You are on page 1of 17

‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫أسس المعاٌٌر التصمٌمٌة الالزمة إلنتاج تصمٌمات بٌئة الطفل المعاق ذهن ًٌا‬
Basics of Design Criteria to Produce Designs for the Environment of the
Mentally Retarded Child
‫ فتحً جوده‬/‫د‬.‫أ‬
‫ جامعة حلوان‬- ‫ كلٌة الفنون التطبٌقٌة‬- ‫أستاذ متفرغ بقسم الزخرفة‬
Prof. Dr. Fathy Goda
Emeritus Professor, Decoration Department, Faculty of Applied Arts, Helwan
University
‫ رهام محسن‬/‫د‬.‫أ‬
‫ جامعة حلوان‬- ‫ كلٌة الفنون التطبٌقٌة‬- ‫أستاذ بقسم الزخرفة‬
Prof. Dr. Raham Mohsen
Professor of Decoration Department - Faculty of Applied Arts - Helwan University
‫ منار مصطفى فرٌد غانم‬/‫م‬
‫ جامعة حلوان‬- ‫ كلٌة الفنون التطبٌقٌة‬- ‫ قسم الزخرفة‬- ‫مصمم حر‬
Designer. Manar Mostafa Farid Ghanim
Free Designer - Department of Decoration - Faculty of Applied Arts - Helwan University
:‫مقدمة‬
(1)
” ‫“ولقد كرمنا بنً آدم وحملنهاهم فً البر والبحر ورزقناهم من الطٌبات وفضلناهم على كثٌر ممن خلقنا تفضٌال‬
‫ وإن ؼٌاب‬،‫ وبالعلم والعقل الذي مٌز هللا به اإلنسان عن باقً المخلوقات‬،‫لقد كرم هللا تعالى بنً آدم بجمٌع وجوه اإلكرام‬
‫ فال ٌستطٌع التعاٌش بشكل متكامل مع المجتمع المحٌط وذلك‬،‫قوة اإلدراك العقلً ٌحدث خلل فً تواصل اإلنسان بالمجتمع‬
.ً‫بسبب إعاقة فكرٌة واضحة مما ٌتطلب تقدٌم خدمات مختلفة عما ٌقدم لألسوٌاء( العادٌٌن )فً كافة النواح‬
Abstract:
God has honored the sons of Adam with all the faculties of honoring, with the knowledge and
the mind that God has distinguished from the rest of creatures. The absence of the power of
mental cognition causes imbalance in human communication in society. He can not coexist in
an integrated manner with the surrounding society. Different from what is offered to ordinary
people in all respects. Given the limited capacity of the mentally disabled child and the
difficulty in understanding and interacting with the surrounding assets properly, a spatial
environment with standards that accommodate this deficiency and match the problems
resulting from it must be provided by strengthening the environment with designs appropriate
to their nature. the problem of research, which focuses on the lack of environmental designs
for mentally handicapped children the problems of students and specialists in some schools of
intellectual education were reviewed. It was noted that some of the complaints were repeated.
The focus was on certain points that should be observed in the design such as color and
lighting and also help some implementation materials to reduce the severity of some voices.
Through the study of the nature of these children and friction in the schools of intellectual
education and with the help of teachers and social supervisors, the researcher did some design
models that it considers appropriate to the situation of these children.

70 ‫() انقرآٌ انكرٌى صىرح اإلصراء اٌَخ‬1

DOI: 10.12816/0047885 514


‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫التعرٌف العام لإلعاقة العقلٌة‪:‬‬


‫“هو نمو عقلً أقل من نمو اإلنسان السوي‪ ،‬وٌظهر منذ المٌالد أو الطفولة المبكرة نتٌجة أسباب ٌمكن تشخٌصها بأنها‬
‫درجات أقل من العادٌة فً اختبارات الذكاء‪ ،‬والنضج االجتماعً( القدرة على تدعٌم االستقالل االجتماعً والشخصً)‪،‬‬
‫وأصبحت اختبارات الذكاء تستخدم اآلن فً تقٌٌم القدرة والكفاءة العقلٌة‪”2.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتلخص مشكلة البحث فً اآلتً‪:‬‬
‫عدم وجود تصمٌم للبٌبة المكانٌة قابم على أسس علمٌة سلٌمة وواضحة ٌمكن األخذ بها كقواعد للتنفٌذ فً أي مؤسسة أو‬
‫مكان خاص باألطفال المعاقٌن ذهنًٌا‪.‬‬
‫تقدٌم نفس الوسابل التعلٌمٌة للطفل المعاق مثل الطفل العادي برؼم وجود فوارق ذهنٌة واضحة ال تحتمل لبسً ا‪.‬‬
‫قد تتوفر أي أفكار أو تصمٌمات ولكن ٌلزم وجود المصمم الذي ٌقوم بتنفٌذها بنفسه فً الموقع ‪.‬وال تتوفر أنظمة اإلنتاج‬
‫الكمً المتكاملة للبٌبة بحٌث ٌسهل على األفراد تطبٌق التصمٌمات ذات المواصفات الصحٌحة بنفسه من خالل طباعتها‬
‫وتركٌبها فً المكان حسب المواصفات المقدمة له فً دلٌل االستخدام‪.‬أهمٌة البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمٌة البحث فً مساعدة الطفل المعاق لتخطً إعاقته الذهنٌة من خالل مخاطبته بصورة تتالبم مع قدراته الذهنٌة‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫تصمٌم بٌبة مكانٌة تتناسب مع طبٌعة الطفل المعاق وخصابصه الذهنٌة اإلدراكٌة والتً من شأنها إثراء الصور الذهنٌه‬
‫لدٌه‪.‬‬
‫تسهٌل العملٌة التعلٌمٌة للطفل المعاق ذهنًٌا وذلك من خالل تقدٌم الموضوعات التعلٌمٌة فً شكل فنً ٌجذب انتباه الطفل‬
‫وٌتناسب مع قدراته الذهنٌة لتبسط المعلومة وسهملة تذكرها‪.‬‬
‫توفٌر مرجع خاص بتصمٌم البٌبة المكاانٌة لألطفال المعاقٌن ذهنًٌا وذلك لقلة المراجع الموجودة بمكتبة الكلٌة عن هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫وضع دلٌل لالستخدام ذو معاٌٌر محددة ٌمكن تعمٌمه وتطبٌق التصمٌمات بسهولة وٌسر‪.‬‬
‫معرفة الخصابص الذهنٌة واإلدراكٌة للطفل المعاق ذهنًٌا وذلك للتوصل إلى تصمٌمات وصٌاؼات تشكٌلٌة تتوابم وطبٌعة‬
‫إدراك الطفل المعاق ذهنًٌا‪..‬‬
‫اقتراح خامات آمنه ذات تكلفة معتدلة إلمكانٌة التنفٌذ فً األماكن المختلفة كدور التربٌة الفكرٌة أو المدارس أو الؽرفة‬
‫الخاصة بالطفل وأٌ ً‬
‫ضا األماكن المخصصة بهم فً األماكن العامة إن وُ جد‪.‬‬
‫دمج العملٌة التربوٌة التعلٌمٌة بالعمل الفنً من خالل اتخاذ بعض الدروس التعلٌمٌة كمواضٌع فنٌة ٌمكن تناولها تشكٌلًٌا‪.‬‬
‫تحقٌق نموذج عملً لتصمٌمات تراعً القٌاسات والكود الخاص بالطفل المعاق ذهنًٌا وقابلة لإلنتاج الكمً وتٌسٌر توفرها‬
‫للمؤسسات واألسر التً ترعى الطفل المعاق‪.‬‬

‫منهجٌة البحث‪:‬‬
‫منهج مجتمعً( دور الفنان والمصمم البٌبً فً التنمٌة المجتمعٌة )من خالل‪:‬‬
‫بحث الوسائل التً تساعد على تنمٌة الحس الجمالً والذوق للمواطن المصري‬
‫‪ -‬التكنولوجٌا الحدٌثة فً اإلنتاج الكمً للمعلقات الجدارٌة واللوحات الفنٌة‬

‫‪ )(2‬د‪ .‬فؤاد أثى حطت‪« ،‬يذخم إنى عهى انُفش انزعهًًٍ»‪ ،‬يكزجخ األَجهى انًصرٌخ ‪.1980‬‬

