You are on page 1of 33

‫ي )صلى الله‬

‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬

‫ي‪‬‬
‫ف النّب ِ ّ‬
‫ص ُ‬
‫و ْ‬
‫َ‬
‫‪‬‬
‫‪0‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ‬
‫بالله تعالىى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهد‬
‫الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل ِإله‬
‫إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله‪.....‬‬
‫وأَنتُم‬
‫ن إِل ّ َ‬ ‫ول َ ت َ ُ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ق تُ َ‬
‫ق ات ِ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫ه َ‬‫قوا ْ الل ّ َ‬
‫منُوا ْ ات ّ ُ‬
‫ين آ َ‬
‫ذ َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫} يَا أي ّ َ‬
‫) سورة آل عمران‪(102 :‬‬ ‫ون {‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬
‫ّ‬
‫ذي خَل َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫حد َ ٍ‬
‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫ف ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫قكُم ّ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫قوا ْ َربّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها النّا ُ‬ ‫} يَا أي ّ َ‬
‫ه‬‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫ساء َ‬ ‫ون ِ َ‬‫يرا َ‬ ‫جال ً كَث ِ ً‬ ‫ر َ‬
‫ما ِ‬ ‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬
‫َ‬ ‫ها‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬‫ْ‬ ‫ها َز‬‫من ْ َ‬
‫ق ِ‬ ‫وخَل َ َ‬ ‫َ‬
‫قيبًا{‬ ‫م َر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫) سورة‬ ‫ان عَليْك ْ‬ ‫هك َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ام إ ِ ّ‬‫ح َ‬ ‫وال ْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ون ب ِ ِ‬
‫ساءل َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ال ِ‬
‫النساء‪(1 :‬‬

‫َ‬
‫ديدًا ) ‪( 70‬‬ ‫س ِ‬‫و ًل َ‬
‫ق ْ‬‫قولُوا َ‬ ‫و ُ‬
‫ه َ‬‫قوا الل ّ َ‬ ‫منُوا ات ّ ُ‬ ‫ين آ َ‬
‫ذ َ‬ ‫ها ال ّ َ ِ‬ ‫} يَا أي ّ َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫و َر ُ‬ ‫ع الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫من يُطِ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م ذُنُوبَك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ْف ْر لَك ُ ْ‬
‫ويَغ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مالَك ُ ْ‬‫ع َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ح لَك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫) سورة الحزاب‪( 70،71:‬‬ ‫ما {‬ ‫عظِي ً‬ ‫و ًزا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫از َ‬ ‫ف َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬
‫َ‬

‫أما بعد‪،....‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى‪ -‬وخير الهدي هدي محمد ‪ ‬وشر المور‬
‫محدثاتها‪ ،‬وكل‬
‫محدثة بدعة وكل بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة في النار‪.‬‬

‫إنه الحبيب الذي رباه الحق ى جل وعل ى ليربي به المم‬


‫والجيال‪.‬‬
‫إنه الحبيب الذي َزكّاهُ الحق ى جل وعل ى‬
‫)‬ ‫وى {‬ ‫ما َ‬
‫غ َ‬ ‫و َ‬ ‫حبُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ى َزكّاهُ ربه في عقله فقىال‪َ } :‬‬
‫ما َ‬
‫النجم‪(2 :‬‬
‫)‬ ‫ما طَغَى {‬
‫و َ‬ ‫غ الْب َ َ‬
‫ص ُر َ‬ ‫ما َزا َ‬
‫وزكّاهُ ربه في بصره فقال‪َ } :‬‬
‫ى َ‬
‫النجم‪(17 :‬‬
‫ح لَ َ‬ ‫َ‬
‫)‬ ‫صدْ َر َ‬
‫ك{‬ ‫ك َ‬ ‫ش َر ْ‬ ‫وزكّاهُ ربه في صدره فقال‪ } :‬أل َ ْ‬
‫م نَ ْ‬ ‫ى َ‬
‫الشرح‪( 1:‬‬
‫ما َرأَى {‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫ؤادُ َ‬ ‫ما كَذَ َ‬
‫وزكّاهُ ربه في فؤاده فقال‪َ } :‬‬
‫ى َ‬
‫)النجم‪(11:‬‬
‫)‬ ‫و ْز َر َ‬
‫ك{‬ ‫عنَا ع َ‬
‫َنك ِ‬ ‫ض ْ‬
‫و َ‬ ‫وزكّاهُ ربه في طُهره فقال‪َ } :‬‬
‫و َ‬ ‫ى َ‬
‫الشرح‪( 2:‬‬
‫‪1‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫)‬ ‫ك{‬ ‫عنَا ل َ َ‬
‫ك ِذك ْ َر َ‬ ‫و َر َ‬
‫ف ْ‬ ‫وزكّاهُ ربه في ذكره فقال‪َ } :‬‬
‫ى َ‬
‫الشرح‪(4:‬‬
‫)‬ ‫وى{‬ ‫َن ال ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫قع ِ‬
‫ما يَنطِ ُ‬ ‫وزكّاهُ ربه في صدقه فقال‪َ } :‬‬
‫و َ‬ ‫ى َ‬
‫النجم‪(3 :‬‬
‫) النجم‪:‬‬ ‫وى {‬ ‫ديدُ ال ْ ُ‬
‫ق َ‬ ‫ه َ‬
‫ش ِ‬ ‫وزكّاهُ ربه في علمه فقال‪ } :‬عَل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫ى َ‬
‫‪(5‬‬
‫)‬ ‫يم {‬
‫ح ٌ‬‫وف ّر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ين َر ُ‬
‫ؤ‬ ‫من ِ َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وزكّاهُ ربه في حلمه فقال‪ } :‬بِال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ى َ‬
‫التوبة‪( 128 :‬‬
‫عظِيم ٍ {‬
‫ق َ‬ ‫ُ‬ ‫ك لَ َ‬
‫}وإِن ّ َ‬ ‫وزكّىاهُ ربه كلىه فقىال‪:‬‬
‫)‬ ‫على خُل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ى َ‬
‫القلم‪(4:‬‬
‫ق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ق‪ ،‬وجمال الخُل ِ‬ ‫ولقد جمع الله ‪ ‬للنبي ‪ ‬جمال الخَل ِ‬
‫ـ فكم من رجل دخل السإلما بمجرد رؤية النبي ‪.‬‬
‫ـ وكان الناس إذا نظروا إلى النبي علموا أنهم أماما نبي‪.‬‬
‫ـ وإنه ليس بوجه كذاب‪ ،‬لما فيه من الوضاءة والنضارة‬
‫والحسن‪.‬‬
‫فقد أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلم قال‪:‬‬
‫لما قدم النبي ‪ ‬المدينة جئته لنظر إليه‪ ،‬فلما استبنت وجهه عرفت‬
‫أن وجهه ليس بوجه كذاب‪.‬‬
‫وعن أبى رمثة التميمى قال كما عند الترمذى‪:‬‬
‫أتيت النبى ‪ ‬ومعي ابن لى فأُريته‪ ،‬فلما رأيته قلت هذا نبي الله‪.‬‬
‫ويقول عبد الله بن رواحة في وصفه‪:‬‬
‫لكان منظره ينبئك بالخبر‬ ‫لو لم تكن فيه آيات مبينة‬
‫ن كماى أخبر بذلك النبي‬ ‫ُ‬
‫سُ ِ‬
‫ح ْ‬
‫ومع أن يوسف ‪ ‬أعطي شطر ال ُ‬
‫سن كله‪.‬‬‫ح ْ‬
‫‪ ‬في رحلة السراء‪ ،‬إل أن النبي ‪ ‬أعطي ال ُ‬
‫فقد جىاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني من حديث أبىي‬
‫هريرة ‪ ‬أن النبي ‪‬‬
‫قال عن يوسف‪:‬‬
‫" فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله‪ ،‬قد فضل الناس بالحسن‬
‫كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب"‬
‫وظاهر الحديث‪ :‬أن يوسإف ‪ ‬كان أحسن من جميع الناس‬
‫لكن جاء عن الترمذي من حديث أنس ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫" ما بعث الله نبيا ً إل حسن الوجه‪ ،‬وحسن الصوت‪ ،‬وكان نبيكمى‬
‫أحسنهم وجهاً‪ ،‬وأحسنهم صوتاً"‬
‫فال ابن المنير ى رحمه الله ى تعليقا ً على قول النبي ‪ ‬كما‬
‫في صحيح مسلم‪:‬‬
‫" فإذا أنا بيوسف إذ هو قد أعطي شطر الحسن"‬
‫) فتح‬ ‫فالمراد أن يوسإف أعطيـ شطر الحسن الذي أوتيه نبينا ‪.‬‬
‫الباري‪(7/250:‬‬

‫‪2‬‬
‫ي )صلى الله‬‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫صف‬
‫فيوسإف ‪ ‬أوتي شطر الحسن‪ ،‬والنبيـ ‪ r‬أوتي الحسن كله‪ ،‬ومع ذلك لم يُو َ‬
‫النبي ‪‬بالجمال كما وصف يوسإف؛ لن الله تعالى كسا جمال النبي ‪ ‬بالهيبة‬
‫حد ّ النظر إليه‪.‬‬
‫والجلل‪ ،‬فل يستطيع أحد ٌ أن ي ُ ِ‬
‫فها هو عمرو بن العاص ‪ t‬يقول كما عند مسلم‪:‬‬
‫ّ‬
‫أجل في عيني منه‪ ،‬وما‬ ‫إلى من رسول الله‪ ،‬ول‬‫ّ‬ ‫" وما كان أحد أحب‬
‫كنت أطيق أن أمل عيني منه إجلل ً له‪ ،‬ولو سئلتى أن أصفه ما أطقت‪،‬‬
‫لني لم أكن أمل عيني منه"‬
‫وهذا عروة بن مسعود الثقفي الذي جاء ليفاوض النبي ‪r‬‬
‫في صلح الحديبية‪:‬ى‬
‫كان يصف أصحاب النبي ‪ ‬فيقول‪ " :‬إذا تكلموا خفضوا أصواتهم‬
‫عنده‪ ،‬وما يحدون إليه النظر تعظما ً له"‪.‬‬

‫‪U‬‬ ‫‪ ‬كان النبي ‪ r‬أشبه الناس بإبراهيم ‪‬‬


‫فقد أخرج المام مسلم من حديث جابر عن عبد الله قال‪ :‬أن‬
‫رسول الله ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ب من‬ ‫ض ْر ٌ‬
‫ى النبياءُ‪ ،‬فإذا موسى عليه السلم َ‬ ‫"عُرض عَل َ ّ‬
‫ة)‪ ،(1‬ورأيت عيسى ابن مريم ‪‬‬ ‫الرجال كأنه من رجال َ‬
‫شنُوءَ ٍ‬
‫)‪(2‬‬
‫رأيت به شبها ً عروة بن مسعود‬‫ُ‬ ‫فإذا أقرب من‬
‫رأيت به شبها ً صاحبكم ى يعنى‬ ‫ُ‬ ‫ورأيت إبراهيم ‪ ‬فإذا أقرب من‬
‫نفسه ى‬
‫حية)‪" (3‬‬ ‫رأيت به شبها ً ِد ْ‬
‫ُ‬ ‫ورأيت جبريل ‪ ‬فإذا أقرب من‬

‫ة وجهه ‪ ‬‬
‫‪ ‬صف ُ‬
‫كان رسولنا ‪ ‬أحسن وأجمل الناس وجها ً‪.‬‬
‫س طالعة‬ ‫لو رأيته رأيت الشم َ‬
‫س تجرى في وجهه‬ ‫ما ُرأى أحسن من رسإول الله ‪ ‬كأن الشم ُ‬
‫كان أحسن الناس وجها ً وأحسنه خلقاً‪ ،‬كان وجهة مثل القمر مستديرا ً‬
‫سإر اسإتنار وجهه كأنه قطعة قمر‪ ،‬لم يصفه واصف قط‪ ،‬إل شبهه ‪ ‬بالقمر‬ ‫كان إذا ُ‬
‫ليلة البدر‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪َ ( (1‬شنُ وءة‪ :‬قبيلة من اليمن ورجال‪،‬هذة القبيلة متوسطون بين الخفة والسمن‪،،‬والشنوءة في الصل التباعد‪.‬‬
‫‪ ((2‬عروة بن مسعود الثقفي‪ :‬وهو الذي أرسلته قريش للنبي ‪ ‬يوم الحديبية وقد أسلم سنة تسع من الهجرة‪ ،‬وهو أحد الرجلين اللذين قالت قريش فيهما‪:‬‬
‫عظِيم ٍ { ) الزخرف‪.( 31 ،‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ق ْريَتَي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ل ّ‬ ‫آن عَلَى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫هذَا ال ْ ُ‬
‫ق ْر ُ‬ ‫و َل ن ُّزلَ َ‬
‫قالُوا ل َ ْ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫‪ ((3‬دحية الكلبى ‪ ,‬الصحابي‪ ،‬شهد مع رسول ال ‪ ‬المشاهد بعد بدر وبايع تحت الشجرة‪،،‬وكان جبريل‪،‬يأتي للنبي ‪ ‬غالبا في صورته‪ .‬نزل الشام وبقى فيها واستوطن‬
‫الم ِّزة بجانبها حتى مات بزمن معاوية وكان رسول النبي ‪ ‬إلى هرقل فلقيه بحمص‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫أخرج الدارمي والبيهقي وغيرهما عن أبى عبيدةى قال‪:‬‬
‫وذ ى رضي الله عنها ى‪" :‬صفى لي رسول الله ‪‬‬
‫ع ّ‬
‫م َ‬
‫قلت للربيع بنت ُ‬
‫)حديث‬ ‫س طالعةٌ"‬
‫قالت‪ :‬لو رأيته لقلت‪ :‬الشم ُ‬
‫صحيح‪ ،‬وضعفه بعض أهل العلم(‬
‫ى الشمس‪ :‬أي في الشراق‪.‬ـ‬

‫وأخرج الترمذي عن أبى هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬


‫أحسن من رسول الله ‪ ‬كأن الشمس تجرى في‬ ‫َ‬ ‫ما رأيت شيئا ً‬
‫وجهه)‪ ،(1‬وما رأيت أحدا ً أسرع في مشيته من رسول الله ‪ ‬كأنما‬
‫مكترث)‪." (4‬‬
‫ٍ‬ ‫أنفسنَا)‪ ،(3‬وإنه لغير‬
‫َ‬ ‫هد‬ ‫وى له)‪ ،(2‬وإنا لَن ُ ْ‬
‫ج ِ‬ ‫ض تُطْ َ‬
‫الر ُ‬
‫وأخرج البخاري ومسلم عن البراء بن عازب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ه خَلْقا ً )‪ ،(5‬ليس‬
‫سن َ ُ‬ ‫جها ً وأ ْ‬
‫ح َ‬ ‫و ْ‬
‫الناس َ‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫أحس َ‬
‫َ‬ ‫"كان رسول الله ‪‬‬
‫بالطويل الذاهب ى وفي رواية‪ :‬ليس بالطويل البائن)‪ ،(6‬ول‬
‫بالقصير"‬
‫سئل‪:‬‬
‫وأخرج البخاري عن البراء ‪ ‬عندما ُ‬
‫أكان وجه رسول الله ‪ ‬مثل السيف‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ .‬بل مثل القمر"‪.‬‬
‫ى مثل السيف‪ :‬أي في الطول أو اللمعان‪.‬‬
‫قال أبو عبيد‪:‬‬
‫ولو لم يكن وجهه في غاية التدوير‪ ،‬بل كان فيه سإهولة‪ ،‬وهى أحلى عند العرب‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر ى رحمه الله ى كما في فتح الباري )‬
‫‪:(6/662‬‬
‫كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطول‪ ،‬فرد عليه البراءـ فقال‪" :‬بل مثل‬
‫القمر" أي في التدوير‪ ،‬ويحتمل أن يكون أرادـ مثل السيف في اللمعان والصقال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بل فوق ذلك‪ ،‬وعدل إلى القمر لجمعه الصفتين من التدوير واللمعان‪.‬‬
‫وأخرج البخاري عن عبد الله بن كعب قال‪ :‬سمعت كعب بن‬
‫مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال‪ :‬فلما سلمت على رسول‬
‫سر استنار‬
‫يبرق وجهة من السرور‪ ،‬وكان رسول الله ‪ ‬إذا ُ‬
‫ُ‬ ‫الله ‪ ‬وهو‬
‫وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه"‬

