You are on page 1of 20

‫مجزوءة أخالقيات المهنة و التشريع‬

‫التربوي‬

‫المحور األول‪ :‬أخالقيات المهنة والسلوك المدني‬


‫عناصر العرض‬

‫‪ .1‬تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫• أخالقيات المهنة‬
‫• السلوك المدني‪.‬‬
‫‪ .2‬دواعي أخالقيات المهنة وأهميتها‪.‬‬
‫‪ .3‬تجليات أخالقيات المهنة‪.‬‬
‫‪ .4‬أهمية تنمية أخالقيات المهنة والسلوك المدني في ترسيخ المواطنة‬
‫المسؤولة‪.‬‬
‫‪ .5‬المقومات األساسية لتنمية السلوك المدني‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫منذ تنظيم المهن في تاريخ البشرية عرفت كل مهنة‬


‫مجموعة من األخالق يتصف بها منتسبوها‪ ،‬ويحاسبون على‬
‫اإلخالل بها‪ .‬من هنا كان للموظف أخالقيات مهنية البد له أن‬
‫يلتزم بها‪.‬‬
‫تحديد المفاهيم‬

‫مفهوم أخالقيات المهنة‪:‬‬


‫هي مجموعة من القيم األخالقية الفاضلة التي يجب أن تظهر في‬
‫سلوك الموظف حين أدائه لواجبه المهني المشروع‪ .‬بعيدا عن الصفات‬
‫السلوكية السيئة والمذمومة‪ ،‬كالجهل والظلم والغضب وإتباع الشهوات‪.‬‬
‫تحديد المفاهيم‬

‫مفهوم السلوك المدني‪:‬‬


‫السلوك المدني هو التطبيق العملي لقيم حقوق اإلنسان والمواطنة‪.‬‬
‫ويندرج هذا المفهوم في شبكة واسعة تتداخل وتتعدد فيها الدالالت‪ ،‬مثل‬
‫الديمقراطية‪ ،‬والمواطنة‪ ،‬والوطنية‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والمدنية‪،‬‬
‫والحس المدني‪ ،‬والتربية المدنية أو التربية على المواطنة‪ ،‬والتربية على‬
‫حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫بعبارة أخرى فالسلوك المدني هو مجموعة من العادات السلوكية‬
‫والفكرية واالجتماعية واالنفعالية التي تقطع مع كل الممارسات الال‬
‫مدنية وتعمل على محاربتها واقتالع مظاهرها‪.‬‬
‫دواعي أخالقيات المهنة وأهميتها‬
‫في ظل التحوالت العميقة التي تشهدها المنظومات القيمية‬
‫والثقافية في عصرنا الراهن وفي مؤسساتنا التربوية بالخصوص‪،‬‬
‫وإيمانا منا بحتمية ترسيخ قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني في‬
‫الممارسات اليومية اإلدارية والتربوية في هذه المؤسسات‪ ،‬بات لزاما‬
‫تأطير الموظف اإلداري والتربوي في التشبع بمبادئ أخالقيات‬
‫المهنة‪ ،‬حتى يحترم كل القيم والقواعد والقوانين المنظمة للحياة‬
‫الفردية والجماعية والمؤسساتية تحصينا للمؤسسات التربوية من كل‬
‫انزالق أخالقي أو سلوك ال مدني‪ ،‬خاصة وأن تحصين المجتمع يبدأ‬
‫من تحصين المؤسسة التربوية‪.‬‬
‫تجليات أخالقيات المهنة‬

‫يمكن إجمال تجليات أخالقيات المهنة لدى اإلداري بالمؤسسة‬


‫التربوية في العناصر التالية‪:‬‬

‫الشفافية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫األمانة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫العدل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الرقابة الذاتية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الشفافية‬

