Professional Documents
Culture Documents
الرقابة القضائية على أعمال حفظ الأمن في المملكة العربية السعودية
الرقابة القضائية على أعمال حفظ الأمن في المملكة العربية السعودية
E-ISSN : 2588-2287
اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ RARJ
)(1
ﺣﺳﺎن اﻟﻣؤﻧس
أستاذ مساعد في القانون العام ،ﻠ ﺔ اﻟﺣﻘوق ،جامعة )(1
اﻟﻣﻠﺧص:
ﻣﻊ اﺧﺗﻼف وﺗﻧوع اﻷﺟﻬزة اﻟﻣو ول إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ ،ﻓﻘد
ﺳﻣﺢ اﻟﻧظﺎم ﻟﻬذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺻﻼﺣ ﺎت اﻟواﺳﻌﺔ ﻟﻐﺎ ﺔ ﺣﻔظ اﻷﻣن .إﻻ أن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ
اﻟﺻﻼﺣ ﺎت ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻣ ﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﺎﺗﻬم .وﻟﻬذا ،ﯾﻧ ﻐﻲ أن
ﺗﺧﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺿوا ط ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺻ ﺢ وﺳﯾﻠﺔ ﻹرﻫﺎب اﻟﻣواطﻧﯾن وﻓﻘدان ﺛﻘﺗﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻷﺟﻬزة و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻓﻘدان إﺣﺳﺎﺳﻬم ﺎﻷﻣن واﻷﻣﺎن .وﺣﺗﻰ ﻻ ﺗ ﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿوا ط ﻣﺟرد ﺷﻌﺎرات ﺗرﻓﻊ وﻻ
ﺗﻘوم ﻪ اﻹدارة ذاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﻣﻧﺳو ﯾﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻣﺎ ﺔ ﺗطﺑ ،ﯾﺗﺄﻛد دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدور اﻟذ
اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﺎت .وﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗوﺿ ﺢ آﻟ ﺎت اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺣﻔظ اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ ﻣﻊ ﺑ ﺎن إﺷ ﺎﻟ ﺎت ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠﻒ ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت واﻗﺗراح ﻣﺎ ﻣ ّ ن ﻣن اﻟﺣد ﻣن
ﻫذﻩ اﻹﺷ ﺎﻻت.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣ ﺔ:
ﺣﻔظ اﻷﻣن ،دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ،اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎد ،اﻟﺿ ط اﻹدار ،اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ.
ﺗﺎر ﺦ إرﺳﺎل اﻟﻣﻘﺎل ،2020/03/22 :ﺗﺎر ﺦ ﻗﺑول اﻟﻣﻘﺎل ،2020/11/29 :ﺗﺎر ﺦ ﻧﺷر اﻟﻣﻘﺎل2020/12/31 :
ﻟﺗﻬﻣ ش اﻟﻣﻘﺎل :ﺣﺳﺎن اﻟﻣؤﻧس" ،اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺣﻔظ اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎد ﻣ ﺔ ﻟﻠ ﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
اﻟﻣﺟﻠد ،11اﻟﻌدد ،2020 ،04ص ص.599-581.
https: //www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/72 المقال متوفر على الرابط التالي:
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻻ ﺷك أن اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫو ﻣن أو د اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣراﻓ
إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻟﻣﺗﺳﺎﻛﻧﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻗدرﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺔ .ﻓﺎﺧﺗﻼل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾؤد
وﻓﻘدان اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .إذ ﻻ ﯾﺗﺻور وﺟود ﻣﺳﺗﻘر ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﻏﯾر ﻧظﺎم ﺿ ط ﺳﻠوك أﻓرادﻫﺎ ،وأواﻣر
ﺗﺣ ط ﺑﻧﺷﺎطﻬم وﺗدﻓﻌﻬم إﻟﻰ ﻏﺎ ﺎﺗﻪ اﻟﻣﺣددة .وﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠ ﻪ أن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫو ﻣﻔﻬوم ﻣرن ﯾﺧﺗﻠﻒ
ﺎﺧﺗﻼف اﻟدول واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷزﻣﻧﺔ .وﻟﻛن ،رﻏم ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل وﺣدود اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،إﻻ أن
ﻣﻌظم ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣ وﻧﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫﻲ :اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳ ﯾﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ.
طﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﻣﺎﻟﻪ ﻣن ﺧطر اﻻﻋﺗداءات واﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات و ﻘﺻد ﺎﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻘﯾ
واﻟﻔ ﺿﺎﻧﺎت واﻟﺳﯾول ،واﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﻛوارث واﻷﺧطﺎر اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺎﻟﺣراﺋ
اﻹﻧﺳﺎن ﺟراﺋم اﻟﻘﺗﻞ واﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻣظﺎﻫرات وأﺣداث اﻟﺷﻐب وﺣوادث اﻟﻣرور.
وﻣﺎ ﯾﺟدر ذ رﻩ أن ﺣر ﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻧﺣو اﻟﺣ ﺎة اﻟﻛرﻣﺔ واﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻘدم ﻻ ﺗﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن ﺧﻼل
ﺷﻌور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺎﻷﻣن وﻟذﻟك ﻧﺟد أن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻣﺗن ﻋﻠﻰ ﻋ ﺎدﻩ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺑﻧﻌﻣﺔ اﻷﻣن ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻋدﻩ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ "وﻟﯾﺑدﻟﻧﻬم ﻣن ﻌد ﺧوﻓﻬم أﻣﻧﺎً ﻌﺑدوﻧﻧﻲ ﻻ ﺷر ون ﺑﻲ ﺷﯾﺋﺎً" )ﺳورة اﻟﻧور .(55 ،وﻗد ّ
وﺳﻠم ﻣن ﺿرورات اﻟﺣ ﺎة وﻣﻌ ﺎ ار ﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗوام اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ ،ﻓﻘد رو ﻋن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ﻪ وﺳﻠم أﻧﻪ
وت َﯾ ْو ِﻣ ِﻪَ ،ﻓ َ ﺄَﱠﻧ َﻣﺎ ِﺣ َﯾز ْت َﻟ ُﻪ اﻟ ﱡد ْﻧَﺎ " .1وﻟﺗدﻋ م ﻫذﻩ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َﺻَ َﺢ ﻣ ْﻧ ُ ْم آﻣًﻧﺎ ﻓﻲ ﺳ ْرِﻪُ ،ﻣ َﻌﺎًﻓﻰ ﻓﻲ َﺟ َﺳدﻩ ،ﻋ ْﻧ َدﻩُ ُﻗ ُ
ﻗﺎلَ ":ﻣ ْن أ ْ
اﻟﺿوا ط اﻟﺷرﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ دﯾﻧﻧﺎ اﻟﺣﻧﯾﻒ ،ﺟﺎءت اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺗﺷرﻌﺎت ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣ ﺔ ﺗﺄطﯾر ﻋﻣﻠ ﺔ
اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن وﺿ طﻬﺎ ﻘواﻋد ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺣﯾد ﻋن ﻣﻘﺎﺻدﻫﺎ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺗﺣﻘﯾ اﻟﻌدل واﺟﺗﻧﺎب اﻟظﻠم.
