You are on page 1of 36

‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر‬

‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل وﻛﻔﺎءة أداء ﺑﻌض اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬


‫ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن‬
‫‪١‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ‬
‫ﻗﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف‬

‫ﻣﻠﺧص‬
‫ﻓــﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧﯾ ـرة ﻣــن اﻟﻘــرن اﻟﺣــﺎﻟﻲ ﺷــﻐل اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ اﻟﻐرﺑﯾــﺔ ﺗﻧــﺎول ﺑﻌــض اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﻛﺑﺎر اﻟﺳن‪ ،‬وذﻟك ﺿﻣن ﺧطـط اﻟوﻗﺎﯾـﺔ ﻣـن أﻣـراض اﻟﺷـﯾﺧوﺧﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ اﻟﺗﺻـدي‬
‫ﻟﻠﺗــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﺟﺳــﻣﻲ اﻟﻣﺻ ــﺎﺣب ﻟﻬــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ ‪ .‬وﻣ ــن اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﺣدﯾﺛ ـﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬــﺎ اﻟﺑﺣــث اﻟـ ـراﻫن‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‪ ،‬واﻟﻛﺷف ﻋن ﻣـدى ﺗﻧﺑؤﻫﻣـﺎ ﺑﻛـل ﻣـن ﻛﻔـﺎءة اﻟﻘـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ‬
‫ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن ‪ ،‬وذﻟــك ﺑﻌــد اﻟﻌــزل اﻻﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻣــر‪ ،‬واﻻﻧﻔﻌــﺎل اﻟﺳــﻠﺑﻲ ‪ .‬اﺳــﺗﺧدم اﻟﺑﺣــث اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟوﺻــﻔﻲ‬
‫اﻻرﺗﺑ ــﺎطﻲ‪ ،‬وﺗ ــم ﺗطﺑﯾـ ـق ﻣﻘﯾ ــﺎس اﻟﺗﻌﻘ ــل واﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ واﻟﺻ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ــﻣﯾﺔ ﻟ ــدى ﻛﺑ ــﺎر اﻟﺳ ــن) ﻣ ــن إﻋ ــداد‬
‫اﻟﺑﺎﺣــث ( ‪ ،‬وذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﻋﯾﻧــﺔ ﺗﻛوﻧــت ﻣــن ) ‪ ( ٦٥‬ﻣﺳــﻧﺎً ﻣﻣــن ﺗراوﺣــت أﻋﻣــﺎرﻫم ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪ ٨٠ : ٦٠‬ﻋﺎﻣـﺎً ﻣــن‬
‫ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ودور رﻋﺎﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﻓــﻲ ﻣﺣــﺎﻓظﺗﻲ اﻟﻘــﺎﻫرة وﺑﻧــﻲ ﺳــوﯾف ‪ .‬وﺗوﺻــﻠت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣــث إﻟــﻰ‬
‫وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ طردﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﺗﻌﻘــل ﻣــن ﻧﺎﺣﯾــﺔ وﻛﻔــﺎءة اﻟﻘــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟــدى‬
‫ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن ﻣــن ﻧﺎﺣﯾــﺔ أﺧــرى‪ ،‬وأن ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟطردﯾــﺔ ﺗــزداد ﺑــﺎﻟﻌزل اﻹﺣﺻــﺎﺋﻲ ﻟﻣﺗﻐﯾــري اﻟﻌﻣــر واﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت‬
‫اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدى ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ‪ .‬وﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ أﺷـﺎرت ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـث أﯾﺿـﺎً إﻟـﻰ ﻗـدرة اﻟﺗﻌﻘـل ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻧﺑـؤ ﺑﻛـل ﻣـن ﻛﻔـﺎءة‬
‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻛﺎن أﻗل ﺗﻧﺑؤاً ‪.‬‬
‫ﻛﻠﻣﺎت ﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‪ :‬زﯾﺎدة اﻟﻌﻣر‪ -‬اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪ -‬اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‪ -‬اﻟﺗﻌﻘل‪ -‬اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‪ -‬اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‪ -‬ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ‪.‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ﺗﻌــد ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺷــﯾﺧوﺧﺔ إﺣــدى اﻟﻣ ارﺣــل اﻟﻌﻣرﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻘــل أﻫﻣﯾــﺔ ﻋــن اﻟﻣ ارﺣــل اﻷﺧــرى ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎة‬
‫اﻟﻔرد‪ .‬وﯾذﻛر أﯾزﻧك أن ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﻘطـﻊ ﻓﯾﻬـﺎ ﺻـﻠﺔ اﻟﻔـرد ﺑﻌدﯾـد ﻣـن أﻧﺷـطﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺗـﺎدة‪،‬‬
‫وﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ﺧــروج اﻟﻔـرد ﻟﺳــن اﻟﻣﻌــﺎش‪ ،‬واﻧﺧﻔــﺎض ﻣﺳــﺗوى اﻷﻋﺑــﺎء اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻋﺎﺗﻘــﻪ‪ ،‬وﻗﻠــﺔ ﻋــدد اﻟﺻــداﻗﺎت اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻣﺗﺎﺣــﺔ ﺑﺣﻛــم وﺟــودﻩ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل واﺣﺗﻛﺎﻛــﻪ ﺑــﺎﻟزﻣﻼء واﻟﻌﻣــﻼء ﻓــﻲ‬
‫( ‪ .‬وﺑﺎﻧﺧﻔ ــﺎض اﻟ ــدور اﻻﺟﺗﻣ ــﺎﻋﻲ واﻟﻣﻬﻧ ــﻲ ﻟﻠﻣﺳ ــن ﺗﻌ ــرف‬ ‫‪Eysenck,‬‬ ‫ﻣﻛــﺎن ﻋﻣﻠ ــﻪ‪ ..‬اﻟ ــﺦ )‪2004‬‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ واﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ طرﯾﻘﻬـﺎ إﻟﯾـﻪ‪ ،‬وﺗـزداد اﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ ﻣـن ﻗﺑﯾـل اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻟوﺣـدة واﻻﻛﺗﺋـﺎب‬
‫واﻟﺧ ـ ـ ـ ــوف ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ــﺗﻘﺑل وﺗ ـ ـ ـ ــﺄﺛﯾر ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ـ ــﺎﻻت ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـواﺣﻲ اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ـ ـ ــن‬
‫) ‪. ( Ibrahimi,2015;Castillo,2013‬‬

‫‪1 - ahmed.abdelaziz@art.bsu.edu.eg‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وﻫــو ﻣــﺎ أﻛــدﻩ اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻋــﺎم ‪ ٢٠١٥‬ﺑﺣــدوث ﺗــدﻫور ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳن‪ ،‬وأن ﻫـذا اﻟﺗـدﻫور ﯾﺧﺗﻠـف ﻣـن ﻣﺳـن إﻟـﻰ آﺧـر ﺑـﺎﺧﺗﻼف ﻣﺗﻐﯾـرات ﻋدﯾـدة‬
‫أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر‪ ،‬واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ‪،‬واﻟﻣﺳـﺗوى اﻻﻗﺗﺻـﺎدي‪ ،‬واﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ‪ ،‬وﻧﻣـط اﻟﺣﯾـﺎة اﻟـذي‬
‫ﯾﻌﯾﺷﻪ اﻟﻣﺳن‪ .‬ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣـث ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـرة ﻟﻠﻣﺳـﻧﯾن‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﯾﻌـد‬
‫ﻣــن أﻫــم اﻟواﺟﺑــﺎت اﻟﻣﻠﻘــﺎة ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬وذﻟــك ﺑﻌــدﻣﺎ أﺷــﺎر ﺗﻘرﯾــر ﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ إﻟــﻰ‬
‫ارﺗﻔ ــﺎع ﻧﺳ ــﺑﺔ اﻟوﻓﯾ ــﺎت ﻟﻠﻣﺳ ــﻧﯾن ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟ ــدول‪ ،‬ﻟ ــﻧﻘص اﻟرﻋﺎﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺣدودﯾ ــﺔ اﻟﻣـ ـوارد واﻧﺧﻔ ــﺎض‬
‫اﻟﻣﺳــﺗوى اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‪ ،‬واﻧﺧﻔــﺎض اﻟــوﻋﻲ ﺑــﻧﻣط اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﺻــﺣﻲ ﻟﻠﻣﺳــن)‪ .(WHO,2015‬وﻫــذا اﻟواﻗــﻊ ﻛــﺎن‬
‫أﺣد اﻟﻣﺑررات اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟراﻫن؛ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻدي ﻟﻣﺷﻛﻼت ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ‪.‬‬
‫وﯾﻌـد اﻟـوﻋﻲ ﺑﺧطـط ﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﻣﺷـﻛﻼت ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ‪ ،‬أﺣـد اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺟﻧـب اﻟﻣﺳـن‬
‫ﻣــن اﻻﺳﺗﺳــﻼم ﻟﻣظــﺎﻫر اﻟﺿــﻌف اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدث ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗﻘــدم ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــر‪ ،‬وﺿــﻣن ﻫــذﻩ اﻟﺧطــط واﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم‬
‫اﻟﻣﻬﻣ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺷ ـ ــﺎر إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ اﻻﻧﺗ ـ ــﺎج اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓ ـ ــﺔ اﻟﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ ﻣﻔﻬوﻣ ـ ــﺎ اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘ ـ ــل‬
‫)‪(Jiang, & Pan, 2014; Chung & Zhang, 2014‬؛ ﺣﯾـث ﻧـدرت اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـدﺛت‬
‫ﻋــن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﺗﻌﻘــل ﺑﺷــﻛل ﻋــﺎم‪ ،‬وﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﺑﺷــﻛل ﺧــﺎص‪ ،‬وﻫــو ﻣــﺎ دﻓــﻊ اﻟﺑﺎﺣــث ﻟﺗﻧــﺎول‬
‫اﻟﻣﻔﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻣﯾن ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ارﺗﺑﺎطﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻌض اﻟﻣﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻛﻼت اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أر ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾن ‪.‬‬
‫وﯾﻌــرف ﺷ ـﺗﯾرن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﻗــدرة اﻟــدﻣﺎغ ﻋﻠــﻰ ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﺗــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓــﻲ اﻟــذي ﻗــد ﯾﺣــدث‬
‫ﺑﺳ ــﺑب اﻟﺗﻠ ــف اﻟﻌﺻ ــﺑﻲ أو اﻟﻣ ــرض أو اﻟﺗﻘ ــدم ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻣ ــر‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑﺎﺳ ــﺗﺧدام اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت واﻟﺧط ــط اﻟﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻔ ــرد ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬ ــﺎ اﻟﺗﻌ ــوﯾض اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ واﻟﻌﺻ ــﺑﻲ ﻟﺗﻔ ــﺎدي ﻫ ــذا اﻟﺗ ــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ‬
‫) ‪(Stern,2009‬‬
‫وﻣــﺎ زال اﻟﺳ ـؤال ﻣطروﺣ ـﺎً ﻓــﻲ اﻹﻧﺗــﺎج اﻟﻧﻔﺳــﻲ اﻟﻐرﺑــﻲ ﺣــول اﺣﺗﻣﺎﻟﯾــﺔ ارﺗﺑــﺎط اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻌظــم اﻟﻘــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ ام ﻋﻠــﻰ ﻗــدرات ﻋﻘﻠﯾــﺔ ﻣﺣــددة؟ ﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ﻫــل ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﻔــرد اﺳــﺗﺧدام اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت‬
‫واﻟﺧطط اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ اﻟﺑدﯾﻠـﺔ ﺗﻌوﯾﺿـﺎً ﻋـن أي ﻗـدرة ﻋﻘﻠﯾـﺔ ﻣﺗـدﻫورة‪ ،‬أم أن ﻫـذﻩ اﻟﺧطـط اﻟﺗﻌوﯾﺿـﯾﺔ ﺗﻛـون ﺑـدﯾﻼً‬
‫ﻋــن ﻗــدرات ﻋﻘﻠﯾــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪ .‬وظﻬــر ﻫــذا اﻟﺗﺳــﺎؤل ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﺗﻌــﺎرض ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺑﻌــض اﻟد ارﺳــﺎت‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل‬
‫اﻟﻣﺛـﺎل‪ ،‬ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎﺋﺞ د ارﺳـﺔ ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪ (Leon, García & Roldan-Tapia,2014‬ﻣـن‬
‫وﺟود ﻋﻼﻗﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ وﻛـل ﻣـن اﻟـذاﻛرة طوﯾﻠـﺔ اﻟﻣـدى‪ ،‬وﻗﺻـﯾرة اﻟﻣـدى‪ ،‬واﻹدراك اﻟﺑﺻـري‬
‫اﻟﺣرﻛــﻲ‪ ،‬واﻟﻘــدرة اﻟﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ واﻟﺗﻧظــﯾم اﻹد ارﻛــﻲ ‪ ،‬وﻟــم ﺗﺛﺑــت اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ داﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‬
‫واﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‪ ،‬وﺑﻌض اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪ ،‬وﺳرﻋﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬واﻟذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ Simon,‬إﻟـﻰ ﻋـدم‬ ‫درﺳـﺔ ﺳـﯾﻣون وزﻣﯾﻠﯾـﻪ)‪Gilsoul & Collette (2015‬‬
‫ﻛﻣـﺎ أﺷـﺎرت ﻧﺗـﺎﺋﺞ ا‬
‫وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻗـدرة اﻟﻔـرد ﻋﻠـﻰ ﻛـف اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻫـﻰ إﺣـدى اﻟوظـﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ ‪ .‬ﻓـﻲ‬
‫ﺣـﯾن أﺛﺑﺗـت ﻧﺗـﺎﺋﺞ د ارﺳـﺔ ﻟﯾـون وزﻣﻼﺋـﻪ)‪ Leon, García & Roldan-Tapia (2014‬وﺟـود ﻋﻼﻗـﺔ‬
‫داﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻷداء اﻟــﻧﻔس ﻋﺻــﺑﻲ اﻟﻣﺗﺿــﻣن ﻓــﻲ اﻟــذاﻛرة طوﯾﻠــﺔ اﻟﻣــدى‪ ،‬وﻗﺻــﯾرة اﻟﻣــدى‪،‬‬
‫واﻹدراك اﻟﺑﺻري اﻟﺣرﻛﻲ‪ ،‬واﻟﻘدرة اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم اﻹد ارﻛـﻲ ‪ .‬وﺑوﺟـود ﻫـذا اﻟﺗﻌـﺎرض ﺑـﯾن ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـﺎت‬
‫اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ ﺟ ــﺎء اﻟﺑﺣ ــث اﻟﺣ ــﺎﻟﻲ ﻟﯾﺳ ــﺎﻫم ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾ ــد أﻛﺛ ــر اﻟﻘ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ــﺔ ارﺗﺑﺎطـ ـﺎً ﺑﺎﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ ﻟ ــدى‬

‫‪٣٠٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﻣﺳــﻧﯾن ‪ .‬وﻣــن ﺿــﻣن ﻣﺑــررات اﻟﺑﺣــث اﻟ ـراﻫن أﯾﺿـﺎً ﻗﻠــﺔ اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗــﻲ ﻛﺷــﻔت ﻋــن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن‬
‫اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ وﻣﻛوﻧﺎﺗــﻪ‪ ،‬واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن؛ ﺣﯾــث ﻋﺎﻟﺟــت ﻣﻌظــم اﻟد ارﺳــﺎت ﻣﻛوﻧ ـﺎً‬
‫أواﺛﻧ ـ ـ ــﯾن ﻣ ـ ـ ــن ﻣﻛوﻧ ـ ـ ــﺎت اﻻدﺧ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺻ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ـ ــدى ﻛﺑ ـ ـ ــﺎر اﻟﺳ ـ ـ ــن‬
‫‪. (Kaplan, Newsom,‬‬ ‫)‪Mc Farland & Lu, 2001; Shaw & Spokane,2008‬‬
‫أﻣــﺎ ﻋــن ﻣﺗﻐﯾــر اﻟﺗﻌﻘــل ﻓﯾﻌرﻓــﻪ ﺑ ـراون وزﻣــﻼؤﻩ ﻋﻠــﻰ إﻧــﻪ اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ اﻟﻠﺣظــﺔ اﻟراﻫﻧــﺔ‪ ،‬وﻋــدم اﻻﺟﺗ ـرار ﻓــﻲ‬
‫ذﻛرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وأوﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘﺑل )‪. (Brown,Ryan&Creswell,2007‬‬
‫وﺑﺳﺑب ﻧدرة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﻘل ﺑﺎﻟﺻـﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ واﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻟـدى‬
‫اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﻗــﺎم ﻛﺎﺗــب ﻫــذﻩ اﻟﺳــطور ﺑﺎﻟﺑﺣــث اﻟ ـراﻫن؛ ﺣﯾــث ﺗﻧﺗﺷــر ﺑـراﻣﺞ وﺟﻠﺳــﺎت اﻟﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﺄﻣﻠﻲ‪ ،‬وﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ‬
‫اﻻﯾﺟــﺎﺑﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺳــﻧﯾن ﻓــﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ اﻟﻐرﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾوﺟــد ﻣﺛﯾــل ﻟﻬــذﻩ اﻟﺟﻬــود ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ) ‪Mallya, & Fiocco, 2016; Chambers, Lo, & Allen,2008; Moynihan,‬‬
‫‪.(et aL,2013‬‬
‫اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ‪ :‬ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟراﻫن ﻓـﻲ اﻹﺛـراء اﻟﻧظـري اﻟﻌرﺑـﻲ ﻟﻣﻔﻬـوﻣﻲ‬
‫اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘــل‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ ﻟﻺﺳــﻬﺎم اﻟﻧظـري ﻓــﻲ ﺗوﺿـﯾﺢ اﻟﺧﻠـط ﺑــﯾن اﻟﺗﻌﻘـل وﻏﯾـرﻩ ﻣـن اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم‬
‫اﻟﻣﺗداﺧﻠــﺔ ﻣﻌــﻪ‪.‬ﻛﻣﺎ ﺗــﺄﺗﻲ اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾــﺔ ﻓــﻲ إﻋــداد ﻣﻘــﺎﯾﯾس ﻋرﺑﯾــﺔ ﻟﻠﺗﻌﻘــل واﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ‪ ،‬وذﻟــك‬
‫ﻟﻧـدرة ﻫــذﻩ اﻟﻣﻘـﺎﯾﯾس ﻓــﻲ اﻹﻧﺗـﺎج اﻟﻧﻔﺳــﻲ اﻟﺳـﺎﺑق‪ .‬وﯾﺳــﺎﻫم اﻟﺑﺣــث أﯾﺿـﺎً ﻓــﻲ ﻟﻔـت ﻧظــر اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن إﻟــﻰ ﺗﻧــﺎول‬
‫ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺳﻧﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺣـﻰ ﻋﻠﻣـﻲ ﺣـدﯾث ﻏﯾـر ﺗﻘﻠﯾـدي‪ ،‬وﻫـو اﻟﻣﻧﺣـﻰ اﻟﻧﻔﺳـﻲ اﻟﻣﻌرﻓـﻲ اﻟـذي أﺛﺑـت‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺣل ﻋدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺗﻌـددة ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗوﻋﯾـﺔ اﻟﻣﺳـﻧﯾن ﺑـﺑﻌض‬
‫اﻟﺧطط اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻟﺗﺧطـﻲ ﻣﺷـﻛﻼﺗﻬم اﻟﺻـﺣﯾﺔ ‪ .‬وأﺧﯾـ ارً ﺗوﺻـﯾﺔ اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﺑﺗﺻـﻣﯾم ﺑـراﻣﺞ ﻧﻔﺳـﯾﺔ‬
‫إرﺷﺎدﯾﺔ ﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﺳﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﻘل واﻟﺗﺄﻣل وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ذﻟك ﻓﻲ ﺗﺟﺎوزﻫم ﻟﻌﻘﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﺿــوء ﻣــﺎ ﺗــم ﻋرﺿــﻪ‪ ،‬ﻧﺷــﯾر إﻟــﻰ ﻫــدف اﻟﺑﺣــث اﻟ ـراﻫن ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻛﺷــف ﻋــن دور اﻟﺗﻘــدم ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﻣ ـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺗﻌ ـ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن ﻧﺎﺣﯾ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻛﻔﺎءة ﺑﻌض اﻟﻘـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻣـن ﻧﺎﺣﯾـﺔ أﺧـرى ﻟـدى اﻟﻣﺳـﻧﯾن ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻛﺷـف‬
‫ﻋــن اﻟﻘــدرة اﻟﺗﻧﺑؤﯾــﺔ ﻟﻼدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﺗﻌﻘــل ﺑﻛــل ﻣــن ﻛﻔــﺎءة اﻟﻘــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳــﻧﯾن‪.‬‬
‫ووﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑق ﻧﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻎ ﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎؤﻻت اﻟﺑﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻫن ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻫل ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﻣن اﻟﻌﻣـر واﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ أن ﯾﻌـدﻻ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ و ﻛﻔـﺎءة ﺑﻌـض‬
‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ؟‬
‫‪ -٢‬ﻫــل ﯾﻣﻛــن ﻟﻛــل ﻣــن اﻟﻌﻣــر واﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ أن ﯾﻌــدﻻ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻌﻘــل وﻛﻔــﺎءة ﺑﻌــض اﻟﻘــدرات‬
‫اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ؟‬
‫‪ -٣‬ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻛﻔﺎءة ﺑﻌض اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ؟‬
‫‪ -٤‬ﻫل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن؟‬

‫‪٣٠٣‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺑﺣث‬


‫‪١‬‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬
‫ﺗـ ـ ـ ـ ــم ط ـ ـ ـ ـ ــرح ﻣﻔﻬ ـ ـ ـ ـ ــوم اﻻدﺧـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﻬﺎﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ ، ١٩٨٠‬وﻗ ـ ـ ـ ـ ــد ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻘﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟظﻬ ــور ﻣﻔﻬ ــوم اﻻدﺧ ــﺎر اﻟ ــدﻣﺎﻏﻲ‪ ٢‬واﻟ ــذي ﻛ ــﺎن ﺳ ــﺎﺋداً ﻗﺑﻠ ــﻪ ﺑﻌ ــدة ﺳ ــﻧوات‪ .‬وﯾﺷ ــﯾر ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن إﻟ ــﻰ‬
‫اﻻدﺧــﺎر اﻟــدﻣﺎﻏﻲ ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﻌﻧــﻲ ﻗــدرة اﻟــدﻣﺎغ ﻋﻠــﻰ ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻧﻔﺳــﻪ ﻣــن اﻟﺗﻠــف اﻟﻌﺻــﺑﻲ‪ ،‬وذﻟــك ﺑــﺎﻟﺗﻛﯾف ﻣﻌـ ـﻪ‬
‫ﺑﺗوظﯾـ ـ ــف آﻟﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌـ ـ ــوﯾض واﺳـ ـ ــﺗﺧدام ﺷ ـ ــﺑﻛﺎت ﻋﺻـ ـ ــﺑﯾﺔ ﺑـ ـ ــدﻻً ﻣـ ـ ــن ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﺷـ ـ ــﺑﻛﺎت اﻟﻌﺻـ ـ ــﺑﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﻔ ـ ـ ــﺔ‬
‫)‪ .(Nucci, Mapelli, & Mondini, 2012‬وﺑﺎﻟﻘﯾـﺎس ﻣـﻊ ﻣﻔﻬـوم اﻻدﺧـﺎر اﻟـدﻣﺎﻏﻲ ﻓﻘـد أﺷـﺎر ﺟﯾـﺎﻧﺞ‬
‫وﺑــﺎن إﻟــﻰ أن ﻣﻔﻬــوم اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﯾﻌﻧــﻲ اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺗوظﯾــف اﻟﻣﻌرﻓــﻲ اﻟﺟﯾــد ﻟﻠﻣﻬــﺎم اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ اﻟﺑدﯾﻠــﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻬ ـ ـ ــﺎم اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌطﻠ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺗ ـ ـ ــدﻫورة ﺑﺳ ـ ـ ــﺑب اﻟﺿ ـ ـ ــﻌف اﻟﻌﺻ ـ ـ ــﺑﻲ أو اﻟﺗﻘ ـ ـ ــدم ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫وﯾﺷﯾر اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن إﻟﻰ أن ﻛﻼ اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ﯾرﺗﺑطﺎن ﻣﻌـﺎً؛ ﺣﯾـث ﻟـوﺣظ أن اﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ ﺗوظﯾـف ﺑﻌـض اﻟﺷـﺑﻛﺎت‬
‫اﻟﻌﺻ ــﺑﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻣ ــن ﺷ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺳ ــﻬل ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻔ ــرد اﺳ ــﺗﺧدام ﻧﻣ ــﺎذج وط ــرق ﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ ﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻋ ــن ﺗﻠ ــك اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﺗدﻫورت‪ ،‬واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ )‪ . (Jiang, & Pan, 2014‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﺑﺄﻧـﻪ " ﻗـدرة اﻟـدﻣﺎغ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﺗ ــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ اﻟ ــذي ﻗ ــد ﯾﺣ ــدث ﺑﺳ ــﺑب اﻟﺗﻠ ــف اﻟﻌﺻ ــﺑﻲ او اﻟﻣ ــرض‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑﺎﺳ ــﺗﺧدام‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت واﻟﺧط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط اﻟﻣﻌرﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻘﺔ واﻟﺑدﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺳـ ـ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻔـ ـ ــرد ﻣـ ـ ــن ﺧﻼﻟﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺗﻌـ ـ ــوﯾض اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ واﻟﻌﺻـ ـ ــﺑﻲ ﻟﺗﻔـ ـ ــﺎدي ﻫـ ـ ــذا اﻟﺗـ ـ ــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ‬
‫)‪.(Stern,2009;Whalley,Deary,Appleton,&Starr,2004‬‬
‫ﻣﻛوﻧ ــﺎت اﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ ‪:‬أﺷ ــﺎر ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣ ــﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑ ــﺎرﻩ أﺣ ــد ﻣﻛوﻧ ــﺎت‬
‫اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ اﻟﻣﻬﻣــﺔ‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺣﻔﯾــز اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻟﻠﻣﻬــﺎم اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ واﻟطــرق اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ ﺑــل وزﯾــﺎدة‬
‫ﺗﻌزﯾز اﻟﺷـﺑﻛﺎت اﻟﻌﺻـﺑﯾﺔ وﻋﻣﻠﻬـﺎ ﺑﺷـﻛل ﻓﻌـﺎل);‪(Nucci, Mapelli, & Mondini, 2012Stern,2002‬‬
‫‪.‬‬
‫ﻛﻣـﺎ أﺷـﺎر آﺧـرون)‪ ( Andel, Kåreholt, Parker, Thorslund, & Gatz 2007‬إﻟـﻰ اﻟﻣﺳـﺗوى‬
‫اﻟــوظﯾﻔﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ اﻟﻣﻛــون اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻟﻼدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‪،‬واﻟــذي ﯾﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻔﯾــز اﻟﻌﻘــل‪ ،‬وﯾﺟﻌﻠــﻪ أﻗــل ﻋرﺿــﺔ‬
‫ﻟﻠﺗــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓــﻲ؛ وذﻟــك ﻟﻣــﺎ ﺗطﻠﺑــﻪ اﻟﻣﻬــن ﻣــن اﺳــﺗﺧدام أﻛﺑــر ﻟﻠﻣﻬــﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺗواﺻــل اﻟﺑﺷــري ﻣــﻊ‬
‫اﻵﺧرﯾن‪،‬وﻛﻠﻣ ــﺎ ﺗطﻠ ــب اﻟﻌﻣ ــل ﻣﻬ ــﺎرات وظﯾﻔﯾ ــﺔ أﻛﺛ ــر ﺗﻌﻘﯾ ــداً وأﻛﺛ ــر ﻣ ــن ﺣﯾ ــث اﻟﻌ ــدد ﺣﻔ ــز ذﻟ ــك اﻟﻣﺧ ــزون‬
‫اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪ ،‬وادﺧــر ﻣزﯾــداً ﻣــن اﻻﺣﺗﯾــﺎطﻲ اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﻌﺻــﺑﻲ ﻟﻠﻌﻘــل اﻟﺑﺷــري ﻟﻠﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ أى ﺗــدﻫور ﯾﺣــدث‬
‫ﻓﯾﻪ‪.‬‬
‫وأﺷـﺎر أﯾﺿـﺎً ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪Crowe, Andel, Pedersen, Johansson & Gatz (2003‬‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣﻛون اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻼدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ‪ ،‬وﻫوﻗﺿـﺎء أوﻗـﺎت اﻟﻔـراغ ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟرﯾﺎﺿـﺔ‪،‬‬
‫واﻟﻘراءة‪ ،‬وأﻟﻌﺎب اﻟذﻛﺎء واﻟﺗﻔﻛﯾر‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد ﺟﻣﯾﻌـﺎً ﺿـﻣن اﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻔـز اﻟﻧﺷـﺎطﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ؛ ﻟـذﻟك‬
‫اﺳــﺗﻌﺎن ﻛــل ﻣــن ﻧوﺳــﻲ‪ ،‬وﻣــﺎﺑﯾﻠﻠﻲ‪ ،‬وﻣوﻧــدﯾﻧﻲ ﻋﻧــد ﺗﺻــﻣﯾم اﺧﺗﺑــﺎر اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﺑﺎﻟﻛﺷــف ﻋــن أﻫ ــم‬

‫‪1- Cognitive Reserve‬‬


‫‪2- Brain Reserve‬‬

‫‪٣٠٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻷﻓراد وﻗت اﻟﻔـراغ‪ ،‬وذﻟـك ﻛﻣﻛـون أﺳﺎﺳـﻲ ﺿـﻣن ﻣﻛوﻧـﺎت اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ؛ ﺣﯾـث‬
‫ﺗوظﯾ ـ ـ ــف اﻟﻔ ـ ـ ــرد واﺳ ـ ـ ــﺗﻐﻼﻟﻪ ﻷوﻗ ـ ـ ــﺎت ﻓ ارﻏ ـ ـ ــﻪ ﺑﺷ ـ ـ ــﻛل ﯾﺿ ـ ـ ــﻣن اﺳ ـ ـ ــﺗﻣرار اﻟﺗﺣﻔﯾ ـ ـ ــز اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ــﻲ واﻟﻌﺻ ـ ـ ــﺑﻲ‬
‫)‪. (Nucci,Mapelli,&Mondini,2012‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻋ ــن ﻣﻔﻬ ــوم اﻟﺗﻌﻘ ــل‪ ،١‬ﻓﻬ ــو ﯾﻌدأﺣ ــد اﻟﻣﻔ ــﺎﻫﯾم اﻟﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ اﻟﺣدﯾﺛ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣﺗ ــد ﺟ ــذورﻫﺎ اﻟ ــﻰ اﻟﺗﻌ ــﺎﻟﯾم‬
‫اﻟﺑوذﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗرﻛز اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﯾـﺎة اﻟﻔـرد‪ .‬وﻟﻘـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﻔﻬـوم ﻓـﻲ اﻟﻐـرب اﻫﺗﻣﺎﻣـﺎً ﻛﺑﯾـ ارً‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس اﻟﻌﯾــﺎدي‪ ،‬وأﻧ ـواع اﻟﻌﻼﺟــﺎت اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌــددة ﻛــﺎﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪ ،‬واﻟﻌ ــﻼج‬
‫اﻟﺟـدﻟﻲ اﻟﺳــﻠوﻛﻲ)‪ . ( Chung & Zhang, 2014‬وﯾﺷــﯾر ﻛﺎﺑــﺎت زن‪Kabat-Zinn‬إﻟــﻰ أن ﺟــوﻫر‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻌﻘـل ﻫـو اﻧﺗﺑـﺎﻩ اﻟﻔـرد ﻟﻬدﻓـﻪ وﻏرﺿـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻠﺣظـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ وأن ﯾﻌـﯾش اﻟﺗﺟرﺑـﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﺣظـﺔ ﺑﻠﺣظـﺔ‬
‫ﻣن دون اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ )‪.(Kabat-Zinn,2003‬‬
‫وﯾﺗــداﺧل ﻣﻔﻬــوﻣﻲ اﻟﺗﻌﻘــل واﻟﺗﺄﻣــل‪ ٢‬ﻟــدى ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬وذﻟــك ﺑﺳــﺑب أن اﻟﻔــرد ﯾرﻛــز اﻧﺗﺑﺎﻫــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺷــﻰء ﻣﺣــدد ﻓــﻲ اﻟﻠﺣظــﺔ اﻟراﻫﻧــﺔ ﻓــﻲ ﻛﻠﺗ ـﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺗــﯾن‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﯾﻣــﺎرس اﻟﺗﻌﻘــل واﻟﺗﺄﻣــل ﻣــن أﺟــل‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻬدوء واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻻﺳـﺗرﺧﺎء‪ ،‬واﻟﺗﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻵﻵم اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺧﻔـف‬
‫ﻣن ﺿﻐوط اﻟﺣﯾـﺎة وﺷـدﺗﻬﺎ)‪ . (Chu, 2010; Davis & Hayes, 2011‬وﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ﻫـذا اﻟﺗﺷـﺎﺑﻪ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن إﻻ أن ﻻﻧﺟر ﻗد أﺷﺎر إﻟـﻰ اﺧـﺗﻼف اﻟﻣﻔﻬـوﻣﯾن‪ ،‬وأﯾـدﻩ ﻓـﻲ ذﻟـك ﻛﺎﺑـﺎت زﯾـن ﻗـﺎﺋﻼً أن اﻟﺗﻌﻘـل‬
‫أﺣــد أﺷ ــﻛﺎل اﻟﺗﺄﻣ ــل ‪ ،‬وأن اﻟﻔــرق ﺑ ــﯾن اﻟﻣﻔﻬ ــوﻣﯾن‪ ،‬أن اﻟﺗﻌﻘــل ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﻣ ــﺎرس ﻓــﻰ أي وﻗ ــت وأي ﻣﻛ ــﺎن‪،‬‬
‫وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ ﻣﺎﯾﺣــدث ﻓــﻲ اﻟﻠﺣظــﺔ اﻟراﻫﻧــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻟﺗﺄﻣــل ﯾﺣﺗــﺎج اﻟــﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﻧﻧــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺟﻬ ـزة ﻓــﻲ وﻗــت وﻣﻛــﺎن ﻣﺣــددﯾن ﻋﻠــﻰ ﻣــدار اﻟﯾــوم ‪ .‬وﺛﻣــﺔ ﻓــرق ﺑــﯾن ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺣــدد‬
‫ﺑوﺟود ﻣﺛﯾر )داﺧﻠـﻲ أو ﺧـﺎرﺟﻲ( ﻣﻔروﺿـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺷـﺧص أن ﯾﻧﺗﺑـﻪ إﻟﯾـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻠﺣظـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ ﺑﺣﻛـم ﺗﻌرﺿـﻪ‬
‫ﻟﻣﺛﯾـرات ﯾوﻣﯾــﺔ ﻋدﯾــدة وﻟــﯾس ﻟــﻪ أي ﺗــدﺧل ﻓــﻰ اﺳﺗﺣﺿــﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﺑــﯾن ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﺄﻣــل اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدث ﺑﻣﺣــض إرادة‬
‫اﻟﻔــرد واﺳﺗﺣﺿــﺎرﻩ واﻧﺗﺑﺎﻫــﻪ ﻟﻣﺛﯾــر ﻣﺣــدد)داﺧﻠﻰ أو ﺧــﺎرﺟﻲ(‪ .‬وﻓﯾﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ ﻣﺛــﺎل ﯾوﺿــﺢ أن اﻟﻔــرد ﯾﻛــون ﻋﻠــﻰ‬
‫وﻋﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﻓﯾﻪ أﺛﻧﺎء إﻟﻘﺎﺋﻪ ﻟﻣﺣﺎﺿرة ﻣﺎ‪ ،‬أو وﻋﯾﻪ ﺑﻣـذاق وﺟﺑـﺔ اﻹﻓطـﺎر أو اﻟﻐـذاء‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑـل أن ﯾﺧﺻـص‬
‫وﻗﺗ ـﺎً ﻣﺣــدداً ﻟﯾﺗﺄﻣــل أﻓﻛــﺎرﻩ ﺣــول ﻣوﺿــوع ﻣﻌــﯾن ﻛﺎﻟﺗﺄﻣــل ﻓــﻲ ﻋظﻣ ـﺔ اﻟﺧــﺎﻟق‪ ،‬أو ﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺣــب واﻟﺳــﻣﺎﺣﺔ‬
‫)‪.( Langer,2000; Kabat-Zinn, 2003‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺗ ــداﺧل ﻣﻔﻬ ــوم اﻟﺗﺄﻣ ــل اﻟﺗﻌﻘﻠ ــﻲ‪ ٣‬أﯾﺿـ ـﺎً ﻣ ــﻊ ﻣﻔﻬ ــوم اﻟﺗﻌﻘ ــل‪ ،‬وﯾﻌ ــد اﻟﺗﺄﻣ ــل اﻟﺗﻌﻘﻠ ــﻲ أﺣ ــد أﺷ ــﻛﺎل‬
‫اﻟﺗﺄﻣل؛ ﺣﯾث أﺷﺎر ﺳﯾﺟﺎل إﻟﻰ ﻋدة أﺷﻛﺎل ﻟﻠﺗﺄﻣل‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺗﺄﻣل ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز‪ ،٤‬واﻟـذي ﯾﻌﻧـﻲ ﺗرﻛﯾـز اﻧﺗﺑـﺎﻩ اﻟﻔـرد ﻋﻠـﻰ ﺷـﻰء ﻣﺣـدد ﺧـﻼل ﺟﻠﺳـﺔ اﻟﺗﺄﻣـل‪ ،‬ﺳـواء أﻛﺎﻧـت‬
‫ﻣوﺳﯾﻘﻰ أو ﺿوء‪ ،‬أو ﺗرﻧﯾﻣﺔ‪ ،‬أو اﻷﻧﻔﺎس‪ ،‬أو إﺣﺳﺎس اﻟﺟﺳم‪ ..‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺗﺄﻣــل ﺑﺎﻟﻣﺣﺑــﺔ واﻟﻠط ــف‪ ٥‬واﻟﺗــﻲ ﯾرﻛ ــز اﻟﻔــرد ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻧﺗﺑﺎﻫــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻋﺑــﺎرات اﻟﻣﺣﺑ ــﺔ اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﻛﺎﻟﺗﺳ ــﺎﻣﺢ‬
‫واﻟﻐﻔران واﻟرﺿﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1- Mindfulness‬‬
‫‪2- Meditation‬‬
‫‪3- Mindfulness meditation‬‬
‫‪4- Concentration meditation‬‬
‫‪5- Loving-kindness meditation‬‬

‫‪٣٠٥‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -٣‬وأﺧﯾ ـ ارً اﻟﺗﺄﻣــل اﻟﺗﻌﻘﻠــﻲ وﻫــو ﯾﻌﻧــﻲ وﻋــﻲ اﻟﻔــرد واﻧﺗﺑﺎﻫــﻪ ﻟﻣﺷــﺎﻋرﻩ وأﻓﻛــﺎرﻩ وﺟﺳــدﻩ وأﻧﻔﺎﺳــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻠﺣظــﺔ‬
‫اﻟراﻫﻧـﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﯾﻛــون ذﻟــك ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﻘﺻــودة ﺧــﻼل ﺟﻠﺳـﺔ اﻟﺗﺄﻣــل‪ ،‬وأن ﯾﻧﺗﻘــل اﻟﻔــرد ﺑوﻋﯾــﻪ ﻣــن أﻓﻛــﺎرﻩ إﻟــﻰ‬
‫ﻣﺷـﺎﻋرﻩ إﻟـﻰ ﺟﺳـدﻩ ﺑﻣروﻧـﺔ ﻣـن دون اﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠـﻰ ﺷــﻰء ﻣﺣـدد ﻣﻧﻬـﺎ‪ ،‬وذﻟـك وﻓﻘـﺎً ﻷى ﺗﻐﯾـر ﻓـﻲ أي ﺟﺎﻧــب‬
‫ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب أﺛﻧﺎء ﺟﻠﺳﺔ اﻟﺗﺄﻣل )‪.(Siegel,2008‬‬
‫وﯾﺧﺗﻠـف اﻟﺗﺄﻣــل اﻟﺗﻌﻘﻠــﻲ ﻋــن اﻟﺗﻌﻘــل ﻓــﻲ أﻧــﻪ ﯾﻣــﺎرس ﻓــﻲ أوﻗــﺎت ﻣﺧﺻﺻــﺔ ﻣﺛــل ﺑــﺎﻗﻲ أﺷــﻛﺎل اﻟﺗﺄﻣــل‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟﺗﻌﻘل ﺧﻼل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر‪ ،‬وﻓﻲ أي ﻣوﻗف‪ ،‬وﻣﻊ أي ﺷـﺧص ) ‪Olendzki,‬‬
‫‪.(2009; Alidina & Marshall, 2013‬‬
‫وﯾﺷــﯾر ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﻘــﺎﻟﺗﻬم ﻋــن اﻷﺳــس اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻟﻣﻔﻬــوم اﻟﺗﻌﻘــل‪ ،‬إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﯾﺗﺳــم ﺑﻌــدة‬
‫ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟــوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌــﺎﻟم اﻟــداﺧﻠﻲ واﻟﺧــﺎرﺟﻲ ﺑﻣــﺎ ﯾﺗﺿــﻣﻧﻪ ﻣــن أﺣــداث‪ ،‬وأﻓﻛــﺎر وﻣﺷــﺎﻋر وأﺣﺎﺳــﯾس ﻣﺗﺿــﻣﻧﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻠﺣظﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ‪.‬‬
‫– ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣروﻧــﺔ ﻓــﻲ ﻧﻘــل ﺗرﻛﯾــز اﻧﺗﺑــﺎﻩ اﻟﻔــرد ﻣــن ﺷــﻰء ﻣﻌــﯾن ﺑﺗﻔﺎﺻــﯾﻠﻪ إﻟــﻰ اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ ﻋــدة‬
‫أﺷﯾﺎء ﺑﻣﻧظور أوﺳﻊ ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺗﺟرﯾــب اﻟواﻗ ــﻊ‪ٕ ،‬وارﺟ ــﺎء اﻟﺣﻛ ــم ﻋﻠ ــﻰ اﻷﺣ ــداث ﺣﺗ ــﻰ ﻧﻌﺎﯾﺷ ــﻬﺎ ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ‪ ،‬وﻟ ــﯾس اﻟﺣﻛ ــم ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻣﺳ ــﺑﻘﺎً‪.‬‬
‫‪ -‬واﻟﺗرﻛﯾ ـ ـ ــز ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺣظ ـ ـ ــﺔ اﻟراﻫﻧ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــدم اﻻﺟﺗـ ـ ـ ـرار ﻓ ـ ـ ــﻲ ذﻛرﯾ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ــﻲ وأوﻫ ـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﻘﺑل ‪.‬‬
‫‪ -‬وأﺧﯾ ـ ـ ارً اﻻﺳـ ــﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل وﺗرﻛﯾـ ــز اﻟـ ــوﻋﻲ واﻻﻧﺗﺑـ ــﺎﻩ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺎﻟﻣﻧـ ــﺎ اﻟـ ــداﺧﻠﻲ واﻟﺧـ ــﺎرﺟﻲ‪.‬‬
‫)‪. (Brown, Ryan & Creswell, 2007‬‬
‫اﻟﻣﺑﺎدىء اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻌﻘل ‪ :‬وﺿﻊ ﻛل ﻣـن ﺷـﺎﺑﯾرو وزﻣﻼﺋـﻪ ﻋـﺎم ‪ ٢٠٠٦‬ﺛﻼﺛـﺔ ﻣﺑـﺎدىء أﺳﺎﺳـﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻌﻘل‪ ،‬وﻫم اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ واﻟﻐرض واﻻﺗﺟﺎﻩ‪ .‬وأﺷﺎروا ﻟﻠﻣﻛـون اﻷول ﺑﺄﻧـﻪ ﻗـدرة اﻟﻔـرد أن ﯾرﻛـز ذﻫﻧـﻪ ووﻋﯾـﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﻰء ﻣﺎ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻧﺗﺑﺎﻫـﻪ إﻟـﻰ ﻣﻬـﺎم أﺧـرى واﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﻣـﻊ‬
‫ﻗدرﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗﺛﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾط اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻊ أى ﻣ ـ ـ ـ ـ ــدرﻛﺎت أﺧ ـ ـ ـ ـ ــرى ﺗ ـ ـ ـ ـ ــدﺧل إﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﯾ ـ ـ ـ ـ ــز اﻧﺗﺑﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪.‬‬
‫اﻣــﺎ اﻟﻐــرض ﻓﯾﻌﻧــﻲ اﻟﻬــدف ﻣــن ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﺄﻣــل اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل‪.‬‬
‫واﻻﺗﺟـﺎﻩ ﻫـو اﻟﻣﻛـون اﻟوﺟـداﻧﻲ ﻓـﻲ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺗﻌﻘـل‪ ،‬واﻟـذي ﯾﻌﻧـﻲ ﻛﯾﻔﯾـﺔ اﺳﺗﺣﺿـﺎر اﻟﻔـرد ﻟﻘـوة ﻣﺷـﺎﻋرﻩ ﺗﺟــﺎﻩ‬
‫ﺷ ــﻰء ﻣ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺗﺣﺿ ــﺎر ﻣﺷ ــﺎﻋر اﻟﺻ ــﺑر‪ ،‬واﻟﺗﻘﺑ ــل‪ ،‬وﻋ ــدم ﺗﺟﻧ ــب اﻷﻟ ــم وﻗﻣﻌ ــﻪ ﺿ ــروري ﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ــل‪.‬‬
‫)‪. (Shapiro, Carlson, Astin & Freedman, 2006‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻓﺳـرت ﻧظرﯾـﺔﻫوﻟزﯾل وزﻣﻼﺋـﻪ ) & ‪Hölzel, Lazar, Gard, Schuman-Olivier, Vago,‬‬
‫‪ Ott, (2011‬ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﻌﻧــﻲ ﺗﻌﻠــم اﻟﻔــرد اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺗرﻛﯾــز وﻋﯾــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺑ ـرات اﻟداﺧﻠﯾــﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺟﺳـم‪ ،‬وﺗﻧظـﯾم اﻧﻔﻌﺎﻻﺗــﻪ ﻣـن ﺧـﻼل إﻋــﺎدة ﺗﻘﯾﯾﻣـﻪ ﻟﻠﻣوﻗـف‪ .‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أن إدراك اﻟﻔـرد ﻟﻠﺧﺑـرة‬
‫وﻋدم اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎً ‪ ،‬واﻟﺗﻌرض ﻟﻬـﺎ وﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺗﻌﻘـل ﻣﻌﻬـﺎ دون ﺗﺟﻧﺑﻬـﺎ‪ ،‬أو ﻗﻣـﻊ اﻷﻓﻛـﺎر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻬـﺎ‪،‬‬
‫أو ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺑﺄﯾﺔ ﺧطﺔ ﺧﺎرﺟﯾـﺔ‪ ،‬ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌـل اﻟﻔـرد أﻛﺛـر اﺳـﺗرﺧﺎء‪ ،‬وﯾطﻔـﻰء ﻣﺧـﺎوف اﻟﻔـرد اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﺧﺑرة ‪.‬‬

‫‪٣٠٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻘدرة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‪:‬‬


‫ﯾﺷــﯾر ﻓـؤاد اﺑــو ﺣطــب ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ ﻋــن اﻟﻘــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ إﻟــﻰ ﺗﻌرﯾــف اﻟﻘــدرة ﺑﺄﻧﻬــﺎ ذﻟــك اﻟﺗﻛــوﯾن اﻟﻔرﺿــﻲ‬
‫اﻟــذي ﻻ ﯾﻼﺣــظ ﻣﺑﺎﺷ ـرة‪ ،‬اﻧﻣــﺎ ﻧﺳــﺗﻧﺗﺟﻪ ﻣــن اﻷداء اﻟﻘﺎﺑــل ﻟﻠﻘﯾــﺎس )أﺑــو ﺣطــب‪ . (١٩٩٦،‬ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي‬
‫أﻛد ﻓﯾﻪ ﻋـﺎﻣر )‪ (٢٠٠٣‬أن ﻛﻔـﺎءة اﻟﻘـدرة ﺑﺄﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ ﯾﻛﻠـف ﺑـﻪ اﻷﻓـراد ﻣـن ﻣﻬـﺎم ﯾﻘوﻣـون ﺑﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻧﺣـو ﯾﺗﺳـم‬
‫ﺑﺎﻟدﻗ ــﺔ واﻟﻛﻔ ــﺎءة ‪ .‬وﻗ ــد اﺳ ــﺗطﺎع ﺻ ــﺎﻟﺢ)‪ (٢٠٠٩‬أن ﯾﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ أﻫ ــم ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﻘ ــدرة اﻟﻌﻘﻠﯾ ــﺔ ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ ﺗﻬ ــﺗم‬
‫ﺑﻣﺣﺗــوى اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﻣﻌرﻓــﻲ وﻣﺳــﺗوى ﻛﻔــﺎءة أداء اﻟﻔــرد ارﺗﻔﺎﻋ ـﺎً واﻧﺧﻔﺎﺿ ـﺎً‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﻧﻣــو وﺗﺗﻐﯾــر ﺑﺎﻟﺗــدرﯾب‬
‫واﻟﺧﺑـرة وزﯾــﺎدة اﻻﺣﺗﻛــﺎك ‪ .‬وﺿــﻣن ﻫــذﻩ اﻟﻘــدرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻣﺣــل اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺑﺣــث اﻟـراﻫن اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ‪ ،‬واﻟﺗــذﻛر ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺗﺟرﯾدي ‪.‬‬
‫اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ ‪ :‬ﯾﻌــرف روﺑــرت ﺳوﻟﺳــو اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ اﻟﻘــدرة اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﻔــرد ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﻧﺗﻘــﺎء‬
‫اﻟﻣﺛﯾـرات ﺣﺗــﻰ ﻻ ﯾﻛــون ﻣﺛﻘــل ﺑﻛــم ﻫﺎﺋــل ﻣــن اﻟﻣﻧﺑﻬــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﺷــﺗت اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ وﺗــؤدي إﻟــﻰ إﻋﺎﻗــﺔ اﻟﺳــﻠوك‬
‫)ﺳوﻟﺳو‪( ٢٠٠٠ ،‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﺗــذﻛر ﻓﯾﻌــد واﺣــداً ﻣــن اﻟوظــﺎﺋف اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑﺎﻻﺣﺗﻔــﺎظ ﺑــذﻛرﯾﺎت اﻟﻔــرد وﻣــﺎ ﻣــر ﺑــﻪ ﻣــن‬
‫ﺗﺟﺎرب وﻣﺎ اﻛﺗﺳﺑﻪ ﻣن ﺧﺑرات وﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﻪ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ‪ ،‬وﺑﺎﺳـﺗدﻋﺎء ﻣـﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟـﻪ اﻟﻔـرد ﻣـن ﻛـل ذﻟـك ﻋﻧـدﻣﺎ‬
‫ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣوﻗف ﯾﺗطﻠب ﻫذا )طﻪ ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح‪. (٢٠٠٥ ،‬‬
‫وﯾﻌــد اﻟﺗﻔﻛﯾــر اﻟﻣﺟرد‪:‬أﺣــد أﻧــواع اﻟﺗﻔﻛﯾــر اﻟﻣﻌﻘــد واﻟﺷــﺎﻣل‪ ،‬واﻟــذي ﯾﻛــون اﻟﻔــرد ﻓﯾــﻪ ﻗــﺎد ارً ﻋﻠــﻰ ﺗوﺿــﯾﺢ‬
‫اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم ﺑﺷــﻛل أﻋــم وأﺷــﻣل ﺑﺣﯾــث ﯾﺑﻌــد ﻋــن اﻟﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻣﻠﻣــوس ﻟﻸﺷــﯾﺎء‪ ،‬وﻫــو ﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر‬
‫ﻗـ ـدرة اﻟﻔ ــرد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻘ ــدم إﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻫ ــو أﺑﻌ ــد ﻣ ــن اﻟﺗﻔﻛﯾ ــر اﻟﻣﻠﻣ ــوس اﻟﻌﯾ ــﺎﻧﻲ اﻟﺳ ــطﺣﻲ‪ ،‬واﻟ ــذي ﯾرﻛ ــز ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ااﻟﺑــﺎرزة واﻟواﺿــﺣﺔ ﻓــﻲ اﻷﺷــﯾﺎء‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺻــور اﻟﻧظــري اﻟﺟــﺎﻣﻊ ﻟﻠﻣﻔــﺎﻫﯾم‬
‫) ‪. (Apps,2006‬‬
‫ﻣﻔﻬــوم اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌــد اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ أﺣــد اﻟﺟواﻧــب اﻟﻣﻬﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــؤﺛر ﻋﻠــﻰ ﺟواﻧــب ﺣﯾــﺎة‬
‫اﻟﻔــرد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﺗﻧــﺎول ﻋدﯾــد ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻫــذا اﻟﻣﻔﻬــوم ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻷﺑﺣــﺎث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳــﻧﯾن؛ وذﻟــك‬
‫ﻻرﺗﺑﺎط ﺗدﻫور اﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘـدم ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـر ‪.‬وﻫﻧـﺎك ﻣـن اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻣـن ﯾﻧظـر إﻟـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﻔﻬـوم ﻋﻠـﻰ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻣﺛـل ﻛﻔـﺎءة اﻟﻔـرد ﻓـﻲ ﻗﯾﺎﻣـﻪ ﺑﺎﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﻣﻌﺗـﺎدة ﻣـن ﻗﺑﯾـل اﻟﻣﺷـﻲ واﻟﺣرﻛـﺔ واﻟﺻـﻌود واﻟﻧـزول‪ ،‬واﻟﺗﺳـوق‪،‬‬
‫‪Kuo et‬‬ ‫واﻟﻧظﺎﻓــﺔ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ‪ ،‬وارﺗــداء اﻟﻣﻼﺑــس‪ ،‬واﻟﺳــﻔر‪ ،‬وﺗﻧــﺎول اﻟوﺟﺑــﺎت‪ٕ ،‬وادارة اﻟﺷــﺋون اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ )‬
‫‪ . (al,2005‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن أن ﻫﻧـﺎك ﻣـن اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻣـن ﯾﻧظـر إﻟـﻰ ﻛﻔـﺎءة اﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ ﺗﺷـﻣل‬
‫ﻛﻔـﺎءة اﻷﺟﻬـزة اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن ﻗﺑﯾــل ﻛﻔــﺎءة اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻌﺿــﻠﻲ واﻟﻌظﻣــﻲ‪ ،‬واﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻣﻧــﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺟﻬــﺎز‬
‫اﻟﻬﺿﻣﻰ‪ ،‬واﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻـﺑﻲ‪ ،‬واﻟﺣـواس‪ ،‬واﻟﺟﻬـﺎز اﻟﻐـدي ‪ ..‬اﻟـﺦ) & ‪Piva, Almeida,‬‬
‫‪.( Wasko, 2010; Paltamaa, Sarasoja, Leskinen, Wikström,& Mälkiä, 2007‬‬

‫‪٣٠٧‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ‪:١‬‬


‫ﻓﯾﺷــﯾر أﯾزﻧــك إﻟــﻰ أﻧﻬــﺎ ﺗﻠــك اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﺗــد إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﻓــوق ﻋﻣــر اﻟﺳــﺗﯾن ﻋﺎﻣ ـﺎً‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﻋﻧــدﻫﺎ ﯾﺑــدأ‬
‫‪ ،(Eysenck,‬وﺗؤﻛ ــد ﻣـ ـرﯾم ﺳ ــﻠﯾم ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ وﺻ ــﻔﻬﺎ‬ ‫اﻟﺗ ــدﻫور ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــدرات اﻟﺟﺳ ــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾ ــﺔ) ‪2004‬‬
‫ﻟﺧﺻـﺎﺋص ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ؛ ﺣﯾــث أﺷــﺎرت إﻟـﻰ ﺗﻘــدم ﺳـن اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ واﻟﻣـرﺗﺑط ﺑﺗــدﻫور اﻟﺣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻼﻧﺳﺎن )ﺳﻠﯾم ‪. ( ٢٠٠٢ ،‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻛﺷــﻔت ﻋــن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن وﻋﻼﻗﺗــﻪ ﺑﻘــدراﺗﻬم اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ‬
‫واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ‪ .‬ﻓـﻲ د ارﺳـﺔ ﻗـﺎم ﺑﻬـﺎ ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪Leon, García & Roldan-Tapia (2014‬‬
‫ﺣــول اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ وﻋﻼﻗﺗــﻪ ﺑــﺎﻷداء اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن واﻟ ارﺷــدﯾن اﻷﺻــﺣﺎء‪،‬و ﺟــﺎءت ﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟد ارﺳـﺔ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ وﺟـود ﻋﻼﻗــﺔ داﻟــﺔ ﺑــﯾن اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻷداء اﻟــﻧﻔس اﻟﻌﺻـﺑﻲ ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض اﻟﻣﻘــﺎﯾﯾس‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﯾس اﻟــذاﻛرة طوﯾﻠــﺔ اﻟﻣــدى‪ ،‬وﻗﺻــﯾرة اﻟﻣــدى‪ ،‬واﻹدراك اﻟﺑﺻــري اﻟﺣرﻛــﻲ‪ ،‬واﻟﻘــدرة اﻟﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ واﻟﺗﻧظــﯾم‬
‫اﻹدراﻛﻲ ‪ .‬وأﯾد ذﻟك ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑـﻪ ﺳـﯾﻣون وزﻣﯾﻠﯾـﻪ) ‪ Simon, Gilsoul & Collette (2015‬ﻟﻠﻛﺷـف ﻋـن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ وأداء ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ﻋﻠﻰ ﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟوظـﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ‪ ،‬وﻗـد ﻛﺷـﻔت ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـﺔ‬
‫ﻋــن وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﻣﻛوﻧــﺎت اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻛﻣﺳــﺗوى ﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻔــرد واﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻣﻬﻧــﻲ وﺑــﯾن اﻟﻣروﻧــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗــﻰ ﺗﺗﺿــﻣن ﻗــدرة اﻟﻔــرد ﻋﻠــﻰ ﻧﻘــل اﻧﺗﺑﺎﻫــﻪ ﺑـﯾن أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﻬﻣــﺔ ﻓــﻰ وﻗــت واﺣــد‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ‬
‫ارﺗﻔﺎع ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻹﺿﺎﻓﺔ أو اﻟﺣـذف واﻟﺗﻌـدﯾل واﻟﺗﻐﯾﯾـر ﻓـﻲ اﻟـذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ‪ .‬وﻓـﻲ د ارﺳـﺔ ﻟـﺑﻌض‬
‫اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪ Zahodne, Stern, & Manly(2015‬أﺟرﯾـت ﻋﻠـﻰ )‪ (٣٤٣٥‬ﻣـن ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن ﻓـﻲ واﺷـﻧطن‬
‫ﺧ ـﻼل ﻋــﺎﻣﯾن ﻟﻠﻛﺷــف ﻋــن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن أﺣــد ﻣﻛوﻧــﺎت اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪ ،‬وﻫــو ﻋــدد ﺳــﻧوات اﻟﺗﻌﻠــﯾم وﺑــﯾن‬
‫اﻟﺗدﻫور اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻣﺗﻣﺛﻼً ﻓﻲ )اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬واﻟذاﻛرة‪ ،‬واﻟﻘـدرة اﻟﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﻟﺑﺻـرﯾﺔ‪ ،‬وﺳـرﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ (‪ ،‬وﺟـﺎءت ﻧﺗـﺎﺋﺞ‬
‫اﻟد ارﺳـﺔ ﺗﺷــﯾر اﻟـﻰ ارﺗﺑــﺎط ﻋــدد ﺳـﻧوات اﻟﺗﻌﻠــﯾم ﺑﺎﻧﺧﻔـﺎض اﺣﺗﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﺗــدﻫور اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻟــدى اﻟﻔـرد ﺑﺎﻟﺗﻘــدم ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﻣر‪ ،‬وﻛﺷﻔت ﻋن أن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺗﻠﻘوا اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑﻌـدد) ‪( ٨‬ﺳـﻧوات ﻣـن ﺣﯾـﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻣـن ﺷـﺄن ذﻟـك أن ﯾﺣـﺎﻓظ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟوظﯾﻔ ــﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ ﻟ ــدﯾﻬم ﻓــﻲ أواﺋ ــل ﺳ ــﻧوات ﻣرﺣﻠ ــﺔ اﻟﺷ ــﯾﺧوﺧﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣ ــﯾن أن اﻷﻓـ ـراد اﻟ ــذﯾن زاد ﻋ ــدد‬
‫ﺳـﻧوات ﺗﻌﻠـﯾﻣﻬم ﻋـن) ‪ ( ٩‬ﺳـﻧوات ﻛﺎﻧـت وظﯾﻔـﺗﻬم اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ أﻓﺿـل‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ أواﺧـر ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺷـﯾﺧوﺧﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻓﻘد وﺟدت ﻧدرة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ واﻟﺻـﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن‪ ،‬وﻟﻛــن أﺛﺑﺗــت ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺑﻌــض اﻟد ارﺳــﺎت وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن أﺣــد ﻣﻛوﻧــﺎت اﻻدﺧــﺎر‬
‫& ‪Shaw,‬‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟوظﯾﻔــﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟــدى اﻟﻣﺳــن‪ .‬وﯾظﻬــر ﻫــذا ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ ﺷــﺎو وزﻣﯾﻠــﻪ)‪(2008‬‬
‫‪ Spokane‬ﻋــن اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن ﻣﺳ ــﺗوى ﺗﻌﻠـ ـﯾم اﻟﻔ ــرد‪ ،‬واﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﻣﻬﻧ ــﻰ اﻟ ــذي وﺻ ــل اﻟﯾ ــﻪ‪ ،‬وﺑ ــﯾن اﺣﺗﻔﺎظ ــﻪ‬
‫ﺑﻛﻔـﺎءة ﺻــﺣﺗﻪ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ وﻗﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺎﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﯾوﻣﯾـﺔ‪ .‬ﻓﻘــد ﺗوﺻـﻼ اﻟﺑﺎﺣﺛــﺎن إﻟــﻰ أن ﺿـﻌف اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ‬
‫ﯾ ـرﺗﺑط ارﺗﺑﺎط ـﺎً وﺛﯾﻘ ـﺎً ﺑﺎﻟﺗﻘــدم ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــر‪ ،‬وﻛــﺎن ذﻟــك ﻣﻠﺣوظ ـﺎً ﻓــﻲ ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن ذوي اﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻣــﻧﺧﻔض‪ .‬ﻓــﻲ‬
‫ﺣﯾن أن ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ذوي اﻟﺗﻌﻠـﯾم اﻟﻣرﺗﻔـﻊ‪ ،‬واﻟـذﯾن ﻣـﺎزاﻟوا ﯾﻣﺎرﺳـون أداء ﻣﻬـﺎﻣﻬم‪ ،‬ووظـﺎﺋﻔﻬم ﺑﺷـﻛل دوري ﻫـم‬

