Professional Documents
Culture Documents
نيلُُالظفر ُ
يف ُ
آخرُأربعاءُمنُصفر ُ
( اللهمَّ ال طريَ إال طَريُكَ ،وال خَيْزَ إال خريُك ،وال إلهَ غريُك
اللهمَّ ال يأتي ببحلسنبتِ إال أنتَ ،وال يُذهب السيئبتِ إال أنتَ وال حىلَ وال قىةَ إال ببهلل )
(ٔ) كلمة {صفر} تدل على النمص ،وهو شهر ٌُتشاءم منه عند بعض العوام ،فعبر عنه
الشٌابة من سادتنا آل أبً علوي وغٌرهم :بشهر (ظفر) وربما لالوا (ظفر الخٌر) ؛ تفاؤلا،
كما ٌدل علٌه ما هو مثبتٌ فً بعض وثابك المتمدمٌن وشواهد األموات وفً مصنفاتهم
اهـ :عن بعض الشٌوخ . وغٌرها .
(لطٌفة) :الصفر فً لغة العرب :هو الخلو عن الشًء ،ومنه لوله {صفر الٌدٌن} ،
وكانت العرب تتشاءم بهذا السم ،فلهذا أضٌف إلى (الخٌر) .
اهـ غاٌة المصد والمراد جٔ صـٖٔ .
ٕ
دفع الشبه واألوهام عما لٌل عن آخر أربعاء(ٔ) من الشهر
عن سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما -عن النبً -صلى هللا علٌه وآله
آخر أربعاء فً الشهر ٌوم نحس مستمر ) .
وسلم -لالُ ( :
رواه وكٌع وابن مردوٌه وغٌرهم ..اهـ :فٌض المدٌر .
لال الشٌخ المناوي :والٌوم لُغةً :عبارة ع ّما بٌن طلوع الشمس وغروبها
من الزمن ،وشرعا ً :ما بٌن طلوع الفجر الثانً والغروب .
_ واختلفوا فً معنى هذا الحدٌث على ألوال ِعدّة ،منها :
الطٌَرة(ٕ) ،وكٌف
{نحس} على جهة ِ
ٌ ٔ) لال فً البحر :لٌس لوله فً الحدٌث
ٌرٌد ذلن واألٌام كلّها هلل ،ولد جاء فً تفضٌل بعض األٌام على بعض
( ٔ)
سمً أربعاء ؛ َّ
ألن الرابع واح ٌد من أربعة ،وهو رابع األٌام من األحد الذي هو أول ُ
األسبوع عند ابن جرٌر وغٌره ،والراجح أن أول األسبوع :السبت .
اهـ :فٌض المدٌر ،وبشرى الكرٌم .
_ وفً {فتح الباري} ما لفظه :وأن الجمعة أول األسبوع شرعا ا ،وٌدل على ذلن تسمٌة
األسبوع كله جمعة .اهـ
.
( ٕ)
الط ٌَرة بكسر الطاء وفتح الٌاء ولد تُسكن أي الٌاء :هً {التشاؤم} ،ولال الحكٌم :هً ِ
سمٌت بالطٌرة ؛ ألنهم كانوا ٌتشاءمون بأسماء سوء ال َظ ّن باهلل والهرب من لضابه ،،و ُ
الطٌور وأصواتها وألوانها وجهة سٌرها عند تنفرٌها ،وٌُن َظر إن طار إلى جهة الٌمٌن ..
أن السحرالجبت :أي من أعمال السحر ،فكما َّ تٌ ّمن ،أو الٌسار ..تشاءم ،وهً من أعمال ِ
الجبت فً الحرمة . حرام فكذا هذه األشٌاء أو مماثل عبادة ِ
الظن السًء بالملب ،والطٌرة :هً ُّ ق بٌن (التطٌّر -والطٌرة) :فالتطٌّر :هو -وهنالن فر ٌ
الفعل المترتب علٌه .
إنسان ألزمناهُ طابِ َرهُ فً عُنمه) :
ٍ _ ومعنى {طابره} فً لوله تعالى( :وكل
كما لال ابن عباس -رضً هللا عنهما : -هو عمله وما لُدّر علٌه أٌنما كان ،،ولٌل :هو
خٌره وشره ،،ولال أهل المعانً :أراد بالطابر ما لضى هللا علٌه أنه عامله ،وما هو صابر
سمً طابر ؛ على عادة العرب فٌما كانت تتفاءل وتتشاءم به من إلٌه من سعادة وشماوة ،و ُ
سوانح الطٌر -أي التً تمر من ٌسار الرابً إلى ٌمٌنه -وبوارحها -وهً التً تمر من ٌمٌن الرابً
إلى ٌساره. -
الخٌر والشَّر من لولهم طار سهم فالن بكذا ِ ظه من ولال أبو عبٌدة والمتٌبً :أراد بالطابر ح َّ
وكذا ،وخص العنك من بٌر سابر األعضاء؛ ألنه موضع المالبد واألطواق وغٌرهما مما
ٖ
أخبار كثٌرة ،وهو من الفأل الذي كان ٌُحبّه ،،وأما الطٌرة فٌكرها ولٌست ٌ
من الدٌن بل من ِف ْع ِل الجاهلٌة ولو ِل ال ُك ّهان والمنجمٌن ؛ فإنهم ٌمولونٌ{ :وم
األربعاء ٌوم عطارد ،وعطارد نحس مع النحوس ،وسعد مع السعود}
ولولهم خارج عن الدٌن .
ٖ) ومنها ما لاله السهٌلً :أن نحوست َه على من تشاءم وتطٌّر بأن كان عادته
وتلن صفةُ من ل َّل توكله ،
َ وترن االلتداء بالنبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -فً تركه ،
َ التطٌّر،
تضره نحوسته فً تصرفه فٌه . ّ فذلن الذي
ٗ) ولال بعضهم :التطٌّر مكروه كراهةً شرعٌة إال أن الشرع أبا َح لمن
ٌزٌن وٌشٌن ،فجرى كالم العرب بتشبٌه األشٌاء الالزمة إلى األعناق .
اهـ جمٌعه ملخصا ا بتصرف /تفسٌر البغوي و فٌض المدٌر .
(ٔ) أي سحابة ٌُخال فٌها المطر .
( ٕ)
والوجل .
أي كشف عنه ما خالطه من الخوف َ
ٗ
أصابه فً آخر أربعاء شً ٌء من نحو جابحة(ٔ) :أن ٌ َدع التصرف فٌه ال على
بؤس ،،بل على جهة ٌ فمر أو
ٌضره أو ٌصٌبه فٌه ٌ
ّ جهة الطٌرة و اعتماد أنه
اعتماد إباحة اإلمسان فٌه ؛ لما كرهته النفس ال ابتغاء التطٌّر ،ولكن إثباتا ً
أن شٌبا ً ال ٌضر شٌبا ً .
