You are on page 1of 17

‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫النموذج التنموي الجديد‬

‫خطاب ‪13‬أكتوبر ‪ :2017‬خطاب الملك خالل افتتاح الدورة األولى‬


‫من السنة التشريعية الثانية‪ ،‬دعا من خالله إلى النظر في النموذج التنموي‬

‫خطاب ‪ 13‬أكتوبر ‪“ :2017‬إذا كان المغرب قد حقق تقدما ملموسا‪،‬‬


‫يشهد به العالم‪ ،‬إال أن النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم‪ ،‬غير قادر‬
‫على االستجابة للمطالب الملحة‪ ،‬والحاجيات المتزايدة للمواطنين‪ ،‬وغير‬
‫قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية‪ ،‬وعلى‬
‫تحقيق العدالة االجتماعية”‪.‬‬
‫‪Les mots clés :‬‬
‫النموذج التنموي‬
‫النموذج التنموي الجديد‬
‫التفاوتات المجالية‬
‫تحقيق العدالة االجتماعية‬
‫اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي‬
‫شكيب بنموسى‬
‫جائحة كوفيد ‪19‬‬
‫الصحة والتغطية الصحية‬
‫والجهوية المتقدمة‬
‫الحماية االجتماعية‬
‫دولة الحق والقانون‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫التواريخ الهامة‬

‫‪13‬أكتوبر ‪ :2017‬توجيه الملك خالل افتتاح الدورة األولى من السنة‬


‫التشريعية الثانية‪ ،‬دعا من خالله إلى النظر في النموذج التنموي‪.‬‬

‫أكتوبر ‪-2017‬يوليوز ‪ :2019‬انخراط كافة القوى الحية بالبالد في النقاش‬


‫الوطني حول النموذج التنموي‪ ،‬وقد قدم السياسيون والخبراء االقتصاديون‬
‫والمجتمع المدني العديد من المقترحات‪.‬‬

‫‪29‬يوليوز ‪ :2019‬إعالن الملك في خطاب العرش عن قرار إحداث لجنة‬


‫خاصة بالنموذج التنموي‪.‬‬

‫‪19‬نونبر ‪ :2019‬تعيين الملك السيد شكيب بنموسى رئيسا للجنة الخاصة‬


‫بالنموذج التنموي‪.‬‬

‫‪12‬دجنبر ‪ :2019‬تعيين الملك أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي‬


‫وعددهم ‪ 35‬عضوا‪.‬‬

‫‪16‬دجنبر ‪ :2019‬انطالق أشغال االجتماع األول للجنة الخاصة بالنموذج‬


‫التنموي بمقر أكاديمية المملكة‪.‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫ابتداء ‪ 27‬دجنبر ‪ :2019‬انطالق ورشات العمل والموائد المستديرة‪.‬‬

‫‪27-29‬دجنبر ‪ :2019‬انطالق اللقاءات مع المواطنين في الجهات‪.‬‬


‫(استهلت بلقاء مع طلبة جامعة محمد الخامس وطلبة جامعة أبي شعيب‬
‫الدكالي‪…).‬‬

‫‪2‬يناير ‪ :2020‬انطالق جلسات اإلنصات (أحزاب‪ /‬نقابات‪ ،‬جامعات‬


‫غرف مهنية‪ /‬مؤسسات دستورية‪ ،‬مجموعات مهنية لبنوك المغرب‪،‬‬
‫مهندسين وخبراء في التعمير‪ ،‬االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬االئتالف‬
‫المغربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مجموعات تالميذ وطلبة‪ ،‬رئيس النيابة‬
‫العامة)…‬

‫‪27-29‬دجنبر ‪ :2019‬انطالق اجتماعات اللجنة على شكل خلوات من‬


‫ثالثة أيام‪ ،‬استمرت بشكل شهري في نهاية كل من يناير وفبراير ‪،2020‬‬
‫لتتوقف لعدة أشهر قبل أن تستأنف الخلوة الرابعة في أواخر يوليوز (‪-23‬‬
‫‪ 26‬يوليوز ‪ ،)2020‬لتتوقف من جديد إلى غاية ‪ 3‬أكتوبر حيث نظمت‬
‫اللجنة ندوة حول الصيغة ما قبل األولى للتقرير‪ ،‬وبعدها جلسة مغلقة‬
‫بالصويرة في الفترة ما ين ‪ 18‬و‪ 20‬دجنبر ‪.2020‬‬