‫‪ ((1‬قال الحافظ ابن حجر‪ ،‬رحمه ال ‪ ،‬في الفتح )‪ :(6/662‬قال الطيبي‪ :‬شبه جريان الشمس في فلكها بجريان الحسن في وجهه ‪ ‬وفيه عكس التشبيه للمبالغة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ويحتمل أن يكون من باب تناهي التشبيه‪ ،‬جعل وجهه مقرا ومكانا للشمس‪.‬‬
‫‪ ((2‬الرض ُتطوى‪،‬له‪ :‬أي تقطع مسافتها بسهولة ويسر وسرعة‪ ) .‬النهاية لبن الثير‪.(3/146 :‬‬
‫‪ ( (3‬إنا لنُ ْج ِه د أنفسنا‪ :‬أي نحمل عليها في السير‪ ،‬يقال‪ :‬جهد الرجل في الشيء‪ :‬أي جد فيه وبالغ‪ ) .‬النهاية لبن الثير‪..(1/319:‬‬
‫‪ ((4‬وإنه لغير مكترث‪ :‬أي غير مبال‪.‬‬
‫وأح َس َن ُه َخلْقا‪ :‬ذكر النووي في شرحه لمسلم )‪ (15/192‬عن القاضي أنه قال‪ :‬ضبطناه َخ ْلقَا‪ :‬بفتح الخاء وإسكان اللم هنا؛ لن مراده صفات جسمه‪ ،‬قال‪ :‬أما في‬‫(( ْ‬
‫‪5‬‬

‫حديث أنس فرويناه بالضم) ُخلُق( لنه إنما أخبر عن حسن معاشرته‪ ،‬أما قوله‪ :‬وأحسنه‪ ،‬فقال أبو حاتم وغيره‪ :‬هكذا تقول العرب‪،،‬وأحسنه‪ :‬يريدون"وأحسنهم" ولكن‬
‫ل يتكلمون به‪.‬‬
‫‪ ((6‬ليس بالطويل البائن‪ :‬أي المفرط‪،‬الطول ‪ ،‬أي هو ما بين الطويل‪،‬والقصير ‪.،‬‬

‫‪4‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ى القمر‪ :‬أي في الملحة والجمال‪.‬‬

‫وعند مسلمى من حديث جابر بن سمرة ‪:t‬‬


‫هه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً"‪.‬‬
‫"كان وج ُ‬
‫قال الحافظ ابن حجر ى رحمه الله ى كما في فتح الباري )‬
‫‪:(6/662‬‬
‫ولما جرى التعارف في أن التشبيه بالشمس إنما يراد به غالبا ً الشراق‪،‬ـ والتشبيه‬
‫بالقمر إنما يراد به الملحة دون غيرهما‪ ،‬أتى بقوله‪" :‬وكان مستديراً" إشارة‬
‫إلى أنه أراد التشبيه بالصفتين معاً‪ :‬الحسن والسإتدارة‪.‬‬
‫وعند البخاري من حديث أبى هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ r‬ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعدهى مثله"‬
‫أخرج البيهقي في دلئل النبوة عن أبي هريرة ‪ ‬في وصفه‬
‫الرسول ‪ ‬قال‪:‬‬
‫خدّين‪،‬‬ ‫أس َ‬
‫يل ال َ‬ ‫"أحسن الصفة وأجملها كان ربعة إلى الطول أقرب‪ِ ،‬‬
‫أر قبله ول بعده مثله"‬ ‫جدُر‪ ،‬لم َ‬ ‫إذا ضحك كاد يتلل في ال ُ‬
‫ى أسيل الخدين‪ :‬أي قليل اللحم من غير نتوء‪ ،‬والسإالة في الخد هي‬
‫السإتطالة‪ ،‬وأن ل يكون مرتفعاً‪.‬‬
‫جدُر‪ :‬جمع جدار وهو الحائط‪ ،‬أي يشرق نوره عليها إشراقا ً كالشمس‪.‬‬ ‫ى ال ُ‬
‫وعند الترمذى من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ان وعليهى حلة حمراء‪ ،‬فجعلت أنظر‬ ‫حي َ ُ‬
‫ض ِ‬
‫"رأيت رسول الله ‪ ‬في ليلة إ ِ ْ‬
‫إلى رسول الله ‪ ‬والى القمر‪ ،‬فإذا هو عندي أحسن من القمر"‪.‬‬
‫حيَانة‪.‬‬
‫ض ِ‬
‫ان‪ ،‬و إ ْ‬
‫حي َ ُ‬
‫ض ِ‬
‫ان‪ :‬ليلة مضيئة مقمرة‪ ،‬ويقال‪ :‬ليلة إ ْ‬ ‫حي َ ُ‬
‫ض ِ‬
‫ِِى إ ْ‬
‫) النهاية لبن الثأير‪(3/78:‬‬

‫‪ ‬لىون وجىه الىنىبىي ‪ ‬‬


‫كان رسإول الله أبيض الوجه مستنير‬
‫مشْ َرب‪ :‬أي فيه ُ‬
‫حمرة‪ ،‬وهو أشرف اللوان‪.‬‬ ‫حمرة )مائل للحمرة(‪ ،‬أبيض ُ‬‫تعلوه ُ‬
‫ى والشراب‪ :‬خلط لون بلون كأن أحد اللونين سإقى بالخر‬

‫‪5‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫حمرة‪ ،‬وضئ الوجه‪.‬‬
‫سإود ول بالبيض الشديد‪ ،‬إنما بياض جميل تُخالطه ُ‬
‫ليس بال ّ‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫في صحيح مسلم من حديث أبى الطُفيل قال‪:‬‬
‫"رأيت النبي ‪ ‬وما على وجه الرض رجل رآه غيري‪ ،‬قال‪ :‬فقيل له‬
‫صداً"‪.‬‬ ‫ض مليحا ً ُ‬
‫مق ّ‬ ‫كيف رأيته‪ ،‬فقال‪ :‬أبي َ‬
‫)صحيح الجامع‪(4622:‬‬
‫صداً‪ :‬بالتشديد‪ ،‬أي مقتصداً‪ ،‬يعني ليس بجسيم ول نحيف‪ ،‬ول طويل ول‬
‫مق ّ‬‫ى ُ‬
‫قصير‪.‬‬
‫على ‪ ‬أنه قال في وصف‬
‫ّ‬ ‫أخرج البيهقي في الدلئل عن‬
‫النبي ‪:‬‬
‫ة‪ ،‬وكان أسود الحدقة‪ ،‬أهدب‬
‫م َر ٍ‬
‫ح ْ‬
‫هب ُ‬ ‫شربا ً بَيَا ُ‬
‫ض ُ‬ ‫م ّ‬
‫" كان أبيض‪ُ ،‬‬
‫الشفار"‪.‬‬
‫)الصحيحة‪)،(2052:‬صحيح الجامع‪(4621:‬‬
‫ة‪ :‬أي مخالط بياضه حمرة كأنه سإقي بها‪.‬‬
‫م َر ٍ‬
‫ح ْ‬
‫هب ُ‬ ‫شربا ً بَيَا ُ‬
‫ض ُ‬ ‫م ّ‬
‫ى ُ‬
‫أنه كان يصف النبي ‪‬‬ ‫وعند البخاري ومسلم من حديث أنس ‪‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫م"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ق ول آدَ َ‬‫ه َ‬
‫م َ‬
‫ضأ ْ‬‫اللون‪ ،‬ليس بأبي َ‬
‫ِ‬ ‫ه َر‬
‫"أز َ‬
‫ْ‬
‫مضيء‪ ،‬وأزهر اللون أي نيره‪ ،‬وهو‬ ‫مشرق ُ‬ ‫ى أزهر اللون‪ :‬كل لون أبيض صاف ُ‬
‫البيض المستنير‪ ،‬وهو أحسن اللوان‪.‬‬
‫ى أمهق‪ :‬الكريه البياض كلون الجص )من مواد البناء( والمراد‪ :‬أنه كان نير‬
‫البياض‪.‬‬
‫حمرة أو بصفرة‬ ‫مشَ ُ‬
‫رب ب ُ‬ ‫ى الدم‪ :‬السإمر الشديد‪ ..‬وأشرف اللوان البياض ال ُ‬
‫ذهبية‬
‫أخرج الدارمي عن ابن عُمر ى رضي الله عنهما ى قال‪:‬‬
‫"ما رأيت أشجع وأجود ول أضوأ من رسول الله ‪" ‬‬

‫أخرج البخاري‪:‬‬
‫ٌ‬
‫قحط‪ ،‬دعا لهم رسول الله قائل ً " اللهم‬ ‫أنه لما أصاب المسلمين‬
‫اسقنا " فنزل المطر‪.‬‬
‫فكان ابن عمر ينشد شعرا ً هو من كلم أبى طالب فيقول‪:‬‬
‫ة‬
‫صم ٌ‬
‫ثأِمال ُ اليتامى ع ْ‬
‫)‪(1‬‬
‫وأبيض يستسقى الغمام‬
‫)‪(2‬‬
‫للرامل‬ ‫بوجهه‬
‫أخرج الترمذي في الشمائل عن أبى هريرة ‪ ‬قال في وصف‬
‫النبي ‪:‬‬
‫والملْجأ وال ِغ َياث‪.‬‬
‫‪ ((2‬ثِمال‪ :‬ال ُمطعِم في الشدة‪َ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫(( عصمة‪ :‬مانع من ظلمهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ّ‬
‫الشعر"‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫ل‬ ‫غ من فضة‪َ ،‬ر ِ‬
‫صي َ‬
‫ض‪ ،‬كأنما ِ‬
‫"كان أبي َ‬
‫)صححه اللباني في مختصر الشمائل‪ ،‬وهو في صحيح الجامع‪،(4619:‬‬
‫والصحيحة‪(2052:‬‬
‫صيغَ‪ :‬خلق‪ ،‬وهي من الصوغ‪ ،‬يعني اليجاد‪ :‬أي الخلق‬
‫ى ِ‬
‫وكان ابن عباس ى رضي الله عنهما ى يقول‪":‬إن الحسنة لها نور‬
‫في الوجه"‬
‫فما بال وجه الحبيب‪ ،‬فكان وجهه مشرقا ً منيراً‪.‬‬

‫_ صفة شعر النبي ‪_ ‬‬


‫ل الشعر‪ ،‬ليس شديد الجعودة كشعر السودان‪ ،‬ول شديد السبوطة‬ ‫ج َ‬
‫كان َر ِ‬
‫)مسترسإل( كشعر الروما‪،‬‬
‫متكسر قليلً‪.‬‬‫مشط ُ‬ ‫م َ‬
‫بل كان فيه تثن وحجونة وهى كأنه ُ‬
‫يصل شعره إلى نصف أذنيه و أحيانا إلى شحمة أذنيه وأحيانا بين الذن والعاتق‬
‫وأحيانا إلى منكبيه‬
‫كان يسدل شعره في بداية المر ثم فرقه‪ ،‬و أحيانا ير سإله على هيئة غدائر‬
‫)ضفيرة( أربع‬
‫يخرج الذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفهما‪ ،‬ويخرج الذن اليسرى من بين‬
‫غديرتين يكتنفهما‪.‬‬
‫وكان شعره أسإود اللون‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫َ‬
‫القط ِ‬ ‫عد‬
‫ج ْ‬
‫بالسبِط ول ال َ‬
‫ّ‬ ‫ل الشعر‪ ،‬ليس‬ ‫ج َ‬
‫كان رسول الله ‪َ ‬ر ِ‬
‫ل‪ :‬بفتح فكسر‪ ،‬ومنهم من يسكن الجيم‪ :‬أي متسرح )ممشط(‬ ‫ج َ‬
‫ى َر ِ‬
‫ى السبط‪ :‬المسترسإل المنبسط‪.‬‬
‫ى الجعد‪ :‬بفتح وسإكون على الشهر‪ ،‬وهو خلف السبط‪ ،‬والقطط‪ :‬بفتحتين‬
‫على الشهر‪ ،‬ويجوز كسر ثانيه‪ :‬الشعر الذي فيه التواء وانقباض‪ ،‬أو هو شديد‬
‫الجعودة‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن قتادة قال‪:‬‬
‫" قلت لنس‪ :‬كيف كان شعر رسول الله ‪ ،‬قال‪ :‬لم يكن بالجعد ول‬
‫بالسبط‪ ،‬كان يبلغ شعره شحمة أذنيه"‬
‫أخرج مسلم والترمذي وأبو داود عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اف أذُنَي ْ ِ‬
‫ه"‪.‬‬ ‫ص ِ‬‫"كان شعر رسول الله ‪ ‬إلى أن ْ َ‬
‫وعند البخاري عن البراء بن عازب ‪:‬‬
‫مة‪،‬‬‫ج ّ‬‫م ْربُوعَاً‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪ ،‬عظيم ال ُ‬ ‫" كان رسول الله ‪َ ‬‬
‫متُه‬‫ج ّ‬‫متُه إلى شحمة أذنيه ى وفي رواية‪ :‬وكانتى ُ‬ ‫ج ّ‬
‫حمرة‪ُ ،‬‬ ‫تعلوه ُ‬
‫ن منه"‪.‬‬ ‫أحس َ‬
‫َ‬ ‫حلة حمراء‪ ،‬ما رأيت قط‬ ‫تضرب شحمة أذنيه ى‪ ،‬عليه ُ‬
‫ى شحمة أذنيه‪ :‬قال النووي ـ رحمه الله ـ‪ :‬شحمة الذن هو الليّن منها في‬
‫أسإفلها‪ ،‬وهو معلق القرط منها‪.‬‬
‫ى الحلة‪ :‬ثوبان‪ :‬إزار ورداء‪.‬ـ‬
‫وعند مسلم‪:‬ى "كان شعر رسول الله ‪ ‬بين أذنيه وعاتقه"‪.‬‬
‫ى عاتقه‪ :‬قال النووي ـ رحمه الله ـ‪ :‬العاتق ما بين المنكب والعنق‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫وعند ابن ماجة بلفظ‪:‬‬
‫"كان شعر رسول الله ‪ ‬بين أذنيه ومنكبيه"‪.‬‬
‫وعند الترمذي من حديث عائشة ى رضي الله عنها ى قالت‪:‬‬
‫"كنت اغتسل أنا ورسول الله ‪ ‬من إناء واحد‪ ،‬وكان له شعر فوق‬
‫جمة ودون الوفرة"‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫)صحيح الجامع‪(4617:‬‬
‫مة‪ :‬الشعر النازل إلى المنكبين‪.‬‬
‫ج ّ‬
‫ى ال ُ‬
‫ى الوفرة‪ :‬بالغ شحمة الذن‬
‫وفى الصحيحين عن أنس ‪:‬‬
‫إن رسول الله ‪ ‬كان يضرب شعره إلى منكبيه"‬
‫وعند مسلمى من حديث البراء بن عازب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ة في حلة حمراء أحسن من رسول الله ‪ ‬له شعر‬
‫م ٍ‬
‫" ما رأيت من ِذي ل ِ ّ‬
‫يضرب منكبيه"‬
‫قال العراقي ى رحمه الله ى‪:‬‬
‫وقد ورد في شعره ‪ ‬ثألثأة أوصاف‪) :‬جمة – ووفرة – ولمة(‬
‫ى الوفرة‪ :‬ما بلغ شحمة الذن‪.‬‬
‫ى اِللّمة‪ :‬ما نزل عن شحمة الذن‪ ،‬وألم بالمنكبين أي قاربهما‪.‬‬
‫ى الجمة‪ :‬ما نزل عن ذلك إلى المنكبين‪.‬‬
‫تـنـبـيـه‪:‬‬
‫ل منافاة بين هذه الوصاف‪ ،‬وقد جمع العلماء بين هذه الروايات بعدةى‬
‫أوجه منها‪-:‬‬
‫ما قاله القاضي عياض ى رحمه الله ى حيث قال‪:‬‬
‫" والجمع بين هذه الروايات‪ :‬أن ما يلي الذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه‪ ،‬وهو الذي‬
‫بين أذنيه وعاتقه‪ ،‬وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه‪.‬‬
‫وقال القاضي عياض أيضاً‪ :‬إن ذلك لختلف الوقات‪ ،‬فإذا غفل عن‬
‫تقصيرها ـ أي الجمة ـ بلغت المنكب‪ ،‬وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الذنين‪ ،‬فكان‬
‫يقصر ويطول بحسب ذلك‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ى رضي الله عنهما ى‪:‬‬
‫"أن رسول الله ‪ ‬كان يسدل شعره‪ ،‬وكان المشركون يفرقون‬
‫رءوسهم‪ ،‬وكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم‪ .‬وكان رسول الله‬
‫يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يُؤمر فيه بشيء‪ ،‬ثأم فرق رسول‬
‫الله ‪ ‬رأسه"‪.‬‬
‫ى يسدلون‪ :‬يرسإلون على الجبين‬
‫ى سدل الشعر‪ :‬إرسإاله )كما قال القاضي(‪ .‬فلما قضى على المشركين خالف‬
‫أهل الكتاب‪.‬‬
‫ى فرق رأسه‪ :‬أي ألقى الشعر إلى جانب رأسإه‪.‬‬
‫فــائـدة‪:‬‬
‫قال النووي ى رحمه الله ى‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫"الظاهر أن رسإول الله ‪ r‬رجع إلى فرق الشعر بوحي‪ ،‬لقوله‪ ":‬إنه كان‬
‫يوافق أهل الكتاب فيما لم يؤمر به"‪ ،‬وعلى هذا فيكون السدل منسوخا ً ول‬
‫يجوز فعله‪ ،‬ول اتخاذ الناصية والجمة‪ .‬ويحتمل أن رجوعه ‪ ‬إلى الفرق باجتهاد منه‬
‫بوحي‪ ،‬وعلى هذا يكون الفرق مستحباً‪ ،‬ولهذا اختلف‬
‫ٍ‬ ‫في مخالفة أهل الكتاب ل‬
‫السلف فيه‪ ،‬ففرق منهم جماعة‪ ،‬واتخذ اللمة آخرون‪.‬‬