‫الوضوح التام في اتخاذ القرارات ورسم الخطط والسياسات‬


‫وعرضها على الرقابة الجماهيرية‪ُ ،‬مكافحة للفساد اإلداري‪.‬‬
‫وذلك بتوفير قنوات االتصال والتواصل الكفيلة بذلك‪.‬‬
‫المتطلبات األساسية للشفافية‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل ضمن إجراءات واضحة ومعلنة‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزام بسياسة واضحة للنشر تتضمن حفظ وتوثيق كل ما يتعلق‬
‫بتنظيم المؤسسة وبرامج اشتغالها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نشر المعلومة وتسهيل عملية الوصول إليها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ شرح غموض القوانين والتشريعات المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -5‬تبني إجراءات مكتوبة ومعلنة تحمي الموارد البشرية في‬
‫المؤسسة من الممارسات الال مدنية‪.‬‬
‫‪ -6‬التعهد بالمحافظة على سرية المعلومات الشخصية المتعلقة‬
‫بشؤون الموظفين والمتعلمين‪.‬‬
‫األمانة‬

‫تعني الوفاء بالواجبات الوظيفية مصداقا لقوله تعالى‪َ (( :‬يا َأ ُّيهاَ‬


‫َّ ي َ َ َم ُن َ ْ ُف ي ْل ُعقُ‬
‫ال ِذ نَ أ وأ أو وأ ِ ا َِود))‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫تعاقدية‬ ‫عالقة‬ ‫العمل‪:‬‬ ‫بجهة‬ ‫الموظف‬ ‫وعالقة‬


‫أنواع أمانات الوظيفة‬
‫• األمانة على الوقت‪.‬‬
‫• األمانة في النصح لإلدارة‪.‬‬
‫• األمانة في التبليغ عن المخالفات‪.‬‬
‫• األمانة في حفظ األسرار المهنية‪.‬‬
‫• األمانة في حفظ المال العام‪.‬‬
‫• األمانة في حفظ المرافق العامة‪.‬‬
‫• األمانة في إتقان العمل‪.‬‬
‫• األمانة في الحكم والتقويم‪.‬‬
‫• األمانة في تبليغ قرارات المجالس‪.‬‬
‫العدل‬
‫يعني إعطاء كل ذي حق حقه من غير إفراط أو تفريط ‪.‬‬

‫وللعدل في الوظيفة مجاالت تطبيقية ؛ منها‪:‬‬


‫ـ إسناد األعمال لألكفاء األمناء ‪ ،‬ليطبقوا العدل في مهامهم‪.‬‬
‫ـ تذكير الموظف بضرورة الموازنة العادلة بين الواجبات والحقوق‪.‬‬
‫ـ المساواة بين الموظفين المتساوين في الدرجة والخبرة في المعاملة ‪،‬‬
‫غير مبرر بينهم‪.‬‬
‫والحقوق ‪ ،‬دون تمييز َ‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬ال على أساس مصلح ّ‬ ‫ي نظام ّ‬‫ـ تقييم الموظفين بشكل موضوع ّ‬
‫ـ إعطاء المكافأة التحفيزية لمستحقيها‪.‬‬
‫ـ عدم تشغيل الموظف في غير ما اتفق عليه ‪.‬‬
‫الرقابة الذاتية‬

‫الرقابة الذاتية‪ :‬هي إحساس الموظف بأنه مكلَّف بأداء وظيفته ومؤتمن‬
‫عليها من غير حاجة إلى مسؤول يذكره بمسؤوليته‪.‬‬
‫وهي من أهم عوامل إنجاح العمل ؛ ألنها تغني عن كثير من المحاسبة‬
‫والتدقيق وغير ذلك‪.‬‬
‫وسائل الرقابة الذاتية‬

‫• خشية هللا تعالى‪ :‬حيث يشعر الموظف أنه محاسب على عمله‪،‬‬
‫حتى في‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فحسب‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال من قبل الناس فقط‪ ،‬وليس في ِّ َ نَ‬
‫َّ‬ ‫الدنيا‬
‫ل‬
‫َ‬ ‫َف َ َ ي َ ل َن ْس َ ه ْ َج َمع ْي َ َع َّم َك ُن نع َملُ‬
‫ك اَ َم أ ِ ن‪ ،‬ا ا َوأ َ‬
‫ون )‪.‬‬ ‫اآلخرة‪ ،‬مصداقا لقول هللا تعالى‪ (:‬ور َ‬
‫• الشعور بالمسؤولية‪ :‬حيث يشعر الموظف أنه مكلف بالعمل‬
‫المناط به ‪ ،‬ويجب عليه االلتزام بالعقد المتفق عليه ‪ ،‬هذا من‬
‫جهة المسؤولية الوظيفية ‪.‬‬
‫عقبات تطبيق أخالقيات المهنة‬
‫‪ ‬غياب القدوة الحسنة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الوازع الديني والوطني‪.‬‬
‫‪ ‬تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تفعيل القوانين والتشريعات‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان روح التفاهم بين المسؤول والموظفين‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحساس بالظلم في التمكين من الحقوق‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة الخطاب التيئيسي‪.‬‬
‫أهمية تنمية أخالقيات المهنة والسلوك‬
‫المدني في ترسيخ المواطنة المسؤولة‬