للرخصة فً التّولً فٌه لمن شاء مع وجوب اعتماد َّ
اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرف :فٌض المدٌر .
٘) وفً {لطابف المعارف فٌما لمواسم العام من وظابف} ما لفظه :
وكثٌر من الجهال ٌتشاءم بصفر ،وربما ٌنهى عن السفر فٌه ،والتشاؤم
بصفر هو من جنس الطٌرة المنهى عنها ،وكذلن التشاؤم باألٌام كٌوم
ث ال ٌصح ،بل فً األربعاء ،ولد روي أنه (ٌوم نحس مستمر) فً حدٌ ٍ
المسند عن جابر -رضً هللا عنه -أن النبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص : -دعا فً على األحزاب
ٌوم اإلثنٌن والثالثاء واألربعاء ..فاستُجٌب له ٌوم األربعاء بٌن الظهر
والعصر ...الحدٌث .
_ ونُمل عن اإلمام مالن -رضً هللا عنه -أنه لال :ال تُعا ِد األٌام فتعادٌن ؛
أن لها تأثٌرا ً فً إضرارن فربما توافك إرادة هللا بن ذلن . أي :ال تعتمد َّ
(ٔ) أي مصٌبة ،وفً اصطالح الفمهاء :هً ما أذهب الثمر أو بعضه من آف ٍة سماوٌةٌُ ،مال:
اهـ :معجم الوسٌط . سنة جابحة :أي َجدبةٌ ،والجمع :جوابح .
وذكر فً {كتاب البركة} للشٌح الحبٌشً -رحمه هللا ، -ما نصه :
نحس على ال ُكفّار فٌكون
النور ُخلك ٌوم األربعاء ؛ ألنه ٌوم ٍ
َ وروي َّ
أن ُ
اهـ صـ ٘. ٕ7 سعدا ً على المؤمنٌن .
ٙ
وذكر برهان اإلسالم فً {تعلٌم المتعلم} عن صاحب الهداٌة :
َّ
أن ما بدئ شً ٌء ٌوم األربعاء إال وت َّم ،فلذلن كان جم ٌع من الشٌوخ ٌتحرون
نور ،فبداٌته ٌوم ُخلك النور ..
العلم ٌ
َ ابتداء الجلوس للتدرٌس فٌه ؛ وذلن َّ
ألن
فٌه تناسب معنى على التمام .
لخبر ابن حبّان والدٌلمً عن جابر
ِ واستحب بعضهم غرس األشجار فٌه ؛ َّ
غرس ٌوم األربعاء فمال :سبحانن الباعث
َ -رضً هللا عنه -مرفوعا ً ( :من
اهـ :فٌض المدٌر . الوارث ..أتته بأكلها ) .
وفً {السٌرة الحلبٌة} ما حاصله :تُحمل األحادٌث الواردة بمدح ٌوم
خلك هللا
َ غٌر آخر أربعاء فً الشهر ..كالحدٌث الضعٌف( : األربعاء ،على ِ
ٌو َم األربعاء األنهار واألشجار ) ،،وأما األحادٌث الواردة بذ ّمه ..فهً
اهـ . محمولة على آخر أربعاء فً الشهر .
( تتمة) ٌستحب صوم ٌوم األربعاء ؛ شكرا ً هلل تعالى على عدم هالن هذه
اهـ :إعانة الطالبٌن . األمة فٌه ،كما أهلن فٌه من لبلها .
7
من وظابف أٌام األسبوع
مما ورد عن بعض وظابف أٌام األسبوع وبعض ما ٌُجتنب فٌها :ما أخرج
أبو ٌعلى عن ابن عباس -رضً هللا عنهما -وابن عدي وت ّمام فً {فوابده} ،
عن أبً سعٌد -رضً هللا عنه -مرفوعا ً ،لال :
غرس وبناء ،وٌوم االثنٌن
ٍ مكر وخدٌعة ،وٌوم األحد ٌوم
( ٌوم السبت ٌوم ٍ
سفر وطلب رزق ،وٌوم الثالثاء ٌوم حدٌد وبأس ،وٌوم األربعاء ال أخ َذ
ٌوم ٍ
وال عطاء ،وٌوم الخمٌس ٌوم طلب الحوابج والدخول على السالطٌن ،
وٌوم الجمعة ٌوم ِخطب ٍة ونكاح ) ،لال السخاوي :وسنده ضعٌف .
فابدة :من النحت :األلفاظ األربعة المشهورة عن سٌدنا علً -رضً هللا
وكر َم هللا وجهه -وهً ( :وهللا ما تربعلبنتُ لط ؛ أي ما شربتُ اللبن
عنه ّ
ٌوم األربعاء ،وال تسبتسمكتُ لط ؛ أي ما أكلت السمن ٌوم السبت ،وال
تعممعددت لط ؛ أي ما تعممت وأنا لاعد؛ أي ألنه ٌدل على تحسٌن العمة ،
وسٌدنا علً -رضً هللا عنه -ال ٌرٌد ذلن ،وال تسرولممتُ لط ؛ أي ما
لبستُ السراوٌل لابما ً ؛ لبال ٌظهر شًء من عورته ،ولما لٌل َّ
إن لبس
السراوٌل من لٌام ٌ :ورث الفمر كالتعمم لاعدا ً ) .
اهـ ملخصا ً بتصرف :بجٌرمً على الخطٌب .
فابدة جلٌلةُ :وجد بخط الحافظ الدمٌاطً أبٌاتاً ،ولال إنها تُعزى لسٌدنا
كر َم هللا وجهه ورضً هللا عنه ، -وهً : علً بن أبً طالب ّ -
َلو َن فً الـ ِ
دلء كد ُ ولكـن ألـ ِ وما طلب المعـٌـش ِة بالـتـمـنّـً
اء تجٌن بـحـمـأ ٍة ولـلـٌـل مـ ِ تـجـٌـ َن بمـثـلهـا ٌـوما ا وٌـومـا
راءإن أردتَ ِبـال امـتـ ِ لصٌ ٍد ْ ل ِن ْع َم الٌـوم ٌوم الـسـبت حــمّـا ا
السماء
ِ كتبدّى هللاُ فـً خـلـ ِ ألن فـٌ ِهاء َّ
وفـً األحـ ِد الــبــنـ ِ
8
وبالثراء
ِ نجاح
ِ سـتـظـفـر بالـ وفً الثـنـٌن إن سـافـرتَ فٌ ِه
الدماء
ِ ق
فـفـً سـاعـاته هر ُ وإن تُر ِد الـحـجامةَ فـً الثَّالثا
فَنِ ْعـ َم الـٌـوم ٌــوم األربـعـ ِ
اء رئ ٌـوما ا دوا اءرب امـ ٌوإن شـ َ
اء إن هللاُ ٌـــ ُ
أذن بـالـمـضـ ِ فــ َّ حاج
ٍ الخمٌس لضا ُء
ِ ٌوم
وفً ِ
النساء
ِ ولــذّاتُ الـرجـا ِل مع وعرس
ٌ وفً الجمعات تزوٌ ٌج
األنــبــٌـاء
ِ ًً أو َوصــ ُّ نـبــ ٌّ وهــذا الـعــلــ ُم ل ٌـــدرٌـه إل
اهـ ملخصا ً بتصرف :فٌض المدٌر و الموابد فً شتى الفوابد صـٖٕ.
