You are on page 1of 196

‫المملكة المغربية‬

‫البرلمان‬
‫مجلس المستشارين‬
‫***‬
‫المجموعة الموضوعاتية المؤقتة‬
‫الخاصة باألمن الصحي‬

‫تقرير موضوعات‬
‫***‬

‫منأالصحأكمدخلألتعزيزأمقوماتأ‬
‫ي‬ ‫ل‬‫اأ‬
‫السيادةأالوطنية أ‬

‫أ‬ ‫السيد خليهن الكرش‬ ‫السيد فؤاد القادري‬


‫مقرر المجموعة الموضوعاتية‬ ‫رئيس المجموعة الموضوعاتية‬

‫يوليوز ‪2022‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪1‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪2‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫"‪...‬وقد أبانت األزمة الوبائية عن عودة قضايا السيادة للواجهة‪ ،‬والتسابق من أجل‬
‫تحصينها‪ ،‬في مختلف أبعادها‪ ،‬الصحية والطاقية‪ ،‬والصناعية والغذائية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬مع‬
‫ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض‪.‬‬

‫وإذا كان المغرب قد تمكن من تدبير حاجياته‪ ،‬وتزويد األسواق بالمواد األساسية‪،‬‬
‫بكميات كافية‪ ،‬وبطريقة عادية‪ ،‬فإن العديد من الدول سجلت اختالالت كبيرة‪ ،‬في توفير‬
‫هذه المواد وتوزيعها‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬نشدد على ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة‪ ،‬تتعلق بالمخزون‬
‫االستراتيجي للمواد األساسية‪ ،‬السيما الغذائية والصحية والطاقية‪ ،‬والعمل على التحيين‬
‫المستمر للحاجيات الوطنية‪ ،‬بما يعزز األمن االستراتيجي للبالد‪"...‬‬

‫جاللة الملك محمد السادس نصره هللا وأيده‬

‫مقتطف من الخطاب الملكي السامي بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ 2021‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى‬
‫من السنة التشريعية األولى من الوالية الحادية عشرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الفهرس العام‬

‫‪9‬‬ ‫تـــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــديـــــــــــــــــــــــــم‬

‫‪12‬‬ ‫المحور التمهيدي‪ :‬منطلقات عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬تأطير موضوع عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحديد اإلطار المرجعي‬
‫‪17‬‬ ‫‪ :1‬المرجعيات المؤطرة لعمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬
‫‪17‬‬ ‫‪ :1.1‬الخطب الملكية السامية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ :2.1‬األحكام الدستورية‬
‫‪20‬‬ ‫‪ :3.1‬مقتضيات النظام الداخلي لمجلس المستشارين‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :4.1‬قرار مكتب مجلس المستشارين الصادر بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪2022‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ :2‬المرجعيات المؤطرة لموضوع األمن الصحي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ :1.2‬المواثيق الدولية‬
‫‪27‬‬ ‫‪ :2.2‬النموذج التنموي الجديد‬
‫‪28‬‬ ‫‪ :3.2‬البرنامج الحكومي‪ :‬تدعيم ركائز الدولة االجتماعية‬
‫‪28‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مقاربة عمل المجموعة الموضوعاتية الخاصة باألمن الصحي‬

‫‪36‬‬ ‫المحور األول‪ :‬العرض الصحي الحالي‬


‫‪38‬‬ ‫أوال‪ -‬واقع السياسة الصحية ببالدنا‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا– العرض الصحي الحالي‪ :‬قراءة في أهم المؤشرات‬
‫‪43‬‬ ‫ثالثا– محدودية العرض الصحي الحالي‪ :‬تحديد اإلكراهات‬
‫‪43‬‬ ‫‪-1‬الخريطة الصحية‬
‫‪47‬‬ ‫‪-2‬الموارد البشرية‬
‫‪56‬‬ ‫‪-3‬السياسة الدوائية‬
‫‪67‬‬ ‫‪-4‬ضعف مساهمة التغطية الصحية في تمويل العرض العالجي‬

‫‪4‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪75‬‬ ‫رابعا ‪ -‬الصحة النفسية والعقلية مكون أساسي ضمن مكونات المنظومة الصحية‬
‫‪79‬‬ ‫سادساً‪ :‬حكامة القطاع الصحي‬

‫‪91‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬دعم العرض الصحي لتلبية المتطلبات المتزايدة وضمان استدامته‬
‫‪92‬‬ ‫أوال‪ :‬وضع سياسة عمومية صحية مندمجة وواضحة‬
‫‪97‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تأهيل البنية التحتية الصحية وتنظيم مسار العالجات وسد الخصاص على مستوى التجهيزات الطبية‬
‫‪102‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دعم القدرات البشرية‬
‫‪108‬‬ ‫رابعا‪ :‬تحيين السياسة الدوائية وفق المتطلبات الجديدة‬
‫‪112‬‬ ‫خامسا‪ :‬توسيع مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫‪114‬‬ ‫سادسا‪ :‬تعميم التغطية الصحية الشاملة كمدخل لتعزيز الولوج إلى العالج‬
‫‪118‬‬ ‫سابعا‪ :‬وضع إطار للعمل يفصل بين تقديم العالج وسلك المساطر اإلدارية‬
‫‪121‬‬ ‫ثامنا‪ :‬إحداث هيئات حكامة جديدة بالمنظومة الصحية‬
‫‪124‬‬ ‫تاسعا‪ :‬تحرير ميزانية الصحة من إكراهات التوازنات المالية‬

‫‪129‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬تعزيز آليات اليقظة من المخاطر الصحية‬


‫‪130‬‬ ‫أوال‪ :‬الرصد والتحذير المبكر من المخاطر الصحية‬
‫‪132‬‬ ‫‪ -1‬آليات اليقظة الوطنية‬
‫‪136‬‬ ‫‪ 1-1‬الرصد واإلنذار المبكر‬
‫‪137‬‬ ‫‪ 1-2‬إعداد خطة عمل لالستعداد للطوارئ‬
‫‪137‬‬ ‫‪ -2‬استجابة المغرب لجائحة كوفيد ‪19-‬‬
‫‪140‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اليقظة تجاه المواد المضرة بالصحة‬
‫‪140‬‬ ‫‪ - 1‬اليقظة تجاه المستلزمات الطبية والشبه الطبية‬
‫‪143‬‬ ‫‪ - 2‬اليقظة الدوائية والتجميلية‬
‫‪143‬‬ ‫‪ :2-1‬االستخدام اآلمن لألدوية‬
‫‪145‬‬ ‫‪ :2-2‬اليقظة تجاه مستحضرات التجميل‬
‫‪146‬‬ ‫‪ - 3‬اليقظة تجاه التسممات المرتبطة بالمنتجات الغذائية‬
‫‪149‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أثار التغيرات المناخية على الصحة العامة‬

‫‪5‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪156‬‬ ‫رابعا‪ :‬آليات نشر الوعي بالمخاطر وتعزيز الثقافة الصحية‬


‫‪158‬‬ ‫‪ -1‬اآلليات الوطنية لنشر الوعي والثقافة الصحية‬
‫‪159‬‬ ‫‪ 1-1‬الهياكل والمصالح اإلدارية المكلفة بالتوعية والتحسيس‬
‫‪159‬‬ ‫أ‪ -‬مصلحة اإلعالم والتربية الصحية‬
‫‪159‬‬ ‫ب‪ -‬الوحدات الجهوية لإلعالم والتواصل‬
‫‪160‬‬ ‫ج‪ -‬البرامج الصحية للو ازرة‬
‫‪160‬‬ ‫‪ 2-1‬التواصل الرقمي في مجال التوعية والتحسيس‬
‫‪160‬‬ ‫أ‪ -‬البوابة الوطنية للتوعية والتثقيف الصحي‬
‫‪160‬‬ ‫ب‪ -‬تطبيق (‪)Sehati‬‬
‫‪161‬‬ ‫ج‪ -‬صفحة صحتي على مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪161‬‬ ‫د‪ -‬اللقاءات التفاعلية المباشرة (‪)Live – streaming‬‬
‫‪161‬‬ ‫‪ 3-1‬اتفاقيات الشراكة من أجل التوعية والتحسيس‬
‫‪161‬‬ ‫أ‪ -‬اتفاقية شراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء‬
‫‪162‬‬ ‫ب‪ -‬اتفاقية شراكة مع القطب العمومي السمعي البصري‬
‫‪162‬‬ ‫‪ 4-1‬آليات أخرى للتوعية والتحسيس‬
‫‪162‬‬ ‫أ‪ -‬الحمالت التواصلية للتوعية والتحسيس‬
‫‪163‬‬ ‫ب‪ -‬فضاءات التربية على الصحة‬
‫‪163‬‬ ‫ج‪ -‬استراتيجية اإلعالم والتربية على الصحة‬
‫‪163‬‬ ‫د‪ -‬الدالئل المرجعية للتواصل حول الصحة العامة‬
‫‪164‬‬ ‫سياسة تواصل المغرب خالل جائحة كوفيد‪19‬‬
‫‪165‬‬ ‫‪ -2‬محاربة التضليل اإلعالمي ونشر األخبار الزائفة‬

‫‪170‬‬ ‫التوصيات‬

‫‪178‬‬ ‫المراجع المعتمدة‬

‫‪6‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فهرس الجداول‬

‫‪50‬‬ ‫جدول رقم ‪ :1‬عدد األطباء حسب القطاع واإلقليم (أو العمالة) برسم سنة ‪2020‬‬
‫‪52‬‬ ‫جدول رقم ‪ :2‬عدد األطباء حسب القطاع واإلقليم أو العمالة (تابع) برسم سنة ‪2020‬‬
‫‪58‬‬ ‫جدول رقم ‪ :3‬اختالف في اثمنة األدوية بين البيع والتعويض األساسي‬
‫‪59‬‬ ‫جدول رقم ‪ :4‬اختالف في ثمن األدوية بين المغرب وفرنسا‬
‫‪60‬‬ ‫جدول رقم ‪ :5‬اختالف في ثمن األدوية بين المغرب وفرنسا‬
‫‪64‬‬ ‫جدول رقم ‪ :6‬تطور معدل استهالك األدوية الجنيسة‬
‫‪65‬‬ ‫جدول رقم ‪ :7‬اختالف في ثمن التحاليل البيولوجية بين المغرب وفرنسا‬
‫‪66‬‬ ‫جدول رقم ‪ :8‬التفاوت بين التعريفة الوطنية المرجعية والمصرح بها لدى الجمارك بخصوص المستلزمات الطبية‬
‫‪72‬‬ ‫جدول رقم ‪ :9‬التأمين االجباري عن المرض بالقطاعين العام والخاص‬
‫‪77‬‬ ‫جدول رقم ‪ :10‬توزيع المستشفيات المتعلقة باألمراض النفسية‬
‫‪78‬‬ ‫جدول رقم ‪ :11‬توزيع األطر الطبية المتخصصة في الصحة النفسية‬
‫‪104‬‬ ‫جدول رقم ‪ :12‬جدول يوضع زيادة المقاعد الدراسية بكليات الطب والصيدلة وطب األسنان‬

‫‪7‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فهرس المبيانات‬

‫‪54‬‬ ‫رسم مبياني رقم ‪ :1‬تطور المناصب المالية المخصصة لقطاع الصحة ‪2022 – 2017‬‬
‫‪55‬‬ ‫رسم مبياني رقم ‪ :2‬تطور النفقات الصحية في بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية مقارنة مع الناتج‬
‫الداخلي الخام ‪( 2020 - 2005‬التقديرات)‬
‫‪63‬‬ ‫رسم مبياني رقم ‪ :3‬توزيع النفقات االعتيادية للصحة حسب نوع الخدمة الصحية برسم سنة ‪2018‬‬
‫‪71‬‬ ‫رسم مبياني رقم ‪ :4‬تطور نسبة تغطية الساكنة من قبل مختلف أنظمة التدبير بين ‪2018-2020‬‬
‫‪74‬‬ ‫رسم مبياني رقم ‪ :5‬تطور االشتراكات والنفقات لنظام التغطية الصحية األساسية‬

‫‪8‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تـــــقــــديـــــم‪:‬‬
‫أعدت هذا التقرير الموضوعاتي‪ ،‬المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬
‫الصحي‪ ،‬حول موضوع "األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية"‪،‬‬
‫بتكليف من مكتب مجلس المستشارين بناء على القرار الصادر بتاريخ ‪ 08‬أبريل‬
‫‪ ،2022‬والذي يسعى من خالله المجلس إلى تعزيز مساهمته في تنزيل التوجيهات‬
‫الملكية السامية‪ ،‬الرامية إلى ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة‪ ،‬تتعلق بالمخزون‬
‫االستراتيجي للمواد األساسية‪ ،‬ال سيما الغذائية والصحية والطاقية‪ ،‬والعمل على التحيين‬
‫المستمر للحاجيات الوطنية بما يعزز األمن االستراتيجي للبالد‪.‬‬

‫انطلقت المجموعة الموضوعاتية في عملها منذ اجتماعها األول الذي خصص‬


‫النتخاب هياكلها برئاسة السيد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬والذي أسفر عنه‬
‫انتخاب السيد المستشار فؤاد القادري رئيسا للمجموعة‪ ،‬والسيدة المستشارة فاطمة‬
‫الحساني نائبة للرئيس‪ ،‬والسيد المستشار خلهين الكرش مقر ار لها‪.‬‬

‫اختارت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي منذ البداية‪ ،‬العمل‬
‫وفق منهجية تشاركية نابعة من وعي كافة أعضائها‪ ،‬بأن مسألة األمن الصحي تهم‬
‫مختلف الفاعلين المؤسساتيين والسياسيين واالجتماعيين وكل فئات المجتمع المغربي‪،‬‬
‫حيث سعت وراء توظيف كافة اإلمكانيات والسبل المتاحة إلشراك أكبر قدر ممكن من‬
‫الفاعلين‪ ،‬وتبادل وجهات النظر من أجل القيام بتشخيص جماعي للمنظومة الصحية‪،‬‬
‫وصياغة تصور يقدم المداخل الممكنة للنهوض بها‪ ،‬لجعلها قادرة على توفير الخدمات‬
‫الصحية الضرورية بجودة عالية‪ ،‬سواء خالل الظروف العادية‪ ،‬أو عند انتشار األمراض‬
‫‪9‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والمخاطر الصحية‪ ،‬مع ضرورة التفكير في وضع خطة وطنية استباقية للرصد واليقظة‪،‬‬
‫كفيلة بمواجهة األمراض واألزمات الصحية السريعة االنتشار عبر الحدود‪ ،‬وتحيين‬
‫الحاجيات الصحية الوطنية بشكل يضمن السيادة الصحية لبالدنا‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬عملت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬
‫على معالجة هذا الموضوع من خالل تقسيمه إلى أربعة محاور تقدمها على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫المحور التمهيدي‪ :‬منطلقات عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬


‫الصحي؛‬

‫المحور األول‪ :‬العرض الصحي الحالي؛‬

‫المحور الثاني‪ :‬دعم العرض الصحي لتلبية المتطلبات المتزايدة وضمان استدامته؛‬

‫المحور الثالث‪ :‬تعزيز آليات اليقظة من المخاطر الصحية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور التمهيدي‬

‫منطلقات عمل المجموعة الموضوعاتية‬


‫المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬

‫‪11‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور التمهيدي‪ :‬منطلقات عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬


‫الصحي‬

‫استهلت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي عملها بتحديد‬


‫مجموعة من المنطلقات‪ ،‬سواء المتعلقة بإطار عملها المعياري والقانوني‪ ،‬أو المتعلقة‬
‫بدارسة موضوع األمن الصحي‪ ،‬كتحديد المفهوم‪ ،‬وإبراز العوامل التي ساهمت في‬
‫ظهوره منذ بداية سنوات التسعينيات‪ ،‬والوقوف عند مختلف المحطات األساسية التي‬
‫أدت إلى تطوره‪ ،‬وجعله محط تداول واهتمام لدى مختلف المعنيين بالشأن الصحي إن‬
‫على المستوى الدولي‪ ،‬أو الوطني‪.‬‬

‫بهذا الخصوص‪ ،‬عملت المجموعة الموضوعاتية‪ ،‬على مقاربة الموضوع بالنظر‬


‫إليه من منطلقات المرجعيات الدولية والوطنية المؤطرة له‪ ،‬سعيا منها لجعل هذا التقرير‬
‫يقدم صورة شاملة ومندمجة لمختلف عناصره‪ ،‬ويقدم المداخل األساسية لمعالجته‪،‬‬
‫والخروج بتوصيات وخالصات مبنية على نتائج التحليل‪ ،‬وقابلة للتطبيق‪ ،‬وكفيلة‬
‫للنهوض بالمنظومة الصحية ببالدنا‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬ستعالج المجموعة الموضوعاتية هذا المحور التمهيدي من‬
‫خالل ثالثة أجزاء‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تأطير موضوع عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي؛‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد اإلطار المرجعي؛‬

‫ثالثا‪ :‬اإلعالن عن مقاربة عمل المجموعة الموضوعاتية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫أوال‪ :‬تأطير موضوع عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬


‫الصحي‬

‫ظهر مفهوم األمن الصحي ألول مرة بداية التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬إبان‬
‫وقوع مأساة تلوث الدم بفيروس اإليدز‪ ،‬ومع ظهور االلتهاب الكبدي الفيروسي "س" في‬
‫فرنسا‪ ،‬وتزايد االهتمام به مع انتشار وباء الطاعون سنة ‪ 1994‬في الهند‪ ،‬ووباء حمى‬
‫اإليبوال النزفية سنة ‪ 1995‬في الزايير سابقا‪ ،‬ليتخذ بعدا آخر مع قضية تسرب غاز‬
‫السارين في مترو أنفاق بطوكيو سنة ‪ ،1995‬وبروز أزمة إرسال جراثيم األنتراكس عبر‬
‫النظام البريدي األمريكي سنة ‪ ،2001‬ليعود مرة أخرى للظهور مع فضيحة دواء‬
‫"المدياتور" سنة ‪ ،2010‬األمر الذي جعل مختلف دول العالم في حاجة ماسة إلى‬
‫األمن الصحي‪ ،‬وخصوصا في المجاالت المتعلقة بالمنتجات الطبية والصحية والغذائية‬
‫والبيئية والتهديدات البيولوجية‪.1‬‬

‫وتماشيا مع هذه التحديات المطروحة‪ ،‬عملت منظمة الصحة العالمية بمناسبة‬


‫اليوم العالمي للصحة والسكان سنة ‪ ،2007‬على إصدار تقريرها السنوي‪ ،‬الذي تشير‬
‫فيه إلى ضرورة العمل على تقليص نسبة تعرض األشخاص في جميع أنحاء العالم‬
‫للمخاطر الصحية‪ ،‬والحد من انتشارها‪ ،‬والتأكيد على ضرورة التقيد باللوائح الصحية‪،‬‬
‫التي تمت مراجعتها سنة ‪ ،2005‬باعتبارها تشكل اتفاقية ملزمة بين الدول‪ ،‬التي تسعى‬

‫كلمة السيد عبد الكريم مزيان بلفقيه‪ ،‬الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية في افتتاح القاء الدراسي حول‪" :‬األمن‬ ‫‪1‬‬

‫الصحي بالمغرب وتحديات ما بعد جائحة كوفيد‪ ،19-‬الخميس ‪ 12‬ماي ‪ ،2022‬بمقر مجلس المستشارين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫من ورائها إلى تعزيز األمن الصحي العالمي‪ ،‬وذلك عن طريق الرفع التدريجي من‬
‫قدرات الرصد والتنبيه والتأهب ومواجهة حاالت الطوارئ الصحية‪.‬‬

‫مع مرور الزمن‪ ،‬عرف مفهوم األمن الصحي تطو ار تدريجيا‪ ،‬حتى أصبح يشمل‬
‫مختلف األنشطة الواجب القيام بها من طرف الدول‪ ،‬سواء بشكل استباقي أو كانت‬
‫عبارة عن ردود أفعال‪ ،‬تسعى إلى التخفيف من حدة المخاطر‪ ،‬التي تتعرض لها الصحة‬
‫العمومية‪ ،‬حيث أصبح هذا المفهوم في السنتين األخيرتين متداوال بقوة‪ ،‬جراء تفشي‬
‫آثار سلبية عميقة بالمنظومة الصحية العالمية‪ ،‬مما‬
‫جائحة "كوفيد_‪ ،"19‬التي خلفت ا‬
‫دفع بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى دعوة كافة الدول األعضاء إلى صياغة‬
‫صك دولي جديد أو اتفاقية دولية ملزمة قانونا‪ ،‬لتشكل األساس لبناء منظومة األمن‬
‫الصحي العالمي‪ ،‬وقاعدة مرجعية لمساعدة الدول على االستثمار في مجال تقديم‬
‫المساعدة الصحية األولية‪ ،‬وتحسين نظم ووسائل الوقاية من تفشي األوبئة والجوائح‬
‫المحتملة‪ ،‬وتعزيز آليات الرصد الكتشاف األمراض والمخاطر الصحية والتصدي لها‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫لإلشارة فإن أغلب الفاعلين المؤسساتيين والسياسيين واالجتماعيين‪ ،‬لديهم قناعة‬


‫بأن مغرب ما بعد جائحة "كوفيد_‪ "19‬ليس هو نفسه ما قبلها‪ ،‬خصوصا على مستوى‬
‫تزايد االهتمام بالمنظومة الصحية‪ ،‬وإعطائها أولوية قصوى‪ ،‬تجعل منها نقطة إلتقائية‬
‫مختلف السياسات والبرامج والمشاريع العمومية‪ ،‬وما يتطلب ذلك من القطع مع التدبير‬
‫القطاعي في هذا المجال‪ ،‬والتوجه نحو وضع إطار عملي يضمن انسجام مختلف‬

‫‪14‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫أهداف التدخالت العمومية بمستوياتها المختلفة‪ ،‬وتنسيق جهود كافة الفاعلين وفق رؤية‬
‫سياسية مندمجة واضحة‪.‬‬

‫إذا كان موضوع الصحة العمومية يحظى بكل هذا االهتمام‪ ،‬وشكل في اآلونة‬
‫األخيرة مادة خصبة إلصدار تقارير لمؤسسات وهيئات دستورية متعددة‪ ،‬ومجاال حيويا‬
‫للمساءلة البرلمانية‪ ،‬وأرضية مناسبة للحوار والتقييم‪ ،‬وبناء مذكرات ترافعية من طرف‬
‫الهيئات المهنية وجمعيات المجتمع المدني الجادة‪ ،‬كل حسب صالحياته الدستورية‬
‫والقانونية‪ ،‬وحسب منطلقاته المرجعية‪ ،‬فإن مجلس المستشارين‪ ،‬وفي إطار سعيه‬
‫الحثيث في البحث عن إيجاد السبل المرنة لتفعيل آليات الرقابة‪ ،‬بشكل أكثر نجاعة‬
‫وإنتاجية في ممارسة وظائفه الدستورية‪ ،‬تم تشكيل هذه المجموعة الموضوعاتية التي‬
‫تعتبر من اآلليات األساسية لمساءلة العمل الحكومي بمختلف مستوياته وأبعاده‪ ،‬انطالقا‬
‫من رؤية تنبني على ضرورة تعزيز الحس التمثيلي‪ ،‬بنقل هموم وتطلعات المواطنين‬
‫إلى مستوى النقاش العمومي‪ ،‬ومحاولة إشراكهم في تقديم حلول للمشاكل العمومية‪ ،‬من‬
‫خالل إبداع آليات جديدة قادرة على تشخيصها في مجاالت وجغرافية نشوئها‪ ،‬وجعل‬
‫هذه الحلول كمخرجات تؤطر النقاش العمومي بشكل مسؤول‪ ،‬حول االختيارات العمومية‬
‫الممكنة‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬ووعيا بالمسؤولية السياسية المشتركة‪ ،‬اختارت المجموعة‬


‫الموضوعاتية الخاصة باألمن الصحي‪ ،‬أال تقتصر في مقاربتها لهذا الموضوع من‬
‫جانب التفكير في آليات تعزيز منظومة للرصد واليقظة‪ ،‬وإيجاد السبل الممكنة لمواجهة‬
‫المخاطر الصحية‪ ،‬والحد من انتشارها‪ ،‬بل عملت على جعل عملها يشمل التفكير في‬

‫‪15‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫إيجاد المداخل المناسبة لجعل المنظومة الصحية ببالدنا قادرة على توفير الخدمات‬
‫الصحية الضرورية‪ ،‬وبجودة عالية‪ ،‬تراعي الظروف اإلنسانية للمواطن‪ ،‬سواء في‬
‫الظروف العادية‪ ،‬أو خالل انتشار األمراض والمخاطر الصحية‪ ،‬ووضع خطة وطنية‬
‫استباقية فعالة لمواجهة األزمات الصحية السريعة االنتشار عبر الحدود‪ ،‬وتحيين‬
‫الحاجيات الصحية الوطنية بشكل يضمن السيادة الصحية لبالدنا‪.‬‬

‫كما تؤكد المجموعة الموضوعاتية على أن النهوض بالمنظومة الصحية ببالدنا‬


‫وتيسير ولوج مختلف الفئات االجتماعية إليها‪ ،‬يقتضي توحيد إجراءات مختلف البرامج‬
‫االجتماعية‪ ،‬وجعلها أساسا لتنزيل منظومة متكاملة للحماية االجتماعية‪ ،‬والحرص على‬
‫ضمان فعاليتها ونجاعتها في الرفع من مستوى المحددات االجتماعية للولوج إلى الحق‬
‫في الصحة‪ ،‬كما أطرته منظمة الصحة العالمية‪ ،‬باعتباره "حالة من اكتمال السالمة‬
‫البدنية والعقلية واالجتماعية‪ ،‬ال مجرد انعدام المرض أو العجز"‪.‬‬

‫باإلضافة إلى جعل المنظومة الصحية قادرة على مواجهة التحديات الجديدة‪ ،‬في‬
‫مقدمتها التحول الديمغرافي وتزايد شيخوخة السكان‪ ،‬وتفاقم األمراض المزمنة‪ ،‬وانتشار‬
‫األوبئة والمخاطر الصحية نتيجة التحوالت المناخية‪ ،‬والتغير الحاصل على مستوى‬
‫نمط االستهالك‪ ،‬وظهور بعض األمراض ذات أصل حيواني‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد اإلطار المرجعي‬

‫تناولت المجموعة الموضوعاتية اإلطار المرجعي‪ ،‬من خالل التطرق إلى‬


‫المرجعيات المؤطرة لعمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬
‫(‪ ،)1‬ومعالجة المرجعيات المؤطرة لموضوع األمن الصحي ببالدنا (‪.)2‬‬

‫‪ :1‬المرجعيات المؤطرة لعمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬


‫الصحي‪:‬‬

‫‪ :1.1‬الخطب الملكية السامية‪:‬‬

‫‪ ‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة الذكرى ‪ 19‬لعيد‬
‫العرش المجيد‪ 29 ،‬يوليوز ‪.2018‬‬

‫"‪...‬تصحيح االختالالت التي يعرفها تنفيذ برنامج التغطية الصحية”‪ ، “RAMED‬بموازاة‬


‫مع إعادة النظر‪ ،‬بشكل جذري‪ ،‬في المنظومة الوطنية للصحة‪ ،‬التي تعرف تفاوتات‬
‫صارخة‪ ،‬وضعفا في التدبير‪"...‬‬

‫‪ ‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة الذكرى ‪ 21‬لعيد‬
‫العرش المجيد‪ 29 ،‬يوليوز ‪.2020‬‬

‫"‪...‬فالعناية التي أعطيها لصحة المواطن المغربي‪ ،‬وسالمة عائلته‪ ،‬هي نفسها التي‬
‫أخص بها أبنائي وأسرتي الصغيرة؛ السيما في هذا السياق الصعب‪ ،‬الذي يمر به‬
‫المغرب والعالم‪ ،‬بسبب انتشار وباء كوفيد ‪"...19‬‬

‫‪17‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس نصره هللا بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪،2020‬‬
‫بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية‬
‫التشريعية العاشرة‪.‬‬

‫"‪...‬دعونا لتعميم التغطية االجتماعية لجميع المغاربة‪.‬‬

‫وهو مشروع وطني كبير وغير مسبوق‪ ،‬يرتكز على أربعة مكونات أساسية‪:‬‬

‫– أوال‪ :‬تعميم التغطية الصحية االجبارية‪ ،‬في أجل أقصاه نهاية ‪ ،2022‬لصالح ‪22‬‬
‫مليون مستفيد إضافي‪ ،‬من التأمين األساسي على المرض‪ ،‬سواء ما يتعلق بمصاريف‬
‫التطبيب والدواء‪ ،‬أو االستشفاء والعالج‪."...‬‬

‫‪ ‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس نصره هللا بمناسبة الذكر ‪ 22‬لعيد‬
‫العرش المجيد‪ 31 ،‬يوليوز ‪.2021‬‬

‫"‪ ...‬من حقنا اليوم‪ ،‬أن نعتز بنجاح المغرب في” معركة الحصول على اللقاح “‪ ،‬التي‬
‫ليست سهلة على اإلطالق وكذا بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح‪ ،‬واالنخراط الواسع‬
‫للمواطنين فيها‪.‬‬

‫وإيمانا منا بأن السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق األمن االستراتيجي للبالد‪،‬‬
‫فقد أطلقنا مشروعا رائدا‪ ،‬في مجال صناعة اللقاحات واألدوية والمواد الطبية الضرورية‬
‫بالمغرب‪"...‬‬

‫‪18‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬مقتطف من خطاب الملك محمد السادس نصره هللا بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪2021‬‬
‫بمناسبة افتتاح الدورة األ ولى من السنة التشريعية األولى من الوالية الحادية‬
‫عشرة‪.‬‬

‫"‪...‬وقد أبانت األزمة الوبائية عن عودة قضايا السيادة للواجهة‪ ،‬والتسابق من أجل‬
‫تحصينها‪ ،‬في مختلف أبعادها‪ ،‬الصحية والطاقية‪ ،‬والصناعية والغذائية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬مع‬
‫ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض‪.‬‬

‫وإذا كان المغرب قد تمكن من تدبير حاجياته‪ ،‬وتزويد األسواق بالمواد األساسية‪ ،‬بكميات‬
‫كافية‪ ،‬وبطريقة عادية‪ ،‬فإن العديد من الدول سجلت اختالالت كبيرة‪ ،‬في توفير هذه‬
‫المواد وتوزيعها‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬نشدد على ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة‪ ،‬تتعلق بالمخزون االستراتيجي‬
‫للمواد األساسية‪ ،‬السيما الغذائية والصحية والطاقية‪ ،‬والعمل على التحيين المستمر‬
‫للحاجيات الوطنية‪ ،‬بما يعزز األمن االستراتيجي للبالد‪."...‬‬

‫‪ :2.1‬األحكام الدستورية‪:‬‬

‫‪ ‬مقتضيات الفصل ‪ 31‬من دستور ‪.2011‬‬

‫"عمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬على تعبئة كل الوسائل المتاحة‪،‬‬
‫لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬من الحق في‪:‬‬

‫‪-‬العالج والعناية الصحية؛‬

‫‪19‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪-‬الحماية االجتماعية والتغطية الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن‬


‫الدولة‪."...‬‬

‫‪ :3.1‬مقتضيات النظام الداخلي لمجلس المستشارين‪:‬‬

‫الباب العاشر‪ :‬مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة‬

‫المادة ‪:144‬‬

‫مع مراعاة اختصاصات اللجان الدائمة‪ ،‬تحدث مجموعات عمل موضوعاتية مؤقتة‪ ،‬كل‬
‫في مجال اختصاصها‪ ،‬تعنى بتقديم االستشارة في القضايا التالية‪:‬‬

‫‪-‬القضية الوطنية األولى للمغرب‪ :‬قضية الوحدة الترابية للمملكة؛‬

‫‪-‬القضية الفلسطينية العادلة‪.‬‬

‫كما تحدث مجموعات عمل موضوعاتية أخرى‪ ،‬بقرار من مكتب المجلس‪ ،‬بناء على‬
‫طلب من رئيس المجلس أو من رئيس فريق أو منسق مجموعة برلمانية أو من رئيس‬
‫لجنة دائمة‪.‬‬

‫تعتبر مجموعات العمل الموضوعاتية مؤقتة بطبيعتها‪ ،‬وتنتهي بانتهاء المهمة التي‬
‫أحدثت من أجلها أو بقرار لمكتب المجلس‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المادة ‪:145‬‬

‫يشترط إلحداث مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة‪ ،‬أن تكون المهمة المسندة إليها‬
‫تتعلق إما باختصاص لجنتين أو أكثر من اللجان الدائمة‪ ،‬أو القيام بدراسات وأبحاث‬
‫وإعداد تقارير ال تدخل في االختصاص التشريعي والرقابي للجان الدائمة‪.‬‬

‫المادة ‪:146‬‬

‫تتألف مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة من ممثل عن كل فريق ومجموعة برلمانية‪،‬‬


‫ويراعى في تشكيلها مبدأ السعي إلى المناصفة والتخصص‪.‬‬

‫ومقر ار أحدهما‬
‫تنتخب مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة من بين أعضائها رئيسا ّ‬
‫من المعارضة‪.‬‬

‫تقوم مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة بالمهمة المسندة إليها وفق الشروط‬
‫وطبقا للقواعد والتوجيهات التي يحددها مكتب المجلس في قرار إحداثها‪.‬‬
‫المادة ‪:147‬‬

‫يجب على مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة أن تقدم تقريرها في أجل ال‬
‫يتعدى ثالثة أشهر من تاريخ تشكيلها‪ ،‬وإذا تعذر عليها ذلك‪ ،‬وجب أن تقدم تقري ار‬
‫مرحليا‪ ،‬يقرر مكتب المجلس على أساسه ما إذا كان ينبغي عليها أن تستمر في القيام‬
‫بالمهمة المسندة إليها إلى حين االنتهاء منها‪ ،‬أو أن ينهي هذه المهمة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المادة ‪:148‬‬

‫تحال التقارير التي أعدتها مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة إلى مكتب‬
‫المجلس الذي يقرر في مآلها‪.‬‬

‫وإذا قرر عرضها على الجلسة العامة يقوم بتعميمها على جميع أعضاء المجلس‬
‫‪ 48‬ساعة على األقل قبل تاريخ مناقشتها‪.‬‬

‫المادة ‪:149‬‬

‫يضع مكتب المجلس الوسائل المادية والبشرية الالزمة‪ ،‬بما في ذلك الخبرات‬
‫واالستشارات المطلوبة‪ ،‬رهن إشارة مجموعات العمل الموضوعاتية المؤقتة التي يحدثها‪،‬‬
‫من أجل مساعدتها على إنجاز المهمة المسندة إليها في أحسن الظروف‪.‬‬

‫‪ :4.1‬قرار مكتب مجلس المستشارين الصادر بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪2022‬‬

‫قرر مكتب المجلس إحداث المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬


‫الصحي وفق مقتضيات الباب العاشر من النظام الداخلي‪ ،‬وذلك من أجل تنزيل‬
‫التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ضرورة تحصين قضايا السيادة الوطنية في‬
‫مختلف أبعادها‪.‬‬

‫ويندرج إحداث هذه المجموعة في إطار تنزيل استراتيجية عمل المجلس‪ ،‬التي‬
‫تطمح إلى جعله مرك از للخبرة والبحث وتقديم الحلول الناجعة والتوصيات القابلة للتنفيذ‪،‬‬
‫من أجل المساهمة في رسم وتنزيل السياسة العامة للدولة‪ ،‬انطالقا من تركيبته التي‬

‫‪22‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تجعله قاد ار على صياغة تصورات للعمل تدمج وجهات نظر مجتمعية متعددة‪ ،‬وتعكس‬
‫توجهات مختلف مكوناته الدستورية‪.‬‬

‫‪ :2‬المرجعيات المؤطرة لموضوع األمن الصحي‪:‬‬

‫‪ :1.2‬المواثيق الدولية‬

‫‪ ‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة ‪1948‬‬


‫المادة ‪:25‬‬

‫حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له وألسرته‪،‬‬


‫لكل شخص ٌّ‬
‫‪ّ :1‬‬
‫وخاص ًة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات‬
‫َّ‬
‫الحق فيما يأمن به الغوائل في حاالت البطالة أو المرض‬
‫ُّ‬ ‫االجتماعية الضرورية‪ ،‬وله‬
‫الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي‬
‫أو العجز أو ُّ‬
‫تفقده أسباب عيشه‪.‬‬

‫حق التمتُّع‬
‫خاصتين‪ .‬ولجميع األطفال ُّ‬
‫حق في رعاية ومساعدة َّ‬
‫‪ :2‬لألمومة والطفولة ٌّ‬
‫بذات الحماية االجتماعية سواء ُولدوا في إطار الزواج أو خارج هذا اإلطار‪.‬‬

‫‪ ‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لسنة ‪1966‬‬


‫المادة ‪:12‬‬

‫‪ :1‬تقر الدول األطراف في هذا العهد بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من‬
‫الصحة الجسمية والعقلية يمكن بلوغه‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ :2‬تشمل التدابير التي يتعين على الدول األطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين‬
‫الممارسة الكاملة لهذا الحق‪ ،‬تلك التدابير الالزمة من أجل‪:‬‬

‫أ‪ :‬العمل على خفض معدل موتى المواليد ومعدل وفيات الرضع وتأمين نمو الطفل‬
‫نموا صحيا‪،‬‬

‫ب‪ :‬تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية‪،‬‬

‫ج‪ :‬الوقاية من األمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية واألمراض األخرى وعالجها‬


‫ومكافحتها‪،‬‬

‫د‪ :‬تهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة‬
‫المرض‪.‬‬

‫‪ ‬دستور منظمة الصحة العالمية‬

‫تعلن الدول األطراف في هذا الدستور‪ ،‬طبقا لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬أن المبادئ التالية‬
‫أساسية لسعادة جميع الشعوب والنسجام عالقاتها وألمنها‪:‬‬

‫‪ ‬الصحة هي حالة من اكتمال السالمة بدنياً وعقلياً واجتماعياً‪ ،‬ال مجرد‬


‫انعدام المرض أو العجز‪.‬‬
‫‪ ‬التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق األساسية‬
‫لكل إنسان‪ ،‬دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو‬
‫الحالة االقتصادية أو االجتماعية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬صحة جميع الشعوب أمر أساسي لبلوغ السلم واألمن‪ ،‬وهي تعتمد على‬
‫التعاون األكمل لألفراد والدول‪.‬‬
‫‪ ‬ما تحققه أية دولة في مجال تحسين الصحة وحمايتها أمر له أهميته‬
‫للجميع‪.‬‬
‫‪ ‬تفاوت التنمية في البلدان المختلفة في تحسين الصحة ومكافحة األمراض‪،‬‬
‫وال سيما األمراض السارية‪ ،‬خطر على الجميع‪.‬‬
‫‪ ‬النشأة الصحية للطفل أمر بالغ األهمية؛ والقدرة على العيش بانسجام في‬
‫بيئة كلية متغيرة أمر جوهري لهذه النشأة‪.‬‬
‫‪ ‬إتاحة فوائد العلوم الطبية والنفسية وما يتصل بها من معارف لجميع‬
‫الشعوب أمر جوهري لبلوغ أعلى المستويات الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الرأي العام المستنير والتعاون اإليجابي من الجمهور لهما أهمية قصوى‬
‫في تحسين صحة البشر‪.‬‬
‫‪ ‬الحكومات مسؤولة عن صحة شعوبها وال يمكن الوفاء بهذه المسؤولية إال‬
‫باتخاذ تدابير صحية واجتماعية كافية‪.‬‬
‫‪ ‬وإذ تقبل األطراف المتعاقدة هذه المبادئ‪ ،‬وبغية تحقيق التعاون فيما بينها‬
‫ومع غيرها‪ ،‬لتحسين وحماية صحة جميع الشعوب‪ ،‬توافق على هذا‬
‫الدستور‪ ،‬وتنشئ بمقتضاه منظمة الصحة العالمية‪ ،‬وكالة متخصصة‪،‬‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 57‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬االتفاقية رقم ‪ 102‬بشأن المعايير الدنيا للضمان االجتماعي المعتمدة بجنيف‬


‫في ‪ 28‬يونيو ‪ 1952‬خالل الدورة الخامسة والثالثين (‪ )35‬للمؤتمر العام‬
‫لمنظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫تحدد هذه االتفاقية المعايير الدنيا‪ ،‬التي يجب أن يغطيها الضمان االجتماعي‪ ،‬وهي‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الرعاية الطبية‪ ،‬المرض‪ ،‬البطالة‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬حوادث الشغل‪ ،‬األمراض‬


‫المهنية‪ ،‬استحقاقات العجز واألمومة‪ ،‬اإلعانة العائلية‪ ،‬معاش المتوفى‬
‫عنهم‪.‬‬

‫األطرف الموقعة عليها‪ ،‬بتطبيق ثالثة أجزاء على‬


‫ا‬ ‫وتؤكد هذه االتفاقية على إلزام‬
‫األقل من بين أجزائها الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع‬
‫والعاشر‪ ،‬مع إخبار المدير العام بمجرد توفر إمكانية تنفيذ إحدى األجزاء األخرى‪.‬‬

‫وتتعلق هذه األجزاء‪ ،‬بفروع التغطية االجتماعية‪ ،‬كالعالجات الطبية والتعويضات‬


‫عن المرض والبطالة وحوادث الشغل‪.‬‬

‫كما تتعامل مع الدول المصادقة عيلها‪ ،‬بالمرونة الالزمة لتحقيق أهداف المتمثلة‬
‫في‪:‬‬

‫‪ ‬التأمين االجتماعي؛‬
‫‪ ‬المساعدة االجتماعية؛‬

‫‪26‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬اللوائح الصحية الدولية كما تمت مراجعتها سنة ‪2005‬‬

‫عبارة عن اتفاقية دولية ال يتم االلتزام بها حتى األن‪ ،‬ويبقى هدفها مساعدة الدول‬
‫للتعاون من أجل إنقاذ حياة السكان من خطر انتشار األمراض على الصعيد الدولي‪،‬‬
‫وغيرها من األمراض الصحية األخرى‪ ،‬واتخاذ التدابير في مجال الصحة العمومية‪،‬‬
‫بشكل يتناسب مع المخاطر المحتملة مع تجنب التدخل غير الضروري في حركة‬
‫المرور والتجارة الدوليين‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف التنمية المستدامة لعام ‪2030‬‬

‫الهدف الثالث‪ :‬ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع األعمار‪.‬‬

‫‪ :2.2‬النموذج التنموي الجديد‪:‬‬

‫‪ ‬االختيار االستراتيجي الثالث‪ :‬ضمان الولوج لخدمات صحية ذات جودة وللحماية‬
‫الصحية باعتبارها حقوقا أساسية للمواطنين؛‬
‫‪ ‬دعم طلب العالجات من خالل تفعيل تعميم التغطية الصحية وفقا للتوجيهات‬
‫الملكية السامية؛‬
‫‪ ‬تعزيز العرض الشامل للعالجات أم ار مستعجال وأولوية قصد االستجابة‬
‫إلنتظارات المواطنين بشكل يواكب تعميم التغطية الصحية؛‬
‫‪ ‬تشجيع ودعم االبتكار وريادة األعمال المنتجة في مجال الصحة ورفاه المواطنين‪،‬‬
‫ال سيما من خالل الوقاية والتربية الصحية والصحة العقلية والخدمات الشخصية‪.‬‬
‫يستلزم تحسين العرض الصحي من حيث الولوجية والجودة‪ ،‬وإعادة تنظيم مسار‬
‫العالجات وتسريع رقمنة النظام الصحي؛‬

‫‪27‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬دعم المستشفى العمومي وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص؛‬


‫‪ ‬ضمان سير جيد للنظام الصحي على المدى البعيد والرفع من أثاره اإليجابي‬
‫على المواطنين؛‬
‫‪ ‬تطوير وتنفيذ سياسة مندمجة للوقاية والحماية الصحية؛‬
‫‪ ‬ضرورة تعزيز قدرات النظام الصحي على الصمود أمام مخاطر األزمات الصحية‬
‫في المستقبل‪.‬‬

‫‪ :3.2‬البرنامج الحكومي‪ :‬تدعيم ركائز الدولة االجتماعية‬

‫يتطرق الجزء األول من هذا المحور لمجموعة من اإلجراءات االجتماعية‪ ،‬التي‬


‫تسعى الحكومة إلى القيام بها من أجل تنزيل ورش الحماية االجتماعية‪ ،‬وتعميم التغطية‬
‫الصحية‪ ،‬وتعزيز خدمات الرعاية الصحية لصون كرامة المواطن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مقاربة عمل المجموعة الموضوعاتية الخاصة باألمن الصحي‪.‬‬

‫بعد هيكلة المجموعة الموضوعاتية الخاصة باألمن الصحي في اجتماعها المنعقد‬


‫بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪ 2022‬برئاسة السيد رئيس مجلس المستشارين‪ ،‬تم الشروع في وضع‬
‫تصور لبرنامج ومقاربة عملها‪ ،‬الذين كان موضوع اجتماعها الثاني المنعقد بتاريخ ‪19‬‬
‫أبريل ‪ ،2022‬بعد ذلك‪ ،‬انطلقت المجموعة في تنزيل برنامجها عن طريق القيام‬
‫بمجموعة من األنشطة واألشغال‪ ،‬سنقدمها على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قيام المجموعة الموضوعاتية باالطالع على المادة األولية المتوفرة من أجل‬
‫استيعاب الموضوع وتحديد المفاهيم وحصر المحاور وصياغة األسئلة والمشاكل الواجب‬
‫مساءلة الحكومة حولها؛‬

‫‪28‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثانيا‪ :‬مراسلة مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات والهيئات الدستورية التي لها‬
‫عالقة بالموضوع‪ ،‬من أجل تزويدها بالوثائق والتقارير التي لها عالقة بالمحاور‬
‫المقترحة‪ ،‬حيث تمت مراسلة ‪ 13‬قطاعا حكوميا‪ ،‬وثالث مؤسسات وهيئات دستورية‪،‬‬
‫المحددة على الشكل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬وزارة الصحة والحماية االجتماعية‪ :‬القطاع الحكومي المسؤول عن تدبير‬
‫وتطوير المنظومة الصحية الوطنية في إطار التضامن الحكومي من أجل ضمان‬
‫السيادة الصحية الوطنية؛‬
‫‪ ‬وزارة الداخلية‪ :‬تعزيز المقاربة األمنية لمواجهة األوبئة والمخاطر الصحية‪،‬‬
‫وتنسيق عملية مراقبة انتشار وبيع المواد المهددة للصحة العمومية؛‬
‫‪ ‬وزارة االنتقال الطاقي والتنمية المستدامة‪ :‬رصد التحوالت المناخية وتأثيرها على‬
‫البيئة والتلوث الهوائي والمائي والغذائي؛‬
‫‪ ‬وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ :‬مراقبة السالمة‬
‫الغذائية ومجاري المياه والبركات التي تحتوي على المياه العادمة والملوثة؛‬
‫‪ ‬وزارة الشؤون الخارجية والتعاون األفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج‪ :‬نهج‬
‫ديبلوماسية صحية تسعى إلى توفير الحاجيات والتجهيزات الطبية الضرورية من‬
‫أجل ضمان السيادة الصحية الوطنية؛‬
‫‪ ‬وزارة االقتصاد والمالية‪ :‬توفير التمويالت واالعتمادات المالية الكافية وم ارقبة‬
‫جودة السلع عند عبور الحدود عن طريق إدارة الجمارك؛‬
‫‪ ‬وزارة الصناعة والتجارة‪ :‬مراقبة تصنيع وتسويق المواد الصناعية؛ والمساهمة في‬
‫تعزيز التصنيع الوطني للمنتجات والتجهيزات الطبية؛‬

‫‪29‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬وزارة اإلدماج االقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات‪ :‬التكوين المهني‬


‫ومراقبة ظروف العمل وتوفير طب الشغل؛‬
‫‪ ‬وزارة التضامن واإلدماج االجتماعي واألسرة‪ :‬المساهمة في وضع سياسات‬
‫عمومية دامجة تجعل قضايا حماية المرأة واألسرة والطفولة ضمن األولويات‬
‫الصحية الوطنية وتفعيل وإعمال أدوات الوقاية من اآلفات االجتماعية؛‬
‫‪ ‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار‪ :‬تشجيع ودعم البحث العلمي‬
‫واالبتكار فيما يتعلق بتعزيز القدرات الصحية الوطنية ومواكبات التحوالت‬
‫المناخية والتكنولوجية الجديدة؛‬
‫‪ ‬وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة‪ :‬إدماج مواضيع التوعية‬
‫والتحسيس والوقاية والنظافة ضمن مناهج التعليم‪ ،‬والتشجيع على جعل الرياضة‬
‫نمط حياة جديدة؛‬
‫‪ ‬وزارة التجهيز والماء‪ :‬التدخل في توفير وتجهيز البنايات التحتية وربط المراكز‬
‫الصحية بشبكات ومسالك الطرقية‪ ،‬ومراقبة جودة المياه؛‬
‫‪ ‬وزارة العدل‪ :‬التدخل في األخطاء الطبية وتفعيل المنظومة القانونية المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ ‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان؛‬
‫‪ ‬المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي؛‬
‫‪ ‬المندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أنه‪ ،‬كان بود المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن‬
‫الصحي‪ ،‬أن تحصل على كافة الوثائق والمعطيات من القطاعات الحكومية والمؤسسات‬
‫والهيئات الدستورية المعنية‪ ،‬ودراستها بشكل كافي‪ ،‬وبرمجة جلسات االستماع لهذه‬
‫القطاعات‪ ،‬غير أن اإلكراه الزمني لعملها وفقا لمقتضيات النظام الداخلي والمحدد في‬

