Professional Documents
Culture Documents
مطبوع السلوك التنظيمي PDF
مطبوع السلوك التنظيمي PDF
السنة الجامعية1010/1029:
قائمة احملتوايت و األشكال واجلداول
قائمة احملتوايت
الصفحة املوضوع
قائمة احملتوايت واألشكال واجلداول
مقدمة
10-10 احملاضرة رقم:10ماهية السلوك التنظيمي
10 أوال :مفهوم السلوك التنظيمي
10 اثنيا :أمهية واهداف السلوك التنظيمي وعالقته ابلعلوم األخرى
10 اثلثا :مناذج دراسة السلوك التنظيمي
01-10 احملاضرة رقم: 10الشخصية والسلوك التنظيمي
10 أوال :مفهوم الشخصية
10 اثنيا :أتثري الشخصية على السلوك التنظيمي
11-00 احملاضرة رقم: 10االجتاهات والقيم
00 أوال :االجتاهات
00 اثنيا :القيم
12-10 احملاضرة رقم:10الدوافع واحلوافز
10 أوال :الدوافع
10 اثنيا :احلوافز
12 اثلثا:نظرايت الدوافع واحلوافز
00-10 احملاضرة رقم:10اإلدراك والتعلم
10 أوال :مفهوم اإلدراك
10 اثنيا :مفهوم التعلم التنظيمي
20-01 احملاضرة رقم :16إدارة ضغوط العمل
01 أوال :مفهوم ضغوط العمل
02 اثنيا :أنواع ضغوط العمل للموظفني
00 اثلثا :مصادر ضغوط العمل
00 رابعا :مراحل وآاثر ضغوط العمل
20-22 احملاضرة رقم :17سلوك مجاعات العمل والعالقات اإلنسانية يف املنظمات
22 أوال :مفهوم مجاعات العمل
20 اثنيا :ديناميكية مجاعات العمل
20 اثلثا :العالقات اإلنسانية يف منظمات األعمال
قائمة احملتوايت و األشكال واجلداول
قائمة األشكال
املقدمة
يف ظل التغريات البيئية املستمرة يف حميط املنظمة كالعوملة اافتتا اسأووا الدالية ازايدة حدة املناسسة
أصبح من الصعب ضمان اوتمرارية املنظمة إال من خالل االهتمام ابملورد البشري ابعتباره أصل هام من أصول
املنظمات.
يتطلب االهتمام ابسأسراد العاملني ابملنظمة دراوة ولوكياهتم امعرسة أوباهبها ،ايعترب السلوك التنظيمي أحد
أهم املتاهيم اإلدارية احلديثة اليت تعمل على ذلك ،حيث يهتم السلوك التنظيمي بدراوات ولوك اسأسراد
ااجلماعات يف املنظمات لتتسريه احتليله االتبؤ به اإحداث تغيري اجيايب سيه االتحكم سيه ،بغرض إجراء حتسينات
شاملة يف ولوكهم داخل املنظمة ،لتحقيق اسأهداف املشرتكة بني الطرسني.
ايتناال موضوع السلوك التنظيمي دراوة عناصر السلوك التردي (اإلدراك ،التعلم ،الداسعية ،الشخصية
االجتاهات النتسية االقيم ،الضغوط النتسية افواتج ولوك اسأسراد داخل العمل على اسأداء ا اإلفتاجية ارضاهم
عن العمل) ،ابإلضاسة إىل دراوة السلوك اجلماعي (مجاعات العمل ،االتصاالت التنظيمية ،القيادة اإلدارية ،إدارة
التغيري التنظيمي)...،
سنجا املنظمات أصبح يرتبط مبدى قدرهتا على تسيري مواردها البشرية ااوتغالل قدرات أسرادها اجتميع
جهود مجاعات العمل لألسراد العاملني سيها مبا يضمن حتقيق اسأهداف املنشودة أبقل التكاليف االوقت ااجلهد.
افطالقا مما وبق ونتطر من خالل هذا العمل املتواضع إىل املواضيع اسأواوية اليت يتنااهلا برانمج مقياس
السلوك التنظيمي ،حيث يضم جمموعة من احملاضرات املوجهة إىل طلبة السنة الثافية ماورت ختصص إدارة املوارد
البشرية ،االسنة اسأاىل ماورت ختصص إدارة أعمال ،افتمىن أن يكون هذا العمل متيد للطلبة.
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
كفاءة األداء :هي القدرة على حتقيق النتائج املنشودة أبقل قدر ممكن من اجملهود أو النفقة.
فعالية األداء :هي القدرة على حتقيق األهداف مهما كانت اإلمكاانت املستخدمة يف ذلـك ،فهـي متثل العالقة بني األهداف احملققة واألهداف احملددة.
ويقصد ابملنظمات :تلك املؤسسات اليت ينتمى الفرد إليها ،وهتدف إىل تقدمي نفع وقيمة جديدة ،كاملصانع والبنوك والشركات واملصاحل احلكومية
واملدارس والنوادي واملستشفيات وغريها
1
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1تعريف السلوك التنظيمي :يعرف أبنه":السلوك الذي يشمل مجيع العالقات ألية منظمة سواء كانت هذه
1
العالقة داخلية رمسية أو غري رمسية ،أفقية أو عمودية أو خارجية مع كل ما حييط ابملنظمة من قريب أو بعيد"
2
كما يعرف أبنه ":سلوك األفراد داخل املنظمات" .
ويعرف أبنه ":دراسة سلوك وأداء العاملني يف املنظمة وذلك ابعتبار أن بيئة املنظمة هلا أتثري كبري على سلوك
3
وتصرفات العاملني ومن مت إنتاجيتهم.
يرى الدكتور) عبد الرزاق الرحاحلة وآخرون ( أنه ":ميكن التمييز بني نوعني من سلوك األفراد السلوك
الفردي والسلوك االجتماعي ،السلوك الفردي هو السلوك اخلاص بفرد معني ،أما السلوك االجتماعي فهو السلوك
الذي يتمثل يف عالقة الفرد بغريه من اجلماعة ،ويهتم علم النفس ابلسلوك الفردي أما السلوك االجتماعي فهو لب
اهتمام علم االجتماع ." 4
يتعلق السلوك التنظيمي بدراسة سلوك األفراد واجلماعات وأتثريه على املنظمات مثل :األداء ،الغياب
االبتكار ،اختاذ القرارات ،التعاون ،االلتزام أبهداف العمل ،والصراعات التنظيمية ،وغريها ،....وكذلك يدرس
أتثريات البيئة على املنظمة و على مواردها البشرية وأهدافها.
-3خصائص حقل السلوك التنظيمي :5من أهم اخلصائص اليت متيز السلوك التنظيمي ما يلي:
-السلوك التنظيمي ليس علماً مستقالً بذاته وإمنا حقل فرعي ينتمي إىل علم اإلدارة.
-السلوك التنظيمي حديث النشأة نسبياً.
-السلوك التنظيمي يستقي الكثري من املفاهيم واملفردات من العلوم األخرى ،مثل علم النفس ،علم االجتماع.
علم اإلنسان.
-يدرس السلوك التنظيمي سلوكيات العاملني داخل املنظمة ،على العكس من جماالت علمي النفس واالجتماع
اليت تقوم بدراسة السلوك اإلنساين بصفة عامة.
هناك مفاهيم قريبة من مصطلح السلوك التنظيمي مثل :السلوك اإلداري والذي يدرس فئة اإلداريني الذين
لديهم سلطة املدراء ورؤساء األقسام واملشرفني ،والسلوك الوظيفي الذي يدرس سلوك املوظفني ،وهذه املفاهيم
متداخلة ومرتابطة ،فاملدير هو موظف يف النهاية.
1عبد املعطي حممد عساف ،السلوك االداري التنظيمي يف املنظمات املعاصرة ،دار زهران ،األردن ،9111 ،ص.91
2أمحد ماهر ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء املهارات ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،3009 ،ص.39
3صالح الدين عبد الباقي ،مبادئ السلوك التنظيمي ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ، 5002 ،ص. 31
4عبد الرزاق الرحاحلة وآخرون ،السلوك التنظيمي يف املنظمات) ،ط(، 1مكتبة اجملتمع العريب للنشر -والتوزيع ،عمان ، 3099 ،ص.5
5حممود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال ،دار وائل للنشر ،األردن ،3002 ،ص.91
2
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-4أبعاد السلوك التنظيمي :لكي تتم دراسة السلوك اإلنساين داخل املنظمات بطريقة صحيحة متكاملة البد أن
تشمل ثالثة مستوايت تسمى أبعاد السلوك التنظيمي وهي :1الفرد ،اجلماعة ،اهليكل(املنظمة).
-0.4الفرد العامل :Individuelفهو ميثل األساس ونقطة االرتكاز حيث يتم دراسة السلوك الفردي داخل
املنظمة من خالل الرتكيز على عدة أبعاد(:اإلدراك ،التعلم ،الشخصية واالجتاهات ،ضغوط العمل...إخل) ،نظرا
لتأثريها على أدائه وسلوكه يف العمل ابالعتماد على علم النفس.
-1.4اجلماعات :Groupsيهتم السلوك التنظيمي بدراسة السلوك اجلماعي داخل املنظمات حيث يركز على
سلوكيات األفراد العاملني يف شكل فرق أو مجاعات عمل ،و يهتم مبجاالت مثل( :ديناميكية اجلماعة ،القيادة
االتصاالت ،الصراع التنظيمي ،)....،ويستمد مفاهيمه من علم النفس االجتماعي.
-1.4اهليكل:Structureأو املنظمة :حيث حيدد اهليكل التنظيمي شكل العالقات الرمسية والتنسيق بني
اجملموعات الوظيفية ،يركز السلوك التنظيمي يف هذا املستوى على موضوعات مثل(:قوة ونفوذ املنظمة ،البيئة
التنظيمية ،املناخ التنظيمي ،الثقافة التنظيمية ،).....،من خالل تدعيم السلوك املرغوب بني العاملني وبناء نظم
احلوافز املالئمة وكذلك اختيار منط االتصال ،وأسـلوب القيــادة املناسب ،وحماولة هتيئة املناخ الوظيفي اجليد للعمل
لتخفيف الضغوط ،وترجع أصوله إىل علم االجتماع واألنثروبولوجيا والسياسة..،اخل.
اثنيا :أمهية وأهداف السلوك التنظيمي و عالقته ابلعلوم األخر
يهدف السلوك التنظيمي إىل حتليل السلوك اإلنساين ،وتكمن أمهيته يف إحالل الطريقة العلمية حمل
االعتماد على اخلةربة والتجربة ،وستند يف ذلك على عدة علوم أخرى.
2
-0أمهية السلوك التنظيمي :ميكن أن نلخص أمهية السلوك التنظيمي يف النقاط التالية:
-تعد املوارد البشرية مورد هام للمنظمة لذلك استلزم ضرورة االهتمام بدراسة وفهم سلوك األفراد ملا هلا من أتثري
على فعالية املنظمة.
-تغيري النظرة إىل املوارد البشرية ،وجذب االنتباه إىل ضرورة االهتمام بتنمية وتطوير هذا املورد ،وميكن حتقيق هذا
ابالستثمار فيه لزايدة كفاءته وحتسني مهارته ،ومن مث فإن الفهم الصحيح لسلوك األفراد ميكن املنظمة من التعامل
مع األفراد بطريقة صحيحة ،واختاذ اإلجراءات السلوكية التصحيحية كلما تطلب األمر.
-تعقد الطبيعة البشرية ووجود االختالفات الفردية اليت متيز هذا السلوك ،مما يتطلب من املنظمة فهم وحتليل هذه
االختالفات للوصول إىل طرق تعامل متمايزة تتناسب مع هذه االختالفات ،وهذا يؤدي إىل زايدة التأثري والتحكم
يف هذا السلوك.
حممد ربيع زانيت ،السلوك التنظيمي:سلوك األفراد واجلماعات يف املنظمات ،مكتبة املتنيب ،بدون سنة نشر ،مصر ،ص.91-99 1
2راوية حسن ،السلوك يف املنظمات ،الدار اجلامعية ،األسكندرية ،مصر ،بدون سنة نشر ،ص.91
3
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1أهداف دراسة السلوك التنظيمي السلوك التنظيمي :إن دراسة السلوك التنظيمي يهتم بشكل مباشر
ابلسلوك اإلنساين داخل املنظمات من حيث فهمه ،تفسريه والتنبؤ به والتحكم فيه.
-0.1التفسري :أي حتليل أسباب حدوث ظاهرة ما يف املنظمة مثال :ترك العاملني لوظائفهم للعديد من األسباب
منها عدم مالئمة األجر ،أو امللل الوظيفي ،أو عدم رضاهم عن زمالئهم ،وعند ذلك ميكن للمديرين اختاذ
اإلجراءات اليت تغري ذلك السلوك يف املستقبل.
-1.1التنبؤ يف حالة التعرف على املسببات ::يسعى املديرون لتوقع النتائج واألحداث املستقبلية الناجتة عن
اختاذ تصرفات أو قرار معني وميكن للمدير التنبؤ ابالستجاابت السلوكية لألفراد و ذلك بناء على املعلومات
املستمدة من علم السلوك التنظيمي ،ومن مث يستطيع أن يتخذ املدير قراراته بطريقة صحيحة.
-1.1التوجيه والتحكم يف السلوك من خالل التأثري يف املسببات :يعد من أهم وأصعب األهداف فعندما
جهدا أكةرب يف العمل ،فإن هذا املدير يهتم ابلتحكم يف السلوك يفكر املدير كيف جيعل فرد من األفراد أن يبذل ً
ومن وجهة نظر املديرين فإن أعظم إسهام للسلوك التنظيمي يتمثل يف حتقيق هدف التحكم يف السلوك والذي
يؤدي إىل حتقيق هدف الكفاءة يف أداء املهام.
من األخطاء الشائعة بني املديرين يف املنظمات أهنم يسعون إىل التوصل إىل حلول سريعة ملشكالت سلوكية
معينة بدون دراسة وحتليل ،ومن مث فإهنم يتخذون قرارات خاطئة ،لذلك فان دراسة السلوك التنظيمي يف املنظمات
ضروري ابعتباره أسلوب علمي منهجي يساهم يف تفسري املشكلة السلوكية واختاذ القرارات املالئمة حللها.
الشكل رقم( :)10أهداف دراسة السلوك التنظيمي
املصدر :صالح الدين حممد عبد الباقي ،السلوك التنظيمي مدخل تطبيقي معاصر ،دار اجلامعة اجلديدة ،االسكندرية ،مصر،
،3009ص.91
4
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1العالقة بني السلوك التنظيمي و بعض العلوم :يرتبط السلوك التنظيمي ببعض العلوم السلوكية أمهها:
-0.1علم النفس :يعتةرب علم النفس األكثر قرابً من السلوك التنظيمي ويعرف علم النفس أبنه دراسة سلوك
األفراد واجلماعات يف اجملتمع اإلنساين ،وينتج عن العالقة بني السلوك التنظيمي وعلم النفس مفاهيم فرعية مثل:1
أ-علم النفس الصناعي :خيتص بدراسة املشكالت النفسية للعاملني يف املشروعات الصناعية ،حيث تنشأ هذه
املشكالت نتيجة جتمع العمال يف مكان معني وهو املصنع.
ويهتم املديرين عادة ابملفاهيم األساسية لعلم النفس الصناعي ،حيث يساعد ذلك على زايدة اإلنتاجية
وحتقيق أهداف اإلدارة.
ومن أهم جماالت علم النفس الصناعي-حيث يساعد ذلك على زايد اإلنتاجية-التوجيه املهين ،التدريب
الصناعي ،نظم احلوافز ،الرضا الوظيفي ،وكذلك العوامل املؤثرة فيه مثل التوتر ،الضوضاء ،العالقات اإلنسانية،
األداء وعالقات بيئة العمل ابملصنع.
ب-علم النفس االجتماعي :خيتص بدراسة سلوك الفرد يف اجملتمع والعالقات بني األفراد يف اجملتمع ،كذلك دور
املؤثرات االجتماعية اليت تشكل سلوك الفرد.
ج-علم النفس اإلداري :خيتص بدراسة العالقة بني اإلدارة والعاملني ،واملشكالت السلوكية اليت تواجهها اإلدارة
يف التعامل مع العاملني وأساليب التغلب عليها يف منظمات األعمال.
د-علم النفس العالجي :خيتص مبعاجلة املشكالت النفسية اليت يتعرض هلا اإلنسان ،ومن أمثلة ذلك الشعور
ابلقلق ،والتوتر الزائد عن احلد ،وعدم التوازن النفسي.
ومن أهم املفاهيم اليت اعتمد عليها حقل السلوك التنظيمي يف تفسري سلوك املوظف تدرس يف علم النفس
أيضا وهي :الشخصية ،اإلدراك ،التعلم ،الدافعية ،القيـم ،االجتاهات.
-1.1علم االجتماع :يدرس علم االجتماع اجملتمع والعالقات االجتماعية والرتكيب االجتماعي وغريها من
العوامل اليت تؤثر على سلوك الفرد يف اجملتمع ،واستعار حقل السلوك التنظيمي مفهوم اجلماعات الرمسية وغري الرمسية
من علم االجتماع ،على اعتبار أن املنظمات تتكون من جمموعات بشرية. .
-1.1علم األنرتوبولوجيا :يسمى أيضا علم األجناس أو علم اإلنسان :يُعرف أبنه دراسة األمناط احلضارية
والقيم السائدة يف اجملتمعات ومقارنتها مع بعضها البعض ،واستعار السلوك التنظيمي مفهوم الثقافة التنظيمية-
الذي يعين منظومة القيم والعادات والتقاليد اليت متيز اجملتمعات أو املنظمات -من علم اإلنسان.
وميكن تقسيم علم األنرتوبولوجيا إىل قسمني:
1عبد احلق علي ابراهيم ،دور السلوك التنظيمي يف أداء منظمات األعمال ،بيئة املنظمة الداخلية كمتغري معدل -دراسة على عينة من البنوك
التجاري يف والية اخلرطوم ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه فلسفة يف إدارة األعمال ،جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،كلية الدراسات العليا،
ص.29
5
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
أ-األنرتوبولوجيا املادية أو الطبيعية :وخيتص بدراسة صفات ومقاييس اجلسم اإلنساين ،و تشرحيه ومعرفة وظائف
أعضائه ،والبحث عن أصول اإلنسان ومراحل تطوره عةرب العصور.
ب-األنرتوبولوجيا احلضارية :وهو خيتص بدراسة حضارات الشعوب وأساليب احلياة ،ويشمل علم األنرتوبولوجيا
احلضارية:دراسة اآلاثر واحلضارات القدمية-دراسة البناء االجتماعي والرتابط والتفاعل بني األفراد-دراسة اللغوايت
ابعتبارها لغة التخاطب والتواصل بني األفراد.
-4.1علم السياسة :ساهم علم السياسة يف معرفة السلوك اإلنساين يف التنظيم ،من خالل دراسة سلوك الفرد
واجملموعات يف البيئة السياسية ،ومن مواضيعه احملددة دراسة الصراعات Conflitsوالقوة Powerو كيفية
1
استخدامها لتحقيق مصاحل شخصية أو حزبية.
الشكل رقم( :)11عالقة السلوك التنظيمي بعلم النفس واالجتماع واالنرتبولوجيا
هناك ثالثة مناذج أساسية لدراسة وتفسري السلوك اإلنساين داخل املنظمات املختلفة وهي:
-0منـوذج السلوك الـفردي :يفسر هذا النموذج السلوك اإلنساين من خالل مبادئ ثالثة هي:
-0.0مبدأ السببية :ترتكز فكرة أو مبدأ السببية على أن السلوك اإلنساين هو سلوك مسبب ،فلكل سلوك
سبب ولذلك لكي تستطيع تفسري سلوك الفرد البد من البحث وراء أسباب هذا السلوك ،وتنتج هذه األسباب
من أتثري العوامل البيئية اليت يعيش فيها اإلنسان ،وكذلك العوامل الوراثية اخلاصة به.
1عبد هللا بن عبد الغين الطجم ،طلف بن عوض هللا السواط ،السلوك التنظيمي:املفاهيم-النظرية-التطبيقات ،دار حافظ للنشر والتوزيع ،السعودي
.3009
2حممد صالح عبد الباقي ،السلوك التنظيمي :مدخل تطبيقي معاصر ،مرجع سبق ذكره ،ص.91
6
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.0مبدأ احلاجة أو الـدافع :جبانب وجود أسباب حمددة للسلوك ،هناك حاجات أو رغبات أو دوافع أو حمرك
هلذا السلوك.
-1.0مـبدأ الـهدف :ويقصد بذلك أن الفرد يسلك سلوكاً معيناً لتحقيق هدف معني.
-1منـوذج السلوك بني فـردين :اإلنسان يتأثر ابلعامل احمليط به ،وابألفراد الذين يتعامل معهم وهذه األمور تؤثر
على سلوكه ،ويعين ذلك أن سلوك الفرد ما يؤثر على سلوك الفرد األخر ،فسلوك الفرد ال يتحدد فقط بظروفه
ولكنه يتأثر أيضاً بسلوك الفرد اآلخر الذي يتعامل معه.
-1منـوذج سـلوك اجلماعة :يف النموذج السابق "منوذج السلوك بني فردين" يؤثر سلوك الفرد يف سلوك فرد آخر
لكن يف نـموذج سـلوك اجلمـاعة جنـد أن كل فرد يف اجلماعة يتفاعل مع ابقي أعضائها ،و السلوك الفردي يرتبط
بسلوك اجلماعة ويستجيب ملطالب اجلماعة السلوكية حىت حيقق الفوائد لنفسه ،ولذلك فإن الفرد يرتبط ابجلماعة
ويتخذ من سلوك اجلماعة منوذجاً لسلوكه ،إذن سلوك الفرد وفقاً هلذا النموذج يتكون من العناصر التالية:
اجلماعة ،املنظمة اليت توجد هبا اجلماعة ،املناخ والظروف االجتماعية ،ونتيجة للتفاعل بني هذه العناصر يتحدد
سلوك اجلماعة ككل.
-4النموذج املتكـامل للسلوك اإلنساين :يعتمد النموذج املتكامل للسلوك اإلنساين على ثالثة جمموعات من
العوامل احملددة للسلوك اإلنساين.
-0.4العوامـل اخلاصة ابلـفرد :وتـشمـل:
أ-إدراك أو تفكري الفرد :فسلوك الفرد وتصرفاته انجتة عن أفكاره ،وعلى ذلك ميكن تفسري سلوك الفرد من
خالل فهم الطريقة اليت يفكر هبا الفرد.
ب-دوافع الفرد :يتحدد سلوك الفرد أيضاً بدوافعه ورغباته وحاجاته اليت يريد الفرد إشباعها ،وعلى ذلك فيمكن
تفسري سلوك الفرد من خالل التعرف على دوافعه ورغباته وحاجاته.
ج -اجتاهات الفرد :تؤثر اجتاهات الفرد ومشاعره على سلوكه ،لذلك يتم تفسره عن طريق معرفة اجتاهاته.
د-خصائص شخصية الفرد :إن خصائص الفرد وصفاته ابإلضافة إىل العوامل السابقة تعمل على تشكيل
السلوك اإلنساين ،وهذه اخلصائص تتكون لدى الفرد حبكم الوراثة واخلةربات املكتسبة.
-1.4العوامل االجتماعية لإلنسان :اإلنسان عضو يف مجاعات متعددة ،كاألسرة ،األصدقاء ،الزمالء يف العمل
وتؤثر هذه اجلماعات يف الفرد ومتارس عليه ضغوطاً معينة ،فالفرد يف تفاعل مستمر مع مجاعة أو أكثر من تلك
اجلماعات ،ويف داخل املنظمات يتأثر سلوك الفرد بنمط القيادة واالتصاالت وكذلك األفكار السائدة يف
املنظمات.
ونلخص مما سبق أن سلوك الفرد داخل املنظمة يتأثر مبجموعة من العوامل املتعلقة ابلفرد ذاته ،وكذلك
ظروف اجلماعة اليت ينتمي إليها الفرد ،وكذلك ظروف عمله يف املنظمة اليت يعمل فيها.
7
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
1فاروق عبده فيليه ،السيد حممد عبد اجمليد ،السلوك التنظيمي يف إدارة املؤسسات التعليمية ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن3001 ،
ص.911
2علي السلمي ،السلوك اإلنساين يف اإلدارة ،مكتبة غريب ،مصر ،بدون سنة نشر ،ص.991
8
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
غىن وأسرية كفقد األب أو األم أوكليهما ،فكل موقف خيتلف عن اآلخر ويستدعي طرق معينة من التصرف ،مما
يؤثر يف شخصية الفرد وتكوينها.
تعتةرب ببيئة العمل من أهم العوامل اليت تؤثر على شخصية الفرد العامل ،لذلك فإن دراسة شخصية األفراد
العاملني و معرفة كيفية التعامل معهم وتوفري بيئة العمل املالئمة هلم متكن اإلدارة من حتقيق أهدافها املسطرة.
اثنيا:أتثري الشخصية على السلوك التنظيمي
إن ال ـتفهم الواضــح لشخصــيات األف ـراد الع ـاملني يف املنظمــة تبع ـاً للفــروق الفرديــة بيــنهم ميكــن مــن تــوجيههم
وحتفيزهم وتشجيعهم واالستفادة منهم بكفاءة وفعالية يف حتقيق أهداف املنظمة.
-0اخلصائص الفردية وعالقتها ابلسلوك التنظيمي :تؤثر الفروق الفردية الناجتة عن اخلصائص الشخصية لألفراد
على كيفية أدائهم ألعماهلم ،ألن مسات الفرد وخصائصه تؤثر على سلوكه يف العمل وعلى كمية وجودة أدائه من
خالل عدة أبعاد وهو ما يوضحه الشكل التايل:
الشكل رقم( :)11أتثري الفروقات الفردية يف جمال العمل
9
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ينجحون يف جماالت الوظائف االجتماعية ألهنم مقبولني من أعضاء اجلماعة اليت ينتمـون إليهـا ومييلـون إىل التفاعـل
مع هذه اجلماعة يف صورة أعمق وأفضل من املوظفني االنطوائيني.
-1.0السيطرة واهليمنة :خيتلف الناس يف حبهم ونزعتهم للسـيطرة والسـيادة والوصـول إىل مراكـز المعـة وعاليـة يف
التنظـيم ،وتوجــد مقــاييس يـتم مبوجبهــا تقيــيم هــذه اخلصـائص ،فــاألفراد الــذين حيصــلون علـى درجــات عاليــة يف هــذه
املقاييس ينجحون يف القيادة وإدارة اآلخرين.
-4.0االســتقرار واالعتماديــة :يتســم بعــض املــوظفني ةمكانيــة االعتمــاد علــيهم ،وتكــون أمنــاط تصــرفاهتم مســتقرة
وميكن توقع سلوكهم ألنه سلوك تقليدي ،وابلتايل فإن هؤالء املوظفني مييلون ألن يكونوا أعضـاء مثـاليني يف تكـوين
مجاعات عامة ومتماسكة ،وااللتزام بقيم وقواعد هذه اجلماعات ،أما املوظـف اهلـوائي واملتقلـب املـزاج الـدائم التغيـري
ينظر إليه كمصدر للمتاعب واملشاكل يف اجلماعة اليت ينتمي إليها.1
-5.0امليل للمنافسة مـع اخخـرين :إن املوظـف الـذي لديـه قـدرة علـى املنافسـة مـع اآلخـرين يـؤدي عملـه بسـرعة
وقــوة وانطالقــة ،ويكــون لديــه طمــوح ،ولــيس لديــه أيــة اهتمامــات جانبيــة أخــرى خــارج نطــاق العمــل ،أمــا املوظــف
الذي ليس لديه القدرة على املنافسة فنجده هادئ ومستكني ،وغري مستعجل ،وال حيب أن ينافس اآلخـرين ،وهـو
يؤدي عمله بثقة ،ودون استعجال ،وحيب أن يؤدي األشياء الواحدة تلو األخرى ببطء وابلتدريج.2
-1.0حتمل املخاطر :خيتلف املوظفون يف درجة حتملهم للمخاطر ،املوظف الـذي يتميـز بدرجـة عاليـة مـن حتمـل
املخــاطرة مييــل إىل اختــاذ ق ـرارات العمــل بســرعة واســتخدام معلومــات أقــل ،ويثــق بدرجــة عاليــة يف قدرتــه علــى اختــاذ
القرار ،أما املوظـف الـذي يتميـز بعـدم حتمـل املخـاطر ،فإنـه بطـا عنـد اختـاذ قـرارات العمـل ،كمـا أنـه ال يثـق بدرجـة
عالية يف قدراته عند اختاذ أي قرار.3
-1.0القدرة على اإلقناع واملناورة :إن املوظف الذي لديه قدرة عالية على املناورة وإقناع اآلخرين والتـأثري علـيهم
من أكثـر األشـخاص قـدرة علـى التفـاوض وإجـراء املقـابالت ،وذلـك عنـد االتصـال الشخصـي املباشـر مـع اآلخـرين
حيث إنه يستخدم أحياان احليل والعالقات الشخصية وإاثرة املشاعر واالنفعاالت للوصول إىل ما يصبو إليه.4
-1.0امليكيافيلية :Machiavellianism 5وتتسم الشخصية ذات امليكافيلية العالية أبن أصحاهبا نفعيون
عمليون ال يهتمون كثريا ابلعواطف كما يرون أبن الغاايت تةربر الوسائل ومييلون للمناورة وحيققون مكاسب كثرية
حياولون دائما إقناع اآلخرين بوجهات نظرهم ،وهي متثل منط للشخصية ارتبط ظهوره ابلفيلسوف االيطايل
ميكيافيلي الذي أصدر كتااب يف القرن الـ ـ ـ 99حتدث فيه عن كيفية اكتساب واستخدام القوة.
11
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
جيب عدم انتهاج الصمت يف مواجهتهم ،وتوجيههم إىل األعمال اليت حتتاج إىل مهارة يف التفاوض و
األعمال اليت يكون مطلواب فيها حتقيق مكاسب مع ضرورة التأكيد على أمهية اجلانب األخالقي يف احلكم على
كفاءة األداء واإلجناز.
-1التعامل مع أمناط شخصيات املوظفني:1يتعامل الرؤساء يف بيئة العمل مع أمناط سلوكية خمتلفة من املوظفني
نتطرق إىل بعض األمناط وكيفية التعامل معها:
-0.1املوظف الناقد :منط إجيايب إذا كان النقد يتسم ابملوضوعية ،يفرتض ابلرئيس استثماره ملصلحة العمل فمن
ميارس النقد هو شخص مفكر ،وحني يتكون فريق العمل من أشخاص مفكرين جيب االستفادة من قدرهتم
بتكليفهم ابألعمال اليت حتتاج إىل تقييم وتقومي.
-1.1املوظف السليب :هو الذي ميارس اإلحباط على نفسه وعلى اآلخرين ،يهجو اجلميع وال يستثين نفسه،
هذا الشخص ال يتفاعل مع محاس اآلخرين ،ويقلل من أي إجناز مهما كانت أمهيته ،ويسخر من املهام
واملسؤوليات ألهنا يف نظره بال فائدة.
ميكن التعامل مع هذا املوظف ابالجتماعات الفردية ،و اكتشاف اجلوانب اإلجيابية فيه ،و ومعرفة املهام
اليت ميكن أن ينجح ويبدع فيها مع متابعة وتشجيع وخاصة أمام اآلخرين.
-1.1املوظف املتعايل :سلوكه نرجسي ميارس صاحبه الغرور والتعايل على زمالء العمل ،قد يقابلك يف املمرات
وال يرد التحية ،وقد تتحدث إليه يف االجتماع فيوجه كالمه للرئيس وال يلتفت إليك ،وأكثر من ذلك قد يرفض
املشاركة يف فريق عمل ألنه ال يليق مبستواه ،أو يقبل بوجود امسه وال يشارك.
كيف حيطم الرئيس هذا الغرور؟ من خالل املهام اليت ختتةرب حقيقة قدراته ،وإجباره على املشاركة يف اللجان
وفرق العمل كعضو وليس كرئيس ،ومن مث تقييم هذه املشاركة واالجتماع به ملناقشة هذا التقييم ،قد يكون هذا
املوظف متميزاً يف عمله ولكن هذا ال يةربر سلوك التعايل والغرور لديه.
-4.1املوظف املوافق :حني يوافق املرؤوس رئيسه على كل شيء فهذا سلوك غري واقعي وال منطقي ،وال
يفرتض من الرئيس قبوله ألنه سلوك غري مفيد ،جيب إفهام هذا املوظف أن موافقته على كل آراء وقرارات الرئيس
ال تعين التقدير واالحرتام له ،وجيب على الرئيس تشجيع تعدد اآلراء ،وتقدير اآلراء املوضوعية املختلفة ،فالرئيس
الناجح هو الذي جيد من يساعده أبفكار وحلول جديدة ،املوظف املوافق هو موظف سليب ال خيدم الرئيس وال
العمل وال يساهم يف حتقق اإلثراء الفكري.
-5.1املوظف الذي يبحث عن األضواء :وقد حيقق هذا اهلدف عن طريق ممارسة هواية التواجد يف املناسبات
والظهور يف الصورة حىت يبدو للناظر وكأنه هو بطل املناسبة رغم أن دوره شكلي أو ال دور له ،وهذا سلوك يؤثر
1يوسف القبالن ،التعامل مع أمناط املزظفني ،نشر يف ،3099/90/99على املوقع التايل http://www.alarabiya.net/ar/saudi- :تاريخ
االطالع.2118/13/12 :
11
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
سلباً على العالقات مع زمالء العمل ،احلل هو تكليفه بعمل حقيقي مشبع ابألضواء كأن يرأس جلنة لتنظيم ندوة
أو مؤمتر لتكون االختبار احلقيقي لقدراته ،فان جنح فهو يستحق األضواء ،واملرجح أنه سيعتذر عن تنفيذ املهمة.
-1.1املوظف املبادر :هذا املوظف ميلك صفات احلماس ،والرغبة الصادقة يف املشاركة وتقدمي االقرتاحات
واملبادرات واحللول ،دور الرئيس الرتحيب والتشجيع مع أمهية تقدمي املبادرات بطريقة علمية واضحة األهداف وآلية
التنفيذ وأال تكون جمرد عرض للمشكالت دون حلول.
-1.1املوظف غري املنتج :من املهم دراسة املشكلة ،هل هي مشكلة معرفة أم مهارة أم سلوك ،وهلذا جيب أن
خيضع لتقييم األداء ،وحتديد املشكلة واالحتياجات التدريبية ومتابعة تطور أدائه ،أو إعطاؤه فرصة أخرى للعمل يف
قسم آخر ،وإذا مل حيصل أي تغيري فرمبا ينتقل إىل بيئة عمل أخرى ،ورمبا ينجح يف عمل خاص.
-1.1املوظف املتميز :يقوم ابلرقابة الذاتية ،والشغف ابلعمل ،واإلجناز يف الوقت احملدد ،والعالقة اجليدة مع
الرؤساء والزمالء ،والتعاون مع اجلميع ملصلحة العمل ،تقدير املتميز ضرورة تفرضها مصلحة العمل وحتفيزه
ضروري ،وقد يعتقد الرئيس أن تقدير هذا املوظف يتمثل بتكليفه مبنصب قيادي ،هذا تقدير ال ينجح مع اجلميع
فليس كل متميز يف عمله ميلك الصفات القيادية أو يرغب مبنصب قيادي ،قد تكون الدورات التدريبية يف جمال
عمله أهم ابلنسبة له من املنصب القيادي.
-2.1املوظف الكسول :جيب معرفة سبب كسله ،هل السبب من املوظف أم من اإلدارة ؟ ويف كلتا احلالتني
الكسل ال يفيد املوظف وال اجلهة اليت يعمل هبا ،وإذا كانت اإلدارة هي السبب فقد تنتشر عدوى الكسل يف بيئة
العمل أما إذا كان الكسل خاصاً مبوظف معني فهنا تعاجل مشكلته على حدا لتحديد أسباهبا وحلوهلا ،وقد تكون
األسباب نفسية أو صحية أو هلا عالقة بطبيعة العمل.
-01.1املوظف الباحث عن األخطاء :سلوكه البحث عن األخطاء حىت لو كانت صغرية ،رغم أنه من حقائق
احلياة أن الذي ال خيطا هو من ال يعمل ،فاألخطاء البشرية واردة من كل إنسان ويف كل جمال.
طريقة التعامل مع هذا السلوك هو حتويله إىل سلوك إجيايب ،على سبيل املثال جيتمع املدير ابملوظف ويقول
له :أعلم أنك غري راض عن الةربانمج ولديك بعض املالحظات ،أريد منك مراجعة الةربانمج بدقة وتدوين
مالحظاتك ومقرتحاتك قبل إرساله لالعتماد.
وأخريا ال بد من القول إن بيئة العمل الطبيعية هي اليت تتنوع فيها الشخصيات ،التنوع ظاهرة طبيعية
وصحية املهم هو كيفية التعامل مع هذا التنوع من الناحية املهنية و السلوكية مبا حيقق أهداف العامل واملنظمة.