‫‪1- Aging‬‬

‫‪٣٠٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أﻛﺛــر ﻛﻔــﺎءة ﻓــﻲ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ‪ .‬وﻓــﻲ د ارﺳــﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻋــن ﻛﻔــﺎءة اﻷﻧﺷــطﺔ واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ‬
‫وﻋﻼﻗﺗﻬـﺎ ﺑــﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻷﺧــرى ﻟـدى ﻛﺑـﺎر اﻟﺳــن اﻟــذﯾن ﺑﻠــﻎ ﻣﺗوﺳـط أﻋﻣــﺎرﻫم )‪ (٧٧‬ﻋﺎﻣـﺎً ‪،‬أﺛﺑﺗــت ﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟد ارﺳــﺔ وﺟــود ﻋﻼﻗ ـﺔ طردﯾــﺔ ﺑــﯾن ﻣﺳــﺗوى ﺗﻌﻠــﯾم اﻟﻣﺳــن وأﻧﺷــطﺔ اﻟﺟﺳــم ووظﺎﺋﻔــﻪ‪ ،‬وأﺷــﺎرت أﯾﺿ ـﺎً إﻟ ـﻰ أن‬
‫ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن اﻟــذﯾن ﯾﻣﺎرﺳــون اﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫ ـﺎ ﻣﻛوﻧ ـﺎً ﻣــن ﻣﻛوﻧــﺎت اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪ ،‬وﯾﻘﺿــون‬
‫أوﻗـﺎت ﻓـراﻏﻬم ﺑﺷـﻛل ﺟﯾـد ﺗـزداد ﻛﻔـﺎءة اﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻟـدﯾﻬم )‪ .(Chad et al ,2005‬وأﻛـدت ﻧﺗـﺎﺋﺞ‬
‫‪Kaplan, Newsom,‬‬ ‫اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻣـﺎ ﻗـﺎم ﺑـﻪ ﻛـﺎﺑﻼن وزﻣـﻼؤﻩ)‪Mc Farland, & Lu(2001‬‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻣوا ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋن ارﺗﺑـﺎط اﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﺑـﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾـرات اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟـدى ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن‪ ،‬وﻛـﺎن ﻣـن‬
‫أﻫم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى ﻛﺑﺎر اﻟﺳن‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﻛﺷـ ــﻔت ﻋـ ــن ﻋﻼﻗـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﺑﺎﻟﻘـ ــدرات اﻟﻣﻌرﻓﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪.‬‬
‫ﻗﻠﺔ اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺎوﻟـت اﻟﻛﺷـف ﻋـن اﻟﺗﻌﻘـل ﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻟﻘـدرات اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ ﻟـدى اﻟﻣﺳـﻧﯾن‪ ،‬ووﺟـد أن ﻣـن‬
‫& ‪Mallya,‬‬ ‫أﻗــرب اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻛﺷــﻔت ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺗﻠــك اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬــﺎ ﻣﺎﻟﯾــﺎ وﻓﯾوﻛــو)‪(2016‬‬
‫‪Fiocc‬ﺣــول أﺛــر اﻟﺗــدرﯾب ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﺄﻣﻠﻲ واﻧﻌﻛﺎﺳــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛﻔــﺎءة اﻟوظــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ واﻟذاﻛرةاﻟﻌرﺿــﯾﺔ‬
‫ﻟدى ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن ﻓـوق )‪ ( ٦٥‬ﻋﺎﻣـﺎً؛ ﺣﯾـث ﺟـﺎءت ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـﺔ ﺗﺷـﯾر إﻟـﻰ ﺗﺣﺳـن ﻗـدرة اﻟﻣﺳـن ﻋﻠـﻰ ﻗﯾﺎﻣـﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺣﻛم واﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم وﺗذﻛرﻩ ﻟﻸﺣداث‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧـد ﺗدرﯾﺑـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺗﻌﻘـل اﻟﺗـﺄﻣﻠﻲ‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ ﯾﻌﻛـس‬
‫ارﺗﻔـ ـ ـ ــﺎع ﻛﻔـ ـ ـ ــﺎءة اﻷداء اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ـ ــن ﺑﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ــﺗﻪ ﻟﻬـ ـ ـ ــذا اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل ‪ .‬وﻓـ ـ ـ ــﻲ د ارﺳـ ـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ـ ــرى ﻟﺷـ ـ ـ ــﺎﻣﺑر‬
‫وزﻣـﻼؤﻩ)‪ Chambers, Lo, & Allen (2008‬ﻋـن اﻟﺗـدرﯾب ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻌﻘـل اﻟﺗـﺄﻣﻠﻲ وأﺛـرﻩ ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﺗﺑـﺎﻩ‬
‫واﻟﺗــذﻛر‪ ،‬ﺟــﺎءت اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ ارﺗﻔــﺎع ﻛﻔــﺎءة اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ‪ ،‬واﻟــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن اﻟــذﯾن ﺗﻌرﺿ ـوا‬
‫ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﻘل اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ وذﻟك ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺿـﺎﺑطﺔ اﻟﺗـﻲ ﻟـم ﺗﺗﻌـرض ﻟﻠﺑرﻧـﺎﻣﺞ ‪ .‬وﻓـﻲ د ارﺳـﺔ‬
‫أﺧــرى ﻟــﺑﻌض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻋــن ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﺄﻣﻠﻲ ﺑﺎﻟوظــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ واﻟــذاﻛرة ﻟــدى ﻛﺑــﺎر اﻟﺳــن‪ ،‬ﺟــﺎءت‬
‫ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺷﯾر اﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻌﻘـل اﻟﺗـﺄﻣﻠﻲ واﻟوظـﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ واﻟـذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻟـدى ﻛﺑﺎراﻟﺳـن‬
‫)‪.(Moynihanetal,2013‬‬
‫وﻟم ﯾﺗوﻗف ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗـدرﯾب ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻌﻘـل ﻋﻠـﻰ اﻷداء اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻓﻘـط ﻟـدى ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن‪ ،‬ﺑـل وﻋﻠـﻰ اﻟوظﯾﻔـﺔ‬
‫اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ وﺑــﺎﻷﺧص اﻟﻣﻧﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد أﺷــﺎرت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ اﻷﺧﯾ ـرة ﻧﻔﺳــﻬﺎ إﻟــﻰ ﺣــدوث ﺗﻐﯾــر ﻓــﻲ اﻷﺟﺳــﺎم‬
‫اﻟﻣﺿ ــﺎدة اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻔرزﻫـ ــﺎ ﺟﻬ ــﺎز اﻟﻣﻧﺎﻋ ــﺔ ﻟـ ــدى ﻛﺑ ــﺎر اﻟﺳ ــن‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ ﺗ ــؤﺛر ﺑﺷ ــﻛل إﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻋﺻـ ــﺎب‬
‫واﻟﻌﺿــﻼت ﻟــدى اﻟﻣﺳــن‪ ،‬وذﻟــك ﻟــدى ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻟﺗــﻲ ﺗﻌرﺿــت ﻟﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﺄﻣﻠﻰ ﻟﻣــدة )‪(٨‬‬
‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬور‪ ،‬وذﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻣﻘﺎرﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾن اﻟﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑطﺔ )‪.(Moynihan,etaL,2013‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻛـد ذﻟـك ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪ Morone, Rollman, Moore, Li, & Weiner (2009‬اﻟـذﯾن ﻗـﺎﻣوا‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋن أﺛر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﻘل اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾـف اﻵﻵم أﺳـﻔل اﻟظﻬـر ﻟـدى ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن‪ ،‬وﺟـﺎءت اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‬
‫ﺗﺷـ ـ ـ ـ ــﯾر ﻟﺗﺣﺳـ ـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻵﻵم ﺑﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺗـ ـ ـ ـ ــﺄﻣﻠﻲ ﻟﻣـ ـ ـ ـ ــدة ﻻ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ــل ﻋـ ـ ـ ـ ــن أرﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ـ ـ ــﻬور ‪.‬‬
‫ﻛﻣـﺎ أﺛﺑـت آﺧـرون) ‪ Palta et al (2012‬وﺟـود ﻋﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻧﺧﻔـﺎض ﺿـﻐط اﻟـدم وﻣﻣﺎرﺳـﺔ ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن‬
‫ﻟﻠﺗﻌﻘــل اﻟﺗــﺄﻣﻠﻲ ﺑﺷــﻛل أﺳــﺑوﻋﻲ؛ اﻷﻣــر اﻟــذي أرﺟﻌــﻪ اﻟﺑــﺎﺣﺛون إﻟــﻰ ﺗــﺄﺛﯾر ﻫــذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾــف ﻣــن‬
‫اﻟﺣﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﺗرﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻧﺧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎض ﻟﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻐط اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدم ‪.‬‬

‫‪٣٠٩‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -٣‬دراﺳﺎت ﻛﺷﻔت ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣـر واﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ ﺑﻛـل ﻣـن اﻟﻘـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔﻟدى‬
‫اﻟﻣﺳ ــﻧﯾن ‪ .‬ﻓ ــﻲ د ارﺳ ــﺔ ﻗ ــﺎم ﺑﻬ ــﺎ ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻟﻠﻛﺷ ــف ﻋ ــن اﻷداء اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ اﻟﻌﺻ ــﺑﻲ ﻟ ــدى ﻋﯾﻧ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣــراﻫﻘﯾن واﻟ ارﺷــدﯾن واﻟﻣﺳــﻧﯾن ؛ ﺣﯾــث أﺛﺑﺗــت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ وﺟــود ﺿــﻌف ﻓــﻲ اﻷداء اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﯾــزداد ﻣــﻊ‬
‫ﺗﻘـدم اﻟﻔـرد ﻓـﻲ اﻟﻌﻣــر اﻟزﻣﻧـﻲ‪ ،‬وأﺷـﺎرت اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ إﻟـﻰ أن اﻟﻣﺳـﻧﯾن اﻧﺧﻔـض أداء ﺑﻌــض اﻟﻘـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ ﻟــدﯾﻬم‬
‫ﻣﺛــل اﻟوظــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ‪ ،‬واﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ‪ ،‬واﻻدراك اﻟﺑﺻــري اﻟﺣرﻛــﻲ‪ ،‬واﻟﻘــدرة اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وذﻟــك ﻟــدى ﻋﯾﻧــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻟــذﯾن ﺗراوﺣــت أﻋﻣــﺎرﻫم ﻣــﺎﺑﯾن ‪ ٨٤ :٦٠‬ﻋﺎﻣ ـﺎً )‪.(Gunstad et al,2006‬وأﯾــد ذﻟــك ﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻛل ﻣن ﻣﺎزوﻧﺎ وﺑﯾ ارﺷـﻲ‪ ،‬وذﻟـك ﻋﻧـد اﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ ﻣـن اﻟﻣﺳـﻧﯾن ﻣﻣـن ﺗراوﺣـت أﻋﻣـﺎرﻫم‬
‫ﻣـ ـﺎ ﺑ ــﯾن ‪ ٧٥ : ٦٠‬ﻋﺎﻣـ ـﺎً ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟ ــدى أﻛﺛ ــر ﻣ ــن )‪ (١٠‬دول اورﺑﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﺟ ــﺎءت اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ ﺗﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ وﺟ ــود‬
‫ﺿـﻌف ﻓـﻲ ﺑﻌــض اﻟﻘـدرات اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘـدم ﻓـﻲ اﻟﻌﻣــر اﻟزﻣﻧـﻲ ﻟـدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن‪ ،‬ﻛﺎﻟـذاﻛرة‪ ،‬واﻟﻘــدرات‬
‫اﻟﺣﺳــﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟطﻼﻗــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟﺗوﺟــﻪ اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﻓﻛــﺎن أﻓﺿــل ﻫــذﻩ اﻟﻘــدرات اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ ) & ‪Mazzonna‬‬
‫‪ .(Peracchi, 2012‬وﻓــﻲ د ارﺳــﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ‪Pantelić, Ranđelović, Milanović,‬‬
‫)‪ Trajković, Sporiš, Kostić(2012‬ﺣــول اﻻﻧﺷــطﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻟــدى ﺑﻌــض اﻟﻧﺳـﺎء اﻟﻣﺳــﻧﺎت ﻓــﻲ ﺿــوء‬
‫ﻣﺗﻐﯾر اﻟﻌﻣر‪ ،‬واﺣﺗوت ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣـن اﻟﻧﺳـﺎء اﻟﻣﺳـﻧﺎت ﻣﻣـن ﺗراوﺣﺗﺄﻋﻣـﺎرﻫن ﺑـﯾن ‪: ٦٠‬‬
‫‪ ٦٩‬ﻋﺎﻣ ـﺎً‪ ،‬و ‪ ٨٠ : ٧٠‬ﻋﺎﻣﺎً‪.‬وﺟــﺎءت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ ﻛﻔــﺎءة اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺟﺳــﻣﻲ ﻟــدى اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗراوﺣـت أﻋﻣـﺎرﻫن ﺑـﯾن ‪ ٦٩ : ٦٠‬ﻋﺎﻣـﺎً‪ ،‬وذﻟـك ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎﯾﻌﻧﻲ ﺗـدﻫور‬
‫ﻛﻔﺎءة اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﺑﺗﻘـدم اﻟﻣﺳـﻧﺎت ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـر‪ .‬ﻛﻣـﺎ أﺷـﺎرت ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـﺔ إﻟـﻰ ارﺗﻔـﺎع ﻛﻔـﺎءة اﻟﺣﯾوﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﻗــدرات اﻟﻣﺷــﻲ واﻟﻌﻣــل ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﺎت اﻷﺻــﻐر ﻋﻣ ـ ارً ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﺎﻷﻛﺑر‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﺗﺳــﺎوت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗــﺎن ﻓــﻲ‬
‫اﻧﺧﻔــﺎض ﻛﻔﺎءﺗﻬﻣــﺎ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻓــﻲ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾــﺔ‪ ،‬وأﻋﻣــﺎل أوﻗــﺎت اﻟﻔ ـراغ‪ ،‬واﻟﺗﻧﻘــل‪ .‬وأﯾــد ذﻟــك ﻛــل ﻣــن‬
‫ـﺎر إﻟـﻰ ارﺗﺑـﺎط ﻛـل ﻣـن اﻟﺗﻌـب اﻟﺟﺳـﻣﻲ ﺑﺎﻟﺗﻘـدم ﻓـﻲ‬
‫ﺳـوﯾور وﺳـﯾﻧول‪ (Soyuer & enol)2011‬ﻋﻧـدﻣﺎ أﺷ ا‬
‫‪Tuna, Edeer,‬‬ ‫اﻟﻌﻣــر ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﻓــوق ‪ ٦٥‬ﻋﺎﻣ ـﺎً ‪ .‬وأﯾــدت ﻧﺗــﺎﺋﺞ د ارﺳــﺔ ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن)‪(2009‬‬
‫‪ Malkoc & Aksakoglu‬ﻣﺎ ﺳﺑق‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ أﺟرﯾت ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣـوﻋﺗﯾن ﻣـن اﻟﻣﺳـﻧﯾن ﻣﻣـن ﺗراوﺣـت أﻋﻣـﺎرﻫم‬
‫ﻣﺎ ﺑـﯾن ‪ ، ٦٩ :٦٠‬و ‪ ٨٧ :٧٠‬ﻋﺎﻣـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ‪ .‬وأﺷـﺎرت اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ إﻟـﻰ أن اﻟﻣﺳـﻧﯾن اﻷﺻـﻐر ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـر‬
‫ﻛــﺎﻧوا أﻓﺿــل ﻓــﻲ اﻟﺗ ـوازن اﻟﺟﺳــدي‪ ،‬وﻗــوة اﻟﺟﺳــم وﺣﯾوﯾﺗــﻪ‪ ،‬واﻟﺗــﻧﻔس اﻟﻣﻧــﺗظم ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻷﻛﺑــر ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﻣر‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻌﻣر أﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾ ارً ﻓﻲ ﻣﺳـﺗوى اﻟﻠﯾﺎﻗـﺔ اﻟﺑدﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺣـﯾن أن اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺑـدﻧﻲ ﻟـم ﯾﻛـن ﻟـﻪ ﺗـﺄﺛﯾر ﻓـﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻠﯾﺎﻗـﺔ ‪ .‬أﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى ﻋﻼﻗـﺔ اﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ ﺑﻛـل ﻣـن اﻟﻘـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ واﻟﺻـﺣﺔ اﻟﺟﺳـﻣﯾﺔ ﻟـدى‬
‫اﻟﻣﺳـﻧﯾن‪ ،‬ﻓﻘـد أﺷـﺎر ﺑﻌــض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ‪Santos, Fernandes, Reis, Coqueiro, & Rocha‬‬
‫)‪(2012‬إﻟـﻰ ﻋﻼﻗــﺔ اﻧﻔﻌــﺎل اﻻﻛﺗﺋــﺎب ﺑـﺎﻷداء اﻟﺣرﻛــﻲ‪ ،‬واﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺑــدﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳـﻧﯾن‪ ،‬وذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﻋــدد )‪(٣١٦‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳـﻧﯾن ‪ ،‬وﻣـن أﻫـم ﻣـﺎ أﺷـﺎرت إﻟﯾـﻪ ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـﺔ وﺟـود ﻋﻼﻗـﺔ ﻋﻛﺳـﯾﺔ ﺑـﯾن اﻧﻔﻌـﺎل اﻻﻛﺗﺋـﺎب واﻷداء‬
‫اﻟﺣرﻛﻲ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن؛ ﺣﯾث ﯾﻘل اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑدﻧﻲ واﻷداء اﻟﺣرﻛـﻲ ﺑزﯾـﺎدة اﻷﻋـراض اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﯾـﺔ ﻟـدى اﻟﻣﺳـﻧﯾن‪.‬‬
‫وﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس ﻣﺎﺳــﺑق أﺛﺑﺗـت ﻧﺗــﺎﺋﺞ د ارﺳـﺔ ﻛﺎﺳــﺗﯾﻠﻠو)‪ Castillo(2013‬أن اﻻﻧﻔﻌـﺎل اﻹﯾﺟــﺎﺑﻲ ﻟـدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن‬
‫ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ؛ ﺣﯾث أﻧـﻪ ﯾﻘﻠـل ﻣـن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾـﺔ وﺟـود اﻷﻋـراض اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ‬
‫ﯾــﻧﻌﻛس ذﻟــك ﻋﻠــﻰ زﯾــﺎدة ﺣرﻛــﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن‪ ،‬وارﺗﻔــﺎع ﻛﻔــﺎءة ﻧﺷــﺎطﻬم اﻟﺑــدﻧﻲ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ‪ .‬أﻣــﺎ‬

‫‪٣١٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى ﺗ ــﺄﺛﯾر اﻻﻧﻔﻌ ــﺎل اﻟﺳ ــﻠﺑﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺻ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾ ــﺔ ﻣﻌـ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﻘ ــد أﺷ ــﺎر إﺑراﻫﯾﻣ ــﻲ ﻵﺛ ــﺎر‬
‫اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟوﺣــدة ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن؛ ﺣﯾــث ﺟــﺎءت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ‬
‫اﻧﺧﻔـﺎض ﻛﻔـﺎءة اﻹدراك واﻟﻘــدرة اﻟﻣﻌرﻓﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺳـن ﻣﺗــﺄﺛرة ﺑﺎﻧﻔﻌـﺎل اﻟوﺣــدة‪ ،‬ﻟـﯾس ذﻟــك ﻓﺣﺳـب ﺑــل ودور‬
‫ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻓﻲ اﺳﺗﺣﺿﺎر اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ اﻷﺧـرى ﻛﺎﻟﺷـﻌور ﺑـﺎﻟﻌﺟز‪ ،‬واﻟﺧﺟـل‪ ،‬واﻟﻘﻠـق‪ ،‬واﻟﺣـزن ‪ ،‬ﺗﻠـك‬
‫‪(Ibrahimi,‬‬ ‫اﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺗــﻲ ﺗزﯾــد ﻣــن ﻣﺷــﻛﻼت اﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﻛـﺄﻣراض ﺿــﻐط اﻟــدم‬
‫)‪ . 2015‬وﻓـﻲ د ارﺳـﺔ أﺧـرى ﻟﻛـل ﻣـن ﻫﯾـو وﺟرﯾـوﺑﯾر‪ (2008) Hu, & Gruber‬ﺣـول ﺗـﺄﺛﯾر اﻻﻧﻔﻌـﺎل‬
‫اﻻﯾﺟــﺎﺑﻲ واﻟﺳــﻠﺑﻲ وﻋﻼﻗﺗــﻪ ﺑﺎﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ ﻟــدى اﻟﻣﺳــﻧﯾن‪ ،‬اﺷــﺎرت ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ أﺟرﯾــت‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﻣــن ﻋﻣــر ‪ ٦٠‬ﻋﺎﻣ ـﺎً ﻓﻣــﺎ ﻓــوق إﻟــﻰ وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ارﺗﺑﺎطﯾــﺔ ﻋﻛﺳــﯾﺔ ﺑــﯾن ﻛــل ﻣــن اﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت‬
‫اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺷــﺎط اﻟﯾــوﻣﻲ‪ ،‬واﻟﺻــﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺳــﻧﯾن؛ ﺣﯾــث اﻧﺧﻔﺿــت درﺟــﺔ اﻟﺻــﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ٕواﺻــﺎﺑﺔ ﻫــؤﻻء اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﺑــﺎﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧــﺔ‪ ،‬وﻗﻠــﺔ أداﺋﻬــم وﻧﺷــﺎطﻬم اﻟﯾــوﻣﻲ ﺑﺎرﺗﻔــﺎع اﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت‬
‫اﻟﺳ ــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺟ ــودة ﻟ ــدﯾﻬم‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻧﺧﻔﺎﺿـ ـﺎﻟﺗرﻛﯾز واﻹدراك واﻟﺗ ــذﻛر أﯾﺿـ ـﺎً ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ارﺗﻔ ــﺎع ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ‪ .‬واﺧﯾـ ارً ﻗـﺎم ﺑﻌـض اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن)‪ Williams, Zhang, & Packard (2017‬ﺑد ارﺳـﺔ‬
‫ﻋــن ﺗــﺄﺛﯾر ﺑﻌــض اﻟﻌواﻣــل اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺳــﻧﯾن ﻓــﻲ اﻟﺻــﯾن ‪ ،‬وﺟــﺎءت ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟد ارﺳ ــﺔ ﺗﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ ارﺗﺑ ــﺎط اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ــﻧﯾن واﻧﻔﻌ ــﺎﻻﺗﻬم اﻟﺳ ــﻠﺑﯾﺔ ﺑﺷ ــﻛل ﻛﺑﯾ ــر ﺑﺎﻧﺧﻔ ــﺎض اﻟﻧﺷ ــﺎط‬
‫اﻟﺟﺳـﻣﻲ ﻟـدى اﻟﻣﺳـﻧﯾن ﻏﯾــر اﻟﻣﺗـزوﺟﯾن واﻟـذﯾن ﯾﺷــﻌرون ﺑﺎﻟوﺣـدة‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗـﺄﺛﯾر ذﻟـك ﺑﺷـﻛل ﻣﻠﺣــوظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻷﺧص ﺟواﻧب اﻟﺗرﻛﯾز واﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﻧـ ـ ــﺎءاً ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺎﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــرض اﻟد ارﺳـ ـ ــﺎت اﻟﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔﯾﻣﻛن ﺻ ـ ـ ــﯾﺎﻏﺔ ﻓ ـ ـ ــروض اﻟﺑﺣ ـ ـ ــث ﻛﺎﻟﺗ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‬
‫‪ -١‬ﯾﻣﻛــن أن ﯾﻌ ــدل ﻛــل ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــر واﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺳ ــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑ ــﯾن اﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓــﻲ و ﻛﻔ ــﺎءة ﺑﻌ ــض‬
‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻌــدل ﻛــل ﻣـن اﻟﻌﻣــر واﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻌﻘــل وﻛﻔـﺎءة ﺑﻌــض اﻟﻘــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ‬
‫واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻊ اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ واﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل اﻟﺗﻧﺑـ ـ ــؤ ﺑﻛﻔ ـ ــﺎءة أداء ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‬
‫‪ -٤‬ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻛﻔﺎءةاﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﻬﺞ واﻻﺟراءات‬
‫اﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــث اﻟﺣــﺎﻟﻲ اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟوﺻــﻔﻲ اﻻرﺗﺑــﺎطﻲ‪ ،‬اﻟــذي ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ وﺻــف اﻟﻣﺗﻐﯾ ـرات ﻣﺣــل‬
‫اﻟﺑﺣث اﻟراﻫن‪ ،‬واﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻرﺗﺑﺎطﯾﺔ ﺑﯾن ﻫـذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾـرات‪ ،‬وﻣـن ﺿـﻣن ﻣﻛوﻧﺎﺗـﻪ‪ :‬اوﻻً‪ :‬اﻟﺗﺻـﻣﯾم‬
‫اﻟﺑﺣﺛــﻲ‪ :‬اﺳــﺗﺧدم اﻟﺑﺣــث اﻟ ـراﻫن اﻟﺗﺻــﻣﯾم اﻻرﺗﺑــﺎطﻲ‪ ،‬واﻟــذي ﯾﻠﻘــﻲ اﻟﺿــوء ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻻرﺗﺑﺎطﯾــﺔ ﺑــﯾن‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘل ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﻛﻔﺎءة ﺑﻌض اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﺧرى‪.‬‬
‫اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻻﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ‪ :‬ﻣن اﺟل اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺗم ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟراﻫن ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ اﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﺳن‪ ،‬واﻟذﯾن ﺑﻠﻎ ﻋددﻫم )‪ (٣١‬ﻣﺳﻧﺎً ‪ ،‬ﺗراوح اﻟﻣدى اﻟﻌﻣري ﻟﻬم‬
‫ﻣﺎﺑﯾن ‪ ٨٠ : ٦٠‬ﻋﺎﻣﺎً‪ ،‬وذﻟك ﺑﻣﺗوﺳط ﻋﻣري ‪ ،٦٩,٠٢‬واﻧﺣراف ﻣﻌﯾﺎري ‪ ٢,٣٤‬ﻋﺎﻣﺎً ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻓﻬم اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷدوات‪ ،‬وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﻧود ﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﻣﻼءﻣﺔ وﺳﻼﺳﺔ‪.‬‬

‫‪٣١١‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث‬


‫ﺗـم اﺧﺗﯾـﺎر ﻋﯾﻧـﺔ اﻟﺑﺣـث اﻟـراﻫن ﻣـن ﺧـﻼل ﺳـت ﻣؤﺳﺳـﺎت ﻟرﻋﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺳـﻧﯾن ﻓـﻲ ﻣﺣـﺎﻓظﺗﻲ ﺑﻧـﻲ ﺳـوﯾف‬
‫واﻟﻘــﺎﻫرة ؛ ﺣﯾــث وﺟــدت ﻧــدرة ﻓــﻲ أﻋــداد اﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻟﻣﻼﺋﻣــﯾن ﻟﻣوﻗــف وﻫــدف اﻟﺗطﺑﯾــق ﻓــﻲ ﻣؤﺳﺳــﺎت رﻋﺎﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﻧﯾن ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﺎﺣث إﻟـﻰ اﺳـﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗطﺑﯾـق ﻋﻠـﻰ ﻛﺑـﺎر اﻟﺳـن ﻓـﻲ ﻣؤﺳﺳـﺎت‬
‫رﻋﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﺑﻣﺣﺎﻓظـﺔ اﻟﻘــﺎﻫرة ‪ .‬وﺗـم اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺳــﻧﯾن ﺑﺷـﻛل ﻣﻘﺻــود‪ ،‬وﻫـم اﻟــذﯾن ﻟـم ﯾﺗﻌرﺿـوا ﻹﺻــﺎﺑﺎت‬
‫وأﻣراض دﻣﺎﻏﯾﺔ ﻋﺻﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﺟﻠطﺎت‪ ،‬واﻟذﯾن ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﻬم اﻟﻣﻌﺎﻧـﺎة ﻣـن اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‪ .‬وﺑﻠـﻎ ﻋـدد اﻟﻌﯾﻧـﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗـﺎرة )‪ (٦٥‬ﻣﺳـﻧﺎً ﻣــن اﻟـذﻛور‪ ،‬واﻟـذﯾن ﺗراوﺣــت أﻋﻣـﺎرﻫم ﺑـﯾن ‪ ٨٠ : ٦٠‬ﻋﺎﻣـﺎً ﺑﻣﺗوﺳـط ﻋﻣــري ‪،٧٠,٥٠‬‬
‫واﻧﺣ ـ ـ ـراف ﻣﻌﯾـ ـ ــﺎري ‪ ١,٢٢‬ﻋﺎﻣ ـ ـ ـﺎً‪ .‬اﻣـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــد ﺑﻠﻐـ ـ ــت ﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﺗـ ـ ــزوﺟﯾن‪ ،%٣٤,٦٠‬واﻟﻣطﻠﻘـ ـ ــﯾن‪ ، % ٣٠,٤٠‬واﻷ ارﻣـ ـ ــل ‪ ،%١٩,٥٠‬وﻏﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺗ ـ ـ ــزوﺟﯾن ‪. % ١٥,٥٠‬‬
‫وﺑﻠﻐ ـت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻟــذﯾن ﯾﻌــﺎﻧون ﻣــن أﺣــد أو ﺑﻌــض اﻷﻣ ـراض اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ ‪ ،%٩٢,٧٠‬وﻧﺳــﺑﺔ اﻟــذﯾن ﻻ‬
‫ﯾﻌﺎﻧون ﻣن أي ﻣرض ﺟﺳـﻣﻲ‪ .%٧,٣٠‬وﺗ اروﺣـت ﻣـدة ﺑﻘـﺎء ﻫـؤﻻء اﻟﻣﺳـﻧﯾن داﺧـل اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت ﻣـن ‪٩٦ : ٣‬‬
‫ـﻬر ‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﺑﻠﻐـت ﻧﺳـﺑﺔ اﻟﻣﺳـﻧﯾن اﻟـذﯾن ﻋﺎﺷـوا ﻓـﻲ‬
‫ﺷﻬر ﺑﻣﺗوﺳط ‪ ٤٨,٠٤‬ﺷﻬ ارً ‪ ،‬واﻧﺣـراف ﻣﻌﯾـﺎري ‪ ٣,٢٠‬ﺷ اً‬
‫اً‬
‫اﻟرﯾ ــف ‪ %٢٢,٢٢‬ﻣﻘﺎﺑ ــل ‪ %٧٧,٧٨‬ﻣ ــن اﻟ ــذﯾن ﻋﺎﺷـ ـوا ﻓ ــﻲ اﻟﺣﺿ ــر‪ .‬واﺣﺗ ــوت ﻋﯾﻧ ــﺔ اﻟﺑﺣ ــث ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺳ ــﺑﺔ‬
‫‪ %١٥‬ﻣــن اﻟﻣﺳــﻧﯾﯾن اﻷﻣﯾــﯾن‪ ،‬و‪ %٢٠‬ﻣﻣــن ﯾﻘـ أر وﯾﻛﺗــب‪ ،‬و‪ % ١٥‬اﺑﺗــداﺋﻲ‪ ،‬و‪ % ١٠‬إﻋــدادي‪ ،‬و ‪% ٢٥‬‬
‫ﺛــﺎﻧوي‪ ،‬و‪ % ١٥‬ﺟــﺎﻣﻌﻲ‪ .‬وﻗــد ﺑﻠﻐــت ﻧﺳــﺑﺔ اﻟﻣﺳــﻧﯾن اﻟــذﯾن ﯾﺗﻠﻘــون اﻟرﻋﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺧــﺎرج ﻣــن ﺧــﻼل أوﻻدﻫــم‬
‫‪ ،% ١٩,١٠‬وﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺟﯾـران واﻷﺻــدﻗﺎء ‪ % ٥,٤٨‬وﻣــن ﺧــﻼل اﻻﻗــﺎرب‪ ، % ٥,٥٢‬واﻟــذﯾن ﻻ ﯾﺗﻠﻘــون‬
‫أي رﻋﺎﯾﺔ ﻣن أﺣد ‪.%٧١,٩٠‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬وﺻف اﻻدوات‬
‫ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﻘـ ـ ــﺎﯾﯾس اﻟﺗـ ـ ــﻲ اﺳـ ـ ــﺗﺧدﻣت ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺑﺣـ ـ ــث اﻟ ـ ـ ـراﻫن‪ :‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺑدﺋﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻻدﺧـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ)ﺗرﺟﻣـ ــﺔ وﺗﻘﻧـ ــﯾن اﻟﺑﺎﺣـ ــث ( ‪ ،‬واﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻟﺗﻌﻘـ ــل )ﻣـ ــن إﻋـ ــداد اﻟﺑﺎﺣـ ــث (‪ ،‬وﻣﻘﯾـ ــﺎس ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﺻـ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳــﻣﯾﺔ )ﻣــن إﻋــداد اﻟﺑﺎﺣــث(‪ .‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﺳــﺗﺧدام اﺧﺗﺑــﺎر إﻋــﺎدة اﻷرﻗــﺎم ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ‪ -‬اﻟﺻــورة )أ(‪،‬‬
‫ٕواﻋــﺎدة اﻷرﻗ ــﺎم ﺑــﺎﻟﻌﻛس‪ -‬اﻟﺻ ــورة )ب(‪ ،‬واﺧﺗﺑ ــﺎر اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻠﯾﻛ ــﻪ‪ . (١٩٩٦ ،‬وﺳــﯾرد وﺻ ــﻔﺎً ﺗﻔﺻ ــﯾﻠﯾﺎً‬
‫ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾق واﺳﺗﺧراج اﻟدرﺟﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻷدوات ‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اﻟﻣﺑدﺋﯾ ــﺔ‪ :‬ﺗﻠ ــك اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺟﻣﻌ ــت اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ــﻧﯾن ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬﺎ‪،‬واﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ‬
‫ﺑــﺎﻟﻌﻣر‪ ،‬واﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺳــﺗوى اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‪ ،‬وﻣﻛــﺎن اﻹﻗﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟرﯾــف أو اﻟﺣﺿــر‪ ،‬وﻣﺳــﺗوى‬
‫اﻟﺗﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي وﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‪ ،‬وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة ﺑﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن داﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﺧﺗﺑ ــﺎر اﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ ‪ :‬ﯾﺗﻛ ــون اﺧﺗﺑ ــﺎر اﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ ﻣ ــن )‪ ( ١٩‬ﺑﻧ ــداً ﺗ ــم اﻗﺗﺑﺎﺳ ــﻬم ﻣ ــن‬
‫اﺳـﺗﺑﺎﻧﺔ اﻻدﺧـﺎر اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻟﻧﯾوﺳـﻲ‪ ،‬وﻣــﺎﺑﯾﻠﻲ‪ ،‬وﻣوﻧـدﯾﻧﻲ)‪Nucci, Mapelli, & Mondini (2012‬‬
‫وﻗــﺎم اﻟﺑﺎﺣ ــث ﺑﺗﻌرﯾﺑ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻘﻧﯾﻧ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺻـ ـرﯾﺔ ‪ .‬وﯾﺗﻛ ــون اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر ﻣ ــن ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺟـ ـزاء ‪.‬‬
‫اﻟﺟزء اﻻول اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻧوات اﻟﺗﻌﻠﯾم ‪ ،‬وﯾﺗﻛون ﻣن ﺑﻧـدﯾن وﻓﯾﻬﻣـﺎ ﯾﺳـﺄل اﻟﺑﺎﺣـث ﻋـن ﻋـدد ﺳـﻧوات اﻟﺗﻌﻠـﯾم‬
‫اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــن‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــدد اﻟ ـ ـ ــدورات اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺣﺻـ ـ ـ ـل ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻓﺗـ ـ ـ ـرة ﻻ ﺗﻘ ـ ـ ــل ﻋ ـ ـ ــن ‪ ٦‬أﺷ ـ ـ ــﻬر‪.‬‬
‫اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺄﻧﺷــطﺔ اﻟﻌﻣــل ‪ ،‬وﯾﺗﻛــون ﻣــن ﺑﻧــد واﺣــد‪ ،‬وﯾطﻠــب ﻓﯾــﻪ ﻣــن اﻟﻣﺑﺣــوث أن ﯾﺣــدد اي‬