لص األظافر(ٔ) ٌوم األربعاء (ٕ) ،وأنّه ورد فً بعض اآلثار :النهً عن ّ
وأخبر ثمةٌ من أصحابنا عن ابن الحاج َ ٌورث البرص ،لال فً المطامح:
بمص أظافره ٌوم األربعاء ،فتذاكر ّ وكان من العلماء المتمٌن :أنّه ه َّم
صهاسنةٌ حاضرة فم ّ الحدٌث الوارد فً كراهته ..فتركه ،ثُم رأى أنها ُ
برص ،فرأى النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلّم -فً نومه ،فمال له :ألم فلحمه َ
ظ ْفر بضم الظاء مع سكون الفاء وضمها ،أو بضم الظاء (ٔ) (فابدة) األظافٌر أو األظفار جمع ُ
إسكان الفاء وكسرها .
ِ مع
نور ،كانت تحت حلل سٌدنا آدم فً الجنة ،فلما أكل من الشجرة ..تطاٌر _ وهً حلةٌ من ٍ
س ِطها ،وتملّصت وانعمدت على رؤوس عنه لباس الجنّة وبمٌت حلة النور ،فانمبضت من و َ
ظ ْفرا ا ،،فكان إذا نَ َظ َر إلى أظافٌره بكى ،،وصار عادةا فً أولده إذا هج َم
أصابعه فصارت ُ
الضحن على
أحدهمٌ ،نظر إلى أظافٌر ٌدٌه أو رجلٌه ٌ ..سكن عنه .اهـ برماوي .
اهـ بتصرف /بجٌرمً +حاشٌة الجمل .
(ٕ) ولبعضهم:
الـبر ْ
كة َ تبدو وفــٌـمـا ٌـلـٌـه ٌـذهـب ت آكلةٌظـفـرن ٌـوم السب ِ
ِ فً لـص
وإن ٌـكن فً الثالثاء فاحذر الـ َهلَ ْ
كـة وعــالــ ٌم فاض ٌل ٌبدو بـتــلـوهــمــا
وفً الخمٌس الغنى ٌأتً لمن سلكَه وٌورث السوء فً األخالق رابعها
عن النبً روٌـنـا فــالـتـفـوا نُسـكـه والـعـلم والرزق زٌدا فً عروبتها
اهـ /كشف الخفاء جٕ صـٓٓ٘ .
9
َ
الحدٌث عنن ،، ٌصح عندي
ْ تسمع نهًٌ عن ذلن؟ فمالٌ :ا رسول هللا لم
ص جمٌعا ً .
لالٌ :كفٌن أن تسم َع ،ثم مس َح بٌده على بدنه فزال البر ُ
لال ابن الحاج :فجدّدتُ مع هللا سبحانه وتعالى توبةً أال أخالف ما سمعتُ عن
رسول هللا -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -أبدا ً .
_ وفً {لالبد الخرابد} ما لفظه :العامة تروي حدٌثا ً عنه ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ( :أن من ُحلك
رأسه أربعٌن مرة فً أربعٌن أربعاء ..صار فمٌهاً) ،لال أبو مخرمة :وال
ت أمً أعرف فً ذلن شٌبا ً ٌُعتمد علٌه ،والمٌاس فعله ٌوم الجمعة ،ولد َ
س ِم َع ْ ُ
الحدٌث الذي ٌذكرونه ..فَفَعَلَتْه بً أربعٌن َح ْلمةً فً أربعٌن أربعاء ،لم
حلك فً غٌر األربعاء ،ولد حصل لها مطلوبها بحمد هللا إن شاء هللا ٌتخللها ٌ
تعالى .
ولد روي أن من بلغه عنً فضٌلة فعمل بها ..كان له ذلن وإن لم ألله ،أو
(ٔ)
اهـ جٕ صـٕ ٖ9و ٖ. ٖ9 نحو ذلن .انتهى بمعناه .
(ٔ) روي عن أنس عن جابر مرفوعا ا ،لكن بلفظ ( :من بلغه عن هللا عز وجل شًء فٌه
فضٌلة ،فأخذ بها إٌمانا ا ورجا اء ثوابه ..أعطاه هللا ذلن وإن لم ٌكن كذلن) رواه أبو الشٌخ
فً {مكارم األخالق} ،ورواه كامل الجحدري ،ورواه أبو ٌعلى والطبرانً فً معجمه
{األوسط} بلفظ ( :من بلغه عن هللا فضٌلة فلم ٌصدّق بها ..لم ٌنلها) .
سن أحدكم ظنه بحجر ..لنفعه هللا به) _ ولال الحافظ ابن حجر فً الكالم على لولهم (لو ح ّ
..ل أصل له ،ونحوه (من بلغه عن هللا -عز وجل -شًء فٌه فضٌلة ..الخ) .
_ ولال فً {الآللا} :رواه أبو الشٌخ عن جابر ،وأسنده صاحب {مسند الفردوس} من
طرق ،وابن عبد البر عن أنس بسند فٌه الحرث وغٌره ،ولال :هم ٌتساهلون فً الحدٌث ُ
إذا كان فً الفضابل .
ٓٔ
ومن كالم الحبٌب البركة علً بن دمحم الحبشً لال -رضً هللا عنه -للسٌد
العالمة أحمد بن حسن العطاس -رضً هللا عنهَ : -حد ّ
حالق؟ فمال :نعم
باحلك أنا وإٌان بكرة ربوع ،فمال له سٌديّ :أال الٌوم ربوع .
ولال رضً هللا عنه :ونحن بانحلك ألوالدنا أربعٌن ربوعا ً متتابعة َّ ،
فإن من
حلكَ البن ِه أربعٌنَ ربوعا ً متتابعة ٌ ..مع عالما ً ،فأخبر السٌد أحمد أهله بهذه
الفابدة ،ولال لهم اعملوا بها .
اهـ :الفوابد الحسان جٗ صـ .. ٔٙنمالا عن جواهر األنفاس جٔ صـٖ. 3
ومن كالم الحبٌب علً بن عبد الرحمن المشهور -رضً هللا عنهما، -
لال ( :إن الصبً إذا حلك رأسه ٌوم الربوع أربعٌن أربعاء متوالٌة من بعد
اهـ لمعة النور صـ. ٕٓ8 الوالدة ٌ ..كون عالما ً ) .