‫وقد جاء في الحديث‪:‬‬


‫" أنه كان للنبي ‪ ‬لمة‪ ،‬فإن انفرقت فرقها وإل تركها"‪.‬‬
‫إلي‪ ،‬وقال النووي‪ :‬والحاصل أن‬ ‫ّ‬ ‫قال مالك‪ " :‬فرق الرجل‪ :‬أحب‬
‫الصحيح المختار‪:‬‬
‫) شرح النووي على‬ ‫جواز السدل والفرق‪ ،‬وأن الفرق أفضل ‪ .‬والله أعلم‪.‬ـ‬
‫صحيح مسلم)‪(15/90‬‬
‫بنت أبى طالب ى رضي‬ ‫)‪(1‬‬
‫وأخرج أبو داود وغيره عن أم هانيء‬
‫الله عنها ى قالت‪:‬‬
‫ة وله أربع ُغدائز‪،‬‬
‫قدم رسول الله ‪ ‬مكة قدم ً‬
‫وفى رواية عند الترمذي وأحمد‪ " :‬رأيت رسول الله ‪ ‬ذا ضفائر‬
‫أربع"‬
‫ى الغدائر‪ :‬جمع غديرة‪.‬‬
‫ى الضفائر‪ :‬جمع ضفيرة وكل من الضفيرة والغديرة بمعنى الذؤابة‪ ،‬وهى‬
‫الخصلة من الشعر إذا كانت مرسإلة‪ ،‬فإن كانت ملوية فعقيصة‪.‬‬
‫ى قدمة‪ :‬وقدما النبي ‪ ‬أربع مرات وهى ع ُمرة القضاء‪ ،‬وفتحـ مكة‪ ،‬والجعرانة‪،‬‬
‫وحجة الوداع‬
‫والمقصود هنا‪ :‬قدومه في فتح مكة‬
‫وعن أبى الطُفيل قال‪:‬‬
‫رأيت رسول الله ‪ ‬يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد‬
‫شعره‬
‫)قال الهيثمي‪:‬ى رجاله رجال الصحيح(‬

‫_ الشيب في شعر الرسولى‪ r‬وخضابه _‬


‫كان الشيب في رأس ولحية الرسإول قليل ً جداً‪.‬‬
‫حيث إنه مات‪ ،‬وليس في رأسإه ولحيته عشرون شعرة بيضاء )أي‪ :‬أقل من ذلك(‬
‫وكانت عند مفرق رأسإه وعند صدغيه وتحت شفته السفلى)العنفقة(‬
‫مار‬
‫ح َ‬
‫ويبلغ شعره البيض أربع عشرة شعرة بيضاء وكانت مخضوبة بال َ‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫أخرج المام أحمد عن ابن عُمر ى رضى الله عنهما ى قال‪:‬‬
‫)صحيح‬ ‫شيب رسول الله ‪ ‬نحوا ً من عشرين شعرةً بيضاءَ"‬
‫ُ‬ ‫"إنما كان‬
‫الجامع‪)،(4818:‬الصحيحة‪(2096 :‬‬
‫أخرج البخاري من حديث أنس ‪ ‬أنه قال في وصف النبي ‪:‬‬
‫على بن أبي طالب‪ ،‬ماتت‬
‫(( أم هانيء‪ :‬اسمها‪ :‬فاختة‪ ،‬وقيل‪ :‬عاتكة‪ ،‬وقيل‪ :‬هند‪ ،‬والول أشهر‪ ،‬أسلمت يوم فتح مكة‪ ،‬وخطبها النبي ‪ ‬فاعتذرت فعذرها‪ ،‬وهي شقيقة ّ‬
‫‪1‬‬

‫في خلفة معاوية‪..‬‬

‫‪9‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫قبض رسول الله وليس في رأسه ولحيتهى عشرون شعرةً بيضاءَ"‬ ‫ُ‬
‫فكلما أنس "ليس في رأسه ولحيتهى عشرون شعرة بيضاء"‪ :‬يدل على أنها‬
‫أقل من ذلك‪.‬‬
‫وهذا ما دل عليه ما أخرجه المام أحمد في مسنده عن أنس ‪‬‬
‫قال‪:‬‬
‫عع ْ‬
‫َش َرةَ شعرةً بيضاء"‪.‬‬ ‫أرب َ َ‬
‫عددت في رأس رسول الله ‪ ‬ولحيته إل ْ‬
‫ُ‬ ‫ما‬

‫وفي صحيح مسلم عن قتادة قال‪:‬‬


‫سا ً ‪ ،‬هل خضب النبي ‪‬؟ قال‪ :‬ل‪ .‬إنما كان شيء في‬ ‫َ‬
‫"سألت أن َ َ‬
‫صدْغيه"‪.‬ى‬
‫ُ‬
‫وفى رواية‪" :‬وفى الرأس نُبَذْ"‬
‫ى الصدغ‪ :‬وهو مابين العين والذن‪ ،‬ويسمى الشعر النابت على الصدغ صدغاً‪،‬‬
‫ى نُبَذْ‪ :‬شعرات متفرقة‪ ،‬وضبطت أيضا ً بفتح النون‪ ،‬وإسإكان الباء‪ ،‬وبه جزما‬
‫القاضي‪.‬‬
‫وفى صحيح البخاري عن أبى جحيفة ‪:‬‬
‫"رأيت بياضا ً تحت شفته السفلى" – العنفقة‬
‫ضا من حديث عبد الله بن بسر ‪:‬‬
‫وفى رواية عند البخاري أي ً‬
‫"كان في عنفقتهى شعرات بيض"‬
‫ى العنفقة‪ :‬الشعر الذي في الشفة السفلى‪ ،‬وقيل‪ :‬الشعر الذي بينها وبين‬
‫الذقن‪ ،‬وأصل العنفقة‪ :‬خفة الشيء وقلته‪.‬‬
‫قال الحافظ بن حجر ى رحمه الله ى‪:‬‬
‫ع ُرف من مجموع الروايات أن الذي شاب في عنفقته أكثر مما شاب في غيرها‪.‬‬
‫وقول أنس لما سإأله قتادة‪ :‬هل خضب؟ قال‪" :‬إنما كان شيء في‬
‫صدغيه"‪،‬‬
‫أراد أنه لم يكن في شعره ما يحتاج إلى الخضاب‪.‬‬
‫واختلف في عدد الشعرات التي شابت في رأسإه ‪ ‬ولحيته على النحو الذي مر في‬
‫مختلف الروايات السابقة‬
‫وقد جمع العلمة البلقينى بين هذه الروايات‪:‬‬
‫بأنها تدل على أن شعراته البيض لم تبلغ عشرين شعرة‬
‫والرواية الثانية‪ :‬توضح أنه ما دون العشرين‪ ،‬فقد كانت سإبع عشرة‪ ،‬فتكون‬
‫العشر في العنفقة‬
‫والزائد عليها يكون في بقية لحيته ‪ ،‬ذلك أن اللحية تشتمل العنفقة وغيرها‪.‬‬
‫وأما عن سإبب الشيب فقد أخبر النبي ‪:‬‬
‫فقد أخرج الترمذى من حديث ابن عباس ى رضي الله عنهما ى‬
‫قال‪:‬‬
‫شيّبتنيى هودٌ‪ ،‬والواقعة‪،‬‬ ‫شبت‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫قال أبو بكر‪ :‬يا رسول الله قد‬
‫والمرسلت‪ ،‬وعمى يتساءلون‪،‬‬
‫)صححه اللباني في صحيح الجامع‪:‬‬ ‫س كورت"‬‫وإذا الشم ُ‬
‫‪)،(3723‬الصحيحة‪(955:‬‬

‫‪10‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫وفى رواية عند الطبراني من حديث عقبة بن عامر ‪:‬‬
‫َواتُها"‪.‬‬ ‫َ‬
‫"قالوا يا رسول الله نراك قد شبت َ‪ ،‬قال‪ :‬قد شيبتنى هودٌ وأخ َ‬
‫)صحيح الجامع‪(3720:‬‬
‫أما خضاب النبي ‪:‬‬
‫حمرة‪ ،‬والخضاب‪ :‬ما يخضب به من حناء‪ ،‬وكَتَمٍ‪...‬‬
‫ى الخضب‪ :‬تلوين الشعر بال ُ‬
‫ونحوه‪.‬‬
‫نقل بعض الصحابة كأنس ‪ :‬أنه كان ل يختضب‪.‬‬
‫ونقل البعض الخر‪ :‬أنه اختضب‪ ،‬وكان الشيب لونه أحمر‪.‬‬
‫وقال البعض‪ :‬إن هذا كان بفعل الدهن الذي كان يدهنه رسإول الله ‪‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫أخرج البخاري ومسلم عن قتادة قال‪ :‬قلت لنس بن مالك ‪:‬‬
‫ب رسول الله ‪ ‬؟ قال‪ :‬لم يبلغ ذلك‪ ،‬إنما كان شيبا ً في‬ ‫ض َ‬‫خ ِ‬
‫هل َ‬
‫صدغيه"‬
‫ولكن أبو بكر ‪ ‬خضب بالحناء والكَتَم ِ‬
‫ى الصدغ‪ :‬هو مابين العين والذن‪ ،‬ويسمى الشعر الثابت على الصدغ‪ :‬صدغا ً‬
‫ى الحناء والكَتَمِ‪ :‬ورق يصبغ به‪.‬‬
‫والحناء‪ :‬تجعل الشعر أحمر‪ ،‬والكتم‪:‬ى يجعل الشعر أسإود مائل ً إلى ُ‬
‫حمرة‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى عن ثأابت قال‪:‬‬
‫سئل أنس بن مالك ‪ ‬عن خضاب رسول الله ‪ ‬؟ فقال‪ :‬لو شئت أن‬ ‫ُ‬
‫كن في رأسه لفعلت‪ ،‬وقال‪ :‬لم يختضب‪ ،‬وقد اختضب‬ ‫ّ‬ ‫مط َ ٍ‬
‫ات‬ ‫ش َ‬‫عدّ َ‬ ‫أ ُ‬
‫حتا‪ً.‬‬
‫أبو بكر بالحناء والكَتَمِ‪ ،‬واختضب عمر بالحناء ب َ ْ‬
‫مطَات‪ :‬الشمط‪ :‬هو الشيب يخالطه السواد‪ ،‬أو كما قال النووي‪ :‬هو ابتداء‬ ‫ش َ‬‫ى َ‬
‫الشيب‪.‬‬
‫حتاً‪ :‬أي خالصا لم يخلط بغيره‪.‬‬
‫ً‬ ‫ى بَ ْ‬
‫وأخرج المام مسلمى عن محمد بن سيرين قال‪:‬‬
‫" سألت أنس بن مالك‪ ،‬أخضب رسول الله ‪ ‬؟ قال‪ :‬إنه لم ير من‬
‫الشيب إل قليلً"ى‬
‫وعند الترمذي بسند فيه مقال)صححه بعض أهل العلم(‪:‬‬
‫سئل أبو هريرة‪ :‬هل خضب رسول الله ‪ ‬؟ قال‪ :‬نعم‬‫ُ‬
‫لكن يشهد له الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث عبد الله‬
‫هب قال‪:‬‬‫و َ‬
‫م ْ‬
‫بن َ‬
‫دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرا ً من شعر النبي مخضوباً‪.‬‬
‫هب قال‪:‬‬
‫و َ‬
‫م ْ‬
‫وعند البخاري من حديث عثمان بن عبد الله بن َ‬
‫أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ى وقبض إسرائيل )رجل‬
‫يقال له إسرائيل( ثألث أصابع من قصعة فيها شعر من شعر النبي ‪ ‬ى‬
‫وكان إذا أصاب النسان عين أو شيء بعث إليها مخضبةُ‪ ،‬فاطلعت في‬
‫حمرا ً‬
‫جل فرأيت شعرات ُ‬ ‫جل ْ ُ‬
‫ال ُ‬
‫ل من فضة ضخم فيه من شعر‬ ‫جل ْ ُ‬
‫ج ٌ‬ ‫وفى رواية‪" :‬كان عند أم سلمة ُ‬
‫ه فيه ثأم‬
‫ضت ُ ُ‬
‫خ ْ‬
‫ض َ‬
‫خ ْ‬ ‫مى بعث إليها َ‬
‫ف َ‬ ‫النبي‪ ،‬فكان إذا أصاب إنسانا ً ال ُ‬
‫ح ّ‬
‫‪11‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ينضحه الرجل على وجهه‪ ،‬قال‪ :‬بعثني أهلي إليها فأخرجته‪ ،‬فإذا هو‬
‫حمراء ى "‬
‫هكذا ى وأشار إسرائيل بثلث أصابع وكان فيه شعرات َ‬
‫وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عمر ى رضى الله عنهما ى‪:‬‬
‫س‬
‫بالو ْر ِ‬
‫َ‬ ‫ص ّ‬
‫ف ُر لحيته‬ ‫ة‪ ،‬وي ُ َ‬
‫السبْتِي ّ ِ‬
‫ّ‬ ‫"أن النبي ‪ ‬كان يلبس النعال‬
‫ان‪ ،‬وكان ابن عمر يفعل ذلك "‬ ‫والزع َ‬
‫ْف َر ِ‬ ‫ّ‬
‫سإبْتِيّة؛‬
‫سبْتِيّة‪ :‬جلود بقر مدبوغة بالقرظ‪ ،‬سإميت ّ‬ ‫السبْتِيّة‪ :‬قال ابن الثير‪ :‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ى‬
‫لن شعرها قد سإبت عليها وحلق‪ ،‬وقيل‪ :‬لنها انسبتت بالدباغ‪ ،‬أي‪ :‬لنت‪.‬‬
‫ى الورس‪ :‬نبات أصفر باليمن يُصبغ به‪.‬‬
‫ّ‬
‫ى الزعفران‪ :‬نبات زهره ُ أحمر إلى الصفرة‪ ،‬وهو من الطيب‪.‬‬
‫أخرج الترمذى من حديث الجهذمة امرأة بشير ابن الخصاصية‬
‫قالت‪:‬‬
‫أنا رأيت رسول الله ‪ ‬يخرج من بيته ينقض رأسه‪ ،‬وقد اغتسل‬
‫ع من حناءٍ‪،‬‬ ‫وبرأسه رد ٌ‬
‫غ ى‪ ،‬شك فى هذا الشيخ‪.‬‬ ‫ى أو قال‪َ :‬ردْ ٌ‬
‫الذي شك في أنه‪ :‬ردع ٌ أو َردْغ ٌ هو شيخ الترمذي )إبراهيم بن هارون(‪.‬‬
‫‪ ‬الجهذمة‪ :‬هي صحابية غيّر النبي اسإمها‪ ،‬فسماها ليلى‪.‬‬
‫‪ ‬الخصاصية‪ :‬هي اسإم أمة‪ ،‬وهى منسوبة إلى خصاصة بن عمرو بن كعب‪.‬‬
‫‪ ‬الردع‪ :‬هو الصبغ من الزعفران أو الروس‪ ،‬أو هو أثر الصبغ على الجسم‬
‫وغيره‪.‬‬
‫‪ ‬الردغ‪ :‬لطخات غليظة من الصبغ في رأسإه من الحناء أو الزعفران أو‬
‫غيره‪.‬‬
‫والصواب والله أعلم )الردع(‬
‫سئل عن‬
‫وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬أنه ُ‬
‫شيب رسول الله ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫ن ُرئي منه شيء"‪.‬‬ ‫ه ْ‬‫ن رأسه لم ي ُ َر منه شيباً‪ ،‬وإذا لم يَدْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫"كان إذا دَ َ‬
‫ه ولحيته‪،‬‬
‫رأس ِ‬
‫ِ‬ ‫مقدم‬
‫ُ‬ ‫م َ‬
‫ط‬ ‫وفي رواية‪ " :‬كان رسول الله ‪ ‬قد َ‬
‫ش ِ‬
‫ن"‬ ‫ْ‬ ‫ش َ‬‫م َ‬
‫ه تَبَي ّ َ‬
‫س ُ‬ ‫ث رأ ُ‬ ‫ع َ‬
‫ط‪ ،‬لم يتبين‪ ،‬وإذا ش ِ‬ ‫نو َ‬
‫ه َ‬ ‫وكان إذا ادّ َ‬
‫ى الشمط‪ :‬هو ابتداء الشيب‪ ،‬أو هو الشيب يخالطه السواد‪.‬‬
‫ى إذا شعث‪ :‬قال ابن الثير‪ :‬الشعث‪ :‬بُعْد ُ العهد بالغسل وتسريح الشعر‪.‬‬
‫وفى رواية للمام أحمد عن جابر بن سمرة ‪ ‬أنه قيل له‪:‬‬
‫"أكان في رأس رسول الله ‪ ‬شيبا ٌ ؟ قال‪ :‬لم يكن في رأس رسول‬
‫شيب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الله ‪‬‬
‫ن"‬
‫ه ُ‬
‫ن الدّ ْ‬
‫ه ّ‬
‫ارا ُ‬
‫و َ‬‫ن َ‬
‫ه َ‬ ‫م ْ‬
‫ف َرق رأسه إذا أد َ‬ ‫شعرات في ِ‬
‫ٍ‬ ‫إل‬
‫لىون المىشىيىىب‪:‬‬
‫أخرج أبو داود والبيهقي في دلئل النبوة‪ ،‬واللفظ له عن إِيَاد بن‬
‫أبي رمثة‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ ":‬انطلقت مع أبي نحو رسول الله‬
‫‪ ،‬فلما رأيته قال لي‪ :‬هل تدري من هذا؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إن هذا‬
‫ررت حين قال ذلك‪ ،‬وكنتى أظن رسول الله ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫رسول الله ‪ ‬فاقش ْ‬
‫ع من حناء‪ ،‬وعليهى‬
‫ة‪ ،‬بها َردَ ٌ‬ ‫و ْ‬
‫ف َر ٍ‬ ‫شيئا ً ل يشبه الناس‪ ،‬فإذا هو ب َ َ‬
‫ش ٌر ذو َ‬
‫بردان أخضران"‬