‫‪30‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثالثة أشهر حال دون ذلك‪ ،‬األمر الذي جعلها تكتفي بدراسة الوثائق التي توصلت بها‪،‬‬
‫وعقد لقاءات دراسية تهم مواضيع لها عالقة بمجال اشتغالها‪ ،‬وتسمح بتكثيف جهود‬
‫عملها لالستماع إلى مختلف المتدخلين وإشراك مختلف الفاعلين في المجال‪ ،‬واالنفتاح‬
‫على خبراء وأكاديميين والمهنيين والمجتمع المدني‪ ،‬لبلورة تشخيص يعكس وجهات نظر‬
‫متعددة حول حقيقة الواقع كما هو‪ ،‬وتقديم األجوبة الضرورية لتطوير المنظومة‬
‫الصحية‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬قامت المجموعة الموضوعاتية بعقد لقاءين دراسيين بشراكة مع‬
‫منظمة الصحة العالمية وكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالسويسي‪،‬‬
‫والمركز متعدد التخصصات للبحث في حسن األداء والتنافسية‪:‬‬
‫انعقد اللقاء األول بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2022‬حول موضوع "األمن الصحي بالمغرب‪،‬‬
‫تحديات ما بعد جائحة كوفيد ‪ ،"19‬شارك فيه كل من‪:‬‬
‫‪ ‬الدكتور عبد الكريم مزيان بلفقيه‪ ،‬الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية‬
‫االجتماعية؛‬
‫‪ ‬السيدة مريم بكدلي ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب؛‬
‫‪ ‬الدكتور الطيب الحمضي حول موضوع‪" :‬األمن الصحي والسيادة الصحية‪،‬‬
‫المحددات واالمكانيات والمتطلبات"؛‬
‫‪ ‬البروفيسور محمد العروسي حول موضوع‪" :‬حكامة األمن الصحي بالمغرب‬
‫بين األزمات الدولية ومقتضيات اإلصالح"؛‬
‫‪ ‬األستاذ محمد الهاشمي حول موضوع‪" :‬الحق في الصحة في المغرب‪:‬‬
‫محاوالت تقييم النظام الصحي على ضوء مبادئ حقوق اإلنسان"؛‬

‫‪31‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬البروفيسور عز الدين اإلبراهيمي حول موضوع‪" :‬أي منظومة صحية لما‬


‫بعد الجائحة"؛‬
‫‪ ‬الدكتور بدر الدين شكري حول موضوع‪" :‬إشكالية تمويل الصحة وتقييم‬
‫التكثفات التحليلية في خدمة إصالح التغطية الصحية بالمغرب"؛‬
‫‪ ‬الدكتور عبد المنعم األنصاري حول موضوع‪" :‬الفرص القانونية والمؤسساتية‬
‫التي يقدمها القانون اإلطار لمواجهة المخاطر والتهديدات المرتبطة‬
‫بالصحة"‪.‬‬
‫بينما انعقد اللقاء الدراسي الثاني بتاريخ ‪ 22‬يوليوز ‪ 2022‬حول موضوع "التمويل‬
‫الصحي بالمغرب بين عرض العالجات وميكانيزمات األداء" شارك فيه كل من‪:‬‬
‫‪ ‬السيد عبد الكريم مزيان بلفقيه بالنيابة عن السيد خالد آيت الطالب‪ ،‬وزير الصحة‬
‫والحماية االجتماعية حول موضوع‪" :‬مداخل إصالح المنظومة الصحية"؛‬
‫‪ ‬السيد عزيز الخياطي بالنيابة عن السيد فوزي لقجع‪ ،‬الوزير المنتدب لدى وزيرة‬
‫االقتصاد والمالية‪ ،‬المكلف بالميزانية حول موضوع‪" :‬استراتيجية تمويل إصالح‬
‫المنظومة الصحية"؛‬
‫‪ ‬السيدة مريم بكدلي‪ ،‬مديرة مكتب المنظمة العالمية للصحة بالمغرب حول موضوع‪:‬‬
‫"الحوار السياسي حول التمويل الصحي‪ :‬من أجل حكامة جيدة"؛‬
‫‪ ‬السيد عوض مطرية‪ ،‬مدير التغطية الشاملة‪ /‬النظام الصحي – المكتب اإلقليمي‬
‫للمنظمة العالمية للصحة للشرق األوسط وشمال إفريقيا حول موضوع‪" :‬التمويل الصحي‬
‫وسلة العالجات لتحقيق تغطية صحية شاملة"؛‬

‫‪32‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬السيد خالد لحلو‪ ،‬المدير العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي حول موضوع‪" :‬تعميم‬
‫التأمين االجباري على المرض في ظل ورش الحماية االجتماعية"؛‬
‫‪ ‬السيد بدر الدين شكري‪ ،‬نائب عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –‬
‫السويسي والسيد عبد الحفيظ ادمينو‪ ،‬رئيس شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪-‬السويسي حول موضوع‪" :‬دور البحث العلمي في دعم حوار‬
‫السياسات حول التمويل الصحي "‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قامت المجموعة الموضوعاتية بعقد لقاءين مفتوحين مع النقابات‬
‫المهنية‪ ،‬والفاعلين في المجال‪ ،‬وفعاليات المجتمع المدني‪ ،‬وذلك وفقا للبرمجة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عقد لقاء مع النقابات األكثر تمثيلية بقطاع الصحة‪ ،‬تم خالله دراسة المذكرات‬
‫التي تقدمت بها‪ ،‬بناء على طلب المجموعة الموضوعاتية حول المداخل الممكنة‬
‫للنهوض بمنظومة الصحة‪ ،‬ومناقشة مختلف اإلشكاالت التي يعرفها تدبير‬
‫القطاع‪ ،‬باإلضافة إلى االستماع القتراحاتها فيما يخص تعزيز الموارد البشرية‬
‫والرقي بأوضاعها المادية واالجتماعية والمعنوية؛‬
‫‪ ‬عقد لقاء مع المهنيين وفعاليات المجتمع المدني التي تهتم بالشأن الصحي‪ ،‬حيث‬
‫حضر هذا اللقاء أزيد من ‪ 20‬هيئة تمثل فعاليات المجتمع المدني‪ ،‬ودام اللقاء‬
‫ألزيد من سبع ساعات‪ ،‬تم خاللها االستماع لمختلف وجهات النظر‪ ،‬وتبادل‬
‫األفكار حول تشخيص المنظومة الصحية والتفكير في مداخل النهوض بها‪.‬‬
‫وانطالقا من وعي المجموعة الموضوعاتية بأهمية موضوع األمن الصحي‪ ،‬وبأنه‬
‫يعني مختلف الهيئات والمؤسساتية السياسية واالجتماعية‪ ،‬وسعيا منها إلشراك الجميع‬
‫في تهيئ تقريرها‪ ،‬قامت بمراسلة مختلف الفرق والمجموعات البرلمانية من أجل مدها‬

‫‪33‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بمذكرات حول المداخل الممكنة للنهوض بالمنظومة الصحية‪ ،‬وقد توصلت المجموعة‬
‫الموضوعاتية بما يفوق ‪ 20‬مذكرة من بينها مذكرات مختلف الفرق والمجموعات‬
‫البرلمانية والهيئات النقابية والمهنية وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬حيث قامت باستثمارها‬
‫في بناء تشخيص المنظومة الصحية‪ ،‬وتقديم المداخل األساسية للنهوض بها‪.‬‬
‫ومن الواجب التأكيد‪ ،‬على أن المجموعة الموضوعاتية كانت تعتزم تنظيم خمسة‬
‫زيارات ميدانية‪ ،‬يتم من خاللها االطالع على واقع الصحة ببالدنا‪ ،‬وجمع معلومات‬
‫ميدانية إضافية‪ ،‬غير أن اإلكراه الزمني أيضا‪ ،‬حال دون استكمال تنزيل البرنامج‬
‫المسطر من طرف أعضائها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور األول‬

‫العرض الصحي الحالي‬

‫‪35‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور األول‪ :‬العرض الصحي الحالي‬

‫تفيد مختلف األدبيات والدراسات أن الصحة حق يجب أن يتمتع به كافة األفراد‬


‫داخل مجتمعاتهم‪ ،‬وقد عزز هذا التوجه دستور منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الذي جاء فيه‬
‫إن " التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق األساسية لكل‬
‫إنسان‪ ،‬دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة االقتصادية‬
‫واالجتماعية"‪.2‬‬

‫بالرغم من تأطير هذا الحق من طرف مجموعة من المرجعيات الدولية والوطنية‪،‬‬


‫فإنه ال يزال التمتع به هدفاً بعيد التحقق على الشكل الكامل في مختلف دول العالم‪،‬‬
‫خاصة في ظل استمرار مجموعة من العوائق والتحديات الراهنة‪ ،‬التي يعاني منها‬
‫ماليين سكان العالم‪ ،‬إذ تحتل من بينها إشكالية الفقر عامالً أساسي ًا‪ ،‬إلى جانب التغيرات‬
‫الجوهرية التي شابت منظومة الصحة‪ ،‬من انتشار األوبئة والفيروسات المستجدة ‪-‬‬
‫التي لم تكن معروفة سابقاً ‪ -‬مثل نقص المناعة البشرية‪ ،‬السرطان‪ ،‬متالزمة نقص‬
‫المناعة المكتسب‪ ،‬جائحة كوفيد ‪ ،19‬باإلضافة إلى التزايد السريع في الكثافة‬
‫الديموغرافية في العالم‪ ،‬األمر الذي حال دون التحقيق السوي واالعمال الكامل للحق‬
‫في الصحة وضمان األمن الصحي‪.3‬‬

‫دستور منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أقره مؤتمر الصحة الدولي المنعقد بنيويورك من ‪ 19‬يونيو الى ‪ 22‬يوليو ‪ .1946‬ص‪.1‬‬ ‫‪2‬‬

‫قضايا جوهرية ناشئة عن تنفيذ العهد الدولي الخاص للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬التعليق العام رقم (‪ ،)14‬االمم‬ ‫‪3‬‬

‫المتحدة‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬الدورة الثانية والعشرون‪ ،‬البند الثالث من جدول األعمال‪ .‬جنيف ‪ 25‬أبريل‪12 /‬ماي‬
‫‪ .2000‬ص‪.3‬‬

‫‪36‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ووعياً من المجموعة الموضوعاتية بأهمية هذا الموضوع‪ ،‬فإنها عملت على‬


‫إخضاع منظومة الصحة لتشخيص دقيق‪ ،‬للوقوف على المشاكل والنقائص التي تعرفها‪،‬‬
‫وتقديم مقترحات بشأنها تراها مناسبة لمعالجتها‪ ،‬كاتخاذ مجموعة من التدابير واالجراءات‬
‫ذات الطابع تشريعي وتنظيمي‪ ،‬مالي وتدبيري‪ ،‬وكذا خدماتي ومعلوماتي‪.‬‬

‫انطلقت عملية التشخيص هذه من خالل رصد أهم المحطات اإلصالحية التي‬
‫مر بها القطاع الصحي‪ ،‬بدية من المناظرة األولى للصحة سنة ‪ ،1959‬مرو اًر‬
‫باإلجراءات المتخذة لتطوير قطاع الصحة سنة ‪ ،1994‬وصوالً إلى مقتضيات دستور‬
‫سنة ‪ ،2011‬التي دشنت هندستها لجيالً جديداً من االصالحات مست قطاع الصحة‪،‬‬
‫وما تبعها من تنظيم المناظرة الثانية للصحة سنة ‪.2013‬‬

‫كما وقفت المجموعة الموضوعاتية على واقع البنيات التحتية الصحية‪،‬‬


‫والخصاص الحاد على مستوى الموارد البشرية‪ ،‬إضافة إلى ضعف التجهيزات الطبية‬
‫والصيدلية‪ ،‬مع اإلشارة إلى التراكم اإليجابي على مستوى تدبير المنظومة الصحية‪ ،‬من‬
‫خالل ما قامت به مختلف السلطات العمومية من مجهودات خالل انتشار جائحة "كوفيد‬
‫‪ ،"19‬التي جعلت بالدنا محطة إشادة من مختلف المنظمات الدولية‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬واقع السياسة الصحية ببالدنا‬

‫مرت السياسة الحكومية في مجال الصحة بمحطات تاريخية مهمة‪ ،‬كانت أوالها‬
‫المناظرة الوطنية األولى للصحة‪ ،‬التي أسست لمنظومة صحية بعد استقالل المغرب‬

‫‪37‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫سنة ‪ ،1959‬تلتها المناظرة الوطنية الثانية للصحة سنة ‪ ،2013‬التي أعطت حمولة‬
‫تدبيرية حديثة لقطاع الصحة‪.‬‬

‫وعمالً بأحكام الفصل ‪ 31‬من دستور ‪ ،42011‬الذي ينص على "استفادة‬


‫المواطنات والمواطنين على قدم المساواة من الحق في العالج والعناية الصحية‪ ،‬الحماية‬
‫االجتماعية والتغطية الصحية "‪.‬‬

‫وتفعيال لمضامين البرنامج الحكومي للوالية التشريعية التاسعة ‪،2016 -2012‬‬


‫تمت بلورة االستراتيجية القطاعية للصحة برسم سنة ‪ ،2016 - 2012‬التي تضمنت‬
‫محاور أساسية تتوزع بين جملة من التدابير واإلجراءات‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬المحور المتعلق بتنظيم وتطوير الخدمات الطبية االستعجالية؛‬


‫‪ ‬المحور المتعلق بتعزيز صحة األم والطفل؛‬
‫‪ ‬المحور المتعلق بالفئات االجتماعية ذات االحتياجات الخاصة؛‬
‫‪ ‬الشق المرتبط بتعزيز الرصد الوبائي وتطوير اليقظة الصحية؛‬
‫‪ ‬الشق المتعلق بتنمية مراقبة األمراض غير السارية؛‬
‫‪ ‬المحور المتعلق بالتطوير والسيطرة على الموارد االستراتيجية للصحة؛‬
‫‪ ‬المحور األخير المرتبط بتحسين حكامة القطاع الصحي‪.5‬‬

‫ظهير شريف رقم‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5964‬مكرر‪ 28 .‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليوز ‪.)2011‬‬


‫للمزيد من المعلومات يرجى االطالع على تفاصيل محاور االستراتيجية القطاعية للصحة‪ :‬االستراتيجية القطاعية للصحة‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،2016- 2012‬و ازرة الصحة‪ ،‬مارس ‪.2012‬‬

‫‪38‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ووعي من حكومة "الدكتور سعد الدين العثماني" بأهمية التراكم الحاصل على‬
‫مستوى الممارسة التدبيرية‪ ،‬أقرت خالل تقديمها لبرنامجها الحكومي‪ ،‬خالل الوالية‬
‫التشريعية العاشرة‪ ،‬بمواصلة تنزيل التدابير واالجراءات المسطرة من قبل الحكومة التي‬
‫سبقتها‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬ركزت االستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصحي ‪-2017‬‬
‫‪ 2021‬على أربعة محاور أساسية تتمثل في‪ :‬توطيد االصالح ودعم البرامج الصحية‬
‫األساسية‪ ،‬تعزيز الولوج للخدمات الصحية وتكريس التوجه "الخدماتي"‪ ،‬وجعل المرتفق‬
‫في صلب المنظومة الصحية‪ ،‬وتجاوز اكراهات شح الموارد البشرية الصحية‪ ،‬والعمل‬
‫على تحفيزها وتطوير أدائها‪ ،‬وتعزيز التأطير القانوني وتجويد حكامة القطاع‪.6‬‬

‫إن التطور الحاصل في مجال الصحة على المستوى الدولي واإلقليمي‪ ،‬يحتم‬
‫على صانع القرار العمومي بلورة برنامج عمل للرصد والتتبع الوبائي واليقظة واألمن‬
‫الصحيين والوقاية ومراقبة األمراض‪ ،‬وتأتي االستراتيجيتين القطاعيتين في مجال‬
‫محور يتعلق بتعزيز الرصد الوبائي وتطوير اليقظة الصحية‪ ،‬ولتفعيل‬
‫ا‬ ‫الصحة متضمنة‬
‫هذا المحور تم حصر مجموعة من المتدخلين في مجال القيادة من قبيل مديرية علم‬
‫األوبئة ومحاربة األمراض كمسؤول على البرنامج‪ ،‬مديرية التخطيط والموارد المالية‪،‬‬
‫مديرية المستشفيات والعالجات المتنقلة‪ ،‬مديرية السكان‪ ،‬معهد باستور المغرب‪ ،‬المركز‬

‫لمزيد من االضطالع على تفاصيل محاور االستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصحي ‪ 2021 – 2017‬يراجع في ذلك‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫وزرة الصحة‪ .2017 ،‬وأيضاً تقرير نجاعة األداء و ازرة‬


‫االستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصحي ‪ ،2021 - 2017‬ا‬
‫الصحة‪ .2018 ،‬ص‪.7 – 6‬‬

‫‪39‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الوطني لتحاقن الدم‪ ،7‬وأضيف إلى هؤالء المتدخلين قسم التموين والمديريات الجهوية‬
‫للصحة‪.8‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‪ 9‬تقوم بمجموعة من‬
‫المهام التي حددها مرسوم رقم ‪ 2.94.285‬في شأن اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة‬
‫العمومية‪ ،‬والتي تشمل‪ :‬القيام بمراقبة انتشار األوبئة بين السكان وإمساك مجذة مركزية‬
‫لألوبئة » ‪ ، «Un fichier épidémiologique central‬تقييم خاصيات األوبئة‬
‫المنتشرة بين السكان‪ ،‬القيام بجميع األعمال والبحث والدراسة في مجال علم األوبئة‪،‬‬
‫تخطيط وإنجاز برامج محاربة األمراض‪ ،‬برمجة وإنجاز األعمال الرامية إلى حماية‬
‫الوسط البيئي ودعم إنجاز محاربة األمراض بتدخالت وقائية‪ ،‬القيام بمراقبة جودة‬
‫المختبرات البيولوجية التابعة لو ازرة الصحة العمومية وتحديد المعايير التقنية لتسييرها‪،‬‬
‫النهوض بمراقبة تطبيق األنظمة في ميدان الوقاية من األشعة والمشاركة في إجرائها‪،‬‬
‫والمساهمة في حراسة وتتبع ومراقبة المنشأة التي تستخدم االشعاعات األيونية‪ ،‬ومراقبة‬
‫النشاط االشعاعي للبيئة‪ ،‬وكذا القيام بالمراقبة الصحية للمواد الغذائية‪.10‬‬

‫مشروع نجاعة األداء لو ازرة الصحة‪ .2018 ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪7‬‬

‫مشروع نجاعة األداء لو ازرة الصحة‪ ،2019 ،‬ص‪.80‬‬ ‫‪8‬‬

‫تشتمل مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض على ثالث أقسام هما‪ :‬قسم األمراض غير المعدية‪ ،‬وقسم األمراض المعدية‪،‬‬ ‫‪9‬‬

‫قسم المحافظة على البيئة‪ ،‬وكذلك مصلحة مراقبة انتشار األوبئة‪ ،‬والمعهد الوطني الصحي‪ ،‬المركز الوطني للحماية من األشعة‪،‬‬
‫المصلحة اإلدارية‪ .‬لمزيد االطالع يراجع‪ :‬مرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر في ‪ 17‬من جمادى األخرة ‪ 1415‬الموافق ل‪ 21‬نوفمبر‬
‫‪ 1994‬في شأن اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4286‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪ ،1994‬ص‪.2110‬‬
‫الفصل ‪ 8‬من مرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر في ‪ 17‬من جمادى األخرة ‪ 1415‬الموافق ل‪ 21‬نوفمبر ‪ 1994‬في شأن‬ ‫‪10‬‬

‫اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4286‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪ ،1994‬ص‪.2110‬‬

‫‪40‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫من خالل استقراء مضامين االستراتيجية القطاعية للصحة في مجال الرصد‬


‫الوبائي والوقاية من األمراض‪ ،‬يتبين أن منظومة الترصد الوبائي هي جزء أساسي من‬
‫أجزاء المنظومة الصحية‪ ،‬بحيث يرتكز عملها على " تتبع العوامل والمؤشرات التي‬
‫تستهدف األخطار الصحية العامة‪ ،‬وتشكل تهديداً لها‪ ،‬مما جعل االستراتيجية القطاعية‬
‫تضع إجراءات لتعزيز الترقب واالستعداد بشكل حقيقي لطوارئ الصحة العمومية "‪.11‬‬

‫ثانيا –العرض الصحي الحالي‪ :‬قراءة في أهم المؤشرات‬

‫بذلت الحكومات المتعاقبة عدة مجهودات في مجال الصحة‪ ،‬وقد أفضى ذلك‬
‫إلى تحسن في عدة مؤشرات أبرزها‪ ،‬صحة األم والطفل إذ انخفــض معــدل وفيــات‬
‫األمهات مــن ‪ 112‬حالــة وفــاة لــكل ‪100000‬مولــود حــي ســنة ‪ 2010‬إلى ‪%72‬‬
‫حالــة وفــاة ســنة ‪ ،2018‬بانخفــاض قــدره ‪ ،%35‬يعـزى هـذا االنخفاض إلى تطـور‬
‫الخدمـات الصحيـة المقدمة للم ـرأة‪ ،‬والسيما الولــوج إلى الخدمــات المتعلقة باألم‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫ارتفعــت نســبة الوالدات التــي تتــم بمساعدة أطــر صحيـة مؤهلـة بـين سـنتي ‪2011‬‬
‫و‪ 2018‬مـن ‪ % 68.6‬إلى ‪ % 73.6‬علــى المستوى الوطنــي‪.12‬‬

‫أما ما يتعلق بمكافحـة األمراض المنقولة‪ ،‬الي ـزال عــدد اإلصابات الجديــدة‬
‫بفــيروس نقــص المناعة البشرية منخفضــا بين عمــوم الســكان‪ ،‬بمعدل ‪ 0.03‬إصابــة‬
‫لــكل ‪ 1000‬شــخص غيــر مصــاب بفــيروس نقــص المناعة البشرية في سنة ‪،2019‬‬

‫االستراتيجية القطاعية للصحة ‪ ،2016 – 2012‬و ازرة الصحة‪ ،‬مارس ‪ .2012‬ص‪.45‬‬ ‫‪11‬‬

‫التقرير الوطني حول أهداف التنمية المستدامة بالمغرب في سياق جائحة كوفيد‪ 19-‬لسنة ‪ 2021‬ص ‪.44‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪41‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وانخفــض معــدل اإلصابات الجديــدة بــداء الســل‪ ،‬بجميــع أشـكاله‪ ،‬بـين سـنتي ‪2015‬‬
‫و‪ ،2018‬مـن ‪ 101‬حالـة إلى ‪ 99‬حالـة لــكل ‪ 100000‬نســمة‪.‬‬

‫كما تــم وضــع المخطط االستراتيجي الوطنـي ‪ 2021-2018‬لمكافحة داء السـل‬


‫لتقليـص عـدد وفيـات الســل بنســبة ‪ %40‬في أفــق ســنة ‪ ،2021‬أما بالنسـبة للمالريا‪،‬‬
‫لم يرصـد المغرب أيـة حالـة محليـة المصدر منذ سـنة ‪ ،2005‬فيمـا تـم تسـجيل مـا معدلـه‬
‫‪ 450‬حالـة مسـتوردة سـنويا‪ ،‬في حين انخفـض معـدل اإلصابة بالتهـاب الكبـد‬
‫الفيروس(ب) مـن ‪ 12‬حالـة لـكل ‪ 100000‬نسـمة سـنة ‪ 2016‬إلى‪ 11‬حالـة سـنة‬
‫‪.2019‬‬

‫وبخصوص مكافحـة األمراض غير المعدية في ســنة ‪ ،2018‬فقد بلــغ معــدل‬


‫الوفيــات الناجمــة عــنها ‪ ،%12.4‬بينما أظهــر البحــث الوطنــي لعوامــل الخطــر‬
‫لألمراض غــير المعدية لــدى الســكان الذيــن تبلــغ أعمارهــم ‪ 18‬ســنة أو أكــثر‪،‬‬
‫أن‪ %29.3‬يعانــون مــن ارتفــاع ضغــط الــدم‪ ،‬و‪ % 10.6‬مصابــون بالســكري‪،‬‬
‫و‪ %4,10‬من مقدمات السكري‪.13‬‬

‫وعلى الرغم من المجهودات المبذولة لفائدة قطاع الصحة‪ ،‬الزالت هناك عدة‬
‫إكراهات هيكلية تحول دون تحقيق النجاعة المطلوبة في تدبير المنظومة الصحية‬
‫الوطنية‪ ،‬أهمها تعاقب مجموعة من اإلصالحات دون إحداث تغير حقيقي في القطاع‪،‬‬
‫خاصة على مستوى ضعف النتائج المحققة بخصوص المبادرة الوطنية لتكوين ‪3300‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬صفحة ‪.45‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪42‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫طبيب سنويا في أفق سنة ‪ ،2020‬وبرامج تأهيل البنيات الصحية ‪،2021-2016‬‬


‫باإلضافة إلى ضعف في تمويل نظام المساعدة الطبية "راميد"‪ ،‬دون التغاضي عن‬
‫العجز البنيوي الكمي والنوعي في الموارد البشرية‪ ،‬وتوزيعها بشكل غير عادل بين‬
‫الجهات وبين العالم القروي والحضري‪ ،‬وعدم تحفيزها بالشكل الكافي‪ ،‬مما جعلها تفضل‬
‫الهجرة على البقاء في وطنها‪ ،‬إلى جانب وجود عرض صحي غير متكافئ‪ ،‬وال‬
‫يستجب لتطلعات مختلف الشرائح االجتماعية‪.14‬‬

‫ثالثا – محدودية العرض الصحي الحالي‪ :‬تحديد اإل كراهات‬

‫‪ -1‬الخريطة الصحية‬

‫تمثل الخريطة الصحية جزءاً مهما من منظومة العرض الصحي الوطني‪،‬‬


‫والمؤطرة بقانون رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪ ،‬حيث يتم‬
‫من خاللها العمل على "تحديد مكونات العرض سواء تعلق األمر بأنواع البنيات التحتية‬
‫والمنشأة الصحية‪ ،‬أو تعلق األمر بمعايير وكيفيات توزيعها على المستوى المجالي"‪،15‬‬
‫فيما حددت المادة ‪ 9‬من نفس القانون مضمون هذا العرض‪ ،‬لما يحتويه من بنيات‬
‫تحتية صحية أساسية‪.‬‬

‫مذكرة تقديمية لمشروع قانون المالية لسنة ‪ 2022‬صفحة ‪.115‬‬ ‫‪14‬‬

‫المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.3472‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪43‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫في هذا السياق‪ ،‬تسجل المجموعة الموضوعاتية أن مؤسسات الرعاية الصحية‬


‫األولية تمثل ‪ 2126‬مؤسسة‪ ،‬تتوزع بين ‪ 1279‬مركز صحي قروي‪ ،‬و‪ 847‬مركز‬
‫صحي حضري‪.16‬‬

‫وفيما يخص الشبكة االستشفائية‪ ،‬يتوفر المغرب على ‪ 152‬مستشفى‪ ،‬تحتوي‬


‫على ‪ 25440‬سرير‪ ،‬و‪ 10‬مستشفيات لألمراض العقلية تحتوي على ‪ 1486‬سرير‪،‬‬
‫و‪ 120‬مركز لتصفية الكلي تحتوي على ‪ 2376‬جهاز لتصفية الكلي‪ ،17‬بالمقابل‪،‬‬
‫يضم القطاع الخاص باعتباره مساهما مهما في منظومة عرض العالجات‪375 ،‬‬
‫مصحة خاصة بطاقة استيعابية تقارب بـ ‪ 10562‬سرير‪ ،‬و ‪ 10125‬عيادة طبية‪ ،‬وما‬
‫مختبر للتحليالت الطبية‪.18‬‬
‫ا‬ ‫يفوق ‪ 9189‬صيدلية‪ ،‬و‪582‬‬

‫وعلى مستوى التقطيع الصحي للمجال الترابي‪ ،‬نجد أن الخريطة الصحية تواكب‬
‫التقطيع الترابي الذي يمثل ‪ 12‬جهة صحية‪ 82 ،‬اقليم صحي‪ ،‬كما تضم ‪ 269‬مركز‬
‫صحي حضري‪ ،‬و‪ 717‬مركز صحي قروي‪ .19‬وبناء عليه‪ ،‬تضم الخريطة الصحية‬
‫‪ 583‬مؤسسة للرعاية الصحية األولية‪ ،‬وتتوزع على مستوى جهات المملكة وفق الشكل‬
‫الآلتي‪ 69 :‬مؤسسة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ 39 ،‬بالجهة الشرقية‪ 78 ،‬بجهة فاس‬
‫مكناس‪ 39 ،‬بجهة الرباط سال القنيطرة‪ 38 ،‬بجهة الدار البيضاء سطات‪ 52 ،‬بجهة‬
‫بني مالل خنيفرة‪ 57 ،‬بجهة درعة تافياللت‪ 52 ،‬بجهة مراكش أسفي‪ 73 ،‬بجهة سوس‬

‫‪16‬‬
‫‪http://cartesanitaire.sante.gov.ma‬‬
‫‪17‬‬
‫‪http://cartesanitaire.sante.gov.ma‬‬
‫‪18‬‬
‫‪http://cartesanitaire.sante.gov.ma‬‬
‫‪19‬‬
‫‪http://cartesanitaire.sante.gov.ma‬‬

‫‪44‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ماسة‪ 17 ،‬بجهة كلميم واد نون‪ 3 ،‬بجهة العيون الساقية الحمراء‪ ،‬ومؤسسة واحدة بجهة‬
‫الداخلة واد الذهب‪.20‬‬

‫وفيما يخص الخريطة الصحية الجهوية للقطاع الخاص‪ ،‬نسجل أن جهة الدار‬
‫البيضاء‪ -‬سطات تتبوأ الصدارة من حيث عدد المصحات الخاصة بما يقدر بـ ‪113‬‬
‫مصحة خاصة‪ ،‬وبطاقة استيعابية تقدر بـ ‪ 3328‬سرير‪ ،‬تليها جهة الرباط ‪-‬سال ‪-‬‬
‫القنيطرة بعدد ‪ 57‬مصحة خاصة‪ ،‬بطاقة سريرة تمثل ‪ 1911‬سرير‪ ،‬ثم جهة مراكش ‪-‬‬
‫أسفي بـ ‪ 45‬مصحة خاصة بطاقة استيعابية تمثل ‪ 1333‬سرير‪ ،‬و‪ 37‬مصحة خاصة‬
‫بجهة فاس‪ -‬مكناس بطاقة استيعابية تقدر بـ ‪ 918‬سرير‪ ،‬و‪ 31‬مصحة خاصة بجهة‬
‫طنجة ‪-‬تطوان ‪-‬الحسيمة بطاقة استيعابية تمثل ‪ 784‬سرير‪ ،‬و‪ 26‬مصحة خاصة‬
‫بجهة بني مالل ‪-‬خنيفرة بطاقة استيعابية تقدر بـ ‪ 648‬سرير‪ ،‬و‪ 23‬مصحة خاصة‬
‫بجهة سوس ماسة بطاقة استيعابية تضم ‪ 535‬سرير‪ ،‬و‪ 22‬مصحة خاصة بالجهة‬
‫الشرقية بطاقة استيعابية تمثل ‪ 787‬سرير‪ ،‬و ‪ 4‬مصحات خاصة بجهة درعة‪ -‬تافياللت‬
‫بقدرة استيعابية تقدر بـ ‪ 83‬سرير‪ ،‬ومصحة خاصة واحدة بطاقة استيعابية تمثل ‪19‬‬
‫سرير بجهة كلميم ‪-‬واد نون‪.21‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Offre de soins de santé, Etablissement de santé, établissement SSP, nombre par région.‬‬
‫‪Octobre 2019, Ministère de la Santé.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪Le nombre de cliniques par région, graphiques interactifs, secteur privés, carte sanitaire situation‬‬
‫; ‪2019, Ministère de la Santé‬‬
‫‪Le nombre de lits des cliniques par région, graphiques interactifs, secteur privés, carte sanitaire‬‬
‫‪situation 2019, Ministère de la santé.‬‬

‫‪45‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫من خالل هذه المعطيات يتبين وجود تفاوت على مستوى التوزيع المجالي‪ /‬الترابي‬
‫للمراكز الصحية خاصة في القطاع الخاص‪ ،‬األمر الذي يخلق عدم التوازن من حيث‬
‫تقديم العروض العالجية والخدمات الصحية‪ ،‬إذ تتوزع المصحات الخاصة بالمدن‬
‫الكبرى على حساب المدن األخرى‪ ،‬فعلى سبيل الذكر ال الحصر نجد الدار البيضاء‬
‫أنفا تضم ‪ 1540‬سرير كطاقة استيعابية بالمصحات الخاصة‪ ،‬بينما الرحامنة ال تتوفر‬
‫على أي مصحة خاصة بما يسجل ‪ 0‬سرير‪.22‬‬

‫من جانب أخر‪ ،‬ومن خالل استقراء أرقام الخريطة الصحية بالمغرب‪ ،‬نالحظ‬
‫وجود نقصاً على مستوى األسرة االستشفائية‪ ،‬رغم المجهودات المبذولة يبقى الخصاص‬
‫موجودا‪ ،‬حيث ال يتجاوز عدد األسرة االستشفائية مقارنة بعدد الساكنة‪ ،‬معدل ‪ 9‬أسرة‬
‫لكل ‪ 10.000‬مواطن‪ ،‬وهو معدل ضعيف جداً‪.23‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن المؤمنين يمكن لهم أن يستفيدوا من الخدمات العالجية‬
‫بالمؤسسات االستشفائية العمومية‪ ،‬إال أنها ال تستقطب سوى ‪ 6%‬من إجمالي أداءات‬
‫الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪ ،‬كما أن التعرفة المرجعية بالقطاع‬
‫العام تختلف مقابل نظيرتها بالقطاع الخاص‪ ،‬بحيث أن "متوسط تكلفة ملف المرض‬
‫بالقطاع الخاص تتجاوز نظيرتها بالقطاع العام بأكثر من (‪ )5‬أضعاف‪ ،‬إذ ارتفع‬

‫‪22‬‬
‫‪Le nombre de lits des cliniques par provinces, graphiques interactifs, secteur privés, carte‬‬
‫‪sanitaire situation 2019, Ministère de la santé.‬‬
‫محمد حركات؛ المسؤولية االجتماعية للدولة في بناء مجتمع العمل ونجاعة األداء‪ :‬قراءة مقارنة في أبرز مؤشرات وأرقام‬ ‫‪23‬‬

‫القطاع الصحي"‪ ،‬دراسات األثر والسياسات العمومية بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬عدد ‪ .2019 ،48‬ص‪.37‬‬

‫‪46‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫متوسط تكلفة ملف العالج من ‪ 480‬درهم سنة ‪ 2006‬إلى ‪ 990‬درهم سنة ‪،2019‬‬
‫أي بزيادة تقدر بنسبة ‪.24" 106%‬‬

‫‪ -2‬الموارد البشرية‬

‫ال يستقيم الحديث عن تكامل جسم المنظومة الصحية دون توفر موارد بشرية‬
‫كافية ومؤهلة‪ ،‬بشكل يجعلها قادرة على تقديم الخدمات العالجية المناسبة‪ ،‬وفي أحسن‬
‫الظروف‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬تشير األرقام المتوفرة إلى وجود نقص مهول في الموارد البشرية‪،‬‬
‫حيث يصل عدد األطر الطبية والصحية العاملة في القطاع العام ‪ ،12454‬تتوزع بين‬
‫‪ 3616‬أطباء عامون‪ ،‬و‪ 8337‬أطباء مختصين‪ 33837 ،‬ممرضين‪ 2076 ،‬أطر‬
‫إدارية‪ ،‬و‪ 4453‬أطر تقنية‪ ،25‬بينما يتوفر القطاع الخاص على ‪ 5190‬أطباء عامون‪،‬‬
‫و‪ 8355‬أطباء متخصصين‪.26‬‬

‫بالموازاة مع ذلك‪ ،‬تبرز المعطيات وجود تفاوت في توزيع عدد األطباء العاملين‬
‫في القطاع العام على المستوى الجهوي‪ ،‬إذ نجد أن جهة الدار البيضاء سطات تضم‬
‫‪ 2382‬طبيب لفائدة ‪ 7408213‬نسمة‪ ،‬بينما جهة فاس مكناس تتوفر على ‪1726‬‬
‫طبيب لفائدة ‪ 4405862‬نسمة‪ ،‬في حين جهة الرباط سال القنيطرة يعمل بها ‪3100‬‬

‫تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة بإصالح التغطية االجتماعية‪ ،‬مجلس المستشارين‪ ،‬الوالية التشريعية ‪2016‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ ،2021 -‬دورة أبريل ‪ .2021‬ص‪.50‬‬


‫‪25‬‬
‫‪Ressources Humaines, carte sanitaire, situation de l’offre de soins – Octobre 2019. Ministère‬‬
‫‪de la Santé.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪http://cartesanitaire.sante.gov.ma‬‬

‫‪47‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫طبيب لفائدة ‪ 4867744‬نسمة‪ ،‬كما نجد جهة مراكش أسفي تشمل ‪ 1321‬طبيب‬
‫لفائدة ‪ 4774413‬نسمة‪ ،‬والجهة الشرقية تضم ‪ 1079‬طبيب لفائدة ‪ 2453229‬نسمة‪،‬‬
‫أما جهة طنجة تطوان الحسيمة فتحتوي على ‪ 791‬طبيب لفائدة ‪ 3813854‬نسمة‪،‬‬
‫أيضاً نجد جهة سوس ماسة تتوفر على ‪ 612‬طبيب لفائدة ‪ 2896152‬نسمة‪ ،‬وجهة‬
‫بني مالل خنيفرة يعمل بها ‪ 484‬طبيب لفائدة ‪ 2613137‬نسمة‪ ،‬وجهة درعة تافياللت‬
‫ال تحتوي إال على ‪ 409‬طبيب لفائدة ‪ 1693786‬نسمة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود ‪229‬‬
‫طبيب بجهة كلميم واد نون لفائدة ‪ 446225‬نسمة‪ ،‬و‪ 166‬طبيب بجهة العيون الساقية‬
‫الحمراء لفائدة ‪ 400442‬نسمة‪ ،‬و‪ 57‬طبيب بجهة الداخلة وادي الذهب لفائدة‬
‫‪ 1786000‬نسمة‪.27‬‬

‫من جانب أخر‪ ،‬يمثل توزيع نسبة األطباء في القطاع الخاص على المستوى‬
‫الجهوي ما يقدر بـ ‪ 4821‬طبيب بجهة الدار البيضاء‪ -‬سطات‪ ،‬و‪ 2906‬طبيب بجهة‬
‫الرباط ‪-‬سال ‪-‬القنيطرة‪ ،‬و‪ 1378‬طبيب بجهة مراكش ‪-‬أسفي‪ ،‬بينما جهة فاس‪-‬‬
‫مكناس تتوفر على ‪ 1309‬طبيب‪ ،‬و‪ 1169‬طبيب بجهة طنجة ‪-‬تطوان ‪-‬الحسيمة‪،‬‬
‫وبجهة سوس ‪-‬ماسة نجد ‪ ،693‬في حين الجهة الشرقية يعمل بها ‪ 645‬طبيب‪ ،‬وبجهة‬
‫بني مالل ‪-‬خنيفرة ‪ 552‬طبيب‪ ،‬و‪ 139‬طبيب بجهة درعة‪ -‬تافياللت‪ ،‬و‪ 48‬طبيب‬

‫من المهم اإلشارة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬الى أن نسبة عدد األطباء المعتمدة ال تشمل العاملين بالمستشفيات الجامعية‪ ،‬لمزيد من‬ ‫‪27‬‬

‫االطالع‪ ،‬يراجع‪:‬‬
‫‪- Ressources humaines, les professionnels de santé médicaux du secteur public,‬‬
‫‪professionnels de santé médicaux par région, octobre 2019. Ministère de la Santé‬‬

‫‪48‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بجهة العيون الساقية الحمراء‪ ،‬و‪ 42‬طبيب بجهة كلميم‪ -‬واد نون‪ ،‬و‪ 12‬طبيب بجهة‬
‫الداخلة ‪-‬وادي الذهب‪.28‬‬

‫من خالل استقراء هذه المعطيات المتعلقة بتوزيع الموارد البشرية سواء العاملة‬
‫بالقطاع العام أو القطاع الخاص على المستوى الجهوي‪ ،‬يتبين مدى الخصاص الذي‬
‫يعرفه القطاع‪ ،‬وذلك على مستويين‪ :‬أولهما ضعف في التأطير الطبي‪ ،‬قياسا بمعايير‬
‫منظمة الصحة العالمية التي تحدد عدد األطر الطبية لكل ‪ 10000‬نسمة‪ ،‬بحيث أن‬
‫التأطير الطبي بالمغرب يمثل نسبة ‪ 6.02‬طبيب لكل ‪ ،10.000‬مقابل ‪ 12.2‬طبيب‬
‫لكل ‪ 10000‬نسمة بتونس‪ ،‬و‪ 9.10‬بالبحرين‪ ،‬و‪ 11.4‬بمنطقة البحر األبيض المتوسط‬
‫الشرقية‪ ،‬والبد من التذكير بأن هذه النسبة عرفت تغي اًر بعد تطبيق معايير الخريطة‬
‫الصحية في المغرب بنسبة ‪ 8.8‬لكل ‪ 10.000‬نسمة‪.29‬‬

‫ثانيهما ضعف كثافة الممرضين‪ ،‬بحيث ال تتجاوز نسبة الممرضين بالمغرب‬


‫‪ 8.9‬لكل ‪ 10.000‬نسمة‪ ،‬مقابل ‪ 15.1‬بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬و‪ 24.1‬بمنطقة‬
‫البحر األبيض المتوسط الشرقية‪ ،‬بهذا الحصوص البد من توضيح أن كثافة الممرضين‬
‫تزايدت بنسبة ‪ 16.1‬لكل ‪ 10.000‬مواطن مغربي‪ ،‬ويأت هذا التقدم في المؤشر بعد‬
‫اعتماد المغرب لمعايير الخريطة الصحية‪.30‬‬

‫المغرب في أرقام سنة ‪ ،2021‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬سنة ‪.2021‬‬ ‫‪28‬‬

‫و ازرة الصحة‪ ،‬سياسة قطاع الصحة في مجال تدبير الموارد البشرية‪ ،‬مديرية الموارد البشرية‪ .2014 ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪29‬‬

‫يراجع في ذلك‪ :‬تقرير مديرية الموارد البشرية‪ ،‬و ازرة الصحة‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.3‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪49‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫جدول رقم (‪ :31)1‬عدد األطباء حسب القطاع واإلقليم (أو العمالة) برسم سنة ‪2020‬‬

‫الخاص ‪Privé‬‬ ‫العمومي ‪Public‬‬ ‫الجهات‬


‫‪1169‬‬ ‫‪791‬‬ ‫طنجة – تطوان – الحسيمة‬
‫‪42‬‬ ‫‪163‬‬ ‫الحسيمة‬
‫‪24‬‬ ‫‪84‬‬ ‫شفشاون‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الفحص‪ -‬انجرة‬
‫‪93‬‬ ‫‪83‬‬ ‫العرائش‬
‫‪23‬‬ ‫‪39‬‬ ‫المضيق –الفنيدق‬
‫‪25‬‬ ‫‪35‬‬ ‫وزان‬
‫‪671‬‬ ‫‪253‬‬ ‫طنجة‪ -‬أصيلة‬
‫‪289‬‬ ‫‪127‬‬ ‫تطوان‬
‫‪645‬‬ ‫‪1079‬‬ ‫الشرق‬
‫‪87‬‬ ‫‪85‬‬ ‫بركان‬
‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫الدريوش‬
‫‪9‬‬ ‫‪49‬‬ ‫فجيج‬
‫‪23‬‬ ‫‪34‬‬ ‫جرسيف‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫جرادة‬
‫‪187‬‬ ‫‪117‬‬ ‫الناظور‬
‫‪280‬‬ ‫‪622‬‬ ‫وجدة‪-‬أنجاد‬
‫‪29‬‬ ‫‪61‬‬ ‫تاوريرت‬
‫‪1309‬‬ ‫‪1726‬‬ ‫فاس‪-‬مكناس‬
‫‪12‬‬ ‫‪96‬‬ ‫بولمان‬
‫‪33‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الحاجب‬
‫‪675‬‬ ‫‪1002‬‬ ‫فاس‬
‫‪21‬‬ ‫‪50‬‬ ‫إيفران‬

‫ال يشمل العدد المحدد المراكز االستشفائية الجامعية‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪50‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الخاص ‪Privé‬‬ ‫العمومي ‪Public‬‬ ‫الجهات‬


‫‪402‬‬ ‫‪249‬‬ ‫مكناس‬
‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫موالي يعقوب‬
‫‪37‬‬ ‫‪51‬‬ ‫صفرو‬
‫‪37‬‬ ‫‪91‬‬ ‫تاونات‬
‫‪91‬‬ ‫‪115‬‬ ‫تازة‬
‫‪2906‬‬ ‫‪3100‬‬ ‫الرباط‪ -‬سال‪ -‬القنيطرة‬
‫‪488‬‬ ‫‪226‬‬ ‫القنيطرة‬
‫‪140‬‬ ‫‪112‬‬ ‫الخميسات‬
‫‪1348‬‬ ‫‪2252‬‬ ‫الرباط‬
‫‪419‬‬ ‫‪259‬‬ ‫سال‬
‫‪67‬‬ ‫‪76‬‬ ‫سيدي قاسم‬
‫‪59‬‬ ‫‪30‬‬ ‫سيدي سليمان‬
‫‪385‬‬ ‫‪145‬‬ ‫الصخيرات –تمارة‬
‫‪552‬‬ ‫‪484‬‬ ‫بني مالل –خنيفرة‬
‫‪19‬‬ ‫‪130‬‬ ‫أزيالل‬
‫‪208‬‬ ‫‪128‬‬ ‫بني مالل‬
‫‪86‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الفقيه بن صالح‬
‫‪51‬‬ ‫‪79‬‬ ‫خنيفرة‬
‫‪188‬‬ ‫‪110‬‬ ‫خريبكة‬
‫المصدر‪ :‬المندوبية السامية للتخطيط ‪2020‬‬

‫‪51‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫جدول رقم (‪ :32)2‬عدد األطباء حسب القطاع واإلقليم أو العمالة ( تابع) برسم سنة ‪2020‬‬

‫الخاص ‪Privé‬‬ ‫العمومي ‪Public‬‬ ‫الجهات‬


‫‪4821‬‬ ‫‪2382‬‬ ‫الدار البيضاء – سطات‬
‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫بنسليمان‬
‫‪183‬‬ ‫‪59‬‬ ‫برشيد‬
‫‪3748‬‬ ‫‪1751‬‬ ‫الدار البيضاء‬
‫‪330‬‬ ‫‪142‬‬ ‫الجديدة‬
‫‪34‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مديونة‬
‫‪214‬‬ ‫‪81‬‬ ‫المحمدية‬
‫‪82‬‬ ‫‪65‬‬ ‫النواصر‬
‫‪127‬‬ ‫‪158‬‬ ‫سطات‬
‫‪53‬‬ ‫‪36‬‬ ‫سيدي بنور‬
‫‪1378‬‬ ‫‪1321‬‬ ‫مراكش‪ -‬اسفي‬
‫‪49‬‬ ‫‪103‬‬ ‫الحوز‬
‫‪28‬‬ ‫‪109‬‬ ‫شيشاوة‬
‫‪79‬‬ ‫‪100‬‬ ‫قلعة السراغنة‬
‫‪41‬‬ ‫‪106‬‬ ‫الصويرة‬
‫‪934‬‬ ‫‪717‬‬ ‫مراكش‬
‫‪43‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الرحامنة‬
‫‪165‬‬ ‫‪111‬‬ ‫أسفي‬
‫‪39‬‬ ‫‪24‬‬ ‫اليوسفية‬
‫‪139‬‬ ‫‪409‬‬ ‫درعة – تافياللت‬
‫‪43‬‬ ‫‪118‬‬ ‫الرشيدية‬
‫‪18‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ميدلت‬

‫ال يشمل المراكز االستشفائية الجامعية‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪52‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الخاص ‪Privé‬‬ ‫العمومي ‪Public‬‬ ‫الجهات‬


