Professional Documents
Culture Documents
Habib Novel Kitabb
Habib Novel Kitabb
ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
[األنعام]15٨ : ﭷﮊ
$% & &%' 2 E $& 2 ,&2=,E
"!>?@&BA C' D1 + 45678:9;<+
3
الع�اص ء قال :نادى ِ عمرو ِ
بن بن ِ عب�د ِ
الله ِ عن ِ
الل�ه ى «الصال َة ِ
جامع� ًة» ؛ فاجتمعنا إلى رس�ول ِ
ِ ُمنادي
ّ
رسول ِ
الله ى فقال : ِ
خير نبي قبلي إال ح ّق ًا عليه أن ُيد َّل ُأ َّمته على ِ « إنّه لم يكُن ٌّ
وإن ُأ َّم َتكم هذه ِ
يعلمه لهم ّ ، يعلمه لهم ،و ُينذ َرهم َش َّر ما ُ ما ُ
مور بالء ُ ، ِ ِ ج ِع َ ِ
وأ ٌ آخره�ا ٌ يب َ �ل عافي ُتها في َّأولها ،وس� ُيص ُ ُ
وتجيء بعضه�ا بعض ًا ، ُتنكِرونه�ا ،وتجيء ِ
الفتن� ُة ف ُي َر ِّق ُق ُ
ُ ُ
ف وتجيء ِ
الفت َن ُة ، ُ فيقول المؤمن :مهلِكَتِي ُثم َت ْنك ِ
َش ُ ةُ تن ِ
الف
ُ ْ ُ ُ
أن ُي َزح َز َح عن �ب ْ ِ في ُق ُ
أح َّ فم�ن َ �ن َ :ه�ذه َهذه َ ، المؤم ُ �ول ُ
ؤم�ن ِ ِ ِ ِ ِ النّ ِ
بالله واليو ِم ويدخ َل الجنَّ َة ،ف ْلتأت�ه َمن َّي ُت ُه وهو ُي ُ ُ �ار
اآلخ ِر.»...ِ
وقال اإلمام اب ُن ُق َت ْي َب َة الدِّ ين ََو ِري (ت 672ه� ) في مقدمة كتابه «إصالح الغلط»
ِ
االعتذار نحتاج إلى
ُ الجهل ،فقد ِصرنا اآلن
ِ نعتذر من
ُ ص : 74-64قد كُنا زمان ًا
ِ ِ
والداللةِ ، ِ ِ
بالسالمة ،وليس فصرنا نرضى بالتنبيه الناس من العل ِم! وكنا نُؤ ِّمل ُش َ
كر
األحوال ،وال ُينك َُر مع تغ ُّير الزمان ،وفي ال ّٰل ِه َخ َل ٌ
ف ،وهو ِ ِ
انقالب ٍ
بعجيب مع هذا
المس َت َع ُ
ان. ُ
«مس�ند الب�زار» ( )9423حت�ى تتجنب (الخطر الداهم) ممن س�ماهم النب�ي « :mاألئمة
المضلي�ن» «س�نن أبي داود» ( )4252و«س�نن الترم�ذي» ( )2229و«صحي�ح ابن حبان»
( )4570و«المس�تدرك على الصحيحين» ( )8390بقوله « : mوإني ال أخاف على أمتي
إال األئمة المضلين» .وهم أهل الفتن المعروفون بعلماء الفتنة في كل عصر وزمان .
ويؤكد هذه األبوة وكونها مرتبطة بالتسلس�ل الش�رعي لإلس�ناد في مقابل�ة أئمة الضالل
الحدي�ث الس�ابع في مقدم�ة «صحيح مس�لم» « :يكون في آخ�ر الزمان دجال�ون كذابون،
يأتونك�م من األحاديث بما لم تس�معوا أنت�م وال آباؤكم ،فإياكم وإياه�م ،ال يضلونكم وال
يفتنونك�م» .والمقصود بالنص األبوي ما ورد من آثار عن آل البيت والصحابة الكرام رضي
الله عنهم أجمعين .
(« )1س�نن الدارمي» ( )2146وتمامه « :يس�تحل فيها الخمر والحرير» ،إس�ناده جيد« ،تخريج
أحاديث المصابيح» للمناوي ( ، )443 :4وانظر «إتحاف الجماعة» التويجري (.)210 :1
طل َق عليه تكون إال باس� ِم الرب ،وهي م�ا ُأ ِ ُ اإلس�المي ال ِ
تاريخن�ا فالق�را َء ُة ف�ي القراءة ال تكون
َّ ِّ ِّ
إال باسم الرب
والصحا َب ِة
وي َّ
ِ
األثبات من آل ال َبيت النَّ َب ُِّ �ط هم ِ
األئ َّم ُة ال ُع َلما ُء والعارف�ون ط األوس ِ
َ
أهل النَّم ِ
(َ ُ )1 من هم النمط
الكتاب والس�نَّةِِ ٍ
ئ ال ُع�دول والتّابِعي�ن و َمن تَبِ َعهم بإحس�ان إلى ي�وم الدين ..أوعي ُة ِ األوسط؟
ُّ
�ة الذي�ن يندَ ِرجون في معن�ى قوله تعال�ى :ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ َّبوي ِ ِ
واألخ�الق الن ِ َّ
ف ُعدو ُل ُه» . العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ «يحم ُل هذا ِ ِ ﯞ ﮊ [األنعام ، ]٨9 :وفي قوله : m
َ
نازعوا قرار ًا شرع ّي ًا وال عالم ًا أو إمام ًا والس�ال َم ِة ولم ُي ِ
الهدى َّ وهم الذين س�لكوا مس َل َك ُ
المسن َِد ، �ل َّ ِ
الش�رع ِّي ُ َّسلس ِ ِ
تاريخ الت ُ
ِ
المهد ُّيون َع َبر اش�دون الخ َلفاء الر ِ ِ
َأ َب ِو ّي ًا َن َب ِو ّي ًا َر َّبان ّي ًا .هم ُ ُ َّ
ٍ
بإحس�ان إلى يو ِم الخال َف ِة واإلما َم ِة ،أو َمن تَبِ َعهم
من حصنَتهم النُّصوص ونالوا بها مراتِب ِ
َ ُ َّ َ
حرفين . وه ِ ِ الدِّ ِ
غير ُمبدِّ لين وال ُم ِّديهم َ ين على نهجهم َ
( )2وهذا ما نحن بصدد إظهاره وإبرازه في كافة المراحل.
(« )3صحيح البخاري» (. )59
(« )4مسند البزار» ( )9423إسناده صحيح « ،شرف أصحاب الحديث» ص 51لإلمام أحمد .
(« )1س�نن الترمذي» ( )2869قال األلباني :حس�ن صحيح ،و«صحي�ح ابن حبان» ()7226
إسناده صحيح « ،تفسير القرآن العظيم» البن كثير (. )493 :7
(« )2المعج�م الكبي�ر» للطبران�ي ( )12 :13( )12( )11إس�ناده صحي�ح لغي�ره « ،موس�وعة
وقفت في�ه َخطيب ًا ُ والمنب�ر ال�ذي ِ كن�ت في�ه إمام ًا ُ المس�ج ِد الذي ِ ِ
رح�اب وف�ي المؤلف يشهد
الخواص ِّ ومجالس ِة ومنا َق َش ِة َ الخاص والعا ِّم ِّ حيط�رعي ِة للم ِ
الش َّ ُ
لمي ِة َّ ِ ِ ِ ِ
روس الع َّ والدُّ االعتراضات
ِ واالحتجاجات
ب وحدَ ٍ أجناس المس�لمين القادمين من ك ُِّل َف ٍّج َ ِ الخواص والعوا ِّم وكا َّف ِة ِّ وخواص ِّ اليومية بين
الة والسال ِم واالعتراضاتِ أفضل الص ِ ٍ ِ ِ إلى ِ
ّ ُ ّ حمد عليه وزيارة النَّبِ ِّي ُم َّ َ بيت الله الحرا ِم األمة..
والمعت َِرضين ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الم َت َع ِّلمي َن ُ واالحتجاجات اليوم َّية وش�به اليوم َّية فيما بيننا و َع َش�رات ُ لماذا ؟..
ات و َأ َل ٌم الذ ِ والمخالِ ِفين ِمن ُأ َّم ِة اإلس�ال ِم ؛ مع كل ذلك َتك ََّو َن َه ٌّم في ّ ِِ
والموافقي�ن ُ ُ
ُ
تكون اإلحس�اسُ ..يس�ائ ُلني :أهكذا الدِّ ي� ُن ..؟ أهكذا اإلس�ال ُم ..؟ أهك�ذا ِ ِ ف�ي مع المؤلف في
ِ ِ ِ تساؤالته الذاتية :
لم مذهبِ َّيتُنا ع ٌ تك�ون األمان ُة ..؟ هل صوف َّيتُنا َح ٌّق أم باط ٌ�ل ! هل َ ُ الدِّ يانَ� ُة..؟ أهكذا
من نحن ؟ وأين
قاد ٌح ف أم ِ الله َ mش َ�ر ٌ س�ول ِ ِ يت َرماؤنا ِآل ِل ب ِ مراح ٍل ! هل انتِ ُ ات ِ وش�رع أم تولِي َف َ
َ ٌ الحق ؟ وماذا
شام ٌل ! .. ِ يدور؟
ِ يط�ر ُق
وإس�فاف
ٌ إرجاف
ٌ والمس�ام َع ؟ القلب
َ م�اذا يدور ف�ي الواق� ِع ..؟ وماذا ُ
نكاف !!واحتقار واس�تِ ٌ األولي�اء والع َل ِ
ماء ِ وتجر ٌؤ على واس�تخفاف!..
ٌ واس�تهزا ٌء
ٌ ُ ُّ
ِ ِ
الف!... الف واخت ٌ وغم وخ ٌ المص ِّلين ٌّ
وهم ٌّ َح َير ٌة بين ُ
بداية االنطالق في وبي�ن هذا وذاك ..كانت ِ
وكنت
ُ مري الموعو َد .. �م لتب ُل َغ مداها ال ُع َّ
تتزاح ُ
َ الفكر ُة
َ
حديث : باب ِ
الفت َِن «صحيح ُمسل ٍم» من ِِ والقارئ يقر ُأ في
ُ ِ
الحديث ِ
درس فقه التحوالت يو َمها في
الحديث ،وكانت ِ قلن�ا :م�ن أين ذاك ؟ قال :من ِق َب ِل ال َع َج ِم يمنعون ذاك(() »..الخ
االقتصادي على ِّ ِ
بالحص�ار ف حينَه�ا ع�اش ما ُع ِر َ ِ المعرك� ُة الدائ�ر ُة ف�ي الواق ِع ُ
الم
اف � َر ِح َم ُه ال ّل ُه القادر بن أحمدَ الس َّق ِ
َّ ِ الحبيب عبدَ َ العال َم َة
شيخنا ّ فسألت َ ُ العراق .. ِ
اآلن�ق على ما يجري َ الحديث ين َطبِ ُُ س :س� ِّيدي ..هل ِ
المجل ِ َر ْح َم� َة األَ ْب َ�ر ِار � في
وحها . األحاديث ُ ِ نيه ًة ُثم قال :نعم ِ ، ِ
وش ُر َ أطراف
َ راج ْع فسكت ُه َ َّ َ العراق ؟.. في
المعر َف ِة ،
ِ ب ِ
ب األحداث وغرائ َ
ِ ِ
فوج�دت عجائ َ ُ وراجعت أ ّيام ًا وليالِ َي ُ فراجع�ت
ُ
الحدي�ث ( :وه�ذا قد ُو ِج�دَ ف�ي زمانِنا في ِ ِ
ش�رح َّ�وو َّي ق�ال في إن اإلم�ام الن ِ ب�ل َّ
العراق)(.)3 ِ
تعيين ترتيبها بالنِّس� َب ِة لما ِ مات إجمال َّي� ٌة ُذ ِكرت دون العالمات مقدِّ ٌ ِ وأخ�رى م�ن
ب أرض ال َع َر ِ ِ ِ
وعودة ب، رات عن َج َب ٍل من َذ َه ٍ كانحس�ار ال ُف ِ ِ ِ
األش�راط ، ُيت ََو َّق ُع من
وغير ذلك(.)2 ُم ُروج ًا وأنهار ًا ِ ، عدم تأثير الترقب
-أن ال يؤ ِّثر هذا التَّر ُّقب سلب ًا على ِ على واجب
عو ِة الشر ِع كالدَّ َ الوقت وتكاليف َّ ِ واجب ِ أداء ُ َ ُ الوقت
( )1في كتاب «فقه أشراط الساعة» لمحمد إسماعيل المقدم .
(« )2المصدر السابق» ص.1٨7
( )1الملحم�ي م�ن المالح�م وه�ي الح�روب العامة والفت�ن الكب�رى الجائح�ة ،وخاصة بين
المسلمين والكفار .
(« )2صحيح البخاري» (. )6604
(« )3مس�ند أحم�د» ( ، )1438وإس�ناده صحيح انظر تحقيق «الس�نن الواردة ف�ي الفتن» ألبي
عمرو الداني للدكتور محمد إدريس المباركفوري (. )205 :1
َّفريع ، يف والت َ مس�لمين ،وأك َث ُروا فيها الكتا َب َة والتَّصنِ َ ِ وغير ا ُل أركان الدين ا ُل ِ
َّأصيل والت َ ُ مين مسل
السا َعة � باعتبارها ُركن ًا � فهي ِ ِ ِ ِ
وهي � بال َش ٍّك � ما َّد ُة األعمال والطا َعة ؛ أما
عالمات َّ ُ
ِ
ألركان حام ً
ال �ه َظ َّل ِ عاء لم تُعرف حقيق ُة س�المتِ ِه ونزاهتِ ِ ِوع�اء الماد ِة ،وكم ِمن ِو ٍ
َ َ َّ ُ
ِ
ي�ن الثالث�ة وه�و ال َيدي ُن بها حقيق ًة وإنم�ا ُمجامل ًة أو تَق َّي ًة أو نفاق ًا أو سياس� ًة أو ِ ِ ِ الدِّ ِ
خيمة اإلسال ِم !! ِ جاج َل ِة َ
داخل خدمة الدَّ َج ِل والدَّ ِ ِ يعمل على تسييس ًا ،بل ُر َّبما كان ُ
بالعالم�ات تِلكُم ِ ف نعر ُ �اعة ِ وعالمات الس ِ
ّ
ِ قه التَّح�و ِ
الت ُّ
دراس�ة فِ ِ ِ ولكنَّن�ا عند
ِ ِ ِ ِِ ِ األوعي َة كما ِ
واإليمان االنحراف �المة عن والس تصنيف العدا َلة من فاقديها ّ َ ف نعر ُ
المكتوب ُ والتاريخ ُ ِ
المكتوب، ِّفاق سوا ًء في حياتِنا العا َّم ِة أو في قرا َء ِة الت ِ
َّاريخ من الن ِ
الت. قه التَّحو ِ بط ِبف ِ يحتاج إلى إعاد ِة ر ٍ
ُّ َ َ ُ
عالمات ِ ّاريخ وأحدا َثه � بعيد ًا عن قرا َء ِة ب الذين كتبوا أو قرؤوا الت َ وخاص ًة َّ ِ
أن غال َ َّ
اتي الحك ِم َّ ِ ِ ٍ ٍ
َّح�والت � َي َقعون بإدراك أو ِ ِ ِ ِ ِ
الذ ِّ بغير إدراك في ُمش�كلة ُ الس�اعة وفقه الت ُّ َّ
ِ ِ
الرم�وز فيها بما ُيواف ُق المفه�و َم لديهم من خ�الل الحياة ذاتها ، ِ ِ ِ ِ ِ
عل�ى المرحل�ة أو ُّ
ائر في ك�ري الدَّ ِ التاريخي ِة ونهاي� ًة بالصرا ِع ِ
الف ِ جرياته�ا ِ َب�دء ًا من َع ِ
ِّ ِّ َّ الرس�الة و ُم َ صر ِّ
حيال ف النَّبِ ِّي َ m مواق ِ األزمن َِة إلى اليو ِم ،وليس من ِ ِ عبر ِ ِ ِ
َ الحي�اة الدِّ ين َّي�ة والدُّ نيو َّية َ
الت . الحديث النَّب ِوي الخاص بالتَّحو ِ ِ ُ
تاريخ َص عليه ِ ِ ُ
ُّ ِّ َ ِّ والمراحل ،وما ن َّ خوص الش
سير قه ِ والعل ِم وعن فِ ِ ُفصح عن مسير ِة الحك ِم ِ ِ ِ ِ ِ حيث َّ ُ
َ ُ َّحوالت ت ُ ُصوص فقه الت ُّ َ إن ن نصوص فقه
ول إليه سيؤ ُ الله ،سوا ًء في حياتِ ِه أو بعدَ وفاتِ ِه ، mوما ُ األحداث الم َقدَّ ر ِة في ِعل ِم ِ
ُ َ
ِ التحوالت تُعنى
ِ نوحات ،أو ما يترتَّب عليه من ِ ٍ ٍ ِ بمسيرة الحكم
وتحو ِل ُّ االبتالء نماذ ِج ُ وجأم�ر األُ َّمة من انحرافات ُ ُ والعلم
أجل إنفاذِ آخ�ر من ِ ٍ ٍ ٍ
المواق�ف أو تضيي� ِع األمانة ،أو ما ِ ِ
س�يبر ُز من صبر لدى فريق َ ُ
( )1ه�و العالم�ة المجتهد الحافظ مج�دد علم الحديث أبوالفيض الس�يد أحمد بن الصديق بن
أحمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني اإلدريسي المغربي.
كان وال�ده رحم�ه الل�ه تعالى معتنيا به أش�د االعتناء ويذاكره في ش�تى الفن�ون ويحثه على
الطل�ب والتع�ب في التحصيل ،ولما أم�ر والده اإلخوان المتجردي�ن بالزاوية الصديقية أن
يحفظ�وا القرآن الكريم كت�ب كتابا في فضل القرآن الكريم وحفظه وتالوته س�ماه «رياض
التنزيه في فضل القرآن وحامليه» وهو أول ما صنف وكان دون العشرين .
وفي سنة 1339ه� وصل للقاهرة للدراسة على علماء األزهر المعمور حسب توجيهات
=$!&6 2 '$2
§¨ 78:9 zÏ<+
ِ
واألواخ ِر ، ِ
األوائ ِل عالج ث ومعادلِهما ال َّثالِ ِ ِ لله الذي جمع في األص َل ِ
ين الحم�دُ ِ
َ
ِ
المباه ِج والس�ال ُم على َس� ِّي ِد والص�ال ُة َّ �ر َّ ،
ِ
وظاه ٍ أم�ر باطِ ٍن العل� ِم ل�ك ُِّل ٍ وأس�اس ِ
َ
المعارفِ ِ أفض َ�ل ِ
الموهوب م�ن َر ِّبه َ ِ ِ
ب�ن عبد الله َرس�ول الله ِ ِ ِ
�ر ُ ،م َح َّم�د ِ ِ
والمفاخ ِ
�جاعة وال ُفهو ِم ، ِ الشآله وأصحابِ�ه أهل َّ ف العل�و ِم ،صل�ى الله عليه وعل�ى ِ
ُ وأش�ر َ ُ َ
ِ
وعلى التَّابعين لهم بإحسان إلى يو ِم ال ِّلقاء المعلو ِم.. ٍ
( )1أخذا من حديث ثوبان ؤ قال « :يوشك أن تداعى عليكم األمم من كل أفق كما تداعى
ٍ
يومئذ؟ قال« :أنتم يومئذ كثير األكلة إلى قصعتها» ،قال :قلنا :يا رسول الله ..أومن قلة بنا
ولك�ن تكون�ون غثاء كغثاء الس�يل ،تنتزع المهابة م�ن قلوب عدوكم ويجع�ل في قلوبكم
الوهن؟ قال « :حب الحياة وكراهية الموت»« .مسند
الوهن» ،قال :قلنا :يا رسول الله وما ْ
ْ
أحم�د» ( ، )22397و«السلس�لة الصحيح�ة» ( ، )958وانظر «موس�وعة أحاديث الفتن»
(. )950
(« )2الكام�ل» البن عدي ( )355 :5وفي رواية أخرى رجال إس�نادها ثقات« :فمن كتم حديثا
(« )1تفس�ير الطبري» (« ، )670: 24س�بل الهدى والرش�اد» ( )230 :12وأصل الحديث في
«البخاري مع الفتح» (. )952-951 :٨
ُ
وأشراط -2
وعالمات
ٌ -3
ِ
ومالح ُم وأمارات
ٌ -4
شارات
ٌ -5وبِ
(« )1س�نن الترمذي» ( ، )3233انظر تحقيق «الطرق الحسان» البن رجب ألبي أنس عادل بن
سعد محمد مطاوع ص .15-13
(« )2فتح الباري» (. )77/13
( )3ص13المصدر السابق بتصرف .
(« )1صحيح مس�لم» (« )8مس�ند أحم�د» (« )184مس�ند أبي يعلى» (« )242س�نن النس�ائي
المجتبى» (« )4990س�نن أبي داود» (« )4695سنن الترمذي» (« )2610سنن ابن ماجه»
(. )63
= $! a&% ' $ '&! ' 2 ' H = !& '&!&%' 2 & ' ! &&' 2 ,= $ ,
¯^«<VpqG bc&e@A} & $V0/&1 +» 3:q&G <V®/ ¹1 @+ A} 3: }& @+ ¸A ¹1 + <?<1È& NÕ7Y!C¢
& 0/ s
& & &8
تفصيل علم
النقائض
والنواقض في اللغة جمع ناقض وهو ما يزيل ُ وه�و أحد فروع علم المتغي�رات . والنواقض
ِ
المق�رر في حديث : ِ ِ
النقض الش�يء م�ن أصله ،وه�ي في اصطالحنا مأخ�وذ ٌة من
النواقض من
النقض «لتنقضن
األعمال ، ِ �ض ال ُع َر ٰى ،و َن ْق ُض �ال ِم ُع ْر َو ًة ُع ْر َوةً»(َ ، )1و ِمنْ ُه َ :ن ْق ُ ىا ِ
إل ْس َ ر
َّ ُ َ ٰ ع �ن ضَ َ
ق ن
ْ ت
ُ َ
ل « عرى اإلسالم»
ِ
و َن ْق ُض الق َي ِم .
يخالف ُ َاق ُض ،وهي في اللغة ما المفاعلة :نَا َق َض ين ِ
ِ ِ
صيغة والنقائض مأخوذ ٌة من ُ النقائض جمع
ُ
الم ْب َر َم ويأتي ِ ال معاكس� ًا له ولمدلوله ،أي َ :ي ُفك ُ المألوف والس�ائدَ بدي ً نقيض وهو الضد
يب ُ ِّك الت َّْرك َ َ
والمعاكس
بضدِّ ه أو ما ُي ْبطِ ُل ُه .
ِ
بالمتناقضات ِ
الفرقة ِ
وإشاعة بنقض العرى ِ الس�لبية يش�تغلون ِ فالعاملون على ِ
صفة
ِ
للش�يطان الش�عوب المس�تغف َل ِة خدم ًة ِ والخالفي�ات حت�ى يبلغ�وا أهداف ًا محدد ًة في ِ
ِ
اإليجابية ِ
صف�ة َ
العاملون عل�ى والدج�ال ( .وه�ي ن�وع م�ن الفتن المضل�ة) ،وأم�ا ِ
ينطق الشرعية التي تحدَّ ث عنها من ال ُ ِ والنقائض من أصولِه ِ ِ
النواقض فيدرسون ِع ْل َم
ِ
الندامة السالمة وموق ِع ِ الهوى ،mوهو «فقه التحوالت» ،فيتعرفون به على موق ِع عن
ٰ
والفتن ومضالتِها . ِ ِ
واألش�راط ِ
العالمات ،ويس�تطلعون ما أخبر به mفي األمة من
بن اليم ِ ِ
َّاس �ان « :ك َ
َان الن ُ ويح�ذرون ،كما جاء في حديث س�يدنا حذيف� َة ِ َ َ ِّ فيح�ذرون َ
الش ِّر َم َخا َف َة َأ ْن ُيدْ ِركَنِي»(. )2 ول ال َّل ِه َ mع ْن ا ْل َخ ْي ِر َو ُكن ُْت َأ ْس َأ ُل ُه َع ْن َّ ون َر ُس َ َي ْس َأ ُل َ
بعمق قراءة معاني ترتبط ارتباط ًا وثيق� ًا ِ ُ وتفريعات كثير ٌة
ٌ تأصي�الت
ٌ وله�ذا العل ِم
! 29 ,&!% 2 !$ =&% 2 *& !$ =&% 29 &'&%' 21 + ! =&&Q R!& '2S ' $H $X !&R2S& = & $ ,= ! & & $ ,
1 ¹
':z¹ + u <!¹1& @+ A} u <r!-s &ú:z ( £& <!ò + »& @A}@ÃZ
)§&B¨ !C&¢ A [ ]&^PQ' <V4e <?<1È& ²' 7º -+ je NÕ7Y!C¢
& & & 0/ s
M 6 2 8& ! ' = ! X2 ! ª !!ÄÅle
علم معالجة
!] 6 2 !] = Q I
^Y!C'Æ7YÄÅD1 @+ A} ^!¹º' <P' JHKL ¿+ e@A7V41 @+ A} ]^Â} <V®/ ¹1 + u + TUP
}Q' @A
شؤون الحياة
يمثل كافة العلوم !
النظرية وآليات ِ
كاللغات ِ
اآلل�ة ، ِ
المعروف�ة بعلو ِم التعريف عل�ى مجمو ِع العل�و ِم ُ طل�ق ه�ذا
و ُي ُ
التطبيق ِ ِ
والعل�و ِم الثقافي�ة واالجتماعي�ة واإلنس�انية ،وكذلك العل�و ُم النظري� ُة والتطبيقي ُة
ٍ
واختراع�ات ٍ
ثم�رات الماضي� ُة والحاض�ر ُة والمس�تقبلي ُة ،وم�ا َت َف َّ�ر َع عنه�ا م�ن
متنوعة ،وكذلك علوم التنجيم والس�حر والحرف والكف ٍ ٍ
وخدمات ٍ
واكتش�افات
مراتب العلم هي والطالسم وغيرها .
موقعه من أمر ِ
اآلخرة ، أمر الدنيا ،وموق ُعه من ِ
أمر (موقع العل ِم من ِ ِ
بمراتب العلم : والمقصو ُد
الدنيا واآلخرة
ُ
وما يترتب على
العلم به من طلب
( )1يؤخ�ذ التحريش م�ن حديث« :ولكن في التحريش بينهم» في «صحيح مس�لم» ( ، )2٨12ثواب أو خوف
عقاب والمنافس�ة مأخ�وذة من حديث « :أن تنافس�وها فتهلككم كما أهلك�ت من كان قبلكم» في
صحيحي «البخاري» ( )315٨و«مسلم» (. )2961
َان: ِ
ألطراف التباي ِن ِجهت ِ والمستثمرون المستثمرون
َ ُ
ِ للتباين الحاصل
ألس�نة األول�ى دع�وة الص�راط المس�تقيم ،وه�ي الدع�و ُة اإللهي� ُة العليا على بين أصحاب
ِ
العلماء الصالحي َن واألتبا ِع المؤمنين من أهل َ
ارتبط بهم من ِ
والرس�ل ومن ِ
األنبياء العلوم الشرعية
الحصانة والعدالة ومن تبعهم بإحس�ان إلى يوم الدين ومصيرهم إلى الس�المة في وأصحاب العلوم
الوضعية
الحياة الدنيا وفي اآلخرة.
ِ
السلبية على آثار دعوتِه ِ
الشيطان الرجي ِم وما ا ْب َت َلى الل ُه به العبا َد من ِ الثانية جه ُة
ِ
العباقرة م�ن المنافقين والمرجفين والذين في ِ
والوكالء ِ
والكفار ِ
الدجاجلة ِ
ألس�نة
قلوبهم مرض ومن تبعهم من المس�تغفلين من أمة اإلس�الم بعلم وإدراك وتسييس
متعم�د إل�ى يوم الدي�ن ومصير من ل�م يتب منهم ومن لم يتغش�اه المولى بواس�ع
رحمته إلى جهنم وبئس المصير.
ِ
رس�ول ِ
وس�نة آيات ِ
الله بالتعمق في ِ
ِ خطير ال ُي ُ
درك إال ٌ
تأصيل ِ
الباب وتحت هذا
َ
ٌ
ِ
والمواقف ِ
والمدلوالت ِ
الش�رعية ِ
والمواقف ِ
المدلوالت ِ
وطول النَّ َظ ِر في ِ
الله m
ِ
الوضعية (ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [يوسف.]21:
المتناو ِلة
ِ ِ
الس�اعة ِ
عالم�ات ِ
أحادي�ث تناث�ر من
َ التعري�ف عل�ى ما
ُ ويطل�ق ه�ذا
ُ
رسول ِ
الله ِ المراحل ،س�واء ما كان منها على ِ
عهد ِ ِ
وتنفس�ات ٍ
وإش�ارات ٍ
بش�ارات
ً
ِ
وبعض ِ
والصحابة ِ
ل�آل ِ
البش�ارات َ
ش�أن بعده ،ومنها ما َ
تناول mأو م�ا كان من ِ
بخير ِ
األفراد ٍ ِ
بع�ض كر ِ ِ ِ َتنَ ُّفس ِ
المراحل وامتداد اإلس�الم ف�ي األرض ،ومنها ذ ُ �ات َ
ِ
واإلش�ارة ،كبش�ارته بباقر العلم في آل ِ
الداللة فيما يأتي من الزمان إما باالس� ِم أو
أل طباق األرض علم ًا ،وباإلمام ٍ
قريش � يم ُ البيت ،وبعال ِم مك َة � وفي رواية :عال ِم
المهدي وعيسى ،وغيره من نماذج البشارات باألفراد والشخوص . ِّ
ِ
والعدال�ة أيض ًا ،وخاصة عند ِ
والس�ند ِ
الحصانة البش�ارات في ِ
باب ُ ُ
وتدخل هذه
احت�دام األم�ور وص�دور القذف والتهم�ة من بعض المس�لمين لبع�ض آل البيت
والصحاب�ة والتابعين وم�ن تبعهم بإحس�ان فتكون أحاديث البش�ارات والحصانة
وس�المة التلق�ي خير حماية ألولئك من ِ
ألس�نة أه�ل الفتن والفت�ن المضلة ومنها
أحادي�ث الس�المة م�ن الفتن وتوجيهات الرس�ول في ش�أن م�ا يفعله المس�لم إذا
أس�يلت الدماء بين المس�لمين ،واحتدم أمر الناس واختلفوا على كرس�ي الحكم
والعلم.
واعتن�ت ه�ذه األحاديث بصفة العل�م والمواقف الواجبة فيه�ا كقوله « : mإذا
�اب ك ُِّل ِذي َر ْأ ٍي بِ َر ْأيِ ِه ،
وه ًوى ُم َّت َب ًع�ا ،و ُد ْن َيا ُم ْؤ َث َ�ر ًة َ ،وإِ ْع َج َ �ح ًا ُم َطاع� ًا َ ، �ت ُش ًّ َر َأ ْي َ
ك ِم ْن َأ ْم ِر ال َع َوا ِّم»(.)1 ك بِخُ َو ْي َص ِة َن ْف ِس َ
ك َو َد ْع َ َف َع َل ْي َ
وكتوجيه�ه mبق�راءة فواتح س�ورة الكهف على الدج�ال ،ويدخل فيها كل ما
يتعل�ق بالتحص�ن من الفت�ن كاألدعية الواردة ف�ي ذلك واآلي�ات المجربة للحفظ
يك بِن ِ
َفس َ
�ك» و«س�نن الترم�ذي» ( )305٨بلفظ : (« )1س�نن أب�ي داود» ( )4341بلفظ َ « :فع َل َ
ليك ُخويص َة ن ِ «بِخَ اص ِة ن ِ
َفسك» . ك» و«سنن ابن ماجه» (َ « )4014ف َع َ َ َ َفس َ َّ
(« )1الس�نن الكب�رى» للبيهقي ( ، )20911و«مس�ند الب�زار» (« ، )9423تاريخ دمش�ق» البن
عساكر (. )39 :7
&
29 & ,X HI M & X &µ & 2 & ! =&% ',µ !& '& 2 $ $ $ ,
6 & 0/ s
علوم الكونيات
& ~& @ @ & ! @& 1 ¿+&e@A 71ÈNÕ7Y!C¢
"&: -+ jZ[ JKL @+ A} u + "
##
F
A 1 + }
A u <
¹º "
##
F
A
والكوارث
واألشراط وه�و ما يخص األحاديث واآلي�ات في التغيرات والتحوالت المش�ار إليها في
أحادي�ث عالم�ات الس�اعة بالخس�وفات والك�وارث والبراكين كالن�ار والدخان
والخس�ف والق�ذف والمس�خ ،والدج�ال ويأج�وج ومأج�وج والداب�ة ،والن�ار
الحاشرة ،وهدم الكعبة ،وطلوع الشمس من مغربها ونحوه .
' =&%!¹21 = s !]&'s =&s %ýª¡21 + :29 q,G & e $6 È$ $7YC¢ ,0/' &!s
Ñ
& ! ) &~! < <r&' &^r <r!& ± "& '~( ¿& @A 71NÕ
علوم ربط الديانة
بالتاريخ &Ð
وه�و العل�م الذي يخص قراءة التاريخ األبوي النبوي الش�رعي منذ بداية الحياة
ال�ى نهايته�ا ،وم�ن نهايتها إلى عالم األبدية ف�ي الجنة أو النار ،م�ن خالل القرآن
والس�نة الش�ريفة ،وما يقابل�ه من قراءة التاري�خ األنوي الطبع�ي الوضعي وتاريخ
الفص�ل بي�ن الديانة والتاريخ ،وهذا العلم يعيد قراءة القرآن قراء ًة تاريخي ًة ش�رعي ًة
مفصل ًة فيما يناسب الربط الشرعي بين الديانة والتاريخ ،من مثل :
ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﱪﺯﺥ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ:
ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻗﺎﺑﻴﻞ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ
ﺁﺩﻡ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ
ﹺ
ﻋﻠﻢ ﱠ
ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﹸ
ﻣﺎ ﳜﺺ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ
ِ
القرآنية ِ
اآليات وقائ ِع�ه على ُجم َل ٍة من وس�رد ِ ِ الت في تأصيله ويعتمدُ فِقه التَّحو ِ ِ
مادة فقه ُّ ُ
التحوالت والفت َِن و ُم ِض ّالتِها التي تك َّلم عنها . m اعة ِ أحاديث الس ِ
ّ
ِ َو
ِ ِ ِ ِ
هم . وأما كَل َم ُة الفقه في ال ُّل َغة فهي ال َف ُ
الم َق َّر ِر ،قال ِ المترت ِ ِ ُ وف�ي االصطِ ِ
الفقه في اللغة ِّب على نو ِع العل ِم ُ إدراك المقص�ود ُ الح ال َعا ِّم :
واالصطالح ين»(.)1 «من ُي ِر ِد الل ُه به َخير ًا ُي َف ِّقه ُه في الدِّ ِ َ :m
الج ِ
نايات أو ق�ه ِعامالت وفِ ِ
ِ الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ينحص ُر على فق�ه العبادات وفق�ه ُ فالفق� ُه هن�ا ال َ
ص�ول ،وإنما يفه�م ِ ِ المندَ ِر ِج تح�ت عل ِم األُ ِ ِ ِ
الفق ُه في ُ َ ُ �ي ُ ذهبِ ِّ الم َ غيره�ا من الفق�ه َ
ين�ة ُعلو ِم الدِّ ِ الحدي�ث تدُ ُّل على كا َّف ِ
ِ بأن ك َِل َم� َة الدِّ ِ
ين في الت َّ ق�ه التَّحو ِ تأصي�ل فِ ِ
ِ
ُّ
( )1متفق عليه « ،صحيح البخاري» ( )71و «صحيح مسلم» (. )1037
ّناو ُل لهذ ِ باألركان َ ِ �رع َّي ِة وااللتِزا ُم الش ِ ( � :االنقيا ُد لألحكا ِم َّ اصطالح ًا في
مس�ة) ،وال زال الت ُ الخ َ معناه الجزئي هو
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َثير من َّح�والت) ف�ي َّأول مرحل�ة األَخذ به ،وله�ذا فهن�اك الك ُ س�مى (فق�ه الت ُّ الم َّ ُ االلتزام باألركان
ؤصل منه ٍ ٍ ِ ِ الم ِ ِ ال ُق
وتأصيل لما لم ُي َّ لم إلى ُمتابعة يحتاج فيه هذا الع ُ ُ عرف ِّي الذي ص�ور َ الخمسة
ِ واه ِرلمي بين ال َّظ ِ ٍ ِ ِ
تجاوزوا المؤ ِّلفي َن قد َ أن كثير ًا من ُ وخاص ًة َّ َّ واألحاديث ، وربط ع ٍّ َ
ِ ِ
والربط بينها وبين وقائ ِع األحوال حتى ِ ِ ِ ِ
الساعة َّ المش�روع في تفسير عالمات ّ َ الحدَّ
َ
َّحليل والت ِ
َّعليل . ِ ُحمدُ ُعقبا ُه في الت أ َّدى ذلك إلى ماال ت َ
وسن َِّة نَبِ ِّي ِه ُم َح َّم ٍد
كتاب الله تعالى ُ
شرعي مو َّث ٌق في ِ ِ
ٌّ ُ
اعة ِعلم ِ
ٌ
بعالمات الس ِ
َّ
ِ لم
إن الع َ
َّ ِ ثمرة العلم
المعا َل َج ِة �س ُ فص ُح عن ُأ ُس ِ والتأصيالت ما ي ِ
ُ
ِ ِ
َّفصيالت mوفي�ه من الت َِّبيين�ات والت بعالمات الساعة
هي جمع األمة
وخاص ًةَّ واإلقليم ِّي والعا َل ِم ِّي ،
ِ الم َح ِّل ِّي لمش�اكل الحياة على ا ُلمستَوى َ
ِ ِ ِ
حيحة الص
َّ على القواسم
َّص النَّ َب ِو ِّي سن َأ َد ٍ وح ِ ٍ
دراسة هذا الفقه بِ َر ِو َّية ٍّ ِ ِ ِ
ب مع الن ِّ وتأن ُ عندما يعو ُد ال ُعلما ُء الى َ المشتركة ورفع
ُ
فيكون العل ِم ،بالله س�بحانه وتعالى لخدم ِة هذا ِ العالقة ِ ِ ات في وس�المة تَوج ِه النِّي ِ ِ وعي الخاصة
َ َّ َ ُّ
ِ والعامة
�م شرع َّي ٍة ِ ِ
وجمع كَل َمة ال ُعلماء من هذه األُ َّمة على َقواس َ
ِ ِ
ُ ِ
الباطل الح ِّق من إيضاح َ ُ به
ديد � ولو ِمن واألجيال بعا َل ِمي ِة ( )1منه ِج النُّبو ِة الس ِ
ُ َّ َّ َ َ َّ ِ ِ
�عوب بط ُّ
الش ُس�هم في ر ِ
َ واع َية ت ِ ُ
ِ ٍ
( )1العالمي�ة ف�ي منهج النبوة يقابل في معالجته واس�تيعابه الواس�ع مراح�ل العلمانية والعلمنة
والعولم�ة باعتبار أن هذه التعريفات مراحل جزئية وضعتها الظروف السياس�ية المتحولة ،
أم�ا عالمي�ة منهج النبوة ( العالمية) فهي كالم الله تعالى وس�نة نبي�ه mالمحصن بالوحي
والعصمة .
خطير ًة َ ِّ�ب على المبا َد َر ِة والمس�ار َع ِة � إال أم�ور ًا المترت ِ ِ
�ر الواعي ال�ى ا ُلمراد ُ إلى ما يحل النَّ َظ ِ
ِ الخفاء ِضدَّ كم في كا َّف ِة ُش�ؤونِ ِ باألمة عند انقطاع
سياسة شير ِضمن ًا إلى ُ ُ ي َّه
ن وكأ � كم في ر ب
َّ ُ ُدَت ً
ا �ؤون وش ُ األعمال
عوب بالتَّجويع والتَّروي ِع الش ِ ِ
الشيطان وأتباعه و ُع َمالئه الذين يعملون على احتناك ُّ ِ ِ ِ ِ ِ َّ
ِ ِ
فيجر ُعونكم والتَّطبي� ِع والتَّطوي ِع � حتى يمتَلكون رقا َبكم وحاض َركم و ُمس�تَق َبلكم ِّ
المطغي ..إلخ . ِ ُغ َّص َة ال َف ِ
المنسي � كما َس َّماه � mوالغنَى ُ قر ُ
ِ
االقتصاد ِّي ِ
ياس�ات الدَّ ْج ِل ويعيش� ُه العالم ُك ُّل ُه من ِس ُ تعيش�ه األُ َّم ُة اليو َم
وهذا ما ُ معنى «الفقر
�ي وإلى ِ ِ ِ ِ ِ ِ �وي والدَّ َج ِ المنسي»
غير �ي والدِّ ين ِّ والسياس ِّ�ي وال َّثقاف ِّي ِّ اإلعالم�ي والتَّعليم ِّ
ِّ �ل الر َب ِِّّ
ِ ِ ِ ِ ِ
االقتصادي ف�ي العالم ُيعدُّ ون ال ُعدَّ َة
ِّ �ي
السياس ِّ فالم َتنَ ِّفذون من َح َم َلة ال َقرار ِّ ذل�كُ ،
جيز ٍة
مات َو َالمهالك بِك َِل ٍ ِ عوب من هذه الش َ حذ ُر ُّ َّبي ُ mي ِّ الم َبر َم ِج والن ُّلهذا ال َف َش ِل ُ
عميقة المعنى .ِ قصير ِة المبنى ٍ
بارات ِ
وع
َ
( )1وهم�ا ف�ي الصفحة الماضي�ة قوله « : mب�ادروا باألعمال فتنا كقطع اللي�ل المظلم يصبح
الرج�ل مؤمنا ويمس�ي كافرا ويمس�ي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بع�رض من الدنيا قليل»
وقوله « : mبادروا باألعمال س�بعا ،هل تنتظرون إال فقرا منس�يا ،أو غنى مطغيا ،أو مرضا
مفس�دا ،أو هرما مفندا ،أو موتا مجهزا ،أو الدجال فش�ر غائب ينتظر ،أو الس�اعة والساعة
أدهى وأمر» .
( )1وهي تس�مية حديث�ة ُأطلقت على مظاهر الزواج التقليدي بعد أن ش�عروا بأهميته ،ويقابلها
ما تم تقنينه لديهم مؤخرا كزواج المثليين (الرجال بالرجال والنساء بالنساء) ،وسائر أنواع
العالقات المشبوهة التي أقيمت لها مؤسسات الخنا والفجور بحماية الحكومات .
ِ
اإلنجاب من ِ
الش�عب عل�ى يائس�ة لتش�جي ِع ِ
أبناء ٍ ٍ
بمحاوالت ( )2واآلن تق�و ُم هذه الحكومات
ِ
العمل ٍ ِ
الوالدين تس�هيالت في ِ
ومنح ِ ِ ِ ِ
المعونات المخصصة لألس�رة واألطفال ِ
زيادة ِ
خالل
ِ
والضريبة ،وينادي البعض باالس�تعانة بالعمال األجانب بالهجرة والتجنيس لس�د الفجوة
التي تتركها معدالت تراجع المواليد ؛ ولكن الخوف من فقدان فرص العمل يجبر الكثيرين
على رفض هذه الفكرة .
( )1ه�ذه اآلي�ة الكريمة حجة بينة على أهمية علم الس�اعة ،وضرب األمثلة لمعرفتها ومناقش�ة
ش�ؤون مس�تقبلها ،ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ قال في التفس�ير :أي :إن عيس�ى
عالمة على قرب الساعة ،سواء من حيث نزوله من السماء وكشف كذب اليهود والنصارى
القائلين بقتله وصلبه ،أو من حيث إقامته الشريعة اإلسالمية على دين ورسالة النبي محمد
، mوكال األمري�ن ال يدركهم�ا الكف�ار والمش�ركون إال كم�ا يس�معون ذلك م�ن اليهود
والنصارى بتفس�ير مخالف للحقيقة ،ولهذا لم�ا قال تعالى ( :ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ
كمثل لِ َما
ٍ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) [الزُّ ُ
خ�رف ]57:أي :لم�ا ذك�ر عيس�ى بن مريم في الق�رآن
عبده ال ُك ّفار من اآللهة من دون الله ،إذا مشركو قريش يضجون وترتفع أصواتهم بالصياح
قائلي�ن :أه�ذا لنا وآللهتنا أم لجميع األمم؟ فقال : mهو لكم وآللهتكم ولجميع األمم ،
فقال ابن الزبعري :قد خصمتك ورب الكعبة ! أليس�ت النصارى تعبد المس�يح ؟ واليهود
يعب�دون عزي�را ؛ فإن كان ه�ؤالء في النار فقد رضين�ا أن نكون نحن معه�م وآلهتنا معهم !
فس�كت النبي mوضحك المشركون وضجوا وارتفعت أصواتهم فأنزل الله :ﮋ ﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ ،ق�ال القرطب�ي :ول�و تأمل اب�ن الزبعري
اآلي�ة م�ا اعترض عليه�ا ألنه تعال�ى ق�ال :ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ ولم يق�ل :ومن
تعبدون ،وإنما أراد األصنام ونحوها مما ال يعقل ولم يرد المسيح وال المالئكة ؛ ألنها مما
يعقل ،فنفى معنى اآلية عنها ..كما اعتقدوا « .صفوة التفاسير» (. )162 :3
(« )1الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي ( )1354و«ميزان االعتدال»
للذهبي ( )7٨٨7وفي «السنن الواردة في الفتن» للداني (« : )2٨7إذا ظهرت البدع ،وشتم
أصحابي ،فمن كان عنده علم فليظهره ،فإن كاتم العلم حينئذ ككاتم ما أنزل الله» .
(« )2السنة» البن أبي عاصم ( )994و«المعجم األوسط» للطبراني (. )430
ت فِ ْتنَ ٌة ُمن ُْذ كَانَت الدُّ ْن َيا
ِ «و َما ُصن ِ َع ْ
(« )3مس�ند أحمد» ( )23304و«صحيح ابن حبان» بلفظ َ :
َص ِغير ٌة َو َال َكبِيرةٌ ،إِ َّال َتت َِّض ُع لِ ِف ْتن َِة الدَّ َّج ِ
ال» . َ َ
(« )1المعجم الكبير» للطبراني ( )433( )194 :20وفي «مسند أحمد» (َ ..« )15649ي ِعي ُب ُه.»..
(« )2مسند أحمد» (. )22160
( )3وف�ي «المعج�م الصغي�ر» للطبراني ( )3٨7و«ش�عب اإليم�ان» للبيهق�ي ( )4٨92وذكره
األلبان�ي ف�ي «صحيح الجام�ع الصغير» (« : )2575أول ما يرفع م�ن الناس األمانة ،وآخر
ما يبقى الصالة ،ورب مصل ال خالق فيه» وعزاه للحكيم الترمذي ،وفي «شعب اإليمان»
بلفظ « :ال خير فيه».
(« )4تاريخ دمشق» البن عساكر (. )447 :39
مجام ِعهم ونواديه�م وهو ما ِ الش�ذو َذ ال�ذي كان عا َد ًة م�ن عاداتهم ف�ي ومارس�وا ُّ
جار ِة .
مي بالح َ
ِ بالر ِعذ َبهم الله َّ األخالق ِّي ،وقد َّ ِ ف بالت ََّح ُّل ِل عر ُ ُي َ
والح ِ ِ قائم ًة على الت ِ ِ وأما قو ُم ُش ٍ
بوب الس� َل ِع ُ ِّجارة وتبا ُدل ِّ َ حضارتُهم َ َ �عيب فكانت تجارة قوم شعيب
فعذ َب ُهم الل ُه ب الما ِّد ِّي َّ ، المكس ِ يف َبحث ًا عن َّطف ِ
بالغ ِّش والت ِ ون ِ ولكنَّهم كانوا يتعا َم ُل َ والرجفة
َ
بالرج َف ِة .
َّ
المتفر َع ِة
ِّ ناعات
ُ والصالزرا َعة ِّ
إنجاح ِّ ِ ٍ قائ َم ٌة على وأما قوم س�بأٍ كانت حضارتُهم ِ
َ َّ ُ َ َ عمران قوم سبأ
ي�س ،إال َأنَّهم كفروا ِ عنه�ا واإلب�دا ِع ال َفنِّ�ي في المعم�ار ،كما هو ف�ي َع ِ ِ والسيل العرم
�رش َبلق َ
الس�دَّ ،وكان س�بب ًا ف�ي ِهجراتِهم �يل ال َع ِر ِم الذي َهدَّ م َّ فعذ َب ُه�م الل ُه بِ َس ِ وأعرض�وا َّ
س�ور ِةَ ووص َفهم الله في �مس َ الش َ الواس� َع ِة ،وكانوا يع ُبدُ ون َّ وانقط�ا ِع حضارتِه�م ِ
َ
يمان ش :ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ دهد ُس َل َ ِ الن ِ
َّمل بقوله ُم َع ِّبر ًا عن قول ُه ُ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﮊ [النمل. ]24 :
الزرا َع ُة �ة ،ومنها ِّ إبداعات متَنو َع ٍ
ٍ الفرعونِي� ُة فكانت ِ
قائ َم ًة عل�ى وأم�ا الحض�ار ُة ِ الحضارة
ُ ِّ َّ َ
ِ
اإلدار ِّي المعاد ِن ونِظا ِم الري والس ِ
�دود والنِّظا ِم ِ ِ
واس�تخراج ِ
البناء والصنا َع� ُة و َف ُّن
الفرعونية وتعدد
ُّ َّ ِّ ِّ العقوبات
فعذ َبهم حر أمامه َّ الس ِ في همفكذبوه وأظهروا مهاراتِ َّ موس�ى لهم الله َ
وبعث
ِّ ُ ُ ش
ِ ِ ِ
فاد ِع والدَّ ِم ُ ،ث َّم كانت نها َي ُة حضارتهم والض ِ ِ
كالجراد وال ُق َّم ِل َّ ِ
العذاب ِ
بأصناف الله
كائ ٌن» صر ِه « mوما هو ِ قبل َع ِ تصا ُع ِد ّي ًا قو ُل ُه ؤ « :فأخ َب َرنا بما كان» ،أي :ما َ
(« )1صحيح مسلم» ( ، )2٨92وانظر «إتحاف الجماعة» للتويجري (. )14 :1
قضائ ِه
ِ ويسأل الل َه العافي َة فيما ُيجريه ِمن
ُ الفت َِن و ُم ِض ّالتِها ،
لجأ ِمن ِ
َفس ِه َمالذ ًا أو َم ً
لِن ِ
جاج َل ِة الذين
�ل والدَّ ِيمن َِة الدَّ َج ِ
يض َة اإلس�ال ِم م�ن َه َ
و َق�دَ ِر ِه عل�ى ِع ِ
باده أن يح َف َظ َب َ
حرف�ون الك َِل َم ع�ن مواضع�ه (ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ) ُي ِّ
[المائدة. ]64:
(« )1سنن ابن ماجه» ( )207( )203و«مصنف ابن أبي شيبة» (. )9٨02
ِ ِ
َت َأ ْو َذم َ
يم ًة ، السنَّ ُة ال َّط ِري َق ُة َو ُّ
السنَّ ُة ِّ
الس َير ُة َحميدَ ًة كَان ْ (« )2لسان العرب» ( ، )225 :13وفيهَ :و ُّ
ف. وا ْلجمع سنَن ِم ْث ُل ُ :غر َف ٍة و ُغر ٍ
ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ٌ
«م ْن َأ ْح َيا ُسنَّ ًة ِم ْن ُسنَّتِي َف َع ِم َل بغير عل ٍم .وفي ذلك يقول َ : m المسلمون بعل ٍم أو ِ
ور ِه ْم َش ْيئًا َ ،و َم ْن ا ْبتَدَ َع بِدْ َع ًة َان َل ُه ِم ْث ُل َأ ْج ِر َم ْن َع ِم َل بِ َها َال َينْ ُق ُص ِم ْن ُأ ُج ِ
َّاس ك َ بِ َها الن ُ
َار َم ْن َع ِم َل بِ َها َش ْيئًا»(.)1 َار َم ْن َع ِم َل بِ َها َال َينْ ُق ُص ِم ْن َأ ْوز ِ َفع ِم َل بِها ك َ ِ
َان َع َل ْيه َأ ْوز ُ َ ُ
ِ
موقعه ِ
البدعة إلى تعريف
َ ِ
الس�اعة قد أعا َد ِ
وعالمات ِ
التحوالت وبهذا يكون فق ُه البدعة في فقه
الشرعية للنبيِ ِ
المواقف فتكون البدع ُة األنوي ُة هي مخالف ُة ُ السياس�ي، األساس�ي ال التحوالت هي
ِّ ِّ
ِ ِ ِ مخالفة المواقف
الدين ،أما مفهو ُم البدعة الش�رعية التي ِ mوخلفائه الراش�دي َن المهديي َن إلى يو ِم الشرعية وفي
الس�ن َِن ِ ِ َأ َّص َل َها الفقها ُء فهي مخالف ُة
النبوي واألحكا ِم الش�رعية لما َث َب َت من ُّ ِّ الهدي الفقه الشرعي هي
األصول ومخرجاتِه وثمراتِه . ِ ِ
المرتبطة بعل ِم ِ
والتقريرية ِ
والفعلية ِ
القولية مخالفة األحكام
الشرعية والتي
نفس�ه وق�ال له « :ال أن َي ْخ َل َع َ عفان ي�و َم ِ
الدار ْ َ َ
عثم�ان ب َن النبي m
وله�ذا نه�ى ُّ سمتها النصوص
َ
لعثمان يو َم تَخْ َل ْعه�ا َو ُص ْم ذلك اليو َم ُت ْفطِ ْر ِعن ِْدي»( . )2قال عبدُ الله ب ُن ُع َم ٍر v (الهدي)
فيكون ُس�نَّ ًة ُ :ك َّلما ك َِر َه قو ٌم خليف� ًة َخ َل ُعو ُه
َ َخ َل�ع َق ِميص ِ ِ
َ
علي�ك الله َ ال�دار ( :ف�ال ت ْ ْ
َو َق َت ُلو ُه)(.)3
العباس�ي ،وكلما ك َِر َه ِ
العهد ِ
الضعف من ِ
مرحل�ة �خ ْت هذه البدع ُة في وق�د ت ََر َّس َ
ِّ
العجم خليف ًة َخ َل ُعوه أو َق َت ُلو ُه .
ُ
والجميل أن اإلمام أبا عوانة اإلس�فراييني ( 316ه�) صاحب «المس�تخرج على صحيح
وترجم في «كتاب األم�راء» ( )420 :4بقوله :
َ مس�لم» فرق بين الهدي والس�نة حين َعن َْو َن
بي�ان ذك�ر الخبر الموجب طاعة اإلمام وإن لم يهتد بهدي النبي mولم يس�تن بس�نته وإن
ضرب ظهور رعيته .
(« )1سنن ابن ماجه» (. )209
(« )2الكامل» البن عدي ( )590عن أنس ؤ .
( )3ذكره القرطبي في «التذكرة» ص(. )1067 :1
الت“ قه التَّحو ِ ؤون ”فِ ِ ش�رعي ًة لما لم يتأصل من ُش ِ ِ فتكون ُس�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة هنا ُح َّج ًة
ُ
ُّ َّ َّ
ب الس ِ ِ العقيدة َّ ِ ِ
لوك . والشري َعة ومرات ِ ُّ في
الل�ه « : mمن س�ول ِ الل�ة :ما رواه أب�و هرير َة ؤ قال :قال َر ُ ق�ه الدِّ ِ
وم�ن فِ ِ
ث حديث ًا ف َع َط َس فهو َح ٌّق»(.)5 َحدَّ َ
والفت َِن و ُم ِض ّالتِه�ا ،وما ينت ُُج عنها من االنحرافات ِ
ِ االس�تدالل بها عل�ىُ الثاني: االستدالل بها
ِ ِ ٍ وفس�اد في الدِّ ِ
يان�ة والتَّد ُّي ِن ، ٍ ٍ َح�و ٍل
واالرتباطات ، العالق�ات وإفس�اد في ودمار عن االنحرافات ت ُّ
ِ والفتن
نح ِر َف ِة ِ ِ ِ ِ ِ
بض لل ُعلماء ،وإعداد الواق ِع المخ�دو ِع ل َقبول ال َبرام ِج ُ
الم َ
َق�ض ِ
للعل ِم و َق ٍ ٍ ون
وأن هذه االجتماع َّي ِة َّ ،
ِ ِ
والحياة ِّجار ِة واإلع�ال ِم ِ ِ
ف�ي التَّربِ َية والتَّعلي ِم واالقتصاد والت َ
رع ِّي في الش ِ
َّأصيل َّ ِ وإحداث في قواعد التٌ دع ٌّيمور الحياتِي ِة أمر بِ ِ ِ
اإلدخاالت في األُ ِ
َّ ٌ
ِ
واآليات َّبو َّي ِة ِ
األحاديث الن ِ خالل اس�تِ ِ
قراء ِ ف ذلك من ويعر ُ
أم�ري الدِّ ي�ن والدُّ نيا َ ، َ
(« )1الف�ردوس بمأثور الخط�اب» للديلمي ( )3439و «صفة النف�اق وذم المنافقين» للفريابي
(. )94
(« )2فيض القدير» للمناوي (. )101 :4( )4677
(« )3سنن أبي داود» ( )4297وقد تقدم ص . 45
( )1المقص�ود بالمثل�ث المدم�وج :الثالث�ة الثواب�ت المتداخلة في بن�اء األجيال وه�ي التربية
والتعليم والدعوة الى الله .ومعنى (المدموج) أي :المتداخل بعضه في بعض عند دراسته
كالتداخل في دراسة اإلسالم واإليمان واإلحسان .
(« )2صحيح البخاري» (. )1471
( )3تركة الرجل المريض :هي رقعة العالم اإلس�المي التي كانت تحت الدولة العثمانية حاملة
الق�رار اإلس�المي قبيل مرحل�ة االس�تعمار وقد تكالب�ت عليها األم�م األوروبي�ة واليهود
وأطلقوا عليها في رس�ائلهم (تركة الرجل المريض) رغبة منهم في تقس�يمها والتهامها وقد
فعلوا ذلك خالل الحربين العالميتين األولى ثم الثانية .
( )4أكلة القصعة :تعريف نبوي لألمم األوروبية المش�تركة في نزع القرار اإلس�المي وتقس�يم
ب�الد المس�لمين والس�يطرة على ثرواته�ا التي عبر عنه�ا mبمفهوم (القصع�ة) وعبر عن
المستعمرين بمفهوم (األكلة) .
اإلجابات ..وإنَّما ِ الت ؛ ولكنه ال َيصن َُع األسئ َل ِة يجيب عليها فِقه التَّحو ِ ِ ك ُُّل هذه هل ثمة عالج؟
ُّ ُ ُ ُ
ات ال َع َم ِل َّي ِة للكيفي ِ
َّ
ِ الواع َي ِة
ِ القرا َء ِة اإلنسان أمام مسؤولياتِ ِه ،ويمنَحه نصيب ًا من ِ
ُ َّ َ يضع
ُ
وكيف وما هي
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وسائله؟ هذا
ص المعا َل َجة ،وهذا الس�ال َمة وس�المة ُف َر ِ ص َّ علي ل ُف َر ِ َّطبيق الف ِّ المس�اعدَ ة على الت ِ ُ الفقه يجيب
قهالت مقرون ًا بِ ِف ِ قه التَّحو ِ �ة فِ ِ مق الواعي لِدَ راس ِ عرف إال بال ُع ِ ِ
ُّ َ خاص ال ُي َ ٌّ لم وحده ع ٌ على األسئلة
صوص ..لماذا ؟ ِ اإلحسان ُ
بالخ ِ ولكن ال يصنع
اإلجابات،وإنما
�رع ِّي وفِق َه الش ِ عي َّ بالو ِ ن�وح َ والج ِ �ف س َّ�ر االنح�راف ُ
ِ يكش ُ ِ الت ِ ألن فِق�ه التَّح�و ِ
ُّ َّ َ يضع اإلنسان أمام
ِ بعي ِ ِ ، ِ ِ ِ
ويبر ُز س َّ�ر القضاء وال َقدَ ِر فيم�ا يجري به ُ
األمر المن�ز َع ال َّط َّ َ �ج اإلحس�ان ُيعال ُ مسؤولياته
( )1ليس المقصود بالس�كون ترك الخدمة لإلس�الم والمس�لمين ،وإنما ترك المنازعة في شأن
القرار واالهتمام بشأن عوامل االستقرار .
