You are on page 1of 7

‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫(‪ )02‬اإليمان بالرسل‬


‫الحمد هلل رب العالمين‬
‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫قال المؤلف –غفر اهلل له ولوالديه‪:-‬‬
‫ونؤمن بالمالئكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين‪ ،‬ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين‪ ،‬وال‬
‫نفرق بين أحد من رسله‪ ،‬ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به‪.‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على عبده ونبيه حممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫حنن نلتمس يف هذا الرتتيب لكالم الطحاوي أن جنريه على أصول اإلميان‪ :‬بأن نأيت على الفقرات اليت‬
‫تضمنت مجالً عقدية فلنعيد ترتيبها على أصول اإلميان‪ ،‬فلذلك مل جند إال هذه اجلملة يف الداللة على الركن الرابع‬
‫من أركان اإلميان‪ :‬وهو اإلميان بالرسل‪ ،‬وهو قول الطحاوي –رمحه اهلل‪ ،-‬قول الطحاوي –رمحه اهلل‪ :-‬ونؤمن‬
‫املن َزلة ‪-‬أو املنَ َّزلة‪ -‬على املرسلني‪.‬‬
‫باملالئكة والنبيني والكتب ْ‬
‫هاتان اجلملتان تضمنتا اإلميان بأركان ثالثة‪ :‬اإلميان باملالئكة –وقد تقدم‪ ،-‬واإلميان بالكتب –وقد تقدم‪-‬‬
‫‪ ،‬وبقي الكالم على اإلميان بالنبيني‪ ،‬فالشيخ –رمحه اهلل‪ -‬قال‪ :‬ونشهد أهنم كانوا على احلق املبني –أي النبيني‪ -‬ال‬
‫نفرق بني أحد من رسله‪ ،‬ونصدقهم‪ ،‬ونصدقهم كلُّهم‪ ،‬ونصدقهم كلَّهم على ما جاءوا به‪.‬‬
‫إذن ليكن هذا مدخالً للحديث عن هذا الركن األصيل من أركان اإلميان‪ :‬وهو اإلميان بالنبيني‪ .‬فال يتم‬
‫ب َولَ ِكن‬
‫وه ُك ْم قِبَل ال َْم ْش ِر ِق َوال َْمغْ ِر ِ‬
‫َ‬ ‫س الْبِر أَ ْن تُ َولُّوا ُو ُج َ‬‫إميان امرئ إال باإلميان بالنبوات‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪{ :‬لَْي َ‬
‫ين} [البقرة‪ ، ]711 :‬وقال يف آخر سورة البقرة‪:‬‬ ‫ْكتَ ِ ِ‬ ‫الْبِر من آمن بِالل ِه والْي وِم ْاْل ِخ ِر والْم َالئِ َك ِة وال ِ‬
‫اب َوالنبيِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ ََ‬
‫آم َن بِالل ِه َوَم َالئِ َكتِ ِه َوُكتُبِ ِه َوُر ُسلِ ِه } [البقرة‪ ]082 :‬فتارة يعرب بلفظ النبوة‪ ،‬وتارة بلفظ الرسالة‪ ،‬وكذا قال‬ ‫{ ُكل َ‬
‫نبيه ‪ ‬يف حديث جربيل‪( :‬اإلميان‪ :‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله)‪ ،‬فاإلميان بالرسل من أصول اإلميان‪ ،‬فما‬
‫اإليمان بالرسل؟‬
‫اإليمان بالرسل هو االعتقاد الجازم أن اهلل سبحانه وتعالى اصطفى من خلقه مبلغين لرساالته‪ :‬وهم الصفوة من‬
‫ين لِئَ َّال يَ ُكو َن‬‫ِِ‬
