Professional Documents
Culture Documents
وصف النبي صلى الله عليه وسلم 4
وصف النبي صلى الله عليه وسلم 4
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ي
ف النّب ِ ّ
ص ُ
و ْ
َ
0
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ
بالله تعالىى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهد
الله فل مضل له ،ومن يضلل فل هادى له ،وأشهد أن ل ِإله
إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا ً عبده
ورسوله.....
وأَنتُم
ن إِل ّ َ ول َ ت َ ُ
موت ُ ّ ه َ ق تُ َ
ق ات ِ ِ ح ّ
ه َقوا ْ الل ّ َ
منُوا ْ ات ّ ُ
ين آ َ
ذ َها ال ّ ِ
َ
} يَا أي ّ َ
) سورة آل عمران(102 : ون { م َ سل ِ ُ
م ْ
ّ
ذي خَل َ َ َ
ةحد َ ٍ
وا ِ س َف ٍ من ن ّ ْ قكُم ّ م ال ّ ِقوا ْ َربّك ُ ُ س ات ّ ُ ها النّا ُ } يَا أي ّ َ
هقوا ْ الل ّ َ وات ّ ُ
ساء َ ون ِ َيرا َ جال ً كَث ِ ً ر َ
ما ِ ه َ
من ْ ُ
ث ِ وب َ ّ
َ ها ج َ و َْ ها َزمن ْ َ
ق ِ وخَل َ َ َ
قيبًا{ م َر ِ ُ َ َ ّ َ ُ ّ
) سورة ان عَليْك ْ هك َ ن الل َ ام إ ِ ّح َ وال ْر َ ه َ ون ب ِ ِ
ساءل َ ذي ت َ َ ال ِ
النساء(1 :
َ
ديدًا ) ( 70 س ِو ًل َ
ق ْقولُوا َ و ُ
ه َقوا الل ّ َ منُوا ات ّ ُ ين آ َ
ذ َ ها ال ّ َ ِ } يَا أي ّ َ
سول َ ُ
ه و َر ُ ع الل ّ َ
ه َ من يُطِ ْ و َ م ذُنُوبَك ُ ْ
م َ ْف ْر لَك ُ ْ
ويَغ ِ م َ مالَك ُ ْع َ
مأ ْ ح لَك ُ ْ صل ِ ْ
يُ ْ
) سورة الحزاب( 70،71: ما { عظِي ً و ًزا َ ف ْ از َ ف َ قد ْ َ ف َ
َ
أما بعد،....
فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى -وخير الهدي هدي محمد وشر المور
محدثاتها ،وكل
محدثة بدعة وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة في النار.
2
ي )صلى اللهوصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
صف
فيوسإف أوتي شطر الحسن ،والنبيـ rأوتي الحسن كله ،ومع ذلك لم يُو َ
النبي بالجمال كما وصف يوسإف؛ لن الله تعالى كسا جمال النبي بالهيبة
حد ّ النظر إليه.
والجلل ،فل يستطيع أحد ٌ أن ي ُ ِ
فها هو عمرو بن العاص tيقول كما عند مسلم:
ّ
أجل في عيني منه ،وما إلى من رسول الله ،ولّ " وما كان أحد أحب
كنت أطيق أن أمل عيني منه إجلل ً له ،ولو سئلتى أن أصفه ما أطقت،
لني لم أكن أمل عيني منه"
وهذا عروة بن مسعود الثقفي الذي جاء ليفاوض النبي r
في صلح الحديبية:ى
كان يصف أصحاب النبي فيقول " :إذا تكلموا خفضوا أصواتهم
عنده ،وما يحدون إليه النظر تعظما ً له".
ة وجهه
صف ُ
كان رسولنا أحسن وأجمل الناس وجها ً.
س طالعة لو رأيته رأيت الشم َ
س تجرى في وجهه ما ُرأى أحسن من رسإول الله كأن الشم ُ
كان أحسن الناس وجها ً وأحسنه خلقاً ،كان وجهة مثل القمر مستديرا ً
سإر اسإتنار وجهه كأنه قطعة قمر ،لم يصفه واصف قط ،إل شبهه بالقمر كان إذا ُ
ليلة البدر.
الدلـــة:
َ ( (1شنُ وءة :قبيلة من اليمن ورجال،هذة القبيلة متوسطون بين الخفة والسمن،،والشنوءة في الصل التباعد.
((2عروة بن مسعود الثقفي :وهو الذي أرسلته قريش للنبي يوم الحديبية وقد أسلم سنة تسع من الهجرة ،وهو أحد الرجلين اللذين قالت قريش فيهما:
عظِيم ٍ { ) الزخرف.( 31 ، ن َ ن ال ْ َ
ق ْريَتَي ْ ِ م َ
ل ّ آن عَلَى َر ُ
ج ٍ هذَا ال ْ ُ
ق ْر ُ و َل ن ُّزلَ َ
قالُوا ل َ ْ
و َ
} َ
((3دحية الكلبى ,الصحابي ،شهد مع رسول ال المشاهد بعد بدر وبايع تحت الشجرة،،وكان جبريل،يأتي للنبي غالبا في صورته .نزل الشام وبقى فيها واستوطن
الم ِّزة بجانبها حتى مات بزمن معاوية وكان رسول النبي إلى هرقل فلقيه بحمص.
3
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
أخرج الدارمي والبيهقي وغيرهما عن أبى عبيدةى قال:
وذ ى رضي الله عنها ى" :صفى لي رسول الله
ع ّ
م َ
قلت للربيع بنت ُ
)حديث س طالعةٌ"
قالت :لو رأيته لقلت :الشم ُ
صحيح ،وضعفه بعض أهل العلم(
ى الشمس :أي في الشراق.ـ
((1قال الحافظ ابن حجر ،رحمه ال ،في الفتح ) :(6/662قال الطيبي :شبه جريان الشمس في فلكها بجريان الحسن في وجهه وفيه عكس التشبيه للمبالغة ،قال:
ويحتمل أن يكون من باب تناهي التشبيه ،جعل وجهه مقرا ومكانا للشمس.
