You are on page 1of 50

‫الضبط اإلداري‬

‫المدرسة القومية لإلدارة‬


‫مركز البحوث والدراسات اإلدارية‬

‫‪:‬‬ ‫الضبط اإلداري‬


‫‪ -‬تراتيب بلدية ‪-‬‬

‫تأليف‬

‫السيد احلبيب جاء باللــه‬

‫‪2001‬‬

‫‪1‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫مقدم ـ ــة‬
‫لعل األهمية البالغة لموضوع الضبط اإلداري ليست في حاجة إلى تأكيد‪ .‬فسلطة الضبط تتدخل في مختلف نواحي نشاط‬
‫اإلدارة وينسحب أثرها فيما تفرضه من قيود على ممارسة الحرية‪.‬‬
‫ترسخ ذاتها‪،‬‬
‫وترتبط فكرة الضبط تاريخيا بنشأة الدولة حيث قامت الدولة من الناحية التاريخية مقترنة بالحكم ‪ .‬ومن أجل أن ّ‬
‫عمدت إلى أداء خدمات متزايدة لألفراد‪.‬‬
‫ومن المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن نشاط اإلدارة يختلف في أسلوبه وفى مداه من دولة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر‬
‫وذلك تبعا للمبادئ السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة‪.‬‬
‫وقد كانت الدولة الديمقراطية من قبل قائمة على أساس المذهب الفردي واالقتصاد الحر بحيث كانت وظائفها تنحصر في‬
‫نطاق محدود وضيق ال ي كاد يتعدى المرافق األساسية وأنحصر بالتالي تدخل سلطة الضبط في الحريات والنشاط الخاص في أضيق‬
‫الحدود واعتبارات األمن والنظام وحده بما أن الحرية الفردية كانت الدعامة األساسية لذلك النظام ‪ .‬ثم تطورت النظم االجتماعية‬
‫واالقتصادية تحت ضغط الواقع االجتماعي االقتص ادي وبتأثير األفكار التدخلية فأخذت وظائف الدولة في االزدياد واتسع نشاطها‬
‫وأصبحت تراقب نشاط األفراد والهيئات الخاصة في الحياة االقتصادية واالجتماعية بهدف تحقيق المصلحة العامة وتضع من القيود‬
‫والقواعد ما يمنع من حـصول االضطراب ويحول دون اعتداء بعض األفراد على حريات البعض األخر وذلك عن طريق سلطة الضبط‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وتتوقف حدود سلطة الضبط اإلداري على الفلسفة السياسية وعلى نوع النظام الدستوري القائم‪ .‬ذلك أن حدود الضبط‪ ،‬وهي‬
‫تمثل ضمانات للحرية‪ ،‬إنما تفهم على وجهها الصحيح‪ ،‬في ضوء المعنى الذي يعطى للحريــة وهذا المعنى يتفاوت بحسب تفاوت‬
‫المذاهب السياسية‪.‬‬
‫ومما تجدر مالحظته أنه كثي ار ما تتخذ إجراءات ضبطية بحجة المحافظة على النظام العام واألمن والحال أن الغاية المنشودة إنما‬
‫تتمثل في وقاية النظام االجتماعي وحمايته من نشاط الينطوى على إخالل أو تهديد باإلخالل بالنظام العام بمعناه التقليدي‪.‬‬
‫ومما يضاعف من أهمية الضبط اإلداري وخطورته أن ما يخول لإلدارة من سلطات واسعة ال يستند بالضرورة ودائما إلى‬
‫نص تشريعي‪.‬‬
‫ولئن كان لهذا الوضع ما يبرره من ضروريات المحافظة على أمن المجموعة ونظامها‪ ،‬إذ أن األمن العام ال يحتمل اإلخالل‬
‫به عند عدم وجود نص تشريعي‪ ،‬فإن ذلك يضاعف من ضرورة إيجاد ضوابط يتعين على جهة اإلدارة االلتزام بها عند ممارسة سلطتها‬
‫في مجال الضبط‪ .‬فالحرية جديرة باالحترام بحيث يتعين عدم المساس بها إالّ لمقتضيات ضرورة المحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫ويتحقق التقييد القانوني لسلطة الضبط اإلداري بما يستلزمه الفقه والقضاء من شروط لمشروعية العمل الضبطي سواء في‬
‫بواعثه ووسائله وغاياته وكذلك بتقرير مسؤولية اإلدارة عن األضرار الناتجة عن إجراءات الضبط ‪ .‬كل ذلك تحت رقابة قضاء يضمن‬
‫قواعد الشرعية والمسؤولية الخاصة بإجراءات الضبط اإلداري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫تعريف الضبط اإلداري‬ ‫‪I/‬‬