‫كذلك اعتمدت اللجنة مجموعة من الندوات الموضوعاتية انطالقا من ‪10‬‬


‫ماي ‪ ،2020‬والتي ناقشت مواضيع ‪:‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫الثقافة األمازيغية‬
‫واالرتقاء االجتماعي‬
‫ومسألة الماء‬
‫والمقاولة والشركات والتنمية‬
‫والنقل البحري‬
‫والجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫كذلك نظمت اللجنة جلسات عامة ابتداء من ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬حول‬
‫مواضيع وقضايا هامة‪ ،‬من قبيل‪:‬‬
‫الصحة والتغطية الصحية‪،‬‬
‫الطاقة والمقاولة االجتماعية‪،‬‬
‫الحماية االجتماعية‪:‬‬
‫التنويع واالبتكار‪ ،‬الثقافة والتعليم‪،‬‬
‫دولة الحق والقانون…‬

‫‪8‬دجنبر ‪ :2019‬دشن رئيس اللجنة أولى اللقاءات مع وسائل اإلعالم‬


‫الوطنية‪ ،‬كما تم بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪ 2020‬إطالق األرضية الرقمية‬
‫‪www.csmd.ma .‬وقد بلغ عدد اللقاءات مع وسائل اإلعالم الوطنية‬
‫خمس (‪ )5‬لقاءات إلى غاية آخر لقاء بتاريخ ‪ 23‬دجنبر ‪.2021‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫تضمنت‬ ‫بتاريخ ‪ 19‬أبريل ‪ :2020‬أعلنت اللجنة عن حصيلة مرحلية‬


‫مساهمة‬ ‫تنظيم ‪ 180‬جلسة واستضافة ‪ 1200‬شخص‪ ،‬وتلقي ‪6200‬‬
‫اللقاءات‬ ‫(عبارة عن مراسالت مكتوبة‪ ،‬مساهمات رقمية‪ ،‬مخرجات‬
‫الندوات‬ ‫المواطنة‪ ،‬مساهمات التالميذ‪ ،‬المشاريع التي تقدم بها الطلبة‪،‬‬
‫المعتمدة‪).‬‬
‫بالغ اللجنة بتاريخ ‪ 23‬نونبر ‪ :2020‬كشفت فيه عن تنظيم ‪ 70‬جلسة‬
‫ع ِقدت في مختلف‬
‫استماع و‪ 113‬ورشة عمل و‪ 35‬جلسة استماع مواطنة ُ‬
‫مدن المملكة‪ ،‬مشيرة إلى أن اللجنة تنقلت إلى أكثر من ‪ 30‬موقعا داخل‬
‫المغرب‪ ،‬وأن الجلسات والورشات مكنت من االلتقاء واالستماع إلى ما‬
‫يفوق ‪ 10.000‬شخص‪.‬‬

‫ومعلوم أن عمل اللجنة الخاصة قد تأثر بالظرفية االستثنائية التي عرفها‬


‫المغرب والمعمور إثر تفشي جائحة كوفيد ‪ ،19‬حيث توقفت أشغالها‬
‫حضوريا لمدة‪ ،‬مما جعل عاهل البالد يمدد لها لستة أشهر أخرى‪ ،‬عرفت‬
‫تحيينا لعديد من المؤسسات الحزبية والنقابية والمدنية لمذكراتها‬
‫ومقترحاتها بناء على ما خلفته الجائحة وحالة الطوارئ الصحية من‬
‫تأثيرات سلبية على الوضعية االقتصادية واالجتماعية للبالد‪.‬‬

‫وفي آخر بالغ للجنة الخاصة للنموذج التنموي بتاريخ ‪ 23‬نونبر ‪،2020‬‬
‫كشفت عن قرب انتهائها من مسلسل المشاورات حول النموذج التنموي‬
‫الجديد‪ ،‬الذي كانت قد أطلقته في دجنبر ‪ ،2019‬مؤكدة أن رئيس اللجنة‬
‫وأعضاءها دخلوا مرحلة إعداد التقرير التركيبي لرفعه إلى الملك محمد‬
‫السادس بداية شهر يناير من ‪ ،2021‬الشيء الذي تم فعال بتاريخ ‪25‬‬
‫ماي الماضي‪.‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي‬


‫هذه اللجنة الموضوعاتية التي عين الملك بتاريخ ‪ 19‬نونبر ‪ 2019‬السيد‬
‫شكيب بنموسى رئيسا لها وهو وزير داخلية سابق وسفير المملكة لدى‬
‫جمهورية فرنسا‪ ،‬كما قام بعدها وبتاريخ ‪ 12‬دجنبر ‪ 2019‬بتعيين بقية‬
‫أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي التي تتشكل من ‪ 35‬شخصية من‬
‫المسؤولين والخبراء واألكاديميين‪ ،‬وأوكل لها مهمة إعداد تصور في هذا‬
‫الخصوص‪ ،‬بعد الوقوف على األوضاع الحالية في إطار من الموضوعية‬
‫والمقاربة النقدية‪ ،‬واستحضار مطالب المواطنين‪ ،‬والمتغيرات التي‬
‫يفرضها المحيط الدولي‪.‬‬

‫ولتسليط الضوء حول المفكر به والمفكر فيه والال مفكر فيه في النموذج‬
‫التنموي المقترح‪ ،‬سأعتمد على المنهجين النسقي والتحليلي لمقاربة‬
‫المدخالت التي تتمثل في السياقات والظروف والحاجات التي فرضت‬
‫التفكير في نموذج جديد للتنمية ببالدنا‪ ،‬وتحليل المخرجات التي تتمثل‬
‫في الخالصات والتوصيات التي انبثقت عن أشغال هذه اللجنة (مبحث‬
‫أول)‪ ،‬وكذلك سأسلط الضوء على الال مفكر فيه في سير اإلعداد لهذه‬
‫الخالصات والنتائج والتوصيات المعلنة عنها (مبحث ثاني‪).‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المفكر به والمفكر فيه في النموذج التنموي الجديد‪.‬‬


‫على إثر استمرار موجات متنوعة من االحتقان االجتماعي التي واكبت‬
‫الدينامية التي عرفها المغرب وجواره في سنة ‪ ،2011‬وظهور جيل من‬
‫االحتجاجات التي غلب عليها الطابع المجالي والفئوي (حراك زاكورة‪،‬‬
‫الريف‪ ،‬احتجاجات األساتذة المتدربين والمتعاقدين‪ ،‬األطباء‬
‫والممرضين‪ ،)..‬خرج‪:‬‬
‫الملك محمد السادس بخطاب ذي حمولة نقدية‪ ،‬وذلك خالل افتتاح الدورة‬
‫البرلمانية األولى من السنة التشريعية الثانية‪ ،‬عبر فيه عاهل البالد‬
‫صراحة عن فقدان النموذج التنموي المعمول به لمشروعيته ولقيمته‪،‬‬
‫حيث قال في خطاب ‪ 13‬أكتوبر ‪ “ :2017‬إذا كان المغرب قد حقق تقدما‬
‫ملموسا‪ ،‬يشهد به العالم‪ ،‬إال أن النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم‪،‬‬
‫غير قادر على االستجابة للمطالب الملحة‪ ،‬والحاجيات المتزايدة‬
‫للمواطنين‪ ،‬وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات‬
‫المجالية‪ ،‬وعلى تحقيق العدالة االجتماعية”‪.‬‬

‫ولعل فشل النموذج التنموي الوطني ساهمت فيه عدة عوامل‪ ،‬منها أساسا‬
‫‪ ‬اللجوء إلى دعم االستهالك باللجوء إلى سياسة االقتراض‪ ،‬حيث ظل‬
‫مرتكزا على دعم االستهالك كرافعة للنمو االقتصادي مما أدى إلى‬
‫ثورة حقيقية في حجم القروض‪ ،‬وحقق نتائج باهرة خالل سنوات‬
‫قليلة‪ ،‬لكنه سرعان ما اصطدم بغياب مقومات االستدامة نظرا‬
‫لمبالغة الدولة في االعتماد على دعم االستهالك مما جعل ديون‬
‫األسر عبئا عليها عوض أن يكون رافعة للتنمية‪.‬‬
‫‪ ‬إضافة إلى أن االقتصاد الوطني تأثر سلبا بسبب األزمة االقتصادية‬
‫العالمية التي عرفها العالم سنة ‪ ،2008‬إذ طفت على السطح‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫عالمات الفقر والهشاشة حيث وقف تقرير المجلس األعلى‬


