You are on page 1of 10

‫املؤسسة االقتصادية ووظائفها‬

‫خط ـ ـ ــة البـ ـ ــحث‬


‫املبحث األول‪ :‬مفهوم وخصائص املؤسسة االقتصادية‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املؤسسة االقتصادية كنظام مفتوح‬
‫املطلب الثاني‪ :‬خصائص املؤسسة كنظام مفتوح‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف املؤسسة االقتصادية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تصنيف املؤسسة االقتصادية‬
‫املطلب األول‪ :‬تصنيفات املؤسسات االقتصادية حسب املعيار القانوني‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تصنيفات املؤسسة حسب معيار الحجم‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تصنيفات املؤسسة االقتصادية حسب املعيار االقتصادي املبحث الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي في‬
‫املؤسسة وعالقته بالبيئة‬
‫املطلب األول‪ :‬الهيكل التنظيمي في املؤسسة االقتصادية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وظائف املؤسسة االقتصادية‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املؤسسة االقتصادية والبيئة‬
‫خ ـ ـ ـ ــاتمـ ـ ـ ــة‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫لقد شغلت املؤسسة االقتصادية حيزا معتبرا في كتابات وأعمال االقتصاديين بمختلف اتجاهاتهم االديولوجية‪،‬‬
‫وهذا باعتبارها النواة األساسية في النشاط االقتصادي للمجتمع‪.‬‬
‫ووصول املؤسسة لشكلها الحالي كان كنتيجة لعدة تغيرات وتطورات متواصلة ومتوازية مع التطورات التي شهدتها‬
‫النظم االقتصادية واالجتماعية والحضارات البشرية منذ أن تمكن اإلنسان من االستقرار‬
‫ويمكن أن نتابع تطورات املؤسسة االقتصادية ابتدءا من اإلنتاج األسري البسيط (املجتمع البدائي) إلي الظهور‬
‫الوحدات اإلنتاجية ثم الثورة الصناعية ‪.‬‬
‫أما املؤسسة في القرن الواحد والعشرين فهي تعمل في ظل اقتصاد عالمي البقاء فيه لألقوى‪ ،‬وعالم تسيطر عليه‬
‫التقنية العالية والتكنولوجية املتطورة واتساع دائرة املنافسة وعدم اليقين االقتصادي حيث أصبحت املؤسسة‬
‫أكثر حذرا حيث تعتمد املرونة لتواجه الضر وف املستقبلية‪ ،‬وكون السوق أصبحت أكثر تنافسية تحاول فيه‬
‫املؤسسات االقتصادية تلبية الطلب املتزايد‪،‬مع الحفاظ على جودة املنتوج والتكلفة املنخفضة مع وقت اقل ما‬
‫يمكن‪.‬‬
‫كما أن املؤسسة االقتصادية تمثل األداة في إحداث تنمية وتقدم أي اقتصاد كان‪ ،‬فهي قبل كل شيء خلية انتاج‬
‫يتم فيها تجميع وتوليف بعض العناصر االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى ذلك تعتبر موجود وضيفي للتعبير عن القدرات‬
‫الفكرية والتصورية واإلبداعية في ميدان انتاج السلع وتقديم الخدمات‪ ،‬وانطالقا مما سبق يمكن تشبيه املؤسسة‬
‫االقتصادية بالكائن الحي‪ ،‬كونها تمثل إطارا منضما اللتقاء وتفاعل مجموعة من الوظائف املتأتية من مجموعة من‬
‫الوسائل املادية والجهود البشرية في سبيل تلبية الطلب‪ ،‬وهي تخضع في دورانها إلى منطق التأثير والتأثر‪ ،‬أي على‬
‫نظام عالقات التكيف واالندماج مع محيطها فيما يخص تحديد األهداف وتخصيص املوارد لتنفيذها‪...‬الخ‪،‬‬
‫والهدف األساسي من الوجود الوظيفي للمؤسسة االقتصادية هو البقاء عن طريق الربح والنمو‪ ،‬ولتجسيد كل‬
‫ذلك البد من إيجاد قالب تنظيمي يضمن التوزيع املتناسق بين األدوار والوظائف داخل املؤسسة بصفة تكاملية‬
‫وتآزرية‪ ،‬وكذا يجب تبني نمط تسيير استراتيجي يتصف بالفعالية والكفاءة والرشاد‪.‬‬
‫ويتجسد كل ذلك في إطار النظام املفتوح للمؤسسة االقتصادية حيث موضوع البحث املتناول والذي تتبلور‬
‫إشكاليته في صيغة األسئلة التالية‪:‬‬
‫ماهية املؤسسة االقتصادية في ظل النظام املفتوح ؟ وفيما تتمثل أهدافها العامة ؟ وما مدى تأثرها باملحيط ؟‪‬‬
‫ولتنوير املوضوع أكثر نصبغ الفرضية التالية حيث تمثل اإلجابة أكثر احتماال لألسئلة التي طرحناها في اإلشكالية‬
‫وهي‪:‬‬
‫• املؤسسة هي وحدة اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬وكذا وحدة التخاذ القرار ولها مصادر وموارد حسب طبيعتها ونوع‬
‫املؤسسة كما لها أهداف تطمح إلى تحقيقها وأهم هدف هو تحقيق الربح وكذا املحافظة على الوجود الدائم‬
‫واملستمر للمؤسسة‪.‬‬
‫ومن أجل إثبات صحة الفرضيات املتبناة استعملنا كال من املنهج التاريخي و اإلستقصاءى واإلستقراءي‬
‫واالستنباطي وتبعا لذلك قسمنا البحث إلى ثالث مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املؤسسة االقتصادية وأهدافها‪ :‬وتطرقنا فيه إلى‪ :‬مفهوم‪ ،‬خصائص‪ ،‬أهداف‪ ،‬املؤسسة اإلقتصادية‬
‫كنظام مفتوح‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تصنيف املؤسسة االقتصادية‪ :‬وتطرقنا من خالله إلى‪ :‬تصنيف املؤسسة حسب معيار‪ :‬الحجم‪،‬‬
‫النشاط‪ ،‬والقانون‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي في املؤسسة وعالقتها بالبيئة وجاء فيه‪:‬الهيكل التنظيمي في املؤسسة‪ ،‬وظائف‬
‫املؤسسة‪ ،‬املؤسسة االقتصادية والبيئة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم وخصائص املؤسسة االقتصادية‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم وخصائص املؤسسة االقتصادية‬
‫تعتبر املؤسسة االقتصادية الحديثة النواة األساسية في النشاط االقتصادي للمجتمع كما أنها تعبر عن عالقات‬
‫اجتماعية‪ ،‬الن العملية اإلنتاجية داخلها أو نشاطها بشكل عام‪،‬يتم ضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة‬
‫فيما بينها من جهة ومع العناصر املادية واملعنوية األخرى من جهة ثانية كما يشمل تعاملها املحيط‪.‬‬
‫وكنتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية السريعة في القرن العشرين خاصة األمر الذي أدى إلى إعادة النظر في‬
‫طرق وكيفيات التنظيم االقتصادي سوءا على املستوى الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫كما أن املؤسسة االقتصادية قد شمل دورها مجاال واسعا فباإلضافة إلى الدور االقتصادي واالجتماعي تطور‬
‫دورها إلى الناحية السياسية (الشركات املتعددة الجنسيات) ثم إلى الناحية العسكرية والعلمية (مخابر البحث‬
‫والتطوير) أيضا‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املؤسسة االقتصادية كنظام مفتوح‬
‫لقد قدمت للمؤسسة االقتصادية العديد من التعاريف في مختلف األوقات وحسب االتجاهات واملداخل‪.‬‬
‫إال أن حصر كل أنواع املؤسسات وفروعها االقتصادية وبأحجامها وأهدافها املختلفة في تعريف واحد يكون صعبا‬
‫للغاية وهذا يعود لعدة أسباب نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التطور املستمر الذي شهدته املؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها باإلضافة إلى تشعب واتساع نشاط املؤسسة‬
‫االقتصادية سوءا الخدمية منها أو اإلنتاجية‪ ،‬دون أن ننسى االتجاهات االقتصادية أو اإليديولوجيات املتناقضة‬
‫ويظهر ذلك جليا من خالل التعاريف التالية‪:‬‬
‫يعرفها تريوشيً املؤسسة هي الوحدة التي تجمع وتنسق فيها العناصر البشرية واملادية للنشاط االقتصادًي ‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملاركسً فاملؤسسة االقتصادية تكون متمثلة في عدد كبير من العمال يعملون في نفس الوقت تحت‬
‫إدارة نفس راس املال وفي نفس املكان من اجل إنتاج نفس السلًع ( )‬
‫نالحظ ن خالل هذين التعريفين أن املؤسسة هي وحدة إنتاجية وهذا غير كامل الن املؤسسة قد تتكون من عدة‬
‫وحدات وقد تتوزع هذه األخيرة في أمكنة مختلفة‪ ،‬كما نجد أيضا في التعريف الثاني أن املؤسسة تستعمل عددا‬
‫كبيرا من العمال وكان املؤسسة اليمكن أن تقوم إال بعدد كبير من العمال‪.‬‬
‫كما أن التعريف الثاني يشير إلى أن املؤسسة تنتج نفس النوع من السلع في حين نجد أن املؤسسة قد تنتج أنواعا‬
‫مختلفة من السلع ‪.‬‬
‫وعليه نستطيع القول أن هذين التعريفين ال يقدمان مفهوما شامال للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬وهذا نظرا ربما للزمن‬
‫الذي قدما فيه‪ ،‬بحيث نجد الذين جاءوا بعدهما يعطون تعريفات أكثر شموال‪.‬‬
‫فنجد (‪ )ٌfrançois peroux‬يعرف املؤسسة على أنها شكل إنتاج بواسطته وضمن نفس الذمة تدمج أسعار مختلف‬
‫عوامل اإلنتاج املقدمة من طرف أعوان متميزين عن مالك املؤسسة‪ ،‬بهدف بيع سلعة أو خدمات في السوق من‬