‫ين َوُمْنذر َ‬‫خلقه‪ ،‬ليبلغوا عن اهلل رساالته ويقيموا احلجة على خلقه‪ ،‬قال سبحانه وحبمده‪ُ { :‬ر ُس ًال ُمبَ ِّش ِر َ‬
‫الر ُس ِل } [النساء‪ ، ]561 :‬وبيان ذلك –يا رعاكم اهلل‪ :-‬أن اهلل سبحانه وتعاىل ملا بث‬ ‫لِلن ِ‬
‫َّاس َعلَى اللَّ ِه ُح َّجة بَ ْع َد ُّ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫اخلليقة يف األرض وتقادم هبم العهد احتاجوا إىل ردهم إىل اجلادة { َكا َن الناس أُمة و ِ‬
‫ث اللهُ النبيِّ َ‬ ‫اح َدة فَ بَ َع َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]1‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫اس أُمة‬ ‫ْح ِّق لِيَ ْح ُك َم بَ ْي َن الن ِ‬


‫اس } [البقرة‪َ { ، ]072 :‬كا َن الن ُ‬ ‫اب بِال َ‬
‫ِ‬
‫الْكتَ َ‬ ‫ين َوأَنْ َز َل َم َع ُه ُم‬ ‫ِ‬
‫ين َوُم ْنذ ِر َ‬
‫ش ِر َ‬
‫ُمبَ ِّ‬
‫{أُمة} هنا مبعىن ملة‪ ،‬على التوحيد اخلالص‪ ،‬كما كان أبوهم آدم‪ ،‬فكانوا على‬ ‫اح َدة}‪ :‬أي على ملة واحدة‪،‬‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫التوحيد‪ ،‬ال يعرفون إال عبادة اهلل تعاىل‪ ،‬ال يشركون به شيئاً‪ ،‬مث اختلفوا ودب فيهم الشرك –فيما نعلمه‪ -‬من قصة‬
‫نوح ‪ ‬أن الشيطان تسلل إىل بين آدم وقال‪ :‬إن هؤالء العباد الصاحلني ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا كانوا على‬
‫اهلدى‪ ،‬فاعمدوا إىل جمالسهم اليت كانوا جيلسون فيها فانصبوا فيها أنصاباً‪ ،‬حىت إذا رأيتموها كان ذلك أدعى لكم‬
‫يف النشاط على العبادة‪ .‬ففعلوا‪ ،‬ونصبوا أنصاباً تذكرهم بأولئك الصاحلني املذكورين‪ ،‬مث ملا اندرس ذلك اجليل وخلفه‬
‫اجليل اآلخر أتى الشيطان إليهم ودعاهم إىل عبادهتم‪ ،‬بأن يتخذوهم زلفى‪ ،‬أو يتخذوا عبادهتم زلفى إىل اهلل تعاىل‪،‬‬
‫فقالوا‪َ { :‬ما نَ ْعبُ ُد ُه ْم إِال لِيُ َق ِّربُونَا إِلَى الل ِه ُزلْ َفى} [الزمر‪ ، ]2 :‬فوقعوا يف الشرك‪ ،‬حينئذ بعث اهلل نوحاً وهو أول‬
‫رسول بعثه اهلل تعاىل‪ ،‬ومل يزل اهلل سبحانه وتعاىل يتعاهد البشرية بإرسال الرسل‪ ،‬كلما ضلت عن سواء السبيل أقام‬
‫وت} [النحل‪،]23 :‬‬ ‫اجتَنِبُوا الطاغُ َ‬ ‫اهلل تعاىل يف كل أمة نذيراً‪{ :‬ولََق ْد ب عثْ نَا فِي ُك ِّل أُمة رسوال أ ِ‬
‫َن ا ْعبُ ُدوا اللهَ َو ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ََ‬
‫هذا هو املشروع النبوي‪ ،‬كل نيب يأيت هبذه الدعوة اليت تقوم على ساقني‪ :‬عبادة اهلل‪ ،‬واجتناب الطاغوت‪ { :‬أ ِ‬
‫َن‬
‫وت} [النحل‪َ { ، ]23 :‬وإِ ْن ِم ْن أُمة إِال َخ َال فِ َيها نَ ِذير } [فاطر‪ ، ]02 :‬فتتابع‬ ‫اجتَنِبُوا الطاغُ َ‬ ‫ا ْعبُ ُدوا اللهَ َو ْ‬
‫األنبياء –كما قال ربنا سبحانه‪ { :-‬ثُم أ َْر َسلْنَا ُر ُسلَنَا تَ ْت َرى} [المؤمنون‪ ]22 :‬تَ ْت َرى‪ :‬يعين يتبع بعضهم بعضاً‪،‬‬