‫اتجه الذين بحثوا في تعريف الضبط اإلداري اتجاهات متباينة تبعا لتباين الجوانب التي اتخذوها أساسا لتعريفهم لهذا الضبط‪.‬‬
‫ولعله من المفيد استعراض أبرز هذه التعاريف‪.‬‬
‫فقد عرف الفقيه "هوريو" الضبط اإلداري بكونه "سيادة النظام والسالم وذلك عن طريق التطبيق الوقائي للقانون" تبعا لنظرته‬
‫حد ذاته تسعى إليها سلطات اإلدارة‪.‬‬
‫إلى هذا الضبط بأنه غاية في ّ‬
‫الفردية اعتبا ار‬
‫ّ‬ ‫الحرية‬
‫أما "دو لو بادير" فقد اتجه نحو تركيز نظرّيته للضبط اإلداري باعتباره غاية من جهة أهدافه وقيدا على ّ‬
‫ّ‬
‫تدخل السلطة اإلدارية يتولّد عنه فرض قيود على الحرّيات الفردية بهدف صيانة‬ ‫فعرفه بكونه "صورة من صور ّ‬ ‫بنتيجة نشاطه وآثاره ّ‬
‫النظام وحمايته‪.‬‬
‫ّ‬
‫عامة أو تدابير فردية‬
‫النشاط اإلداري الذي موضوعه إصدار قواعد ّ‬ ‫بأنه مجموع أصناف ّ‬ ‫ويعرف " فيدال " الضبط اإلداري ّ‬‫ّ‬
‫فيعرف الضبط اإلداري‬
‫أما األستاذ "بنوا" ّ‬
‫الزمة لحماية النظام أو على التحديد إلقرار األمن وتحقيق السكينة وصيانة الصحة العامة‪ّ .‬‬
‫ردية وذلك‬
‫عامة أو بق اررات ف ّ‬
‫تنظيمية ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاصة سواء بقواعد‬
‫ّ‬ ‫للتدخل في األنشطة والعالقات‬
‫ّ‬ ‫المخولة لإلدارة‬
‫ّ‬ ‫بأنه مجموع االختصاصات‬
‫ّ‬
‫التدخل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بغض النظر عن الهدف من هذا‬
‫ّ‬
‫تتسع لمعظم صور النشاط اإلداري‪ .‬فالضبط عنده هو‬‫يقيم نظرّيته للضبط اإلداري بحيث ّ‬
‫وقد حاول ‪ papanicolaidis‬أن ّ‬
‫العامة أو للمحافظة على أموال الملك‬
‫ّ‬ ‫نشاط تمارسه السلطات اإلدارية بغرض كفالة حسن النظام سواء في الجماعة أو في المرافق‬
‫العام‪.‬‬
‫كل خصائصه‬‫المتقدمة بكونه واسعة ويعاب عليها بالتالي عدم وضوح معالمـ ــها وكونها تفقد الضبط اإلداري ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتفق التعاريف‬
‫عامة بكونه "النشاط التي تتوالّه الهيئات اإلدارّية ويتمثّل في تقييد النشاط الخاص‬
‫يعرف البعض الضبط اإلداري بصفة ّ‬ ‫المميزة ولذلك ّ‬
‫ّ‬
‫الفردية وبما يستهدفه من محافظة على‬
‫ّ‬ ‫ات‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫للح‬ ‫تقييد‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ب‬ ‫يترت‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫بم‬ ‫ي‬‫اإلدار‬ ‫الضبط‬ ‫ز‬‫يتمي‬
‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫العام‬ ‫النظام‬ ‫صيانة‬ ‫بهدف‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص ‪:‬‬
‫تتعداه ليصبح‬
‫المدرسية فحسب بل ّأنها ّ‬
‫ّ‬ ‫األهمية‬
‫ّ‬ ‫أهمية التمييز بين الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص عند‬
‫ال تقف ّ‬
‫معيا ار بين حدود سلطات هيئات الضبط العام بالنسبة لهيئات سلطات الضبط الخاص سيما عندما تتداخل السلطتان فيما بينهما‪.‬‬
‫بكل ما يشمله هذا االصطالح من عناصر أي المحافظة على األمن العام‬ ‫ويقصد بالضبط اإلداري العام المحافظة على النظام ّ‬
‫خاصة بقصد الوقاية من‬
‫ّ‬ ‫قانونية أو أنظمة‬
‫ّ‬ ‫ظمه نصوص‬ ‫أما الضبط الخاص فهو الضبط الذي تن ّ‬
‫العامة‪ّ .‬‬
‫الصحة ّ‬
‫العامة و ّ‬
‫ّ‬ ‫والسكينة‬
‫[الصحة؛ النظافة‪ ,‬النقل‪ ,‬العام‪ ,‬المرور‪]...‬‬
‫ّ‬ ‫معين ‪:‬‬
‫اإلخالل بناحية من نواحي النظام العام أو منع االضطراب في قطاع ّ‬
‫يختص بحماية النظام العام في‬
‫ّ‬ ‫وينقسم الضبط اإلداري العام بدوره إلى ضبط عام وطني يشمل الدولة كلّها وضبط محلّي‬
‫معينة‪.‬‬
‫جهة ّ‬
‫خصائص الضبط اإلداري‬
‫يمكن تلخيص خصائص الضبط اإلداري في العناصر التّالية‪:‬‬
‫شاط‪.‬ويتحصل دائما من تحقيق النظام العام بعناصره‬
‫ّ‬ ‫الن‬
‫يتحدد الضبط اإلداري بالغاية التّى من أجلها يمارس هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ظل مجلس الدولة الفرنسي يستبعدها م ّدة طويلة من‬
‫العامة فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫أما اآلداب‬‫العامة]‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫التقليدية ‪[ :‬األمن العام والسكينة العامة والصحة‬
‫أغراض الضبط اإلداري إلى أن حدث إدخالها في صورة النظام العام األخالقي‪.‬‬
‫ق في‬
‫أن لسلطة الضبط اإلداري الح ّ‬ ‫الوقائية فيتمثّل جوهره في المنع أو الوقاية ولو ّ‬
‫ّ‬ ‫يتميز الضبط اإلداري بطبيعته‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫يتدخل الضبط‬
‫اهيـة بعد وقوع اإلخالل بالنظام العام إذا لم يصل هذا اإلخالل إلى مرتبة الجريمة الجنا ّئية‪ .‬و ّ‬
‫اتخاذ تدابير قامعة أو إكر ّ‬
‫حتّى ولو لم يقع إخالل فعلي حيث يكون هناك تهديد مباشر وحال بوقوعه‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫بالتصرف‪ .‬فهي التي تأمر‬


‫ّ‬ ‫‪ ‬يصدر الضبط اإلداري دائما عن إرادة منفردة ‪،‬أو بعبارة أخرى‪ ،‬يمارس بأداة يتجلّى فيها إفراد اإلدارة‬
‫ضبطيا بإرادتها المنفردة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وترخص وتعترض على األخطار وتصدر ق ار ار‬ ‫وهي التي تنهى ّ‬
‫إن تحقيق النظام العام ليس سلطة تقديرّية لإلدارة فالواجب المحمول على عاتقها يمكن أن يلزمها في حالة تهديـد النظام العام‬
‫‪ّ ‬‬
‫أن االلتجاء إلى أسلوب الضبط عندما تقوم دواعيه‪،‬‬ ‫إن الضبط اإلداري مفروض على جهة اإلدارة ال خيار لها فيه ‪،‬حيث ّ‬ ‫أدق ّ‬
‫وبعبارة ّ‬
‫ألنه التزام قانوني‪.‬‬
‫أمر مفروض عليها ّ‬
‫ّ‬
‫إن الضبط اإلداري وظيفة مفروضة على اإلدارة وحكر عليها ال يجوز التنازل عنها‪.‬‬‫‪ّ ‬‬
‫معينا هو أسلوب األمر وذلك على خالف الجهة القائمة على الم ارفق العا ّمة