://iridl.ldeo.columbia.edu‬‬ ‫االحتباس الحراري عند ‪ 1.5‬درجة مئوية [‬
‫‪■ https://ess-dive.lbl.gov/‬‬ ‫‪]https://www.ipcc.ch/sr15‬‬
‫‪■ https://www.ncdc.noaa.gov/‬‬ ‫▪ اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ‪:2017 ،‬‬
‫‪■https://www.esrl.noaa.gov/gmd/ccgg/trends/‬‬ ‫التقييم الوطني الرابع للمناخ المجلد األول‪ :‬التقارير الخاصة‬
‫‪■ http://scrippsco2.ucsd.edu‬‬ ‫لعلوم المناخ [‬
‫‪■ http://hahana.soest.hawaii.edu/hot‬‬ ‫‪.]https://science2017.globalchange‬‬
‫‪]gov‬‬
‫□ ‪ :NASEM، 2016‬نسبة الظواهر الجوية البالغة الشدة‬
‫في سياق تغير المناخ [‬
‫‪]https://www.nap.edu/catalog/21852‬‬
‫‪Save translation‬‬
‫■ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‪:2013 ،‬‬
‫مجموعة ‪ 1‬لتقرير التقييم الخامس (‪ .)AR5‬تغير المناخ‬
‫‪ :2013‬أساس العلوم الفيزيائية [‬
‫‪]https://www.ipcc.ch/report/ar5/wg1‬‬

‫أنشئ المعهد الوطني للعلوم (‪ )NAS‬لتقديم المشورة إلى الواليات المتحدة بشأن المواض‪$$‬يع العلمي‪$$‬ة والتقني‪$$‬ة عن‪$$‬دما وق‪$$‬ع ال‪$$‬رئيس لينك‪$$‬ولن‬
‫ميثاقًا للكونغرس في عام ‪ . 1863‬وأصدر المجلس الوطني للبحوث‪ ،‬وهو الذراع التشغيلي لألكاديمية الوطنية للعلوم واألكاديمي‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة‬
‫للهندسة‪ ،‬تقارير عديدة عن أسباب تغير المناخ ردود االفعال المحتملة له‪ .‬ويمكن الحصول على الموارد المتعلقة بتغير المن‪$$‬اخ من المجلس‬
‫الوطني للبحوث من ‪nationalacademies.org/climate‬‬

‫الجمعية الملكية هي زمالة ذاتية الحكم للعديد من أكثر العلماء تميًز ا في العالم‪ .‬يتم اختي‪$$‬ار أعض‪$$‬ائها من جمي‪$$‬ع مج‪$$‬االت العل‪$$‬وم والهندس‪$$‬ة‬
‫والطب‪ .‬إنها األكاديمية الوطنية للعلوم في المملكة المتح‪$‬دة‪ .‬يتمث‪$‬ل الغ‪$‬رض األساس‪$‬ي للجمعي‪$‬ة ‪ ،‬ال‪$‬ذي انعكس في المواثي‪$‬ق التأسيس‪$‬ية في‬
‫ستينيات القرن السادس عشر ‪ ،‬في االعتراف بالتميز في العلوم وتعزيزه ودعمه ‪ ،‬وتشجيع تطوير العلم واستخدامه لصالح البشرية‪ .‬يتوفر‬
‫مزيد من المعلومات حول عمل المجتمع بشأن تغير المناخ على ‪royalsociety.org/policy/climate-change‬‬
‫المحتويات‬
‫ملخص‪2 ... .................................................. ..................................................‬‬
‫أسئلة وأجوبة حول تغير المناخ‬
‫‪ 1‬هل ترتفع درجة حرارة المناخ؟ ‪3 .........................................................................‬‬
‫‪ 2‬كيف يعرف العلماء أن تغير المناخ األخير سببه األنشطة البشرية إلى حد كبير ؟ ‪5 .............‬‬
‫‪ 3‬يوجد ثاني أكسيد الكربون بالفعل في الغالف الجوي بشكل طبيعي ‪ ،‬فلماذا تصبح االنبعاثات من‬
‫النشاط البشري خطيرة ‪ /‬ذات اهمية ؟ ‪6 ....................................................................‬‬
‫‪ 4‬ما هو الدور الذي لعبته الشمس في تغير المناخ في العقود األخيرة؟ ‪7. ..................................................‬‬
‫‪ 5‬ما الذي تخبرنا به التغي‪$‬يرات في الهيك‪$‬ل الرأس‪$‬ي لدرج‪$‬ة ح‪$‬رارة الغالف الج‪$‬وي – من الس‪$‬طح الى الستراتوس‪$‬فير ‪ -‬عن أس‪$‬باب تغ‪$‬ير‬
‫المناخ األخير؟ ‪8 ........................‬‬
‫‪ 6‬يتغير المناخ دائما‪ .‬لماذا يشكل تغير المناخ مصدر قلق اآلن؟ ‪9 .................................................‬‬
‫‪ 7‬هل المستوى الحالي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي غير مسبوق في تاريخ األرض؟ ‪9 ................‬‬
‫‪ 8‬هل هناك نقطة ال يؤدي بعدها إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى مزيد من االحتباس الحراري؟ ‪10 ............................‬‬
‫‪ 9‬هل معدل ارتفع الحرارة يختلف من عقد إلى آخر؟ ‪11 ........... ..................................................‬‬
‫‪ 10‬هل تباطأ ارتفاع الحرارة خالل العقد األول من القرن الحادي والعشرين إلى أوائل العقد األول من القرن الحادي والعشرين‬
‫يعني أن تغير المناخ لم يعد يحدث؟ ‪12 ........................... ..................................................‬‬

‫أساسيات تغير المناخ ‪ ................................................ .............................................‬ب‪ –1‬ب ‪8‬‬


‫أسئلة وأجوبة بشأن تغير المناخ (تابع)‬
‫‪ 11‬إذا كان العالم يزداد في ارتفاع الحرارة ‪ ،‬فلماذا ال تزال بعض فصول الشتاء والصيف شديدة البرودة؟ ‪13...........................‬‬
‫‪ 12‬لماذا يتناقص جليد بحر القطب الشمالي بينما تغير جليد بحر القطب الشمالي قليًال؟ ‪14..................‬‬
‫‪ 13‬كيف يؤثر تغير المناخ على قوة و تواتر الفيضانات والجفاف والزوابع واألعاصير؟‪15 ...............................‬‬
‫‪ 14‬ما مدى سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر؟ ‪16 ................................................................‬‬
‫‪ 15‬ما هو تحمض المحيطات ولماذا هو مهم؟ ‪17 ..................................................‬‬
‫‪ 16‬ما مدى ثقة العلماء في أن األرض ستزداد حرارة خالل القرن المقبل؟ ‪18 ......................‬‬
‫‪ 17‬هل تكون التغيرات المناخية بدرجات قليلة مدعاة للقلق؟ ‪19 ..................................................‬‬
‫‪ 18‬ما الذي يفعله العلماء لمعالجة أوجه عدم اليقين الرئيسية في فهمنا لنظام المناخ؟‪19 ....................................‬‬
‫‪ 19‬هل سيناريوهات الكوارث التي تتعلق بنقاط تحول مثل "إيقاف تيار الخليج" وإطالق غاز الميثان من القطب الشمالي تدعو للقلق؟‪21 .....‬‬
‫‪ 20‬إذا تم إيقاف انبعاثات غازات االحتباس الحراري ‪ ،‬فهل سيعود المناخ إلى حالته التي كانت عليه قبل ‪ 200‬عام؟ ‪22..................‬‬
‫خاتمة ‪ /‬استنتاجات ‪23 .............................................................................................‬‬
‫شكر وتقدير ‪24 ......................... .................................................. ...‬‬

‫‪ 1‬االدلة واالسباب‬
‫ملخص‬

‫تمتص غازات االحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون (‪ )CO2‬الحرارة (األشعة تحت الحمراء) المنبعثة من سطح األرض‪ .‬تؤدي‬
‫الزيادات في تركيزات هذه الغازات في الغالف الجوي إلى ارتفاع درجة حرارة األرض عن طريق حبس المزي‪$$‬د من ه‪$$‬ذه الح‪$$‬رارة‪ .‬أدت‬
‫األنشطة البشرية ‪ -‬وخاصة حرق الوقود األحفوري منذ بداي‪$‬ة الث‪$‬ورة الص‪$$‬ناعية ‪ -‬إلى زي‪$‬ادة ترك‪$$‬يزات ث‪$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون في الغالف‬
‫الجوي بأكثر من ‪ ، ٪40‬مع حدوث أكثر من نصف الزيادة منذ ع‪$‬ام ‪ .1970‬من‪$‬ذ ع‪$‬ام ‪ ، 1900‬وارتف‪$‬ع متوس‪$‬ط درج‪$‬ة ح‪$‬رارة الس‪$‬طح‬
‫العالمية بنحو ‪ 1‬درجة مئوية (‪ 1.8‬درجة فهرنهايت)‪ .‬وقد ترافق ذلك مع ارتفاع درجة حرارة المحيط ‪ ،‬وارتفاع مس‪$$‬توى س‪$$‬طح البح‪$$‬ر ‪،‬‬
‫وانخفاض شديد في الجليد البحري في القطب الش‪$‬مالي ‪ ،‬وزي‪$‬ادة واس‪$‬عة النط‪$‬اق في ت‪$‬واتر وش‪$‬دة موج‪$‬ات الح‪$‬ر ‪ ،‬والعدي‪$‬د من الت‪$‬أثيرات‬
‫المناخية األخرى المرتبطة بها‪ .‬حدث الكثير من هذا االحتي‪$$‬اس الح‪$$‬راري في العق‪$$‬ود الخمس‪$$‬ة الماض‪$$‬ية‪ .‬أظه‪$$‬رت التحليالت التفص‪$$‬يلية أن‬
‫ارتفاع الحرارة خالل هذه الفترة ناتج بشكل رئيس‪$$‬ي عن زي‪$$‬ادة ترك‪$$‬يزات ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون وغ‪$$‬ازات االحتب‪$$‬اس الح‪$$‬راري األخ‪$$‬رى‪.‬‬
‫وسيؤدي استمرار انبعاثات هذه الغازات إلى مزيد من تغير المناخ ‪ ،‬بما في ذلك الزيادات الكبيرة في متوسط درجة حرارة س‪$$‬طح األرض‬
‫والتغيرات المهمة في المناخ اإلقليمي‪ .‬وسيعتمد حجم وتوقيت هذه التغييرات على العديد من العوامل ‪ ،‬وسيستمر حدوث التباطؤ والتسارع‬
‫في ارتفاع الحرارة الذي يستمر عقًد ا أو أكثر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ف‪$$‬إن تغ‪$$‬ير المن‪$$‬اخ على الم‪$$‬دى الطوي‪$$‬ل على م‪$$‬دى عق‪$$‬ود عدي‪$$‬دة س‪$$‬يعتمد بش‪$$‬كل‬
‫أساسي على الكمية اإلجمالية لثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات االحتباس الحراري المنبعثة نتيجة لألنشطة البشرية‪.‬‬

‫‪ 2‬التغير المناخي‬
‫سوج‬
‫‪-1‬هل المناخ يسخن؟‬
‫نعم‪ .‬فقد زاد متوسط درجة حرارة هواء سطح األرض بحوالي ‪ 1‬درجة مئوية (‪ 1.8‬درجة فهرنهايت) منذ عام ‪ ، 1900‬مع حدوث أكثر‬
‫من نصف الزيادة منذ منتصف السبعينيات [الشكل ‪ 1‬أ]‪ .‬تقدم مجموعة واسعة من المالحظات األخرى (مثل انخفاض حجم الجليد البح‪$$‬ري‬
‫في القطب الشمالي وزيادة محتوى حرارة المحيطات) والمؤشرات من العالم الطبيعي (مثل التحوالت القطبي‪$‬ة ألن‪$‬واع األس‪$‬ماك والث‪$‬دييات‬
‫والحشرات الحساسة لدرجات الحرارة وما إلى ذلك) مًع ا أدلة ال جدال فيها الرتفاع درجة الحرارة على نطاق الكوكب‪.‬‬

‫يأتي أوضح دليل على ارتفاع درجة حرارة السطح من سجالت مقاييس الحرارة المنتشرة والتي تمتد في بعض األماكن إلى أواخ‪$$‬ر الق‪$$‬رن‬
‫التاسع عشر‪ .‬اليوم ‪ ،‬يتم رصد درجات الحرارة في عدة آالف من المواقع ‪ ،‬ف‪$$‬وق س‪$$‬طح األرض والمحي‪$$‬ط‪ ،.‬و تس‪$$‬اعد االس‪$$‬تنتاجات غ‪$$‬ير‬
‫المباشرة لتغير درجة الحرارة من مصادر مثل حلقات األشجار ولب الجليد على وضع التغيرات األخ‪$$‬يرة في درج‪$$‬ات الح‪$$‬رارة في س‪$$‬ياق‬
‫الماضي‪ .‬فيما يتعلق بمتوسط درجة حرارة سطح األرض ‪ ،‬تشير ه‪$‬ذه االس‪$‬تنتاجات غ‪$‬ير المباش‪$‬رة إلى أن الف‪$‬ترة من ‪ 1989‬إلى ‪2019‬‬
‫كانت على األرجح الفترة األكثر سخونة لمدة ‪ 30‬عاًما منذ أكثر من ‪ 800‬عام ؛ العقد األخير ‪ ، 2019-2010 ،‬هو العقد األكثر ح‪$$‬رارة‬
‫في سجل اآلالت حتى اآلن (منذ ‪.)1850‬‬

‫توفر مجموعة واسعة من المالحظات األخرى صورة أكثر شموًال الرتفاع درج‪$$‬ة الح‪$$‬رارة في جمي‪$$‬ع أنح‪$$‬اء النظ‪$$‬ام المن‪$$‬اخي‪ .‬على س‪$$‬بيل‬
‫المثال ‪ ،‬ارتفعت درجة حرارة الغالف الجوي السفلي والطبقات العليا من المحيط أيًض ا ‪ ،‬وتناقص الغطاء الثلجي والجليد في نصف الك‪$$‬رة‬
‫الشمالي ‪ ،‬وتقلص الغطاء الجليدي في جرينالند ‪ ،‬كما أن مستوى سطح البحر آخذ في االرتف‪$$‬اع [الش‪$$‬كل ‪ 1‬ب]‪ .‬يتم إج‪$$‬راء ه‪$$‬ذه القياس‪$$‬ات‬
‫باستخدام مجموعة متنوعة من أنظمة المراقبة األرضية والمحيطية والفض‪$$‬ائية ‪ ،‬مم‪$$‬ا يمنح ثق‪$$‬ة إض‪$$‬افية في واق‪$$‬ع ارتف‪$$‬اع درج‪$$‬ة الح‪$$‬رارة‬
‫العالمي لمناخ األرض‪.‬‬

‫الشكل ‪( 1‬أ) وقد ارتفع المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح‬ ‫الشكل ‪ 1‬أ‬
‫األرض على النحو المبين في هذه القطعة من قياسات األرض‬
‫والمحيطات مجتمعة من عام ‪ ١٨٥٠‬إلى عام ‪ ،٢٠١٩‬المستمدة‬
‫من ثالثة تحليالت مستقلة لمجموعات البيانات المتاحة‪ .‬وترتبط‬
‫التغيرات في درجات الحرارة بالمتوسط العالمي لدرجات حرارة‬
‫سطح األرض في الفترة ‪ .1990-1961‬المصدر‪NOAA :‬‬
‫‪climate. gov‬؛ بيانات من مكتب الميت‪ ،‬مركز هادلي (مارون)‬
‫بالمملكة المتحدة‪ ، ،‬وكالة الواليات المتحدة األمريكية الوطنية‬
‫للمالحة الجوية والفضاء‪ ،‬معهد غودارد لدراسات الفضاء‬
‫(أحمر)‪ ،‬المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة لإلدارة‬
‫الوطنية لدراسة المحيطات والغالف الجوي في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫‪ 3‬االدلة و االسباب‪2020‬‬
‫الشكل ‪ 1‬ب‪ُ .‬ت ظهر كمية كبيرة من أدلة الرصد إلى جانب‬ ‫مدى الجليد البحري في القطب الشمالي في الشتاء والصيف (‬
‫سجالت درجة حرارة السطح أن مناخ األرض يتغير‪ .‬على سبيل‬ ‫‪)2019 – 1979‬‬
‫المثال ‪ ،‬يمكن العثور على دليل إضافي على اتجاه الحرارة في‬
‫االنخفاض الكبير في مدى الجليد البحري في القطب الشمالي عند‬
‫أدنى مستوى له في الصيف (الذي يحدث في سبتمبر) ‪،‬‬ ‫الغطاء الثلجي لشهر يونيو في نصف الكرة الشمالي (‪-1955‬‬
‫وانخفاض الغطاء الثلجي لشهر يونيو في نصف الكرة الشمالي ‪،‬‬ ‫‪)2019‬‬
‫والزيادات في المتوسط العالمي للمحيطات العليا (بارتفاع ‪700‬‬
‫متر أو ‪ 2300‬قدم) في المحتوى الحراري (بالمقارنة مع متوسط‬
‫الفترة ‪ ،)2006-1955‬وارتفاع مستوى سطح البحر العالمي‪.‬‬ ‫درجة حرارة أعالي المحيط (‪)2019-1955‬‬
‫المصدر‪NOAA Climate.gov :‬‬

‫مستوى سطح البحر في العالم (‪)2019-1955‬‬

‫‪ 4‬التغير المناخي‬
‫سوج‬
‫‪ -2‬كيف يعرف العلماء أن تغير المناخ األخير سببه األنشطة البشرية إلى حد كبير ؟‬
‫‪Save translation‬‬

‫يعرف العلماء أن تغير المناخ األخير ناتج إلى حد كبير عن األنشطة البشرية من فهم الفيزياء األساسية ‪،‬‬
‫ومقارنة المالحظات مع النماذج ‪ ،‬وبصمات األصابع لألنماط التفصيلية لتغير المناخ الناجم عن التأثيرات‬
‫البشرية والطبيعية المختلفة‪.‬‬

‫منذ منتصف القرن التاسع عشر ‪ ،‬عرف العلماء أن ث‪$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون ه‪$‬و أح‪$$‬د الغ‪$$‬ازات الرئيس‪$$‬ية المس‪$$‬ببة لالحتب‪$‬اس الح‪$$‬راري ذات‬
‫األهمية لتوازن طاقة األرض‪ُ .‬ت ظهر القياسات المباشرة لثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي وفي الهواء المحبوس في الجلي‪$$‬د أن ث‪$$‬اني‬
‫أكسيد الكربون في الغالف الجوي زاد بأكثر من ‪ ٪40‬من ‪ 1800‬إلى ‪ .2019‬وتكش‪$$‬ف قياس‪$$‬ات األش‪$$‬كال المختلف‪$$‬ة للكرب‪$$‬ون (النظ‪$$‬ائر ‪،‬‬
‫انظر السؤال ‪ )3‬أن هذه الزيادة ترجع إلى األنشطة البشرية ‪ .‬تتزايد أيًض ا غازات االحتباس الحراري األخ‪$$‬رى (ال س‪$$‬يما الميث‪$$‬ان وأكس‪$$‬يد‬
‫النيتروز) نتيجة لألنشطة البشرية‪ .‬يتوافق االرتفاع الملحوظ في درج‪$‬ة ح‪$‬رارة س‪$‬طح األرض من‪$‬ذ ع‪$‬ام ‪ 1900‬م‪$‬ع الحس‪$‬ابات التفص‪$‬يلية‬
‫لتأثيرات الزيادة الملحوظة في غازات االحتباس الحراري في الغالف الجوي (والتغيرات األخرى التي يسببها اإلنسان) على توازن طاق‪$$‬ة‬
‫األرض‪.‬‬