احملاضرة رقم ( :)11االجتاهات والقيم
تعتةرب االجتاهات والقيم من أهم املواضيع املتداولة يف جمال اإلدارة نظرا لتأثريها املباشر على سلوك األفراد يف
العمل فالغياب عن العمل مثال له عالقة ابالجتاه حنوه ،ثقة احد العمال بعدالة املدير سيدفعه للعمل جيد ويغري من
12
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
اجتاهه الكسول ...،كما أن اخللل يف سلوكيات األفراد يرتبط ابلقيم اليت يتمسك هبا واليت قد تعكس طموحات
شخصية ال تنسجم مع أهداف املنظمة.
أوال:االجتاهات
تشكل االجتاهات سلوك العاملني داخل املنظمة لذلك جيري الباحثون دراسات مستفيضة لقياس اجتاهات
العمال حنو العوامل املؤثرة ع لى السلوك التنظيمي كعالقتهم ابلرؤساء و املشرفني ،ظروف العمل األساليب القيادية
املطبقة أنظمة األجور واحلوافز املتبعة ،وغريها من للعاملني.
-0تعريف االجتاهات :تعتةرب االجتاهات أحد احملددات واملقاييس النفسية اليت تفسر وتتحكم يف بناء وتشكيل
السلوك التنظيمي للعمال واملوظفني داخل حيز املنظمات ،وتعرف االجتاهات عموما أبهنا نظام املعتقدات
واملفاهيم واملشاعر اليت تؤدي إىل ميول سلوكية حنو مواقف معينة.
1
يعرف ) (Cheinاالجتاهات أبهنا ":استعداد فردي لتقييم أي موضوع أو فعل أو موقف بطريقة معينة"
حيث يكون الفرد مستعد لالستجابة بناء على خةرباته السابقة ملثريات معينة :مواقف ،أحداث ،أفراد ،مواضيع
شيء معني ،بطريقة حمددة.
ويعرف االجتاه أبنه ":استعداد مسبق لالستجابة ملوضوع ما بطريقة مفضلة أو غري مفضلة" ،2فاستجابة
الفرد مبنية على خةرباته السابقة ،لكن يف بعض األحيان قد ال يتفق سلوك الفرد مع اجتاهاته ،وذلك لوجود
معطيات بيئية تفرض على الشخص تصرفا معينا.
مما سبق ميكن تعريف االجتاهات أبهنا تنظيم متكامل من املفاهيم وامليول السلوكية ،فهي املوقف الذي
يتخذه فرد جت اه أشخاص أو قضااي أو أشياء معينة ،ويعةرب عنه من خالل سلوكيات معينة كاألقوال واألفعال مثال.
ال تتسم االجتاهات ابلثبات فهي قابلة للتحول والتعديل جماراة مع أي تغيري قد حيدث يف البيئة ،فاملنظمات
ميكنها تعزيز االجتاهات االجيابية ملوظفيها ،وإقناعهم بتغيري االجتاهات السلبية اليت تتعارض مع أهدافها.
-3العوامل املؤثرة يف االجتاهات :3هناك العديد من العوامل اليت تؤثر يف اجتاهات الفرد ،منها ماهو متعلق
ابلفرد نفسه ومنها ما تعلق ابلوسط االجتماعي الذي يتفاعل معه:
-0.1عوامل بيئية :البيئة الثقافية اليت يتفاعل معها الفرد على مستوى األسرة ،املدرسة ،الوسط اإلعالمي،
العادات والتقاليد السائدة......،
-1.1عوامل خاصة ابلفرد ذاته :جتارب الفرد ،خةرباته ،مستواه الثقايف والتعليمي ،مستواه إدراكه ،قدراته على
التحليل واالستنباط ،مدى استقالليته.... ،اخل.
1يوسف عنصر ،انجي ليتيم ،أهم احملددات السيكو سوسيولوجية املستخدمة يف قياس وتشكيل سلوك العمال التنظيمي ،جملة الدراسات والبحوث
االجتماعية -جامعة الوادي ،العدد السابع -جويلية ،3092ص.991
2عبد هللا بن عبد الغين الطجم ،طلق بن عوض هللا السواط ،مرجع سبق ذكره ،ص.19
3نفس املرجع ،ص.11-11
13
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.1عوامل هلا عالقة ابحلدث أو املوقف موضوع االجتاه :الفرد بطبيعته مدفوع إلشباع حاجاته وذلك
للتخفيف من حدة التوتر الناتج عن هذه احلاجات ،الفرد يتكون لديه اجتاه اجيايب حنو كل املواقف واألحداث
واألشخاص املسامهني إجيااب يف سبيل إشباع رغباته ،بينما يتخذ موقف مضاد من األشياء اليت أعاقت حتقيق هذا
اهل دف ،هذا االجتاه السليب قد يدفع الفرد إىل أمناط سلوكية متعددة أتخذ أشكاال عدوانية ،إعادة احملاولة ،أو
االنسحاب.
-1مكوانت االجتاه :يتألف مفهوم االجتاه لدى األفراد من ثالثة عناصر هي:
-فهم واستيعاب وإدراك املوضوع ،املوقف أو احلدث من طرف الفرد.
-شعور الفرد االجيايب أو السليب حنو املوضوع.
-سلوك الفرد املرتتب على استعداده املسبق جتاه هذا املوضوع.
الشكل رقم ( :)14العناصر األساسية لالجتاهات
سلوك الشخص درجة إحساس درجة الفهم
املرتتب عن ذلك الفرد جتاه هذا واالستيعاب
املوقف للموقف
املصدر :عبد هللا بن عبد الغين الطجم ،طلق بن عوض هللا السواط ،مرجع سبق ذكره ،ص.11
يظهر هذا الشكل أن مدى االستيعاب الذهين ملوضوع االجتاه يؤثر على إحساس الفرد جتاه املوضوع ،مث
يؤثر إحساس الفرد جتاه هذا املوضوع على سلوكه.
-4توظيف االجتاهات يف إدارة السلوك التنظيمي :حتتاج املنظمات إىل التحكم يف اجتاهات األفراد العاملني
فيها من أجل تغيري سلوكياهتم وحتقيق أهدافها.
إن االجتاهات عبارة عن استعداد نفسي يوجه سلوك األفراد ،لذلك فإن فهم اجتاهات األفراد يسهل على
املنظمة:
-حتديد األسباب اليت تدفع شخص إىل سلوك ما.
-التنبؤ بسلوك الفرد إذا عرفت اجتاهاته.
-حماولة التحكم يف هذا السلوك من خالل إحداث التغيري املمكن يف ميوله بتعزيز ما هو مستهدف مثال زايدة
الدافعية لالجناز وحتقيق الرضا الوظيفي من خالل تطبيق نظام فعال للحوافز والدوافع ،والتقليل من ما هو غري
مرغوب فيه ابلنسبة للمنظمة كغياب العمال وأتخرهم.
-إن تطوير املنظمة حيتاج إىل إحداث تغيريات يف سلوك األفراد العاملني فيها ،وابلتايل جيب التحكم يف اجتاهاهتم
وتنميتها ابلتفضيل واالرتياح هلذا التطوير والتغيري و إال كان فاشالً.
14
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-تقدم املنظمة للعاملني معلومات تثري فيهم اجلوانب العقيدية والعاطفية وامليول السلوكية حىت تتولد فيهم اجتاهات
اجيابية حمققة ألهدافها حيث تقوم بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ :
-0.4استثارة عنصر العقيدة :للتأثري على سلوكهم التنظيمي حيث تتعامل مع جوانب يقدسها األفراد ومتس
نواحي ذات أمهية خاصة لديهم .
-1.4استثمار اجلانب العاطفي :تلجأ اإلدارة يف كثري من األحيان إىل استثارة عواطف أفراد املنظمة كي
يكتسبوا اجتاهات تتوافق مع أهداف املنظمة ،مثال :الرتكيز على استثمار محاس العاملني ابعتبارهم أعضاء يف
منظمة وطنية هلا اتريخ مشهود ،استثارة عواطف الكراهية للمنافسني الذين يهددون املنظمة ،استثارة عاطفة
اخلوف من فقد العمل .
-1.4حتريك امليل إىل السلوك :حيث تقوم اإلدارة ةاتحة الفرصة أمام العاملني كفرصة املشاركة يف اختاذ
القرارات وتضعهم يف مواقف املسؤولية عن النتائج.
-5أساليب قياس االجتاهات:استعمل الباحثون طرق لقياس اجتاهات األفراد يف مواضيع خمتلفة منها:
-0.5مقياس التوافق االجتماعي ل ـ ـ ( بوقاردس :)Bogardusاهتم بقياس املسافات االجتماعات بني األفراد
استعمله بوقاردس عام 9139لقياس اجتاهات األمريكيني جتاه اجلنسيات األخرى ،يتكون من سبع درجات
تتدرج من الرفض املطلق إىل القبول املطلق (العنصرية).
-1.5مقياس (ثرستون :)Thurstonيتدرج من االجيابية املطلقة إىل السلبية املطلقة ،يتكون من خطوات :
-تعميم جمموعة من العبارات جلمع آراء العاملني جتاه األسلوب القيادي املتبع ابملنظمة.
-عرضها على خةرباء للتأكد من وضوحها ،سهولتها وخلوها من الغموض والتأويالت غري املقصودة.
-إعطاء كل عبارة القيمة اليت تناسبها على املقياس ووفقاً حلالة االجتاه من حيث االجيابية ،الس ــلبية مث حيسب
متوسـ ــط القيم املعطاة لكل عبارة.
-1.5مقياس (ليكرت :)Likertأكثر املقاييس شيوعاً واستخداما ،توضع فيه جمموعة من العبارات املتعلقة
آبراء العينة حول موضوع معني ،وتكون اإلجاابت بـ ـ ـ ـ ـ ـ :موافق بشدة -موافق -حمايد -غري موافق -غري موافق
بشدة.
-4.5مقياس (أوسجود :) Osgoodاستخدمت فيه ثالث أبعاد لدالالت املعاين :أبعاد قوة(قوي/ضعيف)
(كبري/صغري)....،اخل-أبعاد تقييمية(انجح/فاشل)( ،سار/غري سار)....،اخل ،أبعادنشاط(سريع/بطيء)
(نشيط/كسول)
-5.5االختبارات االسقاطية (:)Projective Testsتعتمد على مفهوم التحليل النفسي حيث تكشف
االختبارات عن شخصية الفرد واجتاهاته عن طريق :الصور ،بقع احلةرب ،الرسم ،تكملة اجلمل...،اخل.
اثنيا:القيـ ـ ـ ـ ــم
15
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
تعد القيم من العناصر األساسية لتكوين الثقافة الشخصية ،فهي تؤثر أتثرياً كبرياً يف حياة األفراد اخلاصة
والعملية ،ويشمل أتثريها سلوك األفراد واجتاهاهتم وعالقاهتم ،وهي بذلك توفر اإلطار الذي يوجه سلوك األفراد
واجلماعات التنظيمية داخل املنظمة وخارجها.
-0تعريف القي ــم :ليس هناك اتفاق حول تعريف حمدد و دقيق ملفهوم القيم بني الباحثني ،لكن ابلرغم من
االختالفات يف تعريفاهتم للمفهوم إال أن هناك اتفاقا بينهم من انحية املضمون.
القيم هي املعاين اليت يعطيها الفرد األمهية الكةربى والتقدير األكةرب واألولوية يف حياته ،فهي معتقدات
راسخة يف الذهن ،حيث تعمل القيم كضابط وموجه أو مرشد لسلوك األفراد يف تصرفاهتم.
يرى بوسنر و مونسن Posnerو 11979 Munsonأن القيم تعين تصديق الفرد مبا هو صح أو خطأ
مقبول أو غري مقبول ،عدل أو غري عدل ،مرغوب أو غري مرغوب فيه ،فالقيم تستخدم أثناء عمليات املقارنة
عندما يضع الناس معايري للحكم على األشياء ،نقاش ،وحتليل خيارات ،ختطيط أنشطة ،اختاذ قرارات ،حل
خالفات ،تغيري وضع قائم وإحداث تغيري.
إن لكل فرد إطاره القيمي اخلاص به الذي مييزه عن غريه ،وتكون هذه القيم ذات ثبات واستمرار نسيب
فهي قابلة للتغري نتيجة للتفاعل املستمر بني الفرد والبيئة ،لكنها أكثر رسوخا وأقل احتماال للتغيري من االجتاهات.
2
-1أنواع القيم :هناك عدة تصنيفات للقيم ميكن تلخيصها على النحو اآليت
-0.1القيم األخالقية اإلنسانية :واملقصود هبا القيم اليت ترتبط مبعايري الصواب واخلطأ ،واخليـر والشـر فـي ضـوء
املعتقدات الدينية واألعراف االجتماعية املوروثة يف كل اجملتمعات بغض النظر عن الدين أو اجلنس مثـل الصـدق
واألمانة ،والنزاهة ،املساواة ،العدالة و التسامح.
-1.1القيم االجتماعية :واملقصود هبا القيم اليت ترتبط مبعايري عالقة الفرد مع اآلخرين يف جمتمع معني ،مثل
التعاون ،واملساعدة ،والتعاطف ،واالحرتام ،واالستماع ،واحرتام الكبري.
-1.1القيم املعرفية أو العقلية :واملقصود هبا القيم اليت متثل األخالق العلمية والسمات العقلية مثل الفضول،
والعقالنية ،والدقة ،واملوضوعية.
-4.1القيم الوطنية :ويعةرب عنها ابملواطنة الصاحلة ،وتفضيل املصلحة العامة مقابل املصلحة الشخصية،
والتضحية فـي سبيل الوطن.
-5.2القيم الشخصية :القيم اليت تعةرب عن صفات خاصة ابلفرد ،مثل الصةرب مقابل التهور ،وحتمـل املسـئولية
مقابـل الالمباالة ،والثقة مقابل اخلوف ،والشجاعة مقابل اجلنب.
ضياء زاهر ،القيم في العملية التربوية ،مؤسسة الخليج العربي ،القاهرة ،9119 ،ص.12 2
16
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-6.2القيم اجلمالية :واملقصود هبا اهتمام الفرد بكل ما هو مجيل الشكل أو متناسق ،ويتميز األفراد الذين
يفضلون هـذه القيم ابمليل للفن واإلبداع والتناسق.
-1مصادر القيم :القيم اليت حيملها األفراد مل أتت من فراغ وإمنا هلا مصادر أساسية وتتمثل ابلتايل:
-1.3التعاليم الدينية :ميثل الدين املصدر الرئيسي لقيم كثرية ،ومن األمثلة على القيم اليت تتصل ابلعمل يف الدين
اإلسالمي احلديث الشريف الذي حيث على إتقان العمل ،قال رسول هللا عليه الصالة والسالم :إن هللا حيب إذا
عمل أحدكم عمال أن يتقنه" ،وكذلك حث الرسول الكرمي على عدم الغش بقوله":من غش فليس منا"1وهناك
أحاديث كثرية هتدف إىل زرع القيم احلميدة يف األفراد ،ومنها قول الرسول عليه السالم ":أعطوا األجري أجره قبل
أن جيف عرقه" ،فحثنا الرسول الكرمي على إعطاء أجر العامل دون أتخري وهذه تعتةرب قيمة عظيمة لألفراد.
-2.3التنشئة االجتماعية :يكتسب الفرد قيمه بشكل رئيسي من قبل أفراد العائلة ،وتشري نظرية أريكسون
ملراحل النمو النفسي واالجتماعي إىل العالقة الوثيقة بني الفرد وأسرته وتبدأ مع األم مث تتسع دائرة النمو لتشمل
األب واإلخوة واجلريان وزمالء اللعب ،فاألفراد يكتسبون قيمهم خالل تعايشهم بني أفراد األسرة وخالل املراحل
الدراسية املختلفة ومن خالل اتصاهلم أبفراد اجملتمع الذي يعيشون فيه وقد جند أفرادا يفضلون العيش منعزلني عن
اجملتمع والعكس صحيح .
-3.1اخلربة السابقة :تعتةرب خةربة الشخص مهمة وتظهر يف األوزان والقيم اليت يعطيها لألشياء فالسجني الذي
مل يذق طعم احلرية يفرتض أن يقدر قيمة احلرية ألنه عاىن من كبت وإهدار حلريته ،والشخص األمي الذي مل يتعلم
يعطي قيمة كبرية للتعليم بسبب حرمانه منه .
-4.3اجلماعة اليت ينتمي إليها الفرد :إن انتماء الفرد إىل مجاعة معينة يعتةرب مصدرا آخر للقيم ،فالفرد قد يغري
من قيمه بسبب أتثري ضغوط اجلماعة عليه ،فنجد أحياان أشخاصا نشئوا نشأة دينية ونتيجة دخوهلم يف مجاعة ال
هتتم ابلقيم الدينية فإن قيمهم الدينية ستتغري ،حيث تصبح قيمهم متناسقة مع قيم اجلماعة اجلديدة.
-4مفهوم القيم التنظيمية :القيم هي أحد املقاييس واملعايري السوسيولوجية اليت تعتمد يف فهم وتفسري وتشكيل
السلوك التنظيمي للعاملني واملوظفني مبختلف املنظمات على تباين أنشطتها وأحجامها ،وتعتةرب القيم من
املعتقدات اليت حيملها الشخص أو جمموعة من األشخاص أو جمتمع ويعتةربها مهمة ويلتزم هبا وحتدد له ما هو
الصح وما هو اخلطأ وما هو السيا وما هو اجليد.
تعرف القيم التنيمية أبهنا":االعتقاد الذي تبىن عليه أعمالنا يف املنظمات ،فهي عبارة عن اختيار بني الصاحل
2
والسيء ،املهم وغري املهم"
1اخلزاعلة عبد اهللا عقلة جملي ،الصراع بني القيم االجتماعية والقيم التنظيمية يف اإلدارة الرتبوية ،دار احلامد ،األردن ،دون طبعة ،دون سنة نشر ص
.12
2نفس املرجع السابق ،ص.21
17
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
تعرف القيم التنظيمية أبهنا" :اتفاقات مشرتكة بني أعضاء التنظيم االجتماعي الواحد حول ما هو مرغوب
أو غري مرغوب ،يف مكان أو بيئة العاملني ،حبيث تعمل هذه القيم على توجيه سلوك العاملني ضمن الظروف
التنظيمية املختلفة ومن هذه القيم :املساواة بني العاملني ،االهتمام ةدارة الوقت ،االهتمام ابألداء ،احرتام
1
الوقت...،اخل".
كما تعرف أبهنا ":جمموعة من املعتقدات و االجتاهات اليت توجه سلوك املديرين حنو غاايت أو وسائل
خيتاروهنا هؤالء املديرون إلمياهنم بصحتها و حتدد النهج الذي ينتهجونه يف اجنازهم ألعماهلم و إدارهتم ملنظماهتم و
2
اختاذهم لقراراهتم"
وهناك الكثري من التصنيفات للقيم اليت يتبناها العامل واليت حتدد سلوكياته التنظيمية ومنها القيم الفكرية
القيم االقتصادية ،القيم االجتماعية ،القيم السياسية ،القيم الدينية ،القيم اجلمالية واألخالقية.
-5خصائص القيم التنظيميـ ـ ــة :تتميز القيم التنظيمية مبجموعة من اخلصائص نذكر منها:
3
-ختتص القيم اإلدارية بتنمية اجلانب الروحي وتعامل الفرد ابإلنسانية السامية اليت تشركه يف اختاذ القرارات حسب
االستعداد الفكري واملقدرة العقلية.
-تعمل القيم التنظيمية على احرتام النظام وحتديد املسؤوليات كما حترتم السلطة الرمسية والتنظيم الرمسي واهليكل
4
التنظيمي وتعمل على حتقيق الطاعة هبا".
-تعتةرب القيم التنظيمية عامال إنسانيا حياكي يف الفرد وعيه وينمي فيه قدراته الفكرية وجيعله فردا مسؤوال عن قراراته
5
يف التنظيم ومطيعا لإلجراءات الرمسية فيه.
-جيب أن تكون القيم متسقة مع بعضها البعض ،حيث أن القيم اليت تنطلق يف اجتاهات متعددة تكون هدامة.
-جيب أن تكون القيم حمدودة العدد فمحاولة تبين عدد كبري من القيم ستكون مبددة للجهود ومربكة.
-جيب أن تكون القيم عملية فالقيمة اليت ال ميكن أن ترتجم إىل واقع تصبح ضعيفة ،لذا جيب أن ال تلزم اإلدارة
نفسها بقيم مستحيلة.
18
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-ينبغي أن تعزز القيم األداء فهي عبارة عن وسيلة متكينية فهي أدوات لتشكيل املنظمة من أجل أن حتقق أهدافها
األدائية.
-جيب أن تكون جذابة وتدعو للفخر لريتقي املوظفون من خالل قيم املنظمة.
-تكون قيم العمل قابلة للتدوين حىت تصبح هذه القيم واضحة ابلقدر الكايف حىت يتم االلتزام هبا ،إن القيام
بتدوين القيم له ثالثة فوائد :إذ هو يؤدي إىل توضيح الصورة العقلية هلذه القيم ،كما أنه يثري النقاش حوهلا ،ويزود
أعضاء املنظمة برسالة قابلة لالتصال".
-جيب أن تكون القيم عبارة عن قواعد ومبادئ متناسقة فيما بينها ومنسجمة ومعدودة حيث ختدم نفس
األهداف وبفعالية عالية وتشعر املوظفني ابلفخر عند تبينها فكلما زادت قيمة وأمهية هذه القيم لديهم ازدادت
فعالية أداءهم وحتسنت سلوكياهتم حنو اإلدارة وفيما بينهم ،إضافة إىل تدوين هذه القيم يف لوائح تساعد يف االلتزام
هبا ومعرفتها من قبل مجيع الفاعلني داخل التنظيم.
-4القيم وأخالقيات العمل :توجد جمموعة من العوامل اليت تؤدي إىل تردي القيم املتعلقة أبخالقيات العمل
منها:
-افتقار املوظف للقدوة احلسنة داخل العمل-وجود بعض التمييز يف املعاملة بسبب احملسوبية والواسطة.
-تردي األحوال االقتصادية مما زاد من استغالل النفوذ وقبول الرشوة.
-كثرة القوانني واإلجراءات املتعلقة ةجناز العمل .
-عدم إعطاء موضوع أخالقيات العمل العناية الكافية يف مناهج معاهد التدريب -.تعارف اجملتمع على أن
اعتبارات القرابة والصداقة هلا األولوية على اعتبارات املصلحة العامة.
-ضعف الرقابة.
-ضعف الروادع القانونية.
-5القيم الشخصية والقيم التنظيمية :جيب التفريق بني القيم الشخصية للعامل أي اليت ترتبط به والقيم
التنظيمية أي قيم العمل ،و هي اليت ترتبط ابملنظمة ،ومن الضروري خلق التوازن بني القيم الشخصية والقيم
التنظيمية.
القيم الشخصية هي قيم األفراد اليت متثل أحكامهم اخلاصة ومبادئهم اليت ينظرون من خالهلا للمواقف أو
العالقات احمليطة هبم ،فهي املبادئ واملعتقدات األساسية واملثل واملقاييس اليت تعمل مرشداً عاما للسلوك ومن أبرز
القيم الشخصية :اإلتقان ،واملبادرة ،األخالق ،والتطوير الذايت ،واملهارة والتخصص ،واألمانة.
أما القيم التنظيمية فهي جمموعة القيم اليت تعكس اخلصائص الداخلية للمنظمة اليت تعةرب عن فلسفتها
ومتثل البنود العريضة لتوجيه السلوك التنظيمي وصنع القرارات فيها ،ومن أبرز القيم التنظيمية :اجلودة ،والتنافس
والعدالة ،والنمو والتطوير ،والكفاءة ووحدة السلطة.
19
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
وإجياد التوافق بني القيم الشخصية والقيم التنظيمية يتم من خالل إجياد توافق بني القيم واالعتقادات اليت
يتبناها األفراد ،وبني القيم السائدة يف املنظمة مبا حيقق ثقافة تنظيمية واحدة متماسكة من القيم تدفع عملية
السلوك اإلداري حنو االستقرار والرضا والنجاح ،والشكل التايل يوضح نتيجة التوافق القيمي بني األفراد واملنظمة.
الشكل رقم( :)15التعارض القيمي بني القيم الشخصية والقيم التنظيمية
املصدر :حممد صدام ،اإلدارة املعتمدة على القيم اجتاه إداري حديث ،الكتاب التوثيقي لندوة اإلدارة ابلقيم ،معهد اإلدارة
العامة ،سلطنة عمان ،3002 ،ص.99
إن املدير الناجح هو الذي يتعرف على شخصية العاملني معه وقيمهم واجتاهاهتم ليحدد أساليب التعامل
معهم ،كما جيب أن يراعي عند اختيار املدير أو القائد أن يكون ذو شخصية متزنة ،قادرة على املواجهة والتحمل
والتأثري يف اآلخرين ،ابإلضافة لذلك جيب أن تكون قيمه واجتاهاته تتوافق مع قيم واجتاهات العاملني واجملتمع.
21
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
تعرف الدوافع أبهنا":حمركات أو مسببات داخلية للسلوك تدفع الفرد بوعي أو بدون وعي للقيام بعمل
معني والدوافع ما هي إال احلاجات والرغبات والتصورات اليت تؤدي إىل سلوك حمدد ظاهري للوصول إىل هدف
1
فعندما تشبع احلاجات أو الرغبات يزيد استقرار الفرد ويقل التوتر وحيصل التوازن يف سلوكه.
الدافع هو حاجة يسعى الفرد إىل إشباعها ،فالدافعية هي حاجة غري مشبعة تنبع من داخل الفرد وتؤثر يف
سلوكه وميثل الدافع السبب وراء السلوك.
وتعرف الدوافع أبهنا ":طاقة جسمية ومعنوية داخلية حمركة لسلوك الفرد ،متولدة عن تفاعالت نفسية
داخلية ،هذه الطاقة تنبهها احلوافز ،ويثريها الضغط والتوتر الناتج عن حاجات الفرد املتنوعة وغري املشبعة فيحدث
2
لديه الدافع واالستعداد العام للقيام بسلوك معني إلشباع هذه احلاجات".
حسب هذا التعريف الدافع هو جموعة من القوى الكامنة داخل الفرد اليت توجه وتدفع الفرد للتصرف
بطريقة معينة ،فمثال الطالب يعمل يف حبثه طوال الليل واهلدف من ذلك أن يكون حبثه مميزا ،إذا فالتميز كان دافعا
له للعمل.
يعرف سلوك الدافعية أبنه القوة اليت حترك وتثري الفرد؛ لكي يؤدي العمل ،أي قوة احلماس أو الرغبة للقيام
مبهمة العمل ،وهذه القوة تنعكس يف كثافة اجلهد الذي يبذله الفرد ،ويف درجة مثابرته واستمراره يف األداء ،ويف
3
مدى تقدميه ألفضل ما عنده من قدرات ،ومهارات يف العمل.
4
ويعرف ميلفني الدافعية أبهنا ":جمموعة من العوامل الداخلية النشطة ،والقوة املوجهة لتصرفات اإلنسان".
ميكننا القول أبن السلوك أو األداء هو حمصلة لكل من الدافعية والقدرة وظروف العمل أي أن :
السلوك = الدافعية × القدرة × ظروف العمل
والغاية األساسية من دراسة الدوافع هي معرفة مسببات السلوك من أجل تفسريه وحماولة ضبطه على اعتبار
أن اإلنسان لديه حاجات داخلية عديدة تؤثر يف تصرفاته املرئية.
الشكل رقم ( :)11دوافع السلوك
أيس
سلوك عدائي
انسحاب
فريد كورتل ،إدارة املوارد البشرية ،مكتبة اجملتمع العريب للتوزيع والنشر ،إعادة
1
.3099احملاولة
2أبو شيخة اندر ،إدارة املوارد البشرية إطار نظري وحاالت عملية ،دار صفاء للنشر والتوزيع.3090 ،
3اثئر سعدون حممد ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال ،الطبعة األوىل ،مركز البحث وتطوير املوارد البشرية ،األردن ،3099 ،ص.91
4نفس املرجع والصفحة.
21
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
املصدر :عبد هللا بن عبد الغين الطجم ،طلق بن عوض هللا السواط ،السلوك التنظيمي:املفاهيم-النظرية-التطبيقات ،دار
حافظ للنشر والتوزيع ،السعودي ،3009ص.901
من خالل الشكل فإن نقطة البداية واالنطالق تتمثل يف الشعور بنقص أو حاجة أو مطلب أو رغبة
وهذا ي سبب حالة من التوتر والقلق وعدم االرتياح لدى الفرد ،و هذه احلالة ختلق لديه دافعاً معيناً موجهاً
للحصول على ما حيقق له ختفيف النقص وإشباع احلاجة ،فإذا ما جنح يف ذلك زالت حالة التوتر ،وإذا ما وقف
عائق أمام حتقيق ذلك يصاب الفرد ابإلحباط وخيبة األمل ،وقد يكون ذلك سبباً يف رد فعل معني يصدر منه.
-1وسائل خلق الدافعية يف العمل :من أهم الوسائل خللق الدافعية احلوافز أبنواعها املختلفة حيث تلجأ اإلدارة
إليها من أجل حتسني مستوى األداء والقضاء على روح التسيب وعدم االكرتاث لدى بعض العاملني ،ومن أهم
األساليب اليت تلجأ إليها اإلدارة يف هذا الشأن مايلي :
-1.2األجر النقدي :ولكن يشرتط يف هذا األسلوب أن حيقق شرطني مها ،أن يرتبط األجر بصورة مباشرة مع
مستوى األداء ،وأن حيقق األجر شعورا ابلعدالة ابلنسبة لألفراد داخل املنظمة اليت يعملون هبا ومقارنته ابألعمال
املشاهبة يف منظمات أخرى.
-2.2املشاركة ابإلدارة :أي املشاركة ابختاذ القرارات اإلدارية وخاصة املتعلقة بوضع األهداف وحتديد السياسات
والةربامج واألنظمة الالزمة لتحقيق األهداف.
-3.2إثراء العمل :ويقصد به جعل األعمال وما تنطوي عليه من مهمات أكثر جاذبية لألفراد.
د-األمن واالستقرار يف العمل :فالشعور ابألمان يعتةرب حافز لألداء اجليد والفعال.
ه-املبارايت الفردية واجلماعية :حيث تزيد دافعية األفراد للقيام ابلسلوك املرغوب فيه.
-1توظيف الدوافع يف إدارة السلوك التنظيمي :تلجأ اإلدارة إىل استثمار مفاهيم الدوافع من اجل التأثري على
السلوك التنظيمي وتوجيهه مبا حيقق أهداف املنظمة ،وتتمثل فائدة معرفة دوافع األفراد يف أهنا توفر األساس لبناء
نظم احلوافز وهتيئة الظروف التنظيمية وإعداد املناخ الداخلي يف املنظمة مبا يساعد على إشباع الرغبات اليت تعةرب
عنها دوافع األفراد ،ومن مث توفر األساس لتفعيل الدوافع وحتويلها من طاقة كامنة غري فاعلة يف توجيه السلوك
التنظيمي إىل قوى حمركة تدفع السلوك يف االجتاهات املتوافقة مع أهداف املنظمة.
وتعتةرب نظم إدارة املوارد البشرية يف األساس هي اآللية الرئيسية لتحريك الدافعية واستثمارها إلدارة األداء
والتعبري املرادف إلدارة السلوك التنظيمي ،وتبدأ اإلدارة بتجهيز جمموعة احلوافز واملغرايت اليت تقدمها للفرد منذ
حلظة االختيار.
اثنيا :احلوافز
22
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ال يوجد سلوك دون دافع يكمن و راءه ،لذا وجب حتريك تلك الدوافع عن طريق احلث واإلاثرة من خالل
أدوات ووسائل معينة حيبها األفراد ويتمنوهنا ،تلك اليت يطلق عليها احلوافز.
-0تعريف احلوافز :متل احلوافز عوامل خارجية مادية أو معنوية تؤثر يف سلوك األفراد.
تعرف احلوافز أبهنا":العوامل اليت تدفع العاملني يف الوحدة اإلنتاجية إىل العمل بكل قواهم لتحقيق
1
األهداف املرسومة"
يهدف حتفيز األفراد إىل رفع كفاءهتم وزايدة والئهم للمنظمة والتأثري يف سلوكهم وتوجيه هذا السلوك مبا
يتماشى مع حتقيق األهداف االقتصادية املثلى من املنظمة ،لذلك البد من كشف وحتديد الدوافع اخلاصة بكل
فرد ودرجة األمهية ابلنسبة له لتصميم سياسات حتفيزية حتقق اإلشباع لدى هؤالء األفراد.
يتمثل الفرق بني الدوافع واحلوافز يف أن الدوافع داخلية ويطلق عليها احلاجات أو الرغبات أو الغرائز أما
احلوافز فهي عوامل خارجية ،أي املثري اخلارجي الذي حيرك يف نفس الفرد الدوافع للقيام بعمل معني ،والصلة بني
الدافع واحلافز صلة وثيقة كاليت تربط املثري واالستجابة.
-1أنواع احلوافز :هناك عدة تقسيمات للحوافز ،حسب طبيعتها ،ونوعها ،و عدد األفراد املستفيدين منها.
-0.2تقسيم احلوافز حسب طبيعتها :حيث تقسم من حيث طبيعتها إىل:
أ-احلوافز املادية :مثل زايدة الرواتب واملكافآت.
ب-احلوافز املعنوية :مثل خطاابت الشكر وشهادات التفوق.
-2.2تقسيم احلوافز حسب طبيعة املستفيدين :حيث تقسم حسب األفراد املستفيدين منها إىل:
أ-احلوافز الفردية :مثل تقدمي مكافآت ألفضل موظف أو خطاب شكر للموظف املثايل.
ب-احلوافز اجلماعية :تقدمي جائزة ألفضل قسم أو إدارة.
-1.2تقسيم احلوافز حسب نوعها :حيث تقسم حسب نوعها إىل:
أ-احلوافز االجيابية :مثل تقدمي مكافأة مالية ألحد املوظفني يعتةرب حافز مادي إجيايب.
ب-احلوافز السلبية:مثل اخلصم من الراتب يعتةرب حافز مادي سليب ،اإلنذار هو حافز معنوي سليب.
الشكل رقم( :)11أنواع وتقسيمات احلوافز
1زويلف مهدي ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية :منظور كمي ،ط ،9دار جمدالوي ،عمان.9112 ،
23
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
املصدر :زويلف مهدي ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية :منظور كمي ،ط ،9دار جمدالوي ،عمان ،9112 ،ص.12
-1شروط فعالية احلوافز يف املنظمات :إن عدم توفر احلوافز املناسبة ينعكس سلبًا على مستوى الرضا الوظيفي وهذا
بدوره قد يفقد املوظف احلماسة واإلحساس أبمهية العمل ،فتنخفض روحه املعنوية ورغبته يف األداء بفعالية ،وهذا
ابلطبع ينعكس على كفاءته يف العمل نتيجة لعدم الرضا وابلتايل ينخفض مستوى أدائه الوظيفي.
ولكي تكون احلوافز املادية للعاملني فعالة وحتقق أهداف املنظمة جيب أن تضم الركائز التالية:
-أن يكون احلافز عادال ويطبق وفقا للقوانني واللوائح اإلدارية النافذة على اجلميع.
-أن يكون مناسبا ملا بذله العامل من جهود يف العمل.
-أن يكون متوافقا مع املعدالت احملددة لألداء.
-أن يكون مشبعا للحاجات اإلنسانية واالجتماعية والنفسية.
-يتوافق مع طبيعة العمل ودرجة صعوبته وتعقيداته.
اثلثا:نظرايت الدوافع واحلوافز :صيغت جمموعة من النظرايت للدوافع واحلوافز .وفيما يلي تعريف أبهم هذه
النظرايت
-0النظرية التقليدية (الكالسيكية :)traditional theoryصاحب هذه النظرية هو" فريدرك اتيلور" وقد
نظر إىل العامل على أنه رجل اقتصادي ،كل مهه أن يزيد دخله املادي فقط ،ومن مث فإن زايدة إنتاجيته مرتبطة
بنظام سليم لألجور التشجيعية ،فزايدة احلافز على العمل والتحكم فيه أتيت عن طريق األجور.
-1نظرية تغيري السلوك ( :)Behavior Modificationيسمى أصحاب هذا الفكر من علماء النفس
ابلسلوكيني ،وتستند وجهة نظر السلوكيني يف تفسري السلوك على ما يسمى" بقانون األثر" ،فالسلوك الذي ترتتب
عليه نتائج سارة للفرد هو السلوك الذي سيقوم الفرد بعد ذلك بتكراره ،أما السلوك الذي يرتتب عليه نتائج غري
سارة ،فإن الفرد سيتوقف عنه.