‫‪35‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ور اززات‬
‫‪25‬‬ ‫‪75‬‬ ‫تنغير‬
‫‪18‬‬ ‫‪61‬‬ ‫زاكورة‬
‫‪693‬‬ ‫‪612‬‬ ‫سوس‪-‬ماسة‬
‫‪402‬‬ ‫‪203‬‬ ‫أكادير اداوتنان‬
‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫اشتوكة ايت باها‬
‫‪150‬‬ ‫‪86‬‬ ‫انزكان ايت ملول‬
‫‪73‬‬ ‫‪148‬‬ ‫تارودانت‬
‫‪2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫طاطا‬
‫‪32‬‬ ‫‪83‬‬ ‫تيزنيت‬
‫‪42‬‬ ‫‪229‬‬ ‫كلميم‪ -‬واد نون‬
‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫أسا‪-‬الزاك‬
‫‪27‬‬ ‫‪109‬‬ ‫كلميم‬
‫‪6‬‬ ‫‪46‬‬ ‫سيدي افني‬
‫‪8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫طانطان‬
‫‪48‬‬ ‫‪166‬‬ ‫العيون‪ -‬الساقية الحمراء‬
‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫بوجدور‬
‫‪3‬‬ ‫‪25‬‬ ‫السمارة‬
‫‪42‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العيون‬
‫‪5‬‬ ‫طرفاية‬
‫‪12‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الداخلة ‪-‬واد الذهب‬
‫‪2‬‬ ‫أوسر‬
‫‪12‬‬ ‫‪55‬‬ ‫واد الذهب‬
‫‪13369‬‬ ‫‪12104‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬المندوبية السامية للتخطيط ‪2020‬‬

‫‪53‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫يالحظ أن ضعف كثافة األطباء والممرضين بالمنظومة الصحية يعود إلى ضعف‬
‫في المناصب المالية المخصصة لهذا القطاع‪ ،‬حيث تبرز األرقام أن عدد المناصب‬
‫المالية المفتوحة ظلت ثابتة في ‪ 4000‬منصب‪ ،‬خالل السنوات المالية ‪،2019 ،2018‬‬
‫‪ ،332020‬باإلضافة إلى غياب إقبال األطباء على االنخراط في أسالك الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬مقابل ارتفاع عدد االستقاالت المقدمة من طرف العاملين بها‪.‬‬

‫رسم مبياني رقم (‪ :)1‬تطور المناصب المالية المخصصة لقطاع الصحة ‪2022 - 2017‬‬

‫وزارة الصحة‬ ‫املراكز االستشفائية‬

‫‪988‬‬ ‫‪1.100‬‬

‫‪1.094‬‬ ‫‪1.539‬‬
‫‪660‬‬

‫‪5.500‬‬ ‫‪5.500‬‬
‫‪670‬‬ ‫‪4.000‬‬ ‫‪4.000‬‬ ‫‪4.000‬‬
‫‪1.500‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬

‫المصدر‪ :‬عرض السيد عزيز الخياطي نائب مدير الميزانية ألقاه بالنيابة عن السيد الوزير المنتدب المكلف‬
‫بالميزانية‪ ،‬حول استراتيجية تمويل اصالح المنظومة الصحية‪.‬‬

‫يتضح من خالل ما سبق‪ ،‬أن المنظومة الصحية تعاني نزيفاً حاداً على مستوى‬
‫األطر الطبية والموارد البشرية بشكل عام‪ ،‬األمر الذي يزيد من صعوبة االستجابة لكل‬
‫حاجيات المواطنين‪ ،‬فيما يخص تقديم العالجات الضرورية‪ ،‬األمر الذي يؤكده تقرير‬

‫‪33‬‬
‫‪Loi de Finance n°68.17 année budgétaire 2018, loi de finance n° 80.18 année budgétaire‬‬
‫‪2019 Et loi de finance n°70.19 année budgétaire 2020, Bulletin officiel.‬‬

‫‪54‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬حيث يشير إلى النقص الحاصل على مستوى‬
‫الموارد البشرية في قطاع الصحة‪ ،34‬ويرجع ذلك النقص حسب نفس التقرير إلى ضعف‬
‫الميزانية المرصودة لقطاع الصحة‪ ،‬التي تتراوح بين ‪ 5.6‬في المائة و‪ 6‬في المائة من‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬في حين توصي المنظمة العالمية للصحة بتخصيص ما بين ‪10‬‬
‫و‪ % 12‬من الميزانية العامة للدولة لتمويل قطاع الصحة‪ ،35‬ويوضح الرسم البياني رقم‬
‫(‪ )2‬تطور النفقات الصحية مقارنة مع الناتج الداخلي الخام‪ ،‬خالل فترة الممتدة من‬
‫‪ 2005‬إلى ‪ 2020‬في بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪.36‬‬

‫رسم مبياني رقم (‪ :)2‬تطور النفقات الصحية في بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫مقارنة مع الناتج الداخلي الخام ‪( 2020 - 2005‬التقديرات)‬

‫المصدر‪37 :‬معطيات إحصائية صادرة عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية حول الصحة سنة ‪2021‬‬

‫‪34‬‬
‫‪Rapport annuel 2016, Conseil Economique Social et Environnemental, 2016. P15.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Rapport annuel 2016, Ibid, P15 et S.‬‬
‫‪36‬‬
‫)‪Statistiques de l'OCDE sur la santé 2021 - OCDE (oecd.org‬‬
‫‪37‬‬
‫‪Note : Sur la base de 16 pays fournissant des estimations préliminaires des dépenses de‬‬
‫‪santé pour 2020.‬‬

‫‪55‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ونظر ألهمية العنصر البشري في تعزيز العرض الصحي‪ ،‬فإن تقرير النموذج‬
‫ا‬
‫التنموي الجديد يقترح زيادة تغطية العاملين في قطاع الصحة بنسبة ‪ 4،5‬لكل ‪1.000‬‬
‫نسمة بحلول ‪ ،2035‬مقابل ‪ 2‬لكل ‪ 1.000‬نسمة حاليا‪ ،‬األمر الذي يستدعي تكوين‬
‫‪ 3.600‬طبيب و‪ 7.100‬ممرض سنويا في المتوسط‪.38‬‬

‫‪ - 3‬السياسة الدوائية‬

‫تسهر و ازرة الصحة والحماية االجتماعية على وضع وتنفيذ السياسة الدوائية‪ ،‬وتتمتع‬
‫بكافة الصالحيات الرئيسية ذات الصلة بتقنين سوق األدوية‪ ،‬إذ تتولى منح األذون‬
‫بالعرض في السوق‪ ،‬وتحديد أسعار األدوية‪ ،‬وكذا القيام بعملية التفتيش للصيدليات‬
‫والمؤسسات الصيدلية‪ ،‬ناهيك عن اقتناء بعض األدوية الالزمة لتحمل األمراض‬
‫المسطرة في عدة برامج صحية‪.‬‬

‫من جانب أخر‪ ،‬تتولى الوكالة الوطنية للتأمين الصحي مهمة تقنين وتوجيه سوق‬
‫األدوية‪ ،‬عبر التدخل المباشر أو غير المباشر في تنظيم أسعار األدوية‪.‬‬

‫وفي سياق متصل‪ ،‬يساهم قطاع صناعة األدوية بنسبة ‪ 1.5‬في المائة من الناتج‬
‫الداخلي الخام الوطني‪ ،‬وبنسبة ‪ 5.2‬في المائة من الناتج الداخلي الخام الصناعي‪ ،‬كما‬
‫يساهم في خلق قيمة مضافة سنوية تناهز ‪ 4.6‬مليار درهم‪ ،‬ويعمل القطاع على سد‬
‫الخصاص في مجال األدوية على الصعيد الوطني‪ ،‬إذ يشمل تصنيع ‪ 60‬في المائة‬
‫من األدوية‪ ،‬واستراد ‪ 40‬في المائة منها‪.‬‬

‫التقرير العام للنموذج التنموي الجديد ص ‪.101‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪56‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫في حين أن معدل االستهالك الفردي لألدوية لم يتجاوز ‪ 431‬درهم سنويا‪ ،‬برسم‬
‫سنة ‪ ،2017‬بالمقارنة مع العديد من الدول يتضح أن معدل استهالك األدوية بالمغرب‬
‫يبقى ضعيفا‪ ،‬إذ يبلغ متوسط االستهالك السنوي بالواليات المتحدة األمريكية حوالي‬
‫‪ 576‬أورو للفرد الواحد‪ ،‬فيما يناهز ‪ 248‬أورو للفرد الواحد في البلدان األوربية‪.39‬‬

‫وبغية تحسين هذه المؤشرات عملت الحكومة من خالل مخطط الصحة في أفق‬
‫‪ ،2025‬بتنفيذ المقتضيات المتعلقة بالسياسة الدوائية الوطنية‪ ،‬ومواصلة سياسة تخفيض‬
‫أسعار األدوية والمستلزمات الطبية‪ ،‬وتحسين معدل استهالك الدواء الجنيس‪ ،‬ورغم هذه‬
‫المجهودات‪ ،‬ظلت هناك مجموعة من المشاكل واإلك ارهات تحول دون تيسير الولوج‬
‫إلى األدوية‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف القدرة الشرائية؛‬

‫‪ -‬عدم تعميم التغطية الصحية األساسية؛‬

‫‪ -‬ارتفاع أثمنة األدوية‪.‬‬

‫ومن المفيد‪ ،‬اإلشارة في هذا الصدد‪ ،‬إلى الدراسة التي أنجزها الصندوق الوطني‬
‫لمنظمات االحتياط االجتماعي حول ‪ 323‬دواء‪ ،‬مقبول إرجاع مصاريفه‪ ،‬للتأكد من‬
‫مطابقة أثمنتها العمومية للبيع‪ ،‬إلى جانب الكيفيات والشروط التي حددها المرسوم رقم‬
‫‪ 2-13-852‬لتحديد أثمنة األدوية‪ ،‬خاصة تلك الواردة في مادته الثالثة‪ ،‬حيث تنص‬

‫رأي مجلس المنافسة حول وضعية المنافسة في سوق األدوية بالمغرب رقم‪ 20/4/‬الصفحة ‪.97‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪57‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المصنع دون احتساب الرسوم"‪ "PFHT‬لكل دواء أصلي‪ ،‬هو أقل ثمن‬ ‫ّ‬ ‫على أن ثمن‬
‫صادقت عليه الجهات المختصة‪ ،‬بكل من المملكة العربية السعودية وبلجيكا وفرنسا‬
‫وإسبانيا وتركيا والبرتغال‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :3‬اختالف في اثمنة األدوية بين البيع والتعويض األساسي‬

‫الفارق بين الثمن‬ ‫الثمن‬ ‫الثمن‬ ‫الثمن‬


‫الفارق بعدد‬ ‫الثمن أساسي‬
‫المرات‬
‫أساسي التعويض‬ ‫بفرنسا‬ ‫بفرنسا‬ ‫أساسي‬
‫للبيع‬
‫الدواء‬
‫والثمن بفرنسا‬ ‫بالدرهم‬ ‫باألورو‬ ‫التعويض‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪10338 ,12‬‬ ‫‪33509‬‬ ‫‪3064‬‬ ‫‪43847‬‬ ‫‪43847‬‬ ‫‪REVLIMID 25 MG‬‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪9030 ,15‬‬ ‫‪28880‬‬ ‫‪2641‬‬ ‫‪37910‬‬ ‫‪37910‬‬ ‫‪REVLIMID 10 MG‬‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪2137 ,40‬‬ ‫‪5879‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪8016‬‬ ‫‪8016‬‬ ‫‪ACTEMERA 400MG/ ML‬‬
‫‪5,2‬‬ ‫‪1998 ,68‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2476‬‬ ‫‪2476‬‬ ‫‪ANZATAX‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪1996 ,44‬‬ ‫‪2271‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪4267‬‬ ‫‪4267‬‬ ‫‪REMSIMA 100MG‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪1777 ,53‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪3778‬‬ ‫‪3778‬‬ ‫‪VELCAD‬‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪1512 ,86‬‬ ‫‪8178‬‬ ‫‪748‬‬ ‫‪9691‬‬ ‫‪9691‬‬ ‫‪RECORMON‬‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪1397,73‬‬ ‫‪8308‬‬ ‫‪760‬‬ ‫‪9706‬‬ ‫‪9706‬‬ ‫‪SIMPONI 50MG‬‬
‫‪7,3‬‬ ‫‪1340,86‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1553‬‬ ‫‪1553‬‬ ‫‪CARBOLATIN COOPER‬‬
‫‪1,8‬‬ ‫‪1321,86‬‬ ‫‪1586‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪2908‬‬ ‫‪3553‬‬ ‫‪AVASTIN‬‬
‫‪2,7‬‬ ‫‪1185,67‬‬ ‫‪683‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪1869‬‬ ‫‪1869‬‬ ‫‪XYLATIN 100‬‬
‫‪2,5‬‬ ‫‪1166,84‬‬ ‫‪787‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪1951‬‬ ‫‪1951‬‬ ‫‪EPOTIN 100‬‬
‫‪1,7‬‬ ‫‪1126,69‬‬ ‫‪1706‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪2833‬‬ ‫‪2833‬‬ ‫‪OPAVIR 0 ;5 MG‬‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪1122,57‬‬ ‫‪8284‬‬ ‫‪758‬‬ ‫‪9407‬‬ ‫‪9407‬‬ ‫‪ARANESP 150G‬‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪1099,53‬‬ ‫‪578‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪1678‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪TEMODAL‬‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪1055,43‬‬ ‫‪3154‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪4209‬‬ ‫‪4209‬‬ ‫‪ZELVA 100MG‬‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪1007,34‬‬ ‫‪3673‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪4680‬‬ ‫‪4680‬‬ ‫‪VECTIBIX‬‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪677,45‬‬ ‫‪2755‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪3432‬‬ ‫‪3432‬‬ ‫‪EPOTIN 4000‬‬

‫‪58‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المصدر‪ :‬تقرير نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪2020‬‬

‫يتبين مما سبق‪ ،‬أن غياب سياسة دوائية ناجعة وفعالة يشكل تهديدا لديمومة‬
‫صناديق التأمين الصحي‪ ،‬حيث أن ‪ 34‬في المائة من إجمالي نفقات الصندوق الوطني‬
‫لمنظمات االحتياط االجتماعي‪ ،‬يتم تحويلها لألدوية المقبول إرجاع مصاريفها‪.‬‬

‫كما ركزت الدراسة على األدوية األكثر استهالكا من طرف مؤمني الصندوق‪ ،‬خاصة‬
‫تلك المستوردة من الخارج‪ ،‬ومقارنة أثمنتها بتلك المعمول بها في فرنسا‪ ،‬التي تفوق‬
‫القدرة الشرائية لمواطنيها بـ ‪ 6‬إلى ‪ 7‬مرات القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :4‬اختالف في ثمن األدوية بين المغرب وفرنسا‬

‫الفارق بالدرهم‬ ‫معدل ثمن المستحضرات الجنيسة البديلة‬ ‫الثمن العمومي لبيع الدواء األصلي‬ ‫األدوية‬
‫بالدرهم والمسوقة بفرنسا‬
‫‪9736‬‬ ‫‪10568‬‬ ‫‪20304‬‬ ‫‪AFINITOR 5MG‬‬
‫‪9040‬‬ ‫‪9360‬‬ ‫‪18400‬‬ ‫‪IRESSA 250 MG‬‬
‫‪8836‬‬ ‫‪9627‬‬ ‫‪17885‬‬ ‫‪TARCEVA 150 MG‬‬
‫‪5578‬‬ ‫‪5340‬‬ ‫‪7763‬‬ ‫‪HUMIRA 40 MG‬‬
‫‪3146‬‬ ‫‪6314‬‬ ‫‪9460‬‬ ‫‪NEILASTIM 6‬‬
‫‪MG/0 ,6ML‬‬
‫‪915‬‬ ‫‪2995‬‬ ‫‪4855‬‬ ‫‪ENBREL 25MG‬‬
‫‪1541‬‬ ‫‪665‬‬ ‫‪2206‬‬ ‫‪ELOXATINE 5‬‬
‫‪MG/ML‬‬
‫‪1063‬‬ ‫‪788‬‬ ‫‪1851‬‬ ‫‪PROGRAF‬‬
‫‪871‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪1203‬‬ ‫‪ELOXATINE 5‬‬
‫‪MG/ML‬‬
‫‪801‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪951‬‬ ‫‪SIFROL2.1 MG‬‬

‫‪59‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المصدر‪ :‬تقرير نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪2020‬‬

‫ولتعميق نتائج الدراسة‪ ،‬فإن الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪،‬‬


‫قام بمقارنة أثمنة عدة أدوية كما تم التصريح بها عند االستيراد‪ ،‬فأكدت نتائج الدراسة‬
‫االرتفاع الكبير في أثمنة األدوية‪ ،‬الذي يترتب عنه تحمل المواطن وأنظمة التغطية‬
‫الصحية األساسية لنفقات كان من الممكن توجيهها لعالجات أساسية أخرى‪.40‬‬

‫الجدول رقم ‪ :5‬اختالف في ثمن األدوية بين المغرب وفرنسا‬

‫الفارق بين‬ ‫الفارق بين الثمن‬


‫الثمن العمومي‬ ‫الثمن المصرح به‬
‫الثمن بفرنسا‬ ‫المصرح به والثمن‬ ‫الثمن بفرنسا‬ ‫رسوم الجمارك‬ ‫األدوية‬
‫للبيع بالمغرب‬ ‫لدى الجمارك‬
‫والثمن بالمغرب‬ ‫البيع‬
‫‪5635,15‬‬ ‫‪9916,15‬‬ ‫‪7806,00‬‬ ‫‪12087,00‬‬ ‫‪2170,85‬‬ ‫‪2112,75‬‬ ‫‪MABTHERA‬‬
‫‪FLACONS‬‬
‫‪AMPOULE 10 ML‬‬
‫‪7432,91‬‬ ‫‪9024,91‬‬ ‫‪8099,00‬‬ ‫‪9691,00‬‬ ‫‪666,09‬‬ ‫‪605,85‬‬ ‫‪RECORMON‬‬
‫‪SERINGUES‬‬
‫‪2000 UI 6‬‬
‫‪5032,64‬‬ ‫‪7189,64‬‬ ‫‪15933,00‬‬ ‫‪18090,00‬‬ ‫‪10900,36‬‬ ‫‪9914,60‬‬ ‫‪GULENYA HGC‬‬
‫‪0 ,5 MG DUP‬‬
‫‪2’14‬‬
‫‪4427,72‬‬ ‫‪6634,72‬‬ ‫‪9598,00‬‬ ‫‪11805,00‬‬ ‫‪5170,28‬‬ ‫‪5031,90‬‬ ‫‪AVASTIN‬‬
‫‪FLACON‬‬
‫‪AMPOULE 16 ML‬‬
‫‪400MG‬‬

‫تقرير حول نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪60‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪4206,80‬‬ ‫‪4514,80‬‬ ‫‪18155,00‬‬ ‫‪18463,00‬‬ ‫‪13948,20‬‬ ‫‪13913,13‬‬ ‫‪TARCEVA‬‬


‫‪150MG‬‬
‫‪705,34‬‬ ‫‪4473,34‬‬ ‫‪7150,00‬‬ ‫‪10918,00‬‬ ‫‪6444,66‬‬ ‫‪6272,17‬‬ ‫‪HUMIRA40‬‬
‫‪MG/OAMI PFS‬‬
‫‪X2‬‬
‫‪3241,11‬‬ ‫‪3280,11‬‬ ‫‪3507,00‬‬ ‫‪3546,00‬‬ ‫‪265,89‬‬ ‫‪247,87‬‬ ‫‪DECAPEPTYL‬‬
‫‪0 ,1 MG‬‬
‫‪7FLCNS‬‬
‫‪2662,26‬‬ ‫‪2784,26‬‬ ‫‪3582,00‬‬ ‫‪3704,00‬‬ ‫‪919,74‬‬ ‫‪917,45‬‬ ‫‪KOGENATE 250‬‬
‫‪544,14‬‬ ‫‪2738,14‬‬ ‫‪5822,00‬‬ ‫‪8016,00‬‬ ‫‪5277,86‬‬ ‫‪5136,60‬‬ ‫‪ACTEMRA‬‬
‫‪FLACON 20 ML‬‬
‫‪400 MG‬‬
‫‪1589,77‬‬ ‫‪2732,77‬‬ ‫‪1690,00‬‬ ‫‪2833,00‬‬ ‫‪100,23‬‬ ‫‪91,17‬‬ ‫‪OPAVIR 0,5MG‬‬
‫‪1212,42‬‬ ‫‪2637,42‬‬ ‫‪3430,00‬‬ ‫‪4855,00‬‬ ‫‪2217,58‬‬ ‫‪2017,04‬‬ ‫‪ENBREL PFS 25‬‬
‫‪MG X4 MENA‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪2020‬‬

‫وما يزيد من ارتفاع ثمن الدواء‪ ،‬هو تطبيــق الضريبــة علــى القيمــة المضافــة‬
‫بنســبة ‪% 7‬علــى بعــض األدوية‪ ،‬بعد تحديــد أســعارها‪ ،‬إذ يشير تقرير مجلس المنافسة‬
‫إلى أن مـن أصـل ‪ 7394‬مـن األدوية المسـجلة‪ ،‬يخضـع ‪ 4896‬منهـا للضريبـة علـى‬
‫القيمـة المضافـة بنسـبة ‪ ،%7‬أي مـا يعـادل ‪ 66 %‬تقريبـا مـن األدوية‪.‬‬

‫ومــن خالل تتبع تحليــل ســوق األدوية‪ ،‬يتضح " أن هــذه الضريبــة تشــكل عائقــا‬
‫ماليــا يحــول دون تمكيــن المســتهلك مــن الولـوج إلـى الـدواء‪ ،‬إذ يعانـي هـذا األخير أيضا‬
‫مـن ضعـف قدرتـه الشـرائية‪ ،‬إلى جانب تحمـله جـزءا هاما مـن تكاليـف نفقاتـه الصحيـة‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫نتيجـة غيـاب التغطيـة الصحيـة‪ ،‬أو عدم شمولها للتعويض عن بعض الخدمات الصحية‪،‬‬
‫مقارنة ببعض البلدان التي تعمـل علـى ضمـان تغطيـة صحيـة شـاملة لفائـدة سـكانها‪،‬‬
‫تظل الضريبة المفروضة على األدوية بها ضعيفة‪ ،‬وتتوزع حسب البلدان على الشكل‬
‫التالي‪ :‬المملكة العربية السعودية ‪%0‬؛ بلجيكا ‪%6‬؛ فرنسا ‪ % 1.2‬؛ إسبانيا ‪%4‬؛‬
‫البرتغال ‪ ،%5‬وذلك بالنسبة لألدوية المقبول إرجاع مصاريفها‪.‬‬

‫وسعيا منها إلي تخفيض الرسوم الضريبية‪ ،‬قامت المؤسسة التشريعية بالمصادقة‬
‫على إجراء ضريبي من خالل قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬يهدف إلى خفض رسم‬
‫االستيراد المطبق على المتفورمين هيدروكلوريد ‪ DC95‬من ‪ 40‬في المائة إلى ‪2.5‬‬
‫في المائة‪ ،41‬وهو مستحضر دوائي موجه لصناعة أدوية مستعملة في عالج الصنف‬
‫‪ II‬من مرض السكري‪ ،‬غير أن ذلك لم ينعكس على التخفيض من ثمن الدواء المستعمل‬
‫في عالج هذا المرض‪.‬‬

‫إن سياسة تخفيض أثمنة األدوية سيكون لها آثار مباشرة على األسر‪ ،‬لكون‬
‫إنفاقها على األدوية يصل ‪ 34‬في المائة من إجمالي نفقاتها على الصحة‪ ،‬كما هو‬
‫موضح في الرسم أسفله‪ ،‬وينعكس ذلك بشكل غير مباشر على التوازن المالي للصناديق‬
‫المدبرة لتأمين االجباري عن المرض‪ ،‬ويالحظ هذا عندما تم تخفيض سعر ما مجموعه‬
‫‪ 810‬من المستحضرات الصيدلية المقبول إرجاع مصاريفها من طرف الصندوق‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 115.21.1‬صادر في ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 10( 1443‬ديسمبر ‪ )2021‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪21.76‬‬ ‫‪41‬‬

‫للسنة المالية ‪ 2022‬المادة ‪.4‬‬

‫‪62‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪ ،‬في إطار العالجات العادية‪ ،‬حيث مكنه ذلك‬
‫من توفير ‪ 66‬مليون درهم‪.‬‬

‫رسم مبياني رقم (‪42 :)3‬توزيع النفقات االعتيادية للصحة حسب نوع الخدمة الصحية‬
‫برسم سنة ‪2018‬‬
‫‪0,4‬‬

‫‪28,7‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪5‬‬
‫‪11,7‬‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪23,4‬‬

‫خدمات االستشفاء‬ ‫التحاليل والفحص باألشعة‬ ‫األدوية‬ ‫نفقات االتسيير اإلدارية‬


‫الطب التقليدي‬ ‫الخدمات الصحية العادية‬ ‫أخرى‬

‫المصدر‪ :‬الحساب الوطني للصحة برسم سنة ‪2018‬‬

‫وبخصوص األدوية الجنيسة‪ ،‬فإنها تلعب دو ار مركزيا في تسهيل ولوج المواطنين‬


‫إلى الدواء نظ ار النخفاض تكلفتها‪ ،‬وتساهم أيضا في ضبط نفقات الصناديق المدبرة‬
‫لمنظومة التغطية الصحية‪ ،‬وتقليـص الحصـة المتبقيـة علـى عاتـق المؤمـن لـه أثنـاء شـراء‬
‫األدوية‪ ،‬وقـد تطـور معـدل استهلك الـدواء الجنيـس بالمغـرب خـالل العقـود األخيرة‪ ،‬كمـا‬
‫يوضـح ذلك الجـداول أدنـاه‪ ،‬حيـث انتقـل مـن ‪ 2.2‬إلـى ‪ 4‬مليـار درهـم‪ ،‬مسجال زيـادة‬
‫ناهـزت ‪.%82‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Comptes Nationaux de la santé, Rapport 2018.‬‬

‫‪63‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الجدول رقم ‪ :6‬تطور معدل استهالك األدوية الجنيسة‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنوات‬
‫‪129,8‬‬ ‫‪121,3‬‬ ‫‪116,2‬‬ ‫‪112,6‬‬ ‫‪108,6‬‬ ‫‪101,6‬‬ ‫‪95,6‬‬ ‫‪88,8‬‬ ‫‪83,1‬‬ ‫‪79,2‬‬ ‫معدل االستهالك حسب‬
‫الحجم (ماليين الوحدات)‬
‫‪4‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪3,3‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2,8‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪2,2‬‬ ‫معدل االستهالك حسب‬
‫القيمة (مليار الدرهم)‬

‫ويرجع سبب تحسن معدل استهالك األدوية الجنيسة إلى الزيـادة فـي عـددها‬
‫المقبـول إرجـاع مصاريفهـا‪ ،‬إذ انتقلـت مـن ‪ 815‬إلـى ‪ 2775‬دواء‪ ،‬أي بنسـبة تناهـز‬
‫‪.%240‬‬

‫وقد خلص تقرير مجلس المنافسة إلى غياب سياسة عمومية حقيقية لتدبير الدواء‬
‫الجنيس‪ ،‬إذ يظـل معـدل استهالك األدوية الجنيسـة ضعيفا‪ ،‬فـي بلـد مثـل المغـرب‪ ،‬فـي‬
‫ظل هيمنة األدوية األصلية‪ ،‬بسـبب طبيعـة سـوق األدوية‪ ،‬التـي تتسـم بضعـف استهالك‬
‫الـدواء‪ ،‬وتدنـي مسـتوى التغطيـة الصحيـة‪ ،‬وتحمـل المريـض لجـزء كبيـر مـن المصاريـف‬
‫ذات الصلـة باألدوية‪.43‬‬

‫إلى جانب األدوية‪ ،‬تعرف المستلزمات الطبية هي األخرى ارتفاعا في أثمنتها‬


‫مقارنة مع فرنسا‪ ،‬وعلى سبل الذكر ال الحصر‪ ،‬فإن ثمن التحاليل البيولوجية يبقى‬
‫مرتفعا‪ ،‬كما يوضح ذلك الرسم أدناه‪ ،‬حيث يتمثل الفارق في عدد من الم ارت‪ ،‬إذ يصل‬
‫أحيانا إلى ‪ 4.9‬مرات مقارنة مع فرنسا‪.‬‬

‫رأي مجلس المنافسة حول وضعية المنافسة في سوق األدوية بالمغرب رقم ‪ 20/4/‬الصفحة ‪.90‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪64‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الجدول رقم ‪ :7‬اختالف في ثمن التحاليل البيولوجية بين المغرب وفرنسا‬

‫الفارق‬ ‫الثمن بفرنسا‬ ‫الثمن بالمغرب‬

‫بعدد‬ ‫الثمن بعد‬ ‫الثمن‬ ‫اسم التحليل البيولوجي‬


‫المعامل‬ ‫الثمن بالدرهم‬ ‫المعامل‬
‫المرات‬ ‫التحويل للدرهم‬ ‫باألورو‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪6,75‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪Numération Formule Sanguine‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪Urée‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪Créatinine‬‬
‫‪3,9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪6,48‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪TSH‬‬
‫‪2,8‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪5,94‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪Ionogramme Complet (Na. K.‬‬
‫(‪Ci. Prot. Ra. Ca‬‬
‫‪3,9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪Triglycérides‬‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪9,45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪495‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪Vitamine D‬‬
‫‪2,01‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪12,69‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪FSH‬‬
‫‪2,4‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪12,96‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪Hépatite V Dépistage‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪.2020‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬اقترح الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي وضع‬
‫إطار قانوني يهم المعطيات المتعلقة بتصنيع وتصنيف المستلزمات الطبية‪ ،‬وتحديد‬
‫مسالكها وتعريفتها‪ ،‬للقضاء على الغموض الذي يعرفه القطاع‪ ،‬ويبين الجدول التالي‬
‫التفاوت بين التعريفة الوطنية المرجعية للمستلزمات الطبية‪ ،‬والتعريفة المصرح بها لدى‬
‫الجمارك‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫جدول رقم ‪ :8‬الت فاوت بين التعريفة الوطنية المرجعية والمصرح بها لدى الجمارك بخصوص‬
‫المستلزمات الطبية‬
‫القيمة المصرح بها لدى الجمارك بما فيها‬ ‫الثمن المفوتر‬ ‫التعريفة الوطنية‬
‫التخصص‬ ‫المستلزم الطبي‬
‫الرسوم بالدرهم‬ ‫بالدرهم‬ ‫المرجعية بالدرهم‬
‫ما بين ‪ 221940‬و ‪2207000‬‬ ‫ما بين ‪ 290000‬و‬ ‫‪ 360000‬العمل‬ ‫طب‬ ‫‪Valve Aortique‬‬
‫‪300000‬‬ ‫الطبي والمستلزم‬ ‫القلب‬ ‫‪Biologique‬‬
‫الطبي‬
‫‪56225/98390/105915-109360‬‬ ‫‪356000‬‬ ‫‪351000‬‬ ‫طب‬ ‫‪NEURO‬‬
‫األعصاب‬ ‫‪STIMULATEUR‬‬
‫‪RECHARGEABLE‬‬
‫‪DE NOUVELLE‬‬
‫‪GENERATION‬‬
‫‪31560/87420‬‬ ‫‪160000/164000‬‬ ‫‪144000‬‬ ‫السمع‬ ‫‪Implants‬‬
‫‪Cochléaires‬‬
‫‪16200/18000/28200/31560/58080‬‬ ‫‪182000‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫طب‬ ‫‪BOITIER Stimulation‬‬
‫األعصاب‬ ‫‪Cérébrale‬‬
‫‪16120/32060/46850‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫طب‬ ‫‪Prothèse Du Genou‬‬
‫العظام‬ ‫‪A Charnière‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪2020‬‬

‫والجدير بالذكر أن الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي خسر ‪90‬‬


‫مليون درهم ما بين سنة ‪ 2016‬و‪ 2020‬جراء عدم أ‬
‫أجرة قرار وزير الصحة رقم‬
‫‪ 3207-15‬الصادر في ‪ 17‬دجنبر ‪ ،2015‬والذي يقضي بتخفيض ثمن عدد من‬

‫‪66‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المستلزمات الطبية المتعلقة بطب القلب‪ ،‬إذ ظلت تعريفة التدخالت االستشفائية‬
‫المستعملة لهذه المستلزمات الطبية دون تغيير‪.44‬‬

‫‪ - 4‬ضعف مساهمة التغطية الصحية في تمويل العرض العالجي‬

‫تتنوع مصادر تمويل النفقات اإلجمالية للصحة بين األداءات المباشرة لألسر‪،‬‬
‫والتي كانت تقدر بنسبة ‪ %50.7‬سنة ‪ ،2013‬وتقدر بنسبة ‪ % 45.6‬سنة ‪،2018‬‬
‫والموارد الضريبية التي كانت تقدر بنسبة ‪ %24.4‬سنة ‪ 2013،‬ونسبة ‪ 24 %‬سنة‬
‫‪ ،2018‬باإلضافة إلى النسبة التي يتحملها نظام التغطية الصحية‪ ،‬والتي كانت تصل‬
‫إلى ‪ %22.4‬سنة ‪ ،2013‬ونسبة ‪ % 29.3‬سنة ‪ ،2018‬بينما كانت تسجل نسبة‬
‫المشغلين وباقي أرباب العمل ‪ %1.2‬سنة ‪ 2013‬ونسبة ‪ 0.4%‬سنة ‪ ،2018‬إلى‬
‫جانب التدخل في إطار التعاون الدولي بنسبة ‪ %0.6‬برسم سنة ‪ 2013‬ونسبة ‪% 0.2‬‬
‫سنة ‪ ،2018‬وكذا مصادر أخرى وصلت نسبة ‪ %0.7‬سنة ‪ 2013‬ونسبة ‪% 0.5‬‬
‫سنة ‪.201845‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬يتبين أن مؤشر األداءات المباشرة لألسر عرف تراجعا طفيف ًا‬
‫ويعزى ذلك إلى التأخر في تعميم نظام التغطية الصحية‬
‫بين سنتي ‪ 2013‬و‪ُ ،2018‬‬
‫اإلجبارية على جميع فئات المجتمع‪ ،‬وبغية تجاوز هذه اإلكراهات أعطى صاحب‬

‫‪ 44‬تقرير حول نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي لسنة ‪ 2020‬ص ‪.14‬‬
‫‪45‬‬
‫‪- Comptes Nationaux de la santé, Rapport 2015, P13.‬‬
‫‪- Comptes Nationaux de la santé, Rapport 2018, P45.‬‬

‫‪67‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا تعليماته السامية قصد تعميم التغطية الصحية‬
‫اإلجبارية‪.‬‬

‫ومن المفيد‪ ،‬أن التغطية الصحية الشاملة تظل الركيزة األساسية لتعزيز القدرة‬
‫المالية للمواطنين‪ ،‬ومدخل أساسي للتخفيض من نسبة األداء المباشر لألسر وحمايتها‬
‫من المخاطر المالية عن طريق التقليص من مؤشر اإلنفاق الكارثي‪.‬‬

‫على هذا األساس‪ ،‬أطلق صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا في‬
‫‪ 14‬أبريل ‪ 2021‬ورش تعميم الحماية االجتماعية‪ ،‬ليتم بهذا الصدد المصادقة على‬
‫قانون اإلطار رقم ‪ 09-21‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ ،‬حيث نص على تعميم التأمين‬
‫الصحي اإلجباري خالل فترة ‪ 2021-2022‬لصالح ‪ 22‬مليون مستفيد إضافي مــن‬
‫التأمــن األساسي عــلى المرض‪ ،‬الـذي يغطـي تكاليـف العـالج‪ ،‬واألدوية واالستشفاء‪،‬‬
‫تبلـغ التكلفـة اإلجمالية السـنوية لتعميـم الحمايـة االجتماعية حوالي‪ 51‬مليـار درهـم‪،‬‬
‫منهـا ‪ 14‬مليـار درهـم لتعميـم التأميـن الصحـي اإلجباري‪.‬‬

‫وتفعيال لذلك‪ ،‬عملت الحكومة على إخراج ‪ 22‬مرسوما تطبيقيا‪ ،‬من أجل توفير‬
‫التأمين الصحي ل‪ 11‬مليون مواطن ومواطنة‪ ،‬من العمال غير األجراء وذوي حقوقهم‬
‫المرتبطين بهم‪:‬‬

‫‪ -‬مليون و‪ 600‬ألف فالح؛‬

‫‪ -‬نصف مليون حرفي؛‬

‫‪68‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ 800 -‬مليون ألف من التجار والصناع التقليدين الخاضعين لنظام المساهمة‬


‫المهنية الموحد‪ ،‬أو الذين يمسكون محاسبة وكذا المقاولين الذاتيين؛‬

‫‪ 140 -‬ألف من سائقي سيارات األجرة؛‬

‫‪ 230 -‬ألف من السائقين المهنيين؛‬

‫‪ -‬إضافة إلى األطباء والصيادلة والمهندسين والبياطرة والطبوغرافيين والقابالت‬


‫ومهن الترويض وصناع األسنان والمتخصصين في التغذية والموثقين والمرشدين‬
‫السياحيين و العدول و الفنانين‪ ،‬وغيرهم من الفئات‪.46‬‬

‫وللتذكير فإن بالدنا مجموعة من التدابير ذات الطابع اإلصالحي‪ ،‬انطلقت مع‬
‫المناظرة الوطنية األولى حول الصحة سنة ‪ ،1959‬واإلجراءات المتخذة لتطوير قطاع‬
‫الصحة سنة ‪ ،1994‬وإصدار نصوص تشريعية وتنظيمية من قبيل قانون رقم ‪65.00‬‬
‫بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية سنة ‪ .472002‬مرو ار من تأكيد الوثيقة‬
‫الدستورية لسنة ‪ 2011‬على الحق في الولوج للخدمات الصحية‪ ،‬وصوال إلى تنظيم‬
‫المناظرة الوطنية الثانية حول الصحة سنة ‪ ،2013‬التي أشارت إلى ضرورة االلتزام‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة في جلسة المسائلة الشهرية حول موضوع "ورش االرتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية "‪ ،‬البرلمان‪،‬‬ ‫‪46‬‬

‫مجلس النواب‪ ،‬االثنين ‪ 13‬يونيو ‪.2022‬‬


‫الكتاب األبيض‪ ،‬من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة‪ ،‬المناظرة الوطنية الثانية للصحة‪ ،‬مراكش‪ ،‬يومي ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬يوليوز‬ ‫‪47‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بتحقيق تغطية صحية شاملة‪ ،‬ورفع كل االكراهات والتحديات التي تحول دون الوصول‬
‫الى تحقيق هذا الهدف‪.48‬‬

‫وبعد االطالع على القانون رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية‪،‬‬
‫نجد المادة ‪ 2‬منه تنص على أن التأمين االجباري األساسي عن المرض يسري على‬
‫موظفي وأعوان الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‪ ،‬واألشخاص الخاضعين‬
‫لنظام الضمان االجتماعي الجاري به العمل في القطاع الخاص‪ ،‬وأصحاب المعاشات‬
‫بالقطاعين العام والخاص‪ ،‬وكذا العمال المستقلين واألشخاص الذين يزاولون مهنة حرة‪،‬‬
‫وجميع األشخاص اآلخرين الذين يزاولون نشاطا غير مأجور‪ ،‬قدماء المقاومين وأعضاء‬
‫جيش التحرير وطلبة التعليم العالي العام والخاص في حالة عدم استفادتهم منه طبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 5‬من ذات القانون‪ ،‬كما يؤهل األشخاص ذوو الدخل المحدود غير‬
‫الخاضعين ألي نظام من أنظمة التأمين اإلجباري األساسي عن المرض المحدثة‬
‫بموجب هذا القانون‪ ،‬لالستفادة من نظام المساعدة الطبية‪.‬‬

‫ولتعزيز مجال تدبير التغطية الصحية‪ ،‬نص القانون رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة‬
‫التغطية الصحية األساسية‪ ،‬وخاصة المادة ‪ 57‬و‪ 59‬منه على إحداث الوكالة الوطنية‬
‫للتأمين الصحي‪ ،‬باعتبارها مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي‪ ،‬وتتكلف بمهمة التأطير التقني للتأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪ ،‬والسهر‬
‫على إعداد الوسائل الكفيلة بضبط منظومته‪ ،‬في إطار التقييد باألحكام التشريعية‬

‫مقتطف من نص الرسالة الملكية الموجهة الى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة‪ ،‬التي انطلقت أشغالها يوم‬ ‫‪48‬‬

‫االثنين ‪ 01‬يوليوز ‪ ،2013‬مراكش‪.2013 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والتنظيمية المتعلقة به‪ ،‬كما تتكلف الوكالة وفقا للمادة ‪ 60‬من القانون ذاته‪ ،‬بمهمة‬
‫تدبير الموارد المرصدة لنظام المساعدة الطبية‪.‬‬

‫رسم مبياني رقم (‪ :)4‬تطور نسبة تغطية الساكنة من قبل مختلف أنظمة التدبير بين‬
‫‪2020-2018‬‬
‫‪1,00%‬‬

‫‪21,90%‬‬ ‫‪29,80%‬‬
‫‪8,50%‬‬
‫‪30,60%‬‬
‫‪3,50%‬‬
‫‪0,70%‬‬
‫‪4,00%‬‬

‫الساكنة غير مشمولة بالتغطية‬

‫نظام املساعدة الطبية‬

‫الساكنة املستفيدة من مقتضيات املادة ‪ 114‬القطاعين العام والخاص‬

‫الطلبة‬

‫القوات املسلحة امللكية‬

‫التغطية الصحية االجبارية الصندوق الوطني ملنظمات االحتياط االجتماعي‬

‫التغطية الصحية االجتماعية الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬

‫أنظمة خاصة‬

‫‪Source: Rapport Annual Global De L’AMO 2018‬‬


‫المصدر‪ :‬عرض الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ‪2020‬‬

‫أما عن تطور نسبة الساكنة المستفيدة من التغطية الصحية‪ ،‬والمسجلة في مختلف‬


‫أنظمة التدبير‪ ،‬فقد بلغت ســنة ‪ 2020‬حوالي ‪ % 70‬مــن الســكان‪ ،49‬وذلــك مــع م ارعــاة‬

‫‪49‬التقرير الوطني للمندوبية السامية للتخطيط برسم سنة ‪ 2021‬ألهداف التنمية المستدامة بالمغرب في سياق جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫صفحة ‪.45‬‬

‫‪71‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫إدمــاج فئــات جديــدة مــن المهن الحـرة والعـمال غيـر المستأجرين‪ ،‬مـن أجـل تعزيـز مبدأ‬
‫المساواة في الحصـول عـلى الرعايـة الصحيـة األولية لجميـع المواطنين‪.‬‬

‫وبمقتضى القانون رقم ‪ 65.00‬يتولى كل من صندوق الوطني لمنظمات االحتياط‬


‫االجتماعي‪ ،‬والصندوق الوطني للضمان االجتماعي تدبير التغطية الصحية اإلجبارية‬
‫عن المرض‪ ،‬غير أنه من خالل تحليل بعض المؤشرات يتضح أن هناك تباين بين‬
‫عدة مقاييس بين الصناديق المتدخلة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫جدول رقم ‪ :9‬التأمين االجباري عن المرض بالقطاعين العام والخاص‬
‫التأمين االجباري األساسي عن المرض‬
‫القطاع الخاص‬ ‫القطاع العام‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬ ‫الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط‬
‫االجتماعي‬
‫مقاييس التمويل‬
‫‪ 6.37% ‬بالنسبة لألجير‬ ‫‪ 5% ‬بالنسبة لألجير‬ ‫نسبة االشتراك‬
‫والمشغل‬ ‫‪ 2.5% ‬بالنسبة لذوي المعاشات‬
‫‪ 4.52% ‬بالنسبة للتقاعد‬
‫ليس هناك أي سقف‬ ‫‪ 400‬درهم‬ ‫سقف االشتراك‬
‫ليس هناك أي حد أدنى‬ ‫‪ 70‬درهم‬ ‫أدنى مبلغ لالشتراك‬

‫تركيب باالعتماد على‪:‬‬ ‫‪50‬‬

‫معطيات تقرير حول نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة ‪2019‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫معطيات تقرير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي برسم سنة ‪2017‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫عرض هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي حول التغطية االجتماعية أمام أعضاء المجموعة الموضوعاتية‬ ‫‪-‬‬
‫المؤقتة المكلفة بإصالح التغطية االجتماعية بمجلس المستشارين‪ ،‬يوم الخميس ‪ 17‬يونيو ‪.2021‬‬

‫‪72‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ 2235‬درهم‬ ‫‪ 3980‬درهم‬ ‫معدل االشتراكات لكل‬


‫مؤمن‬
‫سلة الخدمات‬
‫‪ 70%‬من الثمن العمومي للبيع‬ ‫‪ 70%‬من الثمن العمومي للبيع‬ ‫األدوية‬
‫‪ 70%‬من التعريفة الوطنية المرجعية‬ ‫‪ 80%‬من التعريفة الوطنية المرجعية‬ ‫العالجات العادية‬
‫‪ 70%‬من التعريفة الوطنية المرجعية‬ ‫‪ 90%‬من التعريفة الوطنية المرجعية‬ ‫االستشفاء بالقطاع الخاص‬
‫‪ 90%‬من التعريفة المرجعية الوطنية‬ ‫‪ 100%‬من التعريفة الوطنية المرجعية‬ ‫االستشفاء بالقطاع العام‬
‫ما بين ‪ 90%‬و ‪ 98%‬من ثمن‬ ‫‪ 100%‬من ثمن األدوية‬ ‫األمراض المزمنة والمكلفة‬
‫األدوية‬
‫‪ %70‬من المبلغ الجزافي )‪(Forfait‬‬ ‫‪ 100%‬من المبلغ الجزافي )‪(Forfait‬‬ ‫المستلزمات الطبية‬

‫مؤشرات الخدمات‬
‫‪38.0%‬‬ ‫‪32.1%‬‬ ‫نسبة المتبقي أداؤه‬

‫‪24.6%‬‬ ‫‪47%‬‬ ‫نسبة ‪sinistralité‬‬


‫‪3510431‬‬ ‫‪4980183‬‬ ‫نفقات العالج‬
‫‪ 538‬درهم‬ ‫‪ 1643‬درهم‬ ‫متوسط استهالك شخص‬
‫مشمول بالتغطية‬
‫مقاييس توازن النظام‬
‫‪( 7.6‬مليار درهم)‬ ‫‪( 5.2‬مليار درهم)‬ ‫المساهمات‬
‫‪( 4.6‬مليار درهم)‬ ‫‪(5.2‬مليار درهم)‬ ‫التعويضات‬
‫‪(35.0‬مليار درهم)‬ ‫‪( 10.9‬مليار درهم)‬ ‫االحتياطات والفوائض‬

‫ويستخلص من الجدول أعاله‪ ،‬ضرورة العمل على توحيد مقاييس تمويل أنظمة‬
‫التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪ ،‬وفقا لفلسفة التضامن والتعاضد المنصوص‬
‫‪73‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫عليها في ديباجة القانون ‪ ،65.00‬وبغية ضمان ديمومة األنظمة التدبيرية‪ ،‬من الواجب‬
‫الحفاظ على التوازن المالي للصناديق‪ ،‬انطالقا من الرسم البياني رقم (‪ )7‬الذي يوضح‬
‫تطور االشتراكات والنفقات ألنظمة التغطية الصحية األساسية‪.51‬‬

‫رسم مبياني رقم (‪ : )5‬تطور االشتراكات والنفقات لنظام التغطية الصحية األساسية‬

‫المصدر‪ :‬عرض السيد مدير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ‪.2022‬‬

‫من خالل استقراء معطيات الرسم البياني أعاله‪ ،‬يتبين أن االشتراكات‬


‫والمساهمات عرفت تطو اًر متوسطاً وصل نسبة ‪ 7%‬سنوياً‪ ،‬بين سنتي ‪- 2005‬‬
‫‪ ،2020‬بينما عرفت نسبة النفقات تطو اًر متوسطا بلغ نسبة ‪.7.1%‬‬

‫عرض الوكالة الوطنية للتأمين الصحي أمام المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة باألمن الصحي‪ ،‬مجلس المستشارين‪،‬‬ ‫‪51‬‬

‫يوم ‪.2022/06/22‬‬

‫‪74‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫رابعا ‪ -‬الصحة النفسية والعقلية مكون أساسي ضمن مكونات المنظومة الصحية‬

‫تُعد الصحة النفسية والعقلية جزاء ال يتج أز من المنظومة الصيحة‪ ،‬كونها ليست‬
‫مجرد انعدام االضطرابات النفسية‪ ،‬بل تتمثل في مجموعة من االضطرابات التي تتأثر‬
‫بالعوامل االقتصادية واالجتماعية والبيولوجية والبيئية‪ ،‬ونظ ار ألهميتها عملت منظمة‬
‫الصحة العالمية سنة ‪ ،2013‬بعقد جمعية الصحة العالمية للموافقة على خطة عمل‬
‫شاملة للصحة النفسية‪ ،‬يمتد العمل بها خالل سنوات ‪ ،2020 – 2013‬حيث تتمحور‬
‫حول هدف أساسي يتمثل في تعزيز المعافاة النفسية‪ ،‬الوقاية من االضطرابات النفسية‪،‬‬
‫وتوفير الرعاية ودعم التعافي‪ ،‬وتعزيز حقوق اإلنسان‪ ،‬والحد من وفيات ومرض وعجز‬
‫األشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية‪.‬‬

‫أفادت منظمة الصحة العالمية سنة ‪ ،2020‬أن " ‪ %51‬من الدول األعضاء في‬
‫المنظمة تدمج ضمن سياساتها الصحية مقتضيات تتعلق بإدماج خطتها في مجال‬
‫الصحة النفسية‪ ،‬بشكل يتماشى مع الصكوك الدولية واإلقليمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬مما‬
‫يجعلها تقر بعدم تحقيق هدفها المتمثل في بلوغ ‪.%80‬‬

‫فيما عملت ‪ %52‬من البلدان على تفعيل الهدف المتعلق بوضع برامج تعزيز‬
‫الوقاية في مجال الصحة النفسية‪ ،‬وهي نسبة تقل بكثير عن الهدف الذي كان محدد‬
‫في ‪ ،%80‬في حين أن الهدف الوحيد الذي تم بلوغه سنة ‪ 2020‬يتمثل في الحد من‬

‫‪75‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫معدل االنتحار بنسبة ‪ ،%10‬رغم أن ‪ 35‬من الدول فقط أفادت أنها تتوفر على‬
‫استراتيجية أو خطة للوقاية قائمة بذاتها "‪.52‬‬

‫وبخصوص الصحة العقلية ببالدنا‪ ،‬فقد أشار تقرير مجلس المنافسة إلى تقادم‬
‫الترسانة القانونية المنظم لها والمراسيم التنظيمية المرتبطة بها‪ ،‬إلى جانب تسجيله‬
‫ضعف وعدم مالئمة البنيات االستشفائية سواء من حيث هندستها المعمارية وتجهيزاتها‪،‬‬
‫أو من حيث توزيعها الجغرافي غير المتكافئ‪ ،‬األمر الذي يجعل أغلب أقاليم المملكة‬
‫تعاني من غياب بنيات استشفائية خاصة بالصحة العقلية والنفسية‪ ،‬وتمركزها في محور‬
‫الرباط _ الدار البيضاء _ مراكش‪.‬‬

‫من جانب أخر‪ ،‬إن التجهيزات الموجودة بالمراكز االستشفائية المخصصة للصحة‬
‫العقلية والنفسية متقادمة أو معطلة أو غير مالئمة لطبيعة المرضى‪ ،‬فضال عن كون‬
‫عدد األسرة بهذه المراكز ال يتجاوز ‪ 2356‬سري ار‪ ،‬أي بمعامل يقدر ب ‪ 6.2‬سرير لكل‬
‫‪ 100000‬نسمة‪ ،‬موزعة على الشكل التالي‪ 25 :‬مصلحة للطب العقلي مدمجة في‬
‫المستشفيات العامة‪ ،‬تضم ‪ 825‬سرير‪ ،‬و‪ 11‬مستشفى لألمراض النفسية (الجامعية‬
‫والعمومية) تضم ‪ 1341‬سرير‪ ،‬و‪ 3‬مصالح استشفائية جامعية لطب اإلدمان تضم ‪48‬‬
‫سرير‪ ،‬باإلضافة إلى تواجد عدد من نقاط االستشارات الطبية المتخصصة للطب النفسي‬
‫بالمراكز الصحية األولية‪ ،‬يصل عددها إلى ‪ 85‬نقطة‪.‬‬

‫‪ 52‬تقرير حول "أطلس للصحة النفسية "الصادر عن منظمة الصحة العالمية ‪ .2020‬الرابط االلكتروني‪ :‬تقرير من المنظمة يسّلط‬
‫الضوء على نقص االستثمارات في الصحة النفسية على الصعيد العالمي)‪. (who.int‬‬

‫‪76‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وفيما يرتبط بطب اإلدمان‪ ،‬فإن عدد المراكز التي تنشط في هذا المجال‪ ،‬تقدر‬
‫حاليا ب ‪ 18‬مركزا‪ ،‬من بينها ‪ 03‬مراكز استشفائية جامعية‪ ،‬و‪ 15‬مراكز إقليمية‪ ،‬والتي‬
‫تسهر على تقديم خدمات طبية غير استشفائية‪ ،‬وخدمات نفسية اجتماعية‪ ،‬كما تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن ‪ 7‬مراكز من بين ‪ 18‬مرك از لطب اإلدمان‪ ،‬توفر العالج البديل للمواد‬
‫االفيونية (الميثادون)‪ ،‬ويتعلق األمر بمراكز اإلدمان بكل من طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الناظور‪،‬‬
‫ومصالح طب اإلدمان الجامعية بسال والدار البيضاء‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :10‬توزيع المستشفيات المتعلقة باألمراض النفسية‬

‫القدرة السريرية‬ ‫العدد‬ ‫البنية‬

‫‪1341‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مستشفيات األم ارض النفسية (الجامعية والعمومية)‬

‫‪825‬‬ ‫‪25‬‬ ‫مصالح الطب النفسي مدمجة بالمستشفيات العامة‬

‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مصالح استشفائية جامعية للطب النفسي لألطفال‬

‫‪48‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مصالح استشفائية جامعية لطب اإلدمان‬

‫‪130‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المصحات الخاصة باألمراض النفسية‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المركز النهارية للتكفل بالخرف ومرض الزهايمر‬

‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مراكز طب اإلدمان‬

‫المصدر‪ :‬معطيات وزارة الصحة والحماية االجتماعية برسم سنة ‪2022‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬إذا كان المغرب يعرف خصاصا كبي ار على مستوى الموارد‬
‫البشرية الطبية‪ ،‬فإن هذا الخصاص يتعمق أكثر عند الحديث عن الموارد البشرية‬

‫‪77‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المتخصصة في الصحة النفسية والعقلية‪ ،‬حيث ال تتجاوز حاليا ‪ 120‬طبيبا نفسيا‬


‫مختصا‪ ،‬ينتمي إلى أسالك الوظيفة العمومية‪ ،‬و‪ 198‬طبيب تابع للقطاع الخاص‪ ،‬إلى‬
‫جانب وجود ‪ 1314‬ممرض مختص في الصحة النفسية بالقطاع العمومي‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :11‬توزيع األطر الطبية المتخصصة في الصحة النفسية‬

‫القطاع‬ ‫العدد‬ ‫البنية‬

‫(‪ 138‬في القطاع العام والعسكري)‬ ‫‪343‬‬ ‫أطباء نفسانيون‬

‫(‪ 200‬في القطاع الخاص)‬ ‫‪214‬‬ ‫علماء النفس‬

‫القطاع العام‬ ‫‪16‬‬ ‫أطباء نفسانيون لألطفال‬

‫القطاع العام‬ ‫‪1335‬‬ ‫ممرضون في الطب النفسي‬

‫القطاع العام‬ ‫‪14‬‬ ‫مساعدون اجتماعيون‬

‫القطاع العام‬ ‫‪64‬‬ ‫أطباء مدربون في عالج اإلدمان‬

‫القطاع العام والخاص‬ ‫‪197‬‬ ‫معالجون بالنطق‬

‫القطاع العام‬ ‫‪36‬‬ ‫أخصائي حركي – نفساني‬

‫المصدر‪ :‬معطيات وزارة الصحة والحماية االجتماعية برسم سنة ‪2022‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى "أن الغالبية العظمى من أطباء وممرضي الطب النفسي سواء‬
‫بالقطاعين العام أو الخاص يتمركزون في محور الدار البيضاء‪ ،‬الرباط‪ ،‬وطنجة‪ ،‬بنسبة‬

‫‪78‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تقدر ب ‪ 52‬في المائة‪ ،‬مع العلم أن هذا العدد يظل بعيد عن بلوغ المعايير العالمية‬
‫المحددة في المجال‪.53" .‬‬

‫سادسا‪ :‬حكامة القطاع الصحي‬

‫إن إصالح منظومة الصحة يتطلب باألساس التوفر على ترسانة تشريعية‬
‫وتنظيمية‪ ،‬قادرة على تقنين كل اإلجراءات والتدخالت في مجال الصحة‪ ،‬ورغم أن هذه‬
‫المنظومة القانونية قد عرفت تراكما من حيث القوانين والمراسيم والق اررات والدوريات‬
‫اإلدارية‪ ،‬التي تسعى إلى تطوير نجاعة وفعالية الخدمات الصحية‪ ،‬وتحديث الهيكلة‬
‫التنظيمية للقطاع ككل‪ ،‬فإن هذه الترسانة تظل عاجزة عن مواكبة التطورات والمستجدات‬
‫الجديدة‪ ،‬األمر الذي يتطلب التدخل لتحيينها وفق دراسات تتعلق بتقييم الجدوة منها‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬نجد مقتضيات المرسوم رقم ‪ 2.94.285‬في شأن اختصاصات‬
‫وتنظيم و ازرة الصحة ‪ ،‬يتولى تحديد مهام الو ازرة في تنزيل السياسة الحكومية في مجال‬
‫الصحة‪ ،‬كما تعمل الو ازرة على رفع المستوى الصحي بالبالد‪ ،‬والحرص على توزيع‬
‫أفضل للموارد في مجال الوقاية والمساعدة على المستوى الوطني‪.54‬‬

‫تقرير موضوعاتي حول فعلية الحق في الصحة تحديات‪ ،‬رهانات ومداخل التعزيز‪ ،‬المجلس الوطني للحقوق اإلنسان‪ ،‬سنة‬ ‫‪53‬‬

‫‪ .2022‬ص‪.58 - 57‬‬

‫الباب األول‪ ،‬المادة األولى‪ ،‬من المرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر في ‪ 17‬من جمادى األخرة ‪ 21( 1415‬نوفمبر ‪ )1994‬في‬ ‫‪54‬‬

‫شأن اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 18 ،4286‬رجب ‪ 21( 1415‬ديسمبر ‪.)1994‬‬
‫ص‪.2110‬‬

‫‪79‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتكريساً لمبدأ الحق في الصحة الذي تنص عليه المواثيق الدولية‪ ،‬عملت المملكة‬
‫المغربية على اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬لتمكين المواطنين من التغطية الصحية‪ ،‬وتمتيعهم‬
‫بالتأمين الصحي‪ ،‬من خالل إحداث منظومة التغطية الصحية اإلجبارية‪ ،‬تفعيال‬
‫لمقتضيات القانون رقم ‪ 65.00‬بما تشمله من نظام التأمين اإلجباري األساسي عن‬
‫المرض‪ ،‬ونظام المساعدة الطبية‪.55‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن التأكيد على أن ورش إصالح المنظومة الصيحة‪ ،‬ورش‬
‫أفقي‪ ،‬يتدخل فيه مجموعة من الفاعلين‪ ،‬كل حسب مجال اختصاصه‪ ،‬ويختلف ذلك‬
‫من دولة إلى أخرى‪ ،‬ومدى سعيها إلى تمكين المواطنين من الولوج إلى الحق في‬
‫الصحة‪.‬‬

‫ولترتيب مسؤولية الدولة المغربية في ضمان الحق في الصحة لكافة المواطنين‪،‬‬


‫يأت القانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬حول المنظومة الصحية وعرض العالجات‪ ،‬لتنظيم‬
‫وتحديد األهداف األساسية لتدخل الدولة في مجال الصحة العمومية‪ ،‬حيث يتعلق األمر‬
‫بمسؤولية الدولة في تحقيق أهداف المنظومة الصحية‪ ،‬منها الوقاية من األخطار المهددة‬
‫للصحة‪ ،‬والتربية الصحية‪ ،‬وتقديم خدمات وقائية وعالجية‪ ،56‬كما يعمل على تنظيم‬

‫الكتاب األول‪ ،‬المادة األولى‪ ،‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.296‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ ،)2002‬بتنفيذ‬ ‫‪55‬‬

‫القانون رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 16 ،5058‬رمضان ‪ 21( 1423‬نوفمبر‬
‫‪ .)2002‬ص‪.3449‬‬

‫القسم األول من قانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬يتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض العالجات؛ الصادر في تنفيذه ظهير شريف‬ ‫‪56‬‬

‫رقم ‪ 1.11.83‬في ‪ 29‬رجب ‪ 2( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 19 ،5962‬شعبان ‪ 2( 1432‬يوليو ‪)2011‬؛‬
‫ص ‪.3469‬‬

‫‪80‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الخريطة الصحية على المستوى الوطني والجهوي‪ ،‬وإحداث مخططات جهوية لعرض‬
‫العالجات‪.57‬‬

‫وتنزيال لمقتضيات مدونة التغطية الصحية األساسية‪ ،‬صدر مرسوم رقم‬


‫‪ 2.14.562‬المتعلق بتنظيم عرض العالجات والخريطة الصحية والمخططات الجهوية‬
‫لعرض العالجات‪ ،‬الذي يتطرق في بعض مواده المتعلقة بعرض العالجات‪ ،‬إلى توزيع‬
‫الشبكات االستشفائية‪ ،‬ووضع المخططات الجهوية لعرض العالجات‪ ،‬التي تعطي‬
‫األولوية للتقطيع الترابي‪ ،‬وتغطية الحاجيات بالموارد واإلمكانات المتاحة‪ ،‬في أفق تحقيق‬
‫نجاعة وحكامة المنظومة الصحية‪.‬‬

‫ووعياً بأهمية الوقاية الوبائية والحماية من المخاطر الصحية المهددة للصحة‬


‫العامة على المستوى الجهوي‪ ،‬فاألمر يتطلب دعم بعض مؤسسات الرعاية الصحية‬
‫األولية الحضرية والقروية‪ ،‬بمختبرات التشخيص الوبائي‪ ،‬أو ما يعرف بمختبرات الصحة‬
‫العمومية‪ ،58‬وكذا السعي إلى الرفع من مستوى التنسيق بين الفاعلين في مجال الصحة‬
‫العمومية على المستوى الترابي‪ ،‬تم إسناد المديريات الجهوية للصحة هذه المهمة‪ ،‬التي‬
‫تمارسها بشكل تشاركي مع باقي المتدخلين الجهويين‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬تم تنظم‬
‫اختصاصات المديريات الجهوية للصحة‪ ،‬وتحديد مستوى تدخلها‪ ،‬ووضع مساطر‬
‫واضحة للسهر على تسيير شؤونها اإلدارية والمالية على مستوى الجهات‪ ،‬رغم تبيان‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3472‬‬ ‫‪57‬‬

‫المادة ‪ 26‬من مرسوم رقم ‪ ،2.14.562‬صادر في ‪ 7‬شوال ‪ 24( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬بتطبيق قانون إطار رقم ‪34.09‬‬ ‫‪58‬‬

‫المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪ ،‬فيما يخص تنظيم عرض العالجات والخريطة الصحية والمخططات الجهوية‬
‫لعرض العالجات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4 ،6388‬ذو القعدة ‪ 20( 1436‬أغسطس ‪ .)2015‬ص‪.7160‬‬

‫‪81‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تركيبة هذه المديريات‪ ،‬التي تتألف من ست مصالح أساسية‪ ،‬نذكر منها مصلحة الصحة‬
‫العمومية‪ ،‬التي تتولى مهام تنظيم وضمان المراقبة الوبائية‪ ،‬واليقظة والسالمة الصحية‪،‬‬
‫إلى جانب تنفيذ وتطوير برامج الوقاية ومحاربة األمراض السارية وغير السارية‪.59‬‬

‫كما يشكل الرصد والوقاية من األوبئة واألمراض السارية وغير السارية نقطة‬
‫جوهرية‪ ،‬تقوم عليها منظومة الصحة العمومية‪ ،‬ونجد من أهم البنيات األساسية للرصد‬
‫والتشخيص الوبائية‪ ،‬المختبرات الوطنية المعنية بالتشخيص المخبري للوباء أو‬
‫الفيروس‪.‬‬

‫وقد شمل هذه المختبرات التأطير القانوني الذي ينظم مهام واختصاصات كل‬
‫معهد ومختبر على حدة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬نجد معهد باستور المغرب‪ ،60‬الذي أحدث‬

‫المادتين ‪ 3‬و‪ 4‬من قرار وزير الصحة رقم ‪ 003.16‬الصادر في ‪ 23‬من ربيع األول ‪ 4( 1437‬يناير ‪ ،)2016‬بشأن إحداث‬ ‫‪59‬‬

‫وتحديد اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة لو ازرة الصحة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 21 ،6452‬جمادى األخرة ‪31( 1437‬‬
‫مارس ‪ ،)2016‬ص‪.2889‬‬

‫بناء على مرسوم ملكي تم تحويل تسمية معهد باستور المغرب إلى مركز األمصال واللقاحات‪ ،‬ويعهد إليه متابعة األبحاث عن‬
‫ً‬
‫‪60‬‬

‫األمراض المعدية وذات الطفيليات‪ ،‬المساهمة عند االقتضاء في تلقين علم الجراثيم والطفيليات‪ ،‬تحضير او استيراد األمصال‬
‫واللقاحات والخمائر والمنتوجات البيولوجية الضرورية لحاجيات البالد فيما يخص الطب البشري‪ .‬يراجع في ذلك‪ :‬مرسوم ملكي‬
‫رقم ‪ 176.66‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االول ‪ 23( 1387‬يونيو ‪ )1967‬بشأن مركز األمصال واللقاحات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،2852‬‬
‫‪ 19‬ربيع األول ‪ 28( 1387‬يونيو ‪ .)1967‬ص‪ .1420‬ليتم فيما بعد وطبقا لمرسوم ملكي إطالق اسم معهد باستور المغرب‬
‫بشكل رسمي‪ ،‬لمزيد االضطالع‪ ،‬يراجع مرسوم ملكي رقم ‪ 687.67‬بتاريخ ‪ 26‬شعبان ‪ 29( 1387‬نونبر ‪ )1967‬بتتميم المرسوم‬
‫الملكي رقم ‪ 176.66‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االول ‪ 23( 1387‬يونيو ‪ ،)1967‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4 ،2875‬رمضان ‪1387‬‬
‫(‪ .)1967‬ص‪.2711‬‬

‫‪82‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بناء على اتفاقية مبرمة بين الحكومة المغربية‪ ،‬ومعهد باستور بباريس‪ ،61‬وتعهد له‬
‫مهام "تعزيز البحث العلمي‪ ،‬والمساهمة في الخبرة وفي التحاليل البيولوجية‪ ،‬وفي صنع‬
‫واستيراد وتصدير جميع أنواع اللقاحات واألمصال والمواد البيولوجية‪ ،‬المستعملة‬
‫ألغراض عالجية وتشخيصية‪ ،‬واإلشراف على تدريس التخصصات البيولوجية في هذا‬
‫المجال"‪.62‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬يمثل المعهد الوطني للصحة مرجعا وطنيا في مجال علم‬
‫البيولوجيا الطبية والبيئية‪ ،‬فبفضل استراتيجية المعهد "‪ ،"2016 – 2013‬تم تحديد ستة‬
‫محاور أساسية لتنظم عمل واختصاصات المعهد‪ ،‬إلى جانب توفره على مختبرات‬
‫للتحاليل المخبرية‪ ،‬المجهزة بأدوات وأساليب تقنية عالية الجودة‪ ،‬ومشهود لها بمطابقة‬
‫معايير الجودة العالمية المتعارف عليه‪.63‬‬

‫كما تم الوقوف عند القانون رقم ‪ 37.80‬المتعلق بالمراكز االستشفائية‪ ،‬الذي‬


‫يحدد مهام وكيفية تدبير مي ازنية المراكز االستشفائية بالمغرب‪ ،‬ولتعزيز تنظيم هذه‬
‫المراكز تم دعمها بترسانة قانونية‪ ،‬كالقانون رقم ‪ ،82.00‬والقانون رقم ‪،83.12‬‬

‫المرسوم الملكي رقم ‪ 175.66‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬ربيع األول ‪ 23( 1387‬يونيو ‪ )1967‬يتعلق بالمصادقة على االتفاقية‬ ‫‪61‬‬

‫المبرمة بين الحكومة المغربية ومعهد باستور بباريس يوم ‪ 15‬نونبر ‪ 1929‬بشأن معهد باستور بالمغرب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 19 ،2852‬ربيع األول ‪ 28( 1387‬يونيو ‪ .)1967‬ص‪.1420‬‬
‫‪62‬‬

‫‪62‬‬
‫‪* Le Décret Royal N° 176-66 du 23 Juin 1967. Bulletins Officiels. P1420.‬‬
‫‪* Institut Pasteur du Maroc, Rapport Annuel 2015, Rapport d’activité année 2015, 2015.‬‬
‫‪P5. http://www.pasteur.ma/uploads/rappAct2015.pdf‬‬

‫للتوسع أكثر يرجى مراجعة بطاقة تعريفية حول المعهد الوطني للصحة‪ ،‬التابع لو ازرة الصحة‪ ،‬التنظيم‪ 23 ،‬دجنبر ‪.2015‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪83‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والمرسوم رقم ‪ 2.17.589‬المتعلق بتنفيذ القانون رقم ‪ 13.70‬المتعلق بالمراكز‬


‫االستشفائية‪.64‬‬

‫وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية‪ ،‬وتنزيال ألحكام الفصل ‪ 31‬من الوثيقة‬

‫الدستورية لـ ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬بشكل يتماشى مع االلتزامات الدولية للمملكة المغربية‬

‫في مجال الحماية االجتماعية‪ ،‬عملت الحكومة المغربية‪ ،‬على تقديم مشروع قانون‬

‫إطار رقم ‪ 09.21‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ ،65‬الذي يسعى إلى استكمال بناء هذه‬

‫المنظومة‪ ،‬والتي حدد جاللته حفظه هللا مرتكزاتها ومعالمها‪ ،‬في أربعة مكونات رئيسية‪،‬‬

‫تتجلى فيما يلي‪:‬‬

‫للتوسع أكثر يرجى مراجعة؛ المؤسسات العمومية تحت وصاية و ازرة الصحة‪ :‬القوانين والنصوص التنظيمية‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪ 6565‬من المفيد‪ ،‬االشارة الى أن تعميم الحماية االجتماعية يستند على المبادئ األتية‪ :‬أوال‪ -‬مبدأ التضامن في ابعاده االجتماعي‬
‫والترابي وبين االجيال والبين المهني‪ ،‬ثانيا‪ -‬مبدأ عدم التمييز في الولوج الى خدمات الحماية االجتماعية‪ ،‬ثالثا‪ -‬مبدأ االستباق‬
‫الذي يقوم على تقييم دوري آلثار تدخالت األطراف المعنية بالحماية االجتماعية‪ ،‬بغية اعتماد أفضل السبل الكفيلة بتثمين النتائج‬
‫المحققة‪ ،‬رابعا‪ -‬مبدأ المشاركة من خالل انخراط كل المتدخلين في السياسات والبرامج المتعلقة بالحماية االجتماعية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬تعميم التغطية الصحية اإلجبارية‪ ،‬في أجل أقصاه نهاية ‪ ،2022‬لصالح‬

‫‪ 22‬مليون مستفيد إضافي‪ ،‬يجب أن يتمتع بالتأمين األساسي عن المرض‪،‬‬

‫سواء فيما يتعلق بمصاريف التطبيب والدواء‪ ،‬أو االستشفاء والعالج؛‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬تعميم التعويضات العائلية‪ ،‬لتشمل ما يقارب سبعة ماليين طفل في سن‬

‫الدراسة‪ ،‬تستفيد منها ثالثة ماليين أسرة؛‬

‫ثالثا‪ :‬توسيع االنخراط في نظام التقاعد‪ ،‬لحوالي خمسة ماليين من المغاربة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫الذين يمارسون عمال‪ ،‬وال يستفيدون من معاش؛‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬تعميم االستفادة من التأمين على التعويض على فقدان الشغل‪ ،‬بالنسبة‬

‫للمغاربة الذين يتوفرون على عمل قار"‪.‬‬

‫زمنيا‪ ،‬سيتم تنزيل هذا الورش االستراتيجي داخل أجل خمس سنوات‪ ،‬وذلك‪ ،‬وفقا‬

‫للجدولة الزمنية األتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعميم التأمين اإلجباري األساسي عن المرض خالل سنتي ‪ 2021‬و‪2022‬؛‬

‫‪85‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ -‬تعميم التعويضات العائلية من خالل تمكين األسر التي ال تستفيد من هذه‬

‫التعويضات وفق النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬من‬

‫االستفادة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬من تعويضات للحماية من المخاطر المرتبطة‬

‫بالطفولة‪ ،‬أو من تعويضات جزافية‪ ،‬وذلك خالل سنتي ‪ 2023‬و‪2024‬؛‬

‫‪ -‬توسيع االنخراط في أنظمة التقاعد وتعميم االستفادة من التعويض عن فقدان‬

‫الشغل سنة ‪.2025‬‬

‫أما بخصوص الرفع من نجاعة وجودة الخدمات الصحية‪ ،‬التي ترتبط بشكل‬
‫وثيق بنظام حكامة المنظومة الصحية ككل‪ ،‬حيث ال يمكن الحديث عن النجاعة‬
‫والفعالية في تقديم الخدمات الصحية‪ ،‬دون الحديث عن الحكامة المنظومة الصحية‪ ،‬إذ‬
‫يتعلق األمر بحكامة التدبير والتسيير سواء للمستشفيات‪ ،‬أو الموارد البشرية‪ ،‬أو األجهزة‬
‫الطبية األساسية‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬نجد القانون رقم ‪ 34.09‬ينص في المادة ‪ 30‬منه على إحداث‬
‫هيئات التشاور في المجال الصحي‪ ،‬والتي تضم كل من‪:‬‬

‫المجلس الوطني االستشاري للصحة؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬لجنة وطنية لألخالقيات؛‬

‫‪86‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫لجنة وطنية استشارية للتنسيق بين القطاعين العام والخاص؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬لجنة وطنية ولجان جهوية لعرض العالجات؛‬

‫‪ -‬لجنة وطنية لليقظة واألمن الصحي؛‬

‫لجنة وطنية للتقويم واالعتماد‪.66‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويبقى السؤال المطروح حول مدى تفعيل عمل هذه الهيئات‪ ،‬لضمان حكامة‬
‫المنظومة الصحية‪ ،‬على غرار تقديم مقترح قانون يهدف إلى إحداث المجلس الوطني‬
‫االستشاري للصحة بالمغرب‪ ،‬على غرار النموذج الفرنسي الذي يقدم تجربة مهمة تتعلق‬
‫بتأسيس المجلس األعلى للصحة العامة‪.67‬‬

‫وعالقة بذلك‪ ،‬فقد وفقت مجموعة من التقارير والدراسات الوطنية والدولية عند‬
‫التفاوت الحاصل على مستوى الولوج إلى العالجات الطبية‪ ،‬وعلى اختالالت توزيع‬
‫الموارد البشرية على المستوى الترابي‪ ،‬بحيث أن القرى والمناطق الجبلية والنائية‪ ،‬والتي‬
‫كانت موضوع اهتمام توصيات تقارير البنك الدولي‪ ،‬باعتبارها مشمولة بإصالح‬

‫المادة ‪ 30‬من القسم الرابع‪ ،‬قانون رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3473‬‬ ‫‪66‬‬

‫أنشأ المجلس األعلى للصحة العامة بموجب قانون ‪ 9‬غشت ‪ 2004‬في مجال الصحة العامة‪ ،‬وتم تفعيل هذا المجلس سنة‬ ‫‪67‬‬

‫‪ ،2007‬ويضم أربعة لجان متخصصة‪ ،‬وثالث مجموعات موضوعاتية دائمة‪ ،‬وتدخل ضمن اختصاصات ومهام هذا المجلس‪:‬‬
‫المساهمة في اعداد االستراتيجية الوطنية الصحية‪ ،‬ورصدها وتقييمها بشكل سنوي؛ تزويد السلطات العمومية بتعاون مع الوكاالت‬
‫الصحية بالخبرة الالزمة إلدارة المخاطر الصحية‪ ،‬وتقييم السياسات واالستراتيجيات الوقاية والسالمة الصحية؛ واعداد سياسة عامة‬
‫وشاملة في مجال صحة الطفل؛ وتقديم الخبرة واالستشارة بشأن قضايا الصحة العامة؛ للتوسع أكثر يرجى مراجعة‪:‬‬
‫‪Haut conseil de la santé publique, Loi n° 2004-806 du 9 août 2004 relative à la politique de‬‬
‫‪santé publique. Le site web https://www.hcsp.fr/Explore.cgi/hcs‬‬

‫‪87‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المنظومة الصحية بالمغرب‪ ،‬وفق معايير االستدامة والفعالية والعدالة في الولوج إلى‬
‫الحق في الصحة‪ ،68‬إضافة إلى أن ساكنة هذه المناطق تعاني صعفا من حيث الولوج‬
‫إلى الخدمات الطبية‪ ،‬إذ تشير األرقام إلى أن ‪ 20‬في المائة من السكان يتواجدون على‬
‫بعد أكثر من ‪ 10‬كيلومترات للوصول إلى أقرب مراكز صحية ‪ ،69‬نتيجة غياب حكامة‬
‫في توزيع األطر الصحية‪ ،‬وضعف في تدبيرية المرافق الصحية‪ ،‬ناهيك عن وجود‬
‫نقص في المعدات واألجهزة الطبية والعالجية‪.70‬‬

‫يظل تحقيق هدف تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية‪ ،‬رهين بمدى جاهزية المراكز‬
‫الصحية‪ ،‬والمؤسسات االستشفائية وتحسين آليات استقبال المرتفقين‪ ،‬وصيانة وتأهيل‬
‫المراكز الصحية‪ ،‬وتزويدها باألجهزة الطبية الالزمة‪ ،‬وباألطر الصحية والتقنية المناسبة‪،‬‬
‫والرفع من جاذبية المستشفيات العمومية‪ ،‬لجعلها قادرة على منافسة المراكز والمؤسسات‬
‫االستشفائية بالقطاع الخاص حتى ال تظل هذه األخيرة البديل المفروض‪.71‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬تعد رقمنة المنظومة الصحية ببالدنا مدخالً رئيسياً لالنتقال من‬
‫منظومة صحية تقليدية إلى منظومة صحية رقمية‪ ،‬باعتماد آلية "الروبوتيك"‬
‫"‪ " Robotiques‬في تقديم بعض الخدمات الصحية‪ ،‬وإيجاد الحلول للمشاكل التنظيمية‬

‫‪68‬‬
‫‪Banque Mondiale, Programme pour Résultats d’amélioration de la santé primaire dans les‬‬
‫‪zones rurales, 7 Avril 2015. p 5.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪Stratégie de coopération OMS- Maroc 2017-2021.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪Rapport annuel 2018, Conseil Economique Social et Environnemental, 2018. P80.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪Etude sur les disparités dans l’accès aux soins de santé au Maroc, Etude de cas, synthèse,‬‬
‫‪Observatoire National du Développement humain & Agence des Nations Unies au Maroc, 6 Avril‬‬
‫‪2012. P7.‬‬

‫‪88‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والتدبيرية‪ ،‬التي تعاني منها المنظومة الصحية الحالية‪ ،‬واعتماد تقنية الطب عن بعد‬
‫" ‪ "Télémédecine‬للتخفيف من الضغط على المراكز االستشفائية‪ ،‬وجعل الخدمات‬
‫الصحية في متناول الجميع‪ ،‬بشكل يتماشى مع تحقيق مبدأ المساواة في الولوج إلى‬
‫الخدمات الصحية‪ ،‬وتحسين جودتها‪ ،‬وضمان رعاية صحية أمنة لكافة المواطنات‬
‫والمواطنين‪.72‬‬

‫على الرغم من المجهودات المبذولة في مجال الصحة‪ ،‬التي يجب اإلشادة بها‪،‬‬
‫وخصوصا على مستوى التدابير التي رافقة مختلف مراحل انتشار جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫إال أن منظومة الصحة بالمغرب الزالت ال تستجيب لحاجيات المواطنين‪ ،‬وال لمتطلبات‬
‫التقليص من المخاطر الصحية وإدارتها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪Youssef el Fakir : Plaidoyer pour une réforme du système de santé au Maroc, Ordonnance‬‬
‫‪pour une politique de santé 2.0, Première édition, 2020. P206.‬‬

‫‪89‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور الثاني‬
‫دعم العرض الصحي لتلبية المتطلبات‬
‫المتزايدة وضمان استدامته‬

‫‪90‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور الثاني‪ :‬دعم العرض الصحي لتلبية المتطلبات المتزايدة وضمان‬


‫استدامته‬
‫استهلت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة عملها بهذا القسم‪ ،‬من تحديد مجاالت‬
‫خصاص وعجز المنظومة الصحية‪ ،‬حيث وقفت على مجموعة من اإلشكاالت‬
‫والمعيقات التي تحول دون النهوض بالمنظومة الصحية ببالدنا‪ ،‬ويتعلق األمر بضعف‬
‫البنية التحتية‪ ،‬ونقص في التجهيزات الطبية‪ ،‬ووجود خلل في آليات االستقبال‪ ،‬وفي‬
‫نجاعة تقديم الخدمات الصحية‪ ،‬وانعدام التوازن في توزيع العرض الصحي بين مختلف‬
‫الجهات‪ ،‬تماشيا مع التنظيم الجهوي الجديد ومقارنة مع التطور الديمغرافي المتزايد‪.‬‬

‫باإلضافة إلى النقص الحاد في الموارد البشرية‪ ،‬وغياب رؤية واضحة واستشرافية‬
‫للتغلب عليه‪ ،‬مما جعل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة ترى أن معالجة هذه اإلشكالية‪،‬‬
‫يتطلب إعداد تصور ينطلق من عملية اإلنصات لمختلف األطراف المتدخلة في المجال‪،‬‬
‫وبلورة تشخيص يقف عند األسباب الرئيسية للمعضلة‪ ،‬وتقديم بدائل تدمج بين خيار‬
‫تلبية مطالب الموارد البشرية المختلفة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تأطير تصور العمل‬
‫المستقبلي وفق مداخل تضمن القضاء على الخصاص في عالقته بمعامل التطور‬
‫الديمغرافي وعدالة التوزيع المجالي‪.‬‬

‫كما الحظت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة وجود بعض االختالالت تتمثل في‬
‫عدم وضوح حكامة مسار العالجات‪ ،‬وفصل عملية تقديم العالج عن عملية سلك‬
‫اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وهشاشة بنيات وآليات الصحة الوقائية وضعف آليات المراقبة‬
‫وضمان استقالليتها‪ ،‬إذ اعتبرت أن التغلب على هذه االختالالت ستشكل نقطة تحول‬
‫أساسية في مسار تحسين جودة خدمات المنظومة الصحية العمومية‪ ،‬وتعزيز تنافسيتها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وستظل مختلف مداخل إصالح المنظومة الصحية عاجزة عن تحقيق مبتغاها‬


‫دون بلورتها في سياسة عمومية مندمجة عابرة للزمن الحكومي‪ ،‬تنطلق من دراسات‬
‫ميدانية دقيقة لتحديد الحاجيات حسب الجهات‪ ،‬وتقدم أجوبة جهوية مالءمة لها‪ ،‬وتوفير‬
‫موارد مالية كافية لتمويلها دون رهن مالية الصحة بمعادلة التوازنات المالية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إشراك الجهات في بلورة الحلول المقدمة‪ ،‬والبحث عن التمويالت الضرورية بشكل‬
‫يراعي مقاربة التوطين الجهوي للسياسة الصحية‪.‬‬

‫أمام كل هذه العوامل‪ ،‬وجدت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة نفسها‪ ،‬تسعى طيلة‬
‫مراحل عملها من أجل البحث عن المداخل الممكنة لتطوير العرض الصحي‪ ،‬وضمان‬
‫استدامته‪ ،‬أكثر من تركيزها على تشخيص الواقع‪ ،‬الذي ال يختلف أحد عن أهميته‪،‬‬
‫وهو متاح في مختلف التقارير والدراسات‪ ،‬ويحس بثقله مختلف المسؤولين عن تدبير‬
‫القطاع‪ ،‬والعاملين به‪ ،‬قبل غيرهم من المرتفقين أو الباحثين في المجال‪ ،‬األمر الذي‬
‫دفع بهذه المجموعة أن تتقدم بحلول تعتقد أنها ناجعة إلصالح المنظومة الصحية‪،‬‬
‫والتي تقدمها على الشكل التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وضع سياسة عمومية صحية مندمجة وواضحة‬


‫تعد المنظومة الصحية من بين مجاالت التدبير العمومي األفقي‪ ،‬التي تتطلب‬
‫التدخل في تدبيرها عن طريق وضع سياسات عمومية واضحة‪ ،‬وجعل أهدافها متالئمة‬
‫مع الحاجيات والمشاكل الموجودة‪ ،‬وصياغتها بشكل يضمن اتساقها على المستوى‬
‫الداخلي بوضع أهداف منسجمة مع بعضها البعض‪ ،‬وعلى المستوى الخارجي من خالل‬
‫جعل أهداف السياسات األخرى غير متناقضة معها أهدافها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فهناك تداخل على مستوى بعض القطاعات الحكومية (الصحة والحماية‬


‫االجتماعية‪ ،‬التعليم األولي‪ ،‬التعليم العالي‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬السكن‪ ،‬الشغل‪،)...‬‬
‫كما للصحة ارتباط بنمط االستهالك والتغييرات المناخية‪ ،‬وفضاءات العيش المشتركة‪،73‬‬
‫لذلك فالق اررات المتخذة من طرف القطاعات الحكومية األخرى‪ ،‬يمكن أن يكون لها‬
‫تأثير سلبي أو إيجابي على الصحة‪ ،‬األمر الذي يتطلب وضع سياسات عمومية واضحة‬
‫في مجال الصحة‪ ،‬حتى يتم مراعاة أهدافها عند اتخاذ الق اررات من طرف مختلف‬
‫القطاعات‪ ،‬وجعل الق اررات المتخذة تهدف إلى تعزيز مكانة الصحة وحمايتها‪.74‬‬

‫إضافة إلى وجود مجموعة من العوامل االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية‬


‫التي تؤثر على الولوج إلى الصحة‪ ،‬ناهيك عن وجود مجموعة من العوامل التي تحد‬
‫من فعاليتها‪ ،‬منها ما هو مرتبط بأداء المنظومة الصحية نفسها‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط‬
‫بالمحددات االجتماعية للولوج إليها‪ ،‬األمر الذي يتطلب وضع سياسيات عمومية تراعي‬
‫مختلف هذه العوامل والعوائق‪ ،‬وتقدم األجوبة الضرورية عنها‪ ،‬في إطار رؤية سياسية‬
‫‪75‬‬
‫يغيب بينها االلتقائية واالنسجام‪،‬‬ ‫حكومية‪ ،‬عوض االكتفاء بوضع برامج قطاعية‬
‫وتتدخل في تنفيذها آليات متعددة من الحكامة يغيب بينها التنسيق‪.‬‬

‫واألخذ بعين االعتبار المعطيات الجغرافية والترابية والنمو الديمغرافي ود ارسة‬


‫هشاشة الفئات المستهدفة‪ ،‬وطبيعة األمراض واألوبئة المنتشرة على المستوى الترابي في‬
‫صياغة سياسة عمومية متالئمة مع الحاجيات والمشاكل المطروحة‪.‬‬

‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الصحة في خطة التنمية المستدامة لعام ‪ ،2030‬تقرير األمانة‪ 11 ،‬ديسمبر ‪ ،2015‬ص ‪.6‬‬ ‫‪73‬‬

‫نفس المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫تقرير المجلس الوطني لحقوق االنسان‪ ،‬فعلية الحق في الصحة‪ ،‬تحديات‪ ،‬رهانات ومداخل التعزيز‪ ،‬فبراير ‪ ،2022‬ص ‪.28‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪93‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ونظ ار للدور الحيوي الذي تلعبه المحددات االجتماعية في تيسير الولوج إلى‬
‫الخدمات الصحية‪ ،‬جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بإنشاء لجنة للمحددات‬
‫االجتماعية للصحة سنة ‪ ،2005‬والتي أوصت بمراعاة ثالثة شروط ترى أنها أساسية‬
‫لتحسين ولوج الناس للصحة وهي‪:76‬‬

‫الرفع من مستوى حياة الناس؛‬ ‫‪.1‬‬

‫تقليص الفوارق على مستوى توزيع المال والموارد والسلطة؛‬ ‫‪.2‬‬

‫تدقيق العالقة بين المحددات االجتماعية والولوج إلى الصحة وجعل الرأي العام‬ ‫‪.3‬‬

‫واعي بها‪.‬‬

‫صحيح أن قطاع الصحة قد اشتغل على أهداف مهمة انطالقا من وضع استراتيجية‬
‫‪ 2008-2012‬ثم استراتيجية ‪ 2016-2012‬ثم استراتيجية ‪ ،2019-2017‬ويشتغل‬
‫اليوم على تهيئ خطة ‪ ،2025‬بكل تأكيد حقق تراكم على مستوى تحسين بعض‬
‫المؤشرات‪ ،‬ونتائج مهمة في محاربة بعض األمراض واألوبئة‪ ،‬من خالل التنسيق بين‬
‫مختلف المتدخلين على مستوى الالمركزي‪ ،‬غير أن المتدخلين على المستوى المركزي‬
‫ظل ينقصه التنسيق وااللتقائية‪ ،‬مما انعكس على محدودية نتائجه‪ ،‬نظ ار لكون التدبير‬
‫القطاعي حتى وإن كان قاد ار على تطوير مجاالت تدخل القطاع والرفع من فعاليته‪،‬‬
‫فإنه يظل محدودا على مستوى التدخل في بعض المجاالت التي تتقاطع مع بعضها‬
‫في النهوض بقطاعات متعددة‪ ،‬أو مجاالت لها امتدادات ترابية ومؤسساتية تتمتع بنوع‬
‫من االستقاللية في التدبير‪ ،‬وأكد على ذلك السيد نائب مدير الميزانية بو ازرة االقتصاد‬

‫‪76‬‬
‫‪Who commission on social determinants of Health Globalization, Global Governance and the‬‬
‫‪social determinants of health; A review of the linkages and agenda for action p 11.‬‬

‫‪94‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والمالية‪ ،‬حيث اعتبر أن ضعف حكامة المنظومة الصحية يعود إلى غياب التنسيق‬
‫بين مكوناتها وضعف التكامل بين القطاعين العام والخاص في ظل غياب مسار منسق‬
‫للعالجات‪.77‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬اعتبر الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية أن‬
‫إنجاح مشاريع إصالح المنظومة الصحية تتوقف على انخراط كافة القطاعات‬
‫الحكومية‪ ،‬والجماعات الترابية والمجتمع المدني والقطاع الخاص‪.78‬‬

‫وتسجل المجموعة الموضوعاتية أن الحكومة الحالية واعية بهذا المشكل‪ ،‬وتسعى‬


‫إلى حله من خالل إحداث الهيئة العليا للصحة‪ ،‬وجعلها تسهر على ضمان استم اررية‬
‫حقيقية للسياسات الصحية الوطنية‪ ،‬وتوفير االستقرار المطلوب للمخططات واألوراش‬
‫الكبرى‪ ،‬ومالءمة السياسة الصحية مع التوجهات العامة للتغطية الصحية الشاملة‬
‫وضمان التنسيق والتكامل بين المنظومتين‪.79‬‬

‫ولتعزيز هذا التوجه‪ ،‬تطالب المجموعة الموضوعاتية الحكومة الحالية بتجاوز‬


‫عملية التخطيط االستراتيجي المعتمدة من طرف الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن‬
‫العام‪ ،‬والتي كانت غير مؤطرة برؤية حكومية أفقية‪ ،‬توضح بدقة الترابط بين األهداف‬

‫عرض ألقاه السيد نائب مدير الميزانية بالنيابة عن السيد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية يتعلق باستراتيجية تمويل إصالح‬ ‫‪77‬‬

‫المنظومة الصحية‪ ،‬خالل اللقاء الدراسي المنعقد بمجلس المستشارين حول موضوع "التمويل الصحي بالمغرب بين سلة العالجات‬
‫وميكانيومات األداء‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪.2022‬‬
‫عرض ألقاه السيد الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية بالنيابة عن السيد وزير الصحة والحماية االجتماعية يتعلق‬ ‫‪78‬‬

‫بمداخل إصالح منظومة الصحة‪ ،‬خالل اللقاء الدراسي المنعقد بمجلس المستشارين حول موضوع "التمويل الصحي بالمغرب بين‬
‫سلة العالجات وميكانيومات األداء‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪.2022‬‬
‫كلمة السيد رئيس الحكومة في جلسة المسائلة الشهرية حول موضوع "ورش االرتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية" االثنين ‪13‬‬ ‫‪79‬‬

‫يونيو ‪.2022‬‬

‫‪95‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المراد تحقيقها‪ ،‬وتكلفة إنجازها‪ ،‬والمدة الزمنية المحددة لذلك‪ ،‬دون ربط األهداف‬
‫بمؤشرات للمتابعة والتقييم‪ ،‬التي يتم من خاللها قياس درجة تنفيذ األهداف‪ ،‬لخلق تراكم‬
‫على مستوى نجاعة األداء العمومي‪.‬‬

‫تماشيا مع رؤية جاللة الملك نصره هللا الذي مهد الطريق لتجاوز هذه االختالالت‬
‫في التدبير عند إعالنه عن تعميم ورش التغطية االجتماعية الشاملة‪ ،‬وفق رؤية متكاملة‬
‫وشاملة لألهداف والتكلفة والمدة الزمنية المحددة لذلك‪ ،‬فإن المجموعة الموضوعاتية‬
‫تؤكد على ضرورة نهج نفس المنحى عند وضع تصور إصالح المنظومة الصحية‪،‬‬
‫بشكل يواكب تنزيل ورش الحماية االجتماعية‪ ،‬من منطلق وعيها بأن عملية وضع أي‬
‫سياسية عمومية‪ ،‬يتطلب مراعاة ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬تتمثل في دقة األهداف واتساقها‪،‬‬
‫وتقدير تكلفة مناسبة للتنفيذ‪ ،‬وبرنامج زمني ارتدادي‪ ،‬وعدم تقدير أي عنصر من هذه‬
‫العناصر سيؤثر على باقي العناصر األخرى‪ ،‬ومن ثم على فعالية ونجاعة السياسيات‬
‫العمومية المعنية‪.‬‬

‫وللنهوض بالمنظومة الصحية‪ ،‬ترى المجموعة الموضوعاتية أن األمر يتطلب‬


‫ضرورة القطع مع االعتقاد السائد باعتبار المنظومة الصحية قطاع غير منتج‪ ،‬وتطوير‬
‫آليات التدخل في تدبيره‪ ،‬من خالل تحديد عناصر التأثير المتبادلة بين اإلشكاالت‬
‫الصحية والمحددات االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والدفع في اتجاه جعل كافة‬
‫القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية تذهب في منحى تحسين محددات الولوج‬
‫للصحة كقطاع أفقي‪ ،‬وتعزيز مكانته على مستوى القيادة والتنسيق‪ ،‬وجعل الجهوية‬
‫المتقدمة مدخال لتحقيق العدالة المجالية‪ ،‬من خالل تشخيص المشاكل جهويا وحلها‬

‫‪96‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫جهويا‪ ،‬وضمان الولوج إلى الصحة من خالل تقليص التفاوتات المجالية عن طرق‬
‫االستثمارات العمومية‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية على أن نجاح هذا الخيار لن يتحقق دون تحمل‬
‫الحكومة مسؤوليتها في وضع سياسة عمومية مندمجة وواضحة‪ ،‬تضمن انسجام والتقائية‬
‫الفعل الحكومي‪ ،‬وتوجيهه لخدمة أهداف مضبوطة‪ ،‬ومؤطرة وفق رؤية سياسية قادرة‬
‫على التنسيق بين المهام والمسؤوليات على المستويين االستراتيجي والتنفيذي‪ ،‬وتجاوز‬
‫اختالالت التداخل في التدبير بين المستويين‪ ،‬التي عبر عنها تقرير النموذج التنموي‬
‫الجديد بالمنطقة الرمادية‪.80‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأهيل البنية التحتية الصحية وتنظيم مسار العالجات وسد الخصاص على‬
‫مستوى التجهيزات الطبية‬

‫بعد تشخيص دقيق للمعطيات المتوفرة حول البنيات التحتية االستشفائية‪ ،‬سجلت‬
‫المجموعة الموضوعاتية مجموعة من المالحظات يمكن استخالصها على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫هناك نقص حاد على مستوى البنيات التحتية االستشفائية بمختلف مستوياتها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫باإلضافة إلى سوء توزيعها على المستوى الترابي‪ ،‬خصوصا على مستوى عدم‬
‫توفر بعض الجهات على مستشفى جامعي‪ ،‬الذي تراهن عليه الحكومة لقيادة‬
‫حكامة المنظومة الصحية على مستوى الجهات‪ ،‬كما توجد جهات ال تتوفر حتى‬
‫على مستشفى جهوي‪ ،‬يقدم الخدمات الصحية وفق التوصيف المحدد ضمن‬

‫‪80‬التقرير العام للنموذج التنموي الجديد‪ ،‬تحرير الطاقات واستعادة الثقة لتسريع وتيرة التقدم وتحقيق الرفاه للجميع‪ ،‬أبريل ‪،2021‬‬
‫ص ‪.30‬‬

‫‪97‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الخارطة الصحية‪ ،‬والذي يمكن له قيادة إصالح المنظومة في أفق بناء مستشفى‬
‫جامعي‪.‬‬

‫ضعف البنيات االستشفائية اإلقليمية‪ ،‬ووجود بعض البنيات االستشفائية األولية‬ ‫‪‬‬

‫في وضعية متهالكة‪ ،‬تتطلب التدخل لترميمها وتأهيلها حتى تستعد الستقبال‬
‫المرتفقين في أفضل الظروف‪.‬‬