( )2سبق تخريجه ص.131 ، 115، 105
( )3الخلفاء األربعة في التقس�يم المتداول ينحصر في الخليفة األول أبي بكر ثم عمر ثم عثمان
ث�م علي ، nأما فقه التحوالت فيجعل الخالفة الراش�دة في خمس�ة وآخرهم اإلمام
الحس�ن ب�ن علي ؤ وهو الخليف�ة الخامس بالنص النب�وي ِ :
«الخ َال َف ُة َث َال ُث َ
�ون َع َام ًا» ،
ث�م يلحق بهم الخليفة الس�ادس عمر بن عب�د العزيز في مرحلة الحك�م العضوض بالتبعية
والمشابهة .
( )4سبق تخريجه ص . 71 ، 26
ف ي�ره ،مع المحاف َظ ِة على َش�ر ِ ياس� َّي ِة لِ َغ ِ الخال َف ِة الس ِ َرك ِ اجته�اده في ت ِ ِ أمانَتِه�ا ُث َّم
وتعطيل نصوص
َ ُ ِّ أحقيته باألمانة
موقف ُيقتَدَ ى بها . ٍ سلمين ،وهذه ُسنَّ ُة ماء الم ِ قن ِد ِ ِ وح ِ
واألخالق ة النُّبو ِ
ُ َ َّ ُ عند من يقول
رع ِّي من قولِ ِه « : mإنَّ ابني هذا الش ِ ِ
ص َّ وم َعدَّ ٌل بال َّن ِّ مدعوم ُ ٌ الح َس ِن هذا ف َ وموق ُ بأحقيته
سلمين»(.)1 الم ِ َين من ُ صل ُح الل ُه به بين ِف َئت ِ موقف اإلمام َس ِّيدٌ وس ُي ِ
الخ ِ الت ه�و ِ قه التَّحو ِ واإلمام الحس�ن ؤ ف�ي فِ ِ الحسن v
لف�اء الذين جمعوا بين آخ ُر ُ ُّ ُ َ َ ُ من الحكم
مواق َفهم نَبِ ُّين�ا ُم َح َّمدٌ ، m لفاء الذين عَ�دَّ َل ِ الخ ِ آخ ُ�ر ُ والعل ِم ،وهو ِ ق�رار الحك� ِم ِ ِ
ُ
ِ
الحك ِم والعل ِم ، ِ ِ ِ
فاألمر قائ ٌم على االجتهاد َّ ِ ِ ِ
الذات ِّي في قضايا ُ ُ وأما من جاء من بعده
َّعليل ال يق َتبس من فِقهِ ِ
أجر واحدٌ ( ،)2وهذا الت ُ ُ َ ُ أصاب فله أجران و َمن أخ َط َأ فله ٌ َ َف َمن
قه التَّحو ِ
الت . المعروف ِبف ِ ِ السا َع ِة ِ ِ ِ األصول وإنَّما ُع ِر َ ِ
ُّ ف من فقه عالمات ّ
ف ف�ي فِ ِ ِ ِ
قه عر ُالراش�دين م�ن بعده هي م�ا ُي َ وس�نَّ ُة الخلف�اء َّ الرس�ول ُ m وس�نَّ ُة َّ ُ
ف ِحيالِهِ موق ٍ �ف ،وهو االلتِزام بِ َفح�وى النَّص أو اتِّخ�ا ُذ ِ المواق ِ ِ ِ
َّح�والت ب ُس�نَن ِ ِ
ِّ َ ُ الت ُّ
�ن ،وقد تقدم ال�كالم عنها في فصل (س�نة المواقف ب ُم َع َّي ٍ �ف ال َع َم�ل به لِ َس� َب ٍ يوق ُ ِ
والداللة) .
عاد ٍل َر ِض َي ف إم�ا ٍم ِ موق ِ
ب ِ �رع َّي ِة بِ َس� َب ِ الش ِ ُّصوص َّ ِ ف ال َع َم ُل به من الن وك ُّلم�ا تو َّق َ
الت يج َع ُ�ل من هذا ففق�ه التَّحو ِ منص�وص ِ
ٍ تن�از َل ع�ن َح ٍّق �ف أو َ االلتِ َ�زام بالتَّو ُّق ِ
ُّ ُ َ
ِ
َجدِّ ُسنَّ ًة ُيقتَدى بها إلى يوم القيا َمة ،كماهو في ُص ِ ِ ف المست ِ الموق ِ
ِ
الح َسن لح اإلما ِم َ ُ
تنازلِ ِه عن الح َس�ن ب�ن َع ِل ٍّي ؤ ف�ي ُ يج�وز ِألَح ٍ حي�ث الُ
يعيب اإلما َم َ َ �د أن ُ َ
ِ ٍ الحك� ِم لِ َغ ِ ِ
ن ؤ اإلمام الحسين الح َس�ي َيعيب اإلما َم ُ ي�ره وهو َأ َح ُّق به ،كم�ا ال يجوز ألَ َحد أن َ ُ
vخرج ِ
وجوده ِ
بسبب يستبيحها البغا ُة شرف حرمتِه أن ال ِ روج حفاظ ًا على اختيار ِه ُ
ِ
َ الخ َ في
راغبا في
�عي إليه�م راغب ًا في ت ِمن َبي َع ِة ِ ِ ِ في�ه ( ،)1ولِل َّت َثب ِ
اإلصالح ،فكان اإلصالح في أمة ِ الس َ أهل العراق ُث َّم َّ ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
جده ى �هاده َو َم ْن َم َع ُه است ْش َالم ْبغضين م ّما َأ َّدى إلى ْ �ي ُ المح ِّبي َن و َب ْغ ُ ُ
َخ�اذل ُ الخ ِ
روج ت ف�ي ُ
األبرار َو َعا َم َل َأعْدَ ا َء ُه ْم بِ َعدْ لِ ِه .
ِ َر ِح َم ُه ُم الل ُه َر ْح َم َة
ُّصوصَ علي ؤ بالخال َف ِة لمن َف ِه َم الن ِ
أح ِّق َّية اإلما ِم ٍّ
ف الجدَ ُل في َ ِ
مسأ َلة َ َويتو َّق ُ َ
َّب ِ الس َ ِ
كون وااللتزا َم بما ترت َ لي ؤ ذا ُت ُه ُّ بذلك والتزم بها بعد أن َرض َي اإلما ُم َع ٌّ
رات الت�ي َأ َّدت إلى ذلك أو �رف النَّ َظ ِر عن المب�ر ِ الت ،بِص ِ قه التَّح�و ِ علي�ه نَ�ص فِ ِ
ُ َ ِّ َ ُّ ُّ
خاص ٌة ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الت في فقه العالمات لها ُس�نَّ ٌة َّ َّحو ُ كانت س�بب ًا في َصرف الخال َفة عنه ،فالت ُّ
ِ
اإليقان . اإلحسان ومراتِ ِ
ب ِ المسؤول من ِ
أهل ِ األثبات من هذا النَّم ِ
ط َ ُ ال يع َل ُمها إال
الخاص ِة َّ ِ
ُّصوص عات قرا َء ِة النَّاريخ السلبِي ِة أو من تَبِ ِ ِ ِ
الركا َم من حوادث الت ِ َّ َّ إن هذا ُّ َّ
الت في �ل التَّحو ِ الل ِ
مراح ِ ي�ت ، nوما ُظ ِلموا فيه ِخ َ َ�ة آل الب ِ ق�وق ومكان ِبِ ُح ِ
ُّ َ
يت عض هذا األمر قضي َة الدِّ يان َِة ُك ِّلها ؛ لن يعيدَ َآل الب ِ وجعل ال َب َ َ اإلس�المي الت ِ
َّاريخ
َ ُ َّ َ ِّ
إلي من أن ( )1وقد قال ؤ ( :والله ألن ُأقتل خارج ًا منها ٍ
بشبر – أي :أرض الحرم – أحب ّ
كنت في جح ِر ٍ
هامة من هذه الهوام الستخرجوني حتى وايم الله لو ُ ُأقتل داخ ً
ُ ْ ال منها بشبر ُ ،
في حاجتهم ،ووالله ل ُيعتَدَ َّن َّ
علي كما اعتدت اليهود في الس�بت) «تاريخ الطبري» َيقض�وا َّ
(. )3٨5/5
فقل�ت :لوال أن ُيزري ذلك
ُ وعن ابن عباس ؤ قال( :اس�تأذن حس�ي ٌن في الخروج ،
علي أن قال :ألن ُأقتل بمكان كذا
بيدي في رأس�ك ،قال فكان الذي ر ّد ّ
لش�بكت َّ
ُ بي أو بك
إلي من أن يس�تحل بي حر ُم الله ورس�وله ،قال :فذلك الذي َس َلى بنفسي عنه)
أحب ّ
وكذا ُّ
«المعجم الكبير» للطبراني (. )2٨59
وقد أفضنا الكالم عن حقيقة موقفه ؤ في كتابنا «س�المة الدارين في دراس�ة موقف
السبطين العلمين ريحانتي رسول الله mاإلمام الحسن واإلمام الحسين ء» فانظره.
نازعوا قرار ًا شرع ّي ًا وال عالم ًا والس�ال َم ِة ولم ُي ِ وهم الذين س�لكوا مس َل َك ُ
الهدى َّ
ِ الخ َلفاء الر ِ ِ
�لَّسلس ِ
تاريخ الت ُ ِ المهد ُّيون َع َبر اش�دون أو إمام� ًا َأ َب ِو ّي� ًا َن َب ِو ّي ًا َر َّبان ّي ًا .هم ُ ُ َّ
الخال َف ِة واإلما َم ِة ،أو�رعي المسن َِد ،من حصنَتهم النُّصوص ونالوا بها مراتِب ِ
َ ُ َّ َ الش ِّ ُ
َّ ِ
حرفين . وه ِ ين على ِ ٍ
بإحسان إلى يو ِم الدِّ ِ َمن تَبِ َعهم
غير ُمبدِّ لين وال ُم ِّ ديهم َ نهجهم َ
مقولة اإلمام علي �ط ، األوس ُ
َ َّاس هذا الن ََّم ُط «خ ُير الن ِ علي ؤ َ : َّف ابن أبي ش�يب َة عن ٍّ وفي ُم َصن َ
vعن النمط ِ
ويرج ُع إليهم الغالي»(.)2 يلح ُق بهم التّالي ، َ
األوسط
الك ِمعر َف ِة ِ جوب ِ الت ِ قه التَّحو ِ �ط في فِ ِ ط األوس ِ معر َف ِة النَّم ِ
وأهم َّي� ُة ِ
أهمية معرفة تاب واج َب� ٌة ُو َ ُّ َ َ ِّ
علماء النمط ِ ِ
الشرع َّي ُة ،وهم قسمان : ِ والسن َِّة ألنَّهم أوع َيتُها َّ
ِ
األوسط
ُّ
ِ ِ ِ
أل َّمة واستمرار ًا لحفظ األمانَة . ِ ِ
السال َم َة وكان موق ُف ُه رحم ًة ل ُ ِ
سم التزم َّ -1ق ٌ
مصير ُه َّ
الشها َد َة . ُ روج على ال َّظ َل َم ِة وكان الخ ِ سم التز َم االجتها َد في ُ -2ق ٌ
ِ
الس�ن َِّة ،والذين َر ُض�وا ما َر ِض َي ُه أهل ُّ بمذاهب ِ ِ ِ
المعروفة �ةالمذاه�ب األربع ِ
َ ِ
ماء . قن الدِّ ِ وح ِ ِ ِ الح َس ُن و َمن جاء ِمن بعده على
السال َمة َ طريق َّ اإلما ُم َ
يدي ِ �ب َّ ِ ِ االعت�دال والتَّوس ِ ِ
�ة أو الز َّ كمذه ِ َ خ�رى �ب األُ َ المذاه ِ �ط م�ن ُّ rدع�ا ُة أهل اإلفراط
غيرها والس� َب ِئ َّي ِة أو ِ كالراف َضة َّ
ِ ِ
المذاهب َّ ِ داخل هذه ِ �ذ من �ة ،أما ما َش َّ اإلمامي ِ
َّ
ِ والتفريط ال
يدخلون في
يدخ ُل تحت هذا التَّقس�ي ِم ،بل ربما صار مسؤوالً ُمباشر ًا وتفريط فال ُ ٍ ٍ
بإفراط مسمى النمط
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّاريخ التي �ض الت ِ ثارة نقائ ِ ودم�ار األُ َّمة من داخله�ا ،بإِ َ ع�ن الفت َِن و ُمض ّالتها األوسط
�ط ِحفاظ ًا على س�ال َم ِة الدِّ يان َِة ط األوس ِ
َ
ج�ال النَّم ِ
وس�كت عنها ِر ُ َ َ تجاوزه�ا
أل َّم ِة . ل ُ
ف دائي ِة للمخالِ ِ المجموعات الغالِي ِة اعتمادها على الن ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّظرة الع َّ ُ َ ُ َ عالمات هذه ومن من عالمات
عوب ، الش ِ مور الدِّ يان َِة في ُّ الم َبر ِم من ُأ ِ َقض ُ روب ،أو ال ُغ ُل ِّو في األحكا ِم ون ِ الح ِ وإثارة ُ
ِ
َ
مجموعات
ِ ِ اإلفراط والتفريط
قائ ِع يات الو ِ ّاري�خ ومجر ِ حواد ِ ِ المواق ِ ِ
َ ِ ُ َ ث الت والبراء على والوالء ف واعتما ُدها ف�ي
ف التي والمواق ِ
ِ ث ،وليس االحتكا َم لما جاء عنها في النُّصوص الشرع َّي ِة والحواد ِ ِ
َجدَّ ِة . يت خالل األحداث المست ِ
ُ
آل الب ِ
َّخ َذها َأئ َّم ُة ِ َ
ِ ات َ
ِِ ِ ِ
وغيرها من والمعت َِز َل ُة ُ الخوار ُج والقرام َط ُة والباطن َّي ُة ُ سمى الم َّ ويدخ ُل تحت هذا ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ورج َع عن تاب َ الح َرك َّية ،إال َمن َ ذهبِ َّية اإلس�الم َّية َ الم َ مدارس اإللحاد نماذ ِج اإلفراط والتَّفريط في َ
دال . والتز َم االعتِ َ إفراطِ ِه وتفريطِ ِه َ والعلمنة
والعلمانية
َ�ة وال َع ْو َل َم ِة والعلماني�ة وم�ا َت َف�رع عنه�ا م�ن الع ْلمن ِ
َ َ َ َّ
ِ ِ
اإللح�اد سُ ِ
م�دار وكذل�ك والعولمة
ياس�ة ( َأ َك َلة ال َقص َع�ة) وهم الذين ُيو ِّط�دون العا َل َم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المرتَب َط�ة ف�ي مرح َل�ة ال ُغثاء بس َ ُ وعالماتهم
(« )1السنن الواردة في الفتن» للداني ونحوه في «سنن ابن ماجه» (. )3959
( )2وعلى هذا الموقف يلتزم أهل النمط األوسط ما التزمه سلفهم الصالح من عدم الخوض أو
الطع�ن ف�ي الخالفة الراش�دة إلى يوم الدين ،ومن طعن فيها أو ن�ازع بعلم أو بغير علم فقد
خالف منهج النمط األوسط ونحى إلى اإلفراط والتفريط .
(« )1تفس�ير القرطب�ي» (« )391 :7التذك�رة بأح�وال الموت�ى وأم�ور اآلخ�رة» للقرطب�ي
(. )1106 :1
ً
وس�ؤاال عن ( )1وه�ذا ال يعن�ي أن غيره�م ل�م يس�معوا الحدي�ث وإنما كان�وا هم أكث�ر حفظ ًا
العالمات ،كما في قول حذيفة بن اليمان vفي ما أخرجه مسلم في الفتن وغيره قال :
«والله إني ألعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الس�اعة وما بي أن يكون رس�ول
الله mأس�ر إلي في ذلك ش�يئ ًا لم يحدث به غيري ولكن رس�ول الله mحدث مجلس� ًا
أن�ا في�ه عن الفتن فقال رس�ول الله mوهو يعد الفتن « :منهن ثالث ال يكدن يذرن ش�يئ ًا ،
ومنه�ن فتن كري�اح الصيف التي يكون منه�ا صغار ومنها كبار فذه�ب أولئك الرهط كلهم
غيري» رواه مس�لم ( ، )2٨91وفي رواية أخ�رى قال :ما من صاحب فتنة ييلغون ثالثمائة
إنسان إال ولو شئت أن أسميه باسمه واسم أبيه ومسكنه إلى يوم القيامة كل ذلك مما علمنيه
رسول الله ،mقالوا :بأعيانها؟ قال :وأشباهها ،يعرفها الفقهاء � أو قال :العلماء � إنكم
كنتم تس�ألون الرس�ول mعن الخير وأس�أله عن الش�ر ،وتس�ألونه عما كان وأس�أله عما
يك�ون) «الفتن لنعي�م بن حماد» (« )16إتحاف الجماعة» للتويجري ( )15: 1وعزاه لنعيم
بن حماد في «الفتن» وقد سبق تخريجه في مطلع الكتاب .
(« )2صحيح مس�لم» ( )2٨91و«صحيح ابن حبان» ( )6636و«المستدرك على الصحيحين»
(. )٨499
األركان َس َي َظ ُّل غريب ًا كما بدأ ، ِ باع َّي ِة
وق ِعه ِمن ر ِ
ُ
وسيعود غريبا بدأ غريب ًا ،وحتى عند إعادتِ ِه وربطِ ِه بِم ِ
َ َ َ كما بدأ
باء الذين ُيح ُيون»(، )5 العل� ِم « :فطوبى للغُر ِ إبراز هذا ِ ِ يقول ِ � mألَهمي ِ
ة ُ هذا وف�ي
َ ِّ َّ َ
َّبي ، mوهذا ِ ِ ِ ِ أي ُ :يعي�دون َش َ�ر َ
َّاس من ُس�نَّة الن ِّ ف ُرباع َّية األركان الت�ي أماتها الن ُ
ماء قد َف َّس�روا ُغر َب َة إن كثير ًا من الع َل ِ حي�ث َّ ُ الت فقط ، قه التَّحو ِ التعلي�ل خ�اص ِبف ِ ُ
ُ ُّ ٌّ
خالف على ذلك . َ عان أخرى ،وال الدِّ ين بِم ٍ
َ
ومن الثة ِ ،
األركان ال َّث ِ
ِ العل ِم ُمن َف ِرد ًا عن وقد اجتهد ُع َلماء المسلمين في ِخدم ِة هذا ِ
َ ُ
َّكرار ال ك ََمن سط ولو أ َّدى إلى الت ِ عض الب ِ أبس َط فيها ال َق َ
ول َب َ َ فدعاني ذلك إلى أن ُ
كائ ٌن بعده مما أط َل َع ُه الله عليه ،أن النَّبي mأخبر أصحابه بِك ُِّل ما هو ِ
َُ والمقصو ُد َّ َّ
صداق ك ُِّل ما أخبر به ِم َّما سيأتي بعده إلى ُ وحدَّ ث بذلك أصحا َب ُه nوظهر ِم
ِ
يومنا هذا .
�يرتِ ِه ِ
كره جما َع� ٌة م َّمن أ َّلفوا في س َ
ِ �ة فتك َّف َ�ل بِ ِذ ِ ِ الماضي ِ
َ
ِ فأم�ا م�ا ظهر ف�ي ال ُق ِ
رون
وح َّققوه . وخصائ ِصه ، mو َب َّينوا ذلك َ ِ عجزاتِ ِهوفضائ ِل ِه وم ِ
ِ
وش َرحوه و َع َّينوه َ ُ
األخالق و َت َبدُّ لِها
ِ ِ
وفساد ِ
األحوال و َت َغ ُّي ِرها ِ
انقالب وأما ما وقع في زمانِنا هذا من
العجيبة فلم َأ َر ِ ِ
َرع�ات الجس�يم ِة والمخت ِ
والحوادث ِ
العظيمة وم�ا ظهر من األُ ِ
مور
َ
ِ
واألحاديث اآليات القرآن َّي ِة ِ ش�ير من ِ لجمع ِه
ِ أحد ًا ت ََصدَّ ى
ُص أو ُي ُ واس�تخراج ما َين ُّ
ِ
واوين السا َع ِة وأبوابِها من َد ِ
ُب أشراط ّ َّبو َّي ِة إليه ،وإن كان ُج ُّل ذلك مذكور ًا في ُكت ِ الن ِ
ِ ب الن ِ ِ ِ
تطبيقها على ما وردت َّاس َم َع ُه إلى السنَّة ؛ لكنَّها مسرو َد ٌة َسرد ًا ال يهتدي غال ُ ُّ
ِ
شير بها إليه . فيه ،وال تنزيلها على ما ُأ َ
َّش�بيه والت ِ
َّمثيل ِ صريح ،وأخ�رى على ِج َه ِة الت ٍ فإنَّ�ه mأخب�ر بذلك َم َّ�ر ًة بِ ٍ
طريق
زمان ،ألنَّه mأوتي ٍ أهل ك ُِّل ويفه ُم ُه ُ َّلويح ،حسبما يقتضيه المقا ُم َ واإلش�ار ِة والت ِ
َ
ِ
جوام َع الك َِل ِم واخت ُِص َر له الكال ُم اختصار ًا . ِ
أهم َم َعانِ ِيه أن المقصود بهذا الكتمان هو م�ا َيتع َّل ُق في ِّ
ِ ِ �م من ه�ذا ومن َغ ِير ِه َّ و ُف ِه َ
ِ �اعة أو ما ُع ِر َ ِ ِ ات الس ِ بِعالم ِ
المعنى ما قاله أبو هرير َة َّحوالت ،و ُيؤ ِّيدُ هذا َ ف بِفقه الت ُّ ّ َ
ف أس�ماء ُهم (من بني ُفالنٍ يعر ُ (وكأن أباهرير َة ِ َّ ِ ِ
اإلس�ماعيلي ف�ي قوله : ِمن رواية
ِ
َ ِّ
راب الذي لم ُيحدِّ ث به)(.)3 الج ِ الن) وكان ذلك من ِ و ُف ٍ
ِ ِ
عما سكت عنه َّدوين ،ووضع ال ُعلما ُء قواعدَ األُصول سكتوا ّ ِ صر التولما جاء َع ُ
وغير ُه ُ ِ بع�ض الصحاب ِة ئ لِب ِ
حدي�ث أبي هرير َة ُ المحاذير التي أش�ار إليها قاء َ َّ َ ُ
وذكرهِ
ِ ِ
والسن َِن والمسانيد الص ِ ِ ِ ِ صر ،واك َت َفوا بِت في ذلك ال َع ِ
حاح ُّ َدوين معلوماته في ِّ
قه اإلس�ال ِم مبس�وط فِ ِ
ِ أخبارها في ِ كر ِ
مواق ِع للعالمات عن�د ِذ ِ ِ �ردهمَعرض� ًا في س ِ
َ َ
ِ
واإليمان واإلحسان . ِ
(« )1مصنف ابن أبي شيبة» (« ، )37734السنن الكبرى» للنسائي (. )٨521
(« )1مسند أحمد» ( ، )22160وكتاب «السنة» لعبد الله بن أحمد بن حنبل ( )764و«صحيح
ابن حبان» (. )6715
(« )1سنن الترمذي» (« )2312المستدرك على الصحيحين» ( )627٨( )3٨٨3قال الحاكم :
هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه .
( )1متفق عليه « ،صحيح البخاري» ( )50بلفظ « :إذا ولدت األم ُة ر َبها» ،وباب أم الولد قال أبو
هريرة ؤ عن النبي « : mمن أشراط الساعة أنه تلد األمة ربها» .وفي رواية الجمع بين
«ربها» و«ربتها» « :وإذا رأيت األمة تلد ربها وربتها فذلك من أشراط الساعة ...الحديث».
«السنن الصغرى» للبيهقي (. )10
العال َق ِة
ف أساليب ِ
ُ مان حتى تخت َِل َ الز ِ الحق َّ ِ �ين في الجنس ِ
َ صيب كال واإلعال ِم الذي ُي ُ
ِ
واالجتماع ُّي ... كر ُّي وال َّثقافِ ُّي
الف ِ واألب وابنِ ِه ،ويحص َل الص�راع ِ ِ بي�ن األُ ِّم وابنتِها
ِّ ُ ُ
المرتَبِ َط ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ين االبن والبِنت ُ ِ عي المرتبِط بال َّثقافة التَّقليد َّية َ
وو ِ األب واألُ ِّم ُ
وعي ِ إل�خ بين ِ
أن القصدَ الذي واض َح ٌة عل�ى َّ الحدي�ث دال َل ٌة ِ ِ �رح هذا ِ
الحديثة ،وفي َش ِ ِ
قاف�ات (أن تلد األمة بال َّث
َ
ربتها) المقصود
ِ
بانحراف راف في األم ِ
�ة االنح ِ ِ الل�ه mفي َأح ِد معاني�ه عن َأولِ ِ
ي�ات س�ول ِ ُ ر ه � َ
ل تناو
َّ َّ َ ُ َ التغييرات
ِ
حيح قو ُله الص ِ االجتماعية المرأة ،وله ما ُي َؤ ِّكدُ ُه من كالمه mفيما تتشابه فيه األُ َم ُم ،فقد ورد في َّ
ِّساء»(.)1 ِ َ «إن َّأو َل فِتن ٍَة كانت في بني
إسرائيل من النِّساء ،فاتَّقوا الدُّ نيا واتَّقوا الن َ َّ : m
الس ِ ٍ
�ير بال جمع ح�اف � وهي كناي ٌة عن َّ ُ الحف�ا ُة قو ُل� ُه « : mوأن ت�رى ُ
الحف�اةَ» ُ معنى «وأن
ترى الحفاة..
ظاه َر ٌة معروف� ٌة كانت ل�دى العرب لِ َف ِ
قره�م ،و«ال ُع�راةُ» :الذين ال نِ ٍ
ع�ال � وه�ي ِ
الحديث»
(« )1صحيح مسلم» ( ، )2742وانظر «إتحاف الجماعة» التويجري (. )377 :1
( )2وف�ي رواي�ة « :إذا رأي�ت العالة الحف�اة العراة يتطاولون ف�ي البناء وكانوا مل�وك ًا» قال :وما
الحفاة العراة ؟ قال« :العرب» .رواه البيهقي في «السنن الصغرى» (. )10
ِ ِ ِ
الز ِّي
ظواهر ِّ تكتَم ُ�ل ألبِ َس�تُهم على أجس�ادهم إال ما يس�ت ُُر ال َع َ
�ورةَ ،وهذه إح�دى
قير ُ ،م َش�ت ٌَّق من (العيل�ة) في قوله تعالى :ﮋ
الر ُج ُل ال َف ُ
العرب�ي « ،العا َل ُة» َّ
ِّ ال َب�دَ ِو ِّي
ظاه َر ِة الش ِ
�اء» إش�ار ًة إلى ِ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ [التوب�ة ]2٨ :أي :حاج� ًة وفق�ر ًا ِ
«رعا َء َّ
األعراب الذين كانوا على ِ
هؤالء البداو ُة في صحاريهمَّ ،
وأن عي التي ُي ِ
مار ُس�ها الر ِ
َ َ َّ
َّطو ِر الما ِّد ِّي، ِ ِ فات تن َفتِ ُح لهم هذه الص ِ
فيتحو ُل ُ
األمر َّ والحضارة والت ُّ َ الحياة أسباب
ُ ِّ
نيان ، والمنافس�ة عل�ى الدُّ نيا والتَّطاو ِل ف�ي الب ِ ِ حياة الت ِ
َّرف �ة إلى ِ البائس ِالحياة ِ ِ م�ن
ُ ُ َ
خرجاتِها ،وفي ِ
بالحضارة الما ِّد َّي�ة و ُم َ
ِ
َ والحافي
َ اع�ي
الر َ
ِ ٍ
وف�ي مرحلة ُمفاج َئة تربِ ُط َّ
ٍ
( )1كم�ا أن م�ن معاني التطاول دفع األم�وال والمخصصات المادية إلذكاء الصراع الش�يطاني
بي�ن الش�عوب ( ظاهرة التحري�ش ) الطبقي واالعتقادي والطائفي وهلم ج�را .فترى كثيرا
من ه�ؤالء التجار وحملة رؤوس األموال ينفقون عل�ى الجماعات واألحزاب والفئات ما
يمكنهم من زرع الفتن وتفريق الشعوب وإسالة الدماء ،وهم يظنون أنهم يخدمون الديانة ؛
لجهلم بثوابت الدين من جهة وجهلهم بالفتن ومضالتها من جهة أخرى ،ولو علموا ذلك
لما فعلوا ،وحاشا أن يفعل مسلم ما يضره في دينه وآخرته وهو يعلم ذلك يقينا ولكنها الفتنة
َّبوي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِ
الصحاح �ة في الس�اعة ُجمل� ُة األحاديث الن ِ َّ تح�ت الجزئ َّي�ة ال َّثان َية من عالمات ّ
ِ ِ ِ ِ
والمسانيد ِ
وغيرها حول عال َقة األُ َّمة بالدُّ نيا والمال وما َّ
تفر َع عن ذلك . والس ِ
نن ُّ
( )1وم�ن هذه اإلش�ارات والرموز ما نش�هده ف�ي بعض ش�عارات الدول والمنظم�ات الكافرة
وفي ألويتهم وعمالتهم وش�ارات شركاتهم ومؤسساتهم ،ومنها شارة الصليب كرمز اتخذ
لعقيدة التثليث وصلب المسيح ومجسم مريم العذراء لدى النصارى .