‫اجل الحصول على دخل نقدٌي‬
‫ويقدم أيضاٌ املؤسسة هي منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس أموال وقدرات من اجل‬
‫ٌا‬
‫إنتاج سلعة ما والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى من تكلفته ‪) (.‬‬
‫نالحظ من خالل هذين التعريفين أنهما أكثر اتساعا من سابقيهما ‪ ،‬حيث يحدد فيهما هدف املؤسسة من نشاطها ‪.‬‬
‫إال هذين التعريفين لم يتطرقا إلى الناحية القانونية للمؤسسة والتي نجدها في التعريف التالي لصاحبه (‪m.‬‬
‫‪ ٌ)lebreton‬كلٍ شكل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا‪ ،‬والذي يقترح نفسه إلنتاج سلع أو خدمات للسوقٌ ‬
‫إذن نالحظ أن هذا التعريف يركز على استقاللية املؤسسة‪.‬‬
‫ومن خالل التعاريف السالفة الذكر يمكننا استنتاج التعريف التالي‪:‬‬
‫"املؤسسة هي كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين هدفه دمج عوامل اإلنتاج من اجل‪:‬‬
‫إنتاج‪/‬تبادل السلع أو خدمات مع أعون اقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة‪ ،‬وهذا ضمن شروط‬
‫اقتصادية تختلف باختالف الحيز الزماني واملكاني الذي يوجد فيه‪ ،‬وتبعا لحجم ونوع نشاطه‪".‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬خصائص املؤسسة كنظام مفتوح‬
‫يمكن تلخيص أهم املميزات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬مستوى الدراسة‪ :‬مفهوم النظام املفتوح يمكن أن ينطبق على مجموعة صناعية أو على مؤسسة من هذه‬
‫املجموعة‪ ،‬أو على ورشة أو منصب عمل‬
‫‪ - 2‬حدود األنظمة‪ :‬قد تكون هذه الحدود مادية (جدران مؤسسة أو ورشة‪...‬الخ) أو زمنية عند انقطاع التيار الزمني‬
‫(بين مجموعة تعمل صباحا وأخرى تعمل مساءا )‬
‫ويمكن أن توجد الحدود موضع وجود انقطاع اجتماعي‪ ،‬تقني مثل طبيعة التكنولوجيا املستعملة‪.‬‬
‫وعليه يمكن وصف املؤسسة كنظام مفتوح الن‪:‬‬
‫‪ -1‬املؤسسة مكونة من أقسام مستقلة مجمعة حسب هيكل خاص بها‪.‬‬
‫‪ -2‬ألنها تملك حدودا تمكنها من تحديدها وتفصلها عن املحيط الخارجي‪.‬‬
‫‪ - 3‬وهي نظام مفتوح ألنها تتكيف بوعي مع متغيرات املحيط بفعل القرارات املتخذة من طرف مسييريها بواسطة‬
‫نشاطات أعضائها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف املؤسسة االقتصادية‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف املؤسسة االقتصادية‬
‫يسعى منشئو املؤسسات االقتصادية إلى تحقيق عدة أهداف‪ ،‬تختلف وتتعدد حسب اختالف أصحاب املؤسسات‬
‫وطبيعة وميدان نشاطها‪ ،‬ولهذا فهي تتداخل وتتشابك فيما بينها‪ :‬ونستطيع تلخيصها فيمل يلي‪:‬‬
‫• األهداف االقتصادية‪.‬‬
‫• األهداف االجتماعية‪.‬‬
‫• األهداف الثقافية والرياضية‪.‬‬
‫• األهداف التكنولوجية‪.‬‬
‫أ) األهداف االقتصادية )‬
‫‪ . 1‬تحقيق الربح‪ :‬اليمكن أن يستمر وجود مؤسسة مالم تستطيع تحقيق مستوى أدنى من الربح‪ ،‬والذي يمكنها‬
‫من رفع رأسمالها وتوسيع نشاطها والصمود أمام املؤسسات االقتصادية املنافسة‪.‬‬
‫‪ . 2‬عقلنة اإلنتاج‪ :‬يتم ذلك باالستعمال الرشيد لعوامل اإلنتاج‪ ،‬ودفع إنتاجها بواسطة التخطيط الجيد والدقيق‬
‫لإلنتاج والتوزيع باإلضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ هذه الخطط والبرامج‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق االستقالل الذاتي للمؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .4‬التكامل االقتصادي على املستوى الوطني‪.‬‬
‫‪ . 5‬تقليال الواردات من املوارد األولية‪ ،‬وتشجيع الصادرات من الفائض في املنتوجات النهائية عن الحاجات املحلية‪.‬‬
‫‪ .6‬الحد من الواردات خاصة السلع الكمية‪.‬‬
‫‪ .7‬إنتاج سلع معتدلة الثمن‪.‬‬
‫‪ .8‬تلبية حاجات املستهلكين املحليين‪.‬‬
‫ب) األهداف االجتماعية( )‬
‫‪ . 1‬ضمن مستوى مقبول من األجور‪ :‬يعتبر العمال في املؤسسة من املستفيدين األوائل من نشاطها‪ ،‬حيث يتقاضون‬
‫أجورا مقابل عملهم بها‪ ،‬ويعتبر هذا املقابل حقا مضمونا شرعا وعرفا‪ ،‬إذ يعبر العمال عن العنصر الحيوي والحي‬
‫في املؤسسة‪.‬‬