‫للحسابات لسنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬والصادر مؤخرا‪ ،‬بخصوص‬
‫تصاعد وتيرة دين خزينة الدولة إلى مستويات قياسية‪ ،‬إذ بلغ مع‬
‫نهاية سنة ‪ 2017‬ما يناهز ‪ 692.3‬مليار درهم‪ ،‬بنسبة ‪ 65.1‬في‬
‫المائة من الناتج الداخلي الخام‪ .‬باإلضافة إلى أن الحجم اإلجمالي‬
‫لمديونة القطاع العام ارتفع من ‪ 918.2‬مليار درهم سنة ‪ 2016‬إلى‬
‫‪ 970‬مليار درهم مع متم ‪ ،2017‬أي بزيادة ‪ 51.8‬مليار درهم في‬
‫ظرف سنة واحدة‪ .‬وعليه فإن حجم المديونية واصل منحاه‬
‫التصاعدي خالل الفترة ما بين ‪ 2010‬و‪ ،2017‬إذ انتقلت مديونية‬
‫الخزينة من ‪ 384,6‬مليار درهم إلى ‪ 692,3‬مليار درهم‪،‬‬
‫والمديونية العمومية من ‪ 534,1‬مليار درهم إلى ‪ 970‬مليار درهم‪،‬‬
‫أي بتحمالت إضافية بلغت ‪ 435,9‬مليار درهم‪ ،‬بمعدل يناهز ‪55‬‬
‫مليار درهم سنويا‪.‬‬
‫‪ ‬من جهة أخرى‪ ،‬أكد تقرير للبنك الدولي أن المستوى المعيشي‬
‫للمغاربة يعادل حاليا نظيره لدى الفرنسيين في عام ‪ ،1950‬ولدى‬
‫اإليطاليين في ‪ ،1955‬واإلسبان في ‪ ،1960‬والبرتغاليين في ‪1965‬‬
‫“‪ .‬وأضاف التقرير أن المغرب يواجه ضرورة االستجابة لتطلعات‬
‫الشباب في الولوج بشكل أسرع إلى مستوى معيشي يقترب من‬
‫المستوى المعيشي في البلدان األكثر تقدما‪ .‬ودعا البنك الدولي‬
‫المغرب إلى تعزيز العقد االجتماعي‪ ،‬القائم على النهوض بمجتمع‬
‫منفتح‪ ،‬وإعادة تركيز عمل الدولة على مهامها السيادية‪ ،‬وتنمية‬
‫الرأسمال البشري‪ ،‬وتعزيز الرأسمال االجتماعي‪.‬‬
‫ولعل هذه العوامل كلها هي ما دفعت الملك إلى القول‪“ :‬إن المغاربة‬
‫اليوم‪ ،‬يحتاجون للتنمية المتوازنة والمنصفة‪ ،‬التي تضمن الكرامة‬
‫للجميع وتوفر الدخل وفرص الشغل‪ ،‬وخاصة للشباب‪ ،‬وتساهم في‬
‫االطمئنان واالستقرار‪ ،‬واالندماج في الحياة المهنية والعائلية‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫واالجتماعية‪ ،‬التي يطمح إليها كل مواطن‪ .‬كما يتطلعون لتعميم التغطية‬