‫‪416‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫الكلمات المفتاحٌة‪ :‬اإلعاقة الذهنٌة ‪:‬‬


‫اإلعاقة الذهنٌة هً حالة نمو ناقص محدود الذكاء‪ ،‬تجعل الذكاء مهما بلػ صاحبه من العمر ال ٌتعدى ذكاء طفل عمره‬
‫‪3‬‬
‫اثنً عشر سنة‬
‫الرسائل البصرٌة ‪ٌ:‬مكن أن ٌطلق هذا المصطلح على كل ما تراه العٌن البشرٌة وما تحمله هذه العناصر من رسابل معٌنة‬
‫تسبب ردود أفعال خاصة بهذه الرسابل‪.‬‬
‫تصمٌم البٌئة المكانٌة ‪:‬هو عبارة عن معالجة للفراغ أو الحٌز الموجود بصورة تتناسب مع متطلبات المكان واألشخاص‬
‫الموجودٌن بهم بشكل مرٌح وآمن‪.‬‬

‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫ما هً المعاٌٌر الالزمة لعمل تصمٌمات مناسبة لألطفال من ذوي اإلعاقات الذهنٌة ؟‬
‫كٌؾ ٌمكن أن ٌساعد التصمٌم المكانً على مساعدة األطفال على التعلم؟‬
‫كٌؾ ٌمكن تطبٌق التصمٌمات بشكل فنً وتكالٌؾ معتدلة فً آن واحد؟خصابص األطفال المعاقٌن ذهنًٌا‪:‬‬
‫الخصائص الجسمانٌة ‪:‬وتشتمل على تشتمل على صفات الطول والوزن والتوافق الحركً والحالة الصحٌة العامة والبنٌان‬
‫الجسمً للفرد من حٌث قابلٌته للعدوى باألمراض ومقاومته لها‬
‫الخصائص العقلٌة ‪ٌ:‬تراوح العمر العقلً للمعاق ذهنًٌا القابل للتعلم بٌن أقل من ‪ ١١ : ٧‬سنة مما ٌعنً أنه ال ٌصل فً‬
‫مستوى تحصٌله الدارسً ألكثر من الصؾ الخامس اإلبتدابً)‪.(4‬‬
‫الخصائص االجتماعٌة ‪ٌ:‬عانً المعاقون ذهنًٌا من االضطراب فً التوافق االجتماعً ٌرجع إلى نقص االهتمام بالعالم من‬
‫حوله ‪.‬كما ٌعانً من المٌل إلى االنسحاب واالنطواء والعدوانٌة وعدم تقدٌر المسبولٌة والتقلب واالضطراب االنفعالً ‪.‬‬

‫مراحل فهم الرسالة البصرٌة لدى الطفل المعاق ذهن ًٌا‪:‬‬


‫أ‪ -‬استقبال وإدراك الرسالة البصرٌة‪:‬‬
‫الطفل المعاق ذهنًٌا ذو صفات وممٌزات خاصة به وهً أن اإلدراك لدٌه ٌعانً الكثٌر من الصعوبات والقصور فً‬
‫إدراك العالقات وتوضٌح االختالفات الدقٌقة بٌن األشٌاء كما أنه ال ٌنتبه إلى خصابص األشٌاء ‪.‬لذلك فإن الطفل المعاق‬
‫ٌحتاج إلى تعامل خاص حتى ٌتم إدراك الرسالة البصرٌة بشكل ممٌز من خالل عدم تعرضه لمثٌرات متعددة فً وقت‬
‫واحد مع مراعاة عدم وجود مثٌرات تقوم بتشتٌت انتباه وإدراكه فً أماكن أخرى واختٌار العناصر التً ال تحتوي على‬
‫تفاصٌل متعددة تعمل على تشتٌت انتباه الطفل المعاق مما ٌجعل فهمه للسالة البصرٌة بشكل واضح‪.‬‬

‫ب‪ -‬فك أكواد الرسالة البصرٌة‪:‬‬


‫وبعد مرحلة إدراك الرسالة البصرٌة ٌبدأ الطفل فً محاولة التعرؾ على عناصر هذه الرسالة ثم ٌقوم بعملٌة تفسٌر هذه‬
‫العناصر تب ًعا لخبراته السابقة والتً تعتبر فً حالة الطفل المعاق هً عبارة عن مخزون ضبٌل ج ًدا أو على األكثر‬
‫محدودة بحكم أن هذا الطفل ٌكون محدود الرؤٌة والتفاعل مع البٌبة الخارجٌة نتٌجة لنظرة بعض األشخاص فً المجتمع‬
‫لهذه العٌنة من األطفال مما ٌؤدي إلى ضعؾ قدراته على وصؾ العناصر فً الصورة وقلة أجزابها وصفاتها من ناحٌة‬
‫الشكل واللون والمساحات والعناصر الفنٌة المختلفة والتً تتمثل فً العناصر الفنٌة المختلفة والتً تتمثل فً العناصر التً‬
‫قام الطفل بتنفٌذها واستخدامها كرسالة بصرٌة مما ٌسهل علٌه فهمها‪.‬‬

‫‪ )(3‬عزٌزح يبهر أثى انضعىد‪« ،‬يزطهجبد رصًٍى انىصبئم انزعهًٍٍخ انخبصخ ثبألطفبل انًعبقٍٍ رهًٍُب انقبثهٍٍ نهزعهى» ‪ ،‬رصبنخ يبجضزٍر‪ ،‬كهٍخ انفُىٌ انزطجٍقٍخ‪ ،‬جبيعخ حهىاٌ‪ .‬ص‪33‬‬

‫‪ )(4‬عجذ انعظٍى شحبرخ يرصً‪« ،‬انزأهٍم انًهًُ نهًزخهفٍٍ عقهًٍب»‪ ،‬انقبهرح‪ ،‬يكزجخ انُهضخ انًصرٌخ‪ .1990 ،‬ص ‪44‬‬

‫‪417‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫ج‪ -‬فهم الرسالة البصرٌة‪:‬‬


‫الرسالة البصرٌة المقصودة هنا عبارة عن أشكال ورموز وعناصر من البٌبة ٌقوم الطفل بتفسٌرها واستٌعاب ما فٌها من‬
‫خالل خبراته السابقة وسماته الشخصٌة وٌرتبط هذا التفسٌر بثقافة المجتمع المحٌط بالطفل)‪.(5‬‬
‫وتوجد أوجه مختلفة لفهم الرسالة البصرٌة من حٌث أن من المتوقع أن تكون عناك بعض أو الكثٌر من االختالفات بٌن‬
‫األفراد فً فهمهم ألي شا محٌط وبالتالً ٌأتً االختالؾ فً فهم الرسالة البصرٌة فهناك فهم كامل لمحتوى الرسالة كما‬
‫هً أو فهم نصؾ كامل للرسالة حٌث ٌصل الطفل لجزء من الرسالة دون الباقً وأخٌرً ا فهم ؼٌر كامل حٌث ٌقوم الطفل‬
‫بفهم خاطا للرسالة الموجههة إلٌه إما من حٌث فهم العناصر أو األشكال أو موضوع الرسالة نفسه‪.‬‬

‫د‪ -‬تغذٌة مرتدة (رد فعل)‪:‬‬


‫وهً رد فعل وهً اإلحابة التً ٌجٌب بها المستقبل أو المتلقً على الرسالة التً ٌتلقاها من المصدر وٌوضح رد الفعل‬
‫مدى فهم المتلقً للرسالة وٌظهر ذلك فً تعدٌل المفاهٌم الفنٌة أو المتعرؾ على نظرٌات فنٌة كما ٌتضح ذلك من خالل‬
‫إنتاجه الفنً‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة فً الرسالة البصرٌة‪:‬‬


‫تتأثر الرسالة البصرٌة ببعض المؤثرات التً تؤدي إلى ضعؾ تأثٌر هذه الرسالة أو إلى تشتٌت انتباه المتلقً للرسالة وهً‬
‫تنقسم إلى ثالثة عوامل‪:‬‬

