You are on page 1of 2

‫إن قانون األسرة الجزائري يستمد أحكامه من الشريعة اإلسالمية التي تعتبر مصد ار رسميا‪ ،‬وقد‬

‫مر هذا القانون بمراحل تمثلت في حقبة ما قبل االستعمار الفرنسي‪ ،‬وهي المرحلة األولى فقد كانت األسرة‬
‫الجزائرية تعتمد اعتمادا كليا على المبادئ شريعة اإلسالمية لحل نزاعات األسرة‪ ،‬أو ربط عالقات زوجية‪،‬‬
‫باستنباط األحكام من القرآن الكريم‪،‬و السنة النبوية واالجتهادات الفقهية‪ .‬وهذا ما نصت عليه مادة ‪222‬‬
‫من قانون األسرة الجزائري‪.‬‬

‫فقد اعترف المشرع الجزائري بأصالة الفقه اإلسالمي ومرونته في مختلف مذاهبه وأصوله‪،‬من‬
‫كفاية وقابلية لالستجابة إلى شتى حاجات المجتمع المعاصر‪ ،‬بما يتضمنه من أحكام وقواعد متجددة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬‬

‫هي مرحلة االستعمار الذي حاول تغير األحكام المطبقة على‬

‫الجزائريين في مسائلهم المتعلقة بتكوين األسرة لكنها باءت بالفشل‪.‬‬

‫سعت فرنسا أثناء احتاللها إلى دمج هذا المجال ضمن ترسانتها القانونية التي زحفت بها على قيم‬

‫وأعراف المجتمع الجزائري وتمثلت خاصة في‪:‬‬

‫‪ – 1‬قانون ‪ 02‬ماي ‪ 1930‬المتعلق بالخطبة وسن الزواج‪.‬‬

‫‪ -2‬مرسوم ‪ 1931‬المتعلق بالحالة القانونية للمرأة الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -3‬األمر ‪ 23‬نوفمبر ‪1944‬المتعلق بالقضاء اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -4‬قانون ‪ 11‬جويلية ‪ 1957‬المتعلق بأحكام المفقود والوصاية والحجر وكيفية إثبات الزواج‪.‬‬

‫‪ -5‬األمر ‪ 17‬سبتمبر ‪ 1959‬المتعلق بتنظيم الزواج وانحله في الجزائر ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪:‬‬

‫وقد سعت الجزائر بعد االستقالل إلى تنظيم مجال قانون األحوال الشخصية‪ ،‬فأبقى في البداية‬
‫القضاء المتعلق باألسرة وفق النظام في المرحلة االستعمارية سدا للفراغ التشريعي وذلك في األمر الصادر‬
‫في ‪ 1962/12/31‬الذي نص على ضرورة استم اررية العمل بالقانون الفرنسي فيما عدا مواده االستعمارية‬
‫العنصرية أو المخالفة للحقوق والحريات العامة‪ ،‬وصدر في ‪ 1963/06/29‬القانون المتعلق بتنظيم سن‬
‫الزواج إو ثبات العالقة الزوجية‪ ،‬كما صدر في ‪ 1966/06/23‬ثم ‪ 1969/09/16‬ثم ‪1971/09/22‬‬
‫أوامر خاصة بكيفية إثبات الزواج‪ ،‬وألغى المشرع الجزائري بمقتضى األمر الصادر في ‪1973/07/05‬‬
‫العمل بالقوانين الفرنسية الداخلية‪.‬‬

‫وفي ‪ 1984/06/09‬صدر القانون رقم ‪ 11-84‬المتضمن قانون األسرة الجزائري وقد تم تعديله‬
‫باألمر ‪ 02/05‬المؤرخ في ‪ .2005/02/27‬هذا األمر الذي تميز بعدم التقيد بمذهب معين‪ ،‬بالعكس من‬
‫ذلك توسع أكثر من قانون ‪ 11-84‬في اختياراته الفقهية‪ ،‬وعدم اقتصاره على المذهب المالكي كما كان‬
‫يتوهمه البعض‪.‬‬

‫ولهذا يعتبر قانون األسرة القانون الوحيد الذي يستمد معظم أحكامه من الشريعة اإلسالمية وخير‬
‫دليل على ذلك ما ورد في النص المادة ‪ 222‬من قانوناألسرة التي نصت على << كل ما لم يرد النص‬
‫عليه في هذا القانون يرجع فيه إلى‬

‫األحكام الشريعة اإلسالمية>>‬

You might also like