العاد َل ِة،
ِ ي�وش المقاتِ َل ِة ..أو كان�وا فوق منابِ ِر الدِّ يان ِ
َ�ة ِ ُ الج ِ
س�وا ًء كان�وا في ُصفوف ُ
حديث َمن ال ينطِ ُق عن اله�وى .. mوقد رأى في المنا ِم ِ كم�ا ورد ِم ُ
ث�ال ذلك في
رمزية القردة ُون َع َل�ى ِمنْ َب ِري َنز َْو
الحكَ� ِم َينْز َ أحزنَ�ه وأب�كاه .. mفقال « :ما لِ�ي ر َأي ُ ِ
ت َبني َ َ ْ َ م�ا َ ُ
الق َر َد ِة»( ، )1وفي نزول سورة القدر قام رجل إلى الحسن بن علي cفقال :يا ِ
والخنازير على
المنبر النبوي
مس�ود وجه المؤمنين ،فقال الحس�ن ؤ « :ال تؤنبني رحمك الله ،فإن رسول
ال رج ً
ال ،فس�اءه ذلك فنزلت الل�ه mق�د رأى بني أمي�ة يخطبون على منبره رج� ً
(ﮆ ﮇ ﮈ ) نهر في الجنة ،ونزلت (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ) تملكه�ا بنو أمية فحس�بنا ذلك ،
فإذا هو ال يزيد وال ينقص »(.)2
رمزية النصر َّص�ر ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ [النص�ر ]1 :اختل�ف ولم�ا نزل�ت س�ور ُة الن ِ
مجل ِسه
والفتح اس cوفي ِ مر ب ُن الخ َّط ِ ِ
اب اب َن ع َّب ٍ َ
وس�أل ُع ُ تفس�يرها ، الصحا َب ُة في
َّ
الله .)3( »mسول ِاألشياخ عن مغزى السور ِة فقال « :هو َأ َج ُل ر ِ ُ
َ ُّ َ
رجل ُخي�ر بين ما في الدُّ نيا وبي�ن ما عند ِ
رمزية الرجل الله ٍ ِّ َ َّب�ي mيوم�ا وقال عن وخط�ب الن ُّ
الذي خير بين الله ،فبكى أبوبكر ؤ حتى قال ُع َم ُر ؤ :ما ُ
بال هذا َّ
الش ِ
يخ فاختار ما عند ِ
الدنيا واآلخرة في
خطبة النبي m
(« )1المس�تدرك عل�ى الصحيحي�ن» ( )٨4٨1ق�ال الحاك�م ه�ذا حدي�ث صحيح على ش�رط
الش�يخين ولم يخرجاه ،وأقره الذهبي ،وفي «تفس�ير ابن أبي حاتم» ( )13324رواية فيها
تتمة لتفسير الرؤيا :فقيل له :إنما هم بنو ٍ
فالن ،وإنما هي دنيا ُأعطوهاَ ،ف ُس ِّر َي عنه . »m
(« )2سنن الترمذي» ( )3350و«المستدرك على الصحيحين» ( )4796وقال أبو عبد الله :هذا
إسناد صحيح و«المعجم الكبير» (. )2754
(« )3صحيح البخاري» (« ، )4970( )4294الدر المنثور» ( )662 :٨وال زالت كتب التفسير
ترمز ألوائل السور المستعجم فهمها على العلماء والمفسرين بقولهم :الله أعلم بالمراد به،
لما في الرسم واالسم من داللة مجهولة المعنى والهدف ،مع أن بعض المفسرين اجتهدوا
ف�ي ف�ك الرمز المقص�ود ولم يقطع أح�د بصحة المعنى المس�تنبط فهمه ،بل كان التفس�ير
مج�رد محاولة وتقريب لمعنى يعتقد فيه الصواب وعدمه ،ويدخل في هذا المعنى الرمزي
األلوان واألرقام والرايات واألعالم والمالبس والعمامة والسيوف وغيرها من الوسائل.
الح ِّس�ي لأليدي كما َف ِهمنَ� ُه من المعنى ول ِ رن ف�ي ال ُّط ِ ي�د ًا»( )3فذهبت النِّس�ا ُء َين ُظ َ
اإلحسان .ِ َثر ِة مز لإلنفاق وك َ
ِ طول ال َي ِد َر ُ غير َذلِ َك إنَّما ُ األمر َ بارة ،وكان ُ
للع ِ
َ
اه ِر ِ ال ّظ ِ
رع من فرو ِع ِعل ِم وق ،بل هو َف ٌ الذ ِواإلش�ار ُة في اإلس�ال ِم بِ َس�ال َم ِة َّ َ مز الر ُ ويرتَبِ ُط َّ علم اإلحسان
الخاص يزدا ُد العل ِم المس�ل ِم في ه�ذا ِ ِ قدار ت ََر ِّقي اإلحس�ان و َث َم َر ٌة من َث َمراتِ ِه ،وبِ ِم ِ ِ يزيد الفهم
ِّ
الذوقي والوعي
ِ
اإلحسان س�ل ِمين في ِعل ِم اإلش�اري ،وهذا ما يمي ُز الم ِ
ُ َ ِّ ُ ِ ُّ وق ُّي ويرتقي وع ُي ُه الذ ِ هم ُه َّ َف ُ اإلشاري
اه ِر ،و ُك َّلما �ن وال َّظ ِ وق ف�ي ال َفه ِم الباطِ ِ الذ ِ الخاص ،ومنه س�ال َم ُة َّ ِّ بالعل� ِم ال َّلدُ ن ِّ
ِّ�ي ِ
ِ ِ الر ِ ِ ِ
يظه ُر واإلش�ارة والعال َمة َكت ََم ما َ َ موز �ع على العل ِم ال َّلدُ ن ِِّّي في ثنايا ُّ الم َّطل ُ ارتق�ى ُ
( )1كت�ب عن هذا األمر الدقي�ق الخاص اإلمام العالمة عبدالرحمن ب�ن عبدالله بلفقيه العلوي
الش�افعي الحضرمي رسالة س�ماها :فتح بصائر اإلخوان في شرح دوائر اإلسالم واإليمان
واإلحس�ان والعرف�ان ،وكأن�ي بهذا الس�يد العالم�ة الذي أطلق علي�ه الحبي�ب عبدالله بن
عل�وي الح�داد (عالمة الدنيا) قد أدرك المعنى اإلش�اري في العلم بعالمات الس�اعة وفقه
التحوالت وما يترتب على هذا العلم من ضرورة الكتمان وعدم الكشف واإليضاح لمنافذ
النف�س والهوى والدنيا والش�يطان ،فحلق بالمريدين فوق مس�توى العيوب والنقائص إلى
الحكمة التي أجرى الله بها س�ر الدفع والجلب والنفع والضر والخير والش�ر وأطلق على
ثمرات المزيج الخالص من علم اإلس�الم واإليمان واإلحس�ان (العلم العالي :علم مرتبة
العرفان) فهاهو يمهد لهذا العلم اللدني بقوله:
فإن العبد إذا تمكن في اإلسالم واإليمان ،وأخذ طرفا صالحا من العلوم الشرعية الواردة
ف�ي الس�نة والقرآن ،فاتس�ع علم�ه ،وانفتح فهمه ،وانش�رح صدره ،عرف نفس�ه ،فعرف
ربه ،وطلب رضاه وقربه .فإنه يش�هد عجزه ،وذله ،وش�دة افتقاره وجهله .فإنه كغيره من
األكوان ،خلق من عدم وراجع إلى عدم ،في غاية االحتياج واالضطرار ،ليس له استقالل
بقدرة وال اختيار ،وال وجود وال بقاء ،وال فضل وال جود ،إال بواجب الوجود ،في جميع
الش�ان .ف�إن وجوده ودوام�ه ،وكل كماله في�ه ،وفعله وانفعاله ،حتى قع�وده وقيامه ،من
فضل الله وإنعامه .فيعرف نعمة الله عليه ،وأن المنة لله – سبحانه – إذ وفقه لشكره وذكره
ف�ى كل طاعة وإحس�ان ،فال يطالب جزاء فيه�ا ،وال ينظر إليها ،بل يخاف من وجودها مع
القلة والتقصير في شكرها .وما شكرها إال االعتراف وشهود المنة فيها .
إل�ى أن قال :فعند ذلك تس�طع عليه أنوار الحقيقة ،وي�ذوق جنى معاني الوحي والنبوة ،
في مقامات القرب والوالية والفتوة ،فيشهد حقائق التنزيل على التفصيل ،ويعرف معارف
التفريع والتأصيل ،ويفهم بالله عن الله كل مش�كلة ،ويتضح له بنور الله حل كل معضلة ؛
وذلك ثمرة التقوى ،واليقين ،وصحبة أهل الله المتقين .
ق�ال الل�ه تعالى ( :ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ) أي من كل مش�كل ومعضل ( ،ﮡ )
علما وفهما ( ،ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ )[الطالق. ]3-2:
وقال أيضا :وقال أيضا ( :ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ) [البقرة. ]2٨2:
طريق ِ والكذابِين على َّ والمن َِّجمي�ن ِ ِ الجن َِّة وبين َع َبدَ ِة َّ ِ والرمز معركة
�ح َرة ُ الس َ الش�يطان من َّ طري�ق َ أبدية بين األخيار
َ
الباطل ُمستَم َّر ٌة أ َبدَ اآلباد . ِ ِ واألشرار
ِ
واألمارات ِ
والعالمات التوهي وحدَ ها فِقه يختَص بما هو معلوم له من التَّحو ِ
ُّ ٌ ُّ ٌ
وخير لنا وله وألمثالِنا ٌ غة َم َعنا، الحديث بهذه ال ُّل ِ ُ ب عليه ومن لم َيفهم المعنى يص ُع ُ
س�ائ ِل ،والغاية ُت َق ِّر ُر الوس�ي َل َة كما هو في شعاراتِنا نخوض البحر بالو ِ
َ َ َ َ وأش�باهنا أن ِ عندهم :الغاية
الشعار المسمى (خاتم أمريكا األعظم) ،وهو موجود خلف الورقة فئة الدوالر الواحد
لالستزادة انظر مراجع المادة في موسوعة wikipedia.orgتحت مسمى
Great Seal of the United States
الله فيما بين َم َّك َة والمدين َِة . أمر الدَّ عو ِة إلى ِ
َ ُ
َين تأسس الدِّ ين ُك ُّله َف ِهي مرح َل ٌة هام ٌة من ك ُِّل الو ِ
جوه ، ُ َّ ُ ُ َ َين العال َمت ِ َّ َ وألن ما بين هات ِ َّ
�ة ُمجت َِم َع ًة أوين األربع ِ
ََ
ِ
وألركان الدِّ ِ �رع َّي ِة ُك ِّلهاالش ِ ِ
ّأصيل لل ُعلو ِم َّ ب�ل هي قا َع ِ
�د ُة الت
(« )1صحيح البخاري» ( )3176واختُلف في أس�باب موته صلى الله عليه وآله وس�لم ،حيث
أش�ارت المص�ادر � ومنه�ا صحي�ح اإلمام البخاري � إل�ى أن موته mكان من أثر الش�اة
الم ْص ِل ّية التي أهدتها زينب بنت الحارث اليهودي ُة للنبي صلى الله عليه وآله وس�لم ،فالك
َ
منها صلى الله عليه وآله وس�لم مضغ ًة وقال« :إنها مس�مومة» ،وأكل منها البراء بن معرور
فم�ات م�ن حينه ،وظل�ت المضغ ُة الت�ي أكل فيها صلى الله عليه وآله وس�لم مؤث�ر ًة عليه،
وتع�اوده بالم�رض حتى توفي صلى الله عليه وآله وس�لم ،فقد رأى البعض أن رس�ول الله
سمعت الشعبيُ mمات بالسم ،وإلى ذلك أشار الحاكم عن داوود بن يزيد األودي قال :
وس�م أبوبكر الصديق ،وقتل ِ
�م رس�ول الله صلى الله عليه وآله وسلمُ ، يقول :والله لقد ُس َّ
وسمعمر بن الخطاب صبرا ،وقتل عثمان بن عفان صبرا ،وقتل علي بن أبي طالب صبراُ ،
الحسن بن علي ،وقتل الحسين بن علي صبرا ..فما نرجو بعدهم؟ المستدرك .59/3
(« )2س�نن الدارم�ي» ( ، )٨5ق�ال األلبان�ي في «سلس�لة األحاديث الصحيحة» :وهذا إس�ناده
صحيح إسناده صحيح (. )1106
(« )3س�نن اب�ن ماجه» ( ، )1599قال األلباني :إس�ناده صحيح « ،صحي�ح ابن ماجه» لأللباني
(. )٨31
(« )4صحي�ح البخ�اري» ( )3603و«صحيح مس�لم» ( ، )1٨43وانظر تحقي�ق المباركفوري
(« )1س�نن أبي داود» ( )211/4( )4646قال األلباني في «صحيح الجامع الصغير» :صحيح
(. )619/1( )1393 �3257
(« )2س�نن الترمذي» ( ، )2226وفيه :ثم قال لي س�فين ُةِ :
أمس�ك ..خالف ُة أبي بك�رُ ..ث َّم قال :
علي ..فوجدناها ثالثين سن ًة .وللحديث ِ
عثمانُ ..ث َّم أمسك ..خالف ُة ٍّ
َ وخالف َة ُع َم َر وخالف ُة
تتم ٌة .
(« )3المعجم الكبير» للطبراني (. )223 :22( )591
(« )4الفتن » لنعيم بن حماد (. )259( )25٨
س�ائ ِه :جاء في الفتح ( )62/13حديث عائش�ة bقالت :إن النبي mقال bوموقف لِنِ ِ
اإلمام علي
vوأهميته لنا ذات يوم « :كيف بأحدكن تنبح عليها كالب الحوأب»(. )5
في فقه التحوالت
(« )1مسند أحمد» (« )1414مجمع الزوائد» ( ، )11027( )27 :7وقال الهيثمي :رواه أحمد
بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح .
(« )2دالئل النبوة» للبيهقي (« ، )415 :6المطالب العالية» البن حجر (. )4404
(« )3مس�ند أحمد» ( )6٨1و«المس�تدرك عل�ى الصحيحين» ( )55٨0قال أب�و عبد الله :هذه
األحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين علي وإن لم يخرجاه بهذه األسانيد .
( )4رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (. )610 :2
(« )5مس�ند أحم�د» (« ، )24654صحي�ح ابن حب�ان» (« ، )6732مس�ند الب�زار» (، )4777
«المستدرك على الصحيحين» (« ، )4613مسند أبي يعلى» (. )4٨6٨
(« )1صحي�ح البخاري» (ب�اب قتل الخوارج والملحدي�ن بعد إقامة الحج�ة عليهم) و«الفتح»
( ، )2٨6 :12وقد وصل الطبري هذا التعليق في مس�ند علي من «تهذيب اآلثار» ،وس�نده
صحيح كما قال الحافظ في «الفتح» (. )2٨6 :12
( )2ذوالخويص�رة التميم�ي هو ذات�ه حرقوص بن زهير الس�عدي كما أش�ارت إلى ذلك بعض
المصادر منها «أسد الغابة» ( ، )1541و«المستفاد» ألبي زرعة ( ، )1292 :2وهذا يجمع
المدرستين في هدف واحد :المدرسة الحرقوصية ..ومدرسة ذي الخويصرة التميمية .
(« )3صحيح البخاري» (« )3610صحيح مسلم» (. )1064
الحروري ُة ؟ س ِ الحرور َّي ِة قال :ال أدري ما وعن�ه ؤ أنَّه لما ُس ِ�ئ َل ع�ن
عت �م ُ ِ َّ َ ِ
تحقرون صالتَكم يق�ول «:يخرج في ه�ذه األُم ِة – ولم ي ُقل منها – ق�وم ِ ُ َّب�ي m
ٌ َ َّ ُ ُ الن َّ
يمرقون من الدِّ ين حناج َرهم ُ ، ِ ج�او ُز ُح ُلو َقهم أو رآن ال ُي ِ م�ع صالتِهم ،يقرؤون ال ُق َ
صر ِه طالئ َعهم في َع ِ ِ علي ؤ الرم َّية ، »..ولما قات ََل اإلما ُم ٌّ
()7 روق الس�ه ِم من ِ ِ
َّ ُم َ َّ
ال ِص َف ُت ُه كذا وكذا» ،فط َلبوه فل�م َي ِجدوه ُ ،ث َّم طلبوه وق�ال ألصحابِ ِه « :اط ُلب�وا َر ُج ً
فقال رج ٌ�ل :الحمدُ ِ ُ ِ ِ
لله الذي رس�ول الله ُ َ َ ، m ذكر ُه
فوج�دوه عل�ى النَّعت الذي َ
$
R2S ¿+ e =<de IJKLM + $Ñ
& &% (:71È ' ' ' YÄÙ
Q ¯67
"c
! # & & H Ò
ِ t ِ Ð
ِ
علي ، cوفيه قال الح َس ِن بن ٍّ لح اإلما ِم َ الو ْس َط ٰى ُص ُ َوم ْن َع َال َمات َّ
السا َعة ُ صلح اإلمام
َين من المسلمين» (.)4 «إن ابني هذا َس ِّيدٌ ،وس ُيصلِ ُح الله به بين فِ َئت َِّ : m
الحسن v
عالمة وسطى
ِ ِ
الص�را ِع فيما بين معركَة ِّ لح ٌظ ه�ا ٌّم بإنه�اء َ الح َس�ن ؤ َم َ ل�ح اإلما ِم َ
وف�ي ُص ِ
َّناز ِل في قولِه « :أ ُّيها
الح َس� ُن ؤ في ُخط َب ِة الت ُ المس�لمين ،وهو ما َق َصدَ ُه اإلما ُم َ
ناز َعني أمر ًا أنا وإن ُم ِ
عاو َي َة َ بآخ ِرنَ�ا ّ ،إن الل�ه هداكم بأولِن�ا وح َقن ِدماءكُم ِ
َ َ َّ ّ�اس َ َّ ، الن ُ
(« )1جامع بيان العلم وفضله» البن عبد البر ( )236٨و«كنز العمال» (. )29404
(« )2المعجم األوسط» ( )731٨و«المعجم الكبير» (. )203٨
(« )3المستدرك على الصحيحين» (. )46٨6
(« )4صحيح البخاري» (. )2704
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﺎﲏ
٤ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ
٦٤ ١
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻷﻭﻝ( ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﳌﺮﻭﺍﲏ ٤١
٢
ﳏﻤﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
٥ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
٦٠
٦٥
ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ ٨ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
١٤ ١٣٢ - ١٢٧ ٣
٩٩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻟﺜﺎﲏ( ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ
٦٤
٧ ٩ ٦ ١٠
ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ
٩٦ ١٠١ ٨٦ ١٠٥
١٢
ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ
١٣ ١١
ﺇﻳﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ١٢٦
١٢٦ ١٢٥
مشجر األمويين ،تمت إعادة الرسم مع شيء من التصرف « ،أطلس تاريخ العرب» ص46
بت ِمن إخوانِنا يقول َ « :ع ِج ُ عت عل ّي ًا ؤ ُ فص َة قال َ :س ِم ُ بن أبي َح َ وعن ُع َم َار َة ِ
نصرون ِِ بن�ي ُأ َم َّي� َة َّ ،
المنافقين ،وهم ُي َ ع�و ُة ُ
عوتَهم َد َ دع�و ُة المؤمنين ،و َد َ عوتَنا َ إن َد َ
علينا»(.)5
سم ِ ِ ِ
ين : وتن َقس ُم هذه المرحل ُة إلى ق َ
الس� ْف َيانِ َّية) ِ ٍ ِِ الس�فيانِ ُّي األُ َم ِو ُّي ،ويب�دَ ُأ بِ ُم ِ
عاو َي� َة َوا ْبنه َي ِزي�د (ال َي ِزيد َّية ُّ -1ال َعه�دُ ُّ
الح َك ِم .
بن َ وينتهي بِ َم َ
روان ِ
روان ِ
بن روان وينتَه�ي بِ َم َ بن َم َ الم ِل ِك ِ ِ
�ي األُ َم ِو ُّي ،ويب�دأ بِ َعبد َ
ِ
-2ال َعه�دُ المروان ُّ
ُم َح َّم ٍد .
وبينهم�ا العه�د اليزيدي الذي استُش�هد فيه اإلما ُم الحس�ي ُن عليه الس�الم ،وهو
متفرع من العهد السفياني األموي. ٌ
( )1قتل ؤ يوم عاش�وراء بكربالء وكان يوم الس�بت س�نة 61س�نة ه� وكان عمره يوم قتل
ثمان وخمسين سنة ؤ .
(« )2تاريخ دمشق» البن عساكر (. )193 :14
(« )3المعج�م الكبي�ر» ( )3٨ :20قل�ت :وهذا الحدي�ث � كما قال صاحب «االش�اعة» � :ذ ٌّم
للذين بايعوه وأخرجوه ثم أسلموه إلى العدو ولم يمنعوه .
وفي�ه إش�ارة لنتيجة مقتل الحس�ين ؤ بين تخ�اذل المحبين وبغ�ض المبغضين وما
يترت�ب عل�ى فعله�م من دمار فيما بينهم ،وال ش�يء غي�ر ذلك إلى أن يقضي الل�ه أمر ًا كان
مفعوالً .
وهذا ما حل بالقوم من المبغضين ومن المحبين المتخاذلين من ذلك اليوم حتى مرحلتنا
المعاصرة ،ومثل هذا النص درس لمن ألقى السمع وهو شهيد ،والصراع كما هو في النص
عقوب ٌة وليس نصر ًة لإلمام الحسين ؤ وال آلل البيت كما يفيد الحديث الشريف .
وعن ش�هر بن حوش�ب قال :س�معت أم س�لمة bحين جاء نعي الحسين بن علي
لعن�ت أه�ل العراق وقال�ت ( :قتلوه قتلهم الل�ه ،غروه ودلوه لعنه�م الله) .اه� .
ْ ء
رواه أحمد والطبراني قال الهيثمي :ورجاله موثوقون .وعن عائشة أو أم سلمة bأن
البيت ٌ
ملك لم يدخ�ل علي قبلها قال :إن ابنك َ علي
النب�ي mق�ال إلحداهما « :لقد دخل ّ
ه�ذا حس�ين مقتول وإن ش�ئت أريتك من تربة األرض الت�ي يقتل بها ،قال�ت :فأخرج تربة
حم�راء» رواه اإلمام أحمد ق�ال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح .اه�� «إتحاف الجماعة»
«^ ' ' .421 + TU*È ' & jÀ&ÇÈ$ $!]^Â&'} ab
'
&¬ -!- & ' '- c
&
ِ
العزيز ،فعن ناف ٍع قال :قال ات الس�ا َع ِة الوس� َطى ِخال َف ُة ُعمر بن ِ
عبد و ِمن َع َالم ِ خالفة عمر بن
ََ ُ ْ ٰ َّ َ َ ْ
عبدالعزيز v
عالمة وسطى
(« )1الفتن» لنعيم بن حماد ( )473و«مصنف ابن أبي شيبة» (. )37619
(« )2صحيح البخاري» (. )7112
(« )3المستدرك على الصحيحين» للحاكم ( . )٨452وانظر «إتحاف الجماعة» (. )425
(« )1الفت�ن» لنعيم بن حم�اد ( )331و«دالئل النبوة» للبيهقي (« )492 :6تاريخ دمش�ق» البن
عساكر (. )155 :45
(« )2الفتن» لنعيم بن حماد ( )332و«طبقات ابن سعد» (. )254 :5
( )3وف�ي «الفت�ن» لنعيم بن حماد ( )1033مقارنة بين الخليفة عمر ب�ن عبد العزيز وبين اإلمام
المهدي فيما يش�ير إلى كونهما من عالمات الس�اعة :حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر
ق�ال :ذك�ر عنده عم�ر بن عبد العزيز فقال :بلغنا أن المهدي يصنع ش�يئا لم يصنعه عمر بن
عبد العزيز ،قلنا ما هو ؟ قال :يأتيه رجل فيسأله ،فيقول :ادخل بيت المال فخذ ،فيدخل
الناس ش�باع ًا فين�دم ،فيرجع إليه فيق�ول :خذ ما أعطيتن�ي ،فيأبى
فيأخ�ذ فيخ�رج ،في�رى َ
ويقول :إنا نعطي وال نأخذ .
(« )4الفتن» لنعيم بن حماد (. )1042
(« )5مصنف ابن أبي شيبة» (. )37652
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ٢ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ١ ١٣٦
١٣٢
٣ﺍﳌﻬﺪﻱ
١٥٨
ﺍﻟﺮﺍﴈ ٢١ﺍﳌﻜﺘﻔﻲ
٢٢ﺍﳌﺘﻘﻲ ٢٠ ٢٣ﺍﳌﻄﻴﻊ
٣٢٢ ٣٢٩ ٣٣٤ ٣٣٣
٢٥ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ٢٤ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ
٣٨١ ٣٦٣
٢٦ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ
٤٢٢
٢٧ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ
٤٦٧
٢٨ﺍﳌﺴﺘﻈﻬﺮ
٤٨٧
( )1الحديث صحيح بهذا اللفظ ،أورده الداني في «الس�نن الواردة في الفتن» تحقيق أبي عمرو
العبوش�ي ( ، )334وكذل�ك رواه الطبران�ي ف�ي «المعج�م الكبي�ر» ( .)367والبيهقي فى
«السنن الكبرى» (. )16630
( )1وينبغ�ي تنبي�ه القارئ إلى أننا في هذا العلم ليس من ش�أننا تحقي�ق التواريخ أو الترجيح في
األنساب ،فهذه صناع ٌة لها أه ُلها ،وإنما نتأمل في التحوالت والعالمات واآليات ،وعلى
القارئ هنا إلى أمور منها:
َ ُلفت
هذا المعنى ن ُ
.1أن عثم�ان ه�ذا قيض�ه الل�ه لألمر مطل�ع الق�رن الثام�ن 699بعد وفاة آخ�ر ملوك
الس�الجقة ،وق�د تعجب من ذل�ك صاحب كتاب «تاري�خ الدولة العلي�ة العثمانية»
ص 11٨الم�ؤرخ ف�ؤاد بك ،بعد س�رده لمجموعة منه�م بدء ًا بعمر ب�ن عبدالعزيز
الذي تولى عام ، 99ثم روى الحديث المشهور في المجددين .
.2أن عثم�ان ه�ذا ولد س�نة س�قوط الخالفة العباس�ية ، 656مما يضيء لنا ش�يئا في
المعن�ى الش�رعي لوراثة لألرض ،وأن الفترة ما بين العباس�يين والعثمانيين يس�ير ٌة
في عين التاريخ .
.3أن ب�دء فتن�ة التتار الذين س�متهم النصوص بن�ي قنطوراء � وقد تق�دم فيها الكالم �
وس�قوط دولة المس�لمين بدأ قب�ل ذلك بعامي�ن � أي :عام � 654مع بدء اكتس�اح
ِ
رجل من أحد أوديتها إل�ى كرمان ،ثم توليه التت�ار ،ثم س�قوط الخالفة ،ثم هج�رة
األمر في رأس المئة الثامنة .699
َ
.6وادي الصف�راء ه�ذا كان محط عناية س�الطين آل عثمان ضم�ن عنايتهم بالحجاز
وأهله ،وانظر في ذلك المخصصات والصرة السلطانية التي خصصت لقبائله ،في
وثيقة (صرة عرب صفراء لعام )1155للباحث فائز البدراني الحربي.
.7وحتى لو رجحنا كونهم من التركمان فإن س�لمان الفارسي منسوب إلى أهل البيت
بالنص ،وكما أن النصوص تعطي مفهوم النس�بة ألش�خاص محددين ولو لم تتوفر
فيهم صفة القرابة الن ََّسبِية ؛ فإن إعطاء هذه النسبة لبني عثمان (التركمانيين كما تقول
المصادر المش�هورة) كائ� ٌن بالنص كذلك ،وهذا هو ما قصده الس�يد فضل بكالمه
يمل�ك َر ُج ٌل ِم ْن
َ «...حتَّى
َ َ
حديث هذا عن االنتس�اب الخ�اص والعام عندما َو َّج�ه
َأ ْه ِل َب ْيتِي َج َب َل الدَّ ْي َل ِم .»...
.٨إن العب�رة ف�ي التاري�خ بالمواقف ال بالش�خوص ،ف�إذا كان الصفويون قد انتس�بوا
إلى العترة الهاش�مية وغي�روا الخريطة المذهبية لبالد فارس بالقوة وإس�الة الدماء،
ف�إن س�قوط ق�رار آل عثم�ان (التركمانيي�ن) كان بموقف ش�رعي خال�ص ،عندما
من�ع الس�لطان عبدالحمي�د الثاني قائ�د الجيش األول من اس�تخدام الق�وة وتفريق
المتظاهري�ن ع�ن القصر وأبى أن تس�ال الدماء ف�ي حكمه وقال آلم�ر المدفعية في
إسطنبول :إنما يريدون شخصا واحدا وهو أنا .وهذا موقف أخالقي شرعي تاريخي
عظيم لس�لطان حكم مملكة واس�عة األطواف 33عاما .والمقاربة بين أحداث يوم
سقوط القرار آلل عثمان وأحداث يوم الدار لسيدنا عثمان vضرور ٌة بحثي ٌة.
.9التاريخ جمع تراكمي لألخبار والنقول ،ولذلك لم نش�غل أنفس�نا بادعاء األعلمية
والوصاي�ة علي�ه أو الردود والترجيح في هذا الش�أن ،بل ش�غلنا أنفس�نا بم�ا طا َل َبنَا
الق�رآن ب�ه وهو التفك�ر والتدبر في تاريخ األمم والش�عوب ،واس�تنطاق األحداث
المعول في فقه التحوالت.
