Professional Documents
Culture Documents
Educ Isl 1
Educ Isl 1
الرحمة
اإلحسان
التقوى
القرآن الكريم له دور كبير في عالج أمراض القلوب ،وعلى رأسها مرض الُعجب ،وما
يحدثه هذا المرض في نفس اإلنسان من تعاظم واستعظام على اآلخرين ﴿َيا َأُّيَها الَّناُس َقْد
َج اَء ْتُك ْم َم ْو ِع َظٌة ِم ْن َر ِّبُك ْم َو ِش َفاٌء ِلَم ا ِفي الُّص ُد وِر َو ُهًدى َو َر ْح َم ٌة ِلْلُم ْؤ ِمِنيَن ﴾ [يونس.]57 :
وطريقة القرآن في العالج طريقة فريدة تجمع الكثير من الوسائل السابقة ،وتضيف عليها
ما يعين قارئه على مداومة االنتباه لنفسه ،والعمل الدائم على إزالة أي تضخم في ذاته.
وكما قيل من قبل فإن معرفة هللا عز وجل لها دور عظيم في محو أي أثر للكبر في
النفس ..وهنا يأتي دور القرآن بكونه رسالة من هللا عز وجل للبشر؛ يعرفهم فيها بنفسه
من خالل أسمائه وصفاته ،وآثار تلك األسماء والصفات في النفس والكون ،مما يورث
العبد الكثير من المعرفة به سبحانه ،وعلى قدر تلك المعرفة تكون عبودية القلب واتجاه
مشاعره لربه ومواله…
فعلى قدر معرفة هللا المنعم يكون حب العبد له سبحانه ،وعلى قدر معرفة هللا القيوم تكون
االستعانة والتوكل عليه ،وعلى قدر معرفة هللا الرحيم يكون الرجاء فيه ،وعلى قدر
معرفة هللا الجبار يكون الخوف والحذر منه عز وجل… وهكذا..
وكلما ازدادت معرفة العبد لربه ازداد شعوره بعظيم احتياجه إليه ،وضآلة حجمه ،وأنه ال
قيمة له إال به ،وال غنى له عنه.
قال صلى هللا عليه وسلم ” ..وكفى بالمرء جهاًل إذا أعجب برأيه “[.]1
فإعجاب المرء بنفسه دليل على جهله بها وبحقيقتها ،لذلك تجد الموضوع الرئيسي في
القرآن بعد التعريف باهلل هو التعريف باإلنسان وبأصله وحقيقته من ضعف وجهل،
وعجز ،واحتياج دائم إلى ما يصلحه ويقيمه.
ويعرفنا القرآن كذلك بطبيعة النفس وأنها أمارة بالسوء… لديها قابلية للفجور
والطغيان… تحب االستئثار بكل خير ..ال تنظر للعواقب..
ثالًثا :القرآن يشعرنا بضآلة ما نقدمه من أعمال:
من خالل عرضه الدائم لعبادة الكون وما فيه من مخلوقات هلل عز وجل ،كقوله تعالى:
﴿ َفِإِن اْسَتْك َبُروا َفاَّلِذ يَن ِع ْنَد َر ِّبَك ُيَس ِّبُحوَن َلُه ِبالَّلْيِل َو الَّنَهاِر َو ُهْم اَل َيْس َأُم وَن ﴾ [ فصلت:
.] 38
ويعرض الكثير من نماذج الذين استسلموا لهذه األمراض فأهلكتهم؛ كإبليس ،وقارون،
وفرعون ،وصاحب الجنتين.
خامًسا :القرآن يقدم وصفات العالج ألهل الكبر والغرور واإلعجاب بالنفس: