‫أنهار وبحيرات‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .

‬نعيم شند حمادي‬

‫أنهار وبحيرات ‪Rivers & Lakes‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نعيم شند حمادي‬

‫المحاضرة الثانية‬

‫طبيعي واس ٌع له ضفتين‪ ،‬تجري فيه المياه الناتجة عن مياه األمطار‪ ،‬والمياه‬
‫ّ‬ ‫مائي‬
‫النهر ‪ :River‬هو مجرى ّ‬
‫ويمر‬
‫المصب والمنبع‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫النابعة من األرض‪ ،‬ومياه العيون األرضيّة‪ ،‬ومياه المسطحات المائيّة‪ ،‬ويمت ّ‪,‬د بين‬
‫تط ّور النهر في ثالث مراحل هي‪ :‬مرحلة الشباب‪ ،‬ومرحلة النضج‪ ،‬ومرحلة الشيخوخة‪.‬‬

‫أهمية األنهار ‪ :Importance of Rivers‬قيام الحضارات‪ ,‬حولها‪ ،‬حيث ق‪,,‬امت أعظم الحض‪,,‬ارات ح‪,,‬ول‬
‫األنهار‪ ،‬كالحضارة المصريّة الفرعونيّة‪ ،‬والحضارة الصينيّة القديمة‪ .‬استعمال مياهها في الزراعة‪ ،‬والشرب‪،‬‬
‫وري المزروعات‪ ،‬والصناعة‪ ،‬واألعمال المنزليّة‪ .‬توليد طاقة الكهرباء‪ .‬بيئة طبيعيّة لحياة العديد من الكائن‪,,‬ات‬ ‫ّ‬
‫الحيّة‪ ،‬كالحيوانات‪ ،‬والنباتات‪ .‬تخزين المياه في السدود الستخدامها‪ ,‬وقت الحاج‪,,‬ة له‪,,‬ا‪ .‬تع‪ّ ,‬د وس‪ً ,‬‬
‫‪,‬يلة من وس‪,,‬ائل‬
‫الحركة‪ ،‬والنقل من منطقة إلى أخرى‪ .‬استخدامها في المالحة البحريّة‪ .‬تعت‪,,‬بر المن‪,,‬اطق المحيط‪,,‬ة باألنه‪,,‬ار‪ ,‬من‬
‫أفضل األراضي للزراعة‪.‬‬

‫عمليات األنهار ‪ :Processes of Rivers‬للنهر ثالثة عمليات رئيسيّة هي‪ :‬النحت‪ ،‬والتعرية‪ ،‬من خالل‬
‫عمليّة اإلذابة للصخور‪ ,‬وحتّها‪ .‬الترسيب‪ ،‬أي ترسيب المواد المحمولة على جوانب النهر‪ .‬النقل إذ يقوم النهر‬
‫مكان آخر كالمواد المذابة‪ ،‬والحجارة‪ ،‬والحصى‪ ،‬والجالميد‪ ,.‬العوامل التي تؤثر‬
‫بنقل الرواسب من مكانها إلى ٍ‬
‫على العمليات النهريّة طبيعة السطح‪ :‬إن كان السطح خشناً قلّل من سرعة النهر‪ ،‬وبذلك ّ‬
‫تقل قدرة النهر على‬
‫الحت‪ .‬نوع الصخور‪ :‬كلّما زادت مقاومة الصخور‪ ,‬للنهر ّ‬
‫قل تأثير العمليات النهريّة في تشكيل معالم األرض‬
‫النهري‪ :‬هو عبارة عن كمية المياه التي تجري في النهر في نقطة محدٍةدّ‪ ،‬وفي‪,‬‬
‫ّ‬ ‫السطحيّة‪ .‬كمية التصريف‬
‫جانبي النهر‪ .‬درجة االنحدار‪ :‬كلّما زادت درجة االنحدار‬
‫ّ‬ ‫وحدة الزمن‪ .‬عرض النهر‪ :‬هي المسافة األفقية بين‬
‫زادت قدرة النهر على تغيير معالم األرض السطحية‪.‬‬

‫وتعت‪,,‬بر األنه‪,,‬ار من أهم المس‪,,‬طحات المائي‪,,‬ة الموج‪,,‬ودة في الع‪,,‬الم‪ ،‬وهي راف‪,,‬د أساس‪,,‬ي ومهم للبح‪,,‬ار‬
‫والمحيطات‪ ،‬ويوج‪,,‬د على س‪,,‬طح األرض الكث‪,,‬ير من األنه‪,,‬ارالتي تت‪,,‬وزع‪ ,‬في ش‪,,‬تى بق‪,,‬اع األرض‪ ،‬وفي جمي‪,,‬ع‬
‫القارات‪ ،‬وتستخدم‪ ,‬الكثير من األنهار في المالحة البحرية‪ ،‬وري األراضي‪ ,‬الزراعي‪,,‬ة المنتش‪,,‬رة على ض‪,,‬فافها‪،‬‬
‫أنهار وبحيرات‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نعيم شند حمادي‬