‫‪ . 2‬تحسين مستوى معيشة العمال‪ :‬إن التطور السريع الذي شهدته املجتمعات في امليدان التكنولوجي يجعل العمال‬
‫أكثر حاجة إلى تلبية رغبات تتزايد باستمرار‪ ،‬باإلضافة إلى التطور الحضاري لهم ولتغير أذواقهم وتحسنها‪.‬‬
‫‪ . 3‬إقامة أنماط استهالكية معينة‪ :‬تقوم املؤسسات االقتصادية عامة بالتصرف في العادات االستهالكية ملختلف‬
‫طبقات املجتمع‪ ،‬وذلك بتقديم منتجات جديدة بواسطة التأثير على أذواقهم عن طريق اإلشهار والدعاية سوءا‬
‫ملنتجات قديمة أو جديدة‪ ،‬وهذا ما يجعل املجتمع يكتسب عادات استهالكية غالبا ما تكون في صالح املؤسسة‪.‬‬
‫‪ . 4‬توفير تأمينات ومرافق للعمال‪ :‬مثل التأمين الصحي‪ ،‬التأمين ضد حوادث العمل‪ ،‬التقاعد‪...‬الخ‬
‫‪ .5‬امتصاص الفائض من العمالة‪.‬‬
‫ج) األهداف الثقافية والرياضية‪:‬‬
‫‪ . 1‬توفير وسائل ترفيهية وثقافية‪ :‬تعمل املؤسسة على اعتياد عمالها على االستفادة من وسائل الترفيه والثقافية‬
‫مثل املسرح‪ ،‬املكتبات والرحالت نظرا ملا هذا الجانب من تأثير على مستوى العامل الفكري مما ينعكس على عمله‬
‫وأدائه داخل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ . 2‬تدريب العمال املبتدئين ورسكلة القدامى‪ :‬مع التطور السريع الذي تهده وسائل اإلنتاج فإن املؤسسة تجد نفسها‬
‫مجبرة على تدريب عمالها الجدد تدريبا كفيال بإعطائهم إمكانية استعمال هذه الوسائل واستغاللها بشكل جيد‬
‫عقالني‪ ،‬كما أن عمالها القدامى يجدون أنفسهم أمام آالت ال يعرفون تحريكها أحيانا مما يضطر املؤسسة إلى‬
‫إعادة تدريبهم عليها‪ ،‬أو على الطرق الحديثة في اإلنتاج والتوزيع وهو ما يدعى بالرسكلة وكل هذا يدعو إلى استعمال‬
‫الكفاءات جيدا‪.‬‬
‫‪ . 3‬تخصيص أوقات للرياضة‪ :‬تعمل املؤسسات خاصة الحديثة منها على إتباع طريقة في العمل تسمح للعمل‬
‫بمزاولة نشاط رياضي في زمن محدد‪ ،‬هذا باإلضافة إقامة مهرجانات للرياضة العمالية‪ ،‬مما يجعل العامل يحتفظ‬
‫بصحة جيدة ويتخلص من امللل‪ ،‬وهي عناصر جد مفيدة في االستعداد للعمل والتحفيز ودفع اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬
‫د ) األهداف التكنولوجية‪:‬‬
‫‪ -‬البحث والتنمية‪ :‬تطور املؤسسات أدى إلى توفير إدارة أو مصلحة خاصة بعملية تطور الوسائل والطرق اإلنتاجية‬
‫علميا‪ ،‬وترصد لهذه العملية مبالغ قد تزداد أهمية لتصل على نسبة عالية من الدخل الوطني في الدول املتقدمة‪ ،‬إذ‬
‫تتنافس املؤسسات فيما بينها على الوصول إلى أحسن طريقة إنتاجية وأحسن وسيلة‪ ،‬مما يؤدي إلى التأثير على‬
‫اإلنتاج ورفع املر دودية اإلنتاجية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تصنيف املؤسسة االقتصادية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تصنيف املؤسسة االقتصادية‬
‫إن املؤسسات االقتصادية تظهر تبعا ملقاييس محددة ومتنوعة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تصنيفات املؤسسات االقتصادية حسب املعيار القانوني )‬
‫‪ . 1‬املؤسسات الفردية‪ :‬هي املؤسسات التي يمتلكها شخصا واحد‪ ،‬ولهذا النوع من املؤسسات عدة مزايا منها‪:‬‬
‫صاحب املؤسسة هو املسئول األول واألخير عن نتائج أعمال املؤسسة‪.‬‬
‫صاحب املؤسسة هو الذي يقوم لوحده بإدارة وتنظيم وتسيير املؤسسة‪‬‬
‫ولها أيضا عدة عيوب نذكر منها‪:‬‬
‫• قلة رأس املال وهذا مادام صاحب املؤسسة لوحده يمدها بعنصر راس املال‪.‬‬
‫• صعوبة الحصول على القروض من املؤسسات املالية‪.‬‬
‫• قصر وجهة النظر وضعف الخبرة لدى املالك الواحد‪ ،‬مما يعرض املؤسسة ملشاكل فنية وإدارية‪.‬‬
‫• مسؤولية صاحب املؤسسة غير محدودة فهو مسئول عن كافة ديون املؤسسة‪.‬‬
‫‪ . 2‬الشركات‪ :‬وهي مؤسسات تعود ملكيتها إلى شخصين أو أكثر‪ ،‬يلتزم كل منهم بتقديم حصة من املال والعمل‪،‬‬
‫واقتسام ماقد ينشأ عن هذه املؤسسة من ربح أو خسارة‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى شركات األشخاص‪ ،‬وشركات‬
‫األموال‪.‬‬
‫أ‪ .‬شركات األشخاص‪ :‬وهي‪ ،‬شركات التضامن‪ ،‬شركات التوصية البسيطة‪ ،‬الشركات ذات املسؤولية املحدودة‪.‬‬
‫ولهذا النوع من الشركات مزايا وعيوب‪:‬‬
‫• املزايا‪:‬‬