‫وجود خصاص على مستوى التجهيزات الطبية في العديد من المستشفيات‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وخصوصا جهاز "الراديو" و"السكانير" ومختبرات التحاليل الطبية‪ ،‬في حين أن‬
‫بعض المستشفيات تتوفر على هذه التجهيزات لكن ال تستعملها بشكل ناجع‬
‫للتخفيف من إعطاء المواعيد لمدة طويلة تتجاوز في بعض األحيان ‪ 60‬يوما‪.‬‬

‫وتشير المجموعة الموضوعاتية إلى عدم التقيد باحترام مسلك العالجات‪ ،‬وهذا‬ ‫‪‬‬

‫راجع إلى غياب إطار قانوني يلزم التقيد به‪ ،‬باإلضافة إلى عدم جاهزية‬
‫المؤسسات االستشفائية للقراب على القيام بالمهام المنوطة بها‪.‬‬

‫وتعتبر المجموعة الموضوعاتية أن محدودية العرض الصحي‪ ،‬يشكل قلق جماعي‪،‬‬


‫خصوصا وبالدنا مقبلة على تعميم التغطية الصحية‪ ،‬لتدعيم ركائز الدولة االجتماعية‪،‬‬
‫وما سيؤدي من إقبال على العرض الصحي‪ ،‬األمر الذي يتطلب خلق تحول ملموس‬
‫على مستوى تأهيل المنظومة الصحية‪ ،‬وجعلها قادرة على استيعاب الطلب الذي سيزداد‬
‫في السنوات المقبلة‪.‬‬

‫وإليجاد الحلول لهذا الوضع المقلق‪ ،‬تعمل الحكومة الحالية على بلورة تصور‬
‫لإلصالح‪ ،‬وتعتزم تنزيله بشكل يواكب عملية تعميم التأمين الصحي اإلجباري عن‬
‫المرض‪ ،‬وذلك من خالل تخصيص ‪ 6‬ماليير درهم لتأهيل البنيات االستشفائية وتعزيز‬
‫‪98‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تجهيزاتها‪ ،‬ويتمحور هذا اإلصالح حول برنامج زمني لتمويل تأهيل العرض الصحي‪،‬‬
‫حيث خصص قانون المالية لسنة ‪ 2022‬مايلي‪:81‬‬

‫‪ 1,1‬مليار درهم للوفاء بالتزامات االستثمار لهذه السنة بخصوص بناء المركز‬ ‫‪‬‬

‫االستشفائي الجامعي الجديد ابن سينا‪ ،‬الذي خصص له مبلغ مالي إجمالي فاق‬
‫‪ 6‬ماليير درهم؛‬

‫‪ 500‬مليون درهم لتأهيل حوالي ‪ 1400‬مؤسسة للرعاية الصحية األولية؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 600‬مليون درهم إضافية لمواصلة بناء وتأهيل حوالي ‪ 30‬من المراكز‬ ‫‪‬‬

‫االستشفائية الجهوية واإلقليمية‪ ،‬إلى جانب االعتمادات المخصصة سنويا لهذا‬


‫اإلجراء والمقدرة بمليار درهم‪.‬‬

‫وتسعى الحكومة إلى تأهيل العرض الصحي وفق تصور جديد ومتكامل‪ ،‬ينبني على‬
‫ثالث مرتكزات أساسية‪ ،‬أوالها تأهيل البنيات التحتية عبر تدعيم البعد الجهوي بما‬
‫يضمن جودة الخدمات الصحية‪ ،‬وثانيها تجويد الخدمات العالجية المقدمة وثالثها‬
‫ضمان العدالة المجالية‪.82‬‬

‫ويتمحور هذا التصور حول مداخل أساسية تتمثل في‪:83‬‬

‫خلق مجموعات صحية جهوية وبناء مستشفى جامعي بكل جهة ليكون قاطرة‬ ‫‪‬‬

‫للمجموعة الصحية الجهوية‪ ،‬وتأهيل البنى التحتية الجهوية واإلقليمية والمحلية‬


‫في غضون ‪ 18‬أشهر المقبلة؛‬

‫عرض ألقاه نائب مدير الميزانية بالنيابة عن الوزير المنتدب لو ازرة االقتصاد والمالية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫نفس المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪99‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫إحداث خارطة صحية جهوية تهدف إلى تحديد جميع مؤهالت الجهة من‬ ‫‪‬‬

‫حيث البنيات التحتية في القطاع العام والخاص وكذا الموارد البشرية‪ ،‬وتشجع‬
‫القطاع الخاص على احترام الخارطة الصحية‪ ،‬مما سيساعد المجموعة‬
‫الصحية الجهوية في تحديد أولويات االستثمار في مجال الصحة على مستوى‬
‫كل جهة لتعزيز العرض الصحي الجهوي وتقليص الفوارق المجالية؛‬

‫توضيح المسار الطبي العالجي‪ ،‬وضمان سالسة التدخالت العالجية‪ ،‬بناء‬ ‫‪‬‬

‫على تسلسل لتلقي العالج يبدأ من المراكز الصحية األولية‪ ،‬ويمر عبر مختلف‬
‫المراكز االستشفائية‪ ،‬وصوال إلى المركز االستشفائي الجامعي على صعيد‬
‫كل جهة؛‬

‫العمل على وضع إطار نظامي وعلمي الختصاص طب األسرة‪ ،‬يقتضي‬ ‫‪‬‬

‫تعيين طبيب مكلف بعدد من األسر‪ ،‬توكل له مهمة تتبع وتوجيه المرضى‪،‬‬
‫نحو البنيات القادرة على توفير العالجات الضرورية حسب طبيعة‬
‫تخصصاتها؛‬

‫تطوير خدمة الطب عن بعد في المرافق الصحية بتراب المملكة‪ ،‬يستهدف‬ ‫‪‬‬

‫األقاليم التي تعيش في وضعية عزلة صحية‪ ،‬من أجل ضمان ولوج المرضى‬
‫إلى خدامات التطبيب عن بعد‪ ،‬من خالل تدريب المهنيين التابعين‬
‫للمستوصفات على استعمال معدات وممارسة التطبيب عن بعد؛‬

‫إحداث وكالة للدم في أقرب اآلجال لضمان تحقق االكتفاء الذاتي من‬ ‫‪‬‬

‫المشتقات الدموية الثابتة والمتحولة‪ ،‬والتي تتوفر فيها الشروط الضرورية‬


‫إلسعاف المرضى؛‬

‫‪100‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫رقمنة المنظومة الصحية‪ ،‬وربطها بالنظام المعلوماتي للصندوق الوطني‬ ‫‪‬‬

‫للضمان االجتماعي‪ ،‬قصد إحداث نظام البطاقة الصحية الرقمية‪ ،‬التي‬


‫ستمكن من تتبع مسار عالج المريض على مستوى مختلف البنيات‬
‫االستشفائية‪.‬‬

‫وخالل أحد اللقاءات التواصلية للمجموعة الموضوعاتية سجل بعض المهنيين‬


‫والخبراء تخوفهم من التزام الحكومة بتنزيل هذا الورش اإلصالحي الطموح‪ ،‬في الفترة‬
‫الزمنة المحددة في دجنبر ‪ ،2022‬ويأتي تخوفهم من أن هذا اإلصالح يتطلب تهيئ‬
‫مستشفى جامعي بكل جهة لقيادة المجموعة الصحية الجهوية‪ ،‬في نفس اللحظة التي‬
‫تتوفر فيها بالدنا فقط على ‪ 5‬مستشفيات جامعية‪ ،‬وثالثة مستشفيات في طور اإلنجاز‬
‫بكل من طنجة وأكدير والعيون‪ ،‬ووجود أربعة جهات ال تتوفر على مستشفى جامعي‪.‬‬

‫وتؤكد بدورها المجموعة الموضوعاتية على أهمية هذا اإلصالح المهيكل‬


‫للمنظومة الصحية‪ ،‬وتدعو كافة المعنيين بالتدخل لإلسراع في تنزيله‪ ،‬من أجل توفير‬
‫منظومة صحية ناجعة وفعالة‪ ،‬لتقديم خدمات متكاملة‪ ،‬تشمل االستشارات الطبية‪،‬‬
‫وتوفير الفحوصات باألجهزة الطبية التكنولوجيا‪ ،‬وإجراء التحاليل المخبرية‪ ،‬وإجراء‬
‫التدخالت العالجية‪ ،‬والرفع من الطاقة السريرية للمستشفيات سواء العالجية أو‬
‫المخصصة لإلنعاش‪ ،‬وذلك وفق مقاربة تسعى إلى تقريب هذه الخدمات من المواطنين‪،‬‬
‫وتعزيز جاذبية المستشفيات العمومية‪ ،‬من أجل تقليص من تكلفة العالج على األسر‬
‫وخصوصا إذا انضافت لها تكاليف السفر واإلقامة‪ ،‬باإلضافة إلى التقليص من طول‬
‫مدة المواعيد‪ ،‬من خالل مراقبة جاهزية التجهيزات الطبية‪ ،‬وضمان استخدامها بالشكل‬

‫‪101‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المطلوب‪ ،‬وتشجيع األطر الطبية على الوفاء بواجباتها‪ ،‬المتمثلة في تقديم الخدمات‬
‫الطبية بشكل يضمن مساواة كافة المغاربة للولوج إلى العالجات الضرورية‪.‬‬

‫وتدعو أيضا إلى تحديث نظم الرعاية الصحية األولية من أجل تمكين العاملين‬
‫في المجال الصحي من التعرف على الفئات األكثر هشاشة‪ ،‬واألشد حاجة قصد التدخل‬
‫لتقديم العالج لهم‪ ،‬باعتبار أن السياسة الصحية الوقائية هي السبيل األمثل للتقليص‬
‫من الضغط على البنيات االستشفائية‪ ،‬والتخفيف من تكلفة العالج‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬
‫إلتقائية كافة المتدخلين للتحسيس ببعض المخاطر الصحية‪ ،‬الناتجة عن تغيير في نمط‬
‫االستهالك‪ ،‬وتناول بعض المواد المضرة‪ ،‬والتشجيع على التغذية الصحية وممارسة‬
‫الرياضة‪ ،‬والولوج للمتابعة الطبية المستمرة التي سيقدمها طبيب األسرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعم القدرات البشرية‬

‫تتقاسم المجموعة الموضوعاتية مع مختلف الهيئات النقابية والمهنية والمجتمع‬


‫المدني الذين تم االستماع إليهم‪ ،‬ومع الفرق والمجموعات البرلمانية‪ ،‬التي تقدمت‬
‫بمذكرات في الموضوع‪ ،‬بعض عناصر التشخيص‪ ،‬وبعض المداخل التي تعتبرها أساس‬
‫إنجاح أي إصالح مهما كان‪ ،‬في سياق يعرف بضعف اإلقبال على انخراط األطباء‬
‫في صفوف الوظيفة العمومية‪ ،‬وتنامي طلبات االستقالة منها‪ ،‬وهجرة األطباء المغاربة‬
‫نحو الخارج بنسب تفوق ‪ 30‬في المائة من خريجي كليات الطب سنويا‪.‬‬

‫وقبل الشروع في تقديم الحلول لهذه المعضلة المركبة‪ ،‬تلخص المجموعة‬


‫الموضوعاتية أزمة تدبير الموارد البشرية على الشكل االتي‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫نقص حاد في الموارد البشرية وصل حسب وزير الصحة والحماية‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعية خالد ايت الطالب ما مجموعه‪ 32 ،‬ألف طبيب و‪ 65‬ألف من‬


‫مهني الصحة‪ ،‬وأكد على أن الخصاص سيتفاقم في المستقبل؛‬

‫اختالالت في توزيع الموارد البشرية على المستوى الوطني‪ ،‬الذي يفاقم من‬ ‫‪‬‬

‫معضلة غياب العدالة المجالية بين الجهات‪ ،‬وبين الوسط الحضري‬


‫والقروي؛‬

‫وجود عدد األطباء المتخصصين أكثر من عدد األطباء العامون؛‬ ‫‪‬‬

‫ضعف الطاقة االستيعابية لكليات الطب والصيدلة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ما يقارب ‪ 40‬في المائة من األطباء المغاربة يمارسون خارج المغرب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫باإلضافة إلى هجرة ما يقارب ‪ 600‬طبيب سنويا بعد حصولهم على‬


‫الشواهد من الجامعة المغربية؛‬

‫عدم إقبال خرجي كليات الطب والصيدلة على مباراة التوظيف في القطاع‬ ‫‪‬‬

‫العام‪ ،‬سواء المفتوحة من طرف الو ازرة أو من طرف المستشفيات الجامعية‬


‫أو من طرف بعض المؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬مقابل ارتفاع‬
‫طلبات االستقالة من الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫وفي إطار مقاربة اإلصالح التي تقدمها الحكومة‪ ،‬تقترح التغلب على الخصاص‬
‫الحاصل على مستوى الموارد البشرية بالرفع من الطاقة االستيعابية لكليات الطب‬
‫والصيدلة وكليات طب األسنان بنسبة ‪ 20‬في المائة‪ ،‬ابتداء من الموسم الدراسي‬
‫‪ ،2022-2023‬ومضاعفة هذه النسبة تدريجيا في آخر الوالية الحكومية‪ ،‬وتوسيع‬

‫‪103‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫نطاق مجاالت التدريب الميداني لتشمل المجموعة الصحية الجهوية‪ ،84‬باإلضافة إلى‬
‫رفع القيود والمعيقات التي يفرضها القانون رقم ‪ 131.13‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب‬
‫على األطباء األجانب بالمغرب‪ ،‬والرفع من المناصب المالية المخصصة لقطاع الصحة‬
‫سنويا‪.85‬‬
‫جدول رقم ‪ :12‬جدول يوضع زيادة المقاعد الدراسية بكليات الطب والصيدلة وطب األسنان‬

‫جدول يوضح نسبة توزيع المقاعد الدراسية بكليات الطب والصيدلة وطب األسنان‪.86‬‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫عرض ألقاه السيد نائب مدير الميزانية بالنيابة عن الوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫مذكرة أرسلها السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وباالبتكار إلى رؤساء الجامعات ورؤساء المؤسسات الجامعية ومديري األكاديميات الجهوية‬ ‫‪86‬‬

‫للتربية والتكوين بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.2022‬‬

‫‪104‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتسعى الحكومة من وراء هذا اإلجراء إلى تجاوز نسبة تغطية التأطير الطبي‬
‫المحددة من طرف منظمة الصحة العالمية في ‪ 23‬إطار طبي وشبه طبي لكل ‪10000‬‬
‫نسمة في نهاية موسم ‪ ،2026-2025‬وبلوغ النسبة المحددة من طرف النموذج التنموي‬
‫الجديد في ‪ 45‬إطار لكل ‪ 10000‬نسمة في أفق ‪.872035‬‬

‫ولتشجيع األطباء على تعزيز صفوف الوظيفة العمومية‪ ،‬تسعى الحكومة إلى‬
‫إحداث وظيفة عمومية صحية تتالءم مع خصوصية القطاع‪ ،‬وتحسين الوضعية المادية‬
‫لألطر الصحية‪ ،‬من خالل نظام عمومي للوظيفة الصحية‪ ،‬الذي تطالب مختلف‬
‫الهيئات النقابية والمهنيين باإلسراع في إخراجه‪ ،‬وجعله مساهما في رفع الحيف الذي‬
‫تعاني منه مختلف األطر الطبية والصحية واإلدارية بشكل منصف وعادل‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬تستحضر االتفاق االجتماعي القطاعي الموقع بين و ازرة الصحة‬
‫والحماية االجتماعية والنقابات األكثر تمثيلية بالقطاع‪ ،‬الذي تم خالله التوافق على‬
‫مجموعة من النقاط‪ ،‬نجد من بينها‪:88‬‬

‫رفع الحيف عن األطباء من خالل تغيير الشبكة االستداللية لألطباء‬ ‫‪.1‬‬

‫والصيادلة وأطباء األسنان‪ ،‬وبدايتها من الرقم االستداللي ‪ 509‬بكامل‬


‫تعويضاته؛‬

‫استفادة الممرضين من الترقي في الرتب والدرجات؛‬ ‫‪.2‬‬

‫الرفع من قيمة التعويض عن المخاطر المهنية لفائدة األطر اإلدارية‬ ‫‪.3‬‬

‫والتقنية؛‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫نفس المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪105‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫دعم مؤسسة الحسن الثاني للنهوض باألعمال االجتماعية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫‪.4‬‬

‫خدماتها المقدمة لفائدة مهنيي القطاع‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬تطالب بعض الهيئات النقابية والمهنيين برفع الحيف عن‬
‫فئة المتصرفين والممرضين والمهندسين والمساعدين الطبيين خرجي المدرسة الوطنية‬
‫للصحة العمومية‪ ،‬وجعلهم يتقاضون نفس التعويض المخصص لألطباء بعد تخرجهم‪،‬‬
‫ضمان للمساواة بين مختلف خرجي هذه المدرسة‪ ،‬الذين يتابعون بها نفس التكوين‪.‬‬

‫ومن جانب آخر‪ ،‬تطالب بعض ممثلي الممرضين باإلسراع إلى إحداث هيئة‬
‫للممرضين‪ ،‬ووضع إطار للعمل يحدد تدخالت األطر الطبية ويوضح التباين بينها وبين‬
‫تدخل األطر التمريضية‪ ،‬حتى يتحمل كل متدخل مسؤوليته الكاملة في مسار تقديم‬
‫العالجات‪ ،‬وعدم مساءلة الممرضين عن عدم تقديم خدمات ال تدخل في مجال‬
‫تخصصهم‪ ،‬أو وضع إطار قانوني يوفر لهم الحماية القانونية عند مزاولة هذه التدخالت‪.‬‬

‫كما طالبت هيئات أخرى بضرورة إصالح مؤسسة الحسن الثاني لألعمال‬
‫االجتماعية لموظفي قطاع الصحة‪ ،‬وتأهيلها قصد تقديم خدمات مناسبة‪ ،‬وفق تصور‬
‫شامل‪ ،‬يجعل من الخدمات االجتماعية مدخال للرقي بالمستوى االجتماعي لألطر‬
‫العاملة بالقطاع‪.‬‬

‫وترى المجموعة الموضوعاتية أن مسألة التغلب على الخصاص في الموارد‬


‫البشرية رهين بوضع مقاربة متكاملة‪ ،‬ترتكز على الرفع من جاذبية المهن الطبية والشبه‬
‫طبية‪ ،‬وإعادة االعتبار لها باعتبارها مهن إنسانية نبيلة‪ ،‬يتجاوز ممارستها ما هو مادي‪،‬‬
‫إلى ما هو إنساني‪ ،‬واعتماد مقاربة للتوجيه فعالة الستقطاب الراغبين في مزاولة هذه‬
‫المهنة عن حب‪ ،‬إسوة بمهنة التعليم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية أن إجراء مضاعفة خريجي كليات الطب غير‬


‫كافي لمضاعفة العاملين بقطاع الصحة ببالدنا‪ ،‬ما دامت معضلة هجرة الخريجين من‬
‫هذه الكليات في تزايد مستمر‪ ،‬وعليه تقترح المجموعة الموضوعاتية‪ ،‬تقديم تشجيعات‬
‫مهمة الستقطاب األطباء المغاربة العاملين بالخارج‪ ،‬وتشجيع خريجي الكليات المغربية‬
‫بالبقاء في وطنهم‪ ،‬وتحفيز األطباء المغاربة الذي يتابعون دراستهم في الخارج على‬
‫دخول وطنهم بعد نهاية الدراسة من خالل تقديم لهم منح دراسية تحفيزية‪ ،‬والبحث لهم‬
‫عن مقاعد دراسية بالجامعات األجنبية‪ ،‬من خالل إبرام عقود معهم لتمويل دراستهم‪،‬‬
‫والدخول في مفاوضات برعاية منظمة الصحة العالمية‪ ،‬من أجل توقيع اتفاقات تنظم‬
‫هجرة األطباء واألطر الصحية‪ ،‬وخصوصا من الدول التي تعرف خصاص في هذه‬
‫الموارد‪.‬‬

‫كما تطالب المجموعة الموضوعاتية ببناء كلية للطب والصيدلة بكل جهة‪،‬‬
‫وتوسيع أنشطتها التعليمية والتكوينية‪ ،‬لتشمل إدماج مناهج تتعلق بالتكنولوجيات‬
‫الجديدة‪ ،‬واعتماد مقاربة التداول بين تلقي الدروس النظرية‪ ،‬والقيام بتداريب ميدانية‬
‫تشمل مختلف المستشفيات‪ ،‬بما فيها مستشفيات القرب‪ ،‬وإعادة النظر في عملية انتقاء‬
‫الطلبة‪ ،‬وجعلها تتم على مستوى كل إقليم‪ ،‬بحصة تفوق الخصاص المسجل بها‪ ،‬ومقابل‬
‫ذلك مطالبة المتبارين بممارسة المهنة بنفس تراب اإلقليم‪ ،‬مدة ال تقل عن ستة سنوات‪،‬‬
‫من أجل ضمان انتشار األطر الطبية والصحية بشكل جيد يمكن من تحقيق العدالة‬
‫المجالية‪.‬‬

‫وتثير المجموعة الموضوعاتية انتباه الحكومة إلى أن التصور الذي تسعى لتنزيله‪،‬‬
‫على مستوى التقيد بمسار العالجات‪ ،‬إذا كان سيخفف من عبء تكاليف صناديق‬

‫‪107‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫التأمين األساسي عن المرض‪ ،‬فإنه سيفرض ضغطا كبي ار على األطباء العامون‪ ،‬وتنزيله‬
‫بشكل سليم يتطلب القيام بإجراءات تهدف إلى الرفع من عدد األطباء العامون مقارنة‬
‫مع عدد األطباء المتخصصون‪ ،‬باإلضافة إلى تأهيل مستشفيات القرب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تحيين السياسة الدوائية وفق المتطلبات الجديدة‬

‫وقفت المجموعة الموضوعاتية على مجموعة من اإلشكاليات التي تعرفها السياسة‬


‫الدوائية ببالدنا‪ ،‬والتي تقدمها على الشكل التالي‪:‬‬

‫غالء األدوية األكثر استهالكا مقارنة بدول الجوار‪ ،‬وخصوصا األدوية التي‬ ‫‪.1‬‬

‫تستعمل في عالج األمراض المزمنة والمستعصية؛‬

‫إقبال ضعيف على وصف الدواء الجنيس من طرف األطباء‪ ،‬والتشكيك في‬ ‫‪.2‬‬

‫جودته؛‬

‫فرض الضرائب على بعض األدوية التي تستعمل بكثرة‪ ،‬وذات التكلفة المرتفعة؛‬ ‫‪.3‬‬

‫غالء تكلفة العالج مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬األمر الذي يدفع بعض‬ ‫‪.4‬‬

‫األسر إلى التوجه مباشرة إلى الصيدليات بدون وصفة طبية‪ ،‬أو استعمال بعض‬
‫األعشاب والمستحضرات الطبيعية؛‬

‫ارتفاع نفقات األسر على شراء األدوية والتي تصل إلى نسبة ‪ 43‬في المائة من‬ ‫‪.5‬‬

‫نسبة األنفاق اإلجمالي على العالج؛‬

‫ندرة بعض األدوية وعدم انتشارها بشكل عادل على المستوى الترابي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫وتشيد المجموعة الموضوعاتية بنجاح سياسة التلقيح التي تنهجها بالدنا‪ ،‬والتي كان‬
‫لها الفضل في الحد من نسبة موت األطفال األقل من خمس سنوات‪ ،‬وتعتبر نجاح‬
‫‪108‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المغرب في سياسية التلقيح المعتمدة وتنويع مصادره‪ ،‬لتعزيز المناعة الجماعية ضد‬
‫"كوفيد ‪ "19‬خطوة سياسية جبارة‪ ،‬جعلت المغرب في مقدمة الدول الملقحة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إطالق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد "لكوفيد ‪ "19‬ولبعض األمراض‬
‫األخرى‪ ،‬تعزي از لتحقيق السيادة اللقاحية للمغرب‪ ،‬وجعله مصد ار لتوفير اللقاحات للقارة‬
‫اإلفريقية تحت القيادة السامية لجاللة الملك نصره هللا‪.‬‬

‫ونوهت مختلف الهيئات المهنية ومذكرات الفرق والمجموعات البرلمانية‬


‫بالمجهودات المبذولة على مستوى الرفع من عدد األدوية التي تم التخفيض من ثمنها‪،‬‬
‫في نفس الوقت‪ ،‬طالبت بضرورة التكثيف من هذه الجود‪ ،‬لتشمل عملية التخفيض‬
‫األدوية الباهظة التكلفة‪ ،‬والتي تستعمل في عالج األمراض المزمنة والمستعصية‪،‬‬
‫واعتماد السعر المرجعي لبيع األدوية بشكل يتناسب مع مستوى الدخل الفردي ببالدنا‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تطالب بعض الهيئات المهنية بوضع سياسية دوائية واضحة‪،‬‬
‫واعتمادها بقانون‪ ،‬حتى يتم تفادي تعدد النصوص القانونية والتنظيمية المؤطرة لعملية‬
‫إنتاج وتسويق واستعمال األدوية والمستلزمات الطبية‪ ،‬وتبسيط النصوص التنظيمية حتى‬
‫يسهل التعامل معها من طرف مختلف المهنيين‪.‬‬

‫وتعتبر المجموعة الموضوعاتية أن إصالح السياسة الدوائية ببالدنا يجب أن‬


‫تتمحور حول هدف تشجيع الولوج إلى األدوية والمستلزمات الطبية‪ ،‬وتوزيها بشكل‬
‫عادل على مستوى التراب الوطني‪ ،‬وتعزيز مراقبة جودتها وسالمتها‪ ،‬بشكل يتماشى مع‬
‫توصيات منظمة الصحة العالمية‪ ،‬التي تعتبر أن السياسة الدوائية يجب أن ترتكز على‬
‫ثالثة أهداف أساسية وهي‪:‬‬

‫التوفير العادل للدواء بشكل يعزز المساواة واإلتاحة واالستدامة في الوصول إليه؛‬ ‫‪.1‬‬

‫‪109‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ضمان جودة وسالمة األدوية التي يتم توفيرها؛‬ ‫‪.2‬‬

‫تعزيز االستخدام الرشيد والفعال لألدوية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وترى المجموعة الموضوعاتة أن مقاربة التغلب على اختالالت السياسة الدوائية‬


‫تتطلب تحيينها بشكل مستمر وفق المتطلبات الجديدة‪ ،‬وضمان تزويد السوق الوطنية‬
‫بالمنتوجات الصيدالنية والطبية الضرورية بشكل مستمر‪ ،‬وتشجيع الصناعة الوطنية‬
‫في هذا المجال‪ ،‬من خالل دعم البحث العلمي واالبتكار‪ ،‬وتحمل تكلفة الدراسات العلمية‬
‫بالنسبة لألدوية التي تتطلب اإلسراع في تحوليها إلى أدوية جنيسة‪ ،‬ومراقبة جودتها‪،‬‬
‫قصد تحقيق السيادة الدوائية لبالدنا‪.‬‬

‫باإلضافة إلى وضع الئحة لألدوية التي تنقطع باستمرار وتحيينها وفق الحاجيات‬
‫الوطنية‪ ،‬ووضع إجراءات كفيلة بتشجيع تصنيعها ببالدنا‪ ،‬وتبسيط المساطر الخاصة‬
‫بالنسبة للشركات المستثمرة في هذا المجال‪ ،‬وفق ما تقتضيه شروط المنافسة العادلة‪،‬‬
‫وسياسة تشجيع الولوج إلى األدوية‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية أن نجاح كل سياسة دوائية‪ ،‬يتطلب أن يتم التخطيط‬


‫لها‪ ،‬بناء على دراسة تحليلية دقيقة لخرائط األمراض واألوبئة المنتشرة على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬وبناء على دراسة تتعلق بتحيين الحاجيات الوطنية‪ ،‬والتهيئ لحدوث أزمات‬
‫صحية من أجل توفير كميات كافية من األدوية والمعدات الطبية عن طريق نهج سياسة‬
‫لليقظة الدوائية‪.‬‬

‫وتشدد المجموعة الموضوعاتية على ضرورة تشجيع استعمال الدواء الجنيس‪ ،‬من‬
‫خالل إدماجه ضمن البروتوكوالت العالجية‪ ،‬وجعل األطباء يقبلون بوصفه‪ ،‬مع تعزيز‬
‫آليات مراقبة تصنيعه‪ ،‬والحرص على جودته وسالمته وفعاليته‪ ،‬وحظر بيع األدوية‬
‫‪110‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫خارج الصيدليات‪ ،‬ومحاربة ظاهرة بيع األدوية والمضادات الحيوية خارج المسار العادي‬
‫للعالجات‪ ،‬وبدون وصفة طبية‪.‬‬

‫وسعيا من الحكومة إلى وضع تصور كامل وشامل لإلصالح الهيكلي للمنظومة‬
‫الصحية‪ ،‬بمداخلها وأبعادها المختلفة‪ ،‬من بينها تعزيز حكامة السياسة الدوائية من خالل‬
‫إحداث الوكالة الوطنية لألدوية والمنتجات الصحية‪ ،‬وتمكينها من االستقالل المالي‬
‫واإلداري‪ ،‬حتى تتمكن من تنسيق عملية تطوير السياسة الدوائية الوطنية‪ ،‬وتحيينها‬
‫بشكل يواكب التحوالت والتحديات المطروحة‪ ،‬والمشاركة في تنفيذها خدمة لقطاع‬
‫الصحة العمومية‪.89‬‬

‫وتعتبر الحكومة أن ضمان االستقالل والسيادة الدوائية لبالدنا‪ ،‬مدخل أساسي لتعزيز‬
‫األمن الصحي‪ ،‬ومفتاح الولوج العادل إلى الدواء والعالج‪ ،‬وأنها حريصة على اتخاذ‬
‫اإلجراءات المناسبة لتمكين المواطنات والمواطنين من الولوج إلى األدوية األساسية‬
‫بأثمنة مالئمة‪ ،‬من قبيل دعم اإلنتاج الوطني من األدوية وتصنيع األدوية الجنيسة‪،‬‬
‫بغية تحقيق سيادة دوائية فعلية‪.90‬‬

‫وتماشيا مع تصور الحكومة القاضي بإحداث وكالة وطنية لألدوية والمنتجات‬


‫الصحية‪ ،‬تطالب المجموعة الموضوعاتية بتمكين هذه الوكالة من اآلليات القانونية‬
‫الضرورية ومن الموارد المالية والبشرية المناسبة‪ ،‬وضمان استقالليتها‪ ،‬حتى تتمكن من‬
‫مراقبة جودة األدوية وسالمتها‪ ،‬وضبط السوق وفق شروط المنافسة الشفافة‪ ،‬والتحكم‬
‫في ارتفاع األسعار بما يعزز القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬والحرص على مراقبة شراء‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪89‬‬

‫نفس المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪111‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫واستعمال االدوية من طرف المصحات الخاصة والمستشفيات العمومية بشكل يضمن‬


‫عدم الوقوع في تعارض المصالح‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬توسيع مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬

‫يعد مدخل توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجاالت تشمل فتح‬
‫رؤوس أموال المصحات الخاصة الستثمارات غير األطباء وجلب االستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫أحد المداخل األساسية التي يمكن االعتماد عليها للتغلب على الخصاص في الصناعة‬
‫الدوائية والطبية والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬والخصاص في البنيات التحتية االستشفائية‬
‫وتوفير الموارد البشرية وتوزيعها بشكل عادل على مستوى التراب الوطني‪.‬‬

‫غير أن هذه الشراكة يجب أن تكون مؤطرة وفق تصور يحدد التزامات كل طرف‬
‫على حدة‪ ،‬ويعتمد مقاربة إعادة توزيع االستثمارات العمومية والخاصة نحو الجهات‬
‫التي تعاني من خصاص في الرعاية الصحية‪ ،‬وأن تظل الدولة متحكمة في هذه العملية‬
‫من خالل اعتماد آليات التوجيه المناسبة‪ ،‬والتي ستمكنها من ضمان احترام الخارطة‬
‫الصحية الوطنية‪ ،‬وإعادة رسمها بما يضمن تحقيق العدالة المجالية‪.‬‬

‫وعلى هذه الشراكة أن تراعي طموح الدولة المغربية‪ ،‬في ضمان سيادتها الصحية‪،‬‬
‫من خالل تحديد المجاالت التي ال يسمح لالستثمارات األجنبية أن تستثمر فيها‪ ،‬إال‬
‫بعد التزامها بضمان استم اررية الخدمات الصحية كمرفق صحي عمومي‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬تعتبر المجموعة الموضوعاتية نجاح هذه الشراكة في إعادة رسم‬
‫الخرائط الصحية بناء على حاجيات كل جهة‪ ،‬يقتضي تمكين الجهات من التدخل في‬
‫توجيهها‪ ،‬بناء على تصور للحاجيات والخصاص الذي يعرفه كل إقليم على حدة‪ ،‬من‬
‫أجل تقريب الخدمات الصحية من المواطن‪ ،‬بشكل يضمن له تلقي الخدمات الصحية‬
‫‪112‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫األساسية من تشخيص وتحاليل طبية شاملة‪ ،‬والفحوصات باألجهزة التكنولوجيا‬


‫المتطورة‪ ،‬دون جعل األسر مطالبة بالتنقل خارج أقاليمها من أجل إجراء تحاليل أو‬
‫فحوصات طبية‪.‬‬

‫ودعما لهذه الشراكة تقترح المجموعة الموضوعاتية وضع سلة للمشاريع التي يفتح‬
‫االستثمار فيها‪ ،‬وتحيينها باستمرار‪ ،‬انطالقا من تشخيص دقيق للحاجيات المطلوبة‪،‬‬
‫واإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وأن تتكلف بقيادة هذه العملية لجنة جهوية تشرف على العرض‬
‫الصحي بكل جهة‪ ،‬تماشيا مع الرؤية الحكومية في تدبير القطاع‪ ،‬وبشكل ال يؤثر على‬
‫حرية االستثمار وتحرير الطاقات‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية على ما تقترحه مذكرة أحد الفرق البرلمانية‪ ،‬بأن‬
‫تشمل سلة المشاريع‪ ،‬تشجيع االستثمار في التكنولوجيات الصحية الجديدة‪ ،‬والتي‬
‫تستعمل في تصميم األدوية والتشخيصات الطبية‪ ،‬وتشجيع البحوث الطبية الحيوية‬
‫(البيوطبية)‪ ،‬من خالل إنشاء منظمة البحوث التعاقدية‪ ،‬التي يمكن أن تجذب العديد‬
‫من االستثمارات‪ ،‬وتشجع الولوج إلى الرعاية الصحية المبتكرة‪ ،‬ومواكبة هذه العملية‬
‫بالتسريع في منح التراخيص الالزمة لذلك‪.‬‬

‫وتضيف نفس المذكرة تأكيدها على أن تتخذ الشراكة تعميم عملية شراء الخدمات‬
‫الصحية على غرار ما هو معمول به في خدمات تصفية الكلي‪ ،‬لتشمل فحوصات‬
‫األشعة والتصوير الطبي‪ ،‬والعالج باألشعة والعالج الكيميائي‪ ،‬وجراحة القلب واألوعية‬
‫الدموية‪ ،‬واإلنعاش‪ ،‬والتشريح المرضي‪ ،‬وتعتبر المجموعة الموضوعاتية أن عملية شراء‬
‫هذه الخدمات يجب أن تتم وفق دفاتر للتحمالت واضحة تضمن استم اررية الخدمة‬
‫الصحية كخدمة عمومية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫كما يمكن أن تشمل عملية تشجيع االستثمار تكوين الموارد البشرية الصحية‬
‫والتقنية‪ ،‬ونقل الخبرات الخاصة للقطاع العمومي‪ ،‬من خالل إطار تنظيمي يجعل‬
‫األطباء يقدمون الخدمات الصحية في الوقت اإلضافي داخل المستشفيات العمومية‪،‬‬
‫عوض التنقل لتقديمها بالمصحات الخاصة‪ ،‬من خالل إبرام عقود مع المستشفيات‬
‫العمومية‪ ،‬مقابل أداء بعض الرسوم للمستشفيات تساعدها على التحكم في توازناتها‬
‫المالية‪.‬‬

‫وتماشيا مع مقتضيات القانون رقم ‪ 131.13‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب‪ ،‬الذي‬


‫يسمح لغير األطباء باالستثمار في رؤوس أموال المصحات الخاصة‪ ،‬تسعى الحكومة‬
‫إلى تقوية مساهمة القطاع الخاص في تسخير طاقاته وإمكانياته للنهوض بالمنظومة‬
‫الصحية‪ ،‬بما يضمن تلبية كل االحتياجات الصحية للمواطنين‪ ،‬من منطلق الوعي بأن‬
‫القطاع الصحي وحدة غير قابلة للتجزئة‪.‬‬

‫ومن أجل التغلب على الخصاص في الموارد البشرية وتوزيعها على مستوى‬
‫التراب الوطني بشكل عادل‪ ،‬تطمح الحكومة إلى استقطاب أطباء أجانب‪ ،‬من خالل‬
‫إدراج تدابير تحفيزية لفائدة القطاع الخاص ضمن ميثاق االستثمار‪ ،‬حيث أكد رئيس‬
‫الحكومة على أنه قيد الدرس‪ ،‬كما أفاد تضمنه إجراءات لتشجيع االستثمار في الجهات‬
‫والمناطق التي تعرف ضعفا في العرض الصحي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تعميم التغطية الصحية الشاملة كمدخل لتعزيز الولوج إلى العالج‬

‫أشادت المجموعة الموضوعاتية بالورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية‬


‫االجتماعية‪ ،‬واعتبرته من األوراش المهيكلة‪ ،‬سواء على مستوى التخفيف من عبء‬

‫‪114‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تكلفة العالج على األسر‪ ،‬أو على مستوى التدخل لدعم المحددات االجتماعية للولوج‬
‫إلى الصحة‪ ،‬كالتقاعد والتعويضات العائلية‪ ،‬والتعويض عن فقدان الشغل‪.‬‬

‫وبخصوص التغطية الصحية الشاملة‪ ،‬التي سيتم تعميمها في أواخر دجنبر‬


‫‪ ،2022‬وذلك من خالل دمج ‪ 22‬مليون مواطنة ومواطن في صناديق التأمين‪11 ،‬‬
‫مليون من حاملي بطاقة راميد‪ ،‬و‪ 11‬مليون من العمال غير األجراء وذوي الحقوق‬
‫المرتبطين بهم‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬أوضحت الحكومة أنها ستقوم بتمكين الفئات الفقيرة والهشة‬
‫الخاضعة لنظام "راميد"‪ ،‬من التوفر على التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪،‬‬
‫يمكنهم من الولوج إلى القطاعين العام والخاص‪ ،‬وبنفس سلة عالجات أجراء القطاع‬
‫الخاص‪ ،91‬في حين تطالب المجموعة الموضوعاتية بالحفاظ على مكتسباتهم‪ ،‬وتمكينهم‬
‫من كافة الخدمات التي يقدمها لهم القطاع العام‪ ،‬كما كان معمول به خالل سريان‬
‫العمل ببطاقة "راميد"‪.‬‬

‫كما تدعو المجموعة إلى ضرورة مراجعة واجبات االشتراك في التغطية الصحية‬
‫بالنسبة لبعض المهن كالعمال المياومين‪ ،‬الذين ال يتوفرون على بطاقة "راميد"‪ ،‬نظ ار‬
‫لعدم انتظام أنشطتهم المهنية‪.‬‬

‫وتعتبر المجموعة الموضوعاتية أن اإلسراع في تفعيل السجل االجتماعي الموحد‬


‫سيمكن من إعادة تصنيف بعض الفئات بناء على مدخولها السنوي‪ ،‬حيث سيتم إخراج‬
‫بعض األشخاص من نظام "راميد" إلى صنف الخاضعين للمساهمة المهنية الموحدة‪،‬‬

‫عرض ألقاه السيد نائب مدير الميزانية بالنيابة عن السيد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪115‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وإخراج أخرين من نظام المساهمة الجزافية وتصنيفهم ضمن الذين يؤدون المساهمات‬
‫بناء على النظام المحاسبة‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية على الفلسفة التضامنية والتعاضدية في تدبير‬


‫صناديق التأمين‪ ،‬من خالل جمع كل حساباتها‪ ،‬سواء المتعلقة بمختلف الفئات أو‬
‫التعويضات‪ ،‬وجعل تدبيرها يتم بناء على مقاربة مندمجة‪.‬‬

‫ووقفت على وجود تباين في مقاييس التعويض وفي مقاييس المساهمات وفي‬
‫سلة الخدمات المقدمة‪ ،‬بين الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪،‬‬
‫والصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬الشيء الذي جعلها تتساءل حول قدرة صناديق‬
‫التأمين على االستمرار في ضبط توازناتها المالية‪ ،‬وتقديم خدمات بجودة مرضية‪.‬‬

‫بهذا الخصوص‪ ،‬تطالب المجموعة بضرورة إيجاد صيغة مناسبة تمكن من‬
‫ضمان استدامة صناديق التأمين‪ ،‬وتعتبر مقترح تجميع الصناديق في قطبين‪ ،‬قطب‬
‫عمومي وقطب خاص‪ ،‬مدخل مناسب لإلصالح‪ ،‬مع مواكبة ذلك‪ ،‬بالرفع من نسبة‬
‫المساهمة على الفئات الميسورة‪ ،‬وذوي الدخل العالي‪ ،‬كما تقتضي فلسفة التضامن‬
‫والتعاضد لمواجهة المخاطر الصحية‪.‬‬

‫وتفيد المجموعة الموضوعاتية أن عدم مراجعة التعريفة المرجعية منذ ‪،2005‬‬


‫يعد تراجعا يمس بالتزامات الصناديق تجاه المؤمنين‪ ،‬خصوصا وأن هذه المراجعة التي‬
‫يجب أن تتم كل ثالث سنوات تؤطرها مقتضيات قانونية‪ ،‬األمر الذي ينعكس على‬
‫مستوى ارتفاع تكاليف العالج على األسر‪ ،‬نظ ار لعدم مواكبة تطور أسعار الخدمات‬
‫الصحية‪ ،‬على مستوى التعرفة المرجعية بشكل يعكس حقيقة التكاليف في الواقع‪ ،‬ويجعل‬

‫‪116‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بعض األسر ذات الدخل المحدود‪ ،‬رغم استفادتها من التأمين الصحي‪ ،‬غير قادرة على‬
‫الولوج إلى الخدمات الصحية المناسبة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تأكيد المجموعة الموضوعاتية على عدم إجبار المريض على التقيد‬
‫بمسار العالجات‪ ،‬حتى يتم تنزيل إصالح المنظومة الصحية‪ ،‬وتوفير عدد كافي من‬
‫األطباء العامون‪ ،‬لتيسير ولوج المواطنين إلى العالجات الضرورية‪ ،‬دون مساهمة ذلك‬
‫في اكتظاظ مستشفيات القرب‪ ،‬وخصوصا غير المؤهلة منها‪ ،‬والتي ال تتوفر على موارد‬
‫بشرية كافية لتلبية الطلب المتزايد‪ ،‬نتيجة فرض التقيد بمسار العالجات‪.‬‬

‫في حين تطالب بتحيين بروتوكوالت العالج بشكل مستمر‪ ،‬وتعميم التعويض عن‬
‫مختلف األمراض‪ ،‬قياسا بمستوى تطور الحالة المرضية‪ ،‬حتى يتم تعزيز شفافية تدبير‬
‫صناديق التأمين‪ ،‬ومحاربة تالعبات بعض الفئات التي تستفيد من التعويض بطرق‬
‫تدلسية‪ ،‬من خالل جعل التدخالت العالجية والوصفات الطبية لمختلف األمراض‬
‫متعارف عليها ومعمم العمل بها من طرف مختلف األطباء‪.‬‬

‫وتعتبر المجموعة الموضوعاتية أن إصالح صناديق التأمين يجب أن تهدف إلى‬


‫التخفيف من عبء تكاليف العالج على األسر‪ ،‬وتوسيع سلة الخدمات الصحية لتشمل‬
‫تدخالت طبية غير مشمولة‪ ،‬وجعلها تواكب التطورات التكنولوجية المستعملة في‬
‫العمليات الجراحية‪ ،‬وتفعيل النظام الثالث المؤدي‪ ،‬لضمان ولوج مختلف الفئات‬
‫االجتماعية إلى الخدمات الصحية األساسية‪.‬‬

‫وتفاديا للوقوع في اختالل التوازنات المالية لصناديق التأمين‪ ،‬تطالب المجموعة‬


‫الموضوعاتية بتوسيع مصادر تمويل صناديق التغطية الصحية‪ ،‬وعقلنة آليات تدبيرها‪،‬‬
‫وتمكينها من آليات محكمة للمراقبة تجعلها قادرة على مراقبة مختلف التدخالت العالجية‬

‫‪117‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وفق أجندة زمنية مضبوطة‪ ،‬لتتفادى تقديم تعويضات عن خدمات صحية لم تقدم‪ ،‬أو‬
‫تقديم تعويضات عن كل مريض‪ ،‬مقابل خدمة تقدم لمجموعة من المرضى في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬ومن طرف نفس المصحة‪ ،‬كخدمات الحراسة والمتابعة الطبية‪ ،‬التي يجب‬
‫تقديم تعويض عنها بشكل تضامني بين نفس المرضى المقدم لهم هذه الخدمة‪.‬‬

‫كما تطالب بمراجعة نسبة فوائد وضع احتياطات صناديق التأمين عند الصندوق‬
‫الوطني لإليداع والتدبير‪ ،‬بشكل يتناسب مع مخاطر استثمار هذه االحتياطات‪ ،‬وتمكين‬
‫صناديق التأمين من الحق في استثمار احتياطاتها بشكل مباشر‪ ،‬دون ضرورة المرور‬
‫عن طريق صندوق اإليداع والتدبير‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية على أهمية تفعيل البطاقة الذكية وجعلها تشمل‬
‫خدمة إعفاء المرضى المؤمنين من تأدية كافة مصاريف العالج وانتظار التعويض‪ ،‬بل‬
‫مطالبتهم بدفع فقط الفارق‪ ،‬من خالل ربط المنظومة الصحية وصناديق التـأمين بالنظام‬
‫المعلومات المندمج‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬وضع إطار للعمل يفصل بين تقديم العالج وسلك المساطر اإلدارية‬

‫في إطار جلسات االستماع التي عقدتها المجموعة‪ ،‬أثار بعض المهنيين إشكالية‬
‫غياب إطار للعمل واضح ينظم أقسام المستعجالت‪ ،‬األمر الذي يفتح الباب أمام‬
‫االجتهاد‪ ،‬وتغليب السلطة التقديرية للعاملين بها‪ ،‬باإلضافة إلى تداخل المهام بين األطر‬
‫الطبية والتمريضية على مستوى تقديم العالج‪ ،‬وتغليب مقاربة سلك المساطر اإلدارية‬
‫وأداء المستحقات قبل تلقي العالج‪ ،‬مهما كانت الحالة الصحية للمريض‪.‬‬

‫ويالحظ أن أغلب أقسام المستعجالت تعرف ضغطا كبي ار وضعفا على مستوى‬
‫التأطير الصحي‪ ،‬مما ينعكس على جودة الخدمات الصحية المقدمة‪ ،‬خصوصا‬
‫‪118‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫بالمستشفيات الجامعية‪ ،‬التي تتوافد عليها أغلب الساكنة‪ ،‬نظ ار لضعف أقسام‬
‫المستعجالت بالمستشفيات اإلقليمية والجهوية‪ ،‬وغياب آليات فعالة لتوجيه المرضى‪.‬‬

‫وبهذا الخصوص‪ ،‬ترى المجموعة الموضوعاتية أن تأهيل المنظومة الصحية‬


‫يجب أن ينطلق من تأهيل أقسام المستعجالت‪ ،‬وتنظيمها وفق آليات وقواعد مضبوطة‪،‬‬
‫والفصل بين مسار سلك المساطر اإلدارية‪ ،‬ومسار تقديم العالج واالسعافات الضرورية‬
‫للحاالت الحرجة والخطيرة‪ ،‬التي ال يمكن لها االنتظار‪ ،‬وذلك بتخصيص لها مسار‬
‫خاص للتسريع من عملية إسعافها‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى تأهيل أسطول سيارات اإلسعاف‪ ،‬والقضاء على ظاهرة تأخر‬
‫وصولها إلى أماكن وقوع الحوادث‪ ،‬وتكوين المكلفين بنقل الحاالت الحرجة‪ ،‬في مجال‬
‫تقديم اإلسعافات األولية‪ ،‬وجعلهم ملزمين بتقديم هذه اإلسعافات دون االقتصار على‬
‫نقل الحاالت‪ ،‬وفق دليل واضح متعلق باإلسعافات األولية‪ ،‬وربطها بنظام فعال للتواصل‬
‫مع أقسام المستعجالت‪ ،‬وتمكينها من السلطة التقديرية لتوجيه العاملين بالمستعجالت‬
‫لالستعداد لتفعيل المسار الخاص بالحاالت الخطيرة‪.‬‬