‫‪12‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ة‪ :‬شعر الرأس إذا كان إلى شحمة الذن‪.‬‬ ‫و ْ‬
‫ف َر ٍ‬ ‫ى ذو َ‬
‫أخرج الترمذي عن أبى رمثة التيمى ى تميم الرباب ى قال‪:‬‬
‫فقلت لما رأيته‪ :‬هذا نبى‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ريت ُ ُ‬
‫النبي ‪ ‬ومعي ابن لي‪ ،‬قال‪ :‬فأ ِ‬‫ّ‬ ‫أتيت‬
‫الله ‪ ‬وعليهى ثأوبان‬
‫شعر قد علهى الشيب و شيبه‬
‫ٌ‬ ‫ى وفى رواية‪ :‬بردان ى أخضران وله‬
‫أحمر‬
‫ى بردان‪ :‬تثنية برد‪ ،‬ثوب مخطط‪.‬‬
‫ى أبو رمثة‪ :‬اسإمه رفاعة بن يثربي التيمي‪.‬‬
‫وفى رواية الترمذى أيضا ً عن أبى رمثة أيضا ً قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬أشهدُ به‬ ‫ْ‬ ‫أتيت النبي ّ ‪ ‬مع ابن لي‪ ،‬فقال‪ :‬ابنك هذا ؟ فقلت ُ‪:‬‬‫ُ‬
‫م َر‬
‫ح َ‬
‫الشيب أ ْ‬
‫َ‬ ‫ورأيت‬
‫ُ‬ ‫جنى عليه‪ .‬قال‪:‬‬
‫جنى عليك ول ت َ ْ‬
‫قال‪ :‬ل ي َ ْ‬
‫ول َ‬‫وروى هذا الحديث أبو داود وفيها زيادة‪ :‬وقرأ النبي ‪َ } :‬‬
‫ْرى {‬ ‫ُ‬
‫)النعام‪(164 :‬‬
‫و ْز َر أخ َ‬
‫از َرةٌ ِ‬
‫و ِ‬‫ز ُر َ‬
‫تَ ِ‬
‫ى ل يجنى عليك ول تجنى عليه‪ :‬أي‪ :‬ل يؤخذ هذا بذنبك ول تؤخذ أنت‬
‫بذنبه‪.‬‬
‫أخرج البخاري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال‪:‬‬
‫م ّر من‬ ‫" فرأيت شعرا ً من شعره فإذا هو أحمر‪ ،‬فسألت فقيل‪ :‬ا ْ‬
‫ح َ‬
‫الطّيب"‬
‫قال النووي ى رحمه الله ى‪:‬‬
‫والمختار‪ :‬أنه ‪ ‬خضب في وقت دل عليه حديث ابن عمر فى الصحيحين وتركه‬
‫فى معظم الوقات فأخبر كل بما رأى وهو صادق‪.‬‬
‫قال ابن كثير في شمائله صى ‪:42‬‬
‫ونَفْي أنس للخضاب معارض بما تقدما عن غيره بإثبات الخضاب‪ ،‬والقاعدة تقول‪:‬‬
‫الثبات مقدما على النفي‪ ،‬والمثبت مقدما على النافي؛ لن معه زيادة علم ليست‬
‫مع النافي‪.‬‬

‫قال القاضي ى رحمه الله ى كما نقل ذلك النووي في شرحه‬


‫لصحيح مسلم) ‪:(15/138‬‬
‫اختلفى العلماء هل خضب النبي ‪ ‬أم ل ؟‬
‫فمنعه الكثرون بحديث أنس‪ ،‬وهو مذهب مالك‪ ،‬وقال بعض المحدثين‪ :‬خضب‬
‫النبي لحديث أما سإلمة‪ ،‬ولحديث ابن عمر أنه رأى النبي يصبغ بالصفرة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وجمع بعضهم بين الحاديث بما أشار إليه في حديث أما سإلمة من كلما أنس في‬
‫قوله‪ ،‬فقال‪ :‬ما أدرى في هذا الذي يحدثون إل أن يكون شيء من الطيب الذي‬
‫كان يطيب به شعره؛ لنه ‪ ‬كان يستعمل الطيب كثيراً‪ ،‬وهو يزيل سإواد الشعر‬
‫فأشار أنس إلي أن تغيير ذلك ليس بصبغ وإنما هو يضعف لون سإواده بسبب‬
‫الطيب‪.‬‬
‫قال‪ :‬ويحتمل أن تلك الشعرات تغيرت بعده؛ لكثرة تطييب أما سإلمة لها‬
‫إكراماً‪ .....‬انتهى‬

‫‪13‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫والمختار‪ :‬أنه صبغ في وقت وتركه في معظم الوقات فأخبر كل بما رأى وهو‬
‫صادق‪.‬‬
‫وهذا التأويل كالمتعين‪ ،‬فحديث ابن عمر في الصحيحين ول يمكن تركه ول تأويل‬
‫له‪ ...‬والله أعلم‪.‬‬

‫_صفة ترجل النبي ‪_ ‬‬


‫كان النبي يرجل شعره ويمشطه‪ ،‬بل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تفعل ذلك‪.‬‬
‫وكان يرجله ويمشطه‪ ،‬ويبدأ بالشق اليمن‪.‬‬
‫ومع اهتمامه بشعره ودهانه‪ ،‬ل يرجله إل ِغـباً‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة ى رضي الله عنها ى‬
‫قالت‪:‬‬
‫ل رأس رسول الله ‪ ‬وأنا حائض"‬ ‫ج ُ‬ ‫ُ‬
‫"كنت أ َر ّ‬
‫ترجيل الشعر‪ :‬أي تسريحه‬
‫‪2‬ى وعند البخاري ومسلم من حديث عائشة ‪ -‬رضي الله عنها‪-‬‬
‫قالت‪:‬‬
‫جلِه‬
‫ه إذا تطهر‪ ،‬وفى ت َ َر ّ‬ ‫ور ِ‬
‫ه ِ‬‫ليحب التيمن في طَ ُ‬‫ّ‬ ‫إن كان رسول الله ‪‬‬
‫َ‬
‫انتعل"‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫ل‪ ،‬وفى انتعاله إذا‬ ‫إذا ت َ َر ّ‬
‫ى طُهوره‪ :‬بضم الطاء هو الفعل‪ ،‬و بفتحها ما يتطهر به‪.‬‬
‫ى وفي ترجله‪ :‬أي يحب في تمشطه أن يبدأ بالجهة اليمنى من رأسإه‪.‬‬
‫ى وفى انتعاله‪ :‬أي ويحب التيمن بالنتعال‪.‬‬
‫‪3‬ى وأخرج أبو داود وغيره وصححه اللباني عن عبد الله بن‬
‫مغ ّ‬
‫َفل قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫غىباً"‪.‬‬
‫جل إل ِ‬ ‫"نهى رسول الله ‪ ‬عن التر ّ‬
‫ى الترجل‪ :‬تسريح الشعر وتنظيفه‪.‬‬
‫ى غباً‪ :‬هو أن يفعل يوماً‪ ،‬ويترك يوما‪ ،‬قال السندي‪ :‬والمراد هو كراهية المداومة‬
‫ً‬
‫عليه‪ ،‬وخصوصية الفعل يوما ً والترك يوما ً غير مراد‪.‬‬
‫_ صفة جبهة وحواجب النبي ‪_ ‬‬
‫واسإع الجبين‪ ،‬والحاجب مقوس مع طول في طرفه وامتداد‪ ،‬والحاجبان غير‬
‫مقترنين‪.‬‬
‫الدلـيل‪:‬‬
‫ما أخرجه البيهقي فى دلئل النبوة عن أبى هريرة ‪ ‬في‬
‫وصف رسول الله ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ض الجبين‪ ،‬أهدب الشفار"‬
‫" كان مفا ّ‬
‫)قال ابن كثير والحافظ ابن حجر‪ :‬إسناده قوي‪ ،‬لكن ضعفه‬
‫بعض أهل العلم(‬
‫على‬
‫ّ‬ ‫وأخرج البيهقي أيضا ً في دلئل النبوة عن الحسن بن‬
‫ه قال‪:‬‬
‫عن خال ِ‬
‫" كان رسول الله ‪ ‬واسع الجبين‪ ،‬أزج الحاجب سوابغ في غير قرن‬
‫ع ْرنين له نور يعلوهى يحسبه من لم‬ ‫بينهما‪ ،‬عرق يدره الغضب أ ْ‬
‫قنَي ال ِ‬
‫مفلج السنان"‪.‬‬ ‫أشم‪ ،‬سهل الخدين‪ ،‬ضليع الفم أشنب‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتأمله‬

‫‪14‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ى الزجج‪ :‬تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد)قاله في النهاية(‬
‫محاذاة آخر العين مع‬ ‫قال غيره‪ :‬الزجج‪ :‬دقة الحاجبين وسإبوغهما إلي ُ‬
‫تقوس‪.‬‬
‫ى سوابغ‪ :‬أي الحواجب تامة طويلة )كوامل( أي أنها دقت في حال سإبوغها‬
‫ى في غير قرن‪ :‬غير متصلين‬
‫ى يدره الغضب‪ :‬أي يحركه ويظهره وكان ‪ ‬إذا غضب امتل ذلك العرق دماً‪ ،‬كما‬
‫يمتلئ الضرع لبنا ً إذا ّ‬
‫أدر فيظهر ويرتفع‪.‬‬
‫تنبـيـه‪:‬‬
‫ففي هذا الحديث أنه ‪ ‬لم يكن أقرن‪ ،‬أي‪ :‬غير متصل الحاجبين‬
‫وكان أبلج بينهما‪ ،‬أي‪ :‬نقية من الشعر‪.‬‬
‫ولكن لعل قائل يقول‪:‬‬
‫عبد ى سيأتي ى وفيه أنها وصفت النبي ‪:‬‬ ‫هذا يتعارض من حديث أم م ْ‬
‫"إنه أزج أقرن"‪ .‬أي مقرون الحاجبين‪.‬‬
‫والجمع بينهما‪ :‬بأنه يحسب ما كان يبدو للناظر من بُعد أو بغير تأمل‪ ،‬أنه أزج‬
‫أقرن‪.‬‬
‫وأما القريب المتأمل فيبصر بين حاجبيه فاصل دقيقا‪ً.‬‬
‫فهو أبلج في الواقع‪ ،‬أقرن بحسب ما يبدو للناظر إذا كان بعيدا ً أو من‬
‫مل‪.‬‬‫غير تأ ُ‬