‫* سهولة التكوين فهي تحتاج فقط إلى عدة شركاء‪.‬‬
‫* نظرا لوجود عدة شركاء يمكن أن يختص كل منهم بمهمة معينة فيسهل بذلك تسيير املؤسسة‪.‬‬
‫* من خصائص املسؤولية التضامنية أنها تجعل الشركاء يتفانون ويخلصون في أعمالهم أكثر من اجل تقدم‬
‫املؤسسة وبالتالي تحقيق الربح‪.‬‬
‫* زيادة القدرة اآللية للمؤسسة بسبب تضامن الشركاء‪ ،‬كما تسهل إمكانية الحصول على القروض‪.‬‬
‫• العيوب‪:‬‬
‫* حياة الشركة معرضة للخطر نتيجة انسحاب أو وفاة أحد الشركاء‪.‬‬
‫* مسؤولية غير محدودة للشركاء‪.‬‬
‫* وجود عدة شركاء قد يثير بعض املنازعات وسوء التفاهم وتناقض وتعارض بعض القرارات مما يعود بالسلب‬
‫على املؤسسة‪.‬‬
‫* في حلة حدوث منازعات أو سوء تفاهم تنشأ صعوبة بيع حصة أي منهم‪ ،‬كما تنشأ صعوبة التنازل عن حصة‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫ب‪.‬شركات األموال‪ :‬كشركات التوصية باألسهم وشركات املساهمة‪.‬‬
‫• املزايا‪:‬‬
‫* مسؤولية املساهمين محدودة بقيمة أسهمهم وسنداتهم‪.‬‬
‫* إمكانية الحصول على الروض بشكل أسهل وأسرع‪.‬‬
‫* حياة املؤسسة أكثر استقرارا‪.‬‬
‫* إمكانية استخدام ذوي املهارات والكفاءات العالية‪.‬‬
‫• العيوب‪:‬‬
‫* تخضع إلى رقابة حكومية شديدة‪.‬‬
‫* بسبب عدم وجود حافز امللكية قد ينتج عن ذلك عدم االهتمام الفعال بشؤون الشركة من قبل مسيريها غير‬
‫املساهمين‪.‬‬
‫وهناك أيضا من يقسم املؤسسة االقتصادية حسب هذا املعيار إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤسسات خاصة‪ :‬وتندرج ضمنها‪ :‬املؤسسات الفردية والشركات‪.‬‬
‫‪ . 2‬املؤسسات العمومية‪ :‬وتندرج ضمنها املؤسسات التابعة للوزارات واملؤسسات النصف‬
‫عمومية أو املختلطة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تصنيفات املؤسسة حسب معيار الحجم( )‬
‫حيث يعتمد هذا النوع من التصنيفات على مجموعة من املقاييس مثل حجم األرض أو املحل املادي‪ ،‬حيث يرتبط‬
‫القياس واملقارنة باملساحة املستعملة أو عدد املباني املكونة للمحل‪ ،‬ويمكن أن يعتمد أيضا على حجم رأس املال‪،‬‬
‫وتصنف املؤسسات حسب هذا النوع إلى‪ :‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املؤسسات الكبيرة‬
‫أ‌‪ .‬املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬وهي التي تضم اقل من ‪ 500‬عامل وقد قسمت إلى‪:‬‬
‫∙ مؤسسات صغيرة أقل من ‪ 10‬عمال‪.‬‬
‫∙ مؤسسات صغيرة من ‪ 10‬إلى ‪99‬عامل‬
‫∙ مؤسسات متوسطة من ‪ 200‬إلى ‪ 499‬عامل‬
‫ب‌‪ .‬املؤسسات الكبيرة‪ :‬وهي ذات استعمال يد عاملة أكثر من ‪ 500‬عامل ولها دور معتبر في اإلقتصاد الرأسمالي ملا‬
‫تقدمه سواء على املستوى الوطني الداخلي أو على مستوى السوق الدولية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تصنيفات املؤسسة االقتصادية حسب املعيار االقتصادي )‬
‫أ‪.‬املؤسسات الصناعية‪ :‬تنقسم إلى نوعين وتشترك كلها في خاصية اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .1‬مؤسسات الصناعة التقليدية‬
‫‪ .2‬مؤسسات الصناعة الخفيفة‬
‫ب‪.‬املؤسسات الفالحية‪ :‬هي املؤسسات التي تهتم بزيادة إنتاجية األرض واستصالحها وتقديم منتجات نباتية‬
‫وحيوانية وسمكية‪.‬‬
‫ج‪.‬املؤسسات التجارية‪ :‬هي املؤسسات التي تهتم بالنشاط التجاري البحت‪ ،‬ويتمثل نشاطها في نقل السلع‬
‫وتوزيعها من أماكن التصنيع إلى أماكن االستهالك‪.‬‬
‫د‪ .‬املؤسسات املالية‪ :‬هي املؤسسات التي تقوم بالنشاطات املالية كالبنوك‪ ،‬مؤسسات التأمين‪...‬الخ‬
‫ي‪ .‬مؤسسات الخدمات‪ :‬هي املؤسسات التي تقدم خدمات معينة كالنقل والبريد واملواصالت‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي في املؤسسة وعالقته بالبيئة‬
‫الهيكل التنظيمي ذو أهمية كبيرة في املؤسسة الرتباطه بالهيكل املادي فيها ويبين لنا مختلف املستويات في املؤسسة‬
‫التي تختلف باختالف الهيكل التنظيمي‪.‬‬
‫كما تسعى املؤسسة االقتصادية الحديثة إلى التفاعل والتكيف مع خصائص البيئة التي تنشط فيها والتي تنقسم إلى‬
‫بيئة داخلية وخارجية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الهيكل التنظيمي في املؤسسة‬
‫الهيكل التنظيمي يتميز بمبدأ التدرج الذي يحدد العالقات نحو االتجاهات األربعة‪ :‬األعلى األسفل على الجانبين وقد‬
‫يظهر على أساس التسلسل القيادي وقد يكون على أساس وظيفي يحدد مجاالت للحقوق ملختلف املناصب‪ ،‬ويكون‬
‫على شكل هرمي تتوسع السلطة واملسؤولية حسب التدرج في املستويات ويرتبط الهيكل التنظيمي بشكل كبير‬
‫بحقيقة املؤسسة وطرق تنظيمها وكذلك تصور حركتها الجماعية‪ ،‬حيث يتم وضع الهيكل التنظيمي ليستجيب‬
‫إلحدى الخصائص أو أكثر فيصبح هرمي تسلسلي أو وظيفي أو حسب املنتجات أو املناط الجغرافية‪،‬إال أن‬
‫املؤسسات تتبع الهيكل التنظيمي املتميز بالتقسيم التقني للعمل‪ ،‬وبالتسلسل الهرمي للسلطة وللمبادئ الكالسيكية‬
‫في اإلدارة وتلعب اإلتصالت الرأسية النازلة دورا مهما في تنسيق األعمال واملراقبة وغيرها ويمكن أن نجد أنواع‬
‫مختلفة من الهياكل‪.‬‬
‫‪ . 1‬الهيكل التنظيمي حسب فرق العمل( )‪ :‬حيث هذه الفرق هي أساس الهيكل وتتكون من مجموعة أفراد لهم‬
‫معارف وخبرات يحدد لهم هدف معين في زمن معين ويتحملون مسؤولية رسمية مشتركة في ذلك وتنتهي مسؤولية‬
‫الفرقة بانتهاء املهمة‪.‬‬
‫‪ . 2‬الهيكل التنظيمي الشبكي‪ :‬ويتم فيه الجمع بين التنظيم الوظيفي وتنظيم فرق العمل ومجموعة العمل تنتمي إلى‬
‫اإلدارات الوظيفية وتتداخل في هذا الهيكل ادوار مديري املجموعات أو الفرق مع مديري الوظائف‪.‬‬
‫‪ . 3‬التنظيم الفدرالي‪ :‬هو يشبه التنظيم الوظيفي وهو يتميز باستقاللية بين األنظمة الفرعية أو وحدات املؤسسة‬
‫التي يكون على رأس كل منها مدير مسؤول‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وظائف املؤسسة‬
‫لقد ظهر مفهوم الوظيفة في بداياته في عمل فايول الذي حدد عددا من الوظائف في املؤسسة ووضع لكل منها‬
‫أهدافا وكيفية حركتها‪ ،‬والوظيفة هي مجموع ما يكلف به الفرد من مهام أو أعمال في إطار مسؤولياته والسلطات‬
‫املعطاة في منصبه وهذا املفهوم يتم تحديده من خالل تحليل ودراسة املناصب ووظائفها بمختلف املستويات‬
‫باملؤسسة في إطار التنظيم وكذلك في إطار الهيكل البشري للمؤسسة والوظيفة بهذا املعنى تتحدد بالعديد من‬
‫العوامل التقنية واملالية والتنظيمية‪.‬‬
‫أما الوظيفة بمعنى ثان فيتحدد عند تجميع عدد من املهام واملناصب تؤدي دورا معينا ومنفصال إلى حد ما عن باقي‬
‫الدوار في املؤسسة‪ ،‬كما قسم فايول وظائف املؤسسة على‪:‬‬
‫‪ .1‬الوظيفة التقنية ‪ :‬كإنتاج‪ ،‬تصنيع‪ ،‬تحويل‬
‫‪ .2‬الوظيفة التجارية‪ :‬شراء‪ ،‬بيع‪ ،‬تبادل‬
‫‪ .3‬الوظيفة املالية‪ :‬البحث عن اآلمال وتسييرها‬
‫‪ .4‬وظيفة األمن‪ :‬حماية املمتلكات واألشخاص‬
‫‪ .5‬وظيفة املحاسبة‪ :‬جردن ميزانية‪ ،‬إحصائيات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ .6‬الوظيفة اإلدارية‪ :‬التنبؤ‪ ،‬تنظيم‪ ،‬قيادة‪ ،‬تنسيق‪ ،‬مراقبة‪...‬الخ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املؤسسة االقتصادية والبيئة‬
‫سنحاول في هذا املبحث التركيز على أهم متغيرات البيئة وتبيان تأثيراتها على املؤسسات االقتصادية‬
‫• تغيرات البيئة‪:‬‬
‫تعتبر البيئة مصدًر ا ومنبًع ا لتزويد املؤسسة باحتياجاتها من املعلومات التي تستخدمها كمورد التخاذ قرارات‬
‫سليمة ورشيدة‪ ،‬ومن جهة أخرى تعتبر املصب النهائي ملخرجات هذه املؤسسة املعتمد عليها في ضمان استمرارها‬
‫وبقائها‪.‬‬
‫إن دراسة بيئة املؤسسة من الخطوات الهامة في تصميم االستراتيجيات‪ ،‬فاملؤسسة جزء من املحيط‪ ،‬تتأثر به‬
‫ويتأثر بها‪ ،‬وملعرفة طبيعة ما يواجهها من فرص وتهديدات ومحددات النجاح‪ ،‬عليها القيام بعملية التشخيص‬
‫والتنبؤ للعوامل البيئية املحيطة بها‪ .‬ويقصد بالبيئة "إجمالي القوى والكيانات والعوامل التي تحيط بها‪ ،‬ذات التأثير‬
‫الحالي واملحتمل"‬
‫وما تعنيه البيئة أيًض ا‪" :‬مجموعة القوى واملتغيرات التي تتأثر بها املؤسسة وال تستطيع الرقابة عليها ولكن يمكن‬
‫االستفادة منها"‪) (.‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف يمكننا القول أن‪ :‬البيئة املحيطة باملؤسسة‪ ،‬تتكون من مجموعة متغيرات متداخلة فيما‬