‫• المواطنة المسؤولة هي الوعي بالحقوق والواجبات مع أداء الواجبات‬


‫بأمانة وطلب الحقوق بعدالة‪.‬‬
‫• من مظاهر المواطنة المسؤولة أن يعرف اإلنسان حقه ويحميه ويدافع‬
‫عنه ويدافع عن حقوق اآلخرين أيضا‪.‬‬
‫ترسيخ قيم المواطنة المسؤولة‬
‫يرتكز ترسيخ قيم المواطنة المسؤولة على المقاربات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬المقاربة الحقوقية‪(:‬دعم الوعي بالحقوق والعمل على احترامها)‪،‬‬
‫‪ .2‬مقاربة القدرات‪(:‬تقوية قدرات المواطن في مجال القيم)‪،‬‬
‫‪ .3‬المقاربة التربوية‪(:‬التشبع بقيم السلوك المدني)‪.‬‬
‫هذه المقاربات هي نفسها المعتمدة في تنمية السلوك المدني‬
‫وأخالقيات الموظف باعتباره أكثر تعاقدا مع الدولة وأقوى ارتباطا‬
‫بالوطن‪.‬‬
‫المقومات األساسية لتنمية السلوك المدني‬

‫ميكن تلخيص مقومات تنمية السلوك املدين يف النقط التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬االقتناع اجلماعي بكون املدرسة هي مرآة متجددة ملعامل جمتمع الغد‪،‬‬
‫وأبن حتصني اجملتمع يبدأ من حتصني هذه املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتبار السلوك املدين ابألساس منظومة قيمية أخالقية متكاملة‪ ،‬ال تقبل‬
‫التجزيء‪ ،‬وتتخذ مسارين متوازيني ومتوازنني‪:‬‬
‫‪ -‬مسار التشبع بقيم املواطنة الكاملة وإشاعتها‪.‬‬
‫‪ -‬مسار التصدي احلازم للسلوكات الالمدنية مبختلف أشكاهلا‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلقرار بكون النهوض ابلسلوك املدين يعد مسؤولية جمتمعية متقامسة تتوالها‬
‫املنظومة التعليمية‪ ،‬إىل جانب األسرة ووسائل اإلعالم‪ ،‬وكذا املؤسسات ذات الوظائف‬
‫الرتبوية والثقافية والتأطريية‪.‬‬
‫‪ -4‬النظر إىل تنمية السلوك املدين بوصفها انشغاال دائما وأفقا منفتحا ومتجددا‬
‫يرتكز على آليات الرصد والتتبع‪ ،‬وعلى تثمني املبادرات املتميزة‪ ،‬وتعميم املمارسات‬
‫الناجحة وتشجيع االبتكار والبحث الرتبوي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ حتويل الوعي النظري أبمهية السلوك املدين إىل ممارسة فعلية تطبيقية والتزام‬
‫أخالقي صارم‪.‬أي القدرة على التجسيد الفعلي ثقافة وممارسة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫الغاية املثلى من تنمية السلوك املدين هي تكوين املواطن املتشبث بتوابث‬
‫اهلوية الدينية والوطنية لبالده يف احرتام اتم لرموزها وقيمها احلضارية املنفتحة‬
‫‪،‬املعتز ابنتمائه لوطنه بثقة وتفاؤل يف اعتماد على الذات وتشبع بروح‬
‫املبادرة؛ وذلك من صميم عمل املسؤولني على اإلدارة الرتبوية يف املؤسسات‬
‫التعليمية‪.‬‬

You might also like