وﻣن ﺑﯾن اﻟﻣواد اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣ م اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ 1412ﻫـ واﻟﺗﻲ ﺗﺑرز أﻫﻣ ﺔ دور اﻟدوﻟﺔ
ﻣ ن أن ﻓﻲ اﻟﺗوﻓﯾ ﺑﯾن ﻣﻘﺗﺿ ﺎت ﺗوﻓﯾر اﻷﻣن ﻣن ﺟﻬﺔ وﺣﻣﺎ ﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد ﻣن اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر
ﻧذ ر اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﻌﺷرن اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟدوﻟﺔ "ﺗﺣﻣﻲ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﻓ اﻟﺷرﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ" .ﻣﺎ
ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺛﻼﺛون ﻣن ﺟﻬﺗﻬﺎ إﻟﻰ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر "اﻷﻣن ﻟﺟﻣ ﻊ ﻣواطﻧﯾﻬﺎ واﻟﻣﻘ ﻣﯾن ﻋﻠﻰ
إﻗﻠ ﻣﻬﺎ" ،وأﻧﻪ "ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘﯾﯾد ﺗﺻرﻓﺎت أﺣد ،أو ﺗوﻗ ﻔﻪ ،أو ﺣ ﺳﻪ ،إﻻ ﻣوﺟب أﺣ ﺎم اﻟﻧظﺎم" .وﺗؤ د اﻟﻣﺎدة
أن "ﻟﻠﻣﺳﺎﻛن ﺣرﻣﺗﻬﺎ ،وﻻ ﯾﺟوز دﺧوﻟﻬﺎ ﻐﯾر إذن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،وﻻ ﺗﻔﺗ ﺷﻬﺎ ،إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ اﻟﺳﺎ ﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛون ّ
ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻧظﺎم" .وﺗﺗﻌرض اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ واﻟﺛﻼﺛون إﻟﻰ ﻣﺑدﺋﯾن ﻫﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻫﻣﺎ ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻ ﺔ
رواﻩ اﻟﺑﺧﺎر ﻓﻲ "اﻷدب اﻟﻣﻔرد")رﻗم (300/واﻟﺗرﻣذ ﻓﻲ "اﻟﺳﻧن" ) (2346وﻗﺎل :ﺣﺳن ﻏرب .وﻗﯾﻞ أ ﺿﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟ ﺎب" :إذا 1
أﻣن اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ دﯾﻧﻪ وﻧﻔﺳﻪ وﺳﻠم ﻟﻪ ﻋﻘﻠﻪ وﻋرﺿﻪ وﺣﻔظ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻘد ﺟﻣﻌت أطراف اﻷﻣن ﻠﻬﺎ " )اﻟد ﺗور اﻟذﻫﺑﻲ ﻣن ﺗﺎ ﻪ
"اﻟﺣدود" ﻧﻘﻼ ﻋن ﺣﻠﻣﻲ اﻟدﻗدوﻗﻲ ،رﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋ ﺔ اﻟداﺧﻠ ﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻹدار )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ :ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺻر
وﻣ ﺎدئ اﻟﺷرﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ( ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ،اﻹﺳ ﻧدرﺔ 1989 ،م ،ص .(653
2اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم م 31/ﺑﺗﺎرﺦ 1398/6/21ﻫـ .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺟﻠس اﻟﺷور ﻗد أﻗر ﻣؤﺧ ار ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﻪ
اﻟﻌﺎد ﺔ ﺑﺗﺎرﺦ 3ﻓﺑراﯾر 2015ﻣﺷروع ﻧظﺎم اﻟﺳﺟن واﻟﺗوﻗﯾﻒ اﻟﺟدﯾد ﻣﻣﺎ ﯾدﻋم ﺣﻔظ ﺣﻘوق ﻧزﻻء وﻧزﻼت اﻟﺳﺟون ﻣﺎ ﯾﺗﻔ ﻣﻊ
اﻟﺷرﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟدوﻟ ﺔ.
واﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة ﺗوﻗ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻪ وﻣﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺟراﺋم ﺳوء اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣ ﻣﻠﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﻣوظﻔﯾن
واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﻣرﺳوم رﻗم م 43/وﺗﺎرﺦ 29ذو اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم 1377ﻫـ ،اﻟﺳﺎر اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ ﺣد اﻵن.3
ﻌﺗﺑر ﻗوات -ﻧظﺎم ﻗوات اﻷﻣــن اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم ) (30وﺗﺎرﺦ 1384/12/4ﻫ ـ اﻟذ
اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ ،أو ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺎﻟﺷرطﺔ ،ﻫﯾﺋﺔ ﻧظﺎﻣ ﺔ ﻣدرﺔ ﺗدر ﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن وﺗطﺑﯾ اﻷﻧظﻣﺔ
وﺗﻧﻔﯾذ أواﻣر اﻟدوﻟﺔ وﺗﻌﻠ ﻣﺎﺗﻬﺎ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺄﻣوال اﻟﻧﺎس وأﻋراﺿﻬم وﺣرﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻ ﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻧظﺎم.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻧظﻣﺔ ،ﻧﺟد أ ﺿﺎ اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺷرﻌﺎ ﻓرﻋ ﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﻌﺎد ﺔ
واﻷﻧظﻣﺔ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺗوﺿ ﺣﻬﺎ و ﺎن ﻔ ﺔ ﺗطﺑ ﻘﻬﺎ ،أو إﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﻟﻐﺎ ﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
أﻣن واﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .4وﻟﻌﻞ ﻣن أﻫم اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻣﻠ ﺔ اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم" ،ﻻﺋﺣﺔ أﺻول
اﻻﺳﺗ ﻘﺎف واﻟﺣﺟز اﻟﻣؤﻗت واﻟﺗوﻗﯾﻒ اﻻﺣﺗ ﺎطﻲ" اﻟﺻﺎدرة ﻘرار وزر اﻟداﺧﻠ ﺔ رﻗم 233ﺑﺗﺎرﺦ 1404/1/17ﻫـ.
وﻗد واﻓ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﻪ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﺦ 1436/3/21ﻫـ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺔ ﻟﻧظﺎم اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋ ﺔ .واﺷﺗﻣﻠت ﻫذﻩ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣ ﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣراﺣﻞ ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت واﻟﻘ ض
واﻟﺗﻔﺗ ش ٕواﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾ ،واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣ ﺎم اﻷﺧر .و ﻣﺎ أن اﻟﻠواﺋﺢ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﻬرم اﻟﺗﺷرﻌﻲ ،ﺎت
ﻣن اﻟﺿرور أن ﺗﺣﺗرم ﻫذﻩ اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ وأﻻّ ﺗﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ
ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ .وﻫو ﻣﺎ طرح ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠ ﺎت ﺣﻔظ اﻷﻣن ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟﻣﺎ
ﻋﻣوم اﻟﻧﺎس ،وﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﺳﺎﻫم ﻣن ﺟﻬﺗﻪ ﻓﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻣن أﻫﻣ ﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻹﺣﺳﺎس ﺎﻟﻌدل ﻟد
اﺳﺗﺗ ﺎب اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
و ﻣ ن أن ﻧﻣﯾز ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن أﻧواع اﻟرﻗﺎ ﺔ :اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻹدارﺔ واﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ .أﻣﺎ اﻟرﻗﺎ ﺔ
اﻟﺗظﻠم ،ﺎﻋﺗ ﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ود ﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﺔ ،ﻘﻠﻞ ﻣن ﻋدد اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻹدارﺔ ﻓﺗﻛون ﻋن طر
إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار و ﺧﻔﻒ ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻌبء اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺎﻫﻠﻪ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﺗرﻓﻊ إﻟ ﻪ إﻻ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم
ﯾﺗوﺻﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن إﻟﻰ ﺣﻞ ﻣرﺿﻲ ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﻌدد ﻧﺳﺑ ﺎ وﺷﺎﺋ ﺔ ودﻗ ﻘﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ
اﻟﻔﻧ ﺔ ﻣﻣﺎ ﺳﺗوﺟب اﻟﻔﺻﻞ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ﻣﺣﺎﯾدة وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن طرﻓﻲ اﻟﻧزاع.5
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻗ ﺔ ﺎﻟﺳﺟن ﻟﻣدة ﻻ ﺗزد ﻋن ﻋﺷر ﺳﻧوات أو ﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗزد ﻋن ﻋﺷرن أﻟﻒ رﺎل ﻟﻛﻞ 3
اﻟﺟراﺋم اﻵﺗ ﺔ ،و ذﻟك ﻣن اﺷﺗرك أو ﺗواطﺄ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺳواء ﺎﻧوا ﻣوظﻔﯾن أو ﻏﯾر ﻣوظﻔﯾن، ﻣوظﻒ ﺛﺑت ارﺗﻛﺎ ﻪ ﻹﺣد
اﻟﺗﻲ ﻧذ ر ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ:
-اﻟﺗﺣ م ﻓﻲ أﻓراد اﻟرﻋ ﺔ أو اﻻﻓﺗﺋﺎت ﻋﻠﻰ ﺣ ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﺷﺧﺻ ﺔ ﺻورة ﻣن اﻟﺻور أو ﺗﻛﻠ ﻔﻬم ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم ﻧظﺎﻣﺎ)(...