_ ولال فً {المماصد} :وله شواهد عن ابن عباس وابن عمر وأبً هرٌرة -رضً هللا
عنهم ، -ولال الماري :غاٌة األمر أنه ضعٌف ،وٌموٌه أنه رواه ابن عبد البر من حدٌث
أنس كما ذكره الزكرشً ،وكذا ذكره العز بن جماعة فً منسكه الكبٌر إل إنه لم ٌسنده ولم
ٌعزه إلى أحد ،وٌؤٌده أنه ذكره السٌوطً فً {جامعه الصغٌر} ،ففً الجملة :له أصل
اهـ ملخصا ا بتصرف :كشف الخفا . أصٌل .
ٔٔ
ما ٌطلب فعله فً آخر أربعاء من صفَر
لال الحبٌب عبد هللا بن علوي الحداد -رضً هللا عنه: -
( أنا ما أوسوس إال من العٌن ؛ لحدٌث { :لو كان شًء سابك المدر لسبمته
نحس مستمر} ،وإن كانٍ العٌن } ،ومن آخر أربعاء ؛ لموله تعالى ٌ{ :وم
عذّبوا فما وجه
بعض المفسرٌن لال :على عاد بالخصوص ،فإنهم لد ُ
سر {إل حاجةا فً نفس ٌعموب لضاها} أنه خاف على بنٌه استمراره ،ولد فُ ِ ّ
من العٌن ،فٌنبغً سؤال اللطف والستر ) .
اهـ :تثبٌت الفؤاد جٕ صـٖٔ ،والتوضٌحات صـ. ٔ77
ونُمل عن سٌدنا اإلمام مسند الدٌار الحضرمٌة العارف األبَر عٌدروس بن
عُمر الحبشً -رضً هللا عنه: -
ودفع النوازل عنه وعن أوالده ،ومن
ِ أنه ٌنبغً أن ٌُمرأ بنٌة الحفظ والكفاٌة
أراد حفظه وكفاٌته من نَ ْف ٍس و ما ٍل وغٌر ذلن فً آخر أربعاء من شهر ظفر:
ٔ) ٌ -مرأ وهو ملتفت إلى جهة الٌمٌن ( : -الله َّم إنًّ أُل ّد ُم إلٌن بٌن ٌدي وبٌن ٌدي
أوالدي ،وأه ِل دابرتً ،ومن أراد ذكرهم :بسم ميحرلا نمحرلا هللا {سورة
مرة ، خٌر حفظا ا وهو أرحم الراحمٌن} ) هذه ّ الفلك} ،ولوله تعالى{:فاهلل ٌ
َّ
وهن: وٌمول وعن ٌمٌنً وعن أٌمانهم ،،وٌفعل فً بالً الجهات الست
الشمال واألمام والخلف وفوق وتحت ،كما فعل فً الٌمٌن لراءة ً والتفاتا ً ،ثم
ٌمول :
( ومحٌطا ً بً وبهم ،وٌمرأ السورة واآلٌة ،وبعد ذلن ٌدعو بهذا الدعاء،
وهو :الله َّم ٌا كافً البالء اكفنا البالء لبل نزوله من السماء {سبعاً} ) .
ٕٔ
ٕ) وكذلن ٌمرأ آٌات السالم ،وهن سب ٌع {ثالثا ً ثالثاً} بمصد السالمة له ولمن
َذ َكر أوالً :
نوح فً
ٍ -األولى ( :سال ٌم لَولا من ر ٍ
ب رحٌم) - ،الثانٌة( :سال ٌم على
جزي ال ُمحسنٌن ،إنّه من عبادِنا المؤمنٌن ) - ،الثالثة:كذلن نَ ِ
َ العالمٌن ،إنّا
(سال ٌم على إبراهٌم ،كذلن نجزي المحسنٌن ،إنّه من عبادنا المؤمنٌن ) ،
-الرابعة ( :سال ٌم على موسى وهارون ،إنّا كذلن نجزي ال ُمحسنٌن ،إنهما
من عبادنا المؤمنٌن ) ،
-الخامسة( :سال ٌم على إل ٌاسٌن ،إنّا كذلن نَجزي المحسنٌن ،إنّه من
عبادنا المؤمنٌن ) - ،السادسة( :سال ٌم علٌكم طبتم فادخلوها خالدٌن) .
مطلع الفجر ) .
ِ -السابعة ( :سال ٌم هً حتى
ظ وس ِل َم هو ومن أدخله فً حٌطته ممن ذ َكر .فإن من فعل ذلن ُ ..حف َ َّ
لدفع
ِ وأمر الحبٌب عٌدروس بن عمر المذكور أح َد تالمذته :أن ٌمرأ
َ ٖ)
النوازل التً ٌنزلها هللاُ فً آخر أربعاء من شهر صفر { :أول حزب اإلمام
النووي ،وآخره} وهو :
( بسم ميحرلا نمحرلا هللا ،هللا أكبر هللا أكبر هللا أكبر ،ألول على نفسً وعلى
دٌنً وعلى أهلً وعلى أولدي وعلى مالً وعلى أصحابً ،وعلى أدٌانهم
شًء أعطانً وإٌاهم ألف ل حو َل ول لوةَ إل ٍ وعلى أموالهم ،وعلى كل
سهم فً خزابن بسم ميحرلا نمحرلا هللا ، باهلل العلً العظٌم ،خبّأتُ نفسً وأنف َ
ألفالها ثمتً باهلل ،مفاتٌحها ل حو َل ول لوةَ إل باهلل العلً العظٌم .
لمخلوق
ٍ بن اللهم عن نفسً وأنفسهم ما أطٌك وما ل أطٌك ،ل طالة أدف ُع َ
صنع ً لطف هللا ،بلطٌف ُ مع لدرة الخالك ،حسبً هللاُ ونعم الوكٌل ،بخف ّ
صنتُ بأسماء هللا ،توكلتُ على هللا ،ادّخرتُ هللا ،دخلت فً كنف هللا ،تح ّ
شدّة .
هللا لكل ِ
ٖٔ
اللهم ٌا من اسمه محبوب ،ووجهه مطلوب ،اكفنً ما للبً منه مرهوب ،
إنّن غالب غٌر مغلوب ،وصلى هللا على سٌدنا محم ٍد وآله وصحبه وسلّم ).
مرات أللها {ثالثاً} ،وهذا من استحسانه رضً هللا عنه .
كرره ّ
ولال ّ
اهـ جمٌعه ملخصا ا بتصرف :الفٌوضات العرشٌة .
ومن {كنز النجاح والسرور} للشٌخ عبد الحمٌد لَ َدس(ٔ)-رحمه هللا -ما
حاصله :
اعلم :أن مجموع الذي نُمل من كالم الصالحٌن :أنه ٌَنزل فً آخر أربعاء
فر ُق فً سابر السنة كلَّه ٌ ..نز ُل فً من صفر بال ٌء عظٌم َّ ،
وأن البال َء الذي ٌُ ّ
ذلن الٌوم .
(ٔ) هو الشٌخ المتفنن ،العالمة المتمن ،وال ُمجد فً علومه وأعماله المبرهن :عبد الحمٌد
بن دمحم بن علً لدس بن عبد المادر الخطٌب ،عالم وشاعر ومؤلف ،ولٌد مكة ودفٌنها ،
وتربى بوالده واتسعت معارفه بمشاٌخه ،ونبغ فً علوم اآللة نبوغا ا باهرا ا ،ولد ألّف فً
غالب الفنون ،وله عناٌة خاصة بمطالعة كتب السادة العلوٌٌن والنمل منها ،والمواظبة
على أورادهم ،كما أن له الحظ األوفر فً مدح الحضرة الدمحمٌة فً لصابده البدٌعة ،ومنها
( :دفع الشدة فً تشطٌر البردة) و (نٌل اإلسعاد والمبول فً مدح سٌدتنا الزهراء البتول) ،
طبعت غالب مؤلفاته فع َّم بها النفع ؛ لصالح نٌته وصفاء طوٌته . ولد ُ
_ ومن أجل مشابخه :الحبٌب العارف باهلل السٌد البركة العالمة :حسٌن بن دمحم الحبشً،
واإلمام األبر العارف األشهر :عٌدروس بن عمر الحبشً ،والسٌد العالمة :أحمد بن زٌنً
دحالن وغٌرهم -رضً هللا عنهم ونفعنا بهم آمٌن. -
_ وكانت وفاته :عام (ٖٖٗٔهـ) ،رحمه هللا رحمة األبرار ،و جمعنا وإٌاه برحمته فً
اهـ ملخصا ا بتصرف :تاج األعراس جٕ صـ. ٙٔ6 دار المرار آمٌن .
ٗٔ
( بسم ميحرلا نمحرلا هللا ،وصلى هللا تعالى على سٌدنا دمحم وعلى آله وصحبه
شر هذا الزمان وأهله ،وأعوذ بجاللن وجالل أجمعٌن ،أعوذ باهلل من ِ ّ
ووالدي وأولدِي ،وأهلً وأحبابً
َّ سن :أن تُجٌرنً وجهن ،وكمال َجالل لُد ِ
شر ما لضٌتَ ِفٌها ،
شر هذه السنة ،ولنً َّ شفمةُ للبً من ّ ،وما تُحٌطه َ
شهر صفَر ٌ ،ا كرٌم النَ َظر ،واختم لً فً هذا الشهرَ عنًّ َّ
شر واصرف َ
ْ
سعادة ،لً ولوالدي وأولدي ،وألهلً وما والدَّهر بالسالمة والعافٌة وال ّ
شفَمةُ للبً ،وجمٌع المسلمٌن ،وصلى هللا تعالى على سٌّدنا محم ٍد تحوطه َ
وعلى آ ِله وصحبه وسلَّم ) .
( ٔ)
وكرم هللا وجهه : -أي شدٌد األخذ ،
لوله (شدٌد المحال) :لال سٌدنا علً -رضً هللا ّ
ولٌل :شدٌد الموة ،ولٌل :شدٌد العموبة ،ولٌل :شدٌد المكر ،،والمحال والممحالة :
اهـ بتصرف /تفسٌر البغوي . المماكرة والمغالبة .
٘ٔ
شر هذا الٌوم سن وأخٌه ،وجدّه وأبٌه ،وأ ّمه وبنٌه ،اكفنً َّ سر الح َ
الل ُه َّم بِ ِ ّ
وما ٌنزل فٌه ٌ ،ا كافً ال ُمه ّماتٌ ،ا دافع البلٌّات{ ،فَ َ
سٌَ ْك ِف َك ُه ُم هللاُ و ُه َو
السمٌ ُع العَ ِلٌ ُم} ،وحسبنا هللاُ ونِ ْع َم الوكٌل ،ول حو َل ول لوةَ إل باهلل العلً
العظٌم ،وصلى هللا تعالى على سٌدنا دمحم وعلى آله وصحبه وسلَّم ) .
اهـ .
أن من صلّى األربع الركعات المتمدّمة، )ٙلال فً {نعت البداٌات} :وٌُروى َّ
ودعا بالدعاء المتمدّم أٌضا ً ،وهو :اللهم ٌا شدٌد الموى ...الخ ،وكتب بعد
ذلن هذه اآلٌات وغسلها بالماء ،فمن شرب منه ..أ َ ِمنَ مما ٌنزل من البالء
فً ذلن النهار إلى تمام العام ،،واآلٌات هً هذه :
نوح فً العالمٌن) ( ،سال ٌم على
ٍ (سال ٌم لَولا من ر ٍ
ب رحٌم) ( ،سال ٌم على
إبراهٌم) ( ،سال ٌم على موسى وهارون) ( ،سال ٌم على إل ٌاسٌن) ( ،سال ٌم
مطلع الفجر) .ِ أمر سال ٌم هً حتىعلٌكم طبتم فادخلوها خالدٌن) ( ،من ُك ِل ٍ
وهذه الرواٌة كان ٌفعلها بعض المشابخ ،وهً أحسن ؛ لعموم النفع بها
للصبٌان والنساء ونحو ذلن ممن ال ٌمدر على فعل شًء مما تمدم .
ٔٙ
عنَّا شر ما ٌنزل من السماء ،وما ٌخرج من األرض ،إنّن
( اللهم اصرف َ
شًء لدٌر ،وصلى هللا تعالى على سٌدنا دمحم وعلى آله وصحبه
ٍ على كل
وسلم ) .
ثم ٌدعو بالمهم دنٌا وأُخرى ،وٌسأل هللا تعالى العافٌة والسالمة .
اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرف /كنز النجاح والسرور .
ٔ7
من عادات ساداتنا آل أبً علوي فً هذا الٌوم
كان من عادة سٌدنا الحبٌب المهاب علوي بن عبد هللا ابن شهاب -رضً
هللا عنه -فً آخر أربعاء من صفر :كتابة عزٌمة للحفظ ،وٌضعها فً
الماء ،وٌأتون الناس لألخذ من هذا الماء والشرب منه ،وال زالت هذا العادة
فً أوالده وأحفاده .
وفً آخر أربعاء من صفر تُعمد جلسة عامة فً العصر ،بمولع ٌُسمى
{الرفٌف} الجبل النجدي بالنوٌدرة ٌ ،موم بهذه الجلسة السادة آل شهاب الدٌن،
َّ
وٌتصدّرها البارز منهم وأكبرهم ِسنا ً ،وٌُمرأ فً الجلسة بعض كتب السلف ،
وٌُتبادل الحدٌث ،وتُشنَّف األسماع ببعض لصابد السلف .
وتتخلل الجلسة أٌضا ً بعض المصص الترفٌهٌة ،وٌُدار البخور والماء
والمهوة أثناء الجلسة ،وتستمر إلى أن ٌحٌن ولت أداء صالة المغرب ،
فٌصلون وبعد أداء الصالة والراتبة ٌ ،رتب الفاتحة الختامٌة للجلسة الشخص
المتصدر ،وٌدعون هللا .