‫و التأثيرات المختلفة على المناخ لها توقيعات مختلفة في سجالت المناخ‪ .‬من الس‪$$‬هل رؤي‪$$‬ة بص‪$$‬مات األص‪$$‬ابع الفري‪$$‬دة ه‪$$‬ذه عن‬
‫طريق التحقق من وراء رقم واحد (مثل متوسط درجة حرارة سطح األرض) ‪ ،‬والنظ‪$$‬ر ب‪$$‬دًال من ذل‪$$‬ك في األنم‪$$‬اط الجغرافي‪$$‬ة والموس‪$$‬مية‬
‫لتغير المناخ‪ .‬تتطابق األنماط المرصودة لسخونة السطح ‪ ،‬والتغيرات في درجات الحرارة ع‪$$‬بر الغالف الج‪$$‬وي ‪ ،‬والزي‪$$‬ادات في محت‪$$‬وى‬
‫حرارة المحيطات ‪ ،‬والزيادات في رطوبة الغالف الجوي ‪ ،‬وارتفاع مستوى سطح البحر ‪ ،‬وزيادة ذوبان الجليد األرضي والبح‪$$‬ري أيًض ا‬
‫مع األنماط التي يتوقع العلماء رؤيتها بسبب األنشطة البشرية (انظر السؤال ‪.)5‬‬

‫تستند التغييرات المتوقعة في المناخ على فهمنا لكيفية احتباس غ‪$$‬ازات االحتب‪$$‬اس الح‪$$‬راري للح‪$$‬رارة‪ُ .‬يظه‪$$‬ر ك‪$$‬ل من ه‪$$‬ذا الفهم‬
‫األساسي لفيزياء غازات االحتباس الحراري ودراسات بصمات األصابع المس‪$$‬تندة إلى األنم‪$$‬اط أن األس‪$$‬باب الطبيعي‪$$‬ة وح‪$$‬دها غ‪$$‬ير كافي‪$$‬ة‬
‫لشرح التغييرات الملحوظة األخيرة في المناخ‪ .‬تش‪$$‬مل األس‪$$‬باب الطبيعي‪$‬ة االختالف‪$$‬ات في ن‪$‬اتج الش‪$$‬مس وفي م‪$$‬دار األرض ح‪$$‬ول الش‪$$‬مس‬
‫واالنفجارات البركانية والتقلبات الداخلية في نظام المناخ (مث‪$$‬ل الني‪$$‬نيو والنيني‪$$‬ا)‪ .‬الحس‪$$‬ابات باس‪$$‬تخدام النم‪$$‬اذج المناخي‪$$‬ة ‪ ،‬انظ‪$$‬ر ص‪$$‬ندوق‬
‫المعلومات ‪ ،‬ص‪ ) 20 .‬لمحاكاة ما كان سيحدث لدرجات الحرارة العالمية إذا كانت العوامل الطبيعية فقط هي التي تؤثر على نظام المناخ‪.‬‬
‫تنتج هذه المحاكاة القليل من ارتفاع درجة حرارة السطح ‪ ،‬أو حتى تبريد طفيف ‪ ،‬خالل القرن العشرين وحتى الق‪$$‬رن الح‪$$‬ادي والعش‪$$‬رين‪.‬‬
‫فقط عندما تتضمن النم‪$‬اذج الت‪$‬أثيرات البش‪$‬رية على تك‪$‬وين الغالف الج‪$‬وي ‪ ،‬تك‪$‬ون التغ‪$‬يرات الناتج‪$‬ة في درج‪$‬ات الح‪$‬رارة متوافق‪$‬ة م‪$‬ع‬
‫التغيرات المرصودة‪.‬‬
‫‪ 5‬االدلة واالسباب ‪2020‬‬

‫سوج‬
‫‪ 3‬يوجد ثاني أكسيد الكربون بالفعل في الغالف الجوي بشكل طبيعي ‪ ،‬فلماذا تصبح االنبعاثات من النشاط البشري خطيرة ‪ /‬ذات اهمية ؟‬

‫أدت األنشطة البشرية إلى اضطراب دورة الكربون الطبيعية بشكل كبير من خالل استخراج الوقود الحفري الذي دفن لفترة طويلة وحرقه‬
‫للحصول على الطاقة ‪ ،‬وبالتالي إطالق ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪.‬‬

‫في الطبيعة ‪ ،‬يتم تبادل ثاني أكسيد الكربون باستمرار بين الغالف الج‪$$‬وي والنبات‪$$‬ات والحيوان‪$$‬ات من خالل التمثي‪$$‬ل الض‪$$‬وئي ‪ ،‬والتنفس ‪،‬‬
‫والتحلل ‪ ،‬وبين الغالف الجوي والمحيطات من خالل تبادل الغازات‪ .‬كما تنبعث كمية صغيرة جًد ا من ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون (ح‪$$‬والي ‪٪1‬‬
‫من معدل االنبعاث من احتراق الوقود الحف‪$‬ري) في االنفج‪$‬ارات البركاني‪$‬ة‪ .‬يتم موازن‪$‬ة ذل‪$‬ك بكمي‪$‬ة مس‪$‬اوية يتم إزالته‪$‬ا بواس‪$‬طة التجوي‪$‬ة‬
‫الكيميائية للصخور‪.‬‬

‫‪Translation is too long to be saved‬‬

‫كان مستوى ثاني أكسيد الكربون في عام ‪ 2019‬أعلى بنسبة ‪ ٪40‬مما كان عليه في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫وقد حدثت معظم هذه الزيادة في ثاني أكسيد الكربون منذ عام ‪ ، 1970‬وهو الوقت الذي تسارع فيه‬
‫استهالك الطاقة العالمي‪ .‬وتشير االنخفاضات المقاسة في جزء األشكال األخرى من الكربون (النظائر ‪C‬‬
‫‪ 14‬و ‪ )C 13‬واالنخفاض الطفيف في تركيز األكسجين في الغالف الجوي (التي تتوفر مالحظاتها منذ‬
‫عام ‪ )1990‬إلى أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون يرجع إلى حد كبير إلى احتراق الوقود الحفري (الذي‬
‫تحتوي على كسور منخفضة ‪ 13‬درجة مئوية وال يوجد ‪ 14‬درجة مئوية) كما أدت إزالة الغابات‬
‫والتغيرات األخرى في استخدام األراضي أيًض ا إلى إطالق الكربون من المحيط الحيوي (العالم الحي) حيث‬
‫يقيم عادة لعقود إلى قرون‪ .‬كما أدى ثاني أكسيد الكربون اإلضافي الناتج عن حرق الوقود الحفري وإزالة‬
‫الغابات إلى اضطراب توازن دورة الكربون ‪ ،‬ألن العمليات الطبيعية التي يمكن أن تعيد التوازن بطيئة للغاية‬
‫مقارنة بالمعدالت التي تضيف بها األنشطة البشرية ثاني أكسيد الكربون إلى الغالف الجوي‪ .‬و نتيجة لذلك ‪،‬‬
‫يتراكم جزء كبير من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من األنشطة البشرية في الغالف الجوي ‪ ،‬حيث سيبقى‬
‫جزء منه ليس فقط لعقود أو قرون ‪ ،‬ولكن آلالف السنين‪ .‬وتشير المقارنة مع مستويات ثاني أكسيد الكربون‬
‫المقاسة في الهواء المستخرج من لب الجليد إلى أن التركيزات الحالية أعلى بكثير مما كانت عليه في‬
‫‪ 800000‬عام على األقل (انظر السؤال ‪)6‬‬
‫‪ 6‬التغير المناخي‬
‫سوج‬

‫‪ 4‬ما هو الدور الذي لعبته الشمس في تغير المناخ في العقود األخيرة؟‬


‫‪Translation is too long to be saved‬‬

‫توفر الشمس المصدر األساسي للطاقة التي تقود نظام مناخ األرض ‪ ،‬ولكن تغييراتها لعبت دوًر ا ضئياًل جًد ا‬
‫في التغيرات المناخية التي لوحظت في العقود األخيرة‪ُ .‬ت ظهر قياسات األقمار الصناعية المباشرة منذ أواخر‬
‫السبعينيات عدم وجود زيادة صافية في ناتج الشمس ‪ ،‬بينما زادت درجات حرارة سطح األرض في نفس‬
‫الوقت [الشكل ‪.]2‬‬

‫بالنسبة للفترات التي تسبق بدء قياسات األقمار الصناعية ‪ ،‬تكون المعرفة بالتغيرات الشمسية أقل تأكيًد ا ألن‬
‫التغييرات يتم استنتاجها من مصادر غير مباشرة ‪ -‬بما في ذلك عدد البقع الشمسية ووفرة أشكال معينة‬
‫(نظائر) من ذرات الكربون أو البريليوم ‪ ،‬التي تتأثر معدالت إنتاجها في الغالف الجوي لألرض بالتغيرات‬
‫في الشمس‪ .‬وهناك أدلة على أن الدورة الشمسية التي تبلغ مدتها ‪ 11‬عاًما ‪ ،‬والتي يختلف خاللها إنتاج‬
‫طاقة الشمس بنسبة ‪ ٪0.1‬تقريًبا ‪ ،‬يمكن أن تؤثر على تركيزات األوزون ودرجات الحرارة والرياح في‬
‫الستراتوسفير (الطبقة الموجودة في الغالف الجوي فوق التروبوسفير ‪ ،‬عادًة من ‪ 12‬إلى ‪ 50‬كم‪ .‬فوق‬
‫سطح األرض ‪ ،‬حسب خط العرض والموسم)‪ .‬قد يكون لهذه التغيرات في الستراتوسفير تأثير ضئيل على‬
‫المناخ السطحي على مدى دورة ‪ 11‬سنة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال تشير األدلة المتاحة إلى تغيرات واضحة على‬
‫المدى الطويل في ناتج الشمس خالل القرن الماضي ‪ ،‬فخالل هذه الفترة كانت الزيادات البشرية في تركيزات‬
‫ثاني أكسيد الكربون هي التأثير المهيمن على زيادة درجة حرارة سطح األرض على المدى الطويل‪ .‬كما‬
‫يمكن العثور على مزيد من األدلة على أن ارتفاع درجة الحرارة الحالي ليس نتيجة للتغيرات الشمسية في‬
‫اتجاهات درجات الحرارة عند ارتفاعات مختلفة في الغالف الجوي (انظر السؤال ‪)5‬‬

‫الشكل ‪ .2‬وال تظهر قياسات واقعة الطاقة على األرض في‬


‫الشمس أي زيادة صافية في قوة الطاقة الشمسية خالل‬
‫السنوات األربعين الماضية ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن يكون هذا‬
‫مسؤوًال عن ارتفاع درجة الحرارة خالل تلك الفترة ‪ ،‬وال‬
‫تظهر البيانات سوى تباينات دورية صغيرة مرتبطة بدورة‬
‫الشمس البالغة ‪ 11‬سنة‪ .‬المصدر‪ :‬بيانات ‪ TSI‬من‬
‫‪Physikalisch-Meteorologisches‬‬
‫‪ ، Observatorium Davos‬سويسرا ‪ ،‬على‬
‫مقياس ‪ VIRGO‬الجديد من ‪ 1978‬إلى منتصف‬
‫‪ 2018‬؛ بيانات درجة الحرارة لنفس الفترة الزمنية من‬
‫مجموعة بيانات ‪ ، HadCRUT4‬مكتب األرصاد الجوية‬
‫في المملكة المتحدة ‪ ،‬مركز هادلي‪.‬‬
‫‪ 7‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬
‫سوج‬
‫‪ 5‬ما الذي تخبرنا به التغييرات في الهيكل الرأسي لدرج;;ة ح;;رارة الغالف الج;;وي – من الس;;طح الى الستراتوس;;فير ‪ -‬عن أس;;باب تغ;;ير‬
‫المناخ األخير؟‬

‫يوفر لنا زيادة الحرارة الملحوظ في الغالف الجوي السفلي والتبريد في الغالف الجوي العلوي رؤى أساسية ح‪$$‬ول األس‪$$‬باب الكامن‪$$‬ة وراء‬
‫تغير المناخ ويكشف أن العوامل الطبيعية وحدها ال يمكن أن تفسر التغييرات المرصودة‪.‬‬

‫في أوائل الستينيات ‪ ،‬أظهرت نتائج النماذج الرياضية ‪ /‬الفيزيائية للنظام المناخي ألول مرة أنه من المتوقع أن تؤدي الزيادات التي يس‪$‬ببها‬
‫اإلنسان في ثاني أكسيد الكربون إلى ارتفاع درجة الحرارة التدريجي للغالف الجوي السفلي (التروبوسفير) وتبريد المس‪$$‬تويات األعلى من‬
‫الغالف الجوي ( الستراتوسفير) ‪ ،‬و على النقيض من ذلك ‪ ،‬فإن الزيادات في ناتج الشمس ستؤدي إلى تسخين ‪/‬‬
‫ارتفاع درجة حرارة كل من طبقة التروبوسفير والمدى الرأسي الكامل لطبقة الستراتوسفير‪ ،‬ففي ذلك الوقت ‪،‬‬
‫لم تكن هناك بيانات رصد كافية الختبار هذا التنبؤ ‪ ،‬لكن اكدت قياسات درجة الحرارة من بالونات الطقس‬
‫واألقمار الصناعية منذ ذلك الحين هذه التنبؤات المبكرة‪.‬ومن المعروف اآلن أن النمط الملحوظ لسخونة‬
‫التروبوسفير وتبريد الستراتوسفير على مدى األربعين سنة الماضية يتوافق على نطاق واسع مع نماذج‬
‫المحاكاة الحاسوبية التي تشمل الزيادات في ثاني أكسيد الكربون واالنخفاض في أوزون الستراتوسفير ‪ ،‬فكل‬
‫منهما تسببه األنشطة البشرية‪ .‬والنمط المالحظ ال يتفق مع التغيرات الطبيعية البحتة في ناتج الشمس من الطاقة ‪،‬‬
‫النشاط البركاني ‪ ،‬او التغيرات المناخية الطبيعية مثل النينيو وال نينيا ‪.‬‬
‫فعلى الرغم من هذا االتفاق بين األنماط العالمية للتغير النموذجي والمالحظ في درجة حرارة الغالف الجوي ‪ ،‬ال‬
‫تزال هناك بعض االختالفات‪ .‬توجد االختالفات األكثر وضوًح ا في المناطق المدارية ‪ ،‬حيث ُت ظهر النماذج حالًيا‬
‫ارتفاع حرارة في طبقة التروبوسفير أكثر مما لوحظ ‪ ،‬وفي القطب الشمالي ‪ ،‬حيث يكون ارتفاع الحرارة الملحوظ‬
‫في طبقة التروبوسفير أكبر مما هو عليه في معظم النماذج‪.‬‬
‫‪ 8‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬
‫سوج‬
‫‪ -6‬يتغير المناخ دائما‪ .‬لماذا يشكل تغير المناخ مصدر قلق اآلن؟‬

‫ان جميع التغيرات المناخية الرئيسية ‪ ،‬بما في ذلك التغيرات الطبيعية ‪ ،‬مدمرة فقد أدت التغيرات المناخية السابقة إلى انق‪$$‬راض العدي‪$$‬د من‬
‫األنواع ‪ ،‬وهجرات السكان ‪ ،‬وتغيرات واضحة في س‪$$‬طح األرض ودوران المحيط‪$$‬ات‪ .‬إن س‪$$‬رعة تغ‪$$‬ير المن‪$‬اخ الح‪$$‬الي أس‪$$‬رع من معظم‬
‫األحداث الماضية ‪ ،‬مما يجعل التكيف أكثر صعوبة على المجتمعات البشرية والعالم الطبيعي‪.‬‬
‫‪Translation is too long to be saved‬‬

‫وأكبر التغيرات المناخية العالمية النطاق في الماضي الجيولوجي القريب لألرض هي دورات العصر الجليدي‬
‫(انظر ‪ ,infobox‬ص ب ‪ ،) 4‬وهي فترات جليدية باردة تليها فترات حرارة أقصر [الشكل ‪ ]3‬و‬
‫تكررت الدورات القليلة األخيرة من هذه الدورات الطبيعية كل ‪ 100000‬عام تقريًبا ‪ ،‬وهي تتسارع في‬
‫المقام األول بالتغيرات البطيئة في مدار األرض‪ ،‬التي تغير الطريقة التي توزع بها طاقة الشمس مع العرض‬
‫وحسب الموسم على األرض ‪ ،‬كما ان هذه التغيرات المدارية صغيرة جًد ا على مدى مئات السنين الماضية ‪،‬‬
‫وهي وحدها ليست كافية للتسبب في الحجم الملحوظ للتغير في درجة الحرارة منذ الثورة الصناعية ‪ ،‬وال‬
‫للعمل على األرض بأكملها‪ ،‬وفي الجداول الزمنية للعصر الجليدي‪ ،‬كما أدت هذه التباينات المدارية التدريجية‬
‫إلى تغيرات في حجم االغطية الجليدية وفي وفرة ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات االحتباس الحراري‪،‬‬
‫مما أدى بدوره إلى زيادة تغير درجة الحرارة األولية‪.‬‬

‫تتراوح التقديرات األخيرة للزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية منذ نهاية العصر الجليدي األخير من ‪4‬‬
‫إلى ‪ 5‬درجات مئوية (‪ 7‬إلى ‪ 9‬درجات فهرنهايت)‪ ،‬وقد حدث هذا التغيير على مدى حوالي ‪7000‬‬
‫عام ‪ ،‬بدأت قبل ‪ 18000‬عام‪ ،‬و ارتفع ثاني أكسيد الكربون بأكثر من ‪ ٪40‬في الـ ‪ 200‬عام الماضية‬
‫فقط ‪ ،‬ومعظم هذا منذ سبعينيات القرن الماضي ‪ ،‬مما ساهم في التغيير البشري لميزانية طاقة الكوكب التي‬
‫أدت حتى اآلن إلى ارتفاع حرارة األرض بنحو ‪ 1‬درجة مئوية (‪ 1.8‬درجة فهرنهايت)‪ .‬و إذا استمر ارتفاع‬
‫ثاني أكسيد الكربون دون رادع ‪ ،‬فيمكن توقع ارتفاع درجة حرارة بنفس حجم الزيادة من العصر الجليدي‬
‫بحلول نهاية هذا القرن أو بعد ذلك بفترة وجيزة ‪ ،‬وسرعة ارتفاع الحرارة هذه تزيد عن عشرة أضعاف ما‬
‫يحدث في نهاية عصر جليدي‪ ،‬وهو أسرع تغير طبيعي معروف على نطاق عالمي‪.‬‬