‫أقام اهلل احلجة وقطع العذر‪ ،‬فال يستطيع أحد أن حيتج على اهلل عز وجل بعد أن أقام عليهم احلجة الرسالية‪ ،‬مل‬
‫يعترب اهلل سبحانه وتعاىل حجة ميكن أن حيتج هبا البشر إال احلجة الرسالية‪ ،‬فقطعها بإنزال الرسل‪ ،‬فقال‪ُ { :‬ر ُس ًال‬
‫الر ُس ِل } [النساء‪ ، ]561 :‬فاحلجة الوحيدة اليت ميكن أن‬ ‫ين لِئَ َّال يَ ُكو َن لِلن ِ‬
‫َّاس َعلَى اللَّ ِه ُح َّجة بَ ْع َد ُّ‬ ‫ِِ‬
‫ُمبَ ِّش ِر َ‬
‫ين َوُمْنذر َ‬
‫اءنَا ِم ْن بَ ِشير َوَال نَ ِذير} [المائدة‪ ،]71 :‬وهلذا‪ ،‬فلما أن كثر عدد البشر‬ ‫حيتج هبا بشر على اهلل أن يقول‪َ { :‬ما َج َ‬
‫واتصلت األمم بعضها ببعض اقتضت حكمة اهلل تعاىل أن يرسل الرسول اخلامت هلذه األمة الواحدة املتصل بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬اليت يسري فيها اخلرب‪ ،‬وليست جزراً متناثرة‪ ،‬ال يبلِّغ بعضها بعضاً‪ ،‬فبعث اهلل حممداً ‪ ‬إىل الناس كافة‪،‬‬
‫وهذا من خصائصه –كما سيأتينا إن شاء اهلل تعاىل‪.-‬‬
‫كما أنه ال يتم اإلميان إال باإلميان بالرسل‪ ،‬فال يتم اإلميان بالرسل إال باإلميان جبملة أشياء‪:‬‬
‫أولها‪ :‬اإليمان بأن رسالتهم من عند اهلل حقا‪ .‬وهذه اجلملة تقتضي أن يكون اهلل سبحانه وتعاىل قد‬
‫اصطفاهم عن علم وحكمة ليبلغوا عباده وحيه‪ ،‬وفي هذا قطع لدعاوى المدعين من أن الرسل نالوا هذه المرتبة‬
‫بجهدهم أو بمواهبهم‪ ،‬كيف ذلك؟ الفالسفة‪ ،‬وتحديدا ابن سينا ومن سار على طريقته يقول‪ :‬إن النبوة تنال‬
‫بتحقق ثالثة شروط‪ ،‬يعين حتدث تلقائية‪ ،‬ليست بوحي إهلي‪ ،‬ولكنها جمموعة مواصفات إذا اجتمعت يف شخص‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]2‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫ما صار نبياً تلقائياً‪ ،‬ما هي تلك اخلصائص؟ أو القوى؟ قال‪ :‬القوة‪ ،‬القوة القدسية‪ ،‬والقوة الحدسية‪ ،‬والقوة‬
‫التأثيرية‪ .‬ما هذه القوى اليت زعمها ووصفها؟ يقصد بالقوة الحدسية‪ :‬هي معرفة الحد األوسط بسرعة‪ .‬هذه‬
‫القوة احلدسية‪ ،‬يعين أن يكون لدى ذلك الشخص‪ ...‬عقلي يتمكن فيه من أن يعرف احلد األوسط بسرعة‪ ،‬فإذا‬
‫قلت مثالً لقائل‪ :‬ألف ومخسمائة وأربع وستني كم نصفها؟ أنا وأنت والثاين والثالث ال نستطيع أن نأيت هبا إال‬
‫بعملية حسابية نستعني فيها بالقلم والورقة أو باآللة احلاسبة‪ ،‬يقول‪ :‬النيب من خصائصه معرفة احلد األوسط‪ .‬وهذه‬
‫هي القوة احلدسية‪ ،‬طيب‪ ،‬القوة القدسية‪ :‬هي القوة التخيلية‪ ،‬القوة التخيلية‪ ،‬ما هي القوة القدسية؟ هي أن تتكيف‬
‫نفس ذلك الشخص تكيفاً تتمكن فيه من رؤية أشكال ومساع أصوات‪ .‬يعين كأن ذلك الشخص املؤهل لرتبة النبوة‬