((2الرض ُتطوى،له :أي تقطع مسافتها بسهولة ويسر وسرعة ) .النهاية لبن الثير.(3/146 :
( (3إنا لنُ ْج ِه د أنفسنا :أي نحمل عليها في السير ،يقال :جهد الرجل في الشيء :أي جد فيه وبالغ ) .النهاية لبن الثير..(1/319:
((4وإنه لغير مكترث :أي غير مبال.
وأح َس َن ُه َخلْقا :ذكر النووي في شرحه لمسلم ) (15/192عن القاضي أنه قال :ضبطناه َخ ْلقَا :بفتح الخاء وإسكان اللم هنا؛ لن مراده صفات جسمه ،قال :أما في(( ْ
5
حديث أنس فرويناه بالضم) ُخلُق( لنه إنما أخبر عن حسن معاشرته ،أما قوله :وأحسنه ،فقال أبو حاتم وغيره :هكذا تقول العرب،،وأحسنه :يريدون"وأحسنهم" ولكن
ل يتكلمون به.
((6ليس بالطويل البائن :أي المفرط،الطول ،أي هو ما بين الطويل،والقصير .،
4
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ى القمر :أي في الملحة والجمال.
5
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
حمرة ،وضئ الوجه.
سإود ول بالبيض الشديد ،إنما بياض جميل تُخالطه ُ
ليس بال ّ
الدلـــة:
في صحيح مسلم من حديث أبى الطُفيل قال:
"رأيت النبي وما على وجه الرض رجل رآه غيري ،قال :فقيل له
صداً". ض مليحا ً ُ
مق ّ كيف رأيته ،فقال :أبي َ
)صحيح الجامع(4622:
صداً :بالتشديد ،أي مقتصداً ،يعني ليس بجسيم ول نحيف ،ول طويل ول
مق ّى ُ
قصير.
على أنه قال في وصف
ّ أخرج البيهقي في الدلئل عن
النبي :
ة ،وكان أسود الحدقة ،أهدب
م َر ٍ
ح ْ
هب ُ شربا ً بَيَا ُ
ض ُ م ّ
" كان أبيضُ ،
الشفار".
)الصحيحة)،(2052:صحيح الجامع(4621:
ة :أي مخالط بياضه حمرة كأنه سإقي بها.
م َر ٍ
ح ْ
هب ُ شربا ً بَيَا ُ
ض ُ م ّ
ى ُ
أنه كان يصف النبي وعند البخاري ومسلم من حديث أنس
فقال:
م". َ
ق ول آدَ َه َ
م َ
ضأ ْاللون ،ليس بأبي َ
ِ ه َر
"أز َ
ْ
مضيء ،وأزهر اللون أي نيره ،وهو مشرق ُ ى أزهر اللون :كل لون أبيض صاف ُ
البيض المستنير ،وهو أحسن اللوان.
ى أمهق :الكريه البياض كلون الجص )من مواد البناء( والمراد :أنه كان نير
البياض.
حمرة أو بصفرة مشَ ُ
رب ب ُ ى الدم :السإمر الشديد ..وأشرف اللوان البياض ال ُ
ذهبية
أخرج الدارمي عن ابن عُمر ى رضي الله عنهما ى قال:
"ما رأيت أشجع وأجود ول أضوأ من رسول الله "
أخرج البخاري:
ٌ
قحط ،دعا لهم رسول الله قائل ً " اللهم أنه لما أصاب المسلمين
اسقنا " فنزل المطر.
فكان ابن عمر ينشد شعرا ً هو من كلم أبى طالب فيقول:
ة
صم ٌ
ثأِمال ُ اليتامى ع ْ
)(1
وأبيض يستسقى الغمام
)(2
للرامل بوجهه
أخرج الترمذي في الشمائل عن أبى هريرة قال في وصف
النبي :
والملْجأ وال ِغ َياث.
((2ثِمال :ال ُمطعِم في الشدةَ ،
1
6
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ّ
الشعر". ج َ
ل غ من فضةَ ،ر ِ
صي َ
ض ،كأنما ِ
"كان أبي َ
)صححه اللباني في مختصر الشمائل ،وهو في صحيح الجامع،(4619:
والصحيحة(2052:
صيغَ :خلق ،وهي من الصوغ ،يعني اليجاد :أي الخلق
ى ِ
وكان ابن عباس ى رضي الله عنهما ى يقول":إن الحسنة لها نور
في الوجه"
فما بال وجه الحبيب ،فكان وجهه مشرقا ً منيراً.
8
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
"الظاهر أن رسإول الله rرجع إلى فرق الشعر بوحي ،لقوله ":إنه كان
يوافق أهل الكتاب فيما لم يؤمر به" ،وعلى هذا فيكون السدل منسوخا ً ول
يجوز فعله ،ول اتخاذ الناصية والجمة .ويحتمل أن رجوعه إلى الفرق باجتهاد منه
بوحي ،وعلى هذا يكون الفرق مستحباً ،ولهذا اختلف
ٍ في مخالفة أهل الكتاب ل
السلف فيه ،ففرق منهم جماعة ،واتخذ اللمة آخرون.
9
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
قبض رسول الله وليس في رأسه ولحيتهى عشرون شعرةً بيضاءَ" ُ
فكلما أنس "ليس في رأسه ولحيتهى عشرون شعرة بيضاء" :يدل على أنها
أقل من ذلك.