-إﺳﺎءة اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻹﻛراﻩ ﺎﺳم اﻟوظ ﻔﺔ ﺎﻟﺗﻌذﯾب أو اﻟﻘﺳوة أو ﻣﺻﺎدرة اﻷﻣوال وﺳﻠب اﻟﺣرﺎت اﻟﺷﺧﺻ ﺔ و دﺧﻞ ﺿﻣن ذﻟك
اﻟﺗﻧ ﯾﻞ واﻟﺗﻐرم واﻟﺳﺟن واﻟﻧﻔﻲ واﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺟﺑرﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ودﺧول اﻟﻣﻧﺎزل ﻐﯾر اﻟطرق اﻟﻧظﺎﻣ ﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻹﻛراﻩ ﻋﻠﻰ
اﻹﻋﺎرة أو اﻹﺟﺎرة أو اﻟﺑ ﻊ أو اﻟﺷراء وﺗﺣﺻﯾﻞ ﺿراﺋب ﺗزد ﻋن اﻟﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ أو اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻧظﺎﻣﺎ"
ﻋﻠﻲ اﻟزﻫراﻧﻲ وآﺧرون ،ﻣ ﺎدئ ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣ ﺗ ﺔ ﺟرر ،ط ﻌﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ ،2013 ،ص .98 4
5ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ،اﻹﺳ ﻧدرﺔ ،1985 ،ص .326
وﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﯾﻞ دور اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻹدارﺔ ﻋﻠﻰ ﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻋﻣﺎل ﺣﻔظ اﻷﻣن ،ﻓﻘد ﺳﻌت اﻹدارة
إﻟﻰ ﺗﻧو ﻊ أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑ ﺔ .ﻓ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟداﺧﻠ ﺔ – أو اﻟذاﺗ ﺔ -اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟو ازرات ورؤﺳﺎء اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟرؤﺳﺎء اﻹدارﯾن ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ( ،ﻓﻘد أﻧﺷﺋت ﻋدد ﻣن
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑدور ﻫﺎم ﻓﻲ ﻣراﻗ ﺔ ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﻣن أﺑرز ﻫذﻩ
اﻟﻬﯾﺋﺎت :ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ ،6واﻟﻧ ﺎ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﺳﺎ ﻘﺎ( ،7وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺄدﯾب .8وﻟﻛن،
رﻏم ﺗﻧوع أﺳﺎﻟﯾب اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻹدارﺔ ،إﻻ أن طﺑ ﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﺗﺳﻣﻬﺎ ﺑﻧوع ﻣن ﻋدم اﻟﺣ ﺎد ﺔ ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻹدارة
ﺳﺗﻛون ﺧﺻﻣﺎ وﺣ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت .و ذﻫب اﻟد ﺗور ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎو إﻟﻰ أﻧﻪ "ﻻ ﺗﺗواﻓر اﻋﺗ ﺎرات اﻟﺣﯾدة
واﻟﻧزاﻫﺔ واﻟﻣوﺿوﻋ ﺔ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻹدارﺔ ،و ذﻟك ﻟن ﺗﻧﺎل اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ واﺣﺗرام اﻷﻓراد ،ﻓﺎﻹدارة
ﺧﺻم وﺣ م ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻧﻔﺳﻪ .ﻧﺎﻫ ك ﻋن ﻣﯾﻞ اﻹدارة اﻟواﺿﺢ إﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾد ﻗ ارراﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎ ﻘﺔ دون ﺣث ﺟد وﻓﺣص
ﺣﻘ ﻘﻲ ﻻدﻋﺎءات اﻷﻓراد .ﻟﻬذا ﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﻧﺎ ﻣﻬﻣﺔ رﻗﺎ ﺔ ﻣﺷروﻋ ﺔ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن
طرﻓﻲ اﻟﻧزاع وأن ﺗﺗﺻﻒ ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ ﺻﻔﺎت اﻟﺣﯾدة واﻟﻧزاﻫﺔ واﻟﻣوﺿوﻋ ﺔ ،وأن ﺗزود ﺎﻟﺳﻠطﺎت واﻟﺻﻼﺣ ﺎت اﻟﺗﻲ
ﻣوﺟب ﻧظﺎم ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم م 7/وﺗﺎرﺦ 1391/2/1ﻫـ .وﻫﻲ ﻫﯾﺋﺔ 6أﻧﺷﺋت ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺎﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻣﻌﻧو ﺔ وﺗرﺗ ط ﻣ ﺎﺷرة ﺑرﺋ س ﻣﺟﻠس اﻟوزراء .واﻟﻐﺎ ﺔ ﻣن إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﻫو ﻣراﻗ ﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺣ وﻣﯾﯾن ﻟﺣﺳن
أداﺋﻬم اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﺣﻘﯾ ﻣﻊ ﻣن ﯾﻧﺳب إﻟ ﻪ ﺗﻘﺻﯾر ﻣﻧﻬم .و ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدور اﻟرﻗﺎﺑﻲ اﻹدار واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺗﻘوم ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ
ﺑدور اﻟﺗﺣﻘﯾ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و ذﻟك ﺑﺗﻣﺛﯾﻞ اﻻدﻋﺎء أﻣﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ،ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺎﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻷﺣ ﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺎﻟدﻋﺎو
اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎ ط ﻘﺎً ﻟﻘواﻋد اﻟﻣراﻓﻌﺎت واﻹﺟراءات أﻣﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم اﻟﺻﺎدرة ﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟوزراء رﻗم 190وﺗﺎرﺦ
1409/11/16ﻫـ .ﻣﺎ أﺿﺎف اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﺣدث ﻟدﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم )ﻟﻌﺎم 1402ﻫـ( إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟرﺷوة
ﺟراﺋم ﺳوء اﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟﺗزو ر واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم م 43/وﺗﺎرﺦ 29ذو اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم 1377ﻫـ )أ
اﻟﺳﻠطﺔ( .إﻻ أﻧﻪ ﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻣؤﺧ ار ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻟﻔﺎﺋدة ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم رﻗم )م(4/
12د ﺳﻣﺑر 2019ﻗد ﺿم "ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ وﺗﺎرﺦ 1433/1/5ﻫـ؛ ﻣﺎ أن اﻷﻣر اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 15ر ﻊ اﻵﺧر اﻟﻣواﻓ
واﻟﺗﺣﻘﯾ " واﻟﻣ ﺎﺣث اﻹدارﺔ" إﻟﻰ "اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧ ﺔ ﻟﻣ ﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد" وﻋدل ﻣﺳﻣﺎﻫﺎ ﻟ ون "ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ وﻣ ﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد" ،ﻋﻠﻰ أن
ﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﯾﻠزم ﺣ ﺎل ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹدار وﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ وأطراﻓﻬﺎ ،ﺳواء ﺎﻧوا ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ذو اﻟﺻﻔﺔ
اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻣن ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﯾن أو اﻟﻌﺳ رﯾن أو ﻣن ﻓﻲ ﺣ ﻣﻬم ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬم أو ﻏﯾرﻫم ،أو ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ذو اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﻣﻌﻧو ﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺟراﺋم.
7ﻣن اﻷﺳ ﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬور ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ "أن ﻗﺿﺎ ﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾ ورﻓﻊ اﻻدﻋﺎء ﺑﻬﺎ ﻗد أﺻ ﺢ ﻓﻲ ﻏﺎ ﺔ ﻣن اﻟﺗﺷﻌب واﻟﺗﻌﻘﯾد
اﻷﻣر اﻟذ ﯾؤد إﻟﻰ إطﺎﻟﺔ اﻟﺑت ﻓﯾﻬﺎ" )ﻓﻲ ﺗﻘد م ﻟﻘرار ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم – ﻗرار رﻗم 140وﺗﺎرﺦ
1409/8/13ﻫـ(.
أﻧﺷﺋت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﻣوﺟب ﻧظﺎم ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم م 7/وﺗﺎرﺦ 1391/2/1ﻫـ )اﻟﻣواد 14إﻟﻰ 8
.(30و ﺎن دورﻫﺎ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺗﺄدﯾﺑ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎل إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ .إﻻ أﻧﻪ ﺑﺈﺣداث دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم
ﺳﻧﺔ 1402ﻫـ ،ﺗم إﻟﻐﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺄدﯾب وﻧﻘﻞ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻟدﯾوان اﻟﺗﻲ أﺻ ﺣت ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺎﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎو ﺗﺄدﯾب
اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن ﻗﺑﻞ ﻫﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ ،أو ﻣن أ ﺟﻬﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ.
ﺎﻷﻓراد ﺟراء ﺗﻣ ﻧﻬﺎ ﻣن إزاﻟﺔ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣ وﺗﻌﯾب اﻟﻘ اررات اﻹدارﺔ ،وﺗﺟﺑر اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣ
أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ".9
وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ،رﻏم أﻫﻣ ﺔ أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻹدارﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﻌددﻫﺎ ،إﻻ أن أﻛﺛر أﻧواع اﻟرﻗﺎ ﺔ
ﺿﻣﺎﻧﺎً ﻟﺣﻘوق وﺣرﺎت اﻷﻓراد ﺿد ﺗﻌﺳﻒ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧروﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻫﻲ اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ،ﻧظ اًر ﻟﻣﺎ
ﯾﻧطو ﻋﻠ ﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺣﯾدة وﻧزاﻫﺔ واﺳﺗﻘﻼل ﻋن أطراف اﻟﻧزاع ود ار ﺔ ﺎﻟﺷؤون اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ.