‫‪٣١٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﺳــﺗوى ﻣﻬﻧــﻲ ﻣ ــن ﺧﻣــس ﻣﺳــﺗوﯾﺎت ﻗ ــﺎم ﺑﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﺣﯾﺎﺗــﻪ‪ ،‬وﻋــدد ﺳ ــﻧوات ﻋﻣﻠــﻪ ﺑﻛــل ﻣﻬﻧ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣ ــدة‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺳــﺗوى اﻷول ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ﯾﺗﺿــﻣن )ﻋﺎﻣــل ز ارﻋــﻲ‪ ،‬ﻣﯾﻛــﺎﻧﯾﻛﻲ‪ ،‬ﺳــﺎﺋق‪ ،‬ﻋﺎﻣــل ﺗﻠﯾﻔــون‪ ،‬ﻋﺎﻣــل‬
‫ﻧظﺎﻓـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺟرﺳـ ـ ــون ‪ ..‬اﻟـ ـ ــﺦ ( واﻟﻣﺳـ ـ ــﺗوى اﻟﻣﻬﻧـ ـ ــﻲ اﻟﺛـ ـ ــﺎﻧﻲ )ﻛ ـ ـ ـواﻓﯾر‪ ،‬ﻣوظـ ـ ــف‪ ،‬طﺑﺎخ‪،‬ﺟﻧـ ـ ــدي‪،‬ﻣﻣرض‪،‬‬
‫ﺗرزي‪،‬ﺑ ـ ــﺎﺋﻊ‪ ..‬اﻟ ـ ــﺦ(‪ ،‬واﻟﻣﺳ ـ ــﺗوى اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ اﻟﺛﺎﻟث)ﺗﺎﺟر‪،‬ﻣﻌﻠم‪،‬ﻣوﺳ ـ ــﯾﻘﻲ‪،‬رﺟل دﯾن‪،‬ﻣﻧ ـ ــدوب‪،‬ﻣﻌﻣﻠﻲ‪..‬اﻟﺦ(‪،‬‬
‫وﻫﻛــذا ﺗﺗــدرج اﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ ﻣــن اﻷﺑﺳــط ‪ ،‬اﻟــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ اﻷﻛﺛــر ﺗﻌﻘﯾــداً ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠــب‬
‫ﻣزﯾداً ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات‪.‬‬
‫اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﻧﺷـطﺔ وﻗـت اﻟﻔـراغ‪ ،‬وﯾﺣﺗـوي ﻫـذا اﻟﺟـزء اﻷﺧﯾـر ﻓـﻲ اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﻋﻠـﻰ )‪ (١٦‬ﺑﻧـداً‬
‫‪ ،‬وﻓــﯾﻬم ﯾﺳــﺄل اﻟﻣﺳــن ﻋــن ﺑﻌــض اﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــوم ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ أوﻗــﺎت ﻓ ارﻏــﻪ ‪ ،‬ﻛﻘـراءة اﻟﺻــﺣف‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳــﺔ‬
‫اﻟرﯾﺎﺿــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺗطــوع ﻓــﻲ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺧﯾرﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺣــرف واﻟﻬواﯾــﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪..‬اﻟﺦ‪ .‬وﯾــﺗم‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺑﻧود ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﯾـﺎس ﻟﯾﻛـرت‪ .١‬ﻛﻣـﺎ ﯾطﻠـب ﻣـن اﻟﻣﺑﺣـوث أن ﯾـذﻛر ﻋـدد اﻟﺳـﻧوات اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻣــﺎرس ﻓﯾﻬــﺎ ﻫــذا اﻟﻧﺷــﺎط‪ ،‬وﺗــذﻛر ﻫــذﻩ اﻟﺳــﻧوات ﻣــﻊ اﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎوب ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣﺳــن ﺑﺄﺣﯾﺎﻧ ـﺎً ‪ ،‬أو داﺋﻣ ـﺎً‬
‫ﻓﻘط‪ .‬وﺗﻘﺎس اﻟدرﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﯾﺎس اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻣن ﺧـﻼل ﻋـدد اﻟﺳـﻧوات اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﻘـﻰ ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻔـرد اﻟﺗﻌﻠـﯾم‪،‬‬
‫ﻣﺟﻣوﻋ ـﺎً إﻟﯾــﻪ ﻋــدد اﻟﺳــﻧوات اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﻓﯾﻬــﺎ ﺑﺎﻷﻧﺷــطﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻣﺿــﺎﻓﺎً إﻟﯾــﻪ ﻋــدد اﻟﺳــﻧوات اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺣـرص ﻓﯾﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﯾـﺎم ﺑﺎﻷﻧﺷـطﺔ أﺛﻧـﺎء وﻗــت اﻟﻔـراغ ‪ -٣.‬اﺧﺗﺑـﺎر اﻟﺗﻌﻘـل ‪ :‬اﻗﺗﺑﺳـت ﺑﻧوداﺧﺗﺑـﺎر اﻟﺗﻌﻘـل ﻣــن‬
‫‪Baer,‬‬ ‫‪Smith,‬‬ ‫ﺧــﻼل اﻻط ــﻼع ﻋﻠـ ـﻰ ﻋدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﻣﻘ ــﺎﯾﯾس اﻟﻣطروﺣ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗ ــﺎج اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ اﻟﺳــﺎﺑق )‬
‫‪Hopkins, Krietemeyer & Toney, 2008; Walach, Buchheld, Buttenmüller,‬‬
‫& ‪Kleinknecht & Schmidt, 2006; Lau, Bishop, Segal, Buis, Anderson, Carlson‬‬
‫‪Devins, 2006; Cardaciotto, Herbert, Forman, Moitra, & Farrow, 2008).‬‬
‫وﺗــم اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ )‪ ( ٣١‬ﺑﻧــداً ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﺑﻧــود ﯾــﺗم اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻧﻬــﺎ وﻓﻘ ـﺎً ﻟﻣﻘﯾــﺎس ﻟﯾﻛــرت‪ ،٢‬وﺗﺗ ـراوح اﻟدرﺟــﺔ‬
‫اﻟﻛﻠﯾـﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻘﯾــﺎس ﻣــﺎﺑﯾن ‪ ١٢٤ : ٣١‬درﺟــﺔ ‪ .‬وﺗﻘــﺎس اﻟدرﺟــﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘﯾــﺎس اﻟﺗﻌﻘــل ﻣــن ﺧــﻼل ﻗــدرة اﻟﻔــرد‬
‫ﻋﻠﻰ وﺻف ﻣﺷﺎﻋرﻩ وأﻓﻛﺎرﻩ واﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣوﻟـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻠﺣظـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ‪ ،‬وﺗﻘﺑﻠـﻪ ﻟﻬـﺎ وﺻـﺑرﻩ ﻋﻠﯾﻬـﺎ دون‬
‫اﻟﺗﺳرع ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﻣﻘﯾﺎس ﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺗﻛون ﻣﻘﯾﺎس ﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻣن )‪ (٢٨‬ﺑﻧداً‪ ،‬ﯾﺗم اﻻﺟﺎﺑﺔ‬
‫ﻋﻧﻬﺎ وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﻘﯾﺎس ﻟﯾﻛرت‪ ،٣‬وﺗم اﻗﺗﺑﺎس ﺑﻌض اﻟﺑﻧود ﻣن ﺧﻼل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ‬

‫‪ -١‬ﺗﺗطﻠب اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺑﻧود ﺗﺣدﯾد درﺟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ ﻓﻲ وﻗت اﻟﻔراغ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ اﻟﺗدرج اﻟﺗﺎﻟﻲ‪) :‬أﺑداً(‪ ،‬وﻫو ﯾﻌﻧﻲ‬
‫ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻧﺷﺎط‪) ،‬ﻗﻠﯾﻼً(‪ ،‬وﻫو ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻧﺷﺎط ﺑﺷﻛل ﻧﺎدر‪ ،‬و )أﺣﯾﺎﻧﺎً( ‪ ،‬وﻫو ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻧﺷﺎط ﺑدرﺟﺔ‬
‫ﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬و )داﺋﻣﺎً(‪ ،‬وﻫو ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط ﺑدرﺟﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮد ﻣﻦ رﻗﻢ ‪٢٢ -١‬ﺗﺄﺧﺬ) أﺑﺪا ً ( اﻟﺪرﺟﺔ واﺣﺪ‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺤﻮث‪ ،‬وﺗﺄﺧﺬ )ﻧﺎدرا ً( درﺟﺘﺎن‪،‬‬
‫وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺤﻮث ﺑﺪرﺟﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺧﺬ) أﺣﯿﺎﻧﺎ( ﺛﻼث درﺟﺎت‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺄﺧﺬ )داﺋﻤﺎ ً( ارﺑﻊ درﺟﺎت‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ان اﻟﺒﻨﻮد ﺗﻜﻮن ﻋﻜﺴﯿﺔ ﻣﻦ رﻗﻢ ‪. ٣١ -٢٣‬‬
‫‪ -٣‬ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮد ﻣﻦ رﻗﻢ ‪١٤ -١‬ﺗﺄﺧﺬ) أﺑﺪا ً ( اﻟﺪرﺟﺔ واﺣﺪ‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺤﻮث‪ ،‬وﺗﺄﺧﺬ )ﻧﺎدرا ً( درﺟﺘﺎن‪،‬‬
‫وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺤﻮث ﺑﺪرﺟﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺧﺬ) أﺣﯿﺎﻧﺎ( ﺛﻼث درﺟﺎت‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺄﺧﺬ )داﺋﻤﺎ ً( ارﺑﻊ درﺟﺎت‪ ،‬وھﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻧﻄﺒﺎق اﻟﺒﻨﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻟﺒﻨﻮد ﺗﻜﻮن ﻋﻜﺴﯿﺔ ﻣﻦ رﻗﻢ ‪. ٢٨ -١٥‬‬
‫‪٣١٣‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺗﻛﺷف ﻋن ﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ )‪Schat, Kelloway, & Desmarais, 2005; Carvalho,‬‬
‫‪.(Rea, Parimon, & Cusack, 2014; Piva, Almeida, & Wasko, 2010‬‬
‫وﺗﺗراوح اﻟدرﺟﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻣﺎﺑﯾن ‪ ١١٢ : ٢٨‬درﺟﺔ ‪ ،‬وﺗﻘﺎس اﻟدرﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻛﻔﺎءة اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻣﺛل اﻟﻣﺷﻲ واﻟﻧزول واﻟﺻﻌود‪ ،‬واﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم‪ٕ ،‬وادارة اﻟﺷﺋون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وارﺗداء اﻟﻣﻼﺑس‪ ،‬واﻟﺗﺳوق‪ ،‬واﻟﺳﻔر‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻔﺎءة اﻷﺟﻬزة‬
‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ‪ ،‬واﻟﻬﺿﻣﻲ‪ ،‬واﻟﻐدي‪ ،‬واﻟﺗﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻌظﻣﻲ واﻟﻌﺿﻠﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﺦ ‪.‬‬

‫‪ -٥‬اﺧﺗﺑﺎر إﻋﺎدة اﻻرﻗﺎم ﻛﻣﺎ ﻫـﻲ )اﻟﺻـورة أ ( ‪ :‬ﯾﻌـد ﻫـذا اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﺿـﻣن اﺧﺗﺑـﺎرات ﻣﻘﯾـﺎس وﻛﺳـﻠر ﻟـذﻛﺎء‬
‫اﻟ ارﺷــدﯾن واﻟﻣ ـراﻫﻘﯾن‪ ،‬واﻟــذي ﺗرﺟﻣــﻪ وﻗﻧﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﻟــوﯾس ﻣﻠﯾﻛــﻪ وﻫــو أﺣــد اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻘ ــﯾس ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬ ــﺎ اﻟﺑﺎﺣ ــث درﺟ ــﺔ اﻧﺗﺑ ــﺎﻩ اﻟﻔ ــرد؛ وﻛﻣ ــﺎ ﯾ ــذﻛر ﻣﻠﯾﻛ ــﻪ أن اﻧﺧﻔ ــﺎض اﻟدرﺟ ــﺔ ﻋﻠـ ـﻰ اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر‬
‫ﯾﻌﻧﯾﺗﺷﺗت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺿﻌﻔﻪ‪ ،‬وﻟﯾس ﻗﯾﺎس اﻟذاﻛرة ﻓﻘط )ﻣﻠﯾﻛـﻪ‪ . (١٩٩٦ ،‬وﻓـﻲ اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﯾطﻠـب ﻣـن اﻟﻣﺷـﺎرك‬
‫أن ﯾﻌﯾــد ﺳﻼﺳــل ﻣــن اﻷرﻗــﺎم ﺗﺗﻠــﻰ ﻋﻠﯾــﻪ ﺷــﻔوﯾﺎً‪ ،‬وﺗﻘــدر درﺟــﺔ اﻟﻔــرد ﻋﻠــﻰ اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﺑــﺄﻋﻠﻰ ﻋــدد ﻣــن اﻷرﻗــﺎم‬
‫اﻟﻣﻌــﺎدة إﻋ ــﺎدة ﺻ ــﺣﯾﺣﺔ ‪ ،‬وﺗﻘ ــدر اﻟدرﺟ ــﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾ ــﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑ ــﺎر ﺑﺗﺳــﻊ درﺟ ــﺎت ﻣﻌﺑـ ـرة ﻋ ــن ﺗﺳ ــﻊ ﺳﻼﺳ ــل ﻣ ــن‬
‫اﻷرﻗﺎم ‪.‬‬
‫‪ -٦‬اﺧﺗﺑ ــﺎر اﻋ ــﺎدة اﻻرﻗ ــﺎم ﺑ ــﺎﻟﻌﻛس )اﻟﺻ ــورة ب ( ‪ :‬ﯾﻌ ــد ﻫ ــذا اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر ﺿ ــﻣن اﺧﺗﺑ ــﺎرات ﻣﻘﯾ ــﺎس وﻛﺳ ــﻠر‬
‫ﻟ ــذﻛﺎء اﻟ ارﺷ ــدﯾن واﻟﻣـ ـراﻫﻘﯾن‪ ،‬وﻫ ــو أﺣ ــد اﻻﺧﺗﺑ ــﺎرات اﻟﺗ ــﻲ ﯾـ ـرﺗﺑط اﻧﺧﻔ ــﺎض اﻟدرﺟ ــﺔ ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺑﺿ ــﻌف اﻟ ــذاﻛرة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠ ــﺔ‪ .‬وﻓ ــﻲ اﻻﺧﺗﺑ ــﺎر ﯾطﻠ ــب ﻣ ــن اﻟﻣﺷ ــﺎرك أن ﯾﻌﯾ ــد ﺳﻼﺳ ــل ﻣ ــن اﻷرﻗ ــﺎم ﺗﺗﻠ ــﻰ ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺷ ــﻔوﯾﺎً ﺑ ــﺎﻟﻌﻛس‪،‬‬
‫وﺗﻘدر درﺟﺔ اﻟﻔـرد ﻋﻠـﻰ اﻻﺧﺗﺑـﺎر ﺑـﺄﻋﻠﻰ ﻋـدد ﻣـن اﻷرﻗـﺎم اﻟﻣﻌـﺎدة ﺑـﺎﻟﻌﻛس إﻋـﺎدة ﺻـﺣﯾﺣﺔ ‪ ،‬وﺗﻘـدر اﻟدرﺟـﺔ‬
‫اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑــﺎر ﺑﺛﻣــﺎن درﺟــﺎت ﻣﻌﺑ ـرة ﻋــن ﺛﻣــﺎن ﺳﻼﺳــل ﻣــن اﻷرﻗــﺎم ‪ .‬وﯾوﻗــف اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻓﺷــل‬
‫اﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻟﺗﯾن ﻣﺗﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾﺗﯾن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــس ﺳﻠﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻻﻋـ ـ ـ ـ ـ ــداد اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺗﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪.‬‬
‫‪ -٧‬اﺧﺗﺑــﺎر اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺎت ‪ :‬ﯾﻌــد ﻫــذا اﻻﺧﺗﺑــﺎر ﺿــﻣن اﺧﺗﺑــﺎرات ﻣﻘﯾــﺎس وﻛﺳــﻠر ﻟــذﻛﺎء اﻟ ارﺷــدﯾن واﻟﻣ ـراﻫﻘﯾن‪،‬‬
‫وﻫــو أﺣــد اﻻﺧﺗﺑــﺎرات اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﯾس ﻗــدرة اﻟﻔــرد ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾــر اﻟﻠﻔظــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾــر اﻟﺗﺟرﯾــدي واﻟﻌﯾــﺎﻧﻲ واﻟــوظﯾﻔﻲ‬
‫ﻟــدى اﻟﻔــرد ‪ .‬وﻓــﻲ اﻻﺧﺗﺑ ـﺎر ﯾطﻠــب ﻣــن اﻟﻣﺷــﺎرك ذﻛ ــر اﻟﺷــﺑﻪ ﺑــﯾن ﺷــﯾﺋﯾن ﯾــذﻛرﻫﻣﺎ اﻟﺑﺎﺣــث ﺷــﻔوﯾﺎً ﻣﺛ ــل "‬
‫ﺑرﺗﻘ ــﺎل‪ -‬ﻣ ــوز " وﺗﻘ ــدر اﻻﺟﺎﺑ ــﺔ ﺑﺻ ــﻔر أو )‪ ، (١‬أو )‪ (٢‬ﺣﺳ ــب درﺟ ــﺔ وﻧ ــوع اﻟﺗﻌﻣ ــﯾم ﻓﯾﻬ ــﺎ طﺑﻘـ ـﺎً ﻟﻘواﻋ ــد‬
‫وﻧﻣـﺎذج اﻟﺗﺻـﺣﯾﺢ ‪ .‬ﯾوﻗـف اﻻﺧﺗﺑـﺎر اذا ﻓﺷـل اﻟﻣﺷـﺎرك ﻓـﻲ اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋـن )‪ (٣‬اﺳـﺋﻠﺔ ﻣﺗﺗﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬وﺗﻘـدر اﻟدرﺟــﺔ‬
‫اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر ﺑـ ) ‪ ( ٢٨‬درﺟﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﻔـرد ﻓـﻲ ﺗﺟرﯾـدﻩ ﻟﻸﺷـﯾﺎء‪ ،‬وﺗﻔﻛﯾـرﻩ ﻓـﻲ اﻷﻣـور‬
‫أﻛﺛر ﺗﺻﻧﯾﻔﺎً وﺗﺟرﯾداً وﻟﯾس ﺑﺷﻛل ﺳطﺣﻲ ﻋﯾﺎﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪٣١٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻷدوات اﻟﺑﺣث ‪:‬‬


‫ﺻدق اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺑﺳﺔ ﻣن ﺑطﺎرﯾﺔ وﻛﺳﻠر ﻟذﻛﺎء اﻟراﺷدﯾن واﻟﻣراﻫﻘﯾن ‪:‬‬
‫ﺗـ ـ ــم اﻻﺳـ ـ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑـ ـ ــﺑﻌض اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎرات اﻟﻔرﻋﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﺑطﺎرﯾـ ـ ــﺔ وﻛﺳـ ـ ــﻠر ﻟـ ـ ــذﻛﺎء اﻟﻣ ـ ـ ـراﻫﻘﯾن واﻟ ارﺷـ ـ ــدﯾن‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ـ ــك ﻟﻘﯾ ـ ـ ــﺎس ﺑﻌ ـ ـ ــض اﻟﻘ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ــﺔ ﻧﻔﺳ ـ ـ ــﻬﺎ اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ أﻋ ـ ـ ــدت ﻣ ـ ـ ــن أﺟﻠﻬ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑ ـ ـ ــﺎرات داﺧ ـ ـ ــل‬
‫اﻟﺑطﺎرﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬ ـ ـ ــﺎ اﺧﺗﺑ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﺗﺷ ـ ـ ــﺎﺑﻬﺎت‪ٕ ،‬واﻋ ـ ـ ــﺎدة اﻷرﻗ ـ ـ ــﺎم‪ٕ ،‬واﻋ ـ ـ ــﺎدة اﻷرﻗ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻛس ‪ .‬وﺗﻌ ـ ـ ــد ﻋﯾﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺑﺣـ ــث اﻟ ـ ـراﻫن‪ ،‬وﻫـ ــم ﻓﺋـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن اﻟـ ــذﯾن ﺑﻠﻐ ـ ـوا ﻣـ ــن اﻟﻌﻣـ ــر ‪ ٦٠‬ﻋﺎﻣ ـ ـﺎً ﻓـ ــﺄﻛﺛر‪ ،‬ﻫـ ــﻲ واﺣـ ــدة ﻣـ ــن اﻟﻔﺋـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﻣرﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﻗـ ــﻧن ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﻟـ ــوﯾس ﻣﻠﯾﻛـ ــﻪ ﺑطﺎرﯾـ ــﺔ وﻛﺳـ ــﻠر‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﺗﺣﺗوﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻻﺧﺗﺑـ ــﺎرات اﻟﺳـ ــﺎﺑق ذﻛرﻫـ ــﺎ‬
‫ﻣﺣـ ــل اﻟﺑﺣـ ــث اﻟ ـ ـراﻫن‪ .‬وﯾﺷـ ــﯾر ﻣﻠﯾﻛـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺻـ ــدد إﻟـ ــﻰ ﺗﻌـ ــدد اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﯾر إﻟـ ــﻰ ﺻـ ــدق‬
‫اﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻟﻼﺧﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرات اﻟﻔرﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺑطﺎرﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠر)إﻋﺎدة اﻻرﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‪ٕ ،‬واﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة اﻻرﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻛس‪،‬‬
‫واﻟﻣﺗﺷ ـ ــﺎﺑﻬﺎت(‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻛﺷ ـ ــف ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﻣﺳ ـ ــﺗوى اﻷداء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات‬
‫وﻣﺳـ ـ ـ ــﺗوى اﻷداء ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻻﺧﺗﺑـ ـ ـ ــﺎرات اﻟﻣﺷ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻬﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻘ ـ ـ ـ ــﺎﯾﯾس اﻟـ ـ ـ ــذﻛﺎء اﻷﺧ ـ ـ ـ ــرى اﻟﻣﺣﻛﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻛﻣﻘﯾ ـ ـ ـ ــﺎس‬
‫ﺳـ ـ ــﺗﺎﻧﻔورد ﺑﯾﻧﯾـ ـ ــﻪ ﻟﻠـ ـ ــذﻛﺎء‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ــﻲ أﺷـ ـ ــﺎرت إﻟـ ـ ــﻰ ارﺗﻔـ ـ ــﺎع اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎرات ﻓـ ـ ــﻲ ﺑطﺎرﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻛﺳـ ــﻠر‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات ﻣﺣﻛﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻘﯾ ـ ــﺎس اﻟ ـ ــذﻛﺎء اﻷﺧ ـ ــرى ‪ .‬ﻟ ـ ــﯾس ذﻟ ـ ــك ﻓﺣﺳ ـ ــب ﺑ ـ ــل‬
‫ٕواﺛﺑـ ـ ــﺎت اﻟﺻـ ـ ــدق اﻟﻌـ ـ ــﺎﻣﻠﻲ ﻟﻬـ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎرات ﺑﺗﺷـ ـ ــﺑﻊ أﺣـ ـ ــد ﻫـ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎرات وﻫـ ـ ــو اﻟﻣﺗﺷـ ـ ــﺎﺑﻬﺎت ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻋﺎﻣـ ــل ﻟﻔظـ ــﻲ‪ ،‬وﺗﺷـ ــﺑﻊ اﺧﺗﺑـ ــﺎري إﻋـ ــﺎدة اﻷرﻗـ ــﺎم ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺎﻣـ ــل اﻟـ ــذاﻛرة ‪ ،‬وﯾـ ــرى وﻛﺳـ ــﻠر أن ﻋﺎﻣـ ــل اﻟـ ــذاﻛرة‬
‫اﻟ ـ ــذي ﺗﺗﺷ ـ ــﺑﻊ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ اﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات اﻟ ـ ــذاﻛرة واﻻﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ـﺎً ﻟﻘ ـ ــدرة اﻟﻔـ ـ ـرد ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻘﺎوﻣ ـ ــﺔ اﻟﺗﺷ ـ ــﺗت‪ ،‬وأﺷ ـ ــﺎرت‬
‫ﺑﻌ ـ ــض اﻟد ارﺳ ـ ــﺎت أن دور اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــل اﻟﻌ ـ ــﺎم ﯾﻘـ ـ ــل ﺑﺎﻟﺗﻘ ـ ــدم ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺳ ـ ــن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟوﻗ ـ ــت اﻟـ ـ ــذي ﯾﺗ ازﯾ ـ ــد ﻓﯾـ ـ ــﻪ دور‬
‫ﻋﺎﻣـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ـذاﻛرة واﻟﻌﺎﻣـ ـ ــل اﻟﻠﻔظـ ـ ــﻲ ‪ ،‬وﯾﺻـ ـ ــﺑﺣﺎن أﻛﺛـ ـ ــر ﺻـ ـ ــدﻗﺎً ﻋﻧـ ـ ــد ﻗﯾـ ـ ــﺎس ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻘـ ـ ــدرات ﻟـ ـ ــدى ﻛﺑـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﺳـ ـ ــن‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ دﻋﻣﺗـ ـ ــﻪ ﻧﺗـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻣﻌظـ ـ ــم اﻟد ارﺳ ـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺟـ ـ ــﺎء ﺑﻬـ ـ ــﺎ ﻣﻠﯾﻛـ ـ ــﻪ‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺷـ ـ ــﯾر إﻟ ـ ـ ــﻰ أن‬
‫اﻻﻧﺧﻔـ ـ ــﺎض ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﺗﺟرﯾـ ـ ــدي‪ ،‬واﻻﻧﺗﺑـ ـ ــﺎﻩ واﻟـ ـ ــذاﻛرة ﻫـ ـ ــم أﻛﺛـ ـ ــر اﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺻـ ـ ــف اﻟﺻـ ـ ــﻔﺣﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟدى ﻛﺑﺎر اﻟﺳن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑذوﯾﻬم )ﻣﻠﯾﻛﻪ‪. (١٩٩٧ ،١٩٩٦ ،‬‬
‫أ‪ -‬اﺟ ـ ـراءات اﻟﺻـ ــدق ﻟﻛـ ــل ﻣـ ــن ﻣﻘﯾـ ــﺎس اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘـ ــل‪ ،‬وﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ‬
‫‪ .‬ﺻ ـ ــدق اﻟﺗﻛ ـ ــوﯾن‪ ١‬ﺑﻣؤﺷ ـ ــر اﻟﺗﻣﯾﯾ ـ ــز ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺎت ﻟﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻣﻘﯾ ـ ــﺎس اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل‪ ،‬وﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن اﻟـ ـ ــذﻛور ‪:‬ﯾﻌـ ـ ــد اﻟﺻـ ـ ــدق اﻟﺗﻣﯾﯾـ ـ ــزي‪ ،‬أو‬
‫ﺻـ ــدق اﻟﻔـ ــروق ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺎت‪ ٢‬أﺣـ ــد أﻧ ـ ـواع ﺻـ ــدق اﻟﺗﻛـ ــوﯾن‪ ،‬واﻟـ ــذي ﺗﻧﺎوﻟـ ــﻪ ﺻـ ــﻔوت ﻓـ ــرج "‬
‫ﺑﺄﻧ ـ ـ ــﻪ إذا ﺗﻣﻛ ـ ـ ــن اﻻﺧﺗﺑ ـ ـ ــﺎر ﻣ ـ ـ ــن إﺑـ ـ ـ ـراز اﻟﻔ ـ ـ ــروق واﻟﺗوﻗﻌ ـ ـ ــﺎت اﻟﻧظرﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﻧ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺧﺻ ـ ـ ــﺎﺋص‬
‫اﻟﺗﻛـ ــوﯾن اﻟﻣﺑـ ــدﺋﻲ اﻟـ ــذي ﺗﻘـ ــدﻣﻧﺎ ﻣﻧـ ــﻪ ﻓﺳـ ــﯾﻛون ﺗﻘـ ــدﯾرﻧﺎ ﻟﻼﺧﺗﺑـ ــﺎر أﻧـ ــﻪ ﺻـ ــﺎدق" )ﻓـ ــرج‪. (٢٠٠٧،‬‬
‫وﻹﺛﺑـ ـ ــﺎت ﺻـ ـ ــدق ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ــﺎم اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﺑﺈﯾﺟـ ـ ــﺎد اﻟﻔـ ـ ــروق ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣـ ـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن‬
‫واﻟﻣﻧﺧﻔﺿـ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــذﻛﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ؛ ﺣﯾـ ـ ــث أﺷـ ـ ــﺎر ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛﯾن‬
‫إﻟ ـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ـ ــود اﻻرﺗﺑ ـ ـ ــﺎط ﺑ ـ ـ ــﯾن اﻟ ـ ـ ــذﻛﺎء واﻻدﺧ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وأﺷ ـ ـ ــﺎروا إﻟ ـ ـ ــﻰ أن اﻟ ـ ـ ــذﻛﺎء ﯾﺗـ ـ ـ ـﺄﺛر‬