‫‪ 7‬هل المستوى الحالي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي غير مسبوق في تاريخ األرض؟‬
‫يكاد يكون من المؤكد أن المستوى الحالي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي غير مسبوق في الملي‪$‬ون س‪$‬نة الماض‪$‬ية ‪ ،‬وال‪$‬تي‬
‫تطور خاللها اإلنسان الحديث وتطورت المجتمعات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كان ترك‪$$‬يز ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون في الغالف الج‪$$‬وي أعلى في الماض‪$$‬ي‬
‫البعيد لألرض (منذ ع‪$‬دة ماليين من الس‪$$‬نين) ‪ ،‬وفي ذل‪$‬ك ال‪$‬وقت تش‪$$‬ير البيان‪$‬ات المناخي‪$‬ة القديم‪$$‬ة والجيولوجي‪$‬ة إلى أن درج‪$$‬ات الح‪$$‬رارة‬
‫ومستويات سطح البحر كانت أيًض ا أعلى مما هي عليه اليوم‪.‬‬
‫وتبين قياسات الهواء في النواة الجليدية أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ظل في حدود ‪ 170‬إلى ‪ 300‬جزء في الملي‪$$‬ون‬
‫(‪ )ppm‬خالل السنوات الـ ‪ 800000‬الماضية حتى القرن العش‪$$‬رين‪ ،‬مم‪$$‬ا جع‪$$‬ل االرتف‪$$‬اع الس‪$$‬ريع األخ‪$$‬ير إلى أك‪$$‬ثر من ‪ 400‬ج‪$$‬زء في‬
‫المليون على مدى ‪ 200‬سنة ملحوظة بشكل خاص [الشكل ‪ ،]3‬و خالل الدورات الجليدية على مدار الثمانمائة ع‪$$‬ام الماض‪$$‬ية ‪ ،‬عم‪$$‬ل ك‪$$‬ل‬
‫من ثاني أكسيد الكربون والميثان كمضخمات مهمة للتغيرات المناخية الناجمة عن التغيرات في م‪$$‬دار األرض ح‪$$‬ول الش‪$$‬مس‪ .‬م‪$$‬ع ارتف‪$$‬اع‬
‫درجة حرارة األرض منذ العص‪$$‬ر الجلي‪$$‬دي األخ‪$$‬ير ‪ ،‬ب‪$$‬دأت درج‪$$‬ة الح‪$$‬رارة وث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون في االرتف‪$$‬اع في نفس ال‪$$‬وقت تقريًب ا‬
‫واستمرت في االرتفاع جنًبا إلى جنب من حوالي ‪ 18000‬إلى ‪ 11000‬سنة مضت‪.‬‬
‫(يتابع)‬
‫‪ 9‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬

‫الشكل ‪ .3‬اسُتخدمت البيانات المأخوذة من‬ ‫تسببت التغيرات في درجة حرارة المحيطات والدوران والكيمياء والبيولوجيا في‬
‫عينات اللب الجليدية إلعادة تشكيل درجات‬ ‫إطالق ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ‪ ،‬و الذي اقترن بردود فعل أخرى‬
‫حرارة القطب الجنوبي وتركيزات ثاني أكسيد‬ ‫لدفع األرض إلى حالة أكثرسخونة‪.‬‬
‫الكربون في الغالف الجوي على مدى‬
‫وبالنسبة لألوقات الجيولوجية السابقة‪ ،‬اسُت نبطت تركيزات ودرجات ثاني أكسيد‬
‫‪ 800000‬سنة الماضية‪.‬‬
‫الكربون من أساليب أقل مباشرة‪ .‬وتشير تلك النتائج إلى أن آخر تركيز لثاني أكسيد‬
‫وتستند درجة الحرارة إلى قياسات المحتوى‬ ‫الكربون اقترب من ‪ 400‬جزء في المليون منذ حوالي ‪ 3‬إلى ‪ 5‬ماليين سنة ‪ ،‬وهي‬
‫النظائري للماء في قلب جليد القبة ‪. C‬‬ ‫الفترة التي يقدر فيها متوسط درجة حرارة سطح األرض بنحو ‪ 2‬إلى ‪ 3.5‬درجة‬
‫مئوية أعلى مما كان عليه في فترة ما قبل الصناعة‪ .‬قبل ‪ 50‬مليون سنة ‪ ،‬و من‬
‫ويقاس ثاني أكسيد الكربون في الهواء‬
‫المرجح ان ثاني أكسيد الكربون قد وصل إلى ‪ 1000‬جزء في المليون ‪ ،‬وكان‬
‫المحصور في الجليد‪ ،‬وهو مركب من قلب‬
‫متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بنحو ‪ 10‬درجات مئوية مما هو عليه اليوم‪.‬‬
‫جليد القبة ‪ C‬وفوستوك‪.‬‬
‫في ظل هذه الظروف ‪ ،‬كانت األرض تحتوي على القليل من الجليد ‪ ،‬وكان مستوى‬
‫ويقاس ثاني أكسيد الكربون في الهواء‬ ‫سطح البحر أعلى بـ ‪ 60‬متًر ا على األقل من المستويات الحالية‪.‬‬
‫المحصور في الجليد‪ ،‬وهو مركب من قلب‬
‫جليد القبة ‪ C‬وفوستوك‪ .‬أما التركيز الحالي‬
‫لثاني أكسيد الكربون (النقطة الزرقاء) فهو‬
‫مأخوذ من قياسات الغالف الجوي‪ ،‬كما يشكل‬
‫النمط الدوري للتغيرات في درجات الحرارة‬
‫العصر الجليدي ‪ /‬الدورات الجليدية‪ ،‬و خالل‬
‫هذه الدورات ‪ ،‬و يتم تتبع التغييرات في‬
‫تركيزات ثاني أكسيد الكربون (باللون‬
‫األزرق) عن كثب مع التغيرات في درجة‬
‫الحرارة (باللون البرتقالي)‪ .‬وكما يتبين من‬
‫السجل‪ ،‬فإن الزيادة األخيرة في تركيزات ثاني‬
‫أكسيد الكربون في الغالف الجوي لم يسبق لها‬
‫مثيل في السنوات ال ‪ ٨٠٠ ٠٠٠‬الماضية‪ .‬وقد‬
‫تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف‬
‫الجوي ‪ 400‬جزء من المليون في عام‬
‫‪ ،2016‬وكان متوسط التركيز في عام ‪2019‬‬
‫أكثر من ‪ 411‬جزء من المليون‪ .‬المصدر‪:‬‬
‫استنادًا إلى الشكل بحسب جيريمي شاكون‪،‬‬
‫بيانات من ‪ Lüthi et al.، 2008‬و‪Jouzel‬‬
‫‪et al.، 2007‬‬

‫‪ 8‬هل هناك نقطة ال يؤدي بعدها إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى مزيد من االحتباس الحراري؟‬
‫ال‪ .‬ستؤدي إض‪$$‬افة المزي‪$‬د من ث‪$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون إلى الغالف الج‪$$‬وي إلى اس‪$$‬تمرار ارتف‪$‬اع درج‪$$‬ات ح‪$$‬رارة الس‪$$‬طح‪ .‬ألن‪$$‬ه م‪$$‬ع زي‪$‬ادة‬
‫تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ‪ ،‬تصبح إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون أقل فعالية بشكل تدريجي في حبس طاق‪$$‬ة‬
‫األرض ‪ ،‬لكن درجة حرارة السطح ستستمر في االرتفاع‪.‬‬
‫يتم تأكيد فهمنا للفيزياء التي يؤثر بها ثاني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون على ت‪$$‬وازن طاق‪$$‬ة األرض من خالل القياس‪$$‬ات المختبري‪$$‬ة ‪ ،‬وك‪$$‬ذلك من خالل‬
‫األقمار الصناعية المفصلة والمراقبة السطحية النبعاث وامتصاص طاقة األشعة تحت الحمراء بواسطة الغالف الجوي‪.‬‬
‫تمتص غازات االحتباس الحراري بعض طاقة األشعة تحت الحمراء التي تطلقها األرض في ما يس‪$$‬مى نطاق‪$$‬ات االس‪$$‬تيعاب األق‪$$‬وى ال‪$$‬تي‬
‫تحدث في أطوال موجات معينة‪ .‬وتمتص الغازات المختلفة الطاقة في أطوال موجات مختلفة‪ .‬ويتميز ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون ب‪$$‬أقوى نط‪$$‬اق‬
‫لحصر الحرارة يركز على طول موجة يبلغ ‪ 15‬ميكرومترًا (بماليين المترات)‪ ،‬مع االمتص‪$$‬اص ال‪$$‬ذي ينتش‪$$‬ر على بض‪$$‬عة ميكروم‪$$‬ترات‬
‫على أي من الجانبين‪ .‬وهناك أيضا العديد من النطاقات االستيعابية األضعف‪ .‬ومع تزايد تركيزات ث‪$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون‪ ،‬ف‪$$‬إن االس‪$$‬تيعاب‬
‫في وسط النطاق القوي ه‪$‬و بالفع‪$‬ل ش‪$‬ديد إلى درج‪$‬ة أن‪$‬ه ال ي‪$‬ؤدي إال دورًا ض‪$‬ئيًال في إح‪$‬داث زي‪$‬ادة الح‪$‬رارة اإلض‪$‬افي‪ .‬وم‪$‬ع ذل‪$‬ك‪ ،‬يتم‬
‫امتصاص المزيد من الطاقة في النطاقات األضعف والبعيدة عن مركز النطاق القوي‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة حرارة السطح والغالف الجوي‬
‫السفلي‪.‬‬

‫‪ 10‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬

‫سوج‬
‫‪ 9‬هل معدل ارتفع الحرارة يختلف من عقد إلى آخر؟‬
‫نعم‪ .‬فقد تباين معدل االحترار الملحوظ من سنة إلى أخرى ‪ ،‬ومن عقد إلى آخر ‪ ،‬ومن مكان إلى مكان ‪ ،‬كما ه‪$‬و متوق‪$‬ع من فهمن‪$‬ا للنظ‪$‬ام‬
‫المناخي‪ .‬ترجع هذه االختالفات على المدى القصير في الغالب إلى أسباب طبيعية ‪ ،‬وال تتعارض مع فهمنا األساسي ب‪$$‬أن اتج‪$$‬اه االح‪$$‬ترار‬
‫على المدى الطويل يرجع في المقام األول إلى التغيرات التي يسببها اإلنسان في مستويات الغالف الجوي لثاني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون وغ‪$$‬ازات‬
‫االحتباس الحراري األخرى‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن ثاني أكسيد الكربون يرتفع باطراد في الغالف الجوي‪ ،‬مما يؤدي إلى السخونة التدريجية لس‪$$‬طح األرض‪ ،‬ف‪$$‬إن العدي‪$$‬د‬
‫من العوامل الطبيعية تغير هذا االرتفع في الحرارة الطويل األجل‪ .‬وتزيد االنفج‪$$‬ارات البركاني‪$$‬ة الكب‪$$‬يرة من ع‪$$‬دد الجزيئ‪$$‬ات الص‪$$‬غيرة في‬
‫الستراتوسفير‪ .‬وتعكس هذه الجسيمات ضوء الشمس‪ ،‬مما يؤدي إلى تبريد سطحي قصير األجل يدوم ع‪$$‬ادة من س‪$$‬نتين إلى ثالث س‪$$‬نوات‪،‬‬
‫يليه انتعاش بطيء‪ .‬ويختلف دوران المحيط واختالطه بش‪$$‬كل ط‪$$‬بيعي على نطاق‪$$‬ات زمني‪$‬ة عدي‪$‬دة ‪ ،‬مم‪$$‬ا يتس‪$$‬بب في تغ‪$$‬يرات في درج‪$$‬ات‬
‫ح‪$‬رارة س‪$‬طح البح‪$‬ر باإلض‪$‬افة إلى تغ‪$‬يرات في مع‪$‬دل انتق‪$‬ال الح‪$‬رارة إلى أعم‪$‬اق أك‪$‬بر‪ .‬فعلى س‪$‬بيل المث‪$‬ال ‪ ،‬يت‪$‬أرجح المحي‪$‬ط اله‪$‬ادئ‬
‫االستوائي بين ظاهرة النينيو الساخنة وأحداث النينيا الباردة على ف‪$$‬ترات زمني‪$$‬ة ت‪$$‬تراوح من س‪$$‬نتين إلى س‪$$‬بع س‪$$‬نوات ‪ ،‬و ي‪$$‬درس العلم‪$$‬اء‬
‫العديد من األنواع المختلفة للتغيرات المناخية ‪ ،‬مثل تل‪$‬ك الموج‪$‬ودة على النطاق‪$‬ات الزمني‪$‬ة العقدي‪$‬ة والعق‪$‬ود المتع‪$‬ددة في المحي‪$‬ط اله‪$‬ادئ‬
‫وشمال المحيط األطلسي‪ .‬ولكل نوع من أنواع التباين خصائصه الفريدة الخاصة به‪ .‬وترتبط هذه التباينات في المحيطات بتحوالت إقليمي‪$$‬ة‬
‫وعالمية كبيرة في درجات الحرارة وأنماط هطول األمطار‪ ،‬وهي تغيرات واضحة في المالحظات‪ ،‬و كذلك ايض‪$$‬ا يمكن أن يت‪$$‬أثر ارتف‪$$‬اع‬
‫الحرارة من عقد إلى عقد أيًض ا بالعوامل البشرية مثل االختالف‪$‬ات في انبعاث‪$‬ات غ‪$‬ازات االحتب‪$‬اس الح‪$‬راري والهب‪$‬اء الج‪$‬وي (الجس‪$‬يمات‬
‫المحمولة بالهواء التي يمكن أن يكون لها تأثيرات التسخين والتبريد) من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ومصادر التلوث األخرى‪.‬‬
‫وتتضح هذه االختالفات في اتج‪$‬اه درج‪$‬ات الح‪$‬رارة بوض‪$‬وح في س‪$‬جل درج‪$‬ات الح‪$‬رارة المرص‪$‬ود [الش‪$‬كل ‪ .]4‬ويمكن ايض‪$‬ا أن ت‪$‬ؤثر‬
‫التغيرات المناخية الطبيعية على المدى القصير أيًض ا على إشارة تغير المناخ التي يسببها اإلنس‪$‬ان على الم‪$‬دى الطوي‪$‬ل والعكس ص‪$‬حيح ‪،‬‬
‫ألن التغيرات المناخية على نطاقات زمنية ومكانية مختلفة يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض‪ .‬ولهذا السبب جزئًيا يتم إجراء تسليط النور‬
‫على تغير المناخ باستخدام نماذج مناخية (انظر مربع المعلومات ‪ ،‬ص ‪ )20‬يمكن أن تفسر العديد من األنواع المختلفة للتغيرات المناخي‪$$‬ة‬
‫وتفاعالتها‪ .‬يجب إجراء استنتاجات موثوقة حول تغير المناخ الذي يسببه اإلنسان من منظور أطول ‪.‬‬

‫الشكل ‪ .4‬يختلف نظام المناخ بشكل طبيعي من سنة إلى‬ ‫(الرسم الثاني) متوسط درجة الحرارة السنوية للسنوات العشر‬
‫أخرى ومن عقد إلى آخر‪ .‬وإلجراء استنتاجات موثوقة‬ ‫المتمركزة في أي تاريخ معين ؛ (القطعة الثالثة) الصورة المكافئة لمدة‬
‫حول تغير المناخ الذي يسببه اإلنسان ‪ ،‬عادًة ما يتم استخدام‬ ‫‪ 30‬سنة ؛ و (القطعة الرابعة) متوسطات ‪ 60‬سنة‪.‬‬
‫سجالت أطول وعقود متعددة‪ .‬يسمح حساب "المتوسط‬
‫الجاري" على هذه النطاقات الزمنية األطول برؤية‬
‫االتجاهات طويلة المدى بسهولة أكبر‪ .‬بالنسبة لمتوسط‬
‫درجة الحرارة العالمية للفترة ‪( 2019-1850‬باستخدام‬
‫البيانات من مركز هادلي التابع لمكتب األرصاد الجوية في‬
‫المملكة المتحدة بالنسبة لمتوسط ‪ُ ، )90-1961‬تظهر‬
‫الرسومات (أعلى) متوسط ونطاق عدم اليقين للبيانات‬
‫المتوسطة السنوية ؛ وبالنسبة للمتوسط العالمي لدرجات‬
‫الحرارة للفترة ‪( 2019-1850‬باستخدام البيانات المستمدة‬
‫من مكتب هادلي في المملكة المتحدة بالنسبة لمتوسط‬
‫‪ )90-1961‬تبين القطع (أعلى) متوسط ونطاق عدم اليقين‬
‫بالنسبة للبيانات السنوية المتوسطة؛ (الرسم الثاني) متوسط‬
‫درجة الحرارة السنوية للسنوات العشر المتمركزة في أي‬
‫تاريخ معين ؛ (الرسم الثالث) الصورة المقابلة لمدة ‪30‬‬
‫سنة ؛ و (الرسم الرابع) متوسطات ‪ 60‬سنة‪ .‬المصدر‪:‬‬
‫مكتب المفوضية العليا لمركز هادلي‪ ،‬استنادًا إلى مجموعة‬
‫بيانات ‪ HDCRUT4‬المستمدة من مكتب المفوضية ووحدة‬
‫البحوث المناخية‪)Morice et al., 2012( .‬‬

‫‪ 11‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬

‫سوج‬

‫‪ 10‬هل تباطأ ارتفاع الحرارة خالل العقد األول من القرن الحادي والعشرين إلى أوائل العقد األول من القرن الحادي والعشرين‬
‫يعني أن تغير المناخ لم يعد يحدث؟‬
‫ال‪ .‬بعد العام الساخن ‪ 1998‬الذي أعقب ظاهرة النينيو القوية ‪ ، 1998-1997‬تباطأت الزيادة في متوسط درجة ح‪$$‬رارة الس‪$$‬طح مقارن‪$$‬ة‬
‫بالعقد السابق من الزيادات السريعة في درجات الحرارة‪ .‬على الرغم من معدل ارتفاع الحرارة األبطأ ‪ ،‬كان العقد األول من القرن الحادي‬
‫والعشرين أكثر سخونة من التسعينيات‪ .‬وانتهت الفترة المحدودة الرتفاع الحرارة البطيء بقفزة هائلة إلى درجات حرارة اسخن بين عامي‬
‫‪ 2014‬و ‪ ،2015‬مع جميع السنوات من ‪ 2019-2015‬أكثر سخونة من أي سنة سابقة في السجل الفعلي‪ .‬إن التباطؤ القصير األجل في‬
‫احترار سطح األرض ال يبطل فهمنا للتغيرات الطويلة األجل في درجات الحرارة العالمية الناشئة عن التغيرات التي يتسبب فيه‪$$‬ا اإلنس‪$$‬ان‬
‫في غازات االحتباس الحراري‪.‬‬
‫تحدث عقود من ارتفاع الحرارة البطيء باإلضافة إلى عقود من ارتفاع الحرارة المتسارع بشكل ط‪$‬بيعي في النظ‪$‬ام المن‪$‬اخي ‪،‬كم‪$‬ا تظه‪$‬ر‬
‫العقود الباردة أو الساخنة مقارنة باالتجاه طويل األجل في المالحظات على مدار المائة وخمسين عاًما الماضية وتم التقاطها أيًضا بواسطة‬
‫النماذج المناخية‪ .‬و نظًر ا ألن الغالف الجوي يخزن القليل جًد ا من الحرارة ‪ ،‬فيمكن أن تتأثر درجات ح‪$$‬رارة الس‪$$‬طح بس‪$$‬رعة بامتص‪$$‬اص‬
‫الحرارة في أماكن أخرى من النظام المناخي وبتغيرات التأثيرات الخارجية على المناخ (مثل الجسيمات التي تتك‪$$‬ون من م‪$$‬ادة مرتفع‪$$‬ة في‬
‫الغالف الجوي من االنفجارات البركانية)‪.‬‬
‫تمتص المحيط‪$$‬ات أك‪$$‬ثر من ‪ ٪90‬من الح‪$$‬رارة المض‪$$‬افة إلى نظ‪$$‬ام األرض في العق‪$$‬ود األخ‪$$‬يرة وال تخ‪$$‬ترق إال ببطء في المي‪$$‬اه العميق‪$$‬ة‪.‬‬
‫وسوف يؤدي تغلغل الحرارة بشكل أسرع في المحيط األعمق إلى إبطاء السخونة الملحوظ على الس‪$$‬طح وفي الغالف الج‪$$‬وي ‪ ،‬ولكن‪$$‬ه في‬
‫حد ذاته لن يغير ارتفاع الحرارة طويل المدى الذي سيحدث من كمية معينة من ثاني أكسيد الكربون‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪ُ ،‬تظهر الدراس‪$‬ات‬
‫الحديثة أن بعض الحرارة تخرج من المحيط إلى الغالف الجوي أثناء أح‪$$‬داث ظ‪$$‬اهرة الني‪$$‬نيو الس‪$$‬اخنة ‪ ،‬وأن المزي‪$$‬د من الح‪$$‬رارة تخ‪$$‬ترق‬
‫أعماق المحيطات في منطقة النينيا الباردة‪ .‬وتحدث هذه التغيرات مرارًا وتكرارًا على مدى عقود زمنية وفترات أطول‪ .‬ومن األمثل‪$$‬ة على‬
‫ذلك حدث النينيو الرئيسي في الفترة ‪ 1998-1997‬عندما ارتفعت درجة ح‪$$‬رارة اله‪$$‬واء المتوس‪$$‬طة عالمي‪$$‬ا إلى أعلى مس‪$$‬توى في الق‪$$‬رن‬
‫العشرين‪ ،‬حيث فقد المحيط الحرارة في الغالف الجوي‪ ،‬وذلك أساسا عن طريق التبخر‪.‬‬
‫حتى أثناء التباطؤ في ارتفاع متوسط درجة حرارة السطح ‪ ،‬ظل اتج‪$‬اه ارتف‪$‬اع الح‪$‬رارة على الم‪$‬دى الطوي‪$‬ل واض‪ً$‬ح ا (انظ‪$‬ر الش‪$‬كل ‪.)4‬‬
‫خالل تلك الفترة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬تم توثي‪$$‬ق موج‪$$‬ات ح‪$$‬ر قياس‪$$‬ية في أوروب‪$$‬ا (ص‪$$‬يف ‪ )2003‬وروس‪$$‬يا (ص‪$$‬يف ‪ )2010‬والوالي‪$$‬ات‬
‫المتحدة األمريكية (يوليو ‪ )2012‬وأستراليا (يناير ‪ .)2013‬وكان كل من العقود األربعة الماضية أكثر سخونة من أي عقد سابق من‪$‬ذ أن‬
‫تم إدخال قياسات ميزان الحرارة على نطاق واسع في خمسينيات القرن التاسع عشر‪ .‬وتظهر التأثيرات المس‪$$‬تمرة الرتف‪$$‬اع درج‪$$‬ة ح‪$$‬رارة‬
‫المناخ في االتجاهات المتزايدة في المحتوى الحراري للمحيطات ومس‪$$‬توى س‪$$‬طح البح‪$$‬ر ‪ ،‬وك‪$$‬ذلك في ال‪$$‬ذوبان المس‪$$‬تمر لجلي‪$$‬د البح‪$$‬ر في‬
‫القطب الشمالي واألنهار الجليدية والغطاء الجليدي في جرينالند‪.‬‬
‫‪ 12‬التغير المناخي‬