‫يتسامى يف عقله وذهنه إىل درجة أن يتصور أشكاالً نورانية‪ ،‬هم من تسموهنم‪ :‬املالئكة‪ ،‬ويسمع أصواتاً هي ما‬
‫تسموهنا‪ :‬الوحي‪.‬‬
‫طيب‪ ،‬الوصف الثالث‪ :‬القوة التأثيرية‪ :‬وهو أن يتمكن ذلك الشخص من إحراز قوة يؤثر فيها على‬
‫هيولى األشياء‪ .‬واهليوىل عندهم مبعىن املادة‪ ،‬فيقول‪ :‬إن من شأن ذلك النيب أن عنده قوة نفسانية ذات سلطة‬
‫تأثريية تقلب ذوات األشياء‪ ،‬تقلب اهليوىل إىل شيء آخر‪ ،‬فيمكن أن يضرب البحر فينفلق‪ ،‬وميكن أن ينظر إىل‬
‫البدر فينفلق فلقتني‪ ،‬ويضرب احلجر فتخر منه ناقة عشراء من صخرة صماء‪ ،‬وهكذا‪ ،‬مبعىن أن ابن سينا نظر فيما‬
‫جرى لألنبياء فأتى بالقضايا الفلسفية اليت يؤمن هبا وألبسها لبوساً شرعياً‪ ،‬وأعاد إخراجها باسم القوة القدسية والقوة‬
‫احلدسية والقوة التأثريية‪ ،‬وكل هذا من بنات أفكاره وأوهامه وختيالته‪ ،‬ليس شيء من ذلك‪ ،‬وإاما النبوة حمض‬
‫اصطفاء واختيار من اهلل عن علم وحكمة‪ ،‬يقابله‪ ،‬أو صنف آخر ممن مل حيقق هذا الشرط‪ ،‬أو هذا األمر األول ‪-‬‬
‫وهو أن رسالتهم من عند اهلل حقاً‪ -‬غالة الصوفية‪ ،‬الذين يزعمون أن النبوة تنال بالقوة واالكتساب والرياضة‪،‬‬
‫فعندهم أنه ميك ن للشخص أن يدخل يف سلسلة من الرياضات واملعانات ومعاجلة النفس حىت يصل فيها إىل درجة‬
‫النبوة‪ ،‬فالنبوة عندهم كسب‪ ،‬تُنال بالرياضة واملمارسة حىت يصل إىل درجة النبوة‪ ،‬وأن النيب حينما كان يأوي إىل‬
‫غار حراء كان يقوم هبذه العلمية‪ ،‬وكان يروض نفسه لبلوغه هذه الدرجة‪ ،‬وكما ترون فكال الدعويني دعوى باطلة‬
‫مبنية على أن النبوة تُنال باجلهد‪ ،‬وتُنال باملواصفات الشخصية‪ ،‬وناطق الكتاب يدل على خالف ذلك‪ ،‬يدل على‬
‫أهنا اصطفاء من اهلل مبين على علم وحكمة‪ ،‬ال نقول‪ :‬حمض اصطفاء خلي من العلم واحلكمة‪ .‬كال‪ ،‬بل هو‬
‫اصطفاء من اهلل مبين على علم وحكمة‪ ،‬فاستمعوا لألدلة‪:‬‬
‫اس} [الحج‪]12 :‬إذن اهلل يصطفي‪.‬‬ ‫صطَِفي ِم َن ال َْم َالئِ َك ِة ُر ُسال َوِم َن الن ِ‬
‫يقول اهلل عز وجل‪{ :‬اللهُ يَ ْ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]3‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫ت فِي ُك ْم عُ ُمرا ِم ْن‬ ‫يما ُن} [الشورى‪{ ،]20 :‬فَ َق ْد لَبِثْ ُ‬ ‫اب َوَال ِْ‬
‫اإل َ‬
‫ِ‬
‫ت تَ ْد ِري َما الْكتَ ُ‬
‫قال اهلل لنبيه‪َ { :‬ما ُك ْن َ‬
‫قَ ْبلِ ِه} [يونس‪ ،]73 :‬ما كان النيب ‪ ‬خيطر بباله يوماً من األيام أن يكون نبياً‪ ،‬حىت إنه ملا أُنزل عليه الوحي فزع‬
‫فزعاً عظيماً‪ ،‬وأتى ترتعد فرائسه‪ ،‬وقال‪( :‬زملوين‪ ،‬زملوين)‪ ،‬ال يدري ما الذي أمل به؟ ليس هذا حال من يطلب مرتبة‬