‫الصحية وتسهيل ولوج الجميع للخدمات االستشفائية الجيدة في إطار‬
‫الكرامة اإلنسانية‪”.‬‬
‫‪“ :‬والمغاربة اليوم‪ ،‬يريدون ألبنائهم تعليما جيدا‪ ،‬ال يقتصر على الكتابة‬
‫والقراءة فقط‪ ،‬وإنما يضمن لهم االنخراط في عالم المعرفة والتواصل‪،‬‬
‫والولوج واالندماج في سوق الشغل‪ ،‬ويساهم في االرتقاء الفردي‬
‫والجماعي‪ ،‬بدل تخريج فئات عريضة من المعطلين‪ .‬وهم يحتاجون أيضا‬
‫إلى قضاء منصف وفعال‪ ،‬وإلى إدارة ناجعة‪ ،‬تكون في خدمتهم‪ ،‬وخدمة‬
‫الصالح العام‪ ،‬وتحفز على االستثمار‪ ،‬وتدفع بالتنمية‪ ،‬بعيدا عن كل‬
‫أشكال الزبونية والرشوة والفساد”‪.‬‬
‫في ذات الخطاب‪ ،‬وجه الملك الدعوة إلى الحكومة والبرلمان‪ ،‬باعتبارهما‬
‫سلطتين تنفيذية وتشريعية على التوالي‪ ،‬وكذلك ومختلف المؤسسات‬
‫والهيئات المعنية‪ ،‬كل في مجال اختصاصه‪ ،‬إلعادة النظر في نموذجنا‬
‫التنموي لمواكبة التطورات التي تعرفها البالد‪ .‬إذ قال‪“ :‬إننا نتطلع لبلورة‬
‫رؤية مندمجة لهذا النموذج‪ ،‬كفيلة بإعطائه نفسا جديدا‪ ،‬وتجاوز العراقيل‬
‫التي تعيق تطوره‪ ،‬ومعالجة نقط الضعف واالختالالت‪ ،‬التي أبانت عنها‬
‫التجربة‪.‬‬
‫وسيرا على المقاربة التشاركية‪ ،‬التي نعتمدها في القضايا الكبرى‪،‬‬
‫كمراجعة الدستور‪ ،‬والجهوية الموسعة‪ ،‬فإننا ندعو إلى إشراك كل‬
‫الكفاءات الوطنية‪ ،‬والفعاليات الجادة‪ ،‬وجميع القوى الحية لألمة‪.‬‬
‫كما ندعو للتحلي بالموضوعية‪ ،‬وتسمية األمور بمسمياتها‪ ،‬دون مجاملة‬
‫أو تنميق‪ ،‬واعتماد حلول مبتكرة وشجاعة‪ ،‬حتى وإن اقتضى األمر‬
‫الخروج عن الطرق المعتادة أو إحداث زلزال سياسي‪.‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫إننا نريدها وقفة وطنية جماعية‪ ،‬قصد االنكباب على القضايا والمشاكل‪،‬‬
‫التي تشغل المغاربة‪ ،‬والمساهمة في نشر الوعي بضرورة تغيير العقليات‬
‫التي تقف حاجزا أمام تحقيق التقدم الشامل الذي نطمح إليه‪”.‬‬
‫ورغم أن الملك في خطابه السابق أكد حرصه على متابعة الموضوع‪،‬‬
‫واالطالع عن كثب‪ ،‬على المقترحات‪ ،‬والتدابير التي سيتم اتخاذها‪ ،‬من‬
‫أجل بلورة مشروع نموذج تنموي جديد‪ ،‬فإن الحكومة والبرلمان على حد‬
‫سواء لم يتخذا أية خطوة اتجاه تحقيق هذه الغاية‪ ،‬مما دفع الملك إلى‬
‫التوقف مرة ثانية خالل خطاب العرش ل ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2018‬عند‬
‫مجموعة من العوامل التي أصبحت تفرض إرساء نموذج تنموي جديد‪،‬‬
‫من قبيل‪ :‬اإلشكاالت االجتماعية والمجالية‪.‬‬
‫وخالل افتتاح الدورة البرلمانية األولى من السنة التشريعية الثالثة من‬
‫الوالية التشريعية العاشرة بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2018‬أقر الملك محمد‬
‫السادس من جديد بعدم قدرة النموذج التنموي الحالي على تلبية الحاجات‬
‫المتزايدة للمواطن‪ .‬ونبه مختلف الفاعلين إلى أن هناك حاجة ملحة لتنمية‬
‫متوازنة ومنصفة تضمن الكرامة للمواطن؛ من خالل توفير عدد من‬
‫الخدمات المهنية والصحية والشغل للشباب مع الحديث عن إحداث لجنة‬
‫استشارية تعمل على وضع الخطوط العريضة لهذا النموذج‪ ،‬تتشكل من‬
‫شخصيات تنتمي لقطاعات مختلفة‪ ،‬حيث قال في خطاب ‪ 12‬أكتوبر‬
‫‪“ :2018‬قررنا تكليف لجنة خاصة‪ ،‬مهمتها تجميع المساهمات‪،‬‬
‫وترتيبها وهيكلتها‪ ،‬وبلورة خالصاتها‪ ،‬في إطار منظور استراتيجي‬
‫شامل ومندمج‪ ،‬على أن ترفع إلى نظرنا السامي‪ ،‬مشروع النموذج‬
‫التنموي الجديد‪ ،‬مع تحديد األهداف المرسومة له‪ ،‬وروافد التغيير‬
‫المقترحة‪ ،‬وكذا سبل تنزيله‪”.‬‬
‫وفي تشخ يصه لوضعية التنمية بالبالد‪ ،‬رصد أربع معيقات أساسية وهي‬
‫غياب تناسق عمودي بين الرؤية والسياسات العمومية المعلنة وغياب‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫االلتقاء األفقي بين هذه السياسات‪ ،‬وبطء في التحول البنيوي لالقتصاد‪،‬‬


‫ومحدودية قدرة القطاع العمومي فيما يخص تصور وتنفيذ سياسات‬
‫عمومية ذات جودة‪ ،‬والشعور بضعف الحماية وعدم القدرة على التنبؤ‬
‫بالذي يحد من المبادرات‪.‬‬
‫كما يتمحور النمـوذج التنموي الجديد حول مكونات تتداخل وتتكامل فيما‬
‫بينها‪ ،‬وتشكل في مجموعها منظومة متجانسة ومندمجة كفيلة بتسريع‬
‫وتيرة انتقال المغرب نحو توازن جديد‪ ،‬يحفز على خلق قيمة مضافة على‬
‫المستوى االقتصادي واالجتماعي والمؤسساتي‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق الطموحات واألهـداف األساسـية التي ينشـدها‪ ،‬فـإن‬
‫النمـوذج التنمـوي الجديـد يرتكز علـى أربعـة محـاور استراتيجية للتحـول‬
‫والتـي سـيكون مـن الالزم إنجازهـا وفقـا لمجموعة من المبـادئ‬
‫والمقاربات المرجعية والواردة في التقرير العام‪.‬‬
‫ويتعلق األمر ‪:‬‬