-1نظرية ذات العاملني ( :)Two factors Theoryلـ ـ ـفريدريك هريزبرغ تركز هذه النظرية على دور العمل
وظروفه يف حياة األفراد العاملني ،حيث قام بدراسة استطالعيه لفهم شعور العاملني املتعلق ابألعمال اليت يؤدوهنا
وقد توصل من تلك الدراسة إىل تصنيف فئتني من العوامل :الفئة األوىل العوامل الدافعة ،والفئة الثانية :العوامل
24
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
الوقائية ،تشمل العوامل الدافعة :الشعور ابإلجناز ،إدراك الشخص لقيمة عمله ،أمهية العمل نفسه وكونه إبداعياً
وفيه نوع من التحدي ،املسؤولية ،مدى حتكم الشخص يف وظيفته ،ومدى مسؤوليته عن اآلخرين ،إمكانية التقدم
يف الوظيفة ،أي مدى ما توفره الوظيفة من فرص الرتقي يف السلم الوظيفي،التطور والنمو الشخصي الفئة الثانية
وهي العوامل الوقائية Hygienic Factorsفتشمل :سياسة املؤسسة وإدارهتا ،منط اإلشراف السائد فيها
العالقات مع الرؤساء ،ظروف العمل وطبيعته ،الراتب أو األجر ،املركز االجتماعي ،األمن الوظيفي.
-4نظرية احلاجات اإلنسانية Human Needs Theoryأشهر النظرايت عن دوافع اإلنسان قدمها إبراهام
ماسلو يف عام ،9129وتقوم نظرية ماسلو على عدد من االفرتاضات هي :احلاجات األساسية (فسيولوجية)
( املأكل ،املشرب املسكن ،امللبس) ،احلاجات األمنية أو احلاجة لألمن (احلماية ضد األخطار ،األمن الوظيفي ـ
التأمينات) ،احلاجات االجتماعية (الصداقة واالنتماء ،العالقات االجتماعية) ،حاجات تقدير الذات (املركز،
احرتام النفس ،احرتام اآلخرين) ،حاجات إثبات الذات أو حتقيق الذات (التقدم ،اإلبداع) ،يتضح من من
العناصر يف هلرم ماسلو أن اإلنسان مدفوع إلشباع سلسلة من مخس حاجات تبدأ ةشباع احلاجات األساسية مث
تنتقل إىل احلاجات األعلى أو األرقى.
-5نظرية التوقع Expectancy Theoryتقوم هذه النظرية ل ـ ـ ـ ( فروم ،وبورتر ،ولولر ) على افرتاض أن
سلوك الفرد مبين على عمليه إدراك وحتليل ومفاضلة بني البدائل املتاحة للقيام بسلوك معني ،وموازنة للكلفة
والفائدة املتوقعتني لكل بديل من تلك البدائل ،ويسلك الفرد بعد تلك العملية العقالنية السلوك الذي يتوقع أن
حيقق له أكثر الفوائد أبقل التكاليف ،وأقل الصعوابت واستمرارية األداء والدافع تعتمدان على قناعة العامل
ورضاه ،ومها حمصلة إدراكه ملدى العالقة اإلجيابية بني املكافأة اليت حيصل عليها وبني ما يدرك ويعتقد أنه يستحقه.
-1نظرية مستو الطموح :يرى دعاة هذه النظرية ( ليفني ) Lewinأن هدف الفرد وطموحه قد يشكل
الدافع الرئيسي للقيام ابلعمل ،حيث يفسرون الدافعية أبهنا حمصلة التفاعل بني خةربات اإلجنازات السابقة ،
واهلدف الذي يسعى إليه الفرد من وراء حتقيق تلك اإلجنازات ،وما يولده ذلك من مشاعر النجاح .فمستوى
الطموح هو مستوى اإلجناز املرتقب ،الذي يتوقع العامل أن يصل إليه يف مهمة عادية ،مع معرفته مبستوى إجنازه
سابقاً ،والفرق بني مستوى اإلجناز السابق ومستوى الطموح ،يسمى "بفرق اهلدف" ،والفرق بني مستوى الطموح
ومستوى اإلجناز اجلديد هو" فرق اإلجناز" ،وهو ما حيدد مشاعر النجاح أو الفشل لدى اإلنسان.
يف األخري ميكننا القول أن الدوافع واحلوافز تعتةرب من املؤثرات األساسية اليت تلعب دورا هاما وحيواي يف
سلوك األفراد ومن خالهلا ميكن خلق الرغبة لديهم يف األداء األمر الذي ميكن معه القول إن قدرة املنظمات على
حتقيق أهدافها تتوقف إىل حد كبري على جناح اإلدارة يف توفري القدر الكايف من الدافعية لدى األفراد ووضع نظام
فعال للحافز الذي يوجه إلاثرة الدوافع اليت بدورها تدفع العاملني لإلنتاج وحتقيق هلم الرضا.
احملاضرة رقم ( :)15اإلدراك والتعلم
25
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
26
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1خطوات عملية اإلدراك :تتم عملية اإلدراك بصورة عامة عند أي إنسان وفق اخلطوات واملراحل التالية:1
-0.1اإلحساس ابملثريات احمليطة:تبدأ عملية اإلدراك بوصول املثريات إىل مراكز االستقبال احلسية(احلواس) ،مث
تبدأ أدوات االستقبال بنقل هذه املثريات إىل املخ ،وهنا يلعب اجلهاز العصيب املركزي لإلنسان دورا هاما يف عملية
حتويل املعلومات عن املثريات.
-1.1االنتباه:نظرا لتوافر املثريات بشكل كبري وال هنائي فإن الفرد يوجه اهتمامه ألحد أو بعض املثريات ويركز
عليها دون غريها ،ومن مث يوجه حواسه إليها وينبهها كي تستقبل هذه املثريات فقط.
-1.1تسجيل املعلومات وتنظيمها:يوصل اإلحساس معلومات خام للمخ ،حيث يقوم بتخزين هذه املعلومات
وتنظيمها يف أشكال ذهنية وتصنيفها وترتيبها يف وحدات وجمموعات مستقلة على أساس التشابه أو التكامل أو
التقارب.
-4.1التفسري والتأويل :وهي مرحلة تتمثل يف االنتقاء من بني املعلومات املنظمة أو املخزنة يف اجلهاز العصيب
وإعطائها معىن حيدد داللتها حسب فهمها يف ضوء مدركات الفرد هلا ،ويف ضوء شخصيته ،وقيمه ،وخةرباته وهنا
تلعب اللغة دورا مهما يف فهم هذه املدركات ،وتعد هذه املرحلة أهم جانب معريف يف عملية اإلدراك.
-5.1االستجابة السلوكية :وهي مرحلة التصرفات السلوكية اليت تتمثل يف إقدام الفرد على سلوك معني يف ضوء
تفسريه وأتويله للمدركات ،وقد أتخذ االستجابة صورة سلوك ظاهر أو مسترت يتمثل يف تكوين مشاعر أو
اجتاهات داخلية جتاه املثري ،وعادة ما يرتتب على السلوك الظاهر أو املسترت نتائج قد تكون اجيابية أو سلبية
تنعكس على الفرد أو املنظمة أو كليهما.
عملية اإلدراك املتكاملة تتم كاآليت:2
-يشعر اإلنسان ابملثريات اخلارجية ويستقبلها من خالل احلواس اإلنسانية.
-خيتزن اإلنسان يف ذاكرته معلومات ومعاين كثرية كنتيجة خلةرباته السابقة وإدراكه ألشياء سبق له استشعارها.
-يقارن اإلنسان ما مت استقباله من مشاعر جديدة ابملعلومات واملعاين املختزنة يف ذاكرته ،ومن مث يستطيع
اكتشاف معاين جديدة هلا ويصنفها يف تكويناهتا املناسبة.
-1العوامل املؤثرة يف اإلدراك 3:هناك العديد من العوامل اليت تؤثر على إدراك األفراد وهي:
-0.1العوامل الداخلية :وهي جمموعة العوامل اليت تؤثر يف الشخص املدرك أثناء عملية اإلدراك ،واليت تنبع من
ذات الشخص نتيجة ما يشعر به من تفاعل بني العمليات اجلسمية ،العقلية،واالنفعالية واالجتماعية اليت يعيشها،
وتتحدد هذه العوامل يف:
27
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
أ-احلالة النفسية للشخص املدرك :أي احلالة اليت يشعر هبا الشخص املدرك أثناء استقباله ملثري ما وتفاعله معه،
هل هو يف حالة من الرضا و السرور ،أم يف حالة من الضيق واالكتئاب ،هل هو يف حالة عقلية أو جسمية
تسمح له ابدراك هذا املثري ،أم أن قدراته العقلية أو اجلسمية تكاد تكون عاجزة عن إمتام عملية اإلدراك لسبب أو
آلخر ،كما تتأثر احل الة النفسية للفرد أثناء إدراكه للمثريات املختلفة مبا لديه من ميول أو اجتاهات وقيم جتاه
الشيء املدرك.
ب-توقع الفرد للمثري من عدمه :أي أن إدراك الفرد ملثري ما يتناثر مبا إذا كان هذا الفرد يف حالة توقع لتعرضه
هلذا املثري بكيفية معينة ،أم أن هذا املثري قد واجهه بشكل مفاجا مل يكن ينتظره ،فكلما كان الفرد مهيئا
الستقبال مثري معني كلما كان هتيؤه هذا يف صاحل عملية اإلدراك ذاهتا ،حيث تتم العمليات الذهنية الداخلية يف
عملية اإلدراك نتيجة االرتباطات العصبية املكونة حلالة التهيؤ تلك.
ج-خربة سابقة حول املثري املدرك من جانب الفرد :أي ان ما لدى الفرد من معلومات وصور عقلية خمتلفة
وخمتزنة لديه عما يواجهه يف احلياة من مواقف متنوعة(مثريات تتدخل بشكل حاسم يف حتديد هوية املثري املدرك)،
وكلما كان هذا املثري املد رك جديدا وليس له صورة ذهنية سابقة كلما كانت عملية اإلدراك أصعب وحتتاج إىل
جهد أكةرب .
-1.1العوامل اخلارجية :ويقصد هبا جمموعة العوامل اليت تتصل ابملثري املدرك نفسه ،واليت حتيط ابلفرد وتسهم يف
حتديد ردود فعله(سلوكه) وهي:
أ-شدة املثري :إن إدراكنا للصوت املرتفع يكون أسرع من إدراكنا للصوت املنخفض لو تساوت الظروف األخرى،
كما أن إدراكنا للضوء املبهر أسرع من الضوء اخلافت وهكذا.
ب-تكرار املثري :إن عرض إعالن معني على مسافات حمددة ولعدد كبري من املرات يرتك اثر اكةرب على إدراك
الشخص(مما يؤدي إىل فهم الرسالة اليت يعةرب عنها اإلعالن) مما لو كان اإلعالن ملرة واحدة أو ملرات غري منتظمة.
ج-درجة االختالف بني املثري وعدد من املثريات احمليطة به :إن الفرد يسهل إدراكه لبناية من عشر طوابق بني
جمموعة من املنازل ال يتعدى ارتفاعها ثالث طوابق ،كما انه يسهل علينا أن منيز الشخص طويل القامة بني
جمموعة قصار القامة مثال.
د-حركة املثري :فاإلعالن الذي يتضمن جمموعة من الصور املتحركة يكون أسرع يف اإلدراك مما لو تضمن اإلعالن
نفس اجملموعة من الصور وبشكل اثبت.
ه-حداثة املثري :يسهل على الفرد أن يلتفت إىل املثريات اليت تقابله ألول مرة مقارنة ابملثريات اليت تعود على
التعامل معها ،مما يساعد على سرعة عملية اإلدراك.
-4اإلدراك والسلوك التنظيمي :خيتلف األفراد العاملني يف فهمهم وإدراكهم للظروف اليت حتيط هبم واملثريات
اليت تتضمنها ،فتختلف سلوكياهتم الضمنية املسترتة أو الظاهرة حسب أتثرهم ابدراكاهتم وفهمهم للظروف والواقع
28
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
واملثريات احليطة هبم يف املنظمة ،حيث أن هذه املثريات اليت يتلقاها األفراد يف املنظمات من خالل حواسهم واليت
تتم من خالل عمليات إدراكية ،تنتهي بتكوين تفسريات ومعاين معينة ختتلف من عامل آلخر ،فتتكون انطباعات
ذهنية لدى األفراد عن كل ما حييط يهم يف املنظمة من مناخ تنظيمي ،ويف ضوء هذه االنطباعات و االدراكات
تتحدد اجتاهات األفراد و أتثر على سلوكهم التنظيمي ،وابلتايل فمن املهم أن يتم التعرف على هذه العوامل
والعمليات واملثريات املختلفة اليت تكون انطباعات وادراكات األفراد العاملني يف املنظمة ،لفهم ومعرفة
االختالفات يف ادراكات األفراد ،وردود أفعاهلم املختلفة ابلرغم من عملهم يف نفس املنظمة.
اثنيا:مفهوم التعلم النظيمي
حيتل مكانة هامة يف تفسري السلوك اإلنساين يعتةرب التعلم أحد املقاييس واملعايري السيكولوجية اليت تؤخذ
كأساس لقياس السلوكات التنظيمية للعاملني مبختلف املنظمات.
-0تعريف التعلم :ميثل التعلم العملية اليت من خالهلا ميكن إحداث تغيري دائم يف السلوك من خالل املمارسة
والتجارب.
1
يعرف التعلم أبنه ":عملية اكتساب املعرفة ونشر املعلومة والقدرة على التكيف بنجاح مع الظروف املتغرية"
يعرف التعلم أبنه امليل لالستجابة حتت أتثري اخلةربة املكتسبة ،مبعىن أن اإلنسان إذ يكتسب مزيدا من اخلةربة
والتجربة جنده مييل إىل التصرف والسلوك أبشكال ختتلف عن أشكال السلوك اليت كان أيتيها قبل مروره بتلك
2
اخلةربات والتجارب.
3
عرف Argirsالتعلم التنظيمي أبنه تلك العملية اليت يتم من خالهلا اكتشاف األخطاء وتصحيحها.
وقد عرف Huberالتعلم التنظيمي على أنه توظيف للمعلومات واملعارف املكتسبة لتغيري األمناط
4
السلوكية.
كما عرفه فايول أبنه العملية املؤدية و إىل حتسني العمل من خالل املعرفة الفضلى والفهم األحسن ،وهو
بذلك يوصي بتوظيف املعرفة واالهتمام ابلتعلم .أما هربرت ساميون فيعطي معىن أكثر مشوال حيث عرف التعلم
الوظيفي أبنه التبصر وتعريف املشكالت التنظيمية بنجاح من قبل األفراد وتنعكس أيضا على العناصر اهليكلية
5
واملخرجات التنظيمية.
1جنم عبود ،إدارة املعرفة املفاهيم واالسرتاتيجيات والعمليات ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،عمان ،3001 ،ص.11
2علي السلمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.922
3
Argyris Chris, Douple Loop Learning, Harvard Business Review, Sep, 2119,115.
4
James G. March, Organization Science, Vol. 2, No. 1, Special Issue: Organizational Learning: Papers in
Honor 1991, pp. 88-115
5درة عبد الباري ،املنظمة الساعية للتعلم املستمر ،املفهوم والدالالت للمؤسسات األكادميية والرتبوية العربية يف أوائل القرن احلادي والعشرين رسالة
املعلم ،اجمللد ،29العدد .9
29
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ومنه ميكن تعريف التعليم التنظيمي أبنه العملية ،أو جمموع العمليات والنشاطات اليت تسعى املنظمة من
خالهلا إىل حتسني قدراهتا الكلية ،وتطوير ذاهتا وتفعيل عالقاهتا مع بيئتها والتكيف معها سواء اخلارجية أو
الداخلية ،وتعبئة العاملني ،ليكونوا أكثر محاسأ ودافعية.
-1مبادئ التعلم :هناك جمموعة من املبادئ لإلدراك تتمثل يف:
1
1حممد الفاتح حممود بشري املغريب ،السلوك التنظيمي ،دار اجلنان للنشر والتوزيع ،عمان ،3099 ،ص.10
2جالب إحسان دهش ،إدارة السلوك التنظيمي يف عصر التغيري ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،3099 ،ص.30
31
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
يصل الطعام إىل فمه ،بل أن اللعاب يبدأ ابلسيالن عندما يسمع الكلب وقع خطى الشخص الذي كان حيمل
إليه الطعام يف غرفة االختبار ،وأعاد "ابفلوف" صوت اجلرس مع النور ،وقام بتقدمي الطعام للكلب عندما الحظ
إن لعاب الكلب بدا يسيل مبجرد إضاءة املصباح دون مساع صوت اجلرس(االشرتاط عايل الدرجة) ،عندها
استنتج أن املنبه الشرطي األول(اجلرس) أصبح منبها طبيعيا وليس شرطيا ،وأصبح الضوء (مثري حمايد) منبها
شرطيا ،ومن هنا استنتج أن التالزم بني املثري الطبيعي واملثري احملايد قد أدى إىل انقالب املثري احملايد إىل ما يطلق
عليه مثري شرطي ،مبعىن االستجابة أصبحت مشروطة بوجود مثري كان يف األصل حمايدا وأصبح اآلن مؤداي إىل
االستجابة نفسها.
-1.1نظرية االرتباط الوسيلي(اإلجرائي) :وفق هذه النظرية فان اإلنسان يتجه إىل إتباع السلوكيات اليت يرغب
ابحلصول منها على النتائج وينسى السلوك الذي يسبب له عدم الرضا ،هذه النظرية تتكون من (البيئة ،السلوك
اإلجرائي ،التدعيم) ،والتدعيم ماهو إال تعزيز أي خطوة يقوم هبا اإلنسان وتوصله إىل اهلدف ضمن البيئة اليت
يعمل هبا ،أو يف الظروف احمليطة به ،بينما السلوك اإلجرائي يقصد به كافة االستجاابت التلقائية دون ارتباطها
مبثريات حمددة واليت ينجزها اإلنسان للوصول إىل اهلدف.
-1.1نظرية التعلم ابملالحظة والتقليد:أي أن اإلنسان يالحظ سلوك اآلخرين ويتعلم السلوك األفضل ،عن
طريق املالحظة والتقليد ،حيث أن هذا التعلم حيدث تغيريا يف سلوك اإلنسان ومبا يتناسب مع طبيعته وقيمه
وثقافته ،وعملية التعلم هنا تبدأ ابملالحظة ،مث التحليل ،مث التفكري ،مث إجياد احلل حيث يعتمد هذا التفكري على
تنظيم املشكلة ،حتليلها ،تفسريها.
-4.1نظرية التعلم عن طريق احملاولة واخلطأ :أتباع اإلنسان سلوكيات خمتلفة عن طريق التجربة ،التكرار،
واحملاولة والوقوع يف اخلطأ ،وتنطلق هذه النظرية من أن االرتباط بني املثري واالستجابة يتشكل حسب خةربة
اإلنسان بنتائج احملاوالت ويتعلم السلوك األفضل من خالل احملاولة واخلطأ وخيلى عن السلوك اخلاطا.
31
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
هناك بعض املصطلحات ترتبط مبفهوم الضغوط منها :القلق هو نتيجة نفسية لتعرض الفرد للضغوط وهو حالة نفسية تعةرب عن عدم شعور الفرد
ابلراحة أو السعادة اجتاه املستقبل ،اإلحباط هو نتيجة للضغوط وهو شعور داخلي حيس به الفرد نتيجة عدم قدرته على حتقيق أهدافه ،اإلجهاد هو
نتيجة فسيولوجية للضغوط وهو عدم قدرة الفرد على حتمل ومواجهة الضغوط.
1عبد الرزاق الرحاحلة ،زكراي امحد العزام ،مرجع سبق ذكره ،ص.991
االحرتاق الذايت أو النفسي:شعور الفرد ابلتعب واإلهناك وعدم وجود دافع و يشعر أبن ما يقدمه غري مرغوب به وغري مهم ،من أمراض العصر اليت
ابتت تؤرق الكثريين بسبب كثرة الضغوط يف عصر السرعة ،وهذا ما يؤدي إىل عواقب وخيمة.
2اعتدال معروف ،مهارات مواجهة الضغوط ،مكتبة الشقري ،الرايض 3009 ،ص .93
3حممد صالح الدين أبو العال ،ضغوط العمل وأثرها على الوالء التنظيمي ،مذكرة ماجستري ،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية
غزة -فلسطني ،3001ص .1
32
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
مما سبق ميكننا أن نستنتج أن ضغوط العمل هي جمموعة من املثريات اليت تتواجد يف بيئة عمل األفراد و
اليت تنتج عنها جمموعة من ردود األفعال اليت تظهر يف سلوك األفراد يف العمل ،أو يف حالتهم النفسية واجلسمانية
أو يف أدائهم ألعماهلم.
-1عناصر ضغوط العمل 1:نتيجة لضغوط العمل الذي يواجهها الفرد يف عمله واليت تتفاوت من فرد ألخر
فبعضها يكون شديد أو متوسط أو خفيف وقد تكون دائمة أو مؤقتة وكل فرد يستجيب هلذه الضغوط حسب
شخصية وقدراته يف االستجابة والتكيف ومدى حتمله ،وتظهر على الفرد أعراض مألوفة مثل :التوتر القلق ،األرق،
وعدم القدرة على التكيف والصعوابت يف اجلهاز اهلضمي وارتفاع ضغط الدم ،وقد بني واالس وسيز الجي أن
الضغوط جتارب داخلية ختلق وتولد عدم توازن نفسي أو فيزيولوجي للفرد وهي تكون نتيجة العوامل يف البيئة
اخلارجية (املنظمة والشخص) عناصر رئيسية للضغوط يف العمل تتمثل يف:
-0.1عنصر املثري :ميثل املثريات األولية الناجتة عن مشاعر الضغوط ويكون مصادرها البيئة أو املنظمة أو الفرد.
-1.1عنصر االستجابة :ميثل ردود الفعل الفيزيولوجية والنفسية والسلوكية اليت يبديها الفرد مثل القلق والتوتر
واإلحباط.
-1.1عناصر التفاعل :وهو التفاعل بني العوامل املثرية والعوامل املستجيبة.
وهبذا يكون ضغط العمل يتكون من ثالثة عناصر هي :املشاعر وردود الفعل والتفاعل ،حبيث يشعر الفرد
ابملثريات األولية مث ينتج عن ذلك الشعور ردود فعل فيزيولوجية ونفسية وسلوكية حاصال بذلك تفاعال بني العوامل
2
املثرية والعوامل املستجيبة.
وهناك من يضيف عنصرين آخرين لضغوط العمل مها عنصر اإلدراك و عنصر الفروق الفردية.
أ-عنصر االدراك:يتمثل االدراك يف استقبال املثريات وتفسريها وترمجتها الىى سلوك حمدد ،فمن خالل عملية
االدراك يستطيع الفرد ان حيدد وضعيته اجتاه ضغوط العمل.
ب-عنصر الفروق الفردية:تتمثل الفروق الفردية يف تلك املتغريات الضخصية اليت تؤثر يف سلوك االفراد مثل:
3
السن،اجلنس،اخلةربة..اخل.
لقد اثبتت الدراسات ان للفروق الفردية اتثري كبري يف درجة اختالف استجاابت الفرد لضغوط العمل ويف
4
التعامل معها والسيطرة عليها.
1معن حممود عياصرة ،مروان حممد بن أمحد ،إدارة الصراع واألزمات وضغوط العمل ،دار احلامد ،األردن ،ص.993
2نفس املرجع ،ص.993
البشرية ابملؤسسة الصناعة دارسة ميدانية مبؤسسة إنتاج الكهرابء -سونلغاز مذكرة
شفيق شاطر ،أثر ضغوط العمل على الرضا الوظيفي للموارد ٌ
3
تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري ،ختصص ،إدارة أعمال ،جامعة أحممد بوقرة بومرداس ،3090 ،ص.11
4فاروق عبده فلٌه ،حممود عبد اجمليد السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص.909
33
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
املصدر :اندرودي سيزالقي ،ماك جي ،االس ،السلوك التنظيمي وتقييم األداء ،ترمجة جعفر أبو القاسم امحد،الرايض ،معهد
اإلدارة العامة ،دون سنة نشر ،ص.910
اثنيا:أنواع ضغوط العمل للموظفني :لضغوط العمل عدة أنواع وجمموعة من العناصر ،سيتم التطرق هلا فيما يلي:
1
-0أنواع ضغوط العمل :هناك أنواع متعددة لضغوط العمل ميكن تصنيفها وفق عدة معايري منها:
-0.0وفق اخاثر املرتتبة عنها :وتنقسم إىل نوعني:
أ-الضغوط االجيابية :وهي الضغوط املفيدة اليت هلا انعكاسات اجيابية حيث يشعر الفرد ابلقدرة على اإلنتاج
واجناز املهام بسرعة وحسم ،كما أن هلا أاثر نفسية واجيابية تتمثل فيما تولد لديه من شعور ابلسعادة والسرور
وينعكس هذا يف جممله على إنتاجية العمل ،حيث أن املهام اليت تنفذ بتفوق هي احملددة ةطار زمين لتنفيذها ،أما
غري احملددة فهي حىت ولو أجنزت بدون إطار زمين فان اجنازها ميكن أن يكون بطريقة سيئة وغري مقبولة.
ب-الضغوط السلبية :هي الضغوط املؤدية ذات االنعكاسات السلبية على صحة ونفسية اإلنسان ومن مت
تنعكس على أدائه وإنتاجيته يف العمل مثل تلك الضغوط ندفع يف الواقع مثنها ابإلحباط وعدم الرضا عن العمل.
اجلدول رقم( )10الفرق بني الضغوط السلبية واالجيابية لضغوط العمل
املصدر :عبد الرمحان بن أمحد حممد اهليجان ،ضغوط العمل :مصادرها ونتائجها وكيفية إدارهتا،ط ،0مكتبة الفهد الوطنية
الرايض 9111 ،ص .90
1علي بن محد بن سلمان النوشان ،ضغوط العمل وأثرها على اختاذ القرارات ،دراسة مسحية على القيادات االدارية يف عدد من األجهزة األمنية
واملدنية ،رسالة ماجستري ،أكادميية انيف العربية للعلوم األمنية ،الرايض, 3009 ،ص.92
34
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
يتنب من اجلدول السابق أنه ليست الضغوط كلها سلبيات ،وإمنا هلا اجيابيات كثرية ،رغم أنه عند النظر
الضغوط يتبادر للذهن فقط اجلوانب السلبية للضغوط ،ومبا أن الضغوط حالة طبيعية يف احلياة وال ميكن جتنبها
1
لذلك من األفضل االستفادة من اجلوانب االجيابية فيها.
-1.0من حيث الشمول :قسمت ضغوط العمل إىل:
أ-ضغط كلي شامل :وهو الضغط السائد على كل شيء من اهتمامات العامل ،ومسيطر على كافة العوامل يف
املنظمة اليت يعمل هبا.
ب-ضغط جزئي فرعي :يرتبط مبصلحة فئة من الفئات اليت يضمها الكيان اإلداري الذي يعمل به متخذا القرار،
حيث تصدم مصاحله مع أهدافه نتيجة ملمارسة الضغط عليه ،فكلما كانت هذه الفئة مؤثرة كلما أجةربت متخذ
2
القرار االنصياع ملطالبها.
-1.0حسب معيار املصدر :تصنف إىل:
أ-الضغوط الناجتة عن البيئة املادية :تشكل الضوضاء واحلرارة وسوء التهوية مصدرا للضغوط ابلنسبة للفرد ويؤول
3
دون قيام الفرد مبهامه ومسئولياته ابلشكل املطلوب.
ب-الضغوط الناجتة عن البيئة االجتماعية :وتظهر نتيجة تفاعل الفرد مع الزمالء يف جمال العمل مثل :الصراع
داخل املؤسسة ،اختالف املهارات بني األفراد.
ج-الضغوط الناجتة عن النظام الشخصي للفرد :وترجع إىل اخلصائص الشخصية للفرد وهي ختتلف من شخص
آلخر ،حسب طباعه ومنط شخصيته ،مثال :شخص سريع الغضب يكون أكثر عرضة للضغوط من الشخص
4
اهلادئ.
-4.0من حيث الفرتة الزمنية اليت تستغرقها الشدة أو التوتر ومد أتثريه على الصحة البدنية :تقسم
الضغوط النفسية لإلنسان إىل:
أ-الضغوط البسيطة :وتستمر من ثوان معدودة إىل ساعات طويلة ،وتكون انمجة عن مضايقات صادرة عن
أشخاص اتفهني أو أحداث قليلة األمهية يف احلياة.
ب-الضغوط املتوسطة :ومتتد من ساعات إىل أايم وتنجم عن بعض األمور كفرتة عمل إضافية آو زايرة شخص
مسئول أو غري مرغوب فيه.
1علي بن محد بن سليمان النوشان ،ضغوط العمل وأثرها على اختاذ القرارات-دراسة مسحية على القيادات اإلدارية يف عدد من األجهزة األمنية
واملدنية ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات لنيل شهادة املاجستري ،أكادميية انيف العربية للعلوم األمنيةٌ ،
الرايض ،3009،ص.92
2مبارك بن فاحل مبارك الدوسري ،ضغوط العمل وعالقتها ابلرضا الوظيفي لألفراد العاملني يف مراكز حرس احلدود ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات
لنيل شهادة ماجستري ،جامعة انيف العربية للعلوم األمنية ،الرايض، 3090،ص.39
3قاسم علوان وجنوى أمحد ،إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن ،3001 ،ص.999
4نفس املرجع ،ص.991
35
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ج-الضغوط املضاعفة :وهي اليت تستمر ألسابيع وأشهر وتنجم عن أحداث كبرية كالنقل من العمل أو اإليقاف
1
من العمل أو موت شخص عزيز.
اثلثا :مصادر ضغوط العمل
2
تتعدد مصادر الضغوط والتوتر يف العمل ما بني العوامل الداخلية واخلارجية واليت ترتك أثرها على مستوايت
األداء ،وعلى حالة الفرد النفسية وعلى العالقات الشخصية مما يؤدي للقلق واألمراض وهي على النحو التايل:
-0غموض دور الفرد يف املؤسسة :ويقصد بذلك شعور الفرد بصعوبة العمل الذي يؤديه ،وقد ينتج شعور الفرد
ابلضغط لعدة أسباب أمهها:
-عدم فهم الفرد ألبعاد وجوانب عمله.
-عدم توافر املعلومات اليت حيتاجها الفرد يف عمله.
-قصور قدرات الفرد.
-توتر العالقات بني األفراد يف العمل.
-عبء العمل الزائد كثريا أو القليل جدا.
-فقدان سيطرة الفرد على عمله من حيث وترية العمل وتدفق العمل واختاذ القرارات.
-غموض مناخ عمل غري أمن.
-1ظروف العمل املادية :وتتمثل الظروف اليت تسبب اإلرهاق والتوتر والشعور ابلقلق بعدة نواحي:
-بيئة العمل املادية وطريقة تصميم مكان العمل.
-مستوى اإلضاءة.
-درجة احلرارة والرطوبة.
وتتمثل صعوبة العمل نفسه مبا يلي:
-عدم معرفة الفرد للدور املطلوب منه.
-عدم وجود وصف وظيفي.
-معدالت أداء عالية ال تتناسب مع الوقت احملدد للعمل.
-كمية العمل انةرب من القدرات املتاحة للفرد.
-1مسببات الضغوط الناشئة عند مجاعة العمل :تتمثل يف:
-االفتقار إىل متاسك اجلماعة.
اهلامشي لوكا وفتيحة بن زروال ،اإلجهاد ،خمةرب التطبيقات النفسية والرتبوية،جامعة منتوري ،قسنطٌينة ،دار اهلدى للطباعة والنشر و ٌ
1
التوزيع ،عني مليلة
اجلزائر ،3009 ،ص.99-91
2معن حممود عياصرة ،مروان حممد بين امحد ،مرجع سبق ذكره ،ص .991-992
36
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
37
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
أ-منط شخصية أ :وهي الشخصية احليوية املستلزمة واجلادة يف طباعها واليت تتميز ابلرغبة يف العمل الدوري
والسباق مع الزمن ،والعدوانية واملنافسة ،واليت تشعر ابستمرار ضغط الوقت ،وتتميز بعدم الصةرب ودائمية احلركة.
ب-منط شخصية ب :تتميز ابهلدوء والصةرب والثبات والتوازن املزاج وهذه اقل عرضة للضغوط.
ولقد حاول لواثنس 9111أن يفرق بني منط الشخصية (أ) ومنط الشخصية (ب) من خالل وصف
لسلوكيات كل منهما كما هو موضح يف اجلدول التايل:
جدول رقم( )11الفرق بني منط الشخصية( أ )و منط الشخصية (ب).
منط الشخصية(ب) منط الشخصية (أ)
-ليس يف عجلة من أمره دائما -مستعجل دائما
-متأين يف مشيه -ميشي بسرعة
-يستمتع بوقته دون احلساس بذنب -غري صبور بسبب ضياع الوقت
-صبور وال يؤنب نفسه كثريا على ضياع الوقت -يعمل شيئني يف آن واحد
-ليس لديه مواعيد هناية اجناز العمل -ال يستمتع بوقت الفراغ
-يلعب من اجل املتعة وليس من اجل الكسب -مشغول ابألرقام
-ذو أسلوب لطيف يف احلياة -يقيس النجاح بكمية
ال يهتم ابلوقت -شديد وعنيف
-منافس
-يشعر دائما أبنه حتت ضغط العمل.
املصدر :عبد الرمحان بن أمحد حممد اهليجان ،مرجع سبق ذكره ،ص .909
رابعا :مراحل و آاثر ضغوط العمل
يتم حتديد مراحل ضغط العمل اليت ينتج عنها ردود فعل يتعرض هلا الفرد مما يؤدي إىل آاثر تنعكس عليه
وعلى املنظمة.
-0مراحل ضغوط العمل 1:إن ضغوط العمل ال تكون بني ليلة وضحاها ،وإمنا هناك مراحل البد من أن مير هبا
الفرد حىت يظهر اثر تلك الضغوط عليه ،وقد اختلفت الدراسات واألحباث يف تقسيمها ملراحل ،إال أهنا بشكل
عام تتفق على وجود أربعة مراحل وهي:
-0.0مرحلة التعرض للضغوط :هي مرحلة اإلحساس بوجود اخلطر ،وذلك عند تعرض الفرد ملثري داخلي أو
خارجي ،حيث يؤدي هذا املثري إىل حدوث ضغوط معينة يرتتب عليها بعض املظاهر ،واليت من خالهلا ميكننا
1حممد حسن مخيس أبو رمحة ،ضغوط العمل وعالقتها ابلرضا الوظيفي لد املشرفني الرتبويني مبحافظة غزة ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل
شهادة املاجستري ،قسم أصول الرتبية،كلية الرتبية ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،2002 ،ص.99
38
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
معرفة تعرض الفرد لضغوط أم ال ،واهم هذه املظاهر هي زايدة ضرابت القلب ،القلق ،األرق ،توتر األعصاب،
وسوء استغالل الوقت ،واحلساسية للنقد.
-1.0مرحلة رد الفعل(التعامل مع الضغوط) :وتبدأ هذه املرحلة بعد حدوث التغريات السابقة،وأيخذ رد الفعل
احد االجتاهني ،إما املواجهة للتغلب على عليها أو حماولة اهلروب وحماولة التخلص منها ،وبذلك يعود الفرد إىل
حالة توازن ،وان مل ينجح ينتقل للمرحلة التالية حيث يكون قد أصيب ابلضغوط.
-1.0مرحلة املقاومة وحماولة التكيف :يف هذه املرحلة حياول الفرد عالج اآلاثر اليت حدثت مقاومة أي تطورات
إضافية ،وحماولة التكيف مع ما حدث فعال،وإذا جنح قد يستقر األمر ويصبح هناك أمل يف الرجوع إىل حالة توازن
،أما يف حالة الفشل ينتقل الفرد للحالة التالية.
-4.0مرحلة التعب واإلهناك :يصل الفرد هلذه املرحلة بعد تعرضه للضغوط لفرتة طويلة ،حيث يصاب ابإلجهاد
بسبب حماولته املتكررة للمقاومة والتكيف ،حيث ميكن أن نستدل على هذه املرحلة من خالل بعض اآلاثر ،أمهها
االستياء من جو العمل ،اخنفاض معدالت االجناز ،والتفكري يف ترك الوظيفة واإلصابة ببعض األمراض النفسية
مثل :النسيان املتكرر ،والسلبية ،واالكتئاب وحىت اإلصابة ببعض األمراض العضوية كالقرحة املعدية وضغط الدم.
الشكل رقم ()12مراحل ضغوط العمل
املصدر :حممد حسن مخيس أبو رمحة ،مرجع سبق ذكره ،ص.99
-1آاثر ضغوط العمل 1:لقد بينت بغض الدراسات أن الضغوط املهنية ليست سلبية ابملنطق ،وإمنا يوجد
للضغوط املهنية اجيابية عند حد مالئم ،ولكن إن زادت الضغوط عن احلد املالئم يصبح هلا آاثر سلبية وهي
موضحة كالتايل:
-0.1اخاثر االجيابية :ميكن حتديد أهم اآلاثر االجيابية كما يلي:
-تنمية املعرفة لدى الفرد ،ابإلضافة إىل إاثرة الدوافع القوية حنو القيام ابلعمل إىل حتقيق متطلباته املختلفة رغبة يف
حتقيق الذات.