‫اساسيات تغير المناخ‬

‫تؤثر غازات اإلحتباس الحراري علي توازن طاقة األرض والمناخ‬

‫وتعد الشمس كمصدر رئيسي للطاقة من أجل مناخ األرض ‪ ،‬وينعكس بعض ضوء الشمس القادم مباشرة إلى الفضاء ‪،‬خاصة من خالل‬
‫األسطح الالمعة والمنيره مثل الجليد ‪،‬والغيوم ‪،‬والباقي يتم امتصاصه من السطح والغالف الجوي ‪ ،‬الكثير من هذه الطاقة الشمسية الممتصة‬
‫يعاد انبعاثها كحرارة (الموجة الطويلة أو األشعه تحت الحمراء) ف يمتص الغالف الجوي بدوره الحرارة ويعيد إشعاعها‪ ،‬ويهرب بعضها إلى‬
‫الفضاء ‪،‬أي خلل في هذا التوازن للطاقه الوارده والصادره سيؤثر علي المناخ ‪،‬فعلي سبيل المثال‪ ،‬ستؤثر التغييرات الصغيرة في انتاج‬
‫الطاقة من الشمس علي هذا التوازن مباشرة‪.‬‬
‫وإذا انبعثت كل الطاقة الحرارية من السطح عبر الغالف الجوي مباشرة إلى الفضاء‪ ،‬فإن متوسط درجة حرارة سطح األرض سيكون أكثر‬
‫برودة من اليوم بعشرات الدرجات ‪،‬وتعمل غازات اإلحتباس الحراري في الغالف الجوي‪ ،‬بما في ذلك بخار الماء‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون‪،‬‬
‫والميثان‪ ،‬وأكسيد النيتروز‪ ،‬على جعل السطح أكثر سخونة من ذلك بكثير ألنها تمتص الطاقة الحرارية وتطلقها في جميع االتجاهات (بما في‬
‫ذلك الهبوط)‪ ،‬وتبقي سطح األرض والغالف الجوي األدنى اكثر حرارة (الشكل ب‪، )1‬من دون هذا التأثير ‪ ،‬ما كان يمكن أن تتطور الحياة‬
‫كما نعرف على كوكبنا‪ .‬فإضافة المزيد من غازات اإلحتباس الحراري إلى الغالف الجوي يجعل منه أكثر فعالية في منع دخول الحرارة إلى‬
‫الفضاء‪ .‬عندما تكون الطاقة المغادرة أقل من الطاقة الداخلة‪ ،‬ترتفع حرارة األرض إلى أن يتم إنشاء توازن جديد‪.‬‬

‫الشكل ب‪ .1‬تمتص غازات اإلحتباس الحراري في الغالف‬


‫الجوي‪ ،‬بما في ذلك بخار الماء‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون‪ ،‬والميثان‪،‬‬
‫وأكسيد النيتروز‪ ،‬طاقة الحرارة وتنبعث منها في جميع االتجاهات‬
‫(بما في ذلك اسفل)‪ ،‬مما يبقي سطح األرض والغالف الجوي‬
‫األدنى دافئين‪ .‬فإضافة المزيد من غازات اإلحتباس الحراري الى‬
‫الغالف الجوي يعزز التأثير ‪ ،‬مما يجعل سطح االرض والغالف‬
‫الجوي االدني اكثر حرارة ‪ .‬صورة مستندة إلى صورة من وكالة‬
‫‪.‬حماية البيئة األمريكية‬

‫االدلة واالسباب ‪ 2020‬ب ‪1‬‬


‫اساسيات تغير المناخ‬

‫تؤدي غازات اإلحتباس الحراري التي تنبعث من األنشطة البشرية إلى تغيير توازن الطاقة في األرض ومن ثم مناخها‪ .‬ويؤثر اإلنسان أيضًا‬
‫على المناخ بتغيير طبيعة األسطح األرضية (مثًال بتطهير الغابات ألغراض الزراعة) ومن خالل انبعاثات الملوثات التي تؤثر على كمية‬
‫ونوع الجسيمات في الغالف الجوي‪ .‬وقد قرر العلماء أنه عند النظر في جميع العوامل البشرية والطبيعية ان التوازن المناخي لألرض قد‬
‫‪.‬تغير باتجاه الحرارة‪ ،‬مع زيادة أكبر مساهم هو ثاني أكسيد الكربون‬

‫لقد أدت األنشطة البشرية إلى إضافة غازات اإلحتباس الحراري إلى الغالف الجوي‪.‬‬

‫فقد ازدادت تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغالف الجوي بدرجة كبيرة منذ بدء الثورة الصناعية‪ .‬وفي حالة‬
‫ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬ارتفع متوسط التركيز المقاس في مرصد ماونا لوا في هاواي من إلى أكثر ( ‪ 316‬جزءًا في المليون ( في عام ‪1959‬‬
‫(السنة الكاملة األولى للبيانات المتاحة) من ‪ 411‬جزءًا في المليون في عام ‪[ 2019‬الشكل ب‪ .]2‬ومنذ ذلك الحين‪ُ ،‬سجلت نفس معدالت‬
‫الزيادة في العديد من المحطات األخرى في جميع أنحاء العالم‪ .‬ومنذ عصور ما قبل الصناعة ‪ ،‬ازداد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف‬
‫الجوي بأكثر من ‪ ،%40‬وزاد الميثان بأكثر من ‪ %150‬وزاد أكسيد النيتروز بنحو ‪ .%20‬وقد حدث أكثر من نصف الزيادة في ثاني أكسيد‬
‫الكربون منذ عام ‪ .1970‬وتسهم الزيادات في الغازات الثالثة جميعها في إرتفاع درجة حرارة األرض ‪ ،‬مع الزيادة في ثاني أكسيد الكربون‬
‫الذي يلعب الدور األكبر‪ .‬انظر الصفحة ب‪ 3‬لمعرفة مصادر الغازات‪ ،‬وقد درس العلماء غازات اإلحتباس الحراري في سياق الماضي‪.‬‬

‫ويبين تحليل الهواء المحصور داخل الجليد الذي ظل يتراكم مع مرور الوقت في أنتاركتيكا أن تركيز ثاني أكسيد الكربون بدأ في الزيادة‬
‫بشكل ملحوظ في القرن التاسع عشر بعد البقاء في حدود ‪ 260‬إلى ‪ 280‬جزء من المليون في السنوات الـ ‪ 10000‬الماضية‪ .‬وتبين السجالت‬
‫األساسية للجليد التي امتدت إلى ‪ 800 000‬سنة أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون ظلت خالل تلك الفترة في حدود ‪ 170‬إلى ‪ 300‬جزء من‬
‫المليون طوال العديد من دورات "عمر الجليد" ‪ -‬انظر صندوق المعلومات‪ ،‬لتعلم عن عمر الجليد ‪ -‬وال يوجد تركيز فوق ‪ 300‬جزء من‬
‫المليون يظهر في السجالت األساسية للجليد حتى الـ ‪ 200‬سنة الماضية‪.‬‬

‫الشكل ‪ُ .B2‬تظهر قياسات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬


‫منذ عام ‪ 1958‬من مرصد ماونا لوا في هاواي (أسود) ومن‬
‫القطب الجنوبي (أحمر) ثباًتا سنوًيا في زيادة تركيز ثاني أكسيد‬
‫الكربون في الغالف الجوي‪ .‬يتم إجراء القياسات في أماكن نائية‬
‫مثل هذه ألنها ال تتأثر بشكل كبير بالعمليات المحلية ‪ ،‬لذلك فهي‬
‫تمثل خلفية الغالف الجوي‪ .‬يعكس نمط سن المنشار الصغير‬
‫ألعلى وألسفل التغيرات الموسمية في إطالق وامتصاص ثاني‬
‫أكسيد الكربون بواسطة النباتات‬
‫المصدر‪ :‬برنامج سكريبس ثاني اوكسيد الكربون‬
‫ب‪ 2‬التغير المناخي‬
‫اساسيات تغير المناخ‬

‫الشكل ب‪ .3‬وتظهر التغيرات في ثاني أكسيد الكربون خالل‬


‫السنوات األلف الماضية‪ ،‬التي تم الحصول عليها من تحليل الهواء‬
‫المحصور في قلب جليدي مستخرج من انتاركتيكا (المربعات‬
‫الحمراء) ارتفاعًا حادًا في ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬
‫ابتداًء من أواخر القرن التاسع عشر‪ .‬أما القياسات الحديثة في‬
‫الغالف الجوي من ماونا لوا فهي باللون الرمادي‪.‬‬

‫تعلم عن مصادر غازات اإلحتباس الحراري التي يبعثها اإلنسان‪:‬‬

‫الهالوكربونات‬ ‫الميثان‬ ‫ثاني أكسيد الكربون‬

‫الهالوكربونات‪ ،‬بما في ذلك مركبات‬ ‫له مصادر بشرية وطبيعية على حد سواء‪،‬‬ ‫له مصادر طبيعية وبشرية ‪ ،‬ولكن‬
‫الكربون الكلورية فلورية‪ ،‬مواد كيميائية‬ ‫وقد ارتفعت مستوياته ارتفاعًا كبيرًا منذ‬ ‫مستويات ثاني أكسيد الكربون تتزايد في‬
‫تستخدم كمبردات ومانع للحريق‪،‬‬ ‫فترة ما قبل الثورة الصناعية بسبب‬ ‫المقام األول بسبب احتراق الوقود الحفري‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى كون مركبات الكربون‬ ‫األنشطة البشرية مثل تربية الماشية‪،‬‬ ‫وإنتاج األسمنت‪ ،‬وإزالة الغابات (الذي يقلل‬
‫الكلورية فلورية غازات احتباس حراري‬ ‫وزراعة األرز‪ ،‬ودفن القمامة‪ ،‬واستخدام‬ ‫من ثاني أكسيد الكربون الذي تتناوله‬
‫قوية‪ ،‬فإنها تضر أيضًا بطبقة األوزون‪ ،‬وقد‬ ‫الغاز الطبيعي (معظمها‪ ،‬وبعضها يمكن‬ ‫األشجار ويزيد من ثاني أكسيد الكربون‬
‫حظر اآلن إنتاج معظم مركبات الكربون‬ ‫‪.‬إطالقه عند استخراجه ونقله واستخدامه)‬ ‫الذي يطلقه تحلل ديتريتوس)‪ ،‬وغير ذلك‬
‫الكلورية فلورية‪ ،‬ولذلك بدأ تأثيرها في‬ ‫من التغيرات في استخدام األراضي‪.‬‬
‫االنخفاض‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العديد من‬ ‫أكسيد النيتروز‬ ‫الزيادات في ثاني أكسيد الكربون هي أكبر‬
‫عمليات استبدال مركبات الكربون الكلورية‬ ‫‪.‬مساهم في اإلحتباس الحراري‬
‫فلورية هي أيضًا من غازات االحتباس‬ ‫وقد ارتفعت تركيزات أكسيد النيتروز‬
‫الحراري القوية‪ ،‬كما أن تركيزاتها‬ ‫أساسًا بسبب األنشطة الزراعية مثل‬
‫وتركيزات الهالوكربونات األخرى ال تزال‬ ‫استخدام األسمدة النيتروجينية وتغييرات‬
‫‪.‬في ازدياد‬ ‫‪.‬استخدام األراضي‬

‫ب ‪ 3‬االدلة و االسباب‬
‫اساسيات تغير المناخ‬

‫وتظهر قياسات أشكال (نظائر) الكربون في الغالف الجوي الحديث بصمة واضحة إلضافة الكربون "القديم" (المستنزف في المواد المشعة‬
‫الطبيعية ‪ )C 14‬االتيه من احتراق الوقود الحفري (مقابل الكربون "الجديد" اآلتي من النظم الحية)‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من المعروف أن‬
‫األنشطة البشرية (باستثناء التغيرات في استخدام األراضي) تنبعث حاليًا ما يقدر بنحو ‪ 10‬مليارات طن من الكربون سنويًا‪ ،‬معظمها عن‬
‫طريق حرق الوقود الحفري‪ ،‬وهو ما يكفي لتفسير الزيادة الملحوظة في التركيز‪ .‬وتشير هذه األدلة وغيرها بشكل قاطع إلى أن تركيز ثاني‬
‫أكسيد الكربون المرتفع في غالفنا الجوي هو نتيجة ألنشطة بشرية‪.‬‬

‫تظهر سجالت المناخ اتجاهًا نحو ارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬

‫ويتطلب تقدير المتوسط العالمي للزيادة في درجة حرارة الهواء السطحي في المتوسط إجراء تحليل دقيق لماليين القياسات من جميع أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬بما في ذلك القياسات المستمدة من المحطات البرية والسفن واألقمار الصناعية‪ ،‬وعلى الرغم من التعقيدات الكثيرة التي ينطوي عليها‬
‫تجميع هذه البيانات‪ ،‬خلصت فرق مستقلة متعددة بصورة منفردة وجماعية إلى أن المتوسط العالمي لدرجات حرارة هواء السطح قد ارتفع‬
‫بنحو درجة مئوية واحدة (‪ 1.8‬درجة فهرنهايت) منذ عام ‪[ 1900‬الشكل ب ‪ ،]4‬وعلى الرغم من أن السجل يبين عدة فترات توقف وتسارع‬
‫في االتجاه المتزايد‪ ،‬فإن كل عقد من العقود األربعة األخيرة كان اكثر حرارة من أي عقد آخر في سجله منذ عام ‪ .1850‬العودة إلى أبعد من‬
‫ذلك بكثير في الزمن قبل توافر موازين الحرارة الدقيقة كانت على نطاق واسع‪ ،‬كما يمكن رسم درجات الحرارة باستخدام مؤشرات‬
‫"العوامل" حساسة للمناخ في مواد مثل مثل حلقات األشجار ‪ ،‬ولب الجليد ‪ ،‬والرواسب البحرية‪.‬‬

‫‪:‬تعّلم عن العصور الجليدية‬

‫ويقدر متوسط التغير في درجة الحرارة‬ ‫وقد استنتج العلماء ‪ ،‬من خالل مزيج من‬ ‫وتبين التحليالت التفصيلية لرواسب‬
‫العالمية أثناء دورة العصر الجليدي بـ ‪C°5‬‬ ‫النظريات ‪ ،‬المالحظات ‪ ،‬والنمذجة ‪ ،‬ان‬ ‫المحيطات‪ ،‬والنواحي الجليدية‪ ،‬وغيرها من‬
‫)‪± 1 °C (9 °F ± 2 °F‬‬ ‫العصور الجليدية ناجمة عن التغيرات‬ ‫البيانات أن األرض مرت على األقل على‬
‫المتكررة في مدار االرض التي تغّير في‬ ‫مدى فترة ال تقل عن ‪ 2.6‬مليون سنة‬
‫‪ *.‬ملحوظة‪ :‬كانت األرض‪ ،‬من الناحية‬ ‫المقام االول التوزيع االقليمي والموسمي‬ ‫مضت بفترات طويلة عندما كانت درجات‬
‫الجيولوجية‪ ،‬في عصر‪5‬جليدي منذ أن‬ ‫للطاقة الشمسية التي تصل الى االرض ‪.‬‬ ‫الحرارة أقل بكثير من اليوم وغطت أغطية‬
‫تشكلت الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا منذ‬ ‫وهذه التغيرات الطفيفة نسبيا في الطاقة‬ ‫سميكة من الجليد مناطق كبيرة من نصف‬
‫آخر مرة قبل حوالي ‪ 36‬مليون سنة‪ .‬غير‬ ‫الشمسية تعززها على مدى آالف السنين‬ ‫الكرة الشمالي‪ .‬وهذه النوبات الباردة طويلة‬
‫أننا استخدمنا هذا المصطلح في هذه الوثيقة‬ ‫تغيرات تدريجية في الغطاء الجليدي‬ ‫المدي‪ ،‬التي استمرت في الدورات األخيرة‬
‫في استعماله األكثر انتشارا‪ ،‬مما يشير إلى‬ ‫لألرض (الغالف الجليدي) ‪ ،‬وخصوصا‬ ‫لحوالي ‪ 100 000‬سنة‪ ،‬قد توقفت بسبب‬
‫حدوث اغطية جليدية واسعة النطاق على‬ ‫فوق نصف الكرة الشمالي ‪ ،‬وفي تكوين‬ ‫فترات أقصر ساخنة من فترات " التوّسع‬
‫نحو منتظم فوق أمريكا الشمالية وشمال‬ ‫الغالف الجوي ‪ ،‬مما يؤدي الى تغيير كبير‬ ‫الداخلي " ‪ ،‬بما في ذلك الـ ‪ 10 000‬سنة‬
‫أوراسيا‪.‬‬ ‫في االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪.‬الماضية‬
‫ب ‪ 4‬التغير المناخي‬