وهذا ما دل عليه ما أخرجه المام أحمد في مسنده عن أنس
قال:
عع ْ
َش َرةَ شعرةً بيضاء". أرب َ َ
عددت في رأس رسول الله ولحيته إل ْ
ُ ما
10
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
وفى رواية عند الطبراني من حديث عقبة بن عامر :
َواتُها". َ
"قالوا يا رسول الله نراك قد شبت َ ،قال :قد شيبتنى هودٌ وأخ َ
)صحيح الجامع(3720:
أما خضاب النبي :
حمرة ،والخضاب :ما يخضب به من حناء ،وكَتَمٍ...
ى الخضب :تلوين الشعر بال ُ
ونحوه.
نقل بعض الصحابة كأنس :أنه كان ل يختضب.
ونقل البعض الخر :أنه اختضب ،وكان الشيب لونه أحمر.
وقال البعض :إن هذا كان بفعل الدهن الذي كان يدهنه رسإول الله
الدلـــة:
أخرج البخاري ومسلم عن قتادة قال :قلت لنس بن مالك :
ب رسول الله ؟ قال :لم يبلغ ذلك ،إنما كان شيبا ً في ض َخ ِ
هل َ
صدغيه"
ولكن أبو بكر خضب بالحناء والكَتَم ِ
ى الصدغ :هو مابين العين والذن ،ويسمى الشعر الثابت على الصدغ :صدغا ً
ى الحناء والكَتَمِ :ورق يصبغ به.
والحناء :تجعل الشعر أحمر ،والكتم:ى يجعل الشعر أسإود مائل ً إلى ُ
حمرة.
وفي رواية أخرى عن ثأابت قال:
سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله ؟ فقال :لو شئت أن ُ
كن في رأسه لفعلت ،وقال :لم يختضب ،وقد اختضب ّ مط َ ٍ
ات ش َعدّ َ أ ُ
حتاً.
أبو بكر بالحناء والكَتَمِ ،واختضب عمر بالحناء ب َ ْ
مطَات :الشمط :هو الشيب يخالطه السواد ،أو كما قال النووي :هو ابتداء ش َى َ
الشيب.
حتاً :أي خالصا لم يخلط بغيره.
ً ى بَ ْ
وأخرج المام مسلمى عن محمد بن سيرين قال:
" سألت أنس بن مالك ،أخضب رسول الله ؟ قال :إنه لم ير من
الشيب إل قليلً"ى
وعند الترمذي بسند فيه مقال)صححه بعض أهل العلم(:
سئل أبو هريرة :هل خضب رسول الله ؟ قال :نعمُ
لكن يشهد له الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث عبد الله
هب قال:و َ
م ْ
بن َ
دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرا ً من شعر النبي مخضوباً.
هب قال:
و َ
م ْ
وعند البخاري من حديث عثمان بن عبد الله بن َ
أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ى وقبض إسرائيل )رجل
يقال له إسرائيل( ثألث أصابع من قصعة فيها شعر من شعر النبي ى
وكان إذا أصاب النسان عين أو شيء بعث إليها مخضبةُ ،فاطلعت في
حمرا ً
جل فرأيت شعرات ُ جل ْ ُ
ال ُ
ل من فضة ضخم فيه من شعر جل ْ ُ
ج ٌ وفى رواية" :كان عند أم سلمة ُ
ه فيه ثأم
ضت ُ ُ
خ ْ
ض َ
خ ْ مى بعث إليها َ
ف َ النبي ،فكان إذا أصاب إنسانا ً ال ُ
ح ّ
11
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ينضحه الرجل على وجهه ،قال :بعثني أهلي إليها فأخرجته ،فإذا هو
حمراء ى "
هكذا ى وأشار إسرائيل بثلث أصابع وكان فيه شعرات َ
وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عمر ى رضى الله عنهما ى:
س
بالو ْر ِ
َ ص ّ
ف ُر لحيته ة ،وي ُ َ
السبْتِي ّ ِ
ّ "أن النبي كان يلبس النعال
ان ،وكان ابن عمر يفعل ذلك " والزع َ
ْف َر ِ ّ
سإبْتِيّة؛
سبْتِيّة :جلود بقر مدبوغة بالقرظ ،سإميت ّ السبْتِيّة :قال ابن الثير :ال ّ
ّ ى
لن شعرها قد سإبت عليها وحلق ،وقيل :لنها انسبتت بالدباغ ،أي :لنت.
ى الورس :نبات أصفر باليمن يُصبغ به.
ّ
ى الزعفران :نبات زهره ُ أحمر إلى الصفرة ،وهو من الطيب.
أخرج الترمذى من حديث الجهذمة امرأة بشير ابن الخصاصية
قالت:
أنا رأيت رسول الله يخرج من بيته ينقض رأسه ،وقد اغتسل
ع من حناءٍ، وبرأسه رد ٌ
غ ى ،شك فى هذا الشيخ. ى أو قالَ :ردْ ٌ
الذي شك في أنه :ردع ٌ أو َردْغ ٌ هو شيخ الترمذي )إبراهيم بن هارون(.
الجهذمة :هي صحابية غيّر النبي اسإمها ،فسماها ليلى.
الخصاصية :هي اسإم أمة ،وهى منسوبة إلى خصاصة بن عمرو بن كعب.
الردع :هو الصبغ من الزعفران أو الروس ،أو هو أثر الصبغ على الجسم
وغيره.
الردغ :لطخات غليظة من الصبغ في رأسإه من الحناء أو الزعفران أو
غيره.
والصواب والله أعلم )الردع(
سئل عن
وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة أنه ُ
شيب رسول الله فقال:
ن ُرئي منه شيء". ه ْن رأسه لم ي ُ َر منه شيباً ،وإذا لم يَدْ ِ ه َ "كان إذا دَ َ
ه ولحيته،
رأس ِ
ِ مقدم
ُ م َ
ط وفي رواية " :كان رسول الله قد َ
ش ِ
ن" ْ ش َم َ
ه تَبَي ّ َ
س ُ ث رأ ُ ع َ
ط ،لم يتبين ،وإذا ش ِ نو َ
ه َ وكان إذا ادّ َ
ى الشمط :هو ابتداء الشيب ،أو هو الشيب يخالطه السواد.
ى إذا شعث :قال ابن الثير :الشعث :بُعْد ُ العهد بالغسل وتسريح الشعر.
وفى رواية للمام أحمد عن جابر بن سمرة أنه قيل له:
"أكان في رأس رسول الله شيبا ٌ ؟ قال :لم يكن في رأس رسول
شيب،
ٌ الله
ن"
ه ُ
ن الدّ ْ
ه ّ
ارا ُ
و َن َ
ه َ م ْ
ف َرق رأسه إذا أد َ شعرات في ِ
ٍ إل
لىون المىشىيىىب:
أخرج أبو داود والبيهقي في دلئل النبوة ،واللفظ له عن إِيَاد بن
أبي رمثة-رضي الله عنهما -قال ":انطلقت مع أبي نحو رسول الله
،فلما رأيته قال لي :هل تدري من هذا؟ قلت :ل ،قال :إن هذا
ررت حين قال ذلك ،وكنتى أظن رسول الله ُ ع
رسول الله فاقش ْ
ع من حناء ،وعليهى
ة ،بها َردَ ٌ و ْ
ف َر ٍ شيئا ً ل يشبه الناس ،فإذا هو ب َ َ
ش ٌر ذو َ
بردان أخضران"
12
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ة :شعر الرأس إذا كان إلى شحمة الذن. و ْ
ف َر ٍ ى ذو َ
أخرج الترمذي عن أبى رمثة التيمى ى تميم الرباب ى قال:
فقلت لما رأيته :هذا نبى ه ُ
ُ ريت ُ ُ
النبي ومعي ابن لي ،قال :فأ ِّ أتيت
الله وعليهى ثأوبان
شعر قد علهى الشيب و شيبه
ٌ ى وفى رواية :بردان ى أخضران وله
أحمر
ى بردان :تثنية برد ،ثوب مخطط.
ى أبو رمثة :اسإمه رفاعة بن يثربي التيمي.
وفى رواية الترمذى أيضا ً عن أبى رمثة أيضا ً قال:
نعم .أشهدُ به ْ أتيت النبي ّ مع ابن لي ،فقال :ابنك هذا ؟ فقلت ُ:ُ
م َر
ح َ
الشيب أ ْ
َ ورأيت
ُ جنى عليه .قال:
جنى عليك ول ت َ ْ
قال :ل ي َ ْ
ول َوروى هذا الحديث أبو داود وفيها زيادة :وقرأ النبي َ } :
ْرى { ُ
)النعام(164 :
و ْز َر أخ َ
از َرةٌ ِ
و ِز ُر َ
تَ ِ
ى ل يجنى عليك ول تجنى عليه :أي :ل يؤخذ هذا بذنبك ول تؤخذ أنت
بذنبه.
أخرج البخاري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال:
م ّر من " فرأيت شعرا ً من شعره فإذا هو أحمر ،فسألت فقيل :ا ْ
ح َ
الطّيب"
قال النووي ى رحمه الله ى:
والمختار :أنه خضب في وقت دل عليه حديث ابن عمر فى الصحيحين وتركه
فى معظم الوقات فأخبر كل بما رأى وهو صادق.
قال ابن كثير في شمائله صى :42
ونَفْي أنس للخضاب معارض بما تقدما عن غيره بإثبات الخضاب ،والقاعدة تقول:
الثبات مقدما على النفي ،والمثبت مقدما على النافي؛ لن معه زيادة علم ليست
مع النافي.
13
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
والمختار :أنه صبغ في وقت وتركه في معظم الوقات فأخبر كل بما رأى وهو
صادق.
وهذا التأويل كالمتعين ،فحديث ابن عمر في الصحيحين ول يمكن تركه ول تأويل
له ...والله أعلم.
14
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ى الزجج :تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد)قاله في النهاية(
محاذاة آخر العين مع قال غيره :الزجج :دقة الحاجبين وسإبوغهما إلي ُ
تقوس.
ى سوابغ :أي الحواجب تامة طويلة )كوامل( أي أنها دقت في حال سإبوغها
ى في غير قرن :غير متصلين
ى يدره الغضب :أي يحركه ويظهره وكان إذا غضب امتل ذلك العرق دماً ،كما
يمتلئ الضرع لبنا ً إذا ّ
أدر فيظهر ويرتفع.
تنبـيـه:
ففي هذا الحديث أنه لم يكن أقرن ،أي :غير متصل الحاجبين
وكان أبلج بينهما ،أي :نقية من الشعر.
ولكن لعل قائل يقول:
عبد ى سيأتي ى وفيه أنها وصفت النبي : هذا يتعارض من حديث أم م ْ
"إنه أزج أقرن" .أي مقرون الحاجبين.
والجمع بينهما :بأنه يحسب ما كان يبدو للناظر من بُعد أو بغير تأمل ،أنه أزج
أقرن.
وأما القريب المتأمل فيبصر بين حاجبيه فاصل دقيقاً.
فهو أبلج في الواقع ،أقرن بحسب ما يبدو للناظر إذا كان بعيدا ً أو من
مل.غير تأ ُ
15
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
على أنه قيل له:
ّ 3ى وعند البيهقي في الدلئل عن
ة ،وكان
م َر ٍ
ح ْ
هب ُ "انعت لنا رسول الله rفقال :كان أبيض ،مشربا ً بَيَا ُ
ض ُ
أسود الحدقة ،أهدب الشفار".
ى الحدقة :هي السواد المستدير وسإط العين.
ى أهدب الشفار :أي طويل الشفار ،وهو الذي شعر أجفانه كثير مستطيل،
وأشفار العين :هي منابت الشعر المحيط بالعين.