إﺷ ﺎﻟ ﺔ اﻟ ﺣث :إن ﻋﻣﻠ ﺔ ﺣﻔظ اﻷﻣن ﻫﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ ﻣﻌﻘدة وﺣﺳﺎﺳﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾﻞ ﻞ اﻟﺟﻬود ﻣن أﺟﻞ
إﻧﺟﺎﺣﻬﺎ وﺿﻣﺎن د ﻣوﻣﺗﻬﺎ .وﻧظ ار ﻟﺻﻌو ﺔ اﻟﺗوﻓﯾ ﺑﯾن إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﺗﺧﺎذ ﻞ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺣﻔظ اﻷﻣن وﺿرورة
ﻋدم اﻧﺣراف ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ ﻋن اﻷﻫداف اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺗﺗﺄﻛد ﺿرورة وﺟود ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺿﺑوطﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة
اﻷﻣﻧ ﺔ ورﻗﺎ ﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ﻓﻌﻠ ﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻘﻠب ﺗﺣﻘﯾ اﻷﻣن إﻟﻰ ظﻠم وﺟور .ﻓﻣﺎﻫﻲ آﻟ ﺎت ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ؟ وﻣﺎﻫﻲ اﻹﺷ ﺎﻟ ﺎت اﻟﻌﻣﻠ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﻬﺎ؟
أﻫداف اﻟ ﺣث :ﯾﻬدف اﻟ ﺣث أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ:
-ﺑ ﺎن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺎﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺟﻬﺎت اﻷﻣﻧ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ.
-ﺗوﻋ ﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻷﻣﻧﻲ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﺿوا ط اﻟﺷرﻋ ﺔ واﻟﻧظﺎﻣ ﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن.
-ﺗوﺿ ﺢ اﻹﺷ ﺎﻻت اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧظر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻌﻣﻠ ﺎت ﺣﻔظ اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ
اﻟﺳﻌود ﺔ واﻗﺗراح آﻟ ﺎت ﻟﺣﻠﻬﺎ.
-إﺑراز أﻫﻣ ﺔ ﻋﻣﻞ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺧﺎﺻﺔ دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ،ﻓﻲ ﺗرﺳﯾﺦ اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ودﻋم اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ
أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺔ ﺎﻧت أو ﻗﺿﺎﺋ ﺔ.
ﺧطﺔ اﻟ ﺣث :ﯾﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟ ﺣث إﻟﻰ ﻣ ﺣﺛﯾن رﺋ ﺳﯾﯾن :ﯾﻬﺗم اﻟﻣ ﺣث اﻷول ﺑﺗوﺿ ﺢ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﺎﻛم دﯾوان
اﻟﻣظﺎﻟم )اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار ( وﺗﻧوﻋﻪ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل وﻗ اررات اﻹدارة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺣﻔظ اﻷﻣن .أﻣﺎ اﻟﻣ ﺣث
أﺣدث ﺗداﺧﻼ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧظر أﻋﻣﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻌرض إﻟﻰ ﺗﻌدﯾﻞ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ اﻟذ
اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺣﻔظ اﻷﻣن و ﻔ ﺔ ﻓض ﻫذا اﻟﺗداﺧﻞ.
ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎو ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار اﻟﺳﻌود ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،ﻣ ﺗ ﺔ اﻟرﺷد ،اﻟط ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 1435 ،ﻫـ 2014-م، 9
ص .187
اﻟﻣ ﺣث اﻷول :ﺗﻧوع آﻟ ﺎت اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺣﻔظ
اﻷﻣن
ﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧظﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم اﻟﺟدﯾد ﻟﺳﻧﺔ 1428ﻫـ ،ﯾﺗﺑﯾن أن ﻣراﻗ ﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار
ﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﺗﺗم ﻋن طر اﺣد اﻵﻟ ﺎت أو اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗﺎﻟ ﺔ :إﻣﺎ ﻋن طر ﻟﻌﻣﻞ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﻠ
اﻟﺗﻌو ض ﻋن ﻗ اررات أو اﻟطﻌن ﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﻔظ اﻷﻣن ،أو ﻋن طر
أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺣﻔظ اﻷﻣن ،أو ذﻟك ﻋن طر اﻟدﻋو اﻟﺗﺄدﯾﺑ ﺔ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد أﻋوان اﻷﻣن.
10
ﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻌض اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎد ﺔ وﺗﻠك اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋ ﺔ .و ً
اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻌﺔ واﻻﺧﺗ ﺎر )اﻟظروف اﻟﻌﺎد ﺔ( ﺗﻌﺗﺑر ﺟﺎﺋزة
إذا ﻣﺎ ﺣﺗّﻣت اﻟﺿرورة ذﻟك .ﻓﺎﻟﻌﻣﻞ ﺎﻟﺿرورة ﻻ ﻌد ﻧﻘﺿًﺎ وﻫدﻣﺎً ﻷدﻟﺔ اﻟﺷرع ،إذ ﻓ ﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠدﻟﯾﻞ
اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﺛﺎﺑت ،ﺑﻞ ﻫو ﻋﻣﻞ ﺎﻟدﻟﯾﻞ اﻟﺷرﻋﻲ ،إذ اﻟﺿرورة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻪ ،وﻓﻲ ﺣدود ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرع وﻣراﻣ ﻪ ،وﻻ ﺗﻌﺗﺑر
ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺷرع اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋ ﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻣرﺗ ﺔ ﻵﺛﺎرﻫﺎ ﺎﻋﺗ ﺎرﻫﺎ
ﻫذﻩ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋ ﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﻣﺷروﻋ ﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﻏﯾر اﻟﻌﺎد ﺔ .11وﻗد ﺗؤد
ﻣﻘﺗﺿ ﺎت اﻟﺷرﻋ ﺔ اﻟﻌﺎد ﺔ .وﻫذا ﻣﺎ ﻧﻠﻣﺳﻪ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرن ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺗو ﺎت:12
أوﻻ :اﻟﺗﺧﻔﯾﻒ ﻣن ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص داﺧﻞ اﻹدارة ،إذ أن ﺿرورة اﻟﺗدﺧﻞ ﺳرﻋﺔ ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﺑرر
اﺗﺧﺎذ ﺎﻓﺔ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻣﺷروﻋﺔ رﻏم ﺻدورﻫﺎ ﻋن ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر
ﻣﺧﺗﺻﺔ13أو ﺎن اﻹﺟراء ﺻﺎد ار ﻋن ﻣوظﻒ ﻓﻌﻠﻲ.14
ﺛﺎﻧ ﺎ :اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺻ ﻎ اﻟﺷ ﻠ ﺔ اﻟﺟوﻫرﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎد ﺔ طﻼن أﻋﻣﺎل
اﻹدارة.15
ﺑﺗﻌد ﻓﺎدح ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻻﻋﺗراف ﻟﻺدارة ﺣﻘوق ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ و ﺈﺿﻔﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻋ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات ﺗﺗﺳم ّ
واﻟﺣرﺎت اﻟﻔرد ﺔ إذا ﻣﺎ ﺻدرت ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎد ﺔ.16
وﻣن اﻷﺣ ﺎم اﻟﻧﺎدرة اﻟﺻﺎدرة ﻋن دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻷﻣن
اﻟﻌﺎم ﻧذ ر اﻟذ ﻗﺎم ﻓ ﻪ دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﻲ ﻧظﺎم اﻟﺻﯾد واﻟﻣﻧﺎط اﻟﻣﺣﻣ ﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎد ﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋ ﺔ ،اﻧظر :ﻫوار ﻟﯾﻠﻰ" ،اﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت 10
اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﺎت اﻷﺳﺎﺳ ﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ،ﺟوان ،2012ص .326-299
راﺟﻊ :ﻋﺑد ﷲ ﻣرﺳﻰ ﺳﻌد ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار وﻣﺑدأ ﺳ ﺎدة اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،رﺳﺎﻟﺔ د ﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳ ﻧدرﺔ 1972م، 11
ص.225
ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﺟﻧّﺢ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹدار ،ﻣر ز اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﺗوﻧس ،2008 ،ص .413-412 12
ﻗرار ) (Société des établissementsSaupiquetاﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﺦ .1919/8/1 13
ﻗرار ) (Heyrièsاﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﺦ ،1918/6/28ﺣﯾث اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار أن اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑ ﺔ 15
اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ظروف اﻟﺣرب ﺑدون ﺗﻣ ﯾن اﻟﻌون اﻟﻣدان ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣطﺎﺑ ﻟﻠﻣﺷروﻋ ﺔ.
ﻗرار ) (Dames Dol et Laurentاﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﺦ ،1919/2/28ﺣﯾث اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار أن 16
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺳ رﺔ ﺗﻛون ﻣﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻏﻠﻘﻬﺎ ﻟﺣﺎﻧﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب ﻟﻔرض اﻻﻧﺿ ﺎ ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﺟ ش.
ﺳﺟن ﺷﺧص ﻣدة ﯾوﻣﯾن ﻧظ ار ﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻘرار إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎد ﺔ ﻏﯾر ﺻﺣ ﺣﺔ .17وﻧظ ار ﻟﺗﺄﺧر اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟدﻋو ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻔﻘد ﻞ أﻫﻣ ﺔ ﻟﻬﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟذ ﻻ ﯾﺗ ﻘﻰ ﻟﻪ إﻻ اﻟﻘ ﺎم ﺑدﻋو ﻓﻲ اﻟﺗﻌو ض.
اﻟﺣ م رﻗم /52د/ف 5/ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم /1/3725ق ﻟﻌﺎم 1425ﻫـ اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ رﻗم /146ت6/ 17
ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ ،ﻣﻧﺷور ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣ ﺎم واﻟﻣ ﺎدئ اﻹدارﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1427ﻫـ ،ص.1024-1018 .
ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة 215ﻣن ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﺟدﯾد ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ" :وﻟﻛﻞ ﻣن أﺻﺎ ﻪ 18
ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﯾداً ،أو ﻧﺗﯾﺟﺔ إطﺎﻟﺔ ﻣدة ﺳﺟﻧﻪ أو ﺗوﻗ ﻔﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة اﻟﺣ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌو ض أﻣﺎم اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺗﻲ
رﻓﻌت إﻟﯾﻬﺎ اﻟدﻋو اﻷﺻﻠ ﺔ" .إﻻ أﻧﻪ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺟراﺋم اﻹرﻫﺎب وﺗﻣو ﻠﻪ )اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ
رﻗم م 16/وﺗﺎرﺦ 1435/2/24ﻫـ( ،ﻓﺈن طﺎﻟب اﻟﺗﻌو ض ﯾﺟب ﻋﻠ ﻪ أن ﯾﺗﻘدم طﻠب اﻟﺗﻌو ض إﻟﻰ وزر اﻟداﺧﻠ ﺔ أو ﻧﺎﺋ ﻪ ﻗﺑﻞ
اﻟﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ .وﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻟﺟﻧﺔ ﺧﻼل ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 60ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﺦ ﺗﻘد م اﻟطﻠب )ﻣﺎدة
.(25
رﻗم ﻓﻲ اﻟﺣ م رﻗم )/26د/إ 2/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/1/629ق ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ 19
)/26ت 6/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ( و ذﻟك اﻟﺣ م رﻗم )/35د/إ 6/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ رﻗم )/34ت 6/ﻟﻌﺎم .(1428
أﺳﺎس اﻟﺗﻌو ض إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧظﺎﻣ ﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ وﻻﺋﺣﺔ أﺻول اﻻﺳﺗ ﻘﺎف واﻟﺣﺟز
اﻟﻣؤﻗت واﻟﺗوﻗﯾﻒ اﻻﺣﺗ ﺎطﻲ.20
اﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛﺎل :اﻟﺣ م رﻗم /26د/إ 18/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم /421ق ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ اﻟﻣؤ د ﺣ م اﻟﺗدﻗﯾ 20
رﻗم /574ت 6/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣ ﺎدئ ﻟﻌﺎم ،1428ص .2382-2376
ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣ م رﻗم )/26د/إ 2/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/1/629ق ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ رﻗم 21
/26ت 6/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣ ﺎم واﻟﻣ ﺎدئ اﻹدارﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1428ﺗﻌو ض ،ص .2059
اﻟﺣ م رﻗم )/26د/إ 2/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/1/629ق ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ رﻗم )/26ت6/ 22
ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣ ﺎم واﻟﻣ ﺎدئ اﻹدارﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1428ﺗﻌو ض ،ص .2059
ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ ﺗراوح اﻟﺗﻌو ض ﻓﻲ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن ﻗﺿﺎ ﺎ دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻋن ﯾوم اﻟﺳﺟن ﺑدون ﻣوﺟب ﺑﯾن 250رﺎل و 700رﺎل .ﻣﺎ 23
ﺻﻔﺔ ﺟزاﻓ ﺔ ﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺳواﺑ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ. ﻘدر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻌو ض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧو
ﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻛﺑﯾرة و ﻣﺗد ﻣﺑدﺋ ﺎ إﻟﻰ 21ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﺦ اﻟﺿ ط ﻣن ﺗﺎرﺦ اﻟﺿ ط( واﻟﺗوﻗﯾﻒ اﻻﺣﺗ ﺎطﻲ )وﻫو ﻣﺗﻌﻠ
و ﺟوز أن ﺳﺗﻣر 30ﯾوﻣﺎ إﺿﺎﻓ ﺎ(.
ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎو ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار اﻟﺳﻌود ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ص .242 24
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣ ﺎم واﻟﻣ ﺎدئ اﻹدارﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1427اﻟﻣﺟﻠد اﻟ ار ﻊ ،ﻗﺿ ﺔ رﻗم /1/3753ق /ﻟﻌﺎم 1425ﻫـ ،ص.1857. 25
ط ﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرون ﻣن ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ " :ﯾﺧﺿﻊ رﺟﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ -ﻓ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠ 26
ﺑوظﺎﺋﻔﻬم ﻓﻲ اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم -ﻹﺷراف ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم .وﻟﻠﻬﯾﺋﺔ أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟﻧظر ﻓﻲ أﻣر ﻞ ﻣن ﺗﻘﻊ ﻣﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟواﺟ ﺎﺗﻪ أو ﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ ،وﻟﻬﺎ أن ﺗطﻠب رﻓﻊ اﻟدﻋو اﻟﺗﺄدﯾﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻪ ،دون إﺧﻼل ﺎﻟﺣ
ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋو اﻟﺟزاﺋ ﺔ".
رﻗم )/36د/ج 14/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/4/988ق ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ رﻗم )/209ت2/ 27
ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ(.
رﻗم اﻟﺣ م رﻗم )/167د/ج 12/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/3/28ق ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺣ م ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ 28
ﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﺔ ،29وﻣن ﺛم أﺻ ﺢ ﻟﻬذا اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻛﺎﻣﻞ ،إﻟﻐﺎء وﺗﻌو ﺿﺎ ،ﺎﻟﻧﺳ ﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﺔ ﺳواء ﺗﻌﻠﻘت ﻘ اررات أو ﻋﻘود أو أﻋﻣﺎل إدارﺔ .30إﻻ أﻧﻪ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺣﻔظ اﻷﻣن ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻌد ﻣن ﻣﺟﺎل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺣﺻر ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹدار ،إذ أﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﺗداﺧﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣراﻗ ﺔ ﻌد ﺗﻌدﯾﻞ 1428ﻫـ.
اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗداﺧﻞ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ
ﻋن ﺣﻔظ اﻷﻣن
ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول اﻟﺗﻲ اﺧﺗﺎرت اﻟﺗﻧظ م اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺗﻞ اﺧﺗﺻﺎص ﻟﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ .إﻻ أن
ﻫذﻩ اﻵﻟ ﺔ ﻗد ﺗﺟد ﺻﻌو ﺎت ﻋﻣﻠ ﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑ ﻘﻬﺎ ﺗﺟﻌﻞ ﻣن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص وﻻﺋ ﺎ أﻣ ار ﻣﺣﻞ ﻧظر
وﻟ س ﻣن اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻣ ﺎن ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗزاﻣن ﻣﻊ ﺗﻌد ﻼت ﺗﺷرﻌ ﺔ ،ﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ
اﻟﺳﻌود ﺔ ،اﻟﺗﻲ أﻗرت ﺳﻧﺔ 1428ﻫـ ﺗﻌد ﻼ ﻫﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧظ ﻣﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺷﻣﻞ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم واﻹدار ﻣﻌﺎ .وﻣن
ﺛم ،ﻓﺈن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺎﻟﻧظر ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻻزاﻟت ﺗﺛﯾر إﻟﻰ ﺣد اﻵن ﻋدة إﺷ ﺎﻻت
ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ وﺗداﻓﻌﺎ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗداﺧﻞ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎو اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺄﻋوان اﻷﻣن
اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﺎﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ واﻷﻣن ﻋﻧد ﺗﺟﺎوزﻫم ﻟﺣدود ﺳﻠطﺎﺗﻬم ﻻ ﺗﺗﻌﻠ
ﻓﺣﺳب ،وﻫﻲ ﻣﺎ ﺳﻧر ذﻟك ﻻﺣﻘﺎ ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد أ ﺿﺎ ﻟﺗﺷﻣﻞ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ
رﺟﻞ اﻷﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﻗﺑﻞ اﻟﻣواطﻧﯾن .و ﺑدو أن اﻟﻘﺿﺎء ﻗد اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ اﻋﺗ ﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺿﺎ ﺎ ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص اﻟدواﺋر اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم .وﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ ﺣ م اﻟداﺋرة اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﻧطﻘﺔ
31
ﻌدم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﻧظر اﻟدﻋو اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﺿد أﺣد اﻷﻓراد طﺎﻟ ﺎ إداﻧﺗﻪ وﺗﻌز رﻩ ﺳﺑب اﻟﺟوف
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎ ﻌﺔ ﻣن ﻧظﺎم ﻣ ﺎﻓﺣﺔ
اﻋﺗداﺋﻪ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ أﻣن أﺛﻧﺎء ﺗﺄد ﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ .وﻋّﻠﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣ ﻣﻪ ً
اﻟرﺷوة 32اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﻌﺎﻗب ﺎﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم 33ﻣن ﺳﺗﻌﻣﻞ
إﻟﻰ ﻫذا ﺗﺷﯾر اﻟﻔﻘرة )و( ﻣن اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧظﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم اﻟﺟدﯾد ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﺔ ﺎﻟﻧظر 29
ﻣوظﻒ ﻋﺎم ﻟﻠﺣﺻول ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎء أﻣر ﻏﯾر ﻣﺷروع أو ﻟ ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة أو اﻟﻌﻧﻒ أو اﻟﺗﻬدﯾد ﻓﻲ ﺣ
34
اﻟذ اﺟﺗﻧﺎب أداء ﻋﻣﻞ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣ ﻠﻒ ﺑﻬﺎ ﻧظﺎﻣﺎ" .وﻗد ﺑﻧﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣ ﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻣ م ﻟوزر اﻟداﺧﻠ ﺔ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن "اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم ﺧﺎرج ﺣﺎﻻت اﻟﻘ ض وﺗﻛون اﻟﻣ ﺎدرة ﺎﻻﻋﺗداء أو
اﻟﺗﻬدﯾد ﻣﻧﻪ ﺄن ﻘوم رﺟﻞ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣﻠﻪ ﻓﯾ ﺎدر اﻟﻣﺗﻬم ﺎﻻﻋﺗداء أو ﺑﺗﻬدﯾدﻩ ﻟﻣﻧﻌﻪ ﻣن أداء اﻟﻌﻣﻞ أو
ون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾ " ،وأ ﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة )/8و( ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ أداء ﻋﻣﻞ ﯾﺧﺎﻟﻒ اﻟﻧظﺎم،
ﻣن ﻧظﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻟﺳﻧﺔ 1402ﻫـ ،ﺣﯾث ﺎن دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﯾﺧﺗص ﺎﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ" :اﻟدﻋﺎو اﻟﺟزاﺋ ﺔ
اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺎرﺗﻛﺎب ﺟراﺋم اﻟﺗزو ر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎﻣﺎً ،واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم
ﻣ ﺎﻓﺣﺔ اﻟرﺷوة ،واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم 43وﺗﺎرﺦ 1377/11/29ﻫـ ،35واﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم ﻣ ﺎﺷرة اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم 77وﺗﺎرﺦ 1395/10/23ﻫـ،
و ذﻟك اﻟدﻋﺎو اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ إذا
ﺻدر أﻣر ﻣن رﺋ س ﻣﺟﻠس اﻟوزراء إﻟﻰ اﻟدﯾوان ﺑﻧظرﻫﺎ".
وﻣن أﻫم اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ طرأت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻫو إﺣداث ﻣﺣﺎﻛم ﺟزاﺋ ﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ
اﻟﺟزاﺋ ﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻣن اﺧﺗﺻﺎص دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻋﺎم 1428ﻫـ ،ﺣﯾث أﻟﻐﻲ ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص وﺗم
إﺣﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ درﺟﺔ أوﻟﻰ ،واﻟدواﺋر اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف درﺟﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ ،و ذﻟك إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﻧظر
ﻣراﺟﻌﺔ اﻷﺣ ﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ أو اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣﺣ ﻣﺔ درﺟﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻛﺑر )أ
ﺗؤ دﻫﺎ ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺎﻟﻘﺗﻞ أو اﻟﻘطﻊ أو اﻟرﺟم أو اﻟﻘﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻧﻔس أو ﻓ ﻣﺎ دوﻧﻬﺎ( .ﻣﺎ ﺟﺎءت اﻟﻣﺎدة
128ﻣن ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ ﻟﺗؤ د ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﺎﻟﻧظر ﻓﻲ
ﺟﻣ ﻊ اﻟدﻋﺎو اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﺻﻧﺎﻓﻬﺎ .36وﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة 129ﻣن ﻧﻔس اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣ ﻣﺔ
ﻟ س ﻓ ﻪ ﻣﺣ ﻣﺔ ﺟزاﺋ ﺔ ﻣﺎ ﺗﺧﺗص ﻪ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﻘرر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟذ
ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺧﻼف ذﻟك .وﺗطﺑ ﻘﺎ ﻷﺣ ﺎم ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟدﯾد ،ﺻدرت "آﻟ ﺔ اﻟﻌﻣﻞ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء" ﻟﺗﻧص،
واﻟﻌﻘو ﺔ اﻟواردة ﺎﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﺳﺟن ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﺷر ﺳﻧوات و/أو اﻟﻐراﻣﺔ ﻣﺎ ﻻ ﯾزد ﻋن ﻣﻠﯾون رﺎل. 33
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم :ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺣ م ﻓﻲ أﻓراد اﻟرﻋ ﺔ أو اﻻﻓﺗﺋﺎت ﻋﻠﻰ ﺣ ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﺷﺧﺻ ﺔ ﺻورة ﻣن اﻟﺻور أو ﺗﻛﻠ ﻔﻬم ﻣﺎ 35
ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم ﻧظﺎﻣﺎو ذﻟك ﺟرﻣﺔ إﺳﺎءة اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻹﻛراﻩ ﺎﺳم اﻟوظ ﻔﺔ ﺎﻟﺗﻌذﯾب أو اﻟﻘﺳوة أو ﻣﺻﺎدرة اﻷﻣوال وﺳﻠب اﻟﺣرﺎت
اﻟﺷﺧﺻ ﺔ )و دﺧﻞ ﺿﻣن ذﻟك اﻟﺗﻧ ﯾﻞ واﻟﺗﻐرم واﻟﺳﺟن واﻟﻧﻔﻲ واﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺟﺑرﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ودﺧول اﻟﻣﻧﺎزل ﻐﯾر اﻟطرق اﻟﻧظﺎﻣ ﺔ
اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻹﻛراﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺎرة أو اﻹﺟﺎرة أو اﻟﺑ ﻊ أو اﻟﺷراء وﺗﺣﺻﯾﻞ ﺿراﺋب ﺗزد ﻋن اﻟﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ أو اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻧظﺎﻣﺎ(.
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ،و ذﻟك ﻣن اﺷﺗرك أو ﺗواطﺄ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺳواء ﺎﻧوا ﻣوظﻔﯾن أو ﻏﯾر و ﺗﻌرض ﻞ ﻣن ﺛﺑت ارﺗﻛﺎ ﻪ ﻹﺣد
ﻣوظﻔﯾن ،ﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺳﺟن ﻟﻣدة ﻻ ﺗزد ﻋن ﻋﺷر ﺳﻧوات أو ﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗزد ﻋن ﻋﺷرن أﻟﻒ رﺎل.
ط ﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 128ﻣن ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ" :ﻣﻊ ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻷﺧر ،ﺗﺧﺗص 36
ﻓ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻵﺗﻲ " :ﺗﺳﻠﺦ اﻟدواﺋر اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﺗﺎ ﻌﺔ ﻟدﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻘﺿﺎﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎوﻧﯾﻬم
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻘﺿﺎﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎوﻧﯾﻬم ووظﺎﺋﻔﻬم ﻣن دﯾوان ووظﺎﺋﻔﻬم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ .وﺗﺳﻠﺦ ذﻟك دواﺋر اﻟﺗدﻗﯾ
اﻟﻣظﺎﻟم إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف."(...) ،
وﻻ ﺷك أن ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾﻞ ﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن و دﻋم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻻﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
– أو اﻟﺷرﻋﻲ – ﻫو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟطﺑ ﻌﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎو اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﺣرﺎت ﻧظ ار ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎد
اﻟﻔرد ﺔ .ﻓﻔﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﺛﻼ ،ﻧﺟد ﻧﺻﺎ ﻣﺷﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 36ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣ م )وﻫﻲ اﻟﻣﺎدة 66ﻣن اﻟدﺳﺗور
ﻌﺗﺑر أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌدﻟﻲ )ﻣﺎ ﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ( ﻫو "ﺣﺎرس اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻌﺎم 1958م( اﻟذ
اﻟﺣرﺎت اﻟﻔرد ﺔ" .وﺗؤ د ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺎدة 136ﻣن ﻣﺟﻠﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﺔ اﻟﻔرد ﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌدﻟﻲ ﻫو اﻟﻣﺧﺗص "ﺣﺻرﺎ" ،ﻣﺎ ﻋدا ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺣﺎﻻت أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌد
اﻟﺗﻲ ﺗدﺧﻞ ﺿﻣن ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﻣ ن أن ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار .37
)ﻟﺳﻧﺔ 1428ﻫـ( ﺗدﻋ ﻣﺎ ﻟﻔ رة اﺧﺗﺻﺎص وﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرن ﻣن ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺳﻌود
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﺎت اﻷﻓراد .38وﻫذا ﻣﺎ ﺗؤ دﻩ اﻟﻣﺎدة 25ﻣن ﻧظﺎم
ﺟراﺋم اﻹرﻫﺎب وﺗﻣو ﻠﻪ ،39اﻟﺗﻲ ﺗﺿﯾﻒ أ ﺿﺎ أن طﺎﻟب اﻟﺗﻌو ض ﯾﺟب ﻋﻠ ﻪ أن ﯾﺗﻘدم طﻠب اﻟﺗﻌو ض إﻟﻰ وزر
اﻟداﺧﻠ ﺔ أو ﻧﺎﺋ ﻪ ﻗﺑﻞ اﻟﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ.
أﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠدﻋو اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﺎت وﺣﻘوق اﻷﻓراد ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن
ﺣﻔظ اﻻﻣن ،ﻓﻬﻲ ﻟ ﺳت ﺎﻟﺿرورة ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم .ﻓﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﺗﻌو ض اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻘﺿﺎ ﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎص دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻣﺎدة /13ج ﺗؤ د اﺧﺗﺻﺎص دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻓﻲ "
دﻋﺎو اﻟﺗﻌو ض اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ذوو اﻟﺷﺄن ﻋن ﻗ اررات أو أﻋﻣﺎل ﺟﻬﺔ اﻹدارة" .وﻟﻬذا ﻧﺟد أن ﻧظﺎم اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﺟدﯾد ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ )ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 2ﻣن اﻟﻣﺎدة (215ﯾدل ﻋﻠﻰ إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎو اﻟﺗﻌو ض
ﺎﻋﺗ ﺎر أﻧﻪ "ﻟﻛﻞ ﻣن أﺻﺎ ﻪ ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﯾداً ،أو ﺳواء ﻣن ﻗﺑﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺷرﻋﻲ أو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار
ﻧﺗﯾﺟﺔ إطﺎﻟﺔ ﻣدة ﺳﺟﻧﻪ أو ﺗوﻗ ﻔﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة اﻟﺣ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌو ض أﻣﺎم اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺗﻲ رﻓﻌت إﻟﯾﻬﺎ
رﺳﻪ ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس أﺻ ﺢ ﺑﺈﻣ ﺎن اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎ ﺎ وﻗﻒ اﻻﻋﺗداء ،ﻌد اﻟﺗطور اﻟذ 37
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ 10ﻣﺎﯾو ) 201ﻗرار (Alberigoﺛم ﻓﻲ 23ﯾﻧﺎﯾر (Commune de Chirongui) 2013؛ أﺷﺎر إﻟ ﻪ :ﺣﺑﯾ ﺔ
ﻟﻺدارة" ،ﻣﺟﻠﺔ رﺣﻣوﻧﻲ واﻟﻌﯾد ﺳﻌﺎدﻧﺔ" ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﺎت اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻣن اﻻﻋﺗداء اﻟﻣﺎد
اﻟ ﺎﺣث ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻛﺎد ﻣ ﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎ ﻊ ،اﻟﻌدد اﻷول ،ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2020ص .930
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :دون إﺧﻼل ﻣﺎ ﻘﺿﻲ ﻪ ﻧظﺎم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ،ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺎﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ، 38
وﻓ ﻗواﻋد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﺷرﻋ ﺔ وﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ".
اﻟﺻﺎدر ﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﻣﻠﻛﻲ رﻗم م 16/وﺗﺎرﺦ 1435/2/24ﻫـ. 39
ﻫذا اﻷﻣر إﻟﻰ إﺷ ﺎﻻت ﻋﻣﻠ ﺔ ﺟراء ﻣﺎ ﻣ ن أن ﻧﺳﻣ ﻪ ﺑﺗﺄرﺟﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟدﻋو اﻷﺻﻠ ﺔ" .وﻗد أد
اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﻘﺿﺎء اﻹدار ،وﻟﻧﺎ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺛﺎل اﻟواﺿﺢ ﻟﻬذا اﻟﺗﺄرﺟﺢ.
ﻣن ذﻟك ﻣﺛﻼ اﻟﺣ م رﻗم )/2د/ف 4/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/1/750ق ﻟﻌﺎم 1421ﻫـ( اﻟﻣؤ د ﺎﻟﺣ م رﻗم 40
)/318ت 1/ﻟﻌﺎم 1427ﻫـ( واﻟﺣ م رﻗم )/111د/إ 10/ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ( ﻓﻲ اﻟﻘﺿ ﺔ رﻗم )/2/4887ق ﻟﻌﺎم 1426ﻫـ( اﻟﻣؤ د
ﺎﻟﺣ م رﻗم )/153ت 8/ﻟﻌﺎم 1429ﻫـ(.
41وﻣﻧﺎﻷﺣ ﺎﻣﺎﻟﺗ ﺻدرﺗﻣﻘررةﻟﻬذااﻻﺗﺟﺎﻩ :اﻟﺣ ﻣرﻗم ) 16د /إ /23ﻟﻌﺎم 1429ﻫـ( ﻓ ﺎﻟﻘﺿ ﺔرﻗم 5/1142ق ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ
(،اﻟﻣؤ د ﺎﻟﺣ ﻣرﻗم / 389اس /8ﻟﻌﺎم 1429ﻫـ،واﻟﺣ م رﻗم 87د/إ 21ﻟﻌﺎم 1431ﻫـ،ﻓ ﺎﻟﻘﺿ ﺔ 5/1000ق ﻟﻌﺎم 1428ﻫـ
(،اﻟﻣؤ د ﺎﻟﺣ ﻣرﻗم 708إس 6/ﻟﻌﺎم 1431ﻫـ(.
ﻣﻧﺷور ﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗ اررات ﻫﯾﺋﺔاﻟﺗدﻗ ﻘﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1435ﻫـ ،ص .302-293 42
اﻹدار )ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹدار ( وﻣﺎ ﯾدﺧﻞ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ )ﻣن ﻧظر اﻟداﺋرة اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻧﺎظرة
ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻘﺿ ﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ( ،ﻣﻧﺗﻬ ﺎ إﻟﻰ ﺗرﺟ ﺢ اﻟﻣﻌ ﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ.
و ذﻟك ،ﺎن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻧﻬﻲ ﻫذا اﻟﻘرار ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄرﺟﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹدار واﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺷرﻋﻲ ﺣول اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وذﻟك ﺑﺈﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻐﺎء وﺗﻌو ﺿﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ.
إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾﺟﺎر دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﻓﻲ ﺗﻘر رﻩ ﻋدم اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺑﻧظر اﻟدﻋﺎو
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ذﻟك ﻣن ﻌض اﻷﺣ ﺎم اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻣن
ذﻟك اﻟﺣ م ﺻرف اﻟﻧظر ﻋن دﻋو اﻟﻣدﻋﻲ ﻣطﺎﻟ ﺔ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﺎﻟﺗﻌو ض ﻋن ﻓﺗرة ﺳﺟﻧﻪ
ﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻌد اﺗﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺿ ﺔ ﺟزاﺋ ﺔ ﺎﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﺑ ﻊ ﺣﺑوب ﻣﺧدرة وﺻدور ﺣ م ﻌدم إداﻧﺗﻪ واﻋﺗ ﺎر
أن اﻟﻘﺿ ﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﺎﻛم دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ط ﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة /13ج ﻣن ﻧظﺎﻣﻪ.43
ﻣﺎ ﺣ ﻣت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣ ﺔ اﻟﻣ رﻣﺔ ﻌدم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﻧظر اﻟدﻋو اﻟﺗﻲ رﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ﺿد ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻣطﺎﻟ ﺎ ﺑرد اﻋﺗ ﺎرﻩ وﺗﻌو ﺿﻪ ﻣدة ﺳﺟﻧﻪ ﺳﻧﺗﯾن وﻧﺻﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔ ﺔ ﻗﺿ ﺔ ﺣرق ﺷﺧص
وﻗ ﺎدة ﺳ ﺎرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳ ر وﺣ ﺎزة اﻟﺣﺷ ش اﻟﻣﺧدر ،واﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟ ﻪ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ
ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻓﻲ دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم أن "ﺟﻬﺎت اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺟﻣ ﻌﻬﺎ ﺟﻬﺎت إدارﺔ ،وﺗُﻌد ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﻗ اررات إدارﺔ ،و ذﻟك
ﻓﺈن إﺟراءات اﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎ ﺔ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺎﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ اﻟدﻋو اﻟﺟزاﺋ ﺔ ...ﻟذﻟك
ﻠﻪ ﻓﻘد ﺻرﻓت اﻟﻧظر ﻋن دﻋو اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻌدم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوﻻﺋﻲ ﺑﻧظرﻫﺎ وﻧﻬﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣ ﻣﺔ
اﻹدارﺔ".44
و ذﻟك ﺗ ﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﺟﻬﺎز اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ ذات اﻻزدواﺟ ﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ أﻣ ار ﻻ
ﻓﻲ ﺗوزﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ،وﻣﻬﻣﺎ اﺟﺗﻬد ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻔر ﻣﻧﻪ ،ﻣﻬﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﻣﻧظم اﻟﺗدﻗﯾ
ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺑرر وﺟود ﻟﺟﺎن اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﻠو ﺑدورﻫﺎ ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات.