ثم ٌنصرف الحاضرون وٌذهبون إلى الموالع التً تُعمد بها جلسة {المداد}
تلن اللٌلة ،وجلسة المداد هذه متبعة فً البلد عامة على حسب عادة من
سبك .
كما تُعمد أٌضا ً جلسة أخرى بعد صالة العصر فً سفح الجبل المسمى
(غار محًٌ الدٌن) بحافة السوق ٌ ،تصدر هذه الجلسة أحد السادة (آل
باعلوي) ذرٌة الحبٌب عبد هللا بن عٌدروس وأخٌه الحبٌب عمر بن
س َر من كالم السلف والنشابد ،عٌدروس ،وتحتوي الجلسة على سماع ما تٌ ّ
وٌتبادل الحدٌث وٌُدار فٌها البخور والماء والمهوة ،وتستمر إلى لُبٌل
المغرب ،ثم ٌنصرفون إلى البٌوت وإلى الموالع المتفك علٌها للمٌام بجلسة
ٔ8
المداد للترفٌه والراحة ،وٌمضون تلن اللٌلة فً أفراح وانشراح؛ تسلٌة
للخواطر كما عهدوا ذلن ممن سبك من اآلباء واألجداد -رضوان هللا علٌهم
ونفعنا بهم دنٌا وأخرى إن شاء هللا تعالى. -
_ وتُعمد أٌضا ً جلسة بعد العصر فً البدور(ٔ) ،وكذلن فً مسجد الرباط
بـ(الرضٌمة) .
سر فً ترٌم وغٌرها :الخروج إلى بعض األماكن ومن عمل بعض األ ُ َ
المرٌبة ،مثل الودٌان والمزارع والرٌف ،وٌسمونه باللغة الدارجة { َم ْن َدر}
أو رحلة أو مسراح ،وٌتناولون وجبة الغداء هنالن ،وٌمرأون فٌها بعض
الكتب األدبٌة وغٌر ذلن .
ومن أهم المماصد إللامة هذه المجالس واألُمسٌات :هو دفع التشاؤم من هذا
الٌوم ،فٌكون ذلن حامالً لهم على التفاؤل بدالً من التشاؤم .
(ٔ) لال الحبٌب العارف باهلل عبد الرحمن المشهور -رضً هللا عنه : -إن بعٌدٌد لرب شعب
لتبة سبعة لبور من الشهداء ،وهنان أٌضا ا لبلً المتمدمٌن :لبور ٌُمال لهم (البدور) ،
وكانوا ٌُزارون خلفا ا عن سلف ،ولبورهم إلى اآلن ظاهرة مشهورة .
ولال الحبٌب أحمد بن حسن العطاس -رضً هللا عنه : -إنه رآهم وسألهم عن حالهم :
فمالوا له :نحن من أولٌاء هللا ولسنا من أهل البدر ول من الصحابة رضوان هللا علٌهم وعنا
بهم آمٌن ،أو كما لال رضً هللا عنه وعنا به آمٌن .اهـ :شرح الصدور صـٓ٘ٔ .
ٔ9
األمر بتغطٌةُ األوانً
عن جابر بن عبد هللا -رضً هللا عنهما -لال :لال رسول هللا -صلى هللا
علٌه وآله وسلم ( : -إذا كان جنح اللٌل ،أو أمسٌتم ..فكفوا صبٌانكم ،فإن
الشٌاطٌن تنتشر حٌنبذ ،فإذا ذهب ساعة من اللٌل فحلوهم ،وأغلموا
األبواب واذكروا اسم هللا ،فإن الشٌطان ل ٌفتح بابا ا مغلما ا ،وأوكوا لربكم
واذكروا اسم هللا ،وخمروا آنٌتكم واذكروا اسم هللا ،ولو أن تعرضوا علٌها
رواه البخاري ومسلم . (ٔ)
شٌبا ا ،وأطفبوا مصابٌحكم ) .
وفً رواٌة لمسلم :عن جابر -رضً هللا عنه -عن النبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ( -غطوا
اإلناء ،وأوكوا السماء ،وأغلموا الباب ،وأطفبوا السراج ،فإن الشٌطان ل
ٌحل سماء ،ول ٌفتح بابا ا ،ول ٌكشف إنا اء ،فإن لم ٌجد أحدكم إل أن
ٌعرض على إنابه عودا ا ،وٌذكر اسم هللا ..فلٌفعل ،فإن الفوٌسمة تضرم
(ٕ)
على أهل البٌت بٌتهم ) .
وفً هذٌن الحدٌثٌن ُجم ٌل من أنواع الخٌر واآلداب الجامعة لمصالح اآلخرة
فأمر ملسو هلآو هيلع هللا ىلص بهذه اآلداب التً هً سبب للسالمة من إٌذاء الشٌطان ،
َ والدنٌا ،
وجعل هللا عز وجل هذه األسباب أسبابا ً للسالمة من إٌذابه ؛ فال ٌمدر على
كشف إناء وال حل سماء وال فتح باب وال إٌذاء صبً وغٌره إذا وجدت هذه
األسباب .
(ٔ) لوله (جنح اللٌل) أي أظلم ( ،فكفوا صبٌانكم) ضموهم وامنعوهم من النتشار والخروج
فً هذا الولت ؛ مخافة علٌهم من إٌذاء الشٌاطٌن ؛ لكثرتهم حٌنبذ ( ،فحلوهم) بالحاء
المهملة ؛ أي اتركوهم وفً رواٌة (فخلوهم) بالخاء المعجمة ( ،وأوكوا) من اإلٌكاء ؛ وهو
الشد ،والوكاء :اسم ما ٌشد به فً فم المربة ونحوها ،والسماء :ما ٌوضع فٌه الماء أو
اللبن أو نحو ذلن ( ،وخمروا) من التخمٌر ؛ وهو التغطٌة ( ،تعرضوا علٌها شٌباا) تجعل
على عرض اإلناء شٌبا ا كعود ونحوه ؛ امتثالا ألمر الشارع .
(ٕ) (الفوٌسمة) المراد بها :الفأرة ؛ لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها ( ،تضرم)
أي تحرق سرٌعا ا .
ٕٓ
وذكر سٌدنا الحبٌب عبد هللا بن علوي الحداد -رضً هللا عنه ، -فً كتابه
(رسالة المعاونة) ما لفظه :
وعلٌن بشد أفواه األسمٌة ،وتخمٌر األوانً ،وإغالق باب المنزل ،ال سٌما
عند النوم وعند الخروج منه ،وال تنم حتى تطفا كل نار فً البٌت من
سراج وغٌره أو توارٌها .
وإذا أصبح اإلناء مكشوفا ً أو السماء مفتوحا ً ..فال تشرب الماء الذي فٌه ،
وال تستعمله إال فٌما ٌُستعمل الماء المتنجس(ٔ) ،وهو طاهر ،ولكن فً
استعماله خطر .