‫_ صفة عين رسول الله ‪ ‬وأشفاره )الرموش(‬


‫_‬
‫كان أدعجـ العينين‪ ،‬والدعج‪ :‬شدة سإواد العينين مع سإعتهما‪.‬‬
‫مرة في بياض العينين‪.‬‬ ‫ح ْ‬
‫وكان أشكل العينين‪ ،‬يعني هناك ُ‬
‫وقيل معناه‪ :‬طويل شق العين‪ ،‬والولـ أظهر‬
‫أهدب الشفار‪ :‬طويل الشفار )الرموش(‬
‫وقيل‪ :‬أكحل العينين‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى أخرج مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ين‬
‫قب ِ ْ‬
‫ع ِ‬
‫س ال َ‬
‫ل العينين‪ ،‬منهو َ‬ ‫أشك َ َ‬ ‫كان رسول الله ‪ ‬ضليع الفم ْ‬
‫مدَح بهذا‪ ،‬وَتُذ َما بصغر الفم‪.‬‬‫ى ضليع الفم‪ :‬عظيم الفم‪ ،‬والعرب ت ُ ْ‬
‫ى أشكل العينين‪ :‬قيل‪ :‬طويل شق العين وهذا خطأ‪ .‬والصحيح كما قال‬
‫القاضي وفسرها العلماء‪:‬‬
‫حمرة في بياض العينين وهو محمود‪.‬‬ ‫إنها ُ‬
‫ى منهوس العقبين‪ :‬قليل لحم العقب‪.‬‬
‫‪2‬ى وفى دلئل النبوة للبيهقى عن محمد بن على عن أبيه‬
‫قال‪:‬‬
‫م ْ‬
‫ش َرب العين بحمرة‪.‬‬ ‫الش َ‬
‫فار ُ‬ ‫ْ‬ ‫كان رسول الله ‪ ‬عظيم العينين أهدب‬

‫‪15‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫على ‪ ‬أنه قيل له‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪3‬ى وعند البيهقي في الدلئل عن‬
‫ة‪ ،‬وكان‬
‫م َر ٍ‬
‫ح ْ‬
‫هب ُ‬ ‫"انعت لنا رسول الله ‪ r‬فقال‪ :‬كان أبيض‪ ،‬مشربا ً بَيَا ُ‬
‫ض ُ‬
‫أسود الحدقة‪ ،‬أهدب الشفار"‪.‬‬
‫ى الحدقة‪ :‬هي السواد المستدير وسإط العين‪.‬‬
‫ى أهدب الشفار‪ :‬أي طويل الشفار‪ ،‬وهو الذي شعر أجفانه كثير مستطيل‪،‬‬
‫وأشفار العين‪ :‬هي منابت الشعر المحيط بالعين‪.‬‬
‫على ‪ ‬أنه كان إذا نعت النبي‬
‫ّ‬ ‫‪4‬ى وعند البيهقي في الدلئل عن‬
‫‪ r‬قال‪:‬‬
‫مرةً‪ ،‬أدعج العينين‪ ،‬أهدب‬ ‫ش َربا ً ُ‬
‫ح ْ‬ ‫م ْ‬
‫"كان في الوجه تدوير أبيض اللون ُ‬
‫الشفار"‬
‫ى أدعج العينين‪ :‬الشديد سإواد العينين‪.‬‬

‫وكان جابر بن سمرة ‪ ‬يقول‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أكحل العينين‪ ،‬وليس بأكحل"‪.‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫خلقَ ً‬‫ى أكحل العينين‪:‬ى الكحل بفتحتين‪ ،‬وهو سإواد يكون في مغارز الجفان ِ‬
‫وعند الترمذي‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ل يضحك إل تبسماً‪ ،‬وكنت إذا نظرت إليه‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أكحل العينين‪ ،‬وليس بأكحل‪.‬‬
‫الفارسي في رؤيته المنامية‬
‫ّ‬ ‫وأخرج المام أحمد عن يزيد‬
‫لرسول الله ‪ ‬والتي قصها على ابن عباس ى رضي الله عنهما ى‬
‫وأقره عليها‪ ،‬جاء في الوصف‪:‬‬
‫ّ‬
‫ضحك‪ ،‬أكحل العينين‪ ،‬جميل دوائر الوجه"‪.‬‬
‫ن الم ْ‬
‫س َ‬ ‫" رأيت رجل ً ‪َ ...‬‬
‫ح َ‬
‫) قال الحافظ ابن حجر‪ :‬سنده حسن(‬

‫_ صىفىة أنف النبي ‪_ r‬‬


‫كان طويل قصبة النف‪) ،‬وكانت مرتفعة في اسإتواء(ـ‬
‫فكان طويل النف مع دقة أرنبته‪ ،‬وحدب في وسإطه مع اسإتواء فيه دون ارتفاع‪،‬‬
‫فليس بأفطس ول بأشم )مرتفع(‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫على عن خاله‬
‫ّ‬ ‫ففي دلئل النبوة للبيهقى عن الحسن بن‬
‫قال‪:‬‬
‫عرنين"‬ ‫"كان أقنى ال ِ‬
‫وهما بمعنى واحد ‪.‬‬ ‫وفى رواية‪" :‬أقنى النف"‬
‫ى القنى‪ :‬طول النف‪ ،‬ودقة أرنبته‪ ،‬وحدب في وسإطه‪ ،‬فليس بأفطس ول‬
‫بأشم‪.‬‬
‫ى الشمم‪ :‬ارتفاعـ قصبة النف في اسإتواء‪ ،‬فهو مرتفع من الوسإط في اسإتواء‪،‬‬
‫يحسبه من لم يتأمله أشم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬

‫_ وصىف فىمىه ‪_ ‬‬


‫ضليع الفم )كان عظيم الفم(‪ ،‬وقيل‪ :‬هذا كناية عن فصاحته وتماما بلغته‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬معنى ضليع الفم‪ ،‬أي عظيم السإنان شديدها‪.‬‬
‫والعرب تحمد عظيم الفم‪ ،‬وتذما صغيره‪.‬‬
‫الدليل‪:‬‬
‫ففي صحيح مسلمى من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ضليع الفم"‪.‬‬
‫_ وصىف أسنىانه ‪_ ‬‬
‫مفلج السإنان‪ ،‬أي‪ :‬أن هناك فرق في الثنايا‪ .‬وهو خلف )متراصـ السإنان(‬ ‫كان ُ‬
‫والمراد بها السإنان العليا دون السفلى؛ لن المدح خاص بفلج العليا‬
‫الدليل‪:‬‬
‫على عن خاله قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ففي شمائل الترمذى عن الحسن بن‬
‫مفلج السنان"‪.‬‬
‫"كان ضليع الفم أشنب ُ‬
‫أخرج البيهقي في دلئل النبوة‪،‬ى والبذار عن أبي هريرة ‪‬‬
‫في صفة رسول الله ‪:‬‬
‫ن الثّغ ِ‬
‫ْر"‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫" كان رسول الله ‪َ ‬‬
‫ى الثّغْر‪ :‬قال ابن منظور‪ :‬الثغر‪ :‬الفم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اسإم السإنان كلها ما دامت في‬
‫منابتها‪ ،‬قبل أن تسقط‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مقدما السإنان‪.‬‬

‫_ صفة رأس الرسولى ولحيته _ ‪‬‬


‫كان ضخم الرأس كث اللحية وكانت تمل صدره‬
‫إذا تكلم في نفسه ع ُرف من خلفه هذا وذلك باضطراب لحيته؛ وذلك لضخامتها‪.‬‬
‫وكانت لحيته سإوداء‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫على بن أبى طالب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪1‬ى فقد أخرج الترمذي من حديث‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ضخم الرأس واللحية"ى‬
‫على‬
‫ّ‬ ‫‪2‬ى في دلئل البيهقى عن نافع بن جبير قال وصف لنا‬
‫‪‬النبي ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫) صحيح الجامع‪:‬‬ ‫"كان ضخم الهامة‪ ،‬عظيم اللحية "‬
‫‪) ،(4820‬الصحيحة‪(2052:‬‬
‫ى الهامة‪ :‬الرأس‪ ،‬والجمع‪ :‬هاما‪.‬‬
‫‪3‬ى وفى الدلئل كذلك أن أبى هريرة ‪ ‬وصف رسول الله ‪‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫ن الثغر"‪.‬‬
‫س َ‬
‫ح َ‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬أسود اللحية َ‬

‫‪17‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫على ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪4‬ى وعند النسائي عن‬
‫"كان رسول الله ‪ r‬كث اللحية"‪.‬‬
‫ى كث اللحية‪ :‬أرادـ كثرة أصولها وشعرها‪ ،‬وأنها ليست بدقيقة‪ ،‬وفيها كثافة‪.‬‬
‫‪5‬ى وعند مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬كثير شعر اللحية"ى‬
‫الفارسي‬
‫ّ‬ ‫‪6‬ى وفي الحديث الذي أخرجه المام أحمد عن يزيد‬
‫في رؤيته المنامية لرسول الله ‪ ‬والتي قصها على ابن عباس‬
‫وأقره عليها‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ى رضي الله عنهما ى‬
‫ضحك‪ ،‬جميل دوائر الوجه‪ ،‬قد ملت لحيته من‬ ‫ن الم ْ‬
‫س َ‬ ‫" رأيت رجل ً َ‬
‫ح َ‬
‫ح َرهُ"‪.‬‬
‫هذه إلى هذه‪ ،‬حتى كادت تمل ن َ ْ‬
‫معمر قال‪ :‬قلت لخباب بن‬
‫ٍ‬ ‫‪7‬ى وأخرج البخاري عن أبي‬
‫الرت‪:‬‬
‫" أكان النبي ‪ ‬يقرأ في الظهر والعصر؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬بأي‬
‫شيء كنتم تعلمون قراءته؟‬
‫قال‪ :‬باضطراب لحيته"‪.‬‬
‫_ صفة عنق النبي _ ‪r‬‬
‫كان عنقه كإبريق فضة من شدة البياض‪.‬‬
‫الدليل‪:‬‬
‫فقد جاء في كتاب "أوصاف النبي" للسيوطي‪:‬‬
‫قه جيدُ دُمية"‬‫عن ُ َ‬
‫كأن ُ‬
‫ى جيد‪ :‬العنق‪.‬‬
‫ى دمية‪:‬ى الصورة من العاج‪.‬‬

‫_ صفة الذراعين والمنكبين للرسول ‪r‬والمسافة‬


‫بينهما _‬
‫كان عظيمـ المنكبين‪ ،‬أي عريض أعلىـ الظهر‪ ،‬وكان منكبيه كأنهما سإبيكة فضة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لذراعيه‪ ،‬فقد كان عريض الذراعين‪ ،‬وكان فيهما طول‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث البراء بن عازب ‪‬‬
‫قال‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫كان رسول الله ‪ ‬مربوعا ً عريض ما بين المنكبين‪ ،‬أعظم الناس‪،‬‬
‫ه إلي أذنيه‪ ،‬عليه حلة حمراء‪ ،‬ما رأيت شيئا ً‬
‫وأحسن الناس‪ ،‬جمت ُ ُ‬
‫قط أحسن منه"‬
‫‪2‬ى وأخرج البيهقي عن أبي هريرة ‪ t‬قال‪:‬‬
‫ح الذراعين‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪ ،‬أهدب أشفار‬ ‫"كان رسول الله ‪َ ‬‬
‫شب ْ َ‬
‫العينين" )صحيح الجامع‪(4816:‬‬
‫شبْح الذراعين‪ :‬قال ابن الثير ـ رحمه الله ـ‪ :‬أي طويلهما‪ ،‬وقيل‪ :‬عريضهما‪،‬‬ ‫ى َ‬
‫والشبح بسكون الباء‪.‬‬
‫‪3‬ى أخرج البيهقي بسند حسن عن أبي هريرة ‪ ‬أنه قال في‬
‫وصف النبي ‪:‬‬
‫"كان أحسن الناس‪َ ...‬ربْعةً‪ ،‬إلى الطول ما هو‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪،‬‬
‫ل العينين‪ ،‬أهدب الشفار‪ ،‬إذا‬‫ح َ‬
‫أسيل الخدّين‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬أك َ‬
‫وطئ بقدمه وطئ بكلها‪ ،‬ليس له أخمص‪ ،‬إذا وضع رداءه عن منكبيه‬
‫)صحيح الجامع‪:‬‬ ‫فكأنه سبيكة فضة"‬
‫‪(4633‬‬

‫_ صفة ظهره _ ‪r‬‬


‫كان ظهره أبيض كأنه سإبيكة من فضة‪.‬‬
‫الدليل‪:‬‬
‫فقد أخرج المام أحمد والبيهقي عن محرش الك َ ْ‬
‫عبِي قال‪:‬‬
‫كبائت‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ع َرانَة ليل ً فاعتمر‪ ،‬ثأم رجع فأصبح بها‬
‫الج ْ‬
‫ِ‬ ‫"أن النبي ‪ ‬خرج من‬
‫فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة"‪.‬‬
‫ورواه النسائي بلفظ‪:‬‬
‫ع َرانَة ليل ً كأنه سبيكة فضة‪ ،‬فاعتمر‪ ،‬ثأم‬‫الج ْ‬
‫ِ‬ ‫" أن النبي ‪ ‬خرج من‬
‫كبائت"‬
‫ٍ‬ ‫أصبح بها‬
‫ى سبيكة فضة‪ :‬سإبك الذهب والفضة‪ ،‬بمعنى ذوبه وإفراغه في قالب‪.‬‬
‫ى السبيكة‪ :‬القطعة المذوبة منه‪ ،‬والمراد تشبيهه ‪ ‬بالقطعة من الفضة‪ :‬أي في‬
‫البياض والصفاء‪ .‬كما جاء في رواية النسائي السابقة‪ ،‬أو تشبيه ظهره بذلك كما‬
‫جاء في بعض الروايات‪.‬‬
‫_ صفة خىاتم الىنىبىوة _‬
‫كان خاتم النبوة شيئا ً بارزا ً أحمرا ً عند كتفه اليسر‪ ،‬حجمه كبيضة الحمامة‪ ،‬وكان‬
‫بين كتفه عند نا ِغض كتفه اليسرى‪.‬‬
‫ى والناغض‪ :‬أعلى الكتف‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العظم الرقيقـ الذي على طرفه‪ ،‬وقيل‪ :‬ما‬
‫يظهر عند التحرك‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى أخرج البخاري من حديث السائب بن يزيد ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ابن أختي‬
‫َ‬ ‫بت بي خالتي إلي النبي ‪ ‬فقالت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إن‬
‫ه ْ‬ ‫ذَ َ‬
‫ع‪ .‬فمسح ‪ ‬رأسي ودعا لي بالبركة‪ ،‬وتوضأ فشربت من وضوئه‪،‬‬ ‫ج ٌ‬
‫و ِ‬‫َ‬

‫‪19‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ز ّر‬
‫فنظرت إلي الخاتم بين كتفيه‪ ،‬فإذا هو مثل ِ‬
‫ُ‬ ‫ه‪،‬‬
‫ر ِ‬ ‫خلف ظَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫َ‬ ‫وقمت‬
‫جل َ َ‬
‫ة "‪.‬‬ ‫ح َ‬
‫ال َ‬
‫ع‪ :‬مريض‪.‬‬‫ج ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫ى َ‬
‫زر الحجلة‪ :‬هو بيض الطائر المعروف‪.‬‬ ‫ى ِ‬
‫‪2‬ى وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله ‪ ‬غدةًى حمراء مثل بيضة الحمامة"‬ ‫ُ‬
‫ى الغدة‪ :‬قطعة اللحم‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه‬
‫جسده"‬
‫والتشبيه ببيضة الحمامة قد يكون في المقدار‪ ،‬أو في الصورة واللون‪.‬‬
‫‪3‬ى وفى مسند المام أحمد من حديث رميثة ى رضي الله عنها ى‬
‫قالت‪:‬‬
‫سمعت رسول الله ‪‬ى ولو شاء أن أ ُ َ‬
‫قب ّ َ‬
‫ل الخاتم الذي بين كتفيه من‬
‫ق ْربه لفعلتى ى يقول لسعد بن معاذ يوم مات‪ :‬اهتز له عرش الرحمن"‬ ‫ُ‬
‫) حديث صحيح (‬