‫أ ‪-‬عوامل خاصة بالمتلقً( الطفل ‪):‬وهً تتحدد من خالل القدرات واالستعدادات العقلٌة والجسمٌة والحركٌة وكذلك تنوع‬
‫الفروق الفردٌةوٌظهر هذا فً اختالؾ إدراك الرسالة البصرٌة‪.‬‬

‫ب ‪-‬عوامل خاصة بالبٌئة ‪:‬ومنها الثقافة التً ٌعٌش الطفل فً إطارها واتجاهات األسرة نحو النشاط الفنً وفرص التشجٌع‬
‫المتاحة للطفل وتنمٌة مجال اإلدراك البصري عند الطفل‪.‬‬

‫ج ‪-‬عوامل خاصة بالرسالة ‪:‬وتختص هذه العوامل بالشكل الخارجً للرسالة وهدفها ومحتواها وعناصرها البصرٌة‬
‫ومساحتها وألوانها وإطارها الخارجً‪.‬‬

‫العالقة بٌن اإلبصار واإلبداع‬


‫المعلومات البصرٌة فً أثناء دخولها إلى المخ ‪ٌ.‬جب أن تدخل فً صورة طاقة تتراوح طولها الموجً بٌن ‪ 370‬و ‪760‬‬
‫مٌللٌمٌكرون – وإال تكون هذه المعلومات ؼٌر مربٌة ‪.‬أوالً‪ٌ ،‬سقط الضوء على الشبكٌة وهً تتركب من الكثٌر من‬
‫الطبقات ‪.‬الطبقة األولى هً خالٌا مستقبالت الضوء إضافة إلى ‪ 100‬ملٌون خلٌة تعرؾ بطبقة النبابٌت والمخارٌط‬
‫‪(rods and cones).‬وتحتوي الطبقة العقدٌة الموجودة فً شبكٌة العٌن على الخالٌا والمسارات التً تشكل الخالٌا‬
‫العصبٌة البصرٌة ‪.‬وبمجرد وصولها التصالبة البصرٌة)‪ ، (optic chiasm‬تعبر هذه الخالٌا( من الٌسار إلى الٌمٌن‬
‫والعكس )و ُتنقل المعلومات عبر مالٌٌن األسالك الكهربٌة التً نسمٌها المحاور العصبٌة )‪ (axons‬إلى المهاد‬
‫البصري)‪(thalamus‬؛ وهو موطن النواة الركبٌة الوحشٌة ‪ ((latergal geniculate nucleus (LGN).‬تعمل‬
‫ً‬
‫استنادا إلى مكان البٌانات البصرٌة المدخلة( النقرة أو الجزء المحٌط‬ ‫هذه المنطقة فً وسط الدماغ على تنظٌم المعلومات‬
‫بالعٌن )‪) (fovea or peripheral part of your eye‬و”التعببة ”الالزمة للمكان الذي سترسل له فً الخطوة‬

‫‪ )(5‬رٌهبو رفعذ يحًذ ‪ :٨٠٠٢‬فبعهٍخ فٍهى رعهًًٍ ٌضزخذو انرصىو انًزحركخ عهى رًٍُخ انزعجٍر انفًُ نألطفبل‪ ،‬كهٍخ انزرثٍخ انفٍُخ‪ ،‬جبيعخ حهىاٌ‪ ،‬ص‪.٩٤١‬‬

‫‪418‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫التالٌة؛ وهً الفص القذالً( )‪ (occipital lobe‬انظر ‪ 1- 3-2).‬وٌتم تحوٌل بعض المعلومات البصرٌة إلى الفص‬
‫الصدؼً أو الحابطً‪(temporal or parietal lobes)6.‬‬

‫بوجه عام‪ٌ ،‬عمل الفص الحابطً )‪ (parietal lobe‬على معالجة التخطٌط المكانً‪ ،‬وتعالج الفصوص الصدؼٌة‬
‫)‪(temporal lobes‬األسماء والذاكرة‪ ،‬وٌعالج الفص القذالً )‪ (occipital lobe‬اللون والحركة والتباٌن والشكل‬
‫وعناصر حٌوٌة أخرى تتعلق بالرؤٌة ‪.‬بٌنما تختص الفصوص الجبهٌة )‪ (frontal lobes‬بالعملٌات االنتباهٌة والقرارات‬
‫المتعلقة بتحدٌد فترة النظر إلى العمل الفنً ‪ٌ.‬مكننا القول باختصار إن صناعة الفن التشكٌلً ورؤٌته أو تذوقه لٌس إال‬
‫تجربة دماؼٌة)‪.(7‬‬
‫فجهازك البصري ٌحتوي على ما ٌزٌد عن ‪ 35‬منطقة معالجة ‪.‬وبعد كل هذه المعالجات العصبٌة ربما تكون قادرً ا بالفعل‬
‫على رؤٌة عمل فنً ‪.‬ولكن لم تنته تلك الخطوة بعد‪ ،‬فالعملٌة كلها عبارة عن نظام روتٌنً تؽدو فٌه المدخالت النشطة‬
‫والتراكٌب والمالحظات وإعادة التركٌب ذهابًا وإٌابًا ‪.‬على سبٌل المثال‪ ،‬استجابة أبسط الخالٌا البصرٌة لدٌك إلى الخط‬
‫المرسوم فً الصورة المصاحبة لهذا النص ‪.‬لقد قرأت كلمة المخ فً هذا النص مرات كثٌرة‪ ،‬لذلك من المحتمل أن ترى‬
‫هذا الخط المرسوم على أنه مخ ‪.‬بٌنما ٌمكن رؤٌته على أنه الفطر“ عش الؽراب ”أو تصمٌم حوض سباحة ‪.‬إذا كان الرسم‬
‫تعقٌدا بكثٌر ‪.‬فالرسم ٌمنحننا خٌاالً خصبًا لخلق المعانً‬
‫ً‬ ‫أكثر تعقٌ ًدا‪ ،‬قد ٌحول عقلك هذا الخط الذي ٌراه إلى خالٌا أكثر‬
‫التً نرٌد التعبٌر عنها‪.‬‬

‫‪ )(6‬نقبء يع اصزشبري انًخ واالعصبة ثبنًركز انقىيً نهجحىس د‪ /‬يُى يصطفى فرٌذ‬

‫‪)(7Zeki ,S« .Art and the brain .»Journal of Consciousness Studies ,1999. P 76 - 95‬‬

‫‪419‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫إضافة إلى ذلك‪ٌ ،‬خزن المخ االستجابات إلى األلوان ‪.‬بالنسبة لكثٌر منا ٌبعث فٌنا اللون الوردي الهدوء‪ ،‬واألحمر ٌبعث‬
‫على اإلثارة‪ ،‬واألزرق ٌبعث على اإلنتاجٌة‪ ،‬واألصفر ٌبعث على مزٌد من اإلبداع ‪.‬فرؤٌة أي شًء عبارة عن عملٌة‬
‫نشٌطة‪ ،‬وباختصار ٌمكننا القول إنه لكً نستطٌع رؤٌة صورة ما‪ٌ ،‬جب أن ٌقوم المخ بمهام عدٌدة وأن ٌتجنب أشٌاء‬
‫معٌنة ‪.‬وهً عملٌة معقدة وخالقة ‪ٌ.‬مكننا الفن من تعلم رؤٌة األشٌاء على نحو مختلؾ وفق السٌاق المطروح ‪ٌ.‬قول بابلو‬
‫بٌكاسو“ ‪:‬إن كل طفل هو فنان بالفعل ‪.‬ولكن المشكلة تكمن فً كٌفٌة احتفاظه بروحه ومهاراته الفنٌة حتى بعد بلوؼه)‪.”(8‬‬

‫نادٌة طفلة مصابة بالتوحد ولدت فً نوتٌنجام‪ ،‬بانجلترا‪ ،‬ال تتحدث أي لؽة ‪.‬رؼم ذلك فً عٌد مٌالدها الثالث كانت تستطٌع‬
‫ً‬
‫بارزا ‪.‬‬ ‫واع وتفاصٌل مذهلة ‪.‬وببلوغ السادسة وصل رسمها لدرجة مذهلة من الواقعٌة التً تحمل طابعً ا‬
‫الرسم بإدراك ٍ‬
‫صورة الحصان الرابعة الواردة هنا رسمتها طفلة متوحدة بالخامسة من عمرها رؼم ضعؾ كثٌر من الوظابؾ العقلٌة‬
‫لدٌها)‪. (9‬‬

