Professional Documents
Culture Documents
النموذج التنموي الجديد
النموذج التنموي الجديد
التواريخ الهامة
الثقافة األمازيغية
واالرتقاء االجتماعي
ومسألة الماء
والمقاولة والشركات والتنمية
والنقل البحري
والجهوية المتقدمة.
كذلك نظمت اللجنة جلسات عامة ابتداء من 16مارس 2020حول
مواضيع وقضايا هامة ،من قبيل:
الصحة والتغطية الصحية،
الطاقة والمقاولة االجتماعية،
الحماية االجتماعية:
التنويع واالبتكار ،الثقافة والتعليم،
دولة الحق والقانون…
وفي آخر بالغ للجنة الخاصة للنموذج التنموي بتاريخ 23نونبر ،2020
كشفت عن قرب انتهائها من مسلسل المشاورات حول النموذج التنموي
الجديد ،الذي كانت قد أطلقته في دجنبر ،2019مؤكدة أن رئيس اللجنة
وأعضاءها دخلوا مرحلة إعداد التقرير التركيبي لرفعه إلى الملك محمد
السادس بداية شهر يناير من ،2021الشيء الذي تم فعال بتاريخ 25
ماي الماضي.
SUC CONSULTING MARRAKECH
ولتسليط الضوء حول المفكر به والمفكر فيه والال مفكر فيه في النموذج
التنموي المقترح ،سأعتمد على المنهجين النسقي والتحليلي لمقاربة
المدخالت التي تتمثل في السياقات والظروف والحاجات التي فرضت
التفكير في نموذج جديد للتنمية ببالدنا ،وتحليل المخرجات التي تتمثل
في الخالصات والتوصيات التي انبثقت عن أشغال هذه اللجنة (مبحث
أول) ،وكذلك سأسلط الضوء على الال مفكر فيه في سير اإلعداد لهذه
الخالصات والنتائج والتوصيات المعلنة عنها (مبحث ثاني).
SUC CONSULTING MARRAKECH
ولعل فشل النموذج التنموي الوطني ساهمت فيه عدة عوامل ،منها أساسا
اللجوء إلى دعم االستهالك باللجوء إلى سياسة االقتراض ،حيث ظل
مرتكزا على دعم االستهالك كرافعة للنمو االقتصادي مما أدى إلى
ثورة حقيقية في حجم القروض ،وحقق نتائج باهرة خالل سنوات
قليلة ،لكنه سرعان ما اصطدم بغياب مقومات االستدامة نظرا
لمبالغة الدولة في االعتماد على دعم االستهالك مما جعل ديون
األسر عبئا عليها عوض أن يكون رافعة للتنمية.
إضافة إلى أن االقتصاد الوطني تأثر سلبا بسبب األزمة االقتصادية
العالمية التي عرفها العالم سنة ،2008إذ طفت على السطح
SUC CONSULTING MARRAKECH
إننا نريدها وقفة وطنية جماعية ،قصد االنكباب على القضايا والمشاكل،
التي تشغل المغاربة ،والمساهمة في نشر الوعي بضرورة تغيير العقليات
التي تقف حاجزا أمام تحقيق التقدم الشامل الذي نطمح إليه”.
ورغم أن الملك في خطابه السابق أكد حرصه على متابعة الموضوع،
واالطالع عن كثب ،على المقترحات ،والتدابير التي سيتم اتخاذها ،من
أجل بلورة مشروع نموذج تنموي جديد ،فإن الحكومة والبرلمان على حد
سواء لم يتخذا أية خطوة اتجاه تحقيق هذه الغاية ،مما دفع الملك إلى
التوقف مرة ثانية خالل خطاب العرش ل 29يوليوز ،2018عند
مجموعة من العوامل التي أصبحت تفرض إرساء نموذج تنموي جديد،
من قبيل :اإلشكاالت االجتماعية والمجالية.
وخالل افتتاح الدورة البرلمانية األولى من السنة التشريعية الثالثة من
الوالية التشريعية العاشرة بتاريخ 12أكتوبر ،2018أقر الملك محمد
السادس من جديد بعدم قدرة النموذج التنموي الحالي على تلبية الحاجات
المتزايدة للمواطن .ونبه مختلف الفاعلين إلى أن هناك حاجة ملحة لتنمية
متوازنة ومنصفة تضمن الكرامة للمواطن؛ من خالل توفير عدد من
الخدمات المهنية والصحية والشغل للشباب مع الحديث عن إحداث لجنة
استشارية تعمل على وضع الخطوط العريضة لهذا النموذج ،تتشكل من
شخصيات تنتمي لقطاعات مختلفة ،حيث قال في خطاب 12أكتوبر
“ :2018قررنا تكليف لجنة خاصة ،مهمتها تجميع المساهمات،
وترتيبها وهيكلتها ،وبلورة خالصاتها ،في إطار منظور استراتيجي
شامل ومندمج ،على أن ترفع إلى نظرنا السامي ،مشروع النموذج
التنموي الجديد ،مع تحديد األهداف المرسومة له ،وروافد التغيير
المقترحة ،وكذا سبل تنزيله”.
وفي تشخ يصه لوضعية التنمية بالبالد ،رصد أربع معيقات أساسية وهي
غياب تناسق عمودي بين الرؤية والسياسات العمومية المعلنة وغياب
SUC CONSULTING MARRAKECH
باقتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل
ذات جودة،
ورأسمال بشري معزز وأكثر استعدادا للمستقبل،
وفرص إلدماج الجميع وتوطيد الرابط االجتماعي،
ومجاالت ترابية قادرة على التكيف وكفضاءات لترسيخ أسس
التنمية.
كما اقترحت اللجنة وضع “ميثاق من أجل التنمية” بوصفه إطار عمل
توافقي طويل األمد يستخدم مرجعية لتنسيق توالي السياسات العمومية
المرتبطة بحكومات معينة ،جديرة بالتوقف عندها ومناقشتها .هكذا
سيصبح هذا الميثاق ،إذا تم تبنيه ،نبراسا يحافظ على التوجه العام ويتجاوز
SUC CONSULTING MARRAKECH
ولعل ثاني أهم موضوع شمله االنتقاد بعد ثنائية النموذج التنموي
والديمقراطية ،هو موضع اإلنسان المغربي في هذا النموذج ،إذ رغم أن
التقرير خصص محورا مهما إلدماج الكفاءات ودعا لتعزيز الرأسمال
البشري وجعله أكثر استعدادا للمستقبل من خالل مجموعة من المداخل
تنوعت بين التعليم الجيد والتكوين المهني فإن التقرير أعيب عليه تناول
هذا الموضوع بسطحية وبدون الغوص في عمق المشاكل التي يتعرض
لها اإلنسان المغربي ،وعلى رأسها ما خلص اليه تقرير البنك الدولي
“المغرب في أفق ″2040في أكتوبر ،2017من فوارق اجتماعية
شاسعة واقتصاد مبني على االحتكار والريع.
إذ من المفروض على اللجنة الخاصة قبل التفكير في بناء مغاربة
المستقبل ،إنصاف مغاربة اليوم وذلك بالدعوة إلى إعادة توزيع الثروات
وتحقيق المبادئ المنصوص عليها في الدستور وهي المساواة واإلنصاف
والحرية والعدالة والكرامة والمناصفة وتحقيق األبعاد التي يقوم عليها
نظام الحكم في المغرب والواردة في الفصل األول من الدستور ” :نظام
الحكم في المغرب نظام ملكية دستورية ،ديمقراطية برلمانية واجتماعية.”.
كما يقتضي األمر توفير خدمات اجتماعية ومرافق عمومية جهوية ،تساهم
في تحقيق اكتفاء ذاتي لدى المواطنات والمواطنين .خاصة في ظل
الفوارق االجتماعية والمجالية التي تعرفها الجهات ،وعدم التكافؤ الحاصل
على مستوى االستفادة من المرافق العمومية وفسح المجال أمام الكفاءات،
لتحقيق مشاركة فعلية في الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية
والثقافية ،مع توزيع الثروة بشكل عادل.
عموما ،فلقد تم تعيين اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لتجيب عن
انتظارات المغاربة ،ولكن أشغالها والتقرير العام المنبثق عنها طرح بدوره
أسئلة مقلقة زادت االنتظارات تعقيدا ،خصوصا وأن بالدنا كانت تستعد في
زمن خروج التقرير العام الستحقاقات انتخابية تشريعية وجماعية ،مع ما
SUC CONSULTING MARRAKECH