‫اساسيات تغير المناخ‬

‫وتشير مقارنات سجل مقياس الحرارة مع هذه القياسات غير المباشرة إلى أن الوقت منذ أوائل الثمانينات كان اكثر حرارة فترة ‪ 40‬عاما في‬
‫ثمانية قرون على األقل‪ ،‬وأن درجة الحرارة العالمية ترتفع نحو أعلى درجات الحرارة التي شوهدت آخر مرة قبل ‪ 5 000‬إلى ‪ 10 000‬سنة‬
‫في الجزء االكثر حرارة من فترة ما بين الجليدية الحالية‪.‬‬
‫وقد أصبح العديد من اآلثار األخرى المرتبطة باتجاه ارتفاع الحرارة دليال في السنوات األخيرة‪ ،‬فقد تقلص الغالف الجليدي البحري في‬
‫القطب الشمالي بشكل كبير‪ ،‬وقد ازداد محتوى حرارة المحيط‪ ،‬وقد ارتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بنحو ‪ 16‬سنتيمترا (‪6‬‬
‫بوصات) منذ عام ‪ ،1901‬وذلك بسبب توسع مياه المحيطات األكثر دفئا وإضافة مياه ذائبة من األنهار الجليدية و االغطية الجليدية على‬
‫اليابسة‪ ،‬وتغيرات ارتفاع الحرارة وتساقط االمطار غيرت النطاقات الجغرافية للعديد من األنواع النباتية والحيوانية وتوقيت دورات حياتها‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى اآلثار على المناخ‪ ،‬فإن بعض فائض ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي يتناوله المحيط‪ ،‬مما يغير تكوينه الكيميائي‪.‬‬

‫الشكل ب‪ .4‬وقد ارتفع المتوسط العالمي لدرجات حرارة‬


‫سطح األرض‪ ،‬كما يتضح من هذه المساحة من قياسات‬
‫األراضي والمحيطات مجتمعة من عام ‪ 1850‬إلى عام‬
‫‪ 2019‬المستمدة من ثالثة تحليالت مستقلة لمجموعات‬
‫البيانات المتاحة‪ .‬ويبين اللوح األعلى قيمة المتوسط‬
‫السنوي من التحليالت الثالثة‪ ،‬ويبين اللوح األسفل قيم‬
‫المتوسط العشري‪ ،‬بما في ذلك مدى عدم اليقين (قضبان‬
‫الغدة الرمادية) لمجموعة بيانات المارون (‬
‫‪ .)HadCRUT4‬وترتبط التغيرات في درجات الحرارة‬
‫بالمتوسط العالمي لدرجات حرارة السطح‪ ،‬الذي كان‬
‫متوسطه في الفترة ‪.1990-1961‬‬

‫المصدر‪ NOAA :‬المناخ‪ ،gov.‬استنادًا إلى التقرير‬


‫التقييمي الخامس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير‬
‫المناخ‪ .‬بيانات مستقاة من المملكة المتحدة‪ ،‬مكتب األمم‬
‫المتحدة في المملكة المتحدة‪ ،‬ومركز هادلي (مارون)‪،‬‬
‫واإلدارة الوطنية للمالحة الجوية والفضاء في الواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬ومعهد غودارد للدراسات الفضائية (رمز)‪،‬‬
‫واإلدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغالف الجوي في‬
‫الواليات المتحدة المراكز الوطنية للمعلومات البيئية (‬
‫‪.)orange‬‬

‫ب‪ 5‬تغير المناخ‬


‫اساسيات تغير المناخ‬

‫عمليات معقدة كثيرة تشكل مناخنا‪.‬‬

‫استناًد ا إلى فيزياء كمية الطاقة التي يمتصها ثاني أكسيد الكربون وينبعث منها ‪ ،‬فإن مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬
‫عن مستويات ما قبل الصناعة (حتى حوالي ‪ 560‬جزًء ا في المليون) سيؤدي في حد ذاته إلى زيادة متوسط درجة الحرارة العالميــة بحــوالي‬
‫‪ 1‬درجة مئوية (‪ .)1.8‬درجة فهرنهايت)‪ .‬في نظام المناخ العام ‪،‬غير أن األمور في النظام المناخي العام أكثر تعقيدًا؛ فارتفاع الحرارة يؤدي‬
‫إلى آثار أخرى (نتائج) تؤدي إما إلى زيادة او إلى تقليل الحرارة‪.‬‬

‫وتتضمن أهم النتائج أشكاال مختلفة من الماء‪ ،‬وعادة ما يحتوي الغالف الجوي االكثر حرارة على مزيد من بخار الماء‪ .‬فبخار الماء غاز‬
‫فعال من غازات اإلحتباس الحراري‪ ،‬مما يسبب المزيد من ارتفاع الحرارة؛ فعمره القصير في الغالف الجوي يحافظ على زيادته إلى حد‬
‫كبير مع ارتفع الحرارة‪ ،‬بالتالي ‪ ،‬يتم التعامل مع بخار الماء كمضخم وليس كمحرك لتغير المناخ‪ .‬و تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في‬
‫المناطق القطبية إلى إذابة الجليد البحري وتقليل الغطاء الثلجي الموسمي ‪ ،‬مما يعرض المحيط األكثر قتامــة وســطح األرض الــذي يمكن أن‬
‫يمتص المزيد من الحرارة ‪ ،‬بان يتسبب في مزيد من ارتفاع الحرارة‪ .‬وتتعلق ردود الفعل الهامة األخرى‪ ،‬وإن كانت غير مؤكدة‪ ،‬بالتغيرات‬
‫في السحب‪ ،‬وقد يتسبب ارتفاع الحرارة والزيادات في بخار الماء معًا في زيادة أو نقصان الغطاء السحابي الذي يمكن إما أن يضخم أو‬
‫يخفض تغير درجة الحرارة تبعًا للتغيرات في مدى السحب األفقي‪ ،‬وارتفاعه‪ ،‬وخواصه‪ .‬ويشير آخر تقييم للعلم إلى أن األثر العالمي الصافي‬
‫العام للتغيرات السحابية من المرجح أن يؤدي إلى تضخيم ارتفاع الحرارة‪.‬‬

‫فالمحيط ُيَع ِّدل تغُّير المناخ‪ .‬المحيط هو خزان حراري ضخم‪ ،‬ولكن من الصعب تسخين عمقه الكامل ألن الماء الساخن يميل إلى البقاء‬
‫بالقرب من السطح‪ .‬ولذلك فإن معدل انتقال الحرارة إلى أعماق المحيطات بطيء؛ ويتفاوت من سنة إلى أخرى ومن عقد إلى عقد‪ ،‬ويساعد‬
‫على تحديد سرعة ارتفاع حرارة على السطح‪ .‬غير أنه منذ ذلك الحين‪ ،‬أصبح ارتفاع الحرارة في الطبقة العليا من ‪ 700‬متر (‪ 2 300‬قدم)‬
‫واضحًا‪ ،‬كما لوحظ اإلرتفاع في درجات الحرارة األعمق بوضوح منذ حوالي عام ‪.1990‬‬

‫وتتفاوت درجات الحرارة وهطول األمطار في معظم المناطق تفاوتًا كبيرًا من المتوسط العالمي بسبب الموقع الجغرافي‪ ،‬وأيضا خط العرض‬
‫والموقع القاري‪ .‬كما أن متوسط قيم درجات الحرارة وهطول األمطار ودرجاتها القصوى (التي لها عمومًا أكبر تأثير على النظم الطبيعية‬
‫والهياكل األساسية البشرية) تتأثر تأثرًا شديدًا بأنماط الرياح المحلية‪.‬‬

‫ويتطلب تقدير آثار عمليات التغذية المرتدة‪ ،‬ووتيرة االحتباس‪ ،‬وتغير المناخ اإلقليمي استخدام النماذج الرياضية للغالف الجوي والمحيط‬
‫واألرض والجليد (الغالف الجليدي) المبنية على قوانين الفيزياء المعمول بها وأحدث فهم للعمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية التي‬
‫تؤثر على المناخ‪ ،‬والتي تعمل على الحواسيب الهائلة‪ .‬وتختلف النماذج في توقعاتها عن مقدار االحتباس اإلضافي الذي يمكن توقعه (استنادًا‬
‫إلى نوع النموذج وإلى االفتراضات المستخدمة في محاكاة بعض العمليات المناخية‪ ،‬وخصوصا تكوين السحاب ومزج المحيطات)‪ ،‬ولكن‬
‫جميع هذه النماذج تتفق على أن األثر الصافي العام للتغذيات المرتدة هو زيادة االحتباس‪.‬‬

‫ب ‪ 6‬التغير المناخي‬
‫اساسيات تغير المناخ‬

‫األنشطة البشرية تغير المناخ‪.‬‬

‫يبين التحليل الدقيق لجميع البيانات وخطوط األدلة أن معظم االرتفاع الملحوظ في درجات الحرارة العالمية على مدى السنوات الخمسين‬
‫الماضية أو نحو ذلك ال يمكن تفسيره بأسباب طبيعية ويتطلب بدال من ذلك دورا هاما في تأثير األنشطة البشرية‪.‬‬

‫وبغرض تمييز تأثير اإلنسان على المناخ‪ ،‬يجب على العلماء أن ينظروا في العديد من االختالفات الطبيعية التي تؤثر على درجات الحرارة‪،‬‬
‫والتساقط‪ ،‬وغير ذلك من جوانب المناخ من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي‪ ،‬وعلى النطاقات الزمنية من أيام إلى عقود أو أكثر‪ ،‬فأحد‬
‫االختالفات الطبيعية في التذبذب الجنوبي للنينيو‪ ،‬وهو تناوب غير منتظم بين السخونة والتبريد (يتراوح بين سنتين وسبع سنوات) في المحيط‬
‫الهادئ االستوائي الذي يتسبب في تحوالت إقليمية وعالمية كبيرة من سنة إلى أخرى في درجات الحرارة وأنماط سقوط األمطار‪ ،‬كما أن‬
‫االنفجارات البركانية تغير المناخ‪ ،‬مما يؤدي جزئيًا إلى زيادة كمية الجسيمات الصغيرة (األيروسول) في الستراتوسفير التي تعكس أو تمتص‬
‫ضوء الشمس‪ ،‬مما يؤدي إلى تبريد سطحي قصير األجل يدوم عادة ما يتراوح بين سنتين وثالث سنوات‪ ،‬وعلى مدى مئات اآلالف من‬
‫السنين‪ ،‬كانت التغيرات البطيئة والمتكررة في مدار األرض حول الشمس‪ ،‬التي تغير توزيع الطاقة الشمسية التي تتلقاها األرض ‪ ،‬كانت‬
‫كافية إلطالق دورات العصر الجليدي على مدار ‪ 800000‬عام الماضية‪.‬‬

‫إن البصمة طريقة قوية لدراسة أسباب تغير المناخ‪ ،‬وتؤدي التأثيرات المختلفة على المناخ إلى أنماط مختلفة تظهر في سجالت المناخ‪،‬‬
‫ويصبح ذلك واضحًا عندما يستكشف العلماء ما وراء التغيرات في متوسط درجة حرارة الكوكب وينظرون عن كثب أكثر إلى األنماط‬
‫الجغرافية والزمانية لتغير المناخ‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ستؤدي الزيادة في ناتج طاقة الشمس إلى نمط مختلف جدًا من التغير في درجة الحرارة‬
‫(عبر سطح األرض ورأسيًا في الغالف الجوي) بالمقارنة مع النمط الناتج عن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون‪ . ،‬وتظهر التغيرات‬
‫الملحوظة في درجة حرارة الغالف الجوي بصمة أقرب بكثير إلى تلك التي تظهر زيادة طويلة األجل لثاني أكسيد الكربون من تلك التي‬
‫تظهرها تقلبات الشمس وحدها‪ ،‬يختبر العلماء بشكل روتيني ما إذا كانت التغيرات الطبيعية البحتة في الشمس أو النشاط البركاني أو التقلبات‬
‫المناخية الداخلية يمكن أن تفسر بشكل معقول أنماط التغيير التي الحظوها في العديد من الجوانب المختلفة للنظام المناخي‪ ،‬وقد بينت هذه‬
‫التحليالت أن التغيرات المناخية الملحوظة في العقود العديدة الماضية ال يمكن تفسيرها فقط بعوامل طبيعية‪.‬‬

‫تعرف على المزيد حول األسباب البشرية األخرى لتغير المناخ‪:‬‬


‫معظم الهباء الجوي يبرد األرض من خالل‬ ‫التي تؤثر على كمية ضوء الشمس الذي(‬ ‫باإلضافة إلى انبعاث غازات االحتباس‬
‫عكس ضوء الشمس إلى الفضاء‪ ،‬التي‬ ‫ومن خالل تغيير )يتم إرساله إلى الفضاء‬ ‫أيًضا‬ ‫الحراري ‪ ،‬غيرت األنشطة البشرية‬
‫يمكن أن يكون لها تأثير على السخونة أو‬ ‫‪.‬مدى رطوبة المنطقة‬ ‫توازن طاقة األرض من خالل‪،‬‬
‫التبريد تبعًا لنوعها وموقعها‪ ،‬ويكون‬ ‫وعلي سبيل المثال‪:‬‬
‫لجزيئات الكربون األسود (أو "السخام")‬
‫التي تنتج عند حرق الوقود الحفري أو‬ ‫انبعاثات الملوثات‬
‫التغيرات في استخدام األراضي‬
‫النباتات تأثيًرا في إرتفاع درجات الحرارة‬ ‫تنبعث ‪).‬عدا غازات االحتباس الحراري(‬
‫التغيرات في الطريقة التي يمكن أن يؤدي‬
‫بشكل عام ألنها تمتص اإلشعاع الشمسي‬ ‫من بعض العمليات الصناعية والزراعية‬
‫بها الناس إلى استخدام األراضي ‪ -‬مثًال‬
‫الوارد‪.‬‬ ‫ملوثات تنتج الهباء الجوي (قطرات صغيرة‬
‫بالنسبة للغابات أو المزارع أو المدن ‪ -‬إلى‬
‫أو جزيئات معلقة في الغالف الجوي)‬
‫آثار السغونه والتبريد محليًا من خالل تغيير‬
‫وتؤثر بعض الهباء الجوي أيضًا على‬
‫انعكاسات أسطح األرض‬
‫‪،‬تكوين السحب‬

‫ب‪ 7‬االدلة واالسباب ‪2020‬‬


‫اساسيات تغير المناخ‬

‫‪ 10‬كيف سيتغير المناخ في المستقبل؟‬

‫حقق علماء العلوم تقدًم ا كبيًر ا في عمليات الرصد والنظرية والنمذجة لنظام مناخ األرض ‪ ،‬وقد مكنتهم هذه التطورات من توقع تغير المناخ‬
‫في المستقبل بثقة متزايدة‪.‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن العديد من القضايا الرئيسية تجعل من المستحيل إعطاء تقديرات دقيقة لكيفية تطور اتجاهات‬
‫درجات الحرارة العالمية أو اإلقليمية عقًدا بعد عقد في المستقبل‪ .‬أوًال ‪ ،‬ال يمكننا التنبؤ بكمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ستصدرها‬
‫األنشطة البشرية ‪ ،‬ألن هذا يعتمد على عوامل مثل كيفية تطور االقتصاد العالمي وكيف يتغير إنتاج المجتمع واستهالكه للطاقة في العقود‬
‫القادمة‪ .‬ثانًيا ‪ ،‬مع الفهم الحالي للتعقيدات المتعلقة بكيفية عمل ردود الفعل المناخية ‪ ،‬هناك مجموعة من النتائج المحتملة ‪ ،‬حتى بالنسبة‬
‫لسيناريو معين النبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ .‬أخيًر ا ‪ ،‬على مدى عقد من الزمان أو نحو ذلك ‪ ،‬يمكن للتغير الطبيعي تعديل تأثيرات االتجاه‬
‫األساسي في درجة الحرارة‪ ،‬وتشير جميع اإلسقاطات النموذجية مجتمعة إلى أن األرض ستستمر في السخونة بدرجة أكبر خالل العقود‬
‫القليلة إلى القرون القادمة‪ ،‬وإذا لم تكن هناك تغييرات تكنولوجية أو تغيرات في السياسة العامة لخفض اتجاهات االنبعاثات من مسارها‬
‫الحالي‪ ،‬فمن المتوقع أن يحدث خالل القرن الحادي والعشرين المزيد من اإلرتفاع للحرارة المتوسط عالميًا من ‪ 2.6‬إلى ‪ 4.8‬درجة مئوية (‬
‫‪ 4.7‬إلى ‪ 8.6‬درجة فهرنهايت) باإلضافة إلى ما حدث بالفعل خالل القرن الحادي والعشرين [الشكل ب ‪ُ .]5‬يعد توقع ما تعنيه هذه النطاقات‬
‫للمناخ الذي يتم اختباره في أي موقع معين مشكلة علمية صعبة ‪ ،‬لكن التقديرات مستمرة في التحسن مع تقدم النماذج اإلقليمية والمحلية‪.‬‬

‫الشكل ب‪ .5‬تعتمد كمية ومعدل ارتفاع درجات الحرارة المتوقع‬


‫للقرن الحادي والعشرين على الكمية اإلجمالية لغازات الدفيئة التي‬
‫تنبعث منها البشرية‪ .‬تتوقع النماذج زيادة درجة الحرارة لسيناريو‬
‫انبعاثات العمل كالمعتاد (باللون األحمر) وتخفيضات قوية‬
‫لالنبعاثات ‪ ،‬والتي تقترب من الصفر بعد ‪ 50‬عاًما من اآلن (باللون‬
‫األزرق)‪ ،‬األسود هو تقدير نموذجي الرتفاع درجات الحرارة‬
‫الماضي‪ ،‬ويمثل كل خط صلب متوسط عمليات مختلف النماذج‬
‫باستخدام نفس سيناريو االنبعاثات‪ ،‬وتوفر المناطق المظللة مقياسًا‬
‫للتشتت (انحراف معياري واحد) بين تغيرات الحرارة المتوقعة من‬
‫النماذج المختلفة‪.‬‬
‫وترتبط جميع البيانات بفترة مرجعية (تحدد إلى صفر) للفترة‬
‫‪.2005-1986‬‬
‫المصدر‪ :‬استنادًا إلى تقرير التقييم الذي أعده الفريق الحكومي‬
‫الدولي المعني بتغير المناخ ‪IPCC AR5‬‬

‫ب ‪ 8‬التغير المناخي‬
‫سوج‬

‫‪ 11‬إذا كان العالم يزداد في ارتفاع الحرارة ‪ ،‬فلماذا ال تزال بعض فصول الشتاء والصيف شديدة البرودة؟‬

‫ان االحتباس الحراري هو اتجاه طويل األمد ‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن كل عام سيكون أكثر سخونة من العام السابق‪ .‬ستستمر التغيرات اليوميــة‬
‫في أنماط الطقس من يوم آلخر ومن سنة إلى أخرى في إنتاج بعض األيام والليالي الباردة غير العادية والشتاء والصيف ‪ ،‬حـتى مـع ارتفـاع‬
‫درجة حرارة المناخ‪.‬‬

‫ال يعني تغير المناخ التغيرات في متوسط درجة حرارة سطح األرض فحسب ‪ ،‬بل يعني أيًض ا التغيرات في دوران الغالف الجوي ‪ ،‬وفي‬
‫حجم وأنماط التغيرات المناخية الطبيعية ‪ ،‬وفي الطقس المحلي‪ .‬ف تغير أحداث ال نينيا أنماط الطقس بحيث تصبح بعض المناطق أكثر‬
‫رطوبة ‪ ،‬ويكون الصيف الرطب أكثر برودة بشكل عام‪ .‬يمكن أن تساهم الرياح القوية القادمة من المناطق القطبية في حدوث شتاء أكثر‬
‫برودة في بعض األحيان‪ ،‬و بطريقة مماثلة ‪ ،‬ساهم استمرار مرحلة واحدة من نمط دوران الغالف الجوي المعروف باسم تذبذب شمال‬
‫المحيط األطلسي في العديد من فصول الشتاء الباردة األخيرة في أوروبا وشرق أمريكا الشمالية وشمال آسيا‪.‬‬
‫و سوف تتطور أنماط دوران الغالف الجوي والمحيطات مع ارتفاع درجة حرارة األرض وستؤثر على مسارات العواصف والعديد من‬
‫الجوانب األخرى للطقس‪ ،‬و يؤدي االحتباس الحراري إلى تغيير االحتماالت لصالح األيام والفصول األكثر حرارة وتقليل األيام والفصول‬
‫الباردة‪ ، .‬على سبيل المثال ‪ ،‬في جميع أنحاء الواليات المتحدة القارية في الستينيات ‪ ،‬كانت هناك درجات حرارة منخفضة قياسية يومية أكثر‬
‫من المستويات المرتفعة القياسية ‪ ،‬ولكن في العقد األول من القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬كان هناك أكثر من ضعف عدد االرتفاعات القياسية‬
‫مثل االنخفاضات القياسية‪ .‬مثال آخر مهم يميل لالصعب هو أن موجات الحر زادت وتيرتها على مدى العقود األخيرة في أجزاء كبيرة من‬
‫أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا‪ .‬كما تتزايد موجات الحرارة البحرية‪.‬‬