على أنه كان إذا نعت النبي
ّ 4ى وعند البيهقي في الدلئل عن
rقال:
مرةً ،أدعج العينين ،أهدب ش َربا ً ُ
ح ْ م ْ
"كان في الوجه تدوير أبيض اللون ُ
الشفار"
ى أدعج العينين :الشديد سإواد العينين.
16
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
17
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
على :
ّ 4ى وعند النسائي عن
"كان رسول الله rكث اللحية".
ى كث اللحية :أرادـ كثرة أصولها وشعرها ،وأنها ليست بدقيقة ،وفيها كثافة.
5ى وعند مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:
"كان رسول الله كثير شعر اللحية"ى
الفارسي
ّ 6ى وفي الحديث الذي أخرجه المام أحمد عن يزيد
في رؤيته المنامية لرسول الله والتي قصها على ابن عباس
وأقره عليها ،جاء فيه:
ّ ى رضي الله عنهما ى
ضحك ،جميل دوائر الوجه ،قد ملت لحيته من ن الم ْ
س َ " رأيت رجل ً َ
ح َ
ح َرهُ".
هذه إلى هذه ،حتى كادت تمل ن َ ْ
معمر قال :قلت لخباب بن
ٍ 7ى وأخرج البخاري عن أبي
الرت:
" أكان النبي يقرأ في الظهر والعصر؟ قال :نعم .قلت :بأي
شيء كنتم تعلمون قراءته؟
قال :باضطراب لحيته".
_ صفة عنق النبي _ r
كان عنقه كإبريق فضة من شدة البياض.
الدليل:
فقد جاء في كتاب "أوصاف النبي" للسيوطي:
قه جيدُ دُمية"عن ُ َ
كأن ُ
ى جيد :العنق.
ى دمية:ى الصورة من العاج.
18
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
كان رسول الله مربوعا ً عريض ما بين المنكبين ،أعظم الناس،
ه إلي أذنيه ،عليه حلة حمراء ،ما رأيت شيئا ً
وأحسن الناس ،جمت ُ ُ
قط أحسن منه"
2ى وأخرج البيهقي عن أبي هريرة tقال:
ح الذراعين ،بعيد ما بين المنكبين ،أهدب أشفار "كان رسول الله َ
شب ْ َ
العينين" )صحيح الجامع(4816:
شبْح الذراعين :قال ابن الثير ـ رحمه الله ـ :أي طويلهما ،وقيل :عريضهما، ى َ
والشبح بسكون الباء.
3ى أخرج البيهقي بسند حسن عن أبي هريرة أنه قال في
وصف النبي :
"كان أحسن الناسَ ...ربْعةً ،إلى الطول ما هو ،بعيد ما بين المنكبين،
ل العينين ،أهدب الشفار ،إذاح َ
أسيل الخدّين ،شديد سواد الشعر ،أك َ
وطئ بقدمه وطئ بكلها ،ليس له أخمص ،إذا وضع رداءه عن منكبيه
)صحيح الجامع: فكأنه سبيكة فضة"
(4633
19
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ز ّر
فنظرت إلي الخاتم بين كتفيه ،فإذا هو مثل ِ
ُ ه،
ر ِ خلف ظَ ْ
ه ِ َ وقمت
جل َ َ
ة ". ح َ
ال َ
ع :مريض.ج ٌ و ِ ى َ
زر الحجلة :هو بيض الطائر المعروف. ى ِ
2ى وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:
"رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله غدةًى حمراء مثل بيضة الحمامة" ُ
ى الغدة :قطعة اللحم.
وفي رواية" :ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه
جسده"
والتشبيه ببيضة الحمامة قد يكون في المقدار ،أو في الصورة واللون.
3ى وفى مسند المام أحمد من حديث رميثة ى رضي الله عنها ى
قالت:
سمعت رسول الله ى ولو شاء أن أ ُ َ
قب ّ َ
ل الخاتم الذي بين كتفيه من
ق ْربه لفعلتى ى يقول لسعد بن معاذ يوم مات :اهتز له عرش الرحمن" ُ
) حديث صحيح (
ظهر رسول الله فآمن به .وكان لليهود فاشتراهُ رسول الله بكذا
م،ع َ
سلمان فيه حتى يُطِ ْ
ُ س لهم نخْلً ،فيعمل هماً،علي أن يَغر َ در َ وكذا ْ
م ُر ،فحملت ع َ سها ُغر َ
ه واحدة َ ْل إل نخل ًسول الله النّخ َ
ُ س َر فغَر َ َ
النخل من عامها ولم تحمل النخلةُ ،فقال رسول الله :ما شأن هذه ُ
ستُها ،فنزعها رسول الله ُمر :يا رسول الله أنا َ
غ َر ْ النخلة؟ فقال ع ُ
مها". ت من عا ِ حمل َ ْ ف َ فغرسهاَ ،
5ى وفي مسند المام أحمد أيضا ً عن أبي نضرة العوفي قال:
( (1سلمان الفارسي :نسبة لفارس وهو صحابي جليل ،وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي في الحجاز ،ووصف له فيه علمات وهي قبول الهدية وعدم قبول
الصدقة وخاتم النبوة .فأحب الفحص،عنها ففعل ثم أسلم.
((2ابسطوا :ابسطوا،أيديكم وكلوا.
20
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
" سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله فقال " :كان في
ظهره بضعة ناشزة"
ى بضعة :قطعة من اللحم.
ى ناشزة :مرتفعة عن الجسم.
س قال:
ج َ
س ْر ِ
6ى أخرج المام مسلمى عن عبد الله بن َ
فدرت هكذا من خلفه، ُ " أتيت رسول الله وهو في ناس من أصحابه،
فعرف الذي أريد،
مع ، ج ْ
فألقى الرداء عن ظهره ،فرأيت الخاتم على كتفيه مثل ال ُ
)(1
الجمع :بضم الجيم ،أي مثل جمع الكف ،وهو هيأته بعد جمع الصابع..(( ُ
1
((3ثآليل :جمع ثؤلول ،وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها) .النهاية(.
21
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
قال ابن بطال:كانت كفه ممتلئة لحما ً غير أنها مع ضخماتِها كانت لينة كما
في حديث المستورد.
وكان النبي إذا مس أحداً ،أحس هذا النسان
بطمأنينة عجيبة.
1ى فقد أخرج المام أحمد عن سعد ابن أبي وقاص قال:
على رسول الله يعودني ،فوضع يده على
ّ اشتكيت بمكة ،فدخل
إلى أنّي أجد
ّ جبهتي ،فمسح وجهي وصدري وبطني ،فما زلت يخيل
يده على كبدي حتى الساعة"
2ى وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:
"مسح رسول الله خدي ،فوجدت ليده بردا ً وريحانا ً كأنما أخرجهما
من جونة عَطّار".
3ى وفى صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس قال:
"ما مسست حريرا ً ول ديباجا ً ألين من كف رسول الله ،ول شممتى
مسكا ً وعنبرا ً أطيب من ريح رسول الله ."
_ صىفىة صىدره وبطنه _
سإوِىّ البطن والصدر.
كان َ
سرة.
المسربَةِ :وهو خيط دقيق من الشعر الذي بين الصدر وال ُ
َ وكان طويل
الدلـيـل:
على قال:
ّ ففي سنن الترمذي من حديث
ن الكفين والقدمين ،ضخم شث َ ُ
لم يكن النبي بالطويل ول بالقصيرَ ،
ؤاً، َ
فأ تَك َ ّ
ف َ الرأس ،ضخم الكراديس ،طويل المسربة ،وإذا مشى تَك َ ّ
ب ،لم أر قبله ول بعده مثله . صب َ ٍ
ط من َح ّكأنما يَن ْ َ
ى الكراديس :هي رءوس العظاما ،واحدها :ك ُ ْردُوس.
وقيل :هي ملتقى كل عظمتين في مفصل كالركبتين ،والمرفق والمنكبين،
والوركين ،وأرادـ أنه ضخم العظاما 0
فأَ :تمايل إلى قدّاما ،كالسفينة في جريها ،قال ثعلب :أرادـ أنه قوي البدن، ى تَك َ ّ
فكأنما يمشي على صدور قدميه من القوة ،ويفهم من هذا أيضا ً سإرعة مشيته .
ى الصبب :المكان العالي
ربَة :هو الشعر المستدق النابت وسإط الصدر نازل ً إلى آخر البطن أو المس ُ
ْ ى
إلى السرة.
22
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
23
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
مص – وقيل :بل كان يطأ بقدمه جميعا ً ) إذا وطئ بقدمه وطئ بكُلّها (ليس له أ َ ْ
خ َ
له –
كانت أنامل القدمين غليظة .قليل لحم العقب .
1ى ففي صحيح البخاري عن أنس قال:
كان النبي ضخم الكفين والقدمينى
2ى وعند البخاري من حديث أبى هريرة قال:
"كان رسول الله ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعدهى مثله "
3ى وعند البخاري من حديث أنس قال:
"كان النبي شثن القدمين والكفين"
ى شثن :أنامل غليظة بل قصر.
4ى وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:
قبَين
ع ِ
س ال َ
كان رسول الله ضليع الفم أشكل العينين منهو َ
قبَين :قليل لحم العَقِبَين ،والعقب :هو مؤخر القدما.
ع ِ
س ال َ
ى منهو ُ
قال ابن كثير ى رحمه الله ى :وهذا أنسب وأحسن في حق الرجال.
5ى وعند البخاري بلفظ:
"كان رسول الله ضخم الرأس واليدين والقدمين ،حسن الوجه لم أر
مثلَه "
قبله ول بعده ِ
6ى وفى دلئل النبوة للبيهقي عن أبى هريرة قال:
ض البطن،مفا َ
ل الشعرُ ، ج َ
"كان رسول الله كأنما صيغ من فضةَ ،ر ِ
اش المنكبين ِ شم َ عظيم ُ
يطأ بقدمه جميعاً ،إذا أقبل أقبل جميعاً ،وإذا أدبر أدبر جميعا"ً
اش المنكبين:ى أي عظيم رءوس المناكب. ِ م َ
ش ى ُ
24
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
وبيان الجمع :أن من أثبت الخمص أرادـ أن في قدميه خمصا ً يسيراً ،ومن نفاه
نفى شدته.
26
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
مى الله تعالى ودعا ضرعها ،وس ّ ْ ح بيده س َ
م َ فدعا بها رسول الله َ
ف َ
ودرت للحلب .فدعا النبي ّ لها في شاتها حتى فتحت الشاةُ رجليها
بإناء كبير فحلب فيه حتى امتل ،ثأم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه
ضوا )ك َ ّر ُروا الشرب حتى بالغوا في الري( حتى رووا ،وشرب آخرهم ثأم أ َ َرا ُ
ثأم حلب في الناء مرة ثأانية حتى مل الناء ثأم تركه عندها وبايعها
جافا ً وارتحلوا عنها ،وبعدى قليل أتى زوجها أبو معبد يسوق أعنزا ً ِ
ع َ
ب وقال:
َج َ
عبد اللبن ع ِ م ْ
يتمالين من الضعف ،فلما رأى أبو َ
من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب ؟ )بعيدة عن الري( ،حائل
)لم تحمل(
مر بنا رجل مبارك من ول حلوب في البيت ؟! قالت :ل والله إل أنه ّ
حاله كذا وكذا.