‫أو طبقة أو رتبة أو مقاماً فظفر هبا‪ ،‬لو كان كذلك لكان بدالً من هذا الرعب والروع فرحه وسروره‪ ،‬لكنه ‪‬‬
‫ُدهش وتروع مما جرى‪ ،‬حىت ذهبت به زوجه خدجية رضي اهلل عنها إىل ورقة بن نوفل فقص عليه قصته فطمأنه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن هذا هو الناموس الذي كان يأيت موسى‪ ،‬وإين ألرجو أن تكون نيب هذه األمة‪ .‬فوضعه على التذكري‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫ث يَ ْج َع ُل ِر َسالَتَهُ}‬
‫إذن ال تُنال ‪-‬كما زعم أولئك‪ -‬باملراس والرياضة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬اللهُ أَ ْعلَ ُم َح ْي ُ‬
‫[األنعام‪ ]702 :‬إذن من اجلاعل؟ اهلل تعاىل‪ ،‬ليس هذا أمر يُدرك بالدأب واحلرص والتحصيل‪.‬‬
‫وملا اقرتح بعض املشركني اقرتاحاً‪ :‬فقال قائلهم‪{ :‬لَ ْوَال نُ ِّز َل َه َذا الْ ُق ْرآ ُن َعلَى َر ُجل ِم َن الْ َق ْريَتَ ْي ِن َع ِظيم}‬
‫[الزخرف‪ :]27 :‬ليه ما كان عروة بن مسعود الثقفي من الطائف‪ ،‬وال الوليد بن املغرية أو عتبة بن ربيعة من مكة‪،‬‬
‫ت‬‫{لَ ْوَال نُ ِّز َل َه َذا الْ ُق ْرآ ُن َعلَى َر ُجل ِم َن الْ َق ْريَتَ ْي ِن َع ِظيم} [الزخرف‪ ،]27 :‬قال اهلل تعاىل{أ َُه ْم يَ ْق ِس ُمو َن َر ْح َم َ‬
‫ض ُه ْم بَ ْعضا‬‫ض ُه ْم فَ ْو َق بَ ْعض َد َر َجات لِيَت ِخ َذ بَ ْع ُ‬ ‫ْحيَاةِ ُّ‬
‫الدنْ يَا َوَرفَ ْعنَا بَ ْع َ‬ ‫ك نَحن قَسمنَا ب ي نَ هم م ِعي َ ِ‬
‫شتَ ُه ْم في ال َ‬ ‫َربِّ َ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫بعضهم‪،‬‬‫ُس ْخ ِريًّا} [الزخرف‪ ،]20 :‬فتبني بذلك بأن هذه دعاوى كفرية باطلة‪ ،‬ولذلك أجهد القوم أنفسهم‪ ،‬أو َ‬
‫بعضهم لينال هذه الرتبة‪ ،‬كما يذكر عن ابن سبعني وغريه أهنم حاولوا بلوغ درجة النبوة‪ ،‬حاولوا بلوغ درجة‬ ‫أو ُ‬
‫النبوة‪ ،‬فلما مل يظفروا بذلك ومل حيصل هلم وحي‪ ،‬مل يتنزل عليهم وحي جلأوا إىل فكرة الوالية‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن الوالية‬
‫أصال أعظم من النبوة والرسالة‪ .‬حىت قال قائلهم‪:‬‬
‫فويق الرسول ودون الويل‬ ‫م قام النب وة يف برزخ‬
‫قلب السلم متاماً‪ ،‬يقول‪ :‬مقام النبوة يف برزخ‪ ،‬الربزخ‪ :‬هو الشيء بني الشيئني‪.‬‬
‫فويق الرسول ودون الويل‪ .‬إذن‪ :‬ما هي أعلى رتبة عندهم؟ الويل‪ ،‬مث النيب‪ ،‬مث الرسول‪ ،‬واحلق أن الرسالة مث‬
‫النبوة‪ ،‬وبني النبوة والوالية بون شاسع‪ ،‬إذن املقام األول‪ :‬هو أن نعتقد أن رسالتهم من عند اهلل حقا باصطفاء‬
‫واختيار من اهلل مبني على علم وحكمة‪ ،‬وقولنا‪ :‬مبين على علم وحكمة‪ .‬أي أن اهلل سبحانه وتعاىل –كما نعتقد‬
‫يف مجيع أفعاله أهنا معللة‪ ،‬وأهنا حمكمة‪ ،-‬يعين اهلل تعاىل اختار من علم فيه أنه أهل لكي يكون مهبطاً لكالمه‬