‫‪ 13‬االدلة واالسباب‬
‫سوج‬

‫‪ 12‬لماذا يتناقص جليد بحر القطب الشمالي بينما تغير جليد بحر القطب الشمالي قليًال؟‬

‫يتأثر حجم الجليد البحري بالرياح وتيارات المحيطات باإلضافة إلى درجات الحرارة‪ .‬يبدو أن الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي‬
‫المغلق جزئًيا يستجيب مباشرة للسخونة‪ ،‬بينما يبدو أن التغيرات في الرياح وفي المحيط تهيمن على أنماط المناخ وتغير الجليد البحري في‬
‫المحيط حول القارة القطبية الجنوبية‪.‬‬

‫ترجع بعض االختالفات في مدى الجليد البحري الموسمي بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي إلى الجغرافيا األساسية وتأثيرها على دوران‬
‫الغالف الجوي والمحيطات ونظرا ألن الجليد البحري في القطب الجنوبي يتشكل عند خطوط عرض أبعد من القطب الجنوبي (وأكثر قربا‬
‫من خط االستواء)‪ ،‬فيبقى الجليد أقل في الصيف‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن التباين على المدى الطويل في مدى الجليد في الصيف والشتاء يختلف في‬
‫كل نصف من الكرة األرضية ‪ ،‬ويرجع ذلك جزئًيا إلى هذه االختالفات الجغرافية األساسية‪.‬‬

‫و قد انخفض الجليد البحري في القطب الشمالي بشكل كبير منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي ‪ ،‬خاصة في الصيف والخريف ‪ ،‬و منذ أن‬
‫بدأت تسجيلات األقمار الصناعية في عام ‪ ، 1978‬فقد انخفض الحد األدنى السنوي لمدى الجليد البحري في القطب الشمالي (الذي يحدث في‬
‫سبتمبر) بنحو ‪[ ٪40‬الشكل ‪ .]5‬ويتمدد الغطاء الجليدي مرة أخرى كل شتاء في القطب الشمالي ‪ ،‬لكن الجليد يكون أرق مما كان عليه من‬
‫قبل‪ ،‬تشير تقديرات مدى الجليد البحري في الماضي إلى أن هذا االنخفاض قد يكون غير مسبوق على األقل في ‪ 1450‬سنة الماضية‪ ،‬وألن‬
‫جليد البحر شديد االنعكاس‪ ،‬فإن معدل اإلنخفاض في درجات الحرارة يتضخم مع تناقص الجليد وامتصاص المزيد من أشعة الشمس من‬
‫خالل سطح المحيط الداكن‪.‬‬

‫أظهر الجليد البحري في القطب الجنوبي زيادة طفيفة في االمتداد اإلجمالي من ‪ 1979‬إلى ‪ ، 2014‬على الرغم من حدوث انخفاض في‬
‫بعض المناطق ‪ ،‬مثل تلك الواقعة في غرب شبه جزيرة أنتاركتيكا‪ ،‬ويمكن أن تحدث االتجاهات القصيرة المدي في المحيط الجنوبي‪ ،‬كتلك‬
‫االتجاهات التي لوحظت‪ ،‬بسهولة من التغير الطبيعي في الغالف الجوي والمحيطات ونظام الجليد البحري‪ ،‬قد تكون عوامل المحيطات مثل‬
‫إضافة المياه العذبة الباردة من ذوبان الرفوف الجليدية قد لعبت دوًرا أيًضا‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬بعد عام ‪ ، 2014‬بدأ امتداد الجليد في القطب الجنوبي‬
‫في االنخفاض ‪ ،‬ووصل إلى مستوى قياسي منخفض (خالل ‪ 40‬عاًم ا من بيانات األقمار الصناعية) في عام ‪ ، 2017‬وظل منخفًضا في‬
‫العامين التاليين‪.‬‬

‫الشكل ‪ .5‬كان مدى الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي في‬


‫عام ‪( ، 2012‬تم قياسه في سبتمبر) منخفًض ا قياسًيا ‪ ،‬كما هو‬
‫موضح (باللون األبيض) مقارنة بمتوسط نطاق الجليد البحري‬
‫الصيفي في الفترة من ‪ 1979‬إلى ‪( 2000‬في المخطط البرتقالي)‬
‫في عام ‪ ، 2013‬انتعش نطاق الجليد البحري الصيفي في القطب‬
‫الشمالي إلى حد ما ‪ ،‬لكنه كان ال يزال سادس أصغر مدى على‬
‫اإلطالق‪.‬‬
‫في عام ‪ ، 2019‬تم ربط مساحة الجليد البحري فعلًيا بثاني أدنى حد‬
‫أدنى في سجل األقمار الصناعية ‪ ،‬جنًبا إلى جنب مع عامي ‪2007‬‬
‫و ‪ 2016‬خلف عام ‪ 2012‬فقط ‪ ،‬والذي ال يزال الحد األدنى‬
‫القياسي‪ ،‬وقد حدثت في السنوات الـ ‪ 13‬األخيرة أدنى ‪ 13‬درجة‬
‫من درجات الجليد في عصر االقمار الصناعية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد‪.‬‬
‫‪ 14‬التغير المناخي‬

‫سوج‬

‫‪ 13‬كيف يؤثر تغير المناخ على قوة وتواتر الفيضانات والجفاف واألعاصير والزوابع؟‬

‫أصبح الغالف الجوي السفلي لألرض أكثر حرارة ورطوبة نتيجة النبعاثات غازات االحتباس الحراري التي يسببها اإلنسان‪ ،‬وهذا يعطي‬
‫القدرة على زيادة الطاقة من أجل العواصف وبعض الظواهر الجوية الشدية‪ ،‬تماشًيا مع التوقعات النظرية ‪ ،‬أصبحت أنواع األحداث األكثر‬
‫ارتباًطا بدرجة الحرارة ‪ ،‬مثل موجات الحر واأليام شديدة الحرارة أكثر احتماًلية‪ ،‬كما أصبحت أحداث هطول األمطار الغزيرة وتساقط‬
‫الثلوج (التي تزيد من مخاطر الفيضانات) أكثر تواترًا بشكل عام‪.‬‬

‫مع ارتفاع درجة حرارة مناخ األرض ‪ ،‬لوحظت أحداث مناخية أكثر تواتًر ا وشدة في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وُيعِّر ف العلماء عادًة هذه الظواهر‬
‫الجوية بأنها "شديدة" إذا كانت تختلف عن ‪ ٪90‬أو ‪ ٪95‬من أحداث الطقس المماثلة التي حدثت من قبل في نفس المنطقة‪ ،‬وأيضا تساهم‬
‫العديد من العوامل في أي حدث فردي للطقس الصعب ‪ -‬بما في ذلك أنماط التقلبات المناخية الطبيعية ‪ ،‬مثل النينيو وال نينيا ‪ -‬مما يجعل من‬
‫الصعب وصف أي حدث شديد التطرف إلى تغير المناخ الذي يسببه اإلنسان‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكن أن تظهر الدراسات ما إذا كان ارتفاع درجات‬
‫الحرارة يجعل حدًثا أكثر شدة أو احتمال حدوثه‪.‬‬

‫يمكن أن يساهم ارتفاع درجة حرارة المناخ في شدة موجات الحرارة من خالل زيادة فرص النهار والليالي شديدة الحرارة‪ ،‬يؤدي ارتفاع‬
‫درجة حرارة المناخ أيًض ا إلى زيادة التبخر على األرض ‪ ،‬مما قد يؤدي إلى أن يكون الجفاف أكثر سوء وخلق ظروف أكثر عرضة للحرائق‬
‫الهائلة وموسم حرائق الغابات األطول‪ ،‬ترتبط سخونة الجو أيًض ا بظواهر هطول األمطار الغزيرة (األمطار والعواصف الثلجية) من خالل‬
‫الزيادات في قدرة الهواء على االحتفاظ بالرطوبة‪ ،‬تحبذ أحداث النينيو الجفاف في العديد من مناطق األراضي االستوائية وشبه االستوائية ‪،‬‬
‫بينما تعزز أحداث النينيا الظروف األكثر رطوبة في العديد من األماكن‪ ،‬فمن المتوقع أن تصبح هذه االختالفات قصيرة المدى واإلقليمية أكثر‬
‫شدة في مناخ ملئ بإرتفاع درجات الحرارة‪.‬‬

‫إن الغالف الجوي األكثر حرارة ورطوبة لألرض والمحيطات األكثر حرارة يجعل من المرجح أن تكون أقوى األعاصير أكثر كثافة ‪ ،‬وتنتج‬
‫المزيد من األمطار ‪ ،‬وتؤثر على مناطق جديدة ‪ ،‬وربما تكون أكبر وأطول عمرًا‪ .‬ويدعم ذلك أدلة الرصد المتاحة في شمال األطلسي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر (انظر السؤال ‪ )14‬إلى زيادة كمية مياه البحر التي يتم دفعها إلى الشاطئ أثناء‬
‫العواصف الساحلية ‪ ،‬والتي يمكن أن تؤدي ‪ ،‬جنًبا إلى جنب مع المزيد من األمطار التي تنتجها العواصف ‪ ،‬إلى المزيد من العواصف‬
‫والفيضانات المدمرة‪ ،‬في حين أنع من المرجح أن يجعل االحتباس الحراري األعاصير أكثر حدة ‪ ،‬فإن التغيير في عدد األعاصير كل عام‬
‫غير مؤكد تماًم ا‪ .‬وال يزال هذا موضوع البحث المستمر‪ .‬ومن المتوقع أن تزداد بعض الظروف المواتية للعواصف الرعدية القوية التي تكثر‬
‫األعاصير مع ارتفاع درجة الحرارة ‪ ،‬ولكن يوجد عدم اليقين في العوامل األخرى التي تؤثر على تكوين اإلعصار ‪ ،‬مثل التغيرات في‬
‫االختالفات الرأسية واألفقية للرياح‪.‬‬

‫‪ 15‬التغير المناخي‬
‫سوج‬

‫‪ 14‬ما مدى سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر؟‬

‫ُتظهر القياسات طويلة المدى لمقاييس المد والجزر وبيانات األقمار الصناعية الحديثة أن مستوى سطح البحر العالمي آخذ في االرتفاع ‪،‬‬
‫حيث كان أفضل تقدير لمعدل االرتفاع العالمي على مدى العقد الماضي هو ‪ 3.6‬مليمتر في السنة (‪ 0.14‬بوصة في السنة)‪ .‬فازداد معدل‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر منذ أن بدأت القياسات باستخدام قياس االرتفاع من الفضاء في عام ‪ 1992‬؛ فان العامل المهيمن في المتوسط‬
‫العالمي الرتفاع مستوى سطح البحر منذ عام ‪ 1970‬هو السخونه الناجمة عن األنشطة البشرية‪ .‬فقد بلغ االرتفاع اإلجمالي الملحوظ منذ عام‬
‫‪ 1902‬حوالي ‪ 16‬سم (‪ 6‬بوصات) [الشكل ‪.]6‬‬

‫كان هذا االرتفاع في مستوى سطح البحر ناتًجا عن ازدياد حجم المياه مع ارتفاع درجة حرارة المحيط ‪ ،‬وذوبان األنهار الجليدية الجبلية في‬
‫جميع مناطق العالم ‪ ،‬وخسائر كبيرة من االغطية الجليدية في جرينالند وأنتاركتيكا‪ .‬كل هذا ناتج عن مناخ ساخن‪ .‬كما تحدث التقلبات في‬
‫مستوى سطح البحر أيًض ا بسبب التغيرات في كميات المياه المخزنة على اليابسة‪ ،‬يعتمد مقدار التغير في مستوى سطح البحر الذي يحدث في‬
‫أي موقع معين أيًض ا على مجموعة متنوعة من العوامل األخرى ‪ ،‬بما في ذلك ما إذا كانت العمليات الجيولوجية اإلقليمية وارتداد األرض‬
‫المثقلة باالغطية الجليدية السابقة تتسبب في ارتفاع أو غرق األرض نفسها ‪ ،‬وما إذا كانت التغييرات في الرياح والتيارات تراكم مياه المحيط‬
‫على بعض السواحل أو تحرك المياه بعيًدا‪.‬‬

‫تظهر آثار ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل أكثر حدة في زيادة تواتر وشدة العواصف العرضية‪ .‬إذا استمر ثاني أكسيد الكربون وغيره من‬
‫غازات اإلحتباس الحراري في الزيادة في مساراتها الحالية ‪ ،‬فمن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر ‪ ،‬على األقل ‪ ،‬بمقدار ‪ 0.4‬إلى ‪0.8‬‬
‫متر (‪ 1.3‬إلى ‪ 2.6‬قدم) بحلول عام ‪ ، 2100‬على الرغم من أن ذوبان الغطاء الجليدي في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى هذه القدر أعلى‬
‫بكثير‪ ،‬عالوة على ذلك ‪ ،‬لن يتوقف ارتفاع مستوى سطح البحر في عام ‪ 2100‬؛ و ستكون مستويات سطح البحر أعلى بكثير في القرون‬
‫التالية مع استمرار ارتفاع درجة حرارة البحر واستمرار تراجع األنهار الجليدية‪ ،‬وال يزال من الصعب التنبؤ بتفاصيل كيفية استجابة اغطية‬
‫الجليدية في جرينالند وأنتاركتيكا للسخونة المستمرة ‪ ،‬ولكن ُيعتقد أن جرينالند وربما غرب القارة القطبية الجنوبية ستستمر في فقدان الكتلة ‪،‬‬
‫في حين أن األجزاء الباردة من القارة القطبية الجنوبية يمكن أن تكتسب كتلة مع تلقيها المزيد من تساقط الثلوج من الهواء الساخن الذي‬
‫يحتوي على مزيد من الرطوبة‪ ،‬بلغ مستوى سطح البحر في الفترة الجليدية األخيرة ( الساخنة) حوالي ‪ 125000‬سنة ذروته عند ‪ 5‬إلى ‪10‬‬
‫أمتار فوق المستوى الحالي‪ .‬خالل هذه الفترة ‪ ،‬كانت المناطق القطبية أكثر سخونة مما هي عليه اليوم‪ .‬يشير هذا إلى أنه على مدى آالف‬
‫السنين ‪ ،‬ستؤدي الفترات الطويلة من ارتفاع الحرارة المتزايد إلى خسارة كبيرة جًدا ألجزاء من طبقات الجليد في جرينالند وأنتاركتيكا وما‬
‫يترتب على ذلك من ارتفاع في مستوى سطح البحر‪.‬‬

‫الشكل ‪ .6‬تظهر المالحظات أن المتوسط العالمي لمستوى سطح‬


‫البحر قد ارتفع بنحو ‪ 16‬سم (‪ 6‬بوصات) منذ أواخر القرن التاسع‬
‫عشر‪ .‬و يرتفع مستوى سطح البحر بوتيرة أسرع في العقود‬
‫األخيرة ؛ كما تشير القياسات المأخوذة من مقاييس المد والجزر‬
‫(باللون األزرق) واألقمار الصناعية (األحمر) إلى أن أفضل تقدير‬
‫لمتوسط ارتفاع مستوى سطح البحر خالل العقد الماضي تمركز‬
‫على ‪ 3.6‬مليمتر في السنة (‪ 0.14‬بوصة في السنة)‪ .‬و تمثل‬
‫المنطقة المظللة المناطق المجهوله في مستوى سطح البحر ‪ ،‬والذي‬
‫انخفض مع زيادة عدد مواقع القياس المستخدمة في حساب‬
‫المتوسطات العالمية وعدد نقاط البيانات‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬شام و كو (‪)2011‬‬

‫‪ 16‬التغير المناخي‬
‫سوج‬

‫‪ 15‬ما هو تحمض المحيطات ولماذا هو مهم؟‬

‫أظهرت المالحظات المباشرة لكيمياء المحيطات أن التوازن الكيميائي لمياه البحر قد تحول إلى حالة أكثر حمضية ( ‪ pH‬أقل) [الشكل ‪.]7‬‬
‫تحتوي بعض الكائنات البحرية (مثل الشعاب المرجانية وبعض المحار) على أصداف مكونة من كربونات الكالسيوم ‪ ،‬والتي تذوب بسهولة‬
‫في الحمض‪ ،‬فمع زيادة حموضة مياه البحر ‪ ،‬يصبح من الصعب على هذه الكائنات تكوين أصدافها أو الحفاظ عليها‪.‬‬

‫يذوب ثاني أكسيد الكربون في الماء ليشكل حمًضا ضعيًفا ‪ ،‬وقد امتصت المحيطات حوالي ثلث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن األنشطة‬
‫البشرية ‪ ،‬مما أدى إلى انخفاض مطرد في مستويات درجة الحموضة في المحيطات‪ .‬مع زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ‪ ،‬و‬
‫سيتغير هذا التوازن الكيميائي بشكل أكبر خالل القرن المقبل‪ .‬و تظهر التجارب المعملية وغيرها أنه في ظل ارتفاع ثاني أكسيد الكربون وفي‬
‫المياه األكثر حمضية ‪ ،‬فإن بعض األنواع البحرية لها أصداف مشوهة ومعدالت نمو أقل ‪ ،‬على الرغم من أن التأثير يختلف بين األنواع‪،‬‬
‫يؤدي التحمض أيًضا إلى تغيير دورة التغذية والعديد من العناصر والمركبات األخرى في المحيط ‪ ،‬ومن المرجح أن يحول الميزة التنافسية‬
‫بين األنواع ‪ ،‬مع تأثيرات لم يتم تحديدها بعد على النظم البيئية البحرية وشبكة الغذاء‪.‬‬

‫الشكل ‪ .7‬مع زيادة ثاني أكسيد الكربون في الهواء ‪ ،‬كانت هناك‬


‫زيادة في محتوى ثاني أكسيد الكربون من سطح المحيط (الصندوق‬
‫العلوي) ‪ ،‬وانخفاض في درجة حموضة مياه البحر (الصندوق‬
‫السفلي)‪ .‬المصدر‪ :‬مقتبس من دور ات ال (‪)2009‬و بيتس ات ال‬
‫(‪.)2012‬‬
‫‪ 17‬االدلة واالسباب ‪2020‬‬

‫سوج‬

‫‪ 16‬ما مدى ثقة العلماء في أن األرض ستزداد حرارة خالل القرن المقبل؟‬

‫انهم في منتهى الثقة‪ ،‬ف إذا استمرت االنبعاثات في مسارها الحالي ‪ ،‬دون تخفيف تكنولوجي أو تنظيمي ‪ ،‬فإن ارتفاع درج‪$‬ة الح‪$‬رارة يك‪$‬ون‬
‫من ‪ 2.6‬إلى ‪ 4.8‬درجة مئوية (‪ 4.7‬إلى ‪ 8.6‬درجة فهرنه‪$$‬ايت) باإلض‪$$‬افة إلى ذل‪$$‬ك و م‪$$‬ا ح‪$$‬دث بالفع‪$$‬ل ‪ ،‬س‪$$‬يكون متوقع‪ً$‬ا خالل الق‪$$‬رن‬
‫الحادي والعشرين [الشكل ‪.]8‬‬