‫‪1- Construct Validity‬‬


‫‪2-Group Differences‬‬
‫‪٣١٥‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺑﺎﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣ ـ ـ ــﻲ واﻟﻣﻬﻧ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــذي وﺻ ـ ـ ــل إﻟﯾ ـ ـ ــﻪ اﻟﻔ ـ ـ ــرد‪ ،‬وأن اﻷﻓـ ـ ـ ـراد اﻷﻛﺛ ـ ـ ــر ذﻛ ـ ـ ــﺎءاً ﻫ ـ ـ ــم‬
‫اﻷﻛﺛـ ــر ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ ﻷﻧﺷـ ــطﺔ وﻗـ ــت اﻟﻔ ـ ـراغ‪ ،‬واﻷﻛﺛـ ــر ﺗﻌﻠﯾﻣ ـ ـﺎً‪ ،‬وﺣﺻـ ــوﻻً ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻬـ ــن أﻛﺛـ ــر ﺻـ ــﻌوﺑﺔ‬
‫وﺗﻌﻘﯾـ ـ ــداً ﻣـ ـ ــن اﻷﻓ ـ ـ ـراد اﻷﻗ ـ ــل ذﻛـ ـ ــﺎءاً‪ ،‬واﺳـ ـ ــﺗﺧدم ﻫـ ـ ــؤﻻء اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛﯾن اﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻔـ ـ ــردات ﺑﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس‬
‫وﻛﺳـ ـ ــﻠر ﻟ ـ ـ ــذﻛﺎء اﻟ ارﺷـ ـ ــدﯾن)ﻣﻠﯾﻛﻪ‪ (١٩٩٦ ،‬ﻛﻣؤﺷ ـ ـ ــر ﻣﺧﺗﺻـ ـ ــر ﻟدرﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــذﻛﺎء‪ ،‬وأﺷ ـ ـ ــﺎروا إﻟ ـ ـ ــﻰ‬
‫أن اﻻرﺗﻔـ ـ ــﺎع ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر ﯾﺷـ ـ ــﯾر ﻟدرﺟـ ـ ــﺔ ذﻛـ ـ ــﺎء ﻣرﺗﻔﻌـ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن اﻻﻧﺧﻔـ ـ ــﺎض ﻓـ ـ ــﻲ درﺟﺗـ ـ ــﻪ‬
‫‪ .(Nucci,‬ﻟ ــذﻟك ﺗ ــم‬ ‫‪Mapelli,‬‬ ‫&‬ ‫‪Mondini,‬‬ ‫ﯾﺷ ــﯾر ﻟدرﺟ ــﺔ ذﻛ ــﺎء ﻣﻧﺧﻔﺿ ــﺔ )‪2012‬‬
‫اﻻﻋﺗﻣ ـ ــﺎد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺧﺗﺑ ـ ــﺎر اﻟﻣﻔ ـ ــردات ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟـ ـ ـراﻫن ﻟﻠﺗﻔرﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﯾن‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــذﻛﺎء‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــك ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟرﺑﯾ ـ ـ ــﻊ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‪ ،‬واﻷدﻧ ـ ـ ــﻰ ﻟﻠﻣﺳ ـ ـ ــﻧﯾن اﻟ ـ ـ ــذﻛور‪ ،‬واﺳ ـ ـ ــﺗﺧدم‬
‫اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث أﺳ ـ ــﻠوب ﻣ ـ ــﺎن وﺗﻧ ـ ــﻰ‪١‬ﻹﯾﺟ ـ ــﺎد اﻟﻔ ـ ــروق ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣ ـ ــوﻋﺗﯾن‪ ،‬واﻓﺗ ـ ــرض أﻧ ـ ــﻪ إذا اﺧﺗﻠﻔ ـ ــت‬
‫درﺟـ ــﺔ اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ ﺑـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــذﻛﺎء واﻟﻣﻧﺧﻔﺿـ ــﯾن ﻓﯾـ ــﻪ‪ ،‬دل ذﻟـ ــك ﻋﻠـ ــﻰ ﻗـ ــدرة‬
‫ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾـ ـ ــز ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣـ ـ ــوﻋﺗﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺗـ ـ ــﯾن‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ ﯾؤﻛـ ـ ــد ﺻـ ـ ــدق‬
‫ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ــﻲ ‪ .‬وﻹﺛﺑـ ـ ــﺎت ﺻ ـ ـ ــدق ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل وﻛﻔ ـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫أﯾﺿـ ـ ـﺎً ﻗـ ـ ــﺎم اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﺑﺈﯾﺟ ـ ــﺎد اﻟﻔـ ـ ــروق ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل وﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ؛ ﺣﯾـ ـ ــث أﺷـ ـ ــﺎر اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛون إﻟـ ـ ــﻰ أن اﻻﻓ ـ ـ ـراد‬
‫اﻟﻣـ ـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻧﻔﻌ ـ ـ ــﺎﻻﺗﻬم اﻟﺳـ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻫ ـ ـ ــم اﻷﻗ ـ ـ ــل ﻣﻣﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل‪ ،‬وأﻗ ـ ـ ــل ﻛﻔ ـ ـ ــﺎءة ﻓـ ـ ـ ــﻲ أداء‬
‫وظ ـ ــﺎﺋﻔﻬم اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻﺗﻬم اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‪ .‬وأﻛـ ـ ــد اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛون ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن‬
‫ﺗـ ـ ــدرﯾب اﻷﻓ ـ ـ ـراد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل أﻣـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﻘﻠ ـ ــق واﻻﻛﺗﺋ ـ ــﺎب ﻟ ـ ــدﯾﻬم‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــﻧﻌﻛس ﻋﻠ ـ ــﻰ وظ ـ ــﺎﺋﻔﻬم اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻘﻠ ـ ــل ﻣ ـ ــن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‬
‫‪Tacón,‬‬ ‫‪McComb,‬‬ ‫‪Caldera‬‬ ‫&‬ ‫اﻹﺻ ــﺎﺑﺔ ﺑ ــﺎﻷﻣراض اﻟﺟﺳ ــﻣﯾﺔ واﻟﺗﻌ ــب اﻟﻣ ــزﻣن)‬
‫‪Randolph, 2003; Jimenez, Niles & Park, 2010; Surawy, Roberts‬‬
‫‪(& Silver, 2005‬‬
‫ب‪ -‬ﻟـ ـ ـ ــذﻟك ﺗـ ـ ـ ــم اﻻﻋﺗﻣـ ـ ـ ــﺎد ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﺧﺗﺑـ ـ ـ ــﺎر اﻻﻧﻔﻌـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﺻـ ـ ـ ــﺎﻟﺢ )‪ (٢٠١٦‬ﻟﻠﺗﻔرﻗـ ـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣـ ـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ـ ــﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــك ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟرﺑﯾﻌﯾ ـ ـ ــﺎت أﯾﺿـ ـ ـ ـﺎً‪،‬‬
‫واﻓﺗـ ــرض اﻟﺑﺎﺣـ ــث أﻧـ ــﻪ إذا اﺧﺗﻠﻔـ ــت درﺟﺗـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻘـ ــل وﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ اﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ واﻟﻣﻧﺧﻔﺿـ ـ ــﯾن ﻓﯾـ ـ ــﻪ‪ ،‬دل ذﻟـ ـ ــك ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــدرة ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل‬
‫وﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾـ ـ ــز ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣـ ـ ــوﻋﺗﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺗـ ـ ــﯾن‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ ﯾؤﻛـ ـ ــد ﺻـ ـ ــدق‬
‫ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ـ ــل وﻛﻔـ ـ ـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ‪ .‬وﯾوﺿـ ـ ـ ـ ــﺢ ﺟـ ـ ـ ـ ــدول ) ‪ (١‬اﻟﻔـ ـ ـ ـ ــروق ﺑـ ـ ـ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻣﻘﯾ ـ ــﺎس اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘ ـ ــل‪ ،‬وﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور ‪.‬‬

‫‪1Man-Wh;itney U - Test‬‬

‫‪٣١٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺟدول)‪ (١‬ﺻدق اﻟﺗﻛوﯾن ﺑﻣؤﺷر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻟﻛل ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘل‪،‬‬
‫وﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬
‫اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬

‫ﻣﻧﺧﻔﺿو اﻟذﻛﺎء )‪(٩‬‬ ‫ﻣرﺗﻔﻌو اﻟذﻛﺎء )‪(٩‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت‬


‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات‬
‫‪٤٩,٤٨‬‬ ‫‪١١٢,٤٠‬‬ ‫اﻻدﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣﺟﻣوع اﻟرﺗب‬
‫‪٦,٩١‬‬ ‫‪١٤,١٥‬‬ ‫ﻣﺗوﺳط اﻟرﺗب‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬
‫داﻟﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى‬ ‫ي‪٩,٥٠٠= ١‬‬ ‫ي ‪ ،‬ز واﻟدﻻﻟﺔ‬
‫‪**٠,٠١‬‬ ‫ز ‪٢,٥٨ =٢‬‬
‫‪١٤٢,٠٩‬‬ ‫‪٨٣,١٠‬‬ ‫ﻣﺟﻣوع اﻟرﺗب‬
‫‪١٥,٣٥‬‬ ‫‪٨,٢٠‬‬ ‫ﻣﺗوﺳط اﻟرﺗب‬ ‫اﻟﺗﻌﻘل‬
‫دال ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗوى‬ ‫ي =‪١٢,٠٠‬‬ ‫ي ‪ ،‬ز واﻟدﻻﻟﺔ‬
‫ز = ‪**٠,٠١، ٢,٥٨‬‬
‫‪١٣٠,٥٠‬‬ ‫‪٧١,٣٠‬‬ ‫ﻛﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎءة ﻣﺟﻣوع اﻟرﺗب‬
‫‪١٣,٠٠‬‬ ‫‪٨,٢٣‬‬ ‫اﻟوظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋف ﻣﺗوﺳط اﻟرﺗب‬
‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬
‫ي=‪٢٠,٠٠‬داﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗوى‬
‫‪* ٠,٠٥‬‬ ‫ز = ‪١,٩٦‬‬ ‫ي ‪ ،‬ز واﻟدﻻﻟﺔ‬

‫ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺟـ ـ ــدول اﻟﺳـ ـ ــﺎﺑق ﺗﻣﻛـ ـ ــن اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﻣـ ـ ــن إﺛﺑـ ـ ــﺎت ﺻـ ـ ــدق اﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫واﻟ ـ ــذي اﺗﺿـ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻔـ ـ ــروق اﻟداﻟـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن ﻣﺗوﺳـ ـ ــطﺎت رﺗـ ـ ــب اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‬
‫ﻣرﺗﻔﻌ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــذﻛﺎء ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــل ﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﯾﻪ؛ ﺣﯾ ـ ــث ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻔ ـ ــروق داﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﺗﺟ ـ ــﺎﻩ ﻣرﺗﻔﻌ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــذﻛﺎء‬
‫ﻋﻧـ ـ ــد ﻣﺳـ ـ ــﺗوى دﻻﻟـ ـ ــﺔ‪ . ٠,٠١‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ــﺗطﺎع أن ﯾﺛﺑـ ـ ــت ﺻـ ـ ــدق ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ‪ ،‬واﻟـ ـ ــذي اﺗﺿـ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــن‬
‫ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻔـ ـ ــروق اﻟداﻟـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن ﻣﺗوﺳـ ـ ــطﺎت رﺗـ ـ ــب اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﻣﻧﺧﻔﺿـ ـ ــﻲ اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻣﻘﺎﺑ ـ ــل اﻟﻣـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ؛ ﺣﯾ ـ ــث ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻔ ـ ــروق داﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﺗﺟ ـ ــﺎﻩ ﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﻲ اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻋﻧ ـ ــد ﻣﺳ ـ ــﺗوى دﻻﻟ ـ ــﺔ‪ . ٠,٠١‬وأﺧﯾ ـ ـ ارً ﺗﺄﻛ ـ ــد اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث ﻣ ـ ــن ﺻ ـ ــدق ﻣﻘﯾ ـ ــﺎس ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻣ ـ ــن‬
‫ﺧـ ــﻼل اﻟﻔـ ــروق اﻟداﻟـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن ﻣﺗوﺳـ ــطﺎت رﺗـ ــب ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن اﻟﻣﻧﺧﻔﺿـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــل اﻟﻣـ ـ ـرﺗﻔﻌﯾن ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ؛ ﺣﯾ ـ ــث ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻔ ـ ــروق داﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﺗﺟ ـ ــﺎﻩ ﻣﻧﺧﻔﺿ ـ ــﻲ‬
‫اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻋﻧـ ـ ــد ﻣﺳـ ـ ــﺗوى دﻻﻟـ ـ ــﺔ ‪ . ٠ ,٠٥‬ﺻـ ـ ــدق اﻟﻣﺣﺗـ ـ ــوى ﻟﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻌﻘل‪ ،‬وﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻔﺮوق ﺑﯿﻦ ﻣﺘﻮﺳﻄﺎت اﻟﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﺴﻨﯿﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﻲ اﻟﺬﻛﺎء وﻣﻨﺨﻔﻀﯿﮫ ‪ ،‬أو اﻟﻤﺴﻨﯿﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﻲ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ وﻣﻨﺨﻔﻀﯿﮫ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺗﻌﻨﻲ ﻗﯿﻤﺔ ‪ z‬أو ز وھﻲ ﻋﻨﺪ ‪ ١,٩٦‬أو ‪ ٢,٥٨‬ﺑﻤﺴﺘﻮى دﻻﻟﺔ ‪ ٠,٠٥‬أو ‪ ٠,٠١‬ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪٣١٧‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أﻣـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن ﺻـ ـ ــدق اﻟﻣﺣﺗـ ـ ــوى ﻟﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل‪ ،‬وﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﺗـ ــم ﺗﻘـ ــدﯾر ﺻـ ــدق اﻟﻣﺣﺗـ ــوى ﻟﻬـ ــذﻩ اﻟﻣﻘـ ــﺎﯾﯾس ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﻌـ ــودة إﻟـ ــﻰ اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﺔ‪،‬‬
‫واﻷطـ ـ ــر اﻟﻧظرﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻻطـ ـ ــﻼع ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻘـ ـ ــﺎﯾﯾس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﻬـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻔـ ـ ــﺎﻫﯾم‪ ،‬واﻹﻓـ ـ ــﺎدة ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﯾﺎﻏﺔ‬
‫اﻟﺑﻧـ ـ ــود‪ ،‬ووﺿـ ـ ــﻊ ﺗﻌرﯾـ ـ ــف إﺟ ارﺋـ ـ ــﻲ ﻟﻛـ ـ ــل ﻣﻔﻬـ ـ ــوم‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﺣﻛـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﯾن‪١‬؛ ﻟﻣطﺎﺑﻘـ ـ ــﺔ ﺑﻧـ ـ ــود‬
‫ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻘـ ـ ــﺎﯾﯾس ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺗﻌرﯾـ ـ ــف اﻹﺟ ارﺋـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــذي وﺿـ ـ ــﻌﻪ اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﻟﻛـ ـ ــل ﻣﻔﻬـ ـ ــوم‪ .‬وﻗـ ـ ــد أﻗـ ـ ــر اﻟﻣﺣﻛﻣـ ـ ــون‬
‫ﺑﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﻣﻘـ ــﺎﯾﯾس اﻟﺛﻼﺛـ ــﺔ‪ ،‬وﺑوﺟـ ــود اﺗﺳـ ــﺎق ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻌرﯾـ ــف اﻻﺟ ارﺋـ ــﻲ وﺑﻧـ ــود ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﻘـ ــﺎﯾﯾس‪ ،‬وذﻟـ ــك ﻓـ ــﻲ‬
‫إط ـ ــﺎر ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺗﻌ ـ ــدﯾﻼت اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺟرﯾ ـ ــت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺑﻧ ـ ــود ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ــﯾﺎﻏﺔ‪ ،‬ﻟﺗزﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﻓﻬ ـ ــم اﻟﻣﻌﻧ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﻘﺻـ ـ ــود ﻣـ ـ ــن ﻛـ ـ ــل ﺑﻧـ ـ ــد‪ ،‬واﺧﺗﺻـ ـ ــﺎر ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﺟﻣـ ـ ــل اﻟطوﯾﻠـ ـ ــﺔ دون ﺗﻐﯾﯾـ ـ ــر ﻣﻌﻧﺎﻫـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﺳـ ـ ــﺗﺑدال ﺑﻌ ـ ـ ـض‬
‫اﻟﻛﻠﻣـ ـ ــﺎت اﻟﻐﺎﻣﺿـ ـ ــﺔ اﻟﺻـ ـ ــﻌﺑﺔ ﺑـ ـ ــﺄﺧرى أﻛﺛـ ـ ــر وﺿـ ـ ــوﺣﺎً وﺳﻼﺳ ـ ـ ـﺔ ‪ .‬وﺗـ ـ ــم ﺗﺻـ ـ ــﺣﯾﺢ واﺳـ ـ ــﺗﺧراج اﻟـ ـ ــدرﺟﺎت‬
‫ﻣـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻘ ـ ــﺎﯾﯾس ﻓ ـ ــﻲ ﺿ ـ ــوء اﻟﺑﻧ ـ ــود اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣ ـ ــون‪ ،‬واﺳ ـ ــﺗﺑﻌﺎد اﻟﺑﻧ ـ ــود اﻷﺧ ـ ــرى اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫رﻓﺿـ ـ ــت وﻟـ ـ ــم ﯾﺟﺗﻣﻌ ـ ـ ـوا ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ‪.‬ﻣن ﺧـ ـ ــﻼل ﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺑق اﺳـ ـ ــﺗﻘر ﻋـ ـ ــدد اﻟﺑﻧـ ـ ــود اﻟﻧﻬـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻻﺧﺗﺑـ ـ ــﺎر اﻻدﺧـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ )‪ (١٩‬ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداً‪ ،‬واﺧﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫)‪ (٣١‬ﺑﻧ ـ ــداً ‪ ،‬واﺧﺗﺑ ـ ــﺎر ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ )‪ (٢٨‬ﺑﻧ ـ ــداً‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ اﻟﺑﻧ ـ ــود اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺟﺗﻣ ـ ــﻊ ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ‬
‫‪ %٨٠‬ﻓﺄﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن‪.٢‬‬
‫أﺳـ ـ ـ ــﺎﻟﯾب ﺣﺳـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺛﺑـ ـ ـ ــﺎت ﻷدوات اﻟﺑﺣـ ـ ـ ــث اﻟ ـ ـ ـ ـراﻫن ‪ :‬اﺳـ ـ ـ ــﺗﺧدﻣﺎﻟﺑﺣث اﻟ ـ ـ ـ ـراﻫن ﺛﺑﺎﺗﺈﻋـ ـ ـ ــﺎدة اﻻﺧﺗﺑـ ـ ـ ــﺎر ‪،‬‬
‫واﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻧﺻﻔﯾﺔ‪ ،٣‬ﻟﻠﺗﺄﻛدﻣن ﺗواﻓر اﻟﺛﺑﺎت ﻷدوات اﻟﺑﺣث اﻟراﻫن‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾوﺿﺣﻪ ﺟدول) ‪( ٢‬‬
‫ﺟدول ) ‪ ( ٢‬ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺛﺑﺎت إﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺑﺎر واﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻧﺻﻔﯾﺔ ﻷدوات اﻟﺑﺣث اﻟراﻫن‬
‫اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺛﺑﺎت‬ ‫م‬

‫إﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﻗﺳﻣﺔ ﻧﺻﻔﯾﺔ‬ ‫اﻷدوات‬

‫اﻻﺧﺗﺑﺎر‬
‫‪٠,٧‬‬ ‫‪٠,٨‬‬ ‫‪ ١‬اﺧﺗﺑﺎر إﻋﺎدة اﻻرﻗﺎم‬
‫‪٠,٨‬‬ ‫‪٠,٨‬‬ ‫‪ ٢‬اﺧﺗﺑﺎر إﻋﺎدة اﻻرﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻛس‬
‫‪٠,٧‬‬ ‫‪٠,٨‬‬ ‫‪ ٣‬اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت‬
‫‪٠,٦‬‬ ‫‪٠,٧‬‬ ‫‪ ٤‬ﻣﻘﯾﺎس اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬

‫‪ -١‬ﯾﺗوﺟﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻰ اﻻﺳﺎﺗذة اﻻﻓﺎﺿل اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس‪ ،‬وﻫم أ‪ .‬د ﻫﺷﺎم ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫اﻟﻌﺻﺑﻲ ﺑﻘﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس – ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف‪ ،‬و أ ‪ .‬د ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺑﻘﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗرﺑﯾﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف‪،‬و أ‪ .‬د ﻓوﻗﯾﺔ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد – أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﺑﻘﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ‬
‫ﺳوﯾف‪ ،‬و أ‪.‬د راﻓت اﻟﺳﯾد أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ –ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف ‪،‬و د ﻣﺣﻣد ﺻدﯾق‪ -‬ﻣدرس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫اﻹرﺷﺎدي‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛوﺑر ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﻟﻲ أن ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺗﻔﺎق = ﻋدد ﻣرات‬
‫اﻻﺗﻔﺎق ‪ /‬ﻋدد ﻣرات اﻻﺗﻔﺎق ‪ +‬ﻋدد ﻣرات اﻻﺧﺗﻼف * ‪. ١٠٠‬‬
‫‪ -٣‬اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺳﺑﯾرﻣﺎن ﺑراون ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟطول ؛ وذﻟك ﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗﺟﺎﻧس اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر وﻟﯾس ﻷﺣد ﻧﺻﻔﯾﻪ ﻓﻘط ‪.‬‬

‫‪٣١٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺗﺎﺑﻊ ﺟدول )‪(٢‬‬


‫‪٠,٧‬‬ ‫‪٠,٨‬‬ ‫‪ ٥‬ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪٠,٧‬‬ ‫‪٠,٨‬‬ ‫‪ ٦‬ﻣﻘﯾﺎس ﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﺟ ـ ــدول اﻟﺳ ـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن وﺟ ـ ــود ﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت ﺛﺑ ـ ــﺎت ﻣﻘﺑوﻟ ـ ــﺔ ﻷدوات اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟـ ـ ـراﻫن واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺗـ ـ ـراوح‬
‫ﺑﯾن )‪ ،( ٠,٦:٠,٨‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل طرﯾﻘﺗﻲ إﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺑﺎر واﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟﻧﺻﻔﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﺟراءات اﻟﺑﺣث‬
‫ﺑـ ـ ــدأت إﺟ ـ ـ ـراءات اﻟﺑﺣـ ـ ــث اﻟ ـ ـ ـراﻫن ﻣﻧـ ـ ــذ ﺑداﯾـ ـ ــﺔ ﺗطﺑﯾـ ـ ــق اﻟﺗﺟرﺑـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺗطﻼﻋﯾﺔ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﻻﻛﺗﺷـ ـ ــﺎف‬
‫اﻟﺻ ـ ــﻌوﺑﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﻓﻬ ـ ــم اﻷﻟﻔ ـ ــﺎظ واﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻧﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣ ـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑﻛ ـ ــل اﺧﺗﺑ ـ ــﺎر ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات‬
‫اﻷﻛﺛـ ــرﺗﻌـ ــدﯾﻼً وﻓﻘ ـ ـﺎً ﻟﻔﻬـ ــم اﻟﻌﯾﻧـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻛـ ــﺎن ﻣﻘﯾـ ــﺎس اﻟﺗﻌﻘـ ــل‪ ،‬واﻟـ ــذي ﯾﺣﺗـ ــﺎج إﻟـ ــﻰ درﺟـ ــﺔ ﻋﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ــن ﻣراﻗﺑـ ــﺔ اﻟﻔـ ــرد ﻟﻧﻔﺳـ ــﻪ وأﻓﻛـ ــﺎرﻩ ووﻋﯾـ ــﻪ ﺑﻬـ ــﺎ؛ ﻟـ ــذﻟك ﻛﺎﻧـ ــت اﻟﺻـ ــﻌوﺑﺔ ﻓـ ــﻲ ﻓﻬـ ــم ﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﻧـ ــود‪ ،‬ﺣﯾـ ــث‬
‫وﺟـ ــد أن ﺑﻌـ ــض اﻟﺑﻧـ ــود ﻓـ ــﻲ ﻣﻘﯾـ ــﺎس اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﺗﺣﺗـ ــﺎج ﻟﺗوﺿ ـ ـﯾﺢ ﻣـ ــن اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن اﻷﻗـ ــل‬
‫ﻓ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ــﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣ ـ ــﻲ ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ دﻓـ ـ ـﻊ اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث ﻟﺻ ـ ــﯾﺎﻏﺔ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺑﻧ ـ ــود ﻣـ ـ ـرة أﺧ ـ ــرى ﺑﺷ ـ ــﻛل أﺳ ـ ــﻬل ﻻ‬
‫ﯾﺧ ـ ــل ﺑﺎﻟﻣﺿ ـ ــﻣون وﻻ ﺑ ـ ــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬وﺗطﺑﯾﻘﻬ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـرة أﺧ ـ ــرى ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ﻓ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻛﻠﻬﺎ اﻟﺟدﯾ ـ ــد ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫إﻟـ ــﻰ ﺣـ ــذف ﺑﻌـ ــض اﻟﺑﻧـ ــود اﻟﻣﻛـ ــررة واﻟﺗـ ــﻰ ﺗﺣﻣـ ــل اﻟﻣﻌﻧـ ــﻰ ﻧﻔﺳـ ــﻪ‪ ،‬وروﻋـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻓـ ــﻲ اﻟﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾـ ــﺔ‬
‫ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻊ ﻣﻘﯾـ ـ ــﺎس ﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ‪ .‬وﺗـ ـ ــم ﺗطﺑﯾـ ـ ــق أدوات اﻟﺑﺣـ ـ ــث اﻟ ـ ـ ـراﻫن ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺑﻠ ـ ــﻎ ﻋ ـ ــددﻫﺎ )‪ ( ٦٥‬ﻣﺳ ـ ــﻧﺎً ﻣ ـ ــن ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺔ ﻟرﻋﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺑﻌ ـ ــد أن‬
‫اﺳـ ـ ــﺗﺑﻌد ﻋـ ـ ــدد )‪ ( ١٠‬ﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﻣـ ـ ــن اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﺑﺳـ ـ ــﺑب ﻣﻠـ ـ ــل ﺑﻌﺿـ ـ ــﻬم‪ ،‬وﻧﻣطﯾـ ـ ــﺔ إﺟﺎﺑـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﻌﺿـ ـ ــﻬم اﻵﺧـ ـ ــر‪ ،‬وﺗﻧـ ـ ــﺎول ﺑﻌﺿـ ـ ــﻬم ﻟﻸدوﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﯾﺔ ﻣـ ـ ــن دون أﻣـ ـ ــر اﻟطﺑﯾـ ـ ــب‪ ،‬وﺑﻌﺿـ ـ ــﻬم ﻣﻣـ ـ ــن ﺛﻘـ ـ ــل‬
‫ﺳﻣﻌﻪ ﺑﺷدة‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻣﻪ وﺗﻠﻘﯾﻪ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس‪.‬‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــم اﻟﺗطﺑﯾـ ـ ــق داﺧ ـ ــل ﻗﺎﻋ ـ ــﺎت اﻷﻧﺷـ ـ ــطﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت دار اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺑﻌ ـ ــد ﻣواﻓﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــدﯾري ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬اﻟـ ـ ـ ــذﯾن طﻠﺑ ـ ـ ـ ـوا ﻣواﻓﻘـ ـ ـ ــﺔ وﻛﯾـ ـ ـ ــل و ازرة اﻟﺗﺿـ ـ ـ ــﺎﻣن اﻹﺟﺗﻣـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﺗـ ـ ـ ــم‬
‫اﻟﺣﺻ ـ ـ ــول ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ــﺎ واﻟ ـ ـ ــﺗﻣﻛن ﻣ ـ ـ ــن اﻟ ـ ـ ــدﺧول ﻟﻬ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻔﺗـ ـ ـ ـرة اﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وأﺣﯾﺎﻧ ـ ـ ــﺎ اﻟﻔﺗـ ـ ـ ـرة‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺎﺋﯾﺔ؛ وذﻟـ ــك ﻟطﺑﯾﻌـ ــﺔ ﻋﻣـ ــل ﺑﻌـ ــض اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن ﺧـ ــﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺔ‪ ،‬وﺗـ ــم اﻟﺗطﺑﯾـ ــق ﺑﺷـ ــﻛل ﻓـ ــردي؛ ﺣﯾـ ــث‬
‫ﺗـ ـ ـراوح اﻟﻣ ـ ــدى اﻟزﻣﻧ ـ ــﻲ ﻟﻠﺟﻠﺳ ـ ــﺔ اﻟواﺣ ـ ــدة ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣﺳ ـ ــن ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﯾن ﺳ ـ ــﺎﻋﺔ ورﺑ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺎﻋﺗﯾن‪ .‬وﻗ ـ ــد ﻗ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث ﺑﺗطﺑﯾ ـ ــق ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺟﻠﺳ ـ ــﺎت ﺑﻣﻔ ـ ــردﻩ ﻓ ـ ــﻲ ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت رﻋﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ﺑﻣﺣ ـ ــﺎﻓظﺗﻲ ﺑﻧ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــوﯾف ‪،‬‬
‫واﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻫرة ‪ .‬اﺳ ـ ـ ــﺗﻐرق اﻟﺗطﺑﯾ ـ ـ ــق ﺣـ ـ ـ ـواﻟﻲ ﺛﻣ ـ ـ ــﺎﻧﻲ أﺳ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻊ ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــن ‪ ٢٠١٧ /١٠/١‬إﻟ ـ ـ ــﻰ ‪،٢٠١٧/١٢/١‬‬
‫وذﻟـ ـ ــك ﻓـ ـ ــﻲ أﻛﺛـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن) ‪ ( ٦٥‬ﺟﻠﺳ ـ ــﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾـ ـ ــﺔ ‪ .‬وﻗـ ـ ــد ﺗـ ـ ــم ﺗرﺗﯾـ ـ ــب اﻟﻣﻘـ ـ ــﺎﯾﯾس واﻷدوات وﻓﻘ ـ ـ ـﺎً ﻟﻠﺗرﺗﯾـ ـ ــب‬
‫اﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ اﻟـ ــذي ﯾﺑـ ــدأ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ اﻟﻣﺑدﺋﯾـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻠﯾـ ـ ـﻪ اﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ‪ ،‬ﯾﻠﯾـ ــﻪ اﺧﺗﺑـ ــﺎر ﻛﻔ ـ ــﺎءة‬
‫اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻠﯾ ـ ــﻪ ﻣﻘﯾ ـ ــﺎس اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻠﯾ ـ ــﻪ اﺧﺗﺑ ـ ــﺎر إﻋ ـ ــﺎدة اﻷرﻗ ـ ــﺎم‪ ،‬وﯾﻠﯾ ـ ــﻪ اﺧﺗﺑ ـ ــﺎر‬
‫إﻋـ ــﺎدة اﻷرﻗـ ــﺎم ﺑـ ــﺎﻟﻌﻛس‪ ،‬وﯾﻠﯾـ ــﻪ اﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻟﻣﺗﺷـ ــﺎﺑﻬﺎت‪ ،‬واﻟﻣﻔـ ــردات‪ ،‬وﯾﻠـ ــﯾﻬم أﺧﯾ ـ ـراً اﺧﺗﺑـ ــﺎر اﻟﺗﻌﻘـ ــل ‪ .‬وﺟـ ــﺎء ﺗرﺗﯾـ ــب‬
‫ﻫ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات ﺑﻬ ـ ــدف اﻟﺗﻧوﯾ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﯾن اﺧﺗﺑ ـ ــﺎرات اﻟﻘ ـ ــدرات‪ ،‬واﻟﺳ ـ ــﻣﺎت‪ ،‬وﺣﺗ ـ ــﻰ ﻻ ﯾﻣ ـ ــل اﻟﻣﺳ ـ ــن ﻣ ـ ــن اداء ﻧﻣ ـ ــط‬
‫واﺣد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس‪.‬‬

‫‪٣١٩‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وﻣـ ـ ــن ﺻـ ـ ــﻌوﺑﺎت اﻟﺗطﺑﯾـ ـ ــق اﻟﺗـ ـ ــﻲ واﺟﻬـ ـ ــت اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﺧـ ـ ــوض اﻟﻣﺳـ ـ ــن ﻓـ ـ ــﻰ اﻟﺣـ ـ ــدﯾث ﻋـ ـ ــن ﺗﺟﺎرﺑـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺔ وذﻛرﯾﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﺗ ـ ــﻰ ﯾﺳ ـ ــﺗﻣد ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــوة ﻻﺳ ـ ــﺗﻛﻣﺎل ﺣﯾﺎﺗ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﯾﺗطﻠ ـ ــب اﻟﺳ ـ ــﻣﺎع ﺑﻘ ـ ــدر‬
‫اﻹﻣﻛـ ــﺎن‪ ،‬وﻣﻘﺎطﻌـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــن ﺑطرﯾﻘـ ــﺔ ﻟﺑﻘ ـ ــﺔ ﻻﺋﻘـ ــﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺟـ ــرح ﻣﺷ ـ ــﺎﻋرﻩ أو ﺗﺟﻌﻠـ ــﻪ ﯾﺷ ـ ــﻌر ﺑﻌـ ــدم اﻟﻘﺑ ـ ــول ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــرﻏم ﻣ ـ ــن اﻧﺗﺷ ـ ــﺎر روح اﻟدﻋﺎﺑ ـ ــﺔ واﻟﻣ ـ ــرح ﺑ ـ ــﯾن ﻫ ـ ــؤﻻء اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺣ ـ ــزن واﻷﺳ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﯾظﻬ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ طﯾ ـ ــﺎت ﺣ ـ ــدﯾﺛﻬم‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻋﻧ ـ ــد اﻟﺣ ـ ــدﯾث ﻋ ـ ــن اﻟﻣﺎﺿ ـ ــﻲ ؛ ﻣﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﯾ ـ ــؤﺛر اﺣﯾﺎﻧـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫طرﯾﻘ ـ ــﺔ ﺗﻌﺑﯾ ـ ــرﻫم واﺳ ـ ــﺗﺟﺎﺑﺎﺗﻬم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﻘ ـ ــﺎﯾﯾس ‪ ،‬وﺗﺧط ـ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث ذﻟ ـ ــك ﺑﻣ ـ ــﺂزرﺗﻬم‪ ،‬وﺗﺷ ـ ــﺗﯾت اﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻫﻬم‬
‫ﺣﺗ ـ ــﻰ ﻻ ﯾﺟﺗ ـ ــروا اﻟﻣﺎﺿ ـ ــﻲ ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ وﺟ ـ ــد اﻟﻘﺑ ـ ــول ﻣ ـ ــﻧﻬم ‪ .‬ﺑﺎﻻﺿ ـ ــﺎﻓﺔ اﻟ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــطء اﻻﺳ ـ ــﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ‬
‫اﻟﺣرﻛﯾ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺑﻌض اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ﻟﻛﺑ ـ ــر ﺳ ـ ــﻧﻬم ‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــذﯾن ﻫ ـ ــم ﻓ ـ ــﻰ أﻋﻣ ـ ــﺎر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾـ ـ ـﺎت‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣﺎﺟﻌ ـ ــل‬
‫ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻐرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣﺳن وآﺧر‪.‬‬
‫وﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ــم ﺗﺻـ ـ ــﺣﯾﺢ اﻻﺳـ ـ ــﺗﺟﺎﺑﺎت ‪ٕ ،‬واﻋطـ ـ ــﺎء اﻟدرﺟـ ـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ـ ـﺎً ﻟﻣﻌـ ـ ــﺎﯾﯾر اﻟﺗﺻـ ـ ــﺣﯾﺢ‪ ،‬ورﺻـ ـ ــد ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟدرﺟﺎت ﻋﻠﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺣزﻣﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ)‪. (SPSS‬‬
‫اﻷﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺔ ‪:‬طﺑﻘ ـ ـﺎً ﻟﺗﺳـ ــﺎؤﻻت اﻟﺑﺣـ ــث اﻟ ـ ـراﻫن ﻓﻘـ ــد ﺗـ ــم اﺳـ ــﺗﺧدام ﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻷﺳـ ــﺎﻟﯾب‬
‫اﻹﺣﺻـ ـ ـ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟوﺻ ـ ـ ـ ــﻔﯾﺔ واﻻﺳـ ـ ـ ــﺗدﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‪ :‬ﻣﻘـ ـ ـ ــﺎﯾﯾس اﻟﺗﺷ ـ ـ ـ ــﺗﯾت واﻟﻧزﻋـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟرﺑﯾﻌﯾ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﻟﻣﺗوﺳ ـ ــطﺎت اﻟﺣﺳـ ـ ــﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻻﻧﺣ ارﻓـ ـ ــﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻌـ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻﻟﺗـ ـ ـواء؛ ﻟﻠﺗﺄﻛـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن اﻋﺗداﻟﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗوزﯾـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺑﺣـ ـ ــث‪ .‬ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﺳﺗﺧداﻣﺄﺳـ ـ ــﻠوب ﻣـ ـ ــﺎن وﯾﺗﻧـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻫـ ـ ــو أﺣـ ـ ــد اﻷﺳـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻـ ـ ــﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﻼﻣﻌﻠﻣﯾـ ــﺔ‪ ،‬واﻟـ ــذي ﯾﺑـ ــﯾن اﻟﻔـ ــروق ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺎت ﺻـ ــﻐﯾرة اﻟﺣﺟم‪.‬ﻛﻣـ ــﺎ ﺗـ ــم اﺳـ ــﺗﺧدام ﻣﻌﺎﻣـ ــل اﻻرﺗﺑـ ــﺎط‬
‫اﻟﻛﻠ ـ ــﻲ واﻟﺟزﺋ ـ ــﻲ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﻟﻠﻛﺷ ـ ــف ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ــر اﻷول واﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ــر اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ‪ ،‬واﻟﻛﺷ ـ ــف ﻋـ ـ ــن‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣ ـ ــﺎ أﯾﺿـ ـ ـﺎً ﺑﻌ ـ ــد اﻟﻌ ـ ــزل اﻻﺣﺻ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾ ـ ــر اﻟﻣﻌ ـ ــدل ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗﺧدام أﺳ ـ ــﻠوب‬
‫ﺗﺣﻠﯾـ ــل اﻻﻧﺣـ ــدار اﻟﻣﺗﻌـ ــدد؛ﻟوﺟود أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ﻣﺗﻐﯾـ ــر ﯾﻘـ ــوم ﻣﻘـ ــﺎم اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟﻣﺳـ ــﺗﻘل‪ ،‬وﻗـ ــدرﺗﻬم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑـ ــؤ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻣوﺿﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ‪.‬‬
‫ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣث وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ‬
‫ﻧﺗ ـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ـ ــرض اﻻول وﻣﻧﺎﻗﺷ ـ ـ ــﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳ ـ ـ ــﯾرﻫﺎ ‪:‬ﻟﻠﺗﺣﻘ ـ ـ ــق ﻣ ـ ـ ــن ﻧﺗ ـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ـ ــرض اﻷول ﻗ ـ ـ ــﺎم اﻟﺑﺎﺣ ـ ـ ــث‬
‫ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺗﺧدام ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎط اﻟﺑﺳ ـ ـ ـ ــﯾط واﻟﺟزﺋ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ــك ﻟﻠﻛﺷ ـ ـ ـ ــف ﻋ ـ ـ ـ ــن دور ﻛ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ــر‬
‫واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻌ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ وﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة ﺑﻌ ـ ــض اﻟﻘ ـ ــدرات‬
‫اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﯾﺑ ـ ــﯾن ﺟ ـ ــدول ) ‪ ( ٣‬ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﻣﺗﻐﯾـ ـ ـرات اﻟﺑﺣ ـ ــث‬
‫ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻌزل اﻻﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٣٢٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺟدول ) ‪ ( ٣‬ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط واﻟﺟزﺋﻲ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﻛل ﻣن ﻛﻔﺎءة اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﺑﻌد ﻋزل اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن‬
‫ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺟزﺋﻲ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ‬ ‫اﻟ ـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‬ ‫اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‬
‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﻣﺗﻐﯾرات‬

‫‪٠,٤٤١‬‬ ‫‪٠,٥٥٦‬‬ ‫‪٠,٥٦٥‬‬ ‫‪٠,٣٥٠‬‬ ‫‪٠,٣٧٣‬‬ ‫‪٠,٣٧٠‬‬ ‫‪٠,٣٥٣‬‬ ‫اﻻدﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ‪٠,٢٥٧‬‬
‫**‬ ‫***‬ ‫***‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫×‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــن ﺧـ ـ ـ ــﻼل اﻟﺟـ ـ ـ ــدول اﻟﺳـ ـ ـ ــﺎﺑق اﺗﺿـ ـ ـ ــﺢ أن اﻟﻌﻣـ ـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﯾﻌـ ـ ـ ــدﻻن اﻟﻌﻼﻗـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻻرﺗﺑﺎطﯾـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ وﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟـ ـ ــرد‪ ،‬واﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن؛ وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﻌﻧـ ــﻲ أن زﯾـ ــﺎدة ﻋـ ــدد ﺳـ ــﻧوات اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم‪ ،‬واﻟﻌﻣـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻬـ ــﺎم اﻟﺻـ ــﻌﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﺗطﻠﺑـ ـ ــﺔ ﻟﻣﻬـ ـ ــﺎرات ﻋدﯾـ ـ ــدة ‪ ،‬واﻟﺣـ ـ ــرص ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗﺿـ ـ ــﺎء أوﻗـ ـ ــﺎت اﻟﻔ ـ ـ ـراغ ﻗـ ـ ــد ارﺗـ ـ ــﺑط ﺑﺷـ ـ ــﻛل دال ﺑﻛﻔـ ـ ــﺎءة‬
‫اﻟ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ــر اﻟﻣﺟ ـ ــرد‪ ،‬واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ــن ﻣ ـ ــن ﻗﺑﯾ ـ ــل ﻧﺷ ـ ــﺎطﻪ اﻟﺑ ـ ــدﻧﻲ وﺣرﻛﺗـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫واﻋﺗﻣـ ـ ــﺎدﻩ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻔﺳـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺄﻛـ ـ ــل واﻟﻣﻠـ ـ ــﺑس‪ ،‬وﻧظﺎﻓﺗـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻼﻣﺔ اﺟﻬزﺗـ ـ ــﻪ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺿ ـ ــﻠﯾﺔ واﻟﻌظﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﻬﺿ ـ ــﻣﯾﺔ واﻟﻌﺻ ـ ــﺑﯾﺔ واﻟﻐدﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﻋﻧ ـ ــد ﻣﺳ ـ ــﺗوى دﻻﻟ ـ ــﺔ) ‪ .( ٠,٠٥‬ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــﯾن‬
‫ﻟ ــم ﺗﻛ ــن اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ داﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻻدﺧ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ وﻗـ ــدرة اﻟﻣﺳ ــن ﻋﻠ ــﻰ ﺗرﻛﯾ ــز اﻧﺗﺑﺎﻫ ــﻪ ﻗﺑ ــل اﻟﻌ ــزل‪ ،‬وﻫ ــو ﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾوﺿ ـ ــﺢ ﻋ ـ ــدم وﺟ ـ ــود ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﺳ ـ ــﺗﺧدام اﻟﻔ ـ ــرد ﻟ ـ ــﺑﻌض اﻟط ـ ــرق اﻟﻣﻌرﻓﯾ ـ ــﺔ اﻟﺑدﯾﻠ ـ ــﺔ وﺑ ـ ــﯾن ﻗدرﺗ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺗرﻛﯾ ـ ــز اﻟوﺟﻬ ـ ــﻪ اﻟذﻫﻧﯾ ـ ــﺔ ﻧﺣ ـ ــو ﻣﻧﺑ ـ ــﻪ أو ﻣﺛﯾ ـ ــر ﻣﺣ ـ ــدد‪ .‬وﯾوﺿ ـ ــﺢ ﺟ ـ ــدول ) ‪ ( ٣‬أﺛ ـ ــر اﻟﻌ ـ ــزل اﻻﺣﺻ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن ﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ارت اﻟﺑﺣـ ــث اﻟ ـ ـراﻫن؛ ﻓﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻋـ ــزل‬
‫اﻟﻌﻣ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ زادت اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟداﻟ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻻﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ‪،‬‬
‫واﻟ ـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾراﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ــرد‪ ،‬واﻟﺻ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ وذﻟ ـ ـ ـ ــك ﻋﻧ ـ ـ ـ ــد دﻻﻟ ـ ـ ـ ــﺔ) ‪ ، ٠,٠٥‬و ‪،٠,٠٠١‬‬
‫و‪( ٠,٠١‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗ ـ ـواﻟﻲ ‪ .‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﻌﻧـ ــﻲ أن زﯾـ ــﺎدة اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ـﺎل اﻟﺳـ ــﻠﺑﻲ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــن ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻪ‬
‫أن ﯾﺿ ـ ــﻌف اﻻرﺗﺑ ـ ــﺎط ﺑ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ وﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻗـ ـ ــد ﯾرﺟـ ـ ــﻊ ذﻟـ ـ ــك إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺗـ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﻲ ﻟﻠﻌﻣـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎل اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﻲ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــن ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛﻔـ ـ ــﺎءة ﻗد ارﺗـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ ووظﺎﺋﻔ ـ ــﻪ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‪ .‬ﻓ ـ ــﻼ ﺷ ـ ــك أﻧـ ـ ـﻪ ﺑزﯾ ـ ــﺎدة اﻟﻌﻣ ـ ــر ﺗ ـ ــﻧﺧﻔض ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻘـ ـ ـدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻔـ ــرد‪ ،‬وﺑوﺟـ ــود اﻻﻧﻔﻌــﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ اﯾﺿ ـ ـﺎً ﯾﻌـ ــوق ذﻟـ ــك اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻗﺑﯾـ ــل اﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر‬
‫وﺗرﻛﯾـ ـ ـ ـ ــز اﻻﻧﺗﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ ‪ ،‬وﯾﺿـ ـ ـ ـ ــﻌف ﺗـ ـ ـ ـ ــذﻛرﻩ ﻟﻸﺣـ ـ ـ ـ ــداث‪ .‬ﻟـ ـ ـ ـ ــذﻟك ﻓﻘـ ـ ـ ـ ــد أدى اﻟﻌـ ـ ـ ـ ــزل اﻹﺣﺻـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻬـ ـ ـ ـ ــذﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن)اﻟﻌﻣـ ـ ــر‪ ،‬واﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﻲ( وﺗﺄﺛﯾرﻫﻣ ـ ـ ـﺎ اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﻲ‪ ،‬إﻟـ ـ ــﻰ زﯾـ ـ ــﺎدة ظﻬـ ـ ــور اﻹرﺗﺑـ ـ ــﺎط اﻻﯾﺟـ ـ ــﺎﺑﻲ‬
‫ﺑ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ وﺗﺧـ ـ ـزﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت وﺗوظﯾﻔﻬ ـ ــﺎ ﻋﻧ ـ ــد ﻋﻣ ـ ــل اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﯾ ـ ــﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ــر‬
‫اﻟﻣﺟـ ـ ــرد اﻟـ ـ ــذي ﯾ ـ ـ ـرﺑط ﺑـ ـ ــﯾن اﻷﺷـ ـ ــﯾﺎء ﺗﺣـ ـ ــت ﻣﻔﻬـ ـ ــوم أﻋـ ـ ــم وأﺷـ ـ ــﻣل وأﻋﻣـ ـ ــق ‪ .‬وﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﯾﺗﺑـ ـ ــﯾن‬
‫ﺗﺣﻘـ ــق اﻟﻔـ ــرض اﻷول ﻣـ ــن وﺟـ ــود ﻗـ ــدرة ﻟﻠﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﺗﻌـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻻدﺧـ ــﺎر‬
‫اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻛﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎءة أداء اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾن‪.‬‬

‫‪٣٢١‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪Bruno,‬‬ ‫‪Brown,‬‬ ‫‪Kapucu,‬‬ ‫‪Marmar,‬‬ ‫&‬ ‫وﻗ ــد أﯾ ــدت ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ د ارﺳ ــﺔ ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن‬
‫‪(2014)Pomara‬‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﺗوﺻ ـ ــل ﻟ ـ ــﻪ اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟـ ـ ـراﻫن‪ ،‬ﺣ ـ ــول زﯾ ـ ــﺎدة ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟوظ ـ ــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن اﻟـ ـ ــذﯾن ﯾـ ـ ــزداد ﻣﺳـ ـ ــﺗوى ﺗﻌرﺿـ ـ ــﻬم ﻟﻌـ ـ ــدد ﺳـ ـ ــﻧوات ﺗﻌﻠﯾﻣﯾـ ـ ــﺔ أﻛﺑـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن اﻟـ ـ ــذﯾن ﺗﻌرﺿ ـ ـ ـوا‬
‫ﻟﻣﺳ ـ ــﺗوﯾﺎت ﺗﻌﻠﯾﻣﯾـ ـ ــﺔ أﻗ ـ ــل‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﺑﺎﻋﺗﺑ ـ ــﺎر ﻋـ ـ ــدد ﺳ ـ ــﻧوات اﻟﺗﻌﻠـ ـ ــﯾم ﻣﻛوﻧـ ـ ـﺎً اﺳﺎﺳـ ـ ــﯾﺎً ﻟﻼدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ‪.‬‬
‫وأﺷ ـ ــﺎرت ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳ ـ ــﺔ ﻧﻔﺳ ـ ــﻬﺎ إﻟ ـ ــﻰ أن اﻟﺗﻔﺎﻋ ـ ــل ﺑ ـ ــﯾن اﻟﺗﻘ ـ ــدم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــر وﻗﻠ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻧوات اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم ﻟ ـ ــدى‬
‫اﻟﻣﺳ ـ ــن ﻣ ـ ــن ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾ ـ ــؤﺛر ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـﻠب ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ــن‪ ،‬واﻟﻌﻛ ـ ــس ﺻ ـ ــﺣﯾﺢ ‪.‬‬
‫وأن ﺗﻔﺎﻋ ـ ــل اﻟﻣﺷـ ـ ــﺎﻋر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻊ زﯾ ـ ــﺎدة ﻋـ ـ ــدد ﺳ ـ ــﻧوات اﻟﺗﻌﻠـ ـ ــﯾم ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــن ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓـ ـ ــﻊ‬
‫ﻛﻔـ ــﺎءة اﻻداء اﻟﻣﻌرﻓ ـ ـﻲ واﻟﺟﺳـ ــدي ﻟدﯾـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾؤﻛـ ــد دور اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت ﻓـ ــﻲ ﺗﻌـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﯾن اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ واﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ‪ .‬واﺗﻔﻘ ـ ــت أﯾﺿـ ـ ـﺎً ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟـ ـ ـراﻫن‬
‫ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﺎ ﺗوﺻ ـ ــل إﻟﯾ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺑ ـ ــﺎﺣﺛﯾن ﺣ ـ ــول اﻧﺧﻔ ـ ــﺎض ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟ ـ ــذاﻛرة واﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﺣﺳ ـ ــﺎﺑﯾﺔ واﻟطﻼﻗ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺗرﻛﯾـ ـ ــز واﻹدراك‪ ،‬واﻟـ ـ ــذاﻛرة ﻗﺻـ ـ ــﯾرة اﻟﻣـ ـ ــدى‪ ،‬وطوﯾﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ــدى‪ ،‬واﻟﺗﻧظـ ـ ــﯾم اﻟﺑﺻـ ـ ــري اﻹد ارﻛـ ـ ــﻲ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك‬
‫ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﺗـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺳـ ــﻠﺑﻲ ﻟﻠﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ـﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻘـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﻧﺷـ ــﺎط اﻟﺟﺳـ ــدي‬
‫اﻟﯾـ ـ ــوﻣﻲ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وارﺗﻔـ ـ ــﺎع اﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻧﻔﺳـ ـ ــﻬﺎ واﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ارﺗﻔـ ـ ــﺎع‬
‫درﺟ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻛوﻧ ـ ــﺎت اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ ﻛزﯾ ـ ــﺎدة ﺳ ـ ــﻧوات ﺗﻌﻠﯾﻣ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻣﺳ ـ ــﺗواﻩ اﻟﻣﻬﻧ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺗوظﯾﻔ ـ ــﻪ‬
‫ﻷوﻗــﺎت ﻓ ارﻏــﻪ ﺑﺷــﻛل أﻛﺛــر ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ) ‪Mazzonna & Peracchi, 2012; Hu, & Gruber,‬‬
‫‪.(2008; Leon, García & Roldan-Tapia,2014; Shaw, & Spokane,2008‬‬
‫وﺗﻔﺳـ ـ ــر ﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ــرض اﻟ ـ ـ ـراﻫن ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻧظرﯾـ ـ ــﺔ ﺑﯾﺎﺟﯾـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻣـ ـ ــو اﻟﻌﻘﻠـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻔـ ـ ــرد‬
‫وﺗ ـ ــدﻫورﻩ ﻋﺑ ـ ــر اﻟﺗﻘ ـ ــدم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــر اﻟزﻣﻧ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ اﺷ ـ ــﺎرت ﻟ ـ ــﻪ ﻣﻧظﻣ ـ ــﺔ اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـن ﺣ ـ ــدوث‬
‫ﺗ ـ ــدﻫور ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾـ ـ ــﺔ وارﺗﻔـ ـ ــﺎع ﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ اﻟوﻓﯾـ ـ ــﺎت ﻣﻘﺎرﻧـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟـ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ؛ ﺑﺳـ ــﺑب اﺳـ ــﺗﺧدام ﻫـ ــذﻩ اﻟـ ــدول ﻷﻛﺛـ ــر اﻟﺧطـ ــط اﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ واﻟﺻـ ــﺣﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗرﻓـ ــﻊ‬
‫ﻛﻔـ ـ ـ ـ ــﺎءة اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺟﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ـ ـ ــن )‪.(WHO,2015‬وﻗـ ـ ـ ـ ــد أﺷـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻛـ ـ ـ ـ ــل ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺗﯾـ ـ ـ ـ ــوﻛﯾر‬
‫وﺳ ـ ـ ــﺗﯾرن)‪ Tucker&Stern (2011‬إﻟ ـ ـ ــﻰ أن ﺿ ـ ـ ــﻣن ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻻﺳ ـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﻘ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــن ﻣ ـ ـ ــن‬
‫وﻗوﻋـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺷـ ـ ـ ــﻛﻼت اﻟﺻـ ـ ـ ــﺣﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺟﺳـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻘـ ـ ـ ــدم ﻣﺳـ ـ ـ ــﺗواﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺷـ ـ ـ ــﻐﻠﻪ ﻟﻠﻣﻬـ ـ ـ ــن‬
‫واﻟوظـ ــﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ‪ ،‬وﻗﯾﺎﻣـ ــﻪ ﺑﺎﻷﻧﺷـ ــطﺔ اﻟﻣﻔﯾـ ــدة وﻗـ ــت اﻟﻔ ـ ـراغ‪ ،‬ﻓ ـ ـﺈن ذﻟـ ــك ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠـ ــل ﻣـ ــن ﺣـ ــدوث‬
‫أﻣـ ـ ـراض ذات ﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻣر ﺳـ ـ ـواء أﻛﺎﻧ ـ ــت ﻫـ ـ ـذﻩ اﻷﻣـ ـ ـراض ﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ أو ﻣﻌرﻓﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻪ اﻟﺗﺣدﯾ ـ ــد‬
‫اﻟزﻫـ ــﺎﯾﻣر وﻓﻘ ـ ــدان اﻟ ـ ــذاﻛرة ‪ .‬ﻓ ـ ــﺈن وﺟ ـ ــود ﻣﺗﻐﯾ ـ ــر اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ ﺑﺷ ـ ــﻛل ﻛﺑﯾ ـ ــر ﻟ ـ ــدى اﻟﻔ ـ ــرد ﯾزﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن‬
‫ﻛﻔﺎءﺗـ ــﻪ اﻟﻌﺻـ ــﺑﯾﺔ‪ ،‬واﺳـ ــﺗﺧداﻣﻪ وﺗﻧﺷـ ــﯾطﻪ ﻟﻣﻧـ ــﺎطق إﺿـ ــﺎﻓﯾﺔ ﻓـ ــﻰ اﻟـ ــدﻣﺎغ ﺗﻌوﯾﺿ ـ ـﺎً ﻋـ ــن ﺑﻌـ ــض اﻟﻣﻧـ ــﺎطق‬
‫اﻻﺧـ ــرى اﻟﺗـ ــﻲ ﻗـ ــد ﺗﻛـ ــون ﺗـ ــﺄﺛرت ﺑﺎﻟﺗﻘـ ــدم ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻣـ ــر‪ ،‬أو اﻻﻧﻔﻌـ ــﺎل اﻟﺳـ ــﻠﺑﻲ‪ .‬وﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺷـ ــﻛل ) ‪(١‬‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﺑﯾن اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧظري ﻟﻠﻔرض اﻷول ‪.‬‬

‫‪٣٢٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت‬


‫اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ارﺗﻔﺎع‬

‫اﻧﺧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎض‬
‫اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‬ ‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬
‫ﺷﻛل )‪ (١‬دور اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻓﻲ ﺧﻔض أداء اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﺿﻌف‬
‫اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس دور اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬
‫ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﺷـ ــﻛل اﻟﺳـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﺗـ ــﺄﺛﯾر اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ رﻓـ ــﻊ ﻛﻔـ ــﺎءة ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــدرات‬
‫اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾوﺿـ ــﺢ اﻟﺳـ ــﻬﻣﯾن اﻟﻣﺗﺟﻬـ ــﯾن إﻟـ ــﻰ اﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــﯾن أن اﻟﺗﻘـ ــدم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎل اﻟﺳـ ــﻠﺑﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﺣﯾـ ــﺎة اﻟﻣﺳـ ــن ﯾﻘﻠﻠ ـ ــون ﻣـ ــن ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﺗوﺿـ ــﺢ اﻻﺳـ ــﻬم اﻟﻣﺗﺟﻬـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ اﺳـ ــﻔل ذﻟـ ــك ‪ .‬وﻣـ ــن اﻟﺷـ ــﻛل اﻟﺳـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺑـ ــﯾن أن اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ ﻗـ ــد ﻻ‬
‫ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻊ أن ﯾرﻓ ـ ــﻊ ﻣـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻘـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ــن ﻓ ـ ــﻲ وﺟـ ــود وﺗﻔﺎﻋ ـ ــل ﻣﺗﻐﯾ ـ ــري‬
‫اﻟﺗﻘـ ــدم ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻣﻌـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻷﺳـ ــﻬم اﻟﻬﺎﺑط ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﯾﻘـ ـ ــﺔ ﻟﻸﺳـ ـ ــﻬم اﻟﺻـ ـ ــﺎﻋدة؛ ﻟـ ـ ــذﻟك ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻌـ ـ ــزل اﻻﺣﺻـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻬـ ـ ــذﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـرﯾن ﻗـ ـ ــد ﯾﺳـ ـ ــﺎﻫم ﻓـ ـ ــﻲ ﻓﻬـ ـ ــم‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﻘد ارت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل أﻓﺿل ﻟدى اﻟﻣﺳن ‪.‬‬
‫ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ــرض اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ وﻣﻧﺎﻗﺷ ـ ــﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳ ـ ــﯾرﻫﺎ ‪:‬ﻟﻠﺗﺣﻘ ـ ــق ﻣ ـ ــن ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ــرض اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ أﯾﺿـ ـ ـﺎً ﻗ ـ ــﺎم اﻟﺑﺎﺣ ـ ــث‬
‫ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺗﺧدام ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎط اﻟﺑﺳ ـ ـ ـ ــﯾط واﻟﺟزﺋ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ــك ﻟﻠﻛﺷ ـ ـ ـ ــف ﻋ ـ ـ ـ ــن دور ﻛ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻌﻣ ـ ـ ـ ــر‬
‫واﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﻌـ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل وﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ﻛﻔـ ـ ــﺎءة ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﯾﺑـ ـ ــﯾن ﺟـ ـ ــدول ) ‪ ( ٤‬ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن ﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺑﺣـ ـ ــث ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﺿوء اﻟﻌزل اﻻﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺟدول ) ‪ ( ٤‬ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط واﻟﺟزﺋﻲ ﺑﯾن اﻟﺗﻌﻘل وﻛل ﻣن ﻛﻔﺎءة اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‬
‫واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﺑﻌد ﻋزل اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن‬

‫ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺟزﺋﻲ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺑﺳﯾط‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط‬


‫اﻟـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ‬ ‫اﻟـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‬ ‫اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‬
‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﻣﺗﻐﯾرات‬
‫‪٠,٦٤١‬‬ ‫‪٠,٥٢٢‬‬ ‫‪٠,٦٠١‬‬ ‫‪٠,٣٦٦‬‬ ‫‪٠,٤٦٧‬‬ ‫‪٠,٤٩٣‬‬ ‫‪٠,٥٩٢‬‬ ‫‪٠,٢٩٠‬‬ ‫اﻟﺗﻌﻘل‬
‫***‬ ‫***‬ ‫***‬ ‫*‬ ‫**‬ ‫**‬ ‫**‬ ‫×‬
‫ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﺟـ ــدول اﻟﺳـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺿـ ــﺢ وﺟـ ــود ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘـ ــل وﻛـ ــل ﻣـ ــن ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ‬
‫واﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ــر اﻟﻣﺟ ـ ــرد واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﻋﻧ ـ ــد ﻣﺳ ـ ــﺗوى دﻻﻟ ـ ــﺔ) ‪( ٠,٠١‬؛ وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ‬

‫‪٣٢٣‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﯾﻌﻧ ـ ـ ــﻲ أن زﯾ ـ ـ ــﺎدة ﻗ ـ ـ ــدرة اﻟﻔ ـ ـ ــرد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﯾرﻛ ـ ـ ــز ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺣظ ـ ـ ــﺔ اﻟراﻫﻧ ـ ـ ــﺔ وأﻓﻛ ـ ـ ــﺎرﻩ وﻣﺷ ـ ـ ــﺎﻋرﻩ وأﺣﺎﺳﯾﺳ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺣﺎﺿـ ـ ـ ـرة دون اﺟﺗـ ـ ـ ـرار اﺣ ـ ـ ــداث اﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ــﻲ أو اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﻘﺑل ﻣ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾزﯾ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــن اﺳ ـ ـ ــﺗﺧدام اﻟﻔ ـ ـ ــرد‬
‫ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﺗﺧزﯾﻧﻬـ ـ ــﺎ واﺳـ ـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺷـ ـ ــﻛل أﻛﺛـ ـ ــر ﻛﻔـ ـ ــﺎءة‪ ،‬واﺳـ ـ ــﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻠﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻷﻋـ ـ ــم واﻷﻛﺛـ ـ ــر ﻋﻣﻘ ـ ـ ـﺎً‬
‫وﺗﺻ ــﻧﯾﻔﺎً ﻟﻸﺷ ــﯾﺎء ﻓ ــﻲ ﻓﺋ ــﺎت‪،‬وذﻟ ــك ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ زﯾ ــﺎدة ﻛﻔ ــﺎءة وظ ــﺎﺋف اﻟﺑ ــدن‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــد ﺗﺗ ــﺄﺛر ﺳ ــﻠﺑﯾﺎً‬
‫ﺑﺷـ ــﻛل ﻛﺑﯾـ ــر ﺑﺳـ ــﺑب اﺟﺗ ار أرﺣـ ــداث اﻟﻣﺎﺿـ ــﻰ واﻟﺧـ ــوف واﻟﻘﻠـ ــق ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــﺗﻘﺑل‪ .‬ﻟـ ــذﻟك ﻓـ ــﺈن اﻟﺗرﻛﯾـ ــز ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟوﻗـ ــت اﻟﺣـ ــﺎﻟﻲ ﯾﺟﻧـ ــب اﻟﻔ ـ ـرد ﻣﺷـ ــﺎﻋرﻩ اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻣﻣـ ــﺎ ﺗﻘـ ــل ﻓرﺻـ ــﺔ إﺻـ ــﺎﺑﺗﻪ ﺑـ ــﺎﻷﻣراض اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟـ ــﺔ‬
‫ﻋـ ــن أﺳـ ــﺑﺎب اﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ وﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ ‪ .‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺟﺎﻧـ ــب اﻵﺧـ ــر ﻟـ ــم ﺗوﺟـ ــد ﻋﻼﻗـ ــﺔ داﻟـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘـ ــل وﻗـ ــدرة اﻟﻔـ ــرد‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾز اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‪.‬‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾوﺿ ـ ــﺢ ﺟ ـ ــدول ) ‪ ( ٤‬أﺛ ـ ــر اﻟﻌ ـ ــزل اﻻﺣﺻ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻣ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﻣﺗﻐﯾـ ـ ـرات اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟـ ـ ـراﻫن؛ ﻓﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻋ ـ ــزل اﻟﻌﻣ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ زادت اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ‬
‫اﻟداﻟ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل‪ ،‬وﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻻﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ‪ ،‬واﻟ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻔﻛﯾراﻟﻣﺟ ـ ــرد‪ ،‬واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫وذﻟـ ــك ﻋﻧـ ــد دﻻﻟـ ــﺔ) ‪ ، ٠,٠٥‬و ‪( ٠,٠٠١‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗ ـ ـواﻟﻲ ‪ .‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﻌﻧـ ــﻲ أﻧـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ظـ ــل إﻏﻔـ ــﺎل ﻣﺗﻐﯾـ ــر‬
‫اﻟﻌﻣ ـ ــر‪ ،‬واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎل اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﻲ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــن واﺳ ـ ــﺗﺑﻌﺎد ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫ﯾ ـ ــزداد اﻟﺗ ـ ــﺄﺛﯾر اﻹﯾﺟ ـ ــﺎﺑﻲ ﻟﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﯾ ـ ــﺎة اﻟﻣﺳ ـ ــن ﺑﺷ ـ ــﻛل ﻋ ـ ــﺎم وﻗد ارﺗ ـ ــﻪ اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﺷ ـ ــﻛل ﺧ ـ ــﺎص‪ .‬ﻓ ـ ــﺈن ﺗﻌ ـ ــود اﻟﻣﺳ ـ ــن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗرﻛﯾ ـ ــز ﻓ ـ ــﻲ أﻣ ـ ــور ﺣﯾﺎﺗ ـ ــﻪ ﻟﺣظ ـ ــﺔ ﺑﻠﺣظ ـ ــﺔ دون اﻟﺳ ـ ــرﺣﺎن أو‬
‫اﺟﺗ ـ ـرار اﻟﻣﺎﺿـ ــﻰ أو ﻫﻣ ـ ــوم اﻟﻣﺳـ ــﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﺄﺟﯾﻠـ ــﻪ ﻟﻠﺣﻛ ـ ــم ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻣ ـ ــور ﻓـ ــﻲ ﺑـ ــداﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻧﻘ ـ ــل اﻧﺗﺑﺎﻫـ ــﻪ ﻣ ـ ــن‬
‫ﻣﺛﯾـ ــر ﻵﺧـ ــر ﺑﻣروﻧـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ـﺎً ﻟﻣـ ــﺎ ﯾﺗطﻠﺑـ ــﻪ اﻟواﻗـ ــﻊ اﻟﺣﺎﺿـ ــر ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓـ ــﻊ اﻧﺗﺑﺎﻫـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﺟرﯾـ ــدﻩ ﻟﻸﻣـ ــور‬
‫واﻷﺷـ ــﯾﺎء‪ ،‬وﺗﺧزﯾﻧ ـ ــﻪ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت واﺳ ـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ‪ ،‬وزﯾ ـ ــﺎدة ﻧﺷ ـ ــﺎطﻪ اﻟﺑ ـ ــدﻧﻲ وﻋﻣ ـ ــل أﺟﻬزﺗ ـ ــﻪ اﻟﺣﯾوﯾ ـ ــﺔ ﺑﻛﻔ ـ ــﺎءة‬
‫ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل ﻏﯾـ ـ ــﺎب ﺗـ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﻌﻣـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎل اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﻲ ﺑﻌـ ـ ــد ﻋزﻟﻬﻣـ ـ ــﺎ إﺣﺻـ ـ ــﺎﺋﯾﺎً ‪ .‬ﻣـ ـ ــن اﻟﺟـ ـ ــدول‬
‫اﻟﺳ ـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن أﯾﺿـ ـ ـﺎً أن ﻗ ـ ــدرة اﻟﻔ ـ ــرد ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗرﻛﯾ ـ ــز اﻻﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ وﻣﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــذا اﻟﺗرﻛﯾ ـ ــز ﯾﺗ ـ ــﺄﺛر ﺑﺷ ـ ــﻛل ﻛﺑﯾ ـ ــر‬
‫ﺑﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ــﺗﻪ ﻟﻠﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل ﻣـ ـ ـ ــن ﻋدﻣـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻟﻛـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـرﯾطﺔ أن ﻻ ﯾﺗـ ـ ـ ــدﺧل ﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـ ـ ار زﯾـ ـ ـ ــﺎدة اﻟﻌﻣـ ـ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ـ ـ ــﺎﻻت‬
‫اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ؛ ﺣﯾ ـ ــث أﻧﻬﻣ ـ ــﺎ أﻛﺛ ـ ــر ﺗ ـ ــﺄﺛﯾ ارً ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﻧﺗﺑـ ـ ــﺎﻩ‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ وﺟودﻫﻣ ـ ــﺎ ﻻ ﯾظﻬ ـ ــر أﺛ ـ ــر اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل اﻹﯾﺟـ ـ ــﺎﺑﻲ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻻﻧﺗﺑـ ــﺎﻩ ‪ .‬وﻣﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺑق ﯾﺗﺑـ ــﯾن ﺗﺣﻘـ ــق اﻟﻔـ ــرض اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن وﺟـ ــود دور ﻟﻠﻌﻣـ ــر واﻹﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ ﺗﻌـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘـ ــل وﻛﻔـ ــﺎءة أداءاﻟﻘـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻫـ ــو‬
‫ﻣ ـ ــﺎ أﻛدﺗ ـ ــﻪ ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ د ارﺳ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــض اﻟﺑ ـ ــﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻻﻫﺗﻣ ـ ــﺎم ﺑﺗ ـ ــدرﯾب اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل‬
‫أﻣ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓ ـ ـ ــﻊ ﻛﻔ ـ ـ ــﺎءة اﻟﻘ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــدﯾﻬم ﻛﺎﻟ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ـ ــﺔ واﻟوظ ـ ـ ــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫)‪ . (Chambers,Lo,&Allen,2008‬ﻟ ـ ـ ــﯾس ذﻟ ـ ـ ــك ﻓﺣﺳ ـ ـ ــب ﺑ ـ ـ ــل وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى اﻟﺻ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫أﯾﺿـ ـ ـﺎً؛ ﺣﯾ ـ ــث أﯾ ـ ــدت ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ د ارﺳ ـ ــﺔ ﻣوﯾﻧﯾﻬ ـ ــﺎن وزﻣﻼﺋ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﺗوﺻ ـ ــل ﻟ ـ ــﻪ اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟﺣ ـ ــﺎﻟﻲ؛ ﺣﯾ ـ ــث أﻛ ـ ــد‬
‫اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛون أن ﺗـ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل واﻟﺗـ ـ ــدرﯾب ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﻗـ ـ ــد ﯾﺻـ ـ ــل ﺑﻬـ ـ ــم ﻟرﻓـ ـ ــﻊ ﻛﻔـ ـ ــﺎءة أﺟﻬ ـ ـ ـزﺗﻬم‬
‫اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﺑﻣـ ــﺎ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻟﻣﻧ ـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺗـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﺟﺳ ـ ــﺎم اﻟﻣﺿـ ــﺎدة اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬـ ــﺎ اﻟﺟﻬ ـ ــﺎز‬
‫اﻟﻣﻧـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﻟﻠـ ـ ـ ــدﻓﺎع ﻋـ ـ ـ ــن أﺟﻬ ـ ـ ـ ـزة اﻟﺟﺳـ ـ ـ ــم اﻷﺧـ ـ ـ ــرى )‪ .(MoynihanetaL,2013‬وﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ــرﻏم ﻣـ ـ ـ ــن‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟطردﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌﻘ ـ ــل ﺑﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ــن‪ ،‬إﻻ أن وﺟ ـ ــود‬