‫‪4‬ى وفى مسند المام أحمد عن أبى بريدة ‪ ‬قال‪:‬‬


‫ة بمائدة‬ ‫قدم المدين َ‬ ‫َ‬ ‫الفارسي)‪ (1‬إلي رسول الله ‪ ‬حين‬ ‫ّ‬ ‫سلمان‬
‫ُ‬ ‫"جاء‬
‫ب فوضعها بين يدي رسول الله ‪ ‬فقال‪ :‬يا سلمان ما هذا ؟‬ ‫عليها ُرطَ ٌ‬
‫ة عليك وعلى أصحابك‬ ‫فقال‪ :‬صدق ٌ‬
‫فقال‪ :‬ارفعها فإنا ل نأكل الصدقة‪ ،‬قال‪ :‬فرفعها‪ ،‬فجاء الغدُ بمثله‬
‫ه‬
‫سلمان‪ ،‬فقال‪ :‬هدي ٌ‬‫ُ‬ ‫ه بين يدي رسول الله ‪ ‬فقال‪ :‬ما هذا يا‬ ‫ع ُ‬‫ض َ‬‫فو َ‬
‫َ‬
‫لك فقال‪ :‬رسول الله ‪ ‬لصحابه‪ :‬ابسطوا ثأم نظ َر إلي الخاتم علي‬
‫)‪(2‬‬

‫ظهر رسول الله فآمن به‪ .‬وكان لليهود فاشتراهُ رسول الله ‪ ‬بكذا‬
‫م‪،‬‬‫ع َ‬
‫سلمان فيه حتى يُطِ ْ‬
‫ُ‬ ‫س لهم نخْلً‪ ،‬فيعمل‬ ‫هماً‪،‬علي أن يَغر َ‬ ‫در َ‬ ‫وكذا ْ‬
‫م ُر‪ ،‬فحملت‬ ‫ع َ‬ ‫سها ُ‬‫غر َ‬
‫ه واحدة َ‬ ‫ْل إل نخل ً‬‫سول الله ‪ ‬النّخ َ‬
‫ُ‬ ‫س َر‬ ‫فغَر َ‬ ‫َ‬
‫النخل من عامها ولم تحمل النخلةُ‪ ،‬فقال رسول الله ‪ :‬ما شأن هذه‬ ‫ُ‬
‫ستُها‪ ،‬فنزعها رسول الله ‪‬‬ ‫ُمر‪ :‬يا رسول الله أنا َ‬
‫غ َر ْ‬ ‫النخلة؟ فقال ع ُ‬
‫مها"‪.‬‬ ‫ت من عا ِ‬ ‫حمل َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فغرسها‪َ ،‬‬
‫‪5‬ى وفي مسند المام أحمد أيضا ً عن أبي نضرة العوفي قال‪:‬‬

‫‪ ( (1‬سلمان الفارسي‪ :‬نسبة لفارس وهو صحابي جليل‪ ،‬وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي في الحجاز‪ ،‬ووصف له فيه علمات وهي قبول الهدية وعدم قبول‬
‫الصدقة وخاتم النبوة‪ .‬فأحب الفحص‪،‬عنها ففعل ثم أسلم‪.‬‬
‫‪ ((2‬ابسطوا‪ :‬ابسطوا‪،‬أيديكم وكلوا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫" سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله ‪ ‬فقال‪ " :‬كان في‬
‫ظهره بضعة ناشزة"‬
‫ى بضعة‪ :‬قطعة من اللحم‪.‬‬
‫ى ناشزة‪ :‬مرتفعة عن الجسم‪.‬‬
‫س قال‪:‬‬
‫ج َ‬
‫س ْر ِ‬
‫‪6‬ى أخرج المام مسلمى عن عبد الله بن َ‬
‫فدرت هكذا من خلفه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫" أتيت رسول الله ‪ ‬وهو في ناس من أصحابه‪،‬‬
‫فعرف الذي أريد‪،‬‬
‫مع ‪،‬‬ ‫ج ْ‬
‫فألقى الرداء عن ظهره‪ ،‬فرأيت الخاتم على كتفيه مثل ال ُ‬
‫)‪(1‬‬

‫يل)‪ ،(3‬فرجعت حتى استقبلته‪،‬ى فقلت‪ :‬غفر‬ ‫يلن )‪ (2‬كأنها ثأآل ِ ُ‬


‫ٌ‬ ‫خ‬‫حولها ِ‬
‫الله لك يا رسول الله ‪ ،‬فقال‪ :‬ولك‪ .‬فقال القوم‪ :‬استغفر لك رسول‬
‫ْف ْر لِذَنب ِ َ‬
‫ك‬ ‫استَغ ِ‬
‫و ْ‬‫الله ‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬ولكم‪ ،‬ثأم تل هذه الية‪َ } :‬‬
‫ات { )محمد‪(19:‬‬‫من َ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ين َ‬‫من ِ َى‬
‫ؤ ِ‬ ‫ولِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬

‫_ صىفىة يىده _ ‪‬‬


‫كان ضخم اليدين‪ ،‬أنامله غليظة بل قِصر ويحمد هذا في الرجال؛ لنها أشد‬
‫حسا ً ومعنى (‪.‬‬
‫لقبضتهم‪ ،‬ويذما ذلك في النساء‪ ،‬رحب الكفين ) ِ‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى أخرج البخاري عن أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫جلً‪،‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ضخم اليدين لم أربعده مثله وكان شعر النبي َر ِ‬
‫عدٌ ول سبط "‬‫ج ْ‬‫ل َ‬
‫وفي رواية‪ " :‬كان النبي ‪ ‬ضخم اليدين والقدمين‪ ،‬حسن الوجه‪ ،‬لم‬
‫سط الكفين"‬ ‫أر بعده ول قبله مثله‪ ،‬وكان ب َ ِ‬
‫سط الكفين‪ :‬البسطة‪ :‬الزيادة والسعة‪.‬‬ ‫ى بَ ِ‬
‫‪2‬ى وعند البخاري أيضا ً من حديث أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ن القدمين والكفين"‬ ‫شث ْ َ‬
‫"كان النبي َ‬
‫ن‪ :‬أنامل غليظه بل قصر‪ ،‬ويحمد ذلك في الرجال؛ لنه أشد لقبضتهم‪ ،‬وأصبر‬‫شث ْ َ‬
‫ى َ‬
‫لهم على المراس‪ ،‬ويذما في النساء‪.‬‬
‫قال المام محمد بن يوسف الصالحي الشامي ى رحمه الله ى‬
‫في سبل الهدى والرشاد‪:‬‬
‫ف رسإول الله ‪ ‬بالليونة وهو مخالف لوصف هند له بالشثن‪:‬‬ ‫وصف أنس وغيره ك ّ‬
‫وهو الغلظ مع الخشونة كما قال الصمعي‪.‬‬
‫قال الحافظ – رحمه الله ‪ :-‬والجمع بينهما‪ ،‬أن المراد باللين في الجلد‬
‫والغِلَظ في العظاما فيجمع له نعومة البدن وقوّته‪.‬‬

‫الجمع‪ :‬بضم الجيم‪ ،‬أي مثل جمع الكف‪ ،‬وهو هيأته بعد جمع الصابع‪..‬‬‫(( ُ‬
‫‪1‬‬

‫يلن‪ :‬جمع خال‪،،‬وهو نقطة تضرب إلى السواد‪ ،‬وتسمى‪ :‬شامة‪..‬‬‫(( خِ ٌ‬


‫‪2‬‬

‫‪ ((3‬ثآليل‪ :‬جمع ثؤلول‪ ،‬وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها‪) .‬النهاية(‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫قال ابن بطال‪:‬كانت كفه ‪ ‬ممتلئة لحما ً غير أنها مع ضخماتِها كانت لينة كما‬
‫في حديث المستورد‪.‬‬
‫‪ ‬وكان النبي ‪ ‬إذا مس أحداً‪ ،‬أحس هذا النسان‬
‫بطمأنينة عجيبة‪.‬‬
‫‪1‬ى فقد أخرج المام أحمد عن سعد ابن أبي وقاص ‪ ‬قال‪:‬‬
‫على رسول الله ‪ ‬يعودني‪ ،‬فوضع يده على‬
‫ّ‬ ‫اشتكيت بمكة‪ ،‬فدخل‬
‫إلى أنّي أجد‬
‫ّ‬ ‫جبهتي‪ ،‬فمسح وجهي وصدري وبطني‪ ،‬فما زلت يخيل‬
‫يده على كبدي حتى الساعة"‬
‫‪2‬ى وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"مسح رسول الله ‪ ‬خدي‪ ،‬فوجدت ليده بردا ً وريحانا ً كأنما أخرجهما‬
‫من جونة عَطّار"‪.‬‬
‫‪3‬ى وفى صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"ما مسست حريرا ً ول ديباجا ً ألين من كف رسول الله ‪ ،‬ول شممتى‬
‫مسكا ً وعنبرا ً أطيب من ريح رسول الله ‪."‬‬
‫_ صىفىة صىدره وبطنه _ ‪‬‬
‫سإوِىّ البطن والصدر‪.‬‬
‫كان َ‬
‫سرة‪.‬‬
‫المسربَةِ‪ :‬وهو خيط دقيق من الشعر الذي بين الصدر وال ُ‬
‫َ‬ ‫وكان طويل‬
‫الدلـيـل‪:‬‬
‫على ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ففي سنن الترمذي من حديث‬
‫ن الكفين والقدمين‪ ،‬ضخم‬ ‫شث َ ُ‬
‫لم يكن النبي ‪ ‬بالطويل ول بالقصير‪َ ،‬‬
‫ؤاً‪،‬‬ ‫َ‬
‫فأ تَك َ ّ‬
‫ف َ‬ ‫الرأس‪ ،‬ضخم الكراديس‪ ،‬طويل المسربة‪ ،‬وإذا مشى تَك َ ّ‬
‫ب‪ ،‬لم أر قبله ول بعده مثله ‪.‬‬ ‫صب َ ٍ‬
‫ط من َ‬‫ح ّ‬‫كأنما يَن ْ َ‬
‫ى الكراديس‪ :‬هي رءوس العظاما‪ ،‬واحدها‪ :‬ك ُ ْردُوس‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي ملتقى كل عظمتين في مفصل كالركبتين‪ ،‬والمرفق والمنكبين‪،‬‬
‫والوركين‪ ،‬وأرادـ أنه ضخم العظاما ‪0‬‬
‫فأَ‪ :‬تمايل إلى قدّاما‪ ،‬كالسفينة في جريها‪ ،‬قال ثعلب‪ :‬أرادـ أنه قوي البدن‪،‬‬ ‫ى تَك َ ّ‬
‫فكأنما يمشي على صدور قدميه من القوة‪ ،‬ويفهم من هذا أيضا ً سإرعة مشيته ‪.‬‬
‫ى الصبب‪ :‬المكان العالي‬
‫ربَة‪ :‬هو الشعر المستدق النابت وسإط الصدر نازل ً إلى آخر البطن أو‬ ‫المس ُ‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫إلى السرة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬

‫_ صىفىة سىاقىيىه _ ‪‬‬


‫كانت سإاقه ‪ ‬دقيقة شديدة البياض ‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى روى ابن إسحاق في سيرته بسند فيه مقال عن سراقة‬
‫بن مالك ‪ ‬قال‪:‬‬
‫" أتيت رسول الله ‪ ،‬فلما دنوت منه وهو على ناقته‪ ،‬جعلتى أنظر إلى‬
‫جمارةٌ"‬‫ساقه كأنها ُ‬
‫جمارةٌ‪ :‬الجمارة‪ :‬قلب النخلة وشحمتها‪ ،‬وقول الصحابي‪ ":‬كأنها ُ‬
‫جمارةٌ"‬ ‫ى ُ‬
‫يعني من شدة بياضها كأنها جمارة‪.‬‬
‫‪2‬ى وأخرج البخاري ومسلم عن أبي جحيفة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ة كان بالهاجرة‪،‬‬‫ح في قب ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫"دَ َ‬
‫ت إلى النبي ‪ ‬وهو بالبْط ِ‬ ‫ع ُ‬
‫ف ْ‬
‫ء‬
‫ضو ِ‬
‫و ُ‬
‫بلل‪ ،‬فنادى بالصلة‪ ،‬ثأم دخل فأخرج فضل َ‬ ‫ٌ‬ ‫فخرج‬
‫ع الناس عليه يأخذون منه‪،‬ى ثأم دخل فأخرج‬ ‫رسول الله ‪ ‬فو َ‬
‫ق َ‬
‫عن ْ َزةَ‬
‫يص ساقيه‪ ،‬فركز ال َ‬‫ِ‬ ‫عن ْ َزةَ وخرج رسول الله ‪ ،‬كأني أنظر إلى وب ِ‬
‫ال َ‬
‫الحمار‬
‫ُ‬ ‫ثأم صلى الظهر ركعتين‪ ،‬والعصر ركعتين‪ ،‬يمر بين يديه‬
‫والمرأة"‬
‫ى وبيض ساقيه‪ :‬قال ابن الثير ـ رحمه الله ـ‪ :‬الوبيض‪ :‬البريق‪.‬‬
‫‪3‬ى وأخرج الترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫م َ‬
‫وشةٌ"‬ ‫ح ُ‬
‫ه ُ‬
‫قي ْ ِ‬ ‫" كان رسول الله ‪ ‬ل يضحك إل تبسماً‪ ،‬وكان في َ‬
‫سا َ‬
‫م َ‬
‫وشةٌ‪ :‬دقة‪ ،‬قال ابن الثير‪ :‬رجل أحمش الساقين‪ :‬دقيقهما‪ ،‬وقال ابن‬ ‫ح ُ‬
‫ى ُ‬
‫كثير‪ :‬أي لم يكونا ضخمين‪.‬‬

‫_ صىفىة قىدمه _ ‪‬‬


‫كان ضخم القدمين‬

‫‪23‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫مص – وقيل‪ :‬بل‬ ‫كان يطأ بقدمه جميعا ً ) إذا وطئ بقدمه وطئ بكُلّها (ليس له أ َ ْ‬
‫خ َ‬
‫له –‬
‫كانت أنامل القدمين غليظة‪ .‬قليل لحم العقب ‪.‬‬
‫‪1‬ى ففي صحيح البخاري عن أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫كان النبي ‪ ‬ضخم الكفين والقدمينى‬
‫‪2‬ى وعند البخاري من حديث أبى هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعدهى مثله "‬
‫‪3‬ى وعند البخاري من حديث أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كان النبي شثن القدمين والكفين"‬
‫ى شثن‪ :‬أنامل غليظة بل قصر‪.‬‬
‫‪4‬ى وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫قبَين‬
‫ع ِ‬
‫س ال َ‬
‫كان رسول الله ضليع الفم أشكل العينين منهو َ‬
‫قبَين‪ :‬قليل لحم العَقِبَين‪ ،‬والعقب‪ :‬هو مؤخر القدما‪.‬‬
‫ع ِ‬
‫س ال َ‬
‫ى منهو ُ‬
‫قال ابن كثير ى رحمه الله ى‪ :‬وهذا أنسب وأحسن في حق الرجال‪.‬‬
‫‪5‬ى وعند البخاري بلفظ‪:‬‬
‫"كان رسول الله ضخم الرأس واليدين والقدمين‪ ،‬حسن الوجه لم أر‬
‫مثلَه "‬
‫قبله ول بعده ِ‬
‫‪6‬ى وفى دلئل النبوة للبيهقي عن أبى هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ض البطن‪،‬‬‫مفا َ‬
‫ل الشعر‪ُ ،‬‬ ‫ج َ‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬كأنما صيغ من فضة‪َ ،‬ر ِ‬
‫اش المنكبين‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫م َ‬ ‫عظيم ُ‬
‫يطأ بقدمه جميعاً‪ ،‬إذا أقبل أقبل جميعاً‪ ،‬وإذا أدبر أدبر جميعا"ً‬
‫اش المنكبين‪:‬ى أي عظيم رءوس المناكب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬
‫ش‬ ‫ى ُ‬