‫يمكن فهم ارتف‪$$‬اع الح‪$$‬رارة الن‪$$‬اتج عن اض‪$$‬افة كمي‪$$‬ات كب‪$$‬يرة من غ‪$$‬ازات االحتب‪$$‬اس الح‪$$‬راري إلى الغالف الج‪$$‬وي من حيث الخص‪$$‬ائص‬
‫األساسية للغاية لتلك الغازات‪ ،‬و الذي سيؤدي بدوره إلى العدي‪$‬د من التغي‪$‬يرات في عملي‪$‬ات المن‪$‬اخ الط‪$‬بيعي ‪ ،‬م‪$‬ع ت‪$‬أثير ص‪$‬اٍف لتض‪$‬خيم‬
‫ارتفاع الحرارة‪ .‬ويتوقف حجم ارتفاع الحرارة الذي سيشهده العالم إلى حد كبير على كمي‪$$‬ة غ‪$$‬ازات االحتب‪$$‬اس الح‪$$‬راري ال‪$$‬تي ت‪$$‬تراكم في‬
‫الغالف الجوي وبالتالي على مسار االنبعاثات‪ .‬إذا تم إبقاء إجمالي االنبعاثات التراكمية من‪$$‬ذ ع‪$$‬ام ‪ 1875‬أق‪$$‬ل من ‪ 900‬جيج‪$$‬ا طن (‪900‬‬
‫مليار طن) من الكربون ‪ ،‬فهناك فرصة بمقدار الثلثين للحفاظ على االرتفاع في متوسط درجة الحرارة العالمية منذ فترة ما قب‪$$‬ل الص‪$$‬ناعة‬
‫أقل من ‪ 2‬درجة مئوية (‪ 3.6‬فهرنهايت)‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تم بالفعل انبعاث ثلثي ه‪$$‬ذه الكمي‪$$‬ة‪ .‬إن اله‪$$‬دف المتمث‪$$‬ل في الحف‪$$‬اظ على ارتف‪$$‬اع‬
‫متوسط درجة الحرارة العالمية أقل من ‪ 1.5‬درجة مئوية (‪ 2.7‬درجة فهرنهايت) سيسمح بإجمالي انبعاثات تراكمية أقل منذ عام ‪.1875‬‬

‫واستنادًا فقط إلى الفيزياء الثابتة لكمية امتصاصات وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحرارية‪ ،‬فإن مضاعفة تركيزات ثاني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون‬
‫في الغالف الجوي من مستويات ما قبل الصناعة (حتى نحو ‪ 560‬جزء من المليون) ستؤدي في حد ذاتها‪ ،‬دون تضخيم بأي آثار أخ‪$$‬رى‪،‬‬
‫إلى زيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية يمقدار حوالي ‪ 1‬درجة مئوية (‪ 1.8‬درج‪$‬ة فهرنه‪$‬ايت)‪ .‬وم‪$‬ع ذل‪$‬ك ‪ ،‬ف‪$‬إن المق‪$‬دار اإلجم‪$‬الي‬
‫الرتفاع الحرارة من كمية معينة من االنبعاثات يعتمد على سالسل من التأثيرات (ردود الفعل) التي يمكن أن تضخم بش‪$‬كل ف‪$‬ردي أو تقل‪$‬ل‬
‫من ارتفاع درجة الحرارة األولي‪.‬‬
‫إن أهم ردود الفعل الضخمة ناتجة عن بخار الماء ‪ ،‬وهو أحد غازات االحتباس الحراري القوية‪ .‬مع زيادة ثاني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون وتس‪$$‬خين‬
‫الغالف الجوي ‪ ،‬يمكن للهواء األكثر سخونة االحتفاظ بمزيد من الرطوبة وحبس المزيد من الح‪$‬رارة في الغالف الج‪$‬وي الس‪$‬فلي‪ .‬أيًض ا ‪،‬‬
‫مع ذوبان الجليد البحري واألنهار الجليدية في القطب الشمالي ‪ ،‬يتم امتصاص المزي‪$$‬د من ض‪$$‬وء الش‪$$‬مس في أس‪$$‬طح األرض والمحيط‪$$‬ات‬
‫األكثر قتامة ‪ ،‬مما يتس‪$‬بب في مزي‪$‬د من الس‪$‬خونة وذوب‪$‬ان الجلي‪$‬د والثلج‪ .‬و يتعل‪$‬ق أك‪$‬بر ق‪$‬در من ع‪$‬دم اليقين في فهمن‪$‬ا للنت‪$‬ائج المرتبط‪$‬ة‬
‫بالسحب (التي يمكن أن يكون لها ردود فعل إيجابية وسلبية على حد سواء) ‪ ،‬وكيف ستتغير خصائص السحب استجابة لتغير المناخ‪.‬‬
‫تشمل التقييمات األخرى دورة الكربون‪ .‬تمتص األرض والمحيطات مًع ا حالًيا حوالي نص‪$$‬ف ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون المنبعث من األنش‪$$‬طة‬
‫البشرية ‪ ،‬ولكن من المتوقع أن تتناقص قدرات اليابسة والمحيطات على تخزين الكربون اإلضافي مع زيادة ارتف‪$$‬ع الح‪$$‬رارة ‪ ،‬مم‪$$‬ا ي‪$$‬ؤدي‬
‫إلى زيادة أسرع في ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي وزيادة تسارع ارتفاع الحرارة‪ .‬وتختلف النماذج في توقعاته‪$$‬ا لمق‪$$‬دار ارتف‪$$‬اع‬
‫درجة الحرارة اإلضافي المتوقع ‪ ،‬لكن جميع ه‪$‬ذه النم‪$$‬اذج تتف‪$‬ق على أن الت‪$‬أثير الص‪$$‬افي اإلجم‪$$‬الي للتغذي‪$‬ة المرت‪$‬دة ه‪$‬و تض‪$$‬خيم ارتف‪$‬اع‬
‫الحرارة‪.‬‬

‫لشكل ‪ .8‬إذا استمرت االنبعاثات في مسارها الحالي ‪ ،‬دون‬ ‫تغيير في متوسط درجة حرارة السطح‬
‫تخفيف تكنولوجي أو تنظيمي ‪ ،‬فإن أفضل تقدير هو أن متوسط‬
‫درجة الحرارة العالمية سيرتفع من ‪ 2.6‬إلى ‪ 4.8‬درجة مئوية (‬
‫‪ 4.7‬إلى ‪ 8.6‬فهرنهايت) بحلول نهاية القرن (يمين) ‪ .‬ومن‬
‫المتوقع أن ترتفع درجة حرارة مناطق اليابسة أكثر من مناطق‬
‫المحيطات وبالتالي أكثر من المتوسط العالمي‪ .‬يوضح الشكل‬
‫الموجود على اليسار ارتفاع درجة المتوقع مع انخفاض شديدة في‬
‫االنبعاثات‪ .‬تمثل األرقام تقديرات متعددة النماذج لمعدالت‬
‫درجات الحرارة للفترة ‪ 2100-2081‬مقارنة بفترة ‪-1986‬‬
‫‪ .2005‬المصدر‪IPCC AR5 :‬‬

‫‪ 18‬التغير المناخي‬

‫سوج‬

‫‪ 17‬هل تكون التغيرات المناخية بدرجات قليلة مدعاة للقلق؟‬

‫نعم ‪.‬على الرغم من أن الزيادة ببضعة درجات في متوسط درجة الحرارة العالمية ال تبدو مثل الكثير‪ ،‬فإن متوسط درجة الحرارة العالمي‪$$‬ة‬
‫خالل العصر الجليدي األخ‪$‬ير لم يكن أك‪$‬ثر ب‪$‬رودة من اآلن إال ح‪$‬والي ‪ 4‬إلى ‪ 5‬درج‪$‬ة مئوي‪$‬ة (‪ 7‬إلى ‪ 9‬درج‪$‬ات فهرنه‪$‬ايت)‪ .‬وس‪$‬يرتبط‬
‫االحتباس الحراري الذي ال يتجاوز بضع درجات فقط بالتغيرات الواسعة النطاق في درجات الحرارة اإلقليمية والمحلية وهطول األمطار‪،‬‬
‫وكذلك بالزيادات في بعض أنواع الظواهر الجوية الشديدة‪ .‬وستترتب على هذه التغيرات وغيرها من التغيرات (مثل ارتفاع مستوى سطح‬
‫البحر وموجة العواصف) آثار خطيرة على المجتمعات البشرية والعالم الطبيعي‪.‬‬

‫أكدت كل من النظرية والمالحظات المباشرة أن االحترار العالمي يرتبط بارتفاع درج‪$$‬ة ح‪$$‬رارة األرض أك‪$$‬ثر من المحيط‪$‬ات ‪ ،‬وت‪$‬رطيب‬
‫الغالف الجوي ‪ ،‬والتحوالت في أنماط هطول األمطار اإلقليمية ‪ ،‬والزيادات في الظواهر الجوية الشديدة ‪ ،‬وحموضة المحيطات ‪ ،‬وذوبان‬
‫األنهار الجليدية ‪ ،‬وارتفاع مستويات سطح البحر (مما يزيد مخ‪$$‬اطر الفيض‪$$‬انات الس‪$$‬احلية وش‪$$‬دة العواص‪$$‬ف)‪ .‬و بالفع‪$$‬ل ‪ ،‬تج‪$$‬اوز تس‪$$‬جيل‬
‫درجات الحرارة المرتفعة في المتوسط درجات الحرارة المنخفضة بشكل كبير ‪ ،‬وأصبحت المناطق الرطب‪$$‬ة أك‪$$‬ثر رطوب‪$$‬ة حيث أص‪$$‬بحت‬
‫المناطق الجافة أكثر جفافًا ‪ ،‬وأصبحت العواصف المط‪$‬يرة الغزي‪$‬رة أثق‪$‬ل ‪ ،‬وتناقص‪$‬ت كت‪$‬ل الجلي‪$‬د (مص‪$‬در مهم للمي‪$‬اه العذب‪$‬ة للعدي‪$‬د من‬
‫المناطق)‪.‬‬

‫‪Translation is too long to be saved‬‬

‫من المتوقع أن تزداد هذه التأثيرات مع زيادة ارتفاع الحرارة وستهدد إنتاج الغذاء وإمدادات المياه العذبة‬
‫والبنية التحتية الساحلية ‪ ،‬وخاصة رفاهية عدد هائل من السكان الذين يعيشون حالًيا في المناطق المنخفضة‪.‬‬
‫على الرغم من أن بعض المناطق قد تدرك بعض الفوائد المحلية من ارتفاع درجات الحرارة ‪ ،‬فإن العواقب‬
‫طويلة المدى بشكل عام ستكون مدمرة‪.‬‬

‫ليس فقط ارتفاع بضع درجات في متوسط درجة الحرارة العالمية هو ما يدعو للقلق ‪ -‬السرعة التي يحدث‬
‫بها هذا االرتفاع في الحرارة مهمة أيًض ا (انظر السؤال ‪ .)6‬تعني التغيرات المناخية السريعة التي يتسبب‬
‫فيها اإلنسان أن الوقت المتاح أقل للسماح بتنفيذ تدابير التكيف أو تكيف النظم البيئية ‪ ،‬مما يشكل مخاطر أكبر‬
‫في المناطق المعرضة لظواهر الطقس القاسية الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر‪.‬‬

‫‪ 18‬ما الذي يفعله العلماء لمعالجة أوجه عدم اليقين الرئيسية في فهمنا لنظام المناخ؟‬
‫العلم هو عملية مستمرة للمراقبة ‪ ،‬والفهم ‪ ،‬والنمذج‪$$‬ة ‪ ،‬واالختب‪$$‬ار ‪ ،‬والتنب‪$$‬ؤ‪ .‬إن التنب‪$$‬ؤ بوج‪$$‬ود اتج‪$$‬اه طوي‪$$‬ل األم‪$$‬د في ظ‪$$‬اهرة االحتب‪$$‬اس‬
‫الحراري من جراء زيادة غازات االحتباس الحراري هو أمر قوي وقد تم تأكيده من خالل مجموعة متزايدة من األدلة ‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال‬
‫يزال فهم بعض جوانب تغير المناخ غير مكتمل‪ .‬ومن األمثلة على ذلك التغيرات المناخية الطبيعية على‬
‫النطاقات الزمنية من العقد إلى المئوية والمقاييس المكانية اإلقليمية إلى المحلية واالستجابات السحابية لتغير‬
‫المناخ ‪ ،‬وهي جميع مجاالت البحث النشط‪.‬‬

‫يتبع‬

‫‪ 19‬التغير المناخي‬
‫سوج‬

‫لماذا يتم استخدام نمازج الحاسب االلي لدراسة التغير المناخي؟‬ ‫وتحدد مقارنات نموزج التنبؤات بالمالحظات ما هو مفهوم جيدا‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬تكشف أوجه عدم اليقين أو الثغرات في فهمنا‪.‬‬
‫ان التطور المستقبلي لمناخ األرض حيث االستجلبة للمعدل‬
‫وهذا يساعد على وضع أولويات للبحوث الجديدة‪ .‬ولذلك فإن‬
‫السريع الحالي لتزايد ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي ليس‬
‫الرصد الدقيق لكامل النظام المناخي ‪ -‬الغالف الجوي والمحيطات‬
‫له نظائر دقيقة في الماضي ‪ ،‬وال يمكن فهمه بشكل صحيح من‬
‫واألراضي والجليد ‪ -‬أمر بالغ األهمية‪ ،‬ألن النظام المناخي قد‬
‫خالل التجارب المعملية‪ .‬نظًر ا ألننا غير قادرين أيًض ا على‬
‫يكون مليئا بالمفاجآت‪.‬‬
‫إجراء تجارب مدروسة على األرض نفسها ‪ ،‬تعد نماذج‬
‫الكمبيوتر من بين أهم األدوات المستخدمة لدراسة نظام مناخ‬
‫االرض‪.‬‬
‫وتستخدم البيانات الميدانية والمختبرية والفهم النظري معا‬
‫تعتمد النماذج المناخية على المعادالت الرياضية التي تمثل أفضل‬ ‫للنهوض بنماذج النظام المناخي لألرض وتحسين تمثيل العمليات‬
‫فهم للقوانين األساسية للفيزياء والكيمياء والبيولوجيا التي تحكم‬ ‫الرئيسية فيها‪ ،‬وال سيما العمليات المرتبطة بالغيوم والهباء الجوي‬
‫سلوك الغالف الجوي والمحيطات وسطح األرض والجليد‬ ‫وانتقال الحرارة إلى المحيطات‪ .‬وهذا أمر بالغ األهمية لمحاكاة‬
‫وأجزاء أخرى من النظام المناخي ‪ ،‬باإلضافة إلى التفاعالت‬ ‫تغير المناخ على نحو دقيق وما يرتبط به من تغيرات في األحوال‬
‫بينهم‪ .‬كما تم تصميم النماذج المناخية األكثر شموًال ‪ ،‬نماذج نظام‬ ‫الجوية القاسية‪ ،‬وال سيما على الصعيدين اإلقليمي والمحلي‪ ،‬وهو‬
‫األرض ‪ ،‬لمحاكاة نظام مناخ األرض بأكبر قدر من التفاصيل‬ ‫أمر مهم بالنسبة للقرارات المتعلقة بالسياسات‪.‬‬
‫بقدر ما يسمح به فهمنا والحواسيب الفائقة المتاحة‪.‬‬
‫ال تزال محاكاة كيفية تغير السحب مع االحترار ‪ ،‬والتي بدورها‬
‫وقد تحسنت قدرة النماذج المناخية بصورة مطردة منذ الستينات‪.‬‬ ‫قد تؤثر على االحترار ‪ ،‬أحد التحديات الرئيسية لنماذج المناخ‬
‫وباستخدام المعادالت القائمة على الفيزياء‪ ،‬يمكن اختبار النماذج‬ ‫العالمي‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيًا إلى اختالف تأثيرات أنواع السحاب‬
‫ونجاحها في محاكاة نطاق واسع من تقلبات الطقس والمناخ‪ ،‬على‬ ‫على المناخ‪ ،‬وإلى كثرة عمليات السحب التي تحدث على نطاقات‬
‫سبيل المثال‪ ،‬من العواصف الفردية‪ ،‬وموجات تيار النفاثة‪،‬‬ ‫أصغر مما يمكن أن تحله معظم النماذج الحالية‪ .‬فالقوة الحاسوبية‬
‫وأحداث النينيو‪ ،‬ومناخ القرن الماضي‪ .‬ظلت توقعاتهم ألبرز‬ ‫األكبر تسمح بالفعل بحل بعض هذه العمليات في الجيل الجديد من‬
‫السمات إلشارة تغير المناخ التي يسببها اإلنسان‬ ‫النماذج‪.‬‬
‫على المدى الطويل قوية ‪ ،‬حيث قدمت أجيال من‬ ‫تعمل العشرات من المجموعات والمؤسسات البحثية‬
‫النماذج المتزايدة التعقيد تفاصيل أكثر اثراًء عن‬ ‫على نماذج المناخ ‪ ،‬ويمكن للعلماء اآلن تحليل‬
‫النتائج من جميع نماذج نظام األرض الرئيسية في‬
‫التغيير‪ .‬كما ُتستخدم أيًض ا إلجراء تجارب لعزل‬
‫العالم ومقارنتها مع بعضها البعض ومع‬
‫األسباب المحددة لتغير المناخ واستكشاف عواقب‬ ‫المالحظات‪.‬و مثل هذه الفرص ذات فائدة هائلة في إبراز نقاط‬
‫السيناريوهات المختلفة النبعاثات غازات االحتباس‬ ‫القوة والضعف في النماذج المختلفة وتشخيص أسباب االختالفات‬
‫الحراري في المستقبل والتأثيرات األخرى على‬ ‫بين النماذج ‪ ،‬بحيث يمكن أن يركز البحث على العمليات ذات‬
‫الصلة‪ .‬كما تسمح االختالفات بين النماذج بوضع تقديرات ألوجه‬
‫المناخ‪.‬‬ ‫عدم اليقين في توقعات تغير المناخ في المستقبل‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك ‪ ،‬تساعد المحفوظات الكبيرة للنتائج من العديد من النماذج‬
‫المختلفة العلماء على تحديد جوانب توقعات تغير المناخ القوية‬
‫والتي يمكن تفسيرها من حيث اآلليات الفيزيائية المعروفة‪.‬‬
‫تعد دراسة كيفية استجابة المناخ للتغيرات الرئيسية في الماضي‬
‫طريقة أخرى للتحقق من فهمنا لكيفية عمل العمليات المختلفة وأن‬
‫النماذج قادرة على األداء بشكل موثوق في ظل مجموعة واسعة‬
‫من الظروف‪.‬‬

‫‪ 20‬التغير المناخي‬
‫سوج‬
‫‪ 19‬هل سيناريوهات الكوارث التي تتعلق بنقاط تحول مثل "إيقاف تيار الخليج" وإطالق غاز الميثان من القطب الشمالي تدعو للقلق؟‬

‫ال تتنبأ النتائج المأخوذة من أفضل النماذج المناخية المتاحة بحدوث تغير مفاجئ في (أو انهيار) الدوران المقل‪$$‬وب في المحي‪$$‬ط األطلس‪$$‬ي ‪،‬‬
‫والذي يتضمن تيار الخليج ‪ ،‬في المستقبل القريب‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ف‪$$‬إن ه‪$$‬ذا وغ‪$$‬يره من التغي‪$$‬يرات المفاجئ‪$$‬ة المحتمل‪$$‬ة عالي‪$$‬ة المخ‪$$‬اطر ‪ ،‬مث‪$$‬ل‬
‫إطالق الميثان وث‪$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$‬ون من ذوب‪$‬ان الجلي‪$‬د ال‪$‬دائم ‪ ،‬تظ‪$$‬ل مج‪$$‬االت نش‪$$‬طة للبحث العلمي‪ .‬بعض التغي‪$‬يرات المفاجئ‪$‬ة جاري‪$‬ة‬
‫بالفعل ‪ ،‬مثل انخفاض مساحة الجليد البح‪$$‬ري في القطب الش‪$$‬مالي (انظ‪$$‬ر الس‪$$‬ؤال ‪ ، )12‬وم‪$$‬ع زي‪$‬ادة ارتف‪$‬اع الح‪$$‬رارة ‪ ،‬ال يمكن اس‪$$‬تبعاد‬
‫احتمال حدوث تغييرات كبيرة مفاجئة‪.‬‬