‫بينها والتي تؤثر على أداء املؤسسة إيجاًب ا أو سلًب ا‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يمكن تعريفها على أنها‪" :‬مجموعة عوامل خارجية للتنظيم والتي تؤثر على فعالية املؤسسة وأداء‬
‫عملياتها اليومية ونمّو ها في األجل الطويل"‪) (.‬‬
‫وعليه يمكننا القول أن البيئة هي مجموعة العوامل املحيطة والسائدة التي تؤثر على أداء املؤسسة واألفراد‬
‫بطريقة مباشرة وغير مباشرة‪.‬‬
‫• البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة االقتصادية‪:‬‬
‫باختالف الباحثين حول تعريف موحد للبيئة‪ ،‬أدى هذا إلى نشوء تقسيمات للبيئة إذ أصبحنا نميز بين نوعين من‬
‫البيئة‪ ،‬داخلية‪ ،‬وخارجية‪:‬‬
‫أما بالنسبة للبيئة الداخلية فمن املستحيل عرض كل املجاالت الوظيفية للمؤسسة التي تمثل أحد عناصر البيئة‬
‫الداخلية ألنها تختلف باختالف املؤسسات‪ ،‬إال أن تحليل البيئة الداخلية يعتبر أحد الدعائم الرئيسية في تحديد‬
‫واختيار البدائل االستراتيجية واتخاذ القرارات‪ ،‬مع االستعانة بنتائج تحليل البيئة الخارجية والتي تمثل في بعض‬
‫جوانبها بتعقيداتها ومخاطرها القاسم املشترك بين املؤسسات سواء على املستوى املحلي أو العالمي‪.‬‬
‫هذه الخصائص البيئية التي تتأثر بها كل املؤسسات تكون كمحصلة لتداخل مجموعة من العوامـل التي تقع خارج‬
‫حدود نطاق رقابة إدارتها‪ ،‬منها‪ :‬عوامل سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية وثقافية… الخ‪.‬‬
‫ومن بين أهم هذه الخصائص‪:‬‬
‫• التعقد ‪ :‬نعني به التعدد وتنوع االختالف في مكونات العوامل التي تؤثر على املؤسسة‪ ،‬والتي تستوجب طاقة‬
‫كبيرة من التكنولوجيا من أجل السيطرة والتكيف مع هذه العوامل مهما كان عددها ودرجة اختالفها وعليه‬
‫يمكننا القول أن املؤسسة تقع بين البساطة والتعقد في البيئة‪.‬‬
‫• الديناميكية ‪ :‬ويقصد بها معدل التغير في عوامل البيئة‪ ،‬إذ يمكن للمؤسسة االنتقال من بيئة مستقرة ساكنة إلى‬
‫بيئة غير مستقرة ديناميكية‪ ،‬وهذا حسب ارتفاع أو انخفاض درجة النمو‪.‬‬
‫• عدم التأكد ‪ :‬وهي من أهم الخصائص حيث يجد املسّي ر نفسه في هذه الحالة عاج ا على تحديد احتمال وقع‬
‫ًز‬
‫الحدث‪ ،‬وهذا راجع لقلة املعلومات عن العوامل واملتغيرات املحيطة به‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على التحكم في تأثير‬
‫ًال‬
‫املتغيرات البيئية مستقب ‪ ،‬وعلى كل مؤسسة الحرص على توفير متطلبات استقرارها‪ ،‬وهذا عن طريق قدراتها‬
‫وكفاءتها في التعامل مع املتغيرات في بيئتها‪.‬‬
‫ويجب أن تتوفر لكل مؤسسة مقومات التأثير والسيطرة على البيئة الداخلية والتي تتطلب تحليل النظام الداخلي‬
‫لها‪ ،‬ليتمكن املقرر مقارنة األداء املحقق باألهداف املحددة على مدى فترات زمنية معينة‪.‬‬
‫ومع تزايد درجة التغيير والتعقيد نتيجة لتنوع املتغيرات املوجودة في البيئة الخارجية وعدم استقرارها‪ ،‬تسعى‬
‫املؤسسة إلى التفاعل والتكيف مع خصائص هذه البيئة بما يحقق أهدافها‪.‬‬
‫ويمكننا تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد العوامل البيئية التي تؤثر على أعمال املؤسسة التي يجب التنبؤ بها وتحليل آثارها‬
‫‪ -‬تدخل تلك العوامل فيما بينها من جهة‪ ،‬وفي تأثيرها على املؤسسة من جهة أخرى‬
‫‪ -‬سرعة تغير ظروف وعوامل البيئة‪ ،‬حيث تتميز بنوع من التعقيد متجلية في قيود وفرص‪ ،‬إذ يسمح التحليل‬
‫بالكشف عن درجة الحرية والخطر الذي يعيق أي تخطيط استراتيجي والذي يسمح بدوره للمؤسسة بأن تحقق‬
‫هدفين من احتكاكها باملحيط هما ‪:‬‬
‫‪ -‬االستفادة القصوى من الفرص التي يمنحها املحيط ‪ :‬حيث تكون املؤسسة في وضعية استقرار‪ ،‬يسهل لها التنبؤ‬
‫أو حتى وضع موازنات تقديرية تساعدها في مواجهة األوضاع االستثنائية الطارئة ذات التأثير البسيط ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتكيف أوضاعها مع متغيرات بيئتها الخارجية بما يتناسب مع أهدافها واستراتيجيتها‬
‫حيث أن مؤسسة القرن ‪ 21‬تعمل في عالم مضطرب غامض‪ ،‬فال يمكن التنبؤ بشيء اليوم‪ ،‬فعلى سبيل املثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬معدالت الصرف األجنبي تتغير من يوم إلى يوم‪ ،‬فإذا كانت أسعار العمالت الرئيسية في السابق ثابتة لفترة‬