‫أخرج البيهقي عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬


‫"كان رسول الله ‪ ‬أحسن الناس ربعة‪ ،‬إلى الطول ما هو‪ ،‬بعيد ما بين‬
‫ل العينين‪ ،‬أهدب‬ ‫ح َ‬
‫المنكبين‪ ،‬أسيل الخدّين‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬أك َ‬
‫الشفار‪ ،‬إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها‪ ،‬ى وفي رواية‪ :‬كان يطأ‬
‫بقدميه جميعاً‪-‬ى ليس له أخمص‪ ،‬إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه‬
‫سبيكة فضة")صحيح الجامع‪(4633:‬‬
‫ى الخمص‪ :‬ما دخل في باطن القدما فلم يصب الرض‪ ،‬أي أن وسإط قدمه‬
‫مرتفع عن الرض‪.‬‬
‫ونقل في النهاية عن أبى العرابي‪:‬‬
‫أنه ـ عليه الصلة والسلما ـ كان معتدل الخمص فلم يكن مرتفعا ً جدا ً ول مستويا‬
‫جدا ً لنه إذا كان هكذا فهو أحسن ما يكون وإذاـ اسإتوى أو ارتفع جدا ً فهو ذما‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫وبيان الجمع‪ :‬أن من أثبت الخمص أرادـ أن في قدميه خمصا ً يسيراً‪ ،‬ومن نفاه‬
‫نفى شدته‪.‬‬

‫_ صىفىة قىامة رسول الله _ ‪‬‬


‫ليس بالطويل البائن ـ أي المفرط الطول ـ‪ ،‬ول بالقصير المتردد ـ أي التي تداخلت‬
‫أجزاؤه ـ‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫‪1‬ى أخرج البخاري ومسلم من حديث البراء ‪ ‬قال‪:‬‬
‫قاً‪ ،‬ليس‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬أحسن الناس وجهاً‪ ،‬وأحسنهم خُل ُ َ‬
‫بالقصير"‬
‫ِ‬ ‫البائن ول‬
‫ِ‬ ‫بالطويل‬
‫ِ‬
‫‪2‬ى وعند مسلمى من حديث البراء أيضا ً‪ ‬قال‪:‬‬
‫مة في حلة حمراء أحسن من رسول الله ‪ ‬له شعر‬ ‫"ما رأيت من ذي ل ِ ّ‬
‫يضرب منكبيه‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪ ،‬لم يكن بالقصير ول بالطويل"‪.‬‬
‫‪3‬ى وفى صحيح البخاري عن أنس ‪ ‬وهو يصف رسول الله ‪‬‬
‫قال‪:‬‬
‫عةً‪،‬ليس بالطويل ول بالقصير"‪..‬‬ ‫"كان َرب ْ َ‬
‫عة‪ :‬متوسإطا ً بين الطول والقصر‪.‬‬ ‫ى َرب ْ َ‬
‫لعلى بن أبى طالب‬
‫ّ‬ ‫‪4‬ى وفى مسند المام أحمد أن رجل ً قال‬
‫‪ :‬انعت لنا النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫هم‪،‬‬
‫م َر ُ‬ ‫عة‪ ،‬إذا جاء مع القوم َ‬
‫غ َ‬ ‫"كان ليس بالذاهب طول ً وفوق َّ‬
‫الرب ْ َ‬
‫شثْن الكفين و القدمين‬ ‫وكان َ‬
‫ع‪ ،‬كأنما يمشى في صبب‪ ،‬كأن العرق في وجهه‬ ‫ّ‬
‫وكان إذا مشى تَقل َ‬
‫اللؤلؤ" ‪0‬‬
‫الشثْن‪ :‬الغليظ الصابع من الكفين والقدمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫ى التقلع‪ :‬أن يمشي بقوة‪.‬‬
‫ى الصبب‪ :‬الحدور‪ ،‬وتقول‪ :‬انحدرنا في صبوب وصبب‪.‬‬
‫_ طيب ورائحة عرق النبي _ ‪‬‬
‫كان عرقه كاللؤلؤ‪ ،‬وكان أطيب من الطيب‪.‬‬
‫الدلـــة‪:‬‬
‫علي ‪ ‬في وصف النبي‬
‫ٍ‬ ‫‪1‬ى ففي مسند المام أحمد من حديث‬
‫‪ ‬قال‪:‬‬
‫"كأن العرق في وجهه اللؤلؤ " ى أي‪ :‬في الصفاء والبياضى ى‬
‫‪2‬ى وفى صحيح البخاري عن أنس قال‪:‬‬
‫"ما مست بيدي ديباجا ً ول حريرا ً ول شيئا ً ألين من كف رسول الله ‪‬‬
‫شممت رائحة قط أطيب من ريح رسول الله ‪ .‬ى وعند مسلمى‬ ‫ُى‬ ‫ول‬
‫عنْب َ َرةً‪ ،‬أطيب من رائحة رسول الله ‪"‬‬ ‫سك َ ً‬
‫ة ول َ‬ ‫بلفظ‪ " :‬ول شممتى ِ‬
‫م ْ‬
‫‪3‬ى أخرج ابن سعد والدارمي عن إبراهيم بن يزيد النخعي‬
‫قال‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫"كان يُعرف بريح الطيب إذا أقبل"‪.‬‬
‫‪4‬ى أخرج المام مسلمى عن أنس ‪ ‬أنه قال في وصف النبي ‪:‬‬
‫" كان أزهر اللون‪ ،‬كأن عرقه اللؤلؤ‪ ،‬إذا مشى تَك َ ّ‬
‫فأ"‬
‫‪5‬ى وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ع َرق )النبي(‪ ،‬وجاءت أمي‬
‫دخل عليناى النبي ‪ ‬فقال) ( عندنا‪ ،‬ف َ‬
‫تسلت العرقَ فيها‬‫ُ‬ ‫بقارورة فجعلت‬
‫فاستيقظ النبي ‪ ‬فقال‪ :‬يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟!‬
‫قك نجعله في طِيبِناى وهو من أطيب الطيب‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬هذا ع ََر ٌ‬
‫ى فقال‪ :‬وهي من القيلولة‪ ،‬يعني‪ :‬ناما‪.‬‬
‫قال إسحاق بن راهوية ى رحمه الله ى‪:‬‬
‫إن هذه الرائحة كانت رائحة رسإول الله ‪ ‬من غير طيب‪.‬‬
‫قال النووي ى رحمه الله ى‪:‬‬
‫وهذا مما أكرمه الله تعالى به‬
‫ولكنه كان يضع الطيب‪ ،‬وذلك مبالغة في طيب ريحه؛ لملقاة الملئكة؛ وأخذ‬
‫الوحي؛ ومجالسة المسلمين‪.‬‬

‫_ وصىف جامع للنبي _ ‪‬‬


‫معروف ل يُنكر‪ ،‬نراه جليا ً‬
‫جهل‪َ ،‬‬
‫فكمال خلقته وجمال صورته ‪ ‬فشيء معلوما ل ي ُ ْ‬
‫واضحا ً في وصف أما َمعْبد له في الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه‬
‫ووافقه الذهبي وهو حديثى حسن‪.‬‬
‫وكان ابن كثير يقول‪ :‬قصة أما معبد مشهورة من طرق يشد بعضها بعضاً‪،‬‬
‫وقد جاء في الحديث‪:‬‬
‫حين خرج رسول الله ‪ ‬من مكة مهاجرا ً إلي المدينة هو وأبو بكر‬
‫فهيرة ودليلهما الليثي – عبد الله بن أُريقط‬ ‫ومولى أبى بكر عامر بن َ‬
‫م ّروا على خيمتي أم معبد الخزاعية –‬ ‫– َ‬
‫وكانت ب َ ْر َزهً )المرأة الطاعنة في السن‪ ،‬التي تبرز للرجال‪ ،‬ول تحتجب عنهم(‪،‬‬
‫جلْدَةً)قوية(‬
‫َ‬
‫مر بها‪.‬‬
‫تَحتَبي بفناء القبة )الخيمة( ثأم تسقى وتطعم من ّ‬
‫فسألوها لحما ً وتمراً؛ ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا ً من ذلك‪،‬‬
‫سنِتين )أي أنهم دخلوا سإنة الجدب والقحط(‬ ‫م ْ‬
‫ملين ُ‬
‫م ْر ِ‬
‫وكان القوم ُ‬
‫سر الخيمة )جانب الخيمة(‬ ‫فنظر رسول الله ‪ ‬إلي شاة في ك ِ ْ‬
‫فقال الرسول‪ :‬ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت أم معبد‪ :‬شاة خلّفها‬
‫الجهد عن الغنم‪.‬‬
‫قال الرسول‪ :‬أبها من لبن؟ قالت‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬إن رأيت بها حلبا ً‬
‫فاحلبها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫مى الله تعالى ودعا‬ ‫ضرعها‪ ،‬وس ّ‬ ‫ْ‬ ‫ح بيده‬ ‫س َ‬
‫م َ‬ ‫فدعا بها رسول الله ‪َ ‬‬
‫ف َ‬
‫ودرت للحلب‪ .‬فدعا النبي‬ ‫ّ‬ ‫لها في شاتها حتى فتحت الشاةُ رجليها‬
‫بإناء كبير فحلب فيه حتى امتل‪ ،‬ثأم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه‬
‫ضوا )ك َ ّر ُروا الشرب حتى بالغوا في الري(‬ ‫حتى رووا‪ ،‬وشرب آخرهم ثأم أ َ َرا ُ‬
‫ثأم حلب في الناء مرة ثأانية حتى مل الناء ثأم تركه عندها وبايعها‬
‫جافا ً‬ ‫وارتحلوا عنها‪ ،‬وبعدى قليل أتى زوجها أبو معبد يسوق أعنزا ً ِ‬
‫ع َ‬
‫ب وقال‪:‬‬
‫َج َ‬
‫عبد اللبن ع ِ‬ ‫م ْ‬
‫يتمالين من الضعف‪ ،‬فلما رأى أبو َ‬
‫من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب ؟ )بعيدة عن الري(‪ ،‬حائل‬
‫)لم تحمل(‬
‫مر بنا رجل مبارك من‬ ‫ول حلوب في البيت ؟! قالت‪ :‬ل والله إل أنه ّ‬
‫حاله كذا وكذا‪.‬‬
‫صفيه لي يا أم معبد‪.‬‬ ‫قال‪ِ :‬‬

‫_ أم معبد تصىف رسول الله _ ‪‬‬


‫قالت‪:‬‬
‫رأيت رجل ً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخَلْق‪،‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ُ‬
‫َ )‪(4‬‬ ‫َ )‪(3‬‬
‫ة ‪ ،‬وقيل‪ :‬صعلة ى أي صغر الرأس‪،‬‬ ‫قل ٌ‬ ‫ص ْ‬
‫ر به ُ‬ ‫ة ولم ت ُ ْز ِ‬ ‫حل ٌ‬
‫ه نُ ْ‬ ‫عب ْ ُ‬ ‫لم ت َ ِ‬
‫قسيم ‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ٌ‬ ‫وسيم‬
‫ٌ‬
‫ل ‪،‬‬
‫)‪(8‬‬
‫ه ٌ‬ ‫ص َ‬
‫ف ‪ ،‬وفي صوته َ‬
‫)‪(7‬‬
‫وط َ ٌ‬ ‫في عينه دعج وفي أشفاره َ‬
‫(‬ ‫‪6‬‬ ‫)‬

‫)‪(11‬‬
‫رن‬
‫ق ٌ‬ ‫جأ ْ‬
‫ع )‪ ،(9‬وفي لحيته كثاثأة )‪ ،(10‬أز ٌ‬ ‫سط َ ٌ‬ ‫وفي عنقه َ‬
‫)‪(12‬‬
‫الوقار‪ ،‬وإن تكلم سماه وعله البهاء‬ ‫ُ‬ ‫إن صمت فعليه‬
‫أجمل الناس وأبهاهم من بعيد‪ ،‬وأجلهم وأحسنهم من قريب‬
‫ْ‬ ‫ص ٌ‬
‫خرزات نَظم ٍ‬‫ُ‬ ‫هزر)‪ ،(13‬كأن منطقه‬ ‫ل ل ن َ ْز ٌر ول َ‬ ‫حلو المنطق‪ ،‬ف ْ‬
‫يتحدرن‬
‫َ‬
‫)‪(14‬‬
‫س من طول ول تقتحمه عين من قصر‬ ‫ة ل يأ َ‬ ‫َربع ً‬
‫ن بين غصنين‪ ،‬فهو أنضر الثلثأة منظراً‪ ،‬وأحسنهم قدْرا ً‬ ‫ص ٌ‬ ‫ُ‬
‫غ ْ‬

‫‪ ((1‬حسن الوجه‪.‬‬
‫‪ ((2‬مشرق الوجه‪.‬‬
‫‪ ((3‬نحول الجسم‪.‬‬
‫‪ ((4‬تريد أنه ليس بناحل ول منتفخ‪.‬‬
‫‪ ((5‬جميل الخلقة‪ ،‬حسن وضيء‪.‬‬
‫‪ ((6‬شدة سواد العين‪.‬‬
‫‪ ((7‬طول أشفار العين‪.‬‬
‫وحسن ) ليس بحاد الصوت (‪.‬‬ ‫(( بُحة ُ‬
‫‪8‬‬

‫‪ ((9‬طول وإشراق‪.‬‬
‫‪ ((10‬كثرة الشعر‪،‬مع استدارة فيها‪.‬‬
‫‪ ((11‬حاجباه طويلن ومقوسان‪.‬‬
‫‪ ((12‬حسن المظهر‪.‬‬
‫‪ ((13‬كلمه بَ ّين وواضح ليس بالقليل ول بالكثير‪.‬‬
‫‪ ((14‬أي ليس طوي ًل طول مفرطا‪ ،‬ول يحتقر لقصره الشديد‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫م َر تبادروا لمره‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬
‫فون به ‪ ،‬إن قال أنصتوا لقوله‪ ،‬وإن أ َ‬ ‫له رفقاءُ ي َ ُ‬
‫)‪(15‬‬