أن فً السنة لٌلة ُمبهمة(ٕ) ،تنزل ولد ذكر الشٌخ ابن عربً فً {الفتوحات} َّ :
فٌها األدواء -جمع داء ، -فال تصادف إنا ًء مكشوفاً ،وال ِ
سما ًء محلوالً -أي
أمر رسول هللا -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -بش ِ ّد األسمٌة ،وتخمٌر اآلنٌة -
مفكوكا ً -إال دخلته ،ولذلن َ
أي تغطٌتها. -
وإذا لم تج ْد ما تغطً به اإلناء ..فاجعل علٌه عودا ً واذكر اسم هللا علٌه ،
اهـ :صـٔ 9وٕ. 9 حب المتوكلٌن . وتو ّكل على هللا َّ
إن هللا ٌُ ّ
ولال ابن رسالن:
وٌستحب فً األوانً التغطٌة ..ولو بعو ٍد ُح َّ
ط فوق اآلنٌة ُ
_ لوله( :وٌستحب فً األوانً ..الخ) مع تسمٌة هللا تعالى ،لٌالً كان أو
نهارا ً ،سوا ًء كان فٌها ما ًء أو غٌره .
( ٔ)
كاستعماله فً شرب بهٌمة ،أو إطفاء نار ،أو سمً أشجار أو زرع .اهـ باجوري .
( ٕ)
لٌل :إنها آخر لٌلة أربعاء من ضفر ،ولٌل :إنها آخر لٌلة أربعاء من كل شهر .
اهـ :بعض الشٌوخ .
{نٌل األوطار} ما نصه :ولد اهـ /فٌض المدٌر ، .وفً
ولال األعاجم :هً فً كانون األول .
اهـ /جٔ صـ٘.6 ف بعضهم لتعٌٌن هذه اللٌلة ول دلٌل له على ذلن .تكلّ َ
ٕٔ
_ ولوله ( :ولو بعودٍ) أي فإنّه ٌكفً فً تحصٌل سنٌة التغطٌة ،إذا عرض
اهـ :شرح األهدل للزبد و غاٌة البٌان . على اإلناء مع التسمٌة بصدق نٌّة .
وعبارة {إعانة الطالبٌن} :ولكن ال ٌعرض العود على اإلناء إال مع ذكر
اسم هللا ؛ َّ
فإن السر الدافع هو اسم هللا .اهـ
_ ولول الشارح ( :مع التسمٌة) لال الشٌخ ابن حجر فً {شرح العباب} :
( البسملة عبارة عن لولن بسم ميحرلا نمحرلا هللا ،بخالف التسمٌة فهً
عبارة عن ذكر اسم هللا بأي لفظٍ كان ) .اهـ :الفتوحات الربانٌة جٔ صـٕٕ٘ .
سمع من كالم الحبٌب دمحم بن هادي السماف -رضً هللا عنه ،-لال: ومما ُ
( وٌُمال عند وضع الغطاء من عو ٍد أو غٌره على اآلنٌة باسم هللا هذا
أو كما لال . غطاؤن ) .
وذكر بعض األشٌاخ عن ابنة الحجاوي -رحمه هللا : -أن والدها أفادها أنها
إذا لم تجد ما تغطً به فً اإلناء ..تضع ٌدها علٌه فتمول ( :باسم هللا هذا
اهـ :غذاء األلباب . غطاؤن) ؛ ٌعنً أنها غطته بفضل البسملة .
وكٌفٌة وضع العود :أن ٌنصبه على اإلناء بالعُرض إن كان اإلنا ُء مربّعا ً ،
عرض ،،هذا إن كان فٌه شً ٌء ،فإن كان فإذا كان مستدٌر الفم ..فهو كله ُ
اهـ :فٌض المدٌر . (ٔ)
فارغا ً ..كفاه على فمه .
(ٔ) لعل مراده :أنه ٌملبه على فمه بأن ٌجعل اإلناء منكّسا ا -أي مملوبا ا. -
ٕٕ
فابدة :ذكر فً {فتح المعٌن وحاشٌته} ،ما لفظه :
ض علٌها مسمٌّا ً هلل فٌها ،،لال اإلمام وأن ٌغطً األوانً ولو بنحو عو ٍد ٌُ َ
عر ُ
الرملً :لال االبمة :وفابدة ذلن من ثالثة أوجه :
َّ
فإن ثبت فً الصحٌحٌن عن رسو ِل هللا -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -أنّه لال : أحدُها :ما َ
الشٌطان ال ٌح ّل(ٔ) ِسما ًء ،وال ٌكشف إناء .
ثانٌها :ما جاء فً رواٌة لمسلم :أنّه صلى هللا علٌه وآله وسلّم لال :فً
السنة لٌلةٌ ٌنزل فٌها وبا ٌء ،ال ّ
ٌمر بإناءٍ لٌس علٌه غطاء ،أو سماءٍ لٌس علٌه
وكاء ..إال نزل فٌه من ذلن الوباء ،ثالثها :صٌانتها من النجاس ِة ونحوها .
اهـ /إعانة الطالبٌن .
فابدة :من كالم الحبٌب البركة إبراهٌم بن عمر بن عمٌل -رضً هللا عنه،
لال ( :أو ِكبوا (ٕ) األوانً تُحفظ من الشٌطان ،إال ال ِب َرن وما اتس َع من
لعدم لدرتنا على ِحفظها ) . فإن هللا تكفّ َل بحفظها؛ ِ
األحواض ؛ َّ
اهـ :مجموع كالمه صـٕٓٔ .
وأن أهالً مدٌنةتطرق االستاذ دمحم بن علً لممان إلى ذكر ٌوم األربعاء َّ ،
ّ
(ٔ)
ٌوم (البِ ِرن) ،وأن ٌوم الربوع ٌوم مشؤوم
{لو َدر} ٌبدلونه بٌوم (النور) أو ِ
فً تلن البالد ،وساق السبب إلى أنها حصلت معركة ضارٌة فً مدٌنة لودر
اهـ :هداٌة األخٌار . لُتل فٌها عد ٌد كبٌر من الرجال ..إلى آخر ما لاله .
ولد تمدم بأن التشاؤم من هذا الٌوم ال ٌنبغً ؛ إذ األٌام كلها هلل ،والتشاؤم
جنس من الطٌرة المنهً عنها ،وما ورد فً فضل هذا الٌوم ..فٌه َم ْندوحة
سن الذي كان ٌحبه النبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ، -ولد لٌل :
عن التشاؤم ،وفٌه من الفأل ال َح َ
إن التشاؤم ٌدل على ضعف ابن آدم ،فافهم ترشد ،فإنه ال مانع و ال نافع
وال ضار إال هللا .
عن سٌدنا أبً هرٌرة -رضً هللا عنه -لال :لال رسول هللا -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ( : -ل
عدوى ول طٌرة ول هامة ول صفر ) وعنه أٌضا ً عن النبً -صلى هللا علٌه
وفر من المجذوم كما تفر من األسد ) .