‫يتغير تكوين الغالف الجوي نحو ظروف لم نشهدها منذ ماليين السنين ‪ ،‬لذلك نحن متجهون إلى منطقة مجهولة ‪ ،‬و حالة عدم يقين كبيرة‪.‬‬
‫ويتضمن النظام المناخي العديد من العمليات التنافسية التي يمكن أن تحول المناخ إلى حالة مختلفة بمجرد تجاوز الحد االقصى‪.‬‬

‫ومن األمثلة المعروفة جيدًا دوران المحيط الجنوبي الشمالي المتقلب ‪ ،‬والذي يتم الحف‪$‬اظ علي‪$‬ه من خالل غ‪$‬رق المي‪$‬اه المالح‪$$‬ة الب‪$‬اردة في‬
‫شمال المحيط األطلسي وينطوي على نقل الحرارة الزائدة إلى شمال المحيط األطلسي عبر تيار الخليج‪ .‬ففي خالل العصر الجليدي األخير‬
‫‪ ،‬أدت نبضات المياه العذبة من ذوبان الغطاء الجليدي فوق أمريكا الش‪$$‬مالية إلى إبط‪$$‬اء ه‪$$‬ذا ال‪$$‬دوران المتقلب‪ .‬وق‪$$‬د تس‪$$‬بب ه‪$$‬ذا ب‪$$‬دوره في‬
‫حدوث تغيرات واسعة النطاق في المناخ حول نصف الكرة الشمالي‪ .‬وم‪$$‬ع ذل‪$$‬ك ‪ ،‬ف‪$$‬إن تج‪$$‬دد ش‪$$‬مال المحي‪$$‬ط األطلس‪$$‬ي من ذوب‪$$‬ان الغط‪$$‬اء‬
‫الجليدي في جرينالند هو أمر تدريجي ‪ ،‬وبالتالي ال ُيتوقع أن يتسبب في حدوث تغييرات مفاجئة‪.‬‬

‫هناك قلق آخر يتعلق بالقطب الشمالي ‪ ،‬حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع الحرارة الكبير إلى زعزع‪$‬ة اس‪$$‬تقرار الميث‪$‬ان (أح‪$$‬د غ‪$‬ازات الدفيئ‪$‬ة)‬
‫المحاصر في رواسب المحيطات والتربة الصقيعية ‪ ،‬مما قد يؤدي إلى إطالق سريع لكمية كبيرة من الميثان‪ .‬إذا ح‪$$‬دث مث‪$$‬ل ه‪$$‬ذا اإلطالق‬
‫السريع ‪ ،‬فستحدث تغيرات مناخية كبيرة وسريعة‪ .‬و تعتبر مثل هذه التغي‪$‬يرات عالي‪$‬ة الخط‪$‬ورة غ‪$‬ير مرجح‪$‬ة في ه‪$‬ذا الق‪$‬رن ‪ ،‬ولكن من‬
‫الصعب التنبؤ بها بحكم تعريفها‪.‬ولذلك‪ ،‬يواصل العلماء دراسة إمكانية تجاوز نقاط التحول هذه‪ ،‬ال‪$‬تي نخ‪$‬اطر من بع‪$‬دها بح‪$‬دوث تغ‪$‬يرات‬
‫كبيرة ومفاجئة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التغييرات المفاجئة في النظام المناخي نفسه ‪ ،‬يمكن أن يتجاوز التغ‪$$‬ير المن‪$$‬اخي المط‪$$‬رد الح‪$$‬ددود القص‪$$‬وى ال‪$$‬تي ت‪$$‬ؤدي إلى‬
‫تغييرات مفاجئة في األنظمة األخرى‪ .‬ففي النظم البشرية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تم عادة بناء الهياك‪$$‬ل األساس‪$$‬ية الس‪$$‬تيعاب تقلب المن‪$$‬اخ وقت‬
‫التشييد‪ .‬يمكن أن تتسبب التغيرات المناخية التدريجية في حدوث تغ‪$‬يرات مفاجئ‪$‬ة في منفع‪$‬ة البني‪$‬ة التحتي‪$‬ة ‪ -‬مثلم‪$‬ا يح‪$‬دث عن‪$‬دما يتج‪$‬اوز‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر فجأة جدران البحر ‪ ،‬أو عندما يتسبب ذوبان الجلي‪$$‬د ال‪$$‬دائم في انهي‪$$‬ار مف‪$$‬اجئ لخط‪$$‬وط األن‪$$‬ابيب أو المب‪$$‬اني أو‬
‫الطرق‪ .‬وفي النظم الطبيعية‪ ،‬ومع ارتفاع درجات حرارة الهواء والماء‪ ،‬لن تعود بعض األن‪$‬واع ‪ -‬مث‪$‬ل بيك‪$‬ا الجبلي‪$‬ة والكث‪$‬ير من الش‪$‬عاب‬
‫المرجانية في المحيط ‪ -‬من البقاء على قيد الحياة في بيئاتها الحالية وستض‪$$‬طر إلى االنتق‪$$‬ال (إن أمكن) أو التكي‪$$‬ف الس‪$$‬ريع‪ .‬ق‪$$‬د يك‪$$‬ون أداء‬
‫األنواع األخرى أفضل في الظروف الجديدة ‪ ،‬مما يتسبب في حدوث تحوالت مفاجئة في توازن النظم البيئية ؛ على سبيل المثال ‪ ،‬سمحت‬
‫درجات الحرارة األكثر دفًئ ا لمزي‪$‬د من خن‪$‬افس اللح‪$‬اء بالبق‪$‬اء على قي‪$‬د الحي‪$‬اة خالل فص‪$‬ل الش‪$‬تاء في بعض المن‪$‬اطق ‪ ،‬حيث أدى تفش‪$‬ي‬
‫الخنافس إلى تدمير الغابات‪.‬‬

‫‪ 21‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬


‫سوج‬

‫‪ 20‬إذا تم إيقاف انبعاثات غازات االحتباس الحراري ‪ ،‬فهل سيعود المناخ إلى حالته التي كانت عليه قبل ‪ 200‬عام؟‬

‫ال ‪ ،‬حتى لو توقفت انبعاثات غازات االحتباس الحراري فجأة ‪ ،‬فإن درجة حرارة سطح األرض ستتطلب آالف السنين لتبرد وتعود إلى‬
‫المستوى الذي كان عليه في عصر ما قبل الصناعة‪.‬‬
‫إذا توقفت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تماًم ا ‪ ،‬فسوف يستغرق األمر عدة آالف من السنين حتى يعود ثاني أكسيد الكربون في الغالف‬
‫الجوي إلى مستويات ما قبل الصناعة نظًر ا النتقاله البطيء جًد ا إلى أعماق المحيطات ودفنه في نهاية المطاف في رواسب المحيطات‪،‬‬
‫فستبقى درجات حرارة السطح مرتفعة لمدة ألف عام على األقل ‪ ،‬مما يعني التزاًما طويل المدي بكوكب أكثر سخونة بسبب االنبعاثات‬
‫الماضية والحالية‪ .‬و من المحتمل أن يستمر مستوى سطح البحر في االرتفاع لعدة قرون حتى بعد توق‪$$‬ف ارتف‪$$‬اع درج‪$$‬ة الح‪$$‬رارة [الش‪$$‬كل‬
‫‪.]9‬و ستكون هناك حاجة إلى تبريد كبير لعكس ذوبان األنهار الجليدية والصفائح الجليدي‪$$‬ة في جرينالن‪$$‬د ‪ ،‬وال‪$$‬تي تش‪$$‬كلت خالل المناخ‪$$‬ات‬
‫الباردة الماضية‪ .‬لذلك فإن السخونة الحالية لألرض الناجم‪$$‬ة عن ث‪$$‬اني أكس‪$$‬يد الكرب‪$$‬ون أم‪$$‬ر ال رج‪$$‬وع في‪$$‬ه بش‪$$‬كل أساس‪$$‬ي على المق‪$$‬اييس‬
‫الزمنية البشرية‪ ،‬وستعتمد كمية ومعدل المزيد من السخونة كلًيا تقريًبا على مقدار المزي‪$‬د من انبعاث‪$‬ات ث‪$‬اني أكس‪$‬يد الكرب‪$‬ون ال‪$‬تي يبعثه‪$‬ا‬
‫االنسان‪.‬‬
‫تفترض سيناريوهات تغير المناخ المستقبلي بشكل متزايد استخدام التقني‪$$‬ات ال‪$$‬تي يمكن أن تزي‪$$‬ل غ‪$$‬ازات االحتب‪$$‬اس الح‪$$‬راري من الغالف‬
‫الجوي‪ ،‬في مثل هذه السيناريوهات لالنبعاثات السلبية ‪ ،‬افترضت أنه في مرحلة ما في المستقبل ‪ ،‬سيتم بذل جهود واسعة النطاق‬
‫تستخدم مثل هذه التقنيات إلزالة ثاني أكسيد الكربون من الغالف الجوي وخفض تركيزه في الغالف الجوي ‪ ،‬وبالتالي البدء في عكس‬
‫ارتفاع الحرارة الناتج عن ثاني أكسيد الكربون على نطاقات زمنية أطول‪ ،‬سيتطلب نشر هذه التقنيات على نطاق واس‪$$‬ع تخفيض‪$$‬ات كب‪$$‬يرة‬
‫في تكاليفها حتى لو كانت هذه اإلصالحات التكنولوجية عملية ‪ ،‬فإن االنخفاض الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سيظل ضروري‪.‬‬

‫الشكل ‪ .9‬إذا توقفت االنبعاثات العالمية فجأة ‪ ،‬فسوف يستغرق األمر‬


‫وقًت ا طويًال حتى تبدأ درجات حرارة الهواء السطحي والمحيطات في‬
‫البرودة ألن فائض ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي سيبقى‬
‫هناك لفترة طويلة وسيستمر في إحداث تأثير السخونة‪ُ ،‬تظهر نموذج‬
‫التوقعات كيف سيستجيب تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف‬
‫الجوي (أ) ودرجة حرارة الهواء السطحي (ب) والتوسع الحراري‬
‫للمحيطات (ج) وفًق ا لسيناريو توقف انبعاثات العمل كالمعتاد في‬
‫‪( 2300‬أحمر) ‪ ،‬وهو سيناريو للحد من االنبعاثات الشديدة ‪ ،‬تقترب‬
‫من الصفر بعد ‪ 50‬عاًما من اآلن (برتقالي) ‪ ،‬وسيناريوهان وسيطان‬
‫لالنبعاثات (أخضر وأزرق)‪ .‬يرجع سبب االنخفاض الصغير في‬
‫درجة الحرارة عند ‪ 2300‬إلى القضاء على انبعاثات غازات‬
‫اإلحتباس الحراري قصيرة العمر ‪ ،‬بما في ذلك الميثان‪.‬‬
‫المصد‪. :‬زيكفلد ات ال ‪2013 ، :‬‬
‫‪ 22‬التغير المناخي ‪2020‬‬

‫خاتمة‬

‫توضح هذه الوثيقة أن هناك آليات فيزيائية مفهومة جيًد ا تؤدي من خاللها التغيرات في كميات غازات االحتباس الحراري إلى تغيرات‬
‫مناخية‪ ،‬ويناقش الدليل على أن تركيزات هذه الغازات في الغالف الجوي قد زادت وال تزال تتزايد بسرعة ‪ ،‬وأن تغير المناخ يحدث ‪،‬‬
‫وأن معظم التغيير األخير يرجع بالتأكيد إلى انبعاثات غ‪$‬ازات االحتب‪$‬اس الح‪$‬راري ال‪$‬تي تس‪$‬ببها األنش‪$‬طة البش‪$‬رية‪ ،‬ف‪$‬إن المزي‪$‬د من تغ‪$‬ير‬
‫المناخ أمر ال مفر منه ؛ إذا استمرت انبعاثات غازات االحتباس الحراري بدون إنقطاع‪ ،‬فستتجاوز التغييرات المس‪$‬تقبلية تل‪$‬ك ال‪$‬تي ح‪$‬دثت‬
‫حتى اآلن بشكل كبير ‪ ،‬ال تزال هناك مجموعة من التقديرات للحجم والتعبير اإلقليمي للتغير المستقبلي ‪ ،‬ولكن من المتوقع حدوث زيادات‬
‫في الظواهر المناخية الشديدة التي يمكن أن تؤثر سلًبا على النظم البيئية الطبيعية واألنشطة البشرية والبني‪$‬ة التحتي‪$‬ة‪ .‬كم‪$‬ا يمكن للمواط‪$‬نين‬
‫والحكوم‪$‬ات االختي‪$‬ار من بين ع‪$‬دة خي‪$‬ارات (أو م‪$‬زيج من ه‪$‬ذه الخي‪$‬ارات) اس‪$‬تجابة له‪$‬ذه المعلوم‪$‬ات‪ :‬يمكنهم تغي‪$‬ير نم‪$‬ط إنت‪$‬اج الطاق‪$‬ة‬
‫واس‪$‬تخدامها من أج‪$‬ل الح‪$‬د من انبعاث‪$‬ات غ‪$‬ازات االحتب‪$‬اس الح‪$‬راري وبالت‪$‬الي حجم التغ‪$‬يرات المناخي‪$‬ة ؛ يمكنهم االنتظ‪$‬ار ح‪$‬تى تح‪$‬دث‬
‫التغييرات وتقبل الخسائر واألضرار والمعاناة التي تنشأ ؛ يمكنهم التكيف مع التغييرات الفعلية والمتوقعة ق‪$$‬در اإلمك‪$$‬ان ؛ أو يمكنهم البحث‬
‫عن حلول هندسة جيولوجية غير مثبتة حتى اآلن لمواجهة بعض التغيرات المناخية التي قد تح‪$‬دث‪ .‬يحت‪$‬وي ك‪$‬ل خي‪$‬ار من ه‪$‬ذه الخي‪$‬ارات‬
‫على مخاطر وعوامل جذب وتكاليف ‪ ،‬وما يتم فعله بالفعل قد يكون مزيًج ا من ه‪$‬ذه الخي‪$‬ارات المختلف‪$‬ة‪ ،‬فتختل‪$‬ف ال‪$‬دول والمجتمع‪$‬ات من‬
‫حيث قابليتها للتأثر وقدرتها على التكيف‪ ،‬فهناك نق‪$$‬اش مهم يجب أن ي‪$$‬دور ح‪$$‬ول الخي‪$$‬ارات من بين ه‪$$‬ذه الخي‪$$‬ارات لتحدي‪$$‬د األفض‪$$‬ل لك‪$$‬ل‬
‫مجموعة أو أمة ‪ ،‬واألهم من ذلك لسكان العالم في العموم‪ ،‬يجب مناقشة الخيارات على نطاق ع‪$‬المي ألن‪$‬ه في كث‪$‬ير من الح‪$‬االت ‪ ،‬تتحكم‬
‫المجتمعات األكثر ضعًف ا في عدد قليل من االنبعاثات‪ ،‬سواء في الماضي أو المستقبل‪ ،‬و يتم تقديم وصفنا لعلم تغير المناخ بك‪$$‬ل من حقائق‪$$‬ه‬
‫وشكوكه ‪ ،‬كأساس إلثراء هذا النقاش حول السياسة‪.‬‬

‫‪ 23‬االدلة و االسباب ‪2020‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫وفيما يلي أسماء األفراد الذين عملوا كفريق الكتابة الرئيسي لطبعتي ‪ 2014‬و‪ 2020‬من هذه الوثيقة‪:‬‬

‫▪ جون شيبارد‪ ،FRS ،‬جامعة ساوثهامبتون‬ ‫• إريك وولف فرس‪( ،‬المملكة المتحدة)‪ ،‬جامعة كامبريدج‬
‫▪ كيث شاينه روز ‪ ،FRS‬جامعة القراءة‪.‬‬ ‫• فيز فونغ (‪ ، NAS‬الواليات المتحدة األمريكية)‪ ،‬جامعة‬
‫▪ سوزان سولومون (‪ ،)NAS‬معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬بيركلي‬
‫▪ كيفن ترينبرث‪ ،‬المركز الوطني لبحوث الغالف الجوي‬ ‫• برايان هوسكنس‪ ،‬معهد غرانثام للمناخ تشانغ‬
‫▪ جون والش‪ ،‬جامعة أالسكا‪ ،‬فيربانكس‬ ‫▪ جون ف ‪ .‬ب ‪ .‬فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني‬
‫▪ دون ويبلز‪ ،‬جامعة إلينوي‬ ‫بالمنظمات غير الحكومية‪ ،‬المملكة المتحدة‬
‫▪ تيم بالمر‪ ،‬جامعة أكسفورد‬
‫▪ بنجامين سانتر (‪ ،)NAS‬لورانس مختبر ليفرمور الوطني‬

‫وقدم كل من ريتشارد ووكر وأماندا بورسيل ونانسي هادلستون ومايكل هدسون الدعم للموظفين من أجل تنقيح عام ‪ .2020‬ونتقدم بشكر‬
‫خاص إلى ريبيكا ليندسي و (‪ )NOAA concural.gov‬على تقديم بيانات ومعلومات مستحدثة‪.‬‬

‫المراجعين‬
‫عمل األفراد التالية أسماؤهم كمراجعين لوثيقة ‪ 2014‬وفًق ا لإلجراءات المعتمدة من قبل الجمعية الملكية واألكاديمية الوطنية للعلوم‪:‬‬

‫■ جيري ميهل ‪ ،‬كبير العلماء ‪ ،‬المركز الوطني ألبحاث الغالف‬ ‫■ ريتشارد آلي (‪ ، )NAS‬قسم علوم األرض ‪ ،‬جامعة والية‬
‫الجوي‬ ‫بنسلفانيا‬
‫■ جون بندري ‪ ، FRS‬إمبلاير كوليدج لندن‬ ‫■ الك بورس رئيس سابق لألكاديمية الملكية للهندسة‬
‫■ جون بايل ‪ ،FRS‬قسم الكيمياء ‪ ،‬جامعة كامبريدج‬ ‫■ هاري إلدرفيلد ‪ ، FRS‬قسم علوم األرض ‪ ،‬جامعة كامبريدج‬
‫■ جافين شميدت ‪ ،‬مركز جودارد لرحالت الفضاء التابع لناسا‬ ‫■ جوانا هاي ‪ ، FRS‬أستاذة فيزياء الغالف الجوي ‪ ،‬إمبلاير‬
‫■ إميلي شوكبيرج ‪ ،‬المسح البريطاني ألنتاركتيكا‬ ‫كوليدج لندن‬
‫■ جابرييل والكر ‪ ،‬صحفية‬ ‫■ إسحاق هيلد (‪ ، )NAS‬مختبر ديناميكيات السوائل‬
‫■ أندرو واتسون ‪ ، FRS‬جامعة إيست أنجليا‬ ‫الجيوفيزيائية ‪NOAA‬‬
‫■ جون كوتزباخ (‪ ،)NAS‬مركز البحوث المناخية‪ ،‬جامعة‬
‫ويسكونسن‬
‫دعم‬
‫وُقِّد م الدعم إلصدار عام ‪ 2014‬من صناديق المنح التابعة لمنظمة ‪ . NAS‬وكما نتقدم بشكر خالص الى رالف ج ‪ .‬وكارول م ‪ .‬صندوق‬
‫سيسيرون لبعثات ‪ NAS‬لدعم إنتاج إصدار ‪ 2020‬هذا‪.‬‬
‫‪ 24‬التغير المناخي‬

You might also like