‫باقتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل‬ ‫‪‬‬
‫ذات جودة‪،‬‬
‫ورأسمال بشري معزز وأكثر استعدادا للمستقبل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفرص إلدماج الجميع وتوطيد الرابط االجتماعي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومجاالت ترابية قادرة على التكيف وكفضاءات لترسيخ أسس‬ ‫‪‬‬
‫التنمية‪.‬‬
‫كما اقترحت اللجنة وضع “ميثاق من أجل التنمية” بوصفه إطار عمل‬
‫توافقي طويل األمد يستخدم مرجعية لتنسيق توالي السياسات العمومية‬
‫المرتبطة بحكومات معينة‪ ،‬جديرة بالتوقف عندها ومناقشتها‪ .‬هكذا‬
‫سيصبح هذا الميثاق‪ ،‬إذا تم تبنيه‪ ،‬نبراسا يحافظ على التوجه العام ويتجاوز‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫االنقسامات السياسية ومختلف المقاربات الحكومية المحدودة في الزمن‬


‫االنتخابي… قد يكون التنفيذ مختلفا‪ ،‬ولكن المسار والتوجه يظالن ثابتين‪،‬‬
‫مع إجراء تعديالت ومالئمات هنا وهناك للتكيف مع الطوارئ التي‬
‫ستظهر في محيط التنمية‪ ،‬وكذا المستجدات التي ستحصل إبان التنفيذ‬
‫والتفعيل‪.‬‬
‫يقترح التقرير كذلك آلية للتتبع يرأسها ملك البالد تصلح لرصد مدى التقدم‬
‫في التنفيذ على المديات‪ :‬القصير‪ ،‬والمتوسط‪ ،‬والطويل‪ ،‬نظرا ألن الهدف‬
‫المتوخى من النموذج هو إحداث طفرة نوعية وتغيير جذري في كيفية‬
‫تدبير التنمية‪ ،‬فمن الطبيعي جدا ً أن يكون الملك‪ ،‬بحكم ضمانه استمرارية‬
‫الدولة حسب مقتضيات الدستور‪ ،‬هو من يسهر على مدى التقيد بأهداف‬
‫الميثاق وااللتزامات الواردة فيه‪ ،‬ورصد التقدم‪ ،‬وضمان تذليل العقبات في‬
‫حال وجودها‪.‬‬
‫وضع التقرير أيضا رهانات استراتيجية لـ«مغرب الغد» معبرا عنها من‬
‫خالل التركيز على البحث الموازي للتدخل العملي على المستوى الترابي‪،‬‬
‫والطاقة والخفض من انبعاثات الكربون‪ ،‬والمنصات الرقمية‪ ،‬وتنويع‬
‫ص ِنع في المغرب»‪ .‬إنها‬ ‫مصادر التمويل‪ ،‬ودعم وتطوير عالمة « ُ‬
‫اهتمامات شغلت الطبقة السياسية لمدة من الزمن‪ ،‬لكن الجديد هو ترتيبها‬
‫بشكل مبتكر يتمحور حول طموحات االزدهار والكفاءة والشمولية‬
‫والتضامن واالستدامة والجرأة‪.‬‬
‫وفق التقرير في إجراء تشخيص دقيق ألوجه النقص والضعف في‬
‫منظومة الحكامة بالمغرب‪ ،‬كما تحدث عن ضرورة وضع نموذج متجدد‬
‫لحكامة المؤسسات العامة والمؤسسات التكوينية واإلدارة‪ ،‬لكنه لم يقدم‬
‫رؤية قوية ومتماسكة ومستديمة لإلصالح الضروري لنظام الحكامة بشكل‬
‫كلي‪.‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫من ضمن الموضوعات التي جرى تكرارها في التقرير هو إحساس كثير‬