‫وتؤكد المجموعة الموضوعاتية أن عملية احترام مسار العالجات ستؤدي إلى‬


‫تخفيف الضغط واالكتظاظ الذي تعرفه أقسام المستعجالت بالمستشفيات الجامعية‪،‬‬
‫لكنها ستؤدي في نفس الوقت إلى الزيادة من الضغط على المستشفيات اإلقليمية‬
‫والجهوية‪ ،‬في حالة لم يتم تأهيلها وتدارك الخصاص الذي تعرفه‪ ،‬هذا األمر جعل‬
‫المجموعة تطالب بتخصيص ميزانية إضافية واستثنائية لتأهيل المراكز االستشفائية‬
‫بمختلف مستوياتها‪ ،‬حتى تكون قادرة على استيعاب الطلب المتزايد على الخدمات‬
‫الصحية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتطالب المجموعة الموضوعاتية بضرورة تحسين ظروف العمل بأقسام‬


‫المستعجالت‪ ،‬وتوفير الحماية واألمن لألطقم الطبية والصحية العاملة بها‪ ،‬وخصوصا‬
‫عند المداومة الليلية‪ ،‬وتخصيص لها تعويضات تناسب المجهود الذي تقوم به‪،‬‬
‫والمخاطر التي تواجهها‪ ،‬والزيادة من عدد األطباء والممرضين المخصص لهم هذا‬
‫التعويض‪ ،‬بشكل يراعي نسبة الساكنة‪ ،‬وعدد العاملين بهذه األقسام‪ ،‬بالمقابل جعل‬
‫األطقم الطبية والصحية‪ ،‬مطالبة بالتقيد بالمساطر اإلدارية والقانونية الالزمة عند تقديم‬
‫العالجات للمرضى‪ ،‬تفعيال لمبدأ الحق مقابل الواجب‪.‬‬

‫وتؤكد على وضع إطار للعمل يوضح تدخل كل صنف من مهني الصحة‪،‬‬
‫ضمن مسار تقديم العالج‪ ،‬حتى تتحمل كل فئة مسؤوليتها‪ ،‬وإيجاد الحلول المناسبة‬
‫لبعض الحاالت التي تتطلب أن تحل فها فئة الممرضين محل األطر الطبية للقيام‬
‫ببعض الخدمات‪ ،‬من أجل تغطية الخصاص الذي تعرفه بعض المستشفيات‪ ،‬يجب‬
‫تكوين هذه الفئة على تقديم هذا الخدمات الجديدة‪ ،‬وتمكينها من نفس حقوق الفئة التي‬
‫تعوضها‪ ،‬فيما يخص االستفادة من التعويضات عن الحراسة والمخاطر‪.‬‬

‫كما تؤكد المجموعة الموضوعاتية على ضرورة تحسين ظروف استقبال المرضى‬
‫بأقسام المستعجالت‪ ،‬وبمختلف المراكز االستشفائية‪ ،‬والتعامل مع كافة الحاالت بنفس‬
‫اإلجراءات والمساطر المطلوبة للتدخل بمهنية‪ ،‬والتعامل معهم بتغليب الوازع اإلنساني‬
‫كما تفرض ذلك أخالقية المهنة‪ ،‬وجعل عناصر األمن الخاص المكلفين بحراسة‬
‫المستشفيات يقومون بمهامهم في احترام تام للمرتفقين‪ ،‬ودون التدخل في المهام المرتبطة‬
‫بتقديم العالجات‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثامنا‪ :‬إحداث هيئات حكامة جديدة بالمنظومة الصحية‬

‫تعتبر المجموعة الموضوعاتية أن المنظومة الصحية في حاجة إلى نظام تدبير‬


‫جديد فعال وناجع‪ ،‬يجعلها قادرة على القيام باألدوار المنوطة بها سواء في األيام‬
‫العادية‪ ،‬أو عند مواجهة األمراض والمخاطر الصحية‪ ،‬وهذا لن يتحقق دون إحداث‬
‫هيئات حكامة جديدة وتوصيف مهامها ومجاالت تدخلها‪ ،‬حتى يسهل تفعيلها‪ ،‬بخالف‬
‫مجموعة من الهيئات المنصوص عليها في قانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬يتعلق بالمنظومة‬
‫الصحية وعرض العالجات‪ ،‬كالمجلس االستشاري للصحة واللجنة الوطنية لليقظة‬
‫واألمن الصحي‪.‬‬

‫في هذا اإلطار تقدم الحكومة ضمن تصورها إلصالح المنظومة الصحية‬
‫مجموعة من هيئات الحكامة الجديدة والتي نقدمها على الشكل التالي‪:92‬‬

‫الهيئة العليا للصحة‪ :‬ستسهر هذه الهيئة على ضمان استم اررية السياسة الصحية‬ ‫‪‬‬

‫وضمان جودتها‪ ،‬وإعداد مراجع تكوينية ودالئل للممارسة الجيدة في المجال‬


‫الصحي‪ ،‬وحسن استخدام العالجات وتوزيعها على المرتفقين ومهنيي الصحة‪،‬‬
‫وتوفير االستقرار المطلوب للمخططات واألوراش الكبرى‪ ،‬وتقنين التغطية‬
‫الصحية اإلجبارية عن المرض‪ ،‬وتقييم نجاعة أدائها‪ ،‬ومالئمة توجهاتها العامة‬
‫مع السياسة الصحية من أجل ضمان التنسيق والتكامل بين المنظومتين‪.‬‬

‫المجموعة الصحية الجهوية‪ :‬فبخالف ما هو معمول به حاليا‪ ،‬تتجه الحكومة‬ ‫‪‬‬

‫إلى خلق مجموعات صحية جهوية يقودها المركز االستشفائي الجامعي بكل‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪121‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫جهة‪ ،‬وتتمتع هذه المجموعة بالشخصية المعنوية واالستقالل في تدبير الموارد‬


‫المالية والبشرية‪ ،‬وتمكينها من صالحيات واسعة لتدبير الخدمات الصحية في‬
‫إطار عقد نجاعة مع القطاع الوصي‪ ،‬حتى تتمكن من توجيه االستثمارات وفق‬
‫معايير تنسجم مع توجهات الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫الوكالة الوطنية لألدوية والمنتجات الصحية‪ :‬ستتمتع هذه الوكالة باالستقاللية‬ ‫‪‬‬

‫المالية واإلدارية وستتكلف بتنسيق عملية تطوير السياسة الدوائية الوطنية‪،‬‬


‫والمشاركة في تنفيذها ومواكبة التحوالت والتحديات المطروحة بخصوصها‪.‬‬

‫إحداث الوكالة المغربية للدم‪ :‬ستتكلف هذه الوكالة بإعداد وتنفيذ استراتيجية وطنية‬ ‫‪‬‬

‫لتوفير الدم ومشتقاته‪ ،‬والترخيص إلحداث مخازن للدم داخل المؤسسات‬


‫االستشفائية التابعة للمجموعة الصحية الجهوية‪ ،‬وإحداث وتطوير األنشطة‬
‫التشخيصية والعالجية والسهر على تطبيق القواعد المتعلقة باليقظة عند جمع‬
‫الدم من المتبرعين‪.‬‬

‫نظام معلوماتي مندمج‪ :‬سيتم ربط المنظومة الصحية بمنظومة التغطية الصحية‬ ‫‪‬‬

‫األساسية عن المرض بنظام معلومات‪ ،‬يمكن من إحداث نظام البطاقة الصحية‬


‫الذكية‪ ،‬والملف الطبي المشترك لكل مريض‪ ،‬حتى يسهل تتبع مسار عالجه على‬
‫مستوى مختلف المراكز االستشفائية التابعة للمجموعة الجهوية الصحية‪ ،‬وضمان‬
‫سالسة ولوج المواطنين للخدمات الصحية‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تحسين نظام الفوترة بالمؤسسات االستشفائية‪ :‬إن ربط المؤسسات االستشفائية‬ ‫‪‬‬

‫بمنظومة التغطية الصحية سيساعد على تحسين نظام فوترة المؤسسات‬


‫االستشفائية‪ ،‬واستفادتها من نظام الثالث المؤدى‪ ،‬مما سيعزز من قدراتها المالية‪.‬‬

‫وكما تثمن المجموعة الموضوعاتية بعض االختيارات التي ستعزز حكامة المنظومة‬
‫الصحية‪ ،‬فإنها تثير انتباه الحكومة إلى أن خلق مجموعة من الوكاالت مكلفة بوضع‬
‫ومتابعة وتنفيذ وتقييم سياسات تدخل ضمن السياسات الصحية‪ ،‬وتقنين بعضا منها‪،‬‬
‫سيثقل القرار الصحي بمجموعة من المتدخلين‪ ،‬سينضافون إلى متدخلين موجودين‬
‫حاليا‪ ،‬مما سيحد من فعالية هذا القرار‪ ،‬نتيجة ضعف التنسيق وااللتقاية بينهما‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن مسؤولية وضع السياسات وتنفيذها وضمان استم ارريتها مسؤولية‬
‫حكومة بمقتضى الفصل ‪ 92‬من الدستور‪ ،‬في حين أن مسألة تقنين التغطية الصحية‬
‫اإلجبارية عن المرض تدخل في مجال التشريع‪.‬‬

‫وعوض أن تجعل الحكومة من الهيئة العليا للصحة‪ ،‬كما سماها السيد رئيس‬
‫الحكومة‪ 93‬والسيد نائب مدير الميزانية‪ ،94‬أو الهيئة العليا للتقنين المندمج للصحة‪ ،‬كما‬
‫سماها السيد الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية‪ ،95‬هيئة بصالحيات‬
‫تقريرية وتنفيذية يمكن أن تجعلها هيئة للتشاور طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 13‬من‬
‫الدستور‪.‬‬

‫كلمة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫عرض ألقاه السيد نائب مدير الميزانية بالنيابة عن السيد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫عرض ألقاه السيد الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية بالنيابة عن السيد وزير الصحة والحماية االجتماعية‪،‬‬ ‫‪95‬‬

‫مرجع سابق‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتعزي از لهذا الخيار الذي يسعى للرفع من مستوى حكامة المنظومة الصحية تقترح‬
‫المجموعة الموضوعاتية ما يلي‪:‬‬

‫هيئة للضبط والمراقبة‪ :96‬تمكين قطاع الصحة من هيئة للضبط والمراقبة‬ ‫‪‬‬

‫تتمتع باستقاللية في ممارسة مهامها‪ ،‬وتتكلف بمراقبة مدى تقيد المجموعات‬


‫الصحية الجهوية‪ ،‬وكافة الهيئات والمؤسسات العمومية المتدخلة في تدبير‬
‫المنظومة الصحية بقواعد الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير اإلدارات العمومية‬
‫طبقا للفصل ‪ 157‬من الدستور‪ ،‬وتقديمها الحساب عن تدبير األموال‬
‫العمومية‪ ،‬وتخضع في هذا الشأن للمراقبة والتقييم طبقا للفصل ‪ 156‬من‬
‫الدستور‪.‬‬

‫خلق مرصد وطني للصحة‪ :‬يتكلف هذا المرصد بجمع المعطيات الصحية‬ ‫‪‬‬

‫ومعالجتها‪ ،‬والقيام بدراسات تهدف إلى تطوير المنظومة الصحية‪ ،‬وتقوية‬


‫مناعتها لمواجهة مختلف التحديات الصحية المستقبلية‪ ،‬وتقديم مقترحات‬
‫لتطوير السياسات الصحية وفق للمستجدات ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬تحرير ميزانية الصحة من إكراهات التوازنات المالية‬

‫من المعلوم أن تمويل العرض الصحي يتم من خالل أربعة موارد أساسية وهي‪:‬‬

‫االعتماد على مساهمة األسر بشكل كبير‪ ،‬والتي تفوق حاليا نسبة ‪ 47‬في المائة‬ ‫‪.1‬‬

‫من نفقات المنظومة الصحية؛‬

‫إحداث هذه الهيئة طبقا للفصل ‪ 159‬من دستور ‪.2011‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪124‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫مساهمة االعتمادات المالية المخصصة لقطاع الصحة من الميزانية العامة للدولة‬ ‫‪.2‬‬

‫والتي ال تتجاوز نسبة ‪ 25‬في المائة من نفقات العرض الصحي؛‬

‫مساهمة صناديق التأمين األساسي عن المرض‪ ،‬والتي ال تتجاوز نسبة ‪ 24‬في‬ ‫‪.3‬‬

‫المائة؛‬

‫وتأتي النسبة المتبقية لتمول العرض الصحي من الهيبات وشركات التعاون‬ ‫‪.4‬‬

‫الدولي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن حجم اإلنفاق اإلجمالي على الصحة بالمغرب بلغ ما قدره‬
‫‪ 60,9‬مليار درهم برسم سنة ‪ ،2018‬ورغم ذلك لم ينعكس هذا الحجم من التمويالت‬
‫على مستوى جودة المستشفيات العمومية‪ ،‬نظ ار لعدم استفادتها بالقدر الكافي من موارد‬
‫التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‪ ،‬حيث تستفيد فقط من نسبة ‪ 8‬في المائة رغم‬
‫توفره على ‪ 80‬في المائة من األسرة‪ ،‬مقابل استفادة القطاع الخاص من ‪ 92‬في المائة‬
‫رغم توفره على ‪ 20‬في المائة من األسرة‪.97‬‬

‫بكل تأكيد ما يقال عن اختالالت استقطاب موارد التأمين األساسي عن المرض بين‬
‫القطاع العام والخاص‪ ،‬يمكن تعميمه على مستوى اختالالت استقطاب التمويل المتأتي‬
‫من األسر‪ ،‬ولتجاوز هذه االختالالت وجعل المستشفيات العمومية تستقطب تمويالت‬
‫إضافية من موارد التأمين األساسي عن المرض ومن األسر‪ ،‬عليها أن تعمل على‬
‫التحسين من جاذبيتها‪ ،‬سواء على مستوى تقديم الخدمات وتطويرها‪ ،‬أو على مستوى‬

‫عرض ألقاه السيد نائب مدير الميزانية بالنيابة عن السيد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫‪125‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫إبرام عقود للتعاون مع القطاع الخاص‪ ،‬من أجل تقديم بعض الخدمات‪ ،‬مقابل رسوم‬
‫تؤدى للمستشفيات‪ ،‬والرفع من مستوى ولوجها إلى المسار الثالث المؤدى‪.‬‬

‫ورغم أن ميزانية قطاع الصحة قد عرفت خالل السنوات األخيرة ارتفاعا ملموسا‪،‬‬
‫بلغ ‪ 23,5‬مليار درهم في قانون المالية السنوي ‪ ،2022‬فإن ذلك ظل ضعيفا مقارنة‬
‫بالمعايير المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية‪ ،‬التي تحددها في نسبة تتراوح‬
‫بين ‪ 10‬في المائة و‪ 12‬في المائة من الميزانية العامة‪ ،‬مما يتطلب بذل مجهودات‬
‫إضافية للرفع منها بشكل تدريجي‪ ،‬كي تصل إلى النسبة التي حددها تقرير النموذج‬
‫التنموي الجديد في ‪ 15‬في المائة في أفق سنة ‪.2035‬‬

‫ولمواكبة كل التحوالت والتحديات الصحية الجديدة‪ ،‬التي ستؤدي إلى زيادة‬


‫الضغط على المنظومة الصحية‪ ،‬ومواجهتها بشكل ناجع وفعال‪ ،‬يتطلب رصد اعتمادات‬
‫مالية إضافية للقطاع الصحي في السنوات المقبلة‪ ،‬وتوجيهها نحو االستثمار في تكوين‬
‫الموارد البشرية وتحفيزها‪ ،‬وتأهيل البنيات التحتية االستشفائية‪ ،‬وتوفير التجهيزات الطبية‬
‫والتكنولوجية األساسية‪ ،‬وتمويل البحث العلمي واالبتكار‪ ،‬وتشجيع الصناعة الدوائية‬
‫الوطنية‪ ،‬من أجل تعزيز ركائز السيادة الصحية الوطنية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى توجيه باقي القطاعات الحكومية نحو االستثمار في المحددات‬


‫االجتماعية للصحة‪ ،‬عن طريق صياغة سياسات عمومية كفيلة بتأهيل مختلف الفئات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتمكينها من الولوج إلى الخدمات الصحية الالزمة‪ ،‬دون تعريضها لخطر‬
‫الوقوع في الصعوبات المالية الشديدة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التخفيف من حجم‬
‫مساهمة األسر في تمويل النفقات اإلجمالية للعرض الصحي‪ ،‬مقابل الرفع من نفقات‬
‫الموارد الضريبية‪ ،‬ومساهمة أنظمة التأمين األساسية عن المرض‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وترى المجموعة الموضوعاتية أن عملية الرفع من الموارد العمومية الموجهة‬


‫لقطاع الصحة‪ ،‬ال يمكن أن تشكل تحوال مهما على مستوى أداء منظومة الصحة‬
‫ببالدنا‪ ،‬دون مواكبتها بإصالحات عميقة‪ ،‬تهدف إلى تعزيز آليات حكامة هذا القطاع‪،‬‬
‫وتوجيه النفقات العمومية وفق رؤية واضحة للقضاء على االختالالت التي تعرفها‪ ،‬بناء‬
‫على دراسات دقيقة لتحديد الحاجيات‪ ،‬واقتراح بدائل للحلول ذات الصلة بها‪ ،‬ناهيك‬
‫عن دعم استثمارات القطاع الصحي الخاص للقضاء على التفاوتات المجالية‪ ،‬باعتماد‬
‫تحفيزات ضريبية جديدة‪ ،‬أو تقديم مساعدات عينية كتوفير العقار بأثمان مناسبة‪ ،‬أو‬
‫في شكل مساعدات مالية موجهة لشراء المعدات والتجهيزات الطبية‪.‬‬
‫وتقترح المجموعة الموضوعاتية العمل وفق مقاربة شاملة لتمويل المنظومة‬
‫الصحة‪ ،‬تنبني على خيار الرفع التدريجي من الميزانية العامة المخصصة لقطاع‬
‫الصحة‪ ،‬حتى تقارب المعايير المتعارف عليها دوليا‪ ،‬والبحث عن مصادر تمويل جديدة‬
‫ومبتكرة‪ ،‬مع التوجه تدريجيا نحو التخفيف من نفقات األسر على الصحة‪ ،‬عن طريق‬
‫تجديد االتفاقيات الوطنية‪ ،‬ومراجعة التعريفة المرجعية‪ ،‬وتحديث بروتوكوالت العالج‪،‬‬
‫وتقريب الخدمات الصحية من المواطن‪ ،‬ومحاربة بعض المظاهر السلبية‪ ،‬التي أصبحت‬
‫منتشرة‪ ،‬بين األوساط الطبية‪ ،‬وتسيء للخدمة الصحية كخدمة نبيلة‪ ،‬دون الوقوع في‬
‫اختالل التوازنات المالية لصناديق التأمين عن طريق الرفع من مساهمة المشتركين‪،‬‬
‫من منطلق اإليمان الجماعي بفعالية مقاربة التعاضد والتضامن في مواجهة المخاطر‬
‫الصحية‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور الثالث‬
‫تعزيز آليات اليقظة من المخاطر الصحية‬

‫‪128‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المحور الثالث‪ :‬تعزيز آليات اليقظة من المخاطر الصحية‬


‫كشفت جائحة كوفيد‪ 19-‬أن أغلب الدول تعاني من أوجه قصور عديدة على‬
‫مستوى التأهب واالستجابة في الوقت المناسب وبفعالية لمواجهة الطوارئ الصحية‬
‫المحتملة والوقاية منها‪ ،‬بما في ذلك ضعف القدرة االستيعابية للنظم الصحية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يستوجب العمل على تعزيز المنظومة الصحية من خالل تعبئة الموارد البشرية‬
‫والمالية الضرورية وتحسين حكامتها‪.‬‬

‫كما سلطت الجائحة الضوء على العالقة القائمة بين الصحة والبيئة‪ ،‬وكشفت‬
‫عن مواطن الضعف في األنظمة العالمية‪ ،‬مما يحتم على كافة المجتمعات العمل على‬
‫إقامة صروح تطلعية أفضل تراعي البيئة‪ ،‬وتكون أكثر إنصافا‪.‬‬

‫ويتوفر المغرب على تجربة واسعة وعلى حزمة من برامج الصحة العامة‪ ،‬التي‬
‫تضمن وقاية عالية للساكنة من األمراض المعدية واألمراض ذات الطبيعة الوبائية‪،‬‬
‫وكذا لمواجهة تهديدات الصحة العامة‪ ،‬الناتجة عن التقارب بين اإلنسان والحيوان‬
‫والبيئة‪ ،‬والعمل على ضمان األمن الصحي من خالل االستعداد المستمر لألزمات‬
‫الصحية المحتم حدوثها كيفما كان مصدرها‪.‬‬

‫وبالموازاة مع العمل المستمر لمواجهة األزمات الصحية المحتملة‪ ،‬تتوفر بالدنا‬


‫على نظام وطني لليقظة الصحية يشمل مختلف المجاالت (اليقظة الدوائية‪ ،‬اليقظة‬
‫التجميلية‪ ،‬اليقظة النباتية المستخدمة ألعراض عالجية‪ ،‬اليقظة السمومية‪.)...‬‬

‫‪129‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫أوال‪ :‬الرصد والتحذير المبكر من المخاطر الصحية‬


‫اهتمت المجتمعات البشرية منذ القدم بالصحة‪ ،‬باعتبارها حقا أساسيا لكافة أفرادها‪،‬‬
‫ومرتك از أساسيا الستقرار المجتمعات‪ ،‬لذا سعت إلى المحافظة عليها‪ ،‬وحمايتها من كل‬
‫األخطار التي تهددها‪ ،‬وال زالت الجهود متواصلة في هذا اإلطار‪ ،‬حيث أضحت صحة‬
‫اإلنسان قضية عالمية‪ ،‬أثارت اهتمام جميع الدول‪ ،‬لما لها من أهمية سواء على مستوى‬
‫أفراد أو على مستوى مختلف شعوب العالم‪ ،‬األمر الذي دفع بالدول والمنظمات الدولية‬
‫إلى الحرص على ضمانها وتعزيزها‪.‬‬
‫وبالرغم من المجهودات المبذولة على جميع المستويات‪ ،‬تظل صحة اإلنسان معرضة‬
‫للعديد من المخاطر‪ ،‬التي تشكل تهديدا حقيقيا لها‪ ،‬ونذكر منها األمراض الخطيرة‬
‫واألوبئة العابرة للحدود‪ ،‬إضافة إلى تهديدات أخرى ال تقل خطورة عن سابقتها‪ ،‬باعتبار‬
‫أن التهديدات الصحية لم تعد تنحصر في األوبئة واألمراض السارية‪ ،‬وإنما توسع نطاقها‬
‫ليمتد إلى الكوارث الطبيعية‪ ،‬والحوادث الكيميائية والنووية واإلشعاعية‪ ،‬وكذا جميع‬
‫المخاطر الناتجة عن التفاعل بين اإلنسان والحيوان والبيئة‪ ،‬وخاصة التي تؤدي إلى‬
‫تسممات غذائية جماعية‪ ،‬ومقاومة المضادات‪.‬‬
‫مع امتداد هذه التهديدات خارج حدود الدول‪ ،‬أصبح األمن الصحي يأخذ بعدا دوليا‪،‬‬
‫للحد من الخطر على صحة السكان‪ ،‬خاصة أن تطور حركة السفر والتجارة الدولية‪،‬‬
‫ساهم في انتشار هذه التهديدات عالميا‪.98‬‬

‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬مستقبل أكثر أمنا (أمن الصحة العمومية العالمي في القرن الواحد والعشرين)‪ ،‬التقرير الخاص‬ ‫‪98‬‬

‫بالصحة في العالم ‪ ،2007‬المكتب اإلقليمي لشرق المتوسط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪130‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تعد مسؤولية توفير األمن الصحي مشتركة بين األفراد والمجتمع ككل‪ ،‬حيث يتطلب‬
‫ذلك تدخل كافة الفاعلين المعنيين‪ ،‬والتنسيق فيما بينهم بشكل يضمن التقائية التدخالت‬
‫العمومية‪ ،‬مراعاة للتحوالت الدولية التي تفرضها العولمة‪ ،‬والتجارة الدولية‪ ،‬وسهولة‬
‫التنقل‪ ،‬حيث ال يمكن ألي دولة‪ ،‬أن تتجاهل مرضا معينا‪ ،‬في دولة ما‪ ،‬وتضن أنها‬
‫غير معنية به‪ ،‬بل عليها أن تعي أن الحد من مرض ما‪ ،‬ال يعني نهاية األمراض‪،‬‬
‫وإنما هو إنذار لبداية انتشار سلسلة من األمراض‪.99‬‬
‫وسعيا من المجتمع الدولي‪ ،‬لتعزيز قدراته على مستوى األمن الصحي‪ ،‬تمت الدعوة‬
‫إلى ضرورة توحيد الجهود‪ ،‬في مواجهة التهديدات الصحية‪ ،‬وتنسيق العمل الجماعي‬
‫الدولي‪ ،‬وفق آليات وأدوات فعالة ومناسبة‪ ،‬وهو ما تجسده اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬التي‬
‫تمت مراجعتها سنة ‪ ،2005‬إذ أصبحت تشكل إطا ار قانونيا وتنظيميا يؤطر مجال‬
‫األمن الصحي‪ ،‬كما أنها تهدف إلى تحسين قدرة الدول على كشف األخطار‪ ،‬التي تهدد‬
‫الصحة العامة‪ ،‬والتصدي لها‪.100‬‬
‫من خالل هذه اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬اعتمد المجتمع الدولي مجموعة من المهام‬
‫واإلجراءات‪ ،‬تدعو إلى رصد ومراقبة األحداث التي تشكل خط ار على الصحة‪ ،‬واكتشافها‬
‫مبكر‪ ،‬في إطار التعاون بين الدول والمنظمات الدولية‪.101‬‬
‫ا‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تعتبر الدول المسؤولة بالدرجة األولى على مواجهة األخطار‬
‫الصحية‪ ،‬التي تهدد األمن الصحي الدولي مما يستوجب التصدي لمثل هذه المخاطر‬

‫د‪ .‬محمد بن هويدن‪ ،‬األمن الصحي واألمن الوطني‪ ،‬مجلة عسكرية واستراتيجية‪ ،‬اإلمارات العربية‪.2020،‬‬ ‫‪99‬‬

‫مجلس األمن الدولي‪ ،‬القرار ‪ ،)2014( 2177‬تفشي مرض اإليبوال في إفريقيا‪ ،‬جلسة ‪ 7268‬في ‪ 18‬شتنبر ‪.2014‬‬ ‫‪100‬‬

‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المكتب اإلقليمي لشرق المتوسط (‪ ،)2007‬التقرير الخاص بالصحة في العالم ‪ :2007‬مستقبل‬ ‫‪101‬‬

‫أكثر أمنا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والتهديدات‪ ،‬وتقوم بالدور المنوط بها‪ ،‬وفق ما نصت عليه مبادئ اللوائح الصحية‪ ،‬وما‬
‫تتمتع به جميع الدول من إمكانيات ووسائل لمواجهة واحتواء هذه التهديدات داخليا‪،‬‬
‫والحد من انتشارها دوليا‪ ،‬بموجب التزام الدول باللوائح الصحية الدولية‪ ،‬يتسنى لها‬
‫الكشف عن التهديدات الصحية‪ ،‬وتقييمها وتطويرها‪ ،‬وفق المستجدات الدولية الجديدة‪،‬‬
‫وجعلها مندمجة ضمن نظام اإلخطار‪ ،‬مما يسمح بمواجهة كافة المخاطر الصحية على‬
‫وجه السرعة‪ ،‬طبقا للفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 5‬من اللوائح الصحية‪.‬‬
‫كما أن هذه اللوائح قد ألزمت الدول األطراف الموقعة عليها‪ ،‬بإنشاء بعض اآلليات‬
‫المؤسساتية الخاصة بالكشف عن األخطار‪ ،‬التي تشكل التهديدات الصحية‪ ،‬بما يضمن‬
‫التطبيق العملي ألحكامها‪ ،‬ومن بين هذه اآلليات نجد مراكز االتصال الوطنية‪ ،‬التي‬
‫تعنى بنشر المعلومات وتعميمها على مختلف القطاعات المعنية داخل الدولة وخارجها‪،‬‬
‫وتبادل المعلومات والمعطيات بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية‪ ،102‬مع توفير‬
‫الموارد البشرية والمادية الضرورية للقيام بذلك‪ ،‬إضافة إلى إعداد خطط وطنية لرصد‬
‫ومجابهة التهديدات‪ ،103‬ووضع آليات للتنسيق واالتصال بين مختلف السلطات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -1‬آليات اليقظة الوطنية‬
‫لقد أظهرت األحداث الصحية التي مر بها العالم في العقود األخيرة بوضوح أن العديد‬
‫من المخاطر الصحية تشكل تهديدا عالميا‪ ،‬األمر الذي يتطلب إتباع نهج منسق على‬

‫‪ 102‬المادة ‪ 4‬من اللوائح الصحية الدولية‬


‫‪ 103‬منظمة ن الصحة العالمية‪ ،‬اللجنة اإلقليمية لشرق المتوسط‪ ،‬الخطة اإلقليمية لمواجهة األمراض المستجدة والمنبعثة‪ ،‬الدورة ‪ ،43‬ماي ‪.1996‬‬

‫‪132‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الصعيد الدولي‪ ،‬ينبني على وضع نظم وطنية لليقظة والسالمة الصحية‪ ،‬وفق توجهات‬
‫سياسة صحية عامة‪ ،‬تهدف إلى التحسين من مستوى الخدمات الصحية‪.‬‬
‫وقد انخرطت بالدنا بدورها في هذا التوجه‪ ،‬باعتبارها عضو في منضمة الصحة‬
‫العالمية‪ ،‬ودولة موقعة على اللوائح الصحية العالمية‪ ،104‬من خالل ما تقوم به و ازرة‬
‫الصحة والحماية االجتماعية من مجهودات‪ ،‬لتعزيز األمن الصحي الوطني‪ ،‬واالستعداد‬
‫الدائم لألزمات الصحية المحتمل حدوثها مهما كان مصدرها ومجال انتشارها‪ ،‬سواء‬
‫امتد تأثيرها على المستوى الوطني أو ظل منحص ار على المستوى المحلي‪ ،‬وتشمل‬
‫إجراءات التأهب‪ ،‬وفقا ألحكام اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬آليات مؤسساتية لتعزيز القدرات‬
‫الوطنية المطلوبة لمواجهة طوارئ الصحة العامة‪ ،‬خاصة تلك التي تحظى باهتمام‬
‫دولي‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬يتم إجراء تقييمات دورية داخلية وخارجية‪ ،‬من أجل ضمان‬
‫تعزيز النظام الوطني على الرصد واالنذار واالستجابة‪ ،‬بمساعدة المنظمات الدولية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫وقد أولى مخطط العمل االستراتيجي للصحة للفترة الممتدة بين "‪،"2012–2008‬‬
‫واستراتيجية قطاع الصحة " ‪ ،"2016 - 2012‬أهمية كبرى لتعزيز األنظمة المتعلقة‬
‫باليقظة والسالمة الصحية‪ ،‬وخلق اآلليات الالزمة للرصد الصحي‪ ،‬وإنشاء بنيات لتنسيق‬
‫عمليات الطوارئ‪ ،‬كما هو وارد في مخطط مواجهة إيبوال سنة ‪ ،1052014‬الذي نتج‬

‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.212‬صادر في أكتوبر ‪ 2009‬بنشر اللوائح الصحية الدولية (‪ )2005‬التي اعتمدتها جمعية‬ ‫‪104‬‬

‫الصحة العالمية في دورتها الثامنة والخمسين بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ ،2005‬ونشر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5784‬بتاريخ ‪ 5‬نونبر‬
‫‪.2009‬‬
‫‪105‬‬
‫‪Ministère de la santé, Plan de veille et de préparation à la riposte contre la maladie à virus‬‬
‫‪Ebola, version2, octobre 2014, Royaume du Maroc‬‬

‫‪133‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫عنه تأسيس مكتب التنسيق المركزي )‪ ،(PCC‬وتكليفه بمهمة تنسيق التدخل في كل‬
‫العمليات‪ ،‬التي تشكل خط ار على الصحة العامة‪.‬‬
‫وحسب تقرير أنجزته منظمة الصحة العالمية بتعاون مع و ازرة الصحة المغربية سنة‬
‫‪106‬‬
‫حول "تقييم الوظائف األساسية للصحة العمومية بالمغرب " والذي خلص‬ ‫‪2016‬‬
‫إلى كون بالدنا تتوفر على برامج صحية لمراقبة ورصد األمراض المعدية‪ ،‬ورغم ضعف‬
‫فعاليتها‪ ،‬فإنها تظل قادرة على االستجابة لرهانات الصحة العامة‪ ،‬واإلسهام في الجهود‬
‫الدولية المبذولة في هذا المجال‪ ،‬كما حدد التقرير التحديات األساسية لتطبيق اللوائح‬
‫الصحية الدولية والتي نبرزها كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع خطة متكاملة لالستعداد لألوضاع الطارئة‪ ،‬من خالل دمج مختلف‬
‫القطاعات والتخصصات‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد إطار مؤسساتي واضح مكلف بالتخطيط وتنفيذ خطة االستعداد‬
‫واالستجابة لمواجهة أوضاع الطوارئ في مجال الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على ضمان التقارب في اشتغال المختبرات من أجل دعم الوظائف‬
‫األساسية للصحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بالدعم واإلشراف على التقييم الدوري‪ ،‬الذي يخص التقدم المنجز‬
‫على مستوى تأهيل القدرات األساسية في مجال الصحة العامة‪ ،‬المنصوص عليها‬
‫في اللوائح الصحية الدولية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪Ministère de la Santé et Organisation Mondiale de la Santé, Evaluation des fonctions‬‬
‫‪essentielles de la santé publique au Maroc, janvier 2016‬‬

‫‪134‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وللنهوض باليقظة واألمن الصحيين‪ ،‬تماشيا مع التحديات التي يبرزها تقرير "تقييم‬
‫الوظائف األساسية للصحة العمومية بالمغرب"‪ ،‬الذي وقف على غياب بنية مؤسساتية‬
‫داخل و ازرة الصحة المكلفة بتدبير مخاطر الصحة العامة‪ ،‬ولتغطية هذا الخصاص‬
‫أحدثت الو ازرة نظاما وطنيا‪ ،‬لمراقبة طوارئ الصحة العامة‪ ،‬مدعوما بشبكة وطنية‬
‫للمختبرات‪ ،‬وتمكينه من االستجابة لمختلف قضايا الصحة العامة‪ ،‬والمخاطر الصحية‬
‫التي تشكل تهديدا لصحة السكان‪ ،‬وهي منظومة تم تنزيلها في إطار تنفيذ "المخطط‬
‫الوطني للصحة ‪ ،"2025‬من خالل تأسيس المركز الوطني لعمليات الطوارئ في‬
‫سنة ‪ ،2019‬التابع لمديرية علم األوبئة ومحاربة‬ ‫‪CNOUSP‬‬ ‫الصحة العامة‬
‫األمراض بو ازرة الصحة والحماية االجتماعية‪ ،107‬مهمته اإلعداد للطوارئ الصحية‬
‫العمومية‪ ،108‬ومتابعة الحالة الوبائية على الصعيد الدولي‪ ،‬وتنسيق الجانب التقني‬
‫لالستعداد واالستجابة‪ ،‬وضمان متابعة الوضع الوبائي للمرض على الصعيد الوطني‪،‬‬
‫وتزويد مختلف الفاعلين والشركاء‪ ،‬ووسائل اإلعالم والرأي العام بالمعلومات والبيانات‬
‫الكافية حول مستوى تطور الحالة الوبائية‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن المديرية التابع لها المركز الوطني لعمليات الطوارئ في الصحة العامة‬
‫تناط بها مجموعة من المهام التي حددها المرسوم رقم ‪ 2.94.285‬في شأن‬
‫اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية في القيام بمراقبة انتشار األوبئة بين‬
‫السكان‪ ،‬وإمساك مجذة مركزية لألوبئة‪ ،‬وتقييم خاصيات األوبئة المنتشرة‪ ،‬والقيام بجميع‬

‫القرار الوزاري رقم ‪ 013065‬بتاريخ ‪ 16‬شتنبر ‪ 2019‬إلنشاء المركز الوطني لعمليات الطوارئ في الصحة العامة‪.‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪108‬‬
‫‪Direction de l’Epidémiologie et de Lutte contre les Maladies, CNOUSP : procédures‬‬
‫‪fonctionnelles et organisationnelles, Ministère de la santé, Royaume du Maroc, 2019‬‬

‫‪135‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫األعمال والدراسات في مجال علم األوبئة‪ ،‬والتخطيط وإنجاز برامج محاربة األمراض‪،‬‬
‫وبرمجة األعمال الرامية إلى حماية الوسط البيئي‪ ،‬ودعم إنجاز محاربة األمراض‬
‫بتدخالت وقائية‪ ،‬والقيام بمراقبة جودة المختبرات البيولوجية‪ ،‬التابعة لو ازرة الصحة‬
‫والحماية االجتماعية‪ ،‬وتحديد المعايير التقنية لتسييرها‪ ،‬والنهوض بمراقبة تطبيق‬
‫األنظمة في ميدان الوقاية من األشعة‪ ،‬والمساهمة في حراسة وتتبع ومراقبة المنشآت‪،‬‬
‫التي تستخدم اإلشعاعات األيونية‪ ،‬ومراقبة النشاط اإلشعاعي المؤثر على البيئة‪ ،‬وكذا‬
‫القيام بالمراقبة الصحية للمواد الغذائية‪.109‬‬
‫‪ 1-1‬الرصد واإل نذار المبكر‬
‫يعتبر الرصد إجراء أساسي لتحقيق األمن الصحي‪ ،‬فهو يسمح بتوفير المعلومات‬
‫الضرورية حول (المكان‪ ،‬الزمان واألشخاص المصابون) وبالسرعة الالزمة لتنجب‬
‫التهديد الصحي‪ ،‬إذ يسمح بتحليل المعلومات ومعرفة تأثيرها على الصحة العامة‪،‬‬
‫وتتطلب هذه العملية وجود نظم فعالة ودقيقة‪ ،‬يمكن من اكتشاف األحداث الصحية‬
‫غير المعتادة والتعرف عليها‪ ،‬والتطلع إلى دراسة تأثيراتها المحتملة أو التعرف على‬
‫مسبباتها‪ ،‬بعد مرور الوقت‪ ،‬والوقف على مدى فعالية التدخالت المتخذة للتصدي لها‪.‬‬
‫كما تندرج عملية اإلنذار المبكر ضمن مقاربة اليقظة‪ ،‬فهي تعمل على رصد أي‬
‫تهديد غير متوقع‪ ،‬أو غير مرئي في بدايته‪ ،‬تم تقوم بالتحفيز المبكر للتدخل في إطار‬
‫نظام أوسع لالستجابة‪ ،‬حيث يتمكن هذا النظام من تفعيل اإلنذار المبكر بفعالية‪ ،‬من‬

‫الفصل ‪ 8‬من مرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر في ‪ 17‬من جمادى اآلخرة ‪ 1415‬الموافق ل ‪ 21‬نونبر ‪ 1994‬في شأن‬ ‫‪109‬‬

‫اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4286‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر‪.1994‬‬

‫‪136‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الضروري أن يتوفر على آليات تمكنه من معالجة البيانات الجديدة المتعلقة باألحداث‬
‫الصحية في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ 2-1‬إعداد خطة عمل لالستعداد للطوارئ‬
‫تنص اللوائح الصحية الدولية على مجموعة من المبادئ العامة التي يجب على‬
‫األطرف أن تتوفر عليها‪ ،‬من بينها وضع خطة عمل وطنية لالستجابة للطوارئ‬
‫ا‬ ‫الدول‬
‫الصحية العمومية‪ ،‬وتشغيلها واإلبقاء عليها‪ ،‬باإلضافة إلى أن المادة ‪ 20‬من اللوائح‬
‫الصحية نجدها تنص على ضرورة توفير المرافق والخدمات الالزمة‪ ،‬لتنفيذ التدابير‬
‫المنصوص عليها في هذه اللوائح‪ ،‬كتنظيم عمليات التفتيش والمراقبة في المطارات‬
‫الدولية والموانئ والمعابر البرية للحد من انتشار األمراض‪ ،‬دون تأثير ذلك على حركة‬
‫نقل المسافرين والبضائع‪.‬‬
‫‪ -2‬استجابة المغرب لجائحة كوفيد‪19-‬‬
‫منذ بداية المرحلة األولى النتشار فيروس "كوفيد‪ ،"19-‬والتي اتسمت بانعدام اليقين‪،‬‬
‫وعدم توفر معطيات كافية حول طبيعته‪ ،‬استعد المغرب مسترشدا بالرؤية السديدة‬
‫لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا وأيده‪ ،‬التي تميزت باالستباقية والتكامل‬
‫في جعل صحة المواطن أولوية قصوى‪ ،‬رغم محدودية قدرات المنظومة الصحية‬
‫الوطنية‪ ،‬بالنظر لما تعرفه من أوجه القصور‪ ،‬تجنبا النهيار المنظومة الصحية نتيجة‬
‫تجاوز عدد الحاالت المتكفل بها للطاقة االستيعابية للمنظومة االستشفائية‪ ،‬وخصوصا‬
‫في حالة ارتفاع عدد الحاالت الخطيرة‪ ،‬التي تتطلب التكفل الطبي وفق بروتوكوالت‬
‫عالجية تحتاج إلى تجهيزات طبية غير متوفرة بالقدر الكافي‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتفعيال للتعليمات الملكية السامية تم رفع مستوى اليقظة والحذر في المركز الوطني‬
‫لعمليات طوارئ الصحة العامة‪ ،‬بمجرد اإلعالن عن الحالة األولى المصابة بفيروس‬
‫كوفيد‪ 19-‬في الصين‪ ،‬حيث انتقل مستوى اليقظة من المستوى األخضر إلى المستوى‬
‫البرتقالي في ‪ 27‬يناير ‪ ،2020‬ثم إلى المستوى األحمر جراء إعالن حالة الطوارئ‬
‫الصحية بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ ،2020‬بمقتضى مرسوم بقانون رقم ‪ ،2.20.292‬ولمواكبة‬
‫ذلك تمت بلورة المخطط الوطني لليقظة والتصدي لمرض كوفيد‪ ،11019-‬الذي يهدف‬
‫إلى تخفيض نسبة احتمال دخول الفيروس لبالدنا‪ ،‬واالكتشاف المبكر للحاالت‪ ،‬والتكفل‬
‫بها‪ ،‬باإلضافة إلى التنسيق مع مختلف القطاعات األخرى من أجل تعزيز االستجابة‬
‫الوطنية بشكل يساعد على احتواء الفيروس‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬تم رفع درجة اليقظة على مستوى مختلف نقاط العبور‪ ،‬وفرض رقابة‬
‫صارمة في المطارات الدولية على الوافدين من المناطق الموبوءة‪ ،‬وتجهيزها بالكاميرات‬
‫الح اررية‪ ،‬باإلضافة إلى توعية المسافرين من خالل توزيع المنشورات المخصصة لهذا‬
‫الغرض‪.111‬‬
‫يتبين مما سبق‪ ،‬أن المغرب اتخذ تدريجيا مجموعة من اإلجراءات الوقائية بشكل‬
‫استباقي‪ ،‬للحد من تفشي فيروس كوفيد‪ 19-‬ومحاصرته‪ ،‬انطالقا من تتبعه المستمر‬
‫لتطور الحالة الوبائية على الصعيد الدولي والوطني‪ ،‬ما مكنه من إعالن حالة الطوارئ‬

‫‪110‬‬
‫‪Ministère de la Santé, Plan national de veille et de Riposte à l’infection par le Coronavirus‬‬
‫‪2019_n Cov.‬‬
‫جواب وزير الصحة خالل جلسة األسئلة الشفهية ليوم الثالثاء ‪ 14‬أبريل ‪ 2020‬بمجلس المستشارين‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪138‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫في وقت مبكر مقارنة مع توقيت إعالن الطوارئ الصحية في دول أخرى (كإيطاليا‪،‬‬
‫وإسبانيا ‪ ،)...‬مما أفقدهم السيطرة على الوباء‪.‬‬
‫رغم المجهودات المبذولة في هذا المجال‪ ،‬فإن بالدنا مازالت تعاني من بعض‬
‫النقائص على مستوى االستعداد لمواجهة المخاطر الصحية‪ ،‬المشار إليها في تقرير‬
‫حول " تقييم الوظائف األساسية للصحة العمومية بالمغرب"‪ ،‬حيث سجلت المجموعة‬
‫الموضوعاتية أن جائحة كوفيد‪ 19-‬جاءت على بعد أشهر قليلة من إنشاء المركز‬
‫الوطني لعمليات الطوارئ في الصحة العامة ( شتنبر ‪ ،)2019‬الشيء الذي حال دون‬
‫السماح له بمراكمة تجربة تجعله قاد ار على مواجهة مثل هذه المخاطر‪ ،‬وتكوين أطقمه‬
‫على التدخل في مثل هذه الحاالت‪ ،‬ونقل خبرتهم لباقي األطقم الصحية المعبأة في‬
‫مواجهة حاالت الطوارئ الصحية‪ ،‬ويالحظ ذلك من خالل التعامل مع الجائحة‪ ،‬إذ‬
‫تمت تعبئة كافة األطر الطبية والصحية المكونة وغير المكونة في المجال‪ ،112‬باإلضافة‬
‫إلى كون تمارين المحاكاة التي يقوم بها المغرب في مجال مواجهة األخطار‪ ،‬تنحصر‬
‫في المستوى األول‪ ،‬وهو ما ينعكس على قدرة المنظومة للتدخل في مواجهة األوبئة‬
‫والمخاطر الصحية المستقبلية‪ ،‬حيث نجد أن الدول التي دربت أنظمتها وساكنتها على‬
‫الطوارئ الصحية كاليابان وكوريا الجنوبية‪ ،‬تكيفت بسرعة مع ظهور وباء كوفيد‪،19-‬‬
‫وواجهته دون أن تتعرض لخسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة‪.‬‬

‫‪112‬لقاء مفتوح مع الهيئات المهنية وممثلي المجتمع المدني الذين ينشطون في المجاالت المرتبطة بالمنظومة الصحية‪ ،‬الخميس‬
‫‪ 2‬يونيو ‪.2022‬‬

‫‪139‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثانيا‪ :‬اليقظة تجاه المواد المضرة بالصحة‬


‫‪ -1‬اليقظة تجاه المستلزمات الطبية والشبه الطبية‬
‫يخضع بيع وتسويق المستلزمات الطبية بالمغرب‪ ،‬لمجموعة من الشروط واإلجراءات‬
‫المؤطرة لهذه العمليات‪ ،‬من أجل ضمان جودتها وسالمة المواطنين‪ .‬وفقا للقانون رقم‬
‫الذي يتيح اإلمكانية لتحديد شروط وقواعد‬ ‫‪113‬‬
‫‪ 84.12‬المتعلق بالمستلزمات الطبية‬
‫عرض المستلزمات الطبية في األسواق‪ ،‬وتحديد القواعد العامة التي ينبغي االلتزام بها‬
‫من طرف مؤسسات تصنيع واستيراد وتصدير وتوزيع المستلزمات الطبية‪ ،‬و كذا تحديد‬
‫المبادئ المتعلقة بمعايير جودة وسالمة وفعالية هذه المستلزمات‪.‬‬
‫كما نص هذا القانون على إلزامية التسجيل المسبق لكل المستلزمات الطبية‪ ،‬والقيام‬
‫بعمليات تفتيش دورية لتلك المؤسسات‪ ،‬للتحقق من مدى احترامها للقانون‪ ،‬والبحث عن‬
‫المخالفات الخاصة بالغش في هذا المجال‪ ،‬وترتيب العقوبات التي تفرض على‬
‫المخالفون سواء عن طريق تحديد غرامات أو فرض عقوبات وفقا لمقتضيات القانون‬
‫الجنائي‪ .‬باإلضافة إلى إلزام الشركات العاملة في القطاع باحترام دفتر تحمالت تحدده‬
‫الو ازرة الوصية على قطاع الصحة‪.‬‬
‫وباعتبار هذه الو ازرة‪ ،‬الجهاز المسؤول عن الصحة العمومية‪ ،‬عليها أن تكون واعية‬
‫باألهمية التي تكتسيها المستلزمات الطبية‪ ،‬فيما يخص جودتها وفعاليتها وسالمة‬
‫استعمالها‪ ،‬إذ تعد بالدنا من بين الدول األوائل في إفريقيا والمغرب العربي التي أجرأت‬
‫تسجيل المستلزمات الطبية‪ ،‬وفرض م ارقبة جودة هذه المواد قبل تسويقها‪ ،‬كما طورت‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.13.90‬صادر في ‪ 22‬من شوال ‪ 30( 1434‬اغسطس ‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪84.12‬‬ ‫‪113‬‬

‫المتعلق بالمستلزمات الطبية‪ .‬نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪6188‬؛ بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪.2013‬‬