‫ومستودعاً لكتابه يف صدره‪ ،‬ينزل عليهم الوحي ملا اجتمع فيهم من الصفات‪ ،‬فنحن نرد دعوى ابن سينا يف اجتماع‬
‫هذه األوصاف املزعومة‪ ،‬لكن يف نفس الوقت نعلم بالتتبع واالستقراء أن أنبياء اهلل سبحانه وتعالى اجتمع فيهم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]4‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫وحى إِلَي أَن َما‬ ‫من الكماالت البشرية ما لم يجتمع في غيرهم‪ ،‬مع كوهنم بشراً‪{ :‬قُل إِنما أَنَا ب َ ِ‬
‫شر مثْ لُ ُك ْم يُ َ‬‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫احد} [الكهف‪ :]772 :‬هم بشر فيهم اخلصائص البشرية‪ ،‬ميوتون وحييون‪ ،‬يولدون وميرضون‪،‬‬ ‫إِلَه ُكم إِلَه و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ويوعكون وحيزنون ويفرحون وينكحون‪ ،‬وتنزل عليهم مجيع اخلصائص البشرية‪ :‬فيغضبون ويسخطون ويرضون‪ ،‬جيري‬
‫عليهم ما جيري على البشر متاماً‪ ،‬إال أهنم من حيث الصفات اخلِلقية واخلُلقية من أكمل الناس‪ ،‬أو هم أكمل الناس‬
‫–ال ريب‪ ،-‬وفوق ذلك كله هذه الصفة اليت هي منحة من اهلل عز وجل‪ :‬وهي صفة الوحي‪ ،‬أو يعين هي هذه‬
‫اخلصيصة‪ :‬وهي نزول الوحي عليهم‪.‬‬
‫وقد تكلم العلماء يف شروط –إن صح أن نسميها شروطاً‪ -‬شروط النبوة‪ ،‬فمما قاله السفاريين –رمحه اهلل‪-‬‬
‫يف منظومته‪:‬‬
‫حري ة ذك ورة كقوة‬ ‫وشرط من أكرم بالنبوة‬
‫فذكر أوصاف ثالثة‪:‬‬
‫حرية‪ :‬فال يكون النيب عبداً رقيا‪ ،‬ألن العبد الرقيق ملك سيده‪ ،‬ومنافعه لسيده‪ ،‬فال ميكن أن يرسل اهلل‬
‫رسوالً ويكون عبداً رقيقاً‪ ،‬ال ميكن‪ ،‬إذن ال بد من شرط احلرية‪.‬‬
‫حرية ذكورة‪ :‬البد أن يكون النيب ذكراً‪ ،‬فال يرسل اهلل أنثى‪ ،‬وملاذا مل يرسل اهلل أنثى؟ ألسباب متعددة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن رتبة الرجل أعلى من رتبة املرأة بال شك‪ .‬ال ريب أن الرجال أعلى وأكمل من النساء‪ ،‬ودعك من‬
‫املعتذرين الذي يعين حياولون‪ ،‬يعين أمام ضغط الواقع‪ ،‬وأمام النظريات املدنية احلديثة‪ ،‬االعتذار عن اإلسالم‪،‬‬
‫ال قَ َّو ُامو َن‬
‫الر َج ُ‬
‫ودعوى املساواة املطلقة‪ ،‬بني الرجل واملرأة تساوى يف أمور‪ ،‬ولكن الرجل أفوق من املرأة يف جوانب{ ِّ‬
‫ض ُه ْم َعلَى بَ ْعض َوِمبَا أَنْ َف ُقوا ِم ْن أ َْم َواهلِِ ْم} [النساء‪ ،]43 :‬فال شك أن رتبة الرجال‬
‫َّل اللَّهُ بَ ْع َ‬ ‫علَى الن ِ ِ‬
‫ِّساء مبَا فَض َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أعلى من رتبة النساء‪ ،‬من حيث اجلملة‪ ،‬وقد قال النيب ‪( :‬كمل من الرجال كثري‪ ،‬ومل يكمل من النساء إال‬