اﻟدﻋو رﻗم 3475179اﻟﻣؤ دة ﻘرار ﻣﺣ ﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗﺎرﺦ 1434/5/15ﻫـ ،ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣ ﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ 43
اﻟﺻﺎدرة ﻋن و ازرة اﻟﻌدل ﻋﺎم 1434ﻫـ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻣن واﻟﻌﺷرون ،ص .170-160
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻣﺔ ﻫذا اﻟ ﺣث ،ﻣ ن أن ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻌض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﻌرض ﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت
اﻟﻌﻣﻠ ﺔ دﻋﻣﺎ ﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﺎﻋ ﺔ ﻟﺗرﺳﯾﺦ اﻟﻌداﻟﺔ وﺗدﻋ م اﻷﻣن:
-ﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ،ﻣ ن اﻟﻘول أن أﻏﻠب اﻟﻘﺿﺎة ﻻ ﺳﺗﻧدون ﻓﻲ أﺣ ﺎﻣﻬم ذات
ﺗﻔون ﺑذ ر اﻟﺻﻠﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟدوﻟ ﺔ وﻻ ﺷﯾرون إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣ م وأﺳ ﺎ ﻪ ﺣﯾث
ﺗﺿﻣن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك رﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدم ﻗ ﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ اﻟذ
ﺎﻟﺗﺷرﻊ واﻟﻧﺷر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء وو ازرة اﻟﻌدل ﺑﻧﺷر اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟدوﻟ ﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ
ﺗب وﻣﺟﻠدات رﺳﻣ ﺔ ﺗﺣﻣﻞ ﺷﻌﺎر اﻟدوﻟﺔ واﺳم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺣ وﻣ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻊ ﺗﻠك
اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون وطﻧﻲ ،أو إﻟﻰ ﻗﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ﺄن ﺎﻓﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻗد ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﺷرﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣ ﺔ واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣرﻋ ﺔ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟذ ر ﻧﺻوﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺣ ﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ .ﻟذا ﻧﻘﺗرح إﺻدار ﺗﻌﻣ ﻣﺎت ﺷﺄن
اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ،وﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻟ س ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ٕواﻧﻣﺎ أ ﺿﺎ ﻟد
اﻟﺟﻬﺎت اﻷﻣﻧ ﺔ.
-ﻌد ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ ،ﻓﻲ 23ﺳﺑﺗﻣﺑر 1997م ،ﻋﻠﻰ "اﺗﻔﺎﻗ ﺔ ﻣﻧﺎﻫﺿﺔ اﻟﺗﻌذﯾب وﻏﯾرﻩ ﻣن
45
ﻟﺳﻧﺔ 1984م ،ﻧﺷﯾر إﻟﻰ وﺟود اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺿروب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ أو اﻟﻼإﻧﺳﺎﻧ ﺔ أو اﻟﻣﻬﯾﻧﺔ"
46
اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻌد واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌزز ﻣﻔﻬوم ﺗﺄطﯾر أﻋﻣﺎل اﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟﻣ ﺎدئ اﻟدوﻟ ﺔ
اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن .وﻣن أﺑرز ﻫذﻩ اﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟﻣ ﺎدئ اﻟدوﻟ ﺔ ﻣ ن أن ﻧذ ر :ﻣدوﻧﺔ ﻗواﻋد ﺳﻠوك اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﻣ ﻠﻔﯾن ﺑﺈﻧﻔﺎذ اﻟﻘواﻧﯾنٕ ،47واﻋﻼن ﺣﻣﺎ ﺔ ﺟﻣ ﻊ اﻷﺷﺧﺎص ﻣن اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﺗﻌذﯾب وﻏﯾرﻩ ﻣن ﺿروب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أو
اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻘﺎﺳ ﺔ أو اﻟﻼإﻧﺳﺎﻧ ﺔ أو اﻟﻣﻬﯾﻧﺔ ،48وﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣ ﺎدئ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺣﻣﺎ ﺔ ﺟﻣ ﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺗﻌرﺿون
واﻻﻧﺿﻣﺎم ﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة 46/39اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺎﻧون اﻋﺗﻣدت وﻋرﺿت ﻟﻠﺗوﻗ ﻊ واﻟﺗﺻدﯾ 45
اﻷول/د ﺳﻣﺑر 1984وﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟﺳﻌود ﺔ ﻓﻲ 23ﺳﺑﺗﻣﺑر 1997ﻣﻊ ﺗﺣﻔظﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة ) (20اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠ
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟ ﺔ ﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ اﻟﺗﻌذﯾب دﻋوة اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻣﺎ ﺻﻞ إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﻘد م ﻣﻼﺣظﺎﺗﻬﺎ ﺣ
ﺷﺄﻧﻬﺎٕ ،واﺟراء ﺗﺣﻘﯾ ﺳر ،وطﻠب زﺎرة اﻟدول اﻷطراف ،واﻟﻣﺎدة )/30ف (1اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺎﻟﺗﺣ م واﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟ ﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﻼف ﺣول ﺗﻔﺳﯾر أو ﺗطﺑﯾ اﻻﺗﻔﺎﻗ ﺔ.
ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺎﻟﺻﻔﺔ اﻻﻟزاﻣ ﺔ ،وﻟﻛن ﻟﻬﺎ ﻗ ﻣﺔ أدﺑ ﺔ وﻣﻌﻧو ﺔ ،وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺎﻟﺛﻘﻞ اﻟﺳ ﺎﺳﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ إذا ﻣﺎ ﺻدرت ﻋن ﻫﯾﺋﺔ دوﻟ ﺔ ﻣﺛﻞ 46
اﻋﺗﻣد وﻧﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻸ ﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ) 3452د (30-اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9ﺎﻧون اﻷول/د ﺳﻣﺑر 48
.1975
ﻷ ﺷ ﻞ ﻣن أﺷ ﺎل اﻻﺣﺗﺟﺎز أو اﻟﺳﺟن ،49واﻟﻘواﻋد اﻟﻧﻣوذﺟ ﺔ اﻟدﻧ ﺎ ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺳﺟﻧﺎء ،50و ذﻟك اﻹﻋﻼن ﺷﺄن
اﻟﻣ ﺎدئ اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﺿﺣﺎ ﺎ اﻟﺟرﻣﺔ ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ.51
واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﺿرورة ﻗد اﺗﻔ -إن ﺗﻌدﯾﻞ ﻧظﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾ واﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﺎﻟﻔﺻﻞ ﺑﯾن ﺳﻠطﺗﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾ
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺎﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ .وﻫذا ﻣﺎ ﻧﻘﺗرﺣﻪ أ ﺿﺎ ،ﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذا اﻟ ﺣث ،ﻧظ ار ﻟﻣﺎ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن ﺿﻣﺎن أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣ ن ﻣن ﺣﻘوق اﻷﻓراد اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑراءة
وﺗﺑرﺋﺔ اﻟذﻣﺔ.
-ﺣﻞ إﺷ ﺎﻟ ﺔ ﺗداﻓﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺿﺎء اﻹدار ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑ ﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﺄﺧر
ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﺿﺎ ﺎ اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻌو ض اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﺿ ط اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،واﻋﺗﻣﺎد ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟ ﻪ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدﻗﯾ
ﺑﺈﻗرار اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﺎظرة ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻘﺿ ﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة "اﻟﻔرع ﯾﺗ ﻊ
اﻷﺻﻞ".
اﻋﺗﻣدت وﻧﺷرت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻸ ﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة )173/43اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9ﺎﻧون اﻷول/د ﺳﻣﺑر .1988 49
اﻟﺗﻲ أوﺻﻰ ﺎﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻷول ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺟرﻣﺔ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺟرﻣﯾن اﻟﻣﻌﻘود ﻓﻲ ﺟﻧﯾﻒ ﻋﺎم 1955وأﻗرﻫﺎ 50
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻘرارﻪ ) 663ج/د (24-اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 31ﺗﻣوز/ﯾوﻟﯾو 1957و) 2076د (62-اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13 اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎد
أ ﺎر/ﻣﺎﯾو .1977
اﻋﺗﻣد وﻧﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻸ ﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة 40/34اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﺗﺷرن اﻟﺛﺎﻧﻲ/ﻧوﻓﻣﺑر .1985 51