‫‪140‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الو ازرة نظاما لليقظة والتحذير يعزز مراقبة وتقييم الحوادث واآلثار الجانبية الناتجة عن‬
‫هذه المواد‪ ،‬ويعد المختبر الوطني لمراقبة األدوية التابع لمديرية األدوية والصيدلة بو ازرة‬
‫الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬من بين المختبرات المؤهلة من طرف منظمة الصحة‬
‫العالمية‪ ،‬باعتباره عضوا مشاركا في الدستور األمريكي لألدوية‪ ،‬ويتمتع بصفة عضو‬
‫مراقب بمنظمة ديوان األدوية األوروبي‪ ،‬وعضوا في الشبكة األوربية لمختبرات مراقبة‬
‫جودة األدوية‪ ،‬ومختب ار مرجعيا بالنسبة لمنظمة الدول العربية‪.‬‬
‫غير أن تسويق بعض المستلزمات الطبية مازال يعرف بعض االختالالت‪ ،‬سواء‬
‫على مستوى التوزيع أو البيع أو االستيراد أو على مستوى اإلنتاج المحلي‪ ،‬كون بعض‬
‫هذه المواد تدخل المغرب بطرق غير مشروعة‪ ،‬حيث يالحظ وجود مواد مجهولة‬
‫المصدر(كالفيتامينات والمواد الغذائية التكميلية والضمادات والكحول وبعض مواد‬
‫تخفيف الوزن‪ ،)...‬في تحمل أحيانا عالمات لشركات كبرى‪ ،‬و تباع بطريقة غير‬
‫مشروعة‪ ،‬خارج الصيدليات وخارج إطار المراقبة‪ ،‬ويقبل المواطنون على شرائها بثمن‬
‫أقل تكلفة من نظيرتها التي تباع في الصيدليات‪ ،‬نظ ار لضعف القدرة الشرائية وغياب‬
‫التوعية والتثقيف الصحي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تظل مهام المراقبة والتفتيش للمستلزمات الطبية التي تقوم بها‬
‫المصالح المختصة التابعة لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬غير كافية لمراقبة دخول‬
‫المستلزمات الطبية وتسويقها‪ ،‬حيث يتم االعتماد فقط في تسجيل هذه المستلزمات على‬
‫ما يدلي به صاحب المستلزم من معلومات أو معطيات‪ ،‬دون إجراء تحليالت مخبرية‬

‫‪141‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫للتأكد من صحتها وسالمتها‪ ،‬مما يعرض صحة المواطنين لمجموعة من المخاطر ‪،‬‬
‫‪114‬‬

‫األمر الذي يتطلب تعزيز آليات المراقبة‪ ،‬وفرض إجراءات صارمة على دخول وتسويق‬
‫هذه المستلزمات‪ ،‬فال يمكن الحديث عن األمن الصحي إذا لم يكن هناك ضمانات‬
‫تثبت أن هذه المنتجات الطبية تستوفي المعايير المقبولة للجودة والفاعلية والسالمة‬
‫الصحية و ضمان استفادة المريض من جودة هذه المنتجات‪.‬‬
‫كما وقفت المجموعة الموضوعاتية عند مسألة تدبير النفايات الطبية والصيدالنية‬
‫بالمغرب‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمخلفات الطبية والصيدالنية الناتجة عن المستشفيات‬
‫والعيادات الطبية أو عن المختبرات الطبية‪ ،‬التي تسبب حين اختالطها بالنفايات المنزلية‬
‫مخاطر متعددة على البيئة والفرشة المائية وبشكل عام على صحة اإلنسان‪ ،‬في ظل‬
‫غياب حمالت تحسيسية وتواصلية من طرف الحكومة‪ ،‬حول السبل التي يجب إتباعها‬
‫واإلجراءات الواجب التقيد بها‪ ،‬للتخلص منها بكيفية سليمة‪ ،‬األمر الذي يتطلب تكتيف‬
‫الجهود في مجال التكوين والتوعية بهذه المخاطر‪ ،‬والحرص على تنزيل مقتضيات‬
‫القانون رقم ‪ 28.00‬المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها‪ ،‬وكذا تعزيز المراقبة من‬
‫طرف الجهات المعنية‪.‬‬

‫تقرير لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس النواب حول المهمة االستطالعية المؤقتة لمديرية األدوية والصيدلة‪ ،‬دورة‬ ‫‪114‬‬

‫أبريل ‪.2015‬‬

‫‪142‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ -2‬اليقظة الدوائية والتجميلية‬


‫‪ :1-2‬االستخدام اآلمن لألدوية‬
‫أصبحت ظاهرة بيع وتسويق األدوية والمنتجات الصحية المزيفة والمهربة ومجهولة‬
‫المصدر تتخذ أبعادا معقدة ومركبة‪ ،‬وتتداخل فيها مجموعة من المصالح‪ ،‬وتنشط في‬
‫ترويجها العديد من الشبكات على المستوى الدولي‪ ،‬مما يشكل خط ار حقيقيا على‬
‫الصحة العامة ببالدنا‪.115‬‬
‫ويهدف نظام المراقبة الدوائية إلى ضمان االستخدام اآلمن لألدوية المتوفرة في‬
‫المغرب‪ ،‬عبر مراقبة مستمرة ألعراضها الجانبية‪ ،‬وتقييم نسبة الفائدة والمخاطر لهذه‬
‫المنتجات‪ ،‬فحسب تقرير للمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية‪ ،‬تشكل األدوية‬
‫السبب األول للتسمم بالمغرب‪ ،‬حيث إن نسبة ‪ %98.9‬من حوادث التسمم وقعت في‬
‫المنازل‪ ،‬و ‪ % 45‬منها كانت عبارة عن محاوالت انتحار‪.116‬‬
‫وتنتج تسممات األدوية إما بسبب الوصف الخاطئ لمقادير األدوية من قبل بعض‬
‫األطباء‪ ،‬أو لسوء تعامل المريض مع األدوية‪ ،‬أو مع وصفة الطبيب‪ ،‬أو في حالة‬
‫اإلفراط في أخذ المقادير‪ ،‬وكذا عند حاالت التداوي الذاتي‪ ،‬أو تناول األدوية المزورة‪،‬‬
‫أو المنتهية الصالحية‪ ،‬وهو ما يستدعي رصد وتقييم األسباب الحقيقة لهذه التسممات‪،‬‬
‫ونسبة الوفيات واألمراض المزمنة المترتبة عنها‪ ،‬وأثارها الجانبية والسلبية على‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫كلمة وزير الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته رئاسة النيابة العامة بالرباط‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫‪115‬‬

‫و ازرة الصحة‪ ،‬تحت عنوان "تعزيز األمن الدوائي بالمغرب‪ :‬التحديات واآلفاق " بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪.2022‬‬
‫تقرير المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية لسنة ‪.2017‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪143‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫باإلضافة إلى اعتماد خيارات مناسبة وفق سياسة دوائية وطنية متجانسة ومتكاملة‪،‬‬
‫تعتمد على تطوير برامج وآليات جديدة لمكافحة ترويج مثل هذه األدوية والمنتجات‬
‫الطبية المزيفة‪ ،‬بالتركيز على التشريعات والمساطر القانونية الحالية‪ ،‬مع إمكانية سن‬
‫قوانين جديدة كفيلة بمعالجة واحتواء الظاهرة‪ ،‬من أجل درء كل أشكال الخطر عن‬
‫بالدنا‪.‬‬
‫وتعتبر األدوية المزيفة ظاهرة عالمية تعيق تحقيق األمن الدوائي‪ ،‬حيث تحاول كل‬
‫دول العالم الحد من استفحالها عن طريق تظافر الجهود إلبرام اتفاقيات دولية تمكن‬
‫تعد مربحة‬
‫من تبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال‪ ،‬إذ أن تجارة األدوية المزيفة ّ‬
‫تدره عمليات تهريب السجائر‬
‫جدا‪ ،‬و تحّقق مداخيل من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬ضعفا ما يمكن أن ّ‬
‫أو الهيروين‪.117‬‬
‫ولضمان جودة األدوية سواء تعلق األمر باألدوية األصلية‪ ،‬التي تتطلب إجراء‬
‫التجــارب الس ـريرية طبقــا للممارســات الســليمة الجاري بها العمل‪ ،‬والمراقبــة التحليليــة‬
‫للــدواء‪ ،‬والتوفــر علــى ملــف يضــم جميــع الوثائــق العلميــة المتعلقــة بالــدواء‪ ،‬أو تعلق‬
‫األمر باألدوية الجنيسة‪ ،‬حيث تحــل د ارســات التكافــؤ الحيــوي محــل التجــارب الس ـريرية‪،‬‬
‫والتــي تشــكل شــرطا ضروريــا بالنس ـبة لبعــض الجزيئــات واألشــكال الصيدالنيــة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تقوم لجان التفتيش الصيدلي بالمراقبة الميدانية لقطاع األدوية‬
‫والمنتجات الصحية بشكل دوري للتحقق من مدى احترامها للتشريعات والتنظيمات‬

‫كلمة وزير الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته رئاسة النيابة العامة بالرباط‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫‪117‬‬

‫و ازرة الصحة‪ ،‬تحت عنوان "تعزيز األمن الدوائي بالمغرب‪ :‬التحديات واآلفاق "‪ ،‬بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪.2022‬‬

‫‪144‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المعمول بها في الميدان الصيدلي‪ ،‬والقيام بحمالت تفتيش بشكل مستمر‪ ،‬للتأكد من‬
‫جودة األدوية والمنتجات الصحية المتداولة في السوق الوطنية‪ ،‬وتتعامل مع األدوية‬
‫المبلغ عنها للتأكد من مطابقتها للمواصفات‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ :2-2‬اليقظة تجاه مستحضرات التجميل‬
‫تشكل مستحضرات التجميل بالمغرب خط ار على صحة المواطنين‪ ،‬من قبيل كريمات‬
‫البشرة وتجميل العيون‪ ،‬التي يتم خلطها بمواد خطيرة وسامة كالزئبق والرصاص‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى حدوث أضرار جانبية كالغثيان وآالم البطن والقيء والتشنجات العضلية‬
‫وتشوهات القلب وفقر الدم واحمرار الجلد والحرق واإلحساس بالجفاف وغيرها من‬
‫األعراض‪ ،‬ناهيك عن انتشار مواد مجهولة التركيبة والمصدر وتسويقها بشكل عشوائي‪،‬‬
‫يصعب التمييز بينها وبين المواد األصلية نتيجة تطور تقنيات تزوير العالمات‬
‫التجارية‪ ،‬في غياب نصوص تشريعية تسمح بمراقبة إنتاج واستيراد وبيع المنتوجات‬
‫التجميلية‪.‬‬
‫وبعد تسجيل المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية للعديد من حاالت‬
‫التسمم نتيجة هذه المنتوجات‪ ،‬عملت و ازرة الصحة على إصدار قرار يرمي إلى ضرورة‬
‫توفر جميع الشركات المستوردة لمواد التجميل ومنتجات نظافة الجسد‪ ،‬على وثائق تثبت‬
‫جودة وسالمة هذه المنتجات وفقا التفاقية مبرمة بين إدارة الجمارك وو ازرة الصناعة‬
‫والتجارة وو ازرة الصحة‪ ،‬التي نصت على إلزام الشركات المستوردة لمواد التجميل باإلدالء‬
‫بوثيقتين ضروريتين‪ ،‬عند نقطة المراقبة الجمركية‪ ،‬تحت طائلة عدم السماح بمرور‬
‫المستوردات إلى السوق الداخلي‪ ،‬ويتعلق األمر بشهادة تسجيل المنتوج لدى مديرية‬

‫‪145‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫األدوية والصيدلة بو ازرة الصحة‪ ،‬وترخيص مستخلص من قبل المكتب الوطني للسالمة‬
‫الصحية والمنتجات الغذائية‪ ،‬بعد إجراء االختبارات الضرورية على المنتوج‪.‬‬
‫كما أصبحت منتجات التجميل بالمغرب ‪-‬خالفا لألدوية‪ -‬موجهة بشكل مباشر‬
‫للمستهلك‪ ،‬وال تخضع في الغالب ألي إكراه قانوني أو مراقبة‪ ،‬مما يجعل السوق المغربية‬
‫مفتوحة أمام ترويج العديد من مواد التجميل الضعيفة الجودة‪ ،‬و مجهولة المصدر‪،‬‬
‫والسيما المنتوجات المقلدة للمنتوجات المصنوعة بالمغرب أو المستوردة من بعض‬
‫الدول‪ ،‬التي تباع بأثمنة زهيدة‪ ،‬ويمكن أن تحتوي مكونات ممنوعة على الصعيد‬
‫الدولي‪.118‬‬
‫‪ -3‬اليقظة تجاه التسممات المرتبطة بالمنتجات الغذائية‬
‫تخضع المراقبة الصحية للمنتجات الغذائية ببالدنا منذ سنة ‪ 2010‬للقانون رقم‬
‫‪ 28.07‬المتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،119‬كما يجسد إحداث المكتب‬
‫‪120‬‬
‫الجهود المبذولة من أجل‬ ‫الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)‬
‫االرتقاء بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية وضمان مالءمتها مع المعايير الدولية‪.‬‬

‫يوم دراسي نظمه المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية‪ ،‬حول موضوع "منتجات التجميل‪ :‬واقع الحال وآفاق‬ ‫‪118‬‬

‫التقنين بالمغرب " بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪.2012‬‬


‫القانون رقم ‪ 28.07‬المتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.10.08‬بتاريخ‬ ‫‪119‬‬

‫‪ 26‬صفر ‪ 11( 1431‬فبراير ‪.)2010‬‬


‫يعتبر المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية مؤسسة خاضعة لو ازرة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬فهو يمارس‬ ‫‪120‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،25.08‬لحساب الدولة االختصاصات المتعلقة بحماية المستهلك والحفاظ على صحة الحيوانات‬
‫والنباتات‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ويشكل القانون رقم‪ 28.07‬المتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬آلية من‬
‫آليات العمل التي أدخلت المبادئ العامة والمقتضيات التي تمكن من توفير سالمة‬
‫صحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬إلى جانب مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بتنزيل سياسة حقيقية للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬والتي تتيح لمصالح‬
‫المراقبة إمكانية أداء مهمتها على أحسن وجه‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يمارس المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية المهام‬
‫األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق سياسة الحكومة في مجال السالمة الصحية للنباتات والحيوانات‬
‫والمنتجات الغذائية بدءا من المواد األولية وصوال إلى المستهلك النهائي‪ ،‬بما في‬
‫ذلك المواد المعدة لتغذية الحيوانات مع إمكانية إبداء الرأي عند وضع هذه‬
‫السياسة؛‬
‫‪ -‬القيام بتحليل المخاطر الصحية‪ ،‬التي يمكن أن تتسبب فيها المنتجات الغذائية‬
‫والمواد المعدة لتغذية الحيوانات على صحة المستهلكين‪ ،‬وكذا العوامل المرضية‬
‫بالنسبة لصحة النباتات والحيوانات؛‬
‫‪ -‬مراقبة مبيدات اآلفات الزراعية والمصادقة عليها‪ ،‬واعتماد المؤسسات التي تنتجها‬
‫أو تستوردها أو تصدرها؛‬
‫وفي إطار المهام الموكولة إليه يضطلع المكتب بضمان مطابقة المنتجات الغذائية‬
‫الموجهة إلى االستهالك بالسوق الوطنية للمعايير المعتمدة‪ ،‬وتعزيز المراقبة على‬
‫المنتجات الغذائية المستوردة على مستوى نقاط التفتيش الحدودية من أجل الترخيص‬

‫‪147‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فقط للمنتجات التي تتوافق مع المعايير المعتمدة بالدخول إلى التراب الوطني‪ ،‬وال سيما‬
‫المنتجات األكثر استهالكا‪.‬‬
‫يتضح أن حكامة السالمة الصحية لألغذية ببالدنا تعتمد على نظام تعدد المتدخلين‪،‬‬
‫واالشتراك في المسؤولية بين العديد من القطاعات الحكومية والمؤسسات‪ ،121‬التي تعمل‬
‫بشكل معزول‪ ،‬ويظل التنسيق فيما بينها محصو ار في عمليات منح التراخيص لنقط‬
‫البيع‪ ،‬و تشكيل اللجان المشتركة التي تنظم جوالت مراقبة األغذية‪ ،‬خالل بعض‬
‫المناسبات (شهر رمضان‪ ،‬عيد األضحى‪ ،‬موسم الصيف‪ ،)...‬وكذا الحد من انتشار‬
‫بؤر األمراض المتنقلة عن طريق األغذية‪.122‬‬

‫القطاعات الحكومية‪:‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪ -‬و ازرة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ :‬المسؤول األول على االنتاج الزراعي وضمان الحماية‬
‫الصحية النباتية والحيوانية وتأمين السالمة الصحية لألغذية (مهام المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية)‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة الصحة والحماية االجتماعية‪ :‬المسؤول عن صحة المواطنين وعن التكفل بالمرضى في حاالت األمراض المنقولة‬
‫عن طريق األغذية‪ ،‬وباليقظة الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة الداخلية‪ :‬المعني باألمن الغذائي للمواطنين وهو الفاعل الرئيسي في حكامة األنظمة الغذائية المغربية‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي‪ :‬معنية باالرتقاء بالجودة والسالمة في مجاالت الصناعة والتجارة‬
‫والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬والقيام بالمراقبة في مجاالت الميتورولوجيا‪ ،‬واالعتماد والجودة والسالمة بالمقاولة ومراقبة السوق‬
‫وحماية المستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعات الترابية‪ :‬تشكل الفاعل الرئيسي المكلف بالتدبير اإلداري للمذابح واألسواق وتسليم التراخيص لنقط البيع (بعد‬
‫الرأي الصحي ألونسا) ومصالح الصحة البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى ذلك هناك متدخلين على امتداد السلسلة الغذائية‪ :‬و ازرة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬والدرك الملكي‪،‬‬
‫والجمارك‪...‬وغيرهم‪.‬‬

‫رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول موضوع‪" :‬من أجل سياسة عمومية للسالمة الصحية لألغذية‪ ،‬تتمحور‬ ‫‪122‬‬

‫حول حماية حقوق المستهلكين وتعزيز تنافسية مستدامة للمقاولة على الصعيدين الوطني والدولي‪/‬إحالة ذاتية رقم ‪.2019/44‬‬

‫‪148‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ثالثا‪ :‬أثار التغيرات المناخية على الصحة العامة‬

‫أصبح التغير المناخي أحد أهم انشغاالت الخبراء وصانعي السياسات في جميع‬
‫أنحاء المعمورة‪ ،‬إذ يشكل تحديا كبي ار أمام البشرية‪ ،‬لما له من تأثير على التربة‪،‬‬
‫واألنظمة المائية والسكان والنظم اإليكولوجية والطبيعية‪ ،‬ويعد هذا التغير المناخي من‬
‫أبرز التحديات التي تهدد مستقبل التنمية المستدامة‪ ،‬خاصة مع تزايد آثاره على األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬والصحي‪ ،‬والنشاط االقتصادي وغيرها من الموارد الطبيعية‪ ،‬الشيء الذي‬
‫ينعكس سلبا على صحة اإلنسان‪.‬‬

‫ومن النتائج الراسخة التي توصلت إليها مجموعة من الدراسات واألبحاث العلمية‪،‬‬
‫أن التغيرات المناخية لها تأثيرات كبيرة على الموارد البشرية والطبيعية‪ ،‬وقد تستمر هذه‬
‫التغيرات لساعات وأيام‪ ،‬كما يمكنها أن تعمر لسنوات ولعقود طويلة‪ ،‬حسب درجة‬
‫الضرر الذي يلحقه اإلنسان بالمنظومة البيئية‪ ،‬وقد ظهر هذا التأثير بشكل جلي في‬
‫القطاعات األولية مثل الموارد الحيوية‪ ،‬والزراعية‪ ،‬والمائية‪ .‬وقد يكون األمر أكثر خطورة‬
‫في السنوات القادمة‪ ،‬مما سيؤدي إلى تفاقم المشاكل االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والبيئة‪.‬‬

‫كما تسببت التغيرات البيئية والمناخية في حدوث أثار صحية وخيمة على البشرية‪،‬‬
‫واستفحال ظاهرة انتشار الكوارث الطبيعية الناجمة عنها‪ ،‬التي أدت إلى هالك عدد‬
‫كبير من األشخاص‪ ،‬وتعد ظاهرة االحتباس الحراري من األسباب الرئيسية في وقوع‬
‫التغيرات المناخية المفاجئة‪ ،‬وتداخل الفصول‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫إذا كانت جائحة كوفيد‪ 19-‬قد تسببت في ارتفاع مأساوي لحاالت الوفيات‪ ،‬وانهيار‬
‫قوى مهنيي الصحة مع ارتفاع عدد توافد المصابين بالعدوى على المستشفيات‪ ،‬وضعف‬
‫توفر األطقم الطبية‪ ،‬فإن أزمة المناخ أضحت أكبر تهديد صحي يواجه البشرية‪.‬‬

‫فحسب دراسة علمية لمنظمة الصحة العالمية‪ ،123‬تتسبب المشاكل البيئية والمناخية‬
‫في سوء التغذية والزيادة في ارتفاع عدد الوفيات‪ ،‬وتفشي األمراض واإلصابات‪ ،‬جراء‬
‫ظهور تطورات مناخية قاسية‪ ،‬تؤثر على الغذاء ومصادر المياه والصحة العامة والنظام‬
‫الطبيعي‪ ،‬إضافة إلى تفاقم أمراض اإلسهال والقلب والجهاز التنفسي‪ ،‬بفعل ارتفاع في‬
‫تركيزات األوزون على مستوى األرض‪ ،‬وتغير التوزيع المكاني لبعض األمراض المعدية‬
‫في البلدان النامية‪ ،‬إذ تقدر منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أنه خالل الفترة ما بين ‪ 2030‬و‬
‫‪ ،2050‬سيؤدي التغير المناخي إلى حدوث نحو ‪ 250‬ألف حالة وفاة إضافية سنويا‪،‬‬
‫بسبب انتشار األمراض كالمالريا واإلسهال واإلجهاد الحراري‪ ،124‬كما يقدر أن تتراوح‬
‫التكاليف المباشرة للضرر على الصحة ‪ -‬دون احتساب التكاليف في القطاعات المحددة‬
‫للصحة مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحي‪ -‬ما بين ‪ 2‬و ‪ 4‬مليارات دوالر‬
‫أمريكي في العام بحلول سنة ‪.2030‬‬

‫وتجمع التغيرات المناخية والصحة مجموعة من العوامل البيئية واالجتماعية‬


‫واالقتصادية‪ ،‬وكذلك قدرة المجتمعات على الصمود أمام الكوارث‪ .‬وتلعب العوامل البيئية‬
‫واالجتماعية دو ار مهما في التأثير على العواقب الصحية الناتجة عن التغير المناخي‪،‬‬

‫‪OMS, les menaces pour la santé publique mondiale au XXI siècle‬‬


‫‪123‬‬

‫‪124‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬العالقة بين تغير المناخ والصحة‪ ،‬تقرير ‪2016‬‬

‫‪150‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ويعد األطفال واألشخاص المسنون خاصة في البلدان الفقيرة من بين الفئات األكثر‬
‫عرضة للمخاطر الصحية الناجمة عن تغير المناخ‪ ،‬في ظل غياب التطبيب والمراكز‬
‫الصحية‪ ،‬وانعدام الوعي لدى أغلب سكان المناطق األكثر هشاشة‪.‬‬

‫وباعتبار مسألة السيطرة على األمراض أمر مهم بالنسبة للوضع الصحي‪ ،‬والنمو‬
‫االقتصادي لمختلف دول العالم‪ ،‬األمر الذي يدفعها إلى تشجيع البحث العلمي‪ ،‬المتعلق‬
‫بالقضاء على انتقال األمراض‪ ،‬إال أنه يخشى من أن يفسد تغير المناخ هذا المسعى‪،‬‬
‫حيث تبدي كثير من األمراض الفتاكة حساسية شديدة تجاه تغير درجات الح اررة‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى انتشارها‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل ظهور أمراض مرتبطة بالتغيرات المناخية‪،‬‬
‫يمكن استعراضها على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫األمراض الحساسة للمناخ ‪:Climate- sensitive diseases‬‬

‫يأتي على رأسها األمراض المنقولة بالنواقل ‪ Vector-Borne diseases‬كالمالريا‪،‬‬


‫والليشمانيا‪ ،‬وغيرها من األمراض المنتقلة بنواقل األمراض كالبعوض‪ ،‬حيث تتسبب‬
‫التغيرات المناخية في تغير البيئة الطبيعية‪ ،‬وفي أماكن إنتشار هذه النواقل‪ ،‬ولعل‬
‫فيروس "زيكا" خير دليل على أن األمراض المنتقلة بالبعوض يمكنها أن تشكل تهديدا‬
‫عالميا واسع النطاق‪.‬‬

‫كما أن عددا من األمراض المنتقلة عن طريق الماء والطعام أصبحت مدرجة ضمن‬
‫األمراض الحساسة للمناخ‪ ،‬وقد شهد العالم تغي ار في معدالت انتشار وبائيات تلك‬
‫األمراض‪ ،‬خصوصا بالمناطق التي تصيبها الفيضانات والسيول‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫وتشكل هذه األمراض خط ار داهما على صحة الماليين من البشر خاصة في المناطق‬
‫المتضررة نتيجة التغيرات المناخية غير المتوقعة‪ ،‬كمرض "الكولي ار " المعروف بقدرته‬
‫على إحداث تفشيات وبائية واسعة‪ ،‬وخسائر كبيرة في األرواح‪ ،‬خصوصا بين األطفال‬
‫والرضع‪.‬‬

‫األمراض التنفسية والقلبية‪:‬‬

‫يتسبب تغير جودة الهواء وزيادة الملوثات الناتجة عن ظاهرة التغيرات المناخية‪ ،‬في‬
‫التأثير على الجهاز التنفسي والدوري لإلنسان‪ ،‬مما يؤدي إلى تفاقم األمراض التنفسية‪،‬‬
‫كأزمات الربو والحساسية والتهابات الجهاز التنفسي‪ ،‬وأيضا مضاعفة المشاكل المتعلقة‬
‫بأمراض القلب لدى الفئات األكثر عرضة للخطر‪ ،‬كمرضى األمراض المزمنة وكبار‬
‫السن‪ ،‬واألشخاص الذين يعيشون في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة والطابع‬
‫الصناعي‪.‬‬

‫موجات الحر‪:‬‬

‫يؤدي االرتفاع الشديد في درجة الح اررة إلى اإلنهاك الحراري‪ ،‬ومضاعفاته المختلفة‪،‬‬
‫التي ينتج عنها في غالب األحيان حدوث وفيات‪ ،‬إذا لم يتم التعامل معها بشكل طارئ‪،‬‬
‫خصوصا لدى الفئات األكثر عرضة للخطر كالمسنين واألطفال‪ ،‬كما يؤدي التعرض‬
‫الطويل للحر الشديد لحاالت اإلغماء وضربة الشمس والتشنجات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫األخطار المرتبطة بالتعرض للشمس كتلف الجلد وحروق الشمس ومضاعفة اإلصابة‬
‫بسرطان الجلد‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ندرة المياه واألمراض الطفيلية‪:‬‬

‫تؤدي التغيرات المناخية إلى الزيادة من تفاقم أزمات المياه على مستوى العالم‪ ،‬خاصة‬
‫في الدول والمناطق ذات المناخ الجاف‪ ،‬وشبه الجاف‪ ،‬وتؤثر سلبا على صحة اإلنسان‪،‬‬
‫سواء من خالل النقص في تلبية احتياجاته اليومية لمياه الشرب‪ ،‬أو من خالل تلبية‬
‫احتياجاته من المياه النظيفة المستعملة في النظافة والتطهير‪ ،‬والذي يهدد األفراد من‬
‫انتشار األمراض الطفيلية‪ ،‬سواء المعوية (مثل‪ :‬الطفيليات المعوية كاألسكارس‬
‫والفاشيوال)‪ ،‬أو الجلدية (مثل‪ :‬الجرب والقمل)‪ ،‬الشيء الذي يؤثر على صحة المجتمع‬
‫ككل‪ ،‬كما أن ندرة المياه من شأنها التأثير على اإلنتاج الحيواني والزراعي‪ ،‬وتهدد األمن‬
‫الغذائي للبشرية‪.‬‬

‫األمن الغذائي والتسممات الغذائية‪:‬‬

‫نتيجة انتشار تداعيات التغيرات المناخية‪ ،‬شهد العالم تطورات خطيرة انعكست على‬
‫جودة وكمية المحاصيل واإلنتاج الزراعي‪ ،‬مما أثر سلبا على توافر الطعام بشكل عام‪،‬‬
‫والطعام الصحي على وجه الخصوص‪ ،‬الذي يعتبر جزءا ال يتج أز من صحة اإلنسان‪،‬‬
‫والسيما لدى الفئات األكثر فق ار وهشاشة كاألطفال في طور النمو والحوامل‪،‬‬
‫والمرضعات‪ ،‬وكبار السن‪ ،‬حيث أصبحت قضية األمن الصحي مرتبطة ارتباطا وثيقا‬
‫بإيجاد حلول مناسبة لتفادي االنعكاسات السلبة ألزمة المناخ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الصحة النفسية‪:‬‬

‫أثبتت الدراسات أن درجات الح اررة المرتفعة‪ ،‬وشديدة االنخفاض وما يصاحبها من‬
‫تغيرات على مستوى جودة الهواء‪ ،‬تؤثر سلبا على الصحة النفسية لألفراد‪ ،‬وبالتالي‬
‫التأثير على جميع جوانب حياتهم‪ ،‬سواء على المستوى الشخصي واالجتماعي‪ ،‬أو على‬
‫مستوى بيئة العمل‪.‬‬

‫أما على المستوى الوطني‪ ،‬فرغم مساهمة المغرب بحصة ضئيلة في انبعاثات الغازات‬
‫الدفيئة على المستوى العالمي‪ ،‬إال أنه يتأثر سلبا بآثار االضطراب المناخي‪ ،‬مما نتج‬
‫عنه توالي ظاهرة الجفاف في السنوات األخيرة‪ ،‬وتكاثر بعض الظواهر المناخية القصوى‬
‫بوتيرة متقاربة‪ ،‬مع عدم انتظام التساقطات المطرية‪ ،‬وتقلص الغطاء النباتي‪ ،‬بسبب‬
‫التصحر واستفحال الكوارث الطبيعية‪.‬‬

‫وتعتبر المديرية العامة لألرصاد الجوية‪ ،‬انطالقا من تتبعها لتطور المناخ في‬
‫المغرب‪ ،‬ورصد التغيرات المناخية المفترضة‪ ،‬بناء على الئحة من المؤشرات‪ ،‬أن بالدنا‪،‬‬
‫تعد من بين المناطق التي ستتأثر بالتغيرات المناخية في منطقة الحوض المتوسط‬
‫وشمال إفريقيا‪ ،‬إذ تظهر المعطيات المناخية المرصودة على المستوى الوطني أن معدل‬
‫االحترار يرتفع ب ‪ 0,33 °C‬في كل عشر سنوات‪ ،‬وهو معدل يفوق المعدل العالمي‬
‫العام‪ ،‬كما أن المغرب سيعرف أيضا بحسب اإلسقاطات المستقبلية‪ ،‬ندرة في‬
‫التساقطات‪ ،‬بسبب تجاه معظم المناطق الشمالية نحو مناخ أكثر جفافا‪ ،‬مع تزايد في‬
‫مدى موجات الحر‪.‬‬

‫وتتجلى اآلثار المباشرة للتغيرات المناخية على الصحة العامة بالمغرب فيما يلي‪:‬‬
‫‪154‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬تزايد عدد الوفيات بسبب شدة الح اررة؛‬


‫‪ ‬تزايد درجة تلوث الهواء وارتفاع مطرد في حاالت اإلصابة بالربو وااللتهابات‬
‫الرئوية؛‬
‫‪ ‬تفشي الحساسية بسبب تزايد تركيز الجزئيات من نوع حبوب اللقاح في الهواء؛‬
‫‪ ‬تزايد ظهور حاالت اإلصابة بالمالريا؛‬
‫‪ ‬ارتفاع عدد حاالت اإلصابة بالليشمانيا؛‬
‫‪ ‬ارتفاع احتمال نقل وبروز أمراض جديدة بالمغرب نتيجة نزوح الساكنة المهاجرة‬
‫من بلدان جنوب الصحراء وتحول المغرب إلى بلد إقامة‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬بادرت بالدنا‪ ،‬وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية‪ ،‬إلى وضع‬
‫استراتيجيات وطنية للصحة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار‪ ،‬عوامل تدهور البيئة والتغيرات‬
‫المناخية‪ ،‬وتستهدف تعزيز درجة تكيف القطاع الصحي مع هذه اآلثار‪ ،‬حيث حددت‬
‫ثالثة تحديات يتعين رفعها في مجال محاربة التغيرات المناخية‪:‬‬

‫‪ -1‬تدبير اآلثار المباشرة وغير المباشرة لظاهرة االحترار على صحة الساكنة؛‬

‫‪ -2‬التحكم في اآلثار الصحية الناجمة عن تراجع نسبة التساقطات المطرية؛‬

‫‪ -3‬التحكم في اآلثار الصحية المرتبطة بالظواهر المناخية القصوى‪ ،‬وخاصة‬


‫الفيضانات‪.‬‬

‫وإدراكا منها ألهمية الوقاية من األمراض ذات الصلة بالعوامل البيئية‪ ،‬فإن و ازرة‬
‫الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬جعلت الصحة البيئية ضمن أولوياتها عند وضع‬

‫‪155‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫استراتيجيتها في أفق ‪ ،2025‬وذلك من خالل المخطط الوطني للصحة البيئية‪ ،‬الذي‬


‫يقوم أساسا على تقييم المخاطر الصحية المرتبطة بالعوامل البيئية‪ ،‬وكذا اآلثار الصحية‬
‫الناجمة عن تلوث البيئة (الماء والهواء‪ ،‬والتربة‪ ،‬واألطعمة‪ ،)...‬السيما فيما يتعلق‬
‫مرض‪...‬‬
‫بالملوثات الجرثومية والكيميائية‪ ،‬والمبيدات الحشرية‪ ،‬ونواقل األ ا‬

‫كما تشكل مراقبة جودة المياه الصالحة للشرب‪ ،‬والمواد الغذائية‪ ،‬وكذا مراقبة نواقل‬
‫المرض‪ ،‬محو ار أساسيا للتدخل في مجال الصحة العامة‪ ،‬حيث تعمل الو ازرة‪ ،‬على‬
‫تحسين وتعزيز القدرات التقنية والترسانة القانونية والتنظيمية في كل المجاالت‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تعزيز قدرات المختبرات الجهوية واإلقليمية للصحة البيئية‪ ،‬حتى تتمكن‬
‫من مراقبة مستويات التلوث البكتريولوجي والكيميائي للمياه والمواد الغذائية‪.125‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المجهودات المبذولة لمواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها على‬
‫الصحة تبقى من منظورنا غير كافية‪ ،‬باإلضافة إلى النقص الملحوظ على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬فيما يخص الدراسات المعمقة حول هذا الموضوع‪ ،‬األمر الذي يجعل التحكم‬
‫في هذه اآلثار أكثر تعقيدا‪ ،‬ويحد من القدرة على التوقع والتكيف مع آثار التغيرات‬
‫المناخية على صحة المغاربة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آليات نشر الوعي بالمخاطر وتعزيز الثقافة الصحية‬

‫يعد الوعي والتثقيف الصحي ركيزة أساسية لتحسين جودة حياة المجتمع‪ ،‬وضمان‬
‫بيئة صحية مستقرة‪ ،‬فكلما زاد وعي الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام‪ ،‬قلت‬
‫المخاطر واألضرار‪ ،‬ولبلوغ درجة هذا الوعي‪ ،‬وجب القيام بالدراسات واألبحاث المفصلة‬

‫‪125‬تقرير مشروع نجاعة األداء‪ ،‬و ازرة الصحة والحماية االجتماعية مشروع قانون المالية ‪.2022‬‬

‫‪156‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫حول الظواهر الصحية من قبل المختصين‪ ،‬ومن تم نشرها قصد تعميم المعرفة على‬
‫كافة أفراد المجتمع‪ ،‬لالستفادة منها‪ ،‬وجعلها تساهم في تحقيق الهدف المتمثل في الحد‬
‫من انتشار أو زيادة هذه المخاطر‪.‬‬

‫كما يهدف التثقيف الصحي إلى تحفيز تبني األفراد لنمط حياة صحي وسليم‪ ،‬يساعد‬
‫على تحسين سلوكهم ومراجعة معتقداتهم واتجاهاتهم الفكرية‪ ،‬وتطبيق ذلك في حياتهم‬
‫اليومية‪ ،‬باإلضافة إلى تمكنهم من معرفة كيفية سير النظام الصحي في بلدهم‪ ،‬وطرق‬
‫االستفادة من مزاياه‪.‬‬

‫ويساعد الوعي والتثقيف الصحي في بناء معرفة تراكمية لدى أفراد المجتمع‪ ،‬بغية‬
‫ترسيخ سلوكيات إيجابية تجاه صحة العقل والبدن‪ ،‬حيث الغاية المرجوة من نشر الثقافة‬
‫الصحية‪ ،‬هي تحسين الصحة العامة على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬وزيادة متوسط معدل‬
‫األعمار والتقليل من نسبة حدوث األمراض‪ ،‬والحد من آثارها‪ ،‬وتحسين جودة الحياة‪،‬‬
‫األمر الذي يتطلب نهج مقاربة فعالة لتثقيف األفراد عن طريق القيام باأليام التوعوية‪،‬‬
‫وتنظيم اللقاءات المفتوحة مع الفئات المستهدفة‪ ،‬وعقد محاضرات وندوات موضوعاتية‪،‬‬
‫وتوزيع النشرات الصحية‪ ،‬باإلضافة إلى تسخير وسائل اإلعالم السمعية والبصرية‪،‬‬
‫ووسائل التواصل االجتماعية للقيام بهذه المهمة‪.‬‬

‫وعرفت السنوات األخيرة انتشا ار واسعا للبرامج والحمالت التوعوية الصحية‪ ،‬من لدن‬
‫المؤسسات الصحية والتعليمية والجامعية‪ ،‬وبمشاركة فعاليات المجتمع المدني المهتمة‬
‫بالمجال الصحي‪ ،‬بهدف الرفع من الوعي الصحي‪ ،‬حيث يشكل هذا األخير عنص ار‬
‫أساسيا في إنجاح أي سياسة صحية فاعلة‪ ،‬إذا اعتبرنا أن مجموعة من األمراض‬

‫‪157‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المزمنة يمكن تفاديها‪ ،‬من خالل نشر التوعية بين أفراد المجتمع‪ ،‬وشرح األسباب التي‬
‫تؤدي إلى اإلصابة بها‪ ،‬أو من خالل حثهم على إتباع بعض السلوكيات اإليجابية التي‬
‫من شأنها االرتقاء بأوضاعهم الصحية‪ ،‬نظ ار النتشار الكثير من األمراض المزمنة‪،‬‬
‫كالسكري والسمنة والقلب‪ ،‬التي تشكل نتاج ممارسات خاطئة‪ ،‬مرتبطة بأنماط التغذية‬
‫السائدة‪ ،‬وقلة ممارسة الرياضة‪ ،‬وكل هذه الممارسات يمكن أن تساهم في تقليل نسب‬
‫انتشار هذه األمراض‪ ،‬من خالل رفع الوعي الصحي وتعزيز آلياته وتطويرها وتمكين‬
‫أفراد المجتمع من استيعابها‪.‬‬

‫‪ -1‬اآلليات الوطنية لنشر الوعي والثقافة الصحية‬

‫تضطلع و ازرة الصحة والحماية االجتماعية بأحد أهم األدوار الرئيسية التي تكمن في‬
‫المساهمة في التربية على الصحة‪ ،‬والتشجيع على اعتماد أنماط عيش سليمة‪ ،‬من‬
‫خالل تزويد المواطنات والمواطنين طيلة مسار حياتهم بمعلومات موثوقة‪ ،‬ومعارف‬
‫تمكنهم من اختيار وتبني سلوكيات صحية سليمة‪ ،‬قادرة على تحسين جودة حياتهم‪،‬‬
‫وعلى الوقاية من األخطار الصحية المتربصة بهم‪ ،‬حيث بالرجوع إلى إعالن "ألما‬
‫أتا"‪ ،126‬الذي يعد كأول اتفاق دولي ينص على ضرورة تفعيل إجراءات وتدابير وطنية‬
‫ودولية‪ ،‬كفيلة بتوفير رعاية صحية أولية في دول العالم قاطبة‪ ،‬واعتبارها شرطا أساسيا‬
‫لرفع وتحسين مستوى صحة األفراد والشعوب‪ ،‬كما أشار إلى أن الحق في الصحة ال‬
‫يقتصر على الرعاية الصحية المناسبة فقط‪ ،‬بل يمتد أيضا ليشمل ما يعرف بمحددات‬

‫‪126‬المؤتمر الدولي للرعاية الصحية األولية (ألما أتا االتحاد السوفياتي شتنبر ‪ )1978‬الوثيقة رقم ‪ EB 63/21‬بتاريخ ‪ 19‬دجنبر‬
‫‪.1978‬‬

‫‪158‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الحالة الصحية‪ ،‬كتوفير الماء الصالح للشرب‪ ،‬والغذاء الكافي والصحي‪ ،‬والمسكن‬
‫المالئم‪ ،‬والمعلومات الصحية الضرورية‪ ،‬وغيرها من العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا‬
‫على الحالة الصحية العامة‪.‬‬

‫وللنهوض بالدور الرئيسي لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية في مجال التوعية‬


‫والتحسيس ونشر الوعي الصحي لدى المواطنات والمواطنين‪ ،‬قامت بخلق مجموعة من‬
‫اآلليات التي تمكنها من االضطالع بهذا الدور‪ ،‬نبرزها على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ 1-1‬الهياكل والمصالح اإلدارية المكلفة بالتوعية والتحسيس‬

‫أ‪ -‬مصلحة اإلعالم والتربية الصحية‬

‫تمارس هذه المصلحة‪ ،‬التابعة لقسم اإلعالم والتواصل‪ ،‬مجموعة من المهام‬


‫واالختصاصات‪ ،‬من قبيل إعداد وتنفيذ استراتيجية اإلعالم والتربية الصحية لفائدة‬
‫الساكنة‪ ،‬ولمهنيي الصحة‪ ،‬وتوجيه وسائل اإلعالم والشركاء لنشر مضامينها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إعداد المخططات وتنفيذها والقيام بحمالت تواصل‪ ،‬تعنى بالتربية والتحسيس ببرامج‬
‫الصحة العامة‪ ،‬وذلك بتنسيق مع المديريات المعنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوحدات الجهوية لإلعالم والتواصل‬

‫تقوم هذه الوحدات بإعداد مخططات جهوية لألنشطة المتعلقة باإلعالم والتربية‬
‫الصحية‪ ،‬والسهر على تنفيذ األنشطة المرتبطة بالحمالت الوطنية الخاصة وفقا‬
‫للمخططات الموضوعة‪ ،‬فضال عن مشاركتها في تنشيط اللقاءات المخصصة للتوعية‬

‫‪159‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والتربية الصحية على المستوى الجهوي‪ ،‬وتنسيق تدخالت مهنيي الصحة في البرامج‬
‫اإلذاعية الجهوية‪.‬‬

‫ج‪ -‬البرامج الصحية للوزارة‬

‫تدبر هذه البرامج من طرف اإلدارات المركزية التقنية‪ ،‬ممثلة في مديرية السكان‬
‫ومديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‪ ،‬وتشمل جميع البرامج الصحية األنشطة‬
‫والمحاور الخاصة بالتواصل والتربية والتحسيس (مثل البرنامج الوطني للتمنيع‪ ،‬البرنامج‬
‫الوطني للتغذية‪ ،‬البرنامج الوطني لمحاربة داء السل ‪.)...‬‬

‫‪ 2-1‬التواصل الرقمي في مجال التوعية والتحسيس‬

‫أ‪ -‬البوابة الوطنية للتوعية والتثقيف الصحي ‪www.sehati.gov.ma‬‬

‫أطلقت هذه البوابة اإللكترونية بتاريخ ‪ 4‬يناير ‪ 2016‬بهدف توفير المعلومة الموثوقة‬
‫والرسمية‪ ،‬ذات المرجعية العلمية المدققة‪ ،‬وتبسيط المواضيع الصحية‪ ،‬بمختلف أبعادها‬
‫الفيزيولوجية والنفسية والبيئية ‪...‬إلخ‪ ،‬وتحتوي هذه البوابة على مجموعة من المقاالت‬
‫والمعلومات والدعائم التواصلية حول مختلف مواضيع الصحة العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطبيق (‪)Sehati‬‬

‫يمكن تحميل هذا التطبيق مجانا على الهواتف الذكية انطالقا من متجر ( ‪Google‬‬
‫‪ ،)Play‬و (‪ ،)Apple Store‬حيث يحتوي على مقاالت وفيديوهات نوعية وخدمات‬
‫أخرى‪ ،‬يتم من خالله تسهيل ولوج المواطنين إلى المعلومات المتعلقة بالصحة العامة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ج‪ -‬صفحة صحتي على مواقع التواصل االجتماعي‬

‫(‪)Linkedin, facebook, instagram, twitter, youtube‬‬

‫تخصص هذه الصفحة للتوعية والتحسيس حول مختلف مواضيع الصحة العامة ذات‬
‫األولوية‪ ،‬حيث يتم عبرها نشر منشورات ورسائل تربوية وتحسيسية وفيديوهات توعوية‪،‬‬
‫بصفة دورية ومنتظمة‪ ،‬بغية الرفع من الوعي الصحي لدى مستعملي شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتشجيعهم على اتباع أنماط العيش السليمة وتحسيسهم حول أهمية مقاربة‬
‫الوقاية من األمراض‪.‬‬

‫د‪ -‬اللقاءات التفاعلية المباشرة (‪)Live – streaming‬‬

‫يتم عبر هذه اللقاءات التفاعلية المباشرة مع المواطنات والمواطنين استضافة مهنيي‬
‫الصحة على الصفحة الرسمية للو ازرة‪ ،‬وصفحة صحتي على الفايسبوك‪ ،‬بغية تعزيز‬
‫التواصل الرقمي للو ازرة‪ ،‬من خالل تبسيط وتقريب وإيصال المعلومة الصحية ألكبر‬
‫شريحة ممكنة من الساكنة‪ ،‬والتفاعل مع تساؤالتهم على المباشر‪ ،‬بهدف زيادة الوعي‬
‫الصحي حول مختلف مواضيع الصحة العامة‪.‬‬

‫‪ :3-1‬اتفاقيات الشراكة من أجل التوعية والتحسيس‬

‫أ‪ -‬اتفاقية شراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء‬

‫تربط و ازرة الصحة والحماية االجتماعية والرابطة المحمدية للعلماء اتفاقية شراكة من‬
‫أجل نشر ورفع الوعي الصحي لدى المواطنات والمواطنين‪ ،‬من خالل تعبئة المرشدين‬
‫الدينيين للتحسيس والتوعية بمختلف مواضيع الصحة‪ ،‬باالعتماد على "الدليل المرجعي‬

‫‪161‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫للمرشد التربوي في مجال التثقيف والتوعية الصحي" الذي أعدته الو ازرة عن طريق‬
‫مصلحة اإلعالم والتربية الصحية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اتفاقية شراكة مع القطب العمومي السمعي البصري‬

‫بهدف نشر الوعي الصحي حول مختلف مشاكل الصحة العامة‪ ،‬وشرح سبل الوقاية‬
‫منها‪ ،‬ضمانا للوصول إلى أكبر عدد من الساكنة‪ ،‬أبرمت و ازرة الصحة والحماية‬
‫االجتماعية اتفاقيات شراكة مع القطب العمومي السمعي البصري‪ ،‬من أجل بث‬
‫الوصالت التلفزية واإلذاعية والكبسوالت التي تنتجها الو ازرة للتوعية والتحسيس بمختلف‬
‫مواضيع الصحة العامة ذات األولوية‪.‬‬

‫‪ 4-1‬آليات أخرى للتوعية والتحسيس‬

‫أ‪ -‬الحمالت التواصلية للتوعية والتحسيس‬

‫تنظم الو ازرة حمالت دورية ومنتظمة‪ ،‬الهدف منها تحسيس وتربية وتشجيع الساكنة‬
‫على تبني سلوكيات سليمة تمكنها من الحد من مخاطر األمراض‪ ،‬عن طريق إنتاج‬
‫وبث كبسوالت ووصالت على القنوات اإلذاعية والتلفزية‪ ،‬وعلى المواقع الرسمية للو ازرة‪،‬‬
‫وعلى الصفحات الرسمية للو ازرة بمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وكذا تصميم وإنتاج‬
‫الدعائم التواصلية المطبوعة كالمطويات‪ ،‬والدالئل‪ ،‬ووضعها رهن إشارة الساكنة ومهنيي‬
‫الصحة والوسطاء المحليين (‪.)Relais‬‬

‫‪162‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫ب‪ -‬فضاءات التربية على الصحة‬

‫تتوفر مؤسسات الرعاية الصحية األولية على فضاءات خاصة بالتوعية والتحسيس‪،‬‬
‫يقوم فيها منشطو البرامج الصحية ومهنيي الصحة ببرمجة حصص للتوعية الصحية‪،‬‬
‫لفائدة مرتفقي هذه المؤسسات (أقسام األمهات ‪.)Classes des mères‬‬

