You are on page 1of 315

‫النموذج التنموي الجديد‬

‫للمغرب‬

‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪2019‬‬
‫النموذج التنموي الجديد‬
‫للمغرب‬

‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫‪2019‬‬
‫قررنا تكليف لجنة خاصة‪ ،‬مهمتها تجميع المساهمات‪ ،‬وترتيبها‬
‫وهيكلتها‪ ،‬وبلورة خالصاتها‪ ،‬في إطار منظور استراتيجي شامل‬
‫ومندمج؛ على أن ترفع إلى نظرنا السامي‪ ،‬مشروع النموذج التنموي‬
‫الجديد‪ ،‬مع تحديد األهداف المرسومة له‪ ،‬وروافد التغيير المقترحة‪،‬‬
‫وكذا سبل تنزيله‪.‬‬

‫جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬


‫مقتطف من خطاب جاللة الملك بمناسبة افتتاح الدورة األولى من‬
‫السنة التشريعية الثالثة من الوالية التشريعية العاشرة‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫انطالقا من التوجيهات السامية لجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬ال ُمت َ‬
‫َض َّمنَة في الخطاب الملكي‬
‫السامي الذي ألقاه جاللته بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2017‬بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬
‫الثانية من الوالية التشريعية العاشرة‪ ،‬والذي دعا فيه جاللة الملك الفاعلين المعنيين‪ ،‬كل في مجال‬
‫اختصاصه‪ ،‬إلعادة النظر في نموذجنا التنموي لمواكبة التطورات التي تعرفها البالد؛‬

‫في أعقاب خطاب جاللة الملك بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2018‬الذي أعلن فيه جاللته عن إحداث لجنة خاصة‬
‫ُعهِ َد إليها ببلورة مشروع النموذج التنموي الجديد لبالدنا‪ ،‬بناء على مساهمات مختلف المؤسسات‬
‫الوطنية المختصة في إطار منظور استراتيجي شامل ومندمج؛‬

‫طبقا للقانون التنظيمي رقم ‪ 128.12‬المتعلق بالمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ونظامه الداخلي‪،‬‬
‫انكب المجلس‪ ،‬في إطار إحالة ذاتية‪ ،‬على إعداد مساهمته في النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه‬
‫صاحب الجاللة؛‬

‫تبعا لقرار مكتب المجلس بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ 2019‬بإحداث مجموعة عمل خاصة مكلفة بإعداد هذه‬
‫المساهمة؛‬

‫وبناء على مصادقة الجمعية العامة للمجلس باإلجماع‪ ،‬خالل دورتها العادية الـ ‪ 98‬المنعقدة في ‪ 30‬ماي‬
‫‪ ،2019‬على تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي في هذا الشأن ‪:‬‬

‫يقدم المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مساهمته حول‬

‫النموذج التنموي الجديد‬


‫للمغرب‬
‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬

‫رئيس مجموعة العمل الخاصة ‪ :‬أحمد رضى شامي‬

‫مقرر الموضوع ‪ :‬أحمد عبادي‬


‫‪9‬‬

‫الفهرس‬

‫المقاربة المنهجية ‪13 ....................................................................................................‬‬

‫بلد يمتلك العديد من المؤهالت و ويمكنه أن يتطلع إلى الطموح‬ ‫‪.I‬المغرب ٌ‬


‫التنموي ‪15 ................................................................................................................‬‬
‫‪ .1‬استثمار مؤهالت املغرب ‪18 ................................................................................‬‬
‫‪ .2‬وترصيد املنجزات‪19 .......................................................................................‬‬
‫‪ .3‬ارتكازا على مقومات مشروعنا املجتمعي وتفعيال للتوجيهات امللكية السامية ‪21 .........................‬‬
‫ومشروع إلى بلوغ مستوى أعلى من التنمية‪24 .....................................‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جديد‬ ‫طموح‬
‫ٍ‬ ‫‪ .4‬حتقيق‬

‫‪ .II‬النموذج التنموي الحالي غير قادر على تحقيق هذا الطموح ‪25 ..................................‬‬
‫‪ .1‬الرخاء االقتصادي ؟‪28 ....................................................................................‬‬
‫‪ .2‬تنمية الفرد وتعزيز قدراته؟‪30 ............................................................................‬‬
‫‪ .3‬اإلدماج ؟ ‪30 ...............................................................................................‬‬
‫‪ .4‬التضامن ؟ ‪34 .............................................................................................‬‬
‫‪ .5‬تكافؤ الفرص؟ ‪34 .........................................................................................‬‬
‫‪ .6‬االستدامة؟ ‪35..............................................................................................‬‬

‫ويذكي الهشاشة ‪37 ...........................‬‬


‫‪ .III‬تَ َع ُّط ُل النموذج التنموي الحالي ُيضعف الثقة ُ‬
‫‪ .1‬تقاطبات تتعمق بشكل متزايد ‪40 ..........................................................................‬‬
‫‪ .2‬الفساد يؤدي إلى إضعاف الرابط االجتماعي ‪42 .........................................................‬‬
‫‪ .3‬نقص الشفافية واحملاسبة يؤدي إلى إضعاف الثقة يف املؤسسات ‪42 ....................................‬‬
‫‪ .4‬مشروعية أدوار فعاليات الوساطة باتت موضع تساؤل من لدن املواطنني ‪43 ............................‬‬
‫‪10‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫واطن ضعف كبرى ترهن تحقيق الطموح المنشود ‪45 ....................................‬‬
‫‪ .IV‬ستة َم ِ‬
‫‪ .1‬ال ميلك املواطنون الشروط والوسائل التي تؤهلهم للمساهمة الفعلية يف التنمية ‪48 .....................‬‬
‫‪ .2‬ال تزال النساء على هامش مسلسل التنمية ‪53............................................................‬‬
‫‪ .3‬وسط قروي يعاني العزلة ونقص التجهيز وال يساهم بالقدر الكايف يف تنمية البالد ‪54 .................‬‬
‫‪ .4‬نظام لالمتيازات يعمق اإلقصاء ويتسبب يف بطء النمو ‪55 ...............................................‬‬
‫‪ .5‬مقاولون يواجهون جملة من اإلكراهات حتد من قدرتهم على املبادرة وتقلص من الفرص املمكنة ‪56 ...‬‬
‫‪ .6‬سياسات عمومية غير واضحة بالقدر الكايف يف توجهاتها‪ ،‬ويعتري تنفيذها يف الغالب بالبطء‬
‫وعدم النجاعة‪57 ..........................................................................................‬‬
‫‪.V‬الخيارات الكبرى الكفيلة بإعادة بناء الثقة وجعل المغرب بلداً متضامنا ومزدهرا‬
‫لفائدة جميع مواطنيه ‪59 .............................................................................................‬‬
‫اخليار األول ‪ :‬منظومة وطنية للتربية والتكوين محورها املُتَ َعلِّم‪ ،‬وقائمة على تعزيز وتوسيع‬
‫ِ‬
‫مواطن فاعل‬ ‫مسؤولية الفاعلني وتقوية قدراتهم وحتفيزهم‪ ،‬وهادفة إلى إعداد‬
‫يف دينامية التقدم االقتصادي واالجتماعي‪65 ...............................................‬‬
‫اخليار الثاني ‪ :‬جيل جديد من اخلدمات العمومية‪ ،‬الناجعة واملتاحة الولوج‪ ،‬واملرتكزة على‬
‫تعزيز وتوسيع مسؤولية الفاعلني‪ ،‬واملستثمِ رة بقوة لفرصة التحول الرقمي ‪69 .............‬‬
‫َض َمن املنافسة السليمة وتُ َق ِّن املمارسات الريعية واالمتيازات‪،‬‬
‫اخليار الثالث ‪ :‬بيئة ت ْ‬
‫من أجل حتفيز االستثمار املنتِج والناجع وتقليص الفوارق ‪77 ...............................‬‬
‫املنظم ويرتكز على روح‬‫اخليار الرابع ‪ :‬إجراء حت ُّول هيكلي لالقتصاد يُدمِ ج القطاع غير َّ‬
‫املبادرة واالبتكار ويرمي إلى حتقيق اإلقالع الصناعي ‪79 ...................................‬‬
‫ٍ‬
‫فاعالت يف مجال التنمية وميارسن حقوقهن‬ ‫ويكن‬
‫َّ‬ ‫اخليار اخلامس ‪ :‬نساءٌ يتمتَّعن باالستقاللية‬
‫مبا يكفل مشاركة كاملة يف احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية ‪93 ...‬‬
‫اخليار السادس‪ :‬عالم قروي مندمج‪ ،‬ويحظى بالتثمني‪ ،‬ويتسم باجلاذبية‪ ،‬ومرتبط مبحيطه ‪96 ............‬‬
‫مي ِّكن من‬ ‫اخليار السابع ‪ :‬تضام ٌن ُم َّ‬
‫نظم يهدف إلى تقليص الفوارق االجتماعية واملجالية و َ‬
‫حماية اجتماعية شاملة يساهم يف متويلها املواطنون واملواطنات بكيفية عادلة ‪98 .........‬‬
‫‪11‬‬

‫مستدام من أجل تعزيز‬


‫ٍ‬ ‫نحو‬
‫اخليار الثامن ‪ :‬رأسمال طبيعي يحظى باحلماية التثمني على ٍ‬
‫النمو َّ‬
‫املطرد‪100 ..............................................................................‬‬
‫اخليار التاسع ‪ :‬دولة احلق والقانون ضامنة للصالح العام‪ ،‬وفق مقاربة ترابية للعمل العمومي‬
‫تقوم على التجانس والشفافية والنجاعة والتقييم امل ُ َمنهج ‪102 .............................‬‬
‫‪ .VI‬جميعاً من أجل توطيد «مشروعنا المشترك»‪107.....................................................‬‬

‫المالحق‪115.................................................................................................................‬‬
‫امللحق رقم ‪ :1‬الئحة املؤسسات والفاعلني الذين َّ‬
‫مت اإلنصات إليهم ‪117 ......................................‬‬
‫امللحق رقم ‪ :2‬الئحة أعضاء مجموعة العمل ‪123 ............................................................‬‬
‫امللحق رقم ‪ :3‬الئحة اخلبراء الداخليني‪127 ..................................................................‬‬
‫امللحق رقم ‪ :4‬نتائج استشارة املواطنني واملواطنات عبر األنترنت حول النموذج التنموي اجلديد ‪131 ......‬‬
‫امللحق رقم ‪ :5‬مراجع بيبليوغرافية‪151 ........................................................................‬‬
‫‪12‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪13‬‬

‫المقاربة المنهجية‬

‫ومسلسل تشاوري موسع‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫شاملة ومندمِ جة‬
‫ٍ‬ ‫يتضمن هذا التقرير‪ ،‬الذي هو ثمرة مقاربة تشاركية‪،‬‬
‫اهم َة املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي يف ورش التفكير والنقاش العام الدائر حول بلورة‬
‫ُم َس َ‬
‫منوذج تنموي جديد لبالدنا‪ .‬وقد مت إعداد هذه املساهمة وفق مقاربة واقعية وطموحة‪ ،‬تأخذ بعني‬
‫االعتبار التطورات السريعة والقوية التي يشهدها مجتمعنا والتحوالت االقتصادية واالجتماعية‬
‫والتكنولوجية والبيئية اجلارية على املستوى الدولي‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 128.12‬املتعلق باملجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪،‬‬
‫يركز هذا التقرير على مجاالت اختصاصات املجلس‪ ،‬أال وهي امليدان االقتصادية واالجتماعية‬
‫والبيئية‪.‬‬

‫ويقوم التقرير بترصيد أعمال مختلف الفاعلني املؤسساتيني التي تناولت املوضوع‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التقارير واآلراء التي سبق أن أعدها املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ .‬كما يسلط الضوء‬
‫على اخلالصات املنبثقة عن النقاشات التي دارت خالل جلسات اإلنصات والورشات التي نظمتها‬
‫مجموعة العمل املكلفة بإعداد مساهمة املجلس يف النموذج التنموي اجلديد‪ .‬ويف هذا الصدد‪،‬‬
‫جرى عقد سلسلة من اللقاءات شارك فيها يف املجمل ‪ 59‬من الفاعلني املعنيني‪ ،1‬فضال عن تنظيم‬
‫مت َّثل الهدف من هذه املنهجية يف‬‫اجتماعات مع الفئات اخلمس التي يتألف منها املجلس‪ .‬وقد َ َ‬
‫توافق حول محددات النموذج التنموي اجلديد املنشود‪ .‬وباملوازاة‬
‫ٍ‬ ‫جتميع ومقارنة وجهات النظر وبناء‬
‫مع ذلك‪ ،‬أطلق املجلس استشارة عبر األنترنت‪ 2‬موجهة لعموم املواطنني من أجل استقاء آرائهم‬
‫وتصوراتهم بخصوص حتديات وأولويات النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إلى أن املجلس ال يسعى‪ ،‬من خالل مساهمته يف ورش النقاش حول النموذج التنموي‬
‫اجلديد‪ ،‬إلى أن يَ ُح َّل َم َح َّل الفاعلني املؤسساتيني املَعنيني‪ ،‬وإمنا يرمي إلى تقدمي قراءة يف األسباب‬
‫التي ميكن أن تفسر محدودية النموذج التنموي احلالي‪ ،‬ثم اقتراح اخليارات الكبرى التي ميكن‬
‫أن يقوم على أساسها بناء منوذج تنموي جديد‪ ،‬مع اقتراح الئحة غير حصرية لتدابير وإجراءات‬
‫استراتيجية وملموسة‪ ،‬تكون مكملة للتدابير التي ستقوم بها املؤسسات العمومية املعنية‪.‬‬

‫‪ - 1‬الملحق رقم ‪ : 1‬الئحة المؤسسات والفاعلين الذين تم اإلنصات إليهم‬


‫‪ - 2‬الملحق رقم ‪ : 4‬نتائج استشارة المواطنين‬
‫‪14‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪1‬‬
‫‪15‬‬

‫‪.‬في ذلك بعض الدول الصاعدة‪ ،‬مثل تركيا‬

‫وتتجلى أوجه الضعف الماكرواقتصادي لنموذج النمو الحالي أيضا‪ ،‬في وضعية‬
‫المقاولة المغربية‪ ،‬التي ال تزال تعاني من ضعف قدرتها التنافسية‪ .‬ذاك أن غالبية‬
‫المقاوالت تشتغل في قطاعات ذات قيمة مضافة منخفضة‪ ،‬من قبيل المجال العقاري‬
‫والتجارة‪ ،‬في حين ال تتجاوز نسبة المقاوالت العاملة في مجال الصناعة وتكنولوجيا‬

‫بلد يمتلك العديد من‬ ‫المغرب ٌ‬


‫اإلعالم واالتصال ‪ 10‬في المائة من العدد اإلجمالي للمقاوالت‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫يتسم النسيج المقاوالتي المغربي بتوجه ضعيف نحو التصدير‪ ،‬حيث إن ‪6.324‬‬

‫المؤهالت ويمكنه أن يتطلع إلى‬


‫مقاولة فقط من مجموع المقاوالت النظامية الموجود‪ ،‬قامت بأنشطة تصديرية‬
‫‪.‬خالل سنة ‪2017‬‬

‫مقارنة بين المغرب وتركيا‬ ‫الطموح التنموي‬


‫عالقإ ةنس تلكش يتلا ‪ 2003،‬ةنس يف‬ ‫جتانلل يونسلا ومنلا لدعم طسوتم غلب‬
‫يدرفلا لخدلا زواجت ‪،‬يكرتلا داصتقالا‬ ‫‪ 2003‬نيب ام ةرتفلا يف يلامجإلا يلخادلا‬
‫يف لجسملا يدرفلا لخدلا فصنو نيترم‬ ‫لباقم ‪،‬ةئاملا يف ‪، 5.8‬ايكرت يف ‪2017‬و‬
‫ةرم ‪ 3.8‬ـب هقاف ‪ 2017‬ةنس يفو ‪.‬برغملا‬ ‫برغملل ةبسنلاب ‪4.2‬‬

‫ةيمنتلا تارشؤم يف ةدراو تايطعم ‪ :‬ردصملا ةيجهنم ىلع ءانب ةبستحم رالودلاب تايطعم‬
‫يلودلا كنبلل سلطأ‬ ‫ةيملاعلا‬

‫ةيمنتلا تارشؤم يف ةدراو تايطعم ‪ :‬ردصملا‬


‫ةيملاعلا‬
‫‪16‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪17‬‬

‫خطابَا جاللة امللك محمد السادس نصره اهلل أمام‬


‫البرملان يف ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2017‬و ‪ 12‬أكتوبر ‪ 2018‬حلظة‬
‫فارقة ستط َبع تاريخ املغرب‪ ،‬على غرار كل املبادرات‬
‫األخرى التي أحدثت منعطفا حاسما يف مسارنا الوطني‪.‬‬
‫يعتبر‬
‫ذلك أن دعوة جاللة امللك إلى إعادة النظر يف منوذجنا التنموي «ملواكبة التطورات التي‬
‫تعرفها البالد» خلقت دينامية جديدة انخرطت فيها جميع القوى احلية ببالدنا‪ ،‬وهي‬
‫دينامية إيجابية يف حد ذاتها وحبلى باآلمال‪ .‬كما أنها أظهرت أن املغاربة مقتنعون بأن‬
‫عال من التنمية إذا توفرت الظروف لذلك‪.‬‬ ‫مبقدور بالدهم حتقيق مستوى ٍ‬
‫‪18‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ • 1‬استثمار مؤهالت المغرب‬
‫يزخر املغرب مبؤهالت مهمة ميكنه االعتماد عليها من أجل النهوض بتنميته وتسريع وتيرتها‪ .‬وهي مؤهالت‬
‫مستمدة يف املقام األول من تاريخ اململكة العريق وموقعها اجلغرايف وانتمائها اإلفريقي املتجذر‪ ،‬فضال عن‬
‫انتمائها إلى مجموعات حضارية كبرى‪ .‬ومن املؤهالت الهامة التي يحبل بها املغرب أيضا‪ ،‬ثراء رأسماله‬
‫الطبيعي والبشري وغير املادي‪ ،‬السيما السمعة التي يتمتع بها وإشعاعه الدولي‪ ،‬باإلضافة إلى قدرته على‬
‫القيام بإصالحات كبرى واتسامه مبيزة النقد الذاتي وامتالكه شجاعة املصاحلة مع املاضي‪.‬‬

‫فعلى املستوى التاريخي‪ ،‬ميتاز املغرب‪ ،‬بفضل تاريخه املمتد وحضارته العريقة‪ ،‬بتنوع ثقايف ينتظم هويته‬
‫املوحدة‪ ،‬ويشكل أرضي ًة للقيم املشت َركة التي تساهم يف ما ينعم به من استقرار ويف إضفاء دينامية متجددة‬
‫على األشكال التعبيرية األساسية لهذه الهوية املرتكزة يف اآلن ذاته على الوحدة والتنوع‪.‬‬

‫وبفضل موقعه اجلغرايف‪ ،‬عند ملتقى احلضارات‪ ،‬بني إفريقيا واملشرق والعالم الغربي‪ ،‬متكن املغرب من‬
‫نسج عالقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية مع شبكة واسعة من الدول‪ .‬وهو موقع أضفى على اململكة بُعداً‬
‫استراتيجيا بفضل ما يسمح به من انفتاح على بلدان حوض البحر األبيض املتوسط وعلى الفضاء األطلسي‪،‬‬
‫مما يؤهلها أن تصبح «قطبا» اقتصاديا على املستوى اإلقليمي والدولي‪ ،‬ال سيما يف مجاالت التجارة واإلنتاج‬
‫واالستثمار‪.‬‬

‫إن الروابط التي جتمع املغرب بإفريقيا هي قبل كل شيء روابط ذات جذور تاريخية عميقة‪ .‬ففضال عن كون‬
‫اململكة جزءاً من تراب هذه القارة‪ ،‬فإن عالقاتها ببلدانها تأخذ يف الوقت ذاته أبعاداً فنية وأدبية ومعمارية‬
‫وروحية‪ .‬وقد بات هذا االنتماء املتجذر إلفريقيا يكتسي اليوم بعداً جديداً‪ ،‬بفضل نهج اململكة ملسلسل مطرد‬
‫لالندماج االقتصادي يف إفريقيا‪ ،‬أخذ يتعزز منذ نحو عشر سنوات‪ .‬وقد تسارعت وتيرة هذا املسلسل مع‬
‫توقيع عدد مهم من اتفاقيات الشراكة مع مختلف دول القارة‪ ،‬تُ ِّوجت بتوقيع املغرب على االتفاقية املتعلقة‬
‫بإقامة منطقة التجارة احلرة القارية اإلفريقية (‪ )ZLECAF‬يف سنة ‪ .2018‬ويعد تطور املبادالت اخلارجية‬
‫للمغرب مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء مؤشرا على وتيرة تطور عالقاته االقتصادية مع هذه املنطقة من‬
‫القارة اإلفريقية‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬ارتفع متوسط النمو السنوي لصادرات املغرب نحو بلدان إفريقيا جنوب‬
‫الصحراء بنسبة ‪ 12.2‬يف املائة يف السنة بني سنتي ‪ 2008‬و‪ .2018‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تستقبل هذه البلدان ما‬
‫يقرب من ثلث مجموع صايف تدفقات االستثمارات املغربية يف اخلارج بني سنتي ‪ 2014‬و‪ ،2018‬مما يجعل‬
‫املغرب واحداً من أهم املستثمرين األفارقة يف القارة‪.‬‬

‫على املستوى الدولي‪ ،‬يحظى املغرب بصورة إيجابية بفضل اعتماده دبلوماسية نشيطة مرتكزة على الدعوة‬
‫إلى السالم والتسامح واحلوار واالنفتاح على اآلخر والتعاون ذي النفع املتبادل واالستقرار والتضامن‪ .‬كما‬
‫أن انخراطه الفعال مؤخرا يف مبادرات طموحة من قبيل «تكييف الفالحة اإلفريقية مع التغيرات املناخية»‬
‫و«بحيرة تشاد» و«حوض الكونغو» ومؤخرا يف مبادرة «احلزام األزرق»‪ ،‬ساهم يف تعزيز دوره كرائد يف رهانات‬
‫أساسية متعلقة بالبيئة واألمن الغذائي‪ .‬وينتهج املغرب أيضا منذ سنة ‪ ،2013‬سياسة يف مجال الهجرة تُعتبر‬
‫رائد ًة على املستوى اإلقليمي‪ ،‬تقوم على احترام حقوق اإلنسان ومواكبة التطورات التي تعرفها هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫تلك العديد من املؤهالت و كنه أن يتطلع إلى الطموح التنموي‬ ‫املغرب بلدٌ‬

‫كما يشكل التقدم احملرز يف مجال الدميقراطية وحقوق اإلنسان وتكريس دولة احلق والقانون مؤهالت‬
‫أساسية أخرى يرتكز عليها املغرب‪ .‬فبفضل اإلصالحات السياسية واملؤسساتية املتعددة والطموحة التي‬
‫قام بها املغرب‪ ،‬ال سيما اعتماد دستور جديد سنة ‪ ،2011‬أرست اململكة دعائم (‪ )1‬مجتمع أكثر انفتاحاً‬
‫فصل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومؤسسات أكث َر حداثة‪ ،‬و(‪)3‬‬ ‫ودميقراطي ًة وأكثر حرصا على احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬و(‪ )2‬دولةِ قانون‬
‫ٍ‬
‫المركزية أقوى ( َو ْرش اجلهوية املتقدمة)‪.‬‬ ‫أفضل بني السلط و(‪)4‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ميتلك املغرب ساكنة شابة تشكل مورداً ال يقدر بثمن وعام ً‬
‫ال مهما لتحقيق النمو‪ ،‬غال ًبا‬
‫ما يوصف بكونه «امتيازا دميغرافيا»‪ .‬ويقتضي استثمار هذه الفرصة وضع الشروط الالزمة لتثمني هذه‬
‫الفئة وإدماجها على النحو األمثل يف دينامية تنمية البالد‪.‬‬

‫وأخيراً‪ ،‬يعد االستقرار السياسي ومتانة املؤسسات وقدرتها على الصمود يف مواجهة التقلبات من املؤهالت‬
‫األساسية لبناء مستقبل املغرب‪ .‬وترتبط هذه املؤهالت بفلسفة وطبيعة مختلف النماذج التنموية التي جرى‬
‫تشكيلها على امتداد تاريخ املغرب املعاصر‪ .‬ذلك أنه يف كل محطة من احملطات الكبرى التي عاشتها اململكة‪،‬‬
‫دأبت هذه األخيرة‪ ،‬رغم االختالفات السياسية‪ ،‬على جمع كل القوى احلية والفاعلني (الدولة واملؤسسات‬
‫واألحزاب السياسية واملجتمع املدني واملثقفون وقادة الرأي والشباب ووسائل اإلعالم) يف فضاء النقاش‬
‫العمومي من أجل تشخيص الوضع وتسليط الضوء على النجاحات احملققة وحتديد نقاط الضعف وفهم‬
‫املخاطر احملتملة ثم تصحيح املسارات‪.‬‬

‫‪... • 2‬وترصيد المنجزات‬


‫ارتكازا على هذه املؤهالت وحتت قيادة جاللة امللك نصره اهلل‪ ،‬استطاع املغرب خالل العقدين املاضيني‪،‬‬
‫حتديث مؤسساته وإحراز تقدم مهم يف العديد من املجاالت‪ :‬ارتفاع أمد احلياة‪ ،‬حتسن الدخل الفردي‪،‬‬
‫تراجع الفقر إلى حدود النصف‪ ،‬واالنفتاح التدريجي للسوق الداخلي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬عززت بالدنا‬
‫مكانتها كوجهة إقليمية جللب االستثمارات األجنبية املباشرة وكقطب لألمن واالستقرار باعتراف من‬
‫املجموعة الدولية‪.‬‬

‫لقد مكنت اإلصالحات التي مت إجنازها من تكريس اخليار الدميقراطي للمغرب وجعله خيارا ال رجعة فيه‪،‬‬
‫وتأكيد انخراط البالد يف إعمال اجليل اجلديد من حقوق اإلنسان‪ ،‬وإرساء املساواة بني اجلنسني‪ ،‬وإقرار‬
‫املوحدة‪ ،‬كما نص على ذلك دستور‬‫َّ‬ ‫الطابع املتنوع للمكونات والروافد الثقافية واحلضارية للهوية املغربية‬
‫سنة ‪ .2011‬وباملوازاة مع ذلك‪ ،‬جرى إطالق مسلسل واسع للمصاحلة مع املاضي‪ ،‬وإحداث مؤسسات حلماية‬
‫حقوق اإلنسان والنهوض بها‪ ،‬مثل املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪ ،‬كما مت إنشاء مؤسسات دستورية أخرى‪،‬‬
‫من قبيل املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬من أجل تشجيع وتعزيز احلوار بني القوى احلية لألمة‬
‫وتطوير الدميقراطية التشاركية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬مت تعزيز الدميقراطية التمثيلية من خالل إرساء دعام‬
‫اجلهوية املتقدمة‪ ،‬التي تشكل ورشا وطنيا مهيكِ ال‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫وقد مكن ترسيخ اخليار الدميقراطي من تطوير دينامية سياسية هامة‪ ،‬تستند على قيم احلوار واملشاركة‪،‬‬
‫كما سمح ببروز دينامية جديدة للمجتمع املدني‪.‬‬

‫وعلى مستوى العمل االجتماعي والتضامني‪ ،‬أعطت املبادرة الوطنية للتنمية البشرية دفعة قوية للجهود‬
‫الهامة املبذولة من أجل تدارك التأخر املسجل يف املجاالت االجتماعية‪ ،‬حيث جرى تعميم الولوج إلى التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬وتضاعفت بأزيد من مرتني نسب ُة التمدرس يف مستوى الثانوي اإلعدادي‪ ،‬بينما بلغت ثالثة‬
‫أضعاف تقريبا بالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬شهدت نسبة األ ّمية انخفاضا مهما‪ ،‬إذ‬
‫تراجعت من ‪ 48‬يف املائة إلى ‪ 32‬يف املائة بني سنتي ‪ 1999‬و‪.2014‬‬

‫وعلى صعيد الخدمات األساسية‪ ،‬فقد انتقلت نسبة الولوج إلى الماء الش ُروب والكهرباء‪ ،‬على التوالي‪ ،‬من‬
‫‪ 40‬في المائة إلى ‪ 96.6‬في المائة‪ ،‬ومن ‪ 16‬في المائة إلى ‪ 99.6‬في المائة خالل الفترة ما بين سنتي ‪1999‬‬
‫و‪ .2017‬أما بخصوص الحماية االجتماعية‪ ،‬فإن ‪ 62‬في المائة من السكان مشمولون اليوم بتغطية صحية‬
‫أساسية‪ ،‬مقابل أقل من ‪ 20‬يف املائة سنة ‪ .1999‬ويف مجال السكن‪ ،‬تراجع العجز املسجل يف هذا امليدان إلى‬
‫النصف‪.‬‬

‫وخالل الفترة ذاتها‪ ،‬مت فك العزلة عن أكثر من ثالثة ماليني شخص يف الوسط القروي‪ ،‬حيث امتدت‬
‫الشبكة الطرقية‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬إلى حوالي ‪ 57.334‬كلم‪ ،‬بوتيرة منو سنوية بلغت ‪ 2.5‬يف املائة‪.‬‬

‫وعلى الصعيد االقتصادي‪ ،‬أبان النمو عن قدرة على الصمو ًد يف مواجهة تداعيات األزمة املالية الدولية‪ ،‬كما‬
‫باشرت اململكة باملوازاة مع ذلك تنويع بنيتها اإلنتاجية والنهوض بأداء عدد من القطاعات‪ ،‬وال سيما بفضل‬
‫السياسات القطاعية اجلديدة‪ ،‬وانعكاسات سياسة األوراش الكبرى‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬انتقل إجمالي الدخل الفردي الوطني بني سنتي ‪ 2000‬و‪ 2018‬من متوسط سنوي يبلغ حوالي‬
‫‪ 13.906‬دراهم (بقيمة احلساب اجلاري) إلى ‪ 29.780‬درهماً‪ ،‬محققاً متوسط منو سنوي قدره ‪ 4.3‬يف‬
‫املائة‪ .‬وبالنسبة للقيمة احلقيقية‪ ،‬بلغ متوسط النمو السنوي ‪ 3‬يف املائة‪ .‬وقد صاحب هذا التحسن يف‬
‫مستوى العيش تراجع طفيف جدا يف الفوارق على مستوى الدخل‪ ،‬إذ اتخذ مؤشر جيني منحا تنازليا‪ ،‬حيث‬
‫انتقل من ‪ 0.407‬إلى ‪ 0.395‬بني سنتي ‪ 2007‬و‪.2014‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬طور املغرب قطاعات واعدة ومهناً عاملية جديدة ساهمت يف حتسني جاذبية بالدنا لدى‬
‫املستثمرين األجانب‪ ،‬حيث بلغ صايف تدفقات االستثمارات األجنبية املباشرة يف املتوسط نسبة ‪ 3.6‬يف‬
‫املائة من الناجت الداخلي اإلجمالي خالل الفترة ما بني ‪ 2008‬و‪ ،2017‬وذلك على الرغم من ظرفية دولية‬
‫وإقليمية غير مواتية‪.‬‬

‫لقد ارتكزت السياسات القطاعية على مشاري َع كبرى مهيكلة مكنت من إجناز بنيات حتتية كبيرة‪ 3‬وحتسني‬
‫الربط الداخلي والدولي لبالدنا (ال سيما بفضل ميناء طنجة املتوسط)‪ ،‬وتعزيز صعود أقطاب تنموية‬
‫جهوية‪ ،‬إضافة إلى االستجابة لطموح املغرب يف أن يصبح منصة إقليمية لالستثمارات والصادرات‪.‬‬
‫‪ - 3‬بالرجوع إلى نتائج استشارة المواطنين‪ ،‬تشكل البنيات التحتية (‪ 62.10‬في المائة) أبرز المنجزات‬
‫‪21‬‬ ‫تلك العديد من املؤهالت و كنه أن يتطلع إلى الطموح التنموي‬ ‫املغرب بلدٌ‬

‫وانطالقا من هذا الهدف‪ ،‬عملت بالدنا‪ ،‬خالل الفترة نفسها‪ ،‬على تعزيز انفتاح اقتصادها الوطني بتوقيع‬
‫العديد من اتفاقيات التبادل احلر‪ ،4‬السيما مع االحتاد األوروبي والواليات املتحدة األمريكية وبلدان الرابطة‬
‫األوروبية للتجارة احلرة وتركيا‪ ،‬فضال عن اتفاقية أكادير التي تضم‪ ،‬باإلضافة إلى املغرب‪ ،‬كال من مصر‬
‫واألردن وتونس وفلسطني‪ .‬باملوازاة مع ذلك‪ ،‬عزز املغرب تعاونه مع بلدان اخلليج‪ ،‬واعتمد سياسة حتقيق‬
‫التنمية املشتركة يف عالقته مع بلدان القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫لقد حقق املغرب تقدما ملموسا يف مجال االنفتاح التجاري‪ .‬فخالل اخلمسة عشر سنة املاضية‪ ،‬متكنت‬
‫اململكة‪ ،‬مبوجب اتفاقيات التبادل احلر املوقعة‪ ،‬من احلصول على إمكانية الولوج‪ ،‬وفق شروط تفضيلية‪،‬‬
‫ألسواق ‪ 56‬بلدا‪ ،‬تضم أكثر من مليار مستهلك‪ ،‬أي ما ميثل ثلث حجم التجارة العاملية‪ .‬كما يعد الشروع‬
‫سنة ‪ 2013‬يف مفاوضات إبرام اتفاق التبادل احلر الشامل واملع ّمق مع االحتاد األوروبي (االتفاق األول من‬
‫نوعه على مستوى املنطقة) خطوة أخرى تكرس استراتيجية االنفتاح التي اعتمدها املغرب وتعزز شراكته‬
‫مع االحتاد يف إطار الوضع املتقدم‪ ،‬وخطة العمل التي مت وضعها إلعماله (‪.)PASA‬‬

‫كما ميثل النهوض بالقطاع املالي وتعزيز متانته تقد ًما ها ّماً سمح للمغرب بترسيخ مكانته كقطب مالي على‬
‫صعيد القارة اإلفريقية وتعزيز تواجده بها‪ ،‬من خالل االستثمارات يف القطاع املالي اإلفريقي‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬مكنت اإلصالحات العميقة التي باشرتها بالدنا منذ منتصف التسعينيات من احملافظة على استقرار‬
‫القطاع املالي وقدرته على الصمود وبناء قدرة معينة على مواكبة طموحات التنمية االقتصادية للبالد‪.‬‬

‫أما على الصعيد الثقايف‪ ،‬فإن خلق منصات تعبيرية جديدة‪ ،‬على غرار املهرجانات املتعددة واإلذاعات‬
‫اخلاصة ووسائل اإلعالم اإللكترونية وتطور استعمال الشبكات االجتماعية‪ ،‬يترجم بقوة خيار االنفتاح‬
‫والتحول الذي تنهجه بالدنا‪.‬‬

‫‪... • 3‬ارتــكازا علــى مقومــات مشــروعنا المجتمعــي وتفعيــال‬


‫للتوجيهــات الملكيــة الســامية‬
‫ارتكازا على املؤهالت واملنجزات املشار إليها‪ ،‬بات يَ ِحقُّ للمغرب أن يَطمح يف حتقيق مستوى أعلى من التنمية‪.‬‬
‫وقد أعرب املغاربة يف مناسبات عدة عن ثقتهم يف قدرة بالدهم على االرتقاء إلى عتبة جديدة من التنمية‪ .‬كما‬
‫أن االنتظارات املعبر عنها يف هذا املضمار‪ ،‬تتجاوز مجرد الرفع الكِ ِّمي للنمو االقتصادي‪ ،‬بل تَ ُه ُّم أيضا حتقيق‬
‫اإلدماج وتكافؤ الفرص واالستدامة والتنوع والتمازج االجتماعي‪ ،‬والنهوض بالثقافة وتعزيز االنفتاح ‪...‬‬

‫‪ - 4‬غير أنه يشار إلى أن المغرب ال يستفيد بالقدر الكافي من اتفاقيات التبادل الحر المُ برَمة (تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫والبيئي حول «تجانس السياسات القطاعية واتفاقيات التبادل الحر» لسنة ‪ .)2014‬ومن تجليات هذه االستفادة المحدودة نجد عجز‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬الذي تفاقم بثالثة أضعاف في بحر ‪ 15‬سنة‪ ،‬ما بين ‪ 2004‬و‪ ،2018‬ونسبة تغطية الواردات عن طريق الصادرات‪ ،‬التي‬
‫تبلغ حاليا حوالي ‪ 56.8‬في المائة (‪.)2018‬‬
‫‪22‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫ويشكل النموذج التنموي اإلطار األمثل لتحديد ُكنْهِ تلك االنتظارات وأشكال التنظيم ووسائل التنفيذ الالزمة‬
‫إلعمالها‪ .‬كما أنه يقتضي العمل على التحديد اجلماعي للخيارات االستراتيجية الواجب اعتمادها دون‬
‫ْص َّب عليها السياسات العمومية‪ .‬ويسمح هذا النموذج أيضا بتحديد‬ ‫أخرى‪ ،‬ورسم األولويات التي ينبغي أن تَن َ‬
‫املسار الذي من شأنه أن يقود البالد نحو حتقيق التقدم‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬يتعني العمل يف مرحلة أولى على حتديد طموح يتقاسمه جميع املغاربة‪ .‬ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬ال بد‬
‫من العودة إلى اإلطار املرجعي الذي طاملا سمح بتحديد شكل املشروع املجتمعي الذي يرنو إليه املواطنون‪.‬‬
‫واسع و َم َّك َن من التوصل‬
‫ٍ‬ ‫ويتعلق األمر‪ ،‬يف املقام األول‪ ،‬بدستور اململكة لسنة ‪ 2011‬الذي كان محط نقاش‬
‫إلى توافق حول العديد من القضايا اجلوهرية ملشروعنا املجتمعي‪ ،‬ثم امليثاق االجتماعي الذي وضعه‬
‫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي يف السنة ذاتها والذي ينص على جملة من احلقوق واالنتظارات‬
‫واملمارسات‪ .‬أخي ًرا‪ ،‬معالم الطريق واملتطلبات األساسية الواردة يف التوجيهات السامية جلاللة امللك يف‬
‫سياق ورش النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬

‫دستور سنة ‪2011‬‬


‫إن من شأن اإلعمال الفعلي لإلطار املعياري لدستور فاحت يوليوز ‪ ،2011‬أن يشكل يف حد ذاته رافعة أساسية‬
‫لتحقيق الطموح املشار إليه‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يقترح املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي من خالل هذه‬
‫املساهمة يف النموذج التنموي اجلديد‪ ،‬عددا من اخليارات الكبرى التي تنبثق عنها جملة من اإلجراءات‪،‬‬
‫تندرج كلها يف إطار إعمال املبادئ الدستورية التالية‪:‬‬

‫احترام حقوق اإلنسان األساسية والنهوض بها‪ :‬جعل إعمال حقوق اإلنسان‪ ،‬مبفهومها الشامل‪ ،‬مبدءاً‬
‫أساسيا من مبادئ احلكامة االقتصادية واالجتماعية؛‬

‫تبني خيار اقتصاد السوق االجتماعي‪ :‬تضطلع يف ظله الدولة مبهام التقنني والتخطيط االستراتيجي‪،‬‬
‫وتضمن احترام قواعد السوق‪ ،‬وتسهر على النهوض باملبادرة اخلاصة وعلى تطوير أنشطة االقتصاد‬
‫االجتماعي والتضامني؛‬

‫اجلهوية املتقدمة‪ ،‬الالمتركز والتفريع‪ :‬إناطة مسؤولية بلورة وتنفيذ املشاريع التنموية باجلماعات‬
‫الترابية‪ ،‬والعمل على التنزيل الترابي للسياسات االجتماعية التنموية؛‬

‫احلكامة اجليدة ‪ :‬املرتكزة على مبادئ الشفافية والفعالية واملشاركة واحملاسبة؛‬

‫التنمية املستدامة والقادرة على الصمود‪ :‬جعل حماية الرأسمال الطبيعي واالستغالل املسؤول للموارد‬
‫املائية والبيولوجية والبحرية‪ ،‬والتكيف مع التغيرات املناخية‪ ،‬وتطوير االقتصاد األخضر واالقتصاد‬
‫األزرق‪ ،‬رافعة استراتيجية للتنمية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫تلك العديد من املؤهالت و كنه أن يتطلع إلى الطموح التنموي‬ ‫املغرب بلدٌ‬

‫مرجعية الميثاق االجتماعي للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫لسنة ‪2011‬‬
‫اعتمد املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي يف ‪ 26‬نونبر ‪ 2011‬تقريرا بعنوان «من أجل ميثاق اجتماعي‬
‫جديد‪ :‬ضوابط يجب احترامها وأهداف ينبغي التعاقد بشأنها»‪ .‬وحتدد هذه الوثيقة أسس ميثاق جديد‬
‫للتماسك االجتماعي والنمو االقتصادي‪ ،‬ارتكازا على إطار مرجعي من املبادئ واألهداف املستمدة من‬
‫املعايير الكونية (مت إجناز هذا التقرير تفعيال للتعليمات السامية التي وجهها جاللة امللك يف خطابه السامي‬
‫إلى املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي مبناسبة تنصيب أعضائه بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ .)2011‬ويضم هذا‬
‫اإلطار املرجعي ‪ 94‬هدفاً يتسم بالدقة والواقعية‪ ،‬يستند على ‪ 250‬مؤشرا للتتبع وقياس التقدم‪ .‬ومن شأن‬
‫اإلعمال املستدام لهذه األهداف أن مي ّكن من الدفع بعجلة تنمية البالد وضمان املالءمة مع املعايير الكونية‬
‫حلقوق اإلنسان األساسية‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يقترح املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي من خالل هذه‬
‫املساهمة يف النموذج التنموي اجلديد‪ ،‬عددا من اخليارات الكبرى التي تنبثق عنها جملة من اإلجراءات‪،‬‬
‫تسعى لتقدمي أجوبة يف مجاالت العمل الستة الواردة يف امليثاق االجتماعي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ضمان الولوج إلى اخلدمات األساسية والنهوض بالرفاه االجتماعي؛‬
‫تطوير املعارف‪ ،‬والتكوين والثقافة؛‬
‫الوقاية من التهميش والنهوض باإلدماج وبأشكال التضامن؛‬
‫حتسني احلوار االجتماعي‪ ،‬واحلوار املدني والتعاقدات الرامية إلى حتقيق التقدم؛‬
‫حماية البيئة والدفع بتطوير االقتصاد األخضر؛‬
‫تعزيز احلكامة املسؤولة‪ ،‬واألمن االقتصادي وتشجيع املبادرة اخلاصة وتكريس الدميقراطية االجتماعية‪.‬‬

‫التوجيهات الملكية السامية‬


‫أبرز خطاب جاللة امللك نصره اهلل بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2017‬املتطلبات الثالثة األساسية التي يتعني أن يرتكز‬
‫عليها النموذج التنموي اجلديد‪ .‬وتهم هذه املتطلبات اجلوانب التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬تطوير العقليات بوصفه لبنة أساسية لتحقيق التقدم الشامل الذي نطمح إليه؛‬

‫‪ .2‬إحداث قطائع وحتوالت كبرى على مستوى السياسات العمومية املعتمدة حلد اآلن‪ .‬ذلك أن هذه‬
‫املبادرات امل ُ َهيْكِ لة التي مكنت من إدراج املغرب يف مسلسل لتسريع تنميته‪ ،‬التزال‪ ،‬رغم ما حتقق‬
‫من تقدم ملموس‪ ،‬تواجه عددا من الصعوبات املرتبطة أساسا بنقص االنسجام والتضافر مع باقي‬
‫السياسات العمومية؛‬

‫‪ .3‬اقتراح تدابير عملية وواقعية على املديني القصير واملتوسط من أجل حتقيق تنمية متوازنة ومنصفة‬
‫وقادرة على الصمود‪ ،‬تضمن الكرامة للجميع وتوفر الدخل وفرص الشغل‪ ،‬خاصة للنساء والشباب‪.‬‬
‫تنمية قادرة على االستجابة للمطالب امللحة‪ ،‬واحلاجيات املتزايدة للمواطنات واملواطنني‪ ،‬واحلد من‬
‫الفوارق بني الفئات ومن التفاوتات املجالية‪ ،‬وحتقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫ومشــروع إلى بلوغ مســتوى أعلى‬
‫ٍ‬ ‫جديد‬
‫ٍ‬ ‫طموح‬
‫ٍ‬ ‫‪... • 4‬تحقيق‬
‫من التنمية‬
‫انطالقا من اإلطار املرجعي الوارد أعاله‪ ،‬يتبني جليا أن رفاه املواطن يشكل املعيار الوحيد لقياس مدى‬
‫جناعة أي منوذج تنموي‪ .‬ذلك أن املواطن‪ ،‬كيفما كان وضعه سواء كان أجيرا أو مقاوال‪ ،‬شابا نشيطا أو‬
‫متقاعدا‪ ،‬رجال أو امرأة‪ ،‬قاطنا يف الوسط احلضري أو القروي‪ ،‬عندما يالزمه شعور باإلحباط جراء‬
‫إحساسه بعدم االستجابة حلاجياته وتطلعاته وعدم صون كرامته‪ ،‬فإن القطع مع النموذج التنموي احلالي‬
‫يصبح ضرورة ملحة‪ .‬وتكتسي هذه املكانة املركزية للمواطن العديد من األبعاد‪:‬‬

‫تعزيز قدرات الفرد ‪ :‬وهو األمر الذي يحيل على ضرورة تخويل كل فرد من أفراد املجتمع املهارات‬
‫والكفايات الالزمة وتوفير الظروف املواتية التي متكنه من املساهمة بفعالية يف النموذج التنموي اجلديد‬
‫(تعليم عصري وذو جودة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الترفيه والثقافة‪ ،‬التربية على السلوك املدني وعلى القيم‪ ،‬احلماية‬
‫االجتماعية ‪)...‬؛‬

‫ضمان تكافؤ الفرص ‪ :‬مبا يكرس حق كل مواطن ومواطنة يف التمتع‪ ،‬بطريقة منصفة‪ ،‬باآلثار اإليجابية‬
‫املتأتية من النموذج التنموي اجلديد؛‬

‫مجتمع مزدهر‪ ،‬عماده مؤسسات وسياسات عمومية َف َّعالة وبيئة مناسبة‪ ،‬مبا يسمح بتوفير إطار ٍ‬
‫موات‬
‫خللق الثروة وحتقيق منو دامِ ٍج وضمانِ حياةٍ أفضل للجميع؛‬

‫وأخيرا مجتمع متضامن ‪ :‬وهي غاية يتوقف بلوغها على قدرة النموذج التنموي املنشود على توفير‬
‫احلماية االجتماعية للمواطنني طيلة مسار حياتهم‪.‬‬

‫هكذا ميكن صياغة الطموح الذي توافقت بشأنه مكونات املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي بخصوص‬
‫النموذج التنموي اجلديد على النحو التالي‪:‬‬

‫بناء منوذج تنموي دينامي يحقق منواً قوياً‪ ،‬دامجاً ومستداماً‪ ،‬ويضمن تكافؤ الفرص‪ ،‬وينهض بتنمية‬
‫مزدهر ومتضامن‪ ،‬يحتل فيه املواطن مكانة مركزية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مجتمع‬
‫ٍ‬ ‫الفرد ويعزز قدراته يف ظل‬

‫إن من شأن حتقيق هذا الطموح‪ ،‬الذي يوفر فرصا أكبر للجميع ليتمكنوا من اإلسهام يف خلق الثروة ويسمح‬
‫لكل مواطن باالستفادة بشكل منصف من ثمار النمو‪ ،‬أن يقوي ويُثَ ِّبت الثقة يف املؤسسات ويف منظومة‬
‫احلكامة بشكل عام‪ .‬وال ريب أن عودة الثقة ستساهم بدورها يف تعزيز احلس الوطني والشعور باالنتماء إلى‬
‫الوطن‪ ،‬وتقوية انخراط املواطن لصالح قضايا بالده‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪25‬‬

‫‪.‬في ذلك بعض الدول الصاعدة‪ ،‬مثل تركيا‬

‫وتتجلى أوجه الضعف الماكرواقتصادي لنموذج النمو الحالي أيضا‪ ،‬في وضعية‬
‫المقاولة المغربية‪ ،‬التي ال تزال تعاني من ضعف قدرتها التنافسية‪ .‬ذاك أن غالبية‬
‫المقاوالت تشتغل في قطاعات ذات قيمة مضافة منخفضة‪ ،‬من قبيل المجال العقاري‬
‫والتجارة‪ ،‬في حين ال تتجاوز نسبة المقاوالت العاملة في مجال الصناعة وتكنولوجيا‬

‫النموذج التنموي الحالي غير قادر‬


‫اإلعالم واالتصال ‪ 10‬في المائة من العدد اإلجمالي للمقاوالت‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫يتسم النسيج المقاوالتي المغربي بتوجه ضعيف نحو التصدير‪ ،‬حيث إن ‪6.324‬‬

‫على تحقيق هذا الطموح‬


‫مقاولة فقط من مجموع المقاوالت النظامية الموجود‪ ،‬قامت بأنشطة تصديرية‬
‫‪.‬خالل سنة ‪2017‬‬

‫مقارنة بين المغرب وتركيا‬

‫عالقإ ةنس تلكش يتلا ‪ 2003،‬ةنس يف‬ ‫جتانلل يونسلا ومنلا لدعم طسوتم غلب‬
‫يدرفلا لخدلا زواجت ‪،‬يكرتلا داصتقالا‬ ‫‪ 2003‬نيب ام ةرتفلا يف يلامجإلا يلخادلا‬
‫يف لجسملا يدرفلا لخدلا فصنو نيترم‬ ‫لباقم ‪،‬ةئاملا يف ‪، 5.8‬ايكرت يف ‪2017‬و‬
‫ةرم ‪ 3.8‬ـب هقاف ‪ 2017‬ةنس يفو ‪.‬برغملا‬ ‫برغملل ةبسنلاب ‪4.2‬‬

‫ةيمنتلا تارشؤم يف ةدراو تايطعم ‪ :‬ردصملا ةيجهنم ىلع ءانب ةبستحم رالودلاب تايطعم‬
‫يلودلا كنبلل سلطأ‬ ‫ةيملاعلا‬

‫ةيمنتلا تارشؤم يف ةدراو تايطعم ‪ :‬ردصملا‬


‫ةيملاعلا‬
‫‪26‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪27‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫حتديد أجنع للخيارات التي ستشكل أساس النموذج التنموي‬ ‫ٍ‬

‫على حتقيق الطموح املشار إليه أعاله‪ ،‬أي محاولة اإلجابة على‬
‫أجل‬
‫اجلديد‪ ،‬من املهم البدء أوالً بالنظر يف مدى قدرة النموذج احلالي‬

‫األسئلة التالية‪ :‬هل مبقدور النموذج التنموي احلالي ضمان ‪:‬‬


‫من‬
‫الرخاء االقتصادي؟‬

‫تنمية الفرد وتطوير قدراته؟‬

‫اإلدماج؟‬

‫تكافؤ الفرص؟‬

‫حتقيق التضامن؟‬

‫االستدامة؟‬
‫‪28‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ • 1‬الرخاء االقتصادي؟‬
‫إن منوذج النمو احلالي لم يعد قادرا على ضمان تطور مطرد للنشاط االقتصادي يسمح بخلق الثروة وفرص‬
‫الشغل‪ .‬فإلى جانب ضعف وتيرة النمو خالل السنوات األخيرة (‪ 3.6‬يف املائة خالل الفترة ‪،)2018-2008‬‬
‫فإن جودة هذا النمو كانت غير كافية‪ ،‬كما يتبني ذلك من بطء التحول الهيكلي لالقتصاد‪.‬‬

‫فعلى الرغم من اجلهود املبذولة ومختلف االستراتيجيات القطاعية التي سمحت بالنهوض بعدد محدود‬
‫من القطاعات (صناعة السيارات‪ ،‬الطيران‪ ،‬مشتقات الفوسفاط‪ ،)...‬فإن تطور اإلنتاجية يظل محدودا‪،‬‬
‫إذ ال يزال النمو معتمدا على الفالحة‪ ،‬واحلال أنها خاضعة دائما للتقلبات‪ .‬كما أن االقتصاد املغربي يتسم‬
‫بهيمنة القطاع الثالثي‪( ،‬مثلت اخلدمات يف املتوسط ‪ 51.2‬يف املائة من الناجت الداخلي اإلجمالي خالل‬
‫الفترة ‪ ،2018-2008‬يف حني شكلت الصناعات التحويلية باستثناء تكرير البترول ‪ 15.6‬يف املائة)‪ ،‬إال أن‬
‫هذا القطاع تَغلُب عليه اخلدمات ذات القيمة املضافة املنخفضة‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬جند أن مراكمة رأس املال املادي كمحرك للنمو‪ ،‬واكبها انخفاض يف مردودية االستثمار‬
‫(ارتفع املعامل احلدي إلنتاجيـة رأس املـال «‪ »ICOR‬بحوالي ‪ 8‬نقط)‪ ،‬فيما كانت مساهمة الصادرات الصافية‬
‫إما مساهمة سلبية أو ذات وقع إيجابي ضئيل جدا على منو الناجت الداخلي اإلجمالي‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫مستوى تطور محتوى الصادرات يبقى غير كاف (املرتبة ‪ 99‬من أصل ‪ 124‬بلدا حسب مؤشر التشعب‬
‫االقتصادي)‪.‬‬

‫إن هذه الهشاشة التي تطبع االقتصاد املغربي تعيق قدرته على حتقيق إقالع اقتصادي حقيقي‪ ،‬كما جنحت‬
‫يف ذلك بعض الدول الصاعدة‪ ،‬مثل تركيا‪.‬‬

‫وتتجلى أوجه الضعف املاكرواقتصادي لنموذج النمو احلالي أيضا يف وضعية املقاولة املغربية التي ال‬
‫تزال تعاني من ضعف قدرتها التنافسية‪ .‬ذلك أن غالبية املقاوالت تشتغل يف قطاعات ذات قيمة مضافة‬
‫منخفضة‪ ،‬من قبيل املجال العقاري والتجارة‪ ،‬واخلدمات املختلفة‪ ،‬يف حني ال تتجاوز نسبة املقاوالت العاملة‬
‫يف مجال الصناعة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال ‪ 10‬يف املائة من العدد اإلجمالي للمقاوالت‪ .‬وباإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬يتسم النسيج املقاوالتي املغربي بتوجه ضعيف نحو التصدير‪ ،‬حيث إن ‪ 6.324‬مقاولة فقط من‬
‫مجموع املقاوالت املهي َكلة املوجودة قامت بأنشطة تصديرية خالل سنة ‪.52017‬‬

‫‪ - 5‬مكتب الصرف‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫مقارنة بني املغرب وتركيا‬

‫بلغ متوسط معدل النمو السنوي للناجت الداخلي يف سنة ‪ ،2003‬التي شكلت سنة تسريع إقالع االقتصاد‬
‫اإلجمالي يف الفترة ما بني ‪ 2003‬و‪ 2017‬يف تركيا‪ ،‬التركي‪ ،‬جتاوز الدخل الفردي مرتني ونصف الدخل‬
‫الفردي املسجل يف املغرب‪ .‬ويف سنة ‪ 2017‬فاقه بـ ‪3.8‬‬ ‫‪ 5.8‬يف املائة‪ ،‬مقابل ‪ 4.2‬بالنسبة للمغرب‪.‬‬
‫مرة‪) (.‬‬
‫*‬

‫المصدر ‪ :‬معطيات واردة في مؤشرات التنمية العالمية‬


‫(*) معطيات بالدوالر محتسبة بناء على منهجية أطلس للبنك‬
‫الدولي‬

‫المصدر ‪ :‬معطيات واردة في مؤشرات التنمية العالمية‬

‫تبلغ اإلنتاجية الظاهرة للعمل بتركيا ثالثة أضعاف حسب مؤشر التشعب االقتصادي‪ ،‬تبقى بنية الصادرات‬
‫املغربية أقل تطورا من صادرات تركيا‪.‬‬ ‫اإلنتاجية املسجلة باملغرب (برسم سنة ‪.6)2017‬‬

‫المصدر ‪ :‬مرصد التشعب االقتصادي‬ ‫المصدر ‪ :‬معطيات واردة في مؤشرات التنمية العالمية‬

‫‪ - 6‬الناتج الداخلي اإلجمالي لكل فرد أجير‪ ،‬بالدوالر‬


‫‪30‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ • 2‬تنمية الفرد وتعزيز قدراته؟‬
‫على امتداد مضامني هذه املساهمة‪ ،‬سيكون البُ ْع ُد املتعلق بتنمية الفرد حاضرا بقوة‪ .‬ذلك أن هذا البعد‬
‫ال يشكل أحد أعراض (أو نتيجة) عدم فعالية النموذج التنموي فحسب‪ ،‬ولكنه ً‬
‫أيضا يعتبر سببا رئيسيا يف‬
‫انعدام تلك الفعالية‪ ،‬على اعتبار أن الفرد يف نهاية املطاف هو فاعل يف العملية التنموية ومستفيد منها يف‬
‫نفس الوقت‪ .‬وال بد من اإلشارة يف هذا الصدد‪ ،‬إلى أن نظام التربية والتكوين واحلقل الثقايف‪ ،‬املفترض‬
‫فيهما أن يشكال الرافعتني األساسيتني لتطوير قدرات األفراد‪ ،‬ال يزاالن يعانيان من خصاص كبير يحول‬
‫دون اضطالعهما بدورهما على الوجه األمثل‪.‬‬

‫تعاني املنظومة الوطنية للتربية والتكوين من ضعف على مستوى اكتساب املتعلمني للمعارف األساسية يف‬
‫القراءة والرياضيات والعلوم‪ ،‬كما تكشف عن ذلك نتائج االختبارات الدولية ‪ :‬دراسة اجتاهات التحصيل‬
‫يف الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (‪ ،)TIMSS‬والدراسة الدولية لتقومي تطور الكفايات القراءاتية‬
‫(‪ ،)PIRLS‬والبرنامج الدولي لتقييم مكتسبات الطلبة (‪ ،)PISA‬والتي احتل فيها التالميذ املغاربة مراتب‬
‫متأخرة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يشكل الهدر املدرسي‪ ،‬الذي طال حوالي ‪ 338.000‬تلميذ(ة) يف طوري التعليم‬
‫االبتدائي واإلعدادي خالل سنة ‪ 2018‬حسب املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،7‬ظاهرة تضر‬
‫مبردودية املنظومة التعليمية‪ .‬وهي منظومة باتت غير قادرة اليوم على توفير التعليم اجليد لغالبية التالميذ‬
‫وعلى تعزيز منوهم وتطورهم‪ .‬صحيح أن البعض منهم يتمكن من ال َّت َم ُّي ِز والنجاح على الصعيدين الوطني‬
‫والدولي‪ ،‬غير أنها تبقى حاالت معزولة ال متثل االجتاه العام‪.‬‬

‫كما أن احلقل املدرسي واإلعالمي واملؤسساتي‪ ...‬إلخ‪ ،‬ليس مواتيا لتحقيق النمو والتطور الثقايف للفرد‬
‫وانبثاق مضامني ثقافية‪ .‬ويعزى هذا الوضع إلى ضعف الصناعة الثقافية يف املغرب‪ ،‬نتيجة نقص املبادرات‬
‫العمومية واخلاصة القادرة على تقدمي عرض ثقايف مالئم الحتياجات مختلف شرائح املجتمع‪ .‬وفضال عن‬
‫ذلك‪ ،‬هناك ضعف يف اإلقبال على الفضاءات الثقافية (املكتبات ودور السينما واملسارح واملتاحف ‪ ،)...‬جراء‬
‫تضافر العديد من العوامل ‪ :‬كالنقص يف عدد فضاءات الثقافة‪ ،‬ضعف جودة التنشيط‪ ،‬تقادم التجهيزات‪،‬‬
‫ضعف مضمون العرض الثقايف‪ ،‬وقلة اهتمام املواطنني بالشأن الثقايف‪.8‬‬

‫‪ • 3‬اإلدماج؟‬
‫ثمة العديد من املعطيات امللحوظة التي تبعث على القلق‪ ،‬وتشير إلى أن النموذج التنموي احلالي قد بلغ‬
‫مداه‪ ،‬وأضحى يحول دون مشاركة جزء مهم من الساكنة يف مسلسل التنمية ويحرمها من االستفادة من‬
‫ثمارها‪.‬‬

‫‪ - 7‬األطلس المجالي الترابي لالنقطاع المدرسي ‪ ،‬المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‬
‫‪ - 8‬نسبة القراءة متدنية في المغرب‪ ،‬إذ يُ خَ ِّصص المغاربة أقل من دقيقتين في اليوم للقراءة ‪ :‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫والبيئي حول «المضامين الثقافية واإلعالم»‬
‫‪31‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫النساء وسكان العالم القروي يظالن على هامش مسلسل التنمية‬


‫تعاني فئتان من املجتمع‪ ،‬هما النساء وسكان العالم القروي‪ ،‬من اإلقصاء من مسلسل التنمية‪ ،‬رغم أن شكل‬
‫هذا اإلقصاء يختلف من فئة إلى أخرى‪ .‬وثمة مؤشران يؤكدان هذا اإلقصاء ‪:‬‬

‫لم يتجاوز معدل مشاركة النساء يف سوق الشغل ‪ 21.8‬يف املائة سنة ‪2018‬؛‬

‫‪ 71.5‬يف املائة من الساكنة القروية تشتغل يف قطاع ذي إنتاجية ضعيفة‪ ،‬كالقطاع األولي‪ ،‬خاصة الفالحة‪،‬‬
‫التي لم متثل سوى ‪ 12‬يف املائة يف املتوسط من الناجت الداخلي اإلجمالي خالل الفترة ‪.2018-2008‬‬

‫نمو يخلق القليل من فرص الشغل‬


‫لقد أصبحت قدرة منوذج النمو احلالي يف اإلدماج عن طريق الشغل يف تضاؤل مستمر‪ .‬ويتجلى ذلك من‬
‫خالل املنحى التنازلي ملستوى التشغيل يف النمو‪ ،‬إذ تراجع من ‪ 32.430‬منصب شغل لكل نقطة منو سنويا‬
‫خالل الفترة ‪ 2006-2000‬إلى ‪ 22.648‬منصب شغل لكل نقطة منو سنويا خالل الفترة ‪ ،2012-2006‬ثم‬
‫إلى ‪ 15.000‬منصب شغل لكل نقطة منو سنويا خالل الفترة ‪.2018-2012‬‬

‫ويعكس هذا الوضع بشكل خاص تراجع بعض القطاعات ذات اليد العاملة املكثقة (من قبيل النسيج‬
‫واأللبسة)‪ ،‬وكذا صعود قطاعات أكثر كثافة من حيث الرأسمال وذات إنتاجية أعلى‪.‬‬

‫فرص الشغل‪ ،‬على قلتها‪ ،‬تظل في الغالب ذات جودة منخفضة‬


‫يعزى هذا األمر إلى ضعف مؤهالت املوارد البشرية وإلى هشاشة غالبية الوحدات التي يتألف منها النسيج‬
‫املقاوالتي للبالد‪ .‬وميثل ضعف جودة الشغل عائقا أمام االرتقاء االجتماعي كما يقلص يف الوقت نفسه من‬
‫إمكانيات حتسني القدرة التنافسية لالقتصاد‪.‬فمن أصل ‪ 10.810.000‬نشيط مشتغل‪ ،‬جند أن ‪ 16.2‬يف‬
‫املائة ميارسون عمال غير مؤدى عنه و‪ 9.1‬يف املائة يزاولون عمال مؤقتا أو موسميا‪ ،‬كما أن ‪ 59.4‬يف املائة‬
‫من األجراء ال يربطهم مبشغلهم عقد عمل رسمي‪.9‬‬

‫سوق شغل ال يدمج فئات واسعة من السكان وال يسمح باالستفادة من‬
‫االمتياز الديمغرافي الذي تعيشه البالد‬
‫تأتي النساء والشباب وحاملو الشهادات على رأس الفئات االجتماعية التي تعاني بشكل أكبر من اإلقصاء‬
‫من سوق الشغل سواء ألسباب متعلقة باألفراد أنفسهم أو باملناخ االقتصادي واالجتماعي والثقافة املجتمعية‪.‬‬
‫وتأتي النساء يف املقام األول‪ ،‬إذ تعاني أغلبهن من اإلقصاء من سوق الشغل وال يتجاوز معدل النشاط يف‬
‫صفوفهن ‪ 21.8‬يف املائة‪ .‬كما أن نسبة البطالة يف صفوف الشباب‪ ،‬تتجاوز بـ ‪ 2.8‬مرات معدل البطالة املسجل‬
‫وطنيا‪ ،‬مما يشير إلى أن سوق الشغل يفضل العاملني املوجودين أصال داخل منظومة الشغل (‪ )Insiders‬على‬

‫‪ - 9‬المندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشباب العاطلني والباحثني عن الشغل ألول مرة املوجودين خارج هذه املنظومة (‪ .)Outsiders‬وتعتبر فئة‬
‫حاملي الشهادات األكث َر عرضة للبطالة‪ ،‬خاصة خريجو اجلامعات‪ ،‬الذين تبلغ نسبة البطالة يف صفوفهم‬
‫‪ 25.9‬يف املائة وخريجو التكوين املهني‪ ،‬الذين تتراوح نسبة البطالة يف صفوفهم ما بني ‪ 21‬و‪ 24‬يف املائة‬
‫حسب مستوى التأهيل‪.‬‬

‫وت ُِبرز هذه املعطيات بجالء أن املغرب ال يستفيد من موارده البشرية وال سيما من فئاته الشابة‪ .‬ومن ثَم‪ ،‬فهو‬
‫ال يستفيد كما ينبغي من امتيازه الدميغرايف (الفرصة الدميغرافية)‪ .10‬فنتيجة لالنتقال الدميغرايف الذي‬
‫تشهده البالد‪ ،‬عرف الهرم السكاني تغيرا مستمرا كان من نتائجه أن نسبة األشخاص يف سن العمل (‪ 63‬يف‬
‫املائة سنة ‪ )11 2018‬أضحت أكبر من نسبة الفئات غير النشيطة (األشخاص الذين تقل أعمارهم عن ‪ 15‬سنة‬
‫واألشخاص املسنون)‪ .‬لذلك فمن شأن تعزيز دور الفئة النشيطة‪ ،‬أن يجعل لهذا االمتياز الدميغرايف انعكاسا‬
‫إيجابيا ال يقدر بثمن يف الدفع بالنمو االقتصادي‪ ،‬غير أن حتقق هذا األمر يبقى رهينا بتنفيذ سياسات‬
‫مالئمة‪ .‬وقد أظهرت التجارب الدولية أن العديد من البلدان عرفت كيف تستثمر هذا االمتياز الدميغرايف‬
‫من أجل النهوض بتنميتها‪ ،‬على غرار الدول الصناعية اجلديدة بآسيا‪ .‬فبالنسبة لهذه األخيرة‪ ،‬حتقق ما‬
‫بني ‪ 20‬و‪ 25‬يف املائة من االرتفاع الذي شهده الدخل الفردي احلقيقي بها بني سنتي ‪ 1965‬و‪ 12 1990‬بفضل‬
‫حسن استغاللها لالمتياز الدميغرايف‪ .‬يف املقابل‪ ،‬لم يستطع املغرب بَ ْع ُد استغالل هذا النمو الدميغرايف‬
‫اإليجابي‪ ،‬حيث ال يزال معدل النشاط يعتبر من بني أدنى املعدالت على املستوى العاملي (‪ 46‬يف املائة)‪ ،‬كما‬
‫أن معدل الشغل يبقى محدوداً (‪ 41.7‬يف املائة)‪ ،‬بل ال يتعدى ‪ 36.2‬يف املائة يف الوسط احلضري‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الوضع مثيراً للقلق على اعتبار أن االمتياز الدميغرايف ليس سوى ظاهرة عابرة يف الزمن تستمر‬
‫جليل واحد على أكبر تقدير‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سيؤدي االنتقال الدميغرايف يف املغرب تدريجياً إلى ارتفاع‬
‫نسبة األشخاص املسنني املتكفل بهم من مجموع السكان‪ .‬وسينجم عن تنامي الشيخوخة تراجع يف توافر‬
‫عامل الشغل‪ ،‬وسيضر مبؤهالت النمو‪ ،‬كما سيؤثر سلبا على استدامة أنظمة احلماية االجتماعية‪ ،‬خاصة‬
‫صناديق التقاعد والتغطية الصحية‪.‬‬

‫وأمام هذا الوضع‪ ،‬ينبغي على املغرب مضاعفة جهوده من أجل حسن استثمار احليز الزمني لالمتياز‬
‫الدميغرايف ‪ ،‬والذي من املرتقب أن يستمر إلى غاية سنة ‪ .2038‬وينبغي العمل خالل هذه املرحلة على إيالء‬
‫عناية خاصة بتعزيز قدرات الرأسمال البشري والرفع من قابليته للتشغيل‪ ،‬السيما الشباب‪ .‬فاملغرب بحاجة‬
‫إلى تثمني شبابه قبل أن تدركه موجة تنامي نسبة املسنني‪.‬‬

‫‪ - 10‬يعني االمتياز الديمغرافي أو الفرصة الديموغرافية‪ ،‬النمو االقتصادي المحتمَ ل الذي يمكن لبلد ما أن يجنيه من تطور هرم‬
‫أعمار ساكنته‪ ،‬خاصة عندما تكون نسبة السكان النشيطين (الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 15‬و ‪ 64‬سنة) أكبر من نسبة السكان الذين‬
‫لم يبلغوا بعد سن العمل أو تجاوزوا سن العمل (‪ 14‬سنة فما أدنى‪ 65 ،‬سنة فما فوق)‪ .‬غير أن الفرصة الديموغرافية تبقى مرحلة عابرة‬
‫في الزمن‪ ،‬على اعتبار أن البلد يستفيد منها مادامت نسبة األشخاص المتكفل بهم من مجموع ساكنته نسبة معتدلة‪ .‬ورغم عدم وجود‬
‫عتبة لنسبة األشخاص المكتفل بهم التي يَتم بناء عليها تحديد مدى شساعة الفرصة الديمغرافية‪ ،‬فإن بعض الدراسات تشير إلى أنه‬
‫يتم تحقيق أفضل النتائج من هذه الظاهرة عندما تكون نسبة األشخاص المتكفل بهم أقل أو تساوي ‪ 65‬في المائة‪.‬‬
‫‪ - 11‬المندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬
‫‪ - 12‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬دفاتر التخطيط (ماي ‪« ،)2019‬الديموغرافية المغاربية‪ :‬الواقع واآلفاق»‬
‫‪33‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫‪...‬ويؤدي إلى تسارع وتيرة ظاهرة هجرة الكفاءات نحو الخارج‬


‫إن هجرة الكفاءات نحو اخلارج ليست ظاهرة جديدة باملغرب‪ .‬غير أنه بدا َجل ّياً خالل السنوات األخيرة‬
‫أن حجمها آخذ يف ازدياد‪ .‬وتهم هذه الظاهرة بشكل أكبر مهندسي املعلوميات والباحثني اجلامعيني‬
‫واملهندسني واألطباء‪ ،‬واحلال أن هذه الكفاءات كانت وستظل كفاءات ذات دور استراتيجي متزايد يف‬
‫اقتصادات ومجتمعات املعرفة‪ .‬وقد َو َر َد‪ 13‬أن حوالي ‪ 600‬مهندس يغادرون البالد كل سنة‪ .‬ويبدو أن موجهة‬
‫هجرة الكفاءات تهم أعداداً واختصاصات أوسع من ذلك‪ ،‬حيث صرحت الفدرالية املغربية لتكنولوجيات‬
‫املعلومات واالتصاالت واألوفشورينغ أن حوالي ‪ 8000‬من األطر املغربية ذات اخلبرة تهاجر نحو اخلارج‬
‫سنويا‪ .‬وتشمل هذه املوجة قطاع الطب أيضا‪ .‬وعموما‪ ،‬احتل املغرب املغرب يف سنة ‪ ،2018‬حسب مؤشر‬
‫تنافسية املواهب العاملي (‪ )GTCI‬الذي يقيس قدرة البلدان على جذب الكفاءات‪ ،‬املرتبة ‪ 100‬من أصل ‪125‬‬
‫بلداً‪.‬‬

‫ويعزى هذا الوضع إلى كون األشخاص من ذوي املؤهالت العليا ال يجدون ما يكفي من فرص الشغل الالئق‬
‫باملغرب‪ ،‬وال يعثرون على بيئة عمل مناسبة كفيلة بتثمني كفاءاتهم وحتفيزهم ومتكينهم من حتقيق ارتقاء‬
‫اجتماعي حقيقي قائم على االستحقاق والكفاءة‪ .‬كما أن غياب سياسة فعلية لتطوير البحث العلمي باملغرب‬
‫يُعد سببا يف هجرة األدمغة‪ ،‬حيث يجد هؤالء الباحثون يف اخلارج الوسائل الكفيلة بتثمني معارفهم وتطويرها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تسمح جودة احلياة يف املغرب‪ ،‬خاصة على املستوى االجتماعي‪ ،‬باالحتفاظ باألطر‬
‫من ذوي الكفاءات العليا الذين يتطلعون إلى إيجاد ظروف عيش وخدمات اجتماعية أفضل لهم وألسرهم‬
‫يف بلدان أخرى‪.‬‬

‫كما تنعكس هجرة الكفاءات سلبا على االقتصاد الوطني‪ ،‬إذ يبدو أن هذا األخير بات يجد صعوبة يف‬
‫اإلبقاء على أطره ذات الكفاءات العالية داخل املنظومة االقتصادية الوطنية‪ ،‬وبالتالي ال يُحقق االستفادة‬
‫املثلى من مواهبهم وقدراتهم على مستوى املساهمة يف النمو االقتصادي وحتسني اإلنتاجية والدفع بالتقدم‬
‫التكنولوجي‪ ،‬كما يفقد بهجرتهم نسبة من املداخيل اجلبائية‪.‬‬

‫غير أنه ال بد من اإلشارة يف هذا اإلطار إلى أن العديد من تلك الكفاءات تتألق يف بلدان أخرى مبواهبها‬
‫وحتظى باالعتراف وتُتَ َّوج من بني أفضل املختصني يف مجاالتها على نطاق عاملي‪ .‬فكثيرة هي قصص جناح‬
‫املغاربة يف اخلارج يف عدة تخصصات‪ ،‬على غرار املهندس رشيد اليزمي املختص يف مجال بطاريات الليثيوم‬
‫(جائزة «درابر» سنة ‪ )2014‬والدكتور خليل أمني‪ ،‬العالم األكثر متيزا يف مجال تخزين الطاقة خالل السنوات‬
‫العشر املاضية والذي من املزمع أن يحصل على جائزة الطاقة الدولية برسم سنة ‪ 2019‬من يد الرئيس الروسي‪.‬‬

‫ويتجلى االعتراف الدولي بالكفاءات املغربية يف مجال التعليم أيضا‪ .‬ولعل فوز األستاذ املغربي سعيد‬
‫املجداني‪ ،‬الذي يعمل يف ثانوية «ويستوود كميونوتي» بكندا‪ ،‬بجائزة الوزير األول الكندي للتميز يف التدريس‪،‬‬
‫خير دليل على هذا التفوق‪.‬‬
‫‪ - 13‬صرح بذلك وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في معرض جوابه عن سؤال شفوي بمجلس‬
‫المستشارين‪ ،‬بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪2019‬‬
‫‪34‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫أما يف امليدان املقاوالتي‪ ،‬فإن املغاربة يشكلون ثالث أكبر جنسية‪ ،‬بعد فرنسا والصني‪ ،‬موجودة يف أكبر فضاء‬
‫يف العالم الحتضان الشركات الناشئة (‪ )Station F‬بباريس‪.‬‬

‫كما توجد قصص جناح يف املجاالت االجتماعية والفنية والرياضية ويف عالم فن الطبخ‪ ،‬يدل على ذلك‬
‫التألق الكبير للعديد من الفنانني املغاربة (مثال الفنان ريدوان)‪ ،‬ومتيز عدد من العبي كرة القدم والرياضيني‬
‫من املستوى العالي يف املسابقات الدولية‪.‬‬

‫‪ • 4‬التضامن؟‬
‫رغم اجلهود املبذولة‪ ،‬تظل احلماية االجتماعية باملغرب غير كافية‪ .‬ويؤثر ضعف نطاقها بشكل سلبي على‬
‫وضعية فئات واسعة من املجتمع وينال من شعورها باألمان‪ .‬ففي سنة ‪ ،2018‬بلغت نسبة الساكنة املغربية‬
‫غير املشمولة بأي نظام من أنظمة التغطية الصحية ‪ 38‬يف املائة‪ ،‬كما أن حوالي ‪ 60‬يف املائة من السكان‬
‫النشيطني غير مشمولني بنظام التقاعد‪ .‬ويزداد األمر سوءاً بالنسبة لبعض الفئات الهشة‪ ،‬حيث إن ثلثي‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة (‪ 66.9‬يف املائة) ال يستفيدون من أي نظام للضمان االجتماعي‪.14‬‬

‫‪ • 5‬تكافؤ الفرص؟‬
‫لقد أضحت مسألة الفوارق االجتماعية وفقدان األمل الناجم عن نقص فرص االرتقاء االجتماعي‪ ،‬حتديا‬
‫كبيرا يتعني مواجهته‪ ،‬وذلك بالنظر للتحوالت والتغيرات التي شهدها املجتمع املغربي مؤخرا‪ .‬حيث إن‬
‫املواطنني باتوا يعربون بشكل متزايد‪ ،‬وبطرق متنوعة‪ ،‬عن عدم رضاهم وعن حاجياتهم وانتظاراتهم ورفضهم‬
‫للفوارق ومظاهر احليف‪.‬‬

‫آليات االرتقاء االجتماعي تبقى محدودة جدا‬


‫يف الوضع احلالي‪ ،‬جند أن ‪ 3.1‬يف املائة فقط من أبناء الفالحني و‪ 6.3‬يف املائة من أبناء العمال متكنوا‬
‫عال‪ .15‬وحسب البحث الوطني للمندوبية السامية للتخطيط‬ ‫من الولوج إلى منصب إطار متوسط أو إطار ٍ‬
‫حول احلركية االجتماعية بني األجيال‪ ،‬فإن ‪ 35‬يف املائة فقط من األشخاص البالغة أعمارهم ‪ 35‬سنة فما‬
‫فوق حققوا ارتقاء اجتماعيا (حركية اجتماعية تصاعدية) مقارنة مع والديهم‪ ،‬فيما ظل الباقون يف نفس‬
‫الوضعية بل منهم من تقهقر وضعه االجتماعي‪.‬‬

‫‪ - 14‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول الحماية االجتماعية‪.‬‬


‫‪ - 15‬المندوبية السامية للتخطيط‪2013 ،‬‬
‫‪35‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫صعوبات االرتقاء االجتماعي تطال بشكل أكبر بعض الفئات التي تعاني من‬
‫التمييز‬
‫لقد استفاد من احلركية االجتماعية الصاعدة الرجا ُل أكثر من النساءِ (‪ 43.7‬يف املائة مقابل ‪ 17.9‬يف املائة)‬
‫والسكان احلضريون أكثر من السكان القرويني (‪ 51.1‬يف املائة مقابل ‪ 14.8‬يف املائة)‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تَبَ َّني أن احلركية االجتماعية الصاعدة تتوقف بشكل كبير على عوامل ‪ :‬سنوات الدراسة‬
‫ونوعيتها؛ اخلبرة املهنية؛ والوضعية السوسيومهنية للوالدين‪.‬‬

‫لم يتمكن المغرب من تقليص حجم التفاوتات إال بشكل ضئيل جدا‬
‫انتقل مؤشر جيني (‪ ،)GINI‬الذي يقيس حجم التفاوتات يف الدخل علـى أساس اإلنفـاق السـنوي للفـرد‪ ،‬من‬
‫‪ 0.407‬إلى ‪ 0.395‬بني سنتي ‪ 2007‬و‪ ،201416‬علما بأن حجم التفاوتات قد يكون أكثر عمقا ومدعاة للقلق‬
‫لو توفرت معطيات حول الفوارق يف الثروة باملغرب‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعاني الطبقة املتوسطة من ضغط‬
‫موجهة لهذه الفئة من املواطنني وخدمات عمومية مالئمة حلاجياتها‪.‬‬
‫متزايد‪ ،‬يف ظل غياب سياسة َّ‬

‫• االستدامة؟‬
‫تشكل احملافظة على البيئة والتدبير املسؤول للموارد الطبيعية رهانا أساسيا للتنمية باملغرب‪.‬‬

‫منذ سنة ‪ 1999‬اعتمدت اململكة إطارا تشريعيا طموحا يف مجال التنمية املستدامة‪ ،‬إذ نص دستور ‪2011‬‬
‫على احلق يف «العيش يف بيئة سليمة»‪ ،‬كما جرت املصادقة على القانون اإلطار ‪ 99.12‬مبثابة ميثاق وطني‬
‫للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من القوانني واملراسيم التي تهم مجاالت املاء والغابات‬
‫واملناطق احملمية والهواء والنفايات الصلبة والساحل‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬اعتمد املغرب سياسة لالنتقال الطاقي تهدف إلى رفع قدرته على إنتاج الكهرباء انطالقا‬
‫من مصادر متجددة إلى ‪ 42‬يف املائة من الطاقة اإلجمالية سنة ‪ ،2020‬و‪ 52‬يف املائة سنة ‪.2030‬‬

‫وقد مكنَت االستراتيجية الوطنية يف مجال الطاقة‪ ،‬التي وضعها املغرب سنة ‪ ،2009‬من تطوير عدد كبير‬
‫من املشاريع الطاقية‪ ،‬ال سيما يف مجال الطاقة الشمسية والريحية‪ ،‬مكنت املغرب من تطوير خبرة حقيقية‬
‫يف هذا املجال‪.‬‬

‫‪ - 16‬المندوبية السامية للتخطيط‬


‫‪36‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫ورغم اجلهود املبذولة‪ ،‬فإن االدخار الصايف املعدل‪ ،17‬الذي كان إيجابيا خالل الفترة ما بني ‪ 1999‬و‪،2006‬‬
‫قد سجل تراجعا من ‪ 24.1‬يف املائة سنة ‪ ،2006‬إلى ‪ 14.8‬يف املائة سنة ‪ ،182013‬وبالتالي َفق َد أكثر من‬
‫كون املغرب يعيش حالة من ندرة املوارد املائية‪،‬‬
‫تسع نقاط خالل سبع سنوات‪ .‬وهذا يعود‪ ،‬باخلصوص‪ ،‬إلى ِ‬
‫إذ ال تتعدى ‪ 650‬متر مكعب للفرد سنوياً‪ ،‬وهي وضعية تتفاقم سنة تلو األخرى‪ ،‬مع استعمال سنوي يفوق‬
‫‪ 900‬مليون متر مكعب من االحتياطيات غير املتجددة من املياه اجلوفية‪ .19‬كما أن جودة هذه املياه مهددة‬
‫بالتلوث الصناعي‪ ،‬والتلوث الناجت عن معاجلة احملاصيل الزراعية‪ ،‬عالوة على أن اإلمكانيات املتوفرة يف‬
‫مجال النجاعة املائية ال يتم استغاللها االستغالل الكايف‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬وعلى الرغم من أن مساحة الغابات الوطنية قد ارتفعت من ‪ 11.2‬يف املائة من املساحة‬
‫اإلجمالية للبالد يف سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 12.7‬يف املائة سنة ‪ ،2010‬فقد عرفت منذ ذلك احلني شبه ركود‬
‫لتستقر عند نسبة ‪ 12.6‬يف املائة سنة ‪ .20 2016‬وقد أدى الرعي اجلائر واالستغالل املفرط لألخشاب‬
‫وإزالة الغابات من بعض املناطق الغابوية‪ ،‬التي يتطلب جتديدها مدة طويلة جدا‪ ،‬إلى إضعاف املِلك الغابوي‪،‬‬
‫وإضعاف النظم اإليكولوجية والتنوع البيولوجي والتربة واحليلولة دون مكافحة التصحر‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬فإن التزايد العمراني غير املتحكم فيه‪ ،‬تنضاف إليه املضاربات العقارية حول املدن‪ ،‬ال يؤدي‬
‫فقط إلى تغيير صبغة وأوجه استخدام األراضي‪ ،‬املعدة أصال لألنشطة الفالحية‪ ،‬بل يؤدي أيضا إلى خلق‬
‫اختالالت بيئية ناجمة عن إضعاف التربة والنظم اإليكولوجية والساحل‪ ،‬وتلوث الهواء والتربة واملياه‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬تطرح الرهانات املرتبطة باملناخ‪ ،‬القضايا املتعلقة باحملافظة على املوارد غير القابلة لالستبدال‪،‬‬
‫وباستراتيجيات التكيف مع آثار التغيرات املناخية (اإلجهاد املائي واجلفاف والفيضانات والتصحر والهجرة)‪،‬‬
‫وبتثمني املصادر املتجددة أو البديلة‪.‬‬

‫‪ - 17‬يساوي االدخار الصافي المُ عَدَّ ل االدخار الوطني الخام لكل بلد على حدة‪ ،‬غير أنه مُ عدَّ ل عن طريق طرح قيمة االستنزاف التي‬
‫يتعرض لها الرأسمال الطبيعي والثابت (المساكن‪ ،‬المباني األخرى ومنشآت الهندسة المدنية‪ ،‬اآلالت والمعدات‪ ،‬األصول المزروعة‪،‬‬
‫البرمجيات‪ ،‬األعمال الترفيهية واألدبية أو الفنية‪ )...‬وإضافة اإلنفاق في مجال التربية والتكوين‪ .‬وعليه فإن االدخار الصافي المُ عَدَّ ل‬
‫يُ مَ كِّ ن من تقييم االدخار الحقيقي ألي بلد‪ ،‬ويُ عتبر في الوقت نفسه مؤشرا رئيسيا على االستدامة‪ .‬وهكذا‪ ،‬يشير االدخار الصافي‬
‫المُ عدَّ ل السالب على سبيل المثال إلى أن بلدا ما يستهلك احتياطاته الطبيعية‪ ،‬وال يُ عوِّض كليا إنهاك موارده الطبيعية باستثمارات‬
‫من شأنها تعزيز رأسماله البشري وبنياته التحتية‪ .‬أما االدخار الصافي المُ عَدَّ ل اإليجابي‪ ،‬فيدُ ل على أن البلد يخلق من الثروة أكثر‬
‫مما يدمرها‪ ،‬وبأنه سائر في طريق التنمية المستدامة‪ ،‬لكون موارده الحيوية (الماء والهواء واألراضي‪ ،‬إلخ‪ )...‬ونُظمه البيئية الطبيعية‬
‫يتم الحفاظ عليها واستغاللها بكيفية تسمح بتجددها‪.‬‬
‫‪ - 18‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول الثروة اإلجمالية للمغرب‪.‬‬
‫‪ - 19‬تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول التدبير المندمج للموارد المائية (‪.)2014‬‬
‫‪ - 20‬البنك الدولي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪37‬‬ ‫النموذج التنموي احلالي غير قادر على حتقيق هذا الطموح‬

‫تَ َع ُّط ُل النموذج التنموي الحالي‬


‫ويذكي الهشاشة‬ ‫ُيضعف الثقة ُ‬
‫‪38‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪39‬‬

‫التفاوتات بني الطموح اجلماعي وبني ما يقدمه النموذج التنموي‬


‫احلالي هي تفاوتات َملحوظة‪ ،‬وتعكس االختالالت التي تعتري هذا‬
‫النموذج‪ .‬كما أن الفوارق يف الولوج إلى احلقوق األساسية من خالل‬
‫خدمات عمومية ذات جودة‪ ،‬تذكي التقاطبات االجتماعية واملجالية‪،‬‬
‫إن‬
‫وهي تقاطبات تطال عدة أبعاد وتالمس حدود الهوة والتصدع التي تؤدي إلى زعزعة‬
‫الثقة وحتول دون تقدم املجتمع‪ .‬وبالتالي فإن الشعور بعدم الثقة الذي ينجم عن ذلك‬
‫يُضعف الرابط االجتماعي واملؤسسات والهيئات الوسيطة‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ • 1‬تقاطبات تتعمق بشكل متزايد‬

‫تقاطب بين التعليم العمومي والخاص‬


‫إن وجود «نظامني» تعليميني متجاورين‪ ،‬عمومي وخاص‪ ،‬ال يشتغالن وفق منطق من التكامل‪ ،‬يُعمق التفاوتات‬
‫االجتماعية‪ .‬فقد أضحى جليا أن األسر التي متلك موارد كافية هي وحدها القادرة على إرسال أطفالها‬
‫إلى املدارس اخلاصة التي توفر حدا أدنى من جودة التعليم‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬وبالنظر لعدم جتانس العرض‬
‫ً‬
‫ارتباطا‬ ‫الذي تقدمه املدارس اخلاصة نفسها‪ ،‬فإن جودة التعليم الذي يقدمه هذا القطاع للتالميذ ترتبط‬
‫وثي ًقا بالقدرات املالية لوالديهم‪ ،‬ما من شأنه تكريس عدم تكافؤ الفرص‪ ،‬وتعميق هشاشة األسر محدودة‬
‫الدخل وأسر الطبقة املتوسطة وإثقال كاهلها باملديونية‪.‬‬

‫يَعتبر املواطنون الذين شاركوا يف االستشارة التي أطلقها املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬
‫األنترنت‪ ،‬أن قطاع التربية والتعليم وما يطبعه من تقاطب‪ ،‬يعد أكبر مجال تتجلى فيه التفاوتات بشكل‬
‫صارخ (‪ 29.98‬يف املائة)‪ ،‬متبوعا بتوزيع الدخل (‪ 23.44‬يف املائة) ثم التفاوتات بني الوسط احلضري‬
‫والقروي (‪ 15.42‬يف املائة)‪ ،‬فمجال الصحة (‪ 12.11‬يف املائة) ثم القضاء (‪ 11.26‬يف املائة)‪.‬‬

‫تقاطب في مجال الصحة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص‬


‫لقد تضرر قطاع الصحة العمومي بشكل كبير من احلكامة املعت َمدة يف تعميم نظام املساعدة الطبية «راميد»‬
‫دون تأهيل مسبق للقطاع‪ ،‬كما أوصت بذلك نتائج تقييم املرحلة التجريبية إلعمال هذا النظام‪ .‬وقد كشف‬
‫تقييم نظام راميد الذي نشره املرصد الوطني للتنمية البشرية سنة ‪ 2017‬أن هذا التعميم أسفر عن تدهور‬
‫يف جودة خدمات الرعاية الصحية املقدمة ملجموع املستفيدين (سواء املنخرطون يف نظام راميد أم غير‬
‫املنخرطني)‪.‬‬

‫لقد جاء تدهور جودة خدمات الرعاية الصحية نتيجة الرتفاع الطلب على العالجات املوجه إلى مؤسسات‬
‫الصحة العمومية‪ ،‬دون أن تتم مواكبة ذلك بزيادة يف املوارد الالزمة‪ ،‬مما أدى إلى متديد آجال االنتظار‬
‫لالستفادة من اخلدمات الطبية (من ‪ 3‬إلى ‪ 9‬أشهر)‪ ،‬وإلى التالشي السريع للتجهيزات واملعدات الطبية‬
‫وتعرضها ألعطاب متكررة‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة حجم العمل امللقى على عاتق الطواقم الطبية‪ ،‬التي باتت‬
‫تشتغل حتت وطأة الضغط والشعور باإلحباط‪ .‬وقد أسفر هذا الوضع عن نشوء إحساس متبادل بانعدام‬
‫الثقة بني العاملني باملستشفيات‪ ،‬الذين باتوا مجبرين على تدبير النقص احلاصل يف وسائل العمل‪ ،‬وبني‬
‫املستفيدين من نظام الراميد‪ .‬كما دفع ذلك باملرتفقني املتوفرين على اإلمكانيات املادية إلى التوجه نحو‬
‫القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫َت َعط ُل النموذج التنموي احلالي ُيضعف الثقة ُ‬
‫ويذكي الهشاشة‬

‫تقاطب على مستوى عرض السكن‬


‫لقد سمحت املجهودات املبذولة (برامج السكن االجتماعي ومكافحة مدن الصفيح‪ ،‬وتيسير احلصول على‬
‫التمويل من خالل صناديق الضمان ‪ )...‬بتقليص العجز يف مجال السكن بشكل كبير‪ ،‬حيث انخفض هذا‬
‫العجز من ‪ 1.2‬مليون وحدة يف بداية سنوات ‪ ،2000‬إلى ما يناهز من ‪ 400.000‬وحدة يف سنة ‪ .2017‬غير‬
‫أن تنفيذ سياسات السكن والسياسات اجلبائية وسياسات إعداد التراب جرى وفق مقاربة غير مندمجة‬
‫ٍ‬
‫اعتماد‬ ‫يعمل فيها كل قطاع على حدة‪ ،‬دون مراعاة كافية حلاجيات الطبقة املتوسطة يف مجال السكن‪ ،‬وال‬
‫لتدابير ملكافحة التجاوزات املستشرية يف قطاع السكن (املعامالت املالية غير النظامية‪ ،‬املضاربة العقارية‪،‬‬
‫وارتفاع األسعار يف وسط املجال احلضري‪.)...‬‬

‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تطور عرض السكن االجتماعي يف أحياء أقيم أغلبها يف محيط املدن‪ ،‬بدون أن يتم احلرص‬
‫بالقدر الكايف عند إنشائها على مراعاة متطلبات اإلدماج االقتصادي واالجتماعي والثقايف للسكان‬
‫املستفيدين‪ .‬وقد أدى ذلك إلى وقوع إقصاء مزدوج يف حق هؤالء ‪ :‬إقصاء اجتماعي وآخر مجالي‪ ،‬كما أدى‬
‫إلى ضعف التمازج االجتماعي‪ ،‬وإلى خلق تقاطب يف الفضاء احلضري‪ ،‬أضحى يف ظله موقع السكن مرادفا‬
‫للوضع املالي لألسرة‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الوضع نتيجة لقصور يف حكامة القطاع أدى إلى تغليب املنطق االقتصادي على حساب االعتبارات‬
‫االجتماعية‪ ،‬رغم أهميتها‪.‬‬

‫تقاطب بين الوسطين الحضري والقروي‬


‫رغم املبادرات العديدة التي اتخذتها الدولة‪ ،‬ال تزال وضعية العالم القروي مثيرة للقلق‪ .‬حيث تستمر حدة‬
‫الفوارق بني الوسطني القروي واحلضري‪ .‬ورغم أن نسبة الفقر اتخذت عموما بني سنتي ‪ 2001‬و‪2014‬‬
‫منحى تنازليا‪ ،‬إال أنها ال تزال مرتفعة يف العالم القروي‪.21‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تتجلى التفاوتات بني الوسطني احلضري والقروي بقوة يف مجال الولوج إلى اخلدمات‬
‫األساسية مثل الصحة والتعليم (تبلغ نسبة األمية ‪ 47.7‬يف املائة يف العالم القروي مقابل ‪ 22.2‬يف املائة يف‬
‫الوسط احلضري‪ ،)22‬والولوج إلى التجهيزات والبنيات التحتية‪ ،‬والتي ت ِّ‬
‫ُسجل فيها املناطق القروية تأخرا‬
‫مهما‪ ،‬خاصة يف املناطق اجلبلية احملرومة‪ .‬ذلك أنه كلما ابتعد املرء عن املراكز احلضرية يف اجتاه عمق‬
‫العالم القروي‪ ،‬كلما كانت التدخالت العمومية غير كافية‪ .‬كما أنها تفتقر لالنسجام وال تتم بطريق منصفة‬
‫بني مجموع مناطق التراب الوطني‪ ،‬وال تواكبها تعبئة كافية من لدن القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ - 21‬البحث الوطني حول استهالك ونفقات األسر بالمغرب‪ ،‬المندوبية السامية للتخطيط‪2016 ،‬‬
‫‪ - 22‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬اإلحصاء العام للسكان والسكنى ‪2014‬‬
‫‪42‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫قد يؤدي االستعداد غير الكافي لمتطلبات الثورة التكنولوجية إلى تعميق‬
‫التقاطب االجتماعي على المدى المتوسط والطويل‬
‫حسب تقرير «االستعداد ملستقبل اإلنتاج لسنة ‪ »2018‬الصادر عن املنتدى االقتصادي العاملي‪ ،‬فإن البنية‬
‫اإلنتاجية التي يتوفر عليها املغرب تتسم مبحدوديتها‪ ،‬كما أن آفاق تأقلمها مع التحديات املرتبطة بالثورة‬
‫الصناعية الرابعة ‪ 4.0‬ليست بالواعدة كثيرا‪ .‬يف غياب رؤية واستراتيجيات مالئمة‪ ،‬فإن أحد االنعكاسات‬
‫املقلقة التي ميكن أن تؤثر على بلدنا يف املستقبل تَك ُمن يف بروز ظاهرة تقاطب سوق الشغل‪ ،‬والتي تتجلى يف‬
‫ارتفاع عدد مناصب الشغل املفقودة مقارنة مع عدد املناصب احملدثة يف فئة الوظائف التي تتطلب «مهارات‬
‫متوسطة»‪ .‬إذ تُعتبر هذه األخيرة أكثر عرضة للتضرر من انتشار استخدام الروبوتات والذكاء االصطناعي‪،‬‬
‫مما قد يؤدي مستقبال إلى تعميق التفاوتات داخل املجتمع املغربي‪.‬‬

‫‪ • 2‬الفساد يؤدي إلى إضعاف الرابط االجتماعي‬


‫يظل الفساد‪ ،‬رغم توالي برامج العمل التي وضعتها السلطات العمومية ملكافحته‪ ،‬عنيداً أمام جهود اإلصالح‬
‫ومتجذراً يف املجتمع املغربي‪ .‬ال شك أن املغرب خطى خطوات مهمة على الصعيد التشريعي من أجل‬
‫جعل مناخ األعمال أكثر شفافية‪ ،‬وذلك من خالل إصدار قانون احلصول على املعلومات وقانون التصريح‬
‫اإلجباري لبعض املنتخبني مبمتلكاتهم‪ .‬غير أن هذه التدابير ال تزال أبعد ما تكون عن االستجابة لتطلعات‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬وتظل أقرب إلى املبادرات العمومية‪ ،‬منها إلى سياسة إرادية للمكافحة الفعلية للفساد على‬
‫جميع املستويات‪ ،‬تُواكبها تدابير حلماية املبلغني عن حاالت الفساد‪ .‬باملوازاة مع ذلك‪ ،‬يؤدي تسليط الضوء‬
‫إعالميا على قضايا الفساد عبر شبكات التواصل االجتماعي إلى إضعاف الرابط االجتماعي وزعزعة ثقة‬
‫الفاعلني االقتصاديني واملواطنني يف جناعة مسلسل مكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ • 3‬نقص الشــفافية والمحاســبة يؤدي إلى إضعاف الثقة في‬


‫المؤسسات‬
‫لقد اعتمد املغرب منذ عقدين من الزمن‪ ،‬ترسانة قانونية وتنظيمية لتحسني حكامة املؤسسات العمومية‪،‬‬
‫مما يعكس اإلرادة القوية للدولة يف القطع مع الغموض واإلفالت من العقاب‪ ،‬وأعطى دفعة مهمة للجهود‬
‫الرامية إلى إرساء املزيد من الشفافية وتعزيز مبدأ احملاسبة‪ .‬غير أن إعمال هذا املبدأ ظل يف الغالب‬
‫مقتصراً على اجلوانب املالية (االختالس‪ ،‬التالعب‪ )...‬والقانونية واملسطرية‪ .‬يف حني أن منطق احملاسبة‬
‫املرتكز على فعالية الفعل العمومي واالستعمال الناجع للمال العام‪ ،‬لم يترسخ بَ ْع ُد بشكل كامل يف املمارسة‬
‫املؤسساتية‪ ،‬كما أنه ال يتم إعماله بشكل تلقائي‪ .‬ويؤدي عدم إخضاع املسؤولني العموميني‪ ،‬بشكل تلقائي‬
‫وممنهج‪ ،‬للمحاسبة على أساس حصيلة العمل املنجز خالل واليتهم‪ ،‬إلى تراجع ثقة املواطنني يف شفافية‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬سيما عندما يكون لتدخل هذه األخيرة تأثير مباشر يف حياتهم اليومية‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫َت َعط ُل النموذج التنموي احلالي ُيضعف الثقة ُ‬
‫ويذكي الهشاشة‬

‫‪ • 4‬مشــروعية أدوار فعاليــات الوســاطة باتــت موضــع تســاؤل‬


‫مــن لــدن المواطنين‬
‫َم َّر املغرب يف السنوات األخيرة بالعديد من األزمات االجتماعية التي كشفت عن وجود شعور من االستياء‬
‫سجل يف تنفيذ مشاريع التنمية االقتصادية‬ ‫لدى املواطنني بسبب تدهور مستوى معيشتهم والتأخير امل ُ َّ‬
‫واالجتماعية‪ .‬وقد عبرت غالبية هذه احلركات االجتماعية عن نفسها خارج فعاليات الوساطة التقليدية‬
‫(جمعيات املجتمع املدني‪ ،‬النقابات‪ ،‬األحزاب السياسية‪ ،)...‬وهي نتيجة مباشرة للضعف امل ُ َس َّجل يف مشاركة‬
‫املواطن يف االنتخابات التشريعية واجلماعية والنخفاض نسبة االنخراط يف النقابات‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪4‬‬

‫اط ِن ضعف كبرى ترهن‬


‫ستة َم َو ِ‬
‫تحقيق الطموح المنشود‬
‫‪47‬‬ ‫تلك العديد من املؤهالت و كنه أن يتطلع إلى الطموح التنموي‬ ‫املغرب بلدٌ‬

‫مختلف أوجه القصور املشار إليها أعاله‪ ،‬تشكل يف الواقع «أعراضا»‬


‫تكشف عن عجز النموذج التنموي احلالي عن حتقيق الطموح اجلديد‬
‫املنشود‪ ،‬وتقتضي منا إجراء حتليل دقيق لتحديد العوامل ومكامن‬
‫الضعف البنيوية التي جعلت النموذج التنموي باملغرب يبلغ مداه‪ .‬فمن‬
‫إن‬
‫خالل التوصيف اجليد لألسباب‪ ،‬سيكون مبقدورنا صياغة اخليارات الكبرى التي‬
‫ينبغي أن يرتكز عليها النموذج التنموي اجلديد‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ • 1‬ال يملــك المواطنــون الشــروط والوســائل التــي تؤهلهــم‬
‫للمســاهمة الفعليــة فــي التنميــة‬
‫كما مت اإلشارة إلى ذلك أعاله‪ ،‬يُعتبر املواطن فاعال يف مسلسل التنمية ومستفيداً منها يف نفس الوقت‪.‬‬
‫لذلك فإن أوجه القصور املسجلة يف مجال تنمية وتعزيز قدرات املواطنني‪ ،‬تشكل يف اآلن ذاته نتيجة مباشرة‬
‫وسببا عميقا‪ ،‬يف االنحسار الذي يشهده النموذج التنموي احلالي‪.‬‬
‫االختالالت التي تعاني منها اخلدمات العمومية تؤدي إلى إضعاف القدرة الشرائية لألجراء وتضر بتنافسية‬
‫املقاوالت‬

‫يؤدي غياب خدمات عمومية متيسرة الولوج وذات جودة‪ ،‬إلى ارتفاع كلفة املعيشة يف املغرب‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع النفقات‬
‫التي يتحمل ِع ْبأَها املواطنون يف مجال التعليم يف املؤسسات اخلاصة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والسكن وغيرها من اخلدمات‪.‬‬
‫فعلى مستوى استهالك األسر(الرسم البياني رقم ‪ ،)1‬جند أن حصة النفقات املخصصة للتعليم والصحة‪ ،‬كانت أكبر‬
‫احلصص التي شهدت ارتفاعا يف إجمالي ميزانية األسر ما بني سنتي ‪ 2007‬و ‪( 2014‬حيث ارتفعت حصة نفقات التعليم‬
‫بـ ‪ 2.4‬نقطة مئوية‪ ،‬يف حني ارتفعت حصة نفقات الصحة بـ ‪ 2.2‬نقطة مئوية‪ .)23‬ويساهم هذا الوضع يف‪:‬‬

‫إضعاف القدرة الشرائية لألسر‪ ،‬بالنظر للتكاليف التي تتحملها‪ ،‬خاصة بالنسبة للفئات احملرومة والطبقة‬ ‫أ‪.‬‬
‫املتوسطة (خضوع مزدوج للضريبة)‪ ،‬ومن ثم تنامي الشعور بعدم الرضى نتيجة غياب خدمات عمومية ذات جودة‬
‫مقابل ما يؤدونه من ضرائب؛‬
‫ب‪ .‬اإلضرار بتنافسية املقاوالت‪ ،‬إذ بسبب مختلف هذه األعباء التي يتحملها األجراء‪ ،‬فإن املقاولة ال متلك هامش ًا‬
‫كافي ًا من أجل تفادي االرتفاع املطرد يف وتيرة الزيادة يف األجور مقارنة مع الوتيرة املعمول بها يف الدول املنافسة‬
‫(انظر الرسم البياني رقم ‪.)2‬‬

‫تغير حصة مختلف أصناف النفقات املكونة لسلة استهالك‬ ‫الرسم البياني رقم ‪ : 1‬مكونات سلة استهالك األسر‬
‫األسر بني سنتي ‪ 2007‬و‪( 2014‬مرتبة وفق ترتيب تنازلي‬ ‫تغير بنية سلة االستهالك (احلصة بالنسبة املئوية)‬
‫بالنسبة املئوية)‬
‫سنة ‪2014‬‬ ‫سنة ‪2007‬‬ ‫أقسام النفقات‬
‫‪6,3‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫التعليم‬
‫‪7,7‬‬ ‫‪5,5‬‬ ‫الصحة‬
‫‪2,7‬‬ ‫‪2,2‬‬ ‫الترفيه والثقافة‬
‫‪4,3‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫املالبس واألحذية‬
‫‪14,5‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫السكن واملاء والكهرباء والغاز‬
‫األثاث واألدوات املنزلية‬
‫‪4,4‬‬ ‫‪4,9‬‬
‫والصيانة االعتيادية للمنزل‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫املواصالت‬
‫املصدر ‪ :‬معطيات املندوبية السامية للتخطيط‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11,4‬‬ ‫النقل‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫مطاعموفنادق‬
‫‪38,8‬‬ ‫‪41,5‬‬ ‫املوادالغذائية‬

‫‪ - 23‬معطيات المندوبية السامية للتخطيط‬


‫‪49‬‬ ‫ستة مواطن ضعف كبرى ترهن حتقيق الطموح املنشود‬

‫تؤكد هذه املالحظة الدور اجلوهري الذي يضطلع به عرض اخلدمات العمومية‪ .‬ذلك أن دعم القدرة الشرائية ال مير‬
‫بالضرورة عبر الزيادة يف األجور‪ ،‬وإمنا ينبغي على الدولة تخفيف الضغط على دخل املواطن من خالل توفير خدمات‬
‫وبنيات عمومية متاحة للجميع وذات جودة كافية (التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬النقل‪ ،‬املساعدة على التوفر على السكن ‪ .)...‬إن‬
‫تعزيز الولوج لهذه اخلدمات العمومية سيمكن من احملافظة على القدرة الشرائية للعاملني دون اإلضرار بتنافسية‬
‫املقاوالت‪ ،‬على اعتبار أن الدولة ستتحمل نفقات هذه التكاليف االجتماعية‪ ،‬مما سيقلل من املطالبة بزيادة األجور أو‬
‫سيخفف من وتيرة هذه املطالبة‪ .‬وفضال عن التأثير على وتيرة زيادة األجور‪ ،‬فإن توفير تعليم عمومي ذي جودة عالية‬
‫من شأنه تكوين رأسمال بشري أكثر تأهيال وأكثر إنتاجية‪ ،‬مما سيسمح بتحسني تكلفة العمل (نسبة األجور‪ /‬إنتاجية‬
‫العمل) على مستوى املقاولة‪.‬‬

‫الرسم البياني رقم ‪ : 2‬متوسط األجر الشهري يف البلدان ذات الدخل املتوسط (بالدوالر الدولي)‬

‫املصدر ‪ :‬رسم بياني منجز على أساس معطيات مكتب العمل الدولي والبنك الدولي‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬اعتبر املشاركون يف االستشارة التي أطلقها املجلس على األنترنت أن خدمات التربية‬
‫والتعليم والقضاء والصحة العمومية غير فعالة‪ ،‬بل ورديئة‪ ،‬واحلال أنها تعد أكثر اخلدمات العمومية‬
‫قدرة على تعزيز قدرات املواطنني ومتكينهم من التنمية الشاملة وجودة احلياة‪.‬‬

‫منظومة تربوية عاجزة عن االضطالع بمهامها األساسية‬


‫واطنِ الضعف التي أدت إلى تدهور املدرسة‬ ‫تعاني منظومة التربية والتعليم يف بالدنا من مجموعة من َم ِ‬
‫ضعف يف تزايد مستمر رغم اإلصالحات التي شهدها‬ ‫ٍ‬ ‫املغربية‪ ،‬خاصة املدرسة العمومية‪ .‬وهي مكامِ ُن‬
‫القطاع خالل العقدين املاضيني‪ .‬ومن بني أوجه القصور التي يعاني منها مجال التربية والتعليم ببالدنا‪،‬‬
‫نذكر الهدر املدرسي واملستوى التعليمي غير الكايف للتالميذ‪ ،‬وهو ما أدى إلى جعل النفقات املخصصة‬
‫لقطاع التعليم نفقات غير ناجعة‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫ال يزال الهدر املدرسي يشكل معضلة يف املدارس العمومية حيث طال حوالي ‪ 338.000‬تلميذ(ة) يف طوري‬
‫التعليم االبتدائي واإلعدادي خالل املوسم الدراسي ‪ .2018‬ويعزى هذا الوضع إلى عدة عوامل‪ .‬فمن جهة‪،‬‬
‫جند الظروف االجتماعية غير املواتية ملواصلة الدراسة‪ ،‬فضال عن كون برامج الدعم االجتماعي التي مت‬
‫اعتمادها يف قطاع التعليم لم تعط النتيجة املتوقعة منها (برنامج تيسير‪ ،‬مليون محفظة مدرسية‪ ،‬املدارس‬
‫الداخلية‪ ،‬إلخ)‪ .24‬من جهة أخرى‪ ،‬يشكل املعدل املرتفع للتكرار يف املرحلة االبتدائية عامال مؤثرا يف رفع‬
‫احتمال مغادرة الدراسة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن ضعف العرض املتوفر يف بنيات االستقبال القادرة على‬
‫امتصاص أعداد التالميذ الذين يغادرون املدارس االبتدائية يزيد من احتمال العودة إلى األمية‪.‬‬

‫وبخصوص مستوى اكتساب املعارف‪ ،‬يكشف تصنيف التالميذ املغاربة يف االختبارات الدولية (دراسة‬
‫اجتاهات التحصيل يف الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (‪ ،)TIMSS‬والدراسة الدولية لتقومي تطور‬
‫الكفايات القراءاتية (‪ ،)PIRLS‬والبرنامج الدولي لتقييم مكتسبات الطلبة (‪ ))PISA‬التي تقارن بني مستويات‬
‫التعلمات بني تالميذ العديد من البلدان‪ ،‬أن املغرب يوجد ضمن أضعف ثالث دول يف هذا املجال‪ ،‬سواء على‬
‫َّ‬
‫مستوى القراءة أو الرياضيات أو العلوم‪.‬‬

‫وميكن تفسير انخفاض املستوى التعليمي للتالميذ بعدة أسباب‪ ،‬من بينها على اخلصوص‪ ،‬التكوين غير‬
‫الكايف للمدرسني‪ .‬فعلى الرغم من اإلصالح الذي ُشرع يف إجنازه منذ سنة ‪ ،2007‬إال أنه ال يزال غير‬
‫مي ِّكن األستاذ من الكفايات الالزمة ملمارسة مهنته‪ .‬ذلك أن فترة التكوين األساسي‪،‬‬
‫ناجع بالقدر الكايف وال ُ َ‬
‫‪25‬‬
‫احملددة رسميا يف سنة واحدة‪ ،‬ال تتجاوز على أرض الواقع ستة أو سبعة أشهر ‪ .‬وبالنسبة لألساتذة الذين‬
‫مت توظيفهم بالتعاقد انطالقا من سنة ‪ ،2016‬فقد مت تخفيض هذه املدة إلى ثالثة أشهر تقري ًبا‪ .‬إن هذا‬
‫القصور يف تكوين أفراد هيئة التدريس ينعكس يف احملصلة سلبيا على جودة الرأسمال البشري ويُضعف‬
‫قدرته على رفع مستوى اإلنتاجية وحتسني القدرة التنافسية لالقتصاد الوطني‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬ال بد من‬
‫اإلشارة إلى أن تضرر الفئات احملرومة أكثر من غيرها من أوجه اخلصاص التي تعتري املدرسة العمومية‪،‬‬
‫يؤدي إلى تكريس وإعادة إنتاج عدم تكافؤ الفرص يف صفوف األطفال والشباب‪.‬‬

‫منظومة صحية تعاني من اختالالت عميقة‬


‫واط ِن الضعف‪ ،‬مبا يف ذلك نقص املوارد البشرية‬ ‫تعاني املنظومة الصحية اليوم من العديد من َم ِ‬
‫واللوجستية‪ ،‬وضعف عرض خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬وتقادم البنيات التحتية االستشفائية‪ ،‬وعدم تعميم‬
‫التغطية الصحية األساسية وتوزيع لألطباء غير ناجع وال متوازن بني مختلف جهات اململكة‪.‬‬

‫فبالنسبة للتأطير الطبي‪ ،‬سجل املغرب يف املتوسط ‪ 26 7.3‬أطباء لكل ‪ 10.000‬نسـمة‪ 27‬سنة ‪ ،2018‬وهي‬
‫نسـبة تأطيـر تبقـى منخفضـة مقارنـة مـع بلـدان شـبيهة ببالدنا (تونـس ‪ 12.7 :‬طبيبا‪ ،‬وتركيا ‪ 17.6 :‬طبيبا)‪.28‬‬
‫‪ - 24‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات‪2017 ،‬‬
‫‪ - 25‬تقرير المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي « تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2015 ،»2013-2000‬‬
‫‪ - 26‬تقرير لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس النواب‪ ،‬أكتوبر ‪2019‬‬
‫‪ - 27‬توصي منظمة الصحة العالمية بطبيب لكل ‪ 650‬نسمة (‪ 16‬طبيبا لكل ‪ 10.000‬نسمة)‬
‫‪ - 28‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬قاعدة معطيات المرصد العالمي للصحة‬
‫‪51‬‬ ‫ستة مواطن ضعف كبرى ترهن حتقيق الطموح املنشود‬

‫خصصة لقطاع الصحة (حوالي ‪ 6‬يف املائة من ميزانية الدولة) فإنها تظل أدنى من املستوى‬ ‫أما امليزانية امل ُ َّ‬
‫املوصى به من لدن منظمة الصحة العاملية (ما بني ‪ 10‬و‪ 12‬يف املائة)‪.‬‬

‫وينضاف إلى ذلك‪ ،‬التوزيع اجلغرافـي املتفاوت للهيئـة الطبيـة وشـبه الطبيـة واملؤسسـات الصحيـة بيـن‬
‫مختلـف جهـات اململكة‪ .‬إذ يتباين التأطير الطبي حسب اجلهات ما بني طبيــب واحــد لــكل ‪ 4000‬نســمة‬
‫(أطبــاء وزارة الصحة باستثناء املراكز االستشفائية اجلامعية‪ ،‬أطباء اجلماعات احمللية وأطباء القطاعني‬
‫العام واخلاص)‪ ،‬وبني طبيـب واحـد حلوالي ‪ 1000‬نسـمة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعرف مؤسسات الرعاية‬
‫الصحية األولية‪ ،‬التي جرى تطويرها على نطاق واسع خالل العقد األخير‪ ،‬إقباال ضعيفا من لدن املواطنني‬
‫وذلك بالنظر لضعف العرض الصحي الذي تقدمه‪ .‬وحسب دراسة مشتركة أجنزها كل من املرصد الوطني‬
‫للتنمية البشرية والبنك الدولي سنة ‪ 2018‬حتت عنوان «تقييم خدمات الرعاية الصحية األولية»‪ ،‬فإن معدل‬
‫اللجوء إلى االستشارات الطبية يتراوح بني ‪ 0.71‬و‪ 0.99‬حالة جديدة للفرد الواحد‪ ،‬مقابل ‪ 2.7‬يف تونس‬
‫و‪ 6.4‬بفرنسا‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ورغم تطور التغطية الصحية‪ ،‬ال تزال النفقات التي تتحملها األسر مباشرة يف مجال‬
‫الرعاية الصحية مرتفعة‪ .‬كما أن توسيع نطاق التأمني اإلجباري األساسي عن املرض‪ ،‬لم تتم مواكبته بزيادة‬
‫مهمة يف االعتمادات املخصصة للقطاع وال مبراجعة للتعريفة املرجعية الوطنية (ظلت بدون تعديل منذ‬
‫‪ .)2008‬وهو ما أدى إلى ارتفاع حصة فارق املصاريف املتبقية على عاتق املؤ ّمن لهم‪ ،‬حيث بلغت ‪ 35‬يف املائة‬
‫سنة ‪ ،2016‬علما أن هذه النسبة ال تعبر عن حقيقة الوضع بالنظر إلى املمارسات غير النظامية املرتبطة‬
‫باألداء املباشر جلزء من العالجات خارج الفاتورة الرسمية (الفوترة املنقوصة) يف القطاع اخلاص‪.29‬‬

‫وكما متت اإلشارة إلى ذلك أعاله‪ ،‬فإن احلكامة املعت َمدة يف تعميم نظام املساعدة الطبية (راميد) سنة‬
‫‪ 2012‬أدت إلى إنهاك مرافق الصحة العمومية‪ ،‬بالنظر لتزايد أعداد املواطنني املشمولني بهذا النظام‪ ،‬دون‬
‫أن تواكب ذلك زيادة مهمة يف التمويل املخصص للقطاع وال تأهيل مسبق له‪.‬‬

‫ويف هذا السياق‪ ،‬يجد املواطنون أنفسهم إزاء منظومة صحية تسير بسرعتني‪ ،‬وتعاني من وجود «شرخ» بني‬
‫قطاع صحي خاص يتسم بجاذبيته لكنه مرتفع الكلفة سواء بالنسبة للمرضى أو ألنظمة التغطية الصحية‪،‬‬
‫ماض يف التدهور ويعمل حتت الضغط‪.‬‬ ‫وبني قطاع صحي عمومي ٍ‬

‫سياسات للتعمير والسكن تُ فضي إلى خلق فضاءات جديدة لإلقصاء االجتماعي‬
‫ُي َولد التوسع العمراني يف املغرب اإلقصاء ويخلق التوترات االجتماعية‪ :‬إذ ينجم عن العجز املوجود يف‬
‫مجال السكن ظهور دور الصفيح واملساكن ناقصة التجهيز وغير الصحية‪ .‬ويعزى هذا العجز إلى االختالل‬
‫اجللي بني العرض املوجود وبني الطلب على وحدات سكنية بأسعار يف متناول األسر ذات الدخل احملدود‪.‬‬
‫لقد أدى النمو املطرد لساكنة املناطق احلضرية على امتداد عدة عقود إلى تضخم أسعار السكن‪ .‬وهو ما‬
‫دفع باألسر محدودة الدخل إلى االنتقال إلى ضواحي املدن الكبرى وإلى جزء من املناطق القروية‪ .‬إذ جند‬
‫‪ - 29‬الحماية االجتماعية في المغرب ‪ :‬واقع الحال‪ ،‬الحصيلة وسبل تعزيز أنظمة الضمان والمساعدة االجتماعية‬
‫‪52‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫أن أكثر من ‪ 30‬يف املائة من مجموع املباني املشيدة سنويا بالوسط احلضري يتم بناؤها فوق أراض فالحية‬
‫واقعة يف ضواحي املدن‪ ،‬خارج أي تخطيط عمراني مسبق‪ .‬ذلك أن ظاهرة الزحف العمراني التي شهدها‬
‫املغرب منذ زمن تفاقمت يف العقد املاضي بظهور مشاريع كبرى للسكن االجتماعي‪ ،‬والتي قد تشكل يف‬
‫السنوات القادمة بؤرا متنامية النعدام األمن وللتوترات االجتماعية‪ .‬ومن العوامل التي زادت من حدة التدبير‬
‫غير األمثل لقطاع التعمير‪ ،‬جند إطالق برامج «املدن اجلديدة» وتوالي اللجوء منذ بداية سنوات ‪ 2000‬إلى‬
‫منح االستثناءات يف مجال التعمير‪ ،‬إضافة إلى ضعف العرض املخصص للطبقة الوسطى‪ ،‬التي تواجه ارتفاع‬
‫أسعار العقار وطرق األداء غير النظامية «الن َوا ْر» (أداء مبالغ خارج إطار املبلغ املصرح به يف عقد الشراء)‪.‬‬

‫قطاع نقل غير مالئم لحاجيات المستعملين‬


‫يتسم منط تدبير اخلدمات العمومية باملناطق احلضرية بكونه غير شامل وغير مستدام‪ ،‬خاصة يف كبريات‬
‫املدن‪ ،‬كما أنه يشتغل بوسائل ال تتطور وفق ما ُيستجد من حاجيات ‪ :‬يعاني النقل احلضري بشكل خاص من‬
‫اخلصاص يف البنيات التحتية والتجهيزات ومن عدم مالءمتها للطلب املتزايد للساكنة احلضرية يف مجال‬
‫التنقل‪ .‬وقد أدى ذلك إلى تقليص كبير يف إمكانيات ولوج السكان إلى اخلدمات واألنشطة االقتصادية‪ ،‬إما‬
‫بسبب عامل البعد والتكاليف املرتبطة بالتنقل‪ ،‬أو بسبب تنامي انعدام األمن يف وسائل النقل‪.‬‬

‫لقد أدى انعدام األمن يف وسائل النقل العمومية إلى تزايد اللجوء إلى اقتناء السيارة الشخصية‪ ،‬مما عمق‬
‫من حدة التفاوتات االجتماعية واملجالية‪ ،‬وخلق شعورا باإلقصاء لدى الساكنة األكثر فقرا التي ال تسعفها‬
‫إمكانياتها املالية القتناء سيارة شخصية‪ ،‬فضال عما يتسبب فيه هذا األمر من انعكاس سلبي على البيئة‬
‫وجودة الهواء‪ .‬ذلك أن وسائل النقل احلضرية باملغرب تصدر خُ ُمس (‪ )1/5‬انبعاثات غازات الدفيئة وثلث‬
‫انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬بوتيرة ارتفاع سنوية تبلغ حوالي ‪ 5‬يف املائة‪.‬‬

‫منظومة عدالة ضعيفة الفعالية وغير مواكبة للتحوالت التي تشهدها البالد‬
‫ولتطلعات المواطنين‬
‫ال تزال منظومة العدالة تعاني من جملة من َمواطن الضعف تهم العديد من اجلوانب‪ ،‬نذكر منها استمرار‬
‫املمارسات املتعلقة بالرشوة‪ ،‬واحملاباة‪ ،‬وطول املساطر‪ ،‬وهو أمر ال يخلو من عواقب على ثقة املواطنني‬
‫واملستثمرين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تؤدي هيمنة املقاربة القائمة على االعتماد الكلي على العقوبات السجنية‬
‫واللجوء شبه التلقائي إلى االعتقال االحتياطي‪ ،‬إلى اإلقصاء االجتماعي للسجناء‪ ،‬وإلى زيادة احتماالت‬
‫خشى معه أن يتحول السجن إلى تربة خصبة‬ ‫حاالت العود‪ ،‬ال سيما يف صفوف السجناء الشباب‪ ،‬مما يُ َ‬
‫للتهميش واالنحراف‪.‬‬

‫كما أن تنفيذ ورش مالءمة الترسانة القانونية اجلاري بها العمل مع مقتضيات دستور ‪ 2011‬واالتفاقيات‬
‫الدولية التي صادق عليها املغرب َس َّج َل تأخرا الفتا‪ .‬ومما يدعو أكثر إلى االنشغال‪ ،‬كون النصوص القانونية‬
‫املُعتَ َم َدة يف بعض املجاالت لم يتم حتيينها منذ عقود خلت (منوذج النظام العقاري)‪ ،‬حيث يواجه املواطنون‬
‫بسبب هذا الوضع صعوبات شتى إلثبات حقوقهم وحمايتها‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫ستة مواطن ضعف كبرى ترهن حتقيق الطموح املنشود‬

‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫يف ضوء ما سبق‪ ،‬يبدو جليا أن مكمن الضعف األول‪ ،‬الذي يتمثل يف أن «املواطنني ال ميلكون الشروط والوسائل التي‬
‫تؤهلهم للمساهمة الفعلية يف التنمية»‪ ،‬يكتسي مكانة مركزية‪ ،‬على اعتبار أنه يرتبط بالعديد من أوجه القصور التي‬
‫يتناول بعضها القسمني الثاني والثالث من هذا التقرير‪ .‬ويتعلق األمر بشكل خاص بالقصور املسجل يف مجال الرخاء‬
‫االقتصادي؛ وتنمية املواطن وتطوير قدراته؛ واإلدماج؛ وتكافؤ الفرص؛ وتقليص الفوارق‪.‬‬

‫‪ • 2‬ال تزال النساء على هامش مسلسل التنمية‬


‫تعاني النساء من إقصاء ما فتئت تتزايد حدته‪ :‬ويبقى بال شك املؤشر األكثر جتسيدا لهذا األقصاء‪ ،‬هو‬
‫معدل مشاركة النساء يف سوق الشغل‪ .‬إذ انخفض هذا املعدل‪ ،‬حسب معطيات املندوبية السامية للتخطيط‪،‬‬
‫من ‪ 26.6‬يف املائة سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 21.8‬يف املائة سنة ‪ ،201830‬ويسجل هذا املعدل مستويات أدنى يف‬
‫املناطق احلضرية‪ ،‬حيث بلغ ‪ 18.1‬يف املائة سنة ‪ .2018‬مما يفيد أن حوالي ‪ 82‬يف املائة من نساء املدن‬
‫البالغات سن العمل ال يشاركن يف النشاط االقتصادي‪ ،‬وبالتالي ال يتوفرن على دخل خاص بهن‪.‬‬

‫ويعزى ضعف مشاركة املرأة يف النشاط االقتصادي إلى العديد من العوامل ‪ :‬بالنسبة للنساء البالغات‬
‫أقل من ‪ 24‬سنة‪ ،‬ميكن أن يعزى تراجع معدل النشاط إلى طول سنوات الدراسة‪ .‬كما يشكل ثقل األدوار‬
‫االجتماعية املنوطة باملرأة عامال يعوق مشاركتها يف سوق الشغل‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى‬
‫عبء األعمال املنزلية امللقى على عاتق النساء‪ ،‬إذ يفوق الوقت الذي تخصصه لها املرأة سبع مرات الوقت‬
‫الذي يخصصه الرجل‪ .‬وحسب األبحاث التي أجنزتها املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬فإن السبب وراء عدم‬
‫خروج حوالي نصف النساء غير املشتغالت إلى سوق الشغل يعود إلى ضرورة قيامهن بشؤون املنزل ورعاية‬
‫األطفال‪.‬‬

‫وتؤكد نتائج االستشارة التي قام بها املجلس عبر األنترنت هذه املالحظة‪ ،‬حيث اعتبر ‪ 34.88‬يف املائة‬
‫من املشاركني أن العامل الثقايف يشكل العامل الرئيسي وراء إقصاء النساء من ميدان الشغل‪ ،‬متبوعا‬
‫بالعامل املتعلق مبدى توفر فرص الشغل (‪ 27.31‬يف املائة من األجوبة)‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تُعتَبر النساء أكثر عرضة للبطالة من الرجال‪ .‬إذ بلغ معدل البطالة على املستوى الوطني‬
‫‪ 14.1‬يف املائة لدى النساء‪ ،‬مقابل ‪ 8.1‬يف املائة لدى الرجال سنة ‪ .2018‬وجند أن هذا املعدل أكثر ارتفاعا‬
‫يف الوسط احلضري‪ ،‬حيث يصل إلى ‪ 23.9‬يف املائة لدى النساء‪ ،‬مقابل ‪ 10.9‬يف املائة لدى الرجال‪.‬‬

‫ض هذا الوضع النساء للمزيد من الهشاشة االجتماعية‪ ،‬السيما بالنظر لنقص استفادتهن من آليات‬ ‫ويُ َع ِّر ُ‬
‫احلماية االجتماعية‪ .‬ذلك أن عددا قليال فقط من النساء يستفدن من معاش للتقاعد‪ .‬ففي سنة ‪ 2018‬لم‬
‫يتجاوز عدد النساء من مجموع متقاعدي الصندوق الوطني للتضامن االجتماعي ‪ 17‬يف املائة‪ ،‬مقابل ‪83‬‬
‫يف املائة من الرجال‪ ،‬كما أن متوسط معاشهن يبلغ ‪ 1.909‬دراهم مقابل ‪ 1.974‬درهما للرجال‪ .‬ويف حالة‬
‫الطالق‪ ،‬تتوقف استفادة املرأة من التغطية الصحية للزوج‪ ،‬أما يف حالة الترمل‪ ،‬فإن استفادتها وأطفالها‬
‫‪ - 30‬البحث الوطني حول التشغيل‪ ،‬المندوبية السامية للتخطيط‪2018 ،‬‬
‫‪54‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫من احلماية االجتماعية تكون مشروطة بوجود حتويل معاش التقاعد «معاش اخللف» (والذي يشكل نصف‬
‫معاش تقاعد الزوج قيد حياته)‪.‬‬
‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫إن هذا املكمن الثاني من مكامن الضعف واملتعلق بإقصاء النساء‪ ،‬يرتبط ارتباطا مباشرا مبختلف أوجه القصور التي‬
‫تعتري النموذج التنموي احلالي‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة باإلدماج‪ ،‬من زاوية النوع االجتماعي‪ ،‬أو بتكافؤ الفرص بني الرجال‬
‫والنساء يف مختلف مناحي احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫‪ • 3‬وســط قــروي يعانــي العزلــة ونقــص التجهيــز وال يســاهم‬


‫بالقــدر الكافــي فــي تنميــة البــالد‬

‫يظل تأثير البرامج واملشاريع ا ُمل َ‬


‫نجزة لفائدة العالم القروي دون انتظارات وحاجيات الساكنة القروية ‪:‬‬
‫ويتجلى ذلك يف استمرار الفوارق االجتماعية واالقتصادية وضعف الولوج إلى اخلدمات األساسية‪ ،‬إذ‬
‫اليزال حوالي ‪ 3.5‬مليون شخص ال يستفيدون من تزويد منتظم باملاء الشروب ونحو ‪ 1.3‬مليون شخص ال‬
‫يستفيدون من الربط بشبكة الكهرباء‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬انتقل معدل الفقر متعدد األبعاد‪ 31‬على املستوى الوطني من ‪ 25‬يف املائة سنة ‪ 2004‬إلى‬
‫‪ 8.2‬يف املائة سنة ‪ .2014‬غير أن هذا االنخفاض يخفي تفاوتا كبيرا بني الوسطني احلضري (‪ 2‬يف املائة)‬
‫والقروي (‪ 17.7‬يف املائة) ‪ .32‬وهكذا‪ ،‬فإن الفقر متعدد األبعاد يظل ظاهرة قروية باألساس (‪ 85.4‬يف املائة‬
‫من األشخاص املعنيني بالفقر متعدد األبعاد يعيشون يف الوسط القروي)‪.‬‬

‫ففي الوسط احلضري‪ ،‬يعزى أكثر من ‪ 90‬يف املائة من الفقر متعدد األبعاد إلى اخلصاص امل ُ َس َّجل يف مجالي‬
‫التربية والتعليم (‪ 57.3‬يف املائة) والصحة (‪ 33.9‬يف املائة)‪ .‬أما الفقر يف الوسط القروي فيعود أساسا إلى‬
‫أوجه احلرمان املسجل يف التربية والتعليم ( ‪ 54.5‬يف املائة) وظروف املعيشة (‪ 30.4‬يف املائة)‪.33‬‬

‫أما الوضع في المناطق الجبلية‪ ،‬فإنه يدعو للقلق بشكل أكبر‪ .‬ذلك أن هذه المناطق تشهد تأخرا كبيرا في‬
‫مجال التنمية البشرية‪ .‬حيث تبلغ نسبة األمية يف صفوف ساكنتها نحو ‪ 47‬يف املائة (مقابل ‪ 32‬يف املائة‬
‫على املستوى الوطني)‪ ،‬كما أن َدخل سكان املناطق اجلبلية يقل َمرتني عن املتوسط الوطني‪ .‬وتظل مساهمة‬
‫املناطق اجلبلية يف التنمية االقتصادية للبالد محدودة جدا‪ ،‬إذ ال تتجاوز ‪ 5‬يف املائة من الناجت الداخلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬و‪ 10‬يف املائة من مجموع االستهالك الوطني‪.34‬‬
‫‪ - 31‬يتم تقييم هذا المعدل من لدن برنامج األمم المتحدة اإلنمائي على أساس الولوج لخدمات الصحة والتعليم والماء والكهرباء‬
‫والخدمات األخرى‬
‫‪ - 32‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬النتائج الرئيسية لخريطة الفقر متعدد األبعاد لسنة ‪2014‬‬
‫‪ - 33‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬نتائج البحث الوطني حول االستهالك ونفقات األسر ‪2014/2013‬‬
‫‪ - 34‬وزارة الفالحة والصيد البحري‪ /‬مديرية تنمية المجال القروي والمناطق الجبلية‪ :2016 ،‬تنمية المجال القروي والمناطق‬
‫الجبلية‪ :‬االستراتيجية ومقاربة التدخل‪ .‬عرض مقدم بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ .2019‬معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة‬
‫‪55‬‬ ‫ستة مواطن ضعف كبرى ترهن حتقيق الطموح املنشود‬

‫من جانب آخر‪ ،‬ال يتم تثمني املؤهالت االقتصادية التي يزخر بها العالم القروي بالقدر الكايف‪ ،‬كما أن‬
‫السلطات العمومية ال تبذل ما يكفي من اجلهود من أجل تشجيع تنويع األنشطة غير الفالحية ودعمها‪ ،‬وهو‬
‫ما من شأنه أن يكرس ما تعانيه ساكنة العالم القروي من هشاشة وأوضاع صعبة‪.‬‬
‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫إن ما يجعل الضعف املتعلق بالعالم القروي‪ ،‬ضعفا ُم َر َّكباً ومثيراً للقلق‪ ،‬كونه نتيجة مباشرة ألوجه القصور الكبرى املشار‬
‫إليها أعاله أال وهي ‪ )1 :‬نقص إدماج الساكنة القروية والتقاطب بني الوسطني احلضري والقروي‪ )2 ،‬واملشاركة غير‬
‫الكافية للساكنة القروية يف خلق الثروة وبالتالي يف حتقيق الرخاء االقتصادي‪ ،‬و‪ )3‬اخلصاص الذي تعاني منه الساكنة‬
‫القروية يف مجال تكافؤ الفرص‪ ،‬وذلك بالنظر لكونها األكثر تضررا من ضعف فرص االرتقاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪ • 4‬نظام لالمتيازات يعمق اإلقصاء ويتسبب في بطء النمو‬


‫ترجيح االمتيازات واحملاباة‪ :‬لطاملا فتحت املنظومة االقتصادية باملغرب الباب بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة أمام قيام قطاعات تتميز بوضع اقتصادي أو تنظيمي خاص‪ ،‬وسمحت باالمتيازات والتراخيص‪،‬‬
‫التي تشجع على الريع على حساب النجاعة االقتصادية واإلبداع واملخاطرة‪.‬‬

‫ال تزال بعض القطاعات خاضعة لنظام املأذونيات والتراخيص على غرار احملروقات والنقل العمومي ومقالع‬
‫الرمال والصيد يف أعالي البحار‪ ....‬كما أن وضعيات الريع غير املنتجة قد تَتولد من رحم السياسات‬
‫االقتصادية نفسها‪ ،‬وذلك حينما يتم تخويل إعفاءات وحتفيزات ضريبية لبعض القطاعات والفاعلني دون‬
‫ودقيق ملدى فعالية هذه التحفيزات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صارم‬
‫ٍ‬ ‫وتتبع‬
‫ٍ‬ ‫تقييم‬
‫ٍ‬
‫وعلى العكس من الرشوة والغش‪ ،‬فإن خطر بعض أشكال الريع يكمن يف كونها غالبا ما تتخذ طابعا قانونيا‬
‫مبوجب القانون واملساطر‪ .‬ذلك أن استمرار االمتيازات واحملاباة باملغرب قد يساهم يف بعض احلاالت يف‬
‫إفساد مناخ األعمال‪ ،‬على اعتبار أن األفراد يكرسون جزءاً من جهودهم ومواردهم املالية يف احلصول على‬
‫فرص للريع ويجتهدون يف احملافظة عليها بشتى الوسائل‪.‬‬

‫وضعيات مهيمنة لم يتم تصحيحها‪ :‬يتسم االقتصاد املغربي أيضا بتركيز كبير يف معظم القطاعات‪ ،‬مما‬
‫يُ َو ِّل ُد وضعيات مهيمنة على السوق لفائدة بعض الشركات الكبرى‪ .‬وإذا كان هذا األمر ليس محظورا قانونيا‬
‫يف حد ذاته‪ ،‬إال أنه يزيد من احتمال ظهور املمارسات املنافية لقواعد املنافسة‪ ،‬مثل االستغالل التعسفي‬
‫مهيمن‪ ،‬واحلواجز التي حتول دون دخول مقاوالت جديدة للسوق‪ ،‬واالتفاقات حول األسعار التي تضر‬ ‫ٍ‬ ‫لوضع‬
‫ٍ‬
‫بالقدرة الشرائية للمستهلك‪ ،‬أو حاالت التبعية االقتصادية لصغار املمونني للمقاوالت الكبرى‪ .‬ولم يتم تعزيز‬
‫آليات تقنني أسواق السلع واخلدمات يف املغرب مبا يكفي من الوسائل من أجل احلد من هذه املمارسات‪،‬‬
‫وال سيما مع حالة اجلمود التي عرفها عمل مجلس املنافسة منذ ‪ ،2013‬والذي لم يتم تفعيله إال مؤخرا‪.‬‬

‫وتشكل هذه العوامل عقبات رئيسية ألنها (‪ )1‬حتول دون بروز فئة من املقاولني القادرين على استثمار‬
‫وتثمني فرص اإلنتاج واالبتكار املمكنة داخل االقتصاد؛ و(‪ )2‬تكرس وجود لوبيات الريع واملضاربني غير‬
‫‪56‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫املنتجني‪ ،‬الذين يشكلون جيوب مقاومة حقيقية تعيق التغيير؛ و(‪ )3‬تهدد التماسك االجتماعي‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن املواطنني أصبحوا أكثر وعياً وأقل قبوال ملظاهر احليف واالمتيازات والفوارق‪ ،‬وهو ما يفسر تنامي وتيرة‬
‫االحتجاج ذات املطالب االجتماعية يف السنوات األخيرة (احتجاجات احلسيمة وجرادة وحركة املقاطعة‪)...‬‬

‫لقد أكدت نتائج االستشارة املواطنة التي قام بها املجلس هذه املالحظة‪ ،‬إذ اعتبر ‪ 50‬يف املائة من‬
‫املشاركني أنه ثمة اتفاقات يف ما بني الفاعلني االقتصاديني تكون على حساب مصلحة املواطن‪ ،‬كما‬
‫اعتبر ‪ 42‬يف املائة منهم أن مبدأ املنافسة غير متحقق بالقدر الكايف‪.‬‬

‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫يترتب عن مكمن الضعف الكبير هذا‪ ،‬الذي يعتري النموذج احلالي‪ ،‬جملة من أوجه القصور التي يعاني منها املغرب‪،‬‬
‫وال سيما على مستوى (‪ )1‬الرخاء االقتصادي (حيث إن ضغط االمتيازات وغياب املنافسة الشريفة ال يشجعان حاملي‬
‫املشاريع وبالتالي يعيقان االستثمار والنمو والشغل)؛ (‪ )2‬تكافؤ الفرص (ولوج غير منصف إلى فرص االستثمار ال يُ َق ِّد ُر‬
‫مبادئ االستحقاق والعمل واإلبداع؛ (‪ )3‬تأزمي عالقة الثقة‪ ،‬حيث إن غياب إجراءات فعالة ملكافحة نظام االمتيازات وعدم‬
‫تعميم احملاسبة يضعف الثقة يف املؤسسات ويغذي هوامش الفساد واحملسوبية‪.‬‬

‫‪ • 5‬مقاولــون يواجهــون جملة من اإلكراهــات تحد من قدرتهم‬


‫علــى المبادرة وتقلص مــن الفرص الممكنة‬
‫رغم اجلهود املبذولة من أجل حتسني مناخ األعمال والبيئة االقتصادية بشكل عام‪ ،‬ال تزال منظومة‬
‫الدعم ا ُملخَ َّص َصة للمقبلني على إحداث مقاوالت (املقاوالت الصغيرة جدا والصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املقاولون‬
‫الذاتيون) غير كافية‪ .‬ذلك أن الصناديق واآلليات التي مت وضعها من أجل النهوض بريادة األعمال‪ ،‬خاصة‬
‫حت ِّقق بَ ْع ُد الزخم املنشود‪ ،‬كما أنها تتسم بقلة صيغ التمويل اخلاصة (رأسمال امل َ َخاطر‪،‬‬
‫املشاريع املبتكرة‪ ،‬لم ُ َ‬
‫رأسمال التمويل األ َّولِي‪ ،‬املستثمرون رعاة املشاريع «‪ ،»business angels‬والتمويل اجلماعي «‪)»crowdfunding‬‬
‫باإلضافة إلى تأثرها سلبا مبا يعتري اإلطار القانوني من غموض يف هذا الشأن‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يؤدي‬
‫تعدد املتدخلني يف ميدان دعم ومتويل املقاولة‪ ،‬وكذا الطابع املتشتت ملنتوجات الضمان والتمويل واملواكبة‬
‫املقترحة على املقاولني‪ ،‬إلى خلق نوع من اخللط لدى هؤالء‪ ،‬يزيد من حدته غياب استراتيجية تواصلية‬
‫احمل َدثَة‪.‬‬
‫ناجعة حول اآلليات ُ‬

‫ضعف يف الفعالية وبطءٍ يف‬


‫ٍ‬ ‫إن ما تتسم به املصالح اإلدارية‪ ،‬سواء على املستوى املركزي أو احمللي‪ ،‬من‬
‫األداء‪ ،‬يشكل عائقا كبيرا أمام املقاولني‪ ،‬وهو عائق حتاول السلطات العمومية جتاوزه من خالل إصالح‬
‫املراكز اجلهوية لالستثمار ووضع ميثاق الالمتركز اإلداري‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬البد من التذكير بأن جناح أي‬
‫إصالح يظل رهينا بأجرأته وبتعبئة املوارد البشرية املؤهلة وتوفير املوارد املالية الكافية‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫ستة مواطن ضعف كبرى ترهن حتقيق الطموح املنشود‬

‫إنشاء مقاولة تبقى جتربة محفوفة باملخاطر بالنسبة للمواطن‪ :‬إن املناخ االقتصادي واالجتماعي‬
‫واملؤسساتي باملغرب يعيق املبادرة اخلاصة‪ ،‬على اعتبار أنه ال يوفر ما يكفي من التأمني ضد املخاطر‪ ،‬بل‬
‫ويتطلب غالبا من الفرد تقدمي ضمانات والتزامات شخصية عند سعيه للحصول على التمويل أو يف حالة‬
‫التصفية القضائية‪ .‬إن هذا الغياب لرؤية واضحة وعدم توفر احلد األدنى من التأمني للمسار املهني للفرد‬
‫يفسر ملاذا يفضل املواطنون العمل كأجراء‪ ،‬إذ ارتفعت حصة العمل املأجور من إجمالي العمل املؤدى عنه من‬
‫َ‬
‫ضعف إحداث املقاوالت‪ ،‬والتي غالبا‬ ‫يفسر‬
‫‪ 57.7‬يف املائة سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 58.3‬يف املائة سنة ‪ .2018‬كما ِّ‬
‫ما تعتبر املالذ األخير عند انعدام الفرص يف قطاع العمل املأجور‪ .‬وحتى عندما يتم إنشاء مقاولة ما‪ ،‬فإن‬
‫استمرارها يظل ُم َه َّدداً‪ .‬ذلك أن حوالي ‪ 34‬يف املائة من املقاوالت التي أغلقت أبوابها يف سنة ‪ 2018‬لم مير‬
‫على إنشائها أكثر من خمس سنوات‪ ،‬كما أن نحو ‪ 63‬يف املائة منها ال يتعدى وجودها عشر سنوات‪.‬‬

‫كل هذه العناصر تعيق املبادرة اخلاصة وحتول دون انبثاق قاعدة مقاوالتية قادرة على استثمار الفرص وخلق‬
‫الثروة ومناصب الشغل‪.‬‬
‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫كل هذه العناصر تُضعف مسلسل خلق الثروة وتكرس القصور املسجل يف مجال الرخاء االقتصادي‪ ،‬من خالل تبديد‬
‫اإلمكانات وإعاقة املبادرة اخلاصة‪ ،‬وبالتالي احليلولة دون ظهور نسيج مقاوالتي قادر على استثمار الفرص واملساهمة‬
‫بشكل فعال يف تنمية البالد‪.‬‬

‫• سياسات عمومية غير واضحة بالقدر الكافي في توجهاتها‪،‬‬


‫ويعتري تنفيذها في الغالب البطء وعدم النجاعة‬
‫شرع املغرب منذ عقدين من الزمن يف تنفيذ سلسلة من اإلصالحات االقتصادية واالجتماعية الرامية‬
‫إلى تدارك النقص املتراكم يف مجال التنمية البشرية والرفع من تنافسية قطاعات أساسية يف االقتصاد‬
‫الوطني‪ .‬واتخذت هذه اإلصالحات شكل مخططات عمل حكومية‪ ،‬لكل واحد منها أفق زمني محدد‪،‬‬
‫ويتضمن بعضها أهدافا محددة بشكل دقيق‪ .‬وقد عززت هذه اإلصالحات الهيكلية البنية املؤسساتية‬
‫والبنيات التحتية االقتصادية واالجتماعية والثقافية لبالدنا‪.‬‬

‫وضعف الترابط يف ما بينها‪ :‬إذا كانت مختلف هذه‬ ‫ِ‬ ‫سياسات عمومية تعاني من غياب وجهة واضحة‬
‫االستراتيجيات القطاعية تسعى إلى املساهمة يف حتقيق منو اقتصادي قوي ومستدام‪ ،‬وكفيل بخلق الثروة‬
‫وفرص الشغل‪ ،‬فإن أجرأتها جرت وفق مقاربة يعمل فيها كل قطاع مبعزل عن غيره‪ ،‬وأدت بالتالي إلى‬
‫قصور على مستوى التجانس وااللتقائية‪ .‬كما اتسم تنفيذ هذه االستراتيجيات بنقص يف تضافر اجلهود‬
‫بني القطاعات‪ ،‬وعلى مستوى انخراط األطراف املعنية‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن اآلليات املعتمدة من أجل‬
‫التنسيق بني هذه االستراتيجيات وأدوات حكامتها وتقييمها‪ ،‬تفتقر يف غالب األحيان للنجاعة الكافية‪ .‬من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فإن التفاعل بني وكاالت التنفيذ‪ ،‬املكلفة باملشاريع االستراتيجية واملهيكلة‪ ،‬واملصالح املركزية‬
‫‪58‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫والترابية لإلدارة‪ ،‬والتنسيق فيما بينها‪ ،‬يتطلب توضيحا وتدقيقا أكثر على مستوى املسؤوليات والقيادة‬
‫االستراتيجية‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬فإن اإلصالحات التي انطلقت على مراحل‪ ،‬وال سيما منذ سنوات ‪ ،1990‬قد‬
‫أدت إلى ظهور عدد كبير من الوكاالت واملؤسسات واملنظمات ذات مهام متنوعة إلى إلى درجة قد تخلق‬
‫التداخل يف األدوار واالختصاصات‪ ،‬وهو ما يُحدِ ث بعض االرتباك الذي من شأنه عرقلة السير العادي‬
‫والفعال للمؤسسات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ال تزال فعلية القوانني تشكل حتديا كبيرا يف بالدنا‪ .‬وإن من شأن ذلك تأزمي ثقة‬
‫املواطنني واملؤسسات يف مدى قدرة الدولة على فرض احترام القوانني والوفاء بتعهداتها‪ .‬وهناك العديد‬
‫من األمثلة التي تُبرز اخلصاص القائم يف اإلعمال الفعلي للقانون‪ ،‬بل منها ما يهم سير أجهزة الدولة‬
‫نفسها‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ال يتم احترام إجبارية إرفاق مشاريع القوانني بدراسة حول آثارها احملتملة (كما‬
‫ينص على ذلك القانون التنظيمي رقم ‪ 65.13‬املتعلق بتنظيم وتسيير أشغال احلكومة والوضع القانوني‬
‫ألعضائها)‪ ،‬وحتى عندما تنجز تلك الدراسات فإن نشر نتائجها ال يتم بكيفية تلقائية‪.‬‬

‫كما أن اعتماد القوانني واإلصالحات ال يتم استتباعه أو مواكبته بشكل ممن َهج ويف آجال معقولة بنشر‬
‫النصوص التطبيقية ذات الصلة‪ ،‬ال سيما بالنسبة للقوانني التنظيمية والقوانني اإلطار‪ .35‬وثمة عائق آخر‬
‫مرتبط باحلكامة‪ ،‬يكمن يف الفعلية النسبية للنصوص القانونية والتنظيمية‪ ،‬وهو ما يساهم يف تأخير مفعول‬
‫تلك النصوص‪ ،‬ويضر من الناحية االقتصادية بتنافسية املقاوالت وبجاذبية البلد‪.‬‬

‫تتسم حكامة املؤسسات العمومية يف بالدنا بهيمنة أمناط التدبير املرتكزة على ثقافة االمتثال واملساطر‬
‫اإلدارية‪ .‬إذ تعطي هذه الثقافة األولوية للوسائل وليس للنتائج‪ ،‬ومتيل إلى تغليب اإلبقاء على استقرار‬
‫البنيات واآلليات النظامية يف التنظيم والعمل‪ ،‬على حساب الفعالية التي تقتضي‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬إعطاء األولوية‬
‫لتحقيق النتائج والنهوض بثقافة التغيير‪ .‬ومن جتليات هذا الوضع‪ ،‬الصعوبات التي تعتري مسلسل تنزيل‬
‫مقاربة جناعة امليزانية‪ ،‬التي جاء بها القانون التنظيمي املتعلق بقانون املالية‪.‬‬

‫وتؤثر َم ِ‬
‫واط ُن الضعف هذه على الصورة التي يحملها املواطن عن تدبير الشأن العام‪ ،‬إذ يَعتبر أنه تدبي ٌر‬
‫مفتقر للنجاعة بل وغير شفاف‪ ،‬مما يؤدي إلى تأزمي ثقة املواطنني يف مؤسساتهم العمومية واملنتخبة ويف‬
‫األحزاب السياسية التي تنبثق عنها‪.‬‬
‫بالعالقة مع أوجه القصور ا ُمل َس َّج َلة‬

‫ميكن ربطه مبجموع أوجه القصور التي جرى تسجيلها‪ .‬إذ يهم أساسا‬ ‫وط ُن الضعف هذا طابعا خاصا حيث ُ ْ‬ ‫يكتسي َم ِ‬
‫جودة حكامة السياسات العمومية يف مختلف امليادين االقتصادية واملؤسساتية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫‪ - 35‬استغرق مسار نشر النصوص التطبيقية للقانون التنظيمي المتعلق بالجهات أكثر من سنتين‬
‫‪5‬‬

‫الخيارات الكبرى الكفيلةبإعادة بناء‬


‫الثقة وجعل المغرب بلداً متضامنا‬
‫ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬
‫‪61‬‬ ‫تلك العديد من املؤهالت و كنه أن يتطلع إلى الطموح التنموي‬ ‫املغرب بلدٌ‬

‫ٍ‬
‫ضعف تعيق حتقيق الطموح املنشود‪.‬‬ ‫كما جرى تفصيل ذلك أعاله‪ ،‬هناك ستة َم ِ‬
‫واطن‬
‫فمن جهة‪ ،‬ثمة ثالثة َم ِ‬
‫واطنِ ضعف كبرى تساهم يف احلد من تنمية املواطنني‪ ،‬أفرادا‬
‫وجماعات‪ ،‬وتكبح مبادراتهم‪ .‬ويهم موطن الضعف األول ظروف مساهمة املواطنني يف‬
‫التنمية (ترتبط أساسا باخلدمات العمومية)‪ ،‬أما موطن الضعف الثاني فهو نتيجة‬
‫مباشرة لضغط اقتصاد الريع واالمتيازات‪ ،‬إذ يؤدي إلى عدم النجاعة وضعف القيمة‬
‫املضافة ويساهم يف استمرار الفوارق االجتماعية واملجالية‪ .‬وبخصوص موطن الضعف‬
‫الثالث‪ ،‬فهو متصل باإلكراهات التي حتد من املبادرة وتقلص الفرص يف وجه املقاولني‬
‫وحاملي املشاريع امل ُ َو ِّلدة للقيمة املضافة ولفرص الشغل‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬هناك قصور ملحوظ يف احلماية والدعم واإلشراك يف دينامية التنمية‪،‬‬
‫خاصة يف ما يتعلق باألشخاص املعوزين والنساء وساكنة العالم القروي‪.‬‬
‫ضعف مرتبط بنقص الوضوح يف توجهات السياسات العمومية‪،‬‬‫ٍ‬ ‫وينضاف إلى ذلك موطن‬
‫وبضعف التقائيتها وانسجامها‪ ،‬كما يرتبط بافتقار تنفيذ اإلصالحات املعتمدة إلى‬
‫النجاعة‪ ،‬فضال عن اتسامها بشدة التجزيء‪.‬‬
‫ينبغي إذن جتاوز مواطن الضعف املذكورة من أجل حتقيق الطموح املنشود‪ ،‬يف إطار‬
‫رؤية مندمجة كفيلة بتحفيز انخراط اجلميع‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد مقاربة منهجية‬
‫وبراغماتية‪ ،‬تسمح بالدفع بإجناز اإلصالحات‪.‬‬
‫وقد اعتمد املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬يف إجناز هذه املساهمة‪ ،‬سواء عبر‬
‫جلسات اإلنصات أو حتليل الرصيد الوثائقي املنجز أو االستشارة املباشرة للمواطنني‪،‬‬
‫على نفس املقاربة البراغماتية‪ .‬حيث أخذ بعني االعتبار أن النموذج التنموي احلالي هو‬
‫نتاج تراكم العديد من املنعطفات والتحوالت التي شهدها املغرب منذ القرن املاضي‪،‬‬
‫بعضها أملته ديناميات خارجية أو داخلية عميقة (مؤمتر اجلزيرة اخلضراء‪ ،‬فترة‬
‫احلماية‪ ،‬االستقالل‪ ،‬املخططات اخلماسية‪ ،‬املَغ َربة‪ ،‬برنامج التقومي الهيكلي‪ ،‬برامج‬
‫البنيات التحتية‪ ،‬االستراتيجيات القطاعية‪ ،‬املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬اجلهوية‬
‫املتقدمة‪ .)...‬كما كان ملنعطفات أخرى‪ ،‬رغم طابعها الظريف‪ ،‬تأثير أساسي على مسار‬
‫البالد (التدابير اجلبائية املخصصة للسكن االجتماعي‪ ،‬إلغاء مؤونة االستثمار املخصصة‬
‫للبحث والتطوير‪ ،‬نظام الوقت الكامل املعدل ألطباء القطاع العام‪.)...‬‬
‫ويتعلق األمر يف نهاية املطاف مبجموعة من اخليارات الكبرى التي جرى اتخاذها يف‬
‫املاضي‪ ،‬لكن لم يتم دائما التعبير عنها أو اقتسامها مع باقي املعنيني أو دراستها‪ ،‬واحلال‬
‫أنه كان لها تأثير حاسم على املسار التنموي لبالدنا‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن النموذج التنموي اجلديد ينبغي أن يكون نتاج عمل تشاركي وإرادي يتم‬
‫مبقتضاه حتديد واقتسام وتنفيذ خيارات جديدة كبرى‪ ،‬ستُ مكن من جتاوز مواطن‬
‫الضعف‪ ،‬بغية حتقيق الطموح املنشود‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الخيارات الجديدة الكبرى من أجل تحقيق الطموح المنشود‬
‫ينبغي أن تعكس اخليارات اجلديدة الكبرى الطابع املركب لطموحنا اجلماعي‪ .‬فهو طموح يعبر عن قرار‬
‫واضح يف املُضي قدما نحو وتيرة قوية للتنمية ال تقصي أحدا‪ ،‬والعمل على حترير الطاقات‪ ،‬وإدماج‬
‫ودعم جميع فئات املجتمع‪.‬‬
‫تحرير الطاقات‬
‫ينطلق الطموح املنشود من فكرة أساسية مفادها ضرورة جعل اإلنسان يف صلب النموذج التنموي‬
‫اجلديد‪ ،‬وذلك من خالل ضمان تطوير وتعزيز القدرات الفردية واجلماعية لكل مكونات املجتمع‪ ،‬بغية‬
‫حترير الطاقات وإدراج البالد يف دينامية للتنمية املطردة واملستدامة‪ .‬ويقتضي هذا الهدف العمل أوال‬
‫على ضمان استفادة اجلميع‪ ،‬دون أي متييز‪ ،‬من خدمات عمومية متاحة الولوج وذات جودة‪ .‬وسيهم‬
‫ٍ‬
‫وممتلك ألدوات معرفة‬ ‫هذا التوجه بطبيعة احلال التعليم‪ ،‬من أجل تكوين رأسمال بشري ُم َؤ َّه ٍل و ُمنت ٍِج‬
‫العصر‪ .‬كما َسيَ ُه ُّم اخلدمات العمومية األخرى‪ ،‬مبا يسمح بجعلها أكثر جناعة وأكثر فعالية‪ ،‬وجعلها‬
‫ْص ُّب بشكل أكبر على املواطن‪-‬املرتفق‪ ،‬خاصة قطاعات الصحة‪ ،‬والسكن‪ ،‬والنقل العمومي‪ ،‬والولوج‬ ‫تَن َ‬
‫إلى الثقافة‪ ،‬إلخ‪ .‬وينبغي بذل مجهود خاص من أجل تقليص الفوارق االجتماعية واملجالية الناشئة عن‬
‫اعتبارات تاريخية وجغرافية‪.‬‬
‫وبخصوص هذه النقطة‪ ،‬ينبغي اتخاذ خيارين كبيرين‪ ،‬أال وهما ‪:‬‬
‫اخليار األول ‪ :‬منظومة وطنية للتربية والتكوين محورها املُتَ َعلِّم‪ ،‬وقائمة على تعزيز وتوسيع مسؤولية‬
‫ِ‬
‫مواطن فاعل يف دينامية التقدم االقتصادي‬ ‫الفاعلني وتقوية قدراتهم وحتفيزهم‪ ،‬وهادفة إلى إعداد‬
‫واالجتماعي؛‬
‫اخليار الثاني ‪ :‬جيل جديد من اخلدمات العمومية‪ ،‬الناجعة واملتاحة الولوج واملرتكزة على تعزيز‬
‫وتوسيع مسؤولية الفاعلني واملستثمِ رة بقوة لفرصة التحول الرقمي‪.‬‬
‫إن من شأن التحسني امللموس للخدمات العمومية‪ ،‬أن يسمح بشكل خاص مبواجهة مشكل غالء املعيشة‬
‫يف املغرب‪ ،‬حيث سيخفف من عبء النفقات التي يتحملها املواطنون يف مجال التعليم يف املؤسسات‬
‫اخلاصة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والسكن وغيرها من اخلدمات‪ ،‬والتي تظل نفقات مرتفعة‪ .‬ذلك أن غالء‬
‫املعيشة يؤدي إلى إضعاف القدرة الشرائية لألسر‪ ،‬وإلى اإلضرار بتنافسية املقاوالت‪ ،‬بسبب ارتفاع‬
‫تكلفة األجور مقارنة مع العديد من الدول املنافِ سة‪.‬‬
‫ويقتضي حتري ُر الطاقات أيضا حتري َر املبادرة االقتصادية وريادة األعمال ومتكني ذوي املواهب من‬
‫التعبير عن أنفسهم وتطوير قدراتهم اإلبداعية واستثمار مؤهالتهم‪ .‬وهو ما يتطلب حتديد قواعد‬
‫واضحة «للعبة االقتصادية» خاصة يف ما يتعلق بالولوج إلى ميادين خلق القيمة والثروة‪ ،‬مع إنشاء‬
‫منظومة قوية لدعم ومواكبة املقاولني‪.‬‬
‫َض ُّر‬
‫ويف هذا السياق‪ ،‬ينبغي العمل يف املقام األول على إزالة العقبات املتعددة التي تعيق االستثمار وت ُ‬
‫باملقاولة‪ ،‬وهي عراقيل تتجلى بشكل خاص يف استمرار احلواجز القانونية وغير القانونية التي حتول‬
‫دون التوزيع األمثل للموارد داخل االقتصاد‪ ،‬وتكرس ضعف املنافسة‪ ،‬وتبقي على وضعيات الريع‪،‬‬
‫واالعتماد على االمتيازات‪ ،‬وذلك يف ظل مناخ اقتصادي يتسم بالتطبيع مع املمارسات املرتبطة بالفساد‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يتعني اتخاذ اخليارين التاليني ‪:‬‬
‫َض َمن املنافسة السليمة وتُ َق ِّن املمارسات الريعية واالمتيازات‪ ،‬من أجل حتفيز‬
‫اخليار الثالث ‪ :‬بيئة ت ْ‬
‫االستثمار املنتِج والناجع وتقليص الفوارق‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫ويتعني العمل يف مستوى ثان على إعداد وتنفيذ سياسات مواتية للنهوض باملقاوالت‪ ،‬كفيلة بتجاوز‬
‫ضعف إحداث املقاوالت‪ ،‬ومحدودية تنافسيتها‪ ،‬وارتفاع معدل إفالسها خالل السنوات األولى من‬
‫إحداثها‪ ،‬وتركزها يف أنشطة ضعيفة احملتوى التكنولوجي‪ .‬ويَك ُمن الهدف من ذلك يف إحياء النسيج‬
‫املقاوالتي وتكثيفه من خالل الرفع من عدد املقاولني‪ ،‬وهو ما يقتضي استهدافهم ودعمهم بشكل‬
‫أفضل‪ ،‬من أجل تسريع وتيرة إنشاء وتطور املقاوالت واألنشطة احملدثة لفرص الشغل وإضفاء دينامية‬
‫جديدة عليها‪ .‬كما يتطلب هذا األمر القضاء على العوائق املوضوعية التي حتول دون استثمار الفاعلني‬
‫واملقاوالت إلمكاناتهم احلقيقية‪ .‬لذلك‪ ،‬يتعني تبني اخليار التالي ‪:‬‬
‫َّ‬
‫املنظم ويرتكز على روح املبادرة‬ ‫اخليار الرابع ‪ :‬إجراء حت ُّول هيكلي لالقتصاد يُدمِ ج القطاع غير‬
‫واالبتكار ويرمي إلى حتقيق اإلقالع الصناعي‪.‬‬
‫الدعم واإلدماج والحماية‬
‫إن حترير الطاقات‪ ،‬بوصفه محورا رئيسيا يف الطموح الذي يقترحه املجلس‪ ،‬ال ميكن أن يؤتي ثماره‪،‬‬
‫ما دامت العديد من مكونات املجتمع ال تزال حتت وطأة التهميش وال حتظى بالرعاية الالزمة‪ .‬ذلك أن‬
‫بناء النموذج التنموي اجلديد ال ميكن أن يكتمل دون العمل من جهة على تعزيز التضامن وإدماج املعوزين‬
‫واألشخاص يف وضعية إعاقة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬مراعاة مصالح األجيال املقبلة‪ ،‬على اعتبار أنها ستتأثر‬
‫بالضرورة باخليارات والقرارات التي نتخذها اليوم‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يجب أن تكون هذه الدينامية التنموية اجلديدة قادرة على فتح مجال املشاركة يف مسلسل التنمية‬
‫يف وجه اجلميع‪ ،‬السيما املعوزون‪ ،‬واألشخاص األكثر تهميشا وأولئك الذين يعانون من مختلف أشكال‬
‫التمييز‪ ،‬كيفما كانت طبيعتها‪ ،‬خاصة النساء وساكنة العالم القروي‪ .‬إنه عمل أساسي ملواجهة إقصاء‬
‫املوارد البشرية وهدرها‪ .‬ذلك الهدر الذي يتجلى يف االنخفاض املقلق ملعدل مشاركة النساء يف سوق‬
‫الشغل‪ ،‬والشغل الناقص يف الوسط القروي‪ ،‬وتَ َر ُّك ِز اليد العاملة القروية يف أنشطة ذات إنتاجية ضعيفة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬بات من األهمية مبكان تبني اخليارين االستراتيجيني التاليني‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فاعالت يف مجال التنمية وميارسن حقوقهن مبا‬ ‫ويكن‬
‫َّ‬ ‫اخليار اخلامس ‪ :‬نساءٌ يتمتَّعن باالستقاللية‬
‫يكفل مشاركة كاملة يف احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية؛‬
‫اخليار السادس ‪ :‬عالم قروي مندمج‪ ،‬ويحظى بالتثمني‪ ،‬ويتسم باجلاذبية‪ ،‬ومرتبط مبحيطه‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬ال ميكن بناء منوذج تنموي دون توزيع عادل ومنصف للثروة‪ ،‬يُدمج األشخاص األكثر‬
‫فقرا ويحفظ حقوق األجيال املقبلة‪ .‬ذلك أن استدامة النموذج التنموي وقدرته على الصمود يف وجه‬
‫الصدمات االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬تظل رهينة بتحقيق اإلنصاف بني فئات املجتمع ولفائدة‬
‫أجياله القادمة‪ .‬كما يقتضي ذلك ضمان تأمني فعال وواسع النطاق ملسار املواطنني طيلة مراحل‬
‫حياتهم‪ ،‬مع احلرص على احملافظة على الرأسمال الطبيعي وتثمينه‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يتعني املُضي يف‬
‫اخليارين التاليني ‪:‬‬
‫مي ِّكن من حماية‬
‫نظم يهدف إلى تقليص الفوارق االجتماعية واملجالية و َ‬ ‫اخليار السابع ‪ :‬تضام ٌن ُم َّ‬
‫اجتماعية شاملة يساهم يف متويلها املواطنون واملواطنات بكيفية عادلة؛‬
‫مستدام من أجل تعزيز النمو‬
‫ٍ‬ ‫نحو‬
‫اخليار الثامن ‪ :‬رأسمال طبيعي يحظى باحلماية والتثمني على ٍ‬
‫َّ‬
‫املطرد‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫تحديد الوجهة والتعبئة‬
‫وأخيرا‪ ،‬يبقى جناح النموذج التنموي اجلديد رهينا بوضع إطار للحكامة اجليدة من أجل تنزيله‪،‬‬
‫وإرساء آليات وكيفيات تنفيذ فعالة وشفافة‪ .‬لذلك‪ ،‬يقتضي هذا النموذج اجلديد حتديد وجهة يتع َّبأ‬
‫نحوها اجلميع‪ ،‬وتَ َب ِّني حكامة ناجعة ومسؤولة‪ ،‬وتدابير قوية وقابلة للتنفيذ‪ ،‬قادرة على استعادة وتثبيت‬
‫الثقة‪ .‬إذ ينبغي إحداث قطيعة مع تدبير للمؤسسات العمومية تعوزه يف الغالب النجاعة‪ ،‬ويتسم بتشتت‬
‫املسؤوليات وضعف التنسيق‪ .‬كما ينبغي القطع مع إدارة عمومية يتم فيها التقيد احلريف باملساطر على‬
‫حساب الفعالية يف األداء‪ ،‬وكذا القطع مع خدمات عمومية متدنية‪ ،‬تقدم يف آجال ال تستجيب عموما‬
‫لالنتظارات املشروعة للمواطنني‪ .‬ويتطلب حتقيق كل ذلك اعتماد اخليار احملوري التالي‪:‬‬
‫اخليار التاسع ‪ :‬دولة احلق والقانون ضامنة للصالح العام‪ ،‬وفق مقاربة ترابية للعمل العمومي تقوم‬
‫على التجانس والشفافية والنجاعة والتقييم امل ُ َمنهج‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫الخيار األول‬
‫المتَ َعلِّ م‪ ،‬وقائمة على تعزيز وتوسيع‬
‫منظومة وطنية للتربية والتكوين محورها ُ‬
‫مواطن فاعل في‬
‫ِ‬ ‫مسؤولية الفاعلين وتقوية قدراتهم وتحفيزهم‪ ،‬وهادفة إلى إعداد‬
‫دينامية التقدم االقتصادي واالجتماعي‬

‫يتعني على الدولة أن جتعل من االستثمار يف تعزيز قدرات وكفايات مواطنيها أولوية وطنية‪ ،‬وذلك بغية‬
‫متكني كل فرد يف املجتمع من تنمية ذاته وقدراته وأن يكون مبقدوره املساهمة يف دينامية تنمية البالد‪.‬‬
‫كما ينبغي تشجيع كل شخص على إبراز مؤهالته‪ ،‬بفضل منظومة وطنية للتربية والتكوين ناجعة ودامجة‪،‬‬
‫تستعيد دورها يف حتقيق االرتقاء االجتماعي‪.‬‬

‫ويتطلب جتسيد هذا اخليار العمل‪ ،‬على وجه االستعجال‪ ،‬على إحداث حتول عميق وجريء يف املنظومة‬
‫العمومية للتربية والتكوين‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد‪ ،‬ينبغي على املغرب حتقيق األهداف االستراتيجية الستة التالية ‪:‬‬
‫التوجه نحو منظومة للتربية والتكوين تُ َك ِّرس تعزيز وتوسيع مسؤولية الفاعلني وتقوية قدراتهم‬
‫وحتفيزهم؛‬
‫تغيير نظام التكوين األساسي واملستمر الذي يخضع له الفاعلون يف منظومة التربية والتكوين؛‬
‫تعميم استعمال التكنولوجيا الرقمية على جميع مكونات منظومة التربية والتكوين؛‬
‫إرساء نظام للقيادة قائم على حتقيق األهداف‪ ،‬ومرتكز أساسا على مستوى اكتساب املتعلمني للكفايات؛‬
‫إرساء منظومة للتربية والتكوين توفر فرصا متنوعة أمام املتعلمني ومتاحة طيلة مراحل حياتهم‪،‬‬
‫وتنهض بثقافة االمتياز؛‬
‫القضاء على األمية ‪ :‬تخفيض معدل األمية إلى أقل من ‪ 5‬يف املائة يف بحر ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫ويقترح املجلس جملة من اإلجراءات العملية املنبثقة عن كل هدف استراتيجي‪.‬‬

‫التوجه نحو منظومة للتربية والتكوين تكرس تعزيز وتوسيع مسؤولية الفاعلين‬
‫وتقوية قدراتهم وتحفيزهم‬
‫منح استقاللية فعلية لألكاديميات والجامعات في مجالي تدبير الميزانية والتوظيف‪،‬‬ ‫اإلجراء رقم ‪.1‬‬
‫وتخويل مديري المؤسسات التعليمية استقاللية تدبيرية حقيقية‪ .‬وينبغي أن يتم ذلك‬
‫في إطار تعاقدي مع تعزيز آليات االفتحاص والمراقبة والمحاسبة‪.‬‬

‫اإلشراك الفعلي للمستفيدين (التالميذ والطلبة) والوالدين أو أولياء األمور‪ ،‬والجماعات‬ ‫اإلجراء رقم ‪.2‬‬
‫المحلية وباقي األطراف المعنية‪ ،‬في حكامة وتقييم النظام التعليمي‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫إحداث مسالك إشهادية في مجال «تدبير المؤسسات المدرسية»‪ ،‬غايتها تكوين كفاءات‬ ‫اإلجراء رقم ‪.3‬‬
‫ذات مؤهالت عالية يكون بمقدورها االضطالع بجميع مناحي تدبير تلك المؤسسات‪.‬‬

‫االرتقاء بمهنة المدرس‪ ،‬وإبراز دوره كمربي‪ ،‬وتعزيز وتوسيع مسؤوليته‪ ،‬وذلك من‬ ‫اإلجراء رقم ‪.4‬‬
‫خالل إرساء ‪:‬‬
‫وضع مهني يتميز باجلاذبية ويتم االرتقاء به إلى مصاف املهن ذات القيمة العالية‪،‬‬
‫وذلك من خالل سن معايير لالنتقاء متكن من استقطاب أفضل الكفاءات‪ ،‬يف إطار‬
‫مسالك مهنية‪ ،‬جاذبة ومحفزة وذات استقطاب محدود؛‬
‫نظام دينامي وتطوري وشفاف لتدبير املسار املهني‪ ،‬يقوم باخلصوص على األداء‬
‫واالستحقاق؛‬
‫ظروف عمل مناسبة تضمن سالمة أعضاء هيئة التدريس داخل املؤسسات التعليمية؛‬
‫آليات حتفيزية مبتكرة ومالئمة لفائدة األساتذة‪ ،‬ال سيما امل ُ َع َّينون يف املناطق‬
‫القروية أو أحياء الضواحي التي تتسم بالهشاشة االجتماعية‪.‬‬

‫تغيير نظام التكوين األساسي والمستمر الذي يخضع له الفاعلون في منظومة‬


‫التربية والتكوين‬
‫الرفع من جودة التكوين األساسي والمستمر ‪ :‬يجب أن يُ َم ِّكن التكوين األساسي من‬ ‫اإلجراء رقم ‪.5‬‬
‫امتالك ناصية الكفايات التقنية والبيداغوجية والمهارات الحياتية‪ .‬أما التكوين‬
‫المستمر‪ ،‬فيجب أن يُ َم ِّكن من تطوير وتحيين الكفايات التي سبق اكتسابها‪.‬‬

‫االعتماد على التكنولوجيات الرقمية من أجل التمكن‪ ،‬بتكلفة منخفضة‪ ،‬من تيسير‬ ‫اإلجراء رقم ‪.6‬‬
‫ولوج جميع األساتذة لتكوينات مالئمة لحاجيات كل واحد منهم‪.‬‬

‫تعميم استعمال التكنولوجيا الرقمية على جميع مكونات منظومة التربية‬


‫والتكوين‬
‫بلورة وإرساء منظومة رقمية للتكوين تسمح للمتعلم‪ ،‬عبر شبكة األنترنت‪ ،‬باستكمال‬ ‫اإلجراء رقم ‪.7‬‬
‫وتعزيز المعارف المكتسبة في القسم‪ ،‬وفقا للوتيرة التي تناسبه وحسب قدراته‪.‬‬
‫وينبغي العمل‪ ،‬في غضون السنوات الثالث المقبلة‪ ،‬على توفير غالبية الدروس‬
‫والتمارين األساسية الخاصة بمختلف المستويات التعليمية على شبكة األنترنت‪.‬‬
‫استثمار التكنولوجيات الرقمية لتمكين المتعلمين ذوي اإلعاقة أو ذوي االحتياجات‬ ‫اإلجراء رقم ‪.8‬‬
‫الخاصة من الولوج إلى المضامين التعليمية‪ ،‬من خالل إزالة جميع الحواجز التي من‬
‫شأنها أن تثنيهم عن مواصلة الدراسة‪ .‬ويمكن االستفادة في هذا الصدد‪ ،‬من التقنيات‬
‫الحديثة الخاصة بالذكاء االصطناعي والتعرف اآللي على الصوت واألشكال‪ ،‬والتوليد‬
‫اآللي للمحتويات‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫إرساء نظام للقيادة قائم على تحقيق األهداف‪ ،‬ومرتكز أساسا على مستوى‬
‫اكتساب المتعلمين للكفايات؛‬
‫وضع إطار مرجعي للكفايات‪ ،‬مطابق ألفضل المعايير الدولية‪ ،‬وآلية لتقييم مكتسبات‬ ‫اإلجراء رقم ‪.9‬‬
‫المتعلمين مستوحاة من االختبارات الدولية المعتمدة‪ ،‬على غرار الدراسة الدولية‬
‫لتقويم تطور الكفايات القراءاتية (‪ )PIRLS‬ودراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات‬
‫والعلوم على الصعيد الدولي (‪ ...)TIMSS‬وينبغي في هذا الصدد‪ ،‬تحديد عتبات التعلم‬
‫التي يتعين إدراكها على المستوى الوطني والجهوي وعلى صعيد المؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫على أن تشكل هذه العتبات قاعدة للتعاقد وللتقييم السنوي الممنهج‪.‬‬
‫اإلجراء رقم ‪ .10‬وضع آليات ُم َح َّد َدة و ُم َو َّج َهة لدعم التالميذ الذين يواجهون صعوبات‪ ،‬كل حسب‬
‫حاجياته‪ ،‬ووضع برامج لتعزيز قدرات المؤسسات التي تحقق نتائج ضعيفة على‬
‫مستوى اكتساب الكفاءات‪.‬‬
‫اإلجراء رقم ‪ .11‬توسيع صالحيات الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‬
‫لتشمل التتبع السنوي لمدى تنفيذ إصالح قطاع التربية والتكوين وتحقيق األهداف‬
‫التي تم تسطيرها للنهوض به‪ ،‬على أن تُصدر الهيئة تقريراً سنويا في هذا الشأن‬
‫يتضمن مالحظاتها وتوصيات عملية‪.‬‬

‫إرساء منظومة للتربية والتكوين توفر فرصا متنوعة أمام المتعلمين ومتاحة‬
‫طيلة مراحل حياتهم‪ ،‬وتنهض بثقافة االمتياز‬
‫اإلجراء رقم ‪ .12‬مالءمة المقررات المدرسية لحاجيات البالد‪ ،‬من خالل ‪:‬‬
‫تخصيص ‪ 20‬يف املائة على األقل من البرامج التعليمية لألنشطة الفنية والرياضية‬
‫واملدنية‪ ،‬وتشجيع تعدد التخصصات وتنمية احلس النقدي والتفكير املنهجي وروح‬
‫املبادرة وثقافة املواطنة الفاعلة؛‬
‫جعل منظومة التربية والتكوين املهني تستجيب بشكل أفضل ملستلزمات حتقيق‬
‫األهداف احملددة يف إطار السياسات العرضانية أو القطاعية (الصناعة‪ ،‬الفالحة‪،‬‬
‫السياحة‪ ،‬اخلدمات)‪ ،‬من خالل تيسير وضع برامج تعليمية خاصة أو مالءمة‬
‫البرامج القائمة؛‬
‫العمل بانتظام وبشكل استباقي‪ ،‬على مالءمة املضامني التعليمية‪ ،‬خاصة بالنسبة‬
‫للتعليم العالي والتكوين املهني‪ ،‬مع التحوالت التي ميليها التقدم التكنولوجي‪ ،‬ومع‬
‫مهن وطرقِ عمل جديدة‪.‬‬‫املستجدات املتعلقة بظهور ٍ‬

‫اإلجراء رقم ‪ .13‬فتح مسالك للتميز بالقطاع العمومي لفائدة التالميذ المتفوقين‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .14‬اإلعمال الفعلي لحق األشخاص في وضعية إعاقة في التمدرس بالمؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫وتوفير تعليم مالئم لألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .15‬مضاعفة مد الجسور بين المنْظومة العامة للتعليم وبين التكوين المهني‪ ،‬من أجل‬
‫تحسين جاذبية هذا األخير‪ ،‬والسماح باالنتقال من منظومة إلى أخرى لمن يرغب في‬
‫ذلك ووفق شروط موضوعية معينة‪ ،‬فضال عن تمكين التالميذ الحاصلين على شهادة‬
‫البكالوريا المهنية من الولوج إلى التعليم العالي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .16‬تحويل ضريبة التكوين المهني (‪ 1.6‬في المائة من كتلة األجور دون تحديد سقف‪،‬‬
‫والموجهة حاليا نحو التكوين األساسي) إلى ضريبة تؤول عائداتها إلى حساب فردي‬
‫لألجير مخصص للتكوين ويظل متاحا طيلة مساره المهني‪.‬‬

‫القضاء على األمية ‪ :‬تخفيض معدل األمية إلى أقل من ‪ 5‬في المائة في بحر‬
‫‪ 10‬سنوات‬
‫اإلجراء رقم ‪ .17‬تعزيز وسائل تدخل الوكالة الوطنية لمحاربة األمية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .18‬مضاعفة إحداث مدارس الفرصة الثانية (القطاعات الوزارية‪ ،‬النسيج الجمعوي)‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .19‬تعبئة وسائل اإلعالم ودعم جهود المجتمع المدني في مجال محو األمية‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫الخيار الثاني‬
‫جيل جديد من الخدمات العمومية‪ ،‬الناجعة والمتاحة الولوج‪ ،‬والمرتكزة على تعزيز‬
‫والمستثمرة بقوة لفرصة التحول الرقمي‬
‫ِ‬ ‫وتوسيع مسؤولية الفاعلين‪،‬‬

‫لقد أناط دستور ‪ 2011‬بالدولة مسؤولية ضمان متت ُِّع املواطنات واملواطنني‪ ،‬على قدم املساواة‪ ،‬بحقوقهم‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬وكذا حقوقهم األساسية املدنية والسياسية‪ .‬غير أن اإلعمال‬
‫الفعلي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬أو ما يسمى باجليل اجلديد حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ِ‬
‫املناسبة وأن تكون متاحة الولوج للجميع بدون أدنى متييز‪.‬‬ ‫يفترض توفر البنيات التحتية‬

‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬يتعني على الدولة توفير الوسائل الالزمة من أجل حتقيق خمسة أهداف استراتيجية ‪:‬‬
‫عرض من العالجات الصحية ذي جودة‪ ،‬ويغطي مجموع التراب الوطني‪ ،‬ويستفيد منه كل املواطنني؛‬
‫ضمان ٍ‬
‫صون حقوق املواطنني من خالل قضاء نزيه و َف َّعال‪ ،‬يوفر حماية حقيقية للمتقاضني تضمن الكرامة‬
‫واحلريات واحلقوق األساسية؛‬
‫ضمان حق املواطنني يف خدمة نقل عمومي واسعة النطاق‪ ،‬آمنة وذات جودة؛‬
‫عيش يحفظ الكرامة؛‬
‫وإطار ٍ‬
‫ِ‬ ‫الئق‬
‫ضمان الولوج لسكن ٍ‬
‫جعل الولوج للثقافة والرياضة قضية ذات أولوية‪ ،‬من خالل االستثمار يف البنيات التحتية والتجهيزات‬
‫وتثمني املواهب‪.‬‬

‫ويقترح املجلس جملة من األهداف االستراتيجية واإلجراءات العملية تنبثق عن كل محور استراتيجي‪.‬‬

‫عرض من العالجات الصحية ذي جودة‪ ،‬ويغطي مجموع التراب الوطني‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫ضمان‬
‫ويستفيد منه كل المواطنين‬

‫تعد الصحة‪ ،‬إلى جانب التربية الوطنية‪ ،‬من اخلدمات العمومية التي تعتبر األقل جناعة‪ .‬فرغم أن نصف‬
‫عدد األطباء يشتغلون يف القطاع العام وأكثر من ‪ 70‬يف املائة من الطاقة االستيعابية من حيث ِ‬
‫األس َّرة‬
‫توجد يف القطاع العام‪ ،‬فإن ‪ 60‬يف املائة من اخلدمات الطبية‪ ،‬و‪ 90‬يف املائة من اخلدمات الطبية املشمولة‬
‫ُنجز على مستوى القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫بالتأمني اإلجباري األساسي عن املرض‪ ،‬ت َ‬

‫باإلضافة إلى كونها قطاعاً تتجلى فيه بشدة ظاهرة التقاطب بني القطاع العام واخلاص‪ ،‬ال تُوفر املنظومة‬
‫الصحية على العموم عرضا صحيا كافيا‪ ،‬حيث ال يتوفر املغرب إال على ‪ 7.3‬أطباء لكل ‪ 10.000‬نسمة (يف‬
‫حني يجب التوفر من ضعفي هذا العدد حسب ما توصي به منظمة الصحة العاملية)‪ .‬ويزداد هذا اإلشكال‬
‫حدة بسبب عدم انتظام حضور أطباء القطاع العام يف العديد من البنيات االستشفائية التي يزاولون بها‪،‬‬
‫وهو ما يؤثر سلبا على االستجابة للطلب يف املجال الصحي‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يبلغ اإلنفاق السنوي املخصص‬
‫للرعاية الصحية حوالي ‪ 160‬دوالرا للفرد الواحد (نصف ما تُنفقه تونس) كما أن األسر تتحمل أكثر من ‪53‬‬
‫يف املائة من مجموع النفقات الطبية على املستوى الوطني‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫لذلك‪ ،‬فإن بالدنا يف حاجة ماسة للعمل على ‪:‬‬
‫حتسني حكامة منظومة الصحة؛‬
‫ضمان تغطية صحية شاملة جلميع املواطنني؛‬
‫إعادة تنظيم منظومة العالجات مبا يكفل توفير عرض صحي عمومي ذي جودة‪ ،‬وتطوير الشراكة بني‬
‫القطاعني العام واخلاص؛‬
‫النهوض باملوارد البشرية كماًّ وكيفاً‪.‬‬

‫تحسين حكامة منظومة الصحة‬


‫اإلجراء رقم ‪ .20‬تخويل المديرين الجهويين للصحة اختصاصات أوسع‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .21‬إدماج البنيات والخدمات الصحية العمومية والعرض الصحي للقطاع الخاص في‬
‫إطار خرائط صحية جهوية قائمة الذات‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .22‬العمل‪ ،‬على أساس تعاقدي‪ ،‬على تخويل المستشفيات الموجودة بمختلف المجاالت‬
‫الترابية استقاللية فعلية في التدبير‪.‬‬

‫ضمان تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين‬


‫سيتم تفصيل اإلجراءات املقترحة بالنسبة لهذا الهدف االستراتيجي على مستوى اخليار السابع املتمحور‬
‫مي ِّكن من حماية اجتماعية‬
‫نظم يهدف إلى تقليص الفوارق االجتماعية واملجالية و َ‬ ‫حول إرساء «تضامن ُم َّ‬
‫شاملة يساهم يف متويلها املواطنون واملواطنات بكيفية عادلة»‪ .‬ومن بني هذه اإلجراءات‪ ،‬نذكر توحيد نظامي‬
‫التأمني اإلجباري األساسي عن املرض (‪ )AMO‬واملساعدة الطبية (‪ ،)RAMED‬وتوسيع نطاق االنخراط يف‬
‫التأمني اإلجباري األساسي عن املرض ليشمل فئات أخرى (املهن احلرة‪ ،‬الصناع التقليديون‪ )...‬والنهوض‬
‫بالقطاع التعاضدي‪ .‬كما ينبغي العمل يف األمد املتوسط على إرساء تغطية صحية شاملة‪.‬‬

‫إعادة تنظيم منظومة العالجات بما يكفل توفير عرض صحي عمومي ذي‬
‫جودة‪ ،‬وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص؛‬
‫اإلجراء رقم ‪ .23‬إرساء تكامل فعلي بين القطاع العام والقطاع الخاص (سواء الهادف إلى الربح أو غير‬
‫الربحي) والقطاع التعاضدي‪ ،‬وإلغاء الحواجز بين هذه القطاعات‪ ،‬بما يسمح بشكل‬
‫خاص باللجوء إلى المناولة بالنسبة لبعض الخدمات الطبية‪ ،‬وكذا بمضافرة الجهود‬
‫والتعاون في إنجاز االستثمارات ذات التكلفة المرتفعة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .24‬العمل على المزيد من تطوير الطب عن بُ ْعد‪ ،‬ال سيما الفحوصات عن بُ ْعد والتواصل‬
‫السمعي البصري بين المهنيين المتدخلين في كل مستويات الرعاية الصحية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل جعل توجيه المرضى والتكفل بهم أكثر ترشيدا وأكثر فعالية‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .25‬إحداث «مراكز صحية مندمجة» عبر مواصلة تجميع المراكز الصحية الموجودة‬
‫بالمناطق الحضرية والمراكز القروية الكبرى والتي تعرف ارتيادا ضعيفا من‬
‫لدن المرضى‪ ،‬لكن مع تجنب خلق مناطق خالية من أي بنية صحية أو ما يدعى‬
‫بـ»الصحاري الطبية»‪ .‬وستساهم هذه المراكز الطبية المندمجة في ترشيد الوسائل‬
‫المتاحة وتحسين ظروف عمل المهنيين وتخفيف االكتظاظ بالمستشفيات‪ ،‬وضمان‬
‫ستجيب لحاجيات الساكنة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تكفل طبي ُم‬

‫اإلجراء رقم ‪ .26‬وضع مسار عالجي ُمن ََّسقِ المراحل و ُم َرت َِّب المستويات‪ ،‬يكون الطبيب العام‪ ،‬سواء‬
‫المشتغل في القطاع العام أو الخاص‪ ،‬نقطة انطالقه‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .27‬تعميم ومالءمة خدمات الطب االستعجالي وجعله متاحا للجميع (التكفل بالحاالت‬
‫عبر الهاتف‪ ،‬النقل الطبي‪ ،‬التكفل الطبي)‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .28‬وضع منصة رقمية تُيَ ِّس ُر العمليات والتفاعل بين كل الفاعلين في المنظومة‬
‫الصحية‪ ،‬وتكون مفتوحة في وجه جميع المتدخلين في القطاع (األطباء والصيادلة‪،‬‬
‫والمستشفيات‪ ،‬وشركات التأمين‪ ،‬والصندوق الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي‪،‬‬
‫والصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ .)...‬ومن شأن هذه المنصة أن تمكن من تدبير‬
‫كل المعلومات المتعلقة بالمريض (الملف الطبي)‪ ،‬وتسهيل خدمات إرجاع المصاريف‬
‫والتكفل الطبي‪ ،‬فضال عن ضمان التتبع الوبائي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .29‬تخفيض كلفة األدوية ذات األسعار المرتفعة‪ ،‬من خالل دعم الصناعة الوطنية لألدوية‬
‫والنهوض بالبحث والتطوير في هذا المجال‪ ،‬وتشجيع المنافسة‪ ،‬وحث المراكز‬
‫االستشفائية الجامعية على شراء األدوية في إطار طلبيات جماعية بغية تخفيض‬
‫التكلفة‪.‬‬

‫النهوض بالموارد البشرية كماًّ وكيفاً‬


‫اإلجراء رقم ‪ .30‬تكوين عدد أكبر من األطباء من أجل الوصول إلى عتبة ‪ 15‬طبيبا لكل ‪ 10.000‬نسمة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .31‬الرفع من عدد الممرضين واألطر شبه الطبية من أجل الوصول إلى المستويات التي‬
‫توصي بها منظمة الصحة العالمية (‪ 23‬متدخ ً‬
‫ال ما بين أطباء وممرضين وقوابل لكل‬
‫‪ 10.000‬نسمة) وتوسيع هامش المسؤولية المناطة بالممرضين‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .32‬إنشاء مركز استشفائي جامعي في كل جهة من جهات المملكة االثنتي عشر‪ ،‬على أن‬
‫يقوم كل مركز بتقديم تكوين أساسي ومستمر بما يالئم الحاجيات الكمية والكيفية‬
‫للمنظومة الصحية‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .33‬فتح جسور بين مسلكي التكوين في الصيدلة والتكوين في الطب‪ ،‬وتمكين األطر‬
‫شبه الطبية المستوفية للتجربة المهنية والمؤهالت الالزمة من االنخراط في مسلك‬
‫دراسة الطب‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .34‬وضع تدابير تحفيزية تشجع على استبقاء الموارد البشرية الطبية وشبه الطبية في‬
‫المناطق األكثر خصاصاً‪( ،‬منحة عن العمل في المناطق النائية‪ ،‬توفير السكن‪)...‬‬
‫وضمان سالمتهم وإرساء نظام شفاف للتداول على العمل في هذه المناطق‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .35‬إعادة النظر في نظام الوقت الكامل ال ُم َع َّدلِ ‪ ،‬بشكل يسمح لألطباء المستفيدين منه‬
‫بالعمل لحاسبهم الخاص داخل المستشفى العمومي (بدل المصحات الخاصة) نظير‬
‫أتاوى يدفعونها للمستشفى‪.‬‬

‫صون حقوق المواطنين من خالل قضاء نزيه وفعال‪ ،‬يوفر حماية حقيقية للمتقاضين‬
‫تضمن الكرامة والحريات والحقوق األساسية‬

‫تيسير ولوج الجميع للقضاء‬


‫اإلجراء رقم ‪ .36‬ضمان استفادة كل شخص ذاتي أو معنوي يَثْبُ ُت‪ ،‬بموجب السجل االجتماعي الموحد‪،‬‬
‫عد ُم توفره على اإلمكانيات الكافية‪ ،‬من مساعدة قضائية مجانية وذات جودة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .37‬ضمان مجانية الولوج للقضاء وإلغاء جميع الرسوم أو واجبات التمبر اإلجبارية من‬
‫أجل رفع دعوى قضائية‪.‬‬

‫تقليص آجال البت في القضايا وتسريع تنفيذ األحكام‬


‫اإلجراء رقم ‪ .38‬تحديد آجال قانونية للحكم في القضايا الجنائية‪ ،‬بما يكفل ضمان حقوق المتهمين‬
‫وتجنيب المتقاضين الضرر الناتج عن طول مدة البت في القضايا‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .39‬إحداث محاكم إلكترونية وتعميم استعمال التكنولوجيا الرقمية من لدن كل الفاعلين‬
‫في منظومة العدالة‪ ،‬من أجل مكافحة الرشوة وضمان السرعة في معالجة القضايا‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .40‬الحرص على التنفيذ الممنهج لجميع األحكام الصادرة في حق اإلدارة العمومية‪ ،‬وذلك‬
‫في إطار مقاربة شفافة ومنسقة‪ ،‬وداخل آجال معقولة يتم إبالغها للمتقاضين بشكل‬
‫قبلي‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫ضمان اإلعمال الفعلي للحقوق وإرساء األمن القضائي‬


‫اإلجراء رقم ‪ .41‬تعزيز شفافية منظومة العدالة‪ ،‬بما يجعلها أكثر احتراما لكرامة وحقوق المتقاضين‬
‫محام)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫(تصوير المحاكمات‪ ،‬إخبار المعتقلين بحقهم في أن يؤازرهم‬

‫اإلجراء رقم ‪ .42‬مأسسة وتوحيد اللجوء إلى االجتهاد القضائي‪ ،‬وذلك بغية تقليص هامش تأويل‬
‫النصوص القانونية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .43‬إضفاء شفافية أكبر على مسلسل إعداد الئحة المرشحين لالستفادة من العفو الملكي‬
‫المعروضة على النظر السامي لجاللة الملك‪.‬‬

‫إصالح العدالة الجنائية وقضاء األسرة‬


‫اإلجراء رقم ‪ .44‬مالءمة الترسانة القانونية الجاري بها العمل مع مقتضيات دستور سنة ‪2011‬‬
‫واالتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .45‬تقييد اللجوء إلى االعتقال االحتياطي من خالل إقرار قواعد واضحة تحد من السلطة‬
‫التقديرية الممنوحة للنيابة العامة ولقضاة التحقيق في هذا المضمار‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .46‬التوجه‪ ،‬في المجال الجنائي‪ ،‬نحو اعتماد تدابير بديلة عن العقوبات السالبة للحرية‪،‬‬
‫تكون تدابير إنسانية وتشاركية و ُم ِ‬
‫باش َرة وملموسة‪ ،‬ترمي إلى اإلصالح وإقرار الجاني‬
‫بجريمته‪ ،‬وتشجع إعادة اندماجه في المجتمع‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .47‬تعزيز تكوين القضاة‪ ،‬السيما المختصون منهم في مجال التشريع االقتصادي والرقمي‬
‫(الملكية الفكرية‪ ،‬شفافية األسواق المالية‪ ،‬االستغالل التعسفي لوضع مهيمن‪)...‬‬
‫والقانون الدولي‪ ،‬وذلك لالستجابة للحاجيات الجديدة المتولدة عن التحوالت‬
‫التكنولوجية والعولمة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .48‬إرساء آليات بديلة عن التقاضي‪ ،‬من قبيل التحكيم والتسوية والوساطة بالنسبة لبعض‬
‫النزاعات والمخالفات‪ ،‬وجعل هذه اآلليات إجبارية بالنسبة لبعض القضايا التي تقل‬
‫قيمتها المالية عن عتبة معينة يتم تحديدها‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫نقل عمومي واسعة النطاق‪ ،‬آمنة وذات جودة‬
‫ضمان حق المواطنين في خدمة ٍ‬
‫اإلجراء رقم ‪ .49‬الرفع من قيمة التحويالت المالية التي تقوم بها الدولة لفائدة الجماعات الترابية من‬
‫أجل االستثمار في النقل الحضري والقروي‪ ،‬ومواكبتها في مجال إعداد مخططات‬
‫التنقل‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .50‬تعميم مخططات التنقل الحضري (‪ )PDU‬على كل الجماعات وربط استفادتها من‬
‫المساعدات والتمويالت بإنجاز هذه المخططات‪ ،‬مع الحرص على إدراج مخطط‬
‫التنقل الحضري في إطار توجهات ومقتضيات وثائق التعمير‪ ،‬السيما مخطط توجيه‬
‫منسقة ومتصلة بمحيطها‪.‬‬
‫التهيئة العمرانية (‪ ،)SDAU‬وذلك بغية إقامة مدينة مترابطة‪َّ ،‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .51‬إحداث خطوط للنقل العمومي الجماعي من أجل ربط المناطق المعزولة بأحواض‬
‫السكن والشغل‪ ،‬وبغية ترشيد توسع المدن‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .52‬تشجيع مراعاة مبدأ الربط بين وسائل النقل المتعددة )‪ (intermodalité‬عند وضع‬
‫مخططات توجيه التهيئة العمرانية ومخططات التهيئة‪ ،‬خاصة بالنسبة للمدن ومناطق‬
‫التعمير الجديدة‪ ،‬بما في ذلك عبر التنصيص بشكل خاص على إقامة ممرات ومسالك‬
‫خاصة بالنقل متعدد الوسائط وبالدراجات النارية والهوائية والراجلين‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .53‬إحداث هيئة مكلفة بتقنين النقل الحضري‪ ،‬يُعهد إليها ضمان جودة النقل العمومي‬
‫وتوفره بتكلفة معقولة‪ ،‬وتدبير الربط بين وسائل النقل المتعددة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .54‬وضع استراتيجية ِلت ََح ُّولِ حظيرة السيارات الوطنية نحو السيارات الكهربائية (دعم‬
‫اقتناء السيارات الكهربائية‪ ،‬توفير نقاط الشحن‪َ ،‬منْح تحفيزات ضريبية‪ )...‬وذلك من‬
‫أجل تمكين المواطنين من االستفادة من المزايا االقتصادية التي يتيحها هذا النوع من‬
‫وسائل النقل فضال عن انعكاساته البيئية اإليجابية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .55‬ضمان ولوج األشخاص في وضعية إعاقة إلى وسائل النقل العمومي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .56‬جعل مسألة تحسين شعور المواطنات والمواطنين باألمن داخل وسائل النقل العمومي‬
‫في صلب انشغاالت سياسة المدينة ومخططات التهيئة الحضرية وبرامج السكن‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .57‬تعزيز ربط مختلف مناطق التراب الوطني بشبكة السكة الحديدية‪ ،‬من أجل فك‬
‫العزلة عن المناطق النائية‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫عيش يحفظ الكرامة‬


‫وإطار ٍ‬
‫ِ‬ ‫الئق‬
‫ٍ‬ ‫ضمان الولوج لسكن‬

‫اإلجراء رقم ‪ .58‬تقييم اآلثار االجتماعية واالقتصادية للتدابير التحفيزية الممنوحة للمنعشين العقاريين‬
‫في إطار السكن االجتماعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .59‬تيسير الولوج للسكن من خالل الرفع من العرض العقاري والقيام بتخطيط حضري‬
‫أفضل‪ ،‬وإعادة توجيه الضرائب المحلية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .60‬العمل عند إعداد مخططات التهيئة على جعل التحقق من وجود حاالت محتملة‬
‫لتضارب المصالح أمرا تلقائيا‪ ،‬وسن نظام جبائي يَحد من المضاربة العقارية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .61‬تشجيع التمازج االجتماعي من خالل وضع آليات تضمن تنويع عرض السكن في‬
‫مناطق السكنى الجديدة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .62‬العمل على مزيد من التقييد للحد من االستثناءات الممنوحة لفائدة برامج السكن‬
‫االجتماعي خارج ضوابط وثائق التعمير وإعمال المقتضيات القانونية المتعلقة‬
‫بمراقبة المخالفات في مجال التعمير والبناء وزجرها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .63‬إعادة النظر بشكل عميق في البرنامج الوطني «مدن بدون صفيح»‪ ،‬من خالل العمل‬
‫على إدراج فضاءات العيْش والتمازج االجتماعي المندمجة داخل المدينة في هذا‬
‫البرنامج‪ ،‬مع الحرص على أن تتم إعادة إسكان الفئات المستهدفة‪ ،‬في المقام األول‪،‬‬
‫داخل الجماعات الحضرية التي كانوا يقطنون بها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .64‬إغناء مضامين سياسة السكن االجتماعي‪ ،‬من خالل تعزيزها بمنتوج السكن المعد‬
‫الموجهة بشكل حصري نحو‬
‫َّ‬ ‫للكراء الذي من شأنه أن يكون مكم ً‬
‫ال لآللية الحالية‬
‫الولوج إلى الملكية‪.‬‬

‫جعل الولوج إلى الثقافة والرياضة أولوية‪ ،‬عبر االستثمار في البنيات التحتية‬
‫والتجهيزات وتثمين المواهب‬

‫اإلجراء رقم ‪ .65‬العمل على استعادة الثقافة لموقعها المحوري داخل المنظومة التربوية وجعلها األساس‬
‫الذي تقوم عليه جهود تنمية الشباب وتوطيد التماسك االجتماعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .66‬الح ْرص على خلق أ ْمكنة للعيْش ذات وظيفة ثقافية متاحة أمام جميع المواطنين‬
‫والمواطنات‪ ،‬سيما من خالل خلق شبكة وطنية من المكتبات العمومية للقرب‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .67‬دعم المجتمع المدني من أجل العمل‪ ،‬على مستوى كل جماعة ترابية‪ ،‬على وضع برنامج‬
‫لتشجيع القراءة بمختلف حواملها‪ ،‬من طرف الجميع وفي كافة مراحل الحياة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .68‬تطوير البنيات التحتية الرياضية وتحسين ظروف استعمالها وصيانتها‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫شراكة بين المؤسسات العمومية والهيئات الرياضية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .69‬تطوير المسابقات والتظاهرات الرياضية وتوسيع نطاق التنقيب عن المواهب‪ ،‬سيما من‬
‫خالل تعميم آليات االلتقائية والشراكة بين المؤسسات التعليمية والجمعيات واألندية‬
‫الرياضية‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫الخيار الثالث‬
‫بيئة تَ ْض َمن المنافسة السليمة وتُ َقنِّ ن الممارسات الريعية واالمتيازات‪ ،‬من أجل تحفيز‬
‫االستثمار المنتِ ج والناجع وتقليص الفوارق‬

‫يقتضي هذا الخيار العمل على إعادة توزيع الموارد وتوجيه الطاقات نحو االستثمار المنتِج والناجع‪ ،‬من‬
‫خالل إزالة عوائق الولوج أمام المبادرة والتصدي للممارسات المنافية للمنافسة التي يتعرض لها المقاولون‬
‫وحاملو المشاريع‪ ،‬ووضع حد للممارسات المشجعة على الريع واالمتيازات غير المنتِجة والفساد‪ .‬ومن شأن‬
‫تبني مثل هذا الخيار أن يُم ِّكن من إرساء ٍ‬
‫مناخ من الثقة بين المستثمر ومحيطه‪ ،‬والتصدي بفعالية لمراكمة‬
‫الثروات بطريقة غير عادلة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫جملة من اإلجراءات ال َّرامية إلى بلوغ هدف ْين استراتيجي ْين‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يتعين على بالدنا اتخا ُذ‬
‫اثنين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫تقليص هامش تنامي اقتصاد الريع غير المنتِج إلى أدنى حد‪ ،‬والعمل على التقنين الصارم لل ُّرخص‬
‫واالمتيازات وتشديد العقوبات ضد الفساد والتحايل على قواعد المنافسة الشريفة؛‬

‫إرساء نظام جبائي عادل يك ِّرس إعادة التوزيع الناجع للموارد وتقليص التفاوتات ومحاربة مراكمة‬
‫الرساميل غير المنتِجة‪ ،‬ويُسهم في تعزيز أواصر التماسك االجتماعي‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جملة من اإلجراءات العملية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫هدف استراتيجي‬ ‫وتنبثق من ك ِّل‬

‫تقليص هامش تنامي اقتصاد الريع غير المنتج إلى أدنى حد‪ ،‬والعمل على‬
‫للرخص واالمتيازات وتشديد العقوبات ضد الفساد والتحايل‬
‫التقنين الصارم ُّ‬
‫على قواعد المنافسة الشريفة‬
‫اإلجراء رقم ‪ .70‬إعادة النظر في االستثناءات ومواطن الريع‪ ،‬واإلبقاء فقط على تلك التي تستجيب‬
‫لمعايير محددة سلفاً والتي أثبتت جدواها االقتصادية و‪ /‬أو االجتماعية وكانت قابلة‬
‫للقياس بشكل موضوعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .71‬فتح القطاعات الخاضعة للمأذونيات‪ /‬ال ُّر َخص أمام منافسة أوس َع وتعويض ال ُّر َخص‬
‫بدفاتر تحمالت محددة سلفاً وخاضعة لمراقبة بعدية‪.‬‬

‫للقانون‪ ،‬من قبيل‬


‫ٍ‬ ‫موحدة لمحاربة جميع الممارسات المنافية‬‫َّ‬ ‫اإلجراء رقم ‪ .72‬وضع مدونة قانونية‬
‫حاالت استغالل التسريبات المخلة بالتنافس النزيه أو تضارب المصالح أو االستخدام‬
‫غير القانوني للمعلومات‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .73‬تعزيز قدرات مجلس المنافسة والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها‬
‫مجالي التقصي والولوج إلى المعلومات‪.‬‬
‫ْ‬ ‫في‬
‫‪78‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫يكرس إعادة التوزيع الناجع للموارد وتقليص التفاوتات‬ ‫إرساء نظام جبائي عادل ِّ‬
‫ويساهم في تعزيز التماسك االجتماعي‬ ‫ومحاربة مراكمة الرساميل غير المنتِ جة‪ُ ،‬‬
‫اإلجراء رقم ‪ .74‬فرض ضريبة إضافية على رأس المال غير المنتِج‪ ،‬من أجل محاربة مظاهر عدم‬
‫النجاعة االقتصادية وأنشطة المضاربة‪ .‬ويشمل تضريب الثروة غير المنتِجة على‬
‫منتج أو‬
‫الخصوص العقارات التي ال تندرج ضمن دورة اإلنتاج‪ ،‬سواء في إطار استثمار ٍ‬
‫نشاط اقتصادي ُمد ٍّر للدخل وللضريبة (يتعلق األمر على وجه الخصوص باألراضي غير‬
‫المبنية والعقارات الشاغرة‪ ،‬سواء كسكن رئيسي أو سكن ُم َع ٍّد لإليجار‪.)...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .75‬زيادة الضريبة على القطاعات التي تتمتع بحماية تنظيمية أو اقتصادية معينة‪ .‬ويقتضي‬
‫ذلك تحديد القطاعات واألنشطة التي تستفيد‪ ،‬بالنظر لطبيعتها‪ ،‬من وضع حمائي‬
‫معين (القطاعات المقننة واألنشطة الخاضعة للتراخيص‪ )...،‬يؤدي إلى تقليص عدد‬
‫الفاعلين المتنافسين‪ ،‬وذلك من أجل تحديد قدر التضريب اإلضافي الذي سيفرض‬
‫على هذه القطاعات واألنشطة على سبيل المساهمة اإلضافية في المجهود الضريبي‬
‫الوطني‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .76‬فرض ضريبة بنسبة ‪ 50‬في المائة على األرباح المحققة على العقارات التي طرأ تغيير‬
‫على وضعها (توسيع المدار الحضري‪ ،‬االنتقال إلى منطقة مخصصة للعمارات‪.)...،‬‬
‫‪79‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫الخيار الرابع‬
‫المنظم ويرتكز على روح المبادرة‬
‫َّ‬ ‫دمج القطاع غير‬
‫تحول هيكلي لالقتصاد ُي ِ‬
‫إجراء ُّ‬
‫واالبتكار ويرمي إلى تحقيق اإلقالع الصناعي‬

‫شهد االقتصاد المغربي دينامية تطور قوية خالل العقدين الماضيين‪ .‬فبفضل االستقرار الماكرو اقتصادي‬
‫والمجهود االستثماري العمومي الكبير في مجال البنيات التحتية واالستراتيجيات القطاعية والبرامج‬
‫االجتماعية‪ ،‬نجح المغرب في تحقيق مكاسب كبرى على مستوى النمو والتطور االجتماعي‪ .‬كما تم َّكن أيضاً‬
‫نحو أكبر وتعزيز قدراته على الصمود أمام التقلبات المناخية والصدمات الخارجية‪،‬‬
‫من تنويع اقتصاده على ٍ‬
‫كاألزمة المالية التي عرفها العالم سنة ‪.2008‬‬

‫عتبة جديدةٍ من النمو‪ ،‬كما يتوخاه النموذج التنموي الجديد‪ ،‬يقتضي في المقام األول السعي‬
‫إن االنتقال إلى ٍ‬
‫َّ‬
‫إلى تحقيق المزيد من النجاعة؛ وذلك بما ينسجم مع التصنيف المعمول به لدى المؤسسات الدولية والتي‬
‫الدافعة القتصادياتها‪ ،‬وهي إما‪« )1( :‬التراكم المكثف» لعوامل اإلنتاج (البلدان‬
‫ترتب البلدان حسب القوة َّ‬
‫النامية)‪ ،‬أو (‪« )2‬النجاعة أو االستخدام األمثل» للعوامل المتراكمة بالفعل (البلدان الصاعدة فعال)‪ ،‬أو‬
‫أخيراً (‪« )3‬البحث والتطوير واالبتكار» (البلدان المتقدمة التي تشكل قاطرة االقتصاد العالمي)‪.‬‬

‫وهذا يستلزم بالتالي بذل جهود أكبر على درب تحقيق النمو‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي العمل على إشراك ٍ‬
‫عدد أكب َر من‬
‫الفاعلين على نحو أمثل‪ ،‬بما يكفل تحقيق تح ُّول هيكلي حقيقي‪.‬‬

‫وسعياً إلى تحقيق التنويع االقتصادي المنشود‪ ،‬يتعين العمل على أن يشمل هذا التحول الهيكلي جميع‬
‫القطاعات‪ ،‬سواء تعلق األمر بالفالحة أو الصناعة أو الخدمات‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي تسريع وتيرة‬
‫صرنة قطاع الفالحة ورقمنته والتثمين القوي لمنتجاته‪ ،‬من خالل بناء نسيج للصناعات الفالحية يتسم‬ ‫َع ْ‬
‫بالتنافسية والتكامل‪ ،‬ويسهم عبر تغطية مجموع التراب الوطني في جعل العالم القروي أكثر جاذبية‪ .‬ولن‬
‫يتحقق هذا الهدف َّإال من خالل تمكين صغار الفالحين من االستفادة بكثافة من برامج التكوين وتقنيات‬
‫اإلنتاج الجديدة‪.‬‬

‫وإلى جانب تعزيز القطاع الفالحي وقطاع الصناعات الفالحية‪ ،‬ثَ َّمة إجما ٌع على األهمية البالغة التي ينبغي‬
‫إيالؤها للقطاع الصناعي وخاصة للتصدير‪ ،‬بما يكفل اندماجاً أقوى وأوسع وأكثر استدامة في سالسل‬
‫ال عن استباق التحوالت المترتبة‬‫القيمة العالمية‪ ،‬سيما من خالل تقوية المحتوى التكنولوجي وتطويره‪ ،‬فض ً‬
‫عن الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫نموذج النمو‬
‫على المستوى الماكرو اقتصادي‪ ،‬يُتوخى من التحول الهيكلي أن يؤدي إلى تحقيق نمو أقوى وأكثر استدامة‬
‫مما كان عليه األمر خالل السنوات األخيرة‪ ،‬حيث من المتوقع أن تتراوح نسبة النمو بين ‪ 6‬و‪ 7‬في المائة‪.‬‬
‫وهو مستوى كفيل بخلق مناصب الشغل الالزمة لخفض البطالة بكيفية ملموسة وتحسين معدالت النشاط‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هذه النسبة هي نفسها التي سجلتها االقتصاديات‪ ،‬خاصة اآلسيوية‪ ،‬التي حققت نمواً‬
‫مستداماً عالياً‪ ،‬وذلك دون أخذ انعكاسات العائد الديمغرافي بعين االعتبار‪.‬‬

‫ومن المؤكد أن هذا النمو ينبغي أن يظل مدفوعاً بالطلب الداخلي‪ ،‬كما كان عليه الحال خالل العقدين‬
‫الماضيين‪ ،‬غير أن الحصة األكبر من نسبة النمو اإلضافية المستهدفة ينبغي أن تُستمد طبعاً من الطلب‬
‫الخارجي‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬وكما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬ينبغي أن تركز السياسات الصناعية على تعزيز‬
‫الع ْرض من الصادرات بنا ًء على المزايا التنافسية التي تختص بها بالدنا‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن تحقيق مستويات النمو المستهدفة (‪ 6‬إلى ‪ 7‬في المائة) يقتضي بالطبع مواصلة‬
‫دينامية االستثمار‪ ،‬وتسريع وتيرة تنفيذ اإلصالحات الهيكلية التي تمت مباشرتها‪ ،‬والعمل على اإلدماج‬
‫القوي لمساهمة التقدم التقني والتكنولوجي في اإلنتاجية اإلجمالية لعوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫ويتعين إحداث تحول نوعي قوي من أجل الرفع من مردودية االستثمارات بشكل ملموس‪ ،‬وهي مردودية ال‬
‫تزال ضعيفة لسببين رئيسيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫تنص ُّب‬
‫من ناحية‪ ،‬يُ ْعزى هذا الضعف في المردودية إلى التوزيع غير الناجع لالستثمارات التي َ‬
‫باألساس على البنيات التحتية وبعض القطاعات التي تستفيد من نوع من الحماية التنظيمية‬
‫والعقار على حساب القطاعات اإلنتاجية؛‬

‫الموجهة نحو القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬فإن ضعف‬ ‫َّ‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬وفي ما يتعلق باالستثمارات‬
‫الشغل مقارنة بمنافسي االقتصاد الوطني (نتيج ًة الرتفاع‬
‫المردودية يُ ْعزى إلى نقص تنافسية عاملِ ُّ‬
‫كلفة المعيشة نسب ًيا) وإلى ضعف الرأسمال البشري‪.‬‬

‫ويمكن معالجة اإلشكالية األولى من خالل إعادة توجيه السياسات وتدابير الدعم واالستثمارات العمومية‬
‫نحو القطاعات اإلنتاجية ِع َوض تركيزها فقط على البنيات التحتية‪ .‬وإذا كانت بالدنا قد نجحت إلى حد‬
‫كبير في تدارك التأخر المسجل في قطاع التجهيز‪ ،‬فإن مردودية االستثمارات ظلت في تراجع مستمر‪.‬‬
‫للمقاولين وللمقا َوالت الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة (انظر التفاصيل‬ ‫ِ‬ ‫لذا‪ ،‬ينبغي توفير دعم كبير‬
‫بالرجة المبادراتية)‪ ،‬بما يُ َم ِّكن من إرساء تح ُّول هيكلي لنسيج المقاوالت ومن ثَ َّم‬
‫َّ‬ ‫أسفله في المحور المتعلق‬
‫أن التدابير المتعلقة بتقنين االقتصاد‪ ،‬وباالحترام األمثل لقواعد المنافسة‪،‬‬ ‫تحسين مردودية االستثمار‪ .‬كما َّ‬
‫وبمناخ األعمال‪ ،‬الواردة بالتفصيل في هذا التقرير‪ ،‬من شأنها اإلسهام في توجيه الرساميل نحو األنشطة‬
‫التي تحقق أكبر قدر من االبتكار واإلنتاجية‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫أما بالنسبة لإلشكالية الثانية‪ ،‬فيمكن معالجتها من خالل إجراء تح ُّول عميق للمرافق العمومية (الصحة‪،‬‬
‫التعليم‪ ،‬النقل‪ )...‬يفضي إلى تحسين القدرة الشرائية ُ‬
‫لألجراء ومن ثَ َّم الحفاظ على كلفة ٍ‬
‫شغل تنافسية‬
‫للمستقبل‪ .‬ويشكل ضعف نجاعة الخدمات العمومية اليوم عبءاً إضافيا يثقل كاهل األُجراء الذين يضطرون‪،‬‬
‫سيما في مجالَ ْي التعليم والصحة‪ ،‬إلى اللجوء إلى خدمات القطاع الخاص‪ .‬وتؤثر هذه التكاليف اإلضافية‬
‫بشكل مباشر على كلفة الشغل وتُضعِ ف التنافسية الصناعية للمغرب أمام البلدان المنافسة‪.‬‬

‫أخيراً‪ ،‬يكتسي العامل المتعلق بالشغل أهمية ال تقل عن العوامل األخرى لتحقيق مستوى نم ٍّو مرتفع‪ .‬ويتعين‬
‫أن يترتب عن القطيعة مع هذه الوضعية ما يلي‪:‬‬

‫مجالي‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫خدمات أفضل في‬ ‫من الناحية الكيفية‪ :‬تحسين جودة الرأسمال البشري‪ ،‬من خالل توفير‬
‫التعليم والتكوين‪ ،‬بما يتيح تحسين إنتاجية العاملين؛‬

‫من الناحية الكمية‪ :‬من شأن التدابير المقترحة من أجل تعزيز المشاركة المهنية للمرأة أن تُم ِّكن‬
‫من رفع معدل نشاط النساء‪ ،‬ومن ثَ َّم تعزيز مساهمتهن في الناتج الداخلي اإلجمالي‪.‬‬

‫المحاور االستراتيجية‬
‫الرجة المبادراتية‪.‬‬
‫َّ‬
‫السياسات القطاعية‪.‬‬
‫سياسة خاصة بمجال االبتكار‪.‬‬
‫مناخ األعمال‪.‬‬
‫تدبير القطاع غير المنظم‪.‬‬
‫االندماج اإلقليمي‪.‬‬

‫الرجة المبادراتية‬
‫َّ‬
‫يقتضي إنجاح عملية التح ُّول الهيكلي تجدي َد نسيج المقاوالت الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة على‬
‫نطاق واسع وبكيفية إرادية‪.‬‬
‫ٍ‬

‫فعلى مستوى الوسائل‪ ،‬ينبغي تعبئة مختلف آليات الدعم‪ ،‬سواء تعلق األمر بإعانات‪ ،‬أو قروض شرفية (بدون‬
‫ضمانات)‪ ،‬أو ضمانات عمومية للقروض البنكية‪ ،‬أو حاضنات أعمال‪ ،‬أو صناديق استثمارية في رساميل‬
‫القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫«الرجة‬
‫َّ‬ ‫ومن أجل مواكبة هذا البرنامج‪ ،‬يتعين على الدولة إعادة توزيع الموارد على نطاق واسع‪ .‬وإلنجاح‬
‫المبادراتية»‪ ،‬تشير التقديرات إلى أنه ينبغي اإلسراع بتعبئة حوالي ‪ 10‬ماليير درهم سنو ًيا من خالل‬
‫الميزانية العامة للدولة وحوالي ‪ 40‬مليار درهم في شكل ضمانات عمومية للقروض البنكية‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫وستستفيد من هذه المواكبة جميع القطاعات حتى تكون قادرة على استثمار كافة الفرص المتاحة لخلق‬
‫القيمة‪ ،‬سواء كانت هذه الفرص كامنة أو يتعين خلقها (من خالل االبتكار)‪ .‬كما ستتم مواكبة جميع مراحل‬
‫دورة حياة المقاولة‪ ،‬سواء في مرحلة إنشائها أو تطورها (من مقاوالت صغيرة جداً إلى مقاوالت صغيرة‬
‫ومتوسطة‪ ،‬ومن مقاوالت صغيرة ومتوسطة إلى مقاوالت متوسطة الحجم) أو انتقال ملكيتها أو إعادة‬
‫تنظيمها‪.‬‬

‫ومن األهمية بمكان إقامة شبكة من الشركاء (حاضنات األعمال‪ ،‬مستثمرون‪ ،‬فاعلون يساهمون في تسريع‬
‫نمو المشاريع ‪ )...‬الذين سيمكنون من تحديد المقاوالت المعنية ومواكبتها‪ .‬وسيتعين على هؤالء الشركاء‬
‫االضطالع بدور صلة الوصل في تنزيل المبادرات العمومية‪ ،‬كما سيتيحون اكتساب المزيد من النجاعة من‬
‫خالل الترصيد التدريجي للخبرات المكتسبة‪ .‬إن تطوير هذه الشبكة لن يتيح فقط زيادة عدد المشاريع‬
‫التي ستتم مواكبتها‪ ،‬بل سيمكن أيضاً من تحسين مستوى نجاحها‪.‬‬

‫وسيتوقف حجم الموارد المالية التي سيتم رصدها على حاجيات المشاريع‪ .‬وينبغي أن يكون المعيار األهم‬
‫في اختيار المشاريع في المقام األول هو المؤهالت التي يتمتع بها المقاول حسب التقدير الذي يحظى به‬
‫لدى الفاعلين في القطاع‪ .‬لذا‪ ،‬من الواضح أن جزءاً كبيراً من التأثير سيأتي من مقاولين يمتلكون خبرات‬
‫ٍ‬
‫استثمارات لفائدتهم تتراوح ما بين ‪10‬‬ ‫وتجارب راكموها على مدى ْ‬
‫عشر سنوات على األقل‪ ،‬لتسهيل تعبئة‬
‫و‪ 15‬مليون درهم‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .77‬إطالق برنامج مكثف يهدف إلى انبثاق ‪ 30.000‬مقاولة صغرى ومتوسطة على مدى‬
‫فترة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬إما عن طريق اإلحداث المباشر أو مواكبة المقاوالت الصغيرة جدا التي‬
‫إمكانات للنمو‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫لديها‬

‫صندوق مخصص لدعم المقاولين برأس المال (قروض شرفية بدون ضمانات)؛‬

‫ضمانات عمومية موجهة للقروض البنكية؛‬

‫صناديق مشتركة بين القطاعين العام والخاص لرأسمال المخاطر تكون موجهة‬
‫للمراحل األولى من دورة حياة المقاوالت؛‬

‫خلق بيئة مواتية لحاضنات األعمال وآلليات تسريع وتيرة نمو المشاريع التي يُ ْمكنها‬
‫مواكبة المقاولين‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .78‬تنفيذ برنامج واسع النطاق إلحداث ‪ 10.000‬مقاولة صغيرة جدا سنوياً (حوالي مائة‬
‫مقاولة في كل إقليم في المتوسط)‪ ،‬من خالل تقديم الدعم المباشر ألصحاب المشاريع‪،‬‬
‫ومنح قروض بنكية مضمونة‪ ،‬وتوفير المواكبة عبر النسيج الجمعوي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .79‬دعم الفاعلين في مجال االقتصاد االجتماعي والتضامني على نطاق واسع‪ ،‬من خالل‬
‫إحداث صندوق خاص بتمكين الفاعلين (التعاونيات والتعاضديات والجمعيات) وتمويل‬
‫المشاريع‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .80‬تعزيز برامج دعم المقاوالت الصغرى والمتوسطة الموجودة‪ ،‬مع العمل على تبسيط‬
‫المساطر وتعبئة موارد أكبر لتعزيز وتنمية وتطوير الصادرات والشراكات بين القطاعين‬
‫العام والخاص‪ ،‬بما يخدم االقتصاد المنتِج‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .81‬وضع برامج‪ ،‬من قِ بل الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬على‬
‫صعيد الجهات لمواكبة ‪ 1000‬مقاولة سنوياً (على المستوى الوطني)‪ ،‬مع العمل على‬
‫تنظيم لقاءات مشتركة حول مواضيع محددة من قبيل اإلنتاجية (اإلدارة االنسيابية أو‬
‫«التدبير بال تبذير» من خالل برنامج « إنماء »‪ ،36‬والجودة‪ ،‬وتدبير اإلكراهات المرتبطة‬
‫بالتصدير نحو االتحاد األوروبي‪ ،‬والنجاعة الطاقية‪...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .82‬تيسير تمويل المقاوالت‪ ،‬عن طريق الزيادة بكيفية ملموسة في وسائل عمل صندوق‬
‫الضمان المركزي‪ ،‬سيما من أجل‪:‬‬

‫دعم أقوى آلليات الضمان لفائدة القروض الموجهة للمقاوالت الصغيرة جدا‬
‫والصغيرة والمتوسطة؛‬
‫تنمية نشاط تحصيل الديون؛‬
‫تطوير سوق الدين الخاص (التمويل المباشر)؛‬
‫تنمية صناديق االستثمار في الرأسمال‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .83‬دعم عملية هيكلة ونقل ملكية المقاوالت (سيما العائلية منها) التي يرغب مالكو أغلب‬
‫أسهمها في التخلي عن حصصهم فيها‪:‬‬

‫تحفيزات لهيكلة حكامة المقاوالت العائلية؛‬


‫دعم لحامل مشروع استئناف نشاط المقاولة؛‬
‫صناديق مشتركة بين القطاعين العام والخاص مخصصة لرأسمال نقل المِ لكية؛‬
‫مراجعة اإلطار القانوني‪.‬‬

‫للرجة المبادراتية يقتضي‬


‫َّ‬ ‫ومن المؤكد أن بعض هذه اآلليات موجود بالفعل‪ ،‬لكن ضمان أسباب النجاح‬
‫تنفيذ إصالحين رئيسيين‪:‬‬

‫‪ - 36‬يعتبر «إنماء» (‪ )INMAA‬أول مصنع نموذجي في إفريقيا والشرق األوسط موجه للمقاوالت الصناعية التي ترغب في اعتماد‬
‫برنامج لتحسين األداء العملي‪ .‬ويتعلق األمر ببرنامج مبتكر يهدف إلى تكوين المسؤولين عن المقاوالت على اإللمام بمبادئ «التدبير‬
‫بال تبذير» (‪ )Lean Manufacturing‬وتطبيقها‪ ،‬وهي منهجية معترف بها في الميدان الصناعي بوصفها رافعة رئيسية لتحقيق التميز‬
‫في األداء العملي‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .84‬مراجعة القوانين والقواعد المتعلقة بدعم المقاوالت‪ ،‬من أجل إعطاء األولوية للنجاعة‬
‫بدل المراقبة وجعل اآلجال أكثر توافقاً مع وتيرة االستثمارات‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .85‬تأهيل اإلطار القانوني والتنظيمي الخاص بالمقاوالت التي تواجه صعوبات‪ ،‬السيما‪:‬‬

‫القواعد التي تؤطر مسؤولية المسيرين اإلداريين‪ ،‬عند انتقال المقاولة إلى مساهمين‬
‫جدد؛‬
‫استحقاق ديون المقاولة التي تواجه صعوبات‪ ،‬إزاء الدولة ومنظمات الحماية‬
‫االجتماعية والممونين؛‬
‫اإلطار الجبائي الخاص بعمليات االندماج ‪ /‬االنقسام وتحويل األسهم من األشخاص‬
‫الذاتيين إلى األشخاص المعنويين‪.‬‬

‫السياسات القطاعية‬
‫باإلضافة إلى التدابير العرضانية المعتمدة لفائدة المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬يتعين على الدولة‬
‫االضطالع بدور استراتيجي في استباق وتيسير الفرص المهيكِ لة لالقتصاد ككل‪.‬‬

‫وينبغي بطبيعة الحال تعزيز اآلليات المعتمدة حاليا الستقطاب االستثمارات في المهن العالمية للمغرب‪.‬‬
‫فقد مكنت من انبثاق بعض القطاعات كقطاع السيارات أو الطيران‪ ،‬كما كان لها تأثير ماكرو اقتصادي‬
‫ملموس‪ ،‬سيما على ميزان األداءات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتعين تعزيز جهود الترويج لدى البلدان الرئيسية التي تشكل‬
‫مصدراً لالستثمارات األجنبية المباشرة (إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا)‪ ،‬بغية تحقيق هدفين اثنين‬
‫يتمثالن في تحسين حصة السوق من حيث جاذبية االستثمارات األجنبية المباشرة‪ ،‬وتعزيز تموقع المغرب‬
‫في سالسل القيمة المتعلقة بهذه المهن‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن تستفيد المهن العالمية للمغرب‪ ،‬إلى جانب قطاعات أخرى‪ ،‬من المبادرات التي‬
‫تتخذها الدولة للنهوض باألنشطة التي تعتبر ذات أولوية على مستوى المهارات والتكنولوجيات‪ ،‬وكذا من‬
‫انخراط أكبر للمستثمرين المغاربة في هذه الدينامية‪.‬‬
‫ٍ‬

‫اإلجراء رقم ‪ .86‬وضع برنامج لدعم تطوير القطاعات من خالل تعبئة استثمارات مباشرة مشتركة بين‬
‫القطاعين العام والخاص وإعادة توجيه الصفقات العمومية‪ ،‬بهدف‪:‬‬

‫تغطية الحلقات المفقودة في سالسل القيمة الخاصة بالمهن العالمية للمغرب‪،‬‬


‫كقطاع النسيج على سبيل المثال ؛‬
‫تطوير فاعلين في أنشطة ذات حاجيات آنية‪ ،‬كتدبير النفايات وتحلية المياه‬
‫والنجاعة الطاقية‪...‬؛‬
‫تطوير فاعلين في مجال إنتاج الطاقات المتجددة وتوزيعها‪ ،‬مع العمل على تذليل‬
‫العقبات أمام بيع الطاقة الكهربائية على الشبكات الكهربائية ذات الجهد المتوسط‬
‫والمنخفض (القانون رقم ‪)13.09‬؛‬
‫‪85‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫استثمار الفرص الكامنة في المؤهالت الطبيعية واالقتصادية الوطنية‪ ،‬كتنمية‬


‫االقتصاد األزرق الذي تعتبر مساهمته في الناتج الداخلي اإلجمالي غير كافية إلى‬
‫حد كبير قياسا بمؤهالت بالدنا (منطقة اقتصادية بحرية خالصة تصل مساحتها‬
‫إلى ‪ 1.2‬مليون كيلومتر مربع)؛‬
‫التموقع في األنشطة المستقبلية كالمجال الرقمي (أنترنت األشياء‪ ،‬الذكاء‬
‫االصطناعي‪ )...‬والتكنولوجيات الحيوية؛‬
‫استثمار اإلمكانات التي تتيحها صناعة الثقافة‪ ،37‬من خالل إحداث منظومة تشمل‬
‫األنشطة اإلبداعية واإلنتاجية والتسويقية للسلع والخدمات والمحتويات ذات‬
‫الصبغة اإلبداعية والثقافية‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون هذا البرنامج مرتكز ًا على مقاربة َّ‬


‫منظمة وقائمة على الشراكة‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يجنب‬
‫ريع جديدة غير مبررة‪.‬‬
‫االستثمار في نماذج اقتصادية غير مناسبة أو أن يخلق مواطنَ ٍ‬
‫اإلجراء رقم ‪ .87‬اعتماد استراتيجية وطنية لالقتصاد األزرق تتسم باالستدامة والقدرة على اإلدماج‬
‫وتستجيب للخصوصيات الجهوية وترتكز على القطاعات االقتصادية التقليدية‪،‬‬
‫كالصيد البحري‪ ،‬والسياحة واألنشطة المينائية‪ ،‬مع العمل على النهوض بقطاعات‬
‫جديدة ذات إمكانات نمو عالية‪ ،‬من قبيل‪ :‬تربية األحياء المائية‪ ،‬والسياحة اإليكولوجية‪،‬‬
‫والمنتجات الحيوية البحرية أو التكنولوجيا الحيوية البحرية‪ ،‬وبناء السفن وغيرها‪.‬‬
‫وينبغي الحرص على تعزيز الدور المحوري الذي تضطلع به المجاالت الترابية في‬
‫تنمية هذه القطاعات‪ ،‬وذلك في إطار الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .88‬تطوير منظومة صناعية مخصصة لقطاعات االقتصاد األخضر ارتكازاً على اإلمكانات‬
‫الوطنية والجهوية‪ .‬وينبغي أن تستند هذه المنظومة على تعبئة قوية للتمويالت الخضراء‬
‫التي تتيحها اآلليات التمويلية المتعددة األطراف المندرجة في إطار مكافحة التغيرات‬
‫المناخية‪ ،‬سيما الصندوق األخضر‪.‬‬

‫االبتكار‬
‫بغية مواكبة التطور الذي يشهده االقتصاد الوطني‪ ،‬ال يمكن لبالدنا أن تبقى على هامش الدينامية العالمية‬
‫حول التكنولوجيات الجديدة التي تتيح إمكانات هائلة يتعين استثمارها على مستوى إحداث فرص الشغل‬
‫وخلق القيمة المضافة‪ .‬ومن خالل التموقع بشكل طموح وإرادي في هذا المجال‪ ،‬ستتمكن بالدنا من‬
‫استقطاب الرساميل األجنبية التي يمكن أن تستثمر إمكانيات مهمة في المقاوالت الوطنية‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تمكنت مقاولة ناشئة مثل «كريم» )‪ ،(Careem‬تم إنشاؤها في دبي سنة ‪ ،2012‬إلى جانب مقاولة‬
‫مغربية منافسة من نفس المستوى التكنولوجي‪ ،‬من جذب استثمارات بلغت ‪ 3.1‬مليار دوالر في سنة ‪2019‬؛‬
‫وهو ما يوازي القيمة الحالية ألكبر المقاوالت المغربية في السوق المالية‪.‬‬
‫‪ - 37‬في فرنسا‪ ،‬تمثل مساهمة الثقافة في الناتج الداخلي اإلجمالي ‪ 7‬أضعاف مساهمة قطاع السيارات‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫ومقاوالت مغربية في تكنولوجيات المستقبل مسأل ًة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كفاءات‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬سيصبح بالتدريج تطوير‬
‫سيادية‪ ،‬خاصة على مستوى ضبط المعطيات واألمن اإللكتروني وتتبع العمليات المالية ‪...‬‬

‫وإلنجاح تموقع بالدنا في هذا المجال‪ ،‬يتعين مضاعفة الموارد المعبأة (من خالل صندوق الضمان المركزي‬
‫على سبيل المثال)‪ ،‬والعمل أيضاً على جعل الطلبيات العمومية رافع ًة لالبتكار‪ ،‬مع الحرص على تذليل‬
‫العقبات غير المبررة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .89‬تسريع وتيرة تنفيذ برنامج دعم المقاوالت الناشئة المبتكرة « ‪ »Innov Invest‬وتوسيع‬
‫نطاقه‪ ،‬من أجل تعبئة مبلغ إجمالي ال يقل عن مليار درهم سنوياً‪:‬‬

‫قروض شرفية (بدون ضمانات) لفائدة أصحاب المشاريع؛‬

‫صناديق مشتركة بين القطاعين العام والخاص لرأسمال المخاطر مخصصة‬


‫لمختلف مراحل التمويل؛‬

‫شبكة حاضنات األعمال وآليات تسريع نمو المشاريع‪ ،‬من أجل التعرف على حاملي‬
‫المشاريع وانتقائهم ومواكبتهم؛‬

‫خلق شبكة وطنية لتيسير الربط وتبادل المعلومات‪ ،‬من خالل الربط بين حاملي‬
‫المشاريع وحاضنات األعمال والمستثمرين رعاة المشاريع (‪)business angels‬‬
‫والمقاوالت والمدارس الكبرى والجامعات‪...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .90‬التشجيع على إنشاء منصات تعاونية جهوية وحاضنات أعمال للقرب الحتضان‬
‫المشاريع المبتكرة داخل مجمعات التكنولوجيا والجامعات ومدارس المهندسين‪.‬‬

‫وستتيح الزيادة في الموارد‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بلوغ عتبة ستم ّكن من إضفاء طابع احترافي على عمليات‬
‫المواكبة واستقطاب الفاعلين المعنيين بتسريع نمو المشاريع والمستثمرين المشاركين والمسؤولين عن‬
‫تدبير صناديق رأسمال المخاطر ذات المكانة المرجعية على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .91‬وضع برامج عمومية للتطوير المشترك بالتعاون مع المقاوالت ومراكز البحث حول‬
‫إشكاليات محددة تثيرها الطلبيات العمومية ومن شأنها أن تولد فاعلين صناعيين‬
‫رائدين جدداً‪ .‬ويمكن أن تشمل المواضيع على سبيل المثال السالمة والنجاعة الطاقية‬
‫والصحة العمومية وتدبير المياه واإلنتاجية الفالحية‪...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .92‬إحداث مراكز بحث للتميز مخصصة لتكنولوجيات المستقبل (الذكاء االصطناعي‪،‬‬
‫البيانات الضخمة‪ ،‬قواعد البيانات التسلسلية (‪ ،)blockchain‬التكنولوجيا المالية‪،‬‬
‫التكنولوجيا الفالحية‪ ،‬التكنولوجيا الحيوية‪ ،‬أنترنيت األشياء‪ ،‬تكنولوجيا الجيل الخامس‬
‫(‪ ،)5G‬علم الجينوم‪.)...‬‬
‫‪87‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .93‬التشجيع على إحداث مقاوالت ناشئة مبتكرة تهتم باألنشطة المرتبطة بالتراث الثقافي‬
‫والموسيقى واألغنية واإلنتاج الموسيقي والتظاهرات االحتفالية وصناعة الفرجة‬
‫والمهرجانات والمسرح والفنون البصرية‪...‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يتعين على بالدنا تحديد هدف بلوغ نسبة ‪ 3‬في المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي‬
‫كنفقات سنوية للبحث والتطوير في القطاعين العام والخاص في أفق عشر سنوات (‪ 1.5‬في المائة خالل‬
‫‪ 5‬سنوات)‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .94‬الرفع التدريجي للميزانية العامة المخصصة للبحث والتطوير‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫التمويل المباشر لمراكز البحث العمومية؛‬

‫طلبات وضع مشاريع تدعمها وكاالت تعبئة الوسائل (المركز الوطني للبحث العلمي‬
‫والتقني‪ ،‬معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة‪ )...‬لتحفيز تطوير‬
‫المشاريع في مواضيع تكنولوجية معينة أو في إطار عقود‪-‬برامج تُب َر ُم مع القطاعات‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .95‬النهوض بالبحث والتطوير في القطاع الخاص‪ ،‬سيما في إطار شراكات بين الجامعات‬
‫والمقاوالت‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي‪:‬‬

‫وضع نظام للخصم من الضرائب من أجل البحث (البحث والتطوير واالبتكار)‪ ،‬بغية‬
‫توسيع هامش تعبئة االستثمار في مجال االبتكار؛‬

‫اعتماد نظام للتمويل عن طريق تقديم الدعم لمشاريع االبتكار التي تحملها المقاوالت‬
‫الصغرى والمتوسطة ؛‬

‫اإلعمال الفعلي لالستقاللية المالية للمختبرات الجامعية ولحريتها في االستثمار‪،‬‬


‫والمساهمة في رأسمال المقاوالت الناشئة‪ ،‬ورصد النفقات دون مراقبة مسبقة في‬
‫حدود ميزانياتها والوسائل التي تمت تعبئتها من الخارج ؛‬

‫تمكين الباحثين الجامعيين من االستفادة‪ ،‬في إطار مشاريع البحث‪ ،‬من تعويضات‬
‫تكميلية ومن ثم تعزيز جاذبية المسار المهني في مجال البحث‪.‬‬

‫أخيراً‪ ،‬لن يكون باإلمكان تطوير االبتكارات التكنولوجية ما دام اإلطار القانوني والتنظيمي المعمول به‪،‬‬
‫والذي تم وضعه اعتماداً على تكنولوجيات الماضي‪ ،‬يشكل عقبة‪ .‬إن الوضع الحالي يسجل العديد من‬
‫االختالالت كما هو األمر على سبيل المثال بالنسبة الستخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬والتنقل المشترك‪،‬‬
‫واألداء بواسطة الهاتف المحمول‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني‪ ...‬وهو ما يفضي إلى تأخير اعتماد التكنولوجيات‪،‬‬
‫ويحول عالوة على ذلك دون تموقع الفاعلين المغاربة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪88‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي اتخاذ مبادرات استباقية لتذليل العقبات منذ البداية‪ ،‬وإذا لزم األمر‪ ،‬توفير‬
‫المواكبة الالزمة لعملية االنتقال واستباق االنعكاسات السلبية المحتملة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .96‬النظر في القوانين التي تح ُّد من الولوج إلى األنشطة التي تتأثر بالمستجدات التكنولوجية‬
‫مثل التكنولوجيا المالية‪ ،‬والمقاوالت التكنولوجية الناشئة العاملة في مجال التأمينات‬
‫(‪ ،)insurtech‬ودمج خدمات التنقل (‪ ،)mobility as a service‬والتصوير باستخدام طائرات‬
‫بدون طيار‪ ،‬واألداء بواسطة الهاتف المحمول‪ ،‬والتمويل الجماعي (‪...)crowdfunding‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي مالءمة القوانين بكيفية تشجع على بروز مقاوالت مبتكرة‬
‫بإمكانها أن تنمو داخل السوق الوطنية وأن توسع نطاق وجودها على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫مناخ األعمال‬
‫أحرزت بالدنا تقدماً ملحوظاً في التصنيف المتعلق بمناخ األعمال منذ سنة ‪ .2009‬وقد مكنت وتيرة التقدم‬
‫المطرد من تحقيق العديد من اإليجابيات‪ ،‬سيما في مجال خلق المقاوالت‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن مجموعة‬ ‫َّ‬
‫من المبادرات النموذجية من قبيل نزع الطابع المادي بشكل تام عن مساطر منح رخص البناء وتجاوز النقط‬
‫السوداء المرتبطة بها في مدينة الدار البيضاء‪ ،‬تفتح آفاقا واعدة لتحقيق المزيد من المنجزات اإليجابية‪.‬‬
‫ويتعين اليوم تسريع وتيرة اإلنجاز وتعبئة الوسائل الالزمة من أجل تنفيذ اإلصالحات األكثر استعجاالً خالل‬
‫السنوات الخمس المقبلة‪.‬‬

‫الرجة المبادراتية المنشودة‪ ،‬ينبغي بالخصوص‬


‫وبغية التحرير التام لطاقات المبادرة االقتصادية وإنجاح َّ‬
‫العمل على وجه السرعة على إزالة القيود التي تتسبب في إطالة أمد تنفيذ المشاريع وتؤدي في نهاية‬
‫المطاف إلى التشكيك في جدوى االستثمارات وتثبيط المبادرات الواعدة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬هناك إجراءان‬
‫عاجالن يمكن اتخاذهما ومن شأنهما إعطاء إشارة قوية وإعادة بناء الثقة‪:‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .97‬إعادة النظر في جميع المساطر اإلدارية المتعلقة بالنشاط االقتصادي بهدف إزالة ‪90‬‬
‫في المائة من األذون والتراخيص واستبدالها بدفاتر تحمالت والتزام بسيط بالتصريح‪.‬‬
‫وينبغي أن تكون النسبة المتبقية من األذون مؤطرة‪ .‬ويتعين العمل بموجب القانون على‬
‫تحديد اآلجال اإللزامية لرد اإلدارات‪ ،‬وتبسيط المساطر من خالل العمل‪ ،‬على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬على منع اإلدارات من طلب معلومات من المواطنين والمقاوالت إذا كانت‬
‫تلك المعلومات متوفرة لدى اإلدارات األخرى‪.‬‬

‫جورجيا‪ ،‬قانون سنة ‪ 2005‬المتعلق باألذون والتراخيص‬


‫م َّكن هذا القانون من تبسيط األذون والتراخيص التي تصدرها اإلدارات على نطاق واسع‪ ،‬حيث تم إلغاء‬
‫‪ 84‬في المائة من التراخيص‪ ،‬وتم تعويض الجزء األكبر منها بتصاريح بسيطة يُدلى بها لإلدارة المعنية‪.‬‬
‫وال يمكن أن تتعلق األذون والتراخيص المتبقية إال بما يلي‪:‬‬
‫‪89‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫• الصحة والسالمة؛‬
‫• الحفاظ على الظروف المعيشية والبيئة الثقافية للمواطنين؛‬
‫• حماية الدولة والصالح العام؛‬
‫وبخصوص جميع هذه المساطر المتبقية‪ ،‬فرض اإلصالح الذي تم اعتماده على وجه الخصوص‬
‫القواعد التالية‪:‬‬
‫• نقطة ولوج وحيدة‪ ،‬إذ يتحتم على اإلدارة‪ ،‬وليس المواطن‪ ،‬جمع المعلومات المتوفرة لدى مصالح‬
‫إدارية أخرى؛‬
‫• تم تحديد آجال قصوى لرد اإلدارة على الطلب‪ ،‬وفي حالة عدم الحصول على رد بعد انصرام هذه‬
‫اآلجال‪ ،‬يعتبر الطلب مقبوالً‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .98‬العمل‪ ،‬خالل ثالث سنوات‪ ،‬على نزع الطابع المادي بشكل تام عن جميع معامالت‬
‫المواطنين والمقاوالت مع اإلدارة‪ .‬وهكذا سيكون باإلمكان اإلدالء بجميع الوثائق أو‬
‫استالمها بطريقة إلكترونية دون إلزام المواطن بالتنقل إلى اإلدارة المعنية‪ .‬وينبغي‬
‫أيضاً تبسيط اإلجراءات المحدودة التي تتطلب حضوره الشخصي إما من خالل تمكينه‬
‫من القيام بها في المدينة التي يقيم بها (بما في ذلك بالنسبة للمغاربة المقيمين‬
‫بالخارج)‪ ،‬أو عبر إدارات أخرى‪ ،‬أو من خالل طرف ثالث موثوق به (المحامون‪،‬‬
‫الموثقون‪ ،‬المفوضون القضائيون‪.)...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .99‬تقليص آجال األداء داخل القطاع الخاص إلى أقل من ‪ 60‬يوماً‪ ،‬عن طريق تعميم اإلقرار‬
‫اإللكتروني للفواتير لدى المديرية العامة للضرائب ليس فقط على مستوى األداء‪ ،‬كما هو‬
‫مطلوب (اإلقرار بالضريبة على القيمة المضافة)‪ ،‬بل أيضاً بالنسبة إلصدار تلك الفواتير‪.‬‬

‫ضمان استدامة التدابير المتعلقة بمناخ األعمال (التبسيط‪ ،‬دعم التكامل‪ ،‬الجزاءات‪،‬‬ ‫اإلجراء رقم ‪.100‬‬
‫األداء بواسطة الهاتف المحمول‪ ،‬اإلقرار الرقمي‪ ،‬وما إلى ذلك) وإدراجها في إطار قانون‬
‫للتحديث العام لالقتصاد (بما في ذلك إدماج القطاع غير المنظم)‪ ،‬بما يضمن إعماالً‬
‫فعلياً للتدابير المذكورة أعاله والعمل بموازاة ذلك على إشراك الفاعلين المعنيين في‬
‫التدابير التحفيزية والجزاءات المنصوص عليها‪ ،‬مما يعزز ثقة الجميع وانخراطهم‪.‬‬

‫إدماج القطاع غير المنظم‬


‫َّ‬
‫المنظم ضرورة من أجل إقرار العدالة االقتصادية‪ .‬فهو‬ ‫يُعتبر إدماج األنشطة غير المهي َكلة في االقتصاد‬
‫شك ٌل من أشكال المنافسة غير الشريفة للمقاولين المنضبطين الذين يساهمون في الضرائب وفي توفير‬
‫الحماية االجتماعية لألجراء‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫كما أن إدماج القطاع غير المنظم يُع ُّد أيضا ضرورة اجتماعية‪ .‬فالماليين من وحدات اإلنتاج في القطاع‬
‫غير المنظم ال توفر أي حماية اجتماعية ال لفائدة مستغلي هذه الوحدات وال ألجرائها‪ ،‬سيما في ما يتعلق‬
‫بالتقاعد والتعويض عن فقدان الشغل‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه الوحدات قد تتغذى من أنشطة يمكن‬
‫أن تنطوي على مخاطر أمنية واقتصادية حقيقية‪ ،‬كالتهريب واالتجار غير المشروع وعدم التصريح بالقيمة‬
‫الحقيقية للسلع المستوردة‪...‬‬

‫َ‬
‫المواطنة الحقة‪ .‬فهو يتنافى ومبادئ دولة‬ ‫وأخيراً‪ ،‬فإن إدماج القطاع غير المنظم ضرورة يقتضيها إعمال‬
‫مقاوالت ذات مردودية إلى اإلحجام عن المساهمة في الضرائب وفي الحماية‬
‫ٌ‬ ‫الحق والقانون‪ ،‬حينما تَ ْع َمد‬
‫االجتماعية وتفضل العمل غير الشفاف والفساد واإلثراء غير المشروع‪.‬‬

‫إن تدبير هذه الظاهرة يقتضي الجمع بين التدرج والعمل البيداغوجي والحزم‪ ،‬من خالل أربعة تدابير يتعين‬
‫تنفيذها بشكل متزامن‪:‬‬

‫تبسيط اإلطار اجلبائي واملسطري لالندماج يف القطاع املنظم‪ ،‬حتى ال يتم اإلضرار بالقدرة الشرائية‬
‫ألصحاب وحدات اإلنتاج العاملة يف القطاع غير املنظم؛‬

‫مواكبة وحدات اإلنتاج يف القطاع غير املنظم‪ ،‬من أجل جتاوز مرحلة التحول نحو القطاع املنظم‬
‫واالستفادة من حتفيزات جديدة‪ ،‬ال سيما يف مجال احلماية االجتماعية؛‬

‫تعزيز الشفافية‪ ،‬يف مقابل منح حتفيزات لتسوية الوضعية القانونية‪ ،‬باستخدام األدوات الرقمية‬
‫(صناديق أداء إلكترونية مترابطة)؛‬

‫تعبئة وسائل مراقبة ومحاربة الغش في مواجهة الفاعلين الذين يواصلون التهرب من أداء الضرائب‬
‫وال يحترمون مقتضيات مدونة الشغل والتشريع االجتماعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .101‬تطبيق ضريبة جزافية منخفضة على وحدات اإلنتاج في القطاع غير المنظم (تتراوح‬
‫بين ‪ 3000‬و‪ 4000‬درهم سنويا) التي ترغب في االندماج في القطاع المنظم‪ ،‬مع‬
‫إعفائها من جميع الضرائب واألعباء األخرى‪ .‬ومن شأن هذا اإلجراء أن يوفر الحماية‬
‫من مظاهر الشطط في استعمال السلطة وأ ْن يُم ِّكن من إعمال الحق في التغطية‬
‫االجتماعية‪ .‬ويُع ُّد هذا اإلجراء خطوة أولى قبل االنتقال إلى نظام اإلقرار القائم على‬
‫المساهمة الضريبية وفق المداخيل المحققة فعليا‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .102‬العمل‪ ،‬بشراكة مع النسيج الجمعوي‪ ،‬على إحداث ‪ُ 2000‬ش َّب ٍ‬
‫اك لمواكبة عملية انتقال‬
‫‪ 3.5‬مليون وحدة من وحدات اإلنتاج العاملة في القطاع غير النظامي نحو القطاع‬
‫ٍ‬
‫أنشطة لإلعالم والتكوين والتحسيس‪.‬‬ ‫المنظم‪ ،‬مع الحرص على تنظيم‬
‫‪91‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .103‬وضع أنظمة رقمية لل َف ْوترة وتعميمها في غضون ‪ 3‬سنوات‪ ،‬على أن تكون مرتبطة‬
‫بالمديرية العامة للضرائب (صناديق أداء إلكترونية للمتاجر أو نظم التخطيط المندمج‬
‫للموارد (‪ )ERP‬الحاصلة على االعتماد) لتيسير اإلقرار اإللكتروني وضمان الشفافية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .104‬تطوير صفة المقاول الذاتي‪ ،‬بحيث تُ َم ِّكن من توظيف ثالثة أشخاص‪َ ،‬قبْل االنتقال إلى‬
‫وضعية شركة ذات مسؤولية محدودة والولوج إلى الحماية االجتماعية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .105‬تطوير التكوينات اإلشهادية (بالتعاون مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل‬
‫والجامعات) لفائدة العاملين النشطين في القطاع غير المنظم‪ ،‬من أجل منح وضعية‬
‫للحرف غير المصنفة والتمكن من تحديدها وتحديثها وتعزيز جاذبيتها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .106‬حذف مساطر الترخيص من أجل فتح المجال أمام كل األنشطة التي ال تنطوي على‬
‫أي ضرر أو خطر على الصحة والسالمة‪ ،‬وذلك بهدف تحرير الفضاءات المهنية التي‬
‫يمكن استخدامها كمناطق أنشطة مشتركة‪ ،‬ومشاتل‪ ،‬ومراكز تجارية للقرب‪ ،‬وفضاءات‬
‫عمل مشتركة (‪...)coworking‬‬

‫االندماج اإلقليمي‬
‫كما ورد بالتفصيل في القسم األول من هذا التقرير‪ ،‬فإن الموقع الجغرافي للمغرب‪ ،‬كملتقى بين القارتين‬
‫األوروبية واإلفريقية‪ ،‬يعد مقوماً رئيسياً لتحقيق التنمية على المدى الطويل‪ .‬ويظل االستثمار األمثل لهذا‬
‫الموقع رهيناً باعتماد تدبير استباقي الندماج بالدنا في هذين الفضاءين‪.‬‬

‫وقد تحققت العديد من المكتسبات من الشراكة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬الذي ال يزال يشكل أكبر سوق في‬
‫العالم‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يتعين تعزيز هذه الشراكة لتيسير االستثمارات والمبادالت التجارية وتحقيق‬
‫طموح بناء فضاء لالزدهار المشترك‪ .‬كما ينبغي العمل على تعميق هذه الشراكة من أجل إدماج المشاريع‬
‫بشكل أشمل في برامج التكوين والبحث واالبتكار‪ ،‬لتحقيق طموح بناء «فضاءٍ القتسام المعارف»‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .107‬تعميق الشراكة بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬من خالل العمل على ما يلي‪:‬‬

‫تحسين آليات التعارف بين المؤسسات والمسؤولين من الجانبين‪ ،‬من خالل تنظيم‬
‫لقاءات منتظمة ووضع برامج للتبادل؛‬

‫تعزيز الثقة‪ ،‬من خالل وضع آليات الستباق األزمات وتدبيرها؛‬

‫بناء فضاء سياسي وأمني مشترك‪ ،‬مع العمل على مأسسة آليات التشاور والحوار‬
‫السياسي على جميع المستويات‪ ،‬وتعزيز تعهدات االتحاد األوروبي إزاء المغرب‬
‫لمكافحة الهجرة غير الشرعية واإلرهاب وأنشطة التهريب؛‬
‫‪92‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫إعادة التوازن إلى التدفقات المالية بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬سيما من خالل‬
‫تيسير تصدير المنتجات الصناعية المغربية نحو أوروبا (قواعد المنشأ بالنسبة‬
‫لقطاع النسيج على سبيل المثال) وكذا الطاقة الكهربائية المستمدة من مصادر‬
‫الطاقة المتجددة‪ ،‬وتشجيع االستثمارات األوروبية في المغرب؛‬

‫والمعمق‪ ،‬مع اشتراط التنقل الحر‬


‫َّ‬ ‫استئناف مفاوضات اتفاق التبادل الحر الشامل‬
‫والفعلي والمتبادل للفاعلين المعنيين‪ ،‬والعمل على تأهيل قطاع الخدمات المغربي‬
‫لمواجهة التحديات الناجمة عن فتح األسواق؛‬

‫تشجيع إقامة مشاريع مشتركة بين الشركات المغربية واألوروبية‪ ،‬الستثمار الفرص‬
‫االقتصادية المتاحة في إفريقيا؛‬

‫الموجهة لفائدة البلدان اإلفريقية‪ ،‬وذلك بشراكة بين‬


‫َّ‬ ‫تكثيف مبادرات التعاون التقني‬
‫المؤسسات العمومية المغربية واألوروبية؛‬

‫العمل على تمكين المغرب من مشاركة أكبر في البرامج المتعلقة بتثمين فضاء‬
‫اقتسام المعارف (التعاون بين الجامعات‪ ،‬إراسموس‪ ،‬برنامج االبتكار في أفق سنة‬
‫‪ ،2020‬والبرنامج الرقمي ‪.)...‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يتعين على المغرب التموقع على نحو يمكنه من استثمار التطور السريع الذي تشهده‬
‫القارة اإلفريقية‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي أن تضطلع بالدنا بدور رئيسي في الدينامية اإلفريقية التي تتجسد اليوم‬
‫بالمصادقة على إحداث منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية وتفعيلها بشكل تدريجي‪ ،‬مع مراعاة ضرورة‬
‫توافق مقتضياتها مع التعهدات التي تم االلتزام بها في إطار اتفاقيات أخرى‪ ،‬سيما مع االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫ومن خالل بلورة رؤية واضحة ومشتركة‪ ،‬سيتعين على بالدنا أن تدفع‪ ،‬ارتكازاً على تعاون اقتصادي َّ‬
‫معمق‪،‬‬
‫نحو خلق قطاعات صناعية على صعيد القارة اإلفريقية‪ ،‬تعتمد على المؤهالت التي تزخر بها المملكة‬
‫(الدينامية الديمغرافية‪ ،‬الفالحة‪ ،‬المواد األولية‪.)...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .108‬توفير أسباب النجاح لعملية اندماج المغرب في منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪،‬‬
‫مع ضمان إشراك القطاعات الوزارية والهيئات المعنية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .109‬ربط المساعدة المالية التي يقدمها المغرب للبلدان األخرى‪ ،‬في إطار المشاريع‬
‫االستثمارية‪ ،‬بشرط العمل تلقائيا على اقتناء السلع والخدمات المعنية بشكل ممنهج‬
‫من المقاوالت المغربية‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫الخيار الخامس‬
‫فاعالت في مجال التنمية ويمارسن حقوقهن بما‬
‫ٍ‬ ‫ويكن‬
‫َّ‬ ‫نساء يتمتَّ عن باالستقاللية‬
‫ٌ‬
‫يكفل مشاركة كاملة في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‬

‫يقتضي تحقيق طموح التنمية اإلسراع بتغيير وضعية المرأة على المستويات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والمجتمعية‪.‬‬

‫سجل منحى‬ ‫ويتحتم على بالدنا الرفع من معدل النشاط لدى النساء‪ .‬وقد تراجع هذا المعدل‪ ،‬الذي يُ ِّ‬
‫تنازليا منذ أزيد من ‪ 20‬سنة‪ ،‬ليستقر في ‪ 18.1‬في المائة سنة ‪ 2018‬في الوسط الحضري‪ .‬وال ينبغي أن‬
‫يخفي المستوى المرتفع نسبيا لمعدل نشاط النساء في الوسط القروي حقيقة واقع الحال‪ :‬فثلثا النساء‬
‫النشيطات في الوسط القروي من مجموع ‪ 28.6‬في المائة المصرح بهن ال يحصلن على أي أجر وال يتمتعن‬
‫األسريات»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«المساعدات َ‬ ‫بأي حماية اجتماعية‪ ،‬ويتم تصنيفهن ضمن‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬ينبغي أن تتعبأ جميع القوى الحية للبالد من أجل تحقيق األهداف االستراتيجية الثالثة‬
‫التالية‪:‬‬

‫وضع إطار قانوني ومؤسساتي يضمن فعلية المساواة بين النساء والرجال؛‬

‫تمكين النساء من شروط الولوج إلى مزاولة عمل مؤدى عنه وتوفير الحماية لهن في طريقهن إلى أماكن‬
‫العمل وداخل فضاء الشغل؛‬

‫العمل على إبراز نماذج اجتماعية جديدة تجسد صورة النساء الالئي يتمتعن باالستقاللية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫هدف استراتيجي جمل ٌة من التدابير العملية‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫وتنبثق من ك ِّل‬

‫وضع إطار قانوني ومؤسساتي يضمن فعلية المساواة بين النساء والرجال‬
‫اإلجراء رقم ‪ .110‬تسريع وتيرة عملية مالءمة التشريعات مع المبادئ والمقتضيات الواردة في الدستور‬
‫وفي االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان التي صادق عليها المغرب بشأن الوقاية من‬
‫جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات والقضاء عليها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .111‬إدماج مبدأ المساواة بين النساء والرجال في السياسات العمومية‪ ،‬سيما تعزيز‬
‫مشاركة النساء في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .112‬اعتماد آليات تحفيزية لتشجيع التمازج داخل المقاولة (النظام الجبائي‪ ،‬والدعم‪،)...‬‬
‫مع العمل على تخصيص نسبة ال تقل عن ‪ 30‬في المائة من مناصب المسؤولية في‬
‫جميع مستوياتها للنساء‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .113‬إخضاع الحصول على جزء من الدعم الحكومي المخصص لألحزاب السياسية‬
‫والنقابات والجمعيات لشرط تحقيق نسبة تمثيلية ال تقل عن ‪ 30‬في المائة من النساء‬
‫داخل هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .114‬تفعيل هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ومنحها سلطة البحث والتحري‬
‫وإصدار األمر وصالحية إحالة القضايـا على المحاكم بشأن جميع أفعال التمييز ضد‬
‫النساء‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .115‬القضاء على مظاهر التمييز والصور النمطية القائمة على النوع الواردة في الكتب‬
‫المدرسية وفي وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫تمكين النساء من شروط الولوج إلى مزاولة عمل مؤدى عنه وتوفير الحماية‬
‫لهن في طريقهن إلى أماكن العمل وداخل فضاء الشغل‬
‫اإلجراء رقم ‪ .116‬إطالق خطة وطنية لفتح دور حضانة عمومية أو داخل المقاوالت في جميع أنحاء‬
‫البالد ونشر مؤشرات حول عدد المقاعد التي تخصصها دور الحضانة في كل جماعة‬
‫مقارنة بالحاجيات المسجلة في هذا المجال‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .117‬العمل على أن تكون الدولة نموذجاً في تطبيق الدستور وإعمال القوانين والممارسات‬
‫الجيدة المتعلقة بالمساواة بين النساء والرجال في الولوج إلى الوظائف على الصعيدين‬
‫المركزي والترابي‪ ،‬وفي مجال المناصفة في مناصب المسؤولية والمساواة في األجور‬
‫بدون أدنى تمييز‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .118‬إضفاء المرونة على اللجوء إلى أشكال العمل الجديدة داخل المقاوالت (العمل عن‬
‫بُعد‪ ،‬العمل بدوام جزئي‪ ،‬المرونة في ساعات العمل‪ ،‬وغير ذلك) وتشجيع المقاوالت‪،‬‬
‫عبر تحفيزات ضريبية‪ ،‬على اللجوء إلى التشغيل بدوام جزئي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .119‬تعزيز اإلطار القانوني الخاص بمحاربة التحرش المعنوي أو الجنسي ضد المرأة في‬
‫الفضاء العام وفي أماكن العمل‪ ،‬مع وضع مساطر واضحة ومتاحة لوضع الشكايات‬
‫ضد جميع أشكال المعاملة المهينة أو التمييزية في حق المرأة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .120‬وضع أهمية سالمة النساء في وسائل النقل العمومي وفي الفضاء العام في صلب‬
‫سياسة المدينة وسياسات السالمة العمومية وتصاميم التهيئة الحضرية وبرامج‬
‫السكن‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫العمل على إبراز نماذج اجتماعية جديدة تجسد صورة النساء الالئي يتمتعن‬
‫باالستقاللية االقتصادية واالجتماعية‬
‫اإلجراء رقم ‪ .121‬تنظيم حمالت تواصلية في مختلف الجهات‪ ،‬مع العمل على تقديم نماذج لنساء‬
‫ناجحات من أجل تحفيز الفتيات على االقتداء بهن واستلهام تجاربهن‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .122‬إنتاج محتويات سمعية‪ -‬بصرية توثق وتثمن قصص نجاح النساء وبثها على نطاق‬
‫واسع عبر القنوات الوطنية وعلى شبكات التواصل االجتماعية‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الخيار السادس‬
‫عالم قروي مندمج‪ ،‬ويحظى بالتثمين‪ ،‬ويتسم بالجاذبية‪ ،‬ومرتبط بمحيطه‬

‫تطور شاملة لبالدنا‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫تعد تنمية العالم القروي أمراً حتمياً من أجل ضمان دينامية‬

‫واليوم‪ ،‬ال يزال جزء من العالم القروي يعيش في عزلة بسبب االفتقار إلى البنيات التحتية والتجهيزات‬
‫مشكلتي الشغل الناقص وتعاقب سنوات‬
‫ْ‬ ‫ووسائل النقل واالتصال‪ .‬ويواجه جزء من ساكنة العالم القروي‬
‫الجفاف‪ ،‬مما يدفعها إلى التفكير في الهجرة نحو المدن‪.‬‬

‫ويواجه القطاع الفالحي‪ ،‬الذي يعتبر مصدر عيش ‪ 80‬في المائة من سكان العالم القروي‪ ،‬اليوم العديد‬
‫من اإلكراهات التي تعيق تنميته‪ .‬وتشمل هذه اإلكراهات فتح القطاع أمام المنافسة الدولية‪ ،‬وتوالي سنوات‬
‫الجفاف‪ ،‬والطابع المعقد للنظام العقاري الفالحي‪ ،‬وضعف تأهيل اليد العاملة جراء مغادرة الشباب ذوي‬
‫المؤهالت والمستوى الدراسي األعلى نحو المدن‪ ،‬وضعف تنويع األنشطة غير الفالحية‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫يتعين تشجيع إقامة أنشطة تصنيعية في العالم القروي‪ ،‬لتحسين االندماج القطاعي‪ ،‬وخلق فرص الشغل‬
‫لفائدة الشباب القروي‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬شهدت المناطق القروية تسارع وتيرة التوسع العمراني خالل السنوات األخيرة‪ .‬ولم‬
‫همت أيضاً‬‫تقتصر تجليات عملية التوسع العمراني على الهجرة القروية نحو المدن الكبرى فحسب‪ ،‬بل َّ‬
‫إنشاء مراكز حضرية جديدة في المجال القروي‪ .‬وفي سياق الجهوية المتقدمة‪ ،‬ينبغي أن تضطلع هذه‬
‫المراكز بدور أكبر في إرساء االندماج بين المدينة والقرية‪ ،‬من خالل تحويل المنتجات الفالحية‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫أيضا عبر تبادل السلع والخدمات‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬يتعين على الدولة تعبئة الوسائل الالزمة من أجل تغيير النماذج والمقاربات المعتمدة في‬
‫مجال تنمية العالم القروي‪ ،‬لجعلها أكثر مالءمة وأكثر ابتكاراً‪ .‬كما ينبغي أن تكون الغاية من توفير البنيات‬
‫التحتية واالستثمار في مختلف الخدمات االجتماعية هي النهوض بأوضاع ساكنة العالم القروي‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬يتعين على بالدنا السعي إلى تحقيق هدفين استراتيجيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫إدراج الخصوصية القروية في السياسة العمومية إلعداد التراب؛‬

‫خلق فرص في الوسط القروي‪ ،‬من خالل تطوير قطاعات جديدة ُمحدِ ثة للثروة ومناصب الشغل‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جملة من اإلجراءات العملية‪.‬‬ ‫وتنبثق من كل هدف استراتيجي‬
‫‪97‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫إدراج الخصوصية القروية في السياسة العمومية إلعداد التراب‬


‫اإلجراء رقم ‪ .123‬العمل وفق مقاربة تشاركية على وضع سياسة عمومية لتنمية العالم القروي‪ ،‬يتم ربطها‬
‫بمسلسل الجهوية المتقدمة‪ ،‬واعتماد قانون‪ -‬إطار يراعي خصوصية العالم القروي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .124‬تزويد كل جهة‪ ،‬في غضون ثالث سنوات‪ ،‬بتصميم لتهيئة المناطق القروية والمراكز‬
‫القروية وشبه الحضرية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .125‬العمل‪ ،‬في غضون خمس سنوات‪ ،‬على إصالح الوضعية القانونية للعقار في الوسط‬
‫القروي‪ ،‬سيما األراضي الجماعية‪ ،‬والمضي قدما في التحفيظ المجاني لجميع‬
‫األراضي التي يملكها صغار الفالحين‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .126‬وضع اآلليات الالزمة للحد من تقسيم األراضي الفالحية ووقف الزحف العمراني‬
‫على األراضي الفالحية ذات اإلمكانات اإلنتاجية العالية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .127‬تطوير الخدمات العمومية والبنيات التحتية على مستوى المناطق القروية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .128‬اعتماد تدابير تحفيزية لفائدة المد ِّرسين واألطباء خاصة لتشجيعهم على االستقرار‬
‫في المناطق القروية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .129‬االستثمار في مجال الرقمنة باعتبارها وسيلة منخفضة التكلفة لتحقيق التنمية‬
‫(التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬الحصول على المعلومات‪ )...‬في العالم القروي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .130‬تعزيز شبكة الطرق في المناطق القروية‪ ،‬سيما األكثر عزلة‪ ،‬وتعزيز وسائل النقل التي‬
‫تتالءم مع طبيعة كل منطقة من المناطق القروية (جبل‪ ،‬سهل‪ ،‬واحة ‪.)...‬‬

‫حدثة للثروة‬
‫خلق فرص في الوسط القروي‪ ،‬من خالل تطوير قطاعات جديدة ُم ِ‬
‫ومناصب الشغل‬
‫اإلجراء رقم ‪ .131‬جعل المراكز القروية أقطاباً للتنمية االقتصادية تتمركز فيها الخدمات العمومية‬
‫األساسية واألنشطة الفالحية والصناعية والسياحية‪ ،‬وذلك من أجل امتصاص‬
‫تدفقات الهجرة القروية والتحفيز على خلق فرص الشغل والتشجيع على بروز طبقة‬
‫وسطى قروية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .132‬اعتماد آليات تحفيزية لتطوير قطاعات جديدة واعدة كالسياحة اإليكولوجية‪ ،‬وتثمين‬
‫المنتجات المحلية‪ ،‬والخدمات المتعلقة بالفالحة والتجارة‪ ،‬وكذا األنشطة التصنيعية‬
‫(الصناعات الفالحية‪ ،‬النسيج‪ ،‬الصناعة التقليدية‪.)...‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .133‬وضع مخطط لرقمنة القطاع الفالحي‪ ،‬مع العمل على تحفيز الشركات الناشئة في‬
‫مجال التكنولوجيا الفالحية «‪ »Agritechs‬على التطور في المناطق القروية‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الخيار السابع‬
‫ويمكِّ ن من حماية‬
‫نظم يهدف إلى تقليص الفوارق االجتماعية والمجالية َ‬
‫تضامن ُم َّ‬
‫ٌ‬
‫اجتماعية شاملة يساهم في تمويلها المواطنون والمواطنات بكيفية عادلة‬

‫على الرغم من أن معدالت الفقر تراجعت بشكل ملموس‪ ،‬إال أن الفوارق االجتماعية والمجالية ال تزال‬
‫متسعة‪ ،‬سيما الفوارق على مستوى الدخل‪ ،‬والولوج إلى البنيات التحتية وإلى الخدمات األساسية‪ ،‬والحماية‬
‫من المخاطر االجتماعية (األمراض‪ ،‬البطالة‪ ،‬وضعية اإلعاقة)‪ .‬ويع ُّد تقليص هذه الفوارق تحدياً كبيراً في‬
‫أوضاع تُذكِ ي اإلحساس بالحيف وعدم المساواة في‬ ‫ٍ‬ ‫سياق يشهد تنامي أشكال مختلفة من االحتجاج ضد‬
‫الولوج إلى الخدمات األساسية‪.‬‬

‫وسعياً إلى رفع التحدي المتمثل في تقليص هذه الفوارق وترسيخ المبادئ األساسية التي يكفلها الدستور‪،‬‬
‫سيما مبدأ المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات في الكرامة والمساواة بين الجميع أمام القانون‬
‫وفي الولوج إلى الخدمات العمومية‪ ،‬ينبغي وضع إشكالية تقليص الفوارق والقضاء على االمتيازات غير‬
‫المنتِجة في صلب النموذج التنموي الجديد‪ .‬إن الدولة مدعوة إلى العمل على تقليص الفوارق من خالل‬
‫السياسات العمومية‪ ،‬سواء المتعلقة بالجبايات أو البنيات التحتية أو التعليم أو الصحة أو اإلعالم‪ .‬ومن هذا‬
‫المنطلق‪ ،‬ينبغي على بالدنا إرساء منظومة للتضامن الوطني تكفل حماية اجتماعية شاملة وشروط االرتقاء‬
‫االجتماعي لفائدة جميع المواطنات والمواطنين‪ .‬ويقتضي إرساء هذه المنظومة مساهمة جميع مكونات‬
‫المجتمع بكيفية منصفة في المجهود الضريبي‪.‬‬

‫ولبلوغ هذه الغاية‪ ،‬يتعين على الدولة العمل على تحقيق هدفين استراتيجيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫حماية جميع المواطنين والمواطنات من الهشاشة؛‬

‫جعل الضريبة المنصفة أساس التماسك االجتماعي‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جملة من اإلجراءات العملية‪.‬‬ ‫وتنبثق من كل هدف استراتيجي‬

‫حماية جميع المواطنين والمواطنات من الهشاشة‬


‫اإلجراء رقم ‪ .134‬توفير الحماية االجتماعية الشاملة للمواطن‪ ،‬طوال حياته‪ ،‬بغض النظر عن وضعيته‬
‫المهنية‪ ،‬ويشمل ذلك توفير التغطية الصحية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .135‬العمل على توحيد األنظمة اإلجبارية للتأمين الصحي األساسي عن المرض‪ ،‬بهدف‬
‫وضع نظام وطني شامل أساسي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .136‬العمل على المدى المتوسط على توحيد أنظمة االحتياط االجتماعي في ما يتعلق‬
‫بمعاش التقاعد‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .137‬إحداث «حد أدنى للدخل لفائدة المسنين» يعادل على األقل عتبة الفقر لفائدة‬
‫معاش للتقاعد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫األشخاص الذين ال يستفيدون من‬

‫ٍ‬
‫قائمة‬ ‫اإلجراء رقم ‪ .138‬العمل في إطار الحوار االجتماعي على وضع آلية وطنية للتأمين عن البطالة‬
‫على مبدأ المساهمة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .139‬إرساء حماية اجتماعية لفائدة األطفال من الوالدة إلى سن الخامسة عشر‪ ،‬وذلك بناء‬
‫على الدعم المباشر المشروط والمرتكِ ز على استهداف األسر‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .140‬العمل‪ ،‬على غرار الممارسات والقواعد الدولية‪ ،‬على إدماج تغطية خاصة بحوادث‬
‫الشغل واألمراض المهنية في منظومة الضمان االجتماعي وضمان الحماية من‬
‫هذه الحوادث واألمراض في إطار نظام إجباري وطني وحيد وغير ربحي للضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .141‬ضمان ٍّ‬


‫حد أدنى من الدخل لفائدة الفئات األكثر هشاشة (الفئات المعوزة واألشخاص‬
‫في وضعية إعاقة)‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .142‬تعزيز التدابير التحفيزية لفائدة المعوزين لمساعدتهم على تمدرس أطفالهم (برنامج‬
‫ومحل إقامتها‪ ،‬ارتكازاً على‬
‫َّ‬ ‫تيسير)‪ ،‬وذلك بشكل يأخذ بعين االعتبار وضعية األسر‬
‫الموحد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫السجل االجتماعي‬

‫جعل الضريبة المنصفة أساس التماسك االجتماعي‬


‫اإلجراء رقم ‪ .143‬توسيع الوعاء الضريبي‪ ،‬من خالل تفعيل المبدأ الدستوري الذي ينص على مساهمة‬
‫جميع األشخاص الذاتيين واالعتباريين في تحمل التكاليف العمومية‪ ،‬ك ُّل على قدر‬
‫استطاعته‪ .‬ويتعين استثمار المداخيل اإلضافية لتقليص نسب مختلف ضرائب الدولة‬
‫ولتمويل صندوق للتضامن االجتماعي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .144‬تخصيص ما بين ‪ 2‬إلى ‪ 4‬نقاط من الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬لضخها في‬
‫صندوق التضامن االجتماعي‪ ،‬والذي يمكن استخدام موارده بشكل خاص للمساهمة‬
‫في تمويل التغطية والمساعدات االجتماعية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .145‬تعزيز الطبقة المتوسطة‪ ،‬من خالل سن ضريبة لألسرة باعتبارها ملزَماً واحداً تكون‬
‫كل على حدة وأكث َر مواكبة للواقع‬‫أكث َر مالءمة وإنصافاً من تضريب أفراد األسرة ٌّ‬
‫االجتماعي واالقتصادي لألسر وتأخذ بعين االعتبار نفقات التكفل العائلي‪.‬‬
‫‪100‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الخيار الثامن‬
‫المطرد‬
‫َّ‬ ‫مستدام من أجل تعزيز النمو‬
‫ٍ‬ ‫نحو‬
‫رأسمال طبيعي يحظى بالحماية والتثمين على ٍ‬
‫يتعين على الدولة تعبئة الوسائل الالزمة لتحقيق نمو َّ‬
‫مطرد وتحسين رفاه مواطنيها والنهوض بظروفهم‬
‫ومستدام ومدمِ ِج للرأسمال الطبيعي‪ ،‬بما يكفل الحفاظ على مصالح‬
‫ٍ‬ ‫مسؤول‬
‫ٍ‬ ‫تثمين‬
‫ٍ‬ ‫المعيشية‪ ،‬من خالل‬
‫األجيال المقبلة‪.‬‬

‫وتحقيقاً لهذه الغاية‪ ،‬ينبغي على بالدنا العمل على بلوغ ثالثة أهداف استراتيجية‪:‬‬

‫الحفاظ على الموارد النادرة ذات األولوية‪ :‬الماء والطاقة؛‬

‫ضمان حكامة مندمجة ومستدامة على المدى الطويل للموارد الطبيعية والمنظومات البيئية َّ‬
‫الهشة؛‬

‫تفعيل التزامات بالدنا على الصعيد الدولي في مجال مكافحة آثار التغيرات المناخية‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جملة من اإلجراءات العملية‪.‬‬ ‫وتنبثق من كل هدف استراتيجي‬

‫الحفاظ على الموارد النادرة ذات األولوية‪ :‬الماء والطاقة‬


‫اإلجراء رقم ‪ .146‬وضع إطار مرجعي وطني للنظام المحاسباتي الخاص بالموارد المائية يتيح تقييم‬
‫الكلفة الحقيقية للماء لكل حوض من أحواض التصريف المائية‪ ،‬وذلك بغية إرساء‬
‫تضامن جهوي واجتماعي‪ ،‬من خالل تحسين آليات استهداف اإلعانات الحكومية‬
‫للقطاع وتعزيز قدرات الجهات على التمويل الذاتي‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .147‬تسريع وتيرة االستخدام المكثف للموارد المائية غير التقليدية‪ ،‬سيما تعميم تقنية‬
‫تحلية مياه البحر في المناطق الساحلية وإعادة استخدام المياه العادمة المعالَجة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .148‬تعزيز آليات تقنين استغالل المياه الجوفية والعمل على حسن استخدامها‪ .‬ويقتضي‬
‫ذلك جعل التخطيط االجتماعي واالقتصادي الستخدام هذه الموارد عملية ممنهجة‬
‫وتعزيز قدرات مستخدِ ميها في المراحل القبلية (سيما في القطاعين الفالحي‬
‫والصناعي)‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .149‬وضع برامج للتكامل التقني واالقتصادي بين المخطط الوطني للماء واستراتيجية‬
‫الطاقات المتجددة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .150‬تفعيل االستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية‪ ،‬مع العمل على تحسين منظومة حكامة‬
‫الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية وتعزيز الموارد البشرية والمادية‪ ،‬بما يتيح مواكب ًة‬
‫ودعماً أفض َل لعملية التأهيل الطاقي للنسيج االقتصادي‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫اإلجراء رقم ‪ .151‬تسريع وتيرة تنفيذ المخطط المغربي للغاز‪ ،‬من أجل زيادة حصة الغاز الطبيعي في‬
‫التركيبة الطاقية ببالدنا وتقليص حصة الفحم‪ ،‬بالنظر إلى أن الغاز الطبيعي أنظف‬
‫من مصادر الطاقة األحفورية األخرى‪.‬‬

‫ضمان حكامة مندمجة ومستدامة على المدى الطويل للموارد الطبيعية‬


‫َّ‬
‫الهشة‬ ‫والمنظومات البيئية‬
‫اإلجراء رقم ‪ .152‬تخطيط السياسات العمومية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار المؤهالت البيئية للجهات‬
‫وعوامل هشاشتها‪ ،‬ومنح دور محوري للحفاظ على الغطاء الغابوي والتنوع البيولوجي‪،‬‬
‫وجعل الدراسات الخاصة بالتأثيرات المترتبة على الطاقة والماء ُم َمنهجة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .153‬تثمين وحماية المنظومات البيئية الهشة (كالسواحل والواحات والجبال والغابات‬
‫والمناطق الرطبة)‪ ،‬من خالل اعتماد مقاربة تُشرك الجماعات الترابية في تدبير هذا‬
‫المجال إلى جانب تدخالت السلطات العمومية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .154‬وضع آلية للتقييم االستراتيجي البيئي واالجتماعي‪ ،‬لتقييم مدى استدامة السياسات‬
‫العمومية والمخططات والبرامج الوطنية والجهوية وقدرتها على التكيف مع التقلبات‬
‫المناخية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .155‬إرساء نظام عادل للضرائب البيئية والطاقية يحفز على الحفاظ على البيئة وعلى‬
‫ترشيد استهالك الموارد المائية والطاقية‪.‬‬

‫تفعيل التزامات بالدنا على الصعيد الدولي في مجال مواجهة آثار التغيرات‬
‫المناخية‬
‫اإلجراء رقم ‪ .156‬تسريع وتيرة تنفيذ برامج التكيف مع التغيرات المناخية المتعلقة بالقطاعات األكثر‬
‫هشاشة (المياه والغابات والفالحة)‪ .‬وتتمحور هذه البرامج حول توفير الحماية‬
‫للساكنة واألنظمة اإلنتاجية الهشة والتراث غير المادي للمغرب‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .157‬وضع ميزانية مراعية للمناخ‪ ،‬وإحداث لجنة قيادة وطنية يُ ْعهد إليها بتنفيذ الخطة‬
‫الوطنية للمناخ وضمان تجانس االستراتيجيات القطاعية مع المساهمات المحددة‬
‫وطنياً (‪ )NDCs‬والخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية (‪.)PNA‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .158‬العمل على التنزيل الترابي لحكامة التنمية المستدامة‪ ،‬من خالل إدماجها في إطار‬
‫الجهوية المتقدمة وتأهيل ُم َ‬
‫نتخبِي الجماعات الترابية لمواكبة االختصاصات الجديدة‬
‫الموكولة إليهم‪ ،‬طبقاً لمقتضيات القانون اإلطار رقم ‪.99.12‬‬
‫‪102‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الخيار التاسع‬
‫دولة الحق والقانون ضامنة للصالح العام‪ ،‬وفق مقاربة ترابية للعمل العمومي تقوم‬
‫الم َمنهج‬
‫على التجانس والشفافية والنجاعة والتقييم ُ‬
‫تشكل مسألة الحكامة المؤسساتية موضوع وعي جماعي تتقاسمه السلطات العمومية ومنتخبو الجماعات‬
‫الترابية ومختلف آليات الوساطة التي تمثل الفاعلين والمواطنين (األحزاب السياسية والمنظمات النقابية‬
‫والقطاع الخاص والمجتمع المدني…)‪ .‬وتنبع أهمية هذا الجانب من كونه يؤثر تأثيراً مباشراً على مستوى‬
‫الثقة والمصداقية والمكانة االعتبارية التي تحظى بها مختلف المؤسسات الدستورية للدولة لدى المواطنين‬
‫والمواطنات‪ ،‬سيما في الوقت الراهن‪ ،‬الذي يشهد تنامي التوترات االجتماعية ومظاهر االستياء‪.‬‬

‫ٍ‬
‫وشفافة‪ ،‬تزاوج بين‬ ‫ٍ‬
‫واضحة‬ ‫ٍ‬
‫حكامة‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬يتعين على أجهزة الدولة أن تشتغل وفق قواعدِ‬
‫مأمن من تقلبات الظرفية السياسية‪ ،‬وذلك بما‬‫ٍ‬ ‫موحدة تكون في‬
‫الفعالية والمصداقية‪ ،‬في سيرورة زمنية َّ‬
‫يكفل انخراطاً تاماً من لدن المواطنين والمواطنات وبما يعزز ثقتهم في الفعل العمومي وتملُّكهم للرهانات‬
‫المرتبطة به‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تُع ُّد الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة واحترام حقوق المواطنين‬
‫والمواطنات والدفاع عن مصالحهم ضرورة ال محيد عنها من أجل بناء مغرب مزدهر ومتضامن‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬ينبغي على بالدنا العمل على بلوغ األهداف االستراتيجية السبعة التالية‪:‬‬

‫تعزيز المسؤوليات وتحديدها‪ ،‬بهدف اإلعمال الفعلي لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؛‬

‫ضمان استمرارية تنفيذ السياسات العمومية على المدى الطويل؛‬

‫استهداف نجاعة التدخالت العمومية؛‬

‫ضمان فعالية وسائل التنفيذ؛‬

‫تقييم الفعل العمومي؛‬

‫العمل على انخراط المواطنين والمواطنات؛‬

‫فتح المجال أمام الولوج إلى المعطيات العمومية (المعطيات المفتوحة) لترسيخ الحق في الحصول‬
‫على المعلومات‪.‬‬

‫ٌ‬
‫جملة من اإلجراءات العملية‪.‬‬ ‫وتنبثق من كل هدف استراتيجي‬
‫‪103‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫تعزيز المسؤوليات وتحديدها‪ ،‬بهدف اإلعمال الفعلي لمبدأ ربط المسؤولية‬


‫بالمحاسبة‬
‫اإلجراء رقم ‪ .159‬يتعين على مؤسسة رئيس الحكومة أن تَتَعزَّز لضمان دينامية العمل الحكومي وتجانسه‬
‫والحرص على نجاعة السياسات العمومية‪ ،‬مع ضمان شروط ُح ْسن تنفيذها‪ ،‬من‬
‫خالل رصد الموارد الالزمة لذلك والقيام بالتحكيم في الخيارات الواردة‪ ،‬كلما دعت‬
‫الضرورة إلى ذلك‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .160‬مأسسة هيئة دائمة تُح َدث لدى رئيس الحكومة ويُعهد إليها بتتبع العمل الحكومي‬
‫والمشاريع الكبرى المهيكِ لة وتقييمها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .161‬وضع آجال محددة لمرحلة تشكيل األغلبية‪ ،‬بدءاً بتعيين رئيس الحكومة وصوالً إلى‬
‫تصويت منح الثقة‪ ،‬وذلك لتثبيت قواعد الممارسة الديمقراطية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .162‬استكمال تنزيل المقتضيات الدستورية‪ ،‬من خالل إخراج القوانين التنظيمية المتبقية‬
‫والقوانين العادية المنصوص عليها ومالءمة جميع النصوص القانونية الجاري بها‬
‫العمل مع مقتضيات الدستور‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .163‬إضفاء ٍ‬


‫مزيد من التجانس على الحقائب الوزارية‪ ،‬من خالل ضمان المزيد من المالءمة‬
‫مع مجال ُّ‬
‫تدخلها بموجب السياسات العمومية ذات الصلة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .164‬تعبئة الموارد البشرية لالنخراط في المهام المناطة بالمؤسسات العمومية التي‬
‫ينتمون إليها (الوزارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية والجماعات الترابية‪)...‬‬
‫ٍ‬
‫ثقافة قوامها األداء‬ ‫واالنتقال من ثقافة التحفظ والتقيد الحرفي بالمساطر نحو‬
‫والجرأة وحس االبتكار‪ ،‬على غرار ما هو معمول به في المقاوالت الرائدة في القطاع‬
‫الخاص‪ .‬وتحقيقاً لهذه الغاية‪ ،‬ينبغي العمل على‪:‬‬

‫مزيد من التفاعل والمبادرة من قِ بل المسؤولين‪:‬‬


‫تحقيق ٍ‬

‫• بمنحهم هامشاً أكبر للفعل والمبادرة‪ ،‬عبر إلغاء المراقبة ال َقبْلية وتعويضها‬
‫آليات للمراقبة الداخلية واالفتحاص‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بمراقبة بَ ْعدية تواكبها‬

‫• بجعل اللجوء إلى العقوبات التأديبية أو القضائية مقترنا بالحاالت التي يثبت فيها‬
‫االختالس أو اإلهمال الجسيم؛‬
‫‪104‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫إرساء ثقافة اإلنجاز واالستحقاق‪:‬‬

‫• عن طريق إعادة صياغة منظومة التقييم‪ .‬ومن شأن هذه العملية أن تتيح تقييم أداء‬
‫موظفي وأعوان الوظيفة العمومية بنا ًء على تحقيق أهدافهم الفردية ومساهمتهم‬
‫في بلوغ األهداف العامة لمؤسستهم (خلق فرص الشغل‪ ،‬الصادرات‪ ،‬النجاح في‬
‫المسار الدراسي‪ ،‬عدد المرضى الذين تلقوا العالج‪ .)...‬كما أن هذه اآللية كفيلة‬
‫بضمان تنوع عمليات التقييم بما يكفل التمييز بين مساهمات الموظفين؛‬

‫• إرساء عالقة قوية بين نتائج عمليات التقييم وإجراءات التحفيز واالرتقاء الوظيفي؛‬

‫تعزيز الشعور باالنتماء لدى العاملين في القطاع العمومي‪:‬‬

‫• من خالل إشراكهم في بلورة األهداف التي تسعى مؤسستهم إلى تحقيقها؛‬

‫• عبر تثمين مهمة المؤسسة ودورها في خدمة الوطن‪ ،‬عن طريق اآلليات المناسبة‬
‫للتواصل الداخلي‪.‬‬

‫ضمان استمرارية تنفيذ السياسات العمومية على المدى الطويل‬


‫اإلجراء رقم ‪ .165‬سن قوانين إطار‪ ،‬أو غيرها من اآلليات القانونية‪ ،‬من أجل تأمين استمرارية التوجهات‬
‫االستراتيجية على المدى الطويل وضمان تنفيذ السياسات العمومية ِو ْف َق ٍ‬
‫أفق يتجاوز‬
‫االنتدابات االنتخابية‪.‬‬

‫استهداف نجاعة التدخالت العمومية‬


‫اإلجراء رقم ‪ .166‬العمل تدريجيا على بث دينامية في القطاع العمومي تنتقل به من منطق المركزية‬
‫والتقيد الحرفي بالمساطر والهرمية نحو تخويل المسؤولية للفاعلين‪ ،‬والتفويض‬
‫والالتمركز‪ ،‬استلهاماً لمقاربة «التدبير العمومي الجديد» (‪.)New Public Management‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .167‬القيام بإعادة هيكلة ميزانية الدولة من أجل مالءمتها مع أولويات النموذج التنموي‬
‫الجديد‪.‬‬

‫ِّ‬
‫المنظم للنفقات العمومية‪ ،‬بما يُم ِّكن من إرساء‬ ‫اإلجراء رقم ‪ .168‬مراجعة اإلطار التشريعي والتنظيمي‬
‫مراقبة بَ ْعدية عوض المراقبة القبلية‪ ،‬وذلك وفق أهداف واضحة المعالم‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .169‬االستثمار في مجال الرقمنة الوظيفية للخدمات العمومية‪ ،‬مع العمل داخل أجل ال‬
‫يتعدى خمس سنوات على نزع الطابع المادي بشكل كلي عن معامالت المواطنين‬
‫والمقاوالت مع اإلدارة‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫ضمان فعالية وسائل التنفيذ‬


‫مسلسلي الالتمركز والالمركزية في إطار الجهوية المتقدمة ومد الجهات‬
‫ْ‬ ‫اإلجراء رقم ‪ .170‬تسريع‬
‫بالموارد الالزمة لتمكينها من االضطالع بدورها الكامل في تنزيل النموذج التنموي‬
‫الجديد‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .171‬إعمال االختصاصات المناطة بالجهات وتخويلها قدرات التنفيذ الالزمة من أجل‬
‫تنزيل فعلي للجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ضمان‬

‫اإلجراء رقم ‪ .172‬إحداث «وحدة للتنفيذ» (‪ )delivery unit‬على المستوى الوطني تكون تابعة لمؤسسة‬
‫المعجل لألوراش ذات األولوية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫رئيس الحكومة ويُعهد إليها بدعم التنفيذ‬

‫تقييم الفعل العمومي‬


‫اإلجراء رقم ‪ .173‬التنصيص في كل قانون على مقتضى يُ ِلزم بإجراء تقييم تلقائي عن تنفيذ هذا القانون‪،‬‬
‫وذلك بعد مرور أجل معين‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .174‬تعزيز وسائل عمل مجموعة العمل الموضوعاتية التابعة لمجلس النواب المكلفة بتقييم‬
‫السياسات العمومية‪ ،‬حتى تتمكن من االضطالع بدورها على الوجه األكمل‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .175‬جعل التقييم الدوري للمخططات القطاعية واالستراتيجية عملية تلقائية تتوالها‬
‫الهيئات الدستورية المسؤولة عن الحكامة الجيدة وتقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .176‬مراجعة مقتضيات القانون رقم ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات‪،‬‬
‫من خالل العمل على أن تكرس مضامينه الحق الكامل للمواطنين والمواطنات في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬مع تعديل بعض المقتضيات التي تحد من نطاقه‪.‬‬

‫العمل على انخراط المواطنين والمواطنات‬


‫اإلجراء رقم ‪ .177‬سن قانون يتم بموجبه منع اإلدارات من طلب معلومات من المواطنين أو المقاوالت‬
‫إذا كانت تلك المعلومات متوفرة لدى اإلدارات األخرى‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .178‬إشراك ممثلين عن المجتمع المدني وعن المواطنين في الهيئة الدائمة المحدثة تحت‬
‫سلطة رئيس الحكومة والمكلفة بتتبع العمل الحكومي والمشاريع الكبرى المهيكِ لة‬
‫وتقييمها‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .179‬تخويل المجتمع المدني حق تقديم إحاالت إلى مجموع المؤسسات الدستورية‪.‬‬
‫‪106‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اإلجراء رقم ‪ .180‬تبسيط المسطرة المتعلقة بالحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية وتقديم‬
‫الملتمسات في مجال التشريع‪ ،‬وإعادة النظر في المقتضيات المتعلقة بشروط قبول‬
‫العرائض والملتمسات ودراستها‪ ،‬بما يجعلها أكثر مرونة وفعالية وتستغرق وقتا أقل‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .181‬تفعيل ميثاق المرافق العمومية المنصوص عليه في الفصل ‪ 157‬من الدستور‪ ،‬مع‬
‫ِ‬
‫المواطنة في‬ ‫الحرص عند إعداده على وجه الخصوص على تعزيز مبادئ المشاركة‬
‫حكامة المرافق العمومية وترسيخ الحق في التظلم في حالة نشوب نزاع‪ ،‬وتحديد‬
‫حقوق المرتفقين وواجباتهم في عالقتهم باإلدارة‪.‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .182‬نشر تقرير سنوي حول مشاركة المجتمع المدني في إعداد السياسات العمومية‪.‬‬

‫فتح المجال أمام الولوج إلى المعطيات العمومية (المعطيات المفتوحة)‬


‫لترسيخ الحق في الحصول على المعلومات‬
‫تتيح عملية تحرير المعطيات العمومية (المعطيات المفتوحة) الكثير من الفرص على المستوى السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ .‬وهي امتداد للجهود التي يبذلها المغرب في مجال الشفافية السياسية‬
‫واإلدارية‪ ،‬وتعزيز مشاركة المواطنين والمواطنات‪ ،‬وترسيخ األولوية التي توليها بالدنا لمجال الرقمنة‪.‬‬

‫إن الغاية من الحق في الولوج إلى المعطيات العمومية هي تمكين كل مواطن من االطالع على نمط اشتغال‬
‫حسن من ظروف عيشه‪.‬‬‫وأداء المرافق العمومية‪ ،‬وحسن استعمال المعلومات الموضوعة رهن إشارته بما يُ ِّ‬

‫ويقتضي بلوغ هذا الهدف االستراتيجي القيام بإجراء رئيسي‪ ،‬يتمثل في‪:‬‬

‫اإلجراء رقم ‪ .183‬تعيين هيئة مكلفة بـ«مهمة المعطيات المفتوحة» للتكفل باإلشراف على سياسة‬
‫المعطيات المفتوحة وتكون بمثابة تجسيد للسياسة الوطنية في هذا المجال‪ .‬وينبغي‬
‫أن تناط بهذه المؤسسة مسؤولية تحديد وتدبير الجوانب اللوجستية للمبادرات‬
‫المتعلقة بفتح المعطيات العمومية في إطار المنصة الوطنية للمعطيات المفتوحة‪.‬‬
‫وستتولى هذه الهيئة على وجه الخصوص المهام التالية‪:‬‬

‫تحديد المعطيات ذات األهمية االجتماعية واالقتصادية القصوى‪ ،‬التي يتعين‬


‫نشرها لفائدة عموم المواطنين والمواطنات؛‬

‫حصر بعض المؤسسات التي ستضطلع بدور الريادة في ما يخص سياسة تحرير‬
‫المعطيات العمومية‪ ،‬لتكون بذلك نموذجا تحتذي به مختلف اإلدارات؛‬

‫تعيين مسؤول عن «فتح المعطيات» داخل كل إدارة‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪107‬‬ ‫اخليارات الكبرى الكفيلة بإحياء الثقة وجعل املغرب بلد ًا متضامنا ومزدهرا لفائدة جميع مواطنيه‬

‫جميعاً من أجل توطيد‬


‫“مشروعنا المشترك”‬
‫‪108‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪109‬‬

‫نجاح النموذج التنموي يظل رهيناً في نهاية المطاف بمدى قدرته على تمكين ك ِّل‬
‫مكونات المجتمع المغربي‪ ،‬من التمتع بـ «مستوى أفضل من العيش المشترك»‬
‫وتحقيق جميع المواطنين لمشاريعهم الحياتية في إطار من «الرفاه»‪.‬‬

‫ويشكل بلوغ «مستوى أفضل من العيش المشترك» تحدياً كبيراً أمام جميع‬
‫إن‬
‫َ‬
‫المواطنة‬ ‫مكونات المجتمع في سعيها إلى توطيد «مشروعنا المشترك» ِوفق رؤية مشتركة قوامها‬
‫مغرب أكثر ديمقراطية‪ ،‬أكثر ازدهاراً وأكثر تضامنا يكفل للجميع جودة حياة‬
‫ٍ‬ ‫الحقَّة‪ ،‬من أجل‬
‫أفضل‪.‬‬

‫ويرتبط هذا التحدي بالتنوع الكبير للمجتمع المغربي في أبعاده المجالية والثقافية واللغوية‪،‬‬
‫التي ينبغي َّأال تحجب التباينات المسجلة من حيث السن والجنس والوضعية الصحية والمستوى‬
‫التعليمي‪ ،‬والوضع االجتماعي واالقتصادي وغير ذلك‪ .‬وبقدر ما يشكل هذا التنوع ثروة في حد‬
‫ذاته‪ ،‬فهو يفرض أيضا ضرورة إشراك جميع مكونات المجتمع في تحقيق الطموح المشترك‬
‫للبالد‪ ،‬والعمل من أجل َّأال يُ ْسفِ ر تباين المصالح واالنتماءات عن أي توترات اجتماعية أو انعدام‬
‫للثقة أو مقاومة لكل تغيير إيجابي‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ومن أجل تعزيز «مشروعنا المشترك»‪ ،‬يتعين علينا استلهام تاريخنا المشترك‬
‫الذي يحدد معالم هويتنا واستحضار الدروس المستخلصة من نجاحاتنا بل حتى من خيباتنا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي التذكير بما يلي‪:‬‬
‫نحن أمة ألفية ذات عمق تاريخي متجذر‪ ،‬اتخذت خيارا ال رجعة فيه من أجل بناء دولة الحق‬
‫والقانون وترسيخ أسس الديمقراطية الحقة‪ ،‬وتثمين ثراء وتنوع موروثها الثقافي المتميز؛‬
‫نحن أمة امتازت بصمودها إزاء التقلبات‪ ،‬ولطالما تعبأت من أجل قضايا مصيرية‪ ،‬وواجهت‬
‫طيلة تاريخها تحديات كبرى‪ ،‬وتمكنت من تحقيق أحالم مشتركة (مالحم االستقالل‬
‫والمسيرة الخضراء‪ ،‬والمصالحات الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية‪)...‬؛‬
‫نحن أمة راكمت رصيدا كبيرا وتاريخا طويال من اإلصالحات واألوراش المهيكِ لة‪ ،‬في سعي‬
‫دائم إلى ترسيخ قيم النزاهة والتضامن وتحقيق الرفاهية؛‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فلم تخ ُل مسيرتنا من منجزات لم تر َق إلى المستوى المطلوب في بعض المجاالت‪،‬‬
‫السيما في ما يتعلق بالمساواة وتكافؤ الفرص واإلدماج‪ .‬وكلها عوامل تعيق االرتقاء بمستوى‬
‫العيش المشترك والمتماسك‪ ،‬ومن شأنها أن تذكي أسباب التصادم والفرقة‪ ،‬وتكرس انعدام‬
‫الثقة وتُ َؤزِّم اإلحساس باالنتماء الذي يغذي روح التماسك االجتماعي‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫انطالقاً من هذه الدروس المستخلصة ووعياً بخصوصيتنا وقدراتنا فإننا‪:‬‬
‫نطمح ألن نكون أمة مؤمنة بالعمل‪ ،‬متفانية ومنتجة‪ ،‬تحقق نمواً قوياً ومستداماً يعود نفعه على جميع‬
‫أبنائها؛ وأن تصبح نموذجاً يحتذى بحكامتها ونهجها الديمقراطي؛ أمة تجسد على أرض الواقع‪،‬‬
‫ومن خالل جميع فئات المجتمع‪ ،‬وفي مجموع مجالها الجغرافي‪ ،‬سمعتها كمجتمع منفتح ومتضامن‬
‫ومنصف ومتماسك‪.‬‬
‫نسعى أيضا إلى أن نصبح أمة تعمل بشكل جماعي ومتواصل من أجل تمكين كل مواطن ومواطنة من‬
‫تحقيق مشاريعهم الحياتية‪.‬‬
‫ولتنزيل نموذجنا التنموي الجديد‪ ،‬نسعى إلى رسم معالم خارطة الطريق المفضية إلى تنمية مدمجة‬
‫ومستدامة وقائمة على قيم التضامن‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي علينا العمل على إنجاح هذا المسعى وتحصين مكتسباته‪.‬‬

‫أما بخصوص تحقيق «رفاه» المواطن‪ ،‬فإنه يظل رهينا بالتنفيذ الفعال والمسؤول لمختلف الخيارات‬
‫واإلجراءات المرتبطة به على المستوى االقتصادي واالجتماعي والبيئي والمؤسساتي والثقافي‪ ،‬والتي‬
‫تشكل نموذجنا التنموي الجديد‪ .‬وهذا ما سيفضي إلى تحرير طاقات المواطنين بما ُي َم ِّكنهم من تسخير‬
‫إمكاناتهم لالستفادة من الفرص المتاحة في إطار بيئة سليمة تضمن لهم التمتع بحقوقهم وتأمين مسار‬
‫حياتهم‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬ولكي يرقى نموذجنا التنموي الجديد إلى مستوى ضمان «عيش مشترك أفضل» وتأمين‬
‫«الرفاه» للمواطنين‪ ،‬فال بد من خارطة طريق لتنفيذه‪ ،‬وإعطاء إشارات تغيير قوية‪ ،‬مع النهل من رصيد قيمنا‬
‫المشتركة من أجل استعادة وتعزيز رأسمال الثقة‪ .‬فمن شأن هذه اإلشارات أن تخلق دينامية إيجابية كفيلة‬
‫بتعبئة جميع المواطنين والمواطنات حول مشروع مجتمعي مشترك‪ .‬ويتطلب نجاح هذه العملية انخراطا‬
‫فعليا لجميع الفاعلين في دينامية التغيير‪.‬‬

‫بدءا‬
‫… من خالل العمل على تنزيل النموذج التنموي الجديد على مدى السنوات الخمس المقبلة‪ً ،‬‬
‫بإعطاء إشارات قوية تجعل التغيير أمرا ملموسا‬

‫يُوصي المجلس بتنفيذ اإلجراءات المقترحة في غضون خمس سنوات‪ .‬وتُعزى هذه الوتيرة السريعة إلى‬
‫استعجالية مواجهة االختالالت التي يعاني منها المغرب‪ ،‬إلى جانب االنتظارات المتزايدة للمواطنين‪.‬‬

‫وستتطلب بعض اإلجراءات المقترحة جهدا ُمه ّما على مستوى التمويل‪ ،‬وستقتضي إعادة توزيع االعتمادات‬
‫بشكل أفضل‪ ،‬كما ستتطلب تحكيماً للحسم في الخيارات المتاحة في بعض األحيان‪ .‬كما أن من شأن‬
‫بعضها أن يستدعي إجراء قطيعة مع بعض األوضاع القائمة‪ ،‬مما ستنجم عنه بدون شك مقاومة للتغيير‪.‬‬
‫وهذا األمر يحتاج إلى التزام سياسي لمواكبة اإلصالح‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق دفعة قوية كفيلة بإنجاح عملية إطالق هذه الدينامية‪ ،‬سيكون من الضروري إرسال إشارات‬
‫قوية من أعلى المستويات في الدولة‪ ،‬بما يجعل التغيير واقعاً ملموساً من قِ بل المواطن‪ ،‬ويمكن من تعزيز‬
‫مستقبل أفضل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ثقة جميع مكونات األمة في‬
‫‪111‬‬ ‫جميع ًا من أجل توطيد «مشروعنا املشترك»‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فالمسألة تتعلق بإضفاء مصداقية على العملية وتشجيع االنخراط فيها‪ ،‬من خالل اتخاذ‬
‫قرارات أولى كبرى وتحقيق نتائج أولية بوتيرة سريعة‪ ،‬تؤشر على نموذج جديد مدمِ ج ذي و ْق ٍع مباشر على‬
‫الحياة اليومية للمواطنين‪.‬‬

‫… عبر استعادة الثقة وتعزيزها للحفاظ على التماسك االجتماعي وتوطيده‬


‫اعتباراً لطبيعتها المتشابكة وأبعادها المتعددة‪ ،‬تعد الثقة أهم عنصر في التماسك االجتماعي في بالدنا‪،‬‬
‫وهي الضامن لنجاح أي مشروع مجتمعي‪ .‬فهي متعددة األبعاد ألنها تخص عالقة المواطن بالحكومة‬
‫والمؤسسات العمومية والفاعلين في مجال الوساطة‪ ،‬وكذا عالقة المواطنين فيما بينهم‪ .‬وهي أيضاً‬
‫متشابكة لما لها من وقع على العالقات االقتصادية من حيث دورها في تبديد الشكوك‪ ،‬وتقويم نفور‬
‫المستثمرين وعزوف المستهلكين عن المخاطرة‪ ،‬من جهة‪ ،‬ولما لها من أثر على العالقات السياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وإلسهامها في تيسير التحوالت المجتمعية ومواكبتها‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإن نجاح التحوالت المجتمعية يتوقف على استعادة الثقة باعتبارها قيمة أساسية في المجتمع‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬تمكن الثقة من بث دينامية إيجابية بحيث إن المواطنين كلما لمسوا تأثير اإلصالحات على‬
‫حياتهم اليومية وعلى جودة عيشهم‪ ،‬كلما شعروا بمزيد من الثقة تجاه السلطات العمومية والمؤسسات‪ ،‬مما‬
‫وحساً أقوى بالمصلحة العامة والجماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يولد لديهم قابلية أكثر لالنخراط في إعمال قيم المواطنة الحقة‬
‫وهما عنصران ضروريان إلنجاح اإلصالحات‪.‬‬

‫وعلى هذا النحو‪ ،‬يجب تعزيز الثقة والحفاظ عليها‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن أحزابنا السياسية ونقاباتنا‬
‫ومجتمعنا المدني وجمعياتنا المهنية واتحادات المقاوالت مدعوة إلى أن تعمل على التأقلم مع حاجيات‬
‫المجتمع وتحوالته وتبادر بتعزيز تمثيليتها ومصداقيتها ومشروعيتها لدى المواطنين‪ .‬ومن شأن ذلك أن‬
‫يسهم في الحفاظ على التماسك االجتماعي‪ ،‬وتعزيز آليات الوساطة‪ ،‬وآليات الوقاية من النزاعات وتسويتها‪،‬‬
‫وضمان التوازن السليم والتكامل المنتِج بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية‪ ،‬التي تشهد‬
‫طفرة ملموسة بفعل التكنولوجيا الرقمية وانتشار شبكات التواصل االجتماعية‪.‬‬

‫في السياق ذاته‪ ،‬كشفت االستشارة التي قام بها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي بمشاركة‬
‫عدد من مستعملي األنترنت عن وجود استعداد حقيقي لدى المشاركين الستعادة الثقة في المؤسسات‪،‬‬
‫كما أظهرت وجود رغبة‪ ،‬بل حاجة‪ ،‬لديهم لإليمان بإمكانية إحداث التغيير‪ .‬كما أكدت هذه االستشارة‬
‫أن المواطنين يشعرون بالحاجة إلى العيش في مجتمع تسوده الثقة من أجل إحياء «العيش المشترك»‬
‫الذي يستند إلى منظومة القيم المشتركة لألمة‪.‬‬
‫‪112‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ ...‬من خالل النهل من منظومة القيم المشتركة من أجل تعبئة حقيقية حول المشروع‬
‫المجتمعي المشترك‬

‫تتغذى ثقافتنا المغربية وتستمد غناها من رصيد من القيم ينبغي استثماره كرافعة للتنمية من أجل التخلص‬
‫من بعض القيم السلبية التي تعيق عملية اإلصالح وتقوض تماسك المجتمع‪ .‬فال بد من تثمين هذا الشعور‬
‫باالنتماء واالعتزاز بالهوية المغربية القائمة على الوحدة والتنوع الغني في اآلن ذاته‪ ،‬والتي ننخرط من‬
‫خاللها في مشروع مجتمعي مشترك قوي‪.‬‬

‫نحن مدعوون جميعا إلى أن نعمل على تثمين هذه «تمغريبيت» التي تستوعب هوية متميزة هي ثمرة روافد‬
‫متعددة‪ .‬فهذا الشعور باالنتماء لدى جميع المغاربة‪ ،‬وهذا االعتزاز بالهوية المغربية قبل كل شيء‪ ،‬وهذا التشبث‬
‫بالقيم اإلنسانية التي تمثل مصدر تمنيع كذلك ضد التطرف‪ ،‬وهذا االنفتاح على العالم الذي يشكل مصدر‬
‫ق َّوتنا‪ ،‬وهذه التقاليد والعادات وكذا نمط العيش‪ ،‬تشكل كلها رصيداً فريداً لم يُثمن بعد بالشكل المطلوب‪.‬‬

‫إن االنتماء إلى المغرب‪ ،‬الذي يمثل ثروتنا الجماعية والمشتركة‪ ،‬إنما يتشكل من العديد من العناصر‬
‫اإليجابية والبناءة التي يجب علينا االرتكاز عليها لترسيخ االلتزام بقيم المواطنة الحقة والمسؤولة‪ ،‬وتعزيز‬
‫التضامن‪ ،‬وتوطيد الثقة‪ ،‬وتعزيز أسس العيش المشترك‪.‬‬

‫وال بد من االستفادة من منظومة القيم هذه‪ ،‬التي تم إغناؤها على مر السنين‪ ،‬من أجل تحفيز القيم الفردية‬
‫اإليجابية المرتبطة بالمواطنة‪ ،‬والعمل‪ ،‬والتفاني‪ ،‬والوفاء بااللتزامات‪ ،‬والمسؤولية‪ ،‬والمساواة‪ ،‬والتضامن‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ترسيخ التعلق بالوطن‪ ،‬وتعزيز آليات التضامن الوطني‪ ،‬وتوطيد قيم اإلنسانية‪ ،‬واالحترام‬
‫واالنفتاح على اآلخر‪.‬‬

‫…عبر االنخراط الفعلي لجميع الفاعلين في مسار التغيير‬

‫يتوقف نجاح تنزيل النموذج التنموي على توفر عدد من الشروط الرئيسية‪:‬‬
‫إشراف مؤسساتي من أعلى مستوى‪ :‬لقد أثبتت التجربة على المستوى الوطني بوضوح أن دعم تنفيذ‬
‫اإلصالحات من أعلى مستوى في الدولة يقوي حظوظ نجاحها‪ .‬فباإلضافة إلى أن الدعوة إلى التفكير‬
‫في النموذج التنموي الجديد قد أطلقها جاللة الملك‪ ،‬فإن األمر يقتضي من الناحية اإلجرائية رفع تقارير‬
‫منتظمة مفصلة ومعلَّلة إلى رئيس الدولة‪ ،‬وفق جدول زمني محدد سلفاً‪ ،‬حول وضعية تقدم هذا المشروع‬
‫المجتمعي‪ ،‬مع تضمينها تحليال شامال لمعدالت اإلنجاز‪ ،‬وكذا التعديالت المحتملة بالطبع‪ ،‬وتحديد‬
‫العقبات ومواطن الخلل‪ ،‬وذلك من أجل اعتماد حلول تتناسب مع نموذجنا وخصوصياته‪.‬‬
‫وصى بإنشاء لجنة قيادة مؤسسية وطنية رفيعة المستوى تتألف من أعضاء في الحكومة‪،‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬يُ َ‬
‫وتضم في عضويتها رؤساء الجهات االثنتي عشر‪ ،‬والفاعلين في مجال الوساطة وممثلي المجتمع المدني‬
‫المنظم‪ ،‬وذلك لتتولى مسؤولية السهر على ضمان التنفيذ األمثل للنموذج التنموي الجديد‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫جميع ًا من أجل توطيد «مشروعنا املشترك»‬

‫الدور المركزي لرئيس الحكومة لتحقيق االلتقائية خالل مرحلة التنفيذ‪ :‬يجب أن تأخذ مؤسسة‬
‫رئيس الحكومة زمام المبادرة خالل مرحلة تنزيل النموذج التنموي الجديد‪ ،‬بما يضمن أقصى قدر‬
‫من التجانس بين القطاعات واالستراتيجيات المعنية‪ ،‬مع مراعاة التنسيق الفعال بين الوزارات ووضع‬
‫لوحة قيادة متعددة المستويات (االستراتيجي مقابل اإلجرائي‪ ،‬والشامل مقابل القطاعي‪ ،‬والوطني‬
‫مقابل الترابي)‪.‬‬
‫استمرارية المشروع خارج الوالية الحكومية‪ :‬يجب أال تتوقف وتيرة تنفيذ النموذج التنموي الجديد‬
‫بسبب تقلبات الظرفية السياسية المرتبطة باالستحقاقات االنتخابية‪ .‬فكل حكومة مطالبة بمواصلة‬
‫المسار والتقدم نحو تحقيق األهداف المحددة مسبقاً‪ ،‬مع إجراء التعديالت التي تفرضها طبيعة كل‬
‫مرحلة‪ ،‬إذ عليها أن تستفيد خالل فترة واليتها مما يلزم من هوامش وفرص اإلنجاز المتاحة‪.‬‬
‫تعبئة ومشاركة جميع الشركاء االجتماعيين‪ :‬يتوقف نجاح تنفيذ النموذج التنموي الجديد على‬
‫مدى انخراط جميع الشركاء االجتماعيين وفعاليات الوساطة األخرى (األحزاب السياسية والنقابات‬
‫وأرباب العمل‪ ،‬والمجتمع المدني‪ )...‬وإقبالها على مالءمة استراتيجياتها وجهودها مع الطموح الذي‬
‫يعبر عنه هذا النموذج التنموي الجديد‪ .‬كما أن مسؤوليتهم تقتضي أيضا نشر مبادئ هذا النموذج‪،‬‬
‫بشتى الوسائل المتاحة (والسيما من خالل حضور قوي في الفضاء الرقمي)‪ ،‬في صفوف منخرطيها‬
‫ومناضليها والمتعاطفين معها‪ ،‬من أجل تحقيق أكبر تعبئة ممكنة حول هذا المشروع المجتمعي ومن‬
‫أجل ضمان تنفيذه من قِ بلِ المواطن وألجله‪.‬‬
‫المداخل الرئيسية الثالثة لبث روح النموذج التنموي الجديد‪ :‬يجب تعبئة ثالث قنوات لنشر ثقافة‬
‫النموذج التنموي الجديد بشكل أفضل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫• المدرسة‪ :‬يجب السعي‪ ،‬من خالل المدرسة‪ ،‬إلى ضمان استيعاب األطفال والشباب لمبادئ النموذج‬
‫التنموي الجديد‪ ،‬السيما منها قيمة العمل وروح المبادرة والحس النقدي واإلبداع واالبتكار وقيم‬
‫المواطنة واالنفتاح والحقوق‪...‬‬

‫• القانون‪ :‬يعتمد إحداث التغيير على التطبيق الصارم للقانون لضمان الولوج إلى الحقوق ووفاء جميع‬
‫الفاعلين بالتزاماتهم تجاه المجتمع‪ .‬فاإلعمال الفعلي للقوانين يشكل حصنا منيعا ضد الفساد‬
‫والمحسوبية والزبونية والغش والتعسف واالمتيازات غير العادلة وانتشار ممارسات الريع‪.‬‬

‫• وسائل اإلعالم‪ :‬أصبح دورها يشمل بشكل متزايد إذكاء وعي جميع فئات المواطنين من خالل‬
‫ترسيخ مبادئ النموذج الجديد والسلوكيات التي يتطلبها‪ ،‬وإبراز المنجزات وهي تتحقق‪ ،‬والحرص‬
‫على الرد على «األخبار الزائفة»‪ ،‬وخطابات تسفيه الجهود‪ ،‬والعدمية والترويج لحتمية الفشل‪ ،‬ومن‬
‫خالل تنظيم منتديات للنقاش العمومي حول القضايا التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين‬
‫والمواطنات‪.‬‬
‫‪114‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫إننا نسعى من خالل تعبئة الدولة وفعاليات الوساطة والمجتمع المدني والمدرسة ووسائل اإلعالم‪ ،‬إلى‬
‫توحيد صفوف المغاربة وتعبئتهم‪ ،‬أينما كانوا وأيا كانت أوضاعهم‪ ،‬حول هذا المشروع المجتمعي وتسريع‬
‫مسيرتنا نحو توطيده‪ .‬ثمة مشروع مجتمعي طموح يتطلع إلى االنتقال إلى عتبة جديدة هي اآلن قيد التشكل‬
‫والبناء‪ ،‬ونحن جميعاً‪ ،‬مغربيات ومغاربة‪ ،‬مدعوون لالنخراط في هذا الرهان‪ ،‬وتَ َملُّك ما يحمله من عناصر‬
‫اإلصالح والتغيير‪ ،‬ومن ثم المساهمة في تحقيق طفرة تنموية لبالدنا‪.‬‬
‫المالحق‬
‫‪115‬‬

‫تم اإلنصات‬
‫الملحق رقم ‪ :1‬الئحة المؤسسات والفاعلين الذين َّ‬
‫إليهم‬

‫الملحق رقم ‪ :2‬الئحة أعضاء مجموعة العمل‬

‫الملحق رقم ‪ :3‬الئحة الخبراء الداخليين‬

‫الملحق رقم ‪ :4‬نتائج استشارة المواطنين والمواطنات عبر األنترنت‬


‫حول النموذج التنموي الجديد‬

‫الملحق رقم ‪ :5‬مراجع بيبليوغرافية‬


‫‪116‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪117‬‬

‫الملحق رقم ‪:1‬‬

‫تم اإلنصات إليهم‬


‫الئحة المؤسسات والفاعلين الذين َّ‬
‫‪118‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪119‬‬

‫تم اإلنصات إليهم‬


‫الئحة المؤسسات والفاعلين الذين َّ‬
‫يو ُّد المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي أن يعرب عن خالص شكره لمختلف الفاعلين والهيئات‬
‫والمؤسسات التي شاركت في جلسات اإلنصات التي نظمتها مجموعة العمل المكلفة بإعداد هذا التقرير‪.‬‬
‫كما يود المجلس توجيه شكر خاص لكل من أرسلوا مساهمات كتابية من أجل إغناء مضامين هذا التقرير‪.‬‬

‫لقد كانت أفكارهم ومساهماتهم ومقترحاتهم مفيدة للغاية في إعداد هذا التقرير‪.‬‬

‫َفل َ ُهم جميعا مِ نَّا ك ُّل الشكر والتقدير‪.‬‬

‫تم اإلنصات إليهم‬


‫الفاعلون الذين َّ‬ ‫الهيئة‬

‫إدريس جطو‪ ،‬الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات‬ ‫مؤسسات‬

‫عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬والي بنك المغرب‬ ‫وطنية‬


‫أحمد الحليمي العلمي‪ ،‬المندوب السامي للتخطيط‬

‫محمد بن يحيى‪ ،‬الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة‬


‫)‪Policy Center For The New‬‬ ‫كريم العيناوي‪ ،‬رئيس مركز الدراسات من أجل الجنوب الجديد‬
‫‪( South‬‬

‫والتدبير )‪(CDG invest‬‬ ‫ياسين الحداوي‪ ،‬المدير العام لفرع االستثمار التابع لصندوق اإليداع‬
‫عبد الصمد حاجيبي‪ ،‬رئيس قسم متابعة اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر بالمندوبية‬ ‫إدارات ومؤسسات‬
‫السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر‬
‫عمومية‬
‫عبد اهلل متقي‪ ،‬الكاتب العام للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن‬
‫يوسف السعداني‪ ،‬خبير اقتصادي بصندوق اإليداع والتدبير‬
‫هشام السرغيني‪ ،‬المدير العام لصندوق الضمان المركزي‬
‫طارق السجلماسي‪ ،‬الرئيس المدير العام لمجموعة القرض الفالحي بالمغرب‬

‫عبد اللطيف المودني‪ ،‬األمين العام للمجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‬ ‫هيئات استشارية‬

‫دي ليغليسيا خوان رامون )‪ ،(De Laiglesia Juan Ramón‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪(OCDE‬‬

‫ليلى فرح مقدم‪ ،‬الممثلة المقيمة للبنك اإلفريقي للتنمية بالمغرب‬ ‫منظمات دولية‬
‫)‪(OCDE‬‬ ‫‪ ،(Rielander‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬ ‫ريالندر )‪Jan‬‬ ‫جان‬
‫‪120‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫حكيم عبد المومن‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتسويق السيارات‬
‫)‪(FIMME‬‬ ‫طارق عطري‪ ،‬رئيس فدرالية الصناعات المعدنية والميكانيكية واإللكتروميكانيكية‬
‫)‪(GIMAS‬‬ ‫حميد بنبراهيم األندلسي‪ ،‬رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء‬
‫)‪(FNBTP‬‬ ‫المولودي بنحمان‪ ،‬رئيس الفدرالية الوطنية للبناء واألشغال العمومية‬
‫منظمات مهنية‬
‫)‪(FENAGRI‬‬ ‫محمد فيكرات‪ ،‬رئيس الفدرالية الوطنية للصناعات الغذائية‬
‫رشيد اإلدريسي القيطوني‪ ،‬رئيس الفدرالية الوطنية للطاقة‬
‫لمجموعة » ‪«Soft Group‬‬ ‫محمد القباج‪ ،‬الرئيس المدير العام‬
‫)‪(Stroc Industrie‬‬ ‫نبيل الزيات‪ ،‬الرئيس المدير العام لشركة ستروك للصناعة‬
‫عبد الحميد الصويري‪ ،‬الرئيس السابق لفدرالية الصناعات المعدنية والميكانيكية‬
‫)‪(FIMME‬‬ ‫واإللكتروميكانيكية‬
‫مريم القلعي‪ ،‬القطاع البنكي‬
‫حسن بلخياط‪ ،‬مستشار في المجال االستراتيجي‬
‫سلوى البشير‪ ،‬مستشارة في المجال االستراتيجي‬
‫عمر المغاري‪ ،‬القطاع البنكي‬
‫أسامة الفاسي الفهري‪ ،‬القطاع السياحي‬
‫صفاء فكري‪ ،‬قطاع التجارة والتوزيع‬ ‫فاعلون اقتصاديون‬
‫أمين هزاز‪ ،‬ريادة األعمال‬
‫حبيب حجيج‪ ،‬القطاع البنكي‬
‫ياسين لحلو‪ ،‬ريادة األعمال‬
‫كريم الغريب‪ ،‬القطاع البنكي‬
‫هشام منجور‪ ،‬مستشار في المجال االستراتيجي‬
‫مصطفى ميتاش‪ ،‬خبير استشاري‬
‫رشيد سميدي‪ ،‬قطاع النقل‬
‫‪121‬‬

‫»‪» Connect Institute‬‬ ‫طه بالفريج‪ ،‬رئيس معهد‬


‫واإلدارية )‪(CESEM‬‬ ‫إدريس كسيكس‪ ،‬باحث – مركز الدراسات االجتماعية واالقتصادية‬
‫«المواطنون» )‪Les‬‬ ‫مؤسس لجمعية‬
‫ِّ‬ ‫غيثة لحلو‪ ،‬مديرة المدرسة المركزية بالدار البيضاء‪ ،‬عضو‬
‫‪(Citoyens‬‬

‫)‪(AFEM‬‬ ‫أسماء مورين عزوزي‪ ،‬رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاوالت‬


‫المجتمع المدني‬
‫حكيمة ناجي‪ ،‬عضوة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬ممثلة جمعية السيدة الحرة‬
‫للمواطنة وتكافؤ الفرص‬
‫)‪( Marayana.com‬‬ ‫سناء العاجي‪ ،‬باحثة في علم االجتماع ومديرة نشر موقع «مرايانا»‬
‫عائشة خيناني‪ ،‬أستاذة‪ -‬باحثة بالمعهد الوطني للعمل االجتماعي‬
‫)‪(ONU-femmes‬‬ ‫السعدية سيفي‪ ،‬ممثلة هيئة األمم المتحدة للمرأة‬
‫رياض بن جليلي‪ ،‬باحث اقتصادي‪ ،‬تونس‬
‫إدريس بنهيمة‪ ،‬خبير استشاري‬
‫علي بوعبيد‪ ،‬خبير في مجال الحكامة المؤسساتية‬
‫محمد الشرقاوي‪ ،‬باحث جامعي‬
‫عبد العالي دومو‪ ،‬باحث جامعي‬
‫طارق المالكي‪ ،‬خبير‬
‫العربي الجعايدي‪ ،‬خبير في مجال الحكامة المؤسساتية‬
‫الخبراء‬
‫سمير خلدوني صحراوي‪ ،‬خبير واستشاري‬
‫عبد اللطيف كومات‪ ،‬رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‬
‫نبيل ملين‪ ،‬باحث جامعي‬
‫فوزي مورجي‪ ،‬أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‬
‫أحمد رحو‪ ،‬خبير‬
‫حورية التازي صادق‪ ،‬خبيرة متخصصة في قانون الماء‬
‫التهامي المعروفي‪ ،‬خبير في مناخ االعمال‬
‫‪122‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪123‬‬

‫الملحق رقم ‪:2‬‬

‫الئحة أعضاء مجموعة العمل‬


‫‪124‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪125‬‬

‫الئحة أعضاء مجموعة العمل‬

‫أحمد عبادي‬

‫محمد علوي‬

‫محمد بشير راشدي‬

‫فؤاد بن الصديق‬

‫عبد الحي بسة‬

‫أحمد رضى شامي‬

‫محمد فيكرات‬

‫التهامي الغرفي‬

‫محمد حوراني‬

‫عبد الرحيم كسيري‬

‫كريمة مكيكة‬

‫أمين منير علوي‬

‫حكيمة ناجي‬

‫لحسن أولحاج‬

‫إدريس أوعويشة‬
‫‪126‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪127‬‬

‫الملحق رقم‪:3‬‬

‫الئحة الخبراء الداخليين‬


‫‪128‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪129‬‬

‫الئحة الخبراء الداخليين‬

‫حسن أكوزول‬

‫هشام العلوي‬

‫عمر ابن عيدة‬

‫يونس ابن عكي‬

‫محمد الخمليشي‬

‫هاجر غالب‬

‫علي اݣديرة‬

‫هاشم األيوبي‬

‫نسمة الجرندي‬

‫إبراهيم لساوي‬

‫سهير لمراحي‬

‫رياض مزور‬

‫كريم المقري‬

‫مالك ناصح‬

‫يوسف ستان‬

‫نادية السبتي‬
‫‪130‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪131‬‬

‫الملحق رقم ‪:4‬‬

‫نتائج استشارة المواطنين والمواطنات عبر األنترنت‬


‫حول النموذج التنموي الجديد‬
‫‪132‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪133‬‬

‫نتائج استشارة المواطنين والمواطنات عبر األنترنت حول النموذج التنموي الجديد‬

‫‪ .1‬منهجية العمل‬

‫تستند نتائج استشارة المواطنين والمواطنات على اإلجابات التي قدمها رواد األنترنت الذين بادروا إلى‬
‫ملء االستمارة التي وضعها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي على شبكة األنترنت حول النموذج‬
‫التنموي الجديد‪.‬‬

‫إن منهجية العمل المعتمدة في هذه االستشارة ليست غايتها تقديم عينة تمثل جميع المواطنين‪ ،‬بل إن‬
‫النتائج المستقاة ما هي إال تعبير عن رأي من تفضلوا بإبداء رأيهم حول مختلف المواضيع التي تناولتها‬
‫االستمارة‪.‬‬

‫َفل َ ُهم جميعا مِ نَّا ك ُّل الشكر والتقدير‬

‫ونورد في ما يلي نتائج هذه االستشارة‪.‬‬

‫‪ .2‬المشاركون والفئات العمرية‬

‫ت َّم ملء االستمارة من قبل ‪ 5818‬شخصاً‪ .‬وكانت مشاركة الذكور في هذه االستشارة (‪ )72.24٪‬أكبر من‬
‫مشاركة اإلناث (‪.)27.76٪‬‬

‫تتراوح أعمار المشاركين في هذه االستشارة بين ‪ 19‬و‪ 81‬سنة‪ .‬وقد ُس ِّجلت أكبر نسبة للمشاركة في هذه‬
‫االستشارة لدى الفئة العمرية بين ‪ 34‬و‪ 61‬سنة‪ ،‬مع تسجيل أكبر عدد من المشاركات في صفوف البالغين‬
‫‪ 53‬سنة (‪ 169‬إجابة)‪.‬‬

‫‪ .3‬بلد اإلقامة‬

‫جاءت ‪ 5260‬من اإلجابات التي تم التوصل بها (‪ ،)٪ 90.4‬من المغرب‪ .‬كما وردت اإلجابات أيضاً من بلدان‬
‫أخرى‪ ،‬ال سيما فرنسا وبلجيكا وكندا والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫مستقبال؟‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬ما هي المؤهالت الرئيسية التي يمكن للمغرب االعتماد عليها‬

‫وفقاً إلجابات المشاركين‪ ،‬يمثل الرأسمال البشري المقوم الرئيسي الذي يمكن للمغرب االعتماد عليه‬
‫ال (‪ ،)35.87٪‬يليه تموقعه بين البحر األبيض المتوسط والمحيط األطلسي (‪ ،)15.77٪‬ثم عامل‬‫مستقب ً‬
‫االستقرار ( ‪.)12.98٪‬‬
‫‪134‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫أما التراث التاريخي‪ ،‬والثقافة والتقاليد‪ ،‬والنسيج االقتصادي‪ ،‬والتماسك االجتماعي‪ ،‬فتمثل نسباً منخفضة‬
‫نسبياً في اختيارات المشاركين‪ ،‬حيث شكلت على التوالي ‪ ٪ 0.85‬و ‪ ٪ 1.97‬و ‪ ٪ 2.4‬و‪ .5.1٪‬وفي ضوء‬
‫هذه النتائج‪ ،‬فإن هذه العناصر ال تشكل‪ ،‬في نظر اإلناث والذكور على حد سواء‪ ،‬مؤهالت يمكن للمغرب‬
‫االعتماد عليها مستقب ً‬
‫ال‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬المؤهالت الرئيسية حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :1‬المؤهالت الرئيسية حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬


‫‪9,12%‬‬ ‫‪8,31%‬‬ ‫‪11,22%‬‬ ‫العمق اإلفريقي‬
‫‪35,87%‬‬ ‫‪39,24%‬‬ ‫‪27,08%‬‬ ‫الرأسمال البشري‬
‫التماسك‬
‫‪5,10%‬‬ ‫‪5,16%‬‬ ‫‪4,95%‬‬
‫االجتماعي‬
‫‪1,97%‬‬ ‫‪1,64%‬‬ ‫‪2,82%‬‬ ‫الثقافة والتقاليد‬
‫‪0,85%‬‬ ‫‪0,70%‬‬ ‫‪1,25%‬‬ ‫التراث التاريخي‬
‫التموقع بين البحر‬
‫‪15,77%‬‬ ‫‪14,36%‬‬ ‫‪19,44%‬‬ ‫األبيض المتوسط‬
‫والمحيط األطلسي‬
‫القرب الجغرافي‬
‫‪10,74%‬‬ ‫‪11,20%‬‬ ‫‪9,53%‬‬
‫من أوروبا‬
‫‪5,20%‬‬ ‫‪5,25%‬‬ ‫‪5,08%‬‬ ‫الموارد الطبيعية‬
‫‪12,98%‬‬ ‫‪11,97%‬‬ ‫‪15,61%‬‬ ‫االستقرار‬
‫‪2,40%‬‬ ‫‪2,17%‬‬ ‫‪3,01%‬‬ ‫النسيج االقتصادي‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫وال يظهر تحليل األجوبة حسب الجهات تباينا في تقييم المشاركين‪.‬‬


‫الشكل رقم ‪ :2‬المؤهالت الرئيسية حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :2‬المؤهالت الرئيسية حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪6,28%‬‬ ‫‪7,78%‬‬ ‫‪11,42%‬‬ ‫العمق اإلفريقي‬
‫‪42,65%‬‬ ‫‪38,49%‬‬ ‫‪30,93%‬‬ ‫الرأسمال البشري‬
‫‪5,53%‬‬ ‫‪5,66%‬‬ ‫‪4,47%‬‬ ‫التماسك االجتماعي‬
‫‪1,62%‬‬ ‫‪1,74%‬‬ ‫‪1,89%‬‬ ‫الثقافة والتقاليد‬
‫‪0,94%‬‬ ‫‪1,03%‬‬ ‫‪0,47%‬‬ ‫التراث التاريخي‬
‫التموقع بين البحر األبيض‬
‫‪10,73%‬‬ ‫‪14,70%‬‬ ‫‪18,88%‬‬
‫المتوسط والمحيط األطلسي‬
‫‪8,57%‬‬ ‫‪10,62%‬‬ ‫‪11,89%‬‬ ‫القرب الجغرافي من أوروبا‬
‫‪7,42%‬‬ ‫‪5,39%‬‬ ‫‪3,68%‬‬ ‫الموارد الطبيعية‬
‫‪13,16%‬‬ ‫‪12,47%‬‬ ‫‪14,31%‬‬ ‫االستقرار‬
‫‪3,10%‬‬ ‫‪2,12%‬‬ ‫‪2,05%‬‬ ‫النسيج االقتصادي‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬
‫‪135‬‬

‫‪ .5‬ما هو في نظركم أهم إنجاز حققه المغرب خالل العقدين األخيرين؟‬

‫وف ًقا لنتائج االستشارة‪ ،‬يتبين بشكل واضح أن البنيات التحتية تع ُّد أهم إنجاز حققه المغرب في نظر اإلناث‬
‫والذكور على حد سواء (‪ 62.1٪‬في المجموع)‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬حظيت منجزات أخرى بتقييم إيجابي أعلى من قبل اإلناث‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫«لإلشعاع الدولي» أو «النمو االقتصادي»‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :3‬أهم اإلنجازات حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :3‬أهم اإلنجازات حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬


‫‪12,20%‬‬ ‫‪10,84%‬‬ ‫‪15,74%‬‬ ‫النمو االقتصادي‬
‫‪1,64%‬‬ ‫‪1,25%‬‬ ‫‪2,63%‬‬ ‫التنمية الثقافية‬
‫‪0,52%‬‬ ‫‪0,53%‬‬ ‫‪0,50%‬‬ ‫التعليم‬
‫‪6,72%‬‬ ‫‪6,53%‬‬ ‫‪7,21%‬‬ ‫المساواة بين النساء‬
‫والرجال‬
‫‪62,10%‬‬ ‫‪66,37%‬‬ ‫‪50,97%‬‬ ‫البنيات التحتية‬
‫‪0,31%‬‬ ‫‪0,31%‬‬ ‫‪0,31%‬‬ ‫العدل‬
‫‪2,40%‬‬ ‫‪2,31%‬‬ ‫‪2,63%‬‬ ‫محاربة الفقر‬
‫‪1,06%‬‬ ‫‪0,79%‬‬ ‫‪1,76%‬‬ ‫الحماية االجتماعية‬
‫‪12,88%‬‬ ‫‪10,89%‬‬ ‫‪18,06%‬‬ ‫اإلشعاع الدولي‬
‫‪0,17%‬‬ ‫‪0,17%‬‬ ‫‪0,19%‬‬ ‫الصحة‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫شمل تحليل النتائج حسب الجهات تشكيل ثالث مجموعات فرعية‪ :38‬جهة الدار البيضاء‪-‬سطات ‪ ،‬وجهة‬
‫الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‪ ،‬ثم جهات أخرى‪ .‬وتشكل جهتا الدار البيضاء‪-‬سطات والرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬
‫لوحدهما ‪ 73.1٪‬من اإلجابات الواردة‪ .‬وقد تم تجميع الجهات العشر األخرى في مجموعة واحدة بالنظر‬
‫إلى ضعف نسبة مشاركتها في االستشارة‪.‬‬

‫ويشير تحليل نتائج االستشارة إلى أن هذه النتائج جاءت متشابهة على صعيد الجهات‪.‬‬

‫ويعتبر العدل والصحة والتعليم العناصر األقل ورودا في اإلجابات على مستوى المجموعات الفرعية الثالث‬
‫للجهات‪.‬‬

‫‪ - 38‬تم اعتماد قاعدة المقارنة بين النتائج المسجلة في الجهات‬


‫‪136‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشكل رقم ‪ :4‬أهم اإلنجازات حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :4‬أهم اإلنجازات حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫اإلنجاز‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪12,55%‬‬ ‫‪9,42%‬‬ ‫‪11,63%‬‬ ‫النمو االقتصادي‬
‫‪2,43%‬‬ ‫‪1,36%‬‬ ‫‪1,26%‬‬ ‫التنمية الثقافية‬
‫‪0,61%‬‬ ‫‪0,44%‬‬ ‫‪0,42%‬‬ ‫التعليم‬
‫المساواة بين النساء‬
‫‪9,18%‬‬ ‫‪6,26%‬‬ ‫‪5,21%‬‬
‫والرجال‬
‫‪54,72%‬‬ ‫‪68,48%‬‬ ‫‪65,02%‬‬ ‫البنيات التحتية‬
‫‪0,40%‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫‪0,16%‬‬ ‫العدل‬
‫‪2,77%‬‬ ‫‪2,40%‬‬ ‫‪2,31%‬‬ ‫محاربة الفقر‬
‫‪1,48%‬‬ ‫‪0,87%‬‬ ‫‪1,10%‬‬ ‫الحماية االجتماعية‬
‫‪15,79%‬‬ ‫‪10,23%‬‬ ‫‪12,73%‬‬ ‫اإلشعاع الدولي‬
‫‪0,07%‬‬ ‫‪0,22%‬‬ ‫‪0,16%‬‬ ‫الصحة‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ .‬من وجهة نظركم‪ ،‬ما هو المرفق العمومي األكثر فعالية اليوم؟‬

‫تم اختيار األمن الوطني بنسبة ‪ ٪ 43.77‬المرفق العمومي األكثر فعالية بفارق كبير عن بقية الخيارات‬
‫المقترحة على المشاركين في االستشارة‪ .‬ثم جاءت بعد ذلك الجبايات (‪ )٪ 20.73‬فالبنيات التحتية‬
‫(‪.)٪ 15.87‬‬

‫ومن بين المرافق الثالث التي جاءت في المقدمة حسب تقييم المشاركين‪ ،‬حظيت نجاعة البنيات التحتية‬
‫واألمن الوطني بتقييم أعلى لدى الذكور‪ ،‬بينما حظيت الجبايات بتقييم إيجابي لدى نسبة أكبر من النساء‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :5‬فعالية المرافق العمومية حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :5‬فعالية المرافق العمومية‬
‫حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬


‫المشاركين‬
‫‪7,33%‬‬ ‫‪7,43%‬‬ ‫‪7,08%‬‬ ‫الجمارك‬
‫‪2,39%‬‬ ‫‪2,13%‬‬ ‫‪3,07%‬‬ ‫التربية‪ /‬التعليم‬
‫‪20,73%‬‬ ‫‪19,49%‬‬ ‫‪23,95%‬‬ ‫الجبايات‬
‫‪15,87%‬‬ ‫‪17,55%‬‬ ‫‪11,54%‬‬ ‫البنيات التحتية‬
‫‪0,68%‬‬ ‫‪0,68%‬‬ ‫‪0,69%‬‬ ‫العدل‬
‫‪3,11%‬‬ ‫‪2,42%‬‬ ‫‪4,89%‬‬ ‫السكن‬
‫‪0,33%‬‬ ‫‪0,24%‬‬ ‫‪0,56%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪43,77%‬‬ ‫‪44,52%‬‬ ‫‪41,82%‬‬ ‫األمن الوطني‬
‫‪5,78%‬‬ ‫‪5,54%‬‬ ‫‪6,39%‬‬ ‫المرافق الترابية‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬
‫‪137‬‬

‫على صعيد الجهات‪ ،‬جاءت النتائج منسجمة على العموم مع النتائج المسجلة على المستوى الوطني‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫فقد كان األمن الوطني في نظر المشاركين أكثر المرافق العمومية فعالية على مستوى المجموعات األربع‪.‬‬

‫وقد ُسجلت أوجه اختالف نسبية في مجال البنيات التحتية‪ ،‬حيث سجلت جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬
‫أعلى نسبة بـ ‪ ،٪ 17.50‬بينما بلغت هذه النسبة في جهات الجنوب ‪ ،٪ 9.8‬وهي أدنى نسبة بين جميع‬
‫المجموعات‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :6‬فعالية المرافق العمومية حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :6‬فعالية المرافق العمومية حسب الجهات‬

‫‪39‬‬ ‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫أقاليم الجنوب‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪6,47%‬‬ ‫‪1,96%‬‬ ‫‪6,68%‬‬ ‫‪7,78%‬‬ ‫الجمارك‬
‫التربية‪/‬‬
‫‪1,31%‬‬ ‫‪1,96%‬‬ ‫‪0,44%‬‬ ‫‪0,21%‬‬
‫التعليم‬
‫‪20,35%‬‬ ‫‪25,49%‬‬ ‫‪21,70%‬‬ ‫‪23,55%‬‬ ‫الجبايات‬
‫البنيات‬
‫‪14,75%‬‬ ‫‪9,80%‬‬ ‫‪17,50%‬‬ ‫‪15,98%‬‬
‫التحتية‬
‫‪1,89%‬‬ ‫‪1,96%‬‬ ‫‪0,39%‬‬ ‫‪0,27%‬‬ ‫العدل‬
‫‪3,42%‬‬ ‫‪3,92%‬‬ ‫‪2,21%‬‬ ‫‪3,30%‬‬ ‫السكن‬
‫‪0,65%‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0,17%‬‬ ‫‪0,27%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪44,04%‬‬ ‫‪45,10%‬‬ ‫‪45,83%‬‬ ‫‪42,83%‬‬ ‫األمن الوطني‬
‫المرافق‬
‫‪7,12%‬‬ ‫‪9,80%‬‬ ‫‪5,08%‬‬ ‫‪5,81%‬‬
‫الترابية‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ .‬ما هو المرفق العمومي األقل فعالية حسب رأيكم؟‬

‫جاءت اإلجابات على هذا السؤال منسجمة بشكل منطقي مع إجابات السؤال السابق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه‬
‫اإلجابات تتيح التمييز بشكل أفضل بين النتائج المتعلقة بالمرافق األقل فعالية من منظور المشاركين ‪.‬‬

‫وفي ضوء نتائج االستشارة‪ ،‬تعتبر المرافق العمومية المتعلقة بالتعليم والصحة والعدالة‪ ،‬األقل فعالية‪،‬‬
‫مسجلة على التوالي ‪ ٪ 58.56‬و‪ ٪ 22.53‬و‪.٪ 10.97‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى ارتفاع نسبة اإلناث الالئي اعتبرن مرف َق ْي التعليم والصحية أقل‬
‫المرافق العمومية فعالية‪ .‬أما مرفق العدالة‪ ،‬فقد جاء كأقل المرافق فعالية في رأي عدد أكبر من الذكور‬
‫(ضعف عدد اإلناث تقريباً)‪.‬‬

‫‪ - 39‬العيون‪ -‬الساقية الحمراء‪ ،‬الداخلة‪ -‬وادي الذهب‪ ،‬كلميم‪ -‬واد نون‪.‬‬


‫‪138‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشكل رقم ‪ :7‬المرافق العمومية األقل فعالية حسب الفئة (إناث‪/‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :7‬المرافق العمومية األقل فعالية حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬
‫ذكور)‬
‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬
‫‪58,56%‬‬ ‫‪57,75%‬‬ ‫‪60,64%‬‬ ‫التربية‪ /‬التعليم‬
‫‪22,53%‬‬ ‫‪21,38%‬‬ ‫‪25,49%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪10,97%‬‬ ‫‪12,85%‬‬ ‫‪6,09%‬‬ ‫العدل‬
‫‪2,10%‬‬ ‫‪2,14%‬‬ ‫‪2,01%‬‬ ‫المرافق الترابية‬
‫‪1,86%‬‬ ‫‪2,02%‬‬ ‫‪1,44%‬‬ ‫الجبايات‬
‫‪1,44%‬‬ ‫‪1,51%‬‬ ‫‪1,26%‬‬ ‫األمن الوطني‬
‫‪1,02%‬‬ ‫‪0,92%‬‬ ‫‪1,26%‬‬ ‫السكن‬
‫‪0,88%‬‬ ‫‪0,85%‬‬ ‫‪0,94%‬‬ ‫البنيات التحتية‬
‫‪0,67%‬‬ ‫‪0,58%‬‬ ‫‪0,88%‬‬ ‫الجمارك‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫مجالي التعليم والصحة حسب الجهات‪ .‬فبنسبة ‪ ،٪ 44.44‬جاء القطاع‬


‫ْ‬ ‫يالحظ اختالف في التقييم في‬
‫الصحي كأقل الخدمات العمومية فعالية في جهات الجنوب‪ ،‬بينما بلغت هذه النسبة في جهتي الدار‬
‫البيضاء‪-‬سطات والرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة على التوالي ‪ ٪ 18.61‬و‪.٪ 23.01‬‬

‫أما مجال التربية والتعليم‪ ،‬فقد اعتُبر المرفق العمومي األقل فعالية في جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‬
‫(‪ )63.04٪‬وفي جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (‪ ،)58.74٪‬مقابل ‪ ٪ 37.04‬في األقاليم الجنوبية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :8‬المرافق العمومية األقل فعالية حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :8‬المرافق العمومية األقل فعالية حسب الجهات‬

‫األقاليم‬ ‫الرباط – سال‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫‪1‬‬ ‫المرفق العمومي‬
‫الجنوبية‬ ‫‪ -‬القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪0,82%‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0,49%‬‬ ‫‪0,53%‬‬ ‫الجمارك‬
‫‪42,25%‬‬ ‫‪37,04%‬‬ ‫‪58,74%‬‬ ‫‪63,04%‬‬ ‫التربية‪ /‬التعليم‬
‫‪1,75%‬‬ ‫‪1,85%‬‬ ‫‪1,81%‬‬ ‫‪1,69%‬‬ ‫الجبايات‬
‫‪1,15%‬‬ ‫‪1,85%‬‬ ‫‪0,49%‬‬ ‫‪0,69%‬‬ ‫البنيات التحتية‬
‫‪8,27%‬‬ ‫‪3,70%‬‬ ‫‪10,79%‬‬ ‫‪11,74%‬‬ ‫العدل‬
‫‪0,82%‬‬ ‫‪5,56%‬‬ ‫‪1,15%‬‬ ‫‪0,63%‬‬ ‫السكن‬
‫‪19,23%‬‬ ‫‪44,44%‬‬ ‫‪23,01%‬‬ ‫‪18,61%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪1,86%‬‬ ‫‪1,85%‬‬ ‫‪1,04%‬‬ ‫‪1,11%‬‬ ‫األمن الوطني‬
‫‪1,37%‬‬ ‫‪3,70%‬‬ ‫‪2,47%‬‬ ‫‪1,96%‬‬ ‫المرافق الترابية‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ - 1‬العيون‪ -‬الساقية الحمراء‪ ،‬الداخلة‪ -‬وادي الذهب‪ ،‬كلميم‪ -‬واد نون‪.‬‬


‫‪139‬‬

‫‪ .‬بخصوص الفوارق‪ ،‬أين تتجلى مظاهرها بطريقة أكثر حدة؟‬

‫جاء مجال التربية والتعليم بنسبة ‪ ٪ 25.98‬كأكثر المجاالت تجسيداً للفوارق حسب نتائج االستشارة‪ ،‬يليه‬
‫الدخل (‪ ،)٪ 23.44‬فالفوارق المجالية (‪.)٪ 15.42‬‬

‫واعتُبر الولوج إلى الماء أقل المجاالت التي وردت في إجابات المشاركين‪ .‬ويمكن أن يُعزى ذلك إلى‬
‫االستثمارات الضخمة التي تم رصدها من أجل تحسين التزود بالموارد المائية‪ .‬كما كانت قضايا النوع‬
‫االجتماعي والتشغيل من بين العوامل األقل وروداً في اإلجابات (انظر الجدول أدناه)‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تُظهر نتائج االستشارة وجود أوجه اختالف في التقييم بين اإلناث والذكور‪ ،‬حيث جاءت‬
‫الفوارق المجالية والفوارق المرتبطة بالنوع االجتماعي بنسب أعلى في صفوف اإلناث‪ ،‬بينما جاءت الفوارق‬
‫على مستوى الدخل بنسب أعلى لدى الذكور‪.‬‬

‫سجل اختالف على مستوى المرتبة الرابعة؛ حيث‬‫وبخصوص ترتيب المجاالت التي تتجسد فيها الفوارق‪ ،‬يُ َّ‬
‫تمنحها اإلناث للقطاع الصحي (‪ ،)14.29٪‬بينما يمنحها الذكور لقطاع العدل (‪.)12.53٪‬‬

‫الجدول رقم ‪ :9‬المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق بطريقة أكثر حدة حسب الفئة الشكل رقم ‪ :9‬المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق بطريقة أكثر حدة حسب‬
‫الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫(إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫االختيار‬


‫‪25,98%‬‬ ‫‪25,99%‬‬ ‫‪25,96%‬‬ ‫التربية‬
‫‪23,44%‬‬ ‫‪25,01%‬‬ ‫‪19,37%‬‬ ‫الدخل‬
‫‪15,42%‬‬ ‫‪14,55%‬‬ ‫‪17,68%‬‬ ‫حضري‪ /‬قروي‬
‫‪11,26%‬‬ ‫‪12,53%‬‬ ‫‪7,96%‬‬ ‫العدل‬
‫‪12,11%‬‬ ‫‪11,27%‬‬ ‫‪14,29%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪7,21%‬‬ ‫‪7,47%‬‬ ‫‪6,52%‬‬ ‫التشغيل‬
‫‪3,06%‬‬ ‫‪1,71%‬‬ ‫المساواة بين النساء ‪6,58%‬‬
‫والرجال‬
‫‪1,51%‬‬ ‫‪1,47%‬‬ ‫‪1,63%‬‬ ‫الولوج إلى الماء‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫يختلف توزيع المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق بطريقة أكثر حدة باختالف الجهات‪:‬‬

‫اعتبر المشاركون في االستشارة مجال التربية أكثر المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق‪ ،‬على مستوى جهة‬
‫الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ 23.03٪( ،32.67٪‬بالنسبة لجهة الرباط ‪ -‬سال‪-‬القنيطرة و ‪19.50٪‬‬
‫بالنسبة للجهات األخرى)؛‬
‫‪140‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫اعتبر ‪ 26.89٪‬من المشاركين في جهة الرباط ‪ -‬سال‪-‬القنيطرة أن هذه الفوارق تتجلى بشكل أكبر على‬
‫مستوى الدخل (‪ 20.62٪‬بالنسبة لجهة الدار البيضاء‪-‬سطات و‪ 26.18‬بالنسبة للجهات األخرى)‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :10‬المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق بطريقة أكثر حدة‬ ‫الجدول رقم ‪ :10‬المجاالت التي تتجلى فيها الفوارق بطريقة أكثر حدة حسب الجهات‬
‫حسب الجهات‬
‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء ‪-‬‬
‫جهات أخرى‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪2,02%‬‬ ‫‪1,20%‬‬ ‫‪1,16%‬‬ ‫الولوج إلى الماء‬
‫‪19,50%‬‬ ‫‪23,03%‬‬ ‫‪32,67%‬‬ ‫التربية‬
‫‪10,73%‬‬ ‫‪6,59%‬‬ ‫‪5,21%‬‬ ‫التشغيل‬
‫المساواة بين‬
‫‪3,17%‬‬ ‫‪2,67%‬‬ ‫‪2,63%‬‬
‫النساء والرجال‬
‫‪11,94%‬‬ ‫‪9,53%‬‬ ‫‪11,89%‬‬ ‫العدل‬
‫‪26,18%‬‬ ‫‪26,89%‬‬ ‫‪20,62%‬‬ ‫الدخل‬
‫‪11,20%‬‬ ‫‪11,54%‬‬ ‫‪12,68%‬‬ ‫الصحة‬
‫‪15,25%‬‬ ‫‪18,56%‬‬ ‫‪13,15%‬‬ ‫حضري‪ /‬قروي‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫‪ .‬ما هو‪ ،‬في رأيكم‪ ،‬العامل الرئيسي في إقصاء النساء من سوق الشغل‬
‫حاليا؟‬

‫اعتبر المشاركون في االستشارة العامل الثقافي‪ ،‬متبوعاً بقلة فرص الشغل‪ ،‬العوامل الرئيسية في إقصاء‬
‫النساء من سوق الشغل‪.‬‬

‫بالمقابل‪ ،‬لم ترد قلة األمن‪ ،‬ونقص دور الحضانة‪ ،‬والتحرش‪ ،‬سوى في إجابات قليلة باعتبارها عوامل في‬
‫اإلقصاء‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أيضاً إلى ارتفاع نسبة األشخاص الذين يعتبرون أنه ليس هناك أي عامل في إقصاء‬
‫النساء من سوق الشغل (‪.)16.52٪‬‬

‫وال يُظهر تحليل النتائج حسب الجنس أوجه اختالف بين إجابات اإلناث والذكور‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫الشكل رقم ‪ :11‬العوامل الرئيسية في إقصاء النساء من سوق الشغل حسب‬ ‫الجدول رقم ‪ :11‬العوامل الرئيسية في إقصاء النساء من سوق الشغل حسب الفئة‬
‫الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫(إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع‬
‫الرجال‬ ‫اإلناث‬ ‫االختيار‬
‫المشاركين‬
‫ليس هناك أي عامل‬
‫‪16,52%‬‬ ‫‪17,75%‬‬ ‫‪13,29%‬‬ ‫في إقصاء النساء من‬
‫سوق الشغل‬
‫‪9,10%‬‬ ‫‪7,47%‬‬ ‫‪13,35%‬‬ ‫أعباء العمل المنزلي‬
‫‪34,88%‬‬ ‫‪34,64%‬‬ ‫‪35,49%‬‬ ‫العامل الثقافي‬
‫‪5,15%‬‬ ‫‪4,89%‬‬ ‫‪5,83%‬‬ ‫التحرش‬
‫‪27,31%‬‬ ‫‪29,03%‬‬ ‫‪22,82%‬‬ ‫قلة فرص الشغل‬
‫‪4,23%‬‬ ‫‪4,05%‬‬ ‫‪4,70%‬‬ ‫قلة األمن‬
‫‪2,82%‬‬ ‫‪2,17%‬‬ ‫‪4,51%‬‬ ‫نقص دور الحضانة‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫وعلى صعيد الجهات‪ ،‬جاءت النتائج منسجمة مع المستوى الوطني‪ ،‬مع تسجيل اختالف طفيف على مستوى‬
‫جهة الدار البيضاء‪-‬سطات‪ ،‬حيث اعتبر المشاركون أن قلة فرص الشغل ليست من العوامل الرئيسية في‬
‫إقصاء النساء من سوق الشغل‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :12‬العوامل الرئيسية في إقصاء النساء من سوق الشغل‬ ‫الجدول رقم ‪ :12‬العوامل الرئيسية في إقصاء النساء من سوق الشغل حسب الجهات‬
‫حسب الجهات‬
‫جهات أخرى‬ ‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء ‪-‬‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪16,85%‬‬ ‫‪17,09%‬‬ ‫‪16,25%‬‬ ‫ليس هناك أي عامل في‬
‫إقصاء النساء من سوق‬
‫الشغل‬
‫‪9,21%‬‬ ‫‪9,64%‬‬ ‫‪8,94%‬‬ ‫أعباء العمل المنزلي‬
‫‪33,52%‬‬ ‫‪33,32%‬‬ ‫‪38,03%‬‬ ‫العامل الثقافي‬
‫‪5,24%‬‬ ‫‪3,97%‬‬ ‫‪5,05%‬‬ ‫التحرش‬
‫‪28,35%‬‬ ‫‪29,61%‬‬ ‫‪22,78%‬‬ ‫قلة فرص الشغل‬
‫‪4,29%‬‬ ‫‪3,43%‬‬ ‫‪4,89%‬‬ ‫قلة األمن‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ .1‬ما هي وجهة نظركم بخصوص وضعية المنافسة داخل األسواق؟‬

‫يرى غالبية المشاركين (‪ )52.18٪‬أن ثمة اتفاقات بين الفاعلين على حساب المواطن‪ ،‬بينما تعتبر أقلية من‬
‫المشاركين (‪ )5.17٪‬أن المنافسة موثوق بها إلى حد ما‪ .‬ويمكن أن تكون هذه النتيجة مؤشرا على انعدام‬
‫ثقة المستهلك في وضعية المنافسة داخل السوق‪.‬‬
‫‪142‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشكل رقم ‪ :13‬وضعية المنافسة حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :13‬وضعية المنافسة حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫مجموع الجهات‬ ‫جهات أخرى‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪42,64%‬‬ ‫‪42,85%‬‬ ‫‪44,04%‬‬ ‫‪41,14%‬‬ ‫ال توجد منافسة كافية‬
‫المنافسة موثوق بها‬
‫‪5,17%‬‬ ‫‪5,94%‬‬ ‫‪3,27%‬‬ ‫‪6,42%‬‬
‫إلى حد ما‬
‫ثمة اتفاقات بين‬
‫‪52,18%‬‬ ‫‪51,21%‬‬ ‫‪52,69%‬‬ ‫‪52,45%‬‬ ‫الفاعلين االقتصاديين‬
‫على حساب المواطن‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ .11‬يخضع الولوج إلى بعض القطاعات لتراخيص تمنحها اإلدارة؛ ما رأيكم‬


‫في هذه الممارسة؟‬

‫يرى غالبية المشاركين (‪ )61.18٪‬أنه ليس هناك ما يبرر خضوع الولوج إلى بعض القطاعات لتراخيص‬
‫تمنحها اإلدارة‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :14‬إخضاع الولوج إلى بعض القطاعات إلى الترخيص‪ /‬حسب الفئة‬ ‫الجدول رقم ‪ :14‬إخضاع الولوج إلى بعض القطاعات إلى الترخيص‪ /‬حسب الفئة‬
‫(إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫(إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬


‫‪( 1‬ال مبرر له على‬
‫‪29,10%‬‬ ‫‪31,18%‬‬ ‫‪23,71%‬‬
‫اإلطالق)‬
‫‪32,08%‬‬ ‫‪32,72%‬‬ ‫‪30,43%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪22,62%‬‬ ‫‪20,08%‬‬ ‫‪29,23%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11,12%‬‬ ‫‪10,74%‬‬ ‫‪12,11%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5,07%‬‬ ‫‪5,28%‬‬ ‫‪4,52%‬‬ ‫‪( 5‬أمر مبرر تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫كانت هذه النتيجة أكثر وضوحاً لدى الذكور (‪ )63.9٪‬مقارنة باإلناث (‪ .)54.14٪‬فهناك نسبة تناهز ‪30٪‬‬
‫لهم نظرة محايدة على المنافسة‪ ،‬في صفوف اإلناث‪ ،‬مقابل ما يقرب من ‪ ٪ 20‬لدى الذكور‪.‬‬

‫وعلى مستوى الجهات‪ ،‬لم تُسجل اختالفات كبيرة بين المجموعات الثالث بالنسبة لهذه الممارسة‪ ،‬التي‬
‫اعتُبرت غير مبررة إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪143‬‬

‫الشكل رقم ‪ :15‬إخضاع الولوج إلى بعض القطاعات إلى الترخيص‪ /‬حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :15‬إخضاع الولوج إلى بعض القطاعات إلى الترخيص‪ /‬حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪( 1‬ال مبرر له على‬
‫‪30,23%‬‬ ‫‪28,42%‬‬ ‫‪29,62%‬‬
‫اإلطالق)‬
‫‪31,44%‬‬ ‫‪32,28%‬‬ ‫‪32,40%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪21,12%‬‬ ‫‪24,66%‬‬ ‫‪21,41%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11,81%‬‬ ‫‪9,85%‬‬ ‫‪10,99%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5,26%‬‬ ‫‪4,68%‬‬ ‫‪5,42%‬‬ ‫‪( 5‬أمر مبرر تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫‪ .12‬هل تعتقدون أن منح امتيازات ضريبية لفائدة المقاوالت التي تشجع‬


‫فعاال؟‬
‫ً‬ ‫إجراء‬
‫ً‬ ‫تشغيل النساء يعد‬

‫تشير نتائج االستشارة إلى أن منح امتيازات ضريبية للمقاوالت التي تشجع تشغيل النساء يعتبر إجرا ًء غير‬
‫فعال في نظر ‪ 41.03٪‬من المشاركين‪ ،‬بينما يرى ‪ 30.97٪‬منهم أنه إجراء فعال‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نسبة اإلناث الالئي ينظرن إلى هذه االمتيازات الضريبية بشكل إيجابي (‪ 42.79‬في المائة)‬
‫هي أكبر مقارنة بالذكور (‪ 26.43‬في المائة)‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :16‬فعالية االمتيازات الضريبية الممنوحة مقابل تشغيل النساء حسب‬ ‫الجدول رقم ‪ :16‬فعالية االمتيازات الضريبية الممنوحة مقابل تشغيل النساء‬
‫الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬


‫‪( 1‬إجراء غير‬
‫‪19,94%‬‬ ‫‪22,76%‬‬ ‫‪12,61%‬‬
‫فعال)‬
‫‪21,09%‬‬ ‫‪22,92%‬‬ ‫‪16,31%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪28,01%‬‬ ‫‪27,90%‬‬ ‫‪28,29%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪22,01%‬‬ ‫‪19,31%‬‬ ‫‪29,05%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 5‬إجراء جد‬
‫‪8,96%‬‬ ‫‪7,12%‬‬ ‫‪13,74%‬‬
‫فعال)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬
‫‪144‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشكل رقم ‪ :17‬فعالية االمتيازات الضريبية الممنوحة مقابل تشغيل النساء‬ ‫الجدول رقم ‪ :17‬فعالية االمتيازات الضريبية الممنوحة مقابل تشغيل النساء حسب‬
‫حسب الجهات‬ ‫الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪( 1‬إجراء غير‬
‫‪24,39%‬‬ ‫‪19,29%‬‬ ‫‪18,70%‬‬
‫فعال)‬
‫‪22,03%‬‬ ‫‪22,18%‬‬ ‫‪21,18%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26,62%‬‬ ‫‪29,59%‬‬ ‫‪28,24%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪18,72%‬‬ ‫‪20,60%‬‬ ‫‪22,92%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 5‬إجراء جد‬
‫‪8,24%‬‬ ‫‪8,34%‬‬ ‫‪8,96%‬‬
‫فعال)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫‪ .13‬هل تعتقدون أن اإلثراء عن طريق المضاربة في األراضي هو إجراء فعال؟‬

‫اعتبر المشاركون المضاربة في األراضي ممارسة غير مشروعة بنسبة بلغت‪.68.01٪‬‬


‫الشكل رقم ‪ :18‬المضاربة في األراضي حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :18‬المضاربة في األراضي حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬


‫‪44,81%‬‬ ‫‪47,06%‬‬ ‫‪38,96%‬‬ ‫(ممارسة غير‪1‬‬
‫مشروعة البتة)‬
‫‪23,20%‬‬ ‫‪22,80%‬‬ ‫‪24,22%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪19,62%‬‬ ‫‪18,17%‬‬ ‫‪23,40%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪8,16%‬‬ ‫‪7,92%‬‬ ‫‪8,78%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪4,22%‬‬ ‫‪4,05%‬‬ ‫‪4,64%‬‬ ‫(ممارسة مشروعة‪5‬‬
‫تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫ال يظهر التحليل حسب الجنس والجهة اختالفات كبيرة مقارنة مع مجموع العينة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :19‬المضاربة في األراضي حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :19‬المضاربة في األراضي حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪( 1‬ممارسة غير‬
‫‪46,96%‬‬ ‫‪46,54%‬‬ ‫‪42,47%‬‬
‫مشروعة البتة)‬
‫‪22,23%‬‬ ‫‪24,36%‬‬ ‫‪22,50%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪19,32%‬‬ ‫‪17,49%‬‬ ‫‪21,71%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪8,11%‬‬ ‫‪7,41%‬‬ ‫‪8,59%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 5‬ممارسة‬
‫‪3,38%‬‬ ‫‪4,20%‬‬ ‫‪4,74%‬‬
‫مشروعة تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫عبر األنترنت‬
‫‪145‬‬

‫يسير‬
‫ٌ‬ ‫‪ .14‬هل ترون أن االرتقاء في السلَّ م االجتماعي في المغرب هو أمر‬
‫حاليا؟‬

‫اعتبرت غالبية المشاركين في االستشارة أن االرتقاء في السلم االجتماعي في المغرب أمر صعب‬
‫(‪ .)76.28٪‬وال يظهر تحليل النتائج اختالفاً حسب الجنس أو الجهات‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :20‬االرتقاء في السلم االجتماعي حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫السلم االجتماعي حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬
‫الجدول رقم ‪ :20‬االرتقاء في ّ‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬


‫‪( 1‬أمر صعب‬
‫‪35,76%‬‬ ‫‪36,37%‬‬ ‫‪34,19%‬‬
‫للغاية)‬
‫‪40,52%‬‬ ‫‪40,18%‬‬ ‫‪41,41%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪16,75%‬‬ ‫‪16,46%‬‬ ‫‪17,50%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5,12%‬‬ ‫‪5,07%‬‬ ‫‪5,27%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 5‬أمر سهل‬
‫‪1,85%‬‬ ‫‪1,93%‬‬ ‫‪1,63%‬‬
‫للغاية)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫السلم االجتماعي حسب الجهات‬


‫الشكل رقم ‪ :21‬االرتقاء في ّ‬ ‫السلم االجتماعي حسب الجهات‬
‫الجدول رقم ‪ :21‬االرتقاء في ّ‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪( 1‬أمر صعب‬
‫‪36,28%‬‬ ‫‪36,57%‬‬ ‫‪35,62%‬‬
‫للغاية)‬
‫‪38,11%‬‬ ‫‪42,29%‬‬ ‫‪40,20%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪18,38%‬‬ ‫‪15,15%‬‬ ‫‪16,97%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5,07%‬‬ ‫‪4,63%‬‬ ‫‪5,27%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪( 5‬أمر سهل‬
‫‪2,16%‬‬ ‫‪1,36%‬‬ ‫‪1,95%‬‬
‫للغاية)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫‪ .15‬هل تعتقدون أن العمل المقاوالتي في المغرب هو أمر سهل حاليا؟‬

‫اعتبر المشاركون في االستشارة ممارسة العمل المقاوالتي في المغرب أمراً صعباً للغاية (‪ .)60.65٪‬وقد‬
‫كانت نسبة الذين عبروا عن هذا الرأي أكبر لدى الذكور (‪ )61.87٪‬مقارنة باإلناث (‪.)57.46٪‬‬
‫‪146‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫الشكل رقم ‪ :22‬العمل المقاوالتي في المغرب حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :22‬العمل المقاوالتي في المغرب حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬


‫‪18,58%‬‬ ‫‪19,45%‬‬ ‫‪16,31%‬‬ ‫‪( 1‬أمر صعب للغاية)‬
‫‪42,07%‬‬ ‫‪42,42%‬‬ ‫‪41,15%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26,73%‬‬ ‫‪25,72%‬‬ ‫‪29,36%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪10,04%‬‬ ‫‪9,77%‬‬ ‫‪10,73%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2,58%‬‬ ‫‪2,63%‬‬ ‫‪2,45%‬‬ ‫‪( 5‬أمر متاح تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫وتُظهر النتائج هذا التوجه أيضاً على مستوى الجهات‪ ،‬حيث سجلت نسبة ‪ 61.33٪‬في جهة الدار البيضاء‪-‬‬
‫سطات‪ ،‬تليها جهة الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة (‪ )63.05٪‬ثم الجهات األخرى (‪.)58.58٪‬‬

‫الشكل رقم ‪ :23‬العمل المقاوالتي في المغرب حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :23‬العمل المقاوالتي في المغرب حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪( 1‬أمر صعب‬
‫‪20,61%‬‬ ‫‪18,64%‬‬ ‫‪17,49%‬‬
‫للغاية)‬
‫‪37,97%‬‬ ‫‪44,41%‬‬ ‫‪43,84%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪28,31%‬‬ ‫‪26,21%‬‬ ‫‪25,34%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪10,00%‬‬ ‫‪8,88%‬‬ ‫‪10,43%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3,11%‬‬ ‫‪1,85%‬‬ ‫‪2,90%‬‬ ‫‪( 5‬أمر متاح تماما)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫مستقبال؟‬
‫ً‬ ‫‪ .1‬هل سيعود التطور التكنولوجي بالنفع على المغرب‬

‫وف ًقا لنتائج االستشارة‪ ،‬يرى المشاركون أن التطور التكنولوجي سيعود بالنفع على المغرب (‪.)53.12٪‬‬

‫على الرغم من أن النتائج تظهر التوجه ذاته لدى الجنسين‪ ،‬فإن نسبة اإلناث الالئي يعتبرن أن التطور‬
‫التكنولوجي سيعود بالنفع على المغرب هي أكبر نسبيا (‪ )54.65٪‬مقارنة بالذكور (‪.)52.53٪‬‬
‫الشكل رقم ‪ :24‬التطور التكنولوجي في المغرب حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :24‬التطور التكنولوجي في المغرب حسب الفئة (إناث‪ /‬ذكور)‬

‫مجموع‬
‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫المستوى‬
‫المشاركين‬
‫‪6,43%‬‬ ‫‪7,14%‬‬ ‫‪4,58%‬‬ ‫‪( 1‬سلبي جداً)‬
‫‪13,65%‬‬ ‫‪14,67%‬‬ ‫‪10,98%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26,80%‬‬ ‫‪25,65%‬‬ ‫‪29,80%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪33,76%‬‬ ‫‪32,31%‬‬ ‫‪37,52%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪19,36%‬‬ ‫‪20,22%‬‬ ‫‪17,13%‬‬ ‫‪( 5‬إيجابي جداً)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬
‫‪147‬‬

‫الشكل رقم ‪ :25‬التطور التكنولوجي في المغرب حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :25‬التطور التكنولوجي في المغرب حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫المستوى‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫‪6,48%‬‬ ‫‪5,34%‬‬ ‫‪7,22%‬‬ ‫‪( 1‬سلبي جداً)‬
‫‪13,60%‬‬ ‫‪14,55%‬‬ ‫‪13,59%‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26,62%‬‬ ‫‪26,54%‬‬ ‫‪28,45%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪33,71%‬‬ ‫‪34,22%‬‬ ‫‪32,30%‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪19,60%‬‬ ‫‪19,35%‬‬ ‫‪18,44%‬‬ ‫‪( 5‬إيجابي جداً)‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬

‫‪ .1‬هل تعتقدون أن إصالح المدرسة العمومية يمكن أن يحفز الطبقة‬


‫الوسطى على العودة إلى التعليم العمومي ؟‬

‫عبرت األغلبية الساحقة عن تفاؤلها بأن إصالح المدرسة العمومية قد يحفز الطبقة الوسطى على العودة‬
‫إلى التعليم العمومي‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :26‬إصالح المدرسة العمومية حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :26‬إصالح المدرسة العمومية حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور)‬

‫مجموع‬
‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫االختيار‬
‫المشاركين‬
‫‪81,66%‬‬ ‫‪82,46%‬‬ ‫‪79,56%‬‬ ‫نعم‬
‫‪18,34%‬‬ ‫‪17,54%‬‬ ‫‪20,44%‬‬ ‫ال‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫الشكل رقم ‪ :27‬إصالح المدرسة العمومية حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :27‬إصالح المدرسة العمومية حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬
‫جهات أخرى‬ ‫الدار البيضاء‪ -‬سطات‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬
‫‪82,73%‬‬ ‫‪82,09%‬‬ ‫‪81,01%‬‬ ‫نعم‬
‫‪17,27%‬‬ ‫‪17,91%‬‬ ‫‪18,99%‬‬ ‫ال‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬
‫‪148‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪ .1‬هل تعتقدون أن إصالح منظومة الصحة العمومية سيجعلها في نفس‬
‫مستوى القطاع الخاص في يوم من األيام؟‬

‫تظهر النتائج أن التفاؤل الذي أعرب عنه المشاركون بشأن السؤال السابق هو السائد أيضاَ بخصوص قطاع‬
‫الصحة العمومية‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :28‬إصالح قطاع الصحة العمومية حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور)‬ ‫الجدول رقم ‪ :28‬إصالح قطاع الصحة العمومية حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫االختيار‬


‫‪57,26%‬‬ ‫‪58,15%‬‬ ‫‪54,92%‬‬ ‫نعم‬
‫‪42,74%‬‬ ‫‪41,85%‬‬ ‫‪45,08%‬‬ ‫ال‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫الشكل رقم ‪ :29‬إصالح قطاع الصحة حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :29‬إصالح قطاع الصحة حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬
‫جهات أخرى‬ ‫الدار البيضاء‪ -‬سطات‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬
‫‪57,29%‬‬ ‫‪57,32%‬‬ ‫‪57,97%‬‬ ‫نعم‬
‫‪42,71%‬‬ ‫‪42,68%‬‬ ‫‪42,03%‬‬ ‫ال‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫‪ .1‬ما هو في نظركم الهدف األساسي للنموذج التنموي الجديد؟‬

‫وفقاً لنتائج االستشارة‪ ،‬فإن رفاهية المواطنين هي الهدف األساسي الذي ينبغي أن ينشده النموذج التنموي‬
‫الجديد (‪ ،)42.41٪‬يليه تكافؤ الفرص (‪ ،)26.84٪‬ثم الرخاء االقتصادي ( ‪.)15.72٪‬‬

‫وقد كانت النتائج متطابقة على العموم لدى اإلناث والذكور‪.‬‬


‫‪149‬‬

‫الجدول رقم ‪ :30‬الهدف األساسي للنموذج التنموي الجديد حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور) الشكل رقم ‪ :30‬الهدف األساسي للنموذج التنموي الجديد حسب الفئة (إناث‪/‬ذكور)‬

‫مجموع المشاركين‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫االختيار‬


‫‪42,41%‬‬ ‫‪42,42%‬‬ ‫‪42,38%‬‬ ‫رفاهية المواطنين‬
‫‪26,84%‬‬ ‫‪26,26%‬‬ ‫‪28,34%‬‬ ‫تكافؤ الفرص‬
‫‪15,72%‬‬ ‫‪17,08%‬‬ ‫‪12,16%‬‬ ‫الرخاء االقتصادي‬
‫‪11,36%‬‬ ‫‪11,13%‬‬ ‫‪11,97%‬‬ ‫التضامن االجتماعي‬
‫‪2,12%‬‬ ‫‪2,00%‬‬ ‫‪2,45%‬‬ ‫المحافظة على البيئة‬
‫المناصفة بين النساء‬
‫‪1,55%‬‬ ‫‪1,11%‬‬ ‫‪2,70%‬‬
‫والرجال‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر‬


‫األنترنت‬

‫جاءت «رفاهية المواطنين» في مقدمة اختيارات المشاركين في جميع الجهات‪ ،‬غير أنه ُس ِّجل بعض التباين‬
‫على مستوى بعض االختيارات كما هو الشأن بالنسبة لهدف «الرخاء االقتصادي»‪ ،‬حيث سجلت جهة الدار‬
‫البيضاء‪-‬سطات نسبة أعلى مقارنة بالمجموعتين األخريين‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :31‬الهدف األساسي للنموذج التنموي الجديد حسب الجهات‬ ‫الجدول رقم ‪ :31‬الهدف األساسي للنموذج التنموي الجديد حسب الجهات‬

‫الرباط‪ -‬سال‪-‬‬ ‫الدار البيضاء‪-‬‬


‫جهات أخرى‬ ‫االختيار‬
‫القنيطرة‬ ‫سطات‬
‫اإلنصاف بين النساء‬
‫‪1,08%‬‬ ‫‪1,69%‬‬ ‫‪1,63%‬‬
‫والرجال‬
‫‪2,97%‬‬ ‫‪1,74%‬‬ ‫‪1,47%‬‬ ‫المحافظة على البيئة‬
‫‪14,04%‬‬ ‫‪14,04%‬‬ ‫‪18,99%‬‬ ‫الرخاء االقتصادي‬
‫‪11,34%‬‬ ‫‪10,56%‬‬ ‫‪11,05%‬‬ ‫التضامن االجتماعي‬
‫‪43,52%‬‬ ‫‪45,94%‬‬ ‫‪40,14%‬‬ ‫رفاهية المواطنين‬
‫‪27,06%‬‬ ‫‪26,02%‬‬ ‫‪26,72%‬‬ ‫تكافؤ الفرص‬

‫المصدر‪ :‬االستشارة التي أنجزها المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عبر األنترنت‬
‫‪150‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪151‬‬

‫الملحق رقم ‪:5‬‬

‫مراجع بيبليوغرافية‬
‫‪152‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪153‬‬

‫مراجع بيبليوغرافية‬

‫آراء وتقارير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬


‫‪« -‬الثروة اإلجمالية للمغرب ما بين ‪ 1999‬و‪ 2013‬ال ّرأسمال غيْر المادي‪ :‬عامل لخلق الثروة الوطنية‬
‫وتوزيعها المنصف»‪ ،‬دجنبر ‪.2016‬‬

‫‪« -‬النموذج التنموي الجديد لتنمية األقاليم الجنوبية»‪ ،‬أكتوبر‪.2013 ،‬‬

‫‪« -‬من أجل ميثاق اجتماعي جديد «‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،1/2011‬نونبر ‪.2011‬‬

‫‪ « -‬تشغيل الشباب «‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،2/2011‬دجنبر ‪.2011‬‬

‫‪ « -‬إدماج الشباب عن طريق الثقافة «‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،3/2012‬مارس ‪.2012‬‬

‫‪ « -‬االقتصاد األخضر‪ :‬فرص لخلق الثروة ومناصب الشغل «‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،4/2012‬مارس ‪.2012‬‬

‫‪« -‬احترام حقوق وإدماج األشخاص في وضعية إعاقة «‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،5/2012‬يوليوز ‪.2012‬‬

‫‪« -‬الصفقات العمومية‪ ،‬رافعة استراتيجية للتنمية االقتصادية واالجتماعية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪،7/2012‬‬
‫شتنبر ‪.2012‬‬

‫‪« -‬النهوض بالمساواة بين النساء والرجال في الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‬
‫‪ /‬تحقيق المساواة بين النساء والرجال مسؤولية الجميع‪ :‬تصورات وتوصيات معيارية ومؤسساتية»‪،‬‬
‫اإلحالة الذاتية رقم ‪ ،8/2012‬نونبر ‪.2012‬‬

‫‪« -‬مشروع القانون اإلطار رقم ‪ 99.12‬بمثابة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة»‪ ،‬اإلحالة رقم‬
‫‪ ،1/2012‬نونبر‪.2012 ،‬‬

‫‪« -‬حكامة المرافق العمومية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2013 ،1/2013‬‬

‫‪« -‬المعطيات المفتوحة‪ :‬تحرير المعطيات العمومية في خدمة النمو والمعرفة»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم‬
‫‪.2013 ،14/2013‬‬

‫‪« -‬الخدمات الصحية األساسية‪ :‬نحو ولوج منصف ومعمم»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.2013 ،4/2013‬‬

‫‪« -‬مشروع قانون رقم ‪ 109.12‬بمثابة مدونة التعاضد»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.2013 ،6/2013‬‬
‫‪154‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪« -‬أماكن العيش والفعل الثقافي»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.10/2013،2013‬‬

‫‪« -‬تدبير وتنمية الكفاءات البشرية‪ :‬رافعة أساس لنجاح الجهوية المتقدمة»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪،11/2013‬‬
‫‪.2013‬‬

‫مغربي»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2013 ،12/2013‬‬


‫ّ‬ ‫‪« -‬التكوين مدى الحياة‪ ،‬طموح‬

‫‪« -‬مشروع القانون ‪ 13-131‬المتعلّق بمزاولة مهنة ّ‬


‫الطب»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.2014 ،14/2014‬‬

‫والخاص‪ ،‬اإلحالة رقم‬


‫ّ‬ ‫‪« -‬مشروع القانون رقم ‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة بيْن القطاعيْن العام‬
‫‪.9/2014،2014‬‬

‫‪« -‬الحكامة عن طريق التدبير المندمج للموارد المائية في المغرب‪ ،‬رافعة أساسية للتنمية المستدامة»‪،‬‬
‫اإلحالة الذاتية رقم ‪.2014 ، 2014 /15‬‬

‫‪« -‬تجانس السياسات القطاعية واتفاقيات التبادل الحر‪ ،‬مرتكزات استراتيجية من أجل تنمية متواصلة‬
‫ومستدامة»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2014 ،16/2014‬‬

‫‪« -‬المدرسة‪ ،‬التكنولوجيات الجديدة والرهانات الثقافية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2014 ،17/2014‬‬

‫‪« -‬رأي المجلس حول مشروعي قانونين بشأن نظام المعاشات ال َمدنية»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.10/2014،2014‬‬

‫‪« -‬النهوض بالمساواة بين النساء والرجال في الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪.‬‬
‫أشكال التمييز ضد النساء في الحياة االقتصادية‪ :‬حقائق وتوصيات»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪،18/2014‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪« -‬االقتصاد االجتماعي والتضامني‪ :‬رافعة لنمو ُمدمِ ج»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2015 ،19/2015‬‬

‫‪« -‬مشروع القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها»‪،‬‬
‫اإلحالة رقم ‪.2015 ،15/2015‬‬

‫‪« -‬اقتصاد الثقافة‪ ،‬رافعة للتنمية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.2016 ،25/2016‬‬

‫‪« -‬مشروع القانون رقم ‪ 79.14‬المتعلق بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز»‪ ،‬اإلحالة رقم‬
‫‪.2016 ،20/2016‬‬

‫‪« -‬متطلبات الجهوية المتقدمة وتحديات إدماج السياسات القطاعية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪،22/2016‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪« -‬تنمية العالم القروي‪ ،‬التحديات واآلفاق»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.29/2017،2017‬‬
‫‪155‬‬

‫ٍ‬
‫ومستدامة»‪،‬‬ ‫‪« -‬تغيير النموذج المعتمد من أجل بناء صناعة دينامية في خدمة تنمية ُم َّط ِردةٍ و ُمدمِ ٍ‬
‫جة‬
‫اإلحالة الذاتية رقم ‪.2017 ،30/2017‬‬

‫‪« -‬إنجاح االنتقال نحو المدن المستدامة»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.32/2017،2017‬‬

‫‪« -‬التنمية القروية‪ :‬مجال المناطق الجبلية»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.21/2018،2018‬‬

‫‪« -‬مبادرة وطنية جديدة ُمن َدمِ جة لفائدة الشباب المغربي»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.23/2018،2018‬‬

‫‪« -‬الحماية االجتماعية في المغرب‪ :‬رصد واقع الحال وتقديم توصيات من أجل تعزيز أنظمة الضمان‬
‫والمساعدة االجتماعية»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.34/2018،2018‬‬

‫‪« -‬االقتصاد األزرق‪ :‬ركيزة أساسية لبناء نموذج تنموي جديد للمغرب»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.38/2018،2018‬‬

‫‪« -‬المقاربة النيابية للنموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية»‪ ،‬اإلحالة رقم ‪.39/2019،2019‬‬

‫‪« -‬من أجل نظام جبائي يشكل دعامة أساسية لبناء النموذج التنموي الجديد»‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم‬
‫‪.39/2019،2019‬‬

‫‪ -‬التقارير السنوية للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬برسم ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪.2017‬‬

‫تقارير ودراسات وطنية ودولية‬


‫‪- Banque Africaine de Développement, « contribution au débat sur la rénovation du‬‬
‫‪modèle de développement du Royaume » avril 2019‬‬
‫‪- Yasser Tamsamani α, Joseph Brunet-Jailly, Abdellatif Komat, Fouzi Mourji « Pour un‬‬
‫‪modèle alternatif de développement du Maroc», Université Hassan II de Casablanca,‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪- Banque Mondiale « le Maroc à l’horizon 2040 : Investir dans le capital immatériel‬‬
‫‪pour accélérer l’émergence économique », 2018‬‬
‫‪- Observatoire National du Développement Humain & Banque Mondiale « Évaluation‬‬
‫‪des prestations de service des soins de santé primaires », 2018‬‬
‫‪- OCDE « Examen multidimensionnel du Maroc », 2018‬‬

‫‪- World Economic Forum, «Readiness for the future of production 2018», 2018‬‬

‫‪- Rapport Annuel de la Cour des Comptes, 2017‬‬


156

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
- Ministère de l’Economie et des Finances, Direction des Etudes et des Prévisions
Financières, « Economie créative, Panorama et Potentiel », Avril 2016
- Rapport Conseil Supérieur de l’Education et de Formation et de la Recherche
Scientifique « La mise en œuvre de la charte nationale d’éducation et de formation
2000-2013 », 2015
- Conseil supérieur de l’éducation, de la formation et de la recherche scientifique
« Vision stratégique pour la réforme de l’Ecole marocaine (2015-2030) », Mai 2015
- Conseil National des Droits de l’Homme, « Pour un droit égal et équitable à
l’éducation et à la formation », Série contribution au débat public, 2015
- Haut-Commissariat au Plan, « Etudes sur quelques aspects du capital humain au
Maroc », Décembre 2015
- OCP Policy Center, « Maroc - Stratégie de croissance à l’Horizon 2025 », 2015

- Institut Royal des Etudes Stratégiques, Atlas graphique : Programme d’études « Lien
social au Maroc : quel rôle pour l’Etat et l’ensemble des acteurs sociaux ? », mars
2012
- Commission consultative de la régionalisation, « la régionalisation avancée », Mars
2011
- Institut Royal des Etudes Stratégiques, « L’ordre sociopolitique et la confiance dans
les institutions du Maroc. Programme d’études - Lien social au Maroc : quel rôle
pour l’Etat et l’ensemble des acteurs sociaux ? », janvier 2010
- Ministère de l’Économie et des Finances, « La décennie des réformes et du progrès :
pour un Maroc moderne et solidaire 1999-2009 », 2009
- Haut-Commissariat au Plan, « Prospective Maroc 2030 », 2007

- « 50 ans de développement humain & perspectives 2025 », Janvier 2005

‫بحوث وطنية وإحصائيات‬


- Enquête Nationale sur l’Emploi, HCP, 2018.

- Haut-Commissariat au Plan, « Rapport national sur la réalisation par le Maroc des


Objectifs du millénaire pour le développement », Décembre 2015.
- Haut-Commissariat au Plan, « Présentation des résultats du Recensement Général
de la Population et de l’Habitat de 2014 », Octobre 2015.
157

- OMS, Statistiques Sanitaires Mondiales, 2012.

- Haut-Commissariat au Plan, « Enquête nationale sur le bien-être : Principaux


résultats », octobre 2012.
- Haut-Commissariat au Plan, « Enquête Nationale Démographique », 2009-2010.

‫كتب‬
- Riadh Ben Jelili « Les réformes économiques en Tunisie : Une urgence en quête de
leadership », Sud Edition, 2016.
‫‪158‬‬

‫النموذج التنموي الجديد للمغرب‬


‫مساهمة المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
159
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫‪،‬تقاطع زنقة المشمش وزنقة الدلبوت‪ ،‬قطاع ‪1، 10‬‬
‫مجموعة ‪ ،5‬حي الرياض‪ 10100 .‬الرباط – المغرب‬
‫‪: 05 38 01 03 50‬الفاكس • ‪: 05 38 01 03 00‬الهاتف‬
‫‪contact@ces.ma‬‬
‫‪www.cese.ma‬‬
Le Nouveau Modèle de
Développement du Maroc

Contribution du Conseil Economique,


Social et Environnemental

2019
Le Nouveau Modèle de
Développement du Maroc

Contribution du Conseil Economique,


Social et Environnemental

2019
… Nous avons décidé de confier à une commission ad hoc la responsabilité de
collecter, d’agencer et de structurer les contributions et d’en élaborer les conclusions et ce,
dans le cadre d’une vision à portée stratégique, globale et intégrée.

La commission devra soumettre à Notre Haute Appréciation le projet du nouveau modèle


de développement, en spécifiant les objectifs fixés, les leviers de changement proposés et
les mécanismes de mise en œuvre retenus…

Sa Majesté le Roi Mohammed VI que Dieu L’assiste


Extraits du Discours de Sa Majesté le Roi à l’occasion de l’ouverture de la première
session de la 3e année législative de la 10e législature, le 12 Octobre 2018
• Partant des Hautes Orientations de Sa Majesté le Roi Mohammed VI contenues dans le discours
du 13 octobre 2017 à l’occasion de l’ouverture de la 2e année législative de la 10e législature,
appelant les acteurs concernés, chacun dans son domaine de compétence, à reconsidérer notre
modèle de développement pour le mettre en phase avec les évolutions que connaît le pays ;

• Faisant suite au discours de Sa Majesté du 12 octobre 2018 dans lequel le Souverain a annoncé
la mise en place d’une commission ad hoc chargée d’élaborer le projet du nouveau modèle
de développement du Maroc en s’appuyant sur les contributions des diverses institutions et
compétences nationales ;

• Conformément à la loi organique n°128-12, relative au Conseil Economique Social et


Environnemental (CESE) et à son règlement intérieur, le CESE s’est autosaisi aux fins de préparer
sa contribution au nouveau modèle de développement que le Souverain a appelé de ses vœux ;

• Vu la décision du bureau du Conseil du 21 février 2019 de créer un groupe de travail chargé


d’élaborer ladite contribution ;

• Vu l’adoption, à l’unanimité, de la contribution du CESE au nouveau modèle de développement


par l’Assemblée Générale du Conseil lors de sa 98e session ordinaire, tenue le 30 mai 2019 :

Le Conseil Economique, Social et Environnemental


présente sa contribution au :

Le Nouveau Modèle de
Développement du Maroc

Président du groupe de travail : Ahmed Reda Chami


Rapporteur du thème : Ahmed Abaddi
9

SOMMAIRE

Démarche méthodologique ……………………………………………………………… 13

I. Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts et qui peut


aspirer à une ambition de développement ……………………………………… 15

1. Exploiter les atouts du Maroc …………………………………………………………………18


2. …et capitaliser sur ses réalisations …………………………………………………………19
3. … en partant des fondamentaux de notre projet de société et
des orientations de Sa Majesté le Roi ……………………………………………………21
4. … et se donner une nouvelle ambition légitime de développement ……………24

II. Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure


de concrétiser cette ambition ………………………………………………………… 25

1. La prospérité ? …………………………………………………………………………………………28
2. L’épanouissement et le développement des capacités? ……………………………29
3. L’inclusivité? ……………………………………………………………………………………………30
4. La solidarité ? …………………………………………………………………………………………33
5. L’égalité des chances ? ………………………………………………………………………… 34
6. La durabilité ? …………………………………………………………………………………………34

III. La panne du modèle actuel crée de la défiance et de la fragilité …… 37

1. Une polarisation de plus en plus forte s’installe ………………………………………40


2. Une corruption entrainant une fragilisation du lien social …………………………42
3. Un manque de transparence et de reddition des comptes conduisant
à un effritement de la confiance dans les institutions ………………………………42
4. La légitimité des corps intermédiaires remise en cause par les citoyens … 42
10
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

IV. Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation


de l’ambition souhaitée ………………………………………………………………… 43

1. Les citoyens ne sont pas pourvus des conditions et des moyens pour
une contribution effective au développement ……………………………………………… 46
2. Les femmes demeurent à la marge du développement ……………………………… 52
3. Un monde rural isolé, peu équipé et ne contribuant pas suffisamment
au développement du pays ……………………………………………………………………………53
4. Un système de privilèges qui accentue l’exclusion et ralentit
l’ensemble de la croissance ………………………………………………………………………… 54
5. Des entrepreneurs soumis à des contraintes limitant leur initiative
et réduisant les champs d’opportunités ……………………………………………………… 55
6. Une orientation générale peu lisible des politiques publiques et une
exécution souvent lente et inefficiente ………………………………………………………… 57

V. Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc


un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens ……………………… 59

Choix 1 : Un système d’éducation et de formation national, centré sur l’apprenant, basé


sur la capacitation, la responsabilisation et la motivation des acteurs, dans
l’objectif de former un citoyen acteur du progrès économique et social ……… 65

Choix 2 : Une nouvelle génération de services publics performants et accessibles


basés sur la responsabilisation des acteurs et tirant complètement parti de
l’opportunité de la transformation digitale ……………………………………… 69

Choix 3 : Un environnement garantissant une concurrence saine et régulant


les avantages, la rente de situation et les privilèges pour favoriser
l’investissement productif efficient et réduire les inégalités …………………… 76

Choix 4 : Une transformation structurelle de l’économie, inclusive de l’informel,


portée par l’entrepreneuriat et l’innovation et visant l’émergence industrielle … 78
Choix 5 : Des femmes autonomes, actrices de développement et exerçant leurs droits
pour une pleine participation à la vie économique, sociale, politique et culturelle 91

Choix 6 : Un monde rural intégré, valorisé, attractif et connecté …………………………… 93

Choix 7 : Une solidarité organisée visant la réduction des inégalités sociales


et territoriales, apportant une protection sociale universelle et financée par
une juste contribution des citoyens ……………………………………………… 95
11

Choix 8 : Un capital naturel protégé, valorisé de manière soutenable pour favoriser


la croissance durable ……………………………………………………………… 97

Choix 9 : Un Etat de droit garant de l’intérêt général menant une action publique
territorialisée basée sur la cohérence, la transparence, l’efficacité
et l’évaluation systématique ……………………………………………………… 99

VI.Consolider ensemble notre « communauté de destin » …………………105

Annexes …………………………………………………………………………………………………… 113


Annexe 1 : Liste des institutions et acteurs auditionnés ……………………………… 115

Annexe 2 : Liste des membres du groupe de travail …………………………………… 121

Annexe 3 : Liste des experts internes …………………………………………………… 125

Annexe 4 : Résultats de la consultation des citoyens sur le NMD ……………………… 129

Annexe 5 : Références bibliographiques ……………………………………………… 149


Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
12
13

Démarche méthodologique

Fruit d’un large processus de concertation et établi selon une approche participative,
globale et intégrée, le présent document constitue la contribution du CESE au chantier
de réflexion autour du nouveau modèle de développement. Il a été réalisé selon une
approche aussi bien réaliste qu’ambitieuse, tenant compte des changements rapides
et forts de notre société et des mutations économiques, sociales, technologiques et
environnementales à l’œuvre à l’échelle internationale.

Conformément à l’article 3 de la loi organique N° 128-12, le présent rapport s’est focalisé


sur les domaines de compétence du CESE : l’économique, le social et l’environnemental.

Il capitalise sur les travaux de différents acteurs institutionnels ayant traité de ce sujet, y
compris les précédents rapports et avis publiés par le CESE. Il met en exergue également
les conclusions des débats ayant émaillé les auditions et ateliers organisés par le groupe
de travail chargé de l’élaboration de la contribution du CESE au nouveau modèle de
développement. A cet égard, il a été permis de mener une série de rencontres avec
59 acteurs et parties prenantes concernés1 en plus de réunions avec les cinq catégories
composant le Conseil. La finalité était de croiser les points de vue et faire émerger un
consensus sur les déterminants du nouveau modèle de développement escompté.
Parallèlement, le Conseil a lancé auprès des citoyens une consultation en ligne2 en vue
de recueillir leurs opinions et perceptions au sujet des défis et priorités dudit modèle.

Il convient de souligner qu’en apportant sa contribution au chantier de réflexion autour


du nouveau modèle de développement, le CESE n’a pas vocation à se substituer
aux acteurs institutionnels susvisés. L’objectif du Conseil est de donner une lecture
des limites qui peuvent expliquer « l’essoufflement » du modèle actuel, de proposer
les grands choix du nouveau modèle, tout en préconisant une liste non-exhaustive
d’actions de portée stratégique, concrètes et complémentaires aux mesures prévues
par les institutions publiques concernées.

1 - Annexe 1 : Liste des institutions et acteurs auditionnés.


2 - Annexe 4 : Résultats de la consultation des citoyens.
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
14
1
Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts
et qui peut aspirer à une ambition de développement
15

Le Maroc est un pays qui


possède de nombreux atouts et
qui peut aspirer à une ambition
de développement
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
16
Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts
et qui peut aspirer à une ambition de développement
17

L
es discours de Sa Majesté le Roi Mohammed VI au Parlement les
13 octobre 2017 et 12 octobre 2018 marqueront l’Histoire du Maroc
au même titre que toutes les autres interventions qui ont apporté
une inflexion profonde à notre trajectoire nationale. En appelant à
reconsidérer notre modèle de développement « pour le mettre en phase
avec les évolutions que connait le pays », Sa Majesté le Roi a suscité une
dynamique nouvelle dans laquelle se sont engagées l’ensemble des forces
vives de notre pays et qui, en elle-même, est salutaire et porteuse d’espoirs.
Cette dynamique montre bien que les marocains ont la conviction que leur
pays peut atteindre un niveau de développement élevé si les conditions
sont réunies pour cela.
18
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

1 • Exploiter les atouts du Maroc


Le Maroc dispose, en effet, d’importants atouts sur lesquels il peut s’appuyer pour accélérer son
développement. Ces atouts sont liés en premier lieu à son histoire, sa position géographique,
son ancrage africain et son appartenance à des grands ensembles. Aussi, la richesse de son
capital naturel, humain et immatériel, notamment son capital-image et son rayonnement
international ainsi que sa capacité à opérer de grands changements et d’entreprendre des
processus d’autocritique et de réconciliation avec soi-même, constituent autant d’atouts
considérables dont dispose le Royaume.

Sur le plan historique, le Maroc est riche d’une civilisation et d’une histoire millénaires
caractérisées par un pluralisme culturel constitutif de son identité. Ce socle de valeurs
partagées contribue à sa stabilité, ainsi qu’au raffermissement et au dynamisme des formes
essentielles d’expression de cette identité collective, fondée à la fois sur l’union et la diversité.

La position géographique du Maroc, au carrefour des civilisations entre l’Afrique, l’Orient


et l’Occident, a constitué un avantage pour développer des relations diplomatiques,
économiques et culturelles avec un large réseau de pays. Cette position lui confère une portée
stratégique grâce à l’ouverture du pays sur le bassin méditerranéen et l’espace Atlantique, ce
qui le prédispose à devenir un « hub » économique à l’échelle régionale et internationale
notamment pour le commerce, la production et l’investissement.

L’ancrage du Maroc en Afrique a d’abord une profondeur historique. Il est à la fois géographique,
artistique, littéraire, architectural et spirituel. Cette vocation africaine prend aujourd’hui une
dimension nouvelle, portée par un processus soutenu d’intégration économique du Maroc
en Afrique, qui s’est renforcée depuis une dizaine d’années. Un processus qui s’est davantage
accéléré avec la signature d’un nombre important d’accords de partenariat avec différents
pays du continent et qui a été couronné par la signature par le Maroc de l’accord de la
zone de libre-échange continentale d’Afrique (ZLECAF) en 2018. L’évolution des échanges
extérieurs du Maroc avec les pays de l’Afrique subsaharienne constitue dans ce sens, un
indicateur révélateur du rythme de développement de ses relations économiques avec
cette partie du continent. En effet, le taux de croissance annuel moyen des exportations
du Maroc vers les pays de l’Afrique subsaharienne a augmenté de 12,2% par an entre 2008
et 2018. De même, les pays de l’Afrique subsaharienne représentent près du tiers des flux
nets d’investissements marocains à l’étranger, accumulés entre 2014 et 2018, faisant ainsi du
Maroc l’un des principaux investisseurs africains sur le continent.

Au plan international, le Maroc bénéficie d’une image positive grâce à une diplomatie active
basée sur la promotion de la paix, de la tolérance, du dialogue, de l’ouverture, de la coopération
mutuellement bénéfique, de la stabilité et de la solidarité. Ses engagements récents en faveur
d’initiatives ambitieuses à l’instar de la « Triple A » (Adaptation de l’Agriculture Africaine), le
« Lac Tchad », le « Bassin du Congo » et plus récemment la ceinture bleue contribuent à
renforcer son rôle de chef de file sur des enjeux majeurs relatifs à l’environnement et à la
sécurité alimentaire. Aussi, le Royaume met en œuvre depuis 2013 une politique migratoire
Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts
et qui peut aspirer à une ambition de développement
19

humaniste et respectueuse des droits de l’Homme, en phase avec l’évolution internationale


du phénomène et pionnière au niveau régional.

Les atouts du Maroc reposent également sur les avancées réalisées en matière de démocratie,
de droits de l’Homme et de consécration de l’Etat de Droit. Grâce aux multiples réformes
ambitieuses réalisées sur le plan politique et institutionnel, avec notamment l’adoption en
2011 d’une nouvelle Constitution, le Maroc a jeté les bases (i) d’une société plus ouverte,
plus démocratique et plus soucieuse du respect des droits humains, (ii) d’un Etat de droit et
d’institutions plus moderne, (iii) d’une meilleure séparation des pouvoirs et (iv) d’une plus
grande décentralisation (le chantier de la régionalisation avancée).

En outre, le Maroc dispose d’une population jeune qui constitue une ressource inestimable et
un facteur de croissance potentiel de taille, qualifié souvent de « dividende démographique ».
Saisir cette opportunité revient à mettre en place les conditions nécessaires à sa valorisation
et son insertion optimale dans le processus de développement du pays.

Enfin, la stabilité politique et la résilience des institutions constituent des atouts majeurs
pour l’avenir du Maroc. Ces atouts sont liés à l’esprit et à la nature même des modèles de
développement construits au fil de l’histoire du pays. A chaque grande étape, en dépit des
divergences politiques, le pays a régulièrement su réunir toutes ses parties prenantes (Etat,
institutions, partis politiques, société civile, intellectuels, leaders, jeunesse et médias) pour
dresser les diagnostics, mettre en avant ses réussites, identifier les faiblesses, comprendre les
risques et rectifier les trajectoires.

2 • ... et capitaliser sur ses réalisations


Fort de ses atouts, le Maroc, sous l’impulsion de Sa Majesté le Roi, s’est modernisé et a
réalisé, durant les deux dernières décennies, des avancées importantes, et ce, dans différents
domaines : l’espérance de vie a augmenté, le revenu par habitant s’est amélioré, la pauvreté
a été réduite de moitié, et le marché intérieur s’est ouvert progressivement. Le pays a ainsi
conforté sa position de destination régionale attractive pour les investissements directs
étrangers et de pôle incontestable de sécurité et de stabilité, connu et reconnu par l’ensemble
de la communauté internationale.

Les réformes engagées ont permis de confirmer le caractère irréversible du choix de la


démocratie, de l’engagement en faveur des droits humains de nouvelle génération, de
l’égalité hommes-femmes et de l’affirmation de la diversité des composantes et affluents
culturels et civilisationnels de l’identité unifiée du pays, consacrés par la Constitution de
2011. Parallèlement, un large processus de réconciliation avec le passé a été mené et des
institutions de protection et de promotion des droits de l’Homme ont été créés, telles que
le Conseil National des Droits de l’Homme (CNDH). D’autres institutions constitutionnelles
ont été mises en place, à l’image du Conseil Économique, Social et Environnemental (CESE),
pour favoriser le dialogue entre les forces vives de la nation et développer la démocratie
participative dans notre pays. Par ailleurs, la démocratie représentative a été consolidée par la
mise en place des fondements de la régionalisation avancée, chantier de grande envergure.
20
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Ce renforcement de l’ancrage démocratique de notre pays a permis le développement d’une


dynamique politique importante, fondée sur les valeurs du dialogue et de la participation,
ainsi que l’émergence d’une nouvelle dynamique de la société civile.

Sur le plan de l’action sociale et solidaire, la mise en œuvre de l’Initiative Nationale pour
le Développement Humain (INDH) a donné une forte impulsion à l’important effort de
résorption des déficits sociaux. L’accès à l’école primaire a été généralisé alors que le taux de
scolarisation a plus que doublé pour le collégial et quasiment triplé pour le qualifiant. D’autre
part, le taux d’analphabétisme a connu une baisse significative, passant de 48% à 32% entre
1999 et 2014.

Au niveau des services de base, les taux d’accès à l’eau potable et à l’électricité ont progressé
respectivement de 40% à 96,6% et de 16% à 99,6%, entre 1999 et 2017. Quant à la protection
sociale, 62% de la population dispose d’une couverture médicale de base, contre moins de
20% en 1999. En matière d’habitat, le déficit en logements a été réduit de moitié.

Durant la même période, les efforts de désenclavement ont bénéficié à plus de trois millions
de ruraux, le réseau routier atteignant, en 2016, près de 57 334 km, avec un rythme annuel de
croissance de 2,5%.

Sur le plan économique, la croissance a fait preuve d’une résilience face à aux répercussions de
la crise internationale et a entamé une diversification de sa structure productive parallèlement
à une montée en gamme dans certains secteurs grâce, notamment, aux nouvelles politiques
sectorielles et aux retombées de la politique des grands chantiers.

Ainsi, le revenu national brut par habitant est passé, entre 2000 et 2018, d’une moyenne
annuelle d’environ 13 906 dirhams (en valeur courante) à 29 780 dirhams, représentant ainsi
une croissance annuelle moyenne de 4,3%. En termes réels, la croissance annuelle moyenne
s’est établie à 3% par an. Cette amélioration du niveau de vie a été accompagnée par une très
légère réduction des inégalités de revenus avec une inflexion à la baisse de l’indice de GINI de
0,407 à 0,395 entre 2007 et 2014.

Par ailleurs, le Maroc a développé des secteurs porteurs et des nouveaux métiers qui ont
contribué à améliorer l’attractivité du pays pour les investisseurs étrangers, les flux nets d’IDE
ayant atteint un ratio de 3,6% du PIB en moyenne sur la période 2008-2017, en dépit d’une
conjoncture internationale et régionale défavorable.

Les politiques sectorielles ont été appuyées par des grands chantiers structurants qui ont
permis la réalisation d’infrastructures d’envergure3, d’améliorer la connectivité interne et
internationale du Royaume (grâce notamment au port Tanger Med), de favoriser l’émergence
de pôles régionaux de développement et de répondre à l’ambition de faire du Maroc une
plateforme régionale d’investissement et d’exportation.

3 - En se référant aux résultats de la consultation citoyenne, les infrastructures (62,10%) représentent la principale réalisation.
Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts
et qui peut aspirer à une ambition de développement
21

C’est dans cet objectif que, durant la même période, le Royaume a renforcé l’ouverture de
son économie, à travers la signature de plusieurs accords de libre-échange4, notamment
avec l’Union Européenne, les États-Unis d’Amérique, les pays de l’AELE, la Turquie, en plus de
l’accord d’Agadir qui intègre, outre le Maroc, l’Égypte, la Jordanie, la Tunisie et, aujourd’hui, la
Palestine. Parallèlement, le Maroc a renforcé sa coopération avec les pays du Golfe et déploie
une politique de co-émergence sur le continent africain.

Les avancées du Maroc en matière d’ouverture commerciale sont, en effet, tangibles. Au


cours des 15 dernières années, en vertu des accords de libre-échange signés, le Maroc a
pu obtenir un accès préférentiel aux marchés de 56 pays représentant plus d’un milliard de
consommateurs, soit un tiers du commerce mondial. En 2013, le lancement des négociations
pour la conclusion d’un accord de libre-échange complet approfondi (ALECA) avec l’Union
Européenne (une première régionale) consolide cette stratégie d’ouverture adoptée par le
Maroc et renforce son partenariat dans le cadre du Statut Avancé et de son plan d’action (PASA).

L’importance et la solidité du secteur financier représente également une avancée significative


qui a permis au Maroc de conforter son positionnement en tant que hub financier à l’échelle
continentale et d’accroitre sa présence à travers les investissements dans le secteur financier
africain. En plus, les réformes profondes qu’il a entamées depuis le milieu des années 90 lui
ont permis de préserver la stabilité et la résilience du secteur financier et d’assoir une certaine
capacité d’accompagner les ambitions de développement économique du pays.

Au plan culturel, la création de nouvelles plateformes d’expression, à l’instar des multiples


festivals, des radios privées, des médias électroniques en plus de l’émergence des réseaux
sociaux, est fortement illustrative de cette politique d’ouverture et de transformation du pays.

3 • ... en partant des fondamentaux de notre projet de


société et des orientations de Sa Majesté le Roi
Fort de ses atouts et réalisations, le Maroc est en droit d’aspirer désormais à une plus grande
ambition de développement. Les marocains ont d’ailleurs, à plusieurs occasions, exprimé
leur confiance en la capacité de leur pays à atteindre un nouveau palier de développement.
Au-delà de la simple croissance économique quantitative, de nombreuses attentes ont ainsi
été relayées concernant l’inclusivité, l’égalité des chances, la durabilité, la mixité sociale, la
culture, l’ouverture…

La définition de ces attentes ainsi que le type d’organisation et de moyens mis en œuvre
pour les atteindre est au cœur du modèle de développement. Celui-ci appelle, en effet,
aux arbitrages à réaliser collectivement en matière de choix stratégiques et de priorités des
politiques publiques. Il permet ainsi de définir un chemin vers le progrès.

4 - Il convient toutefois de souligner que le Maroc ne profite pas suffisamment des accords de libre-échange conclus (rapport du CESE
sur « Cohérence des Politiques Sectorielles et Accords de Libre-Echange », 2014). La dégradation de la balance commerciale, dont le
déficit a triplé en 15 ans, entre 2004 et 2018, et du ratio de couverture des importations par les exportations qui se limite actuellement
à environ 56,8% (2018), témoignent de ce constat.
22
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

La première étape sera donc de définir l’ambition partagée par tous les marocains. Il apparaît
essentiel, dans ce but, de revenir aux référentiels qui, à plusieurs reprises, ont permis de
définir le type de projet de société auquel les citoyens aspirent. Il s’agit, en premier lieu, de
la Constitution de 2011 qui avait suscité un grand débat et permis d’aboutir à un consensus
sur plusieurs aspects fondamentaux de notre projet de société. Il s’agit, en deuxième lieu,
du référentiel de la Charte Sociale que le CESE a réalisé la même année et qui formalise un
certain nombre de droits, d’attentes et de pratiques. Il y a, enfin, les exigences fondamentales
issues des Hautes Orientations de Sa Majesté le Roi dans le cadre du chantier du nouveau
modèle de développement.

La Constitution de 2011
Les mécanismes et principes fondamentaux affirmés par la Constitution du 1er juillet 2011
définissent un cadre normatif dont la bonne imlémentation représente, en soi, un levier
structurant pour la concrétisation de l’ambition. La contribution du CESE au nouveau modèle
de développement propose des grands choix déclinés en action opérationnalisant les
principes constitutionnels explicités ci-après :

™ Le respect et la promotion des droits humains fondamentaux : faire de la garantie des


Droits de l’Homme au sens large un principe fondamental de gouvernance économique
et social ;

™ Le choix de l’économie sociale de marché : promouvoir un Etat régulateur et stratège,


garant du respect des règles du marché, tout en favorisant le développement de
l’initiative privée et développer les activités de l’économie sociale et solidaire ;

™ La régionalisation avancée, la déconcentration et la subsidiarité : responsabiliser les


échelons locaux dans la conception et le déploiement des projets de développement et
territorialiser les politiques sociales de développement ;

™ La gouvernance optimisée : autour des principes de transparence, d’efficacité, de


participation et de reddition des comptes ;

™ Le développement durable et résilient : ériger en levier stratégique de développement


la protection du capital naturel, l’exploitation raisonnée des ressources hydriques,
biologiques et halieutiques, l’adaptation aux changements climatiques et le
développement de l’économie verte et de l’économie bleue.

Le référentiel de la Charte sociale de 2011 du CESE


Le CESE a adopté le 26 novembre 2011 un rapport intitulé « Pour une nouvelle Charte
sociale : des normes à respecter et des objectifs à contractualiser » définissant les fondements
d’un nouveau pacte de cohésion sociale et de croissance économique, sous-tendu par
un référentiel de principes et d’objectifs tirés des normes publiques universelles (cette
importante réalisation résulte des Hautes instructions que Sa Majesté le Roi a adressées au
Le Maroc est un pays qui possède de nombreux atouts
et qui peut aspirer à une ambition de développement
23

CESE le 21 février 2011). Ce référentiel comporte 94 objectifs précis et réalistes, assortis de 250
indicateurs permettant d’en mesurer la matérialité et les progrès. La concrétisation durable
de ces objectifs devrait permettre à la fois de dynamiser le développement du pays et de
l’adapter aux normes publiques universelles relatives aux droits humains fondamentaux. La
contribution du CESE au nouveau modèle de développement propose des grands choix
déclinés en actions apportant des réponses aux six champs d’action prévus par le référentiel
de la Charte, à savoir :

™ Garantir l’accès aux droits et aux services essentiels et promouvoir le bien-être social ;

™ Développer les savoirs, la formation et la culture ;

™ Prévenir la marginalité et promouvoir l’inclusion et les solidarités ;

™ Améliorer le dialogue social, le dialogue civil et les partenariats pour le progrès ;

™ Protéger l’environnement et impulser l’économie verte ;

™ Consolider la gouvernance responsable, la sécurité économique, encourager l’initiative


privée et consacrer la démocratie sociale.

Les orientations de Sa Majesté le Roi


Le discours de Sa Majesté le Roi du 13 octobre 2017 a énoncé les trois exigences fondamentales
sur lesquelles devra reposer le nouveau modèle de développement. Elles renvoient à la
nécessité de :

1. Faire évoluer les mentalités, jalon essentiel pour réaliser le développement global
escompté ;

2. Marquer des ruptures et des inflexions majeures par rapport aux politiques publiques
adoptées auparavant, qui représentent autant d’initiatives structurantes ayant servi
à engager le Maroc dans un processus d’accélération de son développement mais
qui, malgré des avancées significatives, continuent à se heurter à des difficultés liées
essentiellement au manque de cohérence et de synergie avec les autres politiques
publiques ;

3. Proposer des mesures pratiques et réalistes sur les court et moyen termes, pour
un développement équilibré, équitable et résilient, garant de la dignité de tous,
générateur de revenus et d’emplois, notamment au profit des femmes et des jeunes. Un
développement apte à satisfaire les demandes pressantes et les besoins croissants des
citoyens, à réduire les disparités catégorielles et les écarts territoriaux et à réaliser la justice
sociale.
24
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

4 • ... et se donner une nouvelle ambition légitime de


développement
Sur la base des référentiels présentés ci-haut, il est clair que le bien-être du citoyen constitue
le baromètre ultime de l’efficacité d’un modèle de développement. Lorsque le citoyen, qu’il
soit travailleur ou entrepreneur, jeune actif ou retraité, homme ou femme, urbain ou rural,
éprouve une frustration persistante par rapport à la satisfaction de ses besoins et aspirations et
à la préservation de sa dignité, une rupture avec le modèle existant s’impose. Cette centralité
du citoyen revêt plusieurs dimensions :

™ Le renforcement des capacités de l’individu qui renvoie à l’impératif de doter tout un


chacun des compétences et des conditions lui permettant de contribuer activement au
nouveau modèle de développement (NMD) (éducation moderne et de qualité, santé,
loisirs et culture, éducation au civisme et aux valeurs, protection sociale…) ;

™ La garantie de l’égalité des chances qui consacre la capacité de tou(te)s les citoyen(ne)s
de jouir et bénéficier équitablement des retombées positives du NMD ;

™ Une société prospère qui repose pour sa part sur l’existence d’institutions et politiques
publiques efficaces et d’un environnement adéquat qui soient capables d’offrir un cadre
propice à la création de richesse, de bâtir une croissance inclusive et de garantir une
qualité de vie meilleure pour tous ;

™ Enfin, une société solidaire dont la consécration passe nécessairement par la capacité
du modèle à sécuriser le parcours de vie des citoyens.

Le consensus auquel est arrivé le CESE sur l’expression de l’ambition pour le nouveau modèle
de développement peut être résumé ainsi :

Construire un modèle de développement dynamique qui assure une croissance forte,


inclusive et durable, garantit l’égalité des chances, favorise l’épanouissement de
l’individu et renforce ses capacités au sein d’une société prospère et solidaire centrée
sur le citoyen.

La concrétisation de cette ambition qui donne de plus larges opportunités à chacun pour
contribuer à la création de richesse et qui permet à toutes et tous de bénéficier équitablement
des fruits générés, renforcera et préservera la confiance envers les institutions et le système
de gouvernance dans son ensemble. Le regain de la confiance contribuera à son tour à
nourrir davantage le sens de patriotisme, le sentiment d’appartenance et l’engagement
du citoyen vis-à-vis du pays.
2
Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
25

Le modèle de développement
actuel n’est pas en mesure de
concrétiser cette ambition
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
26
Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
27

Pour bien définir les choix qui vont sous-tendre le nouveau modèle de
développement, il est important de commencer d’abord par examiner
dans quelle mesure le modèle actuel permet d’atteindre l’ambition définie
plus haut. Ceci revient à répondre in fine aux questions suivantes s’agissant
du modèle actuel. Est-il à même d’assurer :

è La prospérité ?

è L’épanouissement et le développement des capacités ?

è L’inclusivité?

è L’égalité des chances ?

è La solidarité ?

è La durabilité?
28
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

1 • La prospérité ?
Le modèle de croissance actuel n’est plus en mesure de garantir une évolution soutenue
de l’activité économique susceptible de créer de la richesse et de l’emploi. Outre le rythme
de croissance modeste affiché durant ces dernières années (3,6% sur la période 2008-2018),
cette dernière a été aussi d’une qualité insuffisante comme en témoigne la lenteur de la
transformation structurelle de l’économie.

En effet, en dépit des efforts et des diverses stratégies sectorielles qui ont permis l’essor d’un
nombre réduit de secteurs (automobile, aéronautique, dérivés des phosphates …), l’évolution
de la productivité demeure limitée, la croissance étant toujours dépendante de l’agriculture
par essence volatile. L’économie marocaine est marquée par une tertiarisation (les services
représentent 51,2% du PIB en moyenne sur la période 2008-2018 contre 15,6% pour l’industrie
de transformation hors raffinage), avec toutefois des services majoritairement à faible valeur
ajoutée (les services représentent 51% du PIB contre 15,6% pour l’industrie de transformation
hors raffinage). Par ailleurs, l’accumulation du capital physique comme moteur de croissance
s’est accompagnée d’une diminution du rendement de l’investissement (ICOR élevé autour de
8 points) et les exportations nettes ont eu une contribution soit négative, soit très légèrement
positive à la croissance du PIB, avec un degré de sophistication et de complexité insuffisant
des produits exportés (rang 99 sur 124 pays selon l’indice de complexité économique).

Ces fragilités qui caractérisent l’économie marocaine obèrent sa capacité à réaliser un véritable
décollage économique, comme l’ont concrétisé certains pays émergents, tels que la Turquie.

Les faiblesses du modèle de croissance au niveau macroéconomique se reflètent également


au niveau de l’entreprise dont la compétitivité reste insuffisante. La plupart des entreprises
opèrent dans des secteurs à faible valeur ajoutée, tels que l’immobilier et le commerce et
les services divers, alors que la part de l’industrie et des technologies de l’information et
de la communication (TIC) ne dépasse guère 10% du total des entreprises. De plus, le tissu
entrepreneurial marocain est caractérisé par une faible orientation à l’exportation, dans la
mesure où sur l’ensemble des entreprises formelles existantes, à peine 6 324 d’entre elles ont
pu exporter au cours de l’année 20175.

5 - Office des changes


Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
29

Comparaison Maroc vs Turquie

En 2003, année d’accélération de l’économie Le taux de croissance annuel moyen du PIB réel de
turque, le revenu national par habitant Turc faisait la Turquie entre 2003 et 2017 a été de 5,8% contre
2,5 fois celui du Maroc. En 2017, il en fait 3,8 fois… 4,2% pour le Maroc…
(*)

Source : Base de données WDI


(*) Données en dollars selon la méthode Atlas de la Banque
Mondiale

La structure des exportations du Maroc reste La productivité apparente du travail en Turquie est
beaucoup moins complexe et moins sophistiquée environ 3 fois celle du Maroc (année 2017)6
que celle de la Turquie selon leur classement par
l’indice de complexité économique.

Source : Base de données WDI

Source : The Economic Complexity Observatory

2 • L’épanouissement et le développement des


capacités?
La dimension d’épanouissement de l’individu sera omniprésente dans la suite du
raisonnement. En effet, il s’agit non seulement d’un symptôme (ou effet) de la non-effectivité
du modèle de développement, mais il en représente aussi une cause profonde, l’individu
étant in fine l’acteur et le récipiendaire du développement. Le système d’éducation et de
formation et le champ culturel, qui sont censés être les principaux vecteurs de développement
des capacités et d’épanouissement de l’individu, continuent de pâtir de déficits majeurs les
empêchant de jouer pleinement leur rôle.

6 - PIB par personne employée, en dollars constants PPA.


30
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Le système national d’éducation et de formation se caractérise par la faiblesse d’acquisition par


l’apprenant des connaissances de base en lecture, en mathématiques et en sciences, comme
le relèvent les tests internationaux TIMSS, PIRLS et PISA dans lesquels les élèves marocains
figurent aux derniers rangs. De plus, l’abandon scolaire, qui a touché près 338 000 élèves des
deux cycles (primaire et collège) lors de l’année scolaire 2018 selon le Conseil Supérieur de
l’Education, de la Formation et de la Recherche Scientifique7, constitue un fléau qui grève
le rendement interne du système éducatif. Aujourd’hui, ce système est dans l’incapacité
d’assurer un apprentissage de qualité et de favoriser l’épanouissement de la majorité des
élèves. Il est vrai que certains d’entre eux se démarquent et réussissent aux plans national et
international, mais ces exemples sont loin d’être représentatifs de la tendance générale.

De même, l’environnement scolaire, médiatique, institutionnel, etc. n’est pas propice à


l’épanouissement culturel de l’individu et à l’éclosion de contenus culturels. Cela s’explique
par la faiblesse de l’industrie culturelle au Maroc, résultat du manque d’initiatives publiques et
privées à même de proposer une offre culturelle adaptée aux besoins de différentes franges
de la population. Par ailleurs, la fréquentation des différents lieux de culture (bibliothèque,
cinéma, théâtre, musée…) est faible sous l’effet conjugué de plusieurs facteurs : le manque
quantitatif de lieux de culture, la qualité de l’animation, la vétusté des équipements, la
faiblesse de l’offre en termes de contenu et le manque d’intérêt des citoyens8.

3 • L’inclusivité ?
Plusieurs éléments observables permettent de dresser un constat alarmant qui témoigne de
l’essoufflement du modèle actuel, laissant une part importante de la population marocaine en
marge de la participation au processus de développement et des retombées qui en résultent.

La Femme et le monde rural demeurent en marge du


développement
Deux franges de la population sont exclues du processus de développement même si la
forme d’exclusion est différente : la femme et le monde rural. Deux indicateurs témoignent
de cette marginalisation :
™ Le taux d’activité des femmes ne dépasse pas 21,8% en 2018 ;
™ 71,5% de la population rurale travaille dans un secteur à faible productivité comme
le secteur primaire, et particulièrement au niveau de l’agriculture qui ne représente
que 12% du PIB en moyenne sur la période 2008-2018.

Une croissance peu créatrice d’emplois


Le modèle de croissance actuel s’avère de moins en moins inclusif par l’emploi. Cela est
traduit par la baisse tendancielle de l’intensité de la croissance en emplois. Cette intensité
est passée 32 430 par an par point de croissance sur la période (2000 – 2006) à 22 648 par an
7 - Atlas Territorial de l’abandon scolaire, Conseil Supérieur de l’Education, de la Formation et de la Recherche Scientifique.
8 - Les Marocains lisent peu : moins de deux minutes par jour. Rapport du CESE « Contenus culturels et médias ».
Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
31

par point de croissance en 2006 – 2012, puis à 15 000 par an par point de croissance sur la
période (2012 – 2018).

Il s’agit d’une situation qui reflète, entre autres, le déclin de certains secteurs à forte intensité
de main d’œuvre (ex: textile et habillement) et la montée de branches plus intensives en
capital et à productivité plus élevée.

Lorsqu’ils sont créés, les emplois demeurent majoritairement de


faible qualité
Ces derniers sont liés à la faible qualification des profils et à la fragilité de la majorité des
unités formant le tissu entrepreneurial du pays. La faible qualité de l’emploi entrave en effet
le processus d’ascension sociale et réduit en même temps les possibilités d’amélioration de
la compétitivité de l’économie. Ainsi, parmi 10.810.000 actifs occupés, 16,2%, exercent un
emploi non rémunéré et 9,1% font un travail à titre d’occasionnels ou de saisonniers, en plus
du fait que 59,4% des salariés ne disposent pas de contrat qui formalise leur relation avec leur
employeur9.

Un marché du travail non-inclusif de larges franges de la


population et ne permettant pas de tirer profit de l’aubaine
démographique
Les catégories sociales qui pâtissent le plus de l’exclusion du marché du travail pour des
raisons liées aussi bien aux individus qu’à leur environnement économique, social et sociétal,
sont les femmes, les jeunes et les diplômés. En premier lieu, avec un taux d’activité de 21,8%,
les femmes sont majoritairement marginalisées du marché de l’emploi. De même, le taux
de chômage des jeunes constitue, au niveau national, 2,8 fois le taux de chômage global,
traduisant ainsi un marché qui favorise les « insiders » par rapport aux jeunes « outsiders » et
primo-demandeurs d’emploi. Enfin, la catégorie des diplômés est celle qui est la plus touchée
du chômage, en particulier, les lauréats des universités pour lesquels le taux de chômage
atteint 25,9% et ceux de la formation professionnelle où ce taux varie entre 21% et 24% selon
le niveau de qualification.

Ces constats dénotent du fait que le Maroc ne tire manifestement pas profit de ses ressources
humaines et de sa jeunesse et, par là même, risque de passer à côté de son aubaine
démographique10. En effet, comme conséquence de la transition démographique du pays, la
pyramide des âges a connu un changement continu qui s’est traduit par une proportion de
personnes en âge d’activité (63% en 201811) supérieure à celle des catégories dépendantes (les
9 - HCP
10 - L’aubaine démographique ou encore le dividende démographique correspond à la croissance économique potentielle qu’un
pays peut tirer de l’évolution de la pyramide des âges de sa population, principalement lorsque la proportion de la population active
(15 à 64 ans) est supérieure à celle des personnes n’étant pas ou plus en âge de travailler (14 ans et moins, 65 ans et plus). L’aubaine
démographique est par ailleurs transitoire, dans la mesure où un pays donné peut potentiellement en bénéficier tant que son taux
de dépendance demeure modéré. Bien qu’il n’existe pas de seuil défini du rapport de dépendance pour déterminer l’étendue de
la fenêtre démographique, certaines études indiquent que les conséquences les plus favorables de ce phénomène se produisent
lorsque ce rapport est inférieur ou égal à 65%.
11 - HCP.
32
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

moins de 15 ans et les personnes âgées). A travers le renforcement du poids des actifs, cette
aubaine offre un potentiel de croissance économique inestimable, dont la concrétisation
reste toutefois conditionnée par la mise en œuvre de politiques appropriées. L’expérience
internationale a montré d’ailleurs que plusieurs pays ont su exploiter cette aubaine pour
rehausser leur niveau de développement, à l’instar des nouveaux pays industrialisés de l’Asie.
Pour ces derniers, l’aubaine démographique serait à l’origine de 20% à 25% de la croissance
qu’a enregistrée leur revenu réel par habitant entre 1965 et 199012. Le Maroc en revanche,
n’arrive toujours pas à exploiter ce dividende avec un taux d’activité considéré parmi les plus
bas au niveau mondial (46%), de même que le taux d’emploi reste limité à 41,7%, voire 36,2%
en milieu urbain.

Il s’agit là d’une situation préoccupante dans la mesure où l’aubaine démographique n’est


qu’un phénomène transitoire qui dure au maximum une génération. En outre, la transition
démographique au Maroc engendrera au fur et à mesure une hausse de la part des personnes
âgées dépendantes dans la population totale ; un vieillissement qui réduira la disponibilité du
facteur travail, pénalisera la croissance potentielle et impactera négativement la viabilité du
système de protection sociale, en particulier les caisses de retraite et la couverture médicale.

Cette situation devrait amener le Maroc à redoubler d’efforts pour exploiter la fenêtre
temporelle relative au dividende démographique, qui devrait rester ouverte jusqu’à l’an 2038.
Cette phase devra accorder une place importante au renforcement des capacités et de
l’employabilité du facteur humain, en particulier les jeunes. Le Maroc a besoin de valoriser sa
jeunesse avant d’être rattrapé par sa vieillesse.

…et accélérant le phénomène de fuite des compétences vers


l’étranger
La fuite des compétences n’est pas un nouveau constat au Maroc. Il est toutefois manifeste
que, ces dernières années, les flux de migrants qualifiés qui quittent le pays semblent
gagner en ampleur. Ce phénomène de migration concerne davantage les informaticiens,
les chercheurs universitaires, les ingénieurs et les médecins, alors que ces mêmes
compétences jouent et joueront un rôle de plus en plus stratégique dans les économies
et les sociétés du savoir. En effet, il a été noté13 qu’environ 600 ingénieurs quittent le pays
chaque année. Les départs concerneraient une population qualifiée encore plus large
puisque selon les déclarations de la Fédération des nouvelles technologies de l’information,
des télécommunications et de l’Offshoring (APEBI), près de 8 000 cadres séniors marocains
partent pour l’étranger chaque année. Le secteur de la médecine n’est pas épargné non plus.
Globalement, et selon le Global Talent Competitiveness Index, qui mesure la capacité des pays
à attirer et retenir les talents, le Maroc est classé 100e sur 125 pays en 2018.

12 - HCP, Les Cahiers du Plan (mai 2019), « Démographie maghrébine : Situation et perspectives »
13 - Selon une déclaration récente du ministre de l’Education Nationale, de la Formation Professionnelle, de l’Enseignement Supérieur
et de la Recherche Scientifique.
Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
33

Cette situation est due au fait que les personnes les plus qualifiées ne trouvent pas
suffisamment d’opportunités d’emploi décent, ni un environnement de travail adéquat pour
les valoriser, les motiver et leur assurer une véritable ascension sociale basée sur le mérite et
la compétence. L’absence d’une réelle politique de développement de la recherche est aussi
derrière la fuite des cerveaux marocains qui trouvent à l’étranger les moyens de valoriser et
développer leurs connaissances. En outre, la qualité de vie au Maroc, notamment sur le plan
social, ne permet pas non plus de retenir les cadres les plus compétents qui aspirent à trouver
ailleurs de meilleures conditions de vie et de services sociaux pour eux et leurs familles.

La fuite des compétences constitue également une perte pour l’économie nationale qui
semble trouver des difficultés à retenir ses talents et par conséquent n’arrive pas à tirer
pleinement profit du potentiel de ces derniers en termes de contribution à la croissance
économique, à l’amélioration de la productivité, au progrès technologique, en plus d’un
manque à gagner en matière de recettes fiscales.

Il est cependant intéressant de noter que nombre de ces talents se distinguent sous d’autres
cieux par leur compétence et sont reconnus comme les meilleurs dans leur spécialité à
l’échelle mondiale. Les « success-stories » de marocains à l’étranger sont nombreuses et dans
différentes disciplines, à l’image de l’ingénieur Rachid Yazami dans le domaine des batteries
lithium-ion (Prix Draper en 2014) et du Docteur Khalil Amine, le scientifique le plus cité au
monde dans le domaine du stockage d’énergie durant les 10 dernières années et qui devrait
recevoir de la part du Président Russe le prix mondial de l’énergie 2019.

Le secteur éducatif constitue également un domaine où la reconnaissance étrangère des


compétences marocaines est illustrative. En témoigne l’exemple récent de la remise par
le premier ministre canadien au professeur marocain Said El Mejdani du lycée Westwood
Community, du prix national pour l’excellence dans l’enseignement.

Concernant l’entrepreneuriat, les marocains constituent la troisième nationalité la plus


représentée, après la France et la Chine, au niveau du plus grand campus au monde
d’incubation de startups « Station F » localisé à Paris.

Les domaines sociaux, artistiques, gastronomiques et sportifs ne sont pas en reste, comme
l’illustre si bien l’émergence au plus haut niveau de nombreux artistes marocains (exemple
de RedOne), de footballeurs et sportifs de haut niveau dans les compétitions internationales.

4 • La solidarité ?
La couverture sociale demeure pour sa part insuffisante en dépit des efforts consentis. Sa
faiblesse fragilise la situation de larges pans de la population et réduit leur sentiment de
sécurité. En effet, en 2018, 38% de la population marocaine ne disposait pas d’une couverture
médicale et près de 60% de la population active n’était pas couverte par un régime de
pension. La situation est encore plus critique pour certaines catégories vulnérables, étant
donné que les 2/3 des personnes en situation de handicap (66,9%) ne bénéficient d’aucun
régime de sécurité sociale14.
14 - Rapport CESE sur la protection sociale.
34
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

5 • L’égalité des chances ?


La question des inégalités et du désespoir perçu quant aux opportunités de mobilité sociale
représente un défi majeur eu égard aux mutations et changements observés récemment
au niveau de la société marocaine. En effet, les citoyens de plus en plus enclins à manifester,
selon diverses formes, leur insatisfaction, leurs besoins et leurs attentes ainsi que leur refus
des inégalités et des injustices.

La mobilité sociale ascendante demeure très limitée


Dans le contexte actuel, seuls 3,1% des enfants des agriculteurs et 6,3% des enfants
des ouvriers accèdent à un poste de cadre moyen ou supérieur15. Selon l’étude du Haut-
Commissariat au Plan (HCP) sur la mobilité intergénérationnelle, seulement 35% des individus
de 35 ans et plus ont connu une mobilité sociale ascendante par rapport à leurs parents, les
autres ayant plutôt stagné voire même régressé dans certains cas.

Les difficultés d’ascension sociale concernent davantage


certaines catégories souffrant de discriminations
La mobilité sociale ascendante concerne plus les hommes (43,7% contre 17,9% pour les
femmes) et les citadins (51,1% contre 14,8% pour les ruraux).

Par ailleurs, la mobilité ascendante reste largement conditionnée par la qualité et le nombre
d’années de scolarisation, l’expérience professionnelle, mais également l’appartenance socio-
professionnelle des parents.

Le Maroc n’a pu réaliser qu’une très légère baisse du niveau des


inégalités
Entre 2007 et 2014, l’indice de GINI, qui renseigne sur les inégalités de revenus calculés
sur la base des dépenses annuelles par habitant, est passé de 0,407 à 0,395 entre les deux
périodes16. Les inégalités pourraient s’avérer encore plus alarmantes si le Maroc disposait de
données sur les écarts en termes de patrimoine. De surcroît, la classe moyenne subit de plus
en plus de pression devant l’absence de politique dédiée à cette catégorie de citoyens et de
services publics adaptés.

6 • La durabilité ?
La préservation de l’environnement et la gestion responsable des ressources naturelles
constituent un enjeu majeur de développement pour le Maroc.

15 - HCP, 2013.
16 - HCP.
Le modèle de développement actuel n’est pas en mesure de concrétiser cette ambition
35

En effet, depuis 1999, le Royaume a mis en place une législation ambitieuse, en matière de
développement durable, en inscrivant « le droit à un environnement sain » dans la Constitution
de 2011 et en adoptant la loi-cadre n°99-12 portant charte nationale de l’environnement
et du développement durable, ainsi que plusieurs lois et décrets couvrant les domaines de
l’eau, des forêts, des aires protégées, de l’air, des déchets solides, du littoral, etc.

Dans ce cadre, le Maroc met en œuvre une politique de transition énergétique qui ambitionne
de porter la capacité installée de production d’électricité à partir de sources renouvelables à
42% de la capacité totale en 2020 et à 52% en 2030.

La Stratégie Nationale Énergétique, entamée en 2009, a ainsi permis de développer un grand


nombre de projets énergétiques, notamment solaires et éoliens, permettant au Maroc de
développer une expertise réelle dans ce domaine.

Malgré ces efforts, l’Épargne Nette Ajustée (ENA)17 dont l’évolution a été positive entre 1999
et 2006, s’est dégradée pour s’établir à 14,8% en 201318 contre 24,1% en 2006, perdant ainsi
plus de neuf points en sept ans. Ceci est notamment imputable au fait que le Maroc se
trouve dans une situation de pénurie hydrique, avec un volume d’eau d’à peine 650 m3 par
habitant et qui s’aggrave d’année en année, avec un prélèvement annuel à partir des nappes
phréatiques19 de plus de 900 millions de m3 de réserves non renouvelables. La qualité de
ces eaux est menacée par la pollution industrielle et par celle provoquée par le traitement
des cultures agricoles. De plus, le potentiel en matière d’efficacité hydrique n’est que très
faiblement exploité.

Par ailleurs, et bien que la superficie forestière nationale ait augmenté de 11,2% de la surface
totale du pays en 2000 à 12,7% en 2010, elle a connu depuis, une quasi-stagnation pour s’établir
à 12,6% en 201620. Le surpâturage, la surexploitation du bois et la déforestation de certaines
zones forestières à renouvellement extrêmement long fragilisent le patrimoine forestier, les
écosystèmes, la biodiversité, les sols, et entravent la lutte contre la désertification.

Enfin, l’urbanisation non maîtrisée, conjuguée à la spéculation foncière autour des villes se
traduit, non seulement par un changement de vocation de terres naturellement destinées
à l’agriculture, mais aussi par la création de déséquilibres, dus à la fragilisation des sols, des
écosystèmes et du littoral, et à la pollution de l’air, des sols et des eaux.

17 - ENA correspond à l’épargne nationale brute du pays, ajustée en retranchant les destructions faites au capital naturel et fixe
(logements, autres bâtiments et ouvrages de génie civil, machines et équipements, actifs cultivés, les logiciels, les œuvres récréatives,
littéraires ou artistiques …) et en ajoutant les dépenses en matière d’éducation. Elle correspond à l’épargne réelle d’un pays. Elle est
un indicateur majeur de soutenabilité. Une ENA négative indiquerait, par exemple, qu’un pays consomme ses réserves naturelles et
ne les remplace pas totalement par des investissements pour renforcer son capital humain ou ses infrastructures. Une ENA positive
indique, par contre, que le pays crée plus de richesses qu’il n’en détruit et qu’il serait sur un sentier de développement soutenable,
dans la mesure où ses ressources vitales (eau, air, terres, etc.), ainsi que ses écosystèmes naturels, sont préservés et exploités de
manière à assurer leur renouvellement.
18 - Rapport du CESE sur la Richesse globale du Maroc.
19 - Rapport du CESE sur la Gestion Intégrée des Ressources en Eau (2014).
20 - Banque mondiale.
36
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Les enjeux liés au climat posent donc les questions de la préservation des ressources non
substituables, des stratégies d’adaptation aux impacts du changement climatique (stress
hydrique, sécheresse, inondations, désertification ou migrations) et de la valorisation des
ressources renouvelables et substituables.
3
La panne du modèle actuel crée de la défiance et de la fragilité
37

La panne du modèle actuel crée


de la défiance et de la fragilité
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
38
La panne du modèle actuel crée de la défiance et de la fragilité
39

L
es écarts constatés entre l’ambition collective et ce qu’apporte le
modèle actuel de développement sont manifestes. Ils constituent les
« symptômes » des dysfonctionnements dudit modèle. En particulier,
les inégalités d’accès aux droits fondamentaux, notamment, à
travers des services publics de qualité, alimentent la polarisation sociale
et territoriale sur plusieurs dimensions. Ces dimensions sont autant de
lignes de fracture qui érodent la confiance et empêchent d’avancer. Le
sentiment de défiance qui s’ensuit fragilise le lien social, les institutions et
les corps intermédiaires.
40
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

1 • Une polarisation de plus en plus forte s’installe


Polarisation éducation publique vs éducation privée
La co-existence de deux « systèmes » d’enseignement, le public et le privé, qui ne s’installent
pas en complémentarité, favorise le creusement des inégalités sociales. Il est manifeste que
seuls les ménages ayant des ressources suffisantes peuvent se permettre d’envoyer leurs
enfants dans les écoles privées assurant un minimum de qualité des apprentissages. En
outre et eu égard à l’hétérogénéité de l’offre scolaire privée, la qualité de l’enseignement
dispensé aux élèves est fortement corrélée aux capacités financières de leurs parents, ce qui
est de nature à entretenir l’inégalité des chances, tout en augmentant la vulnérabilité et le
surendettement des ménages modestes et ceux de la classe moyenne.

La polarisation dans le secteur éducatif est considérée par les citoyens qui ont participé
à la consultation lancée par le CESE comme étant le domaine où les inégalités sont les
plus flagrantes (29,98%), suivie de la répartition des revenus (23,44%), des inégalités entre
milieu urbain et rural (15,42%), de la santé (12,11%) et de la justice (11,26%).

Polarisation santé publique vs santé privée


Le système de santé publique a particulièrement pâti de la généralisation du RAMED21,
sans mise à niveau préalable du secteur, tel que cela avait été préconisé par les résultats de
l’évaluation de la phase de test-pilote. A l’épreuve, cette généralisation a eu comme effet une
dégradation de la qualité des soins pour l’ensemble des patients (qu’ils soient ramédistes ou
non), selon les résultats d’une évaluation du RAMED publiée par l’Observatoire National du
Développement Humain (ONDH) en 2017.

La dégradation de la qualité des soins est le résultat d’une augmentation de la demande de


soins adressée aux structures publiques, sans que cela n’ait été accompagné, en contrepartie,
par une augmentation des ressources, donnant lieu à un prolongement des délais d’attentes
(entre 3 mois à 9 mois), à une usure plus rapide et à des pannes récurrentes des équipements
médicaux, outre l’accroissement de la charge de travail du personnel médical provoquant un
surcroît de stress et une démotivation. Cette situation a conduit à l’installation d’une défiance
réciproque entre le personnel hospitalier, contraint de gérer la pénurie et les bénéficiaires du
RAMED, ainsi qu’à une fuite vers le secteur privé des patients les plus solvables.

Polarisation au niveau de l’offre de logement


Les efforts engagés (habitat social, lutte contre les bidonvilles, facilités d’accès au financement
via les fonds de garantie…) ont permis de réduire substantiellement le déficit en logement qui
est passé de 1,2 millions d’unités au début des années 2000 à près de 400 000 unités en 2017.
Néanmoins, les politiques de logement, les politiques fiscales et celles de l’aménagement du
territoire ont été menées selon une démarche en « silos » sans une prise en compte suffisante
21 - Régime d’assistance médicale.
La panne du modèle actuel crée de la défiance et de la fragilité
41

des besoins en logement de la classe moyenne, ni une mise en place de mesures contre
les dérives qui minent le secteur du logement (paiement au noir, spéculation immobilière,
renchérissement des prix au centre du périmètre urbain…).

Par conséquent, l’offre de logements sociaux s’est développée dans des quartiers établis
principalement dans les périphéries urbaines, et sans que ces derniers ne soient suffisamment
pensés en termes d’inclusion économique et socio-culturelle des habitants. Cela a conduit à
une double exclusion sociale et spatiale des bénéficiaires, à une faible mixité sociale et à une
polarisation de l’espace urbain, dans lequel l’emplacement du logement devient corolaire de
la situation financière du ménage.

Cet état de choses est le résultat d’un déficit de gouvernance ayant conduit à la primauté
de la logique économique au détriment des considérations sociales tout aussi importantes.

Polarisation entre milieux urbain et rural


Malgré les nombreuses initiatives entreprises par l’Etat, la situation du monde rural demeure
préoccupante. Des disparités flagrantes se manifestent entre le milieu rural et urbain. Bien
qu’entre 2001 et 2014, l’évolution de la pauvreté ait été marquée par une tendance générale
à la baisse, elle reste plus prégnante en milieu rural22.

Par ailleurs, les inégalités entre l’urbain et le rural sont très marquées en termes d’accès aux
services de base comme la santé et l’éducation (47,7% d’analphabétisme en milieu rural
contre 22,2% pour l’urbain23), d’accès aux équipements et infrastructures, où le monde rural
accuse un retard considérable, notamment dans les zones montagneuses défavorisées.
En effet, et à mesure que l’on s’éloigne des centres urbains en direction du rural profond,
l’intervention des pouvoirs publics s’avère insuffisante. Elle n’est ni menée d’une manière
cohérente et équitable sur les différents territoires du pays, ni accompagnée par une
mobilisation significative du secteur privé.

Une préparation insuffisante aux exigences de la révolution


technologique peut accentuer davantage la polarisation sociale à
moyen et long termes
Selon le rapport « readiness for the future of production 2018 » publié par le World Economic
Forum, le Maroc dispose d’une structure de production limitée avec des perspectives
d’adaptation aux défis de l’industrie 4.0 plutôt peu prometteuses. En cas d’absence de vision
et de stratégies adaptées, une des conséquences alarmantes qui pourraient affecter notre
pays à l’avenir, consisterait en l’installation d’un phénomène de polarisation de l’emploi,
reflété par des pertes d’emploi supérieures aux créations, au niveau des « middle skills » qui
sont les plus vulnérables à la robotisation et à l’intelligence artificielle, d’où le risque d’un
éventuel creusement des inégalités au niveau de la société marocaine future.

22 - Enquête nationale sur la consommation et les dépenses des ménages au Maroc, HCP, 2016.
23 - HCP, Recensement Général de la Population et de l’Habitat 2014.
42
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

2 • Une corruption entrainant une fragilisation du lien


social
La corruption reste endémique au sein de la société marocaine en dépit de la succession des
plans d’action mis en place par les pouvoirs publics pour l’enrayer. Le Maroc a, certes, fait des pas
résolus en matière législative pour favoriser un environnement des affaires plus transparent,
à l’instar de la loi sur l’accès à l’information ou celle sur la déclaration de patrimoine pour les
élus. Toutefois, les mesures prises sont loin de répondre aux aspirations de la société civile
et s’apparentent davantage à des initiatives publiques plutôt qu’à une politique volontariste
de lutte effective contre la corruption à toutes les échelles et accompagnées de mesures
de protection des dénonciateurs. Parallèlement, la médiatisation des affaires de corruption
à travers les réseaux sociaux conduit à une fragilisation du lien social et à une érosion de la
confiance des opérateurs économiques et des citoyens dans le processus effectif de lutte
contre la corruption.

3 • Un manque de transparence et de reddition des


comptes conduisant à un effritement de la confiance
dans les institutions
Depuis deux décennies, le Maroc a adopté un arsenal juridique et réglementaire pour améliorer
la gouvernance des institutions publiques, marquant ainsi la ferme volonté de l’État de rompre
avec l’opacité et l’impunité, et donnant une impulsion en faveur d’une plus grande transparence
et d’une meilleure reddition des comptes. Toutefois, le principe de reddition des comptes
est souvent resté cantonné à l’aspect financier (détournements de fonds, malversations…),
juridique et procédural. La reddition des comptes sur la base de la performance de l’action
publique et de l’usage efficient des deniers publics n’est pas encore complétement ancrée dans
la pratique institutionnelle et ne se fait pas de manière systématique. Cette non-systématisation
de la reddition des comptes des responsables publics sur la base du bilan de leur mandat
mène à la détérioration de la perception des citoyens quant à la transparence des institutions
publiques, notamment lorsque l’action de celles-ci a un impact tangible sur leur quotidien.

4 • La légitimité des corps intermédiaires remise en


cause par les citoyens
Durant ces dernières années, le Maroc a été traversé, à maintes reprises, par des crises sociales
qui ont relayé une insatisfaction des citoyens causée par la détérioration de leur niveau de vie
et les retards de mise en œuvre de projets économiques et sociaux de développement. Ces
mouvements sociaux se sont exprimés principalement en dehors des corps intermédiaires
classiques (associations de la société civile, syndicats, partis politiques…) et sont le corollaire
de la faiblesse manifeste de la participation du citoyen aux élections législatives et locales et
du très faible taux de syndicalisation.
4
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
43

Six faiblesses principales


hypothèquent la concrétisation
de l’ambition souhaitée
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
44
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
45

L
es différents déficits précités sont autant de « symptômes » qui
témoignent de l’incapacité du modèle de développement actuel
à réaliser la nouvelle ambition et appellent, de notre part, un
effort d’analyse minutieuse pour identifier les causes et faiblesses
structurelles qui ont conduit le Maroc à cette situation d’« essoufflement ».
C’est à partir d’une bonne caractérisation des causes, qu’il sera permis
de formuler les grands choix qui détermineront le nouveau modèle de
développement.
46
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

1 • Les citoyens ne sont pas pourvus des conditions


et des moyens pour une contribution effective au
développement
Comme précisé ci-haut, le citoyen est en même temps l’acteur et le récipiendaire du
développement. Les carences constatées en matière de capacité et d’épanouissement
constituent aussi bien une conséquence forte qu’une cause profonde de la panne du modèle
de développement actuel.

La défaillance des services publics érode le pouvoir d’achat des travailleurs et pénalise la
compétitivité-coût de l’entreprise

L’absence de services publics accessibles de qualité fait du Maroc un pays où le coût de la vie est cher
dans la mesure où la charge supportée par les citoyens en matière de dépenses de scolarisation dans
les établissements privés, de santé, de transport, de logement et d’autres services demeure élevée. Dans
le panier de consommation (graphique 2), les rubriques « enseignement » et « santé » sont celles dont le
poids dans le budget des ménages a le plus augmenté entre 2007 et 2014 (une hausse de 2,4 points de
pourcentage du poids de l’enseignement et de 2,2 points pour la santé24). Cette situation contribue à :
a. éroder le pouvoir d’achat des ménages vu la charge budgétaire supportée, en particulier pour les
classes défavorisées et la classe moyenne (double taxation) et de ce fait augmente leur insatisfaction
devant l’inexistence d’un service public de qualité en contrepartie de l’impôt payé ;
b. pénaliser la compétitivité des entreprises puisque face à ces diverses charges supportées par les
salariés, l’entreprise ne dispose pas de suffisamment de marge pour éviter une hausse continue des
salaires face aux pays concurrents (voir graphique 3).

Graphique 1 : Composition du panier des ménages

Variations des poids des différentes rubriques du panier de consommation


Changement de la structure du panier de
entre 2007 et 2014 (classées par ordre descendant, en points de%)
consommation (poids en%)

Rubriques Poids 2007 Poids 2014

Enseignement 3,9 6,3

Santé 5,5 7,7

Loisirs et culture 2,2 2,7

Articles d’habillement et
3,9 4,3
chaussures

Logement, eau, gaz et


14,8 14,5
électricité

Meubles, articles de ménage


4,9 4,4
et entretien courant du foyer

Communications 3,5 2,9

Transports 11,4 10

Restaurants et hôtels 2,9 1,4

Produits alimentaires 41,5 38,8

Source : Données HCP

24 - Chiffres du HCP.
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
47

Ce constat confirme le rôle crucial de l’offre de services publics. Un soutien du pouvoir d’achat ne passe
pas nécessairement par la hausse des salaires puisque l’Etat doit agir plutôt sur le revenu disponible en
pourvoyant des services publics et biens collectifs accessibles à tous et de qualité suffisante (éducation,
santé, transport, aide au logement…). L’accès à ces services publics permettra d’entretenir le pouvoir
d’achat des travailleurs sans pénaliser la compétitivité-coût de l’entreprise, étant donné que la charge de
ces dépenses sociales sera assumée par l’Etat, engendrant ainsi des revendications salariales moindres ou
moins fréquentes. En plus de l’impact sur le rythme de hausse des salaires, une éducation publique de
meilleure qualité est de nature à engendrer un capital humain plus qualifié et plus productif, ce qui permet
d’améliorer significativement le coût unitaire du travail (ratio salaire/productivité du travail) au niveau de
l’entreprise.

Graphique 2 : Salaire mensuel moyen au niveau des pays à revenu intermédiaire


(en dollar international, PPA)

Source : calculé sur la base des données du BIT et de la Banque mondiale


48
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Graphique 3 : Prix d’un Big Mac (dollars US)

Source : The Economist

Par ailleurs, il ressort des résultats de la consultation des citoyens que les services publics
les plus à même de permettre le renforcement des capacités et l’épanouissement des
citoyens sont jugés les plus inefficaces. En effet, l’éducation, la justice et la santé sont
considérés inefficaces voire médiocres sous le prisme de la perception des internautes.

Un système d’éducation qui peine à assurer ses missions


fondamentales
Le système éducatif souffre d’un ensemble de faiblesses qui ont conduit à la détérioration de
l’école marocaine, en particulier celle publique. Ces faiblesses persistent et augmentent, en dépit
des réformes qu’a connues le secteur durant les deux dernières décennies. Parmi ces carences,
il est permis de citer l’abandon scolaire et le niveau insuffisant des élèves, ce qui conduit à une
inefficience des dépenses dans le secteur éducatif.
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
49

Concernant l’abandon scolaire, il continue à constituer un fléau dans les écoles publiques et
concerne environ 338 000 élèves lors de l’année scolaire 2018 dans les deux cycles primaire
et secondaire collégial. Cette situation s’explique par plusieurs facteurs. D’une part, des
conditions sociales peu propices à la poursuite des études et des programmes d’appui social
déployés actuellement au niveau du secteur éducatif qui n’ont pas eu les impacts escomptés
(Tayssir, Un million de cartables, Internats scolaires…)25. D’autre part, le taux encore élevé
de redoublement dans le cycle primaire représente un important facteur de risque de
décrochage scolaire. En outre et eu égard à la faiblesse de l’offre en matière de structures
d’accueil capables d’absorber le flux des élèves du primaire quittant l’école, le risque de
retour à l’illettrisme s’agrandit.

Concernant le niveau d’acquisition des connaissances, le classement des élèves marocains


dans les tests standards internationaux (TIMSS, PIRLS et PISA), qui comparent le niveau
d’apprentissage des élèves entre plusieurs pays, situe le Maroc parmi les trois pays les plus
faibles en la matière et ce, aussi bien dans la lecture que dans les mathématiques et les
sciences.

La faiblesse du niveau des élèves pourrait s’expliquer notamment par une formation
insuffisante des enseignants. Malgré une réforme conduite à partir de 2007, celle-ci reste
peu probante et ne permet pas de doter l’enseignant des compétences nécessaires pour
l’exercice de son métier. Ainsi, la formation initiale, officiellement fixée à un an, ne dépasse
pas dans les faits six à sept mois26. S’agissant des enseignants contractuels recrutés à partir de
2016, cette durée a été réduite à près de trois mois. Ce déficit au niveau de la formation du
corps enseignant pénalise in fine la qualité du capital humain et sa capacité à hisser le niveau
de productivité et à améliorer la compétitivité de l’économie nationale. Par ailleurs, le fait que
ce sont les classes sociales défavorisées qui pâtissent le plus des lacunes de l’école publique,
ne fait que reproduire et consacrer davantage les inégalités des chances chez les plus jeunes.

Un système de santé trainant de lourds handicaps


Le système de santé se caractérise aujourd’hui par plusieurs déficits dont le manque
de moyens humains et logistiques, la faiblesse de l’offre de soins, l’obsolescence des
infrastructures hospitalières, l’absence d’une généralisation de couverture médicale de base
et la mauvaise répartition régionale des médecins.

En effet, le Maroc enregistre une moyenne de 7,327 médecins par 10 000 habitants28 en
2018, ce qui représente des ratios d’encadrement médical assez bas par rapport à des pays
comparables au nôtre (12 en Tunisie et 17,6 en Turquie)29. Le budget alloué à la santé (autour
de 6% du budget de l’Etat) reste en-deçà du niveau standard recommandé par l’Organisation
Mondiale de la Santé (entre 10 et 12%).
25 - Rapport Annuel de la Cour des Comptes, 2017.
26 - Rapport CSEFRS « La mise en œuvre de la charte nationale d’éducation et de formation 2000-2013 », 2015.
27 - Rapport de la commission des secteurs sociaux au Parlement, octobre 2019.
28 - L’OMS stipule qu’il faut un médecin pour 650 habitants (16 médecins pour 10 000 hab).
29 - OMS, Base de données de l’Observatoire mondial de la santé.
50
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

A cela s’ajoute la répartition géographique inégalitaire du corps médical et paramédical


et des établissements de santé entre les différentes régions. Le nombre d’habitants par
médecin varie de plus de 4 000 habitants par médecin (médecins du ministère de la santé
hors CHU30, médecins des collectivités locales et médecins privés) dans certaines régions
à près de 1 000 habitants par médecin pour d’autres. De plus, les structures de soins de
santé primaires, qui ont été développées massivement lors de la dernière décennie sont peu
attractives pour les citoyens en raison de la faiblesse de l’offre de soins disponibles. Selon
l’étude conjointe menée en 2018 par l’Observatoire National du Développement Humain
et la Banque Mondiale, intitulée « Évaluation des prestations de service des soins de santé
primaires », le taux d’utilisation des consultations curatives se situe entre 0,71 et 0,99 nouveaux
cas par habitant par an, contre 2,7 en Tunisie et 6,4 en France.

De plus, et malgré le développement de la couverture médicale, les dépenses directes


des ménages en santé restent élevées. S’agissant de l’AMO, son élargissement n’a pas été
accompagné par une hausse significative des financements alloués ni par une révision
de la tarification nationale de référence (inchangée depuis 2008). Cela a conduit à une
hausse du « reste à charge » des bénéficiaires qui s’est établi à 35% en 2016, sachant qu’il
demeure toutefois sous-évalué en raison des pratiques de sous-facturation dans le secteur
privé31 (paiement au noir).

De même, et comme cela a été déjà signalé, la généralisation du RAMED en 2012 a entrainé
une paupérisation des structures de soins publiques due à une augmentation de l’effectif de
la population bénéficiaire du RAMED sans hausse significative des financements, ni mise à
niveau préalable du secteur.

Dans ce contexte, les citoyens se retrouvent confrontés à un système de santé à deux vitesses,
marqué par une « fracture sanitaire » entre un secteur privé attractif, mais également coûteux
aussi bien pour les patients que pour les régimes de couverture médicale de base, et un
secteur public dégradé et sous pression.

Des politiques d’urbanisme et de logement favorisant la création de


nouveaux espaces d’exclusion sociale
L’urbanisation au Maroc est génératrice d’exclusion et de tensions sociales : le déficit en
matière de logements se manifeste sous forme de bidonvilles et d’habitat sous équipé ou
insalubre et s’explique par le déséquilibre patent entre l’offre et la demande de logements
abordables pour les ménages à faible revenu. En effet, la croissance soutenue de la population
urbaine pendant plusieurs décennies a engendré une inflation des prix des logements.
Cela a conduit les foyers à faible revenu à se déplacer aux périphéries des grandes villes
et dans une partie de l’espace rural. Plus de 30% des constructions réalisées annuellement
au niveau urbain se font sur des terrains agricoles périphériques en dehors de toute

30 - Centre Hospitalier Universitaire.


31 - Auto-saisine CESE « La protection sociale au Maroc : Revue, bilan et renforcement des systèmes de sécurité et d’assistance
sociale », 2018.
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
51

planification. Ce phénomène d’étalement urbain classique a été aggravé ces dix dernières
années par l’émergence de grands projets d’habitat social qui risquent de constituer, dans
les années à venir, des foyers grandissants d’insécurité et de tensions sociales. Par ailleurs,
la non-optimisation de l’urbanisation a connu une accentuation à cause des programmes
des « Villes Nouvelles » et de la multiplication, à partir des années 2000, des pratiques de
la dérogation en urbanisme. A cela, il convient de rajouter la faiblesse de l’offre destinée
à la classe moyenne confrontée à la cherté des tarifs et aux pratiques des paiements non
déclarés (paiement au noir).

Un mode de transport inadéquat avec les besoins des usagers


Le mode de gestion des services publics urbains est exclusif et non durable, notamment
dans les grandes villes, avec des moyens qui n’évoluent pas en fonction des besoins : le
transport urbain en particulier souffre de l’insuffisance des infrastructures et des équipements
existants et leur inadéquation avec la demande croissante de mobilité des citadins. Cela
s’est traduit par un accès encore très réduit des populations aux services et aux activités
économiques, d’une part à cause de l’éloignement et des coûts y afférents et d’autre part à
cause de l’insécurité grandissante.

L’insécurité dans les transports publics a induit un recours accru à la voiture particulière
et a accentué les inégalités socio-spatiales, créant ainsi un sentiment d’exclusion pour les
populations les plus défavorisées qui ne peuvent pas y accéder, sans parler de l’impact
négatif sur l’environnement et la qualité de l’air. Les transports urbains au Maroc génèrent le
1/5 des émissions de Gaz à Effet de Serre (GES) et le tiers de la quantité globale de CO2 avec
une croissance annuelle de près de 5%.

Un système judiciaire à faible efficacité et qui n’accompagne pas les


mutations du pays et les aspirations des citoyens
Le système judiciaire continue à pâtir des faiblesses sur plusieurs plans, notamment par
la persistance du recours à la corruption et aux passe-droits, ainsi que les longs délais des
procédures, ce qui n’est pas sans conséquence sur la confiance des citoyens et des investisseurs.
En outre, la prédominance de la logique du tout-carcéral et le recours quasi- systématique à
la détention provisoire conduit à l’exclusion sociale des détenus, à l’augmentation des risques
de récidive, notamment parmi les jeunes détenus, au risque de faire de la prison un terreau
de la marginalité et de la délinquance.

S’agissant encore du système judiciaire, le chantier d’harmonisation de l’arsenal juridique en


vigueur avec les dispositions de la Constitution de 2011 et les conventions internationales
ratifiées par le Maroc a accusé un retard notable. Plus préoccupant, dans certains domaines,
des textes juridiques n’ont pas été actualisés depuis des décennies (cas du système foncier)
et confrontent les citoyens à des difficultés pour protéger leurs droits.
52
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Lien avec les déficits et symptômes constatés

A la lumière de ce qui précède, il ressort clairement que cette première faiblesse, qui
réside dans le fait que « Les citoyens ne sont pas pourvus des conditions et des moyens
pour une contribution effective au développement », revêt un caractère central, dans
la mesure où elle est liée à de nombreux déficits parmi ceux abordés au niveau des
sections II et III du présent rapport. Il s’agit particulièrement des déficits en matière de
prospérité, de capacité et d’épanouissement du citoyen, d’inclusion, mais également en
matière d’égalité des chances et de réduction des disparités.

2 • Les femmes demeurent à la marge du développement


Les femmes subissent une exclusion s’aggravant avec le temps : l’indicateur le plus
révélateur de cette situation d’exclusion reste, sans nul doute, le taux d’activité des femmes.
Selon les données du HCP, le taux d’activité des femmes a reculé de 26,6% en 2008 à 21,8%
en 201832. Ce taux est encore plus bas dans le milieu urbain où il s’est situé à 18,1% en 2018.
Ceci signifie que près de 82% des femmes dans les villes en âge de travailler ne participent
pas à l’activité économique et donc ne disposent pas d’un revenu propre.

Cette faible participation des femmes sur le plan économique s’explique par plusieurs
facteurs relevant de différents registres : pour les moins de 24 ans, le repli du taux d’activité
peut s’expliquer par le prolongement des années d’études. Le poids des rôles sociaux associés
aux femmes représente également un facteur entravant leur participation au marché de
l’emploi. Il y a lieu de citer à cet égard la charge des travaux domestiques pour lesquels les
femmes consacrent 7 fois plus de temps que les hommes. En effet, selon les enquêtes du
HCP, près de la moitié des femmes inactives le sont en raison de la nécessité de s’occuper de
leur foyer et des enfants.

Ce constat est corroboré par les résultats de la consultation des citoyens puisque le
facteur culturel est jugé, à hauteur de 34,88% des réponses, comme le principal facteur
d’exclusion de la femme du monde du travail, suivi de celui relatif aux opportunités
d’emploi (27,31%).

Les femmes sont, par ailleurs, plus exposées au chômage que les hommes. Le taux de
chômage au niveau national est de 14,1% chez les femmes, contre 8,1% chez les hommes
en 2018. Ce taux est encore plus élevé en milieu urbain où il atteint 23,9% chez les femmes
contre 10,9% chez les hommes.

Cette situation expose les femmes à une plus grande précarité sociale, surtout étant
donné les insuffisances dont elles souffrent en matière de couverture par les mécanismes de
protection sociale. Elles représentent, en 2018, seulement 17% de l’effectif des retraités à la
32 - Enquête Nationale sur l’Emploi, HCP, 2018.
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
53

CNSS contre 83% d’hommes et leur pension moyenne de retraite est de 1 909 dirhams contre
1 974 pour les hommes. En cas de divorce, la femme ne bénéficie plus de la couverture
médicale du conjoint et, en cas de veuvage, sa couverture sociale et celle des enfants
dépendent de l’existence d’une pension de réversion (qui constitue la moitié de la pension
du conjoint).

Lien avec les déficits et symptômes constatés

Cette deuxième faiblesse relative à l’exclusion des femmes est directement liée aux
différents déficits constatés au niveau du modèle actuel, en particulier ceux en lien avec
l’inclusion, dans sa dimension genre, ou avec l’égalité des chances entre hommes et
femmes dans différents aspects de la vie économique, sociale et politique.

3 • Un monde rural isolé, peu équipé et ne contribuant


pas suffisamment au développement du pays
L’impact des programmes et projets menés en faveur du monde rural demeure en-deçà
des attentes et des besoins des populations rurales : cela se traduit par la persistance des
inégalités socio-économiques et le faible accès aux services de base, car environ 3,5 millions
de personnes ne bénéficient toujours pas d’un approvisionnement régulier en eau potable et
environ 1,3 millions de personnes ne bénéficient pas de raccordement au réseau électrique.

Par ailleurs, le taux de pauvreté multidimensionnelle33 à l’échelle nationale est passé de 25% en
2004 à 8,2% en 2014. Cette baisse occulte, cependant, une grande disparité entre les milieux
urbain (2%) et rural (17,7%)34. La pauvreté multidimensionnelle demeure ainsi un phénomène
principalement rural (85,4% des personnes concernées par la pauvreté multidimensionnelle
vivent dans le milieu rural).

En milieu urbain, plus de 90% de la pauvreté multidimensionnelle est due aux déficiences en
termes d’éducation (57,3%) et de santé (33,9%). La pauvreté rurale s’explique principalement
par les privations en termes d’éducation (54,5%) et des conditions de vie (30,4%)35.

La situation dans les zones rurales montagneuses est beaucoup plus préoccupante :
en effet, ces zones accusent d’importants retards en matière de développement humain.
L’analphabétisme touche environ 47% de la population (contre 32% au niveau national) et
les populations vivant dans ces zones ont des revenus deux fois inférieurs à la moyenne
nationale. La contribution directe de ces zones au développement économique du pays
reste très limitée, ne dépassant pas 5% du PIB et 10% de la consommation nationale36.
33 - Ce taux évalué par le PNUD sur la base de l’accès aux services de santé, d’éducation, de l’eau, de l’électricité et d’autres services.
34 - HCP, Principaux résultats de la cartographie de la pauvreté multidimensionnelle 2014.
35 - HCP, Principaux résultats de la cartographie de la pauvreté multidimensionnelle 2014.
36 - MAPM/DDRZM, 2016 : Développement de l’Espace Rural et des Zones Montagneuses : Stratégie et Approche d’Intervention.
Présentation PPT : Samedi 19/3/2016. Institut Agronomique et Vétérinaire Hassan II.
54
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Le potentiel de l’économie rurale demeure sous-valorisé, la diversification des activités non


agricoles peu encouragée et pas assez soutenue publics, ce qui est de nature à renforcer la
vulnérabilité et la précarité de cette population.

Lien avec les déficits et symptômes constatés

Le caractère critique de cette troisième faiblesse ayant trait au monde rural découle
du fait qu’elle est directement liée à des déficits majeurs identifiés précédemment,
à savoir : (i) le manque d’inclusivité des populations rurales et le phénomène de
polarisation urbain/rural, (ii) la participation insuffisante des populations rurales à la
création de richesse et donc à la prospérité, ainsi que (iii) le déficit dont elles pâtissent
en matière d’égalité des chances puisqu’elles sont les plus concernées par la faiblesse
des opportunités d’ascension sociale.

4 • Un système de privilèges qui accentue l’exclusion et


ralentit l’ensemble de la croissance
Une prédominance des privilèges et passe-droits : le système économique au Maroc a
pendant longtemps ouvert la voie, directement ou indirectement, à l’installation de secteurs
protégés, de privilèges et agréments qui encouragent le comportement rentier au détriment
de l’efficience économique, de l’innovation et de la prise de risque.

Certains secteurs restent soumis à des agréments et autorisations, à l’image de ceux des
hydrocarbures, des transports publics, des carrières de sable, de la pêche hauturière… En
outre, des situations de rente non productives peuvent découler des politiques économiques
elles-mêmes, lorsque les exonérations et incitations sont accordées et maintenues en faveur
de secteurs ou acteurs spécifiques sans une évaluation et un suivi rigoureux de leur efficacité.

Contrairement à la corruption et aux fraudes, le danger de certaines formes de rentes et


de privilèges découle du fait que ces derniers ont souvent un caractère légal institué par
la loi et les procédures. La persistance historique des privilèges et passe-droits au Maroc
peut contribuer, dans certains cas, à une sorte de perversion de l’économie dans le sens
où les individus consacrent en partie leurs efforts et ressources financières pour saisir les
opportunités de rente et les pérenniser par divers moyens.

Des positions dominantes non corrigées : l’économie marocaine est marquée également
par une forte concentration dans la plupart des secteurs, entretenant parfois des positions
dominantes de certaines grandes sociétés sur le marché. Si cette situation n’est pas illégale,
elle augmente par contre la probabilité de pratiques anticoncurrentielles prohibées, telles
que l’abus de position dominante, les barrières à l’entrée pour empêcher l’introduction de
nouvelles entreprises, les ententes de prix qui nuisent au pouvoir d’achat du consommateur,
ou encore les situations de dépendance économique des petits fournisseurs par rapport à un
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
55

client hégémonique. L’environnement de la régulation des marchés des biens et services au


Maroc n’a pas été suffisamment outillé pour résorber ces pratiques, notamment avec le gel
du Conseil de la Concurrence depuis 2013, puisqu’il n’a été réactivé que récemment.

Ces facteurs constituent des obstacles de taille puisqu’ils (i) pénalisent l’émergence d’une
classe d’entrepreneurs capable de valoriser les opportunités productives et innovantes au
sein de l’économie, (ii) entretiennent la survie de lobbies rentiers et spéculateurs improductifs
qui constituent une véritable poche de résistance au changement, et enfin (iii) menacent
la cohésion sociale étant donné que les citoyens sont devenus de plus en plus avertis et
de moins en moins tolérants vis-à-vis des injustices, des privilèges et des inégalités, d’où
la montée des tensions sociales ces dernières années (mouvements de protestation d’Al
Hoceima, Jerada, Boycott…).

Cette perception se confirme dans les résultats de la consultation des citoyens puisque
plus de 50% des répondants estiment que tous les opérateurs s’entendent au détriment
du citoyen, et plus de 42% considèrent qu’il n’y a pas suffisamment de concurrence.

Lien avec les déficits et symptômes constatés

Cette grande faiblesse du modèle actuel est à l’origine de certaines carences dont souffre
le Maroc, notamment sur le plan (i) de la prospérité (la prédominance des privilèges
et l’absence d’une concurrence saine ne permettent pas de rassurer les porteurs de
projets et donc entravent l’investissement, la croissance et l’emploi ), (ii) de l’égalité des
chances (un accès inéquitable aux opportunités d’investissement ne valorisant pas les
principes du mérite, de l’effort et de la créativité), et (iii) de la défiance, dans la mesure
où l’absence d’actions efficaces contre le système des privilèges et d’une généralisation
systématique de la reddition des comptes érode la confiance dans les institutions et
alimente les foyers de la corruption et du népotisme.

5 • Des entrepreneurs soumis à des contraintes limitant


leur initiative et réduisant les champs d’opportunités
En dépit des avancées en matière d’amélioration du climat des affaires et de l’environnement
économique en général, le système de soutien demeure insuffisant pour les créateurs
d’entreprises (TPME et auto-entrepreneurs). En effet, les fonds et outils destinés à
promouvoir l’entrepreneuriat, et particulièrement les projets innovants, n’ont pas encore
atteint une taille suffisante, avec une faible présence des modes de financement spécifiques
(capital-risque, amorçage, business angel, crowdfunding…) qui, parfois, pâtissent d’un cadre
juridique ambigu. De même, la multiplicité des intervenants dans le domaine de l’appui et
du financement de l’entreprise, ainsi que le caractère dispersé des produits de garantie, de
financement et d’accompagnement proposés aux entrepreneurs créent auprès de ceux-
56
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

ci une confusion, amplifiée par le manque d’une stratégie de communication efficace par
rapport aux dispositifs mis en place.

L’inefficacité et la lourdeur des services administratifs aussi bien au niveau central que
local constituent un handicap de taille pour les entrepreneurs que la réforme des Centres
Régionaux d’Investissement et la Charte de la Déconcentration tentent de résorber. Sur cet
aspect, il n’est pas sans rappeler que la réussite de toute réforme reste conditionnée par
l’effectivité de l’implémentation et la mobilisation de ressources humaines qualifiées et de
ressources financières suffisantes.

Un risque personnel toujours élevé pour le citoyen entrepreneur : le fait que


l’environnement économique, social et institutionnel n’offre pas suffisamment d’assurance
contre les risques, qui souvent requièrent de l’individu un engagement et des garanties
personnels lorsqu’il s’agit d’accès au financement ou de liquidation judiciaire, sont des
éléments qui freinent l’initiative privée au Maroc. Cette absence de visibilité et d’un minimum
de sécurisation de parcours explique la préférence pour le salariat dont la part dans le travail
rémunéré est passée de 57,7% en 2008 à 58,3% en 2018. Elle explique aussi la faible création
d’entreprises, sl’entrepreneuriat étant souvent considéré comme dernière alternative, à
défaut d’opportunités dans le salariat. D’autant plus, que même lorsque l’entreprise est créée,
sa survie demeure très fragile. En effet, près de 34% des entreprises disparues en 2018 avaient
moins de 5 ans et près de 63% avaient moins de 10 ans.

Tous ces éléments entravent l’initiative privée et empêchent l’éclosion d’une base
entrepreneuriale capable de saisir les opportunités et créer de la richesse et de l’emploi.

Lien avec les déficits et symptômes constatés

Tous ces éléments obèrent le processus de création de richesse et entretiennent le


déficit constaté en matière de prospérité, en gaspillant le potentiel et en entravant
l’initiative privée, empêchant ainsi l’éclosion d’une base entrepreneuriale capable de
saisir les opportunités et de contribuer effectivement au développement du pays.
Six faiblesses principales hypothèquent la concrétisation de l’ambition souhaitée
57

6 • Une orientation générale peu lisible des politiques


publiques et une exécution souvent lente et
inefficiente
Depuis deux décennies, le Maroc a entamé une série de réformes sur les plans économique et
social visant à rattraper le retard accumulé en termes de développement humain et à rendre
compétitif des secteurs moteurs de l’économie marocaine. Ces réformes ont pris la forme
de plans d’action gouvernementaux s’étalant, chacun, sur un horizon temporaire prédéfini
et affichant, pour certains d’entre eux, des objectifs bien définis. Ces réformes structurelles
ont renforcé l’architecture institutionnelle et les infrastructures économiques, sociales et
culturelles du pays.

Absence de cap et d’articulation des politiques publiques : si l’ensemble de ces stratégies


sectorielles a pour finalité de contribuer à une croissance économique forte, durable,
créatrice de richesses et d’emplois, elles souffrent néanmoins d’un déploiement « en
silos », essentiellement porté par le secteur concerné, et donc d’un manque de cohérence
et de convergence. L’implémentation de ces stratégies souffre aussi de faibles synergies
intersectorielles, d’un déficit au niveau de l’implication et de l’adhésion des parties prenantes.
Les mécanismes prévus pour la coordination de ces stratégies et les instruments de leur
gouvernance et de leur évaluation sont souvent peu efficients. Par ailleurs, l’interaction
des agences d’exécution, chargées de mettre en œuvre des programmes stratégiques et
structurants, avec les services centraux et territoriaux de l’administration, et la coordination
de leurs actions nécessitent une clarification des responsabilités et du pilotage stratégique.
Plus généralement, les réformes menées, notamment depuis les années 90, ont produit
une pléthore d’agences, d’établissements et d’organismes, avec des missions de nature à
créer des confusions et des télescopages, pouvant entraver la marche fluide et efficiente des
institutions.

En outre, l’effectivité des lois demeure un problème majeur dans notre pays, ce qui est
de nature à ébranler la confiance des citoyens et des institutions privées dans la capacité de
l’Etat à faire respecter les lois et à tenir ses engagements. Plusieurs cas de figure sont à relever
concernant cette faible effectivité des lois dont certains concernent le fonctionnement même
de l’appareil public. A titre d’exemple, l’obligation d’accompagner tout projet de loi d’une
étude d’impact (conformément à la loi organique n°065-13) n’est pas respectée. De plus, même
lorsque l’étude d’impact est menée, la publication de ses résultats n’est pas systématique.

De même, l’adoption des lois et des réformes n’est pas automatiquement accompagnée ou
suivie par la publication des textes subsidiaires dans des délais raisonnables, en particulier
pour les lois organiques et les lois-cadres37. Un autre frein lié à la gouvernance réside dans
l’effectivité relative des lois et de la réglementation qui contribue à retarder leur impact et,
sur le plan économique, nuit à l’attractivité du pays et à la compétitivité de ses entreprises.

37 - Le processus de publication des textes d’application de la loi organique sur les régions a pris plus de deux ans.
58
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

La gouvernance des institutions publiques dans notre pays se caractérise par la


prédominance des modes de fonctionnement fondés sur une culture de la conformité
et de la procédure. Cette culture donne la primauté aux moyens dans un système qui
privilégie la stabilité des structures formelles d’organisation et d’action et se fait au détriment
de l’efficacité qui requiert, par contre, de faire place à la primauté des résultats et de valoriser
le changement. La difficile implémentation de la culture de la performance portée par la loi
organique relative à la loi de finances confirme ce constat.

Ces faiblesses ne sont pas sans impact sur l’image que se font les citoyens sur la gestion
des affaires publiques, qu’ils perçoivent comme inefficiente, voir non-transparente, ce qui
conduit à ébranler la confiance des citoyens dans leurs institutions publiques et dans les
partis politiques.

Lien avec les déficits et symptômes constatés

Cette faiblesse a un caractère particulier dans le sens où elle peut être liée à l’ensemble
des déficits et symptômes identifiés. Elle porte essentiellement sur la qualité de la
gouvernance des politiques publiques dans les différents domaines économiques,
institutionnels, sociaux et environnementaux.
5
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
59

Les grands choix pour


recréer la confiance et faire
du Maroc un pays solidaire
et prospère pour tous ses
citoyens
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
60
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
61

Comme cela a été développé ci-haut, six grandes faiblesses entravent la concrétisation
de l’ambition souhaitée.
D’une part, trois faiblesses majeures contribuent à limiter l’épanouissement et les
initiatives individuelles et collectives. La première renvoie aux conditions de contribution
des citoyens au développement (essentiellement liées aux services publics) ; la deuxième
est la conséquence directe de la prédominance de l’économie de rente et des privilèges,
favorisant l’inefficience, la faible valeur ajoutée et contribuant à la persistance des inégalités
sociales et territoriales ; la troisième est liée aux contraintes qui limitent l’initiative et les
opportunités pour les entrepreneurs et les porteurs de projets créateurs de valeur ajoutée
et d’emploi.
D’autre part, ont été identifiées deux faiblesses qui sont reliées à une incapacité manifeste
à protéger, soutenir et faire participer dans la dynamique du développement, des pans
entiers de la société, notamment les populations démunies, les femmes et le monde rural.
A cela s’ajoute, une faiblesse liée au manque de lisibilité des orientations politiques
publiques, de leur convergence et cohérence d’ensemble et à l’inefficience de la mise en
œuvre des réformes engagées, qui demeurent trop compartimentées.
Il s’agit donc d’adresser ces faiblesses pour atteindre l’ambition souhaitée dans le cadre
d’une vision intégrée, assumée et susceptible de créer l’adhésion en adoptant une
approche méthodique et pragmatique qui permettrait de faire avancer les réformes.
Le travail réalisé par le CESE au travers des auditions, de l’analyse documentaire en plus de
la consultation directe des citoyens adopte le même esprit de pragmatisme. Il a ainsi pris
en compte le fait que le modèle de développement actuel est le résultat complexe d’un
cumul de grandes inflexions. Certaines ont été dictées par des dynamiques extérieures ou
intérieures profondes (Traité d’Algesiras, Protectorat, Indépendance, Plans Quinquennaux,
Marocanisation, Programme d’Ajustement Structurel, Programmes d’Infrastructures,
Stratégies Sectorielles, INDH, Régionalisation Avancée…). D’autres inflexions, malgré
leur caractère conjoncturel, ont eu également une incidence majeure (fiscalité sur
l’immobilier social, suppression de la provision pour recherche et développement, temps
plein aménagé des médecins…).
Il s’agit en définitive d’un ensemble de grands choix qui ont été faits dans le passé, mais
qui n’ont pas toujours été exprimés, partagés ou étudiés et qui ont eu pourtant un impact
décisif sur la trajectoire de développement du pays.
Le nouveau modèle de développement sera donc le résultat de l’identification, du
partage et de la mise en œuvre participative et volontariste de nouveaux grands choix
qui permettront d’adresser les faiblesses afin de concrétiser l’ambition.
62
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Les nouveaux grands choix pour concrétiser l’ambition


Les nouveaux grands choix devront refléter la complexité de notre ambition collective.
Celle-ci exprime clairement la décision, non paradoxale, d’aller vers un rythme de
développement fort sans exclure personne, de libérer les énergies tout en accueillant et
en soutenant tous les pans de la société.

Libérer les énergies


L’idée de base de l’ambition est de placer l’individu au cœur du nouveau modèle, en
assurant le développement et le renforcement des capacités individuelles et collectives
de l’ensemble des composantes de la société, pour libérer les énergies et inscrire le pays
dans une dynamique de développement soutenue et durable. Cela implique d’abord de
garantir à tous, sans discrimination aucune, une offre de services publics accessible et
de qualité. Cette orientation portera de toute évidence, sur l’éducation, pour un capital
humain qualifié, productif et maitrisant les armes cognitives de la nouvelle ère. Elle portera
aussi sur les autres services publics, pour les rendre plus efficients et plus efficaces, et les
orienter davantage vers et autour du citoyen-usager, notamment la santé, le logement,
les transports publics, l’accès à la culture, etc. Un effort particulier devra être fait pour
absorber les disparités sociales et territoriales, résultantes du poids de l’histoire et de la
géographie.
Sur ce point, deux grands choix sont à opérer à savoir :
™ Choix 1 : Un système d’éducation et de formation national, centré sur l’apprenant,
basé sur la capacitation, la responsabilisation et la motivation des acteurs, dans
l’objectif de former un citoyen acteur du progrès économique et social ;
™ Choix 2 : Une nouvelle génération de services publics performants et accessibles basés
sur la responsabilisation des acteurs et tirant complètement parti de l’opportunité de
la transformation digitale.
L’amélioration significative des services publics contribuera, en particulier, à adresser
le problème de la cherté du coût de la vie au Maroc, dans la mesure où elle allégera
la charge supportée par les citoyens en matière de dépenses de scolarisation dans les
établissements privés, de santé, de logement et d’autres services, qui demeure élevée.
Cette cherté érode bien entendu le pouvoir d’achat des ménages mais elle a également
pour effet d’altérer la compétitivité de l’entreprise puisqu’elle induit des coûts salariaux
plus importants comparativement à de nombreux pays concurrents.
Libérer les énergies veut dire également libérer l’initiative économique, l’entrepreneuriat,
et permettre aux talents de s’exprimer, de développer leur créativité et de réaliser leur
potentiel. Cela implique la définition de règles claires du « jeu économique » notamment
pour l’accès aux domaines de création de valeur et de richesse ainsi que la mise en place
d’un système fort de soutien et d’accompagnement des entrepreneurs.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
63

En ce sens, il s’agit d’abord de lever plusieurs entraves qui handicapent l’acte d’investir
et pénalisent l’entreprise, en particulier la persistance de barrières légales et illégales, qui
empêchent l’allocation optimale des ressources dans l’économie, qui entretiennent de
faibles niveaux de concurrence, les rentes de situation et une dépendance aux privilèges,
dans un environnement marqué par une banalisation des pratiques de corruption. Pour
cela, il y a lieu de s’inscrire dans le sens du choix suivant :
™ Choix 3 : Un environnement garantissant une concurrence saine et régulant les
avantages, la rente de situation et les privilèges pour favoriser l’investissement
productif efficient et la réduction des inégalités.
Il s’agit ensuite de définir et mettre en œuvre des politiques favorables aux entreprises
qui permettront de palier la faiblesse de l’entrepreneuriat, la compétitivité limitée des
entreprises, leur mortalité élevée durant les premières années ainsi que leur concentration
sur des activités à faible contenu technologique. L’objectif est de régénérer le tissu
entrepreneurial et de le densifier en massifiant le nombre d’entrepreneurs, qui seront
mieux ciblés et soutenus, de manière à accélérer et à redynamiser les créations et la
croissance des entreprises et des activités génératrices d’emplois. Cela suppose aussi, de
lutter contre les entraves objectives qui empêchent les acteurs et les entreprises de réaliser
leur plein potentiel. Pour cela, il y a lieu de s’inscrire dans le sens du grand choix suivant :
™ Choix 4 : Une transformation structurelle de l’économie, inclusive de l’informel, portée
par l’entrepreneuriat et l’innovation et visant l’émergence industrielle.

Soutenir, accueillir et protéger


La libération des énergies, axe majeur de l’ambition proposée par le CESE, ne pourra pas
produire les effets escomptés, tant que plusieurs composantes de la société continuent
à souffrir de la marginalisation et d’un manque de prise en charge. Le modèle de
développement voulu, ne peut être complet sans, d’une part, une solidarité et une
inclusion des populations démunies et celles en situation de handicap, et d’autre part,
sans la prise en charge des intérêts des générations futures, qui seront nécessairement
impactées par les choix et décisions prises aujourd’hui.
La nouvelle dynamique de développement doit donc être en mesure d’ouvrir le
champ de la participation au développement à tous, particulièrement aux populations
démunies, aux plus exclues et à celles souffrant de discriminations, quelle qu’en soit la
nature, notamment les femmes et la population rurale. Il s’agit d’un impératif à même de
contribuer à résorber l’exclusion et le gaspillage des ressources humaines, matérialisés
par la faiblesse alarmante du taux d’activité des femmes, le sous-emploi en milieu rural et
la concentration des effectifs ruraux dans des activités à faible productivité. La réalisation
de deux grands choix stratégiques s’avère nécessaire à ce niveau :
™ Choix 5 : Des femmes autonomes, actrices de développement et exerçant leurs droits
pour une pleine participation à la vie économique, sociale, politique et culturelle ;
™ Choix 6 : Un monde rural intégré, valorisé, attractif et connecté.
64
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Par ailleurs, un modèle de développement ne saurait se concevoir sans une répartition


juste et équitable de la richesse incluant les plus démunis et préservant le patrimoine
pour les générations futures. L’équité sociale et intergénérationnelle conditionne,
en effet, la durabilité du modèle et sa résilience aux chocs économiques, sociaux et
environnementaux. Il s’agit ainsi d’assurer une sécurisation efficace et élargie des parcours
de vie des citoyens, tout en veillant à préserver et à valoriser le capital naturel. A cet effet,
deux choix s’imposent, à savoir :
™ Choix 7 : Une solidarité organisée visant la réduction des inégalités sociales et
territoriales, apportant une protection sociale universelle et financée par une juste
contribution des citoyens ;
™ Choix 8 : Un capital naturel protégé, valorisé de manière soutenable pour favoriser la
croissance durable.

Adopter un cap et se mobiliser


Enfin, le succès du nouveau modèle de développement reste tributaire de la qualité
de la gouvernance qui le porte et des modalités d’une implémentation efficace et
transparente. C’est pourquoi, le nouveau modèle requiert la fixation d’un cap fédérateur,
une gouvernance efficiente et responsable, des mesures fortes et opérationnalisables, à
même de rétablir et d’entretenir la confiance. Il s’agit de marquer une rupture forte avec
une gestion des institutions publiques, souvent caractérisée par un mode de gouvernance
peu efficient, des responsabilités diluées et un déficit de coordination. Rupture avec une
gestion publique où la conformité aux procédures se fait au détriment de l’efficacité.
Rupture, enfin, avec une gestion des services publics de piètre qualité et avec des délais
d’exécution généralement en décalage avec les attentes légitimes des citoyens. Cela
requiert d’opérer le choix central explicité ci-dessous :
™ Choix 9 : Un Etat de droit garant de l’intérêt général menant une action publique
territorialisée basée sur la cohérence, la transparence, l’efficacité et l’évaluation
systématique.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
65

CHOIX 1
Un système d’éducation et de formation national,
centré sur l’apprenant, basé sur la capacitation, la
responsabilisation et la motivation des acteurs, dans
l’objectif de former un citoyen acteur du progrès
économique et social
L’Etat doit élever au rang de priorité nationale l’investissement dans le renforcement des
capacités et des compétences de ses citoyens afin de donner la possibilité à chacun de
s’épanouir et d’être en mesure de contribuer au développement du pays. Le potentiel de
chacun doit pouvoir s’exprimer grâce à un système d’éducation et de formation national
performant, inclusif et retrouvant son rôle d’ascenseur social.

La concrétisation de ce choix passe par une transformation urgente, profonde et audacieuse


du système public d’éducation et de formation.

Dans cette perspective, le Maroc devra opter pour la réalisation de six objectifs stratégiques :

è Aller vers un système d’éducation–formation consacrant la capacitation, la


responsabilisation et la motivation des acteurs ;

è Transformer le système des formations initiale et continue des acteurs du système


d’éducation et de formation ;

è Généraliser le digital dans le système d’éducation et de formation ;

è Asseoir un système de pilotage par objectifs, axé essentiellement sur le degré


d’acquisition par les apprenants des compétences ;

è Mettre en place un système d’éducation et de formation qui diversifie les opportunités et


les maintient ouvertes aux apprenants tout au long de la vie et qui promeut l’excellence ;

è Eradiquer l’analphabétisme : 10 ans pour passer en-deçà de 5%.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.

Evoluer vers un système d’éducation–formation consacrant la capacitation,


la responsabilisation et la motivation des acteurs

Action 1. Rendre effective l’autonomie des académies et des universités en termes de


gestion du budget et du recrutement et conférer aux chefs d’établissements
scolaires une véritable autonomie de gestion. Ceci devra se faire dans le cadre
66
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

d’une contractualisation couplée au renforcement des mécanismes d’audit, de


contrôle et de reddition des comptes.

Action 2. Impliquer de manière effective les bénéficiaires (élèves et étudiants), les parents
d’élèves, les collectivités locales et autres parties prenantes dans le système de
gouvernance et d’évaluation de l’enseignement.

Action 3. Créer une filière diplômante de « management des établissements scolaires » en


vue de former des profils hautement qualifiés pour gérer les établissements à tous
les niveaux.

Action 4. Valoriser le métier d’enseignant, notamment dans son rôle d’éducateur, et en le


responsabilisant par :

ƒ un statut attractif et valorisé à travers des critères de sélection rehaussés


pour attirer les meilleurs profils, dans le cadre de filières professionnalisantes,
attractives, motivantes et à accès régulé ;
ƒ un système de gestion de carrière dynamique, évolutif et transparent, basé
notamment sur les performances et le mérite ;
ƒ des conditions de travail adéquates garantissant la sécurité du corps
enseignant au sein des établissements scolaires ;
ƒ des mécanismes incitatifs innovants et adaptés en faveur des enseignants,
surtout ceux affectés à des zones rurales ou quartiers sensibles.

Transformer le système des formations initiale et continue des acteurs du


système d’éducation et de formation

Action 5. Elever la qualité de la formation initiale et continue : la formation initiale devra


viser la maitrise renforcée des compétences techniques et pédagogiques et celles
liées au savoir-être. La formation continue devra perfectionner les compétences
existantes et les mettre à jour.

Action 6. Déployer le digital pour généraliser à coût réduit l’accès des enseignants à des
formations ciblées et personnalisées.

Généraliser le digital dans le système d’éducation et de formation

Action 7. Développer et mettre en place un système de formation digitalisé qui permet


à l’apprenant de compléter et de renforcer en ligne et selon son rythme et ses
aptitudes, le savoir acquis en classe. L’objectif à minima sera de disposer en ligne
dans les 3 années à venir de la majorité des cours et des exercices de base des
différents niveaux scolaires.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
67

Action 8. Profiter des technologies numériques pour permettre aux apprenants en


situation de handicap et à besoins spécifiques d’accéder aux contenus éducatifs
en levant toutes les barrières susceptibles de les décourager à suivre un cursus.
Les techniques récentes d’intelligence artificielle, de reconnaissance vocale, de
reconnaissance optique de caractères ou de génération automatique de contenu
pourront être utilement mises à contribution.

Asseoir un système de pilotage par objectifs, axé essentiellement sur le


degré d’acquisition par les apprenants des compétences

Action 9. Définir un référentiel des compétences, aligné sur les meilleurs standards
internationaux et un dispositif d’évaluation des acquis des apprenants inspiré
des tests standardisés, tels que PISA, PIRLS, TIMSS... Des seuils de performance à
atteindre, au niveau national, régional et à l’échelle des établissements scolaires,
devront être définis et serviront de base à la contractualisation et à une évaluation
annuelle systématique.

Action 10. Mettre en place des mécanismes ciblés et personnalisés de soutien aux élèves
en difficulté, ainsi que des programmes de renforcement des capacités des
établissements qui réalisent de faibles résultats, en matière d’acquisition et de
développement des compétences.

Action 11. Elargir les missions de l’Instance Nationale d’Evaluation du Système d’Education,
de Formation et de Recherche Scientifique (INE) au suivi annuel de la mise
en œuvre de la réforme du secteur de l’éducation et de la formation et de la
réalisation des objectifs tracés pour le secteur. Ce suivi devra faire l’objectif d’un
rapport annuel portant constats et recommandations opérationnelles.

Mettre en place un système d’éducation et de formation qui diversifie les


opportunités et les maintient ouvertes aux apprenants tout au long de la vie
et qui promeut l’excellence

Action 12. Adapter les cursus éducatifs aux besoins du pays en :

ƒ Dédiant au moins 20% des programmes scolaires aux activités artistiques,


sportives et citoyennes et promouvoir la pluridisciplinarité et développer
l’esprit critique, l’esprit de synthèse, l’esprit d’initiative et la citoyenneté active ;
ƒ Facilitant la mise en place de cursus dédiés ou l’adaptation des cursus existant
d’éducation et de formation professionnelle pour mieux répondre aux objectifs
fixés dans le cadre des politiques transversales ou sectorielles (industrie,
agriculture, tourisme, services) ;
68
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

ƒ Adaptant le contenu enseigné de façon régulière et anticipative, surtout au


niveau du supérieur et de la formation professionnelle, aux mutations dictées
par le progrès technologique et à l’apparition de nouveaux métiers et de
nouveaux modes de travail.
Action 13. Ouvrir des filières d’excellence publiques au profit des élèves les plus méritants.

Action 14. Rendre effectif le droit à l’éducation pour les personnes en situation de handicap
dans les établissements scolaires et assurer une éducation adaptée à l’endroit de
ceux ayant des besoins spécifiques.

Action 15. Multiplier les passerelles entre le système d’enseignement général et celui
de la formation professionnelle, pour améliorer l’attractivité de la formation
professionnelle et permettre à ceux qui le souhaitent, sous certaines conditions
objectives, le passage d’un système à l’autre. Permettre également aux titulaires
d’un bac professionnel d’accéder à l’enseignement supérieur.

Action 16. Transformer la taxe sur la formation professionnelle (1,6% de la masse salariale
déplafonnée et actuellement fléchée sur la formation initiale) en taxe affectée
à un compte individuel de formation du salarié disponible durant toute sa vie
professionnelle.

Eradiquer l’analphabétisme : 10 ans pour passer en-deçà de 5%

Action 17. Renforcer les moyens d’intervention de l’Agence Nationale de Lutte contre
l’Analphabétisme (ANLCA).

Action 18. Multiplier les écoles de la deuxième chance (ministères, tissu associatif).

Action 19. Mobiliser les médias et soutenir la société civile dans l’effort d’alphabétisation.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
69

CHOIX 2
Une nouvelle génération de services publics performants
et accessibles basés sur la responsabilisation des
acteurs et tirant complètement parti de l’opportunité de
la transformation digitale
La Constitution de juillet 2011 engage l’Etat à garantir aux citoyens le plein et égal exercice de
leurs droits fondamentaux économiques, sociaux, culturels et environnementaux au même
titre que leurs droits civils et politiques. Or l’effectivité des droits économiques, sociaux,
culturels et environnementaux, les droits dits de « nouvelle génération », présuppose la
disponibilité des infrastructures appropriées et leur accessibilité, sans aucune discrimination.

Dans cette perspective, l’Etat doit déployer les moyens nécessaires pour la réalisation de cinq
axes stratégiques :

è Garantir une offre de soins de santé de qualité couvrant l’ensemble du territoire profitant
à tous les citoyens ;

è Sécuriser les droits des citoyens à une justice probe, fiable et efficacement protectrice
de la dignité, des libertés et des droits fondamentaux des justiciables ;

è Assurer le droit des citoyens à un service de transport collectif étendu, sûr et de qualité ;

è Garantir l’accès à un logement décent et un cadre de vie digne ;

è Eriger l’accès à la culture et aux sports en causes prioritaires en investissant dans les
infrastructures, les équipements et la valorisation des talents.

Des objectifs stratégiques et des actions opérationnelles découlent de chaque axe


stratégique.

Garantir une offre de soins de santé de qualité couvrant l’ensemble du


territoire profitant à tous les citoyens
La santé fait partie, avec l’éducation nationale, des services publics perçus comme les moins
efficients. En effet, alors même que la moitié des médecins et plus de 70% des lits relèvent du
secteur public, 60% des prestations médicales sont réalisés dans le privé ainsi que 90% des
prestations couvertes par l’Assurance Maladie Obligatoire.

En plus d’être un secteur hyper-polarisé, le système dans son ensemble présente une offre
insuffisante avec seulement 7,3 médecins pour 10 000 habitants (alors qu’il en faudrait plus
du double selon les recommandations de l’OMS). Cette problématique est exacerbée par
70
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

l’absentéisme des médecins du secteur public. La demande s’en ressent puisque la dépense
annuelle en soins de santé est d’environ 160$/habitant seulement (soit deux fois moins que
la Tunisie) et plus de 53% de la dépense médicale nationale est assurée par les ménages.

Sur cette base, le pays a absolument besoin de :

ƒ Améliorer la gouvernance du système de santé ;

ƒ Assurer une couverture maladie universelle ;

ƒ Réorganiser le système de soins autour d’une offre de soins publique de qualité et


développer le Partenariat Public-Privé (PPP) ;

ƒ Assurer le développement quantitatif et qualitatif des ressources humaines.

Améliorer la Gouvernance du système de santé


Action 20. Donner plus de prérogatives aux directeurs régionaux de la santé.

Action 21. Intégrer le dispositif public et l’offre privée dans le cadre de véritables cartes
sanitaires régionales.

Action 22. Doter les hôpitaux territoriaux d’une autonomie réelle de gestion sur la base d’une
contractualisation.

Assurer une couverture maladie universelle

Les actions relatives à cet objectif stratégique seront détaillées au niveau du choix 7 « une
solidarité organisée visant la réduction des inégalités sociales et territoriales, apportant une
protection sociale universelle et financée par une juste contribution des citoyens ». Parmi ces
actions, il y a lieu de citer l’unification des régimes d’assurance maladie obligatoire (AMO)
et d’assistance médicale (RAMED), l’extension de l’affiliation à l’AMO à d’autres catégories
(professions libérales, artisans…) et le développement du système mutualiste. A moyen-
terme une couverture maladie universelle doit être mise en place.

Réorganiser le système de soins autour d’une offre de soins publique


accessible de qualité et développer le Partenariat Public-Privé (PPP)
Action 23. Permettre une complémentarité effective et un décloisonnement entre les
secteurs public, privé (à but lucratif et non lucratif) et mutualiste, permettant
notamment le recours à la sous-traitance dans les deux sens pour certaines
prestations et la mutualisation des investissements les plus coûteux.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
71

Action 24. Développer davantage la télémédecine, notamment les téléconsultations et la


communication audio-visuelle entre les professionnels de tous les niveaux de
soins pour une orientation et une prise en charge médicale plus rationnelles et
plus efficaces des patients.

Action 25. Développer les « centres de santé intégrés » en poursuivant le regroupement,


dans les agglomérations urbaines et les grands centres ruraux, des centres de
santé peu fréquentés, tout en veillant à ne pas créer de « déserts sanitaires ».
Ces centres contribueraient à l’optimisation des moyens, à l’amélioration des
conditions de travail, au désengorgement des hôpitaux et surtout à une prise en
charge adéquate des besoins des populations.

Action 26. Mettre en place un parcours de soin coordonné et hiérarchisé du patient avec
comme point d’entrée un médecin généraliste œuvrant dans le public ou dans
le privé.

Action 27. Généraliser, harmoniser et rendre accessible le parcours médical d’urgence (prise
en charge téléphonique, transport sanitaire, prise en charge médicale).

Action 28. Mettre en place une plateforme digitale qui assure l’interopérabilité entre tous
les acteurs de l’écosystème, accessible à l’ensemble des intervenants du secteur
(médecins, pharmaciens, hôpitaux, assureurs, CNOPS, CNSS…). Cette plateforme
permettra de gérer toutes les informations du patient (dossier médical), de
faciliter ses remboursements et prises en charge mais aussi d’assurer un suivi
épidémiologique.

Action 29. Réduire les coûts des médicaments les plus chers en appuyant l’industrie nationale
et la R&D, en faisant jouer la concurrence et en procédant à des achats groupés
entre les CHU.

Assurer le développement quantitatif et qualitatif des ressources humaines

Action 30. Augmenter considérablement le nombre de médecins formés pour atteindre un


seuil de 15 médecins pour 10 000 habitants.

Action 31. Augmenter le nombre d’infirmiers et de personnel paramédical pour atteindre


les niveaux recommandés par l’OMS de 23 médecins, infirmiers et sages-femmes
pour 10 000 habitants et donner plus de responsabilités aux infirmiers.

Action 32. Mettre en place un Centre Hospitalier Universitaire (CHU) dans chacune des
12 régions qui déploiera un système de formation de base et de formation
continue adapté aux besoins quantitatifs et qualitatifs du système de santé.

Action 33. Ouvrir des passerelles entre les filières de formation paramédicale et médicale et
permettre l’accès aux études de médecine au personnel paramédical justifiant
d’une expérience professionnelle et des capacités requises.
72
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 34. Assurer la disponibilité et la stabilité du personnel soignant dans les zones
défavorisées en mettant en places des mesures d’incitation (primes d’éloignement,
logement…) et en assurant la sécurité du personnel et un système de rotation
transparent.

Action 35. Revisiter les modalités du Temps Plein Aménagé pour permettre aux médecins
bénéficiaires d’exercer à titre privé au sein de leurs établissements (au lieu des
cliniques privées) moyennant une redevance reversée à l’hôpital.

Sécuriser les droits des citoyens à une justice probe, fiable et


efficacement protectrice de la dignité, des libertés et des droits
fondamentaux des justiciables

Faciliter l’accès à la justice pour tous

Action 36. Garantir l’accès à une assistance judiciaire gratuite de qualité pour toute personne
physique ou morale qui ne dispose pas de ressources suffisantes et identifiée
comme telle dans le cadre du Registre Social Unifié (RSU).

Action 37. Garantir la gratuité de l’accès à la justice et supprimer tout frais ou droit de timbre
obligatoire pour engager une action en justice.

Réduire les délais des procès et accélérer l’exécution des jugements

Action 38. Arrêter des délais règlementaires pour le jugement des affaires pénales, de façon à
préserver les droits des accusés et prémunir les justiciables des préjudices y afférents.

Action 39. Mettre en place les tribunaux électroniques et généraliser l’utilisation du digital
pour tous les acteurs de l’écosystème pour lutter contre la corruption et garantir
une rapidité dans le traitement des procès.

Action 40. Systématiser l’exécution des jugements prononcés contre l’administration


publique et ce, dans le cadre d’une démarche transparente et coordonnée, avec
des délais raisonnables communiqués préalablement aux justiciables.

Garantir l’effectivité des droits et la sécurité judiciaire

Action 41. Renforcer la transparence de la justice pour qu’elle soit plus respectueuse de la
dignité des justiciables et de leurs droits (audiences filmées, détenus informés sur
leur droit d’être assistés par un avocat).

Action 42. Institutionnaliser et normaliser le recours à la jurisprudence permettant de


minimiser les marges d’interprétation des textes.

Action 43. Rendre plus transparent le processus de préparation de la liste des candidats à la
grâce soumises à la Haute Appréciation de Sa Majesté le Roi.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
73

Réformer la justice pénale et familiale

Action 44. Harmoniser l’arsenal juridique en vigueur avec les dispositions de la Constitution
de 2011 et les conventions internationales ratifiées par le Royaume.

Action 45. Restreindre le recours à la détention provisoire en fixant des règles claires
délimitant le pouvoir discrétionnaire accordé au parquet et aux juges d’instruction
en la matière.

Action 46. Opter, dans le domaine pénal, pour des mesures alternatives aux peines privatives
de liberté qui soient humaines, participatives, directes et concrètes et qui visent la
réparation et la reconnaissance de la responsabilité de l’acte par le délinquant et
favorisent sa réinsertion dans la société.

Action 47. Renforcer la formation des magistrats et notamment, ceux spécialisés en matière
de législation économique et numérique (propriété intellectuelle, transparence
des marchés financiers, abus de positions dominantes…) et de droit international
pour répondre aux nouveaux besoins générés par les mutations technologiques
et la mondialisation.

Action 48. Instituer des alternatives au recours aux tribunaux, telles que l’arbitrage, la
composition et la médiation pour certains litiges et infractions et les rendre
obligatoires en-deçà d’un seuil monétaire à déterminer.

Assurer le droit des citoyens à un service de transport collectif étendu,


sûr et de qualité
Action 49. Augmenter les transferts de l’Etat aux collectivités territoriales pour l’investissement
dans le transport urbain et rural et les accompagner en matière de conception
des plans de déplacement.

Action 50. Généraliser les Plans de Déplacement Urbain (PDU) à toutes les communes et
conditionner les aides et les financements à leurs réalisations, tout en s’assurant
que les PDU reflètent les orientations et dispositions des documents d’urbanisme
notamment le Schéma Directeur d’Aménagement et d’Urbanisme (SDAU) pour
une ville compacte, coordonnée et connectée.

Action 51. Mettre en place des lignes de transport public de masse pour connecter les zones
isolées d’habitat et d’emploi et pour optimiser l’expansion des villes.

Action 52. Favoriser l’intermodalité des transports au niveau des SDAU et des Plans
d’Aménagement notamment pour les villes et zones d’urbanisation nouvelles en
prévoyant des couloirs réservés aux transports multimodaux, aux pistes cyclables
et piétonnes.

Action 53. Créer une instance chargée de la régulation du transport urbain en vue d’assurer
la qualité des transports publics au juste prix et la gestion de l’intermodalité.
74
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 54. Mettre en place une stratégie d’électrification du parc automobile (soutien à
l’achat, infrastructures de recharge, incitations fiscales….) pour faire bénéficier les
citoyens des économies apportées par ce type de transport en plus de l’impact
environnemental.

Action 55. Assurer l’accessibilité des transports publics pour les personnes en situation de
handicap.

Action 56. Mettre la question de l’amélioration du sentiment de sécurité des citoyens dans
les transports publics au centre des préoccupations de la politique de la ville, des
plans d’aménagement urbains et des programmes de logements.

Action 57. Renforcer le maillage ferroviaire du territoire notamment pour désenclaver les
zones isolées.

Garantir l’accès à un logement décent et un cadre de vie digne


Action 58. Procéder à une évaluation des impacts socio-économiques des mesures incitatives
accordées aux promoteurs immobiliers dans le cadre du logement social.

Action 59. Rendre abordable l’accès au logement à travers l’augmentation de l’offre foncière,
une meilleure planification urbaine et une réorientation des impôts locaux.

Action 60. Systématiser le recours aux enquêtes sur les conflits d’intérêts lors de la définition
des plans d’aménagement et lutter contre la spéculation foncière en mettant en
place une fiscalité dissuasive.

Action 61. Favoriser la mixité sociale en instituant des mécanismes garantissant une
diversification de l’offre de logement dans les nouvelles zones d’habitation.

Action 62. Limiter la pratique de dérogation pour les logements sociaux en dehors des
documents d’urbanisme et rendre effectives les exigences légales relatives
au contrôle et à la répression des infractions en matière d’urbanisme et de
construction.

Action 63. Reconsidérer en profondeur le programme national « Villes Sans Bidonvilles » en


veillant à y associer des espaces de vie et de sociabilité intégrés à la ville, tout
en s’assurant que les personnes soient relogées, en priorité, dans les mêmes
communes urbaines.

Action 64. Enrichir la politique de logement social en y introduisant une composante


location qui viendra compléter le mécanisme actuel orienté exclusivement vers
l’accès à la propriété.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
75

Eriger l’accès à la culture et aux sports en causes prioritaires en


investissant dans les infrastructures, les équipements et la valorisation
des talents
Action 65. Rendre à la culture sa place centrale au sein du système d’éducation et en faire
la base qui servira au développement de la jeunesse et au renforcement de la
cohésion sociale.

Action 66. Créer des lieux de vie à vocation culturelle, accessibles à l’ensemble de la
population, notamment par le développement d’un réseau national de
bibliothèques publiques de proximité.

Action 67. Soutenir la société civile pour développer, au niveau de chaque collectivité
territoriale, un programme d’encouragement de la lecture sous différents
supports, par tous et tout au long de la vie.

Action 68. Développer les infrastructures sportives et améliorer les conditions de leur
utilisation dans le cadre d’un partenariat entre les institutions publiques et les
organismes sportifs.

Action 69. Développer les compétitions et les manifestations sportives et élargir l’identification
des talents à travers notamment la généralisation des mécanismes de convergence
et de partenariat entre les établissements scolaires, les associations et les clubs
sportifs.
76
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

CHOIX 3
Un environnement garantissant une concurrence saine
et régulant les avantages, la rente de situation et les
privilèges pour favoriser l’investissement productif
efficient et réduire les inégalités
Ce choix requiert un effort de réallocation des ressources et de concentration des énergies
vers l’investissement productif et efficient, en éliminant les barrières à l’entrée et les pratiques
anti-concurrentielles à l’encontre des entrepreneurs et porteurs de projets et en réduisant
au maximum l’instauration de l’emprise de la rente de situation, des privilèges et de la
corruption. Opérer un tel choix favoriserait un climat de confiance entre l’investisseur et son
environnement et permettrait de lutter efficacement contre l’accumulation inéquitable des
richesses.

Dans cette perspective, le Maroc devra engager une série d’actions pour tenter de répondre
à deux objectifs stratégiques, à savoir :
è Restreindre au maximum le périmètre de développement de la rente de situation, limiter
strictement les autorisations et privilèges et sanctionner sévèrement la corruption et le
contournement des règles de la concurrence loyale ;
è Mettre en place un système fiscal équitable qui consacre la réallocation efficiente des
ressources, la réduction des inégalités et la lutte contre l’accumulation du capital non
productif et contribue au renforcement de la cohésion sociale.
Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.

Restreindre au maximum le périmètre de développement de la rente,


limiter strictement les autorisations et les privilèges et sanctionner
sévèrement la corruption et le contournement des règles de la
concurrence loyale
Action 70. Mettre à plat les dérogations et les niches rentières, pour n’en garder, à la sortie,
que celles qui répondent à des critères prédéfinis témoignant d’une utilité
économique et/ou sociale avérée et mesurable objectivement.

Action 71. Ouvrir les secteurs opérant par agréments/autorisations à une plus large
concurrence et remplacer l’autorisation par un cahier des charges prédéfini et un
contrôle a posteriori.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
77

Action 72. Mettre en place un code juridique unifié pour lutter contre toutes les pratiques
pouvant donner lieu à des privilèges et des situations de rente, tel que les cas de
délit d’initié, de conflit d’intérêt ou d’utilisation illégale de l’information.

Action 73. Renforcer les capacités d’investigation et d’accès à l’information du Conseil de la


Concurrence et de l’Instance Nationale de Probité et de Lutte contre la Corruption.

Mettre en place un système fiscal équitable qui consacre une réallocation


efficiente des ressources, la réduction des inégalités et la lutte contre
l’accumulation du capital non productif et contribue à la cohésion sociale
Action 74. Surtaxer l’accumulation du capital non-productif pour lutter contre l’inefficience
économique et les activités de spéculation. La taxation du patrimoine non
productif englobe notamment, le foncier qui n’est pas dans le circuit productif,
ne rentrant ni dans le cadre d’un investissement productif, ni d’une exploitation
économique génératrice de revenu et d’impôt (il s’agit notamment des terrains
non-bâtis, des biens immeubles non-occupés, ni en principal ni en location…).

Action 75. Taxer plus fortement les secteurs protégés. Cela passe par la détermination des
secteurs et activités bénéficiant, de par leur nature, d’un niveau de protection
(secteurs régulés et activités soumises à licences…) induisant une restriction du
nombre d’acteurs entrant en concurrence, pour définir en conséquence une
surtaxe à leur faire supporter en guise de contribution complémentaire à l’effort
fiscal national.

Action 76. Taxer à 50% la plus-value des biens fonciers concernés par tout changement de
statut (extension urbaine, passage à une zone immeubles,…).
78
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

CHOIX 4
Une transformation structurelle de l’économie, inclusive
de l’informel, portée par l’entrepreneuriat et l’innovation
et visant l’émergence industrielle
L’économie marocaine s’est fortement développée au cours des vingt dernières années. Sous
l’effet conjugué de la stabilité macroéconomique, des efforts importants d’investissement
public dans les infrastructures, des stratégies sectorielles et des programmes sociaux, le
Maroc a réussi à recueillir des bénéfices substantiels en termes de croissance et de progrès
social. Le pays a également réussi à assurer une plus grande diversification économique et
à développer une meilleure résilience face aux aléas climatiques et face aux chocs externes
comme la crise de 2008.

Atteindre le nouveau palier souhaité pour le nouveau modèle de développement impose


désormais de viser d’abord plus d’efficience ; en conformité, avec le classement des institutions
qui classent les pays en trois catégories selon que leurs économies sont tirées soit par :
(i) « l’accumulation intensive » des facteurs de production (pays en voie de développement),
(ii) « l’efficience ou une meilleure utilisation » des facteurs déjà accumulés (pays réellement
émergents) ou enfin (iii) la « recherche-développement-innovation » (pays développés
locomotives de l’économie mondiale).

Cela suppose donc d’aller chercher plus profondément la croissance. Il faut, en effet, faire
contribuer de manière plus importante un nombre beaucoup plus grand d’acteurs et réussir
ainsi une véritable transformation structurelle.

Dans un souci de diversification, cette transformation structurelle devrait toucher tous


les secteurs qu’il s’agisse de l’agriculture, de l’industrie ou des services. L’agriculture sera
appelée à accélérer sa modernisation, à amorcer sa digitalisation et à fortement développer
la valorisation de ses produits à travers un tissu agro-industriel compétitif, intégré qui, en
couvrant l’ensemble des territoires, rendra le monde rural plus attractif. Ceci ne pourra se
réaliser qu’à travers un accès massif des petits agriculteurs aux formations et aux nouvelles
techniques de production.

Au-delà du renforcement du secteur agricole et agro-industriel, le consensus est très largement


partagé sur l’importance primordiale à donner au secteur industriel et en particulier à l’export
visant une intégration plus approfondie, plus large et plus durable dans les chaînes de valeur
mondiales à travers notamment une forte montée en gamme en termes de sophistication et
de contenu technologique couplée à l’anticipation du virage de l’Industrie 4.0.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
79

Modèle de croissance
Sur le plan macro-économique, la transformation structurelle devrait permettre d’atteindre
une croissance plus forte et durable que celle constatée au cours des dernières années et
qui devrait se situer autour de 6 à 7%. C’est le niveau qui est jugé susceptible de créer les
emplois nécessaires à une réduction significative du chômage et à l’amélioration des taux
d’activité. C’est ce niveau qui a été constaté dans les économies notamment asiatiques qui
ont réalisé des croissances durables élevées, si l’on fait abstraction des effets de l’aubaine
démographique.

Une telle croissance devrait certes continuer à être portée par la demande intérieure comme
cela a été le cas au cours des deux dernières décennies mais il est évident néanmoins que
l’essentiel du supplément de croissance visé devra logiquement provenir de la demande
extérieure. Ainsi, comme déjà mentionné ci-haut, les politiques industrielles devront se
focaliser sur le développement d’une offre exportable construite sur les avantages compétitifs
spécifiques du Maroc.

Par ailleurs, la réalisation des niveaux de croissance ciblés (6% à 7%) suppose, bien entendu,
de maintenir une dynamique d’investissement soutenue, d’accélérer la mise en œuvre des
réformes structurelles entamées et d’intégrer fortement la contribution du progrès technique
et technologique à la productivité totale des facteurs.

Une inflexion qualitative forte devra cependant s’opérer pour augmenter sensiblement le
rendement des investissements, un rendement qui demeure faible pour deux principales
raisons :

ƒ D’une part, ce faible rendement est dû à une mauvaise allocation des investissements
qui se concentrent, par effet d’éviction, sur les infrastructures, les secteurs protégés et
l’immobilier au détriment des secteurs productifs ;

ƒ D’autre part, pour les investissements qui s’orientent vers les secteurs productifs, la
faiblesse est due à un déficit de compétitivité du facteur travail par rapport à nos
concurrents (consécutif à un coût de la vie relativement plus élevé) et à la faiblesse du
capital humain.

Le premier point devra être adressé en réorientant les politiques, les mesures de soutien et les
investissements publics vers les secteurs productifs plutôt que les infrastructures. Le retard
du Maroc dans le domaine de l’équipement ayant été largement rattrapé, les rendements
des investissements dans ce secteur sont de plus en plus faibles. Dans ce sens, un soutien
massif aux entrepreneurs et aux TPME (détaillé en Infra dans la rubrique choc entrepreneurial)
est requis pour favoriser une transformation structurelle du tissu d’entreprises et par là-même
l’amélioration du rendement des investissements. Les mesures relatives à la régulation
économique, au meilleur respect de la concurrence et à l’environnement des affaires détaillées
par ailleurs dans le présent rapport, sont également de nature à contribuer à allouer le capital
aux activités les plus innovantes et les plus productives.
80
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Le second point devra être approché par la métamorphose des services publics (santé,
éducation, transport…) qui devrait avoir pour effet l’amélioration du pouvoir d’achat du
salarié et donc le maintien d’un coût du travail compétitif pour l’avenir. L’inefficience de ces
services constitue aujourd’hui en effet une source de coût supplémentaire pour les salariés
obligés, notamment pour l’éducation et la santé, de recourir à des services privés. Ces frais
supplémentaires se répercutent directement sur le coût du travail et grèvent la compétitivité
industrielle du Maroc face aux pays concurrents.

Enfin, le facteur travail sera tout aussi déterminant pour atteindre un objectif de croissance
élevé. Les ruptures préconisées ci-haut devraient avoir deux impacts :

ƒ Qualitativement : l’amélioration de la qualité du capital humain par un meilleur service


d’éducation et de formation qui améliorerait la productivité des travailleurs ;

ƒ Quantitativement : les mesures préconisées pour favoriser la participation


professionnelle de la femme permettraient d’augmenter le taux d’activité féminin et
de renforcer mécaniquement sa contribution au PIB.

Axes stratégiques

è Choc entrepreneurial.

è Politiques sectorielles.

è Politique pour l’innovation.

è Environnement des affaires.

è Gestion de l’informel.

è Intégration régionale.

Choc entrepreneurial
La réussite de la transformation structurelle passe par la régénération massive et volontariste
du tissu des TPME.

En termes de moyens, il s’agira de mobiliser des mécanismes de soutien divers, qu’il s’agisse
de subventions, de prêts d’honneur, de garanties publiques aux prêts bancaires, d’incubateurs
ou de fonds d’investissement en capital public-privés.

Pour accompagner ce programme, l’Etat devra procéder à une réallocation forte des
ressources. Il a été estimé que pour réussir le choc entrepreneurial, il faudrait se donner
les moyens d’atteindre rapidement près de 10 milliards de dirhams par an à engager par
le budget et près de 40 milliards de dirhams sous forme de garanties publiques aux prêts
bancaires.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
81

Cet accompagnement sera destiné à tous les secteurs pour qu’ils soient en mesure de
saisir l’ensemble des opportunités de création de valeur, que celles-ci soient latentes ou à
créer (à travers l’innovation). Il s’agira aussi d’accompagner toutes les étapes du cycle de
vie de l’entreprise tant en période de création, de croissance (TPE à PME, PME à ETI), que de
transmission ou de redressement.

La clef pour la réussite opérationnelle sera la constitution d’un réseau de partenaires


(incubateurs, investisseurs, accélérateurs…) qui vont permettre d’identifier et d’accompagner
les entreprises. Ils devront jouer un rôle de relais de l’action publique et permettront de
gagner en efficience en capitalisant progressivement sur l’expérience. Le développement de
ce réseau permettra non seulement d’augmenter le nombre de projets à accompagner mais
aussi d’améliorer leurs niveaux de réussite.

Les montants à déployer dépendront des besoins des projets, le critère le plus important
dans la sélection devra être avant tout la qualité de l’entrepreneur telle qu’appréciée par
ses pairs. Ainsi, il est clair qu’une grande partie de l’impact proviendra d’entrepreneurs qui
justifient déjà d’une dizaine d’années d’expérience et pour lesquels il s’agira de faciliter la
mobilisation d’investissements de l’ordre de 10 à 15 millions de dirhams.

Action 77. Lancer un programme intensif visant à faire émerger 30 000 PME sur une durée de
5 ans, soit par la création directe, soit par l’accompagnement des TPE à potentiel
de croissance à travers :

ƒ Un fonds dédié au soutien en fonds propres des entrepreneurs (prêts


d’honneur) ;

ƒ Des garanties publiques pour les prêts bancaires ;

ƒ Des fonds public-privé de capital-risque dédiés aux premières phases du cycle


de vie des entreprises ;

ƒ La création d’un environnement adapté d’incubateurs et d’accélérateurs


susceptibles d’accompagner les entrepreneurs.

Action 78. Mettre en œuvre un programme massif de créations de 10 000 TPE par an (soit
une centaine par province en moyenne) via un soutien direct aux porteurs, des
prêts bancaires garantis et un accompagnement à travers le tissu associatif.

Action 79. Soutenir massivement les acteurs de l’économie sociale et solidaire en mettant
en place un fonds dédié à la capacitation des acteurs (coopératives, mutuelles et
associations) et au financement de projets.

Action 80. Renforcer les programmes de soutien aux PME existantes avec une forte
facilitation des procédures et la mobilisation de moyens plus importants pour la
mise à niveau, la croissance, le développement des exportations et les partenariats
publics-privés pour l’économie productive.
82
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 81. Mettre en place, par « Maroc PME » de programmes à l’échelle des régions
pour accompagner 1000 entreprises par an (au niveau national) avec des
sessions mutualisées sur des thématiques spécifiques de mise à niveau comme
la productivité (lean management avec INMAA 38), la qualité, la gestion des
contraintes d’exportation vers l’UE, l’efficacité énergétique…

Action 82. Faciliter le financement des entreprises en augmentant substantiellement les


moyens d’action de la Caisse Centrale de Garantie (CCG) notamment pour :
ƒ un soutien plus fort des mécanismes de garantie pour les crédits aux TPME ;
ƒ le développement de l’activité d’affacturage (factoring) ;
ƒ le développement du marché de la dette privée (financement desintermedié) ;
ƒ le développement des fonds d’investissement en capital.
Action 83. Soutenir le processus de structuration et de transmission d’entreprises (notamment
familiales) dont les actionnaires souhaitent céder le contrôle :
ƒ Incitations à la structuration de la gouvernance des entreprises familiales ;
ƒ Subvention au porteur du projet de reprise ;
ƒ Fonds publics privés dédiés au capital-transmission ;
ƒ Révision du cadre légal.
Il est vrai qu’une partie de ces mécanismes existe déjà, mais pour réussir efficacement le choc
entrepreneurial, deux réformes-clefs sont à mettre en œuvre :

Action 84. Procéder à la refonte des lois et des réglementations relatives au soutien des
entreprises pour prioriser l’efficacité sur le contrôle et rendre les délais plus
compatibles avec le rythme des investissements.

Action 85. Mettre à niveau le cadre légal et réglementaire qui concerne les entreprises en
difficulté pour revoir, en particulier :
ƒ les règles qui encadrent la responsabilité des gérants dans le cadre d’une
transition vers un nouvel actionnariat ;
ƒ l’exigibilité des dettes de l’entreprise en difficulté vis-à-vis de l’Etat, des
organismes de protection sociale et des fournisseurs ;
ƒ la fiscalité des opérations de fusion/scission, et de transfert d’actions de
personnes physiques vers des personnes morales.

38 - INMAA est la première Usine Modèle en Afrique et au Moyen Orient destinée aux entreprises industrielles souhaitant mettre en
place un programme d’amélioration opérationnelle. Il s’agit d’un programme innovant qui forme des responsables d’entreprises à la
maîtrise et à la pratique des principes du « Lean Manufacturing », une méthodologie reconnue dans le monde industriel comme un
levier incontournable pour atteindre l’excellence opérationnelle.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
83

Politiques sectorielles
Au-delà d’actions transverses au bénéfice des PME, l’Etat devra adopter une démarche de
stratège pour anticiper et faciliter la saisie d’opportunités structurantes pour l’ensemble de
l’économie.

Les mécanismes actuellement en vigueur pour l’attraction des investissements dans les Métiers
Mondiaux du Maroc (MMM) sont, bien entendu, à consolider. Ils ont manifestement permis
de faire émerger des secteurs comme l’automobile ou l’aéronautique et d’avoir un impact
macroéconomique notable en particulier sur la balance des paiements. Il s’agira toutefois
d’accentuer l’effort de promotion auprès des principaux pays émetteurs d’investissements
directs étrangers (Espagne, France, Allemagne, Italie) dans le double objectif d’améliorer la
part de marché en terme d’attractivité des IDE et de renforcer le positionnement du Maroc
dans les chaines de valeurs liées à ces métiers.

Les « MMM », mais aussi d’autres secteurs, pourraient, par ailleurs, bénéficier, en plus,
d’actions ciblées de l’Etat vers des activités jugées prioritaires en termes de savoir-faire et de
technologies, ainsi que d’une meilleure implication des investisseurs marocains.

Action 86. Mettre en place un programme de soutien au développement des secteurs par
la réalisation de co-investissements directs public-privé et la ré-orientation de la
commande publique, avec comme objectif de :
ƒ Couvrir les chaînons manquants dans les chaînes de valeur des métiers
mondiaux du Maroc comme l’amont textile par exemple ;
ƒ Développer des acteurs dans les activités à besoin immédiat comme la gestion
des déchets, le dessalement de l’eau, l’efficacité énergétique…
ƒ Développer des acteurs dans le domaine de la production et de la distribution
des énergies renouvelables en supprimant les entraves à la vente d’électricité
sur les réseaux de moyenne et basse tension (loi 13-09) ;
ƒ Saisir des opportunités latentes comme le développement de l’économie bleue
dont la contribution au PIB est largement insuffisante au regard du potentiel
du pays (1.2 millions de km² de zone économique maritime exclusive) ;
ƒ Se positionner sur les activités d’avenir comme le digital (internet des objets,
intelligence artificielle…) et les biotechnologies ;
ƒ Capter le potentiel offert par l’industrie de la culture39 en mettant en place
des écosystèmes englobant les activités de création, de production et de
commercialisation de biens, services et contenus à caractère créatif et culturel.
Ce programme devra être sous-tendu par une démarche structurée et partenariale de
nature à éviter d’investir dans des business-models inappropriés ou de créer de nouvelles
situations de rentes non justifiées.
39 - En France la contribution de la culture au PIB est 7 fois supérieure à celle de l’automobile.
84
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 87. Adopter une stratégie nationale de l’économie bleue durable et inclusive,
adaptée aux vocations régionales et déployée autour des secteurs économiques
traditionnels (la pêche, le tourisme et les activités portuaires), tout en développant
de nouveaux secteurs porteurs de forts potentiels de croissance (aquaculture,
écotourisme, bioproduits marins ou biotechnologies, construction navale,
etc.). Il convient par ailleurs, de renforcer le rôle central des territoires dans le
développement de ces secteurs dans le cadre de la régionalisation avancée.

Action 88. Développer un écosystème industriel dédié aux filières de l’économie verte sur
la base des potentialités nationales et régionales. Il devrait s’appuyer sur une
mobilisation forte des financements verts offerts par les mécanismes financiers
multilatéraux prévus dans le cadre de lutte contre les changements climatiques
notamment le fonds vert mondial pour le climat.

Innovation

Pour accompagner la montée en gamme de son économie, le Maroc ne peut rester en marge
de la dynamique mondiale autour des nouvelles technologies qui constitue un énorme
potentiel à saisir en termes de création d’emplois et de valeur ajoutée. En se positionnant de
manière ambitieuse et volontariste sur ce créneau, il sera permis d’attirer des fonds étrangers
qui pourraient très rapidement investir des montants colossaux dans des entreprises
nationales. Une start-up comme « Careem », par exemple, née à Dubaï en 2012, en même
temps qu’une concurrente marocaine de niveau technologique similaire, a réussi à attirer un
investissement de 3,1 milliards de dollars en 2019 ; ce qui correspond à la valorisation actuelle
des plus grandes entreprises marocaines.

Par ailleurs, le développement de compétences et d’entreprises marocaines dans les


technologies de demain deviendra, de plus en plus, un enjeu de souveraineté en particulier
dans la maîtrise des données, la cyber-sécurité, la traçabilité financière…

Pour réussir à positionner le Maroc, il faudra démultiplier les moyens mobilisés (à travers la
CCG par exemple) mais aussi faire de la commande publique un levier d’innovation tout en
éliminant les barrières injustifiées.

Action 89. Accélérer et massifier le programme de soutien aux start-ups innovantes « Innov
Invest » pour mobiliser un montant global d’au moins 1 milliard de dirhams par
an :

ƒ Prêts d’honneurs pour les porteurs de projets ;

ƒ Fonds de capital-risque publics-privés dédiés aux différents stades de levée de


fonds ;
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
85

ƒ Réseau d’incubateurs et d’accélérateurs pour identifier, sélectionner et


accompagner les porteurs de projets ;

ƒ Création d’un réseau national pour faciliter la mise en relation et l’échange


d’informations en connectant les porteurs de projets, les incubateurs, les
business angels, les entreprises, les grandes écoles, les universités…

Action 90. Inciter à la création de plateformes collaboratives régionales et d’espaces


d’incubation de proximité des projets innovants au sein de technoparks,
universités et écoles d’ingénieurs.

L’augmentation des moyens permettra en particulier de donner une taille critique qui permettra
de professionnaliser l’accompagnement et d’attirer des accélérateurs, des co-investisseurs et
des gestionnaires de fonds de capital-risque internationaux de référence.

Action 91. Mettre en place des programmes publics de co-développement avec les
entreprises et les centres de recherche sur des problématiques spécifiques portés
par la commande publique et susceptibles de générer de nouveaux champions
industriels. Les thèmes peuvent être liés par exemple à la sécurité, l’efficacité
énergétique, la santé publique, la gestion de l’eau, la productivité agricole…

Action 92. Créer des centres de recherche d’excellence dédiés aux technologies d’avenir (AI,
big data, blockchain, fintech, agritech, biotech, IOT, 5G, génomique…).

Action 93. Favoriser la création de start-up innovantes dans les activités liées au patrimoine
culturel, à la musique, à la chanson et à la production musicale, aux festivités et à
l’industrie du spectacle et des festivals, au théâtre, aux arts visuels…

Le Maroc se doit, à cet égard, de fixer un objectif de 3% du PIB en dépense annuelle de


Recherche et Développement publique et privée à un horizon de 10 ans (1,5% en 5 ans).

Action 94. Augmenter progressivement le budget public dédié à la R&D à travers :

ƒ le financement direct des centres de recherche publics ;

ƒ les appels à projets portés par les agences de moyens (CNRST, IRESEN...) afin de
stimuler le développement de projets dans des thématiques technologiques
ou dans le cadre de contrats-programmes avec des secteurs industriels.

Action 95. Développer la R&D privée en particulier dans le cadre de partenariats Universités-
Entreprises et pour cela :

ƒ Mettre en place le crédit-impôt recherche « R&D et innovation » afin de libérer


des marges de manœuvre d’investissement dans l’innovation ;

ƒ Mettre en place un financement par subvention des projets d’innovation


portés par les PME ;
86
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

ƒ Rendre effective l’autonomie budgétaire des laboratoires universitaires et


leur liberté d’investir, de prendre des participations dans les startups, et de
dépenser sans contrôle a priori dans la limite de leurs budgets et des moyens
mobilisés de l’extérieur ;

ƒ Permettre aux chercheurs des universités de bénéficier dans le cadre des


projets de recherche de rémunérations complémentaires et augmenter ainsi
l’attractivité des carrières de recherche.

Enfin, il ne sera pas possible de développer des innovations technologiques si le cadre légal
et réglementaire en vigueur, pensé avec les technologies d’hier, constitue une entrave.
Cette situation déjà constatée par exemple pour l’usage des drones, la mobilité partagée, le
paiement mobile, la signature électronique… crée des distorsions, finit par retarder l’adoption
des technologies et de surcroît, empêche des acteurs marocains de se positionner.

Une action proactive est nécessaire pour lever d’emblée les entraves et, si nécessaire, mettre
en place un accompagnement pour la transition, en anticipant les effets négatifs éventuels.

Action 96. Mettre à plat la réglementation limitant l’accès aux activités touchées par les
ruptures technologiques comme les fintech, insurtech, mobility as a service,
imagerie par drone, mobile payment, crowd funding… La réglementation devra
être adaptée de manière à favoriser l’émergence d’entreprises innovantes
susceptibles de croître sur le marché national et de se déployer à l’international.

Environnement des affaires

Les progrès réalisés par le Maroc dans les classements relatifs au climat des affaires ont été
spectaculaires depuis 2009. Une progression continue et consolidée a permis d’obtenir
plusieurs succès en particulier dans la création d’entreprises. Des actions pilotes comme la
dématérialisation complète et la suppression des points noirs dans la procédure d’octroi des
autorisations de construire à Casablanca préfigurent de nouvelles évolutions. Aujourd’hui, il
est nécessaire d’accélérer la cadence et de mobiliser les moyens nécessaires pour mettre en
œuvre les réformes les plus urgentes au cours des 5 prochaines années.

Dans le but de libérer complètement l’initiative économique et réussir le choc


entrepreneurial, il est en particulier nécessaire de supprimer rapidement les carcans qui,
en augmentant les délais de réalisation des projets, finissent par remettre en cause la
viabilité des investissements et décourager des initiatives prometteuses. Deux actions
urgentes peuvent être lancées. Elles pourraient donner rapidement un signal fort et restaurer
la confiance :
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
87

Action 97. Mettre à plat l’ensemble des procédures administratives liées à l’activité
économique avec comme objectif la suppression de 90% des autorisations et
permis pour les remplacer par des cahiers des charges et une simple obligation
de déclaration. Les autorisations restantes devront être encadrées. Il conviendra
de limiter par la loi la durée de réponse obligatoire des administrations, et de
simplifier la démarche en interdisant, en particulier, aux administrations de
requérir, auprès des citoyens et des entreprises, des informations déjà disponibles
auprès d’autres administrations.

Georgie, loi de 2005 sur les autorisations et les permis

Cette loi a réalisé une simplification agressive des autorisations et permis délivrés par
les administrations. La conséquence a été l’élimination de 84% des autorisations dont
la plus grande partie a été remplacée par de simples déclarations à l’administration
concernée.
Les autorisations et permis restants ne peuvent concerner que les dimensions de :
• Santé et sécurité ;
• Préservation des conditions de vie et de l’environnement culturel des citoyens ;
• Protection de l’Etat et de l’intérêt général ;
Pour toutes ces procédures restantes, la réforme a imposé notamment les règles
suivantes :
• Un point d’accès unique, il revient aux administrations et non pas au citoyen de
récolter les informations entre administrations ;
• Des délais de réponse maximum sont fixés au-delà, en cas de non réponse, la
demande est considérée comme acceptée.

Action 98. Dématérialiser complètement en 3 ans l’ensemble des interactions entre


les citoyens et entreprises avec l’administration. L’ensemble des documents
pourront alors être fournis ou récupérés en version électronique sans obligation
de déplacement pour le citoyen. Les rares procédures exigeant sa présence
physique devront également être facilitées soit par la possibilité de les faire dans sa
ville de résidence (y compris pour les MRE), soit à travers d’autres administrations
ou alors via des tiers de confiance (avocats, notaires, huissiers…).

Action 99. Réduire les délais de paiement privé-privé à moins de 60 jours en généralisant la
télé-déclaration des factures à la Direction Générale des Impôts non seulement au
paiement, comme il est de mise (déclaration TVA) mais aussi à l’émission desdites
factures.
88
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 100. Inscrire et sanctuariser les mesures relatives au climat des affaires (simplification,
appui à l’intégration, sanctions, paiement mobile, déclaration digitale…) dans
le cadre d’une loi de modernisation générale de l’économie (en y intégrant
l’inclusion de l’informel) pour garantir une mise en œuvre effective des mesures
susvisées et engager simultanément les parties prenantes sur les incitations et
les sanctions prévues, favorisant de ce fait la confiance et l’adhésion de tous.

Inclusion de l’informel

L’intégration de l’informel dans l’économie régulière est un impératif de justice économique.


L’informel constitue, en effet, une forme de concurrence déloyale à l’égard des entrepreneurs
vertueux qui contribuent à l’impôt et à la protection sociale des travailleurs.

Il s’agit également d’un impératif social. Les millions d’Unités de Production Informelles (UPI)
n’offrent aucune protection sociale ni aux exploitants ni à leurs salariés, notamment en ce
qui concerne la retraite et l’indemnisation pour perte d’emploi. De surcroît, ces opérateurs
sont alimentés par des activités qui peuvent constituer de véritables dangers sécuritaires et
économiques à l’instar de la contrebande, des trafics croisés, du recel, d’importations sous-
déclarées…

Enfin, il s’agit d’un impératif citoyen. L’informel remet en cause l’Etat de droit quand des
entreprises rentables décident sciemment de ne pas contribuer à l’impôt et à la protection
sociale et préfèrent œuvrer dans l’opacité, la corruption et l’enrichissement illicite.

La gestion de ce phénomène appelle à combiner la progressivité et la pédagogie avec la


fermeté à travers quatre types de démarches à mener en parallèle :
ƒ Simplifier le cadre notamment fiscal et procédural de retour dans le formel pour ne pas
remettre en cause le pouvoir d’achat des propriétaires d’UPI ;
ƒ Accompagner les UPI pour passer le cap et bénéficier d’avantages nouveaux notamment
en matière de protection sociale ;
ƒ Promouvoir la transparence, en contrepartie d’incitations à la régularisation, en utilisant
des outils digitaux (caisses électroniques connectées) ;
ƒ Mobiliser les moyens de contrôle et de lutte contre la fraude à l’encontre des
opérateurs qui continueront à échapper sciemment à l’impôt et qui ne respectent pas
la réglementation sociale.

Action 101. Appliquer un impôt forfaitaire réduit aux UPI (3 000 à 4 000 dirhams par an) qui
souhaitent rejoindre le formel en exonération de toute autre taxe ou redevance.
Une telle démarche constituerait une protection face aux abus de pouvoir et
ouvrirait le droit à la couverture sociale. Il s’agit d’une première étape avant le
passage au déclaratif sur l’activité réelle.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
89

Action 102. Mettre en place en partenariat avec le tissu associatif 2 000 guichets
d’accompagnement pour le passage au formel des 3,5 millions d’UPI avec
notamment des activités d’information, de formation et de sensibilisation.

Action 103. Mettre en place et généraliser en 3 ans des systèmes digitaux de facturation
connectés à la DGI (caisses électroniques pour les commerces ou ERP certifiés)
pour faciliter la télé-déclaration et garantir la transparence.

Action 104. Faire évoluer le statut d’autoentrepreneur pour permettre le recrutement de trois
personnes avant le passage au statut de SARL et l’accès à la protection sociale.

Action 105. Développer des formations diplômantes (avec l’OFPPT et les universités) pour les
actifs du secteur informel pour fournir un statut aux métiers non répertoriés et
en permettre l’identification, la modernisation et l’attractivité.

Action 106. Supprimer les procédures d’autorisation pour l’accueil d’activités ne présentant
aucune nuisance ou risque sur la santé et la sécurité, pour libérer les espaces
professionnels disponibles qui pourront être utilisés comme zones d’activités
partagées, pépinières, centres commerciaux de proximité, espaces de coworking, …

Intégration régionale

Comme cela a été détaillé dans la première partie de ce rapport, la situation géographique
du Maroc, au croisement de l’Europe et de l’Afrique, représente son principal atout de
développement sur le long terme. Capturer les bénéfices de cet atout sera tributaire d’une
gestion proactive de l’intégration du pays dans ces deux espaces.

Des acquis considérables ont été concrétisés dans le partenariat avec l’Union Européenne
qui représente encore le plus grand marché au niveau mondial. Ce partenariat doit être
renforcé pour faciliter davantage les investissements et les échanges commerciaux et réussir
l’ambition d’Espace de Prospérité Partagée. Il doit également être approfondi pour intégrer
plus généralement les projets dans la formation, la recherche et l’innovation pour réussir
l’ambition d’un « Espace de Connaissances Partagées ».

Action 107. Approfondir le partenariat du Maroc avec l’Union Européenne en veillant en


particulier à :

ƒ Améliorer la connaissance mutuelle des institutions et des dirigeants de part


et d’autre, à travers des rencontres régulières et des programmes d’échanges ;

ƒ Renforcer la confiance à travers des mécanismes d’anticipation et de gestion


de crise ;
90
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

ƒ Construire un espace politique et de sécurité commun en institutionnalisant


des mécanismes de concertation et de dialogue politique à tous les niveaux,
tout en renforçant les engagements de l’UE vis-à-vis du Maroc pour lutter
contre l’immigration clandestine, le terrorisme et les trafics ;

ƒ Rééquilibrer les flux financiers entre le Maroc et l’UE à travers notamment la


facilitation de l’exportation vers l’Europe des produits industriels marocains
(règle d’origine pour le textile par exemple) et de l’électricité d’origine
renouvelable et par l’encouragement d’investissements européens au Maroc ;

ƒ Relancer la négociation de l’ALECA en exigeant la libre circulation effective et


réciproque des opérateurs concernés et en préparant le secteur marocain des
services à l’ouverture des marchés ;

ƒ Promouvoir la création de joint-ventures entre sociétés marocaines et


européennes pour saisir les opportunités économiques en Afrique ;

ƒ Multiplier les actions de coopération technique à l’attention des pays d’Afrique


en partenariat entre les institutions publiques marocaines et européennes ;

ƒ Obtenir une plus grande participation du Maroc dans les programmes liés
à la valorisation de l’espace de connaissances partagées (coopération entre
universités, Erasmus, Programme d’Innovation Horizon 2020, Digital…).

Par ailleurs, le Maroc doit se positionner pour être en mesure de tirer profit du développement
rapide de l’Afrique. Il doit pour cela jouer un rôle central dans la dynamique africaine caractérisée
aujourd’hui par l’adoption et la mise en œuvre progressive de la Zone de Libre Echange
Continentale Africaine (ZLECA), tout en prenant en compte la nécessaire compatibilité
avec les engagements pris par ailleurs et notamment avec l’Union Européenne. A travers
la définition d’une vision claire et partagée, le Maroc devra pousser, via une coopération
économique approfondie, vers la création de filières industrielles à l’échelle du continent,
basées sur ses atouts (dynamique démographique, agriculture, matières premières…).

Action 108. Mettre en place les conditions nécessaires à la réussite de l’intégration du


Maroc dans la ZLECA en assurant l’implication des départements ministériels et
organismes concernés.

Action 109. Conditionner l’aide financière apportée par le Maroc aux pays tiers, dans le cadre
de projets d’investissement, par l’acquisition systématique des biens et services
concernés auprès des entreprises marocaines.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
91

CHOIX 5
Des femmes autonomes, actrices de développement et
exerçant leurs droits pour une pleine participation à la
vie économique, sociale, politique et culturelle
La concrétisation de l’ambition de développement implique de transformer, sans tarder, la
situation des femmes sur les plans économique, social, culturel et sociétal.

Le Maroc a besoin, impérativement, de relever le taux d’activité des femmes. Ce taux qui
connaît une baisse régulière depuis plus de 20 ans, pour s’établir en 2018 à 18,1% en milieu
urbain. Son niveau relativement plus élevé en milieu rural ne doit pas faire illusion : les deux-
tiers des 28,6% de femmes déclarées actives en milieu rural n’ont ni salaire ni protection
sociale, et sont identifiées sous le qualificatif d’ « aides familiales ».

Dans cette perspective, il est indispensable que toutes les forces vives du pays s’engagent en
faveur de la réalisation des trois objectifs stratégiques suivants :
è Instaurer un cadre institutionnel et juridique garantissant l’effectivité de l’égalité entre
les femmes et les hommes ;
è Assurer aux femmes les conditions d’accès au travail rémunéré et les sécuriser vers et
sur les lieux du travail ;
è Faire émerger de nouvelles représentations sociales des femmes financièrement
autonomes.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.

Instaurer un cadre institutionnel et juridique garantissant l’effectivité de


l’égalité entre les femmes et les hommes

Action 110. Accélérer l’harmonisation de la législation avec les principes et dispositions de


la Constitution et des Conventions internationales des droits humains ratifiées
par le Maroc portant sur la prévention et l’élimination de toutes les formes de
discriminations à l’égard des femmes et des petites filles.

Action 111. Introduire dans les politiques publiques le principe d’égalité entre femmes et
hommes, et particulièrement la promotion de la participation des femmes dans
la vie économique, sociale, politique et culturelle.

Action 112. Introduire des mécanismes incitatifs pour favoriser la mixité en entreprise
(fiscalité, subventions …) avec une proportion minimale de 30% de femmes à
tous les niveaux de responsabilité.
92
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 113. Conditionner une partie de la subvention publique accordée aux partis
politiques, aux syndicats et aux associations à l’atteinte d’un niveau minimum de
représentativité de 30% des femmes dans leurs instances dirigeantes.

Action 114. Activer l’installation de l’Autorité pour la parité et la lutte contre la


discrimination (APALD) et la doter du pouvoir d’investigation, d’injonction et
de l’autorité d’ester en justice contre tout acte de discrimination à l’égard des
femmes.

Action 115. Eliminer les discriminations et les stéréotypes fondés sur le genre au niveau des
manuels scolaires et des médias.

Assurer aux femmes les conditions d’accès au travail rémunéré et les


sécuriser sur et vers les lieux du travail

Action 116. Amorcer un plan national d’ouverture de crèches publiques ou en entreprises


dans l’ensemble du territoire et publier des indicateurs sur le nombre de places
de crèche par commune rapporté aux besoins.

Action 117. Asseoir l’exemplarité de l’Etat en matière d’égalité entre les femmes et les
hommes dans l’accès à la fonction publique centrale et territoriale, en matière
de parité dans les postes de responsabilités et d’égalité salariale.

Action 118. Flexibiliser le recours aux nouvelles formes de travail au sein des entreprises
(télétravail, travail à mi-temps, flexibilité des horaires…) et encourager les
entreprises, moyennant des incitations fiscales, à recourir à l’emploi à temps
partiel.

Action 119. Renforcer le cadre juridique relatif à la lutte contre le harcèlement moral
ou sexuel des femmes dans les lieux publics et sur les lieux de travail. Etablir
des procédures de plaintes visibles et accessibles contre toutes les formes de
traitement dégradant ou discriminant à l’encontre des femmes.

Action 120. Inscrire la sécurité des femmes, dans les transports publics et sur les lieux publics,
au centre des préoccupations des politiques de la ville, des politiques de sécurité
publique, des plans d’aménagement urbains et des programmes de logements.

Faire émerger de nouvelles représentations sociales des femmes


financièrement autonomes

Action 121. Organiser des campagnes de communication dans les différentes régions en
présentant des modèles de réussite féminins pour inciter les jeunes femmes à
s’y identifier et à s’en inspirer.

Action 122. Enregistrer des capsules vidéo de « success stories » de femmes et les diffuser
massivement sur les chaines nationales et sur les réseaux sociaux.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
93

CHOIX 6
Un monde rural intégré, valorisé, attractif et connecté
Le développement du monde rural constitue un impératif pour une évolution pleine du pays.

Aujourd’hui, une partie du monde rural vit encore dans l’isolement et l’enclavement faute
d’infrastructures, d’équipements et de moyens de transport et de communication. Confrontée
également aux problèmes de sous-emploi et de la sécheresse récurrente, une partie de la
population rurale a toujours tendance à migrer vers les villes.

Le secteur agricole, qui fait vivre 80% de la population rurale, fait face aujourd’hui à plusieurs
contraintes qui entravent son développement. Il s’agit notamment de l’ouverture du secteur
à la concurrence internationale, la sécheresse récurrente, la complexité du foncier agricole,
le manque de qualification de la main d’œuvre engendré par le départ des jeunes ruraux les
plus qualifiés et instruits vers la ville et la faible diversification des activités hors agriculture. A
cet égard, il est indispensable d’encourager l’installation des activités manufacturières dans
le monde rural pour d’une part améliorer l’intégration sectorielle, et d’autre part, favoriser la
création d’emplois en faveur des jeunes ruraux.

Par ailleurs, les zones rurales ont connu une urbanisation accélérée durant ces dernières
années. Ce processus d’urbanisation ne se traduit pas uniquement par un exode rural vers
les grandes villes, mais également par la constitution de nouveaux centres urbains dans les
zones rurales. Dans le cadre de la régionalisation avancée, ces centres devraient jouer un rôle
plus important dans l’intégration de la ville et de la campagne à travers la transformation des
produits agricoles, mais aussi par l’échange de biens et services.

Dans cette perspective, l’Etat devra déployer tous les moyens nécessaires pour changer les
paradigmes et les approches de développement du monde rural pour les rendre plus adaptés
et plus innovants. Il convient également de considérer l’équipement en infrastructures et
l’investissement dans différents services sociaux comme des moyens ayant comme seule
finalité le développement de la population rurale.

Pour cela, le Maroc devra opter pour la réalisation de deux objectifs stratégiques :

è Inscrire la ruralité dans la politique publique d’aménagement du territoire ;

è Créer des opportunités en milieu rural en développant de nouveaux secteurs


pourvoyeurs de richesse et d’emploi.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.


94
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Inscrire la ruralité dans la politique publique d’aménagement du territoire

Action 123. Elaborer, en se basant sur une approche participative, une politique publique
du développement du monde rural arrimée au processus de régionalisation
avancée et adopter une loi-cadre de la ruralité.

Action 124. Doter chaque région, dans un délai de trois ans, d’un Plan d’Aménagement des
espaces ruraux, des centres ruraux et périurbains.

Action 125. Réformer en 5 ans les statuts juridiques du foncier rural en particulier les terres
collectives et procéder à l’immatriculation gratuite de l’ensemble des terrains
détenus par les petits agriculteurs.

Action 126. Mettre en place les mécanismes nécessaires pour lutter contre le morcellement
des terres agricoles et l’urbanisation de celles qui présentent un fort potentiel
productif.

Action 127. Développer les services publics et les infrastructures au niveau des zones rurales.

Action 128. Mettre en place des incitations au profit des enseignants et des médecins pour
les encourager à s’installer dans les zones rurales.

Action 129. Investir dans la digitalisation en tant que moyen de développement à moindre
coût (éducation, santé, accès à l’information…) du monde rural.

Action 130. Renforcer le réseau routier des localités rurales surtout les plus enclavées et
promouvoir des moyens de transport adaptés à chaque type d’espace rural
(montagne, plaine, oasis…).

Créer des opportunités en milieu rural en développant de nouveaux secteurs


pourvoyeurs de richesse et d’emploi

Action 131. Eriger les centres ruraux en pôles de développement économique où se


concentrent les services publics de base, les activités agricoles, industrielles et
touristiques en vue d’absorber les flux de l’exode rurale, de stimuler la création
de l’emploi et de favoriser l’émergence d’une classe moyenne rurale.

Action 132. Prévoir des mécanismes incitatifs pour le développement de nouveaux secteurs
porteurs comme l’écotourisme, la valorisation des produits du terroir, les services
liés à l’agriculture et au commerce ainsi que les activités manufacturières (agro-
industrie, textile, artisanat…).

Action 133. Mettre en place un plan de digitalisation du secteur agricole en incitant les
startups des technologies agricoles « Agritechs » à se développer dans le monde
rural.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
95

CHOIX 7
Une solidarité organisée visant la réduction des inégalités
sociales et territoriales, apportant une protection sociale
universelle et financée par une juste contribution des
citoyens
Alors même que la pauvreté a été réduite de façon significative, les inégalités sociales et
territoriales demeurent importantes, notamment les inégalités de revenu, les inégalités
dans l’accès aux infrastructures et aux services essentiels, et les inégalités face aux risques
sociaux (maladies, chômage, situations de handicap). Leur réduction représente un défi
important dans un contexte où s’expriment et se renforcent différentes formes d’aversion et
de protestation contre les situations et les sentiments d’injustice et d’inégalité de traitement.

Pour relever le défi de la réduction de ces inégalités et de l’affirmation des principes


fondamentaux garantis par la Constitution, notamment le principe de l’égale dignité de
tous les citoyens et de l’égalité de tous devant la loi et dans l’accès aux services publics, il
est indispensable de porter la réduction des écarts et l’élimination des avantages indus au
cœur du nouveau modèle économique. L’Etat a vocation à agir en faveur de la réduction des
inégalités via les politiques publiques, qu’elles soient fiscales, infrastructurelles, éducatives,
sanitaires, ou informationnelles. Le Maroc doit ainsi mettre en place un système de solidarité
nationale qui assure une protection sociale universelle et des conditions de mobilité sociale
ascendante pour l’ensemble des citoyens. Ce système nécessite la participation à l’effort fiscal
de l’ensemble des composantes de la société de façon équitable.

Dans cette perspective, l’Etat devra opter pour la réalisation de deux objectifs stratégiques :

è Préserver tous les citoyens de la précarité ;

è Faire de l’impôt équitable le fondement de la cohésion sociale.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.

Préserver tous les citoyens de la précarité

Action 134. Assurer une protection sociale universelle à l’individu, tout le long de sa vie,
indépendamment de son statut professionnel et incluant la couverture médicale.

Action 135. Œuvrer à l’unification des régimes obligatoires d’assurance maladie de base avec
pour objectif, la mise en place d’un régime national universel de base.

Action 136. Unifier à moyen terme les régimes de prévoyance sociale en matière de pension
de retraite.
96
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 137. Instaurer un « revenu minimum vieillesse » au moins équivalent au seuil de


pauvreté au bénéfice des personnes dépourvues de pension de retraite.

Action 138. Développer, dans le cadre du dialogue social, un dispositif national contributif
d’assurance contre le chômage.

Action 139. Instituer une protection sociale de l’enfance, de la naissance à l’âge de 15 ans,
fondée sur l’aide directe et ciblée des ménages.

Action 140. Intégrer, à l’instar des pratiques et normes internationales, la couverture des
accidents du travail et des maladies professionnelles à la sécurité sociale et
garantir leur protection dans le cadre d’un régime national obligatoire, unique
et non lucratif d’assurance sociale.

Action 141. Garantir un revenu minimal aux catégories les plus vulnérables (démunis et
personnes en situation de handicap).

Action 142. Renforcer considérablement et différencier, en fonction de la situation et de la


localisation des ménages sur la base du Registre Social Unifié (RSU), les mesures
incitatives de soutien aux citoyens démunis pour l’aide à la scolarité de leurs
enfants (Programme Tayssir).

Faire de l’impôt équitable le fondement de la cohésion sociale

Action 143. Elargir l’assiette fiscale par l’application effective du principe constitutionnel
de participation de toute personne physique et morale selon les capacités
contributives réelles de chacune. Il conviendra d’utiliser le supplément des
recettes pour réduire les taux des différents impôts d’Etat et alimenter un fonds
de solidarité sociale.

Action 144. Réserver deux à quatre (2 à 4) points de la TVA, à verser dans le fonds de solidarité
sociale, qui servira notamment à contribuer au financement de la couverture et
des aides sociales.

Action 145. Renforcer la classe moyenne par l’introduction d’une fiscalité des ménages,
plus favorable que la fiscalité individuelle, plus en phase avec la réalité socio-
économique des familles en prenant en compte les personnes à charge, les
dépenses de santé et le financement de l’éducation des enfants.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
97

CHOIX 8
Un capital naturel protégé, valorisé de manière
soutenable pour favoriser la croissance durable
L’Etat devra déployer les moyens nécessaires pour favoriser une croissance durable et
améliorer le bien-être et le cadre de vie de ses citoyens à travers une valorisation responsable,
durable et inclusive du capital naturel en vue de préserver les intérêts des générations futures.

Pour cela, le Maroc devra opter pour la réalisation de trois objectifs stratégiques :

è Préserver les ressources prioritaires : l’eau et l’énergie ;

è Assurer une gouvernance intégrée et soutenable à long terme des ressources naturelles
et des écosystèmes fragiles ;

è Mettre en œuvre les engagements internationaux du Maroc en matière de lutte contre


les effets des changements climatiques.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.

Préserver les ressources rares et prioritaires : l’eau et l’énergie

Action 146. Mettre en place un référentiel national de la comptabilité de l’eau qui reflète les
coûts réels de l’eau par bassin hydraulique versant, permettant d’assurer une
solidarité régionale et sociale via un meilleur ciblage des subventions publiques
au secteur et en optimisant les capacités d’autofinancement des régions.

Action 147. Accélérer le recours massif aux ressources hydriques non conventionnelles,
notamment la généralisation du dessalement de l’eau de mer pour les zones
côtières et la réutilisation des eaux usées épurées.

Action 148. Renforcer la régulation de l’exploitation des eaux souterraines et optimiser leur
utilisation. Ceci passe par la systématisation de la planification socio-économique
de l’utilisation de ces ressources et le renforcement des capacités des utilisateurs
en aval (notamment dans les secteurs agricole et industriel).

Action 149. Élaborer des programmes de synergie technique et économique entre le plan
national de l’eau et la stratégie des énergies renouvelables.

Action 150. Mettre en œuvre la stratégie nationale d’efficacité énergétique tout en


améliorant le système de gouvernance de l’agence marocaine de l’efficacité
énergétique (AMEE) et en renforçant les moyens humains et matériels pour un
meilleur accompagnement et soutien de la mise à niveau énergétique du tissu
économique.
98
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 151. Accélérer la mise en œuvre du plan gazier marocain pour augmenter la part du
gaz naturel dans le mix énergétique et réduire celle du charbon, le gaz naturel
étant plus propre que les autres sources d’énergie fossile.

Assurer une gouvernance intégrée et soutenable à long terme des ressources


naturelles et des écosystèmes fragiles

Action 152. Planifier les politiques publiques, en prenant en considération le potentiel et les
fragilités écologiques des régions, en accordant un rôle central à la préservation
du couvert forestier et de la biodiversité et en systématisant les études d’impact
énergétique et hydrique.

Action 153. Valoriser et protéger les écosystèmes fragiles (comme le littoral, les oasis, la
montagne, la forêt et les zones humides) en adoptant, en plus de l’action des
pouvoirs publics, une démarche de gestion communautaire.

Action 154. Instaurer l’instrument de l’évaluation stratégique environnementale et sociale


pour apprécier la durabilité et la résilience climatique des politiques publiques,
des plans et programmes nationaux et régionaux.

Action 155. Doter le pays d’une fiscalité environnementale et énergétique équitable et


incitative à la préservation de l’environnement et à la rationalisation de la
consommation des ressources hydriques et énergétiques.

Mettre en œuvre les engagements internationaux du Maroc en matière de


lutte contre les effets des changements climatiques

Action 156. Accélérer la mise en œuvre des programmes d’adaptation aux changements
climatiques relatifs aux secteurs jugés les plus vulnérables (eau, forêt et
agriculture). Ces programmes s’articulent autour de la protection des populations,
des systèmes productifs sensibles et du patrimoine immatériel du Maroc.

Action 157. Mettre en place une budgétisation sensible au climat et un comité national de
pilotage opérationnel pour la réalisation du Plan National Climat (PNC) et la mise
en cohérence des stratégies sectorielles avec les NDCs (Nationally Determined
Contributions) et le Plan National d’Adaptation (PNA).

Action 158. Territorialiser la gouvernance du développement durable en l’intégrant dans le


cadre de la régionalisation avancée et en formant les élus territoriaux à leurs
nouvelles attributions, conformément aux exigences de la loi cadre n°99-12.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
99

CHOIX 9
Un Etat de droit garant de l’intérêt général menant une
action publique territorialisée basée sur la cohérence,
la transparence, l’efficacité et l’évaluation systématique
La question de la gouvernance institutionnelle fait l’objet d’une prise de conscience collective
et partagée, aussi bien des pouvoirs publics, des élus territoriaux, que des différents corps
intermédiaires représentant les acteurs et les citoyens (partis politiques, organisations
syndicales, secteur privé, société civile…). L’importance de cet aspect découle du fait qu’il
impacte directement le niveau de confiance, de crédibilité et de notoriété dont jouissent les
différentes institutions constitutionnelles de l’Etat vis-à-vis du citoyen en particulier à l’heure
actuelle, où les tensions sociales et les signes de mécontentement se multiplient.

Ainsi, l’Etat se doit de fonctionner selon des règles de gouvernance claires et transparentes,
privilégiant les démarches alliant l’effectivité et la crédibilité, dans une temporalité unifiée et
protégée des aléas de la conjoncture politique pour garantir une pleine adhésion, la confiance
et l’appropriation des citoyens. La transparence, la reddition des comptes et le respect des
droits et intérêts des citoyens sont autant d’impératifs incontournables pour ériger un Maroc
prospère et solidaire.

Dans cette perspective, le Maroc devra opter pour la réalisation de sept objectifs stratégiques :
è Renforcer et délimiter les responsabilités pour rendre effective la reddition des comptes ;

è Assurer la continuité de la mise en œuvre des politiques publiques de long terme ;

è Viser l’efficience de l’action publique ;

è Asseoir l’efficience des moyens d’exécution ;

è Evaluer l’action publique ;

è Faire adhérer les citoyens ;

è Ouvrir l’accès aux données publiques (open data) pour consacrer le droit d’accès à
l’information.

Des actions opérationnelles découlent de chaque objectif stratégique.


100
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Renforcer et délimiter les responsabilités pour rendre effective la reddition


des comptes

Action 159. L’institution du Chef de Gouvernement doit se renforcer pour garantir


l’animation et la cohérence de l’action gouvernementale et assurer la pertinence
des politiques publiques, tout en veillant à leur bonne exécution en leur allouant
les ressources nécessaires et en procédant, en tant que de besoin, aux arbitrages
qui s’imposent.

Action 160. Institutionnaliser l’instance permanente auprès du Chef du Gouvernement


chargée du suivi et de l’évaluation des actions gouvernementales et des grands
projets structurants.

Action 161. Fixer les délais de la phase de constitution de la majorité, allant de la désignation
du Chef du Gouvernement au vote de confiance, pour asseoir la normalité
démocratique.

Action 162. Parachever la mise en place des dispositions constitutionnelles en mettant en


place les lois organiques et les lois ordinaires prévues et en alignant tous les
textes juridiques en vigueur avec les dispositions de la Constitution.

Action 163. Assurer davantage de cohérence des portefeuilles ministériels en les mettant
en adéquation avec le périmètre de responsabilité lié aux politiques publiques
concernées.

Action 164. Mobiliser les ressources humaines autour des missions des institutions publiques
auxquelles elles appartiennent (ministères, établissements et entreprises
publics, collectivités territoriales…) et remplacer la culture du conservatisme
et de la conformité aux procédures par une véritable culture de performance,
d’audace et d’innovation à l’image de celle prévalant dans les entreprises les plus
performantes du privé. A cette fin, il s’agit de :
ƒ Tendre vers davantage de réactivité et de prise d’initiative des responsables :
• En leur donnant plus de marge de manœuvre par la suppression du contrôle
a priori et son remplacement par un contrôle à posteriori couplé à des
mécanismes de contrôle interne et d’audit,
• En recourant aux sanctions disciplinaires ou judiciaires seulement pour les
cas avérés de malversations ou de négligences graves ;
ƒ Instaurer une culture de performance et de méritocratie :
• En procédant à la refonte du système d’évaluation. Celui-ci devra permettre
de mesurer les performances des fonctionnaires et agents publics sur la base
de l’atteinte de leurs objectifs individuels et de leur contribution à l’atteinte
des objectifs globaux de leur institution (création d’emploi, exportations,
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
101

réussite scolaire, nombre de patients traités…). Ce dispositif devra en outre


permettre d’assurer une variabilité des évaluations de manière à différencier
les contributions des agents,
• En établissant une corrélation forte entre les résultats des évaluations et les
politiques de rétribution et de progression de carrière ;
ƒ Renforcer le sentiment d’appartenance des employés du public :
• En partageant avec eux les objectifs poursuivis par leur institution,
• En valorisant la mission et le rôle citoyen de l’institution à travers une
communication interne appropriée.

Assurer la continuité de la mise en œuvre des politiques publiques de long


terme

Action 165. Recourir à des lois-cadres, ou autres instruments, pour sanctuariser sur le long
terme les orientations stratégiques et sécuriser l’implémentation des politiques
publiques par-delà les cycles électoraux.

Viser l’efficacité de l’action publique


Action 166. Insuffler progressivement au secteur public une dynamique de passage de
la logique concentrée, procédurale et pyramidale à la responsabilisation des
acteurs, la délégation et la déconcentration, en s’inspirant de l’approche du
« New Public Management ».

Action 167. Opérer une réallocation forte du budget de l’Etat pour le mettre en adéquation
avec les priorités du nouveau modèle de développement.

Action 168. Réviser le cadre législatif et réglementaire régissant la dépense publique dans le
sens d’un contrôle a posteriori en lieu et place du contrôle a priori dans le cadre
d’objectifs clairement définis.

Action 169. Investir dans la digitalisation fonctionnelle des services publics avec un cap
sur 5 ans pour une dématérialisation complète des liens entre les citoyens, les
entreprises et l’administration.

Asseoir l’efficience des moyens d’exécution

Action 170. Accélérer les processus de déconcentration et de décentralisation dans le cadre


de la régionalisation avancée et doter les régions de ressources nécessaires pour
leur permettre de jouer pleinement leur rôle dans l’implémentation du nouveau
modèle de développement.
102
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Action 171. Rendre effectives les compétences octroyées aux régions et les doter des
capacités d’exécution nécessaires pour une mise en œuvre effective de la
régionalisation avancée.

Action 172. Mettre en place au niveau national une « delivery unit » relevant de l’institution
du Chef du Gouvernement chargée d’appuyer l’implémentation accélérée des
chantiers prioritaires.

Evaluer l’action publique

Action 173. Prévoir dans chaque loi une clause qui oblige à en évaluer systématiquement,
après un certain délai, la mise en application.

Action 174. Renforcer les moyens du groupe de travail thématique de la Chambre des
Représentants chargé de l’évaluation des politiques publiques afin qu’il puisse
s’acquitter pleinement de son rôle.

Action 175. Systématiser l’évaluation périodique des plans sectoriels et stratégiques par
les instances constitutionnelles en charge de la bonne gouvernance et de
l’évaluation des politiques publiques.

Action 176. Revoir les dispositions de la loi 31-13 relative au droit d’accès à l’information en y
consacrant le plein droit des citoyens à la pratique de ce droit et en l’expurgeant
de certaines dispositions limitant sa portée.

Faire adhérer les citoyens

Action 177. Adopter une loi qui interdit à une administration d’exiger de la part des citoyens
ou des entreprises des informations déjà disponibles au niveau d’une autre
entité administrative.

Action 178. Inclure des représentants de la société civile et des citoyens dans l’instance
permanente créée sous l’autorité du Chef du Gouvernement chargée du suivi et
de l’évaluation des actions gouvernementales et des grands projets structurants.

Action 179. Accorder le droit de saisine à la société civile auprès de l’ensemble des instances
constitutionnelles.

Action 180. Faciliter la procédure relative au droit de présenter des pétitions aux pouvoirs
publics et des motions en matière législative, et revoir les dispositions de
recevabilité et de traitement en les rendant plus flexibles, rapides et efficaces.
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
103

Action 181. Mettre en œuvre la charte des services publics prévue par l’article 157 de
la Constitution, en veillant notamment, lors de son élaboration à renforcer la
participation citoyenne dans la gouvernance des services publics et consolider
le droit au recours en cas de litige, tout en fixant les droits et les obligations des
usagers dans leurs relations avec l’administration.

Action 182. Publier annuellement un rapport sur la participation de la société civile à


l’élaboration des politiques publiques.

Ouvrir l’accès aux données publiques (open data) pour consacrer le droit
d’accès à l’information

La libération des données publiques (open data) est porteuse de nombreuses opportunités
aux niveaux politique, économique, social et culturel. Elle s’inscrit dans la continuité des
efforts consentis par le Maroc en matière de transparence politique et administrative, de
renforcement de la participation des citoyens et consacre la priorité accordée par le pays à la
digitalisation.

Par l’open data, on confère à chaque citoyen la possibilité d’apprécier le mode de


fonctionnement et de la performance des services publics, et de mieux utiliser les informations
mises à sa disposition pour améliorer ses conditions de vie.

Cet objectif stratégique requiert une action principale, à savoir :

Action 183. Désigner une institution en charge de « la mission open data » afin d’assurer le
leadership dans ce domaine et incarner la politique open data nationale. Cette
institution devra définir et gérer les aspects logistiques des actions relatives à
l’ouverture des données publiques dans le cadre de la plateforme nationale
open data. Elle serait notamment en charge de :
ƒ Définir les jeux des données (dataset) à forte utilité socio-économique à
diffuser auprès du public ;
ƒ Identifier quelques institutions qui seront les pionnières de cette politique
d’ouverture et qui seront les exemples à suivre pour l’ensemble de
l’administration ;
ƒ Désigner au sein de chaque administration un responsable de « l’ouverture
des données ».
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
104
6
Les grands choix pour recréer la confiance et faire du Maroc
un pays solidaire et prospère pour tous ses citoyens
105

Consolider ensemble notre


“ communauté de destin ”
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
106
Consolider ensemble notre “communauté de destin”
107

L
e succès du modèle de développement reste conditionné par sa capacité à permettre in
fine, à toute la société marocaine d’accéder à un « mieux-vivre-ensemble » et à tous les
citoyens de s’accomplir dans le cadre d’un « mieux-être ».

Le « mieux-vivre-ensemble » constitue un défi majeur pour toutes les composantes de la


société autour de l’impératif de consolider « notre communauté de destin » sur la base d’une
vision citoyenne commune, celle d’un Maroc plus démocratique, plus prospère et plus solidaire,
garantissant une meilleure qualité de vie pour tous.

Ce défi de « mieux-vivre-ensemble » est lié à la grande diversité de la société marocaine, dans


ses dimensions territoriale, culturelle et linguistique, sans occulter les différences d’âge, de
genre, de santé, de niveaux de scolarité, de situation socio-économique, etc. Une diversité qui,
tout en constituant une richesse, impose également la nécessité de faire adhérer toutes les
composantes de la société autour de l’ambition commune du pays et d’éviter que la divergence
des intérêts et des appartenances ne donnent lieu à des tensions sociales, à la défiance et à
l’installation d’une résistance à tout changement positif.

Par ailleurs, et afin de consolider « notre communauté de destin », il nous appartient de nous
inspirer de notre histoire commune qui nous détermine et des enseignements tirés de nos
succès et même de nos déconvenues. Il s’agit à cet égard de rappeler s’il en était besoin que :
™ Nous sommes une nation millénaire profondément ancrée dans l’histoire, qui a fait le
choix irréversible de construire un État de droit démocratique, de valoriser la richesse et
la diversité d’un patrimoine culturel remarquable ;
™ Nous sommes cette nation résiliente qui s’est toujours mobilisée autour de grandes
causes et qui, tout au long de son histoire, a relevé des défis majeurs et a été en mesure
de concrétiser des rêves communs (épopées de l’indépendance, de la marche verte…) ;
™ Nous sommes une nation qui a à son actif un long parcours de réformes et de chantiers
structurants, dans une quête permanente d’intégrité, de prospérité et de solidarité ;
™ Notre parcours a été toutefois ponctué par des réalisations encore insuffisantes dans
certains domaines notamment en matière d’équité, d’égalité des chances et d’inclusion.
Autant de facteurs qui constituent un frein à l’instauration d’un mieux vivre ensemble
harmonieux, dans la mesure où ils nourrissent les clivages et les divisions, accentuent la
méfiance et ébranlent le sentiment d’appartenance dont se nourrit la cohésion sociale.
Forts de ces enseignements et conscient de notre singularité et de notre potentiel :
™ Nous aspirons à être cette nation industrieuse et productive. Cette nation qui génère
une croissance forte et durable profitant à tous. Cette nation dont la gouvernance et la
démarche démocratique sont citées en exemple. Cette nation qui traduit dans les faits,
dans toutes les strates de la société, sur l’ensemble de son territoire, sa réputation de
société ouverte, solidaire, équitable et cohésive ;
™ Nous voulons aussi être cette nation qui œuvre collectivement et au quotidien à
permettre le plein épanouissement de chaque citoyen.
108
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

En déployant notre nouveau modèle de développement, nous escomptons tracer la voie qui
mène à un développement inclusif, solidaire et durable. Il nous appartiendra alors de faire en
sorte que cette quête aboutisse et que ses acquis soient irréversibles.

Quant au « mieux-être » du citoyen, il est tributaire d’une implémentation efficace et responsable


des différents choix et actions y afférentes de portée économique, sociale, environnementale,
institutionnelle et culturelle, formant notre nouveau modèle de développement. Ce qui se
traduira par une libération des énergies des citoyens qui seront à même de déployer leur
potentiel dans un large champ d’opportunités et un environnement sain qui leur garantit
l’accès à leurs droits et sécurise leur parcours de vie.

Partant de là, et pour que notre nouveau modèle de développement soit à même de
promouvoir le « mieux-vivre-ensemble » et le « mieux-être » des citoyens, il y a lieu de se
donner un cap pour sa mise en œuvre, de lancer des signaux forts de changement tout
en puisant dans notre socle commun des valeurs pour rétablir et consolider notre capital
confiance. Ces signaux sont de nature à créer une dynamique vertueuse et mobilisatrice de
l’ensemble des citoyens autour d’un projet sociétal commun. L’aboutissement de ce processus
requiert une implication effective de tous les acteurs dans la conduite du changement.

… en s’employant à mettre en œuvre le nouveau modèle de développement


durant les cinq prochaines années en commençant par des signaux
forts qui rendront le changement perceptible
La période de mise en œuvre des actions proposées est de 5 ans. Ce rythme accéléré se
justifie par l’urgence des déficits dont souffre le Maroc combinée aux attentes de plus en plus
importantes des citoyens.

Certaines actions préconisées nécessiteront un effort budgétaire conséquent et convoqueront


une meilleure réallocation de ressources et parfois le recours à certains arbitrages. D’autres,
sont de nature à bousculer certaines situations établies et susciteront, indubitablement, des
résistances au changement, ce qui impliquera un engagement sans faille pour en assumer le
coût politique.

Pour imprimer une impulsion vigoureuse et réussir le lancement de cette dynamique,


il conviendra de donner des signaux forts émanant des plus hautes instances de l’Etat et
susceptibles de rendre le changement perceptible par le citoyen permettant ainsi de renforcer
la confiance de toutes les composantes de la nation en un avenir meilleur.

En d’autres termes, il s’agira de crédibiliser la démarche et de susciter l’adhésion en prenant


des premières décisions marquantes et en réalisant des premiers succès rapides, démontrant
les preuves d’un nouveau modèle inclusif, impactant directement les citoyens dans leur vie
quotidienne.
Consolider ensemble notre “communauté de destin”
109

…en rétablissant et consolidant la confiance pour maintenir et renforcer


la cohésion sociale
Multidimensionnelle et systémique, la confiance est l’élément-clé de la cohésion sociale au
sein de notre pays et le garant de réussite de tout projet de société. Elle est multidimensionnelle
dans la mesure où elle concerne aussi bien la relation du citoyen vis-à-vis du gouvernement,
des autres institutions publiques et des corps intermédiaires, que celle entre les citoyens eux-
mêmes. Elle est également d’ordre systémique dans le sens où elle impacte aussi bien, les
relations économiques, en agissant sur l’incertitude, l’aversion au risque des consommateurs
et des investisseurs, que les relations politiques et sociales, tout en favorisant et accompagnant
les changements sociétaux.

Aussi la réussite des changements sociétaux demeure-t-elle tributaire du rétablissement de


la confiance en tant que valeur primordiale et fondamentale de la société.

Par ailleurs, la confiance permet de créer un cercle vertueux dans le sens où des citoyens qui
perçoivent concrètement les impacts des réformes sur leur vie quotidienne et leur qualité de
vie éprouveront plus de confiance vis-à-vis des pouvoirs publics et des institutions et seront
ainsi plus enclins à faire preuve d’engagement citoyen et d’un sens de l’intérêt général et
collectif plus fort, ingrédients indispensables à l’aboutissement des réformes.

C’est ainsi que nous devons soutenir et entretenir la confiance. Nos partis politiques, nos
syndicats, notre société civile, nos associations professionnelles et fédérations patronales
sont appelés à s’adapter aux besoins et aux mutations de la société et à renforcer leur
représentativité, leur crédibilité et leur légitimité vis-à-vis des citoyens. Ceci permettra de
préserver la cohésion sociale, renforcer les mécanismes de médiation, de prévention et
de règlement des conflits et garantir un bon équilibre entre démocratie représentative
et démocratie participative qui connait un essor remarquable avec la digitalisation et la
prolifération des réseaux sociaux.

Dans le même état d’esprit, la consultation des citoyens que le CESE a lancé auprès d’un
certain nombre d’internautes, fait ressortir l’existence d’une prédisposition réelle chez
les répondants de renouer les liens de confiance dans les institutions et surtout une
envie, voire un besoin, de croire au changement. Elle démontre, in fine, que les citoyens
éprouvent le besoin de vivre dans une société où règne la confiance afin de revivifier le
« vivre-ensemble » consacré par le socle des valeurs communes de la nation.

…en puisant dans le socle commun des valeurs en vue d’une véritable
mobilisation autour du projet sociétal commun
Notre culture marocaine se nourrit et s’enrichit d’un patrimoine de valeurs qu’il s’agit
d’utiliser en tant que levier de développement pour dépasser certaines valeurs négatives
qui entravent le processus de réformes du pays et la cohésion de la société. Il convient de
valoriser cette marocanité, fondée à la fois sur l’union et sur la richesse de la diversité, à
partir de laquelle nous nous engageons dans un projet sociétal commun fort.
110
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Il nous appartient tous de valoriser cette marocanité qui englobe une identité unique
fruit d’affluents pluriels, ce sentiment d’appartenance ressenti par tous, cette fierté d’être
marocain avant tout, cet attachement aux valeurs humanistes qui est notre principal rempart
contre l’extrémisme, cette ouverture sur le monde qui fait notre force, ces traditions, ces
coutumes et ce savoir-vivre qui constituent un patrimoine unique encore peu valorisé.

Cette marocanité qui est notre richesse collective et commune possède de multiples ressorts
positifs et constructifs sur lesquelles il s’agit de s’appuyer pour raffermir l’engagement
citoyen et responsable, promouvoir la solidarité, consolider la confiance et renforcer le
vivre-ensemble.

Il est indispensable de puiser dans ce système de valeurs, enrichi au fil du temps, pour
stimuler les valeurs individuelles positives liées à la citoyenneté, au travail, à l’effort, au
respect des délais, à la responsabilité, à l’égalité, à la solidarité, mais également pour sublimer
l’attachement à la nation, renforcer les mécanismes de solidarité nationale, consolider les
valeurs d’humanisme, de respect et d’ouverture sur l’autre.

…moyennant une implication effective de tous les acteurs dans la


conduite du changement
La réussite de l’implémentation est tributaire de la satisfaction d’un certain nombre de
prérequis majeurs :

™ Un très haut portage institutionnel : l’expérience au niveau national a clairement montré


que lorsque les réformes sont portées par le plus haut niveau de l’Etat, elles ont une plus
grande probabilité de réussite. Outre le fait que l’appel à la réflexion autour du nouveau
modèle de développement a été initié par Sa Majesté le Roi, ce constat confirme la
nécessité d’une remontée d’information régulière, détaillée et argumentée, au Chef de
l’Etat, selon un calendrier préétabli, de l’état d’avancement de ce projet de société, avec
une analyse approfondie des taux de réalisation, des rectifications éventuelles de cap et
une identification des blocages et dysfonctionnements, en vue de mettre en œuvre des
solutions adaptées à notre modèle et ses spécificités.

Dans ce cadre, la création d’un comité national de pilotage institutionnel de Haut niveau,
composé de membres du Gouvernement, élargi aux 12 présidents de régions, des corps
intermédiaires et des représentants de la société civile organisée est recommandée. Il
sera en charge de veiller à la mise en place de l’implémentation optimale du nouveau
modèle de développement ;

™ Un rôle fédérateur du chef du gouvernement lors de la phase d’implémentation :


cette institution doit prendre le leadership durant la phase d’implémentation du
nouveau modèle de développement, en veillant à une cohérence maximale entre les
secteurs et les stratégies concernés, en favorisant une inter-ministérialité effective et en
mettant en place un cadre de pilotage ou un tableau de bord multi-niveaux (stratégique
vs opérationnel, global vs sectoriel, national vs territorial) ;
Consolider ensemble notre “communauté de destin”
111

™ La continuité du projet au-delà du mandat gouvernemental : l’implémentation du


nouveau modèle de développement ne doit pas souffrir d’une discontinuité de son
rythme de mise en œuvre et doit être prémunie contre toute instrumentalisation
politicienne. Chaque gouvernement est tenu de maintenir le cap et d’avancer vers les
objectifs préalablement fixés, tout en opérant les ajustements qui s’imposent. Il doit ainsi
bénéficier durant son mandat des marges de manœuvres nécessaires ;

™ La mobilisation et la participation de tous les partenaires sociaux : le succès de la mise


en œuvre du nouveau modèle de développement repose sur le degré d’engagement
de l’ensemble des partenaires sociaux et des corps intermédiaires (partis politiques,
syndicats, patronat, société civile…) et de leur volonté d’aligner leurs stratégies et efforts
sur l’ambition tracée dans le cadre du nouveau modèle de développement. Ils sont
également responsables de la diffusion, par tous les moyens disponibles (surtout via
une forte présence numérique), des principes de ce modèle auprès de leurs adhérents,
militants et sympathisants, pour une mobilisation la plus large possible autour de ce
projet de société et pour que celui-ci soit effectivement fait par et pour le citoyen ;

™ Le triptyque-clé pour insuffler l’esprit du nouveau modèle de développement :


trois canaux sont à mobiliser pour mieux diffuser la culture du nouveau modèle de
développement. Il s’agit particulièrement de :

‚ L’école : à travers l’école, les enfants et les jeunes doivent s’imbiber des principes du
nouveau modèle de développement, notamment, l’effort, l’initiative, l’esprit critique, la
créativité, l’innovation, les valeurs de citoyenneté, l’ouverture, le droit…

‚ La loi : la conduite du changement est tributaire d’une application rigoureuse de la loi


pour garantir l’accès aux droits et l’accomplissement des obligations de tous envers la
société. L’effectivité des lois constitue un rempart contre la corruption, le népotisme,
le clientélisme, la fraude, l’arbitraire, les privilèges injustes et la prolifération des rentes
de situation,

‚ Les médias : leur rôle concerne davantage la sensibilisation de toutes les catégories de
citoyens en (i) leur inculquant les principes du nouveau modèle et les comportements
qu’il exige de chacun, en mettant en valeur les réalisations au fur et à mesure de leur
concrétisation, en se montrant réactifs par rapport aux « fake news », aux discours de
dénigrement et au fatalisme, et en organisant des espaces de débat public sur les
questions qui impactent le quotidien du citoyen.

En mobilisant l’Etat, les corps intermédiaires, la société civile, l’école et les médias, notre
objectif est de fédérer tous les marocains, où qu’ils soient et quelles que soient leurs situations,
pour les rallier à ce projet de société et accélérer notre marche vers la concrétisation de notre
communauté de destin. Tous les marocains doivent ainsi prendre conscience qu’un nouveau
projet de société est en construction et qu’ils doivent y adhérer en vue de se l’approprier et
de contribuer in fine au développement du pays.
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
112
Annexes

ANNEXE 1 : Liste des institutions et acteurs


auditionnés

ANNEXE 2 : Liste des membres du groupe


de travail

ANNEXE 3 : Liste des experts internes

ANNEXE 4 :Résultats de la consultation


des citoyens sur le NMD

ANNEXE 5 :Références bibliographiques


Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
114
Annexe 1 :
Liste des institutions et acteurs
auditionnés
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
116
Annexes
117

Liste des institutions et acteurs auditionnés

Le Conseil économique, social et environnemental tient à exprimer ses vifs remerciements


aux différents acteurs, organismes et institutions ayant participé aux auditions organisées
par le groupe de travail. Un remerciement particulier s’adresse à ceux qui ont envoyé des
contributions écrites.

Leurs idées, contributions et propositions respectives ont été d’un grand apport dans
l’élaboration du présent rapport.

Qu’ils en-soient tous remerciés.

Organismes Acteurs auditionnés

• Jettou Driss, Premier Président de la Cour des Comptes


Organismes
• Jouahri Abdellatif, Wali Bank Al Maghrib
publics
• Lahlimi Alami Ahmed, Haut-Commissaire au Plan

• Benyahia Mohamed , Secretaire Général du Secrétariat d’Etat chargé du


développement durable
• El Aynaoui Karim, Président de « Policy Center For The New South »
• Haddaoui Yassine, Directeur Général CDG invest
Institutions • Hajibi Abdessamad , Haut-Commissariat aux Eaux et Forêts, chef de service
nationales de suivi de la convention internationale de la lutte contre la désertification
• Mouttaqi Abdellah, Secretaire Général ONHYM
• Saadani Youssef, Economiste à la CDG
• Serghini Hicham, Directeur Général de la Caisse Centrale de Garantie
• Sijilmassi Tariq, Président Directeur Général du Crédit Agricole du Maroc

Organismes • El Moudni Abdellatif, Secretaire Général Conseil Supérieur de


Consultatifs l’Enseignement, de la Formation et de la Recherche Scientifique
118
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

• De Laiglesia Juan Ramón, Coordonnateur de rapport sur l’examen


multidimensionnel du Maroc -OCDE
Organisations
internationales • Moqaddam Farah Leila, responsable-pays Maroc à la BAD
• Rielander Jan, Chef Unité Examen Multidimensionnel OCDE
• Abdelmoumen Hakim, Président Fédération Automobile
• Aitri Tarik , Président FIMME
• Benbrahim El Andaloussi Hamid, Président GIMAS
• Benhmane Mouloudi , Président FNBTP
Organisations
• Fikrat Mohamed , Président FENAGRI
professionnelles
• Idrissi Kaitouni Rachid, Président de la Fédération Nationale de l’Energie
• Kabbaj Mohamed , PDG Soft Group
• Souiri Abdelhamid , ancien Président FIMME
• Ziatt Nabil, PDG de Stroc Industrie
• Alkalai Meryem, secteur bancaire
• Belkhayat Hassan, conseil en stratégie
• El Bachir Selwa, conseil en stratégie
• El Mghari Omar, secteur bancaire
• Fassi Fihri Oussama, tourisme
• Fikri Safaa, grande distribution
Acteurs
• Hazzaz Amine, entrepreneuriat
économiques
• Hjiej Habib, secteur bancaire
• Lahlou Yassine, entrepreneuriat
• Larhrib Karim, secteur bancaire
• Menjour Hicham, conseil en stratégie
• Metaich Mustapha, Consultant
• Smidi Rachid, secteur du tranport
Annexes
119

Associations en charge des valeurs, droits humains ; libertés et confiance


• Balafrej Taha, Président de Connect Institute
• Ksikes Driss, Chercheur - Think tank CESEM
• Lahlou Ghita , Directrice Centrale-Casablanca et Membre Fondateur « Les
Citoyens »
Associations de la femme

Société civile • Asmâa Morine Azzouzi, Présidente AFEM (Association des Femmes Cheffes
d’entreprises)
• Hakima Naji , Membre du CESE, Représentante de l’association Assayida Al
Horra
• El Aji Sanaa,Sociologue et Directrice de Publication de Marayana.com
• Khinani Aicha, Enseignante - chercheuse à l’Institut National de l’Action
Sociale
• Saadia SIFI, Représentante de l’ONU-femmes
• Ben Jelili Riad, Economiste tunisien
• Benhima Driss, Consultant
• Bouabid Ali , Expert en matière de gouvernance institutionnelle
• Cherkaoui Mohammed, Chercheur Universitaire
• Doumou Abdelali, Chercheur Universitaire
• Elmalki Tarik, Expert
• Jaidi Larabi, Expert en matière de gouvernance institutionnelle
Experts
• Kheldouni Sahraoui Samir, Expert-Consultant
• Komat Abdellatif,Doyen de l’Université Hassan II Casablanca
• Mouline Nabil , Chercheur Universitaire
• Mourji Fouzi,Professeur à l’Université Hassan II Casablanca
• Rahhou Ahmed, Expert
• Sadeq Tazi Houria, Experte en droit de l’eau
• Thami El Maaroufi, Expert en environnement des affaires
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
120
Annexe 2 :
Liste des membres du groupe
de travail
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
122
Annexes
123

Liste des membres du groupe de travail

Abaddi Ahmed

Alaoui Mohamed

Bachir Rachdi Mohammed

Ben Seddik Fouad

Bessa Abdelahai

Chami Reda Ahmed

Fikrat Mohammed

Ghorfi Thami

Horani Mohamed

Ksiri Abderrahim

Mkika Karima

Mounir Alaoui Amine

Najji Hakima

Oulhaj Lahcen

Ouaouicha Driss
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
124
Annexe 3 :
Liste des experts internes
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
126
Annexes
127

Liste des experts internes

Agouzoul Hassan

Alaoui Hicham

Benida Omar

Benakki Younes

ElKamlichi Mohamed

Ghaleb Hajar

Guedira Ali

Hachim Elayoubi

Jrondi Nasma

Lassaoui Brahim

Lemrahi Souhair

Mezzour Ryad

Mokri Karim

Nassih Malak

Satane Youssef

Sebti Nadia
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
128
Annexe 4 :
Résultats de la consultation des citoyens
sur le NMD
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
130
Annexes
131

Résultats de la consultation des citoyens sur le NMD

1. Méthodologie
Les résultats de la consultation des citoyens reposent sur les réponses des internautes qui ont
rempli le questionnaire en ligne du CESE sur le nouveau modèle de développement (NMD).

La méthode de consultation n’a pas vocation à produire un échantillon représentatif de


l’ensemble des citoyens. Les résultats expriment simplement l’opinion de ceux qui ont bien
voulu apporter leur avis sur les divers sujets abordés via le questionnaire.

Qu’ils en-soient tous remerciés.

L’analyse des résultats de cette consultation est présentée ci-après.

2. Population & classe d’âge


Le questionnaire a été renseigné par 5 818 personnes. La participation des hommes à cette
consultation (72,24%) est plus importante que celle des femmes (27,76%).

La catégorie de population est constituée d’un échantillon assez large composé d’internautes
âgés entre 19 et 81 ans. La participation à cette consultation est située davantage au niveau
de la tranche d’âge 34 - 61 ans avec un pic chez les 53 ans (169 réponses).

3. Pays de résidence
Le Maroc représente la principale origine des répondants : 5 260 des réponses reçues (90,4%),
proviennent du Maroc. Des réponses proviennent aussi d’autres pays en particulier la France,
la Belgique, le Canada, et les Etats-Unis d’Amérique.

4. Quel est le principal atout du Maroc pour son avenir?


Selon les participants, le capital humain représente le principal atout pour l’avenir du Maroc
(35,87%), suivi de son positionnement au croisement de la Méditerranée et de l’océan
Atlantique (15,77%) puis de sa stabilité (12,98%).

Le patrimoine historique, la culture et la tradition, le tissu économique et la cohésion sociale


présentent quant à eux des taux relativement faibles dans le choix des participants, soit
respectivement 0,85%, 1,97%, 2,4% et 5,1%. Au regard de ces résultats, ces domaines ne sont
pas considérés, aussi bien pour les femmes que les hommes, comme des atouts pour l’avenir
du Maroc.
132
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Tableau 1 : principal atout selon la catégorie F/H Figure 1 : principal atout selon la catégorie F/H
Tissu économique

Femmes Hommes Total


Stabilité

Ancrage africain 11,22% 8,31% 9,12% Ressources naturelles

Capital humain 27,08% 39,24% 35,87% Proximité avec l'Europe

Cohésion sociale 4,95% 5,16% 5,10% Positionnement au croisement de la Méditerranée


et de l'océan Atlantique
Hommes
Culture et tradition 2,82% 1,64% 1,97% Patrimoine historique Femmes

Patrimoine historique 1,25% 0,70% 0,85% Culture et tradition

Positionnement Cohésion sociale


-croisement Médit. & 19,44% 14,36% 15,77%
océan Atlantique Capital humain

Proximité avec l’Europe 9,53% 11,20% 10,74% Ancrage africain

0% 5% 10 % 15 % 20 % 25 % 30 % 35 % 40 % 45 %
Ressources naturelles 5,08% 5,25% 5,20%
Stabilité 15,61% 11,97% 12,98%
Tissu économique 3,01% 2,17% 2,40%

Source : consultation CESE

L’analyse des réponses en fonction des régions ne montre pas de différences d’appréciation.

Tableau 2 : principal atout selon les régions Figure 2 : principal atout selon les régions

Rabat-
Casablanca- Tissu économique

Salé- Autres
Settat Stabilité

Kénitra Ressources naturelles

Ancrage africain 11,42% 7,78% 6,28% Proximité avec l'Europe


Positionnement au croisement de la Méditerranée
Total
et de l'océan Atlantique
Autres
Capital humain 30,93% 38,49% 42,65% Patrimoine historique
Rabat-Salé-Kénitra
Culture et tradition
Cohésion sociale 4,47% 5,66% 5,53% Casablanca-Settat
Cohésion sociale

Culture et tradition 1,89% 1,74% 1,62% Capital humain

Ancrage africain
Patrimoine historique 0,47% 1,03% 0,94%
0% 10% 20% 30% 40% 50%

Positionnement
-croisement Médit. & 18,88% 14,70% 10,73%
océan Atlantique
Proximité avec
11,89% 10,62% 8,57%
l’Europe
Ressources naturelles 3,68% 5,39% 7,42%
Stabilité 14,31% 12,47% 13,16%
Tissu économique 2,05% 2,12% 3,10%

Source : consultation CESE


Annexes
133

5. Quelle est la principale réalisation du Maroc ces 20 dernières


années?
Selon les résultats de la consultation, les infrastructures représentent très nettement la
principale réalisation du Maroc aussi bien pour les femmes que pour les hommes (62,1% au
total).

Sur un autre plan, d’autres réalisations sont jugées plus positivement par les femmes à l’instar
du rayonnement à l’international ou de la croissance économique.

Tableau 3 : principales réalisations catégorie F/H Figure 3 : principales réalisations catégorie F/H

Femmes Hommes Total Santé

Croissance économique 15,74% 10,84% 12,20% Rayonnement à l'international

Protection sociale
Développement culturel 2,63% 1,25% 1,64%
Lutte contre la pauvreté
Education 0,50% 0,53% 0,52%
Justice
Egalité femme-homme 7,21% 6,53% 6,72% Hommes
Infrastructures
Femmes
Infrastructures 50,97% 66,37% 62,10% Egalité femme-homme

Justice 0,31% 0,31% 0,31% Education

Lutte contre la pauvreté 2,63% 2,31% 2,40% Développement culturel

Croissance économique
Protection sociale 1,76% 0,79% 1,06%
0% 10% 20% 30% 40% 50% 60% 70%
Rayonnement à
18,06% 10,89% 12,88%
l’international
Santé 0,19% 0,17% 0,17%

Source : consultation CESE

L’analyse des résultats par région concerne trois sous-groupes40 : la région de Casablanca-
Settat, la région de Rabat-Salé-Kenitra et Autres régions. Les régions Casablanca-Settat et
Rabat-Salé-Kenitra représentent à elles-seules 73,1% des réponses reçues. Les dix autres
régions ont été regroupées en un seul bloc en raison de leur faible proportion dans la
consultation.

Les résultats de la consultation indique des résultats similaires pour les régions.

La justice, la santé et l’éducation constituent les réalisations les moins citées au niveau des
trois groupes de régions.

40 - Règle de comparaison pour comparer les résultats des régions.


134
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Tableau 4 : principales réalisations selon les régions Figure 4 : principales réalisations selon les régions

Rabat- Santé
Casablanca-
Réalisation Salé- Autres
Settat
Kénitra Rayonnement à l'international

Croissance économique 11,63% 9,42% 12,55%


Protection sociale

Développement culturel 1,26% 1,36% 2,43%


Lutte contre la pauvreté
Education 0,42% 0,44% 0,61% Autres
Justice
Egalité femme-homme 5,21% 6,26% 9,18%
Infrastructures Rabat-Salé-Kénitra

Infrastructures 65,02% 68,48% 54,72%


Egalité femme-homme Casablanca-Settat
Justice 0,16% 0,33% 0,40%
Education
Lutte contre la pauvreté 2,31% 2,40% 2,77%
Développement culturel
Protection sociale 1,10% 0,87% 1,48%
Croissance économique
Rayonnement à
12,73% 10,23% 15,79%
l’international
0% 20% 40% 60% 80%
Santé 0,16% 0,22% 0,07%

Source : consultation CESE

6. Aujourd’hui, quel est, selon vous, le service public le plus


efficace?
Avec un taux de 43,77%, la sécurité nationale est considérée de loin comme le service public
le plus efficace parmi les choix proposés aux internautes. Il est suivi des impôts (20,73%) puis
des infrastructures (15,87%).

Parmi les trois services les mieux perçus, l’efficacité des infrastructures et la sécurité nationale
bénéficient d’une meilleure appréciation de la part des hommes tandis qu’une plus grande
proportion de femmes jugent positivement la performance des impôts.

Tableau 5 : efficacité du service public Figure 5 : efficacité du service public

Services territoriaux
Femmes Hommes Total
Sécurité nationale
Douane 7,08% 7,43% 7,33%
Education/Enseignement 3,07% 2,13% 2,39% Santé

Logement
Impôts 23,95% 19,49% 20,73%
Justice Hommes
Infrastructures 11,54% 17,55% 15,87%
Infrastructures Femmes
Justice 0,69% 0,68% 0,68%
Impôts
Logement 4,89% 2,42% 3,11%
Education/Enseignement
Santé 0,56% 0,24% 0,33%
Douane
Sécurité nationale 41,82% 44,52% 43,77%
Services territoriaux 6,39% 5,54% 5,78% 0% 10% 20% 30% 40% 50%

Source : consultation CESE


Annexes
135

Au niveau des régions, les résultats sont globalement cohérents avec l’échelle nationale.
Ainsi, la sécurité nationale demeure perçue comme le service public le plus efficace au niveau
des quatre groupes.

D’autres différences relatives sont observées dans le domaine des infrastructures. La région
Rabat-salé-Kenitra enregistre le taux le plus élevé, soit 17,50%, alors qu’au niveau des provinces
du Sud, ce taux est de 9,8%, soit le plus bas de tous les groupes.

Tableau 6 : efficacité du service public/régions Figure 6 : efficacité du service public/régions

Rabat- Provinces
Casablanca-
Salé-Ké- Autres
Settat du Sud41
nitra Services territoriaux

Sécurité nationale
Douane 7,78% 6,68% 1,96% 6,47%
Santé
Education/
Autres
Enseigne- 0,21% 0,44% 1,96% 1,31% Logement

ment Justice Provinces du Sud

Rabat-Salé-Kénitra
Impôts 23,55% 21,70% 25,49% 20,35% Infrastructures

Casablanca-Settat
Impôts
Infrastruc-
15,98% 17,50% 9,80% 14,75%
tures Education/Enseignement

Justice 0,27% 0,39% 1,96% 1,89% Douane

Logement 3,30% 2,21% 3,92% 3,42% 0% 5% 10 % 15 % 20 % 25 % 30 % 35 % 40 % 45 % 50 %

Santé 0,27% 0,17% 0,00% 0,65%


Sécurité
42,83% 45,83% 45,10% 44,04%
nationale
Services
5,81% 5,08% 9,80% 7,12%
territoriaux

Source : consultation CESE

7. Selon vous, quel est le service public le moins efficace?


Les réponses à cette question sont logiquement cohérents avec les résultats de la question
précédente. Néanmoins, elles permettent de mieux différencier les résultats sur les services
les moins appréciés.

Au regard des résultats de la consultation, les services publics d’éducation, de santé et de


justice, sont effectivement considérés comme étant les moins efficaces avec respectivement
58,56%, 22,53% et 10,97%.

A ce niveau, il y a lieu de souligner la proportion plus prononcée de femmes signalant le


manque d’efficacité des services d’éducation et de santé. L’insatisfaction au service de la
justice est, quant à elle, indiquée par un nombre plus important d’hommes (quasiment le
double que les femmes).

41 - Laayoune-Sakia El Hamra, Dakhla-Oued Eddahab et Guelmim-Oued Noun.


136
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Tableau 7 : faible efficacité du service public/sexe Figure 7 : faible efficacité du service public/sexe

Douane
Femmes Hommes Total
Infrastructures
Education/Enseignement 60,64% 57,75% 58,56%
Logement
Santé 25,49% 21,38% 22,53% Sécurité nationale

Justice 6,09% 12,85% 10,97% Impôts Hommes

Services territoriaux 2,01% 2,14% 2,10% Services territoriaux Femmes

Justice
Impôts 1,44% 2,02% 1,86%
Santé
Sécurité nationale 1,26% 1,51% 1,44%
Education/Enseignement
Logement 1,26% 0,92% 1,02%
0% 10% 20% 30% 40% 50% 60% 70%

Infrastructures 0,94% 0,85% 0,88%


Douane 0,88% 0,58% 0,67%

Source : consultation CESE

Des différences d’appréciation dans le domaine de l’éducation et de la santé sont observées


selon les régions. Avec un taux de 44,44%, le domaine de la santé est considéré comme
le service public le moins efficace au niveau des provinces du Sud alors qu’au niveau des
régions de Casablanca-Settat et de Rabat-Salé-Kenitra, ce taux est respectivement de 18,61%
et 23,01%.

En revanche, le domaine de l’éducation/enseignement est considéré comme le service


public le moins efficace au niveau de la région de Casablanca-Settat (63,04%), contre 58,74%
au niveau de la région de Rabat-Salé-Kenitra et 37,04% au niveau des Provinces du Sud.

Tableau 8 : faible efficacité du service public/régions Figure 8 : faible efficacité du service public/
régions
Casablanca- Rabat-Sa- Provinces
Service public Autres
Settat lé-Kénitra du Sud42 Services territoriaux

Douane 0,53% 0,49% 0,00% 0,82% Sécurité nationale

Education/ Santé

Enseigne- 63,04% 58,74% 37,04% 42,25% Autres

ment
Logement

Provinces du Sud

Impôts
Justice
1,69% 1,81% 1,85% 1,75%
Rabat-Salé-Kénitra
Infrastructures
Infrastruc-
0,69% 0,49% 1,85% 1,15% Casablanca-Settat
tures Impôts

Justice 11,74% 10,79% 3,70% 8,27% Education/Enseignement

Logement 0,63% 1,15% 5,56% 0,82% Douane

Santé 18,61% 23,01% 44,44% 19,23% 0% 20 % 40 % 60 % 80 %

Sécurité
1,11% 1,04% 1,85% 1,86%
nationale
Services
1,96% 2,47% 3,70% 1,37%
territoriaux

Source : consultation CESE

42 - Laayoune-Sakia El Hamra, Dakhla-Oued Eddahab et Guelmim-Oued Noun.


Annexes
137

8. En ce qui concerne les inégalités, quel est le domaine où elles


sont le plus flagrantes?
Avec un taux de 25,98%, l’éducation est considérée comme le domaine le plus inégalitaire
selon les résultats de la consultation. Elle est suivie par les revenus (23,44%) et les disparités
territoriales (15,42%).

L’accès à l’eau constitue le domaine le moins cité par les personnes interrogées. Cela peut
s’expliquer par les investissements importants réalisés pour en améliorer l’alimentation. Les
questions de genre et d’emploi figurent également parmi les facteurs les moins évoqués (voir
tableau ci-dessous).

Par ailleurs, les résultats de la consultation font apparaître des différences de perception entre
les femmes et les hommes. En effet, la sensibilité aux disparités territoriales et de genre est
plus forte chez les femmes alors que les inégalités de revenus sont davantage ressenties par
les hommes.

Au classement des domaines d’inégalités, une différence se profile au niveau du quatrième


rang ; les femmes l’attribuant au secteur de la santé (14,29%), tandis les hommes l’imputent
plutôt à celui de la justice (12,53%).

Tableau 9 : domaines d’inégalités /sexe Figure 9 : domaines d’inégalité/sexe

Choix Femmes Hommes Total Accès à l'eau

Education 25,96% 25,99% 25,98% Femme - Homme

Revenus 19,37% 25,01% 23,44% Emploi

Urbain/Rural 17,68% 14,55% 15,42% Santé


Hommes

Justice 7,96% 12,53% 11,26% Justice


Femmes

Urbain/Rural
Santé 14,29% 11,27% 12,11%
Revenus
Emploi 6,52% 7,47% 7,21%
Education
Femme - Homme 6,58% 1,71% 3,06%
0% 5% 10% 15% 20% 25% 30%
Accès à l’eau 1,63% 1,47% 1,51%

Source : consultation CESE

La répartition des domaines d’inégalités se révèle différente selon les régions :

• Avec un taux de 32,67%, l’éducation est considérée comme le domaine le plus inégalitaire
au niveau la région de Casablanca-Settat (23,03% pour la région de Rabat-Salé-Kenitra et
19,50% pour les autres régions) ;

• 26,89% des participants de la région de Rabat-Salé-Kenitra estiment qu’elles se situent


plutôt au niveau des revenus (20,62% pour la région de Casablanca-Settat et 26,18 pour
les autres régions).
138
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Tableau 10 : domaines d’inégalité/région Figure 10 : domaines d’inégalité/région

Rabat-
Casablanca-
Choix Salé- Autres
Settat
Kénitra Urbain/Rural

Accès à l’eau 1,16% 1,20% 2,02% Santé

Education 32,67% 23,03% 19,50% Revenus

Emploi 5,21% 6,59% 10,73% Justice Autres

Rabat-Salé-Kénitra
Femme - Homme 2,63% 2,67% 3,17% Femme - Homme

Casablanca-Settat
Emploi
Justice 11,89% 9,53% 11,94%
Education
Revenus 20,62% 26,89% 26,18%
Accès à l'eau
Santé 12,68% 11,54% 11,20%
0% 10% 20% 30% 40%
Urbain/Rural 13,15% 18,56% 15,25%

Source : consultation CESE

9. Aujourd’hui, selon vous, quel est le facteur le plus important


qui cause l’exclusion de la femme du monde du travail ?
Le facteur culturel suivi de celui relatif aux opportunités d’emploi, constituent les principales
raisons évoquées pour expliquer l’exclusion de la femme du monde du travail selon les
résultats de la consultation.

En revanche, le manque de sécurité, la pénurie de crèches et le harcèlement, sont peu


mentionnés en tant que facteurs d’exclusion.

Il est également à signaler la forte proportion de personnes (16,52%) qui considérent qu’il n’y
a aucun obstacle à l’exclusion de la femme du monde du travail.

L’analyse par sexe ne révèle pas de différence entre les perceptions des femmes et des
hommes.

Tableau 11 : facteur d’exclusion de la femme du Figure 11 : facteur d’exclusion de la femme / sexe


travail/sexe
Pénurie de crèches

Choix Femmes Hommes Total Manque de sécurité

Aucun 13,29% 17,75% 16,52%


Manque d’opportunités d’emploi

Charges de travail
13,35% 7,47% 9,10% Hommes
domestique Harcèlement

Femmes
Facteur culturel 35,49% 34,64% 34,88% Facteur culturel

Harcèlement 5,83% 4,89% 5,15% Charges de travail domestique

Manque d’opportunités Aucun


22,82% 29,03% 27,31%
d’emploi
0% 5% 10% 15% 20% 25% 30% 35% 40%
Manque de sécurité 4,70% 4,05% 4,23%
Pénurie de crèches 4,51% 2,17% 2,82%

Source : consultation CESE


Annexes
139

Sur le plan régional, les résultats concordent avec l’échelle nationale avec une légère nuance
au niveau de la région de Casablanca-Settat, qui considère moins le manque d’opportunités
d’emploi comme facteur d’exclusion.

Tableau 12 : facteur d’exclusion de la femme /région Figure 12 : facteur d’exclusion de la femme /région

Casablanca- Rabat-Salé-
Choix Autres Pénurie de crèches
Settat Kénitra
Manque de sécurité
Aucun 16,25% 17,09% 16,85%
Manque d’opportunités

Charges de travail d’emploi


8,94% 9,64% 9,21% Autres
domestique Harcèlement
Rabat-Salé-Kénitra

Facteur culturel 38,03% 33,32% 33,52% Facteur culturel Casablanca-Settat

Charges de travail domestique


Harcèlement 5,05% 3,97% 5,24%
Aucun
Manque d’opportunités
22,78% 29,61% 28,35%
d’emploi 0% 10% 20% 30% 40%

Manque de sécurité 4,89% 3,43% 4,29%

Pénurie de crèches 4,05% 2,94% 2,53%

Source : consultation CESE

10. Quel regard portez-vous sur l’état de la concurrence des


marchés?
La majorité des participants (52,18%) estiment que les opérateurs s’entendent au détriment
du citoyen alors qu’une faible minorité (5,17%) considère que la concurrence est plutôt loyale.
Ce résultat peut être révélateur de la grande méfiance des consommateurs vis-à-vis de l’état
de la concurrence des marchés.

Tableau 13 : concurrence /région Figure 13 : concurrence /région

Rabat-
Casablanca- Tous les opérateurs
Choix Salé- Autres Total
Settat s’entendent au détriment du
Kénitra citoyen

Il n’y a pas
suffisamment de 41,14% 44,04% 42,85% 42,64% Autres
La concurrence est plutôt
concurrence loyale Rabat-Salé-Kénitra

La concurrence est
6,42% 3,27% 5,94% 5,17% Casablanca-Settat
plutôt loyale
Il n’y a pas suffisamment de
Tous les opérateurs concurrence
s’entendent au
52,45% 52,69% 51,21% 52,18%
détriment du
citoyen 0% 10% 20% 30% 40% 50% 60%

Source : consultation CESE


140
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

11. Justification de l’accès à certains secteurs soumis à un


agrément fourni par l’administration
La majorité des participants, soit 61,18%, considèrent que la pratique qui consiste à
conditionner l’accès à certains secteurs par un agrément fourni par l’administration n’est pas
justifiée.

Tableau 14 : Accès soumis à un agrément/sexe Figure 14 : Accès soumis à un agrément

Niveau Femme Homme Total


5 (totalement justifiée)
1 (totalement injustifiée) 23,71% 31,18% 29,10%
2 30,43% 32,72% 32,08% 4

3 29,23% 20,08% 22,62%


3 Homme

4 12,11% 10,74% 11,12% Femme

5 (totalement justifiée) 4,52% 5,28% 5,07% 2

Source : consultation CESE 1 (totalement injustifiée)

0% 5% 10% 15% 20% 25% 30% 35%

Ce résultat est plus marqué chez les hommes (63,9%) que les femmes (54,14%). De fait, elles
sont environ 30% à porter un regard neutre à l’égard de la concurrence contre près 20% des
hommes.

Sur le plan régional, cette pratique, qui reste considérée comme largement injustifiée ne
présente pas de différences significatives entre les trois groupes de région.

Tableau 15 : Accès soumis à un agrément/région Figure 15 : Accès soumis à un agrément/région

Rabat-
Casablanca- 5 (totalement justifiée)
Niveau Salé- Autres
Settat
Kénitra
4
1 (totalement injustifiée) 29,62% 28,42% 30,23%
Autres
2 32,40% 32,28% 31,44% 3
Rabat-Salé-Kénitra

3 21,41% 24,66% 21,12% Casablanca-Settat


2
4 10,99% 9,85% 11,81%
5 (totalement justifiée) 5,42% 4,68% 5,26% 1 (totalement injustifiée)

Source : consultation CESE 0% 10% 20% 30% 40%


Annexes
141

12. Selon vous, concéder des avantages fiscaux aux entreprises


qui privilégient l’emploi des femmes constitue une mesure
efficace?
Les résultats de la consultation indique que l’octroi des avantages fiscaux aux entreprises qui
privilégient l’emploi des femmes est considéré plutôt comme une mesure inefficace pour
41,03% des internautes contre 30,97% qui la jugent efficace.

Toutefois, ces avantages fiscaux sont mieux perçus par les femmes (42,79%) que par les
hommes (26,43%).

Tableau 16 : efficacité des avantages fiscaux/emploi Figure 16 : efficacité des avantages


des femmes/sexe fiscaux-emploi des femmes/sexe

Niveau Femmes Hommes Total


5 (très efficace)

1 (très inefficace) 12,61% 22,76% 19,94%


2 16,31% 22,92% 21,09% 4

3 28,29% 27,90% 28,01% 3 Hommes

4 29,05% 19,31% 22,01% Femmes

2
5 (très efficace) 13,74% 7,12% 8,96%

1 (très inefficace)
Source : consultation CESE
0% 5% 10% 15% 20% 25% 30% 35%

Tableau 17 : efficacité des avantages fiscaux/emploi Figure 17 : efficacité des avantages fiscaux-emploi
des femmes/régions des femmes/régions

Rabat-
Casablanca-
Niveau Salé- Autres 5 (très efficace)
Settat
Kénitra
4
1 (très inefficace) 18,70% 19,29% 24,39%
Autres
2 21,18% 22,18% 22,03% 3
Rabat-Salé-Kénitra

3 28,24% 29,59% 26,62% Casablanca-Settat


2
4 22,92% 20,60% 18,72%
5 (très efficace) 8,96% 8,34% 8,24% 1 (très inefficace)

0% 10% 20% 30% 40%


Source : consultation CESE
142
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

13. Selon vous, s’enrichir en spéculant sur les terrains est une
pratique efficace ?
La spéculation sur les terrains est une pratique considérée illégitime (68,01%).

Tableau 18 : spéculation sur les terrains/sexe Figure 18 : spéculation sur les terrains/sexe

Niveau Femme Homme Total


5 (totalement légitime)

1 (totalement illégitime) 38,96% 47,06% 44,81%


2 24,22% 22,80% 23,20% 4

3 23,40% 18,17% 19,62% 3 Homme

4 8,78% 7,92% 8,16% Femme

2
5 (totalement légitime) 4,64% 4,05% 4,22%

1 (totalement illégitime)
Source : consultation CESE
0% 10% 20% 30% 40% 50%

L’analyse par sexe et par région ne montre pas de différences notables avec l’échantillon
complet.

Tableau 19 : spéculation sur les terrains/régions Figure 19 : spéculation sur les terrains/région

Rabat-
Casablanca- 5 (totalement légitime)
Niveau Salé- Autres
Settat
Kénitra
4
1 (totalement illégitime) 42,47% 46,54% 46,96%
Autres
2 22,50% 24,36% 22,23% 3
Rabat-Salé-Kénitra

3 21,71% 17,49% 19,32% Casablanca-Settat


2
4 8,59% 7,41% 8,11%
5 (totalement légitime) 4,74% 4,20% 3,38% 1 (totalement illégitime)

0% 10% 20% 30% 40% 50%


Source : consultation CESE

14. Selon vous, progresser dans l’échelle sociale au Maroc est


actuellement facile ?
La progression dans l’échelle sociale au Maroc est très majoritairement jugée comme difficile
selon les résultats de la consultation (76,28%). Cette perception est aussi bien partagée par
les femmes que par les hommes ainsi qu’au niveau des régions.
Annexes
143

Tableau 20 : progression dans l’échelle sociale/sexe Figure 20 : progression dans l’échelle sociale/sexe

Niveau Femmes Hommes Total


5 (très facile)

1 (très difficile) 34,19% 36,37% 35,76%


4
2 41,41% 40,18% 40,52%
3 17,50% 16,46% 16,75% 3 Hommes

Femmes
4 5,27% 5,07% 5,12%
2
5 (très facile) 1,63% 1,93% 1,85%
1 (très difficile)
Source : consultation CESE
0% 10% 20% 30% 40% 50%

Tableau 21 : progression dans l’échelle sociale/ Figure 21 : progression dans l’échelle sociale/région
région

Rabat-
Casablanca-
Niveau Salé- Autres 5 (très facile)
Settat
Kénitra
4
1 (très difficile) 35,62% 36,57% 36,28%
Autres
2 40,20% 42,29% 38,11% 3
Rabat-Salé-Kénitra

3 16,97% 15,15% 18,38% Casablanca-Settat


2
4 5,27% 4,63% 5,07%
5 (très facile) 1,95% 1,36% 2,16% 1 (très difficile)

Source : consultation CESE 0% 10% 20% 30% 40% 50%

15. Selon vous, entreprendre au Maroc est actuellement facile ?


Entreprendre au Maroc est jugé inaccessible selon les résultats de la consultation (60,65%).
Ce résultat est considéré d’une manière plus importante chez les hommes (61,87%) que les
femmes (57,46%).

Tableau 22 : entreprendre au Maroc/sexe Figure 22 : entreprendre au Maroc/sexe

Niveau Femmes Hommes Total 5 (très accessible)

1 (très inaccessible) 16,31% 19,45% 18,58% 4

2 41,15% 42,42% 42,07%


3 Hommes
3 29,36% 25,72% 26,73%
Femmes

4 10,73% 9,77% 10,04% 2

5 (très accessible) 2,45% 2,63% 2,58%


1 (très inaccessible)

Source : consultation CESE


0% 10% 20% 30% 40% 50%
144
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

Cette tendance ressort également à l’échelle régionale avec 61,33% au niveau de la région
Casablanca-Settat, suivie de la région Rabat-Salé-Kénitra (63,05%) puis des autres régions
(58,58%).

Tableau 23 : entreprendre au Maroc/région Figure 23 : entreprendre au Maroc/région

5 (très accessible)

Rabat-
Casablanca-
Niveau Salé- Autres 4
Settat
Kénitra
Autres

1 (très inaccessible) 17,49% 18,64% 20,61% 3


Rabat-Salé-Kénitra

2 43,84% 44,41% 37,97% 2


Casablanca-Settat

3 25,34% 26,21% 28,31%


1 (très inaccessible)
4 10,43% 8,88% 10,00%
5 (très accessible) 2,90% 1,85% 3,11% 0% 10% 20% 30% 40% 50%

Source : consultation CESE

16. A l’avenir, l’évolution technologique sera pour le Maroc


favorable ?
Selon les résultats de la consultation, l’évolution technologique sera pour le Maroc
favorable (53,12%).

Bien que la même tendance soit observée chez les deux sexes, il ressort que l’évolution
technologique est considérée légèrement plus favorablement chez les femmes (54,65%) que
chez les hommes (52,53%).

Tableau 24 : l’évolution technologique au Maroc Figure 24 : l’évolution technologique au Maroc

5 (très favorable)

Niveau Femmes Hommes Total


4
1 (très défavorable) 4,58% 7,14% 6,43%
2 10,98% 14,67% 13,65% 3 Hommes

Femmes
3 29,80% 25,65% 26,80%
2

4 37,52% 32,31% 33,76%


5 (très favorable) 17,13% 20,22% 19,36% 1 (très défavorable)

0% 5% 10% 15% 20% 25% 30% 35% 40%


Source : consultation CESE
Annexes
145

Tableau 25 : l’évolution technologique au Maroc Figure 25 : l’évolution technologique au Maroc /


régions

Rabat-
Casablanca-
Niveau Salé- Autres 5 (très favorable)
Settat
Kénitra
4
1 (très défavorable) 7,22% 5,34% 6,48%
Autres
2 13,59% 14,55% 13,60% 3
Rabat-Salé-Kénitra

3 28,45% 26,54% 26,62% Casablanca-Settat


2

4 32,30% 34,22% 33,71%


5 (très favorable) 18,44% 19,35% 19,60% 1 (très défavorable)

0% 10% 20% 30% 40%


Source : consultation CESE

17. Pensez-vous que la réforme de l’école publique puisse


favoriser un regain d’intérêt de la part de la classe moyenne?
La très grande majorité ont exprimé leur optimisme sur la possibilité que la réforme de l’école
puisse donner des résultats en suscitant un regain d’intérêt de la classe moyenne.

Tableau 26 : réforme de l’école publique Figure 26 : réforme de l’école publique

Choix Femmes Hommes Total


Oui 79,56% 82,46% 81,66%
Non

Non 20,44% 17,54% 18,34%


Hommes

Source : consultation CESE Femmes

Oui

0% 20 % 40 % 60 % 80 % 100 %

Tableau 27 : réforme de l’école publique Figure 27 : réforme de l’école publique

Rabat-
Casablanca-
Choix Salé- Autres
Settat
Kénitra Non

Oui 81,01% 82,09% 82,73%


Autres
Non 18,99% 17,91% 17,27% Rabat-Salé-Kénitra

Casablanca-Settat
Source : consultation CESE Oui

0% 20% 40% 60% 80% 100%


146
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

18. Pensez-vous que la réforme du système de santé public puisse


l’aligner au même niveau que le système privé un jour?
Le même optimisme semble transparaître sur le secteur de la santé publique.

Tableau 28 : réforme de la santé publique Figure 28 : réforme de la santé publique

Non

Choix Femmes Hommes Total


Oui 54,92% 58,15% 57,26% Hommes

Femmes

Non 45,08% 41,85% 42,74%


Oui

Source : consultation CESE


0% 10 % 20 % 30 % 40 % 50 % 60 % 70 %

Tableau 29 : réforme de la santé publique/région Figure 29 : réforme de la santé publique/région

Rabat-
Choix Casablanca- Salé-
Settat Kénitra Autres Non

Oui 57,97% 57,32% 57,29%


Autres
Non 42,03% 42,68% 42,71% Rabat-Salé-Kénitra

Casablanca-Settat
Source : consultation CESE
Oui

0% 20% 40% 60% 80%

19. Quel principal objectif pour le nouveau modèle de


Développement ?
Selon les résultats de la consultation, le bien-être des citoyens constitue le principal objectif
que devrait avoir le NMD (42,41%), suivi de l’égalité des chances (26,84%) puis de la prospérité
économique (15,72%).

Les résultats sont globalement les même entre les femmes et les hommes.
Annexes
147

Tableau 30 : principal objectif du NMD Figure 30 : principal objectif du NMD

Choix Femmes Hommes Total La parité entre les femmes et les


hommes
Le bien-être des citoyens 42,38% 42,42% 42,41%
La préservation de l'environnement
L’égalité des chances 28,34% 26,26% 26,84%
La solidarité sociale
La prospérité économique 12,16% 17,08% 15,72%
Hommes

La solidarité sociale 11,97% 11,13% 11,36% La prospérité économique Femmes

La préservation de
2,45% 2,00% 2,12% L'égalité des chances
l’environnement
La parité entre les femmes Le bien-être des citoyens
2,70% 1,11% 1,55%
et les hommes
0% 10% 20% 30% 40% 50%

Source : consultation CESE

Le bien-être des citoyens étant en tête au niveau de toute les régions, certains choix sont à nuancer
comme celui relatif à l’objectif de prospérité économique et pour lequel la région de Casablanca-
Settat présente un taux plus élevé que les deux autres groupes.

Tableau 31 : principal objectif du NMD/régions Figure 31 : principal objectif du


NMD/régions
Rabat-
Casablanca-
Choix Salé- Autres
Settat
Kénitra
La parité entre les femmes L'égalité des chances

et les hommes 1,63% 1,69% 1,08%


Le bien-être des citoyens
La préservation de
l’environnement 1,47% 1,74% 2,97% La solidarité sociale Autres

La prospérité économique 18,99% 14,04% 14,04% Rabat-Salé-Kénitra


La prospérité économique
Casablanca-Settat
La solidarité sociale 11,05% 10,56% 11,34% La préservation de
l'environnement
Le bien-être des citoyens 40,14% 45,94% 43,52%
La parité entre les femmes et
L’égalité des chances 26,72% 26,02% 27,06% les hommes

0% 10% 20% 30% 40% 50%

Source : consultation CESE


Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
148
Annexe 5 :
Références bibliographiques
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental
150
Annexes
151

Références bibliographiques

Rapports et avis du CESE


- « Richesse globale du Maroc entre 1999 et 2013 : le capital immatériel, facteur de création et de
répartition équitable de la richesse nationale », décembre 2016.

- « Le Nouveau Modèle de Développement pour les Provinces du Sud », Octobre 2013.

- « Pour une nouvelle charte sociale », auto-saisine n° 1, 2011.

- « Emploi des Jeunes », auto-saisine n° 2, 2011.

- « Inclusion des jeunes par la culture », auto-saisine n° 3, 2012.

- « Économie verte : opportunités de création des emplois et des richesses », auto-saisine n° 4,


2012.

- « Respect des droits et l’inclusion des personnes en situation de handicap », auto-saisine n° 5,


2012.

- « La commande publique, levier stratégique de développement économique et social », auto-


saisine n° 7, 2012.

- « La promotion de l’égalité entre les femmes et les hommes dans la vie économique, sociale,
culturelle et politique. Concrétiser l’égalité entre les femmes et les hommes, une responsabilité
de tous : concepts, recommandations normatives et institutionnelles », auto-saisine 8, 2012.

- « Avis sur le Projet de loi-cadre n°99-12 portant sur la charte nationale de l’environnement et du
développement durable », saisine n°1, 2012.

- « Gouvernance des services publics », auto-saisine n°13, 2013.

- « Open Data, la libération des données publiques au service de la croissance et de la


connaissance », auto-saisine n°14, 2013.

- « Les soins de santé de base : vers un accès équitable et généralisé », saisine n°4, 2013.

- « Projet de loi n° 109-12 portant code de la mutualité » saisine n° 6, 2013.

- « Les lieux de vie et action culturelle », auto-saisine n° 10, 2013.

- « La gestion et le développement des compétences humaines : levier fondamental de réussite de


la régionalisation avancée », auto-saisine n° 11, 2013.

- « L’Apprentissage Tout au Long de la Vie - Une Ambition marocaine », auto-saisine n° 12, 2013.

- « Projet de loi n°131-13 relatif à l’exercice de la médecine », saisine n° 14, 2014.


152
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

- « Projet de loi n°86-12 relative aux contrats de partenariat public-privé », saisine n° 9, 2014.

- « Gouvernance par la gestion intégrée des ressources en eau au Maroc : levier fondamental de
développement durable », auto-saisine 15, 2014.

- « Cohérence des politiques sectorielles et Accords de libre-échange : fondements stratégiques


pour un développement soutenu et durable », auto-saisine n16, 2014.

- « L’école, les nouvelles technologies et les paris culturels », auto-saisine n° 17, 2014.

- « Projets de lois relatives au régime des pensions civiles », saisine n° 10, 2014.

- « La promotion de l’égalité entre les femmes et les hommes dans la vie économique, sociale,
culturelle et politique. Les discriminations à l’égard des femmes dans la vie économique », auto-
saisine n° 18, 2015.

- « Economie Sociale et Solidaire : un levier pour une croissance inclusive », auto-saisine n° 19,
2015.

- « Projet de loi-cadre N° 97-13 relatif à la protection et la promotion des droits des personnes en
situation de handicap (PSH) », saisine n° 15, 2015.

- « L’Economie de la culture », auto-saisine n° 25, 2016.

- « Projet de loi n°79-14 relatif à l’Autorité de la Parité et de Lutte contre toutes les formes de
Discrimination » saisine n° 20, 2016.

- « Exigences de la régionalisation avancée et défis de l’intégration des politiques sectorielles »,


auto-saisine n°22/2016.

- « Développement du monde rural, défis et perspectives », auto-saisine n° 29, 2017.

- « Changement de paradigme pour une industrie dynamique au service d’un développement


soutenu, inclusif et durable », auto-Saisine n° 30, 2017.

- « Le développement rural : Espace des zones montagneuses », saisine n° 21, 2018.

- « Une nouvelle Initiative nationale intégrée pour la jeunesse marocaine », saisine n° 23, 2018.

- « La protection sociale au Maroc : Revue, bilan et renforcement des systèmes de sécurité et


d’assistance sociale », auto-saisine n° 34, 2018.

- « Réussir la transition vers des villes durables », auto-saisine, 2018.

- « L’économie bleue : pilier d’un nouveau modèle de développement du Maroc », auto-saisine n°


38, 2018.

- « L’Approche parlementaire du nouveau modèle de développement », saisine, 2019.


Annexes
153

- « Un Système Fiscal, pilier pour le Nouveau Modèle de Développement », auto-saisine n° 39,


2019.

- « Rapports annuels du CESE », 2015,2016, 2017.

Rapports et Etudes nationaux et internationaux


- Banque Africaine de Développement, « contribution au débat sur la rénovation du modèle
de développement du Royaume » avril 2019.

- Yasser Tamsamani α, Joseph Brunet-Jailly, Abdellatif Komat, Fouzi Mourji « Pour un modèle
alternatif de développement du Maroc », Université Hassan II de Casablanca, 2019.

- Banque Mondiale « le Maroc à l’horizon 2040 : Investir dans le capital immatériel pour accélérer
l’émergence économique », 2018.

- Observatoire National du Développement Humain & Banque Mondiale « Évaluation des


prestations de service des soins de santé primaires », 2018

- OCDE « Examen multidimensionnel du Maroc », 2018.

- World Economic Forum, « Readiness for the future of production 2018 », 2018.

- Rapport Annuel de la Cour des Comptes, 2017.

- Ministère de l’Economie et des Finances, Direction des Etudes et des Prévisions Financières,
« Economie créative, Panorama et Potentiel », Avril 2016.

- Rapport Conseil Supérieur de l’Education et de Formation et de la Recherche Scientifique


« La mise en œuvre de la charte nationale d’éducation et de formation 2000-2013 », 2015.

- Conseil supérieur de l’éducation, de la formation et de la recherche scientifique « Vision


stratégique pour la réforme de l’Ecole marocaine (2015-2030) », Mai 2015.

- Conseil National des Droits de l’Homme, « Pour un droit égal et équitable à l’éducation et à la
formation », Série contribution au débat public, 2015.

- Haut-Commissariat au Plan, « Etudes sur quelques aspects du capital humain au Maroc »,


Décembre 2015.

- OCP Policy Center, « Maroc - Stratégie de croissance à l’Horizon 2025 », 2015.

- Institut Royal des Etudes Stratégiques, Atlas graphique : Programme d’études « Lien social
au Maroc : quel rôle pour l’Etat et l’ensemble des acteurs sociaux ? », mars 2012.

- Commission consultative de la régionalisation, « la régionalisation avancée », Mars 2011.


154
Le Nouveau Modèle de Développement du Maroc
Contribution du Conseil Economique, Social et Environnemental

- Institut Royal des Etudes Stratégiques, « L’ordre sociopolitique et la confiance dans les
institutions du Maroc. Programme d’études - Lien social au Maroc : quel rôle pour l’Etat et
l’ensemble des acteurs sociaux ? », janvier 2010.

- Ministère de l’Économie et des Finances, « La décennie des réformes et du progrès : pour un


Maroc moderne et solidaire 1999-2009 », 2009.

- Haut-Commissariat au Plan, « Prospective Maroc 2030 », 2007.

- « 50 ans de développement humain & perspectives 2025 », Janvier 2005.

Enquêtes et Statistiques
- Enquête Nationale sur l’Emploi, HCP, 2018.

- Haut-Commissariat au Plan, « Rapport national sur la réalisation par le Maroc des Objectifs du
millénaire pour le développement », Décembre 2015.

- Haut-Commissariat au Plan, « Présentation des résultats du Recensement Général de la


Population et de l’Habitat de 2014 », Octobre 2015.

- OMS, Statistiques Sanitaires Mondiales, 2012.

- Haut-Commissariat au Plan, « Enquête nationale sur le bien-être : Principaux résultats »,


octobre 2012.

- Haut-Commissariat au Plan, « Enquête Nationale Démographique », 2009-2010.

Ouvrage
- Riadh Ben Jelili « Les réformes économiques en Tunisie : Une urgence en quête de leadership »,
Sud Edition, 2016.
Annexes
155

You might also like