‫من المواطنين بالخوف من عدم سيادة القانون‪ ،‬وتراجع منسوب الحريات‪،‬‬
‫وتدهور الثقة بالمنظومة القضائية… هذه أمور وردت في التشخيص‪ ،‬لكنه‬
‫لم يقترح حلوال أو أفكارا لتجاوزها‪.‬‬
‫إن حاجتنا الماسة اليوم هي لمعرفة األسباب التي حالت دون نجاح الرؤى‬
‫واالستراتيجيات ومختلف أوراش اإلصالح خاصة على مستوى التنفيذ‪.‬‬
‫ومن شأن الجواب على هذا التساؤل المركزي إطالق سيرورة حلقة فُضلى‬
‫لصالح التغيير‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬غير المفكر فيه في النموذج التنموي الجديد‬
‫واكبت عملية إخراج التقرير العام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي‬
‫مجموعات من ردود األفعال والتعليقات والتعقيبات والقراءات‪ ،‬تراوحت‬
‫بين اإلشادة والنقد‪ ،‬كما تنوعت االنتقادات نفسها التي طالت عمل اللجنة‬
‫بين من اختلف مع الشكل قبل الجوهر‪ ،‬وهذا النوع من المنتقدين قد‬
‫نصنفهم ضمن المدافعين عن أطروحة االنتخاب عوض التعيين‪ ،‬بحيث‬
‫يعتبرون ان تعيين لجنة بعيدة عن المؤسسات الدستورية وتكليفها بإعداد‬
‫نموذج تنموي مفروض أن تتبناه الحكومة والبرلمان كمؤسسات دستورية‬
‫غير معقول ويضرب في روح الدستور وفي المسار الديمقراطي لبالدنا‪.‬‬
‫ولعل هذا الطرح ينسجم مع ما هو معمول به في الدول الديمقراطية التي‬
‫تحترم قوانينها ومؤسساتها‪ ،‬والتي تحترم العملية االنتخابية التي يتبارى‬
‫فيها األحزاب بناء على برامج تعاقدية‪ ،‬كما أن المخططات االستراتيجية‬
‫الكبرى تكون فيها قصيرة األمد وتكون نتاجا للمؤسسات المنتخبة والممثلة‬
‫ديمقراطيا‪ ،‬والتي تتحمل المسؤولية في سياساتها التنموية‪.‬‬
‫وهذا ما يتماشى مع ما قامت به فنلندا مثال سنة ‪ ،1990‬لما كلفت حكومتها‬
‫المنتخبة ديمقراطيا أنذاك لجنة خاصة بإعداد تصور للصناعة‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫والتكنولوجيا تحت اشراف رئاسة الحكومة‪ .‬واستطاعت عبر مخرجاتها أن‬


‫تكون من الدول األولى عالميا على مستوى الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫وكذلك‪ ،‬فيما حدث في كوريا الجنوبية التي أسست سنة ‪ 2000‬لجنة‬
‫حكومية خاصة باقتصاد المعرفة واستطاعت تجاوز االزمة االقتصادية‬
‫لسنة ‪ ،1998‬واستطاعت عبر مخرجات هذه اللجنة أن تنجح في عالم‬
‫التكنولوجيا على المستوى العالمي‪.‬‬
‫هذا الطرح يتماشى تماما مع ما دعا اليه معهد تكامل األورو متوسطي في‬
‫تقريره حول المغرب‪ ،‬والذي يعتبر بأن دستور ‪ 2011‬أعطى لرئيس‬
‫الحكومة في المغرب صالحيات هي بمثابة ضمانة دستورية وأخالقية‬
‫لبناء نموذج تنموي يحقق من خالله المغرب اإلقالع االقتصادي‬
‫واالجتماعي في احترام تام للديمقراطية ولمبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬
‫إن أصحاب هذه االنتقادات ال يرون ما بداخل الكأس‪ ،‬بقدر ما يرون شكل‬
‫الكأس واألرضية الموضوعة عليها‪ .‬إذ يجمعهم الخوف على المسار‬
‫الديمقراطي‪ ،‬وال يرون أية تنمية منشودة بدون ديمقراطية‪ ،‬والديمقراطية‬
‫هي تقوية دور المؤسسات الدستورية خصوصا ذات الطابع التمثيلي‬
‫وتقوية دور األحزاب من خاللها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬اطلعنا على نوع ثاني من االنتقادات‪ ،‬ذي طابع تقني أو‬
‫فئوي‪ ،‬إذ هناك من اعتبر بأن التقرير العام أغفل مبدأ المناصفة‬
‫المنصوص عليه في الدستور‪ ،‬وأنه لم يقدم أي توصيات واقعية تحقق هذا‬
‫المبدإ‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬هناك من اعتبر بأن التقرير غلب عليه طابع التشريح وتحميل‬
‫المسؤولية لجهات معينة دون جهات أخرى‪ ،‬إذ بقي صامتا فيما يخص‬
‫األسباب والعوامل التي أدت إلى األزمة االقتصادية ومؤشراتها‪.‬‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫ولعل ثاني أهم موضوع شمله االنتقاد بعد ثنائية النموذج التنموي‬
‫والديمقراطية‪ ،‬هو موضع اإلنسان المغربي في هذا النموذج‪ ،‬إذ رغم أن‬
‫التقرير خصص محورا مهما إلدماج الكفاءات ودعا لتعزيز الرأسمال‬
‫البشري وجعله أكثر استعدادا للمستقبل من خالل مجموعة من المداخل‬
‫تنوعت بين التعليم الجيد والتكوين المهني فإن التقرير أعيب عليه تناول‬
‫هذا الموضوع بسطحية وبدون الغوص في عمق المشاكل التي يتعرض‬
‫لها اإلنسان المغربي‪ ،‬وعلى رأسها ما خلص اليه تقرير البنك الدولي‬
‫“المغرب في أفق ‪ ″2040‬في أكتوبر ‪ ،2017‬من فوارق اجتماعية‬
‫شاسعة واقتصاد مبني على االحتكار والريع‪.‬‬
‫إذ من المفروض على اللجنة الخاصة قبل التفكير في بناء مغاربة‬
‫المستقبل‪ ،‬إنصاف مغاربة اليوم وذلك بالدعوة إلى إعادة توزيع الثروات‬
‫وتحقيق المبادئ المنصوص عليها في الدستور وهي المساواة واإلنصاف‬
‫والحرية والعدالة والكرامة والمناصفة وتحقيق األبعاد التي يقوم عليها‬
‫نظام الحكم في المغرب والواردة في الفصل األول من الدستور‪ ” :‬نظام‬
‫الحكم في المغرب نظام ملكية دستورية‪ ،‬ديمقراطية برلمانية واجتماعية‪.”.‬‬
‫كما يقتضي األمر توفير خدمات اجتماعية ومرافق عمومية جهوية‪ ،‬تساهم‬
‫في تحقيق اكتفاء ذاتي لدى المواطنات والمواطنين‪ .‬خاصة في ظل‬
‫الفوارق االجتماعية والمجالية التي تعرفها الجهات‪ ،‬وعدم التكافؤ الحاصل‬
‫على مستوى االستفادة من المرافق العمومية وفسح المجال أمام الكفاءات‪،‬‬
‫لتحقيق مشاركة فعلية في الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬مع توزيع الثروة بشكل عادل‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬فلقد تم تعيين اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لتجيب عن‬
‫انتظارات المغاربة‪ ،‬ولكن أشغالها والتقرير العام المنبثق عنها طرح بدوره‬
‫أسئلة مقلقة زادت االنتظارات تعقيدا‪ ،‬خصوصا وأن بالدنا كانت تستعد في‬
‫زمن خروج التقرير العام الستحقاقات انتخابية تشريعية وجماعية‪ ،‬مع ما‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫واكبها من جداالت ونقاشات حول مؤشرات إنجاح المسارات االنتخابية‬