‫)‪(4‬‬
‫فنّد‬‫م َ‬‫س ول ُ‬
‫محشود محفود ‪ ،‬ل عاب ٌ‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫قال أبو معبد‪ :‬هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذكر‬
‫وجدت إلي ذلك سبيلً‪.‬‬‫ُ‬ ‫عل َ ّ‬
‫ن إن‬ ‫ف َ‬‫بمكة‪ ،‬ولقد هممت أن أصحبه‪ ،‬ول ْ‬
‫صوت بمكة عاليا ً يسمعون الصوت ول يدرون عن‬
‫ٌ‬ ‫وأصبح‬
‫صاحبه‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫خيمتي أم‬
‫ْ‬
‫)‪(5‬‬
‫رفيقين قال‬ ‫خير‬
‫َ‬ ‫رب الناس‬
‫ّ‬ ‫ه‬
‫جزى الل ُ‬
‫د‬
‫عب ِ‬‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ج َزائه‬
‫َ‬
‫ق‬
‫فقد فاز من أمسى رفي َ‬ ‫واهتدت‬
‫ْ‬ ‫ها بالهدى‬ ‫هما ن َ َزل َ َ‬
‫محمد‬ ‫بىه‬
‫وبعد أيها الحبة‪ ...‬فقد تكلمت عن وصف الرسول ‪‬‬
‫وذلك لمور‪-:‬‬
‫المـر الول‪:‬‬
‫لنه في هذا الزمان لما غاب القدوة والمثل العلى‪ ،‬لم يجد الشباب إل أن يقلدوا‬
‫الساقطين والساقطات في الملبس والهيئة‪...‬إلخ‪،‬‬
‫فحاولت أن أبرز لهم هيئة وصفة النبي ‪‬؛ ليحاولوا أن يتشبهوا به‪ ،‬فمن تشبه بقوما‬
‫ُ‬
‫فهو منهم‪.‬‬
‫كان قتادة بن دعامة الدوسي ى وهو صاحب أنس بن مالك ‪ ‬ى يجلس‬
‫معه ذات مرة‪،‬‬
‫فقيل لنس ‪ :‬صف لنا شعر رسول الله ‪ ،‬فقال‪ :‬كان كشعر قتادة‬
‫فبكى قتادة من الفرح‪) .‬بكى لنه وافق شيء من أوصاف الرسول ‪(‬‬
‫المر الثاني‪:‬‬
‫كثير من الناس يدعي رؤية النبي ‪ ‬في المناما‪ ،‬وهو في الحقيقة لم يره‪ ،‬إنما رأى‬
‫خيال ً أو رجل ً ذا لحية‪ ،‬فقال‪ :‬هو النبي‪ ،‬فبعد هذا الوصف للنبي ‪ ‬فإن رأيته في‬
‫المناما فقد رأيته حقاً‪.‬‬
‫أخرج الترمذي عن أبي قتادة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫من رآني ى يعني في النوم ى فقد رأى الحق"‬
‫ى رأى الحق‪ :‬أي رأى الرؤيا الصادقة الحقة‪ ،‬والشيطان ل يستطيع أن يتمثل أو‬
‫يتشبه بالنبي ‪.‬‬
‫فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس ‪ ‬أن رسول الله ‪‬‬
‫قال‪:‬‬
‫"من رآني في المنام فقد رآني‪ ،‬فإن الشيطان ل يتخيّل بي‬
‫ة و أربعين جزءا ً من النبوة"‪.‬‬
‫قال‪ :‬ورؤيا المؤمن جزءٌ من ست ٍ‬
‫وعند الترمذي بلفظ‪" :‬من رآني في المنام فقد رآني فإن‬
‫الشيطان ل يتمثل بي"‬
‫‪ ((15‬يحيطون به‪.‬‬
‫‪ ((2‬محفوف به ومحاط به‪.‬‬
‫‪ ((3‬مخدوم‪ ،‬والمحفود‪ :‬الذي يخدمه أصحابه‪،،‬ويعظمونه‪ ،‬ويسرعون في طاعته‪.‬‬
‫‪ ((4‬غير عابس الوجه وكلمه خال من الخرافة‪ ،‬والمفند‪ :‬هو الذي ل فائدة في كلمه لِكِ ْب ٍر أصابه‪.‬‬
‫‪َ ((5‬حلّ وقت القيلولة وهو منتصف النهار‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫وعند ابن ماجة‪:‬‬
‫"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان ل يتصور بي ى‬
‫ه بي"‬
‫أو يتشب ّ ُ‬
‫رأيت رسإول‬
‫ُ‬ ‫لذلك كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا جاءه الرجل‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫الله ‪،‬‬
‫يقول له‪ :‬صفه لي‪.‬‬
‫كما جاء في مسند المام أحمد‪:‬‬
‫ه )أي رأيت رسول الله ‪ ( ‬في‬‫أن كُليب قال لبن عباس قد رأيت ُ‬
‫المنام‪،‬‬
‫فقال ابن عباس ى رضي الله عنهما ى له‪ :‬صفه لي"‬
‫على ‪ t‬وشبهته به‪ ،‬فقال ابن عباس ى رضي الله‬‫ّ‬ ‫فذكرت الحسن بن‬
‫ه"‬
‫ه ُ‬ ‫عنهما ى‪ :‬كان ي ُ ْ‬
‫شب ُ‬
‫وفي مسند المام أحمد أيضا ً عن يزيد الفارسي ى وكان يكتب‬
‫المصاحف ى قال‪:‬‬
‫رأيت رسول الله في المنام زمن ابن عباس ى رضي الله عنهما ى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فقلت لبن عباس‪ :‬إني رأيت رسول الله في المنام ى النوم ى‪ ،‬فقال‬
‫ابن عباس‪ :‬إن رسول الله كان يقول‪:‬‬
‫"إن الشيطان ل يستطيع أن يتشبه بي‪ ،‬فمن رآني في المنام ى النوم‬
‫ى فقد رآني"‪،‬‬
‫هل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيته في النوم ؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ه ولحمه أسمر إلى البياض‪،‬أكحل‬ ‫أنعت لك رجل ً بين الرجلين‪ ،‬جس ُ‬
‫م ُ‬ ‫ُ‬
‫ه ما بين هذه‬‫ملت لحيت ُ‬
‫ن الضحك‪ ،‬جميل دوائر الوجه‪ ،‬قد َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬
‫العينين َ‬
‫ُ‬
‫ملت نحره )وعددى أشياءً أخر(‬‫إلى هذه‪ ،‬قد َ‬
‫قال ابن عباس ى رضي الله عنهما ى‪ :‬لو رأيته في اليقظة ما استطعت‬
‫ه فوق هذا‪.‬‬ ‫أن تنعت ُ‬
‫وصية لمن أراد أن يري النبي ‪ ‬في المناما‪:‬‬
‫إذا أردت أن ترى النبي في المنام فعليك بالتي‪-:‬‬
‫‪ ‬اتباع سإنته‪ ،‬واقتفاءـ أثره‪ ،‬والهتداءـ بهديه‪ ،‬والتمثل بهيئته‪.‬‬
‫‪ ‬وأن يكون كلمك دائما ً عنه‪ ،‬فمن أحب شيئا ً أكثر من ذكره‪.‬‬
‫‪ ‬وأن يكون صمتك تفكيرا ً فيه‪.‬‬
‫‪ ‬وأن يكون همك نشر سإنته‪.‬‬
‫‪ ‬وأن يكون فعلك موافقا ً لهديه‪.‬‬
‫من الله عليك وترى هذا الحبيب الذي خالط حبه دمك ولحمك‪.‬‬ ‫سإاعتها سإي ُ‬
‫وهاهو أحدُ طلبة العلم يشكو إلي شيخه أنه يريد أن يري النبي‬
‫‪ ‬ولكن هناك ما يحول بينه وبين هذه المنية‪:‬ى فيعلمه هذا‬
‫الشيخ كيف يري النبي ‪ ‬في المنام ؟!!‬
‫الطالب‬
‫ُ‬ ‫فقال له‪ :‬أنت مدعو عندي لتناول العشاء هذه الليلة‪ ،‬وذهب‬
‫لشيخه و أستاذه‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫فقدم له الطعام‪ ،‬وأكثر في الطعام من الملح فكلما طلب الماء قال‬
‫ل ومنع عنه الماء‪،‬‬ ‫له‪ :‬ك ُ ّ‬
‫وزاد له في الطعام حتى اشتاق للماء‪ ،‬ثأم قال له‪ :‬نم‪ ،‬فبات الطالب‬
‫وقد تقطع عنقه من شدة العطش والظمأ‪ ،‬فلما أصبح سأله الستاذ‬
‫وقال له‪ :‬قبل أن أعلمك كيف ترى النبي ‪ ‬في المنام هل رأيت الليلة‬
‫شيئا ً )أي في المنام(‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬رأيت المطار ت ُ ْ‬
‫مطر‪ ،‬والنهار‬
‫تجري‪ ،‬وبحارا ً تسير‪.‬‬
‫ت نِيُتك فصدقت رؤيتك ى أي لما اشتقت للماء‬ ‫ق ْ‬‫صدَ َ‬
‫فقال الشيخ‪َ :‬‬
‫رأيتها في المنام ى‪،‬‬
‫ولو صدق شوقك ومحبتكى للنبي لرأيته في المنام‬
‫وها هو أنس بن مالك ‪ ‬الذي بلغت محبتهى للنبي منتهاها‬
‫يقول‪:‬‬
‫ما نمت ليلة إل رأيت فيها النبي ‪ ‬في المنام‪.‬‬
‫المر الثالث والخير‪ ،‬والذي من أجله كان هذا الموضوع ـ وهو وصف الرسإول ‪:‬‬
‫أقول‪ :‬بعد هذا الوصف الجليل الجميل للنبي الكريم أما اشتاقت النفوس أن‬
‫تراه ولو للحظة حتى ولو كان الثمن أن ينخلع النسان من ماله وأهله‪.‬‬
‫وجواب المحب‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وصدق النبي ‪ ‬حيث قال كما عند البخاري من حديث أبى‬
‫هريرة ‪:‬‬
‫"ليأتين على أحدكم زمان لئن يراني أحب إليه من مثل أهله‬
‫وماله"‬
‫وعند مسلمى بلفظ‪:‬‬
‫"إن من أشد أمتي حبّا ً لي‪ ،‬ناس يكونون بعدى يود أحدهم لو‬
‫يراني بأهله وماله"‬
‫محب على اسإتعدادـ أن يخرج من ماله كله‪ ،‬فل يكون له فلس واحد‪ ،‬وأن‬ ‫فهذا ال ُ‬
‫يموت أولده فل يرى أحدا ً منهم‪ ،‬يضم هذا لذاك ليتعرض لرؤية النبي ‪.‬‬
‫ها قد جاء هذا الزمان وتراني أنا وأخوتي‪ ......‬نود أن‬
‫نراك يا حبيب الرحمن‪.‬‬

‫فىواشىوقىىىاه يىا رسىىول الله‪....‬‬


‫واشىوقىىىاه يىا رسىىول الله‪...‬‬
‫واشىوقىىىاه‬
‫يىا رسىىول الله‪......‬‬

‫انظروا إلي هذا المشتاق المحب عبيدةى السلمانى‪:‬‬


‫قال له محمد بن سيرين‪ :‬إن عندنا شعرة من شعر النبي أصبتها من‬
‫قب َ ْ‬
‫ل بعض آل أنس‪ ،‬فقال له عبيدة‪:‬ى لئن تكون هذه‬ ‫قب َ ْ‬
‫ل أنس ‪ ‬أومن ِ‬ ‫ِ‬
‫إلى مما طلعت عليه الشمس‬
‫ّ‬ ‫الشعرة عندي أحب‬
‫‪30‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫إلي مما علي ظهر الرض جميعا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أحب‬
‫ُ‬ ‫أو قال‪:‬‬
‫فهذه شعرةٌ من شعر النبي ‪ ،‬فكيف ولو أن النبي هو‬
‫الذي معك بشحمه ولحمه وشعره في جنة الخلد‪.‬‬

‫وأخىيىىرا ً أيىهىا المحىب !!!‬


‫ن واشتاق جزع النخلة للنبي ‪‬‬‫ح ّ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫نعم كان يحبه‪ ،‬ويشتاق إليه الجماد فقد كان النبي ‪ ‬يقول‪" :‬أحدٌ جبل نحبه و‬
‫يحبنا"‬
‫فيا أصحاب القلوب‪...‬‬
‫هل اشتقتمى لرسول الله ‪ ‬كما اشتاق إليه الجماد‪ ،‬هل تحبونه كما‬
‫يحبه الجماد‪.‬‬
‫يا أحباب رسول الله ‪...‬‬
‫أما علمتمى أن رسول يشتاق إليكم‪ ،‬وإلى رؤيتكم‪،‬ى فهل اشتقتم إليه‪.‬‬
‫فقد أخرج مسلمى في صحيحه من حديث أبى هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫" إن رسول الله ‪ ‬أتى المقبرة )‪ (1‬فقال‪ :‬السلم عليكمى دار قوم‬
‫مؤمنين‪ ،‬وإنا إن شاء الله بكم لحقون )وددت أن قد رأيت إخواننا )‪((2‬‬
‫قالوا‪ :‬أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال‪ :‬أنتم أصحابي‪ ،‬إخواننا‬
‫الذين لم يأتوا بعدُ‪ ،‬قالوا‪ :‬كيف تعرف من لم يأت بعدُ من أمتك يا‬
‫ة )‪ (5‬بين‬‫غر )‪ (4‬محجل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫خيل ٌ‬ ‫رسول الله ؟ فقال‪ :‬أرأيت)‪ (3‬لو أن رجل ً له‬
‫خيل دُهم)‪ (6‬بُهم )‪ (7‬أل يعرف خيله؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول الله‪،‬‬‫ٍ‬ ‫ظهري‬
‫هم على‬‫قال‪ :‬فإنهم يأتون غرا ً محجلين من الوضوء و أنا فرطُ ُ‬
‫الحوض"‬
‫وذكر القرطبي ى رحمه الله ى في تفسيره‪:‬‬
‫إن ثأوبان مولى رسول الله ‪ ‬كان شديد الحب له‪ ،‬قليل الصبر عنه‪،‬‬
‫فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه‪ ،‬يُعرف في وجهه الحزن‪،‬‬
‫فقال له النبي ‪ :‬يا ثأوبان ما غير لونك؟ فقال‪ :‬يا رسول الله ‪ ‬ما بي‬
‫من ضر ول وجع‪ ،‬غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك‪ ،‬واستوحشت‬
‫وحشة شديدةى حتى ألقاك‪ ،‬ثأم ذكرت الخرة‪ ،‬وأخاف أن ل أراك؛ لني‬
‫عرفت أنك ترفع مع النبيين‪ ،‬وإني وإن دخلت الجنة كنت في منزلة‬
‫هي أدنى من منزلتك‪ ،‬وإن لم أدخلها فذاك حين ل أراك أبداً‪ ،‬فأنزل‬
‫الله تعالى‪:‬‬

‫‪ ((1‬أتى المقبرة‪ :‬أي البقيع‪..‬‬


‫‪ ((2‬رأينا إخواننا‪ :‬رأيناهم في الحياة الدنيا‪.‬‬
‫‪ ((3‬أرأيت‪ :‬أخبرني‪.‬‬
‫‪ ((4‬الغرة‪ :‬بياض في وجه الفرس‪.‬‬
‫‪ ((5‬التحجيل‪ :‬بياض في قوائمه‪.‬‬
‫‪ ((6‬الدهم‪ :‬السود‪.‬‬
‫‪ ((7‬البهم‪ :‬أي الذي ل يخالطهم لون غير السواد ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ي )صلى الله‬
‫وصف النّب ِ ّ‬
‫عليه وسلم(‬
‫ه عَل َ‬ ‫م الل ّ‬ ‫ك مع الّذين أ َ‬ ‫ول َ‬ ‫فأ ُ‬
‫هم‬ ‫ْ‬
‫ُ َ ِ‬‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ول َ‬
‫س َ‬ ‫الر ُ‬
‫و ّ‬ ‫ع الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫من يُطِ ِ‬ ‫}و َ‬
‫َ‬
‫ن أولىئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫و‬
‫ّ ِ ِ َ َ َ ُ َ‬ ‫ين‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اء‬ ‫د‬
‫َ َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫الش‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫يق‬ ‫د‬
‫ّ ّ ِ َ َ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ين‬
‫ى‬ ‫ي‬‫ب‬
‫ّ ِ ّ َ َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫م َ‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫فيقا{‬ ‫َر ِ‬
‫)النساء‪ (69:‬فدعا به‪ ،‬فقرأها عليه‪.‬‬
‫ى ويبقى السؤال‪ :‬هل اشتقتم لرؤية حبيبكم ونبيكم‪ ،‬الذي جعله الله‬
‫سببا ً لسعادتكم؟‬
‫فإذا قلتم‪ :‬نعم‪ .‬نحن اشتقنا لرؤية هذا الوصف الجميل في جنة رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫فأقول لكم‪:‬‬
‫فعليكم باتباع سنته‪ ،‬واقتفاء أثأره‪ ،‬والهتداء بهديه‪ ،‬حتى يكون‬
‫موعودك معه على الحوض‪.‬‬
‫وبعد‪،...‬‬
‫فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة‬
‫نسأل الله أن يكتب لها القبول‪ ،‬وأن يتقبلها منا بقبول حسن‪ ،‬كما‬
‫أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان علي إخراجها‬
‫ونشرها‪......‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده‪،‬ى وما كان من سهو أو‬
‫خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان‪ ،‬والله ورسوله منه براء‪ ،‬وهذا‬
‫بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب‪ ،‬فإن كان صوابا ً فادع‬
‫ثأم خطأ فاستغفر لي‬ ‫لي بالقبول والتوفيق‪ ،‬وإن كان ّ‬
‫جل من ل عيب فيه وعل‬‫ّ‬ ‫وإن وجدت العيب فسد الخلل‬
‫فاللهم اجعل عملي كله صالحا ً ولوجهك خالصاً‪ ،‬ول تجعل لحد فيه‬
‫نصيب‬
‫والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصلّى الله على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫هذا والله تعالى أعلى وأعلم‪.........‬ى‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت‪ ،‬أستغفرك‬
‫وأتوب إليك‬

‫‪32‬‬

You might also like