‫حيث تعتبر من أفضل أنواع األراضي التي تستخدم‪ ,‬للزراعة‪ .‬كما تعتبر مصدراً‪ ,‬مهماً للثروة السمكية‪ ،‬ورافداً‪,‬‬
‫مهماً لتعبئة السدود‪ ،‬عوض‪,‬اً عن فض‪,,‬لها الكب‪,‬ير في تحس‪,,‬ين البيئ‪,,‬ة والمن‪,‬اظر‪ ,‬الطبيعي‪,‬ة‪ ،‬وتض‪,‬م‪ ,‬بعض األنه‪,‬ار‬
‫شالالت في منتهى الروعة والجمال‪ ،‬التي تعتبر رافداً مهماً للسياحة في الدول‪.‬‬

‫تصنيف االنهار ‪Classification of Rivers‬‬

‫كما هو الحال في كثير من الظواهر الطبيعية األخرى يمكن لألنهار ان تصنف الى ع‪,,‬دة تص‪,,‬انيف تبع‪,,‬ا‬
‫للمقياس المستخدم في ذلك‪ .‬اذ تقسم االنهار استنادا الى ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬طبيعة جريان الماء في الوديان النهرية الى االقسام‪ ,‬التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬االنهار الدائمية الجريان ‪permanent‬‬

‫نعني بهذه االنهار تلك التي يستمر جريان الماء فيها طيلة الع‪,,‬ام وتس‪,,‬بب ظ‪,,‬روف كث‪,,‬يرة حال‪,,‬ة الجري‪,,‬ان‬
‫الدائمي لألنهار منها ‪:‬‬

‫تكون كمية التساقط كبيرة وموزعة توزيعا‪ ,‬منتظما طيلة العام‪ .‬كما في انهار االقاليم‪ ,‬االستوائية مث‪,,‬ل‬ ‫‪-a‬‬
‫االمازون والكونغ‪,.‬‬
‫ينبع النهر من بحيرة أو من عدة بحيرات أو يمر مجراه خاللها كما في النيل ومكنزي ‪.‬‬ ‫‪-b‬‬
‫ينبع النهر من نهايات الغطاءات الجليدي‪,,‬ة أو الثالج‪,,‬ات كم‪,,‬ا في نه‪,,‬ري ال‪,,‬دانوب وال‪,,‬راين في ق‪,,‬ارة‬ ‫‪-c‬‬
‫أوروبا ونهر مزوري في قارة أمريكا الشمالية ‪.‬‬
‫يصبح النه‪,‬ر دائمي الجري‪,‬ان اذا ق‪,,‬ام بتعمي‪,‬ق أقس‪,,‬ام من وادي‪,‬ه الى م‪,,‬ا دون مس‪,,‬توى الم‪,,‬اء الب‪,‬اطني‪,‬‬ ‫‪-d‬‬
‫الدائمي االم‪,‬ر ال‪,‬ذي يجعل‪,‬ه يتغ‪,‬ذى بكمي‪,‬ات ثابت‪,‬ة من المي‪,‬اه الباطني‪,‬ة كم‪,‬ا هي الحال‪,‬ة في كث‪,‬ير من‬
‫األنهار الموجودة في شمال القطر العراقي‪. ,‬‬

‫‪ -2‬االنهار المتقطعة ‪intermitient‬‬

‫وهي االنهار التي تنقطع عنها مصادر‪ ,‬المياه في ف‪,,‬ترات‪ .‬وتوج‪,,‬د ه‪,,‬ذه االنه‪,,‬ار على االغلب في االق‪,,‬اليم‪,‬‬
‫التي يكون التساقط فيها فصليا‪ ,‬وتكون شائعة في االق‪,,‬اليم‪ ,‬ش‪,,‬به الجاف‪,,‬ة‪ .‬تقس‪,,‬م ه‪,,‬ذه االنه‪,,‬ار ب‪,,‬دورها‪ ,‬الى قس‪,,‬مين‬
‫هما ‪-:‬‬

‫أ‌‪ .‬االنهار المتقطعة التي تتغذى بواسطة الينابيع ‪.‬‬

‫أنهار وبحيرات‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نعيم شند حمادي‬

