Professional Documents
Culture Documents
تأثير البروباغندا على مردودية المقاولة
تأثير البروباغندا على مردودية المقاولة
االمريكي استعمل مفهوم البروباغندا ألول مرة خالل الحرب العالمية االولى ,حيث قام الرئيس
والذي ويلسون بتأسيس لجنة دعائية ساهم في عضويتها كبار المفكرين أمثال ادوارد بيرنايس
يعتبر األب الروحي للبروباغندا .ولكن وألكون أكثر دقة فقد تم التطرق والنظر إلى
هذا المفهوم منذ اآلالف السنين ,منذ عصر االغريق والروم إذن فيمكن اعتباره النسخة
.الجديدة لمفهوم السيكاغوجيا او فن التحكم بالعقول
ادوارد بيرنايس
البروباغندا هي اسلوب اقناع واستغالل كل الطرق المتاحة لكي يغرس في عقل االنسان فكرة ,عقيدة ,ادجيولوجية ,رأي أو حتى
اإليمان ببعض القضايا أو لخلق الظغينة والعدائية على مجموعة أو طائفة وما تجسده من أفكار وادجيولوجيات ومذاهب ,وذلك
لتحفيز تبني بعض االفكار والسلوكيات في والقناعات في المجتمع المستهدف .تسعى هذه االخيرة إلى توحيد الرأي العام وذلك
بتحريك وتعديل وتوحيد تصرفات ورغبات وآمال المجتمع من خالل اختيار والتحكم في المعلومات التي تكون قابلة للتحريف
.والتزييف ومن الممكن اعطائها عده تفاسير
اذا فمفهوم البروباغندا سياسي في أصله ,لكن اتسعت مجاالت استعماله مع تقدم التكنولوجيا وظهور شبكات التواصل االجتماعي.
حيث فتحت هذه االخيرة أبوابا عدة للمعلومات وخلقت امكانيات من أجل التعبير عن الرأي بكل أنونيما وأمان ,مما دفع البعض
باالعتقاد أن المجتمع الذي ستهيمن عليه المعلومات سيكون -وبكل يقين -مجتمع يتميز باالنفتاح والتعدد في االراء .ولكن ,وكما
يقال "تهب الرياح بما ال تشتهي السفن" ,ففي الوقت الذي ظن فيه اإلعالم -بشتى انواعه ووسائله -على أنه ذاك الشيء الذي
سيقدمه المعلومات بكل شفافية و وضوح هو اآلن ذاته الذي بدأ فيه التزوير والتحريف والتحكم في المعتقدات والتسويق ايضا .فكل
يوم ُتقرأ العديد من الصحفُ ,تشاهد العديد من االخبار وُت ؤخذ العديد من المعلومات ,ويتم التفاعل معها عاطفيا دون النظر دون النظر
أو التساؤل عن مدى مصداقيتها وحتى اذا قمنا بذلك فستكون هناك فقط المعلومات التي تم تسريبها إلينا سابقا .يمكننا تلخيص جميع
".األفكار في جملة بسيطة ومعبرة "توجد العديد من الكاميرات أينما ذهبت لكن لن تجد اليقين مهما بحثت
:عالقة التسويق بالبروباغندا 2.
التسويق -حسب جمعيه التسويق االمريكية -هو عملية إدارية تمكن المقاولة من معرفة العميل بغية إنتاج وإيصال منتوج او خدمة
ُت شبع رغباته وذلك عن طريق التعريف بمميزات وخصائص .اذن يمكننا القول أن التسويق هو وسيلة تساعد على تكوين صورة
ذهنية لدى العميل عن معلومات حقيقية تخص المنتوج وذلك من أجل الزيادة في عدد مبيعاته ,في حين أن البروباغندا في مجال
.اإلقتصاد والتسويق خاصة تسعى إلى نشر أفكار مغلوطة حول المنتج او الخدمة التي تسعى إلى بيعها
في عام ,1929جاء الرئيس التنفيذي لشركة التبغ األمريكية "جورج هيل" إلى "ادوارد بيرنايس" ليطلب مساعدته في ما يخص
زيادة مبيعاته ,حيث كانت الشركة انذاك على وشك خسارة نصف السوق الخاص بها .عندما سأله "بيرنايس" عن السبب ,رد عليه
قائال بأن الرجال يحرمون التدخين على النساء سواء في العلن او حتى في بيوتهم ,فلقد كان تدخين النساء للسجائر من الطابوهات
عند المجتمع االمريكي ضد عاداته ومعتقداته .بعدها قام "ادوارد" باالتصال بأحد تالميذة عمه "سيغموند فرويد" ,الدكتور "بريل",
متسائال عن ماذا تعني السجائر بالنسبة للنساء فرد عليه الدكتور -بدون أي تردد -قائال "السجائر هي مشاعل الحرية للنساء"
حيث أنهن يرغبن في التدخين ليستشعرن مقاومة تحريم الرجال ذلك عليهن .فترى الدوارد أن يسوق السجائر على أنها رمز للتمرد
و التحرر من القواعد المجتمعية والمطالبة بالمساواة والحرية -يجدر اإلشارة إلى أن كل من النسوية و مطالبة النساء بالمساواة
والحريه مع الرجال كانتا في أوجهما انذاك -إذن بالفعل ,أقنع بيرنايس إحدى معارفه بالذهاب في يوم الفصح الذي يعتبر يوما رامزا
للحرية لدى األمريكيين ,إلى أكبر مظاهرات النسوية وهي تدخن لكي تظهر بشكل درامي أن السجائر هي -وبكل يقين -مشاعل
الحرية للنساء ,ثم يتبعها عشرات النساء االخريات .هذا المشهد الصادم والذي يعارض مبادئ االمريكيين ,في الصباح التالي ,بات
حديثا كل الصحف والجرائد حتى أنه تصدر العناوين الرئيسية لدى جريدة "نيويورك تايمز" ,وخالل ست أسابيع قامت مسارح ليكف
.إلغاء الحظر على تدخين النساء بداخلها
اذن باستعمال البروباغندا استطاعت شركة التبغ األمريكية أن تضاعف مبيعاتها ثالث مرات في غضون عام واحد فقط ,وأصبح كل
.من الرجال والنساء متساويين في احتمالية اصابتهم بسرطان الرئة
بكل خالصة ,لدى البروباغندا وقع وتاثير كبير على افكار المجتمع
.بشكل عام وعلى مردودية المقاولة بشكل خاص