‫أربع)‪ ،‬واملرأة ليست قواها اخلِلقية واخلُلقية كالرجل حىت تتحمل مهام الرسالة‪ ،‬فمن املعلوم أن املرأة تغلبها العاطفة‪،‬‬
‫ويلحقها الضعف‪ ،‬هذا من الناحية اخلُلقية‪ ،‬خبالف الرجل‪ ،‬وهلذا جعل اهلل سبحانه وتعاىل شهادة امرأتني تعدل‬
‫شهادة رجل‪ ،‬ومن الناحية‪.‬‬
‫ومن الناحية اخلِلقية‪ :‬املرأة أضعف من الرجل بُنية‪ .‬وهذا أمر يقر به مجيع بين آدم‪ ،‬فهي أضعف من الرجل‬
‫من حيث التحمل‪ ،‬ومقام النبوة حيتا إىل جهاد يف سبيل اهلل‪ ،‬وحيتا إىل ذهاب وإياب‪ ،‬و يعين مقارعة للخصوم‬
‫وغري ذلك‪ ،‬حيتا إىل جهد ال تطيقه النساء‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]5‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫مث املرأة يلحقها من العوارض الطبيعية كاحليض والنفاس‪ ،‬الوالدة والنفاس ما حيول بينها وبني تبليغ الرسالة‪،‬‬
‫خبالف الرجل‪ ،‬فألجل ذلك كله مل يقع إرسال امرأة‪ ،‬ومن ادعى نبوة أحد من النساء فهو خمصوم يف دعواه‪،‬‬
‫شرا َس ِويًّا} [مريم‪ ]71 :‬فيقال‪ :‬ليس كل من‬ ‫بعضهم قال‪ :‬ها قد أرسل اهلل تعاىل إىل مرمي رسوالً‪{ :‬فَ تَ َمث َل لَ َها بَ َ‬
‫أرسل اهلل إليه رسوالً يكون نبياً‪ ،‬إنما النبي من يرسل اهلل إليه رسوال بوحي‪ .‬بوحي شريعة‪ ،‬وليس كل من أرسل اهلل‬
‫إليه رسوالً يكون نبياً‪ ،‬أمل يأت يف احلديث‪( :‬أن اهلل تعاىل‪ ،‬ملا زار أخ أخاً له يف اهلل بعث اهلل على مدرجته ملكاً)‪.‬‬
‫ومل يكن ذلك الزائر رسوالً‪ ،‬بعث اهلل ملكاً لألقرع واألبرص واألعمى‪ ،‬يف القصة املشهورة‪ ،‬ومل يكن أي منهم رسوالً‪،‬‬
‫وشواهد هذا كثرية جداً‪ ،‬فليس جمرد الرسالة‪ ،‬جمرد حصول لقاء بني ملك وآدمي يقتضي أن يكون رسوالً‪.‬‬
‫فبالتايل‪ :‬ال يقال‪ :‬إن مرمي رضي اهلل عنها نبية‪ .‬بل هي صديقة كما مساها اهلل تعاىل‪{ :‬وأ ُُّمهُ ِ‬
‫صدِّي َقة}‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫[المائدة‪ ،]12 :‬ولو كانت نبية لوصفها اهلل بالوصف األعلى‪ ،‬إذ وصف النبوة أعلى من وصف الصديقية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فسماها اهلل صديقة‪َ { :‬وأ ُُّمهُ صدِّي َقة َكانَا يَأْ ُك َالن الط َع َ‬
‫ام} [المائدة‪.]12 :‬‬
‫إذن البد من هذا‪ ،‬البد من شرط الذكورة‪ ،‬والحظ عندما نقول‪ :‬شرط‪ .‬هنا نقصد به وصف؛ فليس ألحد‬
‫أن يشرتط‪ ،‬اهلل تعاىل يصطفي‪ ،‬املقصود أن هذا عُلم بالتتبع‪ ،‬فال‪ ،‬جيب أن يكون حراً‪ ،‬وجيب أن يكون ذكراً‪.‬‬
‫الوصف الثالث‪ :‬القوة‪ :‬مبعىن أن تكون عنده القوى العقلية والقوى البدنية اليت متكنه من البالغ‪ ،‬القوى‬
‫العقلية والقوى البدنية اليت متكنه من البالغ‪ ،‬فال يرسل اهلل رسوالً أعمى‪ ،‬وال أخرص‪ ،‬وال أشل‪ ،‬وال مقعد‪ ،‬وال َزِمن‬
