You are on page 1of 2

‫عبارات جمٌلة عما نعٌشه فً الحٌاة‬

‫العجوز ذو الذقن الطوٌل‬

‫ٌحكى أنّ شابا ً ثرثاراً رأي شٌخا ً كبٌراً ذو دقن‬


‫طوٌلة غزاها الشٌب ٌجلس م ّرة على باب سوق‪،‬‬
‫فأراد هذا الشاب أن ٌبدأ معه حدٌثا ً ٌسلٌه به‪،‬‬
‫صحة الجسم فً قلة الطعام وصحة القلب فً قلة الذنوب‬ ‫فأتى إلٌه وسلّم علٌه وقال له‪ :‬هل بسؤال ٌاعم؟‬
‫واآلثام وصحة النفس فً قلة الكالم‪.‬‬ ‫فقال له الشٌخ الكبٌر‪ :‬تفضّل ٌا بنً‪ ،‬فقال الشاب‪:‬‬
‫إن الذات السلبٌة فً اإلنسان هً التً تغضب وتأخذ‬ ‫أتضع ذقنك هذه فوق اللحاف عند نومك ٌا عمّاه‬ ‫ال تقاش حالوة اإلًطاى بحالوة اللطاى‪ ،‬فنن‬
‫بالثأر وتعاقب بٌنما الطبٌعة الحقٌقٌة لإلنسان هً النقاء‬ ‫أم تحته؟ سكت العجوز برهة ولم ٌعرف لسؤال‬ ‫هي ملواث لطاف حطاى‪ ،‬ينوي بيي‬
‫وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع اآلخرٌن‬ ‫ّ‬ ‫هذا الشاب جواباً؛ ذلك أل ّنه لم‬
‫ٌتفطن لما ٌفعله به‬ ‫حروفها ض ّن الثّعباى‪ ،‬فٌحي في زهي اختلط‬
‫صحة الجسم فً قلة الطعام ‪ ،‬و صحة النفس فً قلة اآلثام‬ ‫عند نومه من قبل‪ ،‬ل ّكنه وعده أن ٌالحظ ما هو‬ ‫فيه الحابل بالٌّابل‪ .‬ال تترك شخصا ً عسيساً‬
‫فاعل به عندما ٌنام اللٌلة‪ ،‬وفً الصباح انطلق‬
‫ان السالم كالحرب ‪ ..‬معركة لها جٌوش وحشود وخطط‬ ‫عليل بطبب زلّت‪ ،‬أو عيب فيه‪ ،‬فال يىجد‬
‫وأهداف والثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات‬ ‫العجوز باحثا ً عن الشاب فً السوق بكل عزمه‪،‬‬
‫أحد ماهل غير هللا ضبحاًه وتعالى‪ .‬هي‬
‫الهزٌمة‬ ‫ولمّا لقٌه سلّم علٌه وانهال علٌه ضربا ً وقال له‪:‬‬
‫أربعون عاما ً وأنا أحمل ذقنً أٌنما حللت وال‬ ‫مىارث البشر أًّهن قد يوطحىى م ّل‬
‫عندما نلغى الجوع ستلغً فً نفس الوقت عبودٌة اإلنسان‬ ‫أشعر منه بثِقل ال فً نوم‪ ،‬وال فً طعام وال فً‬ ‫تاريخل الجويل هقابل آخر هىقف لل لن‬
‫لإلنسان‪.‬‬ ‫شراب‪ ،‬أمّا اللٌلة فقد جافانً النوم ولم أعرف له‬ ‫يعجبهن‪ .‬االحتشام هفهىم ال يقتصر على‬
‫طرٌق‪ ،‬إن رفعتها فوق اللحاف أحسست بأننً‬ ‫الوالبص فقط‪ ،‬فهٌاك ضحنت هحتشوت‪،‬‬
‫الرجل من صنع المرأة فإذا أردتم رجا ًال عظام ًا فعلٌكم‬
‫مشنوق‪ ،‬وإن وضعتها تحت اللحاف أحسست‬ ‫وهٌاك هشيت هحتشوت‪ ،‬وهٌاك ضلىك‬
‫بالمرأة تعلمونها ما هً عظمة النفس وما هً الفضٌلة‬
‫جان جاك روسوفنان‪،‬مؤلف األعمال‬ ‫بأننً مخنوق‪ ،‬فاذهب ال بارك هللا فً أعدائك وال‬ ‫هحتشن‪ ،‬وهٌاك أخالق هحتشوت‪.‬‬
‫الفلسفٌة‪،‬كاتب‪،‬فٌلسوف‬ ‫سلّطك بثرثرتك هذه على أحد‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬


‫بر الوالدين في حياتهما‬ ‫قصة واقعية‬

‫يحكٍ أنى كان هناك ملك ًا يعيش فً مملكٌ‬


‫عظيمٌ أراد أن يكافئ أحد المواطنين‬
‫فأحضره إلٍ قصرة وقال لى أنى سوف يعطيى‬
‫جميع األراضً التً سوف يقطعوا سير ًا‬
‫تـــــــكـــــلــــــيــــف‬ ‫علٍ أقدامى ملك ًا لى إلٍ األبد دون دفع أي‬
‫نقود َ فرح الرجل وبدأ مسرع ًا فً السير فً‬
‫جنون محاوًِ قطع أكبر كميٌ ممكنٌ من‬
‫ٌكون عن طرٌق اإلحسان لهما‬
‫مساحٌ األراضً حتٍ يمتلكوا جميعواَ حتٍ‬
‫واإلنفاق علٌهما بالمعروف إن كانا‬
‫بلغ مسافٌ كبيرة جد ًا وتوقف مفكر ًا أن يعود‬
‫محتاجٌن‪ ،‬وطاعتهما فً فً غٌر‬ ‫إلٍ الملك لينال جاُزتىَ ولكن الطمع تمكن‬
‫ٌؤكد ابن خلدون هنا على حتمٌة العدل وتجنب الظلم‬ ‫معصٌة‪ ،‬وعدم رفع الصوت عند‬ ‫منى فقرر مواصلٌ السير حتٍ يحصل علٍ‬
‫الذي ٌؤدي بالمجتمعات وٌخرب العمران فالشرٌعة‬ ‫الحدٌث معهما‪ ،‬والدفاع عنهما‪،‬‬ ‫المزيد والمزيدَ وهكذا استمر الرجل فً‬
‫أو القانون عنده هً ضمان للعدالة بٌن الناس اذا ما‬
‫فالولد ٌكون حرٌصًا على تحصٌل‬ ‫السير غير مكتفي ًا بما يتوصل إليٌ موما بلغ‬
‫تحقق بها عز الملك وعز الملك ال ٌتحقق إال‬
‫الخٌر لهما‪ ،‬ودفع الشر عنهما فً‬ ‫من مساحات شاسعٌَ سار فً طريقٌ حتٍ‬
‫بالعمارة وال سبٌل للعمارة إال بالعدل وان العدل عند‬
‫حال الحٌاة؛ فقد أحسنا إلٌه إحسا ًنا‬ ‫ضل الطريق وضاع فً الحياةَ ضاع دون‬
‫ابن خلدون مفروض بحكم آلهً وهكذا صمم ابن‬
‫خلدون نظرٌة العمران للمجتمع لبناء الحضارة‬
‫كبٌرً ا عند الصغر‪ ،‬وربٌاه وتعبا‬ ‫أن يمتلك أي شًء وذلك ألنى ِ يمتلك الشًء‬
‫علٌه‪ ،‬فالواجب علٌه أن ٌقابل‬ ‫الذى بى يملك الدنيا وما فيوا وهٍ القناعٌَ‬
‫وتعبٌرها المدنٌة ‪.‬‬
‫اإلحسان باإلحسان‪ ،‬واألم حقها‬ ‫ولذلك خسر كل شًء ألنى لم يعرف اِكتفاء‬
‫إعداد‪ :‬ضياء الدين رضوان معوضه‬ ‫‪ .‬والرضا‬
‫‪.‬أعظم فً البر‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

You might also like