1فاروق عبده فليه ،حممد عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص.901
39
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-تدعيم العالقات االجتماعية بني العاملني يف املؤسسات واملنظمات املختلفة،حيث تتطلب تلك الضغوط وجود
االتصال والتعاون املشرتك واملستمر بني القائم ابلعمل وبقية الزمالء من اجل املساعدة يف مواجهة الضغوط،أو
الوقاية من حدوث مشكالت ثؤتر يف العاملني كافة.
-رفع الروح املعنوية والثقة املتبادلة بني العاملني ورفع مستوى الشعور ابلرضا ،وينعكس ذلك على االستقرار يف
احلياة العملية ابملنظمة ،وحتقيق األداء املتميز ،واإلصرار ابلقيام بعمل له أمهية على الرغم من ضغوط العمل املرتبطة
به.
-زايدة مهارات الفرد ورفع كفاءته يف العمل اإلداري الذي يقوم به ،والوقوف على جوانب القصور عند القرد
وحماولة جتنبها من خالل إكسابه املهارات اليت تكسبه القدرة على مواجهة ضغوط العمل.
-تنمية االتصال بني العاملني ابملؤسسة أو املنظمة سواء كان هذا االتصال رمسيا أو غري رمسي ،حيث تتطلب
ضغ وط العمل قنوات اتصال واستخدامها بشكل فعال ،من اجل مواجهة تلك الضغوط وحتقيق أهداف املنظمة.
-1.1اخاثر السلبية1:يرتب على اإلحساس بتزايد ضغوط العمل بعض اآلاثر السلبية الضارة للفرد واملنظمة
وأمهها ما يلي:
أ-اخاثر الفسيولوجية:كشفت العديد من الدراسات أن هناك عالقة قوية بني الضغط املهين واالضطراابت
الفسيولوجية كما أوضحت نتائج البحوث الطبية أن األمراض اليت يواجهها الفرد يرتبط أصال ابلضغوط اليت
يتعرض هلا خالل حياته.وتتمثل أهم األمراض اليت ترتكها الضغوط املهنية يف أمراض القلب السكر ،ضغط الدم،
وغريها من األمراض العضوية األخرى اليت يطلق عليها أمراض التكيف ،ألهنا ال تنشا عن طريق العدوى ،وقد
اثبت العديد من الدراسات السلوكية والتنظيمية ،أن وزايدة عبء العمل وغموض الدور يؤداين إىل زايدة ضرابت
القلب وارتفاع نسبة الكولسرتول.
ب-اخاثر النفسية :تتضمن معظم األعمال درجة أو أخرى من الضغوط وحياول بعض األفراد التكيف معها يف
حني أن البعض اآلخر ال يستطيع ذلك ،ومع مرور الوقت واستمرار تعرض هؤالء األفراد للضغوط فإهنم يعانون
من أمراض نفسية عديدة أمهها االحرتاق النفسي الذي هو عبارة عن التعرض لفرتة طويلة للضغوط ويتكون من
ثالث عناصر أساسية:
ب-0االستنزاف العاطفي :وميثل يف حالة مزمنة من اإلرهاق البدين والعاطفي حيث يشعر الفرد ابإلرهاق والتعب
وعدم القدرة على التوافق مع العمل.
ب-1حتول الشخصية :حيث ينتاب الفرد مشاعر واجتاهات قاسية وساخرة خبصوص مساره الوظيفي،حيث
يشعر الفرد أبنه ال يعمل شيئا له قيمة وان اآلخرون يرون ذلك أيضا.
1عبد القادر امحد مسلم ،مصادر الضغوط املهنية وأاثرها يف الكليات التقنية يف حمافظات غزة ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستري
قسم إدارة األعمال،كلية التجارة ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة، 3001،ص.39
41
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ب-1اخنفاض مستو االجناز :حيث يكون تقييم الفرد الجنازه يف العمل تقييما سلبيا.وينظر على انه مل يفعل
شيئا ذا قيمة يف املاضي منا انه ال أيمل أن ينجز شيئا له يف املستقبل أيضا ،الشكل التايل يوضح عناصر االحرتاق
النفسي.
ج-اخاثر االجتماعية :تؤدي ضغوط العمل احلادة إىل كثري من اآلاثر االجتماعية السلبية ،منها الشعور
ابالغرتاب جمال عن العمل الذي ينتمي إليه الفرد ،فعلى الرغم من وجود الشخص يف مكان العمل لكنه ال يشعر
ابالنتماء إليه ،وإمنا يتحول إىل إنسان غريب عنه ويؤدي العمل املطلوب منه بدون رغبة ويف مواقف أخرى دون
مستوى الكفاءة والفعالية املطلوبة.
ومن اآلاثر االجتماعية األخرى اليت ترتكها ضغوط العمل على عالقات الفرد األسرية والعائلية كالتأثري
السليب يف العالقات العائلية ،والعجز عن مواجهة املشكالت املرتتبة عن ضغوط العمل ،فيبدأ ةسقاطها يف منزله
بشكل غضب أو إصدار أوامر صعبة أو فرض سيطرة ،اآلمر الذي قد يؤثر يف العالقة الزوجية واألطفال.
د-اخاثر التنظيمية :تؤكد الدراسات آن اآلاثر الناشة عن الضغوط املهنية ال تقتصر على الفرد وحده إما تنعكس
أيضا على املنظمة اليت ينتمي إليها ،وطاملا كان العنصر اإلنساين وهو أهم وأغلى عناصر اإلنتاج يف املنظمة فان
اخللل الذي يصيب العامل ينعكس بشكل مباشر على أداء املنظمة وقدرهتا على التكيف مع الظروف البيئية
احمليطة.
الشكل رقم(:)01تكاليف ضغوط العمل
املصدر :سعد بن عميقان سعد الدوسري ،ضغوط العمل وعالقتها ابلوالء التنظيمي-دراسة ميدانية على مستو
شرطة املنطقة الشرقية ،مذكرة ماجستري ،كلية الدراسات العليا ،قسم العلوم اإلدارية ،جامعة انيف للعلوم األمنية ،الرايض،
3001ص.91
يظهر الشكل أتثري ضغوط العمل على العاملني وانعكاساهتا على املستوى التنظيمي حيث أهنا تؤدي إىل
تكاليف مباشرة وغري مباشرة تتحملها املنظمة نتيجة :التأخر عن العمل ،الغياب ،اإلمهال ،العدوانية والتخريـب
41
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
وعـدم احتـرام األنظمة والقوانني املوجودة يف املنظمة ،ارتكاب أخطاء يف العمل ،اختاذ قرارات غري سليمة
الصراعات بني األفراد وعدم التعاون مع بعضهم ،مقاومة التغيري ،تةربير األخطاء ،اخنفاض أخالقيات الفرد.
إن الضغط حبد ذاته ليس حالة سيئة دائماً ،فهناك إجيابيات للضغوط على املستوى الفردي والتنظيمي إذ
إنه رمبا يكون دافعا إلجادة العمل واملنافسة والتفوق ،أو فرصة جيدة للتحسني واالبتكار ،لذلك هناك قدرا مقبوال
أو صحيا للضغوط ينتج عنه آاثرا اجيابية فإن قلت الضغوط أو زادت عن هذا املستوى أصبحت ضارة وخطرية،
لذلك جيب إدارة ضغوط العمل لتحقيق أهداف الفرد واملنظمة.
خامسا :اسرتاجتيات التغلب على ضغوط العمل:
1
ميكن لضغوط العمل أن تكون هلا آاثر اجيابية وسلبية لذلك على املنظمة واألفراد العاملني فيها إدارة هذه
الضغوط للحد من آاثرها السلبية وتعزيز اآلاثر االجيابية لتحقيق أهدافهم.
-0على مستو املنظمة :يقع اإلدارة يف املنظمات يف نطاق مسؤولياهتا دور كبري لتحفيز العاملني على أداء
الوظائف املوكلة إليهم بنجاح ،حيث أن احلد من املشكالت وضغوطه وتقليصها يف مساحة حمدودة منطقيا يرجع
ابلدرجة األوىل إىل دور املشرفني يف بيئة العمل ،ومستوى خةربهتم وفهمهم ألبعاد هذه املشكلة ،وعدم االعتماد
فقط على قدرات املوظفني الذاتية فقط للتكيف مع ما يواجهونه من صعوابت وظيفية،وتشمل طرق إدارة الضغوط
املتعلقة ابلعمل يف املنظمات العديد من اجلوانب ،على أن أمهها:
-0.0حتليل أدوار األفراد :يقصد بتحليل أدوار األفراد حتديد مكوانها وتوضيحها ،حبيث يدرك كل فرد بوضوح
مسؤولياته ومهامه وسلطاته وما هو مطلوب منه.
-1.0إعادة النظر يف تصميم األعمال :هذا يساعد على إثراء األعمال من خالل حتسني جوانب العمل الذاتية
مثل :توفر املزيد من املسؤولية واالستقاللية واالعرتاف ابجلهد ،وفرص التقدم الوظيفي.
-1.0املؤازرة االجتماعية :من خالل توفري عالقة اجتماعية اجيابية بني األفراد ،حبيث يشعر الفرد ابن زمالئه
يؤازرنه ويقدمون له العون واملساعدة ويقدرونه ،يشعر أبنه مقبول منهم ،وأهنم يساعدونه يف حل املشكالت،
ويشركونه يف أنشطتهم ،مما يبدد شعور الفرد ابلعزلة واالغرتاب.
-4.0ختطيط وتطوير املسارات الوظيفية لألفراد :حبيث يكون الفرد على علم ودراية بتدرجه ومساره الوظيفي،
ويف أي اجتاه هو سائر يف جماله الوظيفي.
-5.0برامج مساعدة العاملني :وتشتمل على برامج تعليمية وتدريبية وإرشادية مساعدة األفراد وإقناعهم بوجوب
معاجلة ضغوط العمل اليت يتعرضون هلا.
1حممد حسن محادات ،السلوك التنظيمي والتحدايت املستقبلية يف املؤسسات الرتبوية ،دار حامد للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،األردن 3009
ص.911
42
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.0اإلرشاد :يهدف إىل إرشاد املوظفني إىل حتسني صحة وسالمة املوظف عقليا ،حبيث يشعر الفرد ابرتياح
جتاه نفسه وبشكل صحيح حنو اآلخرين ،أبنه قادر على مواجهة متطلبات احلياة ،واإلرشاد ثالث أنواع مها:
أ-اإلرشاد املوجه :وفيه يتم االستماع إىل مشكلة املوظف،ويقرر املرشد ما جيب عمله،وخيةرب املوظف وحيفزه على
عمل ما هو مطلوب ،وهذا األسلوب حيقق وظيفة النصح ،وهذا اإلرشاد هو تعامل مباشر مع املوظف ابالستماع
إىل مشكلته وتقرير احلل املناسب هلا ،وميكن للمرشد أيضا أن يتابع حالة املوظف بشكل مباشر وعلى فرتات.
ب-اإلرشاد غري املوجه :وهو عكس األول،ويركز على إعطاء املوظف قدرا من كبريا من املشاركة ،وفيها يقوم
املرشد ابإلصغاء مبهارة ،وتشجيع املوظف على شرح املشكلة وفهمها وتقرير احللول املناسبة إذ الرتكيز يف هذا
اإلرشاد يكون على املوظف،وليس على املرشد كناصح وموجه ،وهذا يعين االستماع للموظف بشكل دقيق ليعةرب
عن املشكلة اليت يعاين منها من كافة اجلوانب لكي يتم حتديد احلل األفضل هلا.
ج-اإلرشاد التعاوين :وفيه ال يكون احد الطرفني (املرشد واملسرتشد) ،حيتل اإلرشاد التعاوين مكانة بني اإلرشاد
املوجه وغري املوجه ،فاإلرشاد التعاوين يركز على جهود مشرتكة بني املوظف(املسرتشد) واملرشد ،فهو عالقة متبادلة
بني املرشد واملوظف ،قائمة على تبادل األفكار للمساعدة يف الوصول إىل حل املشكلة ،وهذا يتطلب وجود تفهم
وتعاون من املرشد واملوظف ،فهو وسيلة لتقريب وجهات النظر للوصول إىل حل املشكالت يف إطار إرشاد
تعاوين ،فهذا النوع من اإلرشاد جيمع بني اإلرشاد املوجه وغري املوجه.
-1على مستو الفرد :يستطيع اإلنسان جتنب ضغوط العمل وعالجها بوسائل عدة منها:
أ-التمارين الرايضية :اثبت الدراسات واألحباث أن األشخاص الذين ميارسون التمارين الرايضية املتنوعة:مثل
املشي والركض ،والسباحة ،وركوب الدراجات وغريها هم اقل عرضة للتوتر والضغوط.
-0.1شبكة العالقات :وذلك بتشجيع الفرد على االنضمام للجماعات املختلفة وتوثيق الصداقة والعالقات بينه
وبني زمالئه يف العمل وغريهم خارج العمل ،مبا يساعد يف توفري املساندة االجتماعية له.
-1.1االسرتخاء :إن جلوس الفرد مسرتحيا وهادائ يؤدي إىل حتقيق حالة من اهلدوء والراحة اجلسمية وتوفر
الفرصة كي يوقف أنشطته اليومية ،حيث أن اسرتخاء العقل ال يتم إال من خالل االسرتخاء العام للجسم ،ويعين
هذا أن ينتبه الفرد إىل الراحة العقلية هي شيء يرتتب على راحة اجلسم.
إن وضوح قيم املؤسسة املنعكسة على فلسفتها وبنائها وتصميمها ستنعكس ابلضرورة على العاملني داخل
هذه املؤسسة ،فان توافقت قيم املؤسسة مع قيم الفرد فيها سيشعر ابلراحة فيها وان حدث العكس سيظهر على
الفرد أاثرا عدة للضغوط واليت تنعكس ابلتايل على أدائه وشعوره بعدم التكيف.
واملدير الذي يؤمن بفكرة أن الضغط العايل ضروري لتحسني األداء قد يعرض للتوتر واإلحساس ابلضغط
املرتفع نتيجة هلذه الفكرة ،وبذلك لن يتمكن من العمل أبقصى طاقاته على املدى البعيد لكن رمبا أجنز أعماال
كثريا خالل فرتة حمدودة لكنه سرعان ما يعاين من الضغط والتوتر بسبب استنزاف طاقاته وقدرته على التكيف.
43
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
1كاظم محود ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،3001 ،ص.901 ،902
2عامر عوض ،السلوك التنظيمي اإلداري ،الطبعة األوىل ،دار أسامة ،األردن ،3001 ،ص.990
3نفس املرجع ،ص.901
44
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1أنواع مجاعات العمل:تصنف مجاعات العمل إىل عدة أصناف ،حيث تصنف حسب طبيعة العمل إىل
مجاعات رمسية ومجاعات غري رمسية.
اجلدول رقم(:)11اجلماعات الرمسية وغري الرمسية
مجاعات غري رمسية مجاعات رمسية
تنشأ وتنمو بشكل طبيعي وعفوي ،عضوية اختيارية دون أي يتم أتسيسها وتصميمها بشكل معتمد من قبل املنظمة؛ لتوجيه
توجيه من إدارة املنظمة. أعضائها حنو هدف تنظيمي هام.
وتنقسم اجلماعات الغري رمسية إىل: العضوية فيها إجبارية ،وتنقسم اجلماعات الرمسية إىل:
أ-مجاعات املصاحل:جتمعهم مصلحة مشرتكة مثل أ-اجلماعات الوظيفية:تتبع التسلسل الرائسي تظهر
على اخلريطة التنظيمية ،مثل األقسام واإلدارات ،تتميز ابلدوام النقاابت ،اإلحتادات ،اجلمعيات ،النوادي.
ب-مجاعات الصداقة :جتمعهم مصلحة مشرتكة النسيب.
ب-مجاعات املهام :تصمم بغرض حتقيق مهمة معنوية ،أفراد ينجذبون (جاذبية مشرتكة) لبعضهم البعض ،مثل
حمددة ،تضم أعضاء من مواقع تنظيمية خمتلفة ،قد تكون العصبة ،والشلة.
مؤقتة ،مثل اللجان ،واجملالس.
املصدر :موقع املنتدى العريب إلدارة املوارد البشرية ،مقارنة بني اجلماعات الرمسية وغري الرمسية ،اتريخ
النشر https://hrdiscussion.com/hr36935.htm 3099/99/03:اتريخ االطالع.3091/99/93:
ينشأ التنظيم غري الرمسي من التنظيم الرمسي ويكمالن بعضهما لتحقيق أهداف املنظمة ،فالتنظيم غري الرمسي
هو جمموعة من العالقات تنشأ وتستمر نتيجة وجود العاملني يف مكان واحد للعمل وتفاعلهم املستمر.
-1فريق العمل شكل من أشكال مجاعات العمل :ميثل فريق العمل حالة خاصة من مجاعة العمل ،ويعتةرب من
العوامل اليت تساهم يف جناح ومتيز املنظمات.
-0.1أسباب تشكيل فرق العمل :1من أهم أسباب تشكيل فرق العمل يف املنظمات ما يلي:
-تعقد األعمال اليت تقوم هبا املنظمات.
-تنوع املشكالت اليت تواجه املنظمات.
-نوع املهارات واخلةربات الالزمة جملاهبة املشكالت.
-احلاجة لتنوع وجهات النظر ملواجهة املشكالت.
-تشجيع االبتكار واحلصول على أفكار وبدائل جديدة حلل املشكل واختاذ القرارات.
-الدعم املعنوي املتبادل بني أعضاء الفريق.
-الشعور املتبادل ابلفخر واالجناز مبا يؤدي اىل تقوية املنظمة ومتاسكها.
1حممد الفاتح حممود بشري املغريب ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار اجلنان للنشر والتوزيع ،عمان ،3099 ،ص.912
45
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.1مزااي فرق العمل ابلنسبة للفرد :يكتسب العامل يف املنظمة عدة مزااي عند انتمائه لفريق العمل منها:
أ-مزااي تنظيمية:متاسك التنظيم ،تناسق اجلهود ،الفهم الواضح ألهداف املنظمة.
ب-مزااي مهنية :هوية مشرتكة ،تبادل اخلةربات واملعلومات واألفكار واالبتكارات.
ج-مزااي علمية :اكتساب معارف ومهارات جديدة ،النمو والتقدم وحتقيق جناح سريع.
د-مزااي نفسية :االنتماء والوالء ،الشعور ابلتقدير ،الشعور ابالجناز وحتقيق الذات.
ه-مزااي اجتماعية :العالقات العميقة بني األفراد ،االحرتام املتبادل ،ممارسة األنشطة االجتماعية والرتفيهية
املشرتكة.
اثنيا :ديناميكية مجاعات العمل
يتناول علم النفس الظواهر النفسية الفردية ،بينما يدرس علم االجتماع الظواهر االجتماعية ،أما علم النفس
االجتماعي يهتم بدراسة أتثري الفرد على اجلماعة واجلماعة على الفرد ،ابعتباره كائن اجتماعي يعيش يف جمتمع
يتفاعل فيه مع اآلخرين يتأثر هبم ويؤثر فيهم ،ومن أهم املعارف اليت تفرعت عن علم النفس االجتماعي ديناميكية
اجلماعات ،وهو علم يدرس سلوك اجلماعة.
-0تعريف ديناميكية اجلماعة :يعتةرب كورث لوين األب الروحي لديناميكية اجلماعة ،حيث أنه أول من وضع
مصطلح دديناميكية اجلماعة والذي مت تداوله ألول مرة سنة ،9122حيث استعري مفهوم الديناميك
Dynamicمن اجملال الفيزايئي والذي يقصد به القوة واحلركة واحليوية ونقيضه الثبات والسكون ،وتعين
الديناميكية يف اجملال السيكواجتماعي خمتلف القوى اإلجيابية والسلبية اليت تتحكم يف اجلماعة وتساعدها على
التوازن و التطور واالندماج أو االنكماش والتشتت والتناحر.
تعرف ديناميكية اجلماعة أبهنا ":أحد فروع علم النفس االجتماعي ،و موضوعها الرئيسـي هـو الدراسـة
العل ميـة للجماعات الصغرية من حيث تكوهنا ،و منوها ،و نشاطها ،و إنتاجها ،و أدائها لوظائفها املختلفة هبدف
1
التوصل إلـى القوانني العلمية املنظمة هلذه اجلوانب ،و ما يرتبط هبا من جوانب أخرى".
2
وتعرف أبهنا":العملية االجتماعية اليت بواسطتها يتفاعل األفراد وجها لوجه يف اجلماعات الصغرية"
مما سبق ميكن تعريف ديناميكية اجلماعة أبهنا جمموعة العوامل النفسية واالجتماعية اليت تؤثر يف العالقات و
التفاعالت داخل اجلماعة واليت تؤدي إىل احنالهلا أو متاسكها.
-1متاسك اجلماعة :يعتةرب التماسك الرابط غري املرئي الذي يربط أعضاء اجلماعة ببعضهم البعض و يؤثر يف
سلوك وأداء اجلماعة ،وميثل التماسك درجة اجنذاب أعضاء اجلماعة لبعضهم البعض.
1زين العابدين دروبش ،علم النفس االجتماعي :أسسه وتطبيقاته ،دار الفكر العريب ،القاهرة ،9111 ،ص .930
2حسني حرمي ،السلوك التنظيمي سلوك األفراد واجلماعات يف منظمات األعمال ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ص.302
46
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
بقصد ابلتماسك مقدار املشاعر اإلجيابية اليت يكنها أفراد اجلماعة لبعضهم البعض ومدى شعورهم ابلوالء
واالنتماء للجماعة ومتسكهم بعضويتها ،ومن مميزات اجلماعة املتماسكة:
-تقارب املستوى الثقايف االجتماعي لألعضاء.
-االحتفاظ ابألعضاء ملدة طويلة.
-بناء معايريها على أسس موضوعية.
ـ -شعور بني األعضاء أبمهية احلاجة االعتمادية.
-اخنفاض حدة الصراع.
-وجود روح التنافس مع اجلماعات األخرى.
غالباً ما تكون زايدة التماسك وحىت التفكري اجلماعي يف صاحل أهداف املنظمة ،ويف قليل من احلاالت قد
يؤدي إىل سلبيات منها :
-التماسك الشديد قد يؤدي إىل املوافقة وعدم إبداء الرأي رغم عدم القناعة.
-إن وجد املعارض متارس عليه الضغوط
-انعدام لالختالفات ،واحلرمان من االستفادة من الرأي اآلخر.
-رفض أي انتقادات خارجية.
1سلوك اجلماعات يف املنظمة:تعتةرب اجلماعات يف املنظمات سالح ذو حدين إن جاز التعبري ،إذ يتطلب التعامل
معها الكثري من اخلةربة واملعرفة بسلوك تلك اجلماعات وآلية تكوهنا ومراحل منوها بغية التمكن من إدارهتا ابلشكل
األمثل ،وتعتةرب اجلماعات الغري رمسية األكثر خطورة على جناح املنظمات نظراً للتأثري الشديد هلذه اجلماعات على
سلوك أعضائها من جهة ولصعوبة التنبؤ بسلوك تلك اجلماعات وآلية التأثري عليها من جهة أخرى.
-0.1السلوك االجيايب للجماعات :توفر اجلماعات املنسجمة (بغض النظر عن نوعها) سلوكيات اجيابية
للمنظمات أمهها حسب معظم الدراسات اليت تناولتها هي:
-تتعاون مجاعات العمل املتفقة يف امليول والقيم االجتاهات عادة مع بعضها فيزيد ذلك من احتمال جدية األداء
وزايدة اإلنتاجية.
-تعمل على تشجيع روح املنافسة الشريفة بني أعضائها .
-تساعد على تنفيذ التغيري والتطوير بنجاح .
-تساعد قائدها يف الوصول إىل حتقيق النتائج أبقل التكاليف وأقصر الطرق.
-تشبع ولو بشكل نسيب احلاجات االجتماعية والنفسية ألفرادها مما يقلل من مظاهر التذمر وعدم الرضا عن
العمل.
47
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-تساعد على خفض معدالت دوران العمل وحاالت الغياب والتأخري كما تساعد على ختفيف ضغوط العمل
على أفرادها مما يقلل من األمراض النفسية واجلسدية املرافقة لضغوط العمل.
-توفر بيئة جيدة للمنافسة البناءة بني أعضائها من جهة وبني اجلماعات األخرى من جهة اثنية.
-متكن ا جلماعات اإلدارة من التعامل مع األفراد داخل املنظمات بشكل أسهل نسبياً مما لو كانت تتعامل كل
فرد على حدا،كما تسهل عملية اإلشراف ابلنسبة للمدير وتسد بعض الثغرات يف قدرات املدير.
وبناءً على كل هذه املزااي أو الفوائد ميكن القول إن اجلماعات املنسجمة تساعد على زايدة اإلنتاجية
للمنظمة من خالل خفض تكاليف العمل وزايدة اإلنتاج.
-0.1السلوك السليب للجماعة :قد يكون سلوك اجلماعات سليب يف املنظمة كـ ـ ـ ــ:
-الصراع مع اإلدارة وذلك إذا كانت قيم ومبادئ وأهداف اجلماعة غري منسجمة مع قيم ومبادئ وأهداف اإلدارة
-الصراع السليب مع اجلماعات األخرى يف املنظمة.
-إذا كانت اجلماعة غري منسجمة ومفككة (أفرادها خمتلفون يف القيم و العادات وامليول و القدرات واألهداف
واخلةربات و )....فإن ذلك قد يبعث على الرتاخي والكسل وعدم املباالة أو التعاون مع ابقي أعضاء اجلماعة.
اثلثا :العالقات اإلنسانية يف منظمات األعمال
ىتسود بني األفراد واجلماعات يف املنظمات عالقات إنسانية خيتلف شكلها من منظمة ألخرى.
-0تعريف العالقات اإلنسانية :لقد اختلف الباحثون حول مفهوم العالقات اإلنسانية فمنهم من ركز على أسس
العالقات اإلنسانية ومنهم من ركز على طبيعة نشاطات العالقات اإلنسانية داخل املنظمات.
تعرف العالقات اإلنسانية أبهنا ":عمليات حفز األفراد يف موقف معني بشكل فعـال يـؤدي إلـى الوصول
إىل توازن يف األهداف مما يعطي املزيد من الرضا اإلنساين ،أي تؤدي العالقات اإلنسانية إىل ارتفـاع فـي
1
اإلنتاجية.
عرف كيث ديفر العالقات اإلنسانية أبهنا":جمموعة من االجتاهات اليت هتدف إىل تطوير العمل اجلماعي
داخل املنشآت ،وجتميع اجلهود و املواهب البشرية ،وخلق نوع من التكامل يف جو حيفز على العمل التعاوين
2
والذي يشعر فيه العاملون ابلراحة والرضا الوظيفي واالقتصادي واالجتماعي.
مما سبق ميكن تعريف العالقات اإلنسانية أبهنا روابط تربط األفراد واجلماعات لتوحيد جهودهم والتعاون
للوصول إىل حتقيق األهداف املنشودة.
-1مبادئ العالقات اإلنسانية :يرى كيث أن هناك مبادئ أربعة تقوم عليها العالقات اإلنسانية هي:1
0.1الكرامة اإلنسانية :حيث يتم احرتام شخصية كل فرد من األفراد العاملني ابملنظمة بصرف النظر عن املركز
1صالح الشنواين ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر ،9110ص.1
2فاروق عبده فليه ،حممد عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص.902
48
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
الوظيفي الذي يشغله ،وعلى رئيس العمال أن يضع يف اعتباره أن كل فرد من العاملني له كرامته ،وأن هذا الفرد
جيب أن يعمل بطريقة جتعله يشعر ابحرتامه كآدمي.
-1.1الفروق الفردية :اليت تقع بني العاملني ووضع هذه الفروق يف االعتبار عند التعامل معهم وعند توجيههم
وحل مشكالهتم.
-1.1املصلحة املشرتكة :اليت جتعل الفرد مياال للتجمع والتعاون مع الغري ومشاركتهم لتحقيق هذه املصلحة
د-احلوافز :فالفرد يسعى ملشاركة اآلخرين والتعاون معهم لكي حيصل على احلافز أو العائد من وراء هذه املشاركة
أو هذا التعاون.
-1العالقات اإلنسانية الفعالة وأثرها على السلوك واإلنتاجية :إن العالقات اإلنسانية اجليدة داخل املنظمة
تنعكس اجيابيا على سلوك وإنتاجية العاملني.
2
ميكن إيضاح أهم التغيريات أو الفعاليات اليت توفرها العالقات اإلنسانية يف بيئة العمل والعاملني:
-إهنا توفر للعاملني الرضا الوظيفي يف املنظمة.
-إهنا تعمل على زايدة حيوية العمل والقضاء على األسلوب الروتيين املعتمد يف أداءه والذي غااب ما يكون حاجزا
بني العاملني وبني كفاءهتم يف األداء بسبب الشعور ابمللل.
-تعمل على التخفيف من ثقل اآلليات التنظيمية املعتمدة يف تسيري أمور العاملني و تنظيمهم ،فعندما يكون
التنظيم مفرط بشكل ال يراعي إنسانية العاملني ،فسيكون عامال سلبيا مؤثرا على معنوايهتم و مستوى أدائهم.
-تشكيلها العنص ر االجيايب إلاثرة دوافع العاملني حلسن األداء يف العمل كما أهنا متنحهم الفرصة الواسعة للبذل
املزيد من اجلهود وحتقيق االجناز املتميز ،واإلبداع يف العمل.
-إهنا تبعد العاملني عن اإلحساس ابالضطراابت النفسية ،أو حاالت التشاحن واحلقد و التحاسد الن العالقات
اإلنسا نية كما أسلفنا توفر روح العمل اجلماعي ،وابلتايل فهم فسيكونون متساوون يف احلقوق والواجبات ،فهي
ترفع من روحهم املعنوية لكل ما هو اجيايب وخصوصا ما تثري الدوافع للعمل واإلنتاج.
-إهنا تؤجج الشعور ابالنتماء للعمل بسبب ما تكونه العالقات اإلنسانية يف بيئة العمل من األلفة واحملبة والتعاون
والصدق واألمانة.
-إهنا متنع التصرفات السلبية مثل اجملامالت اليت تسبب حبالة التسيب يف العمل.
-إهنا من العوامل اليت تؤدي إىل إشباع الرغبات الثانوية للعاملني مثل توفري فرص التعبري عن الذات اإلنسانية
لديهم أو النجاح يف األداء أو اإلحساس ابألمن واالطمئنان واملكانة االجتماعية ،وهذا سيؤدي بدوره إىل حتقيق
الرغبات األولية عندهم.
49
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
51
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
عرفها كونرت واد ونيل":عملية التأثري اليت يقوم هبا املدير يف مرؤوسيه إلقناعهم و حثهم على املسامهة الفعالة
1
جبهودهم يف أداء النشاط التعاوين".
2
يعرف يل T.Leeالقيادة أبهنا ":عملية توزيع املهام املختلفة على األفراد املختلفني".
كما مت تعريف القيادة على أهنا" :عملية اجتماعية يسعى القائد من خالهلا إىل التأثري على تصرفات األفراد
3
جلعلهم ينفذون األعمال املرغوبة برغبة وطواعية ،وذلك هبدف الوصول إىل حتقيق أهداف املنظمة".
مما سبق ميكن تعريف القيادة اإلدارية أبهنا عملية التأثري على األفراد العاملني ابملنظمة لتغيري ثقافتهم
وإقناعهم وحتفيزهم على بذل جهود أكةرب لتحقيق أهداف املنظمة من خالل منهجية اجلودة الشاملة.
-1أمناط القيادة 4:ميكن تصنيف أمناط القيادة وفقا ألسلوب ممارستها إىل منطني رئيسيني ومها القيادة االستبدادية
أو األوتوقراطية والقيادة الدميقراطية.
-0.1القيادة االستبدادية أو األوتوقراطية :ويف هذا النمط حيجم القائد عن تفويض سلطاته ملرؤوسيه ويتخذ
بنفسه كافة القرارات دون أدىن مشاركة من جانبهم والقائد املستبد حيمل األفراد التابعني على العمل وفقا إلرادته
مستخدما أساليب خمتلفة مبا فيها التخويف والتهديد ،فاملهم عند القائد مصلحة العمل دون مراعاة ملصاحل األفراد
أو مشاعرهم.
وبصرف النظر عن طبيعة املوقف الذي حيتم استخدام هذا النموذج القيادي فان أسلوب القيادة
االستبدادية يؤثر سلبيا على معنوايت العاملني ويشعرهم بعدم الثقة يف أنفسهم ،وال يتيح هلم فرصة املبادأة أو
املشاركة يف اختاذ القرارات ،كما يؤدي هذا األسلوب تقليل روح التعاون إىل جانب إضعاف درجة الوالء للمنشأة
وزايدة نسبة التذمر والسخط مما يؤثر يف النهاية على مستوى اإلنتاجية.
-1.1القيادة الدميقراطية :يعد منط القيادة الدميقراطي عكس النمط االستبدادي ،ففي هذا النمط يتم إشراك
العاملني يف اختاذ القرارات ،ويسود جو من االحرتام املتبادل بني القائد ومرؤوسيه ،وبذلك تنمو روح املبادأة
واالبتكار والتعاون لتحقيق اهلدف املشرتك للجماعة.
ويؤدي املناخ الدميقراطي يف القيادة إىل إحساس املرؤوسني أبمهيتهم وكياهنم كما يعطي فرصة لتكوين جيل
اثن من القادة ،خيلف الصف األول يف حالة غيابه ألي سبب ،ويرجع السبب يف تكوين هذا اجليل إىل إاتحة
الفرصة له يف التعبري عن رأيه دون خوف أو تردد ،إال أن الدميقراطية يف اإلدارة ال جيب أن تؤدي إىل فقدان القائد
ملركزه أو سلطته ،فيجب أن تشعر اجملموعة أن هلا رئيسا يوجه دفة أمورها وانه هو املنسق العام هلذه األمور
وخالصة القول أن القيادة الدميقراطية تتيح درجة عالية من املشاركة للمرؤوسني يف عملية اختاذ القرارات.
1نواف كنعان ،القيادة اإلدارية ،الطبعة اخلامسة ،اجلامعة األردنية ،9111 ،عمان ،ص.921
2حمفوظ أمحد جودة ،مرجع سبق ذكره ،ص.19
3نفس املرجع ،ص.13
4حممد ربيع الزانيت ،مرجع سبق ذكره ،ص909
51
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
52
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
خيتلف مفهوم الصراع عن مفهوم التنافس ،فالتنافس بني األفراد واجلماعات واملنظمات حيدث عند حماولة طريف الصراع حتقيق هدف معني دون إعاقة
الطرف اآلخر ،فاملنافسة ال تنطوي على اجتاه عدائي غالبا ،كما ال تؤدي ابلضرورة إىل اإلضرار مبصاحل اآلخرين على عكس الصراع الذي حياول فيه كل
طرف وضع العقبات اليت حتول دون حتقيق الطرف اآلخر ألهدافه.
جتدر اإلشارة إىل أن االختالف ليس له نفس معىن الصراع ،ألن االختالف قد يدفع الفرد إىل التعاون والتكامل مع اآلخرين ،كما قد يؤدي االختالف
إىل الصراع بسبب تعارض املصاحل واألهداف ،فكل صراع سببه االختالف ،ولكن ال يسبب كل اختالف الصراع.
1حممد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،اإلسكندرية ،بدون طبعة ،9111،ص.21
2حممد سعيد سلطان ،السلوك اإلنساين يف املنظمات ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر والتوزيع ،مصر ،3003 ،ص.991
53
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.1الصراع بني األفراد :حيدث بني فرد وآخر أو بني فرد وجمموعة من األفراد ،ومن أمثلة هذا النوع من
الصراع :الصراع بني املدير ومرؤوسيه ،أو بني املدير التنفيذي واملدير االستشاري أو بني العامل واإلدارة ،أو بني
عامل وعامل آخر ،ويظهر هذا النوع من الصراع بسب التفاعل الدائم لألفراد مع بعضهم البعض.
-1.1الصراع بني اجلماعات :تشهد املنظمات صراعات مستمرة بني مجاعات العمل املختلفة ،بسبب تعارض
أهدافها أو مصاحلها ،من األمثلة على هذا النوع :كالصراع بني اإلدارة و األقسام املختلفة داخل املنظمة الواحدة
حول أسلوب أتدية العمل.
إن الصـراع التنظيمـي ضـمن املنظمـة إمـا أن يكـون رأسـيا بـني أطـراف تنتمـي إىل مسـتوايت تنظيميـة خمتلفـة
كالصراع بني الرئيس واملرؤوس ،أو أفقيا حيدث بني أطراف تنتمي إىل مجاعة أو وحدة تنظيميـة واحـدة أو بـني أفـراد
أو مجاعات تنظيمية خمتلفة تقع يف مستوى تنظيمي واحد.