وآله وسلمَّ ( -
كما رواه البخاري وغٌره .
وفً هذٌن الحدٌثٌن تضاد فً المعنى بحسب الظاهر ،وٌُطلك علٌها فً
مصطلح الحدٌث بـ(مختلف الحدٌث) ؛ وهو أن ٌكون بٌن الحدٌثٌن تناف
ممرض على ٌورد ِظاهر ،فٌُجمع بٌنهما بما ٌنفً التضاد ؛ كحدٌث( :ال ِ
مصح) و (فر من المجذوم فرارن من األسد) مع حدٌث (ال عدوى وال ِ
طٌرة) .
ومن المسالن فً الجمع بٌن هذٌن الحدٌثٌن :
ٔ) أن معنى لوله (ال عدوى) أي :مؤثرة بذاتها وطبعها ،وإنما التأثٌر بتمدٌر
هللا عز وجل ،واألمر بالفرار من المجذوم ..من باب سد الذرابع ،ومن
لبٌل اتماء الجدار المابل والسفٌنة المعٌبة .
والعدوى هً :سراٌة المرض من المصاب إلى غٌره .
ٕ) ولٌل :هو خبر بمعنى النهً ؛ أي ال ٌتسبب أحد بعدوى غٌره .
والجرب ،
َ ٖ) ولٌل :إن العدوى ال تكون إال من المجذوم ونحوه ؛ كالبرص
فٌكون معنى لوله (ال عدوى) ؛ أي إال من الجذام ونحوه ،وهذا تخصٌص
من عموم نفً العدوى .
ٕ٘
ٗ) ولٌل :إن األمر بالفرار ؛ رعاٌة لخاطر المجذوم ؛ ألنه إذا رأى الصحٌح
..تعظم مصٌبته ،وتزداد حسرته ،وٌؤٌده حدٌث( :ل تدٌموا النظر إلى
المجذومٌن) (ٔ).
٘) ومن المسالن :ما ذكره الشٌخ المناوي -رحمه هللا -عند لوله -صلى هللا
علٌه وآله وسلم( : -كُل مع صاحب البالء(ٕ)) كأجذم وأبرص (تواضعا ا لربن
وإٌمانا ا) فإنه ال ٌصٌبن منه شًء إال بتمدٌر هللا تعالى ،وهذا خطاب لمن
صل إلى هذه الدرجة ..فمأمور بعدم أكله معه ؛ كما لوي ٌمٌنه ،أما من لم ٌَ ِ
ٌفٌده خبر (فر من المجذوم) .
)ٙأنه منسوخ -أي حدٌث فر من المجذوم ، -وممن لال بذلن :عٌسى بن
دٌنار من المالكٌة ،والصحٌح الذي علٌه األكثر ،وٌتعٌّن المصٌر إلٌه :أن ال
نسخ ،بل ٌجب الجمع بٌن الحدٌثٌن ،وغٌر ذلن من المسالن .
وللشٌخ دمحم بن علً الشوكانً -رحمه هللا -رسالة بسط فٌها الكالم على هذه
المسألة فً جواب سؤال ،أسماها :إتحاف المهرة بالكالم على حدٌث {ال
عدوى وال طٌرة} ،فاطلبها .
وعن أبً هرٌرة -رضً هللا عنه -لال :إن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -لال( :ل عدوى ول صفر ول هامة) فمال أعرابًٌ :ا رسول هللا ،فما
بال إبلً ،تكون فً الرمل كأنها الظباء ،فٌأتً البعٌر األجرب فٌدخل بٌنها
رواه البخاري . فٌجربها ؟ فمال ( :فمن أعدى األول) .
_ لوله( :كأنها الظباء) فً النشاط والموة ،جمع ظبً وهو الغزال .
اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرف :شرح النووي على مسلم ،وفتح الباري ،وإرشاد الساري،
ونٌل األوطار ،وفٌض المدٌر وغٌرها .
ٕ7
معنى لوله فً الحدٌث ( ول صفر )
وأما لوله ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ( :وال صفر) ..فاختُلف فً تفسٌره :
كثٌر من المتمدمٌن { :الصفر} داء فً البطن ٌُمال إنه دود فٌه كبار ٌ فمال
كالحٌّات ،وكانوا ٌعتمدون أنه ٌعدي ،فنفى ذلن النبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص ، -وممن لال هذا
من العلماء :ابن عٌٌنة واإلمام أحمد وغٌرهما ،ولكن لو كان ذلن ..لكان
هذا داخالً فً لوله (ال عدوى) ،ولد ٌُمال :هو من باب عطف الخاص على
العام ،وخصه بالذكر ؛ الشتهاره عندهم بالعدوى .
ولالت طابفة :بل المراد بصفر (شهر) ،ثم اختلفوا فً تفسٌره على لولٌن:
ٔ -أحدهما :أن المراد نفً ما كان أهل الجاهلٌة ٌفعلونه فً النَّ ِسًء ،فكانوا
حرمون صفر مكانه ،وهذا لول مالن . ٌحلون المحرم وٌُ ّ
أن أهل الجاهلٌة كانوا ٌتشاءمون من صفر ؛ ٕ -والثانً :أن المراد َّ
وٌمولون :إنه شهر مشؤوم ،فأبطل النبً -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -ذلن ،وهذا حكاه أبو داود
عن دمحم بن راشد المكحولً .
وكثٌر من الجهال ٌتشاءم بصفر ،وربما ٌنهى عن السفر فٌه ،وكذلن
تشاؤم أهل الجاهلٌة بشوال فً النكاح فٌه خاصة ،ولد ورد الشرع بإبطاله ،
لالت سٌدتنا عابشة -رضً هللا عنها : -تزوجنً رسول هللا -ملسو هلآو هيلع هللا ىلص -فً شوال
وبنى بً فً شوال ،فأي نسابه كان أحظى عنده منً .
فتخصٌص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غٌره ..فغٌر صحٌح ،
وإنما الزمان كله خلك هللا تعالى ،وفٌه تمع أفعال بنً آدم ،فكل زمان شغله
المؤمن بطاعة هللا ..فهو زمان مبارن علٌه ،وكل زمان شغله العبد
بمعصٌة هللا ..فهو مشؤم علٌه ،فالشؤم فً الحمٌمة هو معصٌة هللا ،أعاذنا
اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرف :لطابف المعارف . هللا من ذلن .
ٕ8
وهذا ما تقسر نؼؾه ومجعه بعون اهلل وحُسن توفقؼه .
أعؿالـا .
شفر ظػر اخلري ،عام مخسة وأربعني وأربع مائة وألف ()5441
وصؾى اهلل عؾى سقدنا حمؿد وعؾى آله وصَيه وسؾم .
وأتوب إلقك )
( سُيَانَ ربّك ربِّ العِ ّزةِ عَؿَّا وَصِػون ،وسالمٌ عؾى ادلُرسَؾني ،
ٕ9