‫–يعين فيه مرض مزمن حيول بينه وبني التبليغ‪ ،-‬نعم قد يلحق املرض النيب‪ ،‬وقد يطول به‪ ،‬لكنه يكون عارضاً‪،‬‬
‫وأعظم من علمنا أنه طال به املرض أيوب‪ ،‬فقد جاء يف حديث صححه بعض أهل العلم‪( :‬أنه مرض مثاين عشرة‬
‫سنة)‪ ،‬لكن هذا بالنسبة ألعمار من قبلنا قد يكون حمدوداً‪ ،‬مث إنه قد ال يكون مرضه ذاك منعه من البالغ‪ ،‬قد ال‬
‫يكون منعه من البالغ‪ ،‬مث هو بعده وقبله قد بلغ رساالت ربه‪ ،‬فالقوة إذا شرط يف النبوة‪ ،‬ألن املقصود من النبوة‬
‫والرسالة هي البالغ‪ ،‬فال ميكن أن يقوم عارض حيول دون هذا األمر‪.‬‬
‫إذن هذا ما يمكن أن يُقال عنها‪ :‬شروط‪ .‬وبمقابلها‪ :‬هو أن يخلو من الموانع‪ :‬فال يكون النيب كذاباً‪،‬‬
‫يعين هذا مناف لغرض الرسالة‪ ،‬وال فيه شيء –مثالً‪ -‬من الصفات النقص اليت يعيبها الناس فيأبوهنا‪ ،‬وهلذا تأملوا‬
‫اصالِ ُح قَ ْد ُك ْن َ‬
‫ت فِينَا َم ْر ُج ًّوا قَ ْب َل‬ ‫كيف أن أنبياء اهلل كانوا من أوساط قومهم‪ ،‬قوم صاحل ماذا قالوا له؟ {قَالُوا يَ َ‬
‫َه َذا} [هود‪ ،]30 :‬أيش معىن‪َ { :‬م ْر ُج ّوا قَ ْب َل َه َذا}؟ يعين كنا ننظم لك اخلرز حىت نتوجك ملكاً علينا‪ ،‬مما يدل‬
‫على أنه كان من حيث النسب والرفعة واملنزلة مبكان‪ ،‬ونبينا ‪ ‬كان من بين هاشم‪ ،‬من وسط قريش وأشرفها بيتاً‪،‬‬
‫وكان مشهوراً باألخالق احلميدة‪ ،‬حىت ملا اختلفوا يف وضع احلجر واتفقوا على أنه يضعه يف موضعه أول داخل‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]6‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬
‫فضيلة الشيخ د‪ :‬أحمد القاضي‬ ‫شرح العقيدة الطحاوية‬

‫للمسجد فدخل النيب ‪ ،‬فقالوا‪ :‬األمني‪ ،‬األمني‪ .‬فدائماً النيب يكون من أوساط قومه‪ ،‬وهبذا استدل هرقل حينما‬
‫لقي أبا سفيان فقال‪ :‬أهو من‪ ،‬ذو نسب فيكم؟ قال‪ :‬هو ذو نسب‪ .‬مث ملا جعل حيلل االستبانة فيما بعد –إن‬
‫صح أن نسميها كذلك‪ -‬ألنه سأله حنو أحد عشر سؤاالً حكيماً ذكياً‪ ،‬مث قال‪ :‬سألتك عن كذا؟ فقلت‪ :‬كذا‪،‬‬
‫سألتك عن كذا؟ فقلت‪ :‬كذا‪ .‬كما حيلل حملل االستبانة االستبانة‪ ،‬فكان أن قال‪ :‬وسألتك‪ :‬أهو فيكم ذو نسب؟‬
‫فقلت‪ :‬هو فينا كذلك‪ .‬وكذلك األنبياء تُبعث يف أشراف قومها‪ .‬أو كما قال‪ ،‬فاستدل بذلك على صدق نبوته‪.‬‬
‫إذن علينا ‪-‬أيها الكرام‪ -‬أن نوقن يقيناً تاماً بأن رسالتهم من عند اهلل حقاً‪ ،‬ما كانوا يعلمون قبلها شيئاً من‬
‫اب َوَال ِْ‬ ‫ِ‬
‫يما ُن} [الشورى‪.]20 :‬‬‫اإل َ‬ ‫ت تَ ْد ِري َما الْكتَ ُ‬
‫أمر الرسالة‪َ { :‬ما ُك ْن َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫]‪]7‬‬ ‫هذه المادة لم تراجع على الشيخ ـ حفظه هللا ـ‬

You might also like