إن الفكر اإلداري احلديث يرى أن الصراع التنظيمي حتمي واجيايب يف بعض األحيان ،وال جيب التخلص
منه هنائيا وإمنا على اإلدارة التدخل يف إحدى احلالتني:
-إذا زاد مستوى الصراع عن املستوى احملدد واملرغوب فيه ،فعلى اإلدارة التدخل لتخفيض الصراع إىل
املستوى املرغوب.
-يف حال اخنفاض مستوى الصراع عما هو مطلوب فإن من واجب اإلدارة تنشيط الصراع واالرتقاء به إىل
أن يصل إىل املستوى املطلوب.
-1مراحل الصراع التنظيمي :يعتةرب الصراع التنظيمي عملية ديناميكية ،ينشأ ويتطور عةرب مراحل كما يظهر
الشكل التايل:
الشكل رقم( :)00مراحل عملية الصراع التنظيمي
1فوزي عبد الرمحان حامد أبو عساكر ،أمناط إدارة الصراع وأثرها على التطوير التنظيمي-دراسة تطبيقية على وزارة الصحة الفلسطينية يف قطاع
غزة ،مذكرة مقدمة استكماال ملتطلبات احلصول على درجة املاجستري يف إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،3001 ،ص.31-31
54
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0.1مرحلة الصراع الضمين :تتضمن هذه املرحلة الظروف املسببة لنشوء الصراع ،واليت غالبا ما تتعلق ابلتنافس
على املوارد املتاحة واالعتمادية يف العمل بني األفراد واجلماعات...،وغريها من األسباب اليت تساهم يف ظهور
الصراع بشكل ضمين غري معلن.
-1.1مرحلة الصراع املدرك :يف هذه املرحلة يدرك ويالحظ األطراف وجود صراع فيما بينهم.
ج-مرحلة الشعور ابلصراع :يتبلور الصراع ويظهر يف أشكال القلق الفردي واجلماعي املشجعة على الصراع
وتصبح طبيعة ومسببات الصراع أكثر وضوحا.
-1.1مرحلة الصراع العلين :يف هذه املرحلة يلجا الفرد أو اجلماعة إىل انتهاج األسلوب العلين الصريح للتعبري
عن الصراع ضد الطرف أو األطراف األخرى ،ويتم التعبري عن هذا الصراع بطرق خمتلفة مثل العدوان واملشاحنات
العلنية ،وقد أيخذ أشكال أخرى كاالنسحاب ،الالمباالة.
-4.1مرحلة ما بعد الصراع العلين :يف هذه املرحلة تبدأ عملية إدارة الصراع من طرف املنظمة ،فإذا حاولت
كبته سيختفي الصراع مؤقتا ويعود جمددا للظهور بعد ذلك أكثر حدة.
اثنيا:طرق إدارة الصراع يف املنظمات
تعتةرب مهارة إدارة الصراع من أهم املهارات اليت جيب تنميتها عند املديرين واألفراد العاملني لضمان جناح
واستقرار املنظمة.
-0طرق تنشيط واستثارة الصراع :عندما يكون الصراع يف املنظمة منخفضا ً
جدا أو معدوما فإن هذا يؤدي إىل
حالة من السكون و الركود ،ويف هذه احلالة فإن املديرين يكونوا مطالبني ابستثارة الصراع البناء بني اجلماعات
وفيما يلي أهم طرق استثارة الصراع:
-إعادة بناء اهليكل التنظيمي للمنظمة أو الوحدة ،حيث يرتتب على ذلك دمج أو فصل بعض الوحدات
التنظيمية أو تغيري حجم املسئوليات أو تغيري نظم اإلشراف وعالقات السلطة.
-تشجيع املنافسة وذلك من خالل نظم جديدة للحوافز سواء املادية أو املعنوية مما يدفع البحث عن طرق
جديدة للتميز واالبتكار.
-اختيار مديرين جدد و الذين يرحبون ابختالف وجهات النظر ويشجعون على االبتكار.
معا عند وضع -تشجيع العمل واملهام املشرتكة من خالل اشرتاك أكثر من إدارة أو أكثر من وحدة تنظيمية ً
األهداف.
-1طرق تقليل الصراع :وهى تستهدف ختفيض حدة العداء الناتج عن الصراع ومن أهم هذه الطرق :
-تبادل املوظفني حيث أن انتقاهلم من وحدة ألخرى يزيد من تفهمهم ويكسبهم خةربات جديدة.
االعتمادية يف العمل تعين توقف أداء فرد أو مجاعة أو أكثر ملهامها من حيث الوقت أو جوده االجناز أو كمية االجناز على ما يقوم به فرد أو مجاعة
أخرى أو أكثر.
55
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-تشجيع اجلهد املشرتك يف حتقيق أداء املهام التنظيمية بني مجاعات العمل مبا يقلل من حده الصراع.
-توحيد اجلماعات ملواجهة هتديدات معينة أو ملواجه منافس خارجي ،أو افتعال أزمة معينة تتكاتف اجملموعات
حوهلا إلجياد خمرج هلا.
-1أساليب إدارة الصراع :يوجد عدد من األساليب إلدارة الصراع يف البيئة التنظيمية منها حسب املواقف
واألطراف منها:
-أسلوب استخدام القوة إلجبار الطرف اآلخر على قبول وجهة نظر معينة عن طريق األنظمة والقوانني.
-أسلوب التكيّف عن طريق التنازل عن املطالب وقبول مطالب الطرف اآلخر.
-أسلوب التوفيق والتهدئة ،حملاولة التقليل من نقاط اخلالف والرتكيز على وجود مصاحل مشرتكة ،عن طريق التنازل
ببعض املطالب مقابل تضحية الطرف اآلخر ببعض مطالبه أيضاً.
-التعاون ،حماولة التعرف على املصاحل املشرتكة بني األطراف والرتكيز عليها و طرح بدائل ومناقشتها واختيار
البديل الذي حيقق مصاحل األطراف مع الرتكيز على األهداف العليا للمنظمة.
وجتدر اإلشارة إىل أن البعض ال يلجأ إىل حل الصراع بطريقة علمية عن طريق حتليل الصراع ولكنه يدير
الصراع حسب منط شخصيته ،فإن كان انسحابياً أخذ أبسلوب جتنب الصراع وإن كان قوايً أخذ أبسلوب اإلجبار
وإن كان ضعيفاً أخذ أبسلوب التكيّف وإن كان أصولياً أخذ أبسلوب التوفيق وإن كان واقعياً أخذ أبسلوب
التعاون.
هذا ويعتةرب الصراع بنب األفراد واجلماعات أمر حتمي سواء كان صراعاً إجيابياً أو سلبياً ينبغي على
اإلدارة أن تدرك ذلك ،كما ينبغي عليها أن تديره ابلشكل الذي يقوي التنافس والصراع اإلجيايب وينهي أو يضعف
الصراع السليب.
56
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
يعتةرب االتصال التنظيمي وظيفة رئيسية يف تسيري حياة املؤسسات نظرا للتعقيد الذي تشهده اليوم ،لذا
أصبح من الضروري االهتمام به والعمل على حتسينه وتطويره يف املؤسسة وحماولة دمج أساليبه داخلها ،حىت
تستطيع مواكبة ومسايرة بعض املشاكل لتحقيق النجاح والفعالية.
-0تعريف االتصال التنظيمي :تعين كلمة االتصال communicationالتعبري والتفاعل من خالل بعض
الرموز لتحقيق هدف معني.
وهي تنطوي على عنصر القصد والتدبري ،وهذه الكلمة مشتقة من األصل الالتيين Communisمبعىن
املشاركة وتكوين العالقة مبعىن شائعأ ومألوف،كما أرجع البعض هذه الكلمة اىل األصل االجنليزي Common
مبعىن عامأ ومشرتك ومن هذه املفاهيم يتضح لنا أن االتصال عملية تتضمن املشاركة والتفاهم حول موضوع أو
1
فكرة ما لتحقيق هدف معني.
تعددت تعاريف االتصال التنظيمي من ابحث إىل آخر كل حسب نظرته ،لكن كلها حتمل معىن واحد
لالتصال:
عرف االتصال التنظيمي أبنه نقل البياانت واملعلومات الالزمة من وإىل اإلدارة واملؤسسات واملهتمني
2
إمجاال".
االتصال التنظيمي أبنه عملية يتم عن طريقها إيصال املعلومات (من أي نوع) من أي عضو يف اهليكل
3
التنظيمي إىل عضو آخر بقصدّ إحداث تغيري".
االتصال التنظيمي هو جمموعة من اإلجراءات والطرق والوسائل والرتتيبات اليت تكفل إنتاج وتوصيل
4
واستخدام البياانت الالزم توفريها الختاذ قرارات سليمة االجتاه صحيحة التوقيت".
االتصال الداخلي عبارة عن االتصال اإلنساين املنطوق أو املكتوب الذي يتم داخل املؤسسة على املستوى الفردي
5
أو اجلماعي ،ويساهم يف تطوير أساليب العمل وتقوية العالقات االجتماعية بني املوظفني".
من خالل استعراض املفاهيم املتعددة لعملية االتصال التنظيمي يتضح لنا أنه عملية نقل املعلومات
واملهارات واالقرتاحات من طرف آلخر داخل املؤسسة سواء كان ذلك الطرف شخصأ أومجاعة من أجل حتقيق
اهلدف الذي تسعى ألجله.
-1أمهية االتصال التنظيمي :تةربز أمهية االتصال التنظيمي من خالل الدور الذي يلعبه يف دراسة سلوك الفرد يف
املؤسسة ،و ذلك يف اجملاالت التالية:
1
Claude Vermont Gaud, mobiliser pour gagner, edition Liaison, Paris, 1993, P 23.
2حممد ايسني عطوف ،مدخل إىل علم النفس االجتماعي ،دار النهار ،بريوت ،9119 ،ص.391
3اهلواري سيد حممود ،اإلدارة األصول واألسس العلمية ،مكتبة عني الشمس ،القاهرة.19 ،9119 ،
4فؤاد شريف ،نظام االتصال و عملية اإلدارة ،املعهد القومي لإلدارة العليا ،القاهرة ،الطبعة الثانية ،1967 ،ص.07
5إبراهيم أبوعرقوب ،االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي ،دار ممجدالوي ،األردن ،1993 ،ص. 163
57
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0.1اختاذ القرارات :حيث يلعب االتصال التنظيمي دورا هاماً يف اختاذ القرار إذ عن طريقه ذميكن تسهيل
عملية إيصال املعلومات والبياانت الصحيحة اليت أتيت من اخلارج واليت تساعد على اختيار أفضل البدائل للوصول
ألرشد القرارات.
-1.1التوجيه:حيث يستطيع املدير وابستخدام الوسائل املتاحة له أن يوجه و حيدد للعاملني أهداف املؤسسة
واإلمكاانت اليت تضعها حتت تصرفهم ملساعدهتم على حتقيق هذه األهداف.
-1.1التنسيق :حيث يقصد به التوفيق بني األنشطة املختلفة يف املؤسسة وهذا يتم بوجود قنوات اتصال جيدة
يف املؤسسة.
-1خصائص االتصال التنظيمي :تتميز العملية االتصالية الداخلية بعدة خصائص وهي:
-0.1الديناميكية والتفاعلية :املقصود هنا أن كل من املرسل واملستقبل مها طرفان يف رسالة واحدة ،يؤثر كل
منهما على اآلخر وتتميز هذه العملية ابلتغيري الدائم والتفاعل مع مجيع الظروف واألوقات.
-1.1عملية دائرية:هنا يكون االتصال يف شكل حلقة أو دائرة بني األفراد يتم فيها األخذ والعطاء حول
املوضوع املتداول.
-1.1عملية إدراكية و تفسريية:لضمان جناح العملية االتصالية جيب أن ختلو من الشوائب والغموض ،فعلى
املرسل أن يقوم ةعداد الرسالة بشكل واضح ودقيق وصياغتها ابلطريقة اليت متكن املستقبل من إدراكها كما لو
كان هو املرسل ،وهذا األخري عليه أن يفهم الرسالة مبحتواها التام ،إال أن عملية اإلدراك تتأثر مبجموعة من
العوامل مثل :امليول ،شخصية املستقبل ،ظروفه ،قيمه و معتقداته.
اثنيا :أنواع االتصال التنظيمي
تصنف االتصاالت الداخلية إىل نوعني أساسيني ،يشري كل نوع إىل االجتاه الذي تسلكه املعلومات املنقولة
من املرسل إىل املستقبل ،ومن هنا سوف نتطرق هلذه األنواع:
-1االتصال الرمسي :هو االتصال الذي يكون يف إطار األسس والقواعد اليت حتكم املؤسسة ،فهو الذي يتم يف
إطار التنظيم أي له إجراءات وقواعد رمسية يسري وفقها ،وتكون واضحة ومبينه جلميع أفراد املؤسسة ،ألهنا غالبا ما
تكون موثقة بصورة مكتوبة ورمسية ،فهو يعتمد على املذكرات أو التقارير أو االجتماعات الرمسية أو اخلطاابت أو
ماشابه ذلك واجلدير ابلذكر أن االتصال الرمسي قد يكون صاعدا أو انزال أو أفقيا بني العاملني ،ويتم عةرب
التسلسل التنظيمي للمؤسسة وهذا التنظيم هو الذي حيدد املسؤوليات وتقسيم العمل والعالقات الوظيفية داخل
املؤسسة تشمل اإلدارة والعمال وحيمل كل ما تريد جهة معينة إيصاله إىل جهة أخرى.
ويتصف االتصال الرمسي عادة مبا يلي1:قانوين ،مكتوب ،يتعلق ابلعمل مباشرة ،ويتم داخل التنظيم ويتعلق
مبا هو ملزم لألطراف.
1رحبي مصطفى عليان ،وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم ،الطبعة األوىل ،دار الصفاء،عمان ،9111 ،ص .11
58
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
وأتخذ شبكة االتصاالت الرمسية يف املؤسسة اجتاهات خمتلفة تتوافق وتةربز أمهية ودور كل منها حبسب
طبيعة ومهام عمل املؤسسة ،ويف الغالب أتخذ االجتاهات التالية:
-0.0االتصال النازل :يتمثل هذا الشكل من االتصاالت من األعلى إىل األسفل من املدير إىل املرؤوسني يف
ظل التنظيمات التقليدية اهلرمية و اليت متثل التنظيم مبا يسوده من تسلسل رائسي يقوم على نطاق إشراف ضيق
تتعدد يف ظله املستوايت اإلدارية ،أما الصورة الثانية هلذه االتصاالت فتأخذ شكال للدائرة اليت يتوسطها املدير و
يعتةرب مركز اختاذ كافة القرارات لكونه يسيطر على كافة قنوات املعلومات الصادرة منه وإليه فهو حمور كل
االتصاالت.
وتتمثل االتصاالت النازلة يف التعليمات اليت يصدرها القادة اإلداريون للمستوايت الدنيا و اليت تتضمن نقل
التعليمات الالزمة والتوجيهات حلسن سري العمل ،وهذه االتصاالت هي يف احلقيقة إحدى الوظائف املهمة
للمديرين ،إذ بدون هذه االتصاالت يتعذر على العاملني معرفة األصول الصحيحة ألداء العمل ويرى اتيلور أن
من مهام املديرين مجع املعلومات و ترتيبها وتصنيفها لتصبح قوانني وصيغا يستفيد منها العمال يف حتسني مستوى
أدائهم.
و ال ختلو االتصاالت النازلة من وجود بعض املعوقات أو القيود اليت تؤثر يف فاعليتها واليت منها:
-جتديد املعلومات ومعناه إجراء أو إحداث تعديالت يف تفسري حمتوى االتصال وإعادة نقله وإرساله وكذا نشر
املعلومات.
-نقص الفهم و املعرفة من جانب املرؤوسني.
-مصداقية املصدر تزيد مصداقية حمتوى الرسالة من طرف املشرف على عملية االتصال فاملشرف إذا كان منصبه
عال يزاد ثقة املستقيل فيه.
-التوقيت حيث جيب أن يتم االتصال يف وقته احملدد.
-1.0االتصال الصاعد :ويتم هذا االتصال من املستوايت الدنيا "القاعدة" إىل املستوايت العليا "القيادة" يف
املؤسسة ،وعلى الرغم من انتشار االتصال النازل ،إال أن االتصال الصاعد ال يقل أمهية عنه ألنه يعةرب عن مدى
دميقراطية املؤسسة وإدارهتا وتكون يف املادة املنقولة أو املرسلة من القاعدة إىل القيادة عبارة عن تقارير وشكاوي
واقرتاحات ومالحظات إىل اإلدارة العليا.
وعلى الرغم من هذه األمهية ،إال انه يواجه مشاكل وعقبات حيث غالبا ما حيول بعض املدراء دون وصول
املعلومات إىل الرئيس األعلى ،وخاصة إذا كان تتحمل أخبار تسيء إىل املؤسسة أو تسبب له اإلزعاج ،ابإلضافة
أيضا إىل بعد املسافة اليت تربط بني اإلدارة العليا واملستوايت التنظيمية الدنيا وانتشار ظاهرة اخلوف لدى املرؤوسني
الذي يقابله عزلة الرؤساء وميكن للمدراء زايدة فعالية االتصال الصاعد وذلك من خالل إظهار املزيد من االهتمام
واالستعداد لتقبل االتصاالت وإاتحة الفرصة للمرؤوسني للتعبري عن مواقفهم وإشعارهم أبمهيتهم يف املؤسسة.
59
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.0االتصال األفقي :ويتم هذا النوع من اإلتصاالت بني األفراد على نفس املستوى اإلداري ،كان يتصل مديـر
اإلنتاج مبدير التسويق بغية التنسيق والتكامل ،وهذا النوع من اإلتصاالت ضرورة لزايدة درجة التنسيق بين خمتلف
1
الوحدات اإلدارية يف املنظمة
ويتم هذا النوع من االتصال بني املوظفني بغية حتقيق التعاون وحل املشكالت وتبادل األخبار واألفكار ووجهات
النظر واملعلومات واخلةربات شفهيا وبطريقة مباشرة دون أي عوائق إدارية ،ومن الوسائل اليت يعتمد عليها هذا النوع
من االتصال ،اللقاءات ،تبادل الزايرات ،االجتماعات ،اللجان والسلوكيات املختلفة أثناء العمل.
2
كما أن االتصال األفقي خيدم العديد من األغراض أمهها:
-تسهيل التنسيق بني الوحدات املختلفة.
-املساعدة يف حل املشكالت ومواجهة القضااي املشرتكة.
-زايدة فعالية جمموعات العمل اليت تضم أعضاء من أقسام خمتلفة.
-إشباع االحتياجات االجتماعية لألفراد.
-1االتصال غري الرمسي :هذا االتصال ال خيضع لقواعد وإجراءات وقوانني إدارية مثبتة ومكتوبة ورمسية ومتفق
عليها ،كما هو احلال يف االتصال الرمسي ،ويتم غالبا خارج عن القنوات الرمسية داخل التنظيم ،كما يتم بني
مستوايت إدارية خمتلفة متخطيا خطوط السلطة الرمسية.
ال يتم االتصال غري الرمسي داخل التنظيم فقط ،بل قد يتعداه إىل خارج التنظيم من خالل االتصاالت
الشخصية واللقاءات واحلفالت والرحالت واالجتماعات غري الرمسية ،وجيب على اإلدارة استغالل االتصال غري
الرمسي اجيابيا وعدم السماح له ابلتأثري سلبيا على التنظيم من خالل التشويش أبشكاله املختلفة ،كاإلشاعات
3
الكاذبة وغريها.
61
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0مبادئ االتصال التنظيمي :تساعد مبادئ االتصال املدير يف بناء نظام واضح لالتصاالت وذلك ابلرتكيز
على اجلوانب األربعة املتصلة وهي:نوعية الرسالة وظروف استقباهلا ،احلفاظ على أشكال اجلهود املنظمة
واالستفادة من مزااي التنظيم غري الرمسي ،وسوف نتطرق إىل أهم املبادئ:
-0.0مبدأ الوضوح :لكي يتم االتصال البد من استخدام اللغة و املصطلحات الواضحة ،وهي من مسؤولية
املرسل بتصميم وصياغة الرسالة والتعبري عن ذلك بطريقة مفهومة سواء كان ذلك ابلكتابة أو ابلكالم و
التخاطب ،ويتحقق ذلك ابستخدام األلفاظ ذات اللغة البسيطة واملفهومة لدى الرؤساء و املرؤوسني والزمالء،
ويؤدي تطبيق هذا املبدأ إىل التغلب على الكثري من العقبات واحلواجز كالتعبري السيا عن الرسالة و األخطاء
النامجة عن الصياغة والنقل وعدم وضوح عناصرها واحلاجة إىل توضيحها ،حبيث ال حتتمل الرسالة إال مضموان
وأتويال واحدا وهو التأويل الذي يرمي إليه صاحب الرسالة وإال حدث خلل يف تطبيق مضموهنا.
-1.0مبدأ االهتمام و الرتكيز :أي إعطاء كل االنتباه و االهتمام الستقبال الرسالة ،فأي اتصال ال ميكن أن
ينجح إذا مل ميكن مفهوما ،ويتطلب مزيدا من االهتمام ،فإعطاء االهتمام الكامل للرسالة املركبة ليست مسألة
سهلة ،ويرجع ذلك إىل كثرة عدد الرسائل اليت تستدعي االهتمام وتتنافس فيما بينها ،ونطاق وقدرة الفرد على
االنتباه والرتكيز ،والتمسك هبذا املبدأ يساعد على التغلب على عديد من احلواجز ،كعدم االهتمام ،نقص أو
ضعف الرسالة املنقولة ،ضعف الذاكرة وأيضا تطوير عملية االستماع والقراءة ويشعر املتصل ابلفخر نتيجة
1
جمهوداته.
-1.0مبدأ التكامل و الوحدة:يساعد هذا املبدأ على مساندة األهداف التنظيمية ،حيث يتصل أبغراض
وأهداف االتصال ،فهذا األخري ابلنسبة للمدير عبارة عن وسيلة وليست غاية ،أي أنه أحد وسائل املدير لضمان
احلفاظ على التعاون وحتقيقه كمدخل لتحقيق أهداف املنظمة فغالبا ما يتجاهل الرؤساء ذلك ويرسلون رسائلهم
إىل املرؤوسني كمدخل لالتصال املباشر ابلعاملني ،ولكن مثل هذه احلاالت يسمح هبا فقط يف ظروف خاصة إذا
كانت الظروف تستدعي اتصال فوري كأمر ةخالء مبىن مباشر ،أو احلماية من خطر أو هجوم ...اخل ،ولكن
من املهم أن يقوم الرئيس املباشر بنقل الرسالة ،وتفسري وتوضيح املعلومات األخرى ،ويف هذه احلالة فإن املرؤوسني
سيحرتمون املركز الوظيفي للرئيس ويعتمدون عليه فيما يتعلق ابملعلومات الرمسية وهذا تدعيما لسلطته.
-4.0مبدأ سرعة و كفاية انتقال املعلومة :املقصود هنا ضمان انتقال الرسالة يف الوقت واملكان املناسبني
وابلوسيلة املناسبة ،وعلى الرسالة أن حتوي معلومات واضحة وكافية لفهم موضوعها فهما كامال ومشرتكا بني طريف
الرسالة.
-5.0مبدأ املشاركة:لضمان جناح العملية االتصالية جيب مشاركة مجيع املستوايت اإلدارية يف املؤسسة وخمتلف
األقسام حىت تضمن التأييد الضروري لنجاحها.
1حممد فريد الصحن ،سعيد حممد املصري ،إدارة األعمال ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،9111 ،ص.310 ،391
61
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1كفاءة االتصاالت التنظيمية :تتميز االتصاالت ذات الكفاءة العالية ابخلصائص التالية :السرعة وتقدميها
ملعلومات مرتدة ،تسجيلها وختصيصها على شخص معني ،مالئمة شكلها ملوضوعها وبقائها يف الذهن ،أتثريها
على السلوك ،وتكلفتها املنخفضة ،وسوف نتناول كل عنصر بشكل خمتصر:
-0.1السرعة :إن مدى السرعة أو البطء فينقل املعلومات قد يعود إىل الوسيلة املستخدمة ،و هنا كبعد آخر
1
للسرعة وهو وصول املعلومات يف الوقت املناسب ،حيث تفقد املعلومات قيمتها إن مل تصل يف الوقت املناسب.
-1.1االرتداد:تسهل الوسائل الشفهية يف االتصال من إمكانية حصول أطراف االتصال على معلومات مرتدة
تساعد على رد الفعل السليم وإمتام عملية االتصال بنجاح ،أما الوسائل املكتوبة كاخلطاابت واملذكرات والتقارير
فهي بطيئة وغري فعالة يف تقدمي معلومات مرتدة إىل أطراف االتصال.
-1.1التسجيل :ميكن لبعض وسائل االتصال أن حتفظ يف سجالت وملفات ،وذلك مثل اخلطاابت
واملذكرات ،والتقارير ،ويفيد هذا يف إمكانية الرجوع إليها ملتابعة التقدم يف اجناز املوضوعات حمل االتصال ،أما
الوسائل الشفوية فيصعب تسجيلها أو االحتفاظ الرمسي هبا.
-4.1الكثافة:تتميز بعض وسائل االتصال أبهنا قادرة على تقدمي معلومات كثيفة مثال اخلطاابت و التقارير،
األمر الذي ميكن من استخدامها يف عرض املعلومات املعقدة كعرض الوقائع أو اخلطط أو نتائج املتابعة والرقابة
وابلتايل كلما قدمت وسيلة االتصال معلومات كثيفة كلما كان أفضل.
-5.1الرمسية :إذا كان موضوع االتصال رمسيا أمكن استخدام وسائل اتصال مناسبة ،كإعالم فرد ابلرتقية أو
النقل من خالل خطاب يعتةرب وسيلة مناسبة ،واالتصاالت الداخلية بني زمالء العمل واألقسام قد حتتاج إىل
وسائل أقل رمسية مثل املذكرات الداخلية واهلاتف ،وهناك اتصاالت داخلية قد حتتاج إىل الشكل الرمسي مثل
االجتماعات واللجان والتقارير.
-1.1التكلفة:كل ما كانت وسيلة االتصال غري مكلفة كلما كان ذلك أفضل ،وتشمل التكلفة األدوات
املكتبية املستخدمة ،الطبع ،والةربيد ،واهلاتف وأجور العاملني املشرتكني يف االتصال ،وتتمثل يف تكاليف اإلرسال
واالستقبال والتخزين والتحليل واالسرتجاع ،والتكلفة عنصر نسيب نقول أهنا تكلفة مناسبة وذلك مقارنة ابلعوائد
احملققة منها.
-1اجلوانب احمليطة ابالتصال التنظيمي :ال تتم عملية االتصال يف عزلة ،حيث توجد عدة جوانب حتيط هبا
وذلك ابلتأثري عليها وتقرر مصريها وحتدد درجة فعاليتها ،وميكن مجعها يف:
-0.1اجلانب الفين :يتم يف هذا اجلانب استخدام وسائل االتصال احلديثة املتمثلة يف احلاسوب ،شبكة االنرتنت
اهلاتف ،التلكس وغريها ،مما سهل عملية نقل املعلومات والرسائل بسرعة ويف الوقت املناسب.
62
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.1اجلانب النفسي و االجتماعي:يشمل هذا اجلانب عملية اإلدراك والدوافع الذاتية والتفاعالت املختلفة بني
أطراف عملية االتصال ،من صراعات وتوافق ،وأتثري األدوار الرمسية واالجتماعية اليت يلعبها الفرد على عمليات
1
التواصل ،إذا نتفاوت مستوايت اإلدراك يؤدي إىل االختالف يف تفسري التوجهات والتعليمات.
-1.1اجلانب التنظيمي :يتعلق هذا اجلانب أساسا ابلتنظيم داخل املؤسسة ،أي توزيع املهام والسلطات واختاذ
القرارات ،فلو كان التنظيم مركزي يتطلب دوما الرجوع إىل قمة اهلرم التنظيمي يف املؤسسة ويؤدي إىل بطا عملية
االتصال ،أما إذا كان التنظيم ال مركزي فيمكن أن يساعد يف تسهيل عملية االتصال نتيجة تفويض السلطة
والصالحيات للمرؤوسني ،للتصرف يف ضوء ما يتوافر لديهم من معلومات دون الرجوع للمركز يف كل مرة.
1أمحد عبد هللا الصباب وآخرون ،أساسيات اإلدارة احلديثة ،ط ،9دار خوارزم العلمية للنشر ،السعودية ، 3090 ،ص .919
63
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
يعتةرب التغيري التنظيمي العملية اليت تقوم هبا املنظمة للتحرك من مستوى إىل مستوى مستقبلي أفضل أكثر
كفاءة وفعالية.
-0تعريف التغيري التنظيمي :اختلفت آراء الباحثني حول مفهوم التغيري التنظيمي ،كل حسب اهتمامه
وخنصصه.
التغيري هو عبارة عن توازن ديناميكي بني جمموعتني من القوى تعمل ابجتاهني متعاكسني يف اجملال املادي
واالجتماعي والتقين للعمل وتتضمن إحدى هذه اجملموعات قوة دافعة يف حني تتضمن اجملموعة املعاكسة قوة
1
مقيدة ونتيجة لتفاعل هاتني القوة بني بعضهما تصل املنظمة إىل حالة من التوازن يطلق عليه احلالة الراهنة.
يعرف التغيري التنظيمي أبنه":العملية املقصودة اليت تقوم من خالهلا املنظمة ابالنتقال من حالتها احلالية إىل
حالة مستقبلية مرغوبة وذلك من أجل فاعليتها"2
التغيري التنظيمي هو يف أساسه خطة إجيابية لتطوير أداء املنظمة وحتسينها ونقلها من مرحلة إىل أخرى أكثر
فعالية وجناحا ومالئمة لتغريات البيئة واحلياة املتغرية دائما ،ألن املنظمة العمل جيب أن ال يظل جامدا حىت ال
يضطر إىل التغري اإلجباري والغري مرغوب فيه،و إن منظمات العمل سواء اخلاصة أو العامة حتتاج بني احلني
واآلخر إىل التغيري إىل األحسن لزايدة فعاليتها وأداء وإنتاجيتها ويهدف هذا التغيري يف الدرجة األوىل إىل التأثري يف
املديرين واملشرفني ،بغية تغيري طرق تفكريهم املرتبطة ابلعديد من جماالت نشاطاهتم يف اجملال اإلداري واليت تكونت
نتيجة املفاهيم التقليدية اليت أثرت فيهم لعديد من السنوات.3
كما قد مت تعريفه أبنه" :عملية تغيري ملموس يف النمط السلوكي للعاملني وإحداث تغيري جذري يف السلوك
التنظيمي ليتوافق مع متطلبات مناخ وبيئة التنظيم الداخلية واخلارجية ،وأن احملصلة النهائية لتغيري سلوك التنظيم هي
4
تطويره وتنميته".
فالتغيري التنظيمي هو":عملية مدروسة وخمططة لفرتة زمنية طويلة عادة ،وينصب على اخلطط والسياسات أو
اهليكل التنظيمي ،أو السلوك التنظيمي ،أو الثقافة التنظيمية وتكنولوجيا األداء ،أو إجراءات وظروف العمل
وغريها ،وذلك بغرض حتقيق التكيف مع التغريات يف البيئة الداخلية و اخلارجية للبقاء واالستمرار والتطور
والتمييز".5
1حممد الصرييف ،إدارة التغيري ،ط ،9دار الفكر اجلامعي ،اإلسكندرية ،3009 ،ص.09
2ظاهر حمسن الغالبيب ،التطوير التنظيمي ،ط ،9دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،3090 ،ص.20
3انصر حممد العديلي ،السلوك اإلنساين والتنظيمي ،ط ،9معهد اإلدارة العامة ،إدارة البحوث ،9111 ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،9111ص
939
4
Wind، J and Main، Y : Driving Change – How The Best Companies Are Preparing For The 2l ST
Century، kogah page، London; 1999،p 18
5اثبت عبد الرمحان إدريس ،املدخل احلديث يف اإلدارة العامة ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر،3009،ص993
64
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
عرف التغيري التنظيمي أبنه "التحول من نقطة التوازن احلالية ،إىل نقطة التوازن املستهدفة ،وتعين االنتقال
من حالة إىل أخرى يف املكان والزمان".1
يقصد ابلتغيري التنظيمي من وجهة نظر علماء التنظيم إحداث تعديالت يف أهداف وسياسات اإلدارة أو
2
يف عنصر من عناصر العمل التنظيمي استهدافا أبحد األمرين األساسيني:
-إحداث نوعا من االنسجام بني التنظيم واحمليط بغرض مالئمة التنظيم وأساليب عمل اإلدارة ونشاطاهتا مع
تغريات وأوضاع جديدة يف مناخ احمليط التنظيمي أي خلق ظروف مناسبة للتكامل والتناسق بينهم.
-املسامهة يف استحداث ظروف تنظيمية وأساليب جديدة تساعد التنظيم على حتقيق التطور على غريه من
التنظيمات ،وابلتايل متكنه من اجناز أهدافه االقتصادية وبناء عليه فان التغيري التنظيمي يف عموميته يستهدف إما
تعديل يف أوضاع التنظيم حىت يستطيع التكيف أو التوافق مع ظروف و أوضاع اجملتمع والبيئة الطبيعية احمليطة أو
حماولة استثارة التغيري يف اجملتمع ذاته لكي يتوافق مع األهداف واإلمكاانت املتوفرة يف اإلدارة.
ومن خالل التعريفات السابقة ميكن استخالص تعريف شامل للتغيري التنظيمي:
هو كل جمهود تقوم به أي منظمة تطمح بتحسني قدراهتا وتطويرها وتنمية قدرات العاملني يف تلك املنظمة وذلك
عةرب مراحل معينة كما أنه عبارة عن نشاط مستمر يعمل على زايدة الفعالية التنظيمية وحتسني اهليكل التنظيمي
األداء يف بيئة العمل فهو يف األخري االنتقال من حال إىل حال أفضل لتحقيق األهداف املرجوة .حيث يقصد
ابلتغيري التنظيمي إجياد منظمة أكثر سرعة ومتاسكا ،كفاءة وفعالية ،شفافية واستدامة.
خيتلف التغيري التنظيمي ومفهوم التطوير التنظيمي ،حيث يهدف التطوير إىل اإلبقاء على الوضع الراهن مع
3
القيام مبجموعة من التعديالت ،ويعد أحد املناهج املتخصصة يف إحداث التغيري التنظيمي.
-1خصائص التغيري التنظيمي :يتميز التغيري التنظيمي مبجموعة من اخلصائص ابعتباره عملية إدارية حتقق فاعليته
متمثلة يف:
-0.1االستهدافية :يتم التغيري يف إطار حركة منظمة تستهدف حتقيق هدف معني.
-1.1الواقعية :يرتبط التغيري ابلواقع العملي للمؤسسة ويتم حسب إمكانياهتا ومواردها.
-1.1التوافقية :جيب أن يكون هناك توافق بني عملية التغيري ومتطلبات وتطلعات القوى املختلفة لعملية التغيري.
-4.1الفاعلية:جيب أن تكون إدارة التغيري فعالة ،حيث تكون قادرة على التأثري والتوجيه حنو حتقيق اهلدف من
عملية التغيري.
-5.1املشاركة :حتتاج إدارة التغيري إىل تفعيل املشاركة بني كل األطراف يف املؤسسة.
1عثمان فاروق السيد ،قوى إدارة التغيري يف القرن احلادي والعشرين ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،الطبعة األوىل ،املنصورة ،مصر،3000،ص.1
2يوسف السعدون ،علم االجتماع ودراسة التغيري التنظيمي يف املؤسسات الصناعية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،املطبعة اجلهوبة بقسنطينة اجلزائر،
بدون سنة نشر ،ص.01
3مدحت أبو النصر ،أساسيات إدارة اجلودة الشاملة ،ط ،9دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،3001،ص.30
65
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
خصائص الواقعية
الفاعلية
إدارةالتغيري
املشاركة الرشادة
الشرعية االصالح
القدرة على التطوير
واالبتكار
املصدر :زيد منري عبوي ،إدارة التغيري والتطوير،ط ،9دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع عمان ،األردن 3001ص33
-1اسرتاتيجيات إدارة التغيري التنظيمي :هنالك العديد من االسرتاتيجيات إلحداث التغيري يف املنظمات منها:
-0.1اسرتاتيجيات املعايري وإعادة التعلم ): )Normative – Reeducativeتستند هذه االسرتاتيجيات
على أن سلوك الفرد و أفعاله تتأثر ابلقيم والعادات والتقاليد ،وحىت يتم التغيري ألسلوب أو ممارسة معينة جيب أن
يغري الفرد قيمه ومعايريه جتاه املمارسة واألسلوب القدمي.
-1.1اسرتاتيجيات اإلكراه /القسر ) :)Power – Coerciveتتضمن استخدام القوة والقهر واإلذعان
إلرغام األفراد على إحداث التغيري.
-1.1إسرتاتيجيات /مناهج التغيري العقالنية التجريبية أو إسرتاتيجية الرشد والتطبيق العلميEmpirical :
) : Rationalاالفرتاض األساسي الذي تستند عليه هذه اإلسرتاتيجية أن اإلنسان عقالين وراشد وأنه سيطبق
التغيري املقرتح إذا مامت إقناعه به.
66
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
وهذا يتطلب من قادة التغيري تبين محلة إقناع فاعلة ) (Persuasion campaignعند بدء عملية التغيري
حيث يكون العاملني يف مرحلة الشعور ابخلوف وعدم التأكد وذلك إلقناعهم ابحلاجة الفعلية للتغيري لالستمرار
والبقاء ،ويتم ذلك من خالل اسرتاتيجية اتصال مكونة من أربعة أجزاء أو مراحل فقبل البدء ابإلعالن النهائي
حلظة التغيري البد لقادة التغيري من وضع مرحلة لقبول التغيري ،وتستند هذه املرحلة على بيان مدى احلاجة إليه
والعواقب املرتتبة على عدم األخذ به ،تليها مرحلة وضع إطار يتم من خالله شرح املعلومات املتعلقة ابلتغيري
وتوص يل املعاين املراد أن يستوعبها العاملون وذلك بعد إعالن خطة التغيري من خالل السمنارات واللقاءات
1
ابلعاملني.
اثنيا:مفهوم مقاومـة التغييـر
يبني الواقع أن األفراد يف املؤسسة قد يقاومـون التغيري الذي ترغب اإلدارة يف إحداثه ،و قد تنصب
مقـاومتهم على نوع التغيري أو حجمه أو كيفية تطبيقه أو توقيت إدخاله.
-0تعريف مقاومة التغيري :مقاومة التغيري من املشاكل أو املعوقات الرئيسية اليت تواجه عملية تطبيق إدارة اجلودة
الشاملة ،من أهم أسبابه:
حيولونه إىل اهتمام شخصي ،ويتساءلون عن فأول شيء يفعله األفراد عندما يسمعون ابلتغيريّ ،أهنم ّ -اخلوفّ ،
كيفية أتثري التغيري عليهم( .اخلوف من فقدان الوظيفة وهتديد املصاحل الشخصية -اخلوف من الفشل ابلقيام
ابألشياء اجلديدة ( أل ّن التغيري ،يعين أداء األشياء بشكل خمتلف وإجياد معرفة جديدة ومعلومات إضافية جيب
حتمل املسؤولية واإللتزام).
تعلّمها وتطبيقها ،والتغيري قد يعين مزيدا من أعباء العمل فاألفراد ال يرغبون يف ّ
-سوء فهم مةربرات التغيري.
-مناخ عدم الثقة يف اإلدارة أو األفراد.
-عدم الثقة يف إدارة اجلودة الشاملة.
-2أشكال مقاومة التغيري :من أهم أشكال مقاومة التغيري:
-االمتعاص وعدم املوافقة بصمت.
-التباطؤ يف العمل.
-رفض تنفيذ إجراءات التغيري.
-التخريب والعنف السليب.
-إضراب العاملني.
1
David A. Garvin and Michael A.Roberto , Change Through Persuasion., Harvard Business Review , 2005
pp106-111.
67
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
أما أهم أساليب احلد من مقاومة التغيري :إعالم العاملني مسبقا ،شرح فوائد التغيري ،دعم وأتييد املؤيدين
للتغيري ،إشراك القوى املعيقة للتغيري وتقدمي احلوافز هلم ،تدريب املوظفني ،التهديد ابلعقاب.
-3عـالج مقاومة التغـيري :إن ما حتتاج املؤسسة القيام به هو توقع املقاومة وحتديد العوامل اليت تؤدي إىل هذه
املقاومة وحتديد أنسب الطرق للتغلب عليها.
و يبني الشكل التايل بعض احلاالت املتوقعة ملقاومة التغيري و إرشادات للتغلب عليها:
جدول رقم ( :)14بعض القضااي احملتملة ملقاومة التغيري وكيفية التغلب عليها
احلل املقرتح
املدخل أو ّ القضااي احملتملة /املتوقعة
إننا ندرك اآلن أمهية وقيمة العاملني لدينا ،ومن خالل إدارة اجلودة الشاملة فإنّنا أ ّن اإلدارة غري مهتمة
نرغب يف أن نشرك العاملني ابملنظمة يف عملية صنع القرار ابلنسبة للقضااي
اليت تؤثر على وظائفهم وأعماهلم ،إ ّن اإلدارة املشرتكة تعتةرب مبدأ أساسيا إلدارة
اجلودة الشاملة.
ال أعتقد أب ّن إدارة اجلودة الشاملة ميكن أن إ ّن مبادئ وأدوات إدارة اجلودة الشاملة قد طبقت بنجاح يف املئات من
املنظمات السلعية واخلدمية. تصلح يف منظمتنا.
إ ّن هدفنا هو تعلّم أساسيات إدارة اجلودة الشاملة ،وهلذا فإنّنا نستطيع أن
نضرب املثل وأن تكون لنا قصص للنجاح من داخل منظمتنا.
نعم ،فتطبيق إدارة اجلودة الشاملة سيجعل كل منا يضحي بوقته الثمني، ليس لدينا موارد لدعم هذه املبادرة.
وسنؤدي عمال مضاعفا ولكن هذا اإلستثمار سوف يؤدي إىل عوائد كبرية.
كما أ ّن هذه املبادرة سوف تؤدي فعال إىل توفري أموالنا ووقتنا يف األجل الطويل
وستجعلنا أكثر قدرة على املنافسة.
68
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0إسرتاتيجية املنظمة :وتشمل إما اإلسرتاتيجية الكلية للمنظمة كالتغيري يف األهداف املسطرة مثل :استهداف
أسواق جديدة ،أو التوسع يف تشكيلة املنتجات ،أو االسرتاتيجيات الفرعية ،أو االسرتاتيجيات الوظيفية.
-1ثقافة املنظمة :ومتثل عدة عناصر يف املنظمة منها :طريقة التعامل اليومية ،قواعد العمل ،قيم العمل ،ويف إطار
اجلودة الشاملة ،تشتمل ثقافة اجلودة عدة جوانب وهي :الرتكيز على العميل-أداء العمل الصحيح من املرة
األوىل-التفاين يف العمل-احرتام اآلخرين-الصدق يف التعامل مع اآلخرين -اخلطأ هو فرصة للتطور-عدم التقيّد
ابلعالقات الرمسية هبدف إجراء اتصاالت أكثر فاعلية-اعتبار التميز كنهج.
-1اهليكل التنظيمي :يكون التغيري اهليكلي نتاجا للتغيري يف إسرتاتيجية املنظمة ،ةعادة تصميم الوظائف وتقييم
وتقسيم العم ل أو التعديل يف آليات التنسيق ومناذج االتصال والسلطة ،أو يف حال اندماج املنظمة مع منظمة
أخرى أو توسيع نطاق اإلشراف للتحول إىل اهليكلة املسطحة.
–4سياسات وإجراءات وطرق العمل :وذلك ةلغاء السياسات القائمة وإدخال أخرى جديدة أو تعديلها
وتبسيط إجراءات العمل لتحقيق السرعة يف األداء ،1ويشمل التغيري العمليات املتمثلة يف أساليب العمل والرقابة
تصميم العمليات ،ترتيب الوظائف ،تفويض الصالحيات ،ونظم املكافآت ،ونظم دعم اإلدارة.
-5املوارد املادية والتكنولوجيا املستخدمة :حيث تستخدم يف العمليات لتحويل املدخالت إىل خمرجات أكثر
جودة وتطور.
-1أسلوب اإلدارة :جيب ان يتصف ابملرونة ،وزايدة مساحة االستقاللية ،واملشاركة يف وضع األهداف واختاذ
القرارات ،وتشجيع اندماج العاملني ...حيث يعتةرب األسلوب الدميقراطي يف اإلدارة أكثر مالئمة من األسلوب
الديكتاتوري يف ظل تطبيق مفهوم اجلودة الشاملة ،وجيب االعتماد على االتصاالت الرمسية وغري الرمسية لزايدة
فعالية االتصاالت بني اإلدارة والعاملني ،ويةربز العمل اجلماعي وفرق العمل يف ظل تطبيق إدارة اجلودة الشاملة.
69
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
9حممد الصرييف ،السلوك االداري و العالقات االنسانية ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،اإلسكندرية،3001 ،ص.911
3نفس املرجع السابق ،ص.919
3
ME،Sermpene et Al،Job Satisfaction in Relation to Organizational Cultur journal of Industrial psychology
2112،)2(28،p.23.
2راوية حسن ،السلوك التنظيمي املعاصر ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،3002 ،ص .991
71
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ميكن القول أن الرضا الوظيفي هو مفهوم مركب وله عدة أوجه ،وأنه حالة ذهنية ونفسية والذي يستمد
من حميط العمل واجلماعة اليت يعمل معها والعامل نفسه الذي يرضي طموحه وحيقق رغباته ويتناسب مع ميوله
وقدراته ويشبع حاجاته.
أو بتعبري آخر هو أحد العناصر األساسية للرضا العام ،الذي ميد الفرد ابلطاقة الالزمة اليت متكنه من القدرة
على أداء عمله و االستمرار فيه ،بل وتطويره واإلبداع فيه ،حيث يسهم يف بعث الطمأنينة إىل قلبه ،وبه تسمو
روحه ،ويصفو فكره فيلتهب محاسه ويركز يف عمله فينتج ويبدع.
-1أبعاد الرضا الوظيفي :من خالل ما أشارت إليه أهم أدبيات املوضوع اليت تناولت العوامل أو األبعاد ا ملؤثرة
يف الرضا الوظيفي جند أهنا تتفق على أن الرضا الوظيفي ليس حصيلة عامل واحد ،بل هو نتيجة تفاعل جمموعة
من العوامل أو األبعاد ،منها ما هو متعلق ابلفرد ذاته ،ومنها ما هو مرتبط ببيئة العمل والظروف التنظيمية اليت
تعتمدها املنظمة .
وابلنظر إىل خصوصيات موضوع البحث ميكن أن نتصور أبن الرضا الوظيفي يكون من خالل رضا الزبون
الداخلي( املوظف) أو العام عن املنتج الداخلي (الوظيفة) ،وأن أبعاد الرضا الوظيفي هي أبعاد املنتج الداخلي
1
ونلخصها فيما يلي:
-0.1األجور و املكافآت :ويضم خمتلف املزااي املادية و املعنوية اليت حيصل عليها الفرد مقابل اجلهود اليت يبذهلا
والتمييز يف األداء ،و تبعا لطبيعة الوظيفة وظروف العمل.
-1.1طبيعة ومضمون العمل :ويشمل وضوح املهام واملسؤوليات و الشروط(القدرات ،االستعدادات ،
املؤهالت) اليت تتطلبها ،واملدى الذي يتيحه العمل للعامل من إظهار مهاراته ومواهبه وفرص املبادرة واإلبداع.
-1.1اإلشراف و العالقة مع الزمالء :ويتعلق بنمط اإلشراف وعالقة الرئيس مبرؤوسيه ،والتفاعل بني العاملني
والتعامالت املتبادلة بينهم يف إطار العمل أو خارجه.
-4.1احمليط املادي للعمل:ويتعلق ابلبيئة املادية للعمل ،وكل مستلزمات و متطلبات اجناز املهام والواجبات اليت
تفرضها الوظيفة.
اثنيا :نظرايت الرضا الوظيفي
اهتم الباحثون بتفسري الرضا الوظيفي منذ القدم ،ففي البداية كان مفهوم الرجل االقتصادي الذي اندت به
املدرسة الكالسيكية بقيادة فريدريك( )Fréderic Taylorهو املفهوم املسيطر ملدة طويلة ،حيث يرى هذا
املفهوم أن العوائد املادية هي األساس يف زايدة الرضا الوظيفي ،مت تلي ذلك مدرسة العالقات اإلنسانية بقيادة
التون مايو ( ) Elton Mayoوأعقب ذلك نظرايت كثرية تفسر الرضا الوظيفي.
5سهيلة حممد عباس ،إدارة املوارد البشرية ،مدخل إسرتاتيجي ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان ،3009 ،ص .919
71
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0نظرية جمموعة العوامل 1:يف الدراسة اليت أجراها أحد علماء السلوك التنظيمي على 300حماسب ومهندس
منذ حوايل 90سنة لدراسة الرضا عن العمل كان يطلب منهم أن يتذكر األوقات اليت كان يسيطر عليه فيها
إحساس ابلرضا أو عدم الرضا عن العمل وما األسباب وراء ذلك.
وقد خرج" فريدريك هريزبرغ" ) ( Fréderic Herzbergمن نتائج الدراسة بنظريته املسماة)two factor :
) theoryومضمون النظرية :هو أن جمموعة العوامل اليت تسبب الرضا عن العمل مستقلة عن األسباب اليت تؤدي
إىل عدم الرضا عن العمل.
وينب الشكل التايل مكوانت النظرية:
شكل رقم( :)01نظرية جمموعة العوامل (نظرية ذات العاملني هلريزبرغ(
العوامل الوقائية
-نوع اإلشراف.
-األجر.
-سياسات الشركة.
-عوامل عدم الرضا :عدم توفر عنصر هذه اجملموعة بسبب
-األحوال املادية للعمل. االستياء من العمل ولكن توافرها ال يزيد رضا الفرد عن عمله.
-العالقة بني اآلخرين.
األمن يف العمل.
العوامل الدافعة
-فرص الرتقية.
-الفرصة للنمو الشخصي والتقدم. -عوامل الرضا :توفر عناصر هذه اجملموعة جيعل الفرد أكثر
-الشهرة. رضا عن عمله ولكن عدم توافره لن جيعل الفرد يستاء من عمله
-املسؤولية.
-اإلجناز.
1جريالد بينريج ،روبرت ابرن ،إدارة السلوك يف املنظمات ،ترمجة رفاعي حممد رفاعي ،إمساعيل علي بسيوين ،كلية التجارة ،جامعة املنصورة
2006ص . 301
72
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1نظرية إشباع القيمة :نظرية القيمة تعتةرب من النظرايت اهلامة يف الرضا الوظيفي ووفقا هلا فإن درجة رضا الفرد
عن عمله أو عنصر من عناصره ( األجر أو الرتقية )...حتكمها ثالث نواح:
-مقدار ما أيمل احلصول عليه ابلنسبة هلذا العنصر.
-مقدار ما حيصل عليه فعال ابلنسبة هلذا العنصر.
-أمهية هذا العنصر ابلنسبة له.
يرى " أدوين لوك " ) (Edwin Lockeأن املسببات الرئيسية للرضا عن العمل هي قدرة ذلك العمل
على توفري العوائد ذات القيمة واملنفعة العالية لكل فرد على حده ،وأنه كلما استطاع العمل توفري العوائد ذات
القيمة للفرد كلما كان راضيا عن العمل ،ولكن العوائد اليت يرغبها الفرد ليست متاما هي املوجودة يف نظرية تدرج
احلاجات "ملاسلو" وإمنا تعتمد ابلدرجة األوىل على إدراك وشعور كل فرد على حده ابلعوائد اليت يرى أهنا تتناسب
ووظيفته ومستواه الوظيفي واالجتماعي ،وتناسب رغباته وأسلوبه يف احلياة ،فأحد كبار املديرين وفقا لنظرية ماسلو
جيب أن يسعى إىل التقدير وحتقيق الذات ،ولكن وفقا لنظرية القيمة فإن العوائد اليت يرغبها املدير العوائد املادية
واألمان أي عوائد أخرى يراها مناسبة له.1
-1نظرية إشباع احلاجات :تركز هذه النظرية على أن حتقيق الرضا الوظيفي يكون من خالل توفري احلاجات
الفسيولوجية والنفسية واالجتماعية.
-0.1نظرية تدرج احلاجات إلبراهام ماسلو( : )Abraham Maslowيعتةرب أبراهام ماسلو من أوائل
العلماء الذين قدموا تفسريا للرضا يعتةرب الوظيفي ،حيث قام عام 9112برتتيب احتياجات اإلنسان يف شكل
هرمي ،وهذا بعد إجراءه لعدة جتارب يف عيادة نفسية توصل من خالهلا إىل احلاجات اخلمسة اليت يوضحها
الشكل التايل :
شكل رقم( )04تدرج احلاجات وفقا لنظرية (إبراهام ماسلو(
املصدر :صالح عبد القادر النعيمي ،اإلدارة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن، 3001 ،ص .10
73
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.1نظرية احلاجات وتفسري الرضا الوظيفي أللدرفر( :)Alderferقدم ألدرفر نظريته أخدا بعني االعتبار
90
االنتقادات اليت وجهت لنظرية ماسلو واليت تصنف احلاجات يف ثالث جماميع هي :
أ-احلاجة للوجود :و هي متاثل احلاجات الفسيولوجية وحاجات األمان عند ماسلو.
ب-احلاجة لالنتماء:و هي متاثل احلاجات االجتماعية عند ماسلو.
ج-احلاجة للنمو :و هي متثل حاجات التقدير و االحرتام و حاجات حتقيق الذات عند ماسلو.
شكل رقم( )05عملية حتقيق الرضا الوظيفي حسب نظرييت احلاجات ملاسلو وألدفر.
املصدر :جريالد جرنةربج ،روبرت ابرون ،إدارة السلوك يف املنظمات ،ترمجة رفاعي حممد رفاعي و إمساعيل علي بسيوين ،دار
املريخ ،الرايض ،3002 ،ص.991
والشكل التايل يلخص عملية حتقيق الرضا الوظيفي حسب نظرييت احلاجات ملاسلو وأدفر :
شكل رقم( )01عملية حتقيق الرضا الوظيفي حسب نظرييت احلاجات ملاسلو وألدفر.
املصدر :شاطر شفيق ،أثر ضغوط العمل على الرضا الوظيفي ،مذكرة ماجستري ،ختصص علوم التسيري جامعة بومرداس
،3090ص.39
-1.1نظرية احلاجات الثالثة(حاجات اإلجناز) ملاكليالند( :)Three Needs Theoryقدم ماكليالند
( )Maclellandعام 9119نظريته املعروفة ابسم نظرية احلاجات الثالثة أو حاجات اإلجناز ،حيث صنفها يف
ثالث جمموعات .
11
Claude Lévy, Leboyer، La motivation au travail: modèle et stratégie، 3ieme ed, Editionédition
d’organisation , paris 2116, PP 41- 42.
74
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
طارق طه ،إدارة األعمال منهج حديث معاصر ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية ،3001 ،ص ص .929 - 921 99
93خالد نصر أمحد املدير ،عالقة القيم التنظيمية يف الرفع من مستو الرضا الوظيفي للعاملني ابملؤسسة التعليمية ،دراسة وصفية حتليلية ابجلامعة
احملمدية ماالنج ،رسالة ماجستري قسم اإلدارة اإلسالمية ،اجلامعة احملمدية ،ماالنج ،3091،ص.11
99منصور فهمي ،إنتاجية العمل يف ضوء الدوافع و احلوافز ،دار النهضة العربية ،لبنان ،9112 ،ص .929
75
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0.0الغياب :يقصد ابلغياب نقص املالزمة يف عمل يتطلب احلضور الدائم ،و هو أمر يسبب ارتفاع التكاليف
يف املنظمة والسيما تكاليف تعويض العطل املرضية و اإلجازات السنوية ونقص اإلنتاجية ،ابإلضافة إىل التكلفة
املعنوية اليت يتحملها األفراد الذين يقع على عاتقهم حتمل عبا تعويض النقص الذي يرتكه الغائبون.
وبصفة عامة ال ميكن القول أن الغياب يعين ابلتأكيد حالة عدم الرضا ،و هذا راجع اىل ضعف العالقة بني
الغياب و عدم الرضا.
-1.0ترك العمل :يعةرب ترك العمل عن استقالة العامل من منظمته طواعية ،وهذه االستقالة هلا جمموعة من
التكاليف تتحملها املنظمة كتكلفة اإلحالل ،تكلفة التدريب وتكلفة التعيني واليت تزداد كلما ارتقينا يف السلم أو
اهلرم التنظيمي ،ابإلضافة إىل أن املنظمة تتحمل تكاليف أخرى غري ملموسة أي التكاليف اخلفية يف املوارد البشرية
مثل تشتت مجاعة العمل اليت يعمل هبا هذا الفرد املستقيل ،وتعظم التكاليف أكثر إذا كان اترك العمل من ضمن
األفراد ذوي األداء واخلةربات العالية .
اثنيا:التمارض واإلصاابت
وهي وسائل االنسحاب غري املباشر من العمل عن طريق اختاذ الذرائع واحلجج.
-0.0التمارض :التمارض)إدعاء املرض) ظاهرة تعةرب يف الغالب عن عدم رضا العامل؛ وذلك من خالل الضغط
النفسي الذي يواجهه داخل املنظمة أو خارجها ،ويلجأ العامل إىل احلاالت املرضية املقنعة لالبتعاد عن حميط
العمل هتراب من الواقع املعاش أو للتقليل من االنعكاسات السلبية اليت يواجهها أثناء عمله.
-0.1اإلصاابت :إن احلوادث الصناعية واإلصاابت شأهنا شأن التغيب أو ترك العمل ،وإمنا هي تعبري جزئي عن
عدم رضا الفرد الوظيفي؛ وابلتايل انعدام الدافع على أداء العمل بكفاءة وعدم الرغبة يف العمل ذاته ،وعلى هذا
األساس مييل الباحثون إىل افرتاض عالقة سلبية بني درجة الرضا الوظيفي وبني معدالت احلوادث واإلصاابت يف
العمل ،وتفسر هذه الظاهرة أبن العامل الذي ال يشعر بدرجة عالية من الرضا جنده أقرب إىل اإلصابة.
-1التظلمات( الشكاو وعدم االهتمام) :وهي يف نفس الوقت مؤشر يدل على عدم الرضا ووسيلة للتقليل
منه ،واملظامل متثل مواقف يشعر فيها العاملون بعدم العدالة ،فهي يف هذه احلالة تعتةرب مؤشرا مباشرا الخنفاض الروح
املعنوية الفردية ،وتنصب معظم املظامل على ساعات العمل الزائدة والرتقيات ،ونظام اإلشراف واألجور،كما أن
عدم االهتمام العام ابلعمل هو أكثر العوامل شيوعا الذي يؤدي إىل عدم االستقرار.
76
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
1حممد بن عبد هللا بن سعيد الزهراين ،سلوك املواطنة التنظيمية لد معلمي مدارس التعليم العام احلكومية للبنني مبدينة جدة ،مذكرة تدخل ضمن
متطلبات نيل شهادة املاجستري يف اإلدارة الرتبوية والتخطيط،جامعة أم القرى ،السعودية ،3001 ،ص.39
2نفس املرجع السابق ،ص.32
3رشيد مناصريه ،فريد بن ختو ،سلوك املواطنة التنظيمية وأمهيته يف حتسني أداء العاملني دراسة حالة مؤسسة اتصاالت اهلاتف النقال موبيليس
وحدة ورقلة ،جملة أداء املؤسسات اجلزائرية ،العدد ، 2015 ،1ص.333
4نفس املرجع والصفحة.
77
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
ويعرف أيضا أبنه" :السلوك غري االعتيادي الذي ال يعد جزءا مـن متطلبـات العمـل الرمسي ويؤدي إىل زايدة
2
كفاءة املؤسسة".
مما سبق ميكن أن نعرف سلوك املواطنة التنظيمية أبنه السلوك الذي يقوم به الفرد بصفة اختيارية واهلادف
لتقدمي املساعدات وخارج عن اإلطار الرمسي للعمل.
-1أبعاد سلوك املواطنة التنظيمية :3ميكن تقسيم أبعاد سلوكيات املواطنة التنظيمية إىل مخسة أبعاد رئيسية وهي:
اإليثار ،اللياقة واللطف ،الروح الرايضـية ،السلوك احلضاري ،وعي الضمري:
-0.1اإليثــار :و هو عبارة عن سلوك اختياري يقوم به الفرد طواعية ملساعدة زمالئه يف العمل يف حل مشكالهتم
املتعلقة ابلعمل ،و مساعدة العاملني اجلدد يف التعرف على أساليب وطرق إجناز مهامهم ،مساعدة زمالء العمل
يف إمتام أعماهلم املرتاكمة بسبب الغياب ،فهو سلوك موجه ملساعدة اآلخرين داخل املنظمة ألداء وظائفهم دون
توقع أي مكافأة.
ومن سلوكيات اإليثار :مساعدة اآلخرين الذين عليهم أعباء عملية زائـدة ،واملـساعدة بتوجيه األشخاص
اجلدد وتعليمهم حىت عندما ال يسألون ،وتغطية عمل الزمالء عنـد غياهبم أو استئذاهنم ،وتوفري بعض الزمن
ملساعدة اآلخرين يف العمل ،والتطوع للمشاركة يف اللجان دون أن يطلب منه ذلك ،والتطوع للعمل يف الزمن
اإلضايف عند احلاجة ،والرغبة يف أخذ مسئوليات إضافية ،وإقراض املال لزمالء العمل الذين لديهم صعوابت مالية.
-1.1اللياقة واللطف :وهناك من يطلق عليه الكياسة ،و يعكس مدى حماولة الشخص منع وقوع املشاكل
املتعلقة ابلعمل وإدراكه لتأثري السلوك على اآلخرين ،وعدم استغالله حلقوق اآلخرين وجتنب إاثرة املشاكل معهم.
-1.1الروح الرايضية :وتعكس مدى حتمل الشخص ألي متاعب شخصية مؤقتة أو بسيطة دون تذمر أو
رفض أو ما شابه ذلك وادخار الطاقة املوجهة ملثل ذلك إلجناز العمل.
-4.1السلوك احلضاري :و يعين املشاركة البناءة واملسؤولية يف إدارة أمور املؤسسة واالهتمام مبصري املؤسسة من
خالل حضور االجتماعات املهمة غري الرمسية ،احملافظة على التغيري ،قراءة مذكرات املؤسسة وإعالانهتا ،وأتدية
العمل بصورة تساعد يف احملافظة على مسعة املؤسسة.
-5.1وعي الضمري :وميثل سلوك املوظف التطوعي الذي يفوق احلد األدىن من متطلبات الوظيفة يف جمال
احلضور احرتام اللوائح واألنظمة ،واسرتاحات العمل جبدية..اخل
1محزة معمري ،بن زاهـي منصور ،سلوك املواطنة التنظيمية كأداة للفعالية التنظيمية يف املنظمات احلديثة ،جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،العدد
،92مارس ،3092ص .21
2نفس املرجع والصفحة.
3رشيد مناصريه ،فريد بن ختو ،مرجع سبق ذكره ،ص.332- 339
78
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
و قد صنف Clapham & Virleeاألبعاد اخلمسة يف بعدين كالتايل :سلوك املواطنة التنظيمية املوجه حنو
األفراد :ويشمل هذا السلوك كال من اإليثار واللياقة واللطف؛ سلوك املواطنة التنظيمية املوجه حنو املؤسسة :
ويشمل هذا السلوك على كل من وعي الضمري ،الروح الرايضية والسلوك احلضاري.
اجلدول رقم(:)15أبعاد سلوك املواطنة التنظيمية
املصدر :حممد بن عبد اهللا بن سعيد الزهراين ،مرجع سبق ذكره ،ص92
اثنيا :آاثر سلوك املواطنة
هناك العديد من آاثر سلوك املواطنة التنظيمية نذكر منها:
-0اخاثر االجيابية لسلوك املواطنة التنظيمية 1:تتمثل أاثر سلوك املواطنة فيما يلي:
تسعى املنظمات املعاصرة إىل حتقيق الفعالية التنظيمية ملواجهة التحدايت والتحوالت العاملية واحمللية ،وهي
بذلك يف حاجة إىل مزيد من األدوار اإلضافية جلميع العاملني هبا ،وهو ما يطلق عليه سلوك املواطنة التنظيمية.
وقد تناول الكثري من الباحثني دراسة أثر سلوك املواطنة التنظيمية على فعاليـة املنظمـات وكفاءة خمرجا.
فكشفت البحوث والدراسات عن عدد من اآلاثر اإلجيابيـة لـسلوك املواطنـة التنظيمية على األداء وحتقيق الفعالية
التنظيمية ،ومن ذلك:
-أن الفعالية التنظيمية ال ميكن أن تتحقق من خالل األدوار الرمسية فقط ،بل البد مـن تنمية وتطوير سلوك
املواطنة التنظيمية.
-أن سلوك املواطنة التنظيمية قد يسهم يف التحفيز للجوانب االجتماعية للمنظمة ،ويوفر املرونة الالزمة للعمل،
وحيافظ على التوازن الداخلي للتنظـيم.
79
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-أن سلوك املواطنة التنظيمية حيسن األداء من خـالل تـدعيم الـسلوك االجتمـاعي للمنظمة ،وتقليل االحتكاك،
وزايدة الكفاءة.
-يؤدي سلوك املواطنة التنظيمية إىل تعزيز قدرة املنظمة على اجلذب واالحتفاظ أبفـضل الكوادر البشرية.
-يساعد سلوك املواطنة التنظيمية على حتسني اإلنتاجية بني زمـالء العمـل وإنتاجيـة اإلدارة.
-يؤدي سلوك املواطنة التنظيمية إ ىل تقليل احلاجة إىل ختصيص املوارد للمحافظـة علـى النشاطات األساسية،
ويوجهها بشكل أكةرب إىل أهداف أكثر إنتاجية.
-يساعد سلوك املواطنة التنظيمية على خفـض التكـاليف واخلدمات واملـصروفات التشغيلية.
-يسهم سلوك املواطنة التنظيمية للمرؤوسني يف تكوين صورة إجيابية لدى املديرين حنوهم وحنو التزامهم بتحقيق
أهداف املنظمة.
-يؤدي سلوك املواطنة التنظيمية إىل املساعدة يف تنسيق أنـشطة جمموعـات العمـل
-يسهم سلوك املواطنة التنظيمية يف زايدة االستقرار يف أداء املنظمة ،ومتكني املنظمة مـن التأقلم بفعالية مع
املتغريات البيئية.
-أن سلوك املواطنة التنظيمية يؤثر بشكل مباشر على التسرب الوظيفي ،فاملوظفني الذين يظهرون مستوى
منخفضاً من سلوك املواطنة التنظيمية لديهم رغبـة قويـة يف تـرك املنظمة ،والعكس صحيح .أي أن التسرب
الوظيفي هو انعكاس لضعف سلوك املواطنة التنظيمية يف املنظمة.
-يساعد سل وك املواطنة التنظيمية على زايدة جودة وكمية العمل املنجز ،وكلما كـان سلوك املواطنة والتنظيمية أكثـر
كلمـا أدى ذلـك إىل زيـادة العمـل وإتقانـه.
-يؤدي سلوك املواطنة التنظيمية إىل حتسني أداء وإنتاجيـة الفـرد وتطـويره ذاتيـاً.
-يؤدي سلوك املواطنة التنظيمية إىل حتسني سبل االتـصال والتنـسيق بـني األفراد والوحدات اإلدارية ،ورفع الروح
املعنوية للموظفني ،وحتسني رضا العمالء واملستفيدين من خدمات املنظمة.
-1اخاثر التنظيمية للمواطنة التنظيمية 1:أن لسلوك املواطنة التنظيمية أتثري على األفراد العاملني ابملنظمة من
جهة ،وعلى املنظمة من جهة أخرى وهذا ما أكدته العديد من البحوث والدراسات السلوكية ،أن لسلوك املواطنة
أتثري كبيري على أداء املنظمة والفرد ومجاعة العمل ،وعلى مستوى املنظمة فانه يسهم يف حتقيق الفعالية التنظيمية
من خالل االستخدام األمثل للموارد املتاحة واحملافظة عليها والتكيف مع الظروف املناخية لبيئة العمل.
وأشارت دراسة أخرى من اجل خفض تكاليف اخلدمة واإلنتاج واملصاريف التشغيلية والبقاء يف بيئية
العمل املعقدة اليت تعيشها منظمات اليوم ،وما حتتاجه من تقدمي السلع واخلدمات أبقل التكاليف ملواجهة املنافسة
1شاليب وليد ،دور الوالء التنظيمي يف تنمية سلوك املواطنة التنظيمية لد عينة من موظفي اإلدارة احمللية بوالية مسيلة ،مذكرة مكملة لنيل
شهادة املاجستري يف علم النفس ،ختصص :علم النفس العمل والتنظيم ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة ،3099-3091، ،ص.13
81
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
الشديدة ،حيث أن قلة املوارد حتتاج إىل استقطاب املوارد البشرية القادرة على العطاء أكثر مما يتطلبه الدور أو
تنمية وتطوير موظفيها للقيام ابألعباء الوظيفية أكثر مما هو مطلوب منهم.
اثلثا :حمددات سلوك املواطنة التنظيمية
1
انطالقا من أمهية سلوك املواطنة التنظيمية يف حياة املنظمات ،وحبثا عن أهم األسباب اليت تقف خلـف
ظهـور أو اختفاء هذا السلوك حاول العديد من الباحثني يف دراساهتم إىل إجياد تفسري هلذه الظاهرة ،ومن أهم هذه
العوامل التـي كشفت عنها الدراسات ما يلي :
-0الرضا الوظيفي :يقصد ابلرضا الوظيفي احلالة العاطفية اإلجيابية الناجتة عن تقييم الفرد لعمله فيما يتعلق
ابحلوافز ،أسلوب اإلشراف ،الزمالء ،املناخ العام ....وأجريت العديد من الدراسات للكشف عن العالقة بـني
الرضـا وسـلوك املواطنة التنظيمية ،وأكدت هذه الدراسات على أن الرضا الوظيفي يعد أكةرب حمدد لسلوك املواطنة
التنظيمية.
وميكن تفسري هذه العالقة إىل أن املوظف الراضي عن عمله ينخرط يف ممارسة بعض السـلوكيات التطوعيـة،
أو أن السـلوك التطـوعي مـا هـو إال عمليـة تبادليـة ألولئـك الـذين أحسـنوا إليه (.ويعزز هذه النتائج أيضا التصنيف
النظري الذي قدمه كوبلمان ألهم السلوكيات املؤديـة إلـى حتقيق الفعالية التنظيمية واليت يعد سلوك املواطنة
ا لتنظيمية أحد ركائزها األساسية ،وأن االهتمام ابلنواحي الوجدانيـة والشعورية للموظف مع ضرورة توفري بيئة مواتية
لتحقيق مستوايت عالية من الرضا الوظيفي تنعكس إجيااب يف نشـر هذه السلوكيات يف املنظمة.
-1الوالء التنظيمي :لقد تعددت تعاريف الوالء التنظيمي بتعدد املداخل الفكرية ألصحاهبا فهناك من يعرفه
"مبدى قوة ارتباط الفرد وتفاعله مع منظمة العمل" ،وفريق آخر يراه أبنه "االستعداد والرغبة يف زايدة طاقة العمل
والوالء للنظـام االجتماعي" وفريق اثلث ينظر إليه على أنه " االعتقاد القوي يف قيم التنظيم وأهدافه ،واالستعداد
لبذل مزيد مـن اجلهـد ملنظمة العمل ،والرغبة القوية للبقاء يف املنظمة".
وعليه فالوالء التنظيمي هو مدى ارتباط الفرد بقـيم ومعتقدات وأهداف املنظمة ،ودرجة استعداده لبذل
اجلهد يف سبيل جناح واستمرار املنظمة ،يرافق ذلك كلـه الرغبـة القوية يف االستمرار يف العمل هبذه املنظمة.
لقد أخذت دراسة أتثري الوالء التنظيمي على سلوك املواطنة التنظيمية بعدا كبريا يف أدبيات السلوك
التنظيمي وذلك بقصد معرفة طبيعة ودرجة العالقة بينهما وكيف أن الوالء يشكل حمددا مهمـا لسلوك املواطنة
التنظيمية ،حيث يرى أن الوالء حيدد االجتـاه السـلوكي عنـدما تكـون التوقعات من نظام احلوافز قليلة ،كما إنه
مسئول عن السلوك الذي ال يعتمد أساسا على املكافأة والعقاب وابلتايل فـإن سلوك اإليثار عند املوظف يشري
إىل شدة والء املوظف للمنظمة اليت يعمل فيها.
81
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1العدالة التنظيمية :يتكون مفهوم العدالة التنظيمية من ثالثة أبعاد رئيسية :عدالة التوزيع ،عدالة اإلجراءات
وعدالة التعامالت ،تعين عدالة التوزيع مدى شعور املوظف أبن ما حيصل عليه مساو ملا يبذله من جهد مقارنة
بزمالئه ،فـي حني يقصد بعدالة اإلجراءات مدى إحساس املوظفني أبن اإلجراءات املتبعة يف حتديـد املكافـآت
التنظيميـة عادلـة كاشرتاكه يف مناقشة األسس اليت يتم مبوجبها عملية تقومي أدائه ،أما ما يتعلق بعدالة التعامالت
فيقصـد هبـا مسـتوى العالقة بني الرئيس واملرؤوسني خالل عملية تقومي األداء ،وهذه األبعاد تبقى مرتابطة ومتداخلة
وتؤدي يف النهاية إلـى إحساس املوظفني ابلعدالة التنظيمية يف املنظمات.
ولقد كشفت الدراسات امليدانية عن وجود عالقة قوية بني إحسـاس املوظفني ابلعدالـة التنظيميـة وسـلوك
املواطنـة التنظيميـة ،فالعدالة التنظيمية تؤثر إجيابيا يف مكوانت سلوك املواطنة التنظيميـة ،وذلـك ألن إحسـاس
املـوظفني ابملساواة واإلنصاف سواء فيما يتعلق بعدالة اإلجراءات أو التوزيع أو التعامالت تولد لديه الشعور
ابملسـؤولية جتـاه منظمة العمل ،وابلتايل القيام ابلكثري من املمارسات التطوعية غري الرمسية أو سلوك املواطنة
التنظيمية.
-4القيادة اإلدارية :تعد القي ادة اإلدارية أحد أهم العوامل املؤثرة يف البيئة التنظيمية ،ويف بناء وتكوين قيم ومبـادئ
وثقافة املنظمة ،واليت بدورها تؤثر أتثريا ابلغا يف سلوكيات املوظفني يف خمتلف املستوايت اإلدارية ،وما من شك
فإن للممارسات التطوعية أو سلوكيات املواطنة التنظيمية اليت يقوم هبا القادة املسئولون انعكاساهتا املباشرة على
قيم وأفعال سلوك املرؤوسني الذين يستلهمون التوجيه واإلرشاد منهم ،ويف هذا الصدد كشـفت بعـض الدراسات
عن وجود عالقة قوية بني القيادة التحويلية وسلوك املواطنة التنظيمية علـى اعتبار أن القائد التحويلي يعمل دوما
على حفز موظفيه للقيام أبكثر مما هو متوقع منهم عن طريق العمل كقـدوة هلـم واحرتامهم واالهتمام حباجاهتم
وتقدميها على حاجاته الشخصية مما يعظم من مستوى ثقة مرؤوسيه فيه ،وفـي هـذا اخلصوص وجد أن املوظف
يقوم بسلوكيات تطوعية عندما يكون مستوى ثقته برئيسـه عاليـة والعكس صحيح.
-5السن :بينت بعض الدراسات أن لعمر املوظف أتثريا واضحا على سلوكيات املواطنة التنظيمية من خالل التأثري
على بعض املتغريات الوسطية ،فقد اتضح أن العوامل واألسباب املؤدية إىل ظهـور هـذا النوع من السلوك ختتلف
ابختالف السن ،فعمر املوظف حيدد نظرته للعمل ،ففي الوقت الذي يهتم فيه صـغار السـن مبوضوع العدالة
والعمليات التبادلية اليت يتم مبوجبها املوازنة بني ما يبذلونه من جهد مقابل ما حيصلون عليـه مـن مردود ،جند كبار
السن يهتمون ابلعالقات االجتماعية واألخالقية اليت مت بناؤها عةرب الزمن.
-1األقدمية :إن ملدة خدمة املوظف ابملنظمة دور يف وجود سلوك املواطنة التنظيمية أو اختفائه ،فقد أثبتت
بعـض البحوث امليدانية أن هناك عالقة سلبية بني األقدمية وسلوك املواطنة التنظيمية و تبـني أن املوظفني اجلدد
يظهرون هذا النوع من السلوك أكثر من املوظفني ذوي اخلدمة الطويلة ،ويعود السبب يف ذلك إىل أن املوظف
اجلديد مل يتمكن بعد من معرفة وحتديد واجباته بدقة ،وابلتايل حيددها بشكل واسع ،ومبرور الزمن يتكيف مع
82
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
النظام االجتماعي للمنظمة ،وتقل درجة الغموض لديه يصبح أكثر قدرة على حتديد أدواره بدقة مما يرتتب عليه
التقليل من النشاطات التطوعية اإلضافية اليت يقوم هبا.
-1الدوافع الذاتية :يقصد ابلدوافع الذاتية حاجات الفرد الداخلية لإلجناز وحتقيق الذات ،واليت تعمـل علـى
حتريـك السلوك والعمليات النفسية ،وترتبط الدوافع الذاتية بسلوك املواطنة التنظيمية من خالل قيـام املوظـف فـي
النهايـة ابالخنراط مبمارسات تطوعية يف جمال عمله خارج الدور املوصوف له رمسيا يف منظمته ودون توقعه احلصول
على أي مردود مقابل ذلك .وابلتايل ميكن القول أبن املوظف الذي يتمتع ابلدوافع الذاتية يكون مياال أكثر مـن
غيـره إلـى ممارسة سلوك املواطنة التنظيمية ،وذلك ألهنا تساهم يف إشباع حاجاته الداخلية املتمثلة ابإلجنـاز وحتقيـق
الـذات.
-1الثقافة التنظيمية :متثل الثقافة التنظيمية أحد أهم العوامل املؤثرة يف سلوك األفراد يف خمتلف املنظمات ويعرفهـا
أبهنا":نسق من االفرتاضات األساسية اليت أوجدت أو اكتشفت أو طورت بواسـطة مجاعـة معينة من األفراد من
أجل مواجهة مش كالت التكيف اخلارجي والتكامل والتنسيق الداخلي ،واليت استطاعت الثبات لفرتة طويلة من
الزمن ،وعملت بشكل مرض ألفراد اجلماعة ،مما جعلها من الثوابت الراسخة اليت يـتم تلقينهـا وتدريسـها لألعضاء
اجلدد ابعتبارها املنهج الصحيح لإلدراك والتفكري والشعور عند التعامل مع تلك املشاكل".
إن تـأثري الثقافـة التنظيمية على سلوك املواطنة التنظيمية أييت من خالل مدى تشجيعها أو رفضها ملثل هذا
النوع من السلوك ،فإذا كان السائد يف املنظمة أن ميارس املوظفون أمناطا من السلوكيات التطوعية ،ويشجعون على
القيام بذلك ،فإن مجيع أفـراد املنظمة سيتأثرون بذلك وسينعكس ذلك على سلوكهم وأفعاهلم ،أما إذا كانت
الثقافة التنظيمية تؤكد على أن يقوم املوظف مبا هو مطلوب منه فقط ،فإن حجم املمارسات التطوعية حمدودا
للغاية ،وعليه فإن الثقافة التنظيمية تؤثر إما سـلبا أو اجيابيا على سلوك املواطنة التنظيمية تبعا لالعتقادات اليت تقوم
عليها هذه الثقافة.
-2السياسة التنظيمية :تعين السياسة التنظيمية النشاطات التنظيمية الداخلية اهلادفة إىل تطـوير واسـتخدام
املصـادر املختلفة للقوة لتحقيق األهداف اليت يسعى إليها الشخص يف املواقف اليت تكون فيها اخليارات غامضة
وغري متوقعـة ،فالسياسة التنظيمية هي القوة غري الرمسية وذات الطبيعة غري الشرعية.
ويتسم الوجه السليب للسياسة التنظيميـة بسـعي الشخص أو اجلماعة لتحقيق املصاحل الذاتية والسيطرة على
اآلخرين والنظر إىل األمور بعني املنافسة اليت ينبغـي أن يكون فيها طرف خاسر وآخر رابح.
هذا الوضع يتناقض مع األسس اليت يقوم عليها سلوك املواطنة التنظيمية حيث تقل املمارسات التطوعية يف
املنظمة مع زايدة حدة السياسة التنظيميـة نظرا ملا يصاحب ذلك من ضعف الرضا الوظيفي والثقة العامة ابلنظام،
وكذلك ضعف اإلحساس ابلعدالـة التنظيميـة واليت ترتبط مجيعها ارتباطا قواي بسلوك املواطنة التنظيمية.
83
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
1أمحد بين عيسى ،رايض أابزيد ،دور االلتزام التنظيمي يف حتسني أداء العاملني يف القطاع املصريف األردين ،جملة علوم إدارية ،اجمللد 29العدد ،3
،3092ص.999
2
Veccbio, Robert P. Organizational Behavior Orlando, theDryden Press, 1991, p20
3حممد اجلاروشة ،العالقة بني التسويق الداخلي و االلتزام التنظيمي للعاملني يف البنوك الفلسطينية العاملة بقطاع غزة ،شهادة املاجستري ختصص
أدارة األعمال ،جامعة األزهر ،غزة، 3099 ،ص. 90
4
John P. Meyer and Natalie J. Allen TCM Employee Commitment Survey Academic Users Guide 2004 The
University of Western OntarioLondon, Ontario, Canada: University of Western Ontario, 2004
84
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
يعرف االلتزام التنظيمي أبنه":اقتناع الفرد التام وقبوله ألهداف املنظمة اليت يعمل فيها وقيمها ،ورغبته يف
1
بذل أكةرب جهد ممكن لصاحلها وعدم ترك العمل فيها حىت لو توافرت ظروف عمل أفضل يف منظمة أخرى".
-1خصائص االلتزام التنظيمي2:ومن خالل االستعراض السابق لتعريف االلتزام التنظيمي ميكن سرد اخلصائص
املشرتكة التالية واخلاصة به وهي:
-يعةرب االلتزام التنظيمي عن استعداد الفرد لبذل أقصى جهد ممكن لصاحل املنظمة ،ورغبته الشديدة يف البقاء هبا،
ومن مث قبوله وإميانه أبهدافها وقيمها.
-يشري االلتزام التنظيمي إىل الرغبة اليت يبديها الفرد للتفاعل االجتماعي من اجل تزويد املنظمة ابحليوية والنشاط
ومنحها الوالء.
-ميثل االلتزام التنظيمي شعور داخلي يضغط على الفرد لالرتباط ابملنظمة و للعمل ابلطريقة اليت ميكن من خالهلا
حتقيق مصاحل املنظمة.
-يتضمن االلتزام التنظيمي ثالثة أبعاد رئيسية وهي الرابط العاطفي أو الوجداين بني الفرد واملنظمة و االستمرار
والبقاء يف العمل ،والشعور ابلواجب اجتاه املنظمة.
-يعةرب االلتزام التنظيمي عن حالة غري حمسوسة يستدل عليها من خالل ظواهر تنظيمية معينة تتضمن سلوك
األفراد وتصرفاهتم وجتسد مدي والئهم ملنظماهتم.
-يستغرق االلتزام التنظيمي يف حتقيقه وقتاً طويالً ألنه جيسد حالة قناعة اتمة للفرد ،كما أن التخلي عنة ال يكون
نتيجة لتأثري عوامل سطحية طارئة ،بل قد يكون نتيجة لتأثريات إسرتاتيجية ضاغطة.
-يتأثر االلتزام التنظيمي مبجموعة الصفات الشخصية والعوامل التنظيمية والظروف اخلارجية احمليطة ابلعمل.
-تتمثل خمرجات االلتزام التنظيمي يف البقاء داخل املنظمة وعدم تركها ودرجة انتظام وحضور العاملني واألداء
الوظيفي واحلماس للعمل واإلخالص للمنظمة.
اثنيا :أمهية ومداخل االلتزام التنظيمي
إن لإللزام التنظيمي أاثرا خمتلفة على اجتاهات وسلوك العاملني يف املنظمات ،وألن سلوك العاملني يف
املنظمات سلوك عقالين مقيد فإن ذلك ال يعين ضمنيا أن هذا السلوك ُموجه دائما حنو حتقيق أهداف املنظمة،
فاألفراد يكافحون إلعطاء األولوية ألهدافهم الشخصية اليت ليست ابلضرورة جيب أن تتوافق ابلكلية مع األهداف
املنظمة
1حممد اخلشروم ،أتثري مناخ اخلدمة يف االلتزام التنظيمي ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،اجمللد ،31العدد 3099 ،9ص919
2سامي حنونة ،قياس مستو االلتزام التنظيمي لد العاملني ابجلامعات الفلسطينية بقطاع غزة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري ،ختصص
إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،3009 ،ص.99
85
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0أمهية االلتزام التنظيمي:1إن الشعور اباللتزام التنظيمي يعتةرب من احلاجات اهلامة فهو يساعد املوظف على
الشعور ابلتوافق النفسي وهو مصدر هام لراحته وأمنه ولذالك تتمثل أمهية االلتزام التنظيمي يف:
-إنه ميثل عنصر هاما يف الربط بني املنظمة واألفراد العاملني فيها ،السيما يف األوقات اليت ال تستطيع املنظمات
أن تقدم احلوافز املالئمة لدفع هؤالء األفراد للعمل وحتقيق مستوايت عالية من األداء.
-أنه ميثل أحد املؤشرات األساسية للتنبؤ ابلعديد من النواحي السلوكية ،وخاصة معدل دوران العمل ،حيث
يفرتض أن يكون األفراد امللتزمون أطول بقاء يف املنظمة وأكثر عمال حنو حتقيق أهدافها.
-يعتةرب التزام األفراد جتاه منظماهتم مؤشرا أقوى من الرضا الوظيفي الستمرار وبقاء العاملني يف أماكن عملهم.
-كما يعتةرب التزام األفراد جتاه منظماهتم عامال هاما يف التنبؤ بفعالية املنظمة.
كما أن السلوك البشري مييل إىل التوحد أو االرتباط ابملنظمة اليت يعمل هبا لذلك تويل املنظمات أمهية
كبرية لاللتزام التنظيمي لألسباب التالية:
-ضمان استمرار املوظفني ابملنظمة وخاصة ذوي املهارات والتخصصات النادرة.
-تنمية السلوك اإلبداعي لدى املوظفني وذالك حرصا منهم على رفع مستوى املنظمة الىت ينتمون إليها.
-أن عبا حتقيق أهداف املنظمة يقع أوال وأخريا على عاتق املوظفني من خالل جهودهم و إبداعتهم واقرتاحاهتم
وهذا ما يساهم يف حتقيق أهدافها أبعلى قدر من الكفاءة والفعالية.
-كلما زادت درجة االلتزام التنظيمي لدى املوظفني كلما زاد شعورهم ابالرتياح واالستقرار واألمان يف العمل وزاد
تقبلهم ألي تغيري ممكن أن يكون يف صاحل املنظمة.
-1مداخل االلتزام التنظيمي :2هناك ثالث مداخل لاللتزام التنظيمي هي:
الشكل رقم( :)01مداخل االلتزام التنظيمي
املصدر :أمرية حممد رفعت حواس ،أثر االلتزام التنظيمي والثقة يف اإلدارة على العالقة بني العدالة التنظيمية وسلوكيات
املواطنة التنظيمية ابلتطبيق على البنوك التجارية ،مذكر ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال،
جامعة القاهرة ،3009 ،ص11
1سامل العياشي ،الثقافة التنظيمية وعالقتها اباللتزام التنظيمي لد املوظفني يف املنظمات الرايضية ،اطروحة دكتوراه ،ختصص نظرية ومنهجية الرتبية
البدنية والرايضية ،جامعة حممد بوضياف ،مسيلة ،3091،ص.31
2أمرية حواس ،مرجع سبق ذكره ،ص .11 -11
86
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0.1املدخل السيكولوجي:حيث يركز هذا املدخل على العالقة بني الفرد والتنظيم ،حيث يرى sheldon
()1971أن االلتزام التنظيمي ميثل اجتاها يربط بني الفرد واملنظمة ،وكذالك يرى & ،(mowdyporter
) 1982( )steersأن االلتزام التنظيمي ميثل درجة تطابق الفرد مع منظمته وارتباطه هبا ،وكذالك عرف ابنه أبنه
قوة االرتباط بني الفرد والتنظيم.
-1.1املدخل التباديل :وطبقا هلذا املدخل ينظر لاللتزام التنظيمي على أنه حمصلة العالقات التبادلية بني التنظيم
والعاملني من انحية اإلسهامات واملنافع ،ويرى ) (hrebinial & aluttoأن االلتزام التنظيمي ميثل ظاهرة
حتدث نتيجة للعالقات التبادلية بني الفرد واملنظمة.
ويرى) (angle & perryأن االلتزام التنظيمي ينظر إليه على أنه وسيلة للتبادل واملقايضة ،أي أنه طبقا
هلذا املدخل أنه كلما زادت املصاحل التبادلية من وجهة نظر الفرد زادت درجة االلتزام التنظيمي.
-1.1املدخل االجتماعي والسلوكي :حيث يرى( (kanterأن االلتزام التنظيمي ميثل رغبة الفرد كدور اجتماعي
يف بذل طاقته ووالئه للمنظمة كنظام اجتماعي .وكذالك عةرب ( )salanickعن االلتزام من انحية سلوكية أبن
عرف االلتزام التنظيمي أبنه احلالة اليت يصبح من خالهلا الفرد مقيدا أبعماله واليت من خالهلا يتم تدعيم أنشطة
املنظمة وارتباط الفرد هبا.
اثلثا :أبعاد وطرق قياس االلتزام التنظيمي
ختتلف صور التزام األفراد اجتاه املنظمات ابختالف القوة الباعثة واحملركة له،وتشري األدبيات اىل أن هناك
أبعادا خمتلفة لاللتزام التنظيمي وليس بعدا واحدا،ويتفق الباحثني يف تعدد أبعاد االلتزام ،إال أهنم خيتلفون يف حتديد
هذه األبعاد
-0أبعاد االلتزام التنظيمي : 1هناك العديد من الدراسات اليت تناولت أبعاد االلتزام التنظيمي ،مثل أبعاد االلتزام
التنظيمي عند (جوردن وإيتا )1981،Eta،Gordonاللذان قاما بتحديد أبعاد االلتزام التنظيمي يف أربع
عوامل هي (الوالء التنظيمي ،املسؤولية ،الرغبة يف العمل و االستمرار فيه ،اإلميان ابملنظمة ( و سوف نعتمد يف
حبثنا هذا على أبعاد االلتزام التنظيمي حسب منوذج (مايروآالن ) Meyer and Allen1990و الذي لقى
انتشارا واسعا لدى خمتلف الباحثني املهتمني هبذا املوضوع ،و الذي قام بدوره بتقسيم أبعاد االلتزام التنظيمي إىل
ثالثة أبعاد و هي كالتايل :
-0.0االلتزام العاطفي(الوجداين) :و يشري إىل تطابق قيم الفرد مع قيم املنظمة و انسجامه معها و يعةرب أيضا
عن قوة ارتباط الفرد ابلعمل يف منظمة ما و ذلك لوجود تطابق بني قيمه من جهة و قيم املنظمة من جهة أخرى
و كذلك ألنه موافق على أهدافها و يريد املشاركة يف حتقيق تلك األهداف.
1ماحي األمني ،املناخ التنظيمي وعالقته اباللتزام التنظيمي يف املؤسسة اجلزائرية ،مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري علم النفس ختصص
العمل والتنظيم ،جامعة حممد بن أمحد وهران ،3099-3091 ،3ص.29
87
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1.0االلتزام املعياري :و هو يعةرب عن شعور الفرد ابملسؤولية و الواجب اجتاه املنظمة و العاملني فيها األمر
الذي حيتم عليه الوفاء لتلك املنظمة ،هذا الوفاء راجع إىل القيم و املبادئ الشخصية اليت حيملها الفرد و اليت
تكونت لديه قبل التحاقه ابملنظمة ( التوجه الثقايف أو العائلي) أو أثناء التحاقه ابملنظمة (التوجه التنظيمي) ،وقد
يكون لألعراف و الدين الذي يؤمن به الفرد األثر يف تكوين االلتزام املعياري.
-1.0االلتزام املستمر :و يقصد به ما حيققه العاملون من قيمة استثمارية و منافع مادية و معنوية يف حال
بقائهم يف املنظمة مقابل ما سيفقدونه إذا تركوا املنظمة و التحقوا مبنظمات أخرى ،و هذا يفيد أن العاملني الذين
لديهم مستوى عال من االلتزام املستمر يبقون يف املنظمة بسبب أهنم حمتاجون هلا و ليس رغبة و حبا فيها.
-1أمهية وطرق قياس االلتزام التنظيمي :1تعتةرب عملية قياس االلتزام التنظيمي ظاهرة إدارية واعية وهادفة ،جتين
من ورائها املنظمة والعاملني هبا فوائد كثرية ،خاصة منها مايلي :
-يقدم االلتزام التنظيمي لإلدارة العليا يف املنظمة مؤشرات دالة على مستوى األداء الوظيفي ،وهذا ميكنها من
حتديد موقعها واجتاهها قياسا إىل فرتات سابقة من الزمن.
-عملية القياس تدخل يف تركيب أبعاد مادية ومعنوية وإنسانية تتمثل يف املشاعر واالجتاهات حنو الكثري من األمور
اليت هلا عالقة ابلعاملني واملنظمة على حد سواء.
-قياس االلتزام التنظيمي هو مبثابة أداة شخصية جيدة ،تعتمد اإلدارة والقيادة الفعالة يف املنظمة على استخدامها
لقياس ومعرفة املشكالت واملعوقات اليت تواجه األفراد واملنظمة ،ومن مث العمل على إجياد احللول املناسبة.
-إن البحوث اإلنسانية خاصة املتعلقة ببحث االلتزام التنظيمي تعود ابلنفع والفائدة على املنظمة واألفراد كون
األفراد يتولد عندهم شعور ابألمهية نتيجة الهتمام اإلدارة هبم.
-حتقق هذه القياسات واألحباث فائدة للمنظمة ،يف العمل من حيث املقدرة على إحداث تغيريات يف اإلدارة
وظروف العمل ،حيث يعتةرب قياس االلتزام التنظيمي قياس ملؤثرات رفع أو خفض االلتزام للعاملني يف املنظمة.
تستخدم املنظمات مقاييس عدة للتعرف على مستوى االلتزام لدى العاملني لديها ،فمنها ما هو موضوعي
وذايت ،فاملقاييس املوضوعية ما هي إىل طرق بسيطة تستخدمها املنظمات للتعرف على مستوى االلتزام التنظيمي
من خال ل حتليل الظواهر السلوكية للفرد واليت تعةرب عن مدى والئه ،مثل رغبته يف البقاء ومستوى األداء ودوران
العمل وحوادث العمل ،يف حني تعتمد املقاييس الذاتية جمموعة من األسئلة توجه للموظفني وهي املقاييس األكثر
استخداما لدى املنظمات والباحثني لسهولتها.
وقد طور الباحثون العديد من تلك املقاييس الذاتية اليت أوردهتا ويةربز منها:
1حممد الغرابوي ،دور االلتزام التنظيمي يف حتسني جودة اخلدمة ،مذكرة ماجستري ،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية غزة،
،3092ص.39-39
88
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0.1مقياس ثورننت :الذي تضمن 1فقرات سداسية االستجابة لقياس االلتزام التنظيمي كما تضمن 1فقرات
أخرى مخاسية االستجابة تقيس االلتزام املهين .
-1.1مقياس بورتر وزمالئه :وقد أطلق علية إستبانه االلتزام التنظيمي ويتكون من 91فقرة تستهدف قياس:
-درجة التزام األفراد ابملنظمة.
-ووالئهم وإخالصهم هلا.
-الرغبة يف مضاعفة اجلهد لتحقيق أهداف املنظمة وقبوهلم لقيامها.
واستعان مبقياس ليكرت السباعي لتحديد درجة االستجابة وميكن استخدام املقياس لوصف االلتزام بشكل عام.
-1.1مقياس مارش ومافري :الذين قدما مقياساً لاللتزام مدي احلياة متمثلة ابألعراف والقيم ،ويتكون من2
فقرات .وقد استخدم كأداة لقياس:
-إدراك الفرد لكيفية تعمق االلتزام مدي احلياة.
-تعزيز استحسان املنظمة.
-وحث الفرد على االلتزام بقيم العمل.
-الوالء هلا حىت إحالته على التقاعد.
-إبراز نية الفرد للبقاء يف املنظمة.
-4.1مقياس جورج وزمالءه :وهو حماولة لقياس االلتزام القيمي ألعضاء اهليئة التدريسيه من خالل 9فقرات
عةربت كل منها عن واحدة من القيم التالية:
-استخدام املعرفة واملهارة.
-زايدة املعرفة يف جمال ختصصه.
-العمل مع زمالءه بكفاءة عالية.
-بناء مسعة جيده كأستاذ ،العمل على مواجهة الصعوابت والتحدايت.
-املسامهة أبفكار جديدة يف حقل التخصص.
وقد استخدم من اجل حتديد األمهية النسبية لكل فقرة من الفقرات أعاله مقياس مخاسي االستجابة.
-5.1مقياس كوردن وزمالئة :واليت سامهت يف بناء املقياس ثالثة مصادر هي املقابالت مع عدد من النقاابت
لتحديد خصائص املشاعر ،املعتقدات ،األعمال املتعلقة ابالنتماء للنقابة ،ومت ذلك من خالل 33فقرة مخاسية
االستجابة ومراجعة األدبيات اليت ركزت على قياس االلتزام واخلروج منها ب ـ ـ ـ ـ 30فقرة استهدفت االستدالل على
التزام األفراد ابملنظمة يف حني ضم املصدر الثالث 21فقرة منها 21فقرة ذات مؤشرات اجيابية و 39فقرة ذات
مؤشرات سلبية و استطاع حتديد 90فقرة مخاسية االستجابة وهي99 :فقرة منها تتعلق ابلوالء 1 ،فقرات
تصف املسئولية إزاء املنظمة 2 ،فقرات تقيس الرغبة للعمل فيها 9 ،فقرات لتحديد مستوي اإلميان هبا.
89
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
1مجال خري هللا ،اإلبداع اإلداري ،الطبعة األوىل ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2009 ،ص.8
2طارق حممد السويدان ،حممد أكرم العدلوين ،مبادئ اإلبداع ،الطبعة الثالثة ،دار قرطبة للنشر والتوزيع ،الرايض ،السعودية ،3002 ،ص.91
3
Brian Clegg, Creativity and innovation for managers, 1st Ed, Butterworth-Heinemann, London, 1999,
page02.
4مؤيد عبد احلسني الفضل ،اإلبداع يف اختاذ القرارات اإلدارية ،الطبعة األوىل ،إثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،2009 ،ص ص .92-13
91
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
من بني الفروق املوجودة بني املصطلحني ،التفكري االبتكاري ميكن تعلمه والتدريب عليه وهو بصفة عامة يسبق
اإلبداع ويقف كأحد شروط جناحه إذن وحىت لو كان لكل مصطلح مدلوله اخلاص ،فإنه يعتقد أهنما متالزمان
ونعتةرب أنه من اخلطأ فصلهما.1
-1.1اإلبداع والتغيري :يف كثري من الكتب اليت تتناول اإلبداع ،يظهر التغيري ،خاصة التغيري التنظيمي كشكل
من أشكال اإلبداع ،لكن البد من التمييز بينهما ،فالتغيري التنظيمي نقصد به التغريات اإلدارية املخططة بشكل
رمسي ومتس املؤسسة ككل أو بعض أقسامها ،فاملالحظ أن التغيري على عكس اإلبداع ال يهتم ابلفرد أو جمموعة
العمل.
إضافة لذلك يالحظ استقطاب موضوع اإلبداع عدة فروع علمية منها علم التسيري أو اإلدارة ،علم النفس،
علم االجتماع ...بينما يعتةرب التغيري التنظيمي من اختصاص علم اإلدارة فقط.2
-1خصائص اإلبداع :ال يوجد اتفاق معني لدى العلماء حول خصائص حمددة لعملية اإلبداع بل أن هناك
بعض الظواهر اليت يستدل من خالهلا على إمكانية حتقيق اإلبداع وهي:
-القدرة على التخيل واحلدس واليت هلا عالقة ابلرتابط الالشعوري حيث يتم ربط األفكار مع بعضها البعض
للوصول إىل أفكار جديدة أكثر تطورا.
-الشجاعة أو الثقة ابلنفس وهي من الصفات اجليدة اليت يتميز هبا األفراد.
-االستقاللية وعدم االنصياع للسلطة.
-النزوع والقيام ابلتجريب للتوصل إىل النتائج.
-إن اإلبداع يتطلب توجيه اللوم والنقد الذايت للفرد عند الفشل.
-القدرة على التحليل للمعلومات وجتميعها.
3
-العقل املستنري واخلالق.
اثنيا :مفهوم اإلبداع التنظيمي وخصائصه وأمهيته
لعل اإلبداع التنظيمي يعتةرب من بني أهم وأبرز اإلبداعات اليت تلقى اهتمام يف عامل األعمال واملنظمات
حيث يضمن أتدية املهام واألنشطة وتعدد التعاريف الواصفة ملفهوم اإلبداع التنظيمي واخلصائص اليت متيزه عن
غريه
1بروش زين الدين ،ابملهدي عبد الوهاب ،إدارة االبتكار يف املنظمة من منظور إدارة املوارد البشرية ،الكتاب اجلامع للمؤمتر العلمي الدويل حول
األداء املتميز للمنظمات واحلكومات ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر 08و 09مارس ،2005ص ص .260-259
2نفس املرجع ،ص ص .390-311
3زاهد حممد ديري ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة ،2011 ،ص .303
91
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-0مفهوم اإلبداع التنظيمي :هناك عدة تعاريف لإلبداع اإلداري يذكر أمهها:
يعرف اإلبداع التنظيمي على أنه " :إدارة األنشطة وعمليات توليد األفكار ،والتطور التقين ،وتسويق
املنتجات واخلدمات اجلديدة".1
كما يعرف أبنه" :عملية فكرية منفردة جتمع بني املعرفة املتألقة والعمل اخلالق ،متس شىت جماالت احلياة
وتتعامل مع الواقع وتسعى حنو األفضل .فضال عن أن اإلبداع انتج تفاعل متغريات ذاتية أو موضوعية أو شخصية
2
أو بيئية أو سلوكية ،يقودها أشخاص متميزون".
ويعرف أيضا على أنه" :جمموعة اإلجرا ءات والعمليات والسلوكيات اليت تؤدي إىل حتسني املناخ العام يف
املؤسسة وتفعيل األداء من خالل حتفيز العاملني على حل املشكالت واختاذ القرارات أبسلوب أكثر إبداعا
وبطريقة غري مألوفة يف التفكري".3
-1خصائص اإلبداع التنظيمي :أيخذ اإلبداع أشكاال متعددة تتالءم مع املخرجات العملية اإلبداعية اليت تكون
ضمن أشكال متعددة كاآليت:
-0.1اإلبداع يعين التمايز :وهو اإلتيان مبا هو خمتلف عن اآلخرين من املنافسني املباشرين وغريهم حيث ينشا
شرحية سوقية من خالل االستجابة املتفردة عن طريق اإلبداع.
-1.1اإلبداع يشمل اجلديد :وهو اإلتيان ابجلديد كليا أو جزئيا يف مقابل احلالة القائمة ،كما ميثل مصدر
التجدد من أجل احملافظة على حصة الشركة السوقية وتطويرها.
-1.1اإلبداع هو التوليفة اجلديدة :وهو أن يكون مبثابة وضع أشياء معروفة وقدمية يف توليفة جديدة يف نفس
اجملال (توليفة األشياء) أو نقلها إىل جمال آخر مل تستخدم فيه من قبل.
-4.1اإلبداع هو أن تكون املتحرك األول يف السوق :ويف هذا متييز لصاحب اإلبداع أبنه األول يف التوصل
إىل الفكرة واملنتج والس وق عن اآلخرين وهم املقلدون ،وحىت يف حالة التحسني (اإلبداع اجلزئي) فإن صاحب
التحسني يكون أول من يدخل تعديالت على املنتج ،وهذه هي مسة السبق يف اإلبداع أي أن يكون صاحب
اإلبداع أسرع من منافسيه ،يف التوصل واإلدخال إىل ما هو جديد؛ -اإلبداع هو القدرة على اكتشاف الفرص:
وهو ميثل منطا من أمناط اإلبداع الذي يستند على قراءة جديدة للحاجات والتوقعات ورؤية خالقة الكتشاف
قدرات املنتج يف خلق طلب فعال والكتشاف أسواق جديدة – السوق اجلديد غري موجود حىت اآلن وال دالئل
على حجمه وخصائصه ،-وهلذا ترى الشركات املبدعة يف اكتشاف الفرص ما ال تراه الشركات األخرى املنافسة.4
1أمحد حممد سعيد الشياب ،عنان حممد أمحد أبو محور ،مفاهيم إدارية معاصرة ،الطبعة األوىل ،األكادمييون للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص.14
2أسامة خريي ،إدارة اإلبداع واالبتكارات ،الطبعة األوىل ،دار الراية للنشر والتوزيع ،األردن ،2012 ،ص .39
3عاطف عوض ،أثر تطبيق عناصر اإلبداع اإلداري يف التطوير التنظيمي ،دراسة ميدانية على العاملني يف مؤسسة االتصاالت اخللوية ،جملة جامعة
دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ،2013 ،3ص.29
4ماجد عبد املهدي مساعدة ،إدارة املنظمات منظور كلي ،الطبعة األوىل ،دار املسرية للنشر ،األردن ،2013 ،ص ص .911-376
92
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1أمهية اإلبداع التنظيمي :ميكن إمجال اإلجيابيات اليت توفرها ظاهرة اإلبداع يف التنظيمات على النحو التايل:
-القدرة على االستجابة ملتغريات البيئة احمليطة مما جيعل التنظيم يف وضع مستقر إذ يكون لديه االستعداد ملواجهة
هذه التغريات بشكل ال يؤثر على سري العمليات التنظيمية.
-حتسني خدمات التنظيم مبا يعود ابلنفع على التنظيم والفرد.
-املسامهة يف تنمية القدرات الفكرية والعقلية للعاملني يف التنظيم عن طريق إاتحة الفرصة هلا يف اختبار تلك
القدرات.
-االستغالل األمثل للموارد املالية عن طريق استخدام أساليب علمية تتواكب مع التطورات احلديثة.
-القدرة على إحداث التوازن بني الةربامج اإلمنائية املختلفة واإلمكانيات املادية والبشرية املتاحة.
-حسن استغالل املوارد البشرية واالستفادة من قدراهتم عن طريق إاتحة الفرصة هلا يف البحث عن اجلديد يف
جمال العمل والتحديث املستمر ألنظمة العمل مبا يتفق مع التغريات احمليطة.1
-0عناصر اإلبداع :هناك عناصر لإلبداع البد من التعرف عليها لكي نتعرف على اإلبداع بشكل أكثر حتديداً
فلقد تعددت آراء الباحثني يف حتديد عناصر اإلبداع ،لكن هناك خصائص ميكن القول أبن كثرياً من الباحثني
متفقون حول وجودها كعناصر لإلبداع وهي:
-0.0احلساسية للمشكالت ) :(Sensitivity to Problemsويقصد هبا الوعي بوجود مشكالت أو
حاجات أو عناصر ضعف يف البيئة أو املوقف ويعين ذلك أن بعض األفراد أسرع من غريهم يف مالحظة
املشكالت والتحقق من وجودهم يف املوقف أو مبعىن آخر" :يقصد ابحلساسية للمشكالت هو التعرف على
املشكلة من مجيع جوانبها وكلما أزجهد الفرد نفسه يف دراسة املشكلة زادت فرص التوصل إىل أفكار جديدة
فالفرد ال يبدع إال يف جمال ختصصه".2
وميكن القول أبهنا قدرة جتعل الشخص يرى أن موقفاً معيناً ينطوي على مشكلة أو عدة مشكالت حقيقية
حتتاج إىل حل يف حني يصعب على اآلخرين تبني هذا.3
1عطية التوفيق العجلة ،اإلبداع اإلداري وعالقته ابألداء الوظيفي ملديري القطاع العام ،دراسة مقدمة الستكمال درجة املاجستري يف إدارة األعمال
ختصص إدارة املوارد البشرية ،بكلية التجارة يف اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطني ،2009 ،ص .15
2الصرييف حممد عبد الفتاح ،اإلدارة الرائدة ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ،3009 ،ص.99
3الصايف عبد هللا ،التفكري اإلبداعي بني النظرية والتطبيق ،الطبعة األوىل ،اندي جازان األديب ،الرايض ،9111 ،ص.99
93
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
حيث أن املبدع ميتلك حساسية مفرطة جتاه املشاكل فهو أقدر من غريه على رؤيتها والتعرف على أسباهبا ويعرف
بعمق ملاذا يفكر يف قضية دون أخرى ويدرك األهداف اليت دفعته للتفكري ويؤمن هبا.1
-1.0الطالقة ( :)Fluencyوهي القدرة على إنتاج عدد كبري من األفكار يف فرتة زمنية معينة فالشخص املبدع
متفوق من حيث كمية األفكار اليت يطرحها عن موضوع معني يف فرتة زمنية اثبتة مقارنة بغريه ،أي لديه قدرة عالية
على سيولة األفكار وسهولة توليدها.2
إن هناك فروق بني األشخاص يف عامل الطالقة يف موهبة اإلبداع مبعىن أن الشخص القادر على إنتاج
عدد كبري من األفكار يف وحدة زمنية فإنه إذا تساوت االعتبارات والظروف األخرى ،يكون أكةرب حظاً يف إبداع
أفكار ذات معىن.3
-1.0األصالة ) :(Originalityويقصد هبا القدرة على إنتاج احللول اجلديدة ،فاملبدع هبذا املعىن ال يكرر
أفكار احمليطني به ،وال يلجأ إىل احللول التقليدية للمشكالت.
ويقول الصرييف األصالة " :أن يبتعد اإلنسان عن طرق التفكري التقليدية كي يستكشف األفكار األصيلة –
فاألصالة هي نتيجة للتخيل مبعىن عدم الرضا عن األمر الواقع والرغبة يف خلق شيء جديد أو خمتلف".4
وهي قدرة الفرد على إنتاج استجاابت أصيلة ،أي قليلة التكرار ابملفهوم اإلحصائي داخل اجملموعة اليت ينتمي
إليها الفرد ،هلذا كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها.5
وأما الشخص الذي ينقل عن اآلخرين دون إضافة أو تعديل أو تطوير من أي نوع ،فهو ليس مبدعا وإمنا
مقلد.6
-4.0املرونة ) :(Flexibilityتعين النظر إىل األشياء مبنظور جديد غري ما اعتاد عليه الناس وللمرونة دور كبري
يف االخرتاعات اليت نلمسها ونراها ومن أمثلة املرونة سياسة اإلثراء الوظيفي اليت حتقق صاحل العمل وتشبع معها
حاجة إثبات الذات عند املوظف.7
ونظراً لظروف التغيري اليت متر هبا املنظمات واليت تفرض درجة مقبولة من التكيف مع هذا التغيري ،فإن هذا
يقضي أنه كلما كان الشيء الذي مت إبداعه قابالً للتكيف والتعديل حسب ظروف املنظمة ،فإن ذلك يشجع
1عباس سهيلة ،القيادة االبتكارية واألداء املتميز :حقيبة تدريبية لتنمية اإلبداع اإلداري ،ط ،9دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،3002 ،
ص.919
2عادل بن صاحل الشقحاء ،عالقة األمناط القيادية مبستو اإلبداع اإلداري "دراسة مسحية على العاملني يف املديرية العامة للجوازات ابلرايض،
رسالة مقدمة ضمن متطلبات احلصول على شهادة ماجستري يف العلوم اإلدارية ،جامعة انيف العربية ،الرايض ،3009 ،ص.29
3حسن ماهر حممد صاحل ،القيادة :أساسيات ونظرايت ومفاهيم ،الطبعة األوىل ،دار الكندي للنشر والتوزيع ،إربد ،األردن ،3002 ،ص.939
4الصرييف حممد عبد الفتاح ،مرجع سبق ذكره ،ص.91
5جروان فتحي ،املوهبة والتفوق اإلبداع ،الطبعة األوىل ،دار الكتاب اجلامعي ،اإلمارات ،9111 ،ص.11
6عبد الوهاب علي ،العالقات اإلنسانية يف اإلنتاج واخلدمات ،مكتبة عني مشس ،القاهرة ،9112 ،ص.991
7الصرييف حممد عبد الفتاح ،مرجع سبق ذكره ،ص.91
94
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
املنظمات على تبنيه والعمل به ،وذلك على عكس ما إذا كان هذا اإلبداع ال يتمشى إال مع حاجات حمددة
حيث أن ذلك قد يغري برفضه.1
-5.0املخاطرة والتحدي :ويقصد هبا االستعداد لتحمل املخاطر الناجتة عن األعمال اليت يقوم هبا الفرد عند
تبين األفكار أو األساليب اجلديدة وتبين مسؤولية نتائجه.2
وهو السلوك املتعلق بعمليات اإلبداع األساسية وذلك مبالحظة األفكار واحللول اإلبداعية الكامنة وحتريكها
وحتمل املخاطرة يف سبيل دعمها.
-1.0القدرة على التحليل :تعين القدرة على جتزئة املشاكل ال رئيسية إىل مشاكل فرعية ،أو القدرة على تفتيت
أي عمل أو موقف إىل وحدات بسيطة ليعاد تنظيمها ويسهل التعامل معها .ويعتةرب الشخص املبدع" شخصاً
خمالفاً يف تصرفاته للنحو التقليدي من الناس ،الذين يكرهون التغيري ويفضلون االستمرار على ما هم عليه من
3
أمناط عمل ،وال حيبون التجريب واإلبداع ألنه مرتبط ابملخاطر بل ينظر أحياانً لظاهرة اإلبداع كظاهرة منحرفة".
-1مرتكزات اإلبداع التنظيمي :هناك ثالثة مرتكزات ال يستقيم اإلبداع اإلداري إال بوجودها وهي:
-1.2العامل الفسيولوجي :يتمثل يف قدرة األفراد على التفكري ،ويشتمل على القدرات اإلبداعية لديهم
ويتصف املبدعون بعدة مسات منها :املرونة ،والطالقة ،واإلحساس ابملشكلة ،وحتمل الضغوط ،واملخاطرة ،والقدرة
على املثابرة.
-1.2العامل البيئي :املتمثل يف املناخ السائد يف املنظمة املتعلق بظروف العمل ،وظروف العاملني ،ومعتقداهتم،
وأمناطهم السلوكية ،حيث إن تفاعل هذه العوامل يعمل على تشكيل مناخ تنظيمي يؤثر كثريا يف اإلبداع اإلداري.
-1.1العامل السيكولوجي :ويتمثل يف العوامل اليت تعمل على دفع العاملني يف املنظمات لإلبداع اإلداري
وتكون متمثلة يف احلاجة إىل اجلودة ،واحلاجة إىل اإلجناز ،واحلاجة إىل حتقيق الذات ،واحلاجة إىل االجتهاد،
وحب االستطالع ،واحلاجة إىل النظام.
وأوضح الصرييف أن بيرت ووترمان قد حددا ركائز للتفوق واإلبداع وهي :الرتكيز على األداء ،والتعريف
ابلقيم التنظيمية وتعميقها ،وتشجيع روح االستقاللية واملغامرة واإلبداعية ،وخلق بيئة تنظيمية تتسم ابملرونة،
ومعاملة العاملني بكرامة ،وتبسيط اإلجراءات اإلدارية.4
1هيجان عبد الرمحن ،املدخل اإلبداعي حلل املشكالت ،ط ،9أكادميية انيف العربية للعلوم األمنية ،الرايض ،9111 ،ص.21
2النمر سعود حممد ،اإلبداع اإلداري ،دراسة سلوكية ،جملة املدير العريب ،العدد ،991يناير ،9113 ،ص.12
3القريويت حممد قاسم ،السلوك التنظيمي دراسة السلوك اإلنساين الفردي واجلماعي يف املنظمات املختلفة ،الطبعة الثالثة ،دار الشروق للنشر
والتوزيع ،عمان ،3000ص.901
4الصرييف حممد عبد الفتاح ،مرجع سبق ذكره ،ص.311
95
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1أنواع اإلبداع التنظيمي :هناك عدة تصنيفات لإلبداع التنظيمي وذلك ما يتم توضيحه يف الشكل كما يلي:
الشكل رقم ( :)02أنواع اإلبداع التنظيمي
املصدر :بالل خلف السكارنة ،اإلبداع اإلداري ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان ،2011 ،ص.23
ويتبني أن هنالك أربع أنواع الرايدي على النحو التايل:
-0.1اإلبداع اجلزئي :وهو يتعلق أبن يتم اإلبداع بشكل جزئي يف طبيعة التكنولوجيا املستخدمة مع اهتمام قليل
يف األسواق.
-1.1اإلبداع اجلديد الداخلي :وهو يتعلق أبن يتم هذا النوع من اإلبداع ضمن الوسائل التكنولوجيا احلالية مع
االهتمام الزائد يف األسواق.
-1.1اإلبداع التخصصي :يتعلق اإلبداع يف حالة استخدام تكنولوجيا جديدة أو أساليب تكنولوجيا جديدة مع
اهتمام قليل يف السوق ومستوى الطموح ودون املطلوب.
-4.1اإلبداع العاملي اجلديد :يتعلق اإلبداع يف حالة استخدام وسائل تكنولوجية جديدة مع وجود اهتمام عال
يف األسواق.1
اثلثا :معوقات اإلبداع التنظيمي
يواجه اإلبداع التنظيمي أثناء ممارسته للعمليات املختلفة العديد من املعوقات اليت تقلل من قدرة الفرد على
استثمار قدراته وتنمية ذاته وتقدمي اجلديد ،وقد صنف كثري من الباحثني معوقات اإلبداع التنظيمي يف مخس
جمموعات ،هي معوقات عقلية ،ومعوقات اجتماعية ،ومعوقات انفعالية ،ومعوقات تنظيمية ،ومعوقات دافعية.
-0املعوقات العقلية :حيث أن إدراك الشخص للناس واألشياء من حوله قد يتعرض لبعض املشكالت مثل:
ضيق اإلدراك ،أو خطأ اإلدراك ،أو خداع اإلدراك ،أو ضعف التذكر.
96
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-1املعوقات االنفعالية :حيث حيتاج اإلنتاج اإلبداعي جبانب القدرات العقلية لتوفر عدة عوامل انفعالية لكي
حيقق أهدافه مثل :الثقة ابلنفس ،واملخاطرة ،واالكتفاء الذايت ،واستقاللية التفكري ،ومن املعوقات االنفعالية على
سبيل املثال اخلوف من ارتكاب األخطاء وعدم القدرة على حتمل الغموض وامليل لتقييم األفكار بدل توليدها.
-1معوقات الدافعية :يكون هناك غالباً عوامل تدفع املبدع للتفكري واكتشاف ما حيتويه جمال معني من قصور يف
بعض اجلوانب ،وكذلك تدفعه للتفكري يف اجلديد والتعبري عنه بشكل فعال ،وهذا يتطلب رغبة حقيقية من جانبه
تدفعه للتوصل إليه ،وال بد أن يكون مدفوعاً لبذل اجلهد اإلجيايب احملقق لإلبداع.
-4املعوقات التنظيمية :تعتةرب املعوقات التنظيمية من أهم املعوقات اليت تواجه اإلبداع بصورة عامة.
-0.4سيادة منط إداري تقليدي :حيث ترتكز السلطة بيد الرؤساء وال يسمح للعاملني مناقشة أوضاع العمل
وخططه ،ويتهرب العاملون من املسئولية خوفاً من العقاب والفشل.
-0.4سوء الصحة التنظيمية :وتنتج من عدم االستقرار التنظيمي واالزدواجية ،وبسبب تضخم اهليكل التنظيمي
وعدم إعداد دليل تنظيمي للوحدات اإلدارية.
-0.4إضعاف القو احلافزة لإلبداع :ويؤدي لذلك عدم إحساس الفرد أبمهيته وقصر التفكري يف املشاكل
املعقدة والتخوف من حتمل املسئولية.
-0.4سوء نظام االتصاالت :وتعتةرب من أبرز املشكالت اليت تعوق املنظمة عن تنمية قدراهتا اإلبداعية واليت
تتمثل بصعوبة نقل األفكار واملعلومات بني املستوايت اإلدارية املختلفة ،فاهلدف األساسي من االتصاالت أن
تصبح الفروق على مستوى السلوك أقل ما ميكن ،وذلك عن طريق تسوية تلك الفروقات املوجودة بتفعيل
االتصال والتواصل وتبادل املعلومات.
-5املعوقات البيئية :حيث تلعب دواًر هاماً يف تشجيع اإلبداع أو احلد منه ،فلو كانت البيئة حترتم حرية الفرد يف
التفكري ،وتعطي الفرصة لتجريب األفكار ،ففي تلك احلالة ميكن اعتبارها بيئة تساعد على اإلبداع .أما إذا كانت
تضغط على املفكرين ،فإن الفرد سيميل للتصرف وفق الطريقة اليت يتوقعها منه اآلخرون ،وابلتايل جتنب التفكري
اإلبداعي.1
1صالح علي حممد حبش ،أثر جودة نظام إدارة معلومات التعليم على املبادرة واإلبداع اإلداري لد مديري مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماجيسرت ،ختصص إدارة األعمال ،كلية التجارة ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،3091 ،ص.29-22
97
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
اخلامتة
من خالل هذه احملاضرات اليت تطرقنا إليها عةرب هذا املطبوع البيداغوجي املتعلق مبقياس السلوك التنظيمي
نستخلص مما سبق أن السلوك التنظيمي يعتةرب حقل من اجملاالت احلديثة اليت يتطرق إليها الباحثون يف جمال
اإلدارة ،وتةربز أمهية هذا اجملال ابعتباره مدخال جيمع بني النظرية والتطبيق ،فهو ال يقتصر على جمرد استخالص
املبادئ واألسس العلمية املرتبطة بسلوك األفراد واجلماعات داخل املنظمات ،ولكنه ميتد إىل توفري جمموعة من
األدوات واألساليب العلمية التطبيقية اليت ميكن استخدامها يف عالج املشكالت التنظيمية اإلدارية.
إن دراسة السلوك التنظيمي يساهم يف التعرف على أهم املشاكل السلوكية اليت تقابل أية منظمة وخاصة
مشكلة إشباع دوافع العاملني ورفع معنوايهتم ،ودراسة وحتليل سلوك مجاعات العمل داخل املنظمة والعمل على
إجياد السلوك اإلجيايب هلا.
كما استخلصنا أن معدالت أداء أية منظمة يتوقف على تفاعل كافة العوامل السلوكية من إدراك الفرد
واجتاهاته وشخصيته وكيفية إشباع دوافعه املتعددة ،وال أييت ذلك إال من خالل توافر القيادات اإلدارية القادرة على
حتقيق االتصاالت الكاملة داخل إدارات املنظمة .
يف األخري أمتىن أن يستفيد طلبتنا األعزاء من هذا العمل املتواضع ،والذي يظل كأي جهد بشري عرضة
للنقص ،وأنمل من القراء إفادتنا أبي مالحظة أو إقرتاح أ و إضافة تثري هذا املطبوع البيداغوجي ،ولكم منا جزيل
الشكر والتقدير ،وآخر دعواان أن احلمد هللا رب العاملني.
98
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
املراجع
أوال :ابللغة العربية
-0الكتب
-عبد املعطي حممد عساف ،السلوك اإلداري التنظيمي يف املنظمات املعاصرة ،دار زهران ،األردن .9111
-أمحد ماهر ،السلوك التنظيمي :مدخل بناء املهارات ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر.3009 ،
-صالح الدين عبد الباقي ،مبادئ السلوك التنظيمي ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.3001 ،
-عبد الرزاق الرحاحلة وآخرون ،السلوك التنظيمي يف املنظمات) ،ط( 1مكتبة اجملتمع العريب للنشر -والتوزيع عمان.3099 ،
-حممود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال ،دار وائل للنشر ،األردن.3002 ،
حممد ربيع زانيت ،السلوك التنظيمي:سلوك األفراد واجلماعات يف املنظمات ،مكتبة املتنيب ،مصر ،بدون سنة نشر.
-راوية حسن ،السلوك يف املنظمات ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،بدون سنة نشر.
-صالح الدين حممد عبد الباقي ،السلوك التنظيمي مدخل تطبيقي معاصر ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية مصر.3009 ،
-عبد هللا بن عبد الغين الطجم ،طلف بن عوض هللا السواط ،السلوك التنظيمي:املفاهيم-النظرية-التطبيقات ،دار حافظ
للنشر والتوزيع ،السعودي.3009 ،
-فاروق عبده فيليه ،السيد حممد عبد اجمليد ،السلوك التنظيمي يف إدارة املؤسسات التعليمية ،دار املسرية للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن.3001 ،
-علي السلمي ،السلوك اإلنساين يف اإلدارة ،مكتبة غريب ،مصر ،بدون سنة نشر.
-أمحد حممد عبد اخلالق ،األبعاد األساسية للشخصية ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلسكندرية.9119 ،
-ضياء زاهر ،القيم يف العملية الرتبوية ،مؤسسة اخلليج العريب ،القاهرة.9119 ،
-اخلزاعلة عبد اهللا عقلة جملي ،الصراع بني القيم االجتماعية والقيم التنظيمية يف اإلدارة الرتبوية ،دار احلامد األردن ،دون طبعة
،دون سنة نشر .
-وائل حممد صبحي ادرسي و طاهر حمسن منصور الغاليب ،سلسلة إدارة األداء االسرتاتيجي املنظور االسرتاتيجي لبطاقة
التقييم املتوازن ،ط،9جزء ،3دار وائل ،عمان.3001 ،
-حممد قاسم القريويت ،السلوك التنظيمي-دراسة السلوك اإلنساين الفردي و اجلماعي يف منظمات األعمال ،ط ،1دار وائل
للنشر والتوزيع األردن.3001 ،
-حممد صدام ،اإلدارة املعتمدة على القيم اجتاه إداري حديث ،الكتاب التوثيقي لندوة اإلدارة ابلقيم ،معهد اإلدارة العامة،
سلطنة عمان.3002 ،
-فريد كورتل ،إدارة املوارد البشرية ،مكتبة اجملتمع العريب للتوزيع والنشر.3099 ،
-أبو شيخة اندر ،إدارة املوارد البشرية إطار نظري وحاالت عملية ،دار صفاء للنشر والتوزيع.3090 ،
-اثئر سعدون حممد ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال ،الطبعة األوىل ،مركز البحث وتطوير املوارد البشرية ،األردن،
.3099
-زويلف مهدي ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية :منظور كمي ،ط ،9دار جمدالوي ،عمان.9112 ،
99
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-حممد فتحي عكاشة ،علم النفس العام ،دار اجلمهورية ،اإلسكندرية ،مصر.3000 ،
-راوية حسن ،السلوك التنظيمي املعاصر ،الطبعة األوىل ،الدار اجلامعية للطباعة والنشر ابإلسكندرية ،مصر .9111
-أمحــد م ــاهر ،السلوك التنظيمي ،الدار اجلامعية للطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،مصر.3001 ،
-حممد الفاتح حممود بشري املغريب ،السلوك التنظيمي ،دار اجلنان للنشر والتوزيع ،عمان.3099 ،
-جالب إحسان دهش ،إدارة السلوك التنظيمي يف عصر التغيري ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.3099 ،
-اعتدال معروف ،مهارات مواجهة الضغوط ،مكتبة الشقري ،الرايض.3009 ،
-اندرودي سيزالقي ،ماك جي ،االس ،السلوك التنظيمي وتقييم األداء ،ترمجة جعفر أبو القاسم امحد،الرايض ،معهد اإلدارة
العامة ،دون سنة نشر.
-عبد الرمحان بن أمحد حممد اهليجان ،ضغوط العمل :مصادرها ونتائجها وكيفية إدارهتا،ط ،0مكتبة الفهد الوطنية ،الرايض
.9111
-معن حممود عياصرة ،مروان حممد بن أمحد ،إدارة الصراع واألزمات وضغوط العمل ،دار احلامد ،األردن.
-جنم عبود ،إدارة املعرفة املفاهيم واالسرتاتيجيات والعمليات ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،عمان.3001 ،
-قاسم علوان وجنوى أمحد ،إدارة الوقت مفاهيم عمليات تطبيقات ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن.3001 ،
-اهلامشي لوكا وفتيحة بن زروال ،اإلجهاد ،خمةرب التطبيقات النفسية والرتبوية،جامعة منتوري ،قسنطٌينة ،دار اهلدى للطباعة والنشر
التوزيع ،عني مليلة اجلزائر.3009 ،
و ٌ
-حممد حسن محادات ،السلوك التنظيمي والتحدايت املستقبلية يف املؤسسات الرتبوية ،دار حامد للنشر والتوزيع ،الطبعة
األوىل ،األردن .3009
-كاظم محود ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.3001 ،
-عامر عوض ،السلوك التنظيمي اإلداري ،الطبعة األوىل ،دار أسامة ،األردن.3001 ،
-حممد الفاتح حممود بشري املغريب ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار اجلنان للنشر والتوزيع ،عمان.3099 ،
-زين العابدين دروبش ،علم النفس االجتماعي :أسسه وتطبيقاته ،دار الفكر العريب ،القاهرة.9111 ،
-حسني حرمي ،السلوك التنظيمي سلوك األفراد واجلماعات يف منظمات األعمال ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
-صالح الشنواين ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر .9110
-حممود عبد الفتاح رضوان ،إدارة النزاعات والصراعات يف العمل ،احملموعة العربية للتدريب والنشر.3093،
-نبيل عبد الفتاح ،القيادة اإلدارية بني الفكر اإلسالمي واملفهوم املعاصر ،جملة اإلداري ،معهد اإلدارة العامة ،مسقط،
اجمللد ،93العدد.9110 23
-قاسم انيف علوان ،ادارة اجلودة الشاملة ومتطلبات االيزو ،1111:2110الطبعة األوىل ،االصدار الثاين ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن.3001،
-زيد منري عبوي ،دور القيادة الرتبوية يف اختاذ القرارات االدارية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان.
-نواف كنعان ،القيادة اإلدارية ،الطبعة اخلامسة ،اجلامعة األردنية ،9111 ،عمان.
-حممد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،اإلسكندرية ،بدون طبعة.9111،
-حممد سعيد سلطان ،السلوك اإلنساين يف املنظمات ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر والتوزيع ،مصر.3003 ،
111
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-حممد ايسني عطوف ،مدخل إىل علم النفس االجتماعي ،دار النهار ،بريوت.9119 ،
-اهلواري سيد حممود ،اإلدارة األصول واألسس العلمية ،مكتبة عني الشمس ،القاهرة.9119 ،
-فؤاد شريف ،نظام االتصال و عملية اإلدارة ،املعهد القومي لإلدارة العليا ،القاهرة ،الطبعة الثانية.1967،
-إبراهيم أبوعرقوب ،االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي ،دار ممجدالوي ،األردن.1993،
-رحبي مصطفى عليان ،وسائل االتصال وتكنولوجيا التعليم ،الطبعة األوىل ،دار الصفاء ،عمان.9111 ،
-مجال الدين حممد املرسي ،اثبت عبد الرمحان إدريس ،السلوك التنظيمي نظرايت ومناذج وتطبيق عملي إلدارة السلوك يف
املنظمة ،الدار اجلامعية للنشر ،اإلسكندرية. 2004،
-حممد منري حجاب ،املعجم اإلعالمي ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،القاهرة. 2004،
-حممد فريد الصحن ،سعيد حممد املصري ،إدارة األعمال ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.9111 ،
-أمحد عبد هللا الصباب وآخرون ،أساسيات اإلدارة احلديثة ،ط ،9دار خوارزم العلمية للنشر ،السعودية.3090 ،
-حممد الصرييف ،إدارة التغيري ،ط ،9دار الفكر اجلامعي ،اإلسكندرية.3009 ،
-ظاهر حمسن الغالبيب ،التطوير التنظيمي ،ط ،9دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.3090 ،
-انصر حممد العديلي ،السلوك اإلنساين والتنظيمي ،ط ،9معهد اإلدارة العامة ،إدارة البحوث ، ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.
.9111
-اثبت عبد الرمحان إدريس ،املدخل احلديث يف اإلدارة العامة ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر،3009،ص993
-عثمان فاروق السيد ،قوى إدارة التغيري يف القرن احلادي والعشرين ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،الطبعة األوىل ،املنصورة،
مصر.3000،
-يوسف السعدون ،علم االجتماع ودراسة التغيري التنظيمي يف املؤسسات الصناعية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،املطبعة
اجلهوبة بقسنطينة ،اجلزائر ،بدون سنة نشر.
-مدحت أبو النصر ،أساسيات إدارة اجلودة الشاملة ،ط ،9دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.3001 ،
-منري عبوي ،إدارة التغيري والتطوير،ط ،9دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع عمان ،األردن .3001
-منصور فهمي ،إنتاجية العمل يف ضوء الدوافع و احلوافز ،دار النهضة العربية ،لبنان.9112 ،
-جوزيف جابلونسكي ،تطبيق إدارة اجلودة الشاملة ،مبيك مصر.9119 ،
حممد الصرييف ،السلوك االداري و العالقات االنسانية ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،اإلسكندرية.3001 ،
-سهيلة حممد عباس ،إدارة املوارد البشرية ،مدخل إسرتاتيجي ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان.3009 ،
-راوية حسن ،السلوك التنظيمي املعاصر ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.3002 ،
-جريالد بينريج ،روبرت ابرن ،إدارة السلوك يف املنظمات ،ترمجة رفاعي حممد رفاعي ،إمساعيل علي بسيوين ،كلية التجارة
جامعة املنصورة.2006 ،
-صالح عبد القادر النعيمي ،اإلدارة ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن.3001 ،
-جريالد جرنةربج ،روبرت ابرون ،إدارة السلوك يف املنظمات ،ترمجة رفاعي حممد رفاعي و إمساعيل علي بسيوين ،دار املريخ
الرايض.3002 ،
-طارق طه ،إدارة األعمال ،منهج حديث معاصر ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية.3001 ،
111
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-مجال خري هللا ،اإلبداع اإلداري ،الطبعة األوىل ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2009 ،
-طارق حممد السويدان ،حممد أكرم العدلوين ،مبادئ اإلبداع ،الطبعة الثالثة ،دار قرطبة للنشر والتوزيع ،الرايض ،السعودية
.3002
-مؤيد عبد احلسني الفضل ،اإلبداع يف اختاذ القرارات اإلدارية ،الطبعة األوىل ،إثراء للنشر والتوزيع ،األردن.2009 ،
زاهد حممد ديري ،السلوك التنظيمي ،الطبعة األوىل ،دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة.2011 ،
-أمحد حممد سعيد الشياب ،عنان حممد أمحد أبو محور ،مفاهيم إدارية معاصرة ،الطبعة األوىل ،األكادمييون للنشر والتوزيع
عمان.2011 ،
-أسامة خريي ،إدارة اإلبداع واالبتكارات ،الطبعة األوىل ،دار الراية للنشر والتوزيع ،األردن.2012 ،
-الصرييف حممد عبد الفتاح ،اإلدارة الرائدة ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان.3009 ،
-الصايف عبد هللا ،التفكري اإلبداعي بني النظرية والتطبيق ،الطبعة األوىل ،اندي جازان األديب ،الرايض.9111 ،
عباس سهيلة ،القيادة االبتكارية واألداء املتميز :حقيبة تدريبية لتنمية اإلبداع اإلداري ،ط ،9دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان
.3002
-حسن ماهر حممد صاحل ،القيادة :أساسيات ونظرايت ومفاهيم ،الطبعة األوىل ،دار الكندي للنشر والتوزيع ،إربد ،األردن
.3002
-جروان فتحي ،املوهبة والتفوق اإلبداع ،الطبعة األوىل ،دار الكتاب اجلامعي ،اإلمارات.9111 ،
-عبد الوهاب علي ،العالقات اإلنسانية يف اإلنتاج واخلدمات ،مكتبة عني مشس ،القاهرة.9112 ،
-1املقاالت العلمية
--عادل بن صاحل الشقحاء ،عالقة األمناط القيادية مبستو اإلبداع اإلداري "دراسة مسحية على العاملني يف املديرية العامة
للجوازات ابلرايض ،رسالة مقدمة ضمن متطلبات احلصول على شهادة ماجستري يف العلوم اإلدارية ،جامعة انيف العربية الرايض،
.3009
-مدحت حممد الديب ،جوانب يف الصراع التنظيمي ،اجمللة العربية لإلدارة ،الرايض ،جملد رقم ،99العدد الثالث9111 ،
-يوسف عنصر ،انجي ليتيم ،أهم احملددات السيكو سوسيولوجية املستخدمة يف قياس وتشكيل سلوك العمال التنظيمي جملة
الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الوادي ،العدد السابع -جويلية .3092
-نذير زرييب وآخرون ،إدارة البيئة احلضارية وأثرها على السلوك اإلنساين ،جملة العلوم اإلنسانية ،العدد ،92ديسمةرب.3000
-درة عبد الباري ،املنظمة الساعية للتعلم املستمر ،املفهوم والدالالت للمؤسسات األكادميية والرتبوية العربية يف أوائل القرن
احلادي والعشرين رسالة املعلم ،جملد ،29العدد .9
-رشيد مناصريه ،فريد بن ختو ،سلوك املواطنة التنظيمية وأمهيته يف حتسني أداء العاملني دراسة حالة مؤسسة اتصاالت اهلاتف
النقال موبيليس وحدة ورقلة ،جملة أداء املؤسسات اجلزائرية ،العدد.2015 1،
-محزة معمري ،بن زاهـي منصور ،سلوك املواطنة التنظيمية كأداة للفعالية التنظيمية يف املنظمات احلديثة ،جملة العلوم
االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،92مارس .3092
-أمحد بين عيسى ،رايض أابزيد ،دور االلتزام التنظيمي يف حتسني أداء العاملني يف القطاع املصريف األردين ،جملة علوم إدارية،
اجمللد ،29العدد .3092 ،3
112
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-حممد اخلشروم ،أتثري مناخ اخلدمة يف االلتزام التنظيمي ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،اجمللد ،31العدد،9
. 3099
-عاطف عوض ،أثر تطبيق عناصر اإلبداع اإلداري يف التطوير التنظيمي ،دراسة ميدانية على العاملني يف مؤسسة االتصاالت
اخللوية ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد .2013 ،3
-1أطروحات الدكتوراه ومذكرات املاجستري
-سامل العياشي ،الثقافة التنظيمية وعالقتها اباللتزام التنظيمي لد املوظفني يف املنظمات الرايضية ،اطروحة دكتوراه ،ختصص
نظرية ومنهجية الرتبية البدنية والرايضية ،جامعة حممد بوضياف ،مسيلة.3091،
-عبد احلق علي ابراهيم ،دور السلوك التنظيمي يف أداء منظمات األعمال ،بيئة املنظمة الداخلية كمتغري معدل -دراسة على
عينة من البنوك التجاري يف والية اخلرطوم ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه فلسفة يف إدارة األعمال ،جامعة السودان للعلوم
والتكنولوجيا ،كلية الدراسات العليا.
-حممد صالح الدين أبو العال ،ضغوط العمل وأثرها على الوالء التنظيمي ،مذكرة ماجستري ،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال،
اجلامعة اإلسالمية غزة -فلسطني.3001
البشرية ابملؤسسة الصناعة دارسة ميدانية مبؤسسة إنتاج
ٌ -شفيق شاطر ،أثر ضغوط العمل على الرضا الوظيفي للموارد
الكهرابء -سونلغاز مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري ،ختصص ،إدارة أعمال ،جامعة أحممد بوقرة بومرداس
.3090
-علي بن محد بن سلمان النوشان ،ضغوط العمل وأثرها على اختاذ القرارات ،دراسة مسحية على القيادات االدارية يف عدد
من األجهزة األمنية واملدنية ،رسالة ماجستري ،أكادميية انيف العربية للعلوم األمنية ،الرايض.3009 ،
-مبارك بن فاحل مبارك الدوسري ،ضغوط العمل وعالقتها ابلرضا الوظيفي لألفراد العاملني يف مراكز حرس احلدود ،مذكرة
تدخل ضمن متطلبات لنيل شهادة ماجستري ،جامعة انيف العربية للعلوم األمنية ،الرايض.3090 ،
-حممد حسن مخيس أبو رمحة ،ضغوط العمل وعالقتها ابلرضا الوظيفي لد املشرفني الرتبويني مبحافظة غزة ،مذكرة تدخل
ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستري ،قسم أصول الرتبية،كلية الرتبية ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة.2002 ،
-عبد القادر امحد مسلم ،مصادر الضغوط املهنية وأاثرها يف الكليات التقنية يف حمافظات غزة ،مذكرة تدخل ضمن متطلبات
نيل شهادة املاجستري قسم إدارة األعمال،كلية التجارة ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة.3001،
-سعد بن عميقان سعد الدوسري ،ضغوط العمل وعالقتها ابلوالء التنظيمي-دراسة ميدانية على مستو شرطة املنطقة
الشرقية ،مذكرة ماجستري ،كلية الدراسات العليا ،قسم العلوم اإلدارية ،جامعة انيف للعلوم األمنية ،الرايض.3001 ،
-فوزي عبد الرمحان حامد أبو عساكر ،أمناط إدارة الصراع وأثرها على التطوير التنظيمي-دراسة تطبيقية على وزارة الصحة
الفلسطينية يف قطاع غزة ،مذكرة مقدمة استكماال ملتطلبات احلصول على درجة املاجستري يف إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية
غزة.3001 ،
-خالد نصر أمحد املدير ،عالقة القيم التنظيمية يف الرفع من مستو الرضا الوظيفي للعاملني ابملؤسسة التعليمية ،دراسة
وصفية حتليلية ابجلامعة احملمدية ماالنج ،رسالة ماجستري قسم اإلدارة اإلسالمية ،اجلامعة احملمدية ،ماالنج.3091،
-حممد بن عبد هللا بن سعيد الزهراين ،سلوك املواطنة التنظيمية لد معلمي مدارس التعليم العام احلكومية للبنني مبدينة جدة،
مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستري يف اإلدارة الرتبوية والتخطيط،جامعة أم القرى ،السعودية.3001 ،
113
د.حاجي كرمية حماضرات يف السلوك التنظيمي
-شاليب وليد ،دور الوالء التنظيمي يف تنمية سلوك املواطنة التنظيمية لد عينة من موظفي اإلدارة احمللية بوالية مسيلة
مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري يف علم النفس ،ختصص :علم النفس العمل والتنظيم ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة،
.3099-3091
-محد اجلاروشة ،العالقة بني التسويق الداخلي و االلتزام التنظيمي للعاملني يف البنوك الفلسطينية العاملة بقطاع غزة ،شهادة
املاجستري ،ختصص أدارة األعمال ،جامعة األزهر ،غزة.3099 ،
-حممد اجلاروشة ،العالقة بني التسويق الداخلي و االلتزام التنظيمي للعاملني يف البنوك الفلسطينية العاملة بقطاع غزة ،شهادة
املاجستري ختصص أدارة األعمال ،جامعة األزهر ،غزة.3099 ،
-سامي حنونة ،قياس مستو االلتزام التنظيمي لد العاملني ابجلامعات الفلسطينية بقطاع غزة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
ماجستري ،ختصص إدارة األعمال ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة.3009 ،
-أمرية حواس ،أثر االلتزام التنظيمي والثقة يف اإلدارة على العالقة بني العدالة التنظيمية وسلوكيات املواطنة التنظيمية
ابلتطبيق على البنوك التجارية ،مذكر ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري ،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال ،جامعة القاهرة
.3009
-ماحي األمني ،املناخ التنظيمي وعالقته اباللتزام التنظيمي يف املؤسسة اجلزائرية ،مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستري
علم النفس ختصص العمل والتنظيم ،جامعة حممد بن أمحد وهران.3099-3091 ،3
-حممد الغرابوي ،دور االلتزام التنظيمي يف حتسني جودة اخلدمة ،مذكرة ماجستري ،كلية التجارة ،قسم إدارة األعمال ،اجلامعة
اإلسالمية غزة.3092 ،
-عطية التوفيق العجلة ،اإلبداع اإلداري وعالقته ابألداء الوظيفي ملديري القطاع العام ،دراسة مقدمة الستكمال درجة
املاجستري يف إدارة األعمال ختصص إدارة املوارد البشرية ،بكلية التجارة يف اجلامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطني.2009 ،
-صالح علي حممد حبش ،أثر جودة نظام إدارة معلومات التعليم على املبادرة واإلبداع اإلداري لد مديري مدارس وكالة
الغوث بقطاع غزة ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماجيسرت ،ختصص إدارة األعمال ،كلية التجارة ،اجلامعة
اإلسالمية ،غزة.3091 ،
-4امللتقيىات العلمية
-الطيب داودي ،أثر اإلدارة ابلقيم يف التنمية البشرية املستدامة ،امللتقى الدويل حول التنمية البشرية و فرص اإلندماج يف
إقتصاد املعرفة و الكفاءات البشرية ،جامعة ورقلة ،كلية احلقوق و العلوم السياسية.3002 ،
-بروش زين الدين ،ابملهدي عبد الوهاب ،إدارة االبتكار يف املنظمة من منظور إدارة املوارد البشرية ،الكتاب اجلامع للمؤمتر
العلمي الدويل حول األداء املتميز للمنظمات واحلكومات ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،اجلزائر 08و 09مارس .2005
-4املواقع االلكرتونية
-موقع جريدة الرايض السعودية
-http://www.alarabiya.net/ar/saudi-
114
حاجي كرمية.د حماضرات يف السلوك التنظيمي
الكتب-0
-Veccbio, Robert P. Organizational Behavior Orlando, theDryden Press, 1991.
-Claude Vermont Gaud, mobiliser pour gagner, edition Liaison, Paris, 1993.
-Nancy L.Adler Comportement organisation , traduction de Jaque Constantin,
édition Goulet ، T.N.C ، Québec ، 1994 ، P169.
-Wind، J and Main، Y : Driving Change – How The Best Companies Are
Preparing For The 2l ST Century، kogah page، London; 1999.
-Argyris Chris, Douple Loop Learning, Harvard Business Review, Sep, 2119,115.
James G. March, Organization Science, Vol. 2, No. 1, Special Issue: Organizational
Learning: Papers in Honor 1991, pp. 88-115
-ME،Sermpene et Al،Job Satisfaction in Relation to Organizational Cultur journal of
Industrial psychology2112،)2(28، p.23.
115