‫ٌعرؾ عن األطفال المصابٌن بالتوحد انتباههم للتفاصٌل‪ ،‬ولكن األمر ؼٌر قاصر على ذلك ‪.‬فنجد مثالً نادٌة تعانً من‬
‫تأخر المهارات اللؽوٌة وضعؾ المهارات المعرفٌة وضعؾ مهارات التواصل التقلٌدٌة وأٌضً ا لم تتلق أي تدرٌب فنً‪ ،‬إال‬
‫أنها أبدعت عمالً فنًٌا مذهال ‪.‬والدرس المستفاد من حالة الطفلة هو أن االرتباط بٌن البراعة الفنٌة والذكاءات النمطٌة‬
‫التقلٌدٌة ارتباط محدود ٌعتمد على التسمٌة والفرز والمنطق والذاكرة ‪.‬مما ٌدعم قٌمة الفن فً البرامج التعلٌمٌة الخاصة ‪.‬‬
‫وكما قال جاردنر‪ 1999) ، (1983‬هناك أنواع عدٌدة من الذكاءات ‪ٌ.‬مكن االستفادة من الفنون التشكٌلٌة كأدوات‬
‫للتصمٌم‪ ،‬أو كأداة تنظٌمٌة لحل المشكالت‪ ،‬أو كطرٌقة استخدام لوحة الرسم ألؼراض التعلم ‪ٌ.‬جب أن ٌقوم الطلبة بالعمل‬
‫الفنً وٌجب أن ٌتذوقوه‬

‫‪)(8Eric Jensen« ,Arts with the Brain in Mind ,»2001. P 55‬‬

‫‪(9) Frith, U., & Happe, F. (1994). Autism: Beyond “theory of mind.” Cognition, 50, 115–132. Drawing courtesy Nadia by Lorna Selfe, Academic Press, New‬‬
‫‪York.‬‬

‫‪420‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫عالقة البٌئة المكانٌة بالجانب النفسً للطفل المعاق ذهن ًٌا‪:‬‬


‫ٌوجد لدى الطفل جهاز سٌكولوجً حساس للؽاٌة ‪.‬والبد لهذا الجهاز أن ٌٌهٌأ جٌ ًدا بشكل خاص الستقبال أي شا من قٌم‬
‫ومبادئ وعادات وتقالٌد ولذلك البد من االهتمام ببعض النقاط الهامة التً تفٌد هذا الجانب مثل المتعة والتسلٌة والخٌال‪.‬‬
‫ٌقول د ‪.‬مصطفى الزاز( ‪:‬نظرً ا لحساسٌة الطفل للؽة البصرٌة فإن مسؤولٌة إعداد الرسوم التوضٌحٌة لكتاب الطفل كبٌرة‬
‫وال بد أن تنطوي على دراسة نفسٌة الطفل اإلدراكٌة العقلٌة‪ ،‬ومنها اللؽة التً ٌتعامل بها فً مختلؾ سنٌن عمره وعلى‬
‫وعً بمدارك الطفل ومن ثم فإنه ٌجب أن ٌتولى إعداد الرسوم التوضٌحٌة لكتاب الطفل مختصون على مستوى من‬
‫الدراسة العلمٌة الخاصة بأصول وأسالٌب تصمٌم تلك الرسوم من الناحٌة الفنٌة ووعً بقٌمة الرمز التشكٌلً وتأثٌره فً‬
‫كتاب األطفال وترجمة المفاهٌم إلى رموز وأشكال لتحقٌق الجانب االتصالً الذي ٌراعى فٌه قدرات الطفل اإلدراكٌة‬
‫والعقلٌة )‪)(10‬‬
‫فإذا كانت الرسوم اإلٌضاحٌة بالكتب لها هذه األهمٌة البالؽة والتأثٌر القوي على الطفل المعاق‪ ،‬فمن المؤكد أن المكان‬
‫المحٌط بهذا الطفل له أثرً ا بال ًؽا فً نفوس هؤالء األطفال وتكٌفهم مع األجواء المحٌطة بهم‬

‫أهمٌة وجود تصمٌم للبٌئة المكانٌة للطفل المعاق ذهن ًٌا‬


‫إن االهتمام بتلك الفبة مطلب دٌنً لجمٌع األدٌان‪ ،‬ومطلب اقتصادي ألنهم فبة ؼٌر قلٌلة‪ ،‬واالهتمام بهم ٌساعد فً دفع‬
‫عجلة االقتصاد وزٌادة الدخل القومً‪ ،‬ومطلب اجتماعً ألنهم جزء من نسٌج المجتمع‪ٌ ،‬نعكس صالحهم على صالح‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬ومطلب تربوي ألنهم أبناؤنا‪ ،‬ومن حقهم علٌنا أن نحسن تربٌتهم وتعلٌمهم‪ ،‬إن هؤالء ٌرؼبون فً التعلٌم‬
‫والمشاركة وٌتمنون االنخراط فً المجتمع‪ٌ ،‬عٌشون حٌاتهم وٌمارسون أنشطتهم باحترام وتقدٌر‪ ،‬خاصة أنه إذا كان لدٌهم‬
‫قصور فً ناحٌة معٌنة‪ ،‬فإن لدٌهم قوة وطاقة فً نواح أخرى‪ ،‬ربما أكثر من العادٌٌن‪ ،‬ومن ثم ٌجب استثمارها وتوظٌفها‬
‫بالشكل الصحٌح‪.‬‬
‫وإلى عهد قرٌب كان االهتمام بذوي االحتٌاجات الخاصة مفقو ًدا على جمٌع األصعدة والمستوٌات بصفة عامة وفً المجال‬
‫التعلٌمً بصفة خاصة‪ ،‬فالمدارس والبٌبات التعلٌمٌة ؼٌر مناسبة‪ ،‬وال ٌتوافر فٌها الوسابل والمصادر التعلٌمٌة المناسبة‬
‫لهم‪ ،‬ولكن فً اآلونة األخٌر بدا االهتمام قوًٌا بتلك الفبات‪ ،‬وعلى كافة األصعدة والمستوٌات أٌضً ا‪ ،‬ومن قبل الهٌبات‬
‫الحكومٌة وؼٌر الحكومٌة‪ ،‬وعقدت الندوات والمؤتمرات سواء أكانت محلٌة أم دولٌة‪.‬‬
‫وٌعد المدخل التعلٌمً من المداخل المنطقٌة لتصمٌم البٌبة المكانٌة ومعالجة المشكالت المتعلقة بالناحٌة التصمٌمٌة المقدمة‬
‫لهذه الفبة‪ ،‬ألنه سٌمثل أحد عناصر منظومة التعلٌم واض ًعا فً االعتبار جمٌع العوامل المؤثرة فً عملٌتً التعلٌم والتعلم‪،‬‬
‫بما ٌهدؾ إلى تحقٌق تعلم فعال‪ ،‬ومن ثم تتجلى أهمٌة اتباع هذا المدخل فً التصمٌم المكانً لذوي االحتٌاجات الخاصة‬
‫لضمان مراعاة خصابص التالمٌذ من ذوي االحتٌاجات الخاصة وحاجاتهم التعلٌمٌة ونوع اإلعاقة وطبٌعتها‪.‬‬
‫كما أنه من الضروري إعطاء االهتمام الكافً للتصمٌم المكانً لبٌبة الطفل المعاق حٌث أن هذا التصمٌم ٌلعب دورا فً‬
‫خلق جو من الراحة لهؤالء األطفال وقد ٌساهم بشكل فردي فً التطوٌر من قدراتهم المعرفٌة إذا ما تم التركٌز على إبراز‬
‫النواحً التعلٌمٌة كعناصر أساسٌة فً التصمٌم‪.‬‬

‫‪ )(10‬صعٍذ انًضٍري ‪ -‬اإلفبدح يٍ انزراس وانفُىٌ انشعجٍخ فً رصىو كزت األطفبل ‪ -‬ثحش يقذو إنى انحهقخ انذراصٍخ اإلقهًٍٍخ نعبو ‪ ٩١٢١‬ثعُىاٌ كزت األطفبل فً انذول انعرثٍخ وانُبيٍخ ‪ -‬انهٍئخ انًصرٌخ انعبيخ‬
‫نهكزبة ‪ -‬انقبهرح ‪ - ٩٢٢١ -‬ص‪.٤٤٤‬‬