‫ب‌‪ .‬االنهار المتقطعة التي تتغذى من الجريان السطحي للماء ‪.‬‬

‫ينقطع الجريان بالنسبة للحالة االولى من االنه‪,,‬ار بس‪,‬بب انه‪,‬ا لم تقم بتعمي‪,‬ق وديانه‪,,‬ا الى دون المس‪,,‬توى‬
‫الدائم للماء الباطني ولذلك ينقطع تزوي‪,,‬دها‪ ,‬بالمي‪,,‬اه الباطني‪,,‬ة عن‪,,‬دما يهب‪,,‬ط مس‪,,‬توى‪ ,‬الم‪,,‬اء الب‪,,‬اطني خالل الف‪,,‬ترة‬
‫الجافة من السنة وينقطع الجريان في حالة النوع الثاني عندما يتوقف‪ ,‬التساقط في منطقة تغذي‪,,‬ة النه‪,,‬ر لكون‪,,‬ه ذا‬
‫تساقط فصلي‪ ,.‬ويصبح النهر فصليا‪ ,‬ايضا اذا لم ينبع من مناطق‪ ,‬مرتفعة تغطيها الثلوج أو أنه ال يمر في بحيرة‬
‫أو ينبع منها ‪.‬‬

‫‪ -3‬االنهار الوقتية ‪Ephomeral :‬‬

‫تظهر هذه االنهار في المناطق شبه الجافة والجافة‪ ،‬وال يحدث أي جريان‪ ،‬وال يحدث أي جري‪,,‬ان م‪,,‬ائي‬
‫فيها اال عقب سقوط االمطار على أحواض ووديان تلك االنهار ويعتمد‪ ,‬مق‪,,‬دار ط‪,,‬ول الف‪,,‬ترة ال‪,,‬تي تج‪,,‬ري فيه‪,,‬ا‬
‫المياه في مثل هذه االنهار على كمية االمطار الساقطة وعلى الفترة التي استغرقتها‪ ,‬عملية التساقط‪. ,‬‬

‫ثانيا – تصنيف‪ ,‬االنهار تبعا لنظمها ‪:‬‬

‫نعني بنظام النهر او رجيم النهر الطريقة او االسلوب الذي تتص‪,,‬رف‪ ,‬بموجب‪,,‬ه مي‪,,‬اه النه‪,,‬ر‪ ،‬أي الف‪,,‬ترات‬
‫التي تكون فيها كمية التصريف عالية في النهر (الفيضان) والفترات التي تنخفض فيه‪,,‬ا كمي‪,,‬ة ذل‪,,‬ك التص‪,,‬ريف‪,‬‬
‫(الصيهود)‪ . ,‬وتصنف االنهار تبعا لذلك الى ‪:‬‬

‫‪ -1‬االنهار ذوات النظام البسيط ‪:‬‬

‫ترتفع مناسيب المياه في النهر وتزداد‪ ,‬كمية التصريف في ه‪,,‬ذا الن‪,,‬وع من النظ‪,,‬ام م‪,,‬رة واح‪,,‬دة في الس‪,,‬نة‬
‫ترتبط مع فترة التساقط الكبيرة او مع فترة زيادة التجهيز المائي من منطقة التغذية‪ .‬وتنخفض كمية التص‪,,‬ريف‬
‫وتهبط المناسيب للنه‪,,‬ر في ف‪,,‬ترة معين‪,,‬ة أخ‪,‬رى من الس‪,,‬نة تتف‪,‬ق م‪,‬ع انقط‪,,‬اع التس‪,,‬اقط او تناقص‪,‬ه وقل‪,,‬ة كمي‪,,‬ات‬
‫التجهيز المائي من منطقة التغذية كما في نهري دجلة والفرات ‪.‬‬

‫‪ -2‬االنهار ذوات النظام المزدوج ‪:‬‬

‫يظهر على انه‪,‬ار ه‪,‬ذا النظ‪,‬ام فترت‪,‬ان ترتف‪,‬ع فيهم‪,‬ا منس‪,‬وب المي‪,‬اه في النه‪,‬ر تحض‪,‬ران بينهم‪,‬ا فترت‪,‬ان‬
‫للمناسيب الواطئة والتصريف المائي القليل‪ .‬وتعتبر‪ ,‬االنهار االستوائية مثاال جيدا على هذه الحال‪,,‬ة حيث توج‪,,‬د‬
‫في المناخ االستوائي‪ ,‬قمتان للمطر تتفقان مع فترتي‪ ,‬تعامد الشمس على االق‪,,‬اليم‪ ,‬االس‪,,‬توائية االم‪,,‬ر ال‪,,‬ذي ي‪,,‬ؤدي‬
‫أنهار وبحيرات‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نعيم شند حمادي‬