َّ بالعبر واآليات ،وهذا ما عليه
محمد السادس
أخذت الصور عن المصدر السابق ص65-64
طغراء السلطان عبدالحميد الثاني ،وهو نموذج من أختام سالطين آل عثمان وتوقيعاتهم
الرسمية ،ونصه :المظفر دائما عبدالحميد بن عبدالحميد خان الغازي ،المصدر :موقع
tugra.orgللباحث التركي إركان منسز
٢٤
٦
٢٣
٧
٢٢
٨
٢١
٩
٢٠
١٠
١٩
١١
١٨
١٢
١٣ ١٧
١٤ ١٥ ١٦
شعار الدولة العثمانية ،صمم أصله واعتمده السلطان عبدالحميد الثاني عام 1٨٨2م
ترجم الشرح عن اللغة التركية ،لالستزادة انظر المادة في موسوعة wikipedia.comباسم
Osmanli-nisani
-1نموذج للشمس حول الطغراء (التوقيع) وتعبر عن تشبيه السلطان بالشمس .
-2طغراء الس�لطان عبدالحميد الثاني ،وف�ي الهالل األخضر مكتوب بالتركية عبارة
( )1قام�ت دول�ة البرتغ�ال ع�ام 1415م بغ�زو المغ�رب األقص�ى ،وكانت هذه بداية سلس�لة
الغ�زو البرتغال�ي عل�ى الش�مال اإلفريق�ي ،ث�م إل�ى المحيط األطلس�ي وااللتف�اف حول
العالم اإلس�المي بدوافع صليبية تؤكدها مقوالت بعض زعمائه�م وهو (البوكيرك) القائد
البرتغال�ي :نح�ن عل�ى يقين لو انتزعن�ا تجارة (ملق�ا) هذه م�ن أيديهم � أي :المس�لمين �
ألصبحت كل من القاهرة ومكة أثرا بعد عين .اه� .وقال :كان هدفنا الوصول إلى األماكن
المقدس�ة للمس�لمين واقتحام المسجد النبوي وأخذ رفات النبي محمد رهينة لنساوم عليه
العرب من أجل استرداد القدس .اه� .
وهذا يظهر للباحث في الغزو البرتغالي أنه عامل مهم من العوامل التي دفعت البرتغاليين
الرتي�اد البح�ار وااللتف�اف ح�ول العالم اإلس�المي مصدرين المراس�م واألوامر ورس�م
الصلي�ب والمدفع كش�عار للحمالت ،واس�تعانوا ف�ي حمالتهم باليهود الذين اس�تخدموا
كجواس�يس ،ونجح البرتغاليون في خططهم وتمكنوا من الس�يطرة على معابر التجارة في
الساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر العرب ،وشهدت المناطق التي وصلوا إليها كثيرا
من المجازر والتدمير واالعتداء على الحرمات ومنع المسلمين من الجمع وهدم المساجد
عليهم ،وقد واجه العثمانيون البرتغاليين بشجاعة نادرة وتمكنوا من استرداد بعض الموانئ
اإلسالمية في البحر األحمر والساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر الهند وبحر العرب
وخلي�ج عدن ،وت�م ط�رد البرتغاليين وإيقافه�م بعيدا ع�ن الممالك اإلس�المية والحد من
نش�اطهم وحماية األماكن المقدس�ة .اه� .بتصرف من «الدولة العثمانية ..عوامل النهوض
وأسباب السقوط» ص. 266-260
٢٨ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
١٢٢٢-١٢٠٣
-٣٧ﻋﺒﺪﺍﳌﺠﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ
١٣٤٣-١٣٤١ﻫـ
١٩٢٤-١٩٢٢ ٣٧ﻡ
)ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓﺔ(
عوامل الضعف المشجر العام آلل عثمان في دور الضعف ،أطلس التاريخ الحديث ص63
واالنهيار لبني
عثمان
العربية ضد األتراك وسياس�تهم ،والوقوع بسبب ذلك في مخطط االستعمار ووعوده الكاذبة
،مم�ا أدى إلى الفصل بين القرار اإلس�المي العالم�ي وبين العرب الثائرين ،وكان بها تمزيق
أوصال األمة وبدء استتباعها السياسي واالقتصادي للقرار العالمي الكافر .
وق�د بدأت الخالف�ة المدونمة بعد التن�ازل اإلجباري للس�لطان عبدالحمي�د الثاني عام
1909م ،وانتهت بإلغاء أتاتورك للخالفة عام 1924م ،وفي هذه السنوات الخمسة عشر
ظهرت سياسة التتريك ( 1911م) التي كانت أحد مولدات التيار العربي القومي ،ودخلت
الدول�ة العثمانية في الحرب العالمية األولى ( 1914م) إلى جانب ألمانيا ،ووقعت مذابح
العثمانيين لألرمن ( 1915م) ،وفي اإلجمال فقد أشرف الدونمة على قرارات 3سالطين
عثمانيين :محمد الخامس ،محمد السادس ،وعبدالمجيد الثاني الذي ألغيت الخالفة في
عهده إلغاء رس�ميا عام 1924م .وعلى وجه التدقيق فيها فقد دا َمت س�يطرة الدونمة على
ٍ
س�نوات َبي َن عا َم�ي (1909م1919 -م) .ثم 5س�نوات رضخ�ت فيها تركيا القرار عش�ر
لحكم عساكر الحلفاء بقيادة بريطانيا (1919م1924 -م) .
ِ ِ
�لطان ول األورو ِّب َّي ُة (فرنس�ا ،انكلترا ،روس�يا) غاض َب ًة من َع َم ِل ُّ
الس وكان�ت الدُّ ُ
رسالة السلطان عبدالحميد الثاني في المنفى إلى شيخه عام 1911م (باللغة التركية)
f
الصال ِة وأَتَ ُّم التَّس�لي ِم على َ
س�يِّدنا مُحَ مَّ ٍد َر ِ
سول َربِّ َ
وأفض ُل َّ َ
العالمين الحم ُد ِ
لله َربِّ
العالمين وعلى آل ِِه وصح ِب ِه أجمعين والتَّابعين إلى يو ِم الد ِ
ِّين. َ
وح والحياةِ، ط َ
ريق ِة الع ِلي َِّة الشاذِ ِلي َِّة ،إلى م ِ
ُفيض ال ُّر ِ عريضتي هذه إلى َش ِ
�يخ ال َّ َ َ
أرف ُع
ين �امات ،وأ ُ َقبِّ ُل يَد ِ
َيه المُبا َر َك�تَ ِ ِ يخ محمود أفندي أبي َّ
الش صر ِه َّ
الش ِ وإلى َش ِ
�يخ أهل عَ ِ
يت كِ�تَابَكم المؤ َّر َخ في ض أن�ي َّ
تلق ُ أعر ُ راجي�ا ً دَعَ وات ِِه َّ
الصالِحَ ِة .بعد تقدي ِم احترامي ِ
ين.دت المولى وشكرتُ ُه أنَّكم ِب ِصحَّ ٍة وسالمَ ٍة دائِمَ تَ ِ السن َ ِة الحالية ،وحَ ِم ُ
22مارس من َّ
ُداو ٌم على قِ �را َء ِة األورادِ َّ
الش�اذِ ِلي َِّة ليالً ونهاراً، ِيق ِ
الله تعال�ى م ِ س�يِّدي :إِنَّن�ي ِبتَوف ِ
َ
لت مُحتاجا ً ِلدَعَ واتِكم القل ِبي َِّة بصو َر ٍة دائِمَ ٍة.
ماز ُض أنَّني ِ وأعر ُ
ِ
ض ِل َر َش�ا َدتِكم وإلى أمثالِك�م أصحابَ َّ
الس�ماحَ ِة والعُ ِ
قول أعر ُ
�ة ِبع�د هذه الم َُقدِّمَ ِ
َّوس�يد» في «صحيح البخاري» ( )59الفتح برقم ( )123 :1وبلفظ ِ ( )1الحديث ورد بلفظ «الت
«اإلسناد» البخاري ( )6496الفتح كما هو في «صحيح البخاري» برقم ( ، )6015عن أبي
هريرة ؤ قال :قال رس�ول الله « : mإذا ُض ِّي َعت األمان ُة فانتظِ ِر الس�اع َة» .قال :كيف
َير أهلِه فانتظِ ِر الساع َة» .
األمر إلى غ ِ
ُ إضاعتها يا رسول الله ؟ قال « :إذا ُأسنِدَ
وف�ي ِ
«فتح الباري» البن حجر ( : )376/11ق�ال الكرماني :أجاب عن كيفية اإلضاعة
الج�واب ؛ ألنه يلز ُم من�ه ُ
بيان أن كيفيتَها هي اإلس�نا ُد َ يتضمن
َّ بم�ا ي�دل على الزم�ان ؛ ألنه
المذكور ،وقد تقدّ م هناك بلفظ « ُو ِّسدَ » مع شرحه ،والمراد من «األمر» جنس األمور التي
ُ
ِ تتعلق بالدين كالخالفة واإلمارة والقضاء واإلفتاء وغير ذلك ،وقوله « :إلى غ ِ
َير أهله» قال
الكرمانِي :أتى بكلمة «إلى» بدل الالم ؛ ليدل على تضمين معنى اإلسناد .
ِ
الس�ا َعة» ،الفاء للتفريع ،أو جواب ش�رط مح�ذوف ،أي :إذا كان األمر قول�ه َ « :فانتَظ ِر َّ
َير أهلِ�ه» أن األئمة قد ائتمنهم الله
األمر إلى غ ِ
ُ «أس�نِدَ
كذل�ك فانتظِ ْر .قال ابن ب ّطال :معنى ُ
على عباده ،وفرض عليهم النصيحة لهم ؛ فينبغي لهم تولي ُة أهل الدين ،فإذا قلدوا غير أهل
الدين ؛ فقد ضيعوا األمانة التي قلدهم الله تعالى إياها .
H
تنقسم المرحلة الغثائية إلى أقسام عدة ،أهمها:
ج�اءت بعيد تده�ور الدولة العثمانية وبروز مرحلة الضعف فيه�ا ،وكان هذا الهجوم يعتبر
أول هج�وم صليب�ي على والي�ة عربية من والي�ات الدولة العثمانية ف�ي التاريخ الحديث ،
وعلى الفور أعلن السلطان سليم الثالث الجهاد ضد الفرنسيين الصليبيين ،وتكونت جبهة
حربية إس�المية في مواجهة الفرنسيين ،وقامت العديد من المعارك التي اشترك فيها علماء
األزهر والمس�لمون من كافة البالد ؛ لمحاولة إعادة مصر إلى حظيرة الخالفة اإلس�المية ،
وقد واجهتها الحملة الفرنسية باالنتقام والقوة والهدم والتنكيل بالشعب عدة مرات ،حيث
دارت رح�ى الجهاد ضد الفرنس�يين في مصر مرات عديدة ،ولم يتم جالء الفرنس�يين عن
مص�ر إال بعد هجوم مش�ترك من العثمانيي�ن واإلنجليز أرغم الفرنس�يين على الخروج من
مصر ،إال أن الحملة الفرنسية إبان وجودها بمصر قد وضعت بذورا خطيرة ،ومنها االنبهار
بق�وة الس�الح األورب�ي وبالصناع�ة والعل�م واإلدارة ،حت�ى إن بعض ق�ادة الحكم بمصر
كمحمد علي باش�ا الذي حكم مصر ،قام بإدخال أس�اليب الفرنجة وعوائدهم إلى الجيش
والحياة االجتماعية فيما بعد ،وهي األساليب التي وصفت في األحاديث بالغثائية .
( )1هذا الكتاب مكون من سبعة مجلدات ضخمة ،ويعد من أغزر المراجع عن الجزيرة العربية
من�ذ بداي�ة القرن العش�رين ،ويض�م ترجمة ألهم الوثائ�ق التي تفصح عن سياس�ة بريطانيا
ومواقفه�ا من�ذ ع�ام 1914م ،وه�ي مرحلة نش�وب الح�رب العالمية األولى وم�ا بعدها ،
وكانت هذه الوثائق محاطة بس�رية تامة نظ�را ألن القانون البريطاني الخاص بحفظ الوثائق
كان يحت�م بقاءه�ا بعيدة عن أيدي الباحثين لمدة خمس�ين عاما ؛ ولكن هذه المدة خفضت
ع�ام 1967إل�ى ثالثي�ن عام�ا ،ولذلك أخ�ذ الباحثون والمؤرخ�ون يتدفق�ون على مركز
الوثائ�ق بلندن لالطالع على ذلك .اه� م�ن صدر مقدمة الكتاب ،الجزء األول ،لمترجمه
د .نجدة فتيحي .
( )1والس�راء :قال القاري :المراد بالس�راء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرضا والعافية
من البالء والوباء ،وأضيفت إلى الس�راء ألن الس�بب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب
كث�رة النع�م ،أو ألنها ش�ر الع�دو .قلت :وكال المعنيي�ن محتمل في تعلي�ل معاني مرحلة
المؤامرة ،وهي اش�تراك بعض أمراء المس�لمين ورؤس�اء القبائل في فت�ن الصراع المؤدية
إلى تدخل الكفار وعقد المعاهدات معهم إلس�قاط قرار الخالفة الش�رعية وإقامة األنظمة
القومية والقبلية ،وقد أش�ار الش�يخ التويجري في كتابه «اتحاف الجماعة ص /54األول»
إل�ى عالق�ة الس�راء بمرحلة المؤامرة ،ولكنه فس�رها تفس�يرا جزئيا ،وق�ال « :وهذه الفتنة
تنطب�ق عل�ى ما وقع بين أهل نجد وبين األتراك والمصريين في الحروب العظيمة في القرن
الثال�ث عش�ر للهجرة ،وق�د كانت هذه الفتن م�ن أعظم الفتن التي وقعت ف�ي هذه األمة ،
وقد وهن اإلس�الم بس�ببها وانطمس�ت أعالمه » ،ثم قال « :حتى رد الله الكرة ألهل نجد
بع�د ذلك فعاد اإلس�الم عزيزا ولله الحم�د والمنة» .والمفيد من التعليل المش�ار إليه ربط
الس�راء بمرحل�ة الحرب القبلي�ة والصراع الذي كان�ت تديره القوى العالمي�ة بين « العرب
والمس�لمين» .وأما تفس�يره ل�«عود اإلس�الم عزيزا بانتصار أهل نجد» فال عالقة له باألمر
المراد في الحديث والمرحلة ،بل كانت الدول االس�تعمارية معينة بالمال والس�الح ألهل
نج�د عل�ى حكام الحجاز ،ومعينة لحكام الحجاز ضد األت�راك ،وربما كان الظرف القائم
آنذاك أصعب من تفسيرنا له اليوم ؛ ولكن العلماء حين ال يعلمون ما يدور من أمور السياسة
والتس�ييس ينزلون األحاديث على األحداث والوقائع على ما يظهر لهم من الفهم أو يوافق
أحواله�م م�ن المواق�ف ،لعدم دراس�تهم فقه التح�والت والنعدام إدراكه�م أهمية الركن
الرابع من أركان الدين .
وق�د عل�ل المؤلف التويجري حديث الفتنة التي تقبل م�ن المغرب بقوله « :فهي � والله
أعل�م � م�ا وقع م�ن األتراك والمصريي�ن من محاربة أه�ل نجد في القرن الثالث عش�ر من
الهجرة ،وهي من أعظم الفتن وأنكاها لدين اإلسالم» .اه�.
مع العلم أن هذه المس�ألة برمتها تدخل تحت الفتنة المس�ماة بالس�راء ،وكل ما دار فيها
بي�ن «أهل الجزي�رة» وبين األتراك أو المصريين أو غيرهم ين�درج تحت مفهوم «التحريش
في جزيرة العرب» ونجاح سياسة االستعمار وتخطيطه .
تحديدها مرحل اًّيا فقد رب َطها ِ َّوفيق فيأقرب إلى الت ِ المجهود (َ )٨9 :5 ِ حاشية ِ ِ السهارنفوري
كان َ بذل
لفتنة السراء
الخ ِ
الفة ريطانية ِضدَّ ِ ِ سلمين والح ِ
كومة البِ مراء الم ِ بعض ُأ ِ ِ شترك َبي َنِ الم ِ ِ
ُ ُ العمل ُ بمرحلة
ونخرتها ُّك ظواهر التفك ِ ِ برزتثمانية ،بعدَ أن َ ِ ِ
الدولة ال ُع َ
آنذاك في اإلسالمية المتم ِّث ِ
لة ِ
َ ُ ُ
س�لمين العرب والم ِ ِ ِّح�اد والتر ِّقي ،ووج�دَ ُزعما ُء وجمعي�ة االت ِ ِ مؤام�رات الدُّ ونَم ِ
�ة ُ
ُ َ
ببعضهم إلى تبنِّي القة بين الرعايا ِمما حدا ِ الع ِ إفس�اد ِ
ِ تعمل على الفة ُ أنفس�هم أمام ِخ ٍ
َّ َ َ َ َ
اس�تثمر الغرب ُّيون ثمانية ِ ،
وقد ِ ِ
الدولة ال ُع صال عن ِ
ق�رار واالنف ِ ِ ِ
العربية الخ ِ
الف�ة ك�رة ِ فِ ِ
َ
عمارية ،وأغرقوا ِ َوظيفها لصالحِ سياس�تِ ِهم االس�تِ القلق َة واس�تفادوا ِمن ت ِ هذه الحال َة ِ
ُ
اإلسالمي الحك ِم نقض ِ ِ ِ العرب والمس�لمين بالو ِ
ِّ قرار ُ الكاذبة واستدرجوهم إلى عود ُ ُ َ
ِ
األتراك ِ
شترك : الم س�مى بِ ِ المجتم ِع ِ ُك ِّله
العدو ُ ِّ واإلس�المي ضدَّ ما ُي َّ ِّ العربي
ِّ بتحريض ُ
مؤلف كتاب
الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1901م «لورنس كما
يصف
ُ م�ري قدمة ِكت�اب «لورنس ..الحقيق� ُة واألكذوب ُة» لصبحي ِ
الع وف�ي م ِ عرفته» وقائد
()1
ِّ ُ ُ
جيش الثوار
العرب يصف
الوضع القائم
( )1قائ�د عس�كري عاصر ع�دة مراحل تاريخية ،ولد بدمش�ق وتخرج بمدرس�ة ضباط الصف
1915وحضر معارك غزة وبئر الس�بع في الجيش العثماني على البريطانيين ،لحق بالثورة
العربي�ة ع�ام 1917م ،ث�م كان م�ن ق�ادة الجيش ،ش�هد موقعة ميس�لون ،وراف�ق الملك
فيص�ل بن الحس�ين في خروجه من دمش�ق .واس�تقر ف�ي ش�رقي األردن 1921وكان من
مؤسسي الجيش العربي األردني .
أخرجه اإلنكليز 1924التصاله بالحركة االس�تقاللية السورية ؛ فرحل إلى العراق .قاد
جيش الجهاد الفلس�طيني 194٨عقب استش�هاد عبد القادر الحسيني ،وأحصي ما خاضه
من المعارك فكان 41معركة.
تلق�ى أربعة أح�كام باإلعدام :من األتراك االتحاديين عندما لح�ق بالثورة العربية ،ومن
الفرنس�يين عندم�ا قاتلهم مع العصابات الس�ورية ف�ي البقاع والحولة ،وعندم�ا قاتلهم في
ثورة ، 1925والرابعة 1956بتهمة العمل للوحدة مع العراق .توفي بدمشق 1973م .له
«مذكرات عن الحركة العربية» مخطوط عند أس�رته بدمشق في عشرة أجزاء ،وله «لورنس
الحقيق�ة واألكذوب�ة» مطب�وع .اه�� « مختصر األع�الم» الزركل�ي « . » 166 : 6والكتاب
األخير هو ما نقلنا عنه هنا ،وقد طبع بعدة أسماء منها «لورنس كما عرفته» .
أنور باش�ا ،فلقي ع َليها جوا ًبا ِ كش�روط بِبرقية إلى ِ ٍ ٍ �ريف ُ الش ُ العرب والتي أرس� َلها َّ ِ االتحاديين
أواخ ِر آب �ين ف�ي ِ الح َس ِ ِ هذ ٍ غي�ر ُم َّ ِ
مع ُ اإلنكليز ُمفاوضاتهم َ ُ ب ،وبعدَ ها ب�دأ قاس� ًيا َ
ف وموق ِ ِ ِ
ثمانية الفة ال ُع الخ ِ مس�ألة ِ ِ البحث في ُ 1915م .اه�� ص . 23-20وقد بد َأ
بدء البحث في
مسألة الخالفة
الحميد الثاني 1909م . ِ عبد لطان ِ العرب ِمنها بعدَ خل ِع الس ِ ِ
ُّ وموقف العرب
ف المواق ِِ ِ
وإحراج �ن العواطِ ِ
ف �ريف بعيدً ا َع ِ الش ُ الحديث َّ ُ قر ُره َّ منها بدأ بعد
أخطر ما ُي ِّ َ ولع�ل
ِ ِ ِ عزل السلطان
مرحلة السياس�ي َبي َن ِّ ِ
الفصل ِ
نجاح التاريخية التي تَر َّت َبت على جريات المخط�ور ُة ُ عبدالحميد
ِ
الم ْج َه َضة َ ِ ِ ِ ِ قرار ِ ِ
الفة ال ُعثمانية حاملة ِ ِ ِ الخ ِ ِ
قبل اإلس�ال ِم و َبي َن مرحلة الخالفة العربية ُ 1909
ِ ِ ِ يد ُخ ِ ِوالدتِها على ِ
ص تتلخ ُ التاريخية َّ جريات المدَ و َن ِم ُ ،
والم السياس�ي ُ ِّ الدجل براء
ِ
لمرحلة ُمهدُ ِ الس�ر ِاء ،ومرحل ُة ِ ِ ِ ف�ي ك ِ
الس�راء ت ِّ َّ َّ لمرحلة ُمهدُ األحالس ت ِّ مرحلة َ�ون
البكماء الصم ِ ِ ِ تنة الرابِ ِ الف ِ لمرحلة ِ
ِ ِ ِ
اء ، َّ العمياء عة ُمهدُ الدُّ َهيم�اء ،ومرحل ُة الدُّ َهيماء ت ِّ
دجالي ٍ
هدف خ ِ
دمة تنطل ُق لِ ِ واح ٍد ،و ُك ُّلها ِ مس�تثم ٍر إبليسي ِ ِ ِ
رصيد تصب في و ُك ُّلها
ٍّ ٍّ ُّ
مؤمنًا و ُيمس�ي كافِ ًرا حتَّى والعل ِم» ..يصبح الرج ُل فِيها ِ
ُ ُ
�د في ق�راري «الحك ِم ِ
ُ َ
واح ٍ ِ
�عوب ِ الش فاق في�ه ،وهو ت َّي ُار ُّ إيم�ان ال نِ َ ٍ ِ
س�طاط ين ُ :ف الن�اس إل�ى ُفس�طا َط ِ ُ يصي�رَ
المرموز ،وعلى ِ األنوي ِ
الدجل إيمان فيه ،وهو ت َّي ُار َ ٍ
المهزوز ،و ُفس�طاط نفاق ال ِ ِ ِ
ِّ
كان ذاكُم عن الهوى « : mفإذا َ يقول َمن ال ينطِ ُق ِ عة ُ المرحلية المتتابِ ِ
ُ
ِ ِ
المسيرة هذه
ومه أو واية « :فانتظِروا الدج َال ِمن ي ِ الغد»( . )1وفي ِر ٍ أو ِ الدج َال ِم َن ال َي�و ِم ِ ِ
َ َّ ُ فانتظ�روا َّ
عة بِاس� ِم طبة الجم ِ ثمانية ،وأصبح الدُّ عاء في ُخ ِ ِ ولة ال ُع س�يطرة االتِّحاديين على الدَّ ِ ِ
ُ ُ ُ َ ِّ
( )1وهي ذاتها س�نة وفاة الس�لطان عبدالحميد الثاني في منفاه بالبلقان! وتجدر اإلشارة إلى أن
الس�لطان عبدالحميد هو الذي عينه بإجبار م�ن االتحاديين على إمارة مكة قبيل تنحيته عن
الحكم (عام 1326ه� � 190٨م) .
( )1كان لليهود وعلى رأس�هم « هرتزل » الدور المباش�ر في إثارة المس�ألة القومية ،حيث كان
اليه�ود يطالب�ون بوطن قومي له�م ولكنهم لم يجدوا في البداية قب�وال من الدول العظمى ،
حت�ى بدأ العمل المش�ترك بين بريطانيا واليه�ود ،وعقدت المؤتم�رات العديدة حول هذه
المسألة ،وبدأت بعض الدول بتبني مشروع القوميات وإثارة النعرات فيها ،وكان أول من
عانى من ذلك دولة الخالفة نفسها ؛ حيث قامت العناصر المحرضة على القومية بالمطالبة
الملح�ة بفصل قوميات بلغاريا والمجر والبوس�نة والهرس�ك وغيرها عن دولة اإلس�الم ،
وتذرعوا بش�تى الحيل والوس�ائل ،وكان هذا تمهيدا سياس�يا إلنجاح مطالبة اليهود بوطن
قومي في قلب البالد اإلس�المية ،ونجحت الفكرة بدعم الدول األروبية وأمريكا ،وتحقق
االنهي�ار والتقس�يم في الدولة اإلس�المية ،وتحقق�ت دولة الصهيونية وغيرها من مش�اريع
الدجل والسياسة .
( )2ظهرت في مصر بعد سقوط دولة الخالفة دعوة من خالل األزهر لعقد مؤتمر إسالمي عام
لمناقشة مسألة « الخالفة اإلسالمية » ،وكان وراء هذه الدعوة الملك فؤاد الذي كان يرغب
في أن يصبح خليفة للمس�لمين ،وعقد المؤتمر في العاش�ر من شعبان سنة 1343ه� ،بعد
أي�ام من هدم الخالف�ة ،واتفق المؤتمرون على عقد مؤتمر آخ�ر ،يدعى إليه جميع ممثلي
األمم اإلس�المية للبت في من تس�ند إليه الخالفة اإلسالمية بدال عن عبدالمجيد العثماني،
الذي وصفت بيعته بأنها غير شرعية ،ومر عام كامل من التحضير لهذا المؤتمر ،حتى عقد
المؤتم�ر الثان�ي ع�ام 1925ه� ،وفيه طغ�ت الخالفات بين زعماء الع�رب حول الخالفة،
وادعى كل من الحضور الخالفة لنفس�ه ،فطال�ب البعض بأن تكون للملك فؤاد ،والبعض
للشريف حسين ،والبعض اآلخر ألمير نجد عبدالعزيز بن سعود .كما دب الخالف حول
ش�كل الخالفة ومضمونها ،وتم تأجيل المؤتمر إلى الس�نة القادمة 1926م ،ثم فشل أيضا
في معالجة المشكلة .
أن فيه سعيدَ الذهبي بِ َّ ِ
صحيح اإلسناد وتع َّق َبه وقال ِ
الحاكم في « ُمس�تدركه» (َ ، )٨597 ( )1رواه
ُّ ٌ ُ
الحديث ُ ِ
ب كتاب «إتحاف الجماعة» :وهذا ِ ِ ِ ِ َّهم به) َ . ِ ٍ
ب َن س�نان َ ِ
قال صاح ُ قال ( :وس�عيدٌ ُمت ٌ
ِ ِ ِ ِ ِ
الناس م َن العصبية في اإلسال ِم ،ومن ظهر مصدا ُقه بما أحد َثه ُ ضعيف اإلسناد فقد َ َ وإن َ
كان
ٍ
بعض بعضها إلى ِ
القبائل ُ ِ ِ ِ
سمى في زماننا ب� «ال َقومية العربية» ،وكذل َك َم ُيل ِ ِ
هذه العصبية ما ُي َّ
الحرب ،ك ُُّل ذلِ َك وقع في هذه األُم ِة ،وهذا ِمما يشهدُ لِهذا الحديثِ ِ أعناقهم في ِ واختالف
ُ
َّ َّ َ
ِ
«إتحاف الجماعة» (. )51 :1 ُ أعلم . أصال .وال َّل ُه ُ أن له ً ويدُ ُّل على َّ
الهجو ِم ِ ِ ِ
ول اإلس�المية والعربية لجاراتها ِ ، ِ بعض الدُّ ِ ِ ِ ِ ُق ُ
أو ُ ل�ت :ومن�ه ما تصن ُعه من تهديد
تحت المس�م ِ ِ ِ ِ ِ
يات ف�رض سياس�تها الفكرية ع َليه�ا َ ُ َّ ع َليه�ا واس�تقطا ِع بع�ض أراضيه�ا ،أو
ب الم ِ ِ ِ التمح ُك بِاإلس�ال ِم ذاتِ�ه أو بِ يكون ِمنها المتنو ِ
نتمية مذهب ُم َع َّي ٍن م َن المذاه ِ ُ ٍ ُّ ُ عة ،وقد ُ ِّ
العرب و َغ ِيرها . ِ ِ
جزيرة حصل ِم ُثل هذا في َ إ َليه .وقد
( )1ترجع البدايات األولى لفكرة إنش�اء وطن خاص لليهود ،يجمع ش�تاتهم ،ويكون حارس� ًا
أمينا على مصالح دول « أوروبا » االستعمارية في الشرق إلى ما قبل الحملة الفرنسية على
مص�ر ،وتجل�ى ذلك بوضوح في خطاب نابليون ،الذي وجهه إلى يهود الش�رق ؛ ليكونوا
عونا له في هذه البالد ،وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدى كثير من اليهود .
وم�ع نهايات القرن التاس�ع عش�ر انتقل�ت فكرة الصهيوني�ة التي تزعمها تي�ودور هرتزل
مؤس�س الحرك�ة الصهيوني�ة م�ن مرحل�ة التنظير إل�ى حي�ز التنفي�ذ ،وذلك بع�د المؤتمر
الصهيون�ي األول ،ال�ذي عقد في بازل بسويس�را ع�ام 1٨97م ،وتجلى ذلك بوضوح في
سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي
لهم ،وكانت بريطانيا بش�خص وزير خارجيتها صاحبة الفضل في الوعد المش�ؤوم ،الذي
اقترن باسمه في التاريخ .