صفيه لي يا أم معبد. قالِ :
)(11
رن
ق ٌ جأ ْ
ع ) ،(9وفي لحيته كثاثأة ) ،(10أز ٌ سط َ ٌ وفي عنقه َ
)(12
الوقار ،وإن تكلم سماه وعله البهاء ُ إن صمت فعليه
أجمل الناس وأبهاهم من بعيد ،وأجلهم وأحسنهم من قريب
ْ ص ٌ
خرزات نَظم ٍُ هزر) ،(13كأن منطقه ل ل ن َ ْز ٌر ول َ حلو المنطق ،ف ْ
يتحدرن
َ
)(14
س من طول ول تقتحمه عين من قصر ة ل يأ َ َربع ً
ن بين غصنين ،فهو أنضر الثلثأة منظراً ،وأحسنهم قدْرا ً ص ٌ ُ
غ ْ
((1حسن الوجه.
((2مشرق الوجه.
((3نحول الجسم.
((4تريد أنه ليس بناحل ول منتفخ.
((5جميل الخلقة ،حسن وضيء.
((6شدة سواد العين.
((7طول أشفار العين.
وحسن ) ليس بحاد الصوت (. (( بُحة ُ
8
((9طول وإشراق.
((10كثرة الشعر،مع استدارة فيها.
((11حاجباه طويلن ومقوسان.
((12حسن المظهر.
((13كلمه بَ ّين وواضح ليس بالقليل ول بالكثير.
((14أي ليس طوي ًل طول مفرطا ،ول يحتقر لقصره الشديد.
27
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
م َر تبادروا لمره، َ ح ّ
فون به ،إن قال أنصتوا لقوله ،وإن أ َ له رفقاءُ ي َ ُ
)(15
)(4
فنّدم َس ول ُ
محشود محفود ،ل عاب ٌ
)(3 )(2
قال أبو معبد :هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذكر
وجدت إلي ذلك سبيلً.ُ عل َ ّ
ن إن ف َبمكة ،ولقد هممت أن أصحبه ،ول ْ
صوت بمكة عاليا ً يسمعون الصوت ول يدرون عن
ٌ وأصبح
صاحبه ،وهو يقول:
خيمتي أم
ْ
)(5
رفيقين قال خير
َ رب الناس
ّ ه
جزى الل ُ
د
عب ِم ْ
َ ج َزائه
َ
ق
فقد فاز من أمسى رفي َ واهتدت
ْ ها بالهدى هما ن َ َزل َ َ
محمد بىه
وبعد أيها الحبة ...فقد تكلمت عن وصف الرسول
وذلك لمور-:
المـر الول:
لنه في هذا الزمان لما غاب القدوة والمثل العلى ،لم يجد الشباب إل أن يقلدوا
الساقطين والساقطات في الملبس والهيئة...إلخ،
فحاولت أن أبرز لهم هيئة وصفة النبي ؛ ليحاولوا أن يتشبهوا به ،فمن تشبه بقوما
ُ
فهو منهم.
كان قتادة بن دعامة الدوسي ى وهو صاحب أنس بن مالك ى يجلس
معه ذات مرة،
فقيل لنس :صف لنا شعر رسول الله ،فقال :كان كشعر قتادة
فبكى قتادة من الفرح) .بكى لنه وافق شيء من أوصاف الرسول (
المر الثاني:
كثير من الناس يدعي رؤية النبي في المناما ،وهو في الحقيقة لم يره ،إنما رأى
خيال ً أو رجل ً ذا لحية ،فقال :هو النبي ،فبعد هذا الوصف للنبي فإن رأيته في
المناما فقد رأيته حقاً.
أخرج الترمذي عن أبي قتادة قال :قال رسول الله :
من رآني ى يعني في النوم ى فقد رأى الحق"
ى رأى الحق :أي رأى الرؤيا الصادقة الحقة ،والشيطان ل يستطيع أن يتمثل أو
يتشبه بالنبي .
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس أن رسول الله
قال:
"من رآني في المنام فقد رآني ،فإن الشيطان ل يتخيّل بي
ة و أربعين جزءا ً من النبوة".
قال :ورؤيا المؤمن جزءٌ من ست ٍ
وعند الترمذي بلفظ" :من رآني في المنام فقد رآني فإن
الشيطان ل يتمثل بي"
((15يحيطون به.
((2محفوف به ومحاط به.
((3مخدوم ،والمحفود :الذي يخدمه أصحابه،،ويعظمونه ،ويسرعون في طاعته.
((4غير عابس الوجه وكلمه خال من الخرافة ،والمفند :هو الذي ل فائدة في كلمه لِكِ ْب ٍر أصابه.
َ ((5حلّ وقت القيلولة وهو منتصف النهار.
28
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
وعند ابن ماجة:
"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان ل يتصور بي ى
ه بي"
أو يتشب ّ ُ
رأيت رسإول
ُ لذلك كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا جاءه الرجل ،وقال له:
الله ،
يقول له :صفه لي.
كما جاء في مسند المام أحمد:
ه )أي رأيت رسول الله ( فيأن كُليب قال لبن عباس قد رأيت ُ
المنام،
فقال ابن عباس ى رضي الله عنهما ى له :صفه لي"
على tوشبهته به ،فقال ابن عباس ى رضي اللهّ فذكرت الحسن بن
ه"
ه ُ عنهما ى :كان ي ُ ْ
شب ُ
وفي مسند المام أحمد أيضا ً عن يزيد الفارسي ى وكان يكتب
المصاحف ى قال:
رأيت رسول الله في المنام زمن ابن عباس ى رضي الله عنهما ى، ُ
فقلت لبن عباس :إني رأيت رسول الله في المنام ى النوم ى ،فقال
ابن عباس :إن رسول الله كان يقول:
"إن الشيطان ل يستطيع أن يتشبه بي ،فمن رآني في المنام ى النوم
ى فقد رآني"،
هل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيته في النوم ؟ قال :نعم.