‫‪421‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ -2‬أهمٌة وجود تصمٌم للبٌئة المكانٌة للطفل المعاق ذهن ًٌا‬


‫وقد عنى الخلفاء الراشدون بأمور هذه الفبة من المجتمع وبلػ من اهتمام عمر بن الخطاب رضً هللا عنه وحرصه على‬
‫المقعدٌن أن بادر إلى سن أول شرٌعة اجتماعٌة فً العالم لحماٌة المستضعفٌن والمقعدٌن والطفولة بإنشاء دٌوان للطفولة‬
‫والمستضعفٌن وفرضت للمفطوم والمسن والمعاق فرٌضة إضافٌة من بٌت المال كذلك أكد عبد هللا بن مروان رضً هللا‬
‫عنه حرصه على فبات المعاقٌن بسٌاسة أعطت لكل مقعد خادم ولكل ضرٌر قابد ومنعت المعاقٌن من سؤال الناس‪ ،‬و بلػ‬
‫من اهتمام الولٌد بن عبد الملك رضً هللا عنه ان أنشأ لذوي العاهات داراً خاصة للعناٌة بهم وأجرى علٌهم األرزاق‪.‬‬
‫وٌؤكد إعالن األمم المتحدة )‪ (1975‬على حق األشخاص المعوقٌن فً التعلٌم والتدرٌب والتأهٌل المهنً والمساعدة‬
‫والتوظٌؾ ‪ ،‬وؼٌر ذلك من الخدمات التً تسرع بعملٌة إدماجهم‪،‬أو إعادة إدماجهم فً المجتمع)‪.(11‬‬
‫ومؤتمر سالمنكا الذي عقد من قبل منظمة الٌونسكو وبالتعاون مع العدٌد من المنظمات األهلٌة والتطوعٌة والحكومٌة‬
‫أطلقت مبادرة المدرسة الجامعة أو التربٌة الجامعة حٌث أكدت علٌها رسمٌا عام ‪ 1988‬باعتبارها قضٌة ربٌسٌة للعمل‬
‫المستقبلً حٌث نصت توصٌاتها على ما ٌلً‪:‬‬
‫“إن المسؤولٌات المترتبة على التربٌة الخاصة تقع ضمن مسؤولٌات الجهاز التربوي بكامله وٌجب أن ال ٌكون هناك‬
‫نظامان منفصالن لجهاز تربٌة واحد‪ .‬وبدون أدنى شك فإن الجهاز التربوي برمته سٌستفٌد من إجراء التؽٌٌرات‬
‫الضرورٌة المناسبة التً تتالءم مع حاجات األطفال المعوقٌن‪ .‬فإذا نجحنا فً إٌجاد طرٌقة فاعلة لتعلٌم األشخاص‬
‫المعوقٌن ضمن المدرسة العادٌة نكون بذلك قد وحدنا األرضٌة الصالحة تربوٌا لوضع مثالً لجمٌع التالمذة)‪”.(12‬‬
‫وعلى هذا األساس عقد مؤتمر سالمنكا بإسبانٌا فً شهر ٌونٌو عام ‪ 1994.‬وقد حضر هذا المؤتمر ‪ 300‬شخص ٌمثلون‬
‫)‪(92‬دولة و ) ‪ ( 25‬منظمة دولٌة ‪.‬وقد جاء فٌه‪:‬‬
‫أن لكل طفل معاق حقا أساسٌا فً التعلٌم وٌجب أن ٌعطى الحق فً بلوغ مستوى مقبول فً التعلٌم والمحافظة علٌه‪.‬‬
‫أن لكل طفل خصابصه الفرٌدة واهتماماته وقدراته واحتٌاجاته الخاصة فً التعلٌم‪.‬‬
‫أن نظم التعلٌم ٌجب أن تعمم وٌنبؽً أن تطبق البرامج التعلٌمٌة على نحو ٌراعى فٌه التنوع فً الخصابص واالحتٌاجات‪.‬‬
‫أن األطفال المعاقٌن من ذوي الحاجات الخاصة بجب أن تتاح لهم فرص االلتحاق بالمدارس العادٌة التً ٌنبؽً أن تهٌا‬
‫لهم تربٌة محورها الطفل وقادرة على تلبٌة تلك االحتٌاجات‪.‬‬
‫أن المدارس العادٌة التً تأخذ هذا المنحى الجامع هً أنجح وسٌلة لكافة مواقؾ التمٌٌز وإٌجاد مجتمعات حقٌقٌة وإقامة‬
‫مجتمع متسامح وبلوغ هدؾ التعلٌم للجمٌع ‪ .‬وأن هذه المدارس توفر فضال عن ذلك تعلٌمـا محمٌـا لؽالبٌة التالمٌذ وترفع‬
‫من مستوى كفاءاتهم مما ٌترتب علٌه فً آخر المطاؾ فعالٌة النظام التعلٌمً برمته)‪. (13‬‬

‫مٌثاق األمم المتحدة وحقوق اإلنسان المعاق‪:‬‬


‫إن ظهور التشرٌعات والقوانٌن الدولٌة واإلقلٌمٌة والمحلٌة والتً أكدت على أهمٌة النظر إلً اإلنسان المعوق ضمن معٌار‬
‫اإلنسان العادي من حٌث الحقوق والواجبات ومن حٌث ضرورة إتاحة كافة الفرص له لالستفادة من البرامج والخدمات‬
‫التربوٌة والتعلٌمٌة شأنه شأن أي إنسان عادي ‪.‬وقد ظهرت هذه التشرٌعات والقوانٌن بضؽط محلً ‪ /‬إقلٌمً ‪ /‬دولً وعلى‬

‫‪(11) http://hrlibrary.umn.edu/arab/b073.html‬‬

‫‪(12) https://faculty.mu.edu.sa/download.php?fid=26159‬‬

‫‪(13) https://faculty.mu.edu.sa/download.php?fid=26159‬‬

‫‪422‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫رأسها األمم المتحدة نتٌجة جهود المنظمات الدولٌة وحقوق اإلنسان وجمعٌات أهالً األفراد المعوقٌن والمعوقٌن أنفسهم‬
‫وكذلك جهود العلماء والباحثٌن فً مجال التربٌة الخاصة‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫األسالٌب الفنٌة المناسبة لطبٌعة إدراك الطفل المعاق ذهن ًٌا‪:‬‬


‫األسلوب الواقعً أو الطبٌعً‪:‬‬
‫وٌعتبر الرسم بمثابة بدٌل للخبرة الواقعٌة المباشرة إذ ٌقصد به تذكرة الرابً بالمظهر الطبٌعً األصٌل وٌلتزم هذا‬
‫األسلوب بتسجٌل األشٌاء الواقعٌة فً مجال اإلدراك البصري بصورة واقعٌة‪ ،‬كما فً أعمال الفنان حسٌن بٌكار وهذا‬
‫األسلوب ٌعد بمثابة األسلوب األمثل لمخاطبة فكر وخٌال الطفل المعاق ذهنًٌا حٌث ٌتعامل مع الصورة المرسومة بصورة‬
‫مباشرة تتناسب واستقباله الذهنً المحدود‪.‬‬

‫األسلوب التجرٌدي‪:‬‬
‫وهو الذي ٌتجنب جمٌع عناصر المحاكاة وٌثٌر استجابات جمالٌة للعالقت الشكلٌة البحتة وفً هذا األسلوب تختزل‬
‫التفاصٌل العارضة بهدؾ الوصول إلى كشؾ النظام المستتر وراء المظاهر الطبٌعٌة ؼٌر أن هذا األسلوب ال ٌتناسب‬
‫واألطفال صؽار السن أو المعاقٌن ذهنًٌا‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫األسلوب المبسط‪:‬‬
‫وهو أسلوب وسٌط بٌن كل من األسلوبٌن الواقعً والمجرد وبالتالً فهو ٌحافظ على بعض خصابص وممٌزات األشٌاء‬
‫تب ًعا لمظاهرها الطبٌعٌة ‪.‬وقد ٌناسب بعض حاالت األطفال المعاقٌن ذهنًٌا( اإلعاقة المتوسطة‪ ،‬اإلعاقة البسٌطة)‬

‫األسلوب الكارتونً‪:‬‬
‫الذي تشبه فٌه رسوم األفالم المتحركة‬

‫األسلوب التلقائً‪:‬‬
‫ومنها ما ٌعتمد على استخدام رسوم األطفال ذاتها مباشرة أو بعد حذؾ بعض منها وإجراء بعض التعدٌالت على البعض‬
‫اآلخر وهذا األسلوب قرٌب من إحساس الطفل وشعوره وٌحعله ٌتعاٌش مع الرسومات وفهم محتواها‪.‬‬

‫األسلوب التركٌبً‪:‬‬
‫وفٌه ٌقوم الطفل بتجمٌع عناصر نمطٌة سابقة اإلعداد لتركٌب عناصره وتكوٌناته وهو نوع من المشاركة الفعلٌة للطفل فً‬
‫اإلعداد الفنً لما ٌقرأه والذي تم إعداده له خصٌ ً‬
‫صا ‪.‬‬
‫ومما سبق ٌتضح لنا أهمٌة األسالٌب وتنوعها فً الرسوم الخاصة باألطفال وبالتالً تأثٌرها المباشر واإلٌجابً على‬
‫الطفل )‪. (14‬‬

‫الخامات المناسبة لتطبٌق االعمال الفنٌة بشكل آمن وصحً‪:‬‬


‫بعد أعوام طوٌلة من اللون األبٌض الذي اكتست به الجدران شاع مؤخرا ألوان مختلفة وكذلك خامات متنوعة وقد أقبل‬
‫علٌها الناس والمصممٌن بشكل ملحوظ وذلك استحسانا لشكلها وأٌ ً‬
‫ضا تكلفتها االقتصادٌة المناسبة‪ ،‬وذلك بعد ان تخضع‬
‫الختبارات السالمة والجودة قبل طرحها فً األسواق‪.‬‬

‫ورق الحائط‪:‬‬
‫اعتبر ورق الحابط من الخامات المهمة ألعمال الزخرفة الداخلٌة نظرً ا إلى النواحً الجمالٌة الناتجة من استخدامه‬
‫وبساطته‪ ،‬وٌمكن جعله متكامل الشكل وجذابًا إذا تم اختٌار النوع واللون والزخرفة بما ٌناسب المكان والنشاط الممارس‬
‫فٌه ‪.‬ومن ممٌزاته أنه إحدى المنتجات القابلة لإلنتاج الكمً وٌمكن لصقه على الجدران بسهولة وإخفاء اي عٌوب بالحابط‪.‬‬
‫ولورق الحابط أنواع عدٌدة تصنؾ حسب الطباعة‪ ،‬فمنها المطبوع آلٌا ومنها المطبوع ٌدوًٌا ولكن فٌما ٌتناسب مع هذه‬
‫الدراسة فالباحثة تري أن الورق المطبوع آلًٌا ٌكون أفضل بشكل عام من الورق المطبوع ٌدوًٌا وذلك لسهولة إنتاج كمٌات‬
‫كبٌرة منه فً وقت قلٌل مقارنة بالمطبوع ٌدوًٌا‪ ،‬هذا فضال عن قلة تكلفة المنتج النهابً بما ٌتناسب مع اقتصادٌات شرٌحة‬
‫عرٌضة من مستخدمً هذا النوع من التكسٌات‪.‬‬
‫ومما ٌمٌز هذه الخامة اٌضًا هو وجود الورق اللدابنً حٌث تكون أرضٌته( الخلفٌة )من الورق أو القماش وتطبع علٌها‬
‫الرسوم وتطلى بطبقة لدابنٌة قابلة للؽسٌل بالماء‪ ،‬مما ٌجعلها مقاومة للرطوبة أٌضً ا ‪.‬وٌوجد نوع آخر من ورق الحابط‬
‫وهو الورق المعدنً‪ ،‬وتكون أٌ ً‬
‫ضا األرضٌة من الورق أو القماش المؽطى بطبقة من رقابق األلومنٌوم أو المعادن‬
‫االصطناعٌة وهً عبارة عن طبقة رقٌقة على شكل ؼشاء من البولٌستر‪ ،‬وطبقة الوجه تحوي رسومًا أو زخارؾ تكون‬
‫مصقولة إلعطاء تأثٌر المراٌا أو الرخام‪.‬‬

‫‪ )(14‬يُى صالح يخهىف ‪ -‬انرصى كىصٍهخ رعجٍرٌخ عُذ روي االحزٍبجبد انخبصخ‪ ٨٠٠١ ،‬ص‪121 :‬‬

‫‪425‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫هناك أٌ ً‬
‫ضا الورق ذو الوبر( الورق المخملً )وهو مناسب جدا من ناحٌة الملمس إلثراء التصمٌم وتنع الملمس مما ٌتٌح‬
‫للطفل فرصة التعرؾ على العناصر بأكثر من طرٌقة ‪.‬وتكون أرضٌة هذا النوع من الورق أو الفٌنٌل وتطبع علٌها الرسوم‬
‫ومن ثم تؽطى بمادة الصقة أو الورنٌش ثم تؽطى بشعٌرات من الصوؾ أو الناٌلون أو المواد االصطناعٌة وؼٌرها وترش‬
‫فوق الرسوم المادة الالصقة فتنتج سطوح مخملٌة تشبه بعض األقمشة فً مظهرها وملمسها‪.‬‬
‫هناك أٌ ً‬
‫ضا أنواع عدة من ورق الحابط والتً تتناسب مع هؤالء األطفال بما ٌخدم حاسة اللمس مثل الورق الفلٌنً وتكون‬
‫خلفٌته من الورق األبٌض مؽطاة بمسحوق الفلٌن منتجة مالمس هندسٌة بارزة ‪.‬هناك أٌضً ا الورق النسٌجً‬

‫االستنسل‪:‬‬
‫وهو عبارة عن رسوم مثقوبة على خامات كالبالستٌك الشفاؾ‪ ،‬هذه الرسوم قد تكون ذات طابع نمطً كالوحدات الزخرفٌة‬
‫التً ٌمكن تكرارها او األشكال المكملة لبعضها والتً تخلق فراؼا زخرفًٌا‪ ،‬وقد ٌكون االستنسل ذات طابع حر فً تطبٌقه‬
‫إذا استخدمت عدة تصمٌمات مختلفة‪.‬‬
‫كما ٌتوفر من االستنسل ما هو سابق التجهٌز وأٌضًا ٌمكن تجهٌز االستنسل بعمل التصمٌم الخاص المراد تطبٌقه على‬
‫الحابط‪ ،‬كما ٌمكن تطبٌق االستنسل أٌ ً‬
‫ضا على المنسوجات ‪.‬ومن خالل ملء فراؼات االستنسل على السطح المراد ٌتم‬
‫إسقاط التصمٌم علٌه وذلك بخامات متعددة حسب الرؼبة‪ ،‬فٌمكن استخدام طالء األكرٌلك أو الالتكس والشابع فً استخدام‬
‫االستنسل هو األلوان التً ترش من عبوات سابقة التجهٌز ‪.‬ومما ٌتمٌز به االستنسل سهولة تطبٌقه وقلة تكلفته‪.‬‬

‫معاٌٌر تصمٌم البٌئة المكانٌة للطفل المعاق ذهن ًٌا‪:‬‬


‫تتضمن اإلعاقة الذهنٌة ً‬
‫كال من ‪:‬متالزمة داون‪ ،‬والتوحد‪ ،‬واإلعاقة الذهنٌة البسٌطة‪ ،‬وبطٌبً التعلم ‪.‬وٌشترط بالنسبة‬
‫للطالب المتقدمٌن لاللتحاق بمدارس الدمج أال تقل درجة ذكابهم عن ‪ 65‬درجة باستخدام مقٌاس ستانفورد بٌنٌه وف ًقا للعام‬
‫الدراسً ‪ 2015/2016.‬أما عن الطالب الملتحقٌن بمدارس الدمج أو تم الموافقة لهم على عمل امتحانات موضوعٌة قبل‬
‫صدور القرار ‪ 42‬لسنة ‪ 2015‬وكانت درجة ذكابهم ‪ٌ 52‬ستمر وجودهم بالمدارس حتى االنتهاء من دراستهم قبل‬
‫الجامعٌة دون المساس بحقوقهم التً اكتسبوها من قبل‪.‬‬

‫التوحد‪:‬‬
‫متالزمة داون‪:‬‬ ‫ٌنقسم طفل التوحد إلى نوعٌن حسب‬
‫استجابته للمؤثرات الخارجٌة وهما‪:‬‬
‫نوع استجابته‬
‫عالٌة للمؤثرات مستوى الذكاء من ‪ ٧٣ - ٥٣‬وأحٌانا‬ ‫والنوع اآلخر ذو‬
‫صفات‬ ‫‪٠٨‬‬ ‫الخارجٌة‬ ‫استجابة متدنٌة جدا‬
‫المرض‬ ‫ٌظهر اطفال متالزمة داون تقدما أسرع‬ ‫‪hyper‬‬ ‫‪hypo‬‬
‫وملحوظ فً األعمار الصؽٌرة عن‬ ‫‪responsive‬‬ ‫‪responsive‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهذا النوع(‪ٌ)1‬تسم األعمار الكبٌرة‬ ‫وٌتسم باآلتً‬
‫باآلتً‬
‫‪hyper‬‬ ‫‪hypo‬‬
‫متالزمة داون‪:‬‬
‫‪responsive‬‬ ‫‪responsive‬‬
‫األلوان‬ ‫ٌتعرؾ على معظم األلوان األساسٌة‬ ‫ٌكره األضواء‬ ‫ٌعجب بشدة باالشٌاء‬
‫المناسبة‬ ‫ومن خالل التفاعل مع هذه الفبة كان‬ ‫الساطعة‬ ‫ذات األلوان الزاهٌة‬
‫للطفل‬ ‫هناك خٌارات جٌدة من األلوان‬ ‫إؼماض العٌن أو‬ ‫واالنعكاسات‬

‫‪426‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫تؽطٌتها عند وجود كاألخضر ودرجات البنً واألزرق‪.‬‬ ‫ٌنجذب للضوء‬


‫أضواء زاهٌة‬

‫ٌعانً أؼلب المصابون بمتالزمة داون‬


‫من بعض العٌوب االنكسارٌة مثل طول‬
‫وقصر النظر واالستجماتٌزم والتً‬
‫ٌمكن تحسٌنها من خالل ارتداء النظارة‬
‫ٌكره الومضات الطبٌة المناسبة‬
‫الحادة من الضوء تعانً فبة قلٌلة من مشاكل بصرٌة‬
‫أخرى مثل تشوهات القناة الدمعٌة والتً القدرة على‬ ‫ٌنظر بشدة إلى األشٌاء فمثال جلوسه‬
‫بجوار نافذة ٌدخل ٌمكن عالجها بالتدخل الجراحً وإذا تم الرؤٌة‬ ‫واألشخاص‬
‫بها ضوء شدٌد إهمالها قد تؤدي إلى إعتام العدسة‬ ‫ٌنجذب للضوء‬
‫ٌعتبر شا مؤلم ٌوصً األطباء المتخصصون فً تلك‬
‫الحاالت وأٌضا المشرفون على هؤالء‬ ‫جدا بالنسبة إلٌه‬
‫األطفال بتكبٌر حجم الحروؾ واالشكال‬
‫والكتابات المقدمة إلى هؤالء األطفال‬
‫)‪(1‬‬

‫إدراك األشكال الحرة والمنتظمة‬

‫‪hyper‬‬ ‫‪hypo‬‬
‫متالزمة داون‪:‬‬
‫‪responsive‬‬ ‫‪responsive‬‬

‫ٌنزعج بشدة من‬


‫لدٌه مشكلة فً السمع وبخاصة األذن‬ ‫ٌبدي ال مباالة تجاه‬
‫األصوات حتى‬
‫تأثٌر الصوت‬ ‫الوسطى مما ٌؤثر على عملٌة النطق‬ ‫األصوات العالٌة‬
‫وإن لم تكن‬
‫وتطورها كما أن الذاكرة السمعٌة لدٌه‬ ‫لدرجة تدعو البعض أن‬
‫مرتفعة‬
‫لٌست بقوة الذاكرة البصرٌة‬ ‫ٌتخٌلوا إصابته بالصمم‬

‫طفل متالزمة داون ذو ذاكرة بصرٌة‬


‫جٌدة لذلك هو ٌعد من المتعلمٌن بصرٌا‬
‫فهم على سبٌل المثال ٌحتاجون إلى‬
‫صور أو إشارات أو كروت لتعلٌمهم‬
‫اللؽة مثال وٌستطٌع المعلم أو الوالدٌن‬
‫أن ٌزٌدوا من عدد الكلمات التً ٌتعلمها‬ ‫ٌحرك أي شا أمام التركٌز مع‬
‫الطفل من خالل سؤال الطفل عما فً‬ ‫عٌنٌه أو ٌحرك أصابعه األشٌاء الصؽٌرة‬
‫تأثٌر اللون‬
‫الكارت ثم سؤاله عن لونه ومحاولة‬ ‫كالؽبار‬ ‫حتى بالقرب منها‬
‫والشكل‬
‫تكوٌن جملة أو عرض عدة كروت‬ ‫النظر إلى األسفل‬ ‫ٌحرك ٌدٌه حول‬
‫متتالٌة لتكوٌن جملة وقد أثبتت‬ ‫معظم الوقت‬ ‫حواؾ األشٌاء‬
‫الدراسات أن الطفل ٌستطٌع تذكر‬
‫الكلمة البصرٌة عن الكلمة المنطوقة‬
‫سمعٌا فقط ومما ثبت من أبحاث‬
‫البروفسٌور باكلً أن اللعب على‬
‫الكمبٌوتر ٌزٌد من القوة البصرٌة لدٌهم‬

‫‪427‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫استعراض لبعض مشاكل المدارس وتوصٌات األخصائٌٌن‪:‬‬


‫ٌعانً المدرسون والطلبة بشكل عام من مشكلة أساسٌة فً مدراس التربٌة الفكرٌة بشكل عام من عدم فصل كل إعاقة‬
‫ودمجهم جمٌ ًعا فً فصل واحد ً‬
‫فمثال نجد فصل تهٌبة أول تعلٌمً ٌضم أطفال ذوي إعاقات ذهنٌة متوسطة وبسٌطة وأطفال‬
‫ٌعانون من التوحد وآخرون ٌعانون من صعوبات تعلم ولكل طفل منهم خصابصه ومتطلباته التً تختلؾ عن اآلخر‪ً ،‬‬
‫فمثال‬
‫نجد أن طفل التوحد لدٌه حساسٌة تجاه بعض األلوان واإلضاءات حسب حالته‪ ،‬كما ٌعانً بعضهم من فرط فً الحركة‬
‫والنشاط الزابد وصعوبة التركٌز لفترات طوٌلة‪ ،‬لذلك أبدى الكثٌر من المعلمٌن والمختصٌن فً هذا المجال رؼبتهم فً‬
‫فصل األطفال حسب نوعٌة اإلعاقة ودرجتها وركزوا بشكل خاص على أطفال التوحد وضرورة توفٌر فصول خاصة بهم‬
‫تتوافر فٌها المعاٌٌر الالزمة لتهدبتهم ومساعدتهم على التركٌز لفترات أطول كما أشاروا إلى أهمٌة مراعاة األلوان‬
‫المستخدمة فً الطالءات والتً من شأنها المساهمة فً توفٌر جو هادئ فً المكان على عكس الموجود حالًٌا حٌث‬
‫تكررت شكاوى المعلمٌن فً هٌاج بعض أطفال التوحد لفترات ؼٌر قصٌرة وإصدارهم أصوات عالٌة تسبب اإلزعاج‬
‫للمعلمٌن واألطفال اآلخرٌن بالفصل وتشتت االنتباه فٌما بٌنهم وأٌ ً‬
‫ضا قد تثٌر بعض الحركة الزابدة مشاكل متعددة بٌن‬
‫األطفال‪.‬‬

‫كما أشار األخصابٌون والمعلمون أٌ ً‬


‫ضا إلى أهمٌة مراعاة الخامات المستخدمة فً التنفٌذ وأن تكون آمنة بالنسبة لألطفال‬
‫خصٌ ً‬
‫صا بحٌث نتجنب أي مخاطر صحٌة أو أن تتسبب بعض الخامت المستخدمة فً أي جروح لألطفال عن طرٌق‬
‫الخطأ‪ ،‬وفً نفس الوقت ٌفضل أن تكون تلك الخامات كاتمة للصوت قدر اإلمكان كأصوات أقدام هؤالء األطفال عند‬
‫المشً مما ٌساعد فً خلق جو من الهدوء فً المكان)‪.(15‬‬

‫ٌوصً األخصائٌون انفسٌون واالجتماعٌون بمدارس التربٌة الفكرٌة بضرورة مراعاة اآلتً فً التصمٌمات المحٌطة‬
‫باألطفال المعاقٌن ذهن ًٌا‪:‬‬
‫ضرورة مراعاة القدرة الذهنٌة لألطفال وقدرتهم على االستٌعاب بحٌث ٌتم االعتماد بشكل أساسً على التبسٌط فً كل‬
‫الرسوم والبعد تمامًا عن أي تعقٌدات شكلٌة أو لونٌة‪.‬‬
‫التركٌز على المناظر الطبٌعٌة والمأكوالت والمشروبات وأٌ ً‬
‫ضا حثهم على اتباع ومراعاة السلوكٌات الحمٌدة‪.‬‬
‫ضرورة استخدام األلوان الباردة قدر اإلمكان والتً تساعد الطفل على الهدوء وتزٌد من الراحة النفسٌة كما أنها تعطً‬
‫إٌحاء باتساع المكان والبعد قدر اإلمكان عن األلوان الساخنة حٌث أن بعض األطفال ٌعانون من هٌجان متكرر مما قد‬
‫ٌسبب بعض المشاكل والمشاحنات بٌنه وبٌن أقرانه‪.‬‬

‫استخدام الخطوط اللٌنة الناعمة وتفضٌلهم لها عن الخطوط والزواٌا الحادة)‪.(16‬‬

‫‪ )(15‬نقبءاد انجبحثخ يع يذرصٍٍ وأخصبئٍٍٍ اجزًبعٍٍٍ فً ثعض يذراس انزرثٍخ انفكرٌخ انًصرٌخ‬

‫‪ )(16‬نقبءاد انجبحثخ يع يذرصٍٍ وأخصبئٍٍٍ اجزًبعٍٍٍ فً ثعض يذراس انزرثٍخ انفكرٌخ انًصرٌخ‬

‫‪428‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪429‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫نتائج البحث‪:‬‬
‫اهتم البحث بإٌجاد حلول تصمٌمٌة لألماكن التً ٌتواجد فٌها الطفل المعاق ذهنًٌا بحٌث تتناسب مع طبٌعته وخصابصه‬
‫اإلدراكٌة والتً من شأنها إثراء الصور الذهنٌة لدٌه ‪.‬وكانت نتابج البحث كالتالً‪:‬‬
‫التأكٌد على أهمٌة إٌجاد بٌبة مكانٌة خاصة بالطفل المعاق ذهنًٌا وإبراز الدور الفعال للعمل الزخرفً فً هذا الموضوع بما‬
‫ٌتناسب مع الحاالت الموجودة‪.‬‬
‫التوصل لمتطلبات تصمٌم بٌبة مكانٌة خاصة بالطفل المعاق ذهنًٌا وحصرها فً نقاط محددة‪.‬‬
‫التأكٌد على أهمٌة الدراسات النظرٌة التً ٌحتاج إلٌها المصمم لتقدٌم األعمال المناسبة لمثل هذه الفبات‪.‬‬
‫ضرورة توافر عوامل كثٌرة معً ا لتحقٌق االستفادة القصوى لهذه الفبة‪ ،‬فالتصمٌمات منفردة قد تخلق جو عام من الهدوء‬
‫والراحة النفسٌة‪ ،‬ولكن االستفادة من األبحاث االخرى وتطبٌقها‪ً .‬‬
‫فمثال وجود وسابل تعلٌمٌة خاصة بالطفل المعاق وتوافر‬
‫الرسوم التوضٌحٌة والتصوٌر القصصً الخاص بمتطلباتهم الذاتٌة ٌثري التطور المنتظر من هذه الفبة وٌسهم فً كثٌر من‬
‫التعدٌل السلوكً لهم‪.‬‬

‫أهم المراجع‬
‫ً‬
‫أوال مصادر البحث‪:‬‬
‫القرآن الكرٌم سورة اإلسراء اآلٌة‪70‬‬
‫لقاء مع استشاري المخ واالعصاب بالمركز القومً للبحوث د ‪/‬منى مصطفى فرٌد‬
‫لقاءات الباحثة مع مدرسٌن وأخصابٌٌن اجتماعٌٌن فً بعض مدراس التربٌة الفكرٌة المصرٌة‬

‫‪430‬‬
‫العدد الثانً عشر – الجزء األول‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫ثان ًٌا المراجع العربٌة‪:‬‬


‫مرسً‪ ،‬عبد العظٌم شحاتة «التأهٌل المهنً للمتخلفٌن عقلًٌا»‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة المصرٌة‪ 1990. ،‬ص‪44‬‬
‫محمد‪ ،‬رٌهام رفعت‪ :‬فاعلٌة فٌلم تعلٌمً ٌستخدم الرسوم المتحركة على تنمٌة التعبٌر الفنً لألطفال‪ ،‬كلٌة التربٌة الفنٌة‪،‬‬
‫جامعة حلوان‪2008 ..149. ،‬‬
‫المسٌري‪ ،‬سعٌد ‪ -‬اإلفادة من التراث والفنون الشعبٌة فً رسوم كتب األطفال ‪ -‬بحث مقدم إلى الحلقة الدراسٌة اإلقلٌمٌة‬
‫لعام ‪ 1983‬بعنوان كتب األطفال فً الدول العربٌة والنامٌة ‪ -‬الهٌبة المصرٌة العامة للكتاب ‪ -‬القاهرة ‪ - 1883 -‬ص‬
‫‪477.‬‬
‫مخلوؾ‪ ،‬منى صالح ‪ -‬الرسم كوسٌلة تعبٌرٌة عند ذوي االحتٌاجات الخاصة‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلٌة الفنون الجمٌلة‪،‬‬
‫‪2003‬ص‪: 121‬‬
‫د أبو حطب‪ ،‬فؤاد‪ « ،‬مدخل إلى علم النفس التعلٌمً»‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرٌة‪1980.‬‬
‫أبو السعود‪ ،‬عزٌزة ماهر « متطلبات تصمٌم الوسابل التعلٌمٌة الخاصة باألطفال المعاقٌن ذهنًٌا القابلٌن للتعلم»‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستٌر‪ ،‬كلٌة الفنون التطبٌقٌة‪ ،‬جامعة حلوان ‪.‬ص‪33‬‬

‫ثال ًثا المراجع األجنبٌة‪:‬‬


‫‪Zeki ,S« .Art and the brain .»Journal of Consciousness Studies ,1999. P 76 - 95‬‬
‫‪Eric Jensen« ,Arts with the Brain in Mind ,»2001. P 55‬‬
‫‪Frith, U., & Happe, F. (1994). Autism: Beyond “theory of mind.” Cognition, 50, 115–132.‬‬
‫‪Drawing courtesy Nadia by Lorna Selfe, Academic Press, New York.‬‬

‫رابعا مواقع االنترنت‪:‬‬


‫ً‬
‫‪http//:hrlibrary.umn.edu/arab/b.073html‬‬
‫=‪https//:faculty.mu.edu.sa/download.php?fid26159‬‬
‫‪https//:en.wikipedia.org/wiki/Down_syndrome‬‬
‫‪https//:www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC/3207504‬‬
‫‪http//:www.lolakarimova.com/stories/the-national-centre-for-the-social-adaptation-of-children‬‬
‫=‪http//:www.skyscrapercity.com/showthread.php?p&132006352=langid5‬‬
‫‪http//:montecristomagazine.com/magazine/summer/2017-pacific-autism-family-network‬‬

‫‪431‬‬

You might also like