‫والسياسية والديمقراطية‪ ،‬بالشكل المطلوب والسليم إلعداد أرضية تنموية‬
‫جيدة قابلة للتنزيل الجيد والسليم‪.‬‬
‫ولعل من أهم األسئلة الشائكة التي لم أجد لها جوابا في متابعتي لمسار‬
‫إعداد تصور النموذج التنموي الجديد‪ ،‬هو طبيعة العوامل واألسباب التي‬
‫قلب ت مضامين الخطب الملكية ما بين فترتي غشت ‪ 2014‬وأكتوبر‬
‫‪2017‬؟ مع استحضار ما جاء فيهما‪:‬‬
‫خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب ‪ 20‬غشت ‪ ،2014‬الذي قال فيه الملك‪:‬‬
‫“لقد بلغ نموذجنا التنموي مرحلة من النضج تجعله يدخل بشكل نهائي‬
‫ومستحق ضمن الدول الصاعدة‪”.‬‬
‫وخطاب افتتاح الدورة التشريعية ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،2017‬والذي أعلن فيه‬
‫الملك عن نهاية صالحية النموذج التنموي الذي يتبعه المغرب‪ .‬قائال‪“ :‬إذا‬
‫كان المغرب حقق تقدما ملموسا‪ ،‬يشهد به العالم‪ ،‬إال أن النموذج التنموي‬
‫الوطني أصبح اليوم غير قادر على االستجابة للمطالب الملحة والحاجيات‬
‫المتزايدة للمواطنين‪ ،‬وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن‬
‫التفاوتات المجالية‪ ،‬وعلى تحقيق العدالة االجتماعية‪”.‬‬
‫هل طرحت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي كل األفكار الضرورية لبناء‬
‫النموذج التنموي الجديد لبالدنا؟ أم اكتفت بنقاش أفكار دون أخرى؟ لقد‬
‫حاولت من خالل المقاربة أعاله مناقشة هذا السؤال من خالل المعلومات‬
‫المتوفرة‪ ،‬ولكن الجواب األكيد عنه يتجلى في السياق الذي عينت فيه‬
‫هذه اللجنة وبنية الجهة الرسمية التي عينتها‪ ،‬وطبيعة النسق السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي الذي يتحكم في مفاصل الحياة اليومية‬
‫واالستراتيجية بالبلد‪ ،‬باإل ضافة إلى آليات التنزيل المناسبة‪ ،‬خصوصا‬
‫وأن رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي عين باإلضافة إلى ثالث‬
‫أعضاء آخرين معه ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة‪ ،‬مما يؤهلهم عبر‬
‫‪SUC CONSULTING MARRAKECH‬‬

‫ممارسة السلطة التنفيذية من ترجمة وتنزيل كافة توصيات ومقتضيات‬


‫النموذج التنموي الجديد‪.‬‬

You might also like