وبتكلي�ف م�ن الحلفاء أقدم�ت بريطانيا عل�ى تلك الخط�وة الخطي�رة ،فأصدرت وعد
بلفور ،ونشرته الصحف البريطانية صباح 2نوفمبر 1917م ،وكان نصه :
وزارة الخارجية 2نوفمبر 1917م
عزي�زي اللورد روتش�يلد ،يس�رني جدا أن أبلغك�م بالنيابة عن حكوم�ة صاحبة الجاللة
التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية ،وقد عرض على
ال�وزارة وأقرت�ه :إن حكوم�ة صاحبة الجاللة تنظ�ر بعين العطف إلى تأس�يس وطن قومي
للش�عب اليهودي في فلس�طين ،وستبذل غاية جهدها لتس�هيل تحقيق هذه الغاية ،على أن
يكون مفهوما بش�كل واضح أنه لن يؤتى بعمل من ش�أنه أن ينتقد الحقوق المدنية والدينية
الت�ي تتمت�ع به�ا الطوائف غي�ر اليهودية المقيم�ة اآلن بفلس�طين ،وال الحق�وق أوالوضع
السياس�ي ال�ذي يتمتع ب�ه اليهود في البلدان األخرى ،وس�أكون ممتنا إذا م�ا أحطتم اتحاد
المخلص .آرثر بلفور الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح .
فور هذا الوعد س�ارعت دول الغرب وعلى رأس�ها فرنسا وإيطاليا وأمريكا بتأييده ،بينما
كان ف�ي مناطق العالم العربي له وقع الصاعقة ،واختلفت ردود أفعال العرب بين الدهش�ة
واالستنكار والغضب .
ودخل�ت الجيوش البريطاني�ة بقيادة اللورد اللنبي إلى القدس ،وترجل القائد اإلنكليزي
وقال كلمته الشهيرة :اليوم انتهت الحروب الصليبية .
وبعد ذلك بنحو 3أعوام دخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق في عام 1920م ،ووضع
قدمه على قبر صالح الدين األيوبي وهو يقول في تحد وتشف ال يخلو من الحقد :ها نحن
قد عدنا ثانية يا صالح الدين .
وف�ي نيس�ان إبري�ل 1920م وافق المجل�س األعلى لق�وات الحلفاء عل�ى أن يعهد إلى
بريطانيا باالنتداب على فلسطين ،وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ ،ثم ما لبث مجلس
عصب�ة األم�م المتح�دة أن وافق على مش�روع االنتداب ف�ي 24يولي�و 1923م ،ثم دخل
مرحلة التطبيق الرسمي في 29سبتمبر 1923م .
(« )1الفتن» لنعيم بن حماد ( )691و«مصنف ابن أبي شيبة» (. )37549
(« )2سنن ابن ماجه» (. )3959
وه�ذه المرحل�ة أقرب م�ا تكون لم�ا ورد في الفت�ن لنعيم بن حم�اد ص: 294
ع�ن علي رضي الله عنه قال :الفتن أربع :فتنة الس�راء والض�راء ...وفتنة كذا إلخ.
فالمشار إليه بفتنة الضراء ينطبق على مرحلة االستهتار الشيوعي.
( )1رواه أحم�د ف�ي «مس�نده» بس�ند صحي�ح ( )23306ورواه الطبراني واب�ن مردويه مطابقة
االختراعات العصرية» (. )115
١٩٣٨
١٩٧١
والض�را ُء ،وفِتن ُة كذا - َّ الس�را ُء ، َّ أربع :فِتن ُةق�ال « :الفتَن ٌ
ِ عل�ي ؤ أنَّه َ ٍّ وع�ن
�ح ال َّل ُه تعالى على ِ ِ ِ ِ الذ ِ فذك�ر ِ
النبي ُ mيصل ُ رج ٌل من عترة ِّ يخرج ُ ُ هب – ُث َّ
�م مع�د َن َّ َ
أمرهم » .
()5
يدَ يه َ
عة َقو ُله :m تن�ة الرابِ ِ الف ِ عن ِ عة ِ األحاديث المتنو ِ ِ ول فيما ور َد ِم� َن وخالص� ُة ال َق ِ ُ مفهوم الحديث:
ُ ِّ
يؤول أمر األُ َّمة
(« )1الفتن» لنعيم بن حماد (. )12٨ إلى الكافر
(« )2الفتن» لنعيم بن حماد (. )367
(« )3الفتن» لنعيم بن حماد ( )676وفي رواية أخرى « :انحسر» .
(« )4الفتن» لنعيم بن حماد (. )972
(« )5الفتن» لنعيم بن حماد (. )94
ِ
أسباب كشف عنَ تنة الرابِ ِ
عة) فقد الف ِ
رس�ول ال َّل ِه ( mحال َة األُم ِة في ِ ُ وكما حدَّ َد أسباب االنحدار
َّ
الشرعية بِ َقولِه :
ِ ِ
الناحية دار ِم َن ِ
االنح ِ الشرعي في الفتنة
الرابعة
ِ ِ ِ ِ « rسيأتي على ُأ َّمتي ٌ
جردة ، زمان تَك ُث ُر فيه ال ُق َّر ُاء» أي :حمل ُة المعرفة القرائية ُ
الم كثرة القراء ،وهم
ِ
المقبوضة ،وبمعنى ٍ
الئق : ِ
والمناه ِج ِ
الصحافة َب لهم في
حملة المعرفة
الم�ر ِّددون ما ُيكت ُُ القرآنية المجردة
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
العاكسين سياس َة المرحلة المتناقضة واألنظمة الحائرة القائمة فيها . الذين يعكسون
ِ
وكافة ِ
الديانة ودقائقه ،والمقصو ُد فِق ُه ِ قه بِمعانيه الف ِ
وتق ُّل الفقهاء» أي :حمل ُة ِ « ِ r
سياسة المرحلة
ُ ومعانيها
ِ
واإلعالمية . ِ
والتعليمية ِ
والتربوية ِ
والثقافية ِ
واالقتصادية ِ
الشرعية و ِ
جوهها ُ
ِ
لم» ،وسيأتي في الفصل التالي :العالمات الصغرى . «و ُيق َب ُض الع ُ r
الحدي�ث « :قا ُلوا :وما ِ القتل واالقتِ ُ اله ْر ُج» وه�و ُ
تال ،كما ور َد في «ويك ُث ُ�ر َ r
كثرة االقتتال
زمان ُ
يقرأ ك ٌ �م يأتي من بعدَ ذلِ َ «القتل َبينَكم ُ ،ث َّ ُ قال : رس�ول ال َّل ِه ؟ َ
َ اله ْ�ر ُج يا
َ والصراع الدموي
زمان ُيجاد ُل المنافق ِ ك ٌ ِ
جاو ُز تراق َيهم ُ ،ث َّم يأتي م�ن بعدَ ذل َ جال ال ُي ِ �رآن ِر ٌ ال ُق َ
ؤمن ِ ِ ِ الم ِ
يقول» (.)1 ثل ما ُ بم ِ الم َ شر ُك بِال َّله ُ والكافر ُ
األوثانِ ِ
وأه�ل اليه�ود والنص�ارىِ األصل�ي ِم َن الكاف�ر �ه ه�و ش�ر ُك بِال َّل ِ والم ِ
ُّ ُ ُ r
ِ
الثقافية الحض�اري والمصالِ�حِ الح ِ
وار «مؤتم�رات ُِ والمجادل�ة ،وم�ن معانيه ِ
ِّ مؤتمرات الحوار
تشتم ُل المش�تركة المخالفة لمناهج الش�ريعة ،والتي ِ ِ ِ
واإلعالمية ِ
واالقتصادية واالستثمار
ِ
اإلنسان قوقوح ِ ِ ِ ِ ِ ِ تقاس ِم
المبادئ :المساواة والعدالة ُ المشترك في العمل على ُ
( )1وأوله « :سيأتي على أمتي زمان ،يكثر القراء ،ويقل الفقهاء ،ويقبض العلم ،ويكثر الهرج»
و«المعج�م األوس�ط» للطبراني ( )3277و«المس�تدرك على الصحيحي�ن» ( )٨412قال
الحاكم :هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه .قال الذهبي :صحيح .
الخيان�ة ف�ي قضية القدس والمقاومة اإلس�المية في فلس�طين ضد الع�دو المحتل» ،وهي
إح�دى قضايان�ا اإلس�المية الملح�ة ،وق�د وصل�ت إل�ى ما وصل�ت إلي�ه م�ن (المؤامرة
المش�تركة) متدرجة من عصر هرتزل وما جاء بعده من مؤتمرات واختالالت سياس�ية إلى
عصرن�ا الحاض�ر ،وقد صارت في�ه القضية على وش�ك التطبيع محليا وإقليمي�ا وعالميا ،
م�ع تظاف�ر القوى العربية وبعض المنظم�ات والحكومات اإلس�المية والعالمية على تنفيذ
المخط�ط اليه�ودي بأس�لوب أو بآخر ؛ ولكن�ا إذا تمعنا ف�ي العمل الش�عبي المتنامي نجد
األنفاس اإلسالمية الحقيقية قائمة بدورها الجهادي ونشاطها الريادي وفق مراد الله ومراد
رس�وله ،mومن ذلك صمود الش�عب الفلس�طيني وبع�ض منظماته الجهادي�ة ،وصمود
بعض الشخصيات المتنفذة سوا ًء في الحكم أو العلم أو المال أو اإلصالح الشعبي إلعطاء
القضية بعدا إس�الميا جهاديا مس�تمرا ،ومن هؤالء جملة من الش�خصيات اإلسالمية وغير
اإلس�المية � من واقع التعاطف مع الحق � الداعية إلى الوقوف مع الش�عب الفلس�طيني في
قضيته العادلة ،وربما كان من آخر محاوالتهم الجادة التي يحس�ن ذكرها وإثباتها كنموذج
إسالمي واعد عمل « المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين » وشعاره « نحو نصرة دائمة
لفلس�طين » ،ومن أهم ما حمله أعضاء هذا المؤتمر في المرحلة الوقوف الش�عبي إليقاف
المؤامرة على نماذجها الثالثة :تهويد القدس ،مسألة العودة لالجئين ،يهودية الدولة .
كما جعلوا مفهوم النصرة يقوم على معالجة ثالثة أمور :
األو ُل :استمرار المقاومة ودعمها بكافة األشكال واإلمكانات الممكنة .
َّ
الثان�ي :العمل عل�ى المصالحة الوطنية بين الفصائل لصيان�ة الحق والعمل على نصرته
وليس التضحية به .
ُ
الثالث :رفض مش�اريع الوس�اطة العربية والدولية الداعية إلى التطبيع المخل بالش�رف
واألرض مع العدو المحتل .
ويتحقق نجاح هذه المطالب :
-1بحشد الطاقات العربية واإلسالمية لترجيح كفة القضية وتحويلها من قضية فلسطينية
إلى قضية عربية إسالمية .
-2شد أزر المقاومة بجمع كلمة الفصائل داخل األرض المحتلة ،وتوحيد استيراتيجيات
العمل الجهادي ،سواء بأسلوب المطالبة الشرعية القائمة على العدل واإلنصاف أو الجهاد
والمقاومة القادرين على فرض فكرة الحقوق وعودتها .
-3العم�ل عل�ى توحي�د الكلم�ة وإحي�اء معاني التوحي�د ،وه�و إحياء أس�اس العالقة
اإلس�المية بين األم�ة وبناء وحدته�ا اإليمانية على القواس�م المش�تركة (ﮭ ﮮ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [البقرة. ]20٨:
( )1ويليق بنا هنا ونحن نقرر هذه المرحلة استنادا على ما فهم من استقراء األحاديث فإننا نشير
إلى ضرورة المراجعة الملحة في داخل الخيمة اإلس�المية ،وخصوصا بين عناصر الديانة
المتخذة صفة الصراع والتحريش حول المعتقدات والعادات وبعض وس�ائل العبادات أو
التحريش السياس�ي بين األنظمة واألحزاب المختلفة أن تعي األمر وتنظر للمس�ألة بحسن
تبصر وتؤدة وخصوصا أن الفشل المشترك قد صار مظهر الجميع .
فالجمي�ع � بش�هادة م�ن ال ينطق عن الهوى � غث�اء في غثاء ،وال يخرج م�ن هذا المعنى
إال العب�اد الزه�اد المنقطعون لله بعيدا عن طرف�ي اإلفراط والتفريط المحت�دم ،وأما ركام
األنظمة والمؤسسات واألكاديميات فلست أفشي سرا إذا قلت :إن الجميع يسيرون ضمن
االتجاه اإلجباري على طريق جحر الضب على غير ضابط شرعي وال رادع طبعي .
وألنن�ا جميع�ا أمام مرحلة االس�تنفار ف�ال بد لنا من فه�م «المعنى والمقص�د» ؛ لتجتمع
قلوبنا وعقولنا على كلمة س�واء � ولو من بعض الوجوه على القواس�م المش�تركة � ونرص
صفوفنا أمام العدو المشترك ...فلعل وعسى .
( )1قال الهيتمي في «المجمع» :رجاله ثقات .راجع «التهذيب الحسن» ص.165
(« )2الفتن» لنعيم بن حماد (. )٨٨
(« )3الفتن» لنعيم بن حماد في حديث آخر برقم (. )676
(« )1فضائ�ل الش�ام ودمش�ق» ألب�ي الحس�ن الربع�ي ( )112و«تاري�خ دمش�ق» البن عس�اكر
(. )257 :1
(« )2الفتن» لنعيم بن حماد ( ، )223اختلف العلماء في مسمى السفياني :هل هو فرد من أسرة
بني أمية ؟ أم ما قيل من أنه س�فياني السياس�ة ؟ أي :يتبع سياس�ة الملك العضوض ،أم غير
ذلك .وقد رد بعضهم أحاديث السفياني ،وأنه لم يصح في خبره شيء ،ومن ذلك ما ذكره
ال عن العالمة ابن قدامة رحمه الله قال :اعلم رحمك اللهمؤلف «فقه أش�راط الس�اعة» نق ً
تعالى أنه لم يصح ش�يء في أحاديث الس�فياني ،س�واء منها ما كان مرفوعا أو موقوفا .قال
ابن قدامة رحمه الله تحت عنوان « السفياني والمهدي » :قال محمد بن جعفر :وهي هذه
األحاديث التي نهى أحمد بن إسحاق بن داود عن التحديث بها ...وساق األحاديث .اه�
ص« 65-64فقه أشراط الساعة» ليوسف الوابل .
(« )3الفتن» لنعيم بن حماد (. )٨25
(« )4الفتن» لنعيم بن حماد (. )625
واألعرج» .وتقو ُم َبي َن ِ واألصهب ، ِ فياني ك ٌُّل ِمن « :األبق ِع ، الس ِّ يظهر في عهد ُّ
ِ
و ُ شخصيات قيادية
الل الثالث ِخ َ
ِ ِ
الرايات فياني على الس ُّ
ِ
َهم المالح ُم القتالي ُة حتَّى ينتص َر ُّ
ِ ِ
فياني و َبين ُ الس ِّ ُّ
متنازعة
الفت َِن لنُعي ِم بن حمادٍ حديث أرطأ َة المروي في ِكتاب ِ ُ ِ ٍ ِ ٍ
َّ َ ُّ سنة كاملة ،وإلى ذل َك ُي ُ
شير
ود والراياتِ الرايات الس ِ ِ ِمن قولِه « :السفياني الذي يموت ،الذي يقاتِ ُل أو َل َشيءٍ
ُّ َّ ُ ُ ُّ ُّ
أحمر ٍ
جمل بيس�ان على َ ش�رقي مخرجه م َن «المنذروز» ِ فر في ُس َّ�رة الش�ا ِم ، ِ الص ِ
َ ِّ ُ ُّ الرايات السود
ِ يهلك وهو ُ مرت ِ تاج ِ ِ والصفر رموز
ويبقر
ُ الذري َة ، يقبل الجزي َة ،ويسبي ُّ ُ َين ُ ،ث َّم يهز ُم الجماع َة َّ ع َليه ٌ
لقوى محلية
طون الحبالى .)4( » ... ُب َ
واعدة
المهديِّ الناس بِ
ِ هاش� ٍم لِما ُيرى ِمن تع ُّل ِ
�ق المرحلة لبني ِ ِ وي�زدا ُد األذى ف�ي هذه ازدياد األذى آلل
األرض .وفي كتاب «اإلشاعة»ِ ِ ِ
شردون في أنحاء وأحفاده ُق َب َيل ُظ ِ ِ البيت بعمومهم
هوره ،و ُيقتَّلون و ُي َّ
هاش ٍم . الهالك لِبني ِ ُ يكون فِيها ُ الد التي ألسماء البِ ِ ِ كر ِ ِ ِ ِ
لألعداد م َن القتلى وذ ٌ
يفل ُت ِمنه�م أحدٌ َّإال والمدين�ة ،وال ِ ِ �فياني فيما َبي� َن م َّك َة ِّ الس
جي�ش ُّ ِ �ف بِ خس ُ و ُي َ الجيش الذي
المهدي في مخبئ�ه لِ ُيخبِ َرهم ِّ البش�ير فيأتي إل�ى اإلما ِم ُ ونذير» ،أ َّما ٌ «بش�ير
ٌ رج َلين ُ يخسف بِه َب َ
ين
مكَّة والمدينة
( )1ألن الخالف�ة نظ�ام يوح�د األقاليم ،ويوح�د قرار الس�لم والحرب فيها عموم�ا ،بعيد ًا عن
المناطقية واإلقليمية والحدود الذاتية ،وهذا غير ممكن في ظل ما وصفته النصوص النبوية
من الهرج والمرج والجور واالقتتال ؛ ولكن المتابعة والمالحظة لما يقال مكسب معرفي .
(« )2فقه أشراط الساعة» (ص. )229/
(« )3س�نن أب�ي داود» ( )2535و«المس�تدرك على الصحيحي�ن» ( )٨309وقال الحاكم :هذا
صحيح اإلسناد ولم يخرجاه ،و«مسند أحمد» (. )224٨7
بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه األمة» رواه مس�لم كتاب اإليمان .قال المؤلف :
فهذه األحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين أحدهما أنه عند نزول عيس�ى
بن مريم ش من الس�ماء يكون المتولي ألمر المس�لمين رجال منهم ،والثاني أن حضور
أميرهم للصالة وصالته بالمسلمين وطلبه من عيسى ش عند نزوله أن يتقدم ليصلي بهم
يدل على صالح في هذا األمير ،وهي وإن لم تكن فيها التصريح بلفظ المهدي إال أنها تدل
على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك الوقت ،وقد جاءت األحاديث في السنن
والمس�انيد وغيرها مفس�رة لهذه األحاديث التي في الصحيحين ودالة على أن ذلك الرجل
الصالح يسمى محمد بن عبدالله ،ويقال له « :المهدي » والسنة تفسر بعضها بعض ًا .
وقال وقد أورد الشيخ صديق حسن في كتابه «اإلذاعة» جملة كبيرة من أحاديث المهدي
جع�ل آخره�ا حديث جابر المذكور عند مس�لم ،ثم قال عقبه « :وليس في�ه ذكر المهدي ،
ولك�ن ال محل له وألمثاله في األحاديث إال المه�دي المنتظر كما دلت على ذلك األخبار
المتقدمة واآلثار الكثيرة .اه� (ص« )59أشراط الساعة» يوسف الوابل .
قل�ت :وعلى ه�ذا القول يبطل قول من ق�ال « :إن رفض الخالفة الراش�دة قبل المهدي
ه�ي م�ن قبيل الخرافة والضاللة التي ألقاها الش�يطان في قلوب كثير م�ن العامة ،وبخاصة
الصوفية منهم» .راجع (ص« )225فقه أشراط الساعة» .
يبدو أن القس�طنطينية س�ترجع كاف�رة مرة ثانية وتفتح م�ن جديد وفتحها الثان�ي يكون قبل
المس�يح بقليل والناس ال يفرقون بين فتحها األول والثاني ..إلى أن قال :ولن تقوم الساعة
حتى تستنفد عالماتها وأشراطها التي وردت في الكتاب والسنة .اه� ص« 196فقه أشراط
الساعة» .
( )1علق مؤلف كتاب «أشراط الساعة» عند هذا الموقع في الحاشية وقال :ولعل هذا مأخوذ من
قوله mفي حديث أبي أمامة الطويل في الدجال «وكلهم � أي :المسلمين � ببيت المقدس
وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم إذ نزل عيسى ..الحديث» .
ولربم�ا فه�م الق�وم من ه�ذا أن الرجل غي�ر اإلمام المه�دي وعللوا هذه اللفظ�ة بأن بيت
المقدس فيه خالفة س�ابقة ،وهذا فهم ال يتناس�ب مع س�ياق الحديث وال مع ما ذكره شراح
الحدي�ث فالرجل الصال�ح هو اإلمام المنتظر � على أصح الروايات � وينزل عيس�ى ليصلي
خلفه وما قبل ذلك كانت مرحلة تحت إدارة وإمرة اإلمام المهدي ذاته ،وأما قبل ذلك فتهيئة
واستعدادات غير مجتمعة وال تحت قرار حكم خالفة بحال من األحوال ..والله أعلم .
مر ِ
بن الخ َّط ِ ِ بن ِ مر ِ ِ األو ُل :ما َ
االستغناء عن اب ُ ،
حيث العزيز ،وقب َله عهدُ ُع َ عبد قيل عن عهد ُع َ َّ
الصدقة له عدة ِ
توزيعه . ِ
وعدالة ِ
المال الصدقة لِ ِ
كثرة ِ استغنى ال ُفقرا ُء ِ
عن
معان
ِ
وعهد عيس�ى كعهد اإلم�ا ِم المنتظِر ،
ِ ِ
الزم�ان يحص ُل في ِ
آخ�ر والثان�ي :م�ا ق�د ُ
ش(. )2
الزم�ان ِم َن
ِ ِ �ث ل�ه ِعالق ٌة وهن�اك معنً�ى ثالِ ٌ
الصدقات من يكثر ف�ي ِ
آخر بالتح�والت ،وه�و ما ُُّ ُ
األموال المشبوهة
أخ�ذ صدقتِه ِمن
المؤمن ِمن ِ
ُ
ِ ف ِ
أنواعه ،حتَّ�ى يتأ َّف َ الم�ال الحرا ِم بِكا َّف ِ
�ة ِ ِ
فاضة اس�تِ
ِ
المشبوهة . المتصدِّ قين بِأموالِ ِه ُم َ
أولئك ُ
ف ال ُف ِ الصدقة في معنً�ى رابِ ٍع إل�ى تع ُّف ِ
ِ ه�م االس�تِغنا َء ِ
سقوط قيمة عن ق�راء ِ ع�ن عض ُ وفس َ�ر بِ ُ
َّ
العملة ِ ِ ِ ِ ِ ِ
األم�وال ؛ الضط�راب حال�ة األس�واق وضعف الحرك�ة التِّجاري�ة ،حتَّ�ى تنعد َمِ ِ
ِ
القيامة الناس ِم� َن
ِ س�بب َخ ِ
�وف ِ روب ،وإما بِ
الح ِ ِ المش�ترا ُة إما بِ ِ
س�بب ُ دات ُال�وار ُ
وتفيض .
ُ ُ
األموال فتتكدَّ ُس
ٍ أكثر ِمن ٍ تظهر في ِ ِ فه ُم ِمن هذه
ومرحلة . زمن أن هذه العالم َة ُالتعاليل َّ و ُي َ
( )1األخذ بالعلم والحضارة من الغير ال يدخل في هذا المعنى ،وإنما يدخل ما ال تحتاجه األمة
من علل األمم األخرى وفلسفتها النظرية المتعارضة مع غيبيات الديانة .
(« )2صحيح البخاري» (. )7319
(« )3صحيح البخاري» (. )3456
( )4متفق عليه « ،صحيح البخاري» ( )7320و«صحيح مسلم» (. )2669
( )1وم�ن أغ�رب مظاهر هذا الفصل مطالبة بع�ض المتطرفين من دعاة الخ�وارج الجدد علماء
المذهبي�ة والصوفية للتوبة وتجديد اإلس�الم ،ونش�ر بعضهم في اإلنترن�ت احتفال أولئك
بكافر دخل اإلسالم وحسن إسالمه ،وكان ذلك الكافر � من وجهة نظرهم � مسلم ًا صوفي ًا
دخل إلى الحظيرة السلفية ،وحسن إسالمه بعد رجوعه عن مذهب الصوفية ،وتوبته على
أيديهم .
ُ
وحديث « :بينما أنا نائم رأيت خاري» ( )3609و«صحيح مس�لم» (. )2923 ِّ «صحيح ال ُب
ُ ()1
فى يدي سوارين من ذهب ،فأهمني شأنهما ،فأوحي إلى فى المنام أن انفخهما ،فنفختهما
فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي» ،فكان أحدهما العنس�ي واآلخر مس�يلمة الكذاب
صاحب اليمامة» «صحيح البخاري» (. )3621
(« )2المعجم الكبير» للطبراني ( )12٨/13وأخرجه ابن حجر في «الفتح» (. )٨7/13
(« )3مس�ند أحم�د» ( )2335٨ق�ال األلبان�ي :صحي�ح «صحي�ح الجام�ع الصغي�ر وزيادت�ه»
(. )425٨
(« )4اإلشاعة» (ص. )96
(« )1سير أعالم النبالء» (« ، )543 :3أشراط الساعة» ص 115ليوسف الوابل .
(« )2فتح الباري» (. )617/6
( )3ص.115
علي « :وإن ََّك ِ
( )4وممن اشتهر بغلوه في الرفض ال بادعاء النبوة اب ُن الكواء الذي َ
قال له اإلما ُم ٌّ
لت :ما آياتُهم؟ َ
قال : مر ؤ ُ ،ق ُ حديث ِ
اب�ن ُع َ ُ ِ
الرفض ،و ُيؤ ِّيدُ ه َ
وكان يغل�و في ِمنه�م» .
«يأتونكم بِ ُسن ٍَّة لم تكونوا ع َليها» « .اإلشاعة» ص. 97
(« )5مس�ند أحم�د» ( )20711و«مصن�ف اب�ن أبي ش�يبة» ( )37513و«صحي�ح ابن خزيمة»
(. )1397
( )1مصداق� ًا لم�ا قاله mفيما رواه أبو هريرة ؤ بعد ذكر لقتال الترك ،قال « :وتجدون من
خير الناس أش�دهم كراهية لهذا األمر ،حتى يقع فيه ،والناس معادن خيارهم في الجاهلية
خياره�م في اإلس�الم» .اه� «صحيح البخاري» ،كتاب المناق�ب ،باب عالمات النبوة في
اإلسالم (« )604 :6الفتح» .
( )2وعن مفهوم حرب الماء ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص ؤ في «المعجم الكبير»
للطبراني ( : )٨٨57عن القاسم قال :مد الفرات على عهد عبد الله فكره ذلك الناس فقال
عب�د الل�ه :ال تكرهوا فإنه يوش�ك أن يأتي على الناس زمان يلتمس فيه طس�ت من ماء وال
يوجد ذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون بقية الماء والمؤمنون بالشام .
وف�ي نفس المصدر :ش�كي إل�ى ابن مس�عود الفرات فقال�وا :إنا نخ�اف أن ينبثق علينا
فلو أرس�لت إليه من يس�كره فق�ال عبد الله :ال نس�كره فو الله ليأتين عل�ى الناس زمان لو
التمس�وا فيه على طس�ت من ماء ما وجدتموه ليرجعن كل ماء إلى عنصره ويكون فيه الماء
والمسلمون بالشام .
(« )1مصنف ابن أبي ش�يبة» ( )314٨وفي حديث آخر من حديث أبي ذر ذكر الحديث وآخره
«فالدمار عليكم» (. )30237
( )1ودلي�ل ه�ذه األربعة النماذج حديث عابس الغفاري ؤ « :بادروا باألعمال س�ت ًا :إمارة
الس�فهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم واس�تخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن
مزامي�ر يقدم�ون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها» « .صحي�ح الجامع الصغير وزيادته»
( )543 :1لأللباني .
(« )2مسند أحمد» (. )16040
?
> !Ì'0/ 21 + '}( $! H+ $Q
R2S' + .63
الجرأة في الفتوى
"@A "!# £ -5
¸
عالمة صغرى
الشرعي ظاهر ُة االجتِ ِ
هاد الساعة الص ْغرى الجرأ ُة في ال َفتْوى ،وهي ِ ِ ات ومن َع َالم ِ
ِّ ُّ َ َ ْ
ِ
الصحيحة . ِ
واألحاديث على َغ ِير معانيها ِ
اآليات ِ
وحمل ِ
لحقيقة ف لِالمخالِ ِ
ُ
جال ِ
الزمان ِر ٌ �ه « : mيخرج في ِ
آخر رس�ول ال َّل ِ
ُ قال قال َ :عن أبي ُه َرير َة ؤ َ
ُ
ين ،ألس�نتُهم أحلى ِم َن الضأن ِم َن ال ِّل ِ
ِ ِ
لناس ُجلو َد الدين ،يلبس�ون لِ
ِ َ َيخْ تِ ُل َ
ون الدُّ نيا بِ
يجترئون ؟ فبي علي ِ
يقول الل� ُه :أبي يغترون أم َّ ئاب ُ ، الذ ِ
وب ِّ الس�ك َِّر ،و ُقلو ُب ُه ُ
�م ُق ُل ُ ُّ
الحليم ِمنهم حيرانًا»(. )4َ
ِ ِ
حلفت ألبع َث َّن على أولئك منهم فتن ًة ُ
تدع ُ
( )1بل إن السنة الشريفة أكدت سالمة المصلين في جزيرة العرب من الشرك وعبادة األصنام ،
وأن الذي يدور في المرحلة إنما هو التحريش بين المصلين بإدراك من فاعليه أو بغير إدراك
لع�دم اطالعه�م على الركن الراب�ع من أركان الدي�ن ،ويؤيد هذا األم�ر حديث ابن عباس
ساءني ؛ فقلت :بأبي وأمي يا رسول الله .ما الذي أرى بوجهك ؟! قال « :أمر أتخوفه على
أمت�ي م�ن بع�دي» .قلت :وما هو ؟ قال « :الش�رك وش�هوة خفية» .قال :قلت :يا رس�ول
الل�ه ،أتش�رك أمت�ك من بعدك ؟! قال « :يا ش�داد ،أما إنهم ال يعبدون شمس�ا وال قمرا وال
وثنا وال حجرا ،ولكن يراءون الناس بأعمالهم» .قلت :يا رس�ول الله ،الرياء ش�رك هو ؟
قال « :نعم» .قلت :فما الشهوة الخفية ؟ قال « :يصبح أحدكم صائما فتعرض له شهوة من
ش�هوات الدنيا فيفطر» .رواه أحمد والحاكم في «المستدرك» ( )7940وقال :هذا حديث
صحيح اإلسناد ولم يخرجاه .