‫‪٣٢٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اﻟﺗﻘ ـ ــدم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــر اﻟزﻣﻧ ـ ــﻲ واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎل اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﻲ واﻟﺷ ـ ــﻌور ﺑﺎﻟوﺣ ـ ــدة ﻗ ـ ــد ﯾﻌوﻗ ـ ــون ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﺗﻔـ ــق ﻣـ ــﻊ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ ﺑﻌـ ــض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾﻧﺎﻟـ ــذﯾن أﺷـ ــﺎروا إﻟـ ــﻰ أن اﻟﺗﻘـ ــدم ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻣـ ــر وﺷـ ــﻌور اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن ﺑﺎﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت‬
‫اﻟوﺣـ ــدة واﻻﻛﺗﺋـ ــﺎب واﻟﺣـ ــزن ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠـ ــل ﻣـ ــن ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻌـ ــوق اﻟﺗﻌﻘ ـ ـل‬
‫‪WIlliams,‬‬ ‫‪Zhang,‬‬ ‫&‬ ‫‪Packard,‬‬ ‫;‪2017‬‬ ‫‪Soyuer‬‬ ‫&‬ ‫ﻣــن أن ﯾرﻓــﻊ ﻣــن ﻛﻔﺎءﺗﻬﻣــﺎ)‬
‫‪.(Senol, 2011‬‬
‫إﻻ أن ﻓـ ــﻲ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ د ارﺳـ ــﺔ ﻟﯾﻧـ ــزي وزﻣﻼﺋﻬﺄﺛﺑﺗـ ــت اﻟﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ أن ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻟـ ــﻪ ﺗـ ــﺄﺛﯾر ﻣـ ــزدوج ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻛـ ـ ــﺎﻟﻘﻠق ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬واﻟﻘـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ــﺔ ﻛﺎﻟﺗـ ـ ــذﻛر واﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر واﻻﻧﺗﺑـ ـ ــﺎﻩ‬
‫واﻟوظـ ـ ــﺎﺋف اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــو ﺑ ـ ـ ــذﻟك أﻛﺛ ـ ـ ــر ﻓﺎﺋ ـ ـ ــدة ﻟﻛ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن اﻟﺻ ـ ـ ــﺣﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ـ ــﻧﯾن‪،‬‬
‫وﺑﻘدرﺗـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺗﺣﻛم ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ــﺣﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ وﺿـ ـ ــﺑط اﻟﻘﻠـ ـ ــق ‪ ،‬ﯾـ ـ ــزداد اﻟﻧﺷـ ـ ــﺎط اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ واﻟﺟﺳـ ـ ــدي‬
‫ﻟ ـ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ـ ــن)‪.( Lenze,etal,2014‬وﺗﻔﺳ ـ ـ ــر ﻧﺗﯾﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ـ ــرض اﻟﺛ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺷ ـ ـ ــﺎر إﻟﯾ ـ ـ ــﻪ‬
‫‪ Hölzel‬ﻓ ــﻲ ﻧظـ ـرﯾﺗﻬم اﻟﺗ ــﻲ أﺷ ــﺎروا ﻓﯾﻬ ــﺎ إﻟ ــﻰ ﺳ ــﻌﻲ اﻟﻔ ــرد ﻟﻠﺗرﻛﯾ ــز‬ ‫‪etal‬‬ ‫ﻫوﻟزﯾ ــل وزﻣﻼﺋ ــﻪ)‪(2011‬‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺧﺑ ارﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟداﺧﻠﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺟﺳـ ـ ـ ـﻣﻪ أ و اﻧﻔﻌﺎﻻﺗ ـ ـ ــﻪ‪ٕ ،‬واﻋ ـ ـ ــﺎدة ﺗﻧظـ ـ ـ ــﯾم ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ــﺎﻻت ﺑﺷـ ـ ـ ــﻛل‬
‫إﯾﺟـ ـ ــﺎﺑﻲ؛ ﺑﺣﯾـ ـ ــث ﯾـ ـ ــﻧﻌﻛس ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻔـ ـ ــرد وﺗﺣﺳ ـ ـ ـﯾﻧﻬﺎ؛ ﻓـ ـ ــﺈن ﻣواﺟﻬـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ــرد ﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺗـ ـ ــﻪ‬
‫وأﻓﻛـ ــﺎرﻩ دون ﺗﺟﻧﺑﻬـ ــﺎ أو اﻟﻬـ ــروب ﻣﻧﻬـ ــﺎ أو ﻗﻣﻌﻬـ ــﺎ ﯾﺟﻌـ ــل اﻟﻔـ ــرد أﻛﺛـ ــر ﺗﻘـ ــﺑﻼً ﻟﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﯾﻘـ ــل ﺗﺄﺛﯾرﻫـ ــﺎ‬
‫اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟوظ ـ ــﺎﺋف اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ‪ .‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺗﻔﺳ ـ ــر ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل واﻟﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻣﻌرﻓﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن‬
‫ﺧـ ــﻼل ﻗـ ــدرة اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ اﺳﺗﺣﺿـ ــﺎر اﻹﻧﻔﻌـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـ ــﺔ واﻟـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﺑﺷـ ــﻛل ﯾﺳـ ــﺎﻫم ﻓـ ــﻲ‬
‫ﺗوﺳ ـ ــﯾﻊ ﻧط ـ ــﺎق اﻟﻔﻛـ ـ ـر واﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ وارﺗﻔ ـ ــﺎع إﺑ ـ ــداع اﻟﻔ ـ ــرد وطﻼﻗ ـ ــﺔ ﻓﻛـ ـ ـرﻩ وﻗد ارﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻹﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻌ ـ ــد اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل أﺣ ـ ــد ﻣﺻـ ـ ـﺎدر اﺳ ـ ــﺗدﻋﺎء ﻫ ـ ــذﻩ اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ ‪ .‬وأﯾ ـ ــد‬
‫ذﻟ ـ ــك ﻓرﯾدرﯾﺳ ـ ــﻛون ﻋ ـ ــﺎم ‪ ١٩٩٨‬ﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ ﺗﺣ ـ ــدث ﻋ ـ ــن اﻟﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋﯾ ـ ــﺔ ﻟﻼﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ‪ٕ ،‬واﯾﺿ ـ ــﺎح‬
‫دور اﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻊ ﻧط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق اﻟﻔﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻟطﻼﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻋﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت)‪ .(Fredrecson&Chon,2008‬وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻛل ) ‪ ( ٢‬ﯾﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺗﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر‬
‫اﻟﻧظري ﻟﻠﻔرض اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻣ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ارﺗﻔﺎع‬
‫اﻧﺧﻔﺎض‬
‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‬

‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﻘل‬
‫ﺷﻛل )‪ (٢‬دور ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﻘل ﻓﻲ ﺑث اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع أداء‬
‫اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻛس دور اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‬

‫‪٣٢٥‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﺷـ ـ ــﻛل )‪ (٢‬ﯾﺗﺿـ ـ ــﺢ ﺗـ ـ ــﺄﺛﯾر ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻲ اﺳﺗﺣﺿـ ـ ــﺎر اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت اﻻﯾﺟﺎﺑﯾـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺷـ ــﻌور ﺑﺎﻟ ارﺣـ ــﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﻧـ ــﺗﺞ ﻋﻧـ ــﻪ ارﺗﻔـ ــﺎع اﻟﻘـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ وﺗوﺳـ ــﯾﻊ ﻧطـ ــﺎق اﻟﻔﻛـ ــر‪،‬‬
‫وزﯾ ـ ــﺎدة ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ واﻻﺗـ ـ ـزان اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻟﻲ ‪ .‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾوﺿ ـ ــﺢ اﻟﺷ ـ ــﻛل ﺗ ـ ــدﻫور واﻧﺧﻔ ـ ــﺎض اﻟﻘ ـ ــدرة‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﯾـ ــﺔ واﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﺑوﺟـ ــود ﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟﺗﻘـ ــدم اﻟزﻣﻧـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻣـ ــر واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎل اﻟﺳـ ــﻠﺑﻲ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻟﻛـ ــن‬
‫ﺑﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﺗﺗوﻟ ـ ــد اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺳ ـ ــﺎﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﻛﺑ ـ ــت اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺋﺔ ﻟ ـ ــدى‬
‫اﻟﻣﺳـ ــن‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﺗﺿ ـ ــﺢ ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﻬم اﻟﺻ ـ ــﺎﻋد اﻟـ ــذي ﯾﺷـ ــﯾر ﻟﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﻬم اﻟﻬـ ــﺎﺑط واﻟﺗـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﺗﻘ ـ ــدم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــر واﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎل اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﻲ‪،‬وﻫو اﻟﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــذي ذﻛرﺗ ـ ــﻪ ﻧظرﯾ ـ ــﺔ ﻫوﻟزﯾ ـ ــل وﻓردرﯾﻛﺳ ـ ــون‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧظري ﻟﻠﺗﻌﻘل وأﻫﻣﯾﺔ ﺗدرﯾب اﻟﻣﺳﻧﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔـ ـ ــرض اﻟﺛﺎﻟـ ـ ــث وﻣﻧﺎﻗﺷـ ـ ــﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳ ـ ــﯾرﻫﺎ‪ :‬ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل اﻟﺗﺣﻘـ ـ ــق ﻣ ـ ــن اﻟﻔـ ـ ــرض اﻟﺛﺎﻟـ ـ ــث اﺳـ ـ ــﺗﺧدم‬
‫أﺳ ـ ــﻠوب ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻻﻧﺣ ـ ــدار اﻟﻣﺗﻌ ـ ــدد ﻟﺗﻧ ـ ــﺎول ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ ﻫ ـ ــذا اﻟﻔ ـ ــرض‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺑﻌ ـ ــدﻣﺎ ﺗﺄﻛ ـ ــدﻧﺎ ﻣ ـ ــن ﻋ ـ ــدم وﺟ ـ ــود‬
‫اﻟﺗ ـ ـواء ﻓـ ــﻲ ﺗوزﯾـ ــﻊ درﺟـ ــﺎت اﻷﻓـ ـ ـراد ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﺣ ـ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗﺿـ ــﺢ ﻓـ ــﻲ ﺟ ـ ــدول ) ‪( ٥‬‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺟدول ) ‪ ( ٥‬ﻗﯾم اﻻﻟﺗواء ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﺣث اﻟراﻫن ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬
‫اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟوظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋف‬ ‫اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ‬ ‫اﻻدﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﻌﻘل‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات‬
‫اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ‬ ‫اﻟﻧوع‬

‫‪٠,٧٧٧‬‬ ‫‪٠,٤٥٧‬‬ ‫‪٠,٧٤١‬‬ ‫‪٠,٣٥٢‬‬ ‫‪٠,٢٤٧‬‬ ‫‪٠,٦٥٨‬‬ ‫اﻟﻣﺳﻧﯾن‬


‫أﺷـ ـ ــﺎرت ﻧﺗـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺟـ ـ ــدول اﻟﺳـ ـ ــﺎﺑق إﻟـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــدم وﺟـ ـ ــود اﻟﺗ ـ ـ ـواء دال ﻓـ ـ ــﻲ درﺟـ ـ ــﺎت ﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺑﺣـ ـ ــث‬
‫اﻟ ـ ـراﻫن؛ ﺣﯾـ ــث اﻗﺗرﺑـ ــت ﻗـ ــﯾم اﻻﻟﺗ ـ ـواء ﻟﻬـ ــذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات ﻣـ ــن اﻟﺻـ ــﻔر ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻟـ ــم ﺗـ ــﺗﺧط ﻗﯾﻣـ ــﺔ زد‬
‫)‪ . (١,٩٦‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﯾﺗ ـ ــﯾﺢ إﺟ ـ ـراء ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻻﻧﺣـ ــدار اﻟﻣﺗﻌـ ــدد اﻟﺗ ـ ــدرﯾﺟﻲ‪ ،١‬واﻟـ ــذي ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ أﺣﯾﺎﻧ ـ ـﺎً )ﺧط ـ ــوة‬
‫ﺑﺧطـ ـ ــوة( ؛ واﻟـ ـ ــذي ﯾـ ـ ــﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣـ ـ ــث ﻣــ ــن ﺧﻼﻟـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن ﺗرﺗﯾـ ـ ــب اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻘـ ـ ــﻊ ﻣوﺿـ ـ ــﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـ ــر‬
‫اﻟﺗﻧﺑ ـ ـ ــؤي )اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﻘل( ﺣﺳ ـ ـ ــب ﻗ ـ ـ ــوة ﺗﻧﺑﺋﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﻘ ـ ـ ــﻊ ﻣوﺿ ـ ـ ــﻊ ﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ــر اﻻﺳ ـ ـ ــﺗﺟﺎﺑﺔ)اﻟﻣﺗﻐﯾر‬
‫اﻟﺗـ ــﺎﺑﻊ( ‪ ،‬واﺳـ ــﺗﺑﻌﺎد اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات ﻏﯾـ ــر اﻟﻘـ ــﺎدرة ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑـ ــؤ ﺑـ ــﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘـ ــﻊ ﻣوﺿـ ــﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾـ ــر اﻟﺗـ ــﺎﺑﻊ‬
‫‪ .‬وﻗ ـ ــد اﺳ ـ ــﺗطﺎع ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻻﻧﺣ ـ ــدار اﻟﻣﺗﻌ ـ ــدد اﻟﺗ ـ ــدرﯾﺟﻲ أن ﯾﺳ ـ ــﺗﺑﻌد ﻣﺗﻐﯾ ـ ــر اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ ﻻﻧﺧﻔ ـ ــﺎض‬
‫ﻗدرﺗ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑ ـ ــؤ ﺑﻛـ ـ ــل ﻣ ـ ــن اﻟـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟ ـ ــرد‪ ،‬واﺳـ ـ ــﺗطﺎع أن ﯾظﻬ ـ ــر ﻗـ ـ ــدرة اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑ ـ ـؤ ﺑﻛﻔـ ــﺎءة اﻟـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر اﻟﻣﺟـ ــرد ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن اﻟـ ــذﻛور‪ ،‬وﯾﺑـ ــﯾن ﺟـ ــدوﻟﻲ ) ‪،( ٦‬‬
‫و ) ‪ ( ٧‬ﻗـ ـ ــدرة اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ﻓﻘـ ـ ــط ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑـ ـ ــؤ ﺑﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟـ ـ ــرد ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن‬
‫اﻟذﻛور‪.‬‬

‫‪1 Stepwise regression‬‬


‫‪٣٢٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺟدول ) ‪ ( ٦‬اﻻﻧﺣدار اﻟﻣﺗﻌدد ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻌﻘل ﻛﻣﻧﺑﻰء‬


‫ﺑﻛﻔﺎءة اﻟذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬

‫اﻟﺗذﻛر‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫ﻣرﺑﻊ اﻹﺳ ـ ـ ــﻬﺎم‬ ‫اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻊ‬


‫ﻗﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟدﻻﻟﺔ‬ ‫ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫دﻻﻟـ ـ ـ ـ ــﺔ م‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط‬
‫اﻟﺛﺎﺑت‬ ‫ت‬ ‫اﻻﻧﺣدار‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫اﻟﻣﺗﻌدد ﻣرﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻻرﺗﺑ ـ ــﺎط‬ ‫اﻟﻤﻨﺒﺌﺎت‬

‫اﻟﻣﺗﻌدد‬
‫‪١,٣٠٨‬‬ ‫‪٠,٠٠١‬‬ ‫‪٤,٠٩١‬‬ ‫‪٠,٠٢٩‬‬ ‫‪٠,٠٠١‬‬ ‫‪١٦,٧٤٠‬‬ ‫‪٠,٣٣٠‬‬ ‫‪٠,٣٥١‬‬ ‫اﻟﺗﻌﻘل ‪٠,٥٩٢‬‬

‫ﺗﺷ ـ ــﯾر ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻻﻧﺣ ـ ــدار ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻔ ـ ــرض اﻟﺛﺎﻟ ـ ــث إﻟ ـ ــﻰ ﻗ ـ ــدرة اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑ ـ ــؤ ﺑﺎرﺗﻔ ـ ــﺎع أداء‬
‫اﻟـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻧـ ـ ـ ــد اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻧﯾن ﺑدﻻﻟـ ـ ـ ــﺔ )‪ . (٠,٠٠١‬وﻗـ ـ ـ ــد ﻓﺳـ ـ ـ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـ ـ ــر ‪ % ٣٥‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗﺑـ ـ ـ ــﺎﯾن‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛ ـ ــن ﺻ ـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻟ ـ ــﺔ اﻟﺗﻧﺑؤﯾ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ﻛﺎﻟﺗ ـ ــﺎﻟﻲ ‪ :‬اﻟ ـ ــذاﻛرة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ = ‪ (٠,٠٢٩)+ ١,٣٠٨‬اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ـ ــل ‪ .‬وﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ ﯾﺗﺿـ ـ ـ ـ ــﺢ أن اﺳـ ـ ـ ـ ــﺗﺧدام اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ــﻧﯾن‬
‫ﻷﺳـ ـ ــﻠوب اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﯾـ ـ ــﺎﺗﻬم واﻟﺗرﻛﯾـ ـ ــز ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺷـ ـ ــﺎﻋرﻫم وأﻓﻛـ ـ ــﺎرﻫم واﻷﺣـ ـ ــداث ﻓـ ـ ــﻲ اﻟوﻗـ ـ ــت اﻟﺣـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪،‬‬
‫ٕواﻏﻔـ ـ ــﺎﻟﻬم ﻟﻠﺗـ ـ ــﺄﺛر ﺑﺎﻟﻣﺎﺿـ ـ ــﻲ وأﺣ ازﻧـ ـ ــﻪ وذﻛرﯾﺎﺗـ ـ ــﻪ أو اﻟﺧـ ـ ــوف ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻘﺑل ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــن‬
‫ﻛﻔـ ـ ـ ــﺎءة اﻟـ ـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــن‪ ،‬وﻗدرﺗـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺗﺧ ـ ـ ـ ـزﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺷـ ـ ـ ــﻛل اﻛﺛـ ـ ـ ــر ﻛﻔـ ـ ـ ــﺎءة‬
‫واﺳ ـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﻠـ ـ ــﻪ ﻟﻠﻣﺷـ ـ ــﻛﻼت‪ ،‬أو اﺗﺧـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـرار‪ ،‬أو اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر ‪ .‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺑـ ـ ــﯾن ﺟـ ـ ــدول ) ‪ ( ٧‬ﻗـ ـ ــدرة‬
‫اﻟﺗﻌﻘل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺟرد ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور ‪.‬‬
‫ﺟدول ) ‪ ( ٧‬اﻻﻧﺣدار اﻟﻣﺗﻌدد ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻌﻘل ﻛﻣﻧﺑﻰء‬
‫ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺟرد ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺟرد‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﯾر‬

‫ﻣرﺑﻊ اﻹﺳ ـ ـ ــﻬﺎم‬ ‫اﻟﺗﺎﺑﻊ‬


‫ﻗﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟدﻻﻟﺔ‬ ‫ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫دﻻﻟ ـ ـ ــﺔ م‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫اﻻرﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺛﺎﺑت‬ ‫ت‬ ‫اﻻﻧﺣدار‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫اﻟﻣﺗﻌدد ﻣرﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‬ ‫ط‬
‫اﻻرﺗﺑ ـ ــﺎط‬
‫اﻟﻤﻨﺒﺌﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌدد‬

‫‪١,٨٧٩‬‬ ‫‪٠,٠١‬‬ ‫‪٣,١٥٢‬‬ ‫‪٠,١٦٦‬‬ ‫‪٠,٠١‬‬ ‫‪٩,٩٣٥‬‬ ‫‪٠,٢١٨‬‬ ‫‪٠,٢٤٣‬‬ ‫‪٠,٤٩٣‬‬ ‫اﻟﺗﻌﻘل‬

‫‪٣٢٧‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺟ ـ ــدول اﻟﺳ ـ ــﺎﺑق ﺗﺷ ـ ــﯾر ﻧﺗ ـ ــﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻻﻧﺣ ـ ــدار ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻔ ـ ــرض اﻟﺛﺎﻟ ـ ــث إﻟ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗﺑﻌﺎد‬
‫اﻻدﺧ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻗدرﺗ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑ ـ ــؤ ﺑﺎرﺗﻔ ـ ــﺎع ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ــر اﻟﻣﺟ ـ ــرد ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻧﻘـ ـ ــﯾض اﺳـ ـ ــﺗطﺎع اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل أن ﯾﺗﻧﺑـ ـ ــﺄ ﺑﺎرﺗﻔـ ـ ــﺎع أداء اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟـ ـ ــرد ﻋﻧـ ـ ــد اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﺑدﻻﻟـ ـ ــﺔ )‪. (٠,٠١‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــد ﻓﺳ ـ ـ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـ ــر ‪ % ٢٤‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗﺑ ـ ـ ــﺎﯾن‪ .‬وﯾﻣﻛ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻧﺑؤﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﻛﻔـ ـ ـ ــﺎءة‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟـ ـ ــرد ﻟـ ـ ــدى اﻟﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن ﻛﺎﻟﺗـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪ :‬اﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺟـ ـ ــرد = ‪ (٠,١٦٦)+ ١,٨٧٩‬اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ‪ .‬وﻣـ ـ ــن‬
‫ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﯾﺗﺿـ ــﺢ أن اﺳـ ــﺗﺧدام اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن ﻷﺳـ ــﻠوب اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻓـ ــﻲ ﺣﯾ ـ ـﺎﺗﻬم ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓـ ــﻊ ﺗﺟرﯾـ ــدﻫم‬
‫ﻟﻸﺷ ـ ــﯾﺎء‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ وأن اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﯾﺗﺳ ـ ــم ﺑ ـ ــﺎﻟﺗرﻛﯾز ٕواﻣﻌ ـ ــﺎن اﻟﻧظ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ اﻷﻣ ـ ــور ﺑﻌﻣ ـ ــق‪ ،‬ﻟ ـ ــذﻟك ﺗرﺗﻔ ـ ــﻊ ﻗ ـ ــدرة‬
‫اﻟﻔ ـ ــرد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾ ـ ــر ﺑﺷ ـ ــﻛل أﻋ ـ ــم وأﺷ ـ ــﻣل‪ ،‬وﺗﺟرﯾ ـ ــد اﻷﻣ ـ ــور ﺑ ـ ــدﻻً ﻣ ـ ــن اﻟﻧظ ـ ــر إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ ﺑﺷ ـ ــﻛل ﻋﯾ ـ ــﺎﻧﻲ أو‬
‫ﺳـ ــطﺣﻲ‪ .‬وﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﺳـ ــﺎﺑق ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﺗﺣﻘـ ــق اﻟﻔـ ــرض اﻟﺛﺎﻟـ ــث ﻓـ ــﻲ ﺑﻌـ ــض ﺟواﻧﺑـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ــو ﺗﻣﻛـ ــن اﻟﺗﻌﻘـ ــل‬
‫ﻣـ ــن اﻟﺗﻧﺑـ ــؤ ﺑﺎرﺗﻔـ ــﺎع اﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر اﻟﺗﺟرﯾـ ــدي واﻟـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ أﻛدﺗـ ــﻪ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ د ارﺳـ ــﺔ‬
‫ﺑﻌـ ــض اﻟﺑـ ــﺎﺣﺛﯾن ﻓـ ــﻲ إﺛﺑـ ــﺎت وﺟـ ــود ﻋﻼﻗـ ــﺔ طردﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﺑﻛﻔـ ــﺎءة اﻟـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ وﺳـ ــﻌﺔ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاﻛرة‪ ،‬وﻋﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ ﺑﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺎت اﻟﻌﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل واﻟﺗﻔﻛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫)‪.( Mrazek, Franklin, Phillips, Baird, & Schooler, 2013‬‬
‫‪Jha,‬‬ ‫‪Stanley,‬‬ ‫‪Kiyonaga,‬‬ ‫‪Wong‬‬ ‫&‬ ‫وﻫ ــو ﻣ ــﺎ أﯾدﺗ ــﻪ ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ د ارﺳ ــﺔ ﺟﻬ ــﺎ ذاﺗﻬ ــﺎ‬
‫‪ (2010)Gelfand‬ﻓـ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ــدرة اﻟﺑرﻧـ ـ ــﺎﻣﺞ اﻟﺗـ ـ ــدرﯾﺑﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻧﻣﯾـ ـ ــﺔ ﺧطـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل واﻧﻌﻛـ ـ ــﺎس أﺛرﻫـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺧﺑـ ـ ـرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ ‪ .‬وﺗﻔﺳ ـ ــر ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ اﻟﺑﺣ ـ ــث اﻟﺣ ـ ــﺎﻟﻲ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل‬
‫ﺗ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻔ ـ ــرد وﺗﺣﺳ ـ ــﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺳ ـ ــﻬل ﻣ ـ ــن ﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت وأداء‬
‫اﻟـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ ‪ .‬وﯾﻔﺳـ ـ ــر ﻓراﯾﺟﯾـ ـ ــدا ارﺗﺑـ ـ ــﺎط اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ﺑﻛﻔـ ـ ــﺎءة اﻟـ ـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ ﺑﺳـ ـ ــﺑب ارﺗﺑـ ـ ــﺎط اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺧﺑرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﯾﻧ ـ ــﺗﺞ ﻋﻧ ـ ــﻪ ﻋدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺑﻧ ـ ــﺎءة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﯾﺷـ ـ ــﯾر إﻟﯾﻬـ ـ ــﺎ ﻓ ارﯾﺟﯾـ ـ ــدا ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻣـ ـ ــوذج اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ﻟﻣﻧﺷـ ـ ــﺄ اﻻﻧﻔﻌـ ـ ــﺎﻻت؛ ﺣﯾـ ـ ــث أﺷـ ـ ــﺎر إﻟـ ـ ــﻰ ﻧﻣـ ـ ــوذج وﻋـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟـ ـ ـ ــدﻣﺎغ ﺑﻣﺛﯾ ـ ـ ـ ـرات اﻟﺧﺑ ـ ـ ـ ـرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺗوﻟـ ـ ـ ــد ﻧﺗﯾﺟـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل ‪ .‬وﺑـ ـ ـ ــدﺧول اﻟﻣﺛﯾـ ـ ـ ــر‬
‫اﻻﻧﻔﻌ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻟﻣﺻ ـ ـ ــﺎدر اﻹﺣﺳ ـ ـ ــﺎس‪ ،‬ﺗﺑ ـ ـ ــدأ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣﺳ ـ ـ ــﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻧﺗﻘ ـ ـ ــل اﻟﺧﺑـ ـ ـ ـرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ـ ــﺎرة إﻟ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟـ ــذاﻛرة اﻟﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣﺳ ـ ـن ﻣـ ــن أداﺋﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺗﻧﺗﻘـ ــل اﻟﻣﺛﯾ ـ ـرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ ﺗﺣﺳـ ــﯾن ﻛﻔـ ــﺎءة‬
‫اﻟذاﻛرة طوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى) ‪.(Frijda,2008‬‬
‫ﻧﺗ ـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ـ ــرض اﻟ ارﺑ ـ ـ ــﻊ وﻣﻧﺎﻗﺷ ـ ـ ــﺗﻬﺎ وﺗﻔﺳ ـ ـ ــﯾرﻫﺎ‪:‬ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣ ـ ـ ــن ﻧﺗ ـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﻔ ـ ـ ــرض اﻟ ارﺑ ـ ـ ــﻊ ﻗ ـ ـ ــﺎم اﻟﺑﺎﺣ ـ ـ ــث‬
‫ﺑﺎﺳـ ــﺗﺧدام ﺗﺣﻠﯾـ ــل اﻻﻧﺣـ ــدار اﻟﻣﺗﻌـ ــدد اﯾﺿ ـ ـﺎً؛ ﺣﯾـ ــث ﯾﺷـ ــﯾر ﺟـ ــدول ) ‪ ( ٨‬إﻟـ ــﻰ ﻗـ ــدرة اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻓﻘـ ــط ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‪.‬‬

‫‪٣٢٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‪ ،(٣) ٦ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﺟدول ) ‪ ( ٨‬اﻻﻧﺣدار اﻟﻣﺗﻌدد ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻌﻘل ﻛﻣﻧﺑﻰء‬


‫ﺑﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺳﻧﯾن اﻟذﻛور‬
‫ﻛﻔﺎءة اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ‬ ‫ﻣﺗﻐﯾر‬
‫اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ‬
‫ﻣرﺑﻊ اﻹﺳ ــﻬﺎم ﻓ ــﻲ‬
‫ﻗﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟدﻻﻟﺔ‬ ‫ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫دﻻﻟـ ـ ـ ــﺔ م‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط ﻣرﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫اﻻرﺗﺑﺎط‬
‫اﻟﺛﺎﺑت‬ ‫ت‬ ‫اﻻﻧﺣدار‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫اﻟﻣﺗﻌدد اﻻرﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎط‬ ‫اﻟﻤﻨﺒﺌﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌدد‬
‫‪١٢٦,٠٨٧‬‬ ‫‪٠,٠١‬‬ ‫‪٢,٩٤٢‬‬ ‫‪٠,٥٣٣‬‬ ‫‪٠,٠١‬‬ ‫‪٨,٦٥٥‬‬ ‫‪٠,١٩٣‬‬ ‫‪٠,٢١٨‬‬ ‫اﻟﺗﻌﻘل ‪٠,٤٦٧‬‬