‫ج‪ -‬استراتيجية اإلعالم والتربية على الصحة‬

‫أعدت و ازرة الصحة والحماية االجتماعية استراتيجية خاصة باإلعالم والتربية الصحية‬
‫بعد تشخيص دقيق للوضعية الراهنة‪ ،‬واقتراح محاور للتدخل من أجل النهوض بصحة‬
‫المواطنات والمواطنين‪.‬‬

‫د‪ -‬الدالئل المرجعية للتواصل حول الصحة العامة‬

‫أعدت و ازرة الصحة والحماية االجتماعية دالئل مرجعية في مجال التواصل حول‬
‫الصحة العامة‪ ،‬نقدمها على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الدليل المرجعي لتنشيط حصص التوعية والتحسيس الموجه لمهنيي الصحة؛‬


‫‪ ‬الدليل المرجعي للتواصل حول الصحة العامة الموجه إلى الفاعلين‬
‫المؤسساتيين والجماعاتيين؛‬
‫‪ ‬الدليل المرجعي للتواصل حول الصحة العامة الموجه إلى وسائل االعالم‪.‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬الحظت المجموعة الموضوعاتية ‪ ،‬وجود مجهودات مبذولة من‬
‫طرف و ازرة الصحة والحماية االجتماعية في سبيل الرفع من الوعي الصحي على‬
‫المستوى الوطني‪ ،‬بتنسيق وتعاون مع هيئات ومؤسسات أخرى‪ ،‬كما تسجل المجموعة‬
‫‪163‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الموضوعاتية بعض النقائص في هذا المجال‪ ،‬ويرجع ذلك إلى إشكالية نشر حمالت‬
‫التشكيك في المعلومات المقدمة‪ ،‬مما يجعل كل هذه المجهودات المبذولة لنشر الثقافة‬
‫الصحية‪ ،‬تواجهها تحديات صعبة تتطلب االنطالق من خصوصيات المجتمع المغربي‪،‬‬
‫إضافة إلى االختالف في الخلفية االجتماعية ونمط الحياة‪ ،‬وتفشي أساليب التداوي‬
‫التقليدية‪ ،‬التي مازالت حاضرة في الواقع الشعبي للمغاربة‪.‬‬

‫كما نجد العديد من األشخاص يلجؤون إلى استخدام األدوية السيما المضادات‬
‫الحيوية بشكل عشوائي‪ ،‬وعند أية أعراض ألمراض نزالت البرد واألنفلون از والزكام‬
‫والكحة‪ ،‬والتهابات الجهاز التنفسي‪ ،‬دون وصفة طبية‪ ،‬غير مدركين للمخاطر الصحية‪،‬‬
‫الناتج عن ذلك‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويعاب على بعض البرامج اإلعالمية والمندرجة في إطار مبادرات و ازرة الصحة‬
‫والحماية االجتماعية‪ ،‬األسلوب المتبع من حيث نمطيته‪ ،‬وابتعاده عن الشرح المبسط‪،‬‬
‫دون توظيف لغة تتناسب مع المستوى المعرفي ألغلب فئات المجتمع‪.‬‬

‫سياسة تواصل المغرب خالل جائحة كوفيد‪19-‬‬

‫منذ تفشي جائحة كورونا‪ ،‬التزمت بالدنا بتنزيل التعليمات الملكية السامية من أجل‬
‫تكريس مبدأ الشفافية والتواصل وتوعية المواطنين‪ ،‬والحرص الدائم على الوفاء‬
‫بااللتزامات الدولية للحفاظ على مصداقية وإشعاع المملكة‪ ،‬لذلك‪ ،‬انطلق المغرب بتاريخ‬
‫‪ 24‬يناير ‪ ،2020‬بتقديم النشرات بشكل مفصل حول تطور الوضع الوبائي‪ ،‬لتنوير‬
‫الرأي العام الوطني بشكل منتظم في جميع مراحل الظرفية الوبائية‪ ،‬واإلدالء بالمعلومات‬
‫بشكل تدريجي‪ ،‬تفاديا ألي طارئ قد يتسبب في زعزعة استقرار المواطنين‪ ،‬والسماح‬
‫‪164‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫لهم باستيعاب الصدمة شيئا فشيئا‪ ،‬مستندا في ذلك على توصيات اللجنة العلمية‬
‫المشكلة في إطار تدبير الجائحة‪ ،‬تفاديا ألي تضليل يمس بمصداقية السلطات وفعالية‬
‫التصدي لهذه الجائحة‪.‬‬
‫كما تم تنوير الرأي العام الوطني – وبشكل مستمر‪ -‬عبر جميع القنوات اإلذاعية‬
‫والتلفزية‪ ،‬بأهم المستجدات حول تطورات الوضع الوبائي ببالدنا‪ ،‬وبأهم اإلجراءات‬
‫والتدابير المتخذة للحد من انتشاره‪ ،‬ناهيك عن تنظيم لقاءات صحفية‪ ،‬ونشر بالغات‬
‫منتظمة على طوال فترة انتشار الوباء‪.‬‬
‫غير أن السياسة التواصلية التي واكبت مختلف مراحل تطور الجائحة‪ ،‬عرفت نقصا‬
‫على مستوى تأطير النقاش العمومي المفتوح‪ ،‬الذي من شأنه المساهمة في تعبئة‬
‫الساكنة‪ ،‬حول الجهود المبذولة لمكافحة تفشي فيروس كوفيد‪ ،19-‬إضافة إلى أن عجز‬
‫عدد من المواقع اإللكترونية الرسمية للقيام بتحيين محتوياتها حول تطورات الفيروس‬
‫إال بعد مرور عدة أسابيع‪ ،‬ضيع فرص استثمار هذه الوسيلة الهامة والرئيسية في‬
‫التواصل مع الساكنة‪ ،‬خاصة الشباب‪.127‬‬
‫‪ -2‬محاربة التضليل اإلعالمي ونشر األخبار الزائفة‬

‫أتاح التحول الرقمي لوسائل اإلعالم واالتصال فرصا جديدة للولوج إلى المعلومة‪،‬‬
‫والمساهمة في تعزيز حرية التعبير وتوسيع نطاق المشاركة والتفاعل‪ ،‬إال أن المحتوى‬
‫الذي تعرضه المنصات العالمية ومواقع التواصل االجتماعي يظل مهيمنا‪ ،‬في غياب‬

‫‪127‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬االنعكاسات الصحية واالقتصادية واالجتماعية لفيروس كورونا" كوفيد‪" 19-‬‬
‫والسبل الممكنة لتجاوزها‪ ،‬إحالة رقم ‪.2020/28‬‬

‫‪165‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫تقنين لضبط المضامين‪ ،‬األمر الذي يفتح المجال أمام انتشار بعض الممارسات‬
‫السلبية‪ ،‬وترويج المنشورات الزائفة في مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬يشكل موضوع انتشار األخبار الزائفة مصدر قلق حقيقي يحث‬
‫صناع القرار السياسي واالقتصادي على تعبأة الجهود لمواجهته‪ ،‬حيث يؤثر بشكل‬
‫كبير على الق اررات‪ ،‬التي تتخذها مجموعة أو شركة أو حتى الدولة‪ ،‬مما يجعل التضليل‬
‫اإلعالمي ونشر األخبار الكاذبة من بين األخطار الرئيسية‪ ،‬التي تهدد السلم المجتمعي‬
‫وتحدق باالقتصاد العالمي‪.‬‬

‫وصاحب ظهور فيروس كوفيد‪ 19-‬انتشار الشائعات‪ ،‬وزادت نسبة ارتفاع أعداد‬
‫المصابين من حالة الخوف‪ ،‬التي كان في الغالب سببها يعود إلى ترويج األخبار‬
‫الزائفة‪ ،‬األمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تنتبه لهذه المسألة‪ ،‬وتعمل على اتخاذ‬
‫اإلجراءات المناسبة لإلحتياط من تأثيرها على تطور انتشار الوباء‪ ،‬من خالل تحديث‬
‫صفحاتها‪ ،‬وجعلها مواكبة لتوضيح حقائق الشائعات األكثر تداوال عن فيروس كوفيد‪-‬‬
‫‪ ،19‬والحد من تداولها بين وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫وكباقي دول العالم‪ ،‬عرف المغرب خالل هذه الفترة الوبائية تزايد انتشار األخبار‬
‫الزائفة واألنباء الخادعة‪ ،‬التي تناقلتها مواقع التواصل االجتماعي ببالدنا‪ ،‬خصوصا‬
‫خالل الفصل األول من سنة ‪ ،2020‬حيث تم الترويج لبعض األخبار من قبيل‪:‬‬
‫"موجات ‪ 5G‬تساعد على نقل عدوى فيروس كورونا المستجد"‪" ،‬الفيروس ال يقاوم‬
‫الح اررة وسيختفي عند تعرضه لدرجة ح اررة تفوق ‪ ،"26-27 °C‬كان لهذه األخبار تأثير‬
‫كبير على عملية نشر اإلصدارات الرسمية للسلطات العمومية‪ ،‬والترويج لمصادر الخبر‬

‫‪166‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الموثوقة‪ ،‬ورغم ذلك تظل مسألة تدقيق األخبار في المغرب ممارسة ناشئة تتجسد‬
‫معالمها في الفضاء الرقمي بشكل متقطع‪.‬‬

‫وتتوفر بالدنا على ترسانة قانونية لمكافحة التضليل اإلعالمي عبر األنترنيت‪ ،‬إذ‬
‫ينص القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر في فرعه الخاص بحماية النظام‬
‫العام على مقتضيات تدين التضليل اإلعالمي‪ ،‬بما فيه الترويج لألخبار الزائفة عبر‬
‫االنترنيت‪.128‬‬

‫كما يجرم القانون الجنائي المغربي في فرعه الخامس المتعلق باالعتداء على الشرف‬
‫أو االعتبار الشخصي وإفشاء األسرار‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من المقتضيات التي‬
‫تؤطر التضليل اإلعالمي عبر األنترنيت‪ ،‬السيما مقتضيات المادة ‪ 447‬وما يليها‪،‬‬
‫وخصوصا الفصل ‪ 447.2‬من القانون الجنائي‪.129‬‬

‫هذا‪ ،‬وتشمل دفاتر التحمالت المصادق عليها من طرف المجلس األعلى لإلتصال‬
‫السمعي البصري فقرة متعلقة بوضع شروط لتأطير نزاهة األخبار والبرامج‪ ،‬حيث تنص‬

‫تنص المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر على ما يلي‪:‬‬ ‫‪128‬‬

‫" يعاقب بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم كل من قام بسوء نية بنشر أو إذاعة أو نقل خبر زائف أو ادعاءات أو وقائع‬
‫غير صحيحة أو مستندات مختلقة أو مدلس فيها منسوبة للغير إذا أخلت بالنظام العام أو أثارت الفزع بين الناس‪ ،‬بأية وسيلة من‬
‫الوسائل والسيما بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في األماكن أو االجتماعات العمومية وإما بواسطة المكتوبات‬
‫والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في األماكن أو االجتماعات العمومية وإما بواسطة الملصقات‬
‫المعروضة على أنظار العموم وإما بواسطة مختلف وسائل اإلعالم السمعية البصرية أو اإللكترونية وأية وسيلة أخرى تستعمل‬
‫لهذا الغرض دعامة إلكترونية‪".‬‬
‫‪ 129‬ينص الفصل ‪ 447.2‬على أنه‪" :‬يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 20.000‬درهم‪،‬‬
‫كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك األنظمة المعلوماتية‪ ،‬ببث أو توزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته‪ ،‬دون موافقته‪،‬‬
‫أو قام ببث أو توزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة‪ ،‬بقصد المس بالحياة لألشخاص أو التشهير بهم‪".‬‬

‫‪167‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المادة ‪ 9‬من دفاتر التحمالت على ما يلي‪ " :‬يطبق مبدأ نزاهة األخبار على مجوع‬
‫برامج الخدمة المقدمة من طرف المتعهد‪ .‬يتعين على المتعهد التحقق من مصداقية‬
‫الخبر‪ ،‬خصوصا باللجوء إلى مصادر متنوعة وموثوقة‪ ،‬وفي حدود الممكن ينبغي ذكر‬
‫مصادر الخبر"‪.‬‬

‫وخالل مرحلة جائحة كوفيد‪ ،19-‬أصدر المجلس األعلى لإلتصال السمعي البصري‬
‫يوم ‪ 10‬أبريل ‪ ،2020‬تقري ار حول إسهام الخدمات اإلذاعية والتلفزية في التعبئة الوطنية‪،‬‬
‫للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد‪ ،130‬حيث تضمن موضوع تفكيك األخبار‬
‫الزائفة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬دعا المجلس األعلى الخدمات اإلذاعية والتلفزية إلى استغالل‬
‫هذه الظرفية لتطوير مضامين سمعية بصرية مرصودة للنهوض بالدراية اإلعالمية‬
‫للمواطن‪ ،‬خصوصا مع تنامي ما بات يعرف "بالزيف العميق" ‪ "Deepfake‬اعتمادا‬
‫على تقنيات الذكاء االصطناعي للقوة التأثيرية للفيديوهات‪ ،‬إذ من شأن هذا المجهود‬
‫الرفع من مستوى يقظة الجمهور‪ ،‬وتطوير حسه النقدي إزاء األخبار المتداولة على‬
‫منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬وتطبيقات التراسل الفوري‪.‬‬

‫‪ 130‬تقرير الهيئة العليا لإلتصال السمعي البصري حول إسهام الخدمات اإلذاعية والتلفزية في التعبئة الوطنية للحد من تفشي‬
‫فيروس كورونا المستجد (كوفيد ‪.)19‬‬

‫‪168‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الـــتــــوصـــيـــــات‬

‫‪169‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الـــتــوصــيـــات‬
‫بعد التشخيص المقدم بهذا التقرير الموضوعاتي‪ ،‬وبناء على المقترحات التي‬
‫تسعى إلى النهوض بالمنظومة الصحية‪ ،‬حتى تتمكن من القيام بدورها كامال في تقديم‬
‫العالج للمواطنين‪ ،‬سواء خالل الظروف العادية‪ ،‬أو أثناء ظهور بعض األمراض‬
‫واألوبئة‪ ،‬فإن المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي توصي بمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬على المستوى السياسي والمؤسساتي‪:‬‬


‫‪ ‬تشيد المجموعة الموضوعاتية الخاصة باألمن الصحي بالمشروع الملكي المتعلق‬
‫بالحماية االجتماعية‪ ،‬الذي سيؤدي إلى الرفع من مستوى المحددات االجتماعية‬
‫للولوج إلى الحق في الصحة‪ ،‬وتدعو الحكومة إلى مواكبة هذا المشروع المهيكل‬
‫بتصور شامل من خالل تجميع مختلف البرامج والمشاريع العمومية االجتماعية‪،‬‬
‫في إطار سياسة عمومية اجتماعية شاملة ومتكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة بلورة سياسة عمومية مندمجة للنهوض بالمنظومة الصحية‪ ،‬والعمل على‬
‫ضمان التقائية أهداف كافة التدخالت العمومية من خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬التقائية أفقية؛ باعتبار المنظومة الصحية مجال أفقي يتطلب تدخل العديد‬
‫من القطاعات الحكومية؛‬
‫‪ .2‬التقائية عمودية؛ باعتبار المنظومة الصحية مجال لتدخل الحكومة‬
‫ومجموعة من المؤسسات والهيئات ذات االستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬ويدمج‬
‫القطاع العام والخاص في تقديم الخدمات الصحية كخدمة عمومية؛‬

‫‪170‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ .3‬التقائية ترابية؛ من أجل إنجاح عملية التوطين الترابي للسياسات العمومية‬


‫الصحية؛‬
‫‪ ‬وضع سياسة دوائية واضحة ومرنة‪ ،‬ومواكبتها من خالل إصدار مدونة للتشريع‬
‫الدوائي‪ ،‬وجعلها قادرة على تأطير التطورات والتحديات المستقبلية‪ ،‬وشاملة‬
‫لمختلف مراحل إنتاج وتوزيع وتسويق وتسعير الدواء والمستلزمات الطبية؛‬
‫‪ ‬العمل على إيجاد صيغة فعالة لتفعيل آليات التشاور‪ ،‬إلشراك مختلف الفاعلين‬
‫السياسيين والمؤسساتيين واالجتماعيين والخبراء‪ ،‬من أجل بلورة تصور واضح‬
‫يكون مدخال أساسيا لبناء منظومة صحية متكاملة‪ ،‬ومواكبة تنزيلها وتقييمها‪،‬‬
‫باعتبار الصحة أصبحت من روافد تعزيز ركائز السيادة الوطنية؛‬
‫‪ ‬ضرورة إشراك الجهات باعتبارها مؤسسات منتخبة مسؤولة عن تنزيل السياسة‬
‫العامة للدولة في مجالها الترابي‪ ،‬من أجل تشخيص إشكاالت المنظومة الصحية‬
‫في مجاالتها الجغرافية‪ ،‬والبحث عن حلول محلية وفق مقاربة تنسجم مع تنزيل‬
‫طموح الجهوية المتقدمة؛‬
‫‪ ‬ضرورة إحداث هيئة مستقلة للضبط والمراقبة طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 157‬من‬
‫الدستور‪ ،‬وجعلها مكلفة بمراقبة مدى تقيد المؤسسات والهيئات المتدخلة في تقديم‬
‫الخدمات الصحية بقواعد الحكامة الجيدة‪ ،‬وتقييم برامجها ومشاريعها التي تهدف‬
‫إلى النهوض بالمنظومة الصحية؛‬
‫‪ ‬على مستوى التشريعي والتنظيمي‪:‬‬
‫‪ ‬التعجيل بوضع قانون إطار للمنظومة الصحية‪ ،‬وتحيين المنظومة القانونية‬
‫والتنظيمية المؤطرة لكافة روافد هذا المجال‪ ،‬أخذا بعين االعتبار اإلكراهات‬
‫‪171‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫والتحديات الجديدة‪ ،‬ويفتح المجال للمواطنات والمواطنين من أجل الولوج إلى‬


‫الصحة كحق طبيعي‪ ،‬وفق مبدأ المساواة واإلنصاف في تلقي عالج مناسب‬
‫وبجودة عالية؛‬
‫‪ ‬ضرورة إيجاد بيئة تشريعية وتنظيمية حاضنة للتحول الذي يعرفه مفهوم األمن‬
‫الصحي‪ ،‬وجعلها كفيلة بضمان فعالية كافة اإلجراءات المتخذة لمواجهة‬
‫المخاطر الصحية؛‬
‫‪ ‬إحداث نظام فعال لتنظيم مختلف مرافق المستشفيات‪ ،‬وتنظيم عملية الولوج‬
‫إليها‪ ،‬وتحسين آليات االستقبال‪ ،‬وتوصيف تدخل مختلف األطر الطبية‬
‫والصحية والتقنية في تقديم العالجات‪ ،‬من خالل مأسسة لوحة للقيادة يستند‬
‫عليها في تدبير المستشفيات العمومية؛‬
‫‪ ‬المطالبة بتحيين مدونة األدوية‪ ،‬ومراجعة مقاربة الشراء الجماعي من المركز‬
‫لألدوية واألجهزة الطبية والمستلزمات الصحية والمخبرية‪ ،‬وإيجاد صيغ تنظيمية‬
‫لتشخيص الحاجيات جهويا وشرائها جهويا‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى الرفع من جودة الخدمات الصحية والتأطير الطبي‪:‬‬
‫‪ ‬العمل من أجل تعميم المستشفيات الجامعية وكليات الطب والصيدلة وطب‬
‫األسنان والمعاهد العليا المختصة في تكوين المهنيين في المجاالت التمريضية‬
‫وتقنيات الصحة على مختلف جهات المملكة‪ ،‬وتشييد المزيد من المستشفيات‬
‫وتأهيل المستشفيات الموجودة‪ ،‬وتزويدها بكافة المعدات الطبية والتقنية‪ ،‬حتى‬
‫تتمكن من تقديم خدماتها بشكل يالئم الطلب المتزايد على الصحة؛‬

‫‪172‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬وضع خارطة صحية جهوية واضحة‪ ،‬وجعلها آلية لتنزيل السياسة الصحية‪،‬‬
‫قصد الحد من التفاوتات المجالية‪ ،‬وتحيينها بشكل مستمر وفق المستجدات‪،‬‬
‫وتضمينها مسار تقديم العالجات‪ ،‬وجعل برامج الوقاية أساسا لتخفيف الضغط‬
‫المتزايد على المنظومة الصحية؛‬
‫‪ ‬العمل على إيجاد حلول جذرية لمعضلة الخصاص في الموارد البشرية‪ ،‬عن‬
‫طريق الرفع من عدد المقاعد الدراسية المخصصة لكليات الطب والصيدلة‬
‫وطب األسنان‪ ،‬ومعاهد الصحة‪ ،‬والحد من هجرة األطباء‪ ،‬وتكثيف جهود الدولة‬
‫في توفير تكوين مناسب ويساير التطورات التكنولوجيا الحديثة؛‬
‫‪ ‬العمل على الرفع من جاذبية المهن الطبية والصحية عن طريق التحفيز‪،‬‬
‫وتوفير شروط أمنة ومناسبة للعمل‪ ،‬ووضع إطار يضمن سالسة تقديم الخدمات‬
‫الصحية بشكل يمكن من الرفع من جودتها؛‬
‫‪ ‬التشجيع على رقمنة المنظومة الصحية وإدماج األنظمة المعلوماتية في تقديم‬
‫بعض الخدمات‪ ،‬بما يضمن تقديمها بجودة عالية‪ ،‬وبتكلفة مناسبة؛‬
‫‪ ‬تقنين ومراقبة المختبرات الطبية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬على مستوى التقليص من إنفاق األسر على الصحة‪:‬‬
‫‪ ‬الرفع التدريجي من االنفاق العمومي على منظومة الصحة‪ ،‬عن طريق تحرير‬
‫ميزانية الصحة من إكراهات ضبط التوازنات المالية‪ ،‬وجعلها تنبني على‬
‫تخصيص االعتمادات بشكل يناسب الحاجيات‪ ،‬ووضعها وفق تبويب يسهل‬
‫مقروئيتها؛‬

‫‪173‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬مواصلة تخفيض ثمن األدوية وخصوصا التي تستعمل في عالج األمراض‬


‫المزمنة والمستعصية‪ ،‬وتشجيع استهالك الدواء الجنيس‪ ،‬وااللتزام بمراجعة‬
‫التعريفة الوطنية المرجعية كل ثالث سنوات‪ ،‬واعتماد النظام الثالث المؤدي‬
‫لتلقي العالجات‪ ،‬ودعم الصناعة الوطنية في المجال بشكل يضمن السيادة‬
‫الدوائية لبالدنا؛‬
‫‪ ‬مراجعة المنظومة التحفيزية والضريبية المعتمدة في القطاع الصحي بما يجعلها‬
‫تتحمل عبئ تقديم الخدمات الصحية بالجودة والتكلفة المطلوبة؛‬
‫‪ ‬التفكير في إحداث تمويالت مبتكرة من أجل دعم المؤسسات الصحية‪ ،‬وتطوير‬
‫القدرات المالية للمؤسسات االستشفائية؛‬
‫‪ ‬القيام بإصالح جذري لمختلف صناديق التأمين الصحي‪ ،‬وفق مقاربة التضامن‬
‫والتعاضد‪ ،‬والعمل على تجميعها بشكل يسمح بتطوير سلة الخدمات والحفاظ‬
‫على توازناتها المالية؛‬
‫‪ ‬البحث عن سبل مناسبة وناجعة تمكن من توسيع سلة الخدمات الصحية‬
‫المؤمن عنها‪ ،‬وربطها بآليات فعالة لقياس أثارها على تمويل العرض الصحي؛‬
‫‪ ‬العمل على توحيد سلة العالجات وتحديد نسبة االشتراكات والمساهمات‪،‬‬
‫وضبط أجل التعويضات‪ ،‬وتجويد آليات مراقبة وحكامة التعويضات المقدمة؛‬
‫‪ ‬التحكم في نفقات صناديق التأمين من خالل تجديد االتفاقيات الوطنية‪،‬‬
‫ومراجعة التعريفة المرجعية وتحديث بروتوكوالت العالج‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬على مستوى تعزيز يقظة المنظومة الصحية‪:‬‬


‫‪ ‬تعتبر المجموعة الموضوعاتية األمن الصحي مدخال أساسيا لتحقيق السيادة‬
‫الصحية‪ ،‬مما يستوجب وضع إطار قانوني خاص به‪ ،‬وخطة استباقية للرصد‬
‫واليقظة كفيلة بجعل المنظومة الصحية قادرة على رصد وتتبع األوبئة ومواجهة‬
‫كافة األمراض واألزمات الصحية؛‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات المنظومة الصحية على مستوى اليقظة الوبائية من خالل انخراط‬
‫كافة المتدخلين في القيام بالتجارب المحاكاة؛‬
‫‪ ‬إحداث آلية علمية مكلفة بمراقبة طوارئ الصحة العامة‪ ،‬وتطوير دالئل تعنى‬
‫بالوقاية والكشف عن المخاطر وكيفية التعامل معها‪ ،‬مع ضرورة ربطها بشبكة‬
‫فعالة للمختبرات المعتمدة‪ ،‬والقادرة على الرصد الفيروسي والتسلل الجيني‪،‬‬
‫وجعل توصياتها ملزمة للسلطات العمومية؛‬
‫‪ ‬هيكلة مختبرات البحث العلمي على مستوى اليقظة ومحاربة األوبئة‪ ،‬والعمل‬
‫على دراسة مدى تأثير التحوالت المناخية على الصحة‪ ،‬والرفع من الدعم‬
‫الموجه للبحث العلمي وخصوصا الذي يسعى إلى تطوير الصناعة الدوائية‬
‫ومعدات الصحة؛‬
‫‪ ‬إحداث آلية لليقظة مندمجة وجعلها مكلفة بمراقبة ترويج وتسويق المنتجات‬
‫التي من الممكن أن يكون لها تأثير على الصحة‪ ،‬وفق المعايير الدولية المعمول‬
‫بها في هذا المجال؛‬
‫‪ ‬توجيه البحث العلمي واالبتكار نحو تعزيز القدرات التقنية والتدبيرية للمنظومة‬
‫الصحية‪ ،‬وجعل المعهد الوطني للصحة والمختبرات التابعة له مكلفة كجهة‬
‫‪175‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫علمية بتقديم دراسات تعنى برصد المخاطر الصحية‪ ،‬وتحديد مقاربات‬


‫لمواجهتها؛‬
‫‪ ‬نشر التوعية والتحسيس بمخاطر النفايات الطبية‪ ،‬وتشديد الم ارقبة على كيفية‬
‫التخلص منها بشكل آمن وصحي‪ ،‬وفق ما تنص عليه النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل؛‬

‫‪176‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الئــــحـــــة الــــمــــ ارجــــــع‬

‫‪177‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ ‬الخطب والرسائل الملكية‪:‬‬
‫‪ ‬نص الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره هللا‪،‬‬
‫بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الخامسة من الوالية‬
‫التشريعية الثامنة‪ ،‬يوم ‪ 14‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪ ‬نص الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره هللا‪،‬‬
‫بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية من الوالية‬
‫التشريعية العاشرة ‪ ،2018- 2017‬يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪ ‬نص الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجاللة الملك محمد‬
‫السادس نصره هللا‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 19‬لتربعه على عرش أسالفه‬
‫المنعمين‪ ،‬يوم ‪ 30‬يوليوز ‪.2018‬‬
‫‪ ‬الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية‬
‫الثانية للصحة‪ ،‬التي انطلقت أشغالها يوم اإلثنين ‪ 01‬يوليوز ‪،2013‬‬
‫بمراكش‪.‬‬
‫‪ ‬الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في االحتفال الرسمي‬
‫باليوم العالمي للصحة‪ ،‬تحت شعار " الرعاية الصحية األولية‪ ،‬الطريق‬
‫نحو التغطية الصحية الشاملة "‪ ،‬الرباط ‪.2019‬‬

‫‪178‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬المواثيق الدولية والنصوص القانونية والتنظيمية والوثائق الرسمية‪:‬‬


‫‪ ‬دستور منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أقره مؤتمر الصحة الدولي المنعقد بنيويورك من‬
‫‪ 19‬يونيو إلى ‪ 22‬يوليو ‪.1946‬‬
‫‪ ‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬اعتمد وعرض‬
‫للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪2200‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪.1966‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪)2011‬‬
‫بتنفيذ نص الدستور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر؛ ‪ 28‬شعبان ‪1432‬‬
‫(‪ 30‬يوليوز ‪.)2011‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.296‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر‬
‫‪ ،)2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 65.00‬بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية؛‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 16 ،5058‬رمضان ‪ 21( 1423‬نوفمبر ‪.)2002‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.83‬الصادر في ‪ 29‬من رجب ‪ 2( 1432‬يوليو‬
‫‪)2011‬؛ بتنفيذ القانون اإلطار رقم ‪ 34.09‬يتعلق بالمنظومة الصحية وبعرض‬
‫العالجات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 19 ،5962‬شعبان ‪ 2( 1432‬يوليو ‪.)2011‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 28.07‬المتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪ ،‬الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.10.08‬بتاريخ ‪ 26‬صفر ‪ 11( 1431‬فبراير‬
‫‪)2010‬؛‬

‫‪179‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.212‬صادر في أكتوبر ‪ 2009‬بنشر اللوائح‬


‫الصحية الدولية (‪ )2005‬التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في دورتها‬
‫الثامنة والخمسين بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ ،2005‬ونشر في الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5784‬بتاريخ ‪ 5‬نونبر ‪.2009‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.13.90‬صادر في ‪ 22‬من شوال ‪ 30( 1434‬اغسطس‬
‫‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 84.12‬المتعلق بالمستلزمات الطبية‪ .‬نشر بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪6188‬؛ بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪.2013‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.94.285‬صادر في ‪ 17‬من جمادى األخرة ‪ 1415‬الموافق ل‪21‬‬
‫نوفمبر ‪ 1994‬في شأن اختصاصات وتنظيم و ازرة الصحة العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،4286‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪.1994‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ ،2.14.562‬صادر في ‪ 7‬شوال ‪ 24( 1436‬يوليو ‪،)2015‬‬
‫بتطبيق قانون إطار رقم ‪ 34.09‬المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العالجات‪،‬‬
‫فيما يخص تنظيم عرض العالجات والخريطة الصحية والمخططات الجهوية‬
‫لعرض العالجات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4 ،6388‬ذو القعدة ‪20( 1436‬‬
‫أغسطس ‪.)2015‬‬
‫‪ ‬مرسوم ملكي رقم ‪ 176.66‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االول ‪ 23( 1387‬يونيو ‪)1967‬‬
‫بشأن مركز األمصال واللقاحات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 19 ،2852‬ربيع األول‬
‫‪ 28( 1387‬يونيو ‪.)1967‬‬

‫‪180‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬مرسوم ملكي رقم ‪ 687.67‬بتاريخ ‪ 26‬شعبان ‪ 29( 1387‬نونبر ‪)1967‬‬


‫بتتميم المرسوم الملكي رقم ‪ 176.66‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االول ‪ 23( 1387‬يونيو‬
‫‪ ،)1967‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4 ،2875‬رمضان ‪.)1967( 1387‬‬
‫‪ ‬مرسوم ملكي رقم ‪ 175.66‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع األول ‪ 23( 1387‬يونيو ‪)1967‬‬
‫بالمصادقة على االتفاقية المبرمة بين الحكومة المغربية ومعهد باستور بباريس‬
‫يوم ‪ 15‬نونبر ‪ 1929‬بشأن معهد باستور بالمغرب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 19 ،2852‬ربيع األول ‪ 28( 1387‬يونيو ‪.)1967‬‬
‫‪ ‬قرار وزير الصحة رقم ‪ 003.16‬صادر في ‪ 23‬من ربيع األول ‪4( 1437‬‬
‫يناير ‪ )2016‬بشأن إحداث وتحديد اختصاصات وتنظيم المصالح الالممركزة‬
‫لو ازرة الصحة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 21 ،6452‬جمادى األخرة ‪31( 1437‬‬
‫مارس ‪)2016‬؛‬
‫‪ ‬القرار الوزاري رقم ‪ 013065‬بتاريخ ‪ 16‬شتنبر ‪ 2019‬إلنشاء المركز الوطني‬
‫لعمليات الطوارئ في الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬البرنامج الحكومي للوالية التشريعية الثالثة ‪ ،1983 – 1977‬البرنامج الحكومي‬
‫الذي تقدم به الوزير األول أحمد عصمان بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ ‪10‬‬
‫نوفمبر‪ ،1977‬الموسوعة الخمسينية للعالقات بين الحكومة والبرلمان ‪– 1963‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪181‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية الخامسة ‪ ،1997- 1993‬الذي تقدم به‬ ‫‪‬‬

‫الوزير األول محمد كريم العمراني بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪،1993‬‬
‫الموسوعة الخمسينية للعالقات بين الحكومة والبرلمان ‪.2013-1963‬‬
‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية السادسة ‪ ،2002- 1998‬الذي تقدم به‬ ‫‪‬‬

‫الوزير األول عبد الرحمن اليوسفي بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬أبريل ‪،1998‬‬
‫الموسوعة الخمسينية للعالقات بين الحكومة والبرلمان ‪.2013 - 1963‬‬
‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية الثامنة ‪ ،2011- 2007‬الذي تقدم به الوزير‬ ‫‪‬‬

‫األول عباس الفاسي بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2007‬الموسوعة‬


‫الخمسينية للعالقات بين الحكومة والبرلمان ‪.2013 - 1963‬‬
‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية التاسعة ‪ ،2016- 2011‬الذي تقدم به‬ ‫‪‬‬

‫رئيس الحكومة عبد االله بنكيران بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ يناير ‪ ،2011‬الموسوعة‬
‫الخمسينية للعالقات بين الحكومة والبرلمان ‪.2013 - 1963‬‬
‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية العاشرة ‪ ،2021 - 2016‬رجب ‪- 1438‬‬ ‫‪‬‬

‫أبريل ‪ ،2017‬الذي تقدم به رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالبرلمان‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 19‬أبريل ‪ ،2017‬المملكة المغربية‪ ،‬رئيس الحكومة‪.2017 ،‬‬
‫البرنامج الحكومي للوالية التشريعية الحادية عشر ‪ ،2026-2021‬الذي تقدم به‬ ‫‪‬‬

‫رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمام البرلمان‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2021‬المملكة المغربية‪،‬‬


‫رئيس الحكومة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫االستراتيجية القطاعية للصحة ‪ ،2016 - 2012‬و ازرة الصحة‪ ،‬مارس ‪.2012‬‬ ‫‪‬‬

‫االستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصحي ‪ ،2021- 2017‬و ازرة الصحة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.2017‬‬
‫سياسة قطاع الصحة في مجال تدبير الموارد البشرية‪ ،‬مديرية الموارد البشرية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫و ازرة الصحة ‪.2014‬‬


‫الكتاب األبيض‪ ،‬من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة‪ ،‬المناظرة الوطنية الثانية‬ ‫‪‬‬

‫للصحة‪ ،‬مراكش‪ ،‬يومي ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬يوليوز ‪.2013‬‬


‫التقارير‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تقرير مجلس األمن الدولي‪ ،‬القرار ‪ ،)2014( 2177‬تفشي مرض اإليبوال في‬
‫إفريقيا‪ ،‬جلسة ‪ 7268‬في ‪ 18‬شتنبر ‪.2014‬‬
‫‪ ‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المكتب اإلقليمي لشرق المتوسط (‪ ،)2007‬التقرير‬
‫الخاص بالصحة في العالم ‪ :2007‬مستقبل أكثر أمنا‪.‬‬
‫‪ ‬تقرير منظمة الصحة العالمية‪ ،‬اللجنة اإلقليمية لشرق المتوسط‪ ،‬الخطة اإلقليمية‬
‫لمواجهة األمراض المستجدة والمنبعثة‪ ،‬الدورة ‪ ،43‬ماي ‪.1996‬‬
‫‪ ‬المؤتمر الدولي للرعاية الصحية األولية (ألما أتا االتحاد السوفياتي شتنبر‬
‫‪ )1978‬الوثيقة رقم ‪ EB 63/21‬بتاريخ ‪ 19‬دجنبر ‪.1978‬‬
‫‪ ‬تقرير حول نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ ‬تقرير موضوعاتي حول فعلية الحق في الصحة تحديات‪ ،‬رهانات ومداخل‬
‫التعزيز‪ ،‬المجلس الوطني للحقوق اإلنسان‪ ،‬فبراير ‪.2022‬‬

‫‪183‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬االنعكاسات الصحية‬


‫واالقتصادية واالجتماعية لفيروس كورونا" كوفيد‪ " 19-‬والسبل الممكنة لتجاوزها‪،‬‬
‫إحالة رقم ‪2020/28‬؛‬
‫‪ ‬تقرير الهيئة العليا لإلتصال السمعي البصري حول إسهام الخدمات اإلذاعية‬
‫والتلفزية في التعبئة الوطنية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ‪)19‬؛‬
‫‪ ‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنة ‪ ،2018‬الجزء األول‪،‬‬
‫الكتاب الثاني‪ ،‬تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات‪.2018 ،‬‬
‫وزرة الصحة ‪.2018،2019،‬‬
‫‪ ‬تقارير نجاعة األداء ا‬
‫‪ ‬تقرير نجاعة األداء‪ ،‬و ازرة الصحة والحماية االجتماعية مشروع قانون المالية‬
‫‪.2022‬‬
‫‪ ‬تقرير حول الحسابات الخصوصية للخزينة‪ ،‬التقرير المرافق لقانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2020‬و ازرة االقتصاد والمالية واصالح االدارة‪.2019 ،‬‬
‫‪ ‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول موضوع‪" :‬من أجل سياسة‬
‫عمومية للسالمة الصحية لألغذية‪ ،‬تتمحور حول حماية حقوق المستهلكين‬
‫وتعزيز تنافسية مستدامة للمقاولة على الصعيدين الوطني والدولي‪/‬إحالة ذاتية‬
‫رقم ‪.2019/44‬‬
‫‪ ‬التقرير االقتصادي والمالي‪ ،‬التقرير المرفق لقانون المالية لسنة ‪ ،2020‬وزارة‬
‫االقتصاد والمالية واصالح االدارة‪.2019 ،‬‬
‫‪ ‬تقرير حول نشاط الصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي برسم سنة‬
‫‪2019‬؛‬

‫‪184‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬تقرير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي برسم سنة ‪2017‬؛‬


‫‪ ‬تقرير المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية لسنة ‪.2017‬‬
‫‪ ‬الكتب‪ ،‬العروض والمداخالت‪:‬‬
‫‪ ‬محمد بن هويدن‪ ،‬األمن الصحي واألمن الوطني‪ ،‬مجلة عسكرية واستراتيجية‪،‬‬
‫اإلمارات العربية‪.2020،‬‬
‫‪ ‬عرض السيد رئيس الحكومة في جلسة المسائلة الشهرية حول موضوع "ورش‬
‫االرتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية"‪ ،‬اإلثنين ‪ 13‬يوليوز ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض وزير الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته‬
‫رئاسة النيابة العامة بالرباط‪ ،‬بشراكة مع و ازرة الصحة‪ ،‬تحت عنوان "تعزيز األمن‬
‫الدوائي بالمغرب‪ :‬التحديات واآلفاق " بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض السيد مزيان بلفقيه الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية الذي‬
‫ألقاه خالل انعقاد ندوة حول "األمن الصحي بالمغرب وتحديات ما بعد جائحة‬
‫كوفيد‪ ،"19-‬مجلس المستشارين‪ 12 ،‬ماي ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض السيد مزيان بلفقيه الكاتب العام لو ازرة الصحة والحماية االجتماعية الذي‬
‫ألقاه خالل انعقاد ندوة حول "التمويل الصحي بالمغرب بين عرض العالجات‬
‫وميكانيزمات األداء"‪ ،‬مجلس المستشارين‪ 21 ،‬يوليوز ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض السيدة مريم بكدلي مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بالرباط حول‬
‫موضوع " األمن الصحي بالمغرب وتحديات ما بعد جائحة كوفيد‪ ،"19-‬مجلس‬
‫المستشارين‪ 12 ،‬ماي ‪2022‬؛‬

‫‪185‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬عرض السيدة مريم بكدلي مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بالرباط حول‬
‫موضوع "التمويل الصحي بالمغرب بين عرض العالجات وميكانيزمات األداء"‪،‬‬
‫مجلس المستشارين‪ 21 ،‬يوليوز ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض السيد عزيز الخياطي نائب مدير الميزانية حول موضوع" استراتيجية تمويل‬
‫إصالح المنظومة الصحية"‪ ،‬مجلس المستشارين‪ 21 ،‬يوليوز ‪2022‬؛‬
‫‪ ‬عرض المدير العام لهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي حول موضوع‬
‫" التمويل الصحي بالمغرب بين عرض العالجات وميكانيزمات األداء"‪ ،‬مجلس‬
‫المستشارين‪ 21 ،‬يونيو ‪2021‬؛‬
‫‪ ‬يوم دراسي نظمه المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية‪ ،‬حول موضوع؛‬
‫"منتجات التجميل‪ :‬واقع الحال وآفاق التقنين بالمغرب"‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪.2012‬‬
‫‪ ‬جواب وزير الصحة خالل جلسة األسئلة الشفهية ليوم الثالثاء ‪ 14‬أبريل ‪2020‬‬
‫بمجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪ ‬مذكرات حول المداخل الممكنة للنهوض بالمنظومة الصحية‪:‬‬
‫‪ ‬مذكرة فريق التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة فريق األصالة والمعاصرة‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة الفريق االستقاللي للوحدة والتعادلية‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة فريق الحركة الشعبية‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة الفريق االتحادي‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة فريق االتحاد العام للشغالين بالمغرب‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة فريق االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة فريق االتحاد المغربي للشغل‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬

‫‪186‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫‪ ‬مذكرة مجموعة الدستوري الديمقراطي االجتماعي‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬


‫‪ ‬مذكرة مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة مجموعة العدالة االجتماعية‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة ممثلي االتحاد الوطني للشغل بالمغرب‪ ،‬مجلس المستشارين؛‬
‫‪ ‬مذكرة نقابة االتحاد المغربي للشغل‪ ،‬الجامعة الوطنية للصحة؛‬
‫‪ ‬مذكرة الجامعة الوطنية للصحة‪ ،‬نقابة االتحاد العام للشغالين بالمغرب؛‬
‫‪ ‬مذكرة النقابة الوطنية للصحة‪ ،‬الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب؛‬
‫‪ ‬مذكرة النقابة الوطنية للصحة‪ ،‬الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب؛‬
‫‪ ‬مذكرة الجامعة الوطنية لقطاع الصحة‪ ،‬االتحاد الوطني للشغل بالمغرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع المعتمدة باللغات األجنبية‪:‬‬

‫‪A-‬‬ ‫‪RAPPORTS :‬‬


‫‪ Banque Mondiale, Programme pour Résultats d’amélioration de la‬‬
‫‪santé primaire dans les zones rurales, 7 Avril 2015.‬‬
‫‪ Etude sur les disparités dans l’accès aux soins de santé au Maroc,‬‬
‫‪Etude de cas, synthèse, Observatoire national du développement‬‬
‫‪humain & Agence des Nations Unies au Maroc, 6 Avril 2012.‬‬
‫‪ Rapport‬‬ ‫‪annuel‬‬ ‫‪2016,‬‬ ‫‪Conseil‬‬ ‫‪Economique‬‬ ‫‪Social‬‬ ‫‪et‬‬
‫‪Environnemental.‬‬

‫‪187‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

 Ministère de la Santé, Plan de veille et de préparation à la riposte


contre la maladie à virus Ebola, version2, octobre 2014, Royaume
du Maroc.
 Ministère de la Santé et Organisation Mondiale de la Santé,
Evaluation des fonctions essentielles de la santé publique au
Maroc, janvier 2016.
 Rapport annuel 2018, Conseil Economique Social et
Environnemental.
B- TEXTES :

 Dahir n°1.17.110 du 6 rabii II 1439 (25 décembre 2017) portant

promulgation de la loi de finance n° 68.17 pour l’année budgétaire

2018. Bulletin officiel, N° 6633 bis, 6 rabii II 1439 (25 – 12 – 2017).

 Dahir n°1.18.104 du 12 rabii II 1440 (20 décembre 2018) portant

promulgation de la loi de finance n° 80-18 pour l’année budgétaire

2019. Bulletin officiel, N° 6736 bis, 13 rabii II 1440 (21-12-2018).

 Dahir n° 1.19.125 du 17 rabii II 1441 (14.12.2019) portant

promulgation de la loi de finance n° 70.19 pour l’année budgétaire

2020. Bulletin officiel, N° 6838 bis, 17 rabii II 1441 (14-12-2019).

 Le Décret Royal N° 176-66 du 23 Juin 1967. Bulletins Officiels.

188
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

 Haut conseil de la santé publique.

 Direction de l’Epidémiologie et de Lutte contre les Maladies,


CNOUSP : procédures fonctionnelles et organisationnelles,
Ministère de la santé, Royaume du Maroc, 2019.
 Ministère de la Santé, Plan national de veille et de Riposte à
l’infection par le Coronavirus 2019-n Cov.
 Direction de l’Epidémiologie et de Lutte contre les Maladies,
CNOUSP : procédures fonctionnelles et organisationnelles,
Ministère de la Santé, Royaume du Maroc, 2019.
C- WEBOGRAPHIE :
 Institut Pasteur du Maroc, Rapport Annuel 2015. Site web

http://www.pasteur.ma/uploads/rappAct2015.pdf

 Infrastructures Publiques : « Etablissements de soins de Santé

Primaire » ; Carte Sanitaire – situation de l’offre de soins octobre

2019, Ministère de la santé. Site web www.cartesanitaire.gov.ma

 Infrastructures Publiques : « Etablissements Hospitaliers », Carte

Sanitaire, situation de l’offre de soins octobre 2019, Ministère de la

santé. Site web www.cartesanitaire.gov.ma

189
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

 Infrastructures Sanitaire Privées, carte sanitaire, situation de l’offre

de soins Octobre 2019, Ministère de la santé. Site web

www.cartesanitaire.gov.ma

 Chiffres clés de l’offre de soins, Carte sanitaire – situation de l’offre

de soins, octobre 2019, Ministère de la Santé. Site web

www.cartesanitaire.gov.ma

 Offre de soins de santé, Etablissement de santé, établissement

SSP, nombre par région. Octobre 2019, Ministère de la Santé. Site

web www.cartesanitaire.gov.ma

 Le nombre de lits des cliniques par région, graphiques interactifs,

secteur privés, carte sanitaire situation 2019, Ministère de la santé.

Site web www.cartesanitaire.gov.ma

 Le nombre de lits des cliniques par province, graphiques interactifs,

secteur privés, carte sanitaire situation 2019, Ministère de la santé.

www.cartesanitaire.gov.ma

190
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

 Ressources Humaines, carte sanitaire, situation de l’offre de soins

Octobre 2019, Ministère de la Santé. Site web

www.cartesanitaire.gov.ma

 Ressources Humaines, secteur privé, situation de l’offre de soins –

octobre 2019. Ministère de la Santé. Site web

www.cartesanitaire.gov.ma

 Ressources humaines, les professionnels de santé médicaux du

secteur public, professionnels de santé médicaux par région,

octobre 2019, Ministère de la Santé. Site web

www.cartesanitaire.gov.ma

 Ressources humaines, les professionnels de santé médicaux du

secteur privé, professionnels de santé médicaux par région, octobre

2019. Ministère de la Santé. Site web www.cartesanitaire.gov.ma.

191
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫الئحة أعضاء المجموعة الموضوعاتية المؤقتة الخاصة باألمن الصحي‬


‫الصورة‬ ‫الفريق أو المجموعة البرلمانية‬ ‫االسم الكامل‬

‫الفريق االستقاللي للوحدة‬ ‫السيد فؤاد القادري‬

‫والتعادلية‬ ‫الرئيس‬

‫فريق التجمع الوطني لألحرار‬ ‫السيدة فاطمة الحساني‬

‫نائبة الرئيس‬

‫مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية‬ ‫السيد خليهن الكرش‬

‫للشغل‬ ‫المقرر‬

‫‪192‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فريق األصالة والمعاصرة‬ ‫السيد الخمار المرابط‬

‫الفريق الحركي‬ ‫السيد عبد الرحمان‬

‫الدريسي‬

‫الفريق االشتراكي‬ ‫السيد إسماعيل العالوي‬

‫فريق االتحاد العام للشغالين‬ ‫السيدة سليمة زيداني‬

‫بالمغرب‬

‫‪193‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫فريق االتحاد العام لمقاوالت‬ ‫السيد مهدي عبد الكريم‬

‫المغرب‬

‫فريق االتحاد المغربي للشغل‬ ‫السيدة فاطمة اإلدريسي‬

‫مجموعة الدستوري الديمقراطي‬ ‫السيد عبد الكريم شهيد‬

‫االجتماعي‬

‫مجموعة العدالة االجتماعية‬ ‫السيد سعيد شاكر‬

‫‪194‬‬
‫األمن الصحي كمدخل لتعزيز مقومات السيادة الوطنية‬ ‫مجلس المستشارين‬

‫االتحاد الوطني للشغل بالمغرب‬ ‫السيدة لبنى علوي‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪195‬‬

You might also like