You are on page 1of 1

‫األم ر ال ذي ال ش ك في ه أن الث ورات ال تي إنفج رت في بعض ال دول العربي ة ك انت ولي دة تف اعالت‬

‫داخلي ة ت راكمت على م دى س نوات طويل ة‪ ،‬ش هدت تف اقم الكث ير من األزم ات و الكث ير من إخفاق ات النظم‬
‫الحاكمة‪ ،‬سواء على مستوى إدارة السياسة و الحكم الداخلي أو على مستوى إدارة الحكم لعالقاته العربية‬
‫و اإلقليمي ة و الدولي ة‪ ،‬و لكن إلى ج انب ه ذه الحقيق ة يوج د حقيق ة أخ رى هي أن هن اك أطراف ا إقليمي ة و‬
‫أخ رى دولي ة لم تكن طرف ا مباش را في تفعي ل مج رى تط ور تل ك الث ورات‪ ،‬س واء بإتج اه إحت واء و ض بط‬
‫مسار‪ ،‬أو حتى منع التطور‪ ،‬أو بإتجاه تفعيل التطورات و الوصول بها إلى ما آلت إليه‪.‬‬

‫هذا المشهد العام إذا تحول إلى التخصيص للبحث في أدوار كل من إيران‪ ،‬تركيا‪ ،‬إسرائيل‪ ...‬من‬
‫الث ورات العربي ة لمعرف ة طبيع ة ه ذه األدوار‪ ،‬و م دى تأثيره ا في مس ار تط ور العملي ة الثوري ة‪ ،‬س لبا أو‬
‫إيجاب ا و إنعكاس ات ه ذا كل ه على ش هد ت وازن الق وى اإلقليمي مس تقبال‪ ،‬ف إن األم ر المؤك د أن المش هد‬
‫الجيواستراتيجي في المنطقة العربية يشهد تغييرات هائلة‪ ،‬جراء مجمل ما تشهده دول المنطقة من ثورات‬
‫و أزمات و تحوالت‪ ،‬فتفاعل و توازن القوى من شأنه أن يغير في خرائط الصراعات و التحالفات حتى‪،‬‬
‫ومن غير المعلوم هو تلك اإلتجاهات التي سوف تسلكها تلك التغييرات‪ ،‬لذلك ماشهدناه من درسناه في هذا‬
‫الفصل أن الجوار اإلقليمي و القوى الدولية غير العربية في المنطقة شديدة الحذر و الحيطة لكن و جدت‬
‫نفسها مضطرة إلى التفاعل مع األحداث بهدف تحقيق حزمة من األهداف و الحفاظ على حزمة أخرى من‬
‫المصالح‪.‬‬

You might also like