‫وﺗﺷـ ـ ــﯾر ﻧﺗـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻔـ ـ ــرض إﻟـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ــﺗﺑﻌﺎد اﻻدﺧـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ ﻗدرﺗـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﺑـ ـ ــؤ ﺑﺎرﺗﻔـ ـ ــﺎع‬
‫ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ــﻧﯾن ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻧﻘ ـ ــﯾض اﺳ ـ ــﺗطﺎع اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل أن ﯾﺗﻧﺑ ـ ــﺄ ﺑﺎرﺗﻔ ـ ــﺎع ﻛﻔ ـ ــﺎءة‬
‫اﻟﺻـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻋﻧـ ـ ـ ــد اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻧﯾن ﺑدﻻﻟـ ـ ـ ــﺔ )‪ . (٠,٠١‬وﻗـ ـ ـ ــد ﻓﺳـ ـ ـ ــر اﻟﻣﺗﻐﯾـ ـ ـ ــر ‪ % ٢١‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗﺑـ ـ ـ ــﺎﯾن‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻧﺑؤﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﻛﻔ ـ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻧﯾن ﻛﺎﻟﺗ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﺻـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ = ‪ (٠,٥٣٣)+ ١٢٦,٠٨٧‬اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل ‪ .‬وﻣـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟـ ـ ـ ــﺔ ﯾﺗﺿـ ـ ـ ــﺢ أن اﺳـ ـ ـ ــﺗﺧدام‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻧﯾن ﻷﺳـ ـ ـ ــﻠوب اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل واﻟـ ـ ـ ــوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻠﺣظـ ـ ـ ــﺔ اﻟراﻫﻧـ ـ ـ ــﺔ وﻣﻌﺎﯾﺷـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣﺎﺿـ ـ ـ ــر ﺑـ ـ ـ ــدﻻً ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺎﺿـ ـ ـ ــﻲ‬
‫واﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻘﺑل‪ٕ ،‬وارﺟـ ـ ــﺎء اﻻﺣﻛـ ـ ــﺎم ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻣـ ـ ــور وﻋـ ـ ــدم اﻻﻧﺷـ ـ ــﻐﺎل ﺑـ ـ ــﺎﻟﻣواﻗف اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻰ اﻟﺣﯾـ ـ ــﺎة ﻟوﻗـ ـ ــت‬
‫طوﯾ ــل ﺑ ــل ﺳـ ـرﻋﺔ ﺗﺣوﯾـ ــل اﻻﻧﺗﺑ ــﺎﻩ اﻟـ ـﻰ ﺗﺗ ــﺎﺑﻊ اﻷﺣـ ــداث ﻓ ــﻲ اﻟﺣﯾ ــﺎة وﻋ ــدم اﻟوﻗـ ــوف ﻋﻧ ــد ﻟﺣظ ــﺎت اﻷﻟـ ــم‪،‬‬
‫واﻟرﺿ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟواﻗﻊ ﺣﺗ ـ ــﻰ ﻟ ـ ــو ﻛ ـ ــﺎن ﻣرﯾ ـ ـ اًـر وﺗﻘﺑﻠ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌ ـ ــل اﻟﻣﺳ ـ ــن أﻗ ـ ــل ﻋرﺿ ـ ــﺔ ﻟﻸﻣـ ـ ـراض‬
‫اﻟﺟﺳـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺿـ ـ ـ ــﻐط واﻟﺳـ ـ ـ ــﻛر‪ ،‬واﻧزﻻﻗـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻐﺿـ ـ ـ ــروف‪ ،‬وآﻻم اﻷﻋﺻـ ـ ـ ــﺎب‪ ،‬وﻏﯾرﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن اﻷﻣ ـ ـ ـ ـراض‬
‫اﻟﺟﺳ ــﻣﯾﺔ‪ .‬ﺑـ ــل وﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻟﻣﺳـ ــن ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺻـ ــﺣﯾﺔ ﺟﯾ ــدة ﻗـ ــﺎد ارً ﻋﻠـ ــﻰ ﺧدﻣـ ــﺔ ﻧﻔﺳـ ــﻪ واﻵﺧ ـ ـرﯾن ﻣـ ــن ﺣوﻟـ ــﻪ‬
‫ﻣﺗﺣﻣﻼً ﻟﻠﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ وﻻ ﯾﺻﺑﺢ ﻋﺑﺋﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻣـ ــﺎ ﺗـ ــم ﻋرﺿـ ــﻪ ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﺗﺣﻘـ ــق اﻟﻔـ ــرض اﻟ ارﺑـ ــﻊ‪ ،‬وﻫـ ــو ﺗﻣﻛـ ــن اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻣـ ــن اﻟﺗﻧﺑـ ــؤ ﺑﺎرﺗﻔـ ــﺎع‬
‫اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــدى اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ــﻧﯾن‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــو ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﻛدﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧﺗ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ د ارﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــض اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺛﯾن)‪(2008‬‬
‫‪ Morone, Lynch, Greco, Tindle & Weiner‬ﻋﻧــدﻣﺎ أﺷــﺎروا إﻟــﻰ ﻋﻼﻗــﺔ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺗﻌﻘــل‬
‫ﺑﺧﻔـ ــض اﻵﻵم اﻟﻣزﻣﻧـ ــﺔ اﻟﺟﺳـ ــدﯾﺔ ﻟـ ــدى اﻟﻣﺳـ ــﻧﯾن ‪ ،‬وأﺷـ ــﺎرت ﻫـ ــذﻩ اﻟد ارﺳـ ــﺔ أﯾﺿ ـ ـﺎً إﻟـ ــﻰ ارﺗﻔـ ــﺎع اﻷﻧﺷـ ــطﺔ‬
‫اﻟﺟﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ اﻟﯾوﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ـ ــﻧﯾن اﻟـ ـ ــذﯾن ﯾﻣﺎرﺳـ ـ ــون اﻟﺗﻌﻘـ ـ ــل ﻣﻘﺎرﻧـ ـ ــﺔ ﺑﻣـ ـ ــن ﻫـ ـ ــم أﻗـ ـ ــل ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﻌﻛـ ــس ﺗـ ــﺄﺛر اﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ـﺎً ﺑﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ‪ .‬وأﻛـ ــدت ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـ ــث اﻟﺣـ ــﺎﻟﻲ أﯾﺿ ـ ـﺎً‬
‫ﻣـ ــﺎ أﺷـ ــﺎر إﻟﯾـ ــﻪ ﻣـ ــوروﻧﻲ وزﻣﻼﺋـ ــﻪ ﻣـ ــن إﺛﺑـ ــﺎت اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻟﻌﻛﺳـ ــﯾﺔ ﺑـ ــﯾن ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻟـ ــدى ﻛﺑـ ــﺎر اﻟﺳـ ــن‬
‫وﺑـ ــﯾن آﻻم أﺳـ ــﻔل اﻟظﻬـ ــر واﻟﻌﺿـ ــﻼت؛ ﺣﯾـ ــث أﺷـ ــﺎر اﻟﺑـ ــﺎﺣﺛون إﻟـ ــﻰ اﻟـ ــدور اﻟـ ــذي ﯾﻘـ ــوم ﺑـ ــﻪ اﻟﺗﻌﻘـ ــل ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـﻣﯾﺔ وأوﺻـ ـ ـوا ﺑﺈﻋ ـ ــداد ﻣزﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﺑـ ـ ـراﻣﺞ اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗرﻓ ـ ــﻊ‬

‫‪٣٢٩‬‬
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
‫‪--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻣﺎرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺄﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺗﻌﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى ﻛﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫)‪.(Morone,Greco,&Weiner,2008‬‬
‫وﺗﻔﺳـ ــر ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ اﻟﻔـ ــرض اﻟ ارﺑـ ــﻊ ﻋﻠﻣﯾ ـ ـﺎً ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﻣﻘـ ــﺎل اﻟﻧظـ ــري اﻟـ ــذي طرﺣـ ــﻪ ﺟﯾﺟﯾـ ــر وآﺧـ ــرون‬
‫ﻋﻧـ ــدﻣﺎ أﺷ ـ ـﺎروا إﻟـ ــﻰ أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ﺧﻣﺳـ ــﯾن د ارﺳـ ــﺔ ﺗﻛﺷـ ــف ﻋـ ــن اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻌﻘـ ــل واﻟﺧﺑ ـ ـرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻛﺑـ ــﺎر اﻟﺳـ ــن‪ ،‬وﺟـ ــﺎءت ﻣﻌظـ ــم ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳـ ــﺎت ﺗﺷـ ــﯾر إﻟـ ــﻰ أن وﻋـ ــﻲ اﻟﻔـ ــرد ﺑﺣﺎﻟﺗـ ــﻪ‬
‫اﻟراﻫﻧـ ــﺔ وﻗﺑوﻟﻬـ ــﺎ دون ﻗﻣﻌﻬـ ــﺎ أو ﻛﺑﺗﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺑـ ــل ﻣواﺟﻬﺗﻬـ ــﺎ وﺗﺄﻣﻠـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ــﺎﻧﻲ اﻟﺳـ ــﺎﻣﯾﺔ واﻟﺗﺳـ ــﺎﻣﺢ واﻟﺣـ ــب‬
‫ﻣ ـ ــن ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺣ ـ ــول اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ إﻟ ـ ــﻰ إﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ أﻛﺛ ـ ــر ﻓﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ وﺗ ـ ــﺄﺛﯾ ارً ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺳ ـ ـ ــن وﻣواﺟﻬﺗ ـ ـ ــﻪ ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـراض )‪ . (Geiger,etal,2016‬وﯾ ـ ـ ــذﻛر ﻟﯾﻧ ـ ـ ــزي ﻓـ ـ ـ ــﻲ إط ـ ـ ــﺎر ﺗﻧﺑ ـ ـ ــؤ اﻟﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل‬
‫ﺑﺎﻟﻘـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﺎﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ اﻟـ ــذي ﻛـ ــﺎن أﻗـ ــل ﺗﻧﺑ ـ ـؤاً ؛ ﺣﯾـ ــث ﯾرﺟـ ــﻊ‬
‫اﻟﺳـ ـ ـ ــﺑب ﻓـ ـ ـ ــﻲ ذﻟـ ـ ـ ــك إﻟ ـ ـ ـ ـﻰ اﻟﺗـ ـ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﻣـ ـ ـ ــزدوج ﻟﻠﺗﻌﻘـ ـ ـ ــل ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘـ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺻـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‬
‫)‪. (Lenze,etal.,2014‬‬
‫ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل ﻣﻣﺎرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــزداد ﻛﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎءة اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرات اﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺑﯾن‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻋﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــل أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﺧطـ ـ ـ ـ ـ ــط اﻟﻣﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــطﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ــﺎﻫﻣﺔ اﻟﺗﻌﻘ ـ ــل ﻛﺄﺣ ـ ــد اﻟﺧط ـ ــط اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺧﻔ ـ ــض اﻟﺧﺑـ ـ ـرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺋﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــو‬
‫ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــﻧﻌﻛس أﯾﺿ ـ ـﺎً ﻋﻠـ ــﻰ ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﻘـ ــدرات اﻟﻣﻌرﻓﯾـ ــﺔ واﻟﺻـ ــﺣﺔ اﻟﺟﺳـ ــﻣﯾﺔ‪،‬ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــﯾن أن اﻻدﺧـ ــﺎر اﻟﻣﻌرﻓـ ــﻲ‬
‫ﻛ ـ ــﺎن أﺣ ـ ــﺎدي اﻟﺗ ـ ــﺄﺛﯾر ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟﻌﺻ ـ ــﺑﻲ ﻓﻘ ـ ــط ؛ ﻟ ـ ــذﻟك ﻛ ـ ــﺎن ﻟﻠﺗﻌﻘ ـ ــل اﻟﻘ ـ ــدرة اﻟﺗﻧﺑؤﯾ ـ ــﺔ اﻷﻛﺑ ـ ــر ﻣ ـ ــن‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ)‪.(Lenze et al,2014;Nucci, Mapelli, & Mondini, 2012‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫أوﻻً ‪ :‬ﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫‪ -‬اﺑو ﺣطب ) ﻓؤاد ( ) ‪ . ( ١٩٩٦‬اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ)ط ‪ . (٥‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ .‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪.‬‬


‫‪ -‬ﺳﻠﯾم ) ﻣرﯾم ( )‪ .(٢٠٠٢‬ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻧﻣو‪ .‬ﺑﯾروت ‪ .‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺳوﻟﺳ ـ ــو )روﺑ ـ ــرت( ) ‪ . (٢٠٠٠‬ﻋﻠـــــم اﻟـــــﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓـــــﻲ‪) .‬ط‪).(٢‬ﺗرﺟﻣ ـ ــﺔ( ‪ :‬ﻣﺣﻣ ـ ــد ﻧﺟﯾ ـ ــب اﻟﺻ ـ ــﺑوة‪،‬‬
‫ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل ‪ ،‬ﻣﺣﻣد اﻟدق ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ :‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺢ ) أﺣﻣ ـ ـ ـ ــد ( )‪ . (٢٠٠٩‬اﻟﻔ ـ ـ ـ ــروق ﺑ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎطﯾن وﻏﯾ ـ ـ ـ ــر اﻟﻣﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎطﯾن ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﻔ ـ ـ ـ ــﺎءة ﺣ ـ ـ ـ ــل‬
‫اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﻛﻼت وﺑﻌ ـ ـ ــض اﻻﺳ ـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌرﻓﯾ ـ ـ ــﺔ‪ .‬رﺳـــــــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳـــــــﺗﯾر )ﻏﯾـــــــر ﻣﻧﺷـــــــورة( ‪ .‬ﻛﻠﯾ ـ ـ ــﺔ اﻵداب‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻ ـ ــﺎﻟﺢ )أﺣﻣ ـ ــد( ) ‪ . (٢٠١٦‬أﺑﻌ ـ ــﺎد اﻻﻧﻔﻌ ـ ــﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ واﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟ ـ ــدى اﻟﻣـ ـ ـراﻫﻘﯾن ﻣ ـ ــن اﻟﺟﻧﺳ ـ ــﯾن‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣرﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾ ـ ــﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ـ ــﺔ )ﻣراﻫﻘ ـ ــﺔ ﻣﺗوﺳ ـ ــطﺔ‪ ،‬وﻣﺗ ـ ــﺄﺧرة( ‪ .‬اﻟﻣﺟﻠـــــﺔ اﻟﻣﺻـــــرﯾﺔ ﻟﻌﻠـــــم اﻟــــــﻧﻔس‬
‫اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ واﻹرﺷﺎدي‪.٣٤٩ -٣١٧(٣)٤ .‬‬

‫‪٣٣٠‬‬
٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨ ‫ ﯾوﻟﯾو‬،(٣) ٦ ،‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‬
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

‫ ﺑﯾـ ــروت‬.‫ ﻣﻌﺟــــم ﻋﻠــــم اﻟــــﻧﻔس واﻟﺗﺣﻠﯾــــل اﻟﻧﻔﺳــــﻲ‬. (٢٠٠٥) (‫طـ ــﻪ ) ﻓـ ــرج( ﻋﺑـ ــد اﻟﻔﺗـ ــﺎح )ﻣﺻـ ــطﻔﻲ‬-
. ‫ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬.
‫ ﻣﻛﺗﺑـ ــﺔ‬. ‫ اﻟﻘـ ــﺎﻫرة‬. ‫ اﻟﺣـــــل اﻹﺑـــــداﻋﻲ ﻟﻠﻣﺷـــــﻛﻼت ﺑـــــﯾن اﻟـــــوﻋﻲ واﻷﺳـــــﻠوب‬. (٢٠٠٣) (‫ ﻋـ ــﺎﻣر)أﯾﻣن‬-
. ‫اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‬
. ‫ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‬: ‫ اﻟﻘﺎﻫرة‬.(٧‫ ) ط‬.‫ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻧﻔﺳﻲ‬. (٢٠٠٧) (‫ﻓرج )ﺻﻔوت‬-
‫)دﻟﯾـــــــل‬. ‫ﺑﻠﻔﯾـــــــو ﻟـــــــذﻛﺎء اﻟراﺷـــــــدﯾن واﻟﻣـــــــراﻫﻘﯾن‬-‫ ﻣﻘﯾـــــــﺎس وﻛﺳـــــــﻠر‬. (١٩٩٦) ( ‫ﻣﻠﯾﻛـ ـ ــﻪ )ﻟـ ـ ــوﯾس‬-
. ‫ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ‬. ‫ اﻟﻘﺎﻫرة‬.(‫اﻟﻣﻘﯾﺎس‬
. ‫ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‬. ‫اﻟﻘﺎﻫرة‬.‫ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻧﯾوروﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ‬. (١٩٩٧) . (‫ ﻣﻠﯾﻛﻪ )ﻟوﯾس‬-

References: ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ‬


ً

- Alidina, S., & Marshall, J. J. (2013). Mindfulness Workbook for Dummies.


John Wiley & Sons. .
- Andel, R., Kåreholt, I., Parker, M. G., Thorslund, M., & Gatz, M. (2007).
Complexity of primary Lifetime Occupation and Cognition in Advanced Old
Age. Journal of Aging and Health, 19(3), 397-415. .
- Apps, J. N. (2006). Abstract Thinking. In Encyclopedia of Aging and
Public Health, (pp. 67-69). Springer US. .
- Baer, R. A., Smith, G. T., Hopkins, J., Krietemeyer, J., & Toney, L. (2008).
Five Facet Mindfulness Questionnaire. PsycTESTS Dataset t
-Brown, K. W., Ryan, R. M., & Creswell, J. D. (2007). Mindfulness:Theoretical
Foundations and Evidence for its Salutary Effects. .
Psychological inquiry, 18(4), 211-237.- Bruno, D., Brown, A. D., Kapucu, A.,
Marmar, C. R., & Pomara, N. (2014). .
Cognitive Reserve and Emotional Stimuli in Older Individuals: levelof
EducationModerates The Age-Related Positivity Effect. Experimental Aging
Research, 40(2),208-223.
-Cardaciotto, L., Herbert, J. D., Forman, E. M., Moitra, E., & Farrow, V.
(2008).The assessment of Present-Moment Awareness and Acceptance:The
Philadelphia MindfulnessScale.Assessment, 15(2), 204-223. - Castillo, R. D.
(2013). Positive Emotions and Mobility in Older Peopl Master
Dissertation,University of Jyväskylä. .
- Carvalho, A., Rea, I. M., Parimon, T., & Cusack, B. J. (2014). Physical Activity
and Cognitive Function in Individuals Over 60 Yearsof Age:Asystematic
Review. Clinical Interventions in Aging, 9, 661. .
- Chad, K. E., Reeder, B. A., Harrison, E. L., Ashworth, N. L., Sheppard, S. M.,
Schultz, S. L., & Lawson, J. A. (2005). Profile of Physical Activity Levels in
Community-Dwelling OlderAdults. Medicine &Science in Sports & Exercise, 37(10),
1774-1784.

٣٣١
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

- Chambers, R., Lo, B. C. Y., & Allen, N. B. (2008). The impact of intensive
Mindfulness Training on Attentional Control, Cognitive Style, and Affect.Cognitive
Therapy and Research, 32(3), 303-322. .
- Chu, L. C. (2010). The benefits of Meditation visàvis Emotional intelligence,
Perceived Stress and Negative Mental Health. Stress and Health, 26(2),169-
180.
- Chung, P. K., & Zhang, C. Q. (2014). Psychometric Validation of the
TorontoMindfulness Scale–Trait Version in Chinese College
Students. Europe’s Journal of Psychology, 10(4), 726-739. .
- Crowe, M., Andel, R., Pedersen, N. L., Johansson, B., & Gatz, M. (2003).
Does participation in Leisure Activities Lead to Reduced Risk ofAlzheimer's
disease?A prospective Study of Swedish Twins. The Journals of Gerontology
.Series B:Psychological Sciences and Social Sciences, 58(5), P249-P255.
- Davis, D. M., & Hayes, J. A. (2011). What are The Benefits of Mindfulness?
A practice Review of Psychotherapy-RelatedResearch .RPsychotherapy, 48(2),198.
- Eysenck, M. W. (2004). Adolescence, Adulthood and Old Age. Psychology:
AnInternational Perspective, 1-27. .
- Farina, M., Paloski, L. H., de Oliveira, C. R., de Lima Argimon, I. I., &
Irigaray, T. Q.(2017). Cognitive Reserve in Elderly and Its Connection with
Cognitive Performance: A Systematic Review. Ageing International,1-12.
-Fredrickson,B.L.,&Chon,M.A.(2008). Positive Emotions, (3ed),Handbook
of Emotions,New York :A Division of Guilford Publications.
-Frijda,N.H.,(2008). The Psychologists’ Point of View,(3ed), Handbook
OfEmotions, New York : A Division of Guilford Publications.
-Geiger, P. J., Boggero, I. A., Brake, C. A., Caldera, C. A., Combs, H. L.,
Peters,J.R.,&Baer,R.A.(2016).Mind fulness-based Interventions for Older Adults:
A review of The Effects on Physical and Emotional Well-being. Mindfulness, 7(2),
296-307.
-Gunstad, J., Paul, R. H., Brickman, A. M., Cohen, R. A., Arns, M., Roe, D.,
&Gordon,E.(2006).Patterns of Cognitive Performance in Middle-Aged and
Older Adults: A cluster Analytic Examination. Journal of geriatric psychiatry
and neurology, 19(2), 59-64. .
- Hölzel, B. K., Lazar, S. W., Gard, T., Schuman-Olivier, Z., Vago, D. R., &
Ott, U. (2011). How Does Mindfulness Meditation Work? Proposing
Mechanisms of Action From a Conceptual and Neural Perspective. Psychological
Science, 6(6), 537-559. .
- Hu, J., & Gruber, K. J. (2008). Positive and Negative Affect and Health
Functioning IndicatorsAmong Older Adults With Chronic Illnesses. Issues in
mentalHealthNursing, 29(8),895-911.
-Ibrahimi, E. (2015). Effects of loneliness on mental health of elderly
People:The role of The nurse. .
-Jha, A. P., Stanley, E. A., Kiyonaga, A., Wong, L., & Gelfand, L. (2010).
Examining The Protective Effects of Mindfulness Training on working Memory

٣٣٢
٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨ ‫ ﯾوﻟﯾو‬،(٣) ٦ ،‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‬
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Capacity and Affective Experience. Emotion, 10(1), 54. .


-Jiang, W., & Pan, W. (2014). Integrative cognitive reserve. Integrative
Medicine International, 1(3), 144-150. .
-Jimenez, S. S., Niles, B. L., & Park, C. L. (2010). A mindfulness Model of
AffectRegulation and Depressive Symptoms: Positive Emotions, Mood
RegulationExpectancies, and Self-Acceptance as Regulatory Mechanisms. Personality
andIndividual Differences, 49(6), 645-650. .
-Kabat-Zinn, J. (2003). Mindfulness-based Interventions in Context: Past,
Present,and Future. Clinical Psychology: Science and Practice, 10,144-156.
-Kaplan, M. S., Newsom, J. T., McFarland, B. H., & Lu, L. (2001).
Demographic and Psychosocial Correlates of Physical Activity in Late
Life. American Journal of Preventive Medicine, 21(4), 306-312. .
- Kuo, H. K., Jones, R. N., Milberg, W. P., Tennstedt, S., Talbot, L., Morris, J. N., &
Lipsitz, L. A. (2005). Effect of Blood Pressure and Diabetes Mellitus on Cognitive
and Physical Functions in Older Adults: Alongitudinal Analysis of The Advanced
Cognitive Training for Independent and Vital Elderly Cohort. Journal of
TheAmerican Geriatrics Society, 53(7), 1154-1161. .
- Langer, E. J. (2000). Mindful learning.Current Directions in Psychological
Science, 9, 220-223. .
- Lau, M. A., Bishop, S. R., Segal, Z. V., Buis, T., Anderson, N. D., Carlson, L,&
Devins, G. (2006). The Toronto mindfulness scale: Development and
validation. Journal of Clinical psychology, 62(12), 1445-1467.
- Lenze, E. J., Hickman, S., Hershey, T., Wendleton, L., Ly, K., Dixon, D,&
Wetherell, J. L. (2014). Mindfulness‐based Stress Reduction for Older
Adults with Worry Symptomsand Co‐Occurring Cognitive Dysfunction. International
journal of Geriatric Psychiatry, 29(10), 991-1000.
- Leon, I., García-García, J., & Roldan-Tapia, L. (2014). Estimating cognitive
Reservein Healthy Adults Using The Cognitive Reserve Scale. PloS
one, 9(7),e102632.
- Mallya, S., & Fiocco, A. J. (2016). Effects of Mindfulness Training on Cognition
and Well-being in Healthy Older Adults. Mindfulness, 7(2), 453-465. .
- Mazzonna, F., & Peracchi, F. (2012). Ageing, cognitive abilities and
Retirement. European Economic Review, 56(4), 691-710. .
- Morone, N. E., Greco, C. M., & Weiner, D. K. (2008). Mindfulness
Meditationfor the Treatment of Chronic Low Back Pain in Older
Adults: a Randomized Controlled Pilot Study. Pain, 134(3), 310-319.
- Morone, N. E., Lynch, C. S., Greco, C. M., Tindle, H. A., & Weiner, D. K.
(2008). “I felt like Anew Person.” The Effects of Mindfulness Meditation on
Older Adults With Chronic Pain: Qualitative narrative Analysis of Diary
Entries. The Journal of Pain, 9(9), 841-848. .
- Morone, N. E., Rollman, B. L., Moore, C. G., Li, Q., & Weiner, D. K.
(2009). A mind–body Program for Older Adults With Chronic Low Back Pain:
٣٣٣
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Results of A pilot Study. Pain Medicine, 10(8), 1395-1407. .


- Moynihan, J. A., Chapman, B. P., Klorman, R., Krasner, M. S., Duberstein,
P. R., Brown, K. W., & Talbot, N. L. (2013). Mindfulness-based
Stress Reduction for Older Adults: Effects on Executive Function,
Frontal Alpha Asymmetry and Immune Function. Neuropsychobiology,68(1),34-
43.
-Mrazek, M. D., Franklin, M. S., Phillips, D. T., Baird, B., & Schooler, J. W.
(2013). Mind fulness Training Improves Working Memory Capacity and GRE
Performance While Reducing Mind Wandering. Psychological
Science, 24(5),776-781.
-Nucci, M., Mapelli, D., & Mondini, S. (2012). Cognitive Reserve Index
questionnaire (CRIq): A new Instrument for Measuring Cognitive
Reserve. Aging Clinical and Experimental Research, 24(3), 218-226.
- Olendzki, A. (2009). Mindfulness and Meditation. In Clinical Handbook
of Mindfulness (pp. 37-44). Springer New York. .
- Palta, P., Page, G., Piferi, R. L., Gill, J. M., Hayat, M. J., Connolly, A. B., &
Szanton, S. L. (2012). Evaluation of A mindfulness-based Intervention Program to
Decrease Blood Pressure in Low-Income African-American Older Adults. Journal of
Urban Health, 89(2), 308-316. .
- Paltamaa, J., Sarasoja, T., Leskinen, E., Wikström, J., & Mälkiä, E. (2007).
Measures of Physical Functioning Predict Self-Reported PerformanceinSelf-
Care, Mobility, and Domestic Life in Ambulatory PersonsWithMultiple
Sclerosis. Archives of physical Medicine and Rehabilitation, 88(12), 1649-
1657.
- Pantelić, S., Ranđelović, N., Milanović, Z., Trajković, N., Sporiš, G., &
Kostić, R.(2012). Physical Activity of Elderly Women in Terms of
Age. FactaUniversitatis. Series:PhysicalEducationandSport, 10(4), 289.
- Piva, S. R., Almeida, G. J., & Wasko, M. C. M. (2010). Association of physical
Function and Physical Activity in Women With Rheumatoid Arthritis. Arthritis care
&research, 62(8),1144-1151.
- Santos, K. T., Fernandes, M. H., Reis, L. A., Coqueiro, R. S., & Rocha, S. V.
(2012). Depressive Symptoms and Motor Performance in The Elderly: Apopulation
Based Study. Brazilian Journal of Physical Therapy, 16(4), 295-300.
- Schat, A. C., Kelloway, E. K., & Desmarais, S. (2005). The Physical Health
Questionnaire (PHQ): Construct Validation of A self-Report Scale of
Somatic Symptoms. Journal of occupational healthpsychology, 10(4), 363.
-Shapiro, S. L., Carlson, L. E., Astin, J. A., & Freedman, B. (2006).
Mechanisms of Mindfulness. Journal of Clinical Psychology, 62(3), 373-386.
- Shaw, B. A., & Spokane, L. S. (2008). Examining The association between
Education Leveland Physical Activity Changes During Early Old
Age. Journal of Aging andHealth, 20(7), 767-787. .
- Siegel, R.D., Germer, C.K., Olendzki, A.,( 2008). Mindfulness: What Is It?

٣٣٤
٣٣٦ – ٣٠١ ،٢٠١٨ ‫ ﯾوﻟﯾو‬،(٣) ٦ ،‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻰ واﻹرﺷﺎدى‬
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Where Did It Cme From?, in: Didonna, F. (Ed.), Clinical Handbook of


Mindfulness. Springer, New York. .
- Simon, J., Gilsoul, J., & Collette, F. (2015). The executive functioning in
normal aging: Impact of the cognitive reserve. .
- Soyuer, F., & Şenol, V. (2011). Fatigue and Physical Activity Levels of 65
and Over Older People Living in Rest Home. International Journal of
Gerontology, 5(1),13-16.
- Stern, Y. (2002). What is Cognitive Reserve? Theory and Research
Application of The Reserve Concept. Journal of the International
Neuropsychological Society, 8(3), 448-460. .
- Stern, Y. (2009). Cognitive Reserve. Neuropsychologia, 47(10), 2015-2028.
- Surawy, C., Roberts, J., & Silver, A. (2005). The Effect of Mindfulness
Training onMood and Measures of Fatigue, Activity, and Quality of Life in Patients
With Chronic Fatigue Syndrome on A hospital Waiting List: A series of
ExploratoryStudies. Behavioural and CognitivePsychotherapy, 33(1), 103-109.
- Tacón, A. M., McComb, J., Caldera, Y., & Randolph, P. (2003).
Mindfulness Meditation, Anxiety Reduction, and Heart Disease:
ApilotStudy. Family &Community Health, 26(1), 25-33. .
- Tucker, A., & Stern, Y. (2011). Cognitive reserve in aging. Current
AlzheimerResearch, 8(4),354-360.
- Tuna, H. D., Edeer, A. O., Malkoc, M., & Aksakoglu, G. (2009). Effect of
Ageand Physical Activity Level on Functional Fitness inOlder Adults. European
review of aging and physical activity, 6(2), 99. .
- Walach, H., Buchheld, N., Buttenmüller, V., Kleinknecht, N., & Schmidt, S.
(2006). Measuring Mindfulness—TheFreiburg Mindfulnes Inventory(FMI). Personality
and Individual Differences, 40(8), 1543-1555. .
- Whalley, L. J., Deary, I. J., Appleton, C. L., & Starr, J. M. (2004). Cognitive
ReserveandThe neurobiology of Cognitive Aging. Ageing Research
Reviews, 3(4),369-382.
- Williams, L., Zhang, R., & Packard, K. C. (2017). Factors affecting the physical
and Mental Health of Older Adults in China: The importance of Marital Status,
Child Proximity, and Gender. SSM-population Health, 3,20-36. .
- World Health Organization. (2015). World report on ageing and health.
World Health Organization. .
- Zahodne, L. B., Stern, Y., & Manly, J. J. (2015). Differing Effects of Education
on Cognitive Decline in Diverse Elders WithLow Versus High Educational
Attainment. Neuropsychology, 29(4), 649.

٣٣٥
‫اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗﻌﻘل‬
--------------------- ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Age Increase and Negative Emotions as Modified


Variables of Relation between Cognitive Reserve,
Mindfulness and Performance Efficiency of Some Mental
Abilities and Physical Health for The elderly
Ahmed M. Saleh
Dept. psychology- Beni-suef university
Abstract:
In the last period of the present century, the researchers interest to
study some cognitive psychological variables for elderly, andthis was a
part of prevent plans from aging diseases, especially the cognitive and
physical decline that accompany of this stage . A cognitive reserve and
mindfulness were considered basic psychological variables in this
research. The present study aimed disclosure of the extent contributes
cognitive reserve and mindfulness in predicting the efficiency of the
mental abilities and physical health for the elderly,after the statistical
isolation of age, and negative emotion .The search employed the
comparative Correlative descriptive method and applies cognitive
reserve test, mindfulness questionnaire and physical health scale for
elderly .The study sample was selected from various institutions for the
elderly in Cairo and Beni Suef andnumbered (65) elderly. The age
range of the sample was 60: 80 years .The study results found a
positive relationship between cognitive reserve, mindfulness and the
efficiency of the mental abilities and physical health of the elderly. And
this relation is increased by statistical isolation of the age and negative
emotions. The study found also that mindfulness able to predict both
the efficiency of mental abilities and physical health for the elderly,
while cognitive reserve was less predictable.

Keywords: Aging –Negative Emotions –Cognitive Reserve –Mindfulness –


Mental Abilities –Physical Helath–Elderly.

٣٣٦

You might also like