‫طويلة وكانت التغيرات في حدود ‪ ،1%‬فقد أصبح اآلن التغيير في حدود ‪ 5%‬في األسبوع وربما ‪ 50%‬في السنة…‬
‫وخير دليل ما حدث لعمالت شرق آسيا في أواخر عام ‪ .1997‬وتعيش املؤسسات الحديثة في مخاطر ناتجة من‬
‫تقلبات العائد…‬
‫ومن أهم هذه املخاطر نجد ‪:‬‬
‫• املخاطر االئتمانية ‪ :‬هذا النوع من املخاطر يتأتى من غياب الوفاء بااللتزامات من األطراف املتعامل معها نتيجة‬
‫لعدم القدرة أو عدم الرغبة بالوفاء‪.‬‬
‫• مخاطر أسعار الصرف ‪ :‬تنشأ نتيجة التحركات غير املواتية في أسعار الصرف‪.‬‬
‫• مخاطر أسعار الطاقة وأسعار املواد األولية ‪ :‬نتيجة للتغيرات الحاصلة في أسعار الطاقة واملواد األولية‪ ،‬لم يعد‬
‫باإلمكان معرفة مستوى األسعار ألي مادة أولية على وجه مطمئن‪.‬‬
‫• مخاطر التسعير ‪ :‬هذه املخاطر برزت كنتيجة حتمية للمتغيرات الحاصلة في أسعار األصول أو بشكل خاص‬
‫محفظة االستثمارات املالية وذلك راجع إما لخصوصيات تتعلق باملؤسسة أو للظروف االقتصادية‪.‬‬
‫• مخاطر السيولة ‪ :‬وكنتيجة لعدة عوامل‪ ،‬تظهر مخاطر السيولة ويمكننا حصرها في عدم قدرة املؤسسة على‬
‫توظيف األموال بشكل مناسب‪ ،‬أو باألحرى عدم قدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماتها في األجل القصير مع عدم‬
‫مراعاة عدم تحمل خسائر معتبرة‪.‬‬
‫• مخاطر قانونية ‪ :‬وتعني حدوث التزام غير متوقع أو فقد جانب من قيمة األصول نتيجة عدم توافر رأي قانوني‬
‫سليم أو عدم كفاية املستندات‪.‬‬
‫• مخاطر االلتزام ‪ :‬هي تعرض املؤسسة لعقوبات سواء في شكل جزاءات مالية أو الحرمان من ممارسة نشاط‬
‫معين نتيجة الرتكابها مخالفات‪.‬‬
‫• مخاطر استراتيجية ‪ :‬وهي تنشأ نتيجة لغياب استراتيجية مناسبة للمؤسسة ويقصد باالستراتيجية املسار‬
‫الرئيسي الذي تتخذه املؤسسة لنفسها لتحقيق أهدافها في األجلين الطويل والقصير في ضوء الظروف البيئية‬
‫العامة وظروف املنافسين واعتماًد ا على تحليل القوة الذاتية‪.‬‬
‫• مخاطر الغموض ‪ :‬كما أننا ال نعرف على وجه اليقين هل األفضل للمؤسسة أن تندمج مع أخرى أم ال تندمج؟ أم‬
‫تفصل أجزاء منها لتصبح مؤسسات مستقلة‪ ،‬ولم نعد نعرف من هم املنافسون القادمون على املستوى املحلي أو‬
‫املستوى العالمي! ولم نعد نعرف هل األفضل الحصول على األموال بالفائدة الثابتة أم باملشاركة من خالل رأس‬
‫املال املخاطر أو من البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل هذا البحث الذي تناولنا فيه موضوع‪ :‬املؤسسة االقتصادية كنظام مفتوح‪ ،‬ومن منطلق التساؤالت‬
‫واستفسارات املطروحة ملناقشة بحثنا أمكننا الوصول إلى النتائج‪:‬‬
‫مفهوم املؤسسة االقتصادية كنظام مفتوح يتحدد حسب مجموعة من املعايير كاملعيار القانوني واالقتصادي‪‬‬
‫تصنيفات املؤسسة االقتصادية تتم حسب املعيار حسب الحجم حسب الوظيفة أو الدور‪.‬‬
‫على الرغم من اختالف وتنوع األهداف التي تصبو إليها املؤسسة االقتصادية إال ان أهم هدف هو الهدف‬
‫االقتصادي والذي يبنى على تحقيق املؤسسة ألرباح دائمة وكذا الرقي بها والتمتع بوضعية مالية جيدة‪.‬‬
‫املؤسسة االقتصادية الحديثة تتواجد في محيط يتميز بالتعقد والدينامكية‪.‬‬
‫املراجع ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫إقتصاد املؤسسة لألستاذ ناصر دادي عدون‬
‫إقتصاد املؤسسة لألستاذ عمر صخري‬
‫اإلدارة والتخطيط اإلستراتيجي في قطاع االعمال الخدمات ل عايدة سيد خطاب‬
‫أثر البيئة على أداء املؤسسات االقتصادية العمومية لألستاذ علي عبد هللا‬
‫املذكرات ‪:‬‬
‫الوظيفة املالية في املؤسسة االقتصادية مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس نقود ومالية ‪ 2003‬ج‪ .‬البليدة‬
‫يقظة استراتيجية لبيئة دينامكية مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس تسويق ‪ 2002‬ج‪ .‬الجزائر‬
‫تأهيل املؤسسات االقتصادية الجزائرية واقع وأفاق مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس تسيير‪ 2004‬ج الجزائر‬

You might also like