‫معه الى رفع مناسيب المياه في االنهار‪ .‬وتنخفض تلك المناسيب في فترتي‪ ,‬قلة المطر النس‪,‬بية المحص‪,‬ورة بين‬
‫هاتين القمتين‪ ،‬كما في نهري االمازون والكونغ‪,‬و‪ ,.‬ويمكن له‪,‬ذه الحال‪,‬ة أن تحص‪,‬ل ايض‪,‬ا لألنه‪,‬ار ال‪,‬تي ت‪,‬تزود‬
‫بالماء من االمطار الغزيرة في الخريف والشتاء ثم تقل االمطار‪ ,‬بنهاية الشتاء ويقل معه‪,,‬ا التص‪,,‬ريف‪ ,‬النه‪,,‬ري‪.‬‬
‫وتحدث زيادة ثانية للتصريف عندما ترتفع درجات الحرارة في بداية الفص‪,,‬ل الح‪,,‬ار وت‪,,‬ؤدي الى اذاب‪,,‬ة الثل‪,,‬وج‬
‫المتجمعة في منطقة التغذية وتعتبر‪ ,‬أنهار جنوب أوروبا التي تنبع من جبال األلب خير األمثلة على ذلك ‪.‬‬

‫‪ -3‬النظام المركب ‪:‬‬

‫عندما تكون مساحة حوض النهر كبيرة جدا بحيث يمكن أن تضم أنواعا متباينة من األقاليم المناخي‪,,‬ة أو‬
‫تشمل تضاريس‪ ,‬متنوعة فأن من غير المعقول أن يكون نظام الجريان في كل أجزاء النهر الذي يص‪,,‬رف‪ ,‬مي‪,,‬اه‬
‫ذلك الحوض متشابهة وتتبع نظاما واحدا ولذلك يصبح نظ‪,,‬ام الجري‪,,‬ان مركب‪,,‬ا فيه‪,,‬ا ‪ .‬وتعت‪,,‬بر‪ ,‬انه‪,,‬ار المسيس‪,,‬بي‬
‫والدانوب أمثلة جيدة على ذلك‪ .‬وتتصف هذه االنهار بكثرة روافدها وتباعد المسافات بين تلك الروافد ‪.‬‬

‫ثالثا – تصنيف االنهار تبعا لمراتبها ‪River Orders :‬‬

‫جرت محاوالت عديدة لتصنيف‪ ,‬االنهار تبعا لمراتبه‪,‬ا ك‪,‬ان من بينه‪,‬ا محاول‪,‬ة هورت‪,‬ون في س‪,‬نة ‪1945‬‬
‫ومحاول‪,,‬ة س‪,,‬ترالر ع‪,,‬ام ‪ 1952‬وش‪,,‬ريف س‪,,‬نة ‪ 1957‬وش‪,,‬ايدكر‪ ,‬س‪,,‬نة ‪ .1965‬ته‪,,‬دف ك‪,,‬ل تل‪,,‬ك المح‪,,‬اوالت الى‬
‫تصنيف الوديان النهرية تبع‪,,‬ا لب‪,,‬دء تسلس‪,,‬لها في تك‪,,‬وين المج‪,,‬رى النه‪,,‬ري وال ته‪,,‬دف عملي‪,,‬ة ت‪,,‬رتيب المج‪,,‬اري‬
‫النهرية الى هذا فق‪,‬ط ب‪,‬ل يمكن له‪,‬ا أن تعطي دليال تقريبي‪,‬ا عن كمي‪,‬ة الجري‪,‬ان ال‪,‬ذي يمكن أن يك‪,‬ون في ش‪,‬بكة‬
‫نهرية معينة‪ .‬حيث كلما زادت مرتبة النهر فأن من المتوقع أن تكون كمية المياه فيه كبيرة بسبب الرواف‪,‬د‪ ,‬ال‪,,‬تي‬
‫تغذيه ‪.‬‬

‫يعتبر الدليل الذي وضعه هورتون أكثر تلك المحاوالت بساطة حيث قام بتصنيف االنهار الى مراتب كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬انهار المرتبة االولى‪ ،‬وهي االنهار التي ليست لها اية روافد ‪.‬‬

‫‪ -2‬انهار المرتبة الثانية‪ ،‬وهي االنهار التي تصب فيها أنهار المرتبة االولى فقط ‪.‬‬

‫‪ -3‬انهار المرتبة الثالثة‪ :‬وتنشأ هذه االنهار من ارتباط االنهار التي تعود الى المرتبة الثانية‪ .‬وت‪,,‬أتي بع‪,,‬د‬
‫ذلك بقية المراتب بشكل متسلسل‪.‬‬