وأما ما يدندن عليه عساكر النقض والقبض ،وينفعلون من أجله فهو على أحد أمرين :
ٍ r
غيرة على التوحيد يجب االستفادة منها بالنظر في تصحيح كافة اإلفراطات اللفظية
والعملي�ة ،وتوجيه عامة المس�لمين إلى الس�المة في العقائ�د بالحكمة والموعظة
الحسنة دون لجاج أو إحراج .
rاس�تتبا ٍع لسياسة الخوارج في حمل الش�به على المصلين وتكفيرهم بها ،واستثمار
ه�ذا الص�راع إلقص�اء آل البي�ت والصوفي�ة والمذهبية ع�ن موقع التأثي�ر الروحي
واالجتماع�ي ؛ ليصفو الجو والزمان لمروجي التكفير والتبديع وأكل المال الحرام
والمعام�الت البنكي�ة الربوية وش�به الربوية ،وغم�ط حقوق الش�عوب من العمال
والمصلين والسخرية بهم ،مقابل خدمة التوحيد السياسي المندرج ضمن عالمات
الساعة .
( )1كما هو في إفراطات بعض الش�عوب التركمانية والمغولية خالل فتوحات الدولة العثمانية
،أو ف�ي تفريطات ومعتقدات الش�عوب الغازية كالدول االس�تعمارية ودورها في إضعاف
العل�م ودور العلم�اء وتش�جيع الخراف�ات والع�ادات الش�عبية ،ونف�ث س�موم التس�ييس
االستعماري في المجتمعات المسلمة ،وال زال هذا األمر سائدا إلى اليوم .
(« )2صحيح مسلم» (. )2907
(« )3سنن الترمذي» (. )2219
من بنائها ،ورموا بأنقاضها في الوادي ؛ فعفى بعد ذلك رسمها وانقطع أثرها» .
قل�ت :وه�م قد فعل�وا خيرا بما هدموه من مظه�ر الجاهلية إال أن ه�ذا ال يرتبط بمفهوم
بعض المس�لمين ،وقد ُعممت
الش�رك ،وإنم�ا هو اإلفراط ف�ي االعتقاد ،وال�ذي يصيب َ
تهم�ة الش�رك في الجزيرة على كثير من مواقع قب�ور الصحابة وآل البيت ئ واألولياء
واعتبروه�ا عبادة لمظاهر الش�رك األكبر ،ولكن عند النظر الصحي�ح في النصوص وقراءة
فقه التحوالت وعالمات الس�اعة كما تحدث عنها من ال ينطق عن الهوى mفس�نجد أن
ما س�موه ش�ركا أكبر � وطه�روا منه الجزيرة � إنما ه�و اإلفراط مقابل ما وقع�وا هم فيه من
التفريط ،أما الشرك األكبر وظهور عبادة األوثان � ومنها ذو الخلصة والالت والعزى ومناة
وغيرها � فستعود مرة أخرى إلى الجاهلية بعد مرحلة عيسى ش ،كما نص عليها رسول
الله . m
ول�و رجعنا للنصوص فإن الش�رك األكبر في مرحلة البعثة كان اس�ما للرياء ال غير ،كما
فهمه الصحابة ئ ،وفي «المعجم األوس�ط» للطبراني ( )196عن يعلى بن شداد بن
أوس ء « :كنا نعد الرياء على عهد رسول الله mالشرك األكبر» ،وفي «المستدرك
ِ
س�ول الله عل�ى الصحيحي�ن» للحاكم ( )7937عن يعل�ى أيض ًا قال « :كنّا َنعدُ على َع ِ
هد َر ُ
األصغر» قال الحاكم :هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه . ُ ُ
الشرك الريا َء َّ m
أن ِّ
تش�خيصها ، ِ وضوح الحال� َة المرضي َة في األُ َّم ِة بعدَ ٍ �ف ُب يكش ُ الت ِ إن فِق�ه التحو ِ
ُّ َّ َ
ِ
الثقافة إلنجاح تغل ُغ ِ
�ل ِ تنوع� َة المن ِّفذون ف�ي األُ َّم ِة يلعب�ون وق�د َ
الم ِّ
األدوار ُ
َ ع�اش ُ
ول َمن ال ينطِ ُق رة تُؤ ِّكدُ َق َ كظاه ٍِ ِ
ألس�ف ، الغازي�ة مرحل ًة بعدَ ُأخرى � وال زالوا � ولِ ِ
عن الهوى . m ِ
=<Vq$21 abc^P
Q
!!Z[ Q
+ }
A R'2S +u$ jZX[ .66
A
jÀ
p & @-& '- شرب الخمر
وش�ربِها لِما روى اإلمام م ِ ِ ِ واستحاللها
سل ٌم في ُ ُ َ الخمر ُ ْ ِ الص ْغ َرى ُف ُش ُّ
�و وم ْن َع َال َمات الس�اعة ُّ عالمة صغرى
«من يقول ِ :
�ه ُ m رس�ول ال َّل ِ
َ عت
«س�م ُ ِ قال :بن مالِ ٍك ؤ َ أنس ِ
صحيح�ه ع�ن ِ ِ
الخمر .)2( »... شر َب ِ ِ ِ
ُ وذكر منها «و ُي َ َ الساعة » ... أشراط
يسمونها إياه»(. )3 الخمر باس ٍم َُ «لتستح َل َّن طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي
ِ آخر : ٍ
وفي حديث َ
�ق ع َليه�ا ف�ي العق�ل وخال َط�ه ،و ُيط َل ُ
َ خام�ر
َ اس�م لِم�ا
ٌ غ�ة :ظاهرة تغيير اسم والخم�ر ف�ي ال ُّل ِ
ُ
صور س�ل َفت الروحية ،وقد كانَت في ُع ٍ ِ ٍ
وشربها زمانِن�ا هذا عد ُة أس�ماء منها الخمر
المش�روبات ُّ
ُ ِ
المسلمين
�الل ِ ين َُب َ
مراح ِ
�ل التطبي ِع اإلس�المي ،ولكنَّها ِخ َ
ِّ وفع�ال ُمري ًبا ف�ي العال� ِم ً ش�ي ًئا غري ًب�ا
( )1وق�د ظه�رت ه�ذه الحالة بش�كلها المتميز والمنتش�ر من�ذ بداي�ات عهد االس�تعمار وتأثر
المس�لمين بالحض�ارة األروبية واختالط المس�لمين به�م من خالل البعثات والدراس�ات
والثقافات واالرتباطات السياسية واالقتصادية .
(« )1المستدرك على الصحيحين» للحاكم ( )5465و«المعجم األوسط» للطبراني (. )4٨60
( )2ع�ن اب�ن عب�اس ؤ ،رواه القاض�ي أبو الف�رج المعافي ب�ن زكريا في كتاب�ه «الجليس
واألنيس» ،وهو ضعيف ،ولبعضه شواهد .
=<Vq$21 abc^P
'! Z[ '} ' = 2= $ 2 $
ظهور المعازف !p Q & @+ A} ñ 4 + A3
@~ <& ~& <Vp :9 .68
واستحاللها
ِ از ِ
الم َع ِ ِ ِ
عالمة صغرى آالت المالهي
ف هي ُ
والمعاز ُ ف، ور َالص ْغ َرى ُظ ُه ُ
وم ْن َع َال َمات الساعة ُّ
زمار ِ
وغيرها . والطنبور ِ
والم ِ ِ كالع ِ
ود ُ
( )1مع أن مسألة التوسل واالستشفاع واالستغاثة في منهج اإلسالم على ثالثة أقسام :
. 1واجبة بالله وأسمائه وصفاته .
. 2جائزة باألعمال الصالحة والذوات الحية .
. 3مختلف عليها بالذوات الميتة .
هم ُ ِ أن المعن ِّيين بِ اس إش�ار ٌة ب ِّين� ٌة َّ ابن ع َّب ٍ ع�ن ِ واي�ة اإلما ِم أحمدَ ِ وف�ي ِر ِ
التط�اول ُ
والحفا ُة ِ رسول ال َّل ِه ،و َمن َ اس َ c ابن ع َّب ٍ عن ِ «العرب» ِ
أصحاب الشاء ُ ُ قال :يا ُ
عصرنا ما آ َل ْت إ َليه هذه ِ «العرب»( )1وال يخفى على ُمتأ ِّم ٍل في ُ قال :ياع العال ُة ؟ َ الج ُ ِ
بعض ِ ِّجارية الكُبرى في ِ عات الت األس�واق والمجم ِ ِ التفاؤل بِ ِ
بناء ِ الحال� ُة الغريب ُة ِم َن
ُ َّ
العلل ِ عن أخبر ِ الناس فقد َ ِ شارها َبي َن ِّجارة وانتِ ِ وكما أخبر النبي mعن ُف ُش�و الت ِ
ِّ ُّ َ
ِ ِ ِ
ُصاب به األُ َّم ُة م َن األدواء ِ ِ ِ
واألمراض ،ففي التنافس على المترتِّبة على هذا ال ُف ُش ِّو والكثرة ،وما ت ُ ُ
الدنيا
(« )1صحيح مسلم» ( ، )1٨12بلفظ « :كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ،وربا
الجاهلية موضوع» .
(« )2صحيح البخاري» (. )20٨3
(« )3الفردوس بمأثور الخطاب» للديلمي (. )7533
(« )4س�نن اب�ن ماجه» ( )227٨ونصه في «س�نن ابن ماجه» « :ليأتين عل�ى الناس زمان ال يبقى
منهم أحد إال أكل الربا ،فمن لم يأكل أصابه من غباره».
( )5ص. 140
(« )1صحي�ح البخ�اري» ( ، )3511وكلمة (قرن) تأتي بمعنى (جيل من الناس) ،ففي «تفس�ير
ابن كثير» (( : )241 : 3ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [المؤمنون . ]31:أي :جيال آخر لنختبرهم
.وفي «تفسير البحر المحيط» ( : )70 : 5وقيل :القرن القوم المجتمعون .قلت :السنون
لو كثرت ؛ لقوله :خير القرون قرني .يعني :أصحابه .وقال قس :
ب�ص�ائ�ر
ْ ف�ي ال�ذاه��بِ��ي��ن األَ َّولِ��ي�� � َن من ال�ق��رون ل�نا
أي :ق�د تطل�ق على األش�خاص ،وليس عل�ى المدة الزمنية ،ولو كان�ت أعمارهم فوق
100مث�ل جي�ل النبي نوح ش ،كان الجي�ل منهم بنحو ألف ع�ام .وربما أقل من ذلك
( 70-60عام ًا) مث ً
ال ،وهو الجيل الذي جاء ببداية عهد الغثاء مع س�قوط الخالفة «أعمار
أمتي ما بين الستين إلى السبعين» ،ولذلك جاءت الرواية « :قرنا الشيطان» ،مما يقودنا إلى
أنهم جيالن على هذه الرواية .
وعل�ى ذلك ينبني أن تفس�ير بعضهم لحديث « :خير القرون قرن�ي» ال يعني به 300عام
بالضبط ،بل يعني به ثالثة أجيال :الصحابة ،التابعون ،تابعو التابعين .
وتأت�ي بمعنى قوم أو ش�عب ،ففي «الوجيز للواح�دي ( ( : )567/1ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ )
أحدثن�ا ( ﭶ ﭷ ) يعن�ي :عادا .اه�� .أي :قد يكون المقصود من كلمة (قرن) القبيلة
والشعب ،وليس المدة الزمنية أو الجيل .
وتأتي بمعنى المدة الزمنية ( 100عام) ،ففي «تفسير البحر المحيط إلمام اللغة أبي حيان
( )70/5ق�ال عند اس�تعراضه لعدة أقوال ... :أو مائة س�نة ،قال�ه الجمهور ،وقد احتجوا
لذل�ك بق�ول النب�ي mلعب�د الله بن بش�ر « :تعيش قرنا» .فع�اش مائة ،وق�ال « :أرأيتكم
ليلتك�م ه�ذه فإن عل�ى رأس مائة ال يبقى ممن ه�و اليوم على ظهر األرض أح�د» .قال ابن
عمر :يؤيد أنها انخرام ذلك القرن .
(« )1صحيح مسلم» (. )2905
(« )2صحيح مسلم» (. )2905
(« )3صحيح مسلم» (. )2905
(« )4صحيح البخاري» (« )3302صحيح مسلم» (. )51
(« )5صحيح البخاري» (« )3301صحيح مسلم» (. )52
وقيل :هما جمعاه ، رأس�ه َ ، الش�يطان فجانبا ِ ِ ش�رحه :وأ َّما قرنا ِ النووي في َ
قال تحليل « قرنا
ُّ
�ار .والم�را ُد بِذلِ َك الن�اس :وقي�ل :ش�يعتاه ِم� َن ال ُك َّف ِ ِ ِ
بإض�الل الشيطان » بألف الل�ذان ُيغريهم�ا
ِ �يطان ِ ِ بمزيد ِمن تس� ُّل ِ ٍ اختِ التثنية
الحديث قال في ُفر ،كما َ وم َن الك ِ ط َّ
الش المش�ر ِق
ِ صاص
ُ
قال ذلِ َك ، حيث َ عهده ُ m وكان ذلِ َك في ِ َ المش�ر ِق » . ِ نحو
ُفر َ «رأس الك ِ ُ ِ
اآلخ�ر :
العظيمة(.)4 ِ الف ِ
تن منشأ ِ المشر ِق ،وهو فيما َبي َن ذلِ َك ُ ِ يخر ُج الدَّ َّج ُال ِم َن ُ
ويكون حي َن ُ
أكثر ِمن ِ
�يطان» بِالتثنية هو إش�ار ٌة إلى ُوجود َ
ِ ِ الش أعلم َ :قو ُله « :قرنا َّ لت � وال َّل ُه ُ ُق ُ
باإلفراد � قد ِ المش�ر ِق �ِ ُ
أحاديث �يطانية ،فإذا كانَت ِ القرنية َّ
الش ِ يحمل ِصف َة ُ ٍ
مكان
�يطان»ِ فإن «قرنا َّ
الش المش�ر ِق ُعمو ًما ؛ َّ ِ ِ
وجهة راق الع ِ لماء بِ ِخصصه�ا جمل ٌة ِمن الع ِ
َ ُ ُ َّ َ
ٍ ش�ار إ َليه�ا ِمن الم ِ ِ ِ ِ ِ
ناحية ُأخرى ، بِالتثني�ة ُيدخ ُل نجدَ ُم َس�يلم َة وما حو َلها في الجهة ُ
الش ِ
يطان والبالد وفي قولِه « :يط ُل ُع قرنا َّ ِ فاضلة َبي َن المناطِ ِق ِ المكر ُ صوصا ِعندَ ِذ ِ ً وخُ
ِ ِ الخ ِ ووصفهم بِ ُ ِ
والفخر . والكبر يالء ضر»وم َ في ربيع َة ُ
الش�رعي في ِ
البيان �ه mفي رس�ول ال َّل ِ ِ التحديد ِخدم� ٌة واعي ٌة لِم ِ
راد ِ وف�ي ه�ذا
ِّ ُ
صرف الحديثِ ِ أهلها في ِ
الجهة ورغب�ة ِ ِ النظر عن مقا ِم ِ ِ ِ
عالم�ات الس�اعة (بِصرف ِ ِ
ِ جتمع ًة بعيد ًة ِ ِ ِ إبراز المعاني م ِ
ياري ، عن االنتقاء االخت ِّ ُ عن جهتِهم) فاألمان ُة تقتضي َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِخال ًف�ا لِم�ا
تعس� ًفا أجمع ع َلي�ه غالبي ُة ُعلماء المرحل�ة ال ُغثائية في صرف المعنى � ُّ َ
(« )1إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والمالحم» و«أشراط الساعة» للتويجري (. )142 :1
ُنقضن
َّ األحاديث ِم�ن قولِ�ه « : mلت ِ النقض المش�ار إ َلي�ه في ج ِ
مل�ة ُ ُ ُ وه�ذا ه�و ُ
ِ النقض مرحل ًة بعدَ ُأخرى َ
إش�راف تحت تم هذا ُ ُعرى اإلس�ال ِم ُعرو ًة ُعروةً» .وقد َّ
نموذجين واإلسالمي إلى العربي العالم ستشرقي َن حتَّى َآل ِ الم وهندسة ُ ِ ِ
َ ُّ ُّ ُ الخبراء من ُ
تعار َضين :ُم ِ
ِ
العلمية نماذج النقض والش�رقي و ُمخرجاتِه الغربي ِ
الفكر علمن�ي يرتبِ ُط بِ لماني نم�وذج ِع
ِّ ِّ ٌّ ٌّ ٌ r
في العالم العربي ِ
والسياسية ...إلخ . ِ
والحزبية ِ
ماعية والثقافية واالجتِ
ِ
واإلسالمي
ِ
اإلس�المية ِ
المذهبية ت يعمل على هد ِم ثوابِ ِتناق ٌض ُ فم ِ
تط�ر ٌ ُديني ُم ِّ
نم�وذج ٌّ
ٌ r
يات هد الش�رعي في األُم ِة بِمس�م ٍ والز ِ
ف ُّ �لوك التص�و ِ
البيت وس ِ ِ �ب ِ
آل
َّ ُ َّ ِّ ُّ ُ وح ِّ
ُ
ٍ ٍ ِ ِ ٍ ٍ
و ُأحجيات سياسية وشبه سياسة ُم ِّ
تطرفة .
ِ ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ
القرار هيمنة عل�ى تح�ت ظ ِّل السياس�ة العالمي�ة ُ
الم يعم�الن النموذجي�ن
َ وكال
اإلنساني ُك ِّله .
ِّ
ِ ِ لو األُخرى ِال ِ ِ ِ ِ وال زا َل ْ
استمرار نماذج سياس�ة س�تمرار المتناقض ُة تُن ِّف ُذ الفكر َة ت َ�ت ه�ذه النم�اذ ُج ُ
اللعبة
تتصورفيالرموز
النقض ع�ة وم ٍ ور متنو ٍ ِ ِ ِ
اإلفصاح
ُ ب
تلونة ،يص ُع ُ
ُ ِّ النق�ض الموعود في عالمات الس�اعة وبِ ُص ٍ ُ ِّ ِ
المشتركة إلى
العلم ورجاالت ِ
الحركة إح�راج واصطِدا ٍم مع ِ
عناص ِ
�ر ٍ �ك ِمن َّب على ذلِ َ ٍ ِ عنه�ا بِ ُو
اليوم
والثقافة «النخبة» َ ض�وح ؛ لم�ا يترت ُ
راجعون ،والمز ِق ،وإنا ل َّل ِه وإنا إ َليه ِ الم َّ الم ِ
قدرتها على واإلسالمي ُ
ِّ العربي
ِّ تنفذة في الواق َعين ُ
ُ
تطوير األ َّمة من العلي العظي ِم . ِ
حول وال ُق َّو َة َّإال بِال َّله َ
ِّ
غَير إسالم والق�ادة وز ِ
ِ
والجماعات التي ِ
األح�زاب عماء ِ ُ ِ
الساس�ة لق�د اعتق�دَ الكثيرون ِم َن ِ
النبي « : mيأتي ع�ن ِّ الكبير» (ِ )27٨ :20( )659 ِ الطبراني في «المعج�م
ِّ لمق�دا ِم ِعن�دَ
( )1ولِ ِ
على الناس زمان من لم يكن معه أصفر وال أبيض لم يتهن بالعيش» .
يكجرير ،ع َل َ
ُ وعن جرير قال لما رآني رسول الله mال أمسك شيئا إنما أنفقه ؛ قال « :يا
األمر ُمدةً» .رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (. )2369ِ فإن لهذا
ك ؛ َّ ك ما َل َ أن ت ِ
ُمس َ
وف�ي «المطال�ب العالي�ة» للحاف�ظ ابن حج�ر العس�قالني ( )14٨4قال مس�دد :حدثنا
خال�د ب�ن عبدالله ،ثنا مالك ،عن يحيى بن س�عيد ،عن س�عيد بن المس�يب ،ق�ال َ « :ق ْط ُع
ِ
األرض» . ِ
الفساد في الدينار والدِّ ره ِم ِم َن
ِ
(« )2صحيح البخاري» (. )31٨0
(« )3مسند أحمد» (. )٨3٨6
( )4ولع�ل في التكرار لقول أبي هريرة vمع القس�م المغلظ( :والذي نفس أبي هريرة بيده
ليكون�ن) مرتين إش�ارة لطيف�ة إلى ما حصل للفس�اد في األرض بتغييب مقياس�ي (الذهب
والفضة) من خالل التآمر على البشرية ،فإن رجال المال المتنفذين في العالم أبعدوا مقياس
الفضة في 1٨60م ،وعمموه على العالم ،وكانت ضربة قوية لالقتصاد اإلنساني ،ثم ألغوا
الغط�اء الذهبي ف�ي 1973م بقرار من البن�ك وصندوق النقد الدوليين فتالش�ت بقايا آثار
المعي�ار النقدي تماما ،وفقهاؤنا يبحثون اآلن عن مخارج ،وبعضهم يش�رع الموجود رأفة
بالن�اس واجته�ادا منه ،ولذلك فقد انحصرت جهود كافة مؤسس�ات االقتصاد اإلس�المي
اليوم فيما يس�مى باالقتصاد الجزئي ،وأما االقتصاد الكلي ونظام العمالت فتعتذر عنه بأنه
شأن الحكومات وأنه ال ناقة لها فيه وال جمل .
وبقينا اآلن نعيش مرحلة النقد الورقي ،ولعلها المرة األولى ،والمرة الثانية تعد لها العدة
اآلن (النق�د اإللكترون�ي) عندما تس�حب األوراق كلها ،وتتحول المعام�الت النقدية إلى
اآللة (العملة العالمية الموحدة ،البنك العالمي) .
وفيم�ا يخ�ص العرب ف�ي مجريات التح�ول النقدي نج�د أن العملة الفضي�ة أو الذهبية العمالت الورقية
العربي�ة ق�د ألغيت من�ذ منتصف القرن « الخمس�ينات » م�ن أغلب ال�دول ،وكانت اليمن ثم البنك العالمي
والعملة الخفية
م�ن آخ�ر الدول العربية التي أبقت التعامل في كافة ش�ؤونها بنقدي الذهب والفضة ،حيث
اإللكترونية
س�كت ورقتها مع مطلع الثورة في الستينات ،ووضعت للجميع العملة الورقية ،وفرضت
عليهم فرضا ،وسار التعامل بها إلى اليوم ،وربما تأتي في المرحلة الالحقة العملة العالمية
الموحدة التي ستكون إلكترونية غير مرئية .
(« )1مصنف ابن أبي شيبة» ( )37271بسند جيد .
(« )1العراق في أحاديث وآثار الفتن» ( ، )254: 1تأليف مشهور حسن سلمان .
(« )1شعب اإليمان» ( )4٨35وانظر «غريب الحديث» ألبي عبيد (ج / 4ص . )2٨2
والجدي�ر بالذك�ر أن في بع�ض المذاهب نص�وص غالية ش�اذة تطعن ف�ي ترتيب كتاب
الل�ه الذي يقرؤه المس�لمون اليوم ،وأنه س�يحصل في آخ�ر الزمان إعادة ترتي�ب � والعياذ
بالله � لهذا المصحف ،وأن هذا س�يكون على يد غير العرب! ألن (المصحف الموجود)
لي�س مرتب�ا عل�ى (مصح�ف) اإلم�ام عل�ي ؤ ،وج�اء ف�ي بعضه�ا لفظ�ة (المثان�ي)
و(المث�ال) و(المس�تأنف) .وم�ن ذلك :كأني بش�يعة علي ف�ي أيديهم (المثان�ي) يعلمون
الناس (المس�تأنف) ،وفي رواية أخرى عنه�م :كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم ش
الفس�اطيط في مس�جد كوفان ،ثم يخرج إليهم (المثال المس�تأنف) أمر جديد على العرب
ش�ديد .وفي رواية :كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما
أن�زل ،فقل�ت :ي�ا أمي�ر المؤمنين أو ليس هو كما أن�زل ؟ فقال :ال ،محي منه س�بعون من
قري�ش ،بأس�مائهم وأس�ماء آبائهم ،وما ت�رك أبو لهب إال إزراء على رس�ول الله mألنه
عمه .
ولس�نا بصدد نقاش ه�ذه الروايات وصحة أس�انيدها أو معانيها ولكن ه�ذا يثبت وجود
إفراط وتفريط في تأريخنا اإلس�المي دخلت فيه الشعوبية والغلو والقبلية إلثارة التحريش
ولو على حساب كتاب الله وحفظه من التحريف .
(« )1الموسوعة الميسرة» ص. 59
(« )1س�نن أب�ي داود» ( )5٨1و«مس�ند أحم�د» ( ،)2713٨قل�ت :وق�د حصل مث�ل هذا في
بعض بالد اليمن � إبان فترة الحكم الش�يوعي � حيث انعدم في بعض القرى من يؤم الناس
للصلوات وكذلك لصالة الجنازة .وصدق رسول الله . m
(« )1كنز العمال» ( )30٨91للمتقي الهندي وعزاه للرافعي في األمالي عن أنس .
(« )2سنن الترمذي» (. )267٨
(« )1عمل اليوم والليلة» للنسائي ( )205و«سنن أبي داود» (. )4343
(« )1المستدرك على الصحيحين» للحاكم ( )5494و«الزهد الكبير» للبيهقي (. )192
(« )2مسند أحمد» ( )22499و«مصنف ابن أبي شيبة» ( )37197و«المعجم الكبير» للطبراني
( )4099و«المستدرك على الصحيحين» (. )٨57٨
(« )3صحي�ح البخ�اري» ( )70٨2( )70٨1و«صحي�ح مس�لم» ( )2٨٨6و«مس�ند أحم�د»
(. )7796
(« )1صحيح مسلم» ( )2٨٨7و«مسند أحمد» (. )20490
(« )2س�نن أب�ي داود» ( )425٨و«الفت�ن» لنعي�م ب�ن حم�اد ( )342و«مصنف ابن أبي ش�يبة»
( )37429و«مسند أحمد» (. )42٨6
(« )1المس�تدرك على الصحيحين» للحاكم ( )٨317و«المعج�م الكبير» للطبراني ()79 :22
( )195وفي «المعجم الكبير» بلفظ « :ونار تخرج من َت ْع ِز َعدَ ن» .
(« )2صحيح مسلم» (. )2941
(« )3اإلشاعة» ص.112
( )1وهناك من ادعى المهدية في زماننا هذا وفي األزمان الس�ابقة ،وكل هذه االدعاءات تدخل
تحت مدلول أحاديث «المدعين للنبوة» وظهور الدجالين الكذابين ،الذين يوهمون الناس
الح�ذر من هؤالء
ُ بأنه�م م�ن األنبي�اء ،أو أنهم المه�دي الموعود به آخر الزم�ان ،ويجب
وأكاذيبه�م ؛ فوع�د الله ح�ق وآياته كائنة ال محال�ة ؛ ولكنها تعرف بالنصوص الش�رعية ال
باالدعاءات والتخيالت النفسية والتوهمات الشيطانية .
وق�د رأي�ت ف�ي بعض البالد من يش�ير إلى ف�الن أو فالن من أه�ل البي�ت أو غيرهم بأنه
المهدي ،ويلتف عليه المتعصبون والمتعلقون والواهمون ،وكأنما هو الوعد الحق ،وهو
ال يع�دو كون�ه جهال بالنصوص ،واندفاع ًا عاطفي ًا يش�وه س�معة العت�رة الطاهرة ويجعلهم
عرضة ألهل التسييس والتدنيس ...ولألسف !
(« )1الفتن» لنعيم بن حماد (. )1000
(« )2الفتن» لنعيم بن حماد (. )95٨
(« )3الفتن» لنعيم بن حماد (. )960
(« )4الفتن» لنعيم بن حماد (. )63٨
شرعي لمصيرنا الحتمي في ضرورة التفهم لمراد الله فينا وهي اآلخرة ،وأنها الطريق
الهوى m
الذي ال يزاحمنا فيها أحد إن توجهنا إليها ونفضنا الدنيا عن أيدينا ،وهذا ما فعله سلفنا
الصالح الذين جمعوا بين اختيارين أزليين :
األول•:المحافظة على شرف االختيار الرباني بالتطهير (:ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ )[األحزاب.]33:
الثاني :اختيار الله لنا اآلخرة على الدنيا ،فعمل السلف الصالح عند ظهور
(« )1الفت�ن» لنعي�م بن حماد ( )٨96و«مس�ند أحم�د» ( )223٨7وأول الحدي�ث « :إذا رأيتم
الرايات ...وآخره عند أحمد « :فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي» .
(« )2كن�ز العم�ال» ( ، )31514وق�د أفضنا الكالم عن هذه الرايات ومراحلها الس�بع في كتابنا
«رس�ال ٌة ش�خصي ٌة ألبناء وبنات الس�ادة العلوية م�ن ذراري اإلمام المهاج�ر والفقيه المقدم
ومن ارتبط بمنهجهم المبارك في داخل وخارج الديار الحضرمية» ،فانظره .
( )3تقدم أول الكتاب .
ِ
تفاصيل �ك إلىب في ذلِ َ ِ يث َخ ْل َق ُه وس�يرتَه ،ون ُ
ُحيل الراغ َ
ِ
األحاد ُ �تمهمات المهدي وق�د وص َف ِ
ونقتص ُر هاهنا على ما نح ُن ِ وغيرها ِم�ن المؤ َّل ِ
فات ، ف» ِ والطار ِ
ِ ِ
«التليد م�ا ُذ ِك َر في
وسياسته العلمية
َ ُ والعملية
ِ
العالمات ،ومنها أنَّه : ِ
جوام ِع صدده ِمن
بِ ِ
(« )1المعج�م األوس�ط» ( )6540و«الكبي�ر» للطبران�ي ( )2675م�ن حديث طوي�ل َ « :يقو ُم
مت به في أول الز ِ
ّمان» . آخر الز ِ
ّمان كما ُق ُ بالدين في ِ
ِ
فياني ِ
العسكرية ِضدَّ ُج ِ المعار ِك
ِ المهدي بعدَ ذلِ َك في خول اإلما ِم ُ rد ُ
الس ِّيوش ُّ ِّ
يأس َره ويق ُت َله بِالشا ِم . الثاني حتَّى ِ
س�نوات .وهي المرحل ُة ٍ لمهدي ِعد َة األرض لِ
ِ rمهادن� ُة الرو ِم وطاع ُة م ِ
ل�وك
ِّ ُ مع
معارك اإلمام َ
والمسلمين ،وتُط َّب ُق الشريع ُة اإلسالمي ُة في ِ ِ
التي تتقوى فيها َش�وك ُة اإلسال ِم ُ السيفاني ومهادنة
ول العال ِم ،وتُقا ُم الهدن ُةاإلس�المية ،وتعو ُد لِألم ِة هيبتُها أم�ام ُد ِ ِ �ة البِ ِ
الد كا َّف ِ الروم
َ َّ
ِ
اليهود المرحلة ،بما فِيه�ا « َدول ُة
ِ ُفر ف�يول الك ِ العدي�د ِمن ُد ِ
ِ مع ِ ِ
الهدن�ة َ ل�و ُ ت َ
قرار اإلسال ِمحرب ِضدَّ ِ ٍ المحت َّل ِة» ؛ إذ تج ُب ُن عن ش� ِّن األرض ُ ِ المعروف ُة في
ِ
والبركة في ِ
واألم�ن العدل واالس�تِ ِ
قرار ِ أم�ر ال َّل ِه بِ ِ ٍ ِِ ِ
يبر ُز فيها ُ لع�دة س�نوات ُ ،
ِ
واإلنبات . ِ
والنيات ِ
األرزاق
استشهدت
ُ أنفقت فِيها نفسي ومالي ِ ،
فإن ُ ند ،فإن أدركتُها اله ِرسول ال َّل ِه mغزو َة ِ ُ
المح�ر ُر» ( ، )2وفي ذات رجعت فأن�ا أبو ُه َري�ر َة ِ
الش�هداء ،وإن ِ
أفضل كن�ت ِم�ن
ّ ُ ُ
ول ال َّل ِه ى ِ :
«ع َصا َبت ِ ول ال َّل ِه ى َق َال َ :ق َال َر ُس ُ ان م ْو َلى رس ِ
َان َ ُ الموضع أثر َع ْن َث ْو َب َ َ
يس�ى ا ْب ِن ِ َّار ِع َصا َب� ٌة َت ْغزُو ا ْل ِهنْدَ َو ِع َصا َب ٌة َتك ُ
�ن ُأ َّمتِ�ي َأ ْح َرز َُه َما ال َّل ُه ِم ْن الن ِ ِ
ُون َم َع ع َ م ْ
( )2ظهور األئمة المضلين الذين يروضون الشعوب حكما وعلما لفتنة الدجال ،وفيهم
يق�ول mفيم�ا رواه أبو ذر ،قال :كنت أمش�ي مع رس�ول الل�ه mفقال َ « :ل َغي�ر الدَّ َّج ِ
ال ْ ُ
َأ ْخ َو ُفنِي على أمتي» (ثالث ًا) قال :قلت يا رسول الله ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على
أمتك ؟ قال « :أئم ًة مضلين» .رواه أحمد ( )21296وفي إسناده راو مختلف فيه « ،إتحاف
السادة المتقين» للزبيدي (. )1 :351
( )3خف�ة الدي�ن وإدبار العلم وغفل�ة المنابر عن ذكره .وضع�ف اليقين واإليمان وكثرة
اإلرج�اف واإلس�فاف ف�ي مواق�ع الديانة ذاته�ا ،ومنه�ا ال�وزارات والمؤسس�ات القائمة
بأم�ر الديان�ة ف�ي المجتمعات ،وأم�ا إدبار العلم فه�و ذهابه وإهماله من قب�ل عموم الناس
واش�تغالهم بالبدائ�ل ومناهج التعلي�م وتعليم الخدمات ،إضافة إل�ى غياب العلم الخاص
بالتحوالت لغياب العلم بالركن الرابع من أركان الدين .
وع�ن عل�ي ؤ قال :كنا جلوس�ا عند النبي mوهو نائم فذكرنا الدجال ؛ فاس�تيقظ
محم�را وجه�ه ،فقال « :غير الدجال أخوف على أمتي ..أئم� ٌة ُم ِض ِّلون» « .مصنف ابن أبي
شيبة (« )374٨6مسند أبي يعلى (. )466
منهج ِ راف عن انح ٍ إن ك َُّل ِ عوب .بل َّ الش ِ وكال المرحلتَين خطيرتان جداًّ ا في ِ
حياة ُّ ِ
تحت مسمى «فِ ِ ِ ِ ِ عهد آد َم إلى ُظ ِ نذ ِ ِ
تنة هور الدَّ َّجال في آخ ِر الزمان ينطوي َ ُ َّ الديانات ُم ُ
ِ
مرحلة الخفاء وحتى ِ ِ
مرحلة األرض ِم�ن ِ لسياس�ة الدَّ ج ِ
الية في ِ ال» ،ويمهدُ لِ الدَّ َّج ِ
َّ ُ ِّ
مرحلة اإلما ِم ِ الزم�ان مع نِ ِ
هاي�ة ِ آخ ِر هوره س�تأتي في ِ األخي�ر ،ومرحل ُة ُظ ِ ِ ه�وره ُظ ِ
َ
روج الدَّ َّج ِ ِ عهد عيس�ى ش َّإال َّ وبداية ِ ِ
ال ذكرت ُخ َ بعض األحادي�ث َ أن َ المهدي
ِّ
الحياة اإلنسانية ِ، ِ ِ ِ ِ ٍ ٍ
ووجو َد بصمات عملية لدولته في نظا ِم األرض سابِ ًقا ُ ِ وس�يره في َ
ومنها : ِ
ُ
الدجال أكل رس�ول ال َّل ِه َ m
قال « :لقد َ َ ين ء َّ
أن الح َص ِ
بن ُ حديث ِع َ
مران ِ ُ
ِ
األسواق» (. )3 الطعام ومشى في
رسول ال َّل ِه mعن الدجال َ
فقال « :هو َ دري ؤ أنه سأل الخ ِّ
ٍ
سعيد ُ وعن أبي
(« )1المستدرك على الصحيحين» (« )٨621جامع األصول في أحاديث الرسول» البن األثير
(. )7٨52
(« )2المعجم األوسط» (. )٨154
ِ ِ
والرشاد» (. )166 : 10 «س ُب َل ُ
الهدى ( )3لالستزادة راج ْع ُ
( )1كتبن�ا ف�ي هذا الباب كتابنا « إحياء منهجية النمط األوس�ط من س�ادة الصلح وبقية الس�يف
وبراءتهما من طرفي اإلفراط والتفريط» وتوسعنا فيه ،وقد طبع فليراجع لالستزادة .
(« )2س�نن أبي داود» ( )4607و«س�نن ابن ماجه» ( )43و«مسند أحمد» ( )17142و«صحيح
ابن حبان» (. )5
(« )1المستدرك على الصحيحين» ( ،)٨612وانظر «إتحاف الجماعة» (. )49 :1
(« )2تاريخ دمشق» البن عساكر(. )447 :39
(« )3فضائل الصحابة» لإلمام أحمد بن حنبل (.)796
( )1مما يستفاد في أمور العالمات اختالف القول لدى الصحابة ئ في أمر الدجال .
ف الوابِل ص 300بِتصر ٍ
ف. وس َ ِ ِ ِ
ُّ ( )2عن «أشراط الساعة» ل ُي ُ
ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ) [الزُّ ُخرف. ]61-59:
ُزول عيسى واضح ٌة في َقولِه ( :ﭑ ﭒ ﭓ ) أي :ن ُ اآلية إشار ٌة ِ وفي هذه ِ
ٍ
عباس عن ِ
ابن ٍ
مروية ِ الس�اعة ،وفي ِق ٍ
راءة ُأخ�رى ِ ِ
عالمات ُق ِ
رب ش عالم� ٌة ِمن
التفسير (ﭑ ﭒ ﭓ) أي :عالم ٌة وأمارةٌ. ِ وغيرهما ِمن ِ
أئمة جاه ٍد ِ
وم ِ
ُ
قال :هو اآلية َتفس�ير هذه ِ
ِ اس ؤ في عن ِ
ابن ع َّب ٍ س�نده ِوروى اإلمام أحمدُ بِ ِ
ُ
ِ ()1 مريم ش َ روج عيسى ِ
قبل َيو ِم القيامة . بن َ ُخ ُ
قتل حول ِ �به التي افتع َلها اليهو ُد َ الش ِ وألهمية هذا الموضو ِع فقد تو َّلى ال ُق ُ
رآن ر َّد ُ ِ
قال تعال�ى ( :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ عيس�ى ش وصلبِه َ
ُزول ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ )[النِّس�اء ]157:إل�ى َقولِ�ه تعال�ى ُمب ِّينً�ا ن َ
الزم�ان ( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ِ آخ ِ
�ر عيس�ى في ِ
ﮬ ﮭ ﮮ ) [النِّساء .]159:
ِ
الزمان آخ ِرُزول عيس�ى ش في ِ النبي mما يؤ ِّكدُ ن َ الصحيح ِ ِ
عن ِّ ثبت في
وقد َ
(« )1مسند أحمد» (« )9270مصنف ابن أبي شيبة» (. )37526
(« )2الفردوس بمأثور الخطاب» ( )113رواه ابن هش�ام عن ابن إس�حاق « ،س�يرة ابن هش�ام»
(. )166 :1
( )1وهذا أصح ما يعتمد عليه في أمر يأجوج ومأجوج ؛ حيث إن اكتشاف السد على الصفة التي
وردت في كتاب الله أمر لم يتحقق إطالقا ،قال الش�يخ محمد بن يوس�ف الكافي التونسي
ف�ي كتاب�ه «المس�ائل الكافية في بيان وجوب ص�دق خبر رب البرية» ما نصه « :الس�د حق
ثابت ،وال ينفتح ليأجوج ومأجوج إال قرب الس�اعة ،فمن قال بعدم وجود س�د على وجه
األرض � ومس�تنده في ذلك قول الكش�افين من النصارى ،وأنهم لم يعثروا عليه � يكفر..
اه�.
وق�ال الش�يخ حم�ود التويجري في «إتح�اف الجماع�ة» (ص /170الثال�ث) :وبعض
العصريي�ن يزعمون أن يأج�وج ومأجوج هم جمي�ع دول الكفر المتفوقي�ن في الصناعات
الحديث�ة ،وق�د رأيت هذا القول الباطل في بعض مؤلفات المتكلفين من العصريين ،وهذا
الق�ول قريب من القول األول ...إلى أن ق�ال :وقد قال تعالى (:ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ) [األنبياء ]96:إلى قوله تعالى ( :ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ) [األنبياء . ]97:وفي هاتين اآليتين أبلغ رد على
م�ن زع�م إن يأج�وج ومأجوج ه�م دول اإلفرنج أو غيره�م من دول المش�رق والمغرب ،
الذي�ن ل�م يزالوا مختلطين بغيرهم من الناس ولم يجعل بينهم وبين الناس س�د منيع يحول
بينهم وبين الخروج على الناس .
قل�ت � والل�ه أعلم :إن أغل�ب الباحثين في هذه المس�ألة إنما يفس�رون األخبار واآلثار
األصل بعدَ ترجمتِها متابعة مختصرة ِ ومأجوج» الصينيت َِي ُ «يأجوج
ُ كلمتَي ِ
مضمون ِ rإن معرف َة
للدراسة الميدانية
األحداث الها َّم ِة ،ويؤ ِّكدُ ِ العديد ِم َن ِ ِ
تفس�ير الوصول إلى َ يس ُ�ر ِ
ل ُّلغة العربية ُي ِّ
ِ ِ
الجديدة
ومأجوج .
َ يأجوج
َ الحقائق ال ُقرآني َة عن َ
أن فس�دون ف�ي األرض» تعن�ي َّ rإن ترجم� َة «يأج�وج ومأج�وج» ه�ي « :م ِ
ُ ُ ُ
ِ يل م ِ �كان ِ س َ ِ
(سكان األرض ،ومعنى ُ فسدون في الخ ِ ُ قارة َ وس َ �كان قارة آسيا ُ ُ
(« )1مس�ند أحم�د» ( .)22331المج�ان :جم�ع المج�ن وهو الت�رس ،الح�دب :الغليظ من
األرض في ارتفاع ،الشعاف :جمع شعفة وهي أعلى شعر الرأس ،يقصد صهب الشعور،
الصهب :جمع األصهب ،وهو األشقر ،أي :الذي بشعره حمرة يعلوها سواد .
َ
يفرحون �وج الش�ريف بما معن�اه َّ ِ ِ وق�د ور َد ذلِ َ
ومأج َ ُ وجيأج َ أن ُ الحديث �ك في
الطغيان األرض َ ،ه ُل َّم ف ْلنقت ُْل ِ األرض ؛ فيقولون « :لقد قت ْلن�ا َمن في ِ صاره�م عل�ى ِ
أهل بانتِ ِ
اليأجوجي قبل ِ ِ
دما ، َمن في الس�ماء فيرمون بِن َُّش�ابِهم إلى الس�ماء ،فير ُّده�ا ال َّل ُه ع َليه�م مخضوب ًة ً
نهايتهم الحتمية ِ
َف في ِرقابِهم»( ،)2وفي رس ُل ع َليهم النَّغ ُ نبي ال َّله عيس�ى ش وأصحا ُبه ف ُي َ فيرغب ُّ ُ
ٍ ِ ِ ِ ٍ
نفس واحدة ال كم�وت ٍ ِرواي�ة « :رو ًدا كالنغ�ف في أعناقه�م .ف ُيصبِحون موتَى َ
()3
( )1يشار إلى هذه المرحلة بصفة االنهيار والعود إلى الجاهلية لما يطرأ فيها من تحول تام وتغير
كام�ل ع�ن مراد الل�ه في خلقه .ومن أعظم التح�ول والتغير حلول الش�رك في األمة ،وهو
عودة الكفر وعبادة األصنام وعبادة األوثان كالالت والعزى وذي الخلصة وغيرها على ما
كانت عليه في مرحلة الجاهلية األولى .
األكبر
َ َ
الش�رك قبل هذه المرحلة ما بين عيس�ى ش تصاعديا إلى عهد الرس�الة فإن أما َ
الموج�ب للخل�ود في النار منع�د ٌم من األمة المحمدي�ة خصوصا وإنما يصيبه�ا داء األمم
ويصيبها اإلفراط والتفريط ،وداء األمم ،وهو البغضاء والحسد ،وهي � كما سماها رسول
وعكسه .
ُ الله � mحالقة الدين ،واإلفراط والتفريط هو الغلو في االعتقاد والوالءات
ويكون فيها المس�خ والق�ذف التخاذهم المعازف والقينات والدفوف وش�رب الخمر ،
وهذه ظواهر منتشرة في األمة والعياذ بالله ،فعن أبي هريرة ؤ أن رسول الله mقال :
«يمسخ قوم من أمتي آخر الزمان قردة وخنازير» .قالوا :يا رسول الله ،مسلمون هم ؟ قال :
«نعم ،يشهدون أن ال إله إال الله ،وأن محمدا رسول الله ،ويصومون ويصلون» .قالوا :فما
بالهم يا رس�ول الله ؟ قال « :اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ،وش�ربوا هذه األشربة ،
فباتوا على ش�رابهم ولهوهم فأصبحوا وقد مس�خوا » كما ورد في «كنز العمال» ()3٨735
و«الدر المنثور» للسيوطي ( )324 : 2و«حلية األولياء» (. )119 : 3
المرحلة المذكورة ِ،
ِ أحاديث ظهور الش�رك في المس�لمين على ه�ذهِ
ُ وال يجوز أن ُتن ََّز َل
وإنم�ا يك�ون الش�رك األكب�ر محص�ورا فيما بعد عيس�ى ش .وفيه�ا حدي�ث « :ال تقوم
الس�اعة حت�ى يرجع ن�اس من أمت�ي إلى عب�ادة األوث�ان يعبدونه�ا» أخرجه الطيالس�ي عن
أب�ي هري�رة «مس�ند أب�ي داود الطيالس�ي» ( . )2623وحدي�ث ثوب�ان ؤ «وال تق�وم
الس�اعة حت�ى تلح�ق قبائ�ل من أمت�ي بالمش�ركين ،وحت�ى تعبد قبائ�ل من أمت�ي األوثان»
«س�نن أب�ي داود» ( )4252و«مس�ند أحم�د» ( . )22395وحدي�ث « :ال يذه�ب اللي�ل
والنه�ار حت�ى تعب�د ال�الت والعزى» .فقلت :يا رس�ول الل�ه ،إن كنت ال أظ�ن حين أنزل
الل�ه ( :ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﭭ ﭮ ) [التوب�ة ]33:أن ذل�ك ت�ام ق�ال « :إن�ه س�يكون م�ن ذلك ما ش�اء الله ،
ث�م يبع�ث الله ريح�ا طيبة تتوف�ى كل من في قلب�ه مثقال حبة خ�ردل من إيم�ان ،فيبقى من
ال خي�ر في�ه فيرجع�ون إل�ى دي�ن آبائه�م» .أخرجه مس�لم ف�ي «صحيحه» برق�م ()2907
كما روى اإلما ُم أحمدُ عن أبي ُأمام َة ؤ يرف ُعه إلى ِّ
«تخر ُج الدا َّب ُة النبي َ m الدابة مددا طويلة
قال ُ :
خراطيمه�م � أي ُ :أنوفِهم � ُث َّم ُيغم�رون � أي :يك ُثرون � فيكم ِ الن�اس عل�ى َ �مفتَس ُ
ِ
(« )1مس�ند أحمد» (« )٨129مس�ند أبي داود الطيالس�ي» ( )2494و«مصنف ابن أبي ش�يبة»
(. )37244
( )2متفق عليه « ،صحيح البخاري» ( )1596( )1591و«صحيح مسلم» (. )2909
(« )3صحيح البخاري» (. )1595
(« )4صحيح ابن حبان» ( )6753و«صحيح ابن خزيمة» (. )2506
(« )1المس�تدرك عل�ى الصحيحي�ن» للحاكم ( )٨317ق�ال أبو عبد الله :ه�ذا حديث صحيح
اإلسناد ولم يخرجاه .
يقول هذه ِ
الكلم َة فلن تقو َم الساع ُة ،وإنَّما تقو ُم اإلنساني َمن ُ وأنَّه ما دا َم في النو ِع
ِّ
كاحا ش�رع اًّيا ،وال ُيو َلدون ِمن ٍ
نكاح ،وال يعر َ ِ
فون ن ً ص الذين ال ِ الخ َّل ِ
ار ُعل�ى ال ُك َّف ِ
الحياة ِدينًا وال ر اًّبا ( ،ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ) [ األعراف . ]179 : ِ يعرفون في ِ
Ð
[الزم�ر]68: ق�ال تعال�ى ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)
وقال تعالى (:ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ
ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ
ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ) [الح�ج ، ](:وه�ذه
النفخة األولى ،وه�ي التي تقو ُم بها الس�اع ُة ،وهي ما ِ �ير إل�ى ِ
وغيرها تُش ُ اآلي�ات ُ ُ
عباس :و(الرادف ُة) هي النفخ ُة الثاني ُة . ٍ قول ِ
ابن تسمى (بالراجفة) ،كما ور َد في ِ ِ
(« )1سنن أبي داود» ( )4742و«سنن الترمذي» ( )2430و«مسند أحمد» (. )6507
(« )2صحيح البخاري» (. )6506
(« )3صحيح مسلم» (. )2940
(« )4صحيح مسلم» (. )2940
حم ٍة ُث َّم
ور َ
( )1وتنقس�م المرحل�ة بعمومها إلى أقس�ام كما جاء الحدي�ث « :بدأ هذا األمر بِنُب ٍ
�وة َ
ُ ُ َّ
وج ِبر َّي ًة» .اه� ص« 364اإلشاعة» . خال َف ٍة ور ٍ
حمة ،ثم ُملك ًا َعضوض ًا ،ثم ُعت ُّو ًا َ
َ َ
(« )1المعجم األوس�ط» للطبراني ( )4271عن أبي هريرة ؤ عن النبي mقال « :خروج
اآلي�ات بعضه�ا على أثر بعض ،يتابعن كم�ا تتابع الخرز في النظ�ام» ،وروى اإلمام أحمد
( )7040ع�ن عب�د الل�ه بن عمرو ء ق�ال :قال رس�ول الله « : mاآلي�ات خرزات
منظومات في سلك فان يقطع السلك يتبع بعضها البعض» .
معلول لم َأ ِق ْ
ف على غيره . ٍ ٍ
كشاهد ( )1إال ما اض ُط ِر ْر ُت إليه
المل ِك صاد َقت على جميع مطالِبِكم جاللة ِ ِ أن ُحكوم َة يس ُّ�رني أن ُأخبِ َركم بِ َّ وقد ُ
حام ِل هذا رسل مع رسولِكم ِ ِ ش�يء ِ ٍ
اإلسراع فيه وفي إرس�اله فهو ُم ٌ َ َ رغبتُم وإن ك َُّل َّ
أمركم تحت ِ ودان َ مك ٍنة ،وتبقى في ُبور ُس َ رعة م ِ
ُ
ستحضر بِك ُِّل س ٍ
ُ ُ ُ .واألشيا ُء الباقي ُة
ِ ذكرتُ�م » وبِ ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ
المواقع ا َّلتي لحي�ن ابتداء الحرك�ة وإالغنا إياها بِصورة رس�مية « كما ْ
تسليمها إ َّياهم . ِ ِ
الوثائق بِ حاملي َن يكونون ِ َ والوسائط التي ِ يقتضي َسو ُقها إ َليها
َ
س�ودان ، أعلمنا بها ُمحافِ َظ ُبور حر ِركم قد َ إن ك َُّل التعليم�ات الت�ي ور َد ْت في ُم ِّ
ِ َّ
ِ
إلرس�ال الالز ِ
مة التس�هيالت ِ ِ جميع حس�ب رغبتِكم ،وقد عم ْل ُت وهو س�يجريها
َ َ
نسأل ال َّل َه أن جيزان حتَّى ُيؤ ِّد َي مأمور َّيتَه التي ُ َ األخير إلى ِ حامل ِخطابِك ُُم ِ رسولِكم
يص ُلكم بِ ِح ِ
راسة سودان وبعدَ ها ِ َ النتائج ،وسيعو ُد إلى ُبور ِ وح ِ
س�ن ِ ُيك ِّل َلها بِ
النجاح ُ
مسام ِع دولتِكم نتيج َة ِ ِ ِ ِ
عمله . َ ص على ال َّله لي ُق َّ
واضحا لديكم ، ً نوض َح لدَّ ولتِكم في ِخطابِنا هذا ما ُر َّبما لم ي ُك ْن وننته ُز الفرص َة لِ ِّ ِ
�ز أو الن ِ ِ
المراك ِ
ُقط بع�ض ُ وجدُ تفاه� ٍم ،أال وهو أنَّ�ه ُي َ ُ�ج عنه س�و ُء ُ أو م�ا عس�اه ينت ُ
ق�ال :إنَّهم العرب ُ ،ي ُ ِ س�واحل بِ ِ
�الد ِ ُّركية على العس�اك ِر الت ِ ِ بعض عس�كر ُة فِيه�ا ُ ِ الم
ُ
الحربية البحريةِ ِ ِ
ضرر مصالحن�ا ِ ُيجاه�رون بِالع�داء لنا ،والذين ه�م يعملون على ِ ِ ِ
التدابير الفعال َة ِضدَّ هم. َ الضروري أن َ
نأخذ ِّ أن ِم َن األحمر .وعلي�ه نرى َّ ِ ِ
البحر ف�ي
ُف�ر َق َبي َن �ب على جمي� ِع ِ ِ أوامرن�ا القطعي َة أنَّه ِ ولكنَّن�ا ق�د أصدرن�ا ِ ِ
بوارجنا أن ت ِّ يج ُ َ ْ
لك األبرياء الذين يس�كُنون تِ َ ِ ِ
العرب الع�داء و َبي َن ِ األت�راك الذين يبدؤون بِ ِ ِ
عس�اك ِر
فة ُو ِّد ٍية . لعرب أجمع َّإال ك َُّل عاطِ ٍ
َ ِ هات ِ ،ألنَّنا ال نُقدِّ م لِ
ُ
الج ِ ِ
5 ا ْل َم ْط َل ُع ال ُق ْرآنِ�ُّي
6 ي ا ْل َم ْط َل ُع النَّ َب ِو ُّ
7 ا ْل َم ْط َل ُع األَ َب ِو ُّ
ي
8 اهدُ الحال َش ِ
9 ُم َال َح َظ ٌة
10 ِْ
اإل ْهدَ ُاء
12 تعريف فقه التحوالت
12 التعريف
12 أمهية األلفاظ يف رضورة إعادة النصوص إىل أصوهلا األوىل ساعة الوقوع أو التدوين
12 ا ْل ُم َقدِّ َم ُة
13 ضياع احلق بني ركام األقالم
13 والتعريفات اجلزئية
13 عوامل التجني عىل التاريخ :اخللط املتعمد واألحكام العمومية
14 قراءة التاريخ عىل منهجني
14 القراءة املادية العقالنية
14 القراءة الرشعية املوجهة
14 القراءة ال تكون إال باسم الرب
14 من هم النمط األوسط؟
15 أمهية القراءة النصية
15 مرحلة الرسالة املحمدية
16 مرحلة ما قبل البعثة
16 حصانة املراحل عىل أنواع
17 الدراسة النصية أساس حوار احلضارات وتقارب األديان
17 ال أجزم بتامم نجاح هذه الفكرة كليا ولكن جزئيا يف معاجلتها لكثري من املبهامت
17 مع املؤلف يف مسرية املعاناة
قتال $
}!4A2S + }A B !%¡±21 + $2O =<!%
274 التتار يف أواخر العرص العبايس
٢٧٤ °
Q
& ¿&À ' @ & N
!Õ7Ì!0/ 21 + !$£ Xaµ
275 الرتك عىل حرب املاء وكنز الذهب قتال ُّ
٢٧٧ ́N& ¡Â
277 كثرة القتل
277 كثرة اهلرج ح َّتى ال يدري القاتل فيم َقت ََل وال املقتول فيم ُقتِ َل؟
278 استباحة القرامطة حلجاج احلرم عام 317ه�
278 حصاد احلروب العاملية لآالف من البرش
278 حروب الثورة العربية املزعومة ضد األتراك واحلروب القبلية واحلزبية
]! ¯<= ¶ XÙÚ2=<+ !]^rs ¾!%!} IJKLM + u! =<a 'X D21 + }A =<rs% 21 + !]^Y' C!Û'} $ A3:29 $
304 هيمنة املدرسة الربوية عىل االقتصاد العريب واإلسالمي دراسة وجتارة
٣٠٤ ^&VW@BA ÞÄ
!& ' z ½
¼
& & - @ -' & & & ~@ p+ jÄÅ
305 بدأ عهد االستعامر برتويض الشعوب املسلمة عىل قبول املعامالت الربوية
305 دور الغثائيني من ا ُمل ِ
سلمني يف وضع قواعد الربا البنكي
305 انتشار املصارف املتعاملة بالربا
306 خطر الربا عىل احلياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا
306 عالقة التطرف واإلرهاب بالربا واملعامالت املشبوهة
!] = !/ 21 + G (2S &% ! ! = '} = R2S $ 'Ï2=<+ $!]^V'0/Hs =<8:29q21 +
324 حتى اجلهاد بالكلمة مل يسلم من الطعن
٣٢٥ _^&de <!Ì0& ¿&e@FA ! "# +H]&àá +NÕ7!1¡'YZ[ "!#( ¶& <VQ + f <
V
@~ @' &' p/
0 s }
A £ ¸
A ¯
z
&
325 الطائفة املنصورة عالمة صغرى
325 أحاديث الطائفة املنصورة
326 اإلشارة إىل اإلسالم ووجود الطائفة املنصورة هبا
326 الطائفة املنصورة غري التي جتاهد بالسيف
327 أحاديث الطائفة املنصورة تشري إىل بقاء اجلهاد إىل يوم القيامة
327 الطائفة املنصورة ال تنتمي إىل َدولة أو مجاعة أو حزب
عياض & &% '= &%' & o% املايض !& هذا النزوح ,قد $حصل يف
& a & ,' e & ! !aµ }=<d&e $!£ &f +& !õ
336 عند القايض
٣٣٧ «ÕN7¬' @}A-FÈ ]&àá + u <½
%¹ " ?
> ÃZ
A [ d ² ¡Ê
H
% +
& ' & & @ & '& &-
339 الصغرى ِ ِ ِ ٌ
عرض عا ٌّم لبق َّية ال َعالمات ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َم ْو ِق ُ
341 ين الم ْس َت ْبص ِر م َن الفت َِن َو َأئ َّمت َها ُ
المض ِّل َ الم ْسل ِم ُ ف ُ
346 حديث العالمات الكربى