ه ولحمه أسمر إلى البياض،أكحل أنعت لك رجل ً بين الرجلين ،جس ُ
م ُ ُ
ه ما بين هذهملت لحيت ُ
ن الضحك ،جميل دوائر الوجه ،قد َ س َح َ
العينين َ
ُ
ملت نحره )وعددى أشياءً أخر(إلى هذه ،قد َ
قال ابن عباس ى رضي الله عنهما ى :لو رأيته في اليقظة ما استطعت
ه فوق هذا. أن تنعت ُ
وصية لمن أراد أن يري النبي في المناما:
إذا أردت أن ترى النبي في المنام فعليك بالتي-:
اتباع سإنته ،واقتفاءـ أثره ،والهتداءـ بهديه ،والتمثل بهيئته.
وأن يكون كلمك دائما ً عنه ،فمن أحب شيئا ً أكثر من ذكره.
وأن يكون صمتك تفكيرا ً فيه.
وأن يكون همك نشر سإنته.
وأن يكون فعلك موافقا ً لهديه.
من الله عليك وترى هذا الحبيب الذي خالط حبه دمك ولحمك. سإاعتها سإي ُ
وهاهو أحدُ طلبة العلم يشكو إلي شيخه أنه يريد أن يري النبي
ولكن هناك ما يحول بينه وبين هذه المنية:ى فيعلمه هذا
الشيخ كيف يري النبي في المنام ؟!!
الطالب
ُ فقال له :أنت مدعو عندي لتناول العشاء هذه الليلة ،وذهب
لشيخه و أستاذه،
29
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
فقدم له الطعام ،وأكثر في الطعام من الملح فكلما طلب الماء قال
ل ومنع عنه الماء، له :ك ُ ّ
وزاد له في الطعام حتى اشتاق للماء ،ثأم قال له :نم ،فبات الطالب
وقد تقطع عنقه من شدة العطش والظمأ ،فلما أصبح سأله الستاذ
وقال له :قبل أن أعلمك كيف ترى النبي في المنام هل رأيت الليلة
شيئا ً )أي في المنام( ،قال :نعم .رأيت المطار ت ُ ْ
مطر ،والنهار
تجري ،وبحارا ً تسير.
ت نِيُتك فصدقت رؤيتك ى أي لما اشتقت للماء ق ْصدَ َ
فقال الشيخَ :
رأيتها في المنام ى،
ولو صدق شوقك ومحبتكى للنبي لرأيته في المنام
وها هو أنس بن مالك الذي بلغت محبتهى للنبي منتهاها
يقول:
ما نمت ليلة إل رأيت فيها النبي في المنام.
المر الثالث والخير ،والذي من أجله كان هذا الموضوع ـ وهو وصف الرسإول :
أقول :بعد هذا الوصف الجليل الجميل للنبي الكريم أما اشتاقت النفوس أن
تراه ولو للحظة حتى ولو كان الثمن أن ينخلع النسان من ماله وأهله.
وجواب المحب :نعم.
وصدق النبي حيث قال كما عند البخاري من حديث أبى
هريرة :
"ليأتين على أحدكم زمان لئن يراني أحب إليه من مثل أهله
وماله"
وعند مسلمى بلفظ:
"إن من أشد أمتي حبّا ً لي ،ناس يكونون بعدى يود أحدهم لو
يراني بأهله وماله"
محب على اسإتعدادـ أن يخرج من ماله كله ،فل يكون له فلس واحد ،وأن فهذا ال ُ
يموت أولده فل يرى أحدا ً منهم ،يضم هذا لذاك ليتعرض لرؤية النبي .
ها قد جاء هذا الزمان وتراني أنا وأخوتي ......نود أن
نراك يا حبيب الرحمن.
31
ي )صلى الله
وصف النّب ِ ّ
عليه وسلم(
ه عَل َ م الل ّ ك مع الّذين أ َ ول َ فأ ُ
هم ْ
ُ َ ِي ُ َ ع
َ ْ ن َ ِ َ َ َ ِ ئى ْ ول َ
س َ الر ُ
و ّ ع الل ّ َ
ه َ من يُطِ ِ }و َ
َ
ن أولىئ ِ َ
ك س ح و
ّ ِ ِ َ َ َ ُ َ ين ح ل ا ص ال و
َ اء د
َ َ ه ّ
الش و ين يق د
ّ ّ ِ َ َ ص ال و ين
ى يب
ّ ِ ّ َ َ ن ال ن
م َ ّ
ً
فيقا{ َر ِ
)النساء (69:فدعا به ،فقرأها عليه.
ى ويبقى السؤال :هل اشتقتم لرؤية حبيبكم ونبيكم ،الذي جعله الله
سببا ً لسعادتكم؟
فإذا قلتم :نعم .نحن اشتقنا لرؤية هذا الوصف الجميل في جنة رب
العالمين.
فأقول لكم:
فعليكم باتباع سنته ،واقتفاء أثأره ،والهتداء بهديه ،حتى يكون
موعودك معه على الحوض.
وبعد،...
فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة
نسأل الله أن يكتب لها القبول ،وأن يتقبلها منا بقبول حسن ،كما
أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان علي إخراجها
ونشرها......إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده،ى وما كان من سهو أو
خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان ،والله ورسوله منه براء ،وهذا
بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب ،فإن كان صوابا ً فادع
ثأم خطأ فاستغفر لي لي بالقبول والتوفيق ،وإن كان ّ
جل من ل عيب فيه وعلّ وإن وجدت العيب فسد الخلل
فاللهم اجعل عملي كله صالحا ً ولوجهك خالصاً ،ول تجعل لحد فيه
نصيب
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،وصلّى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.........ى
سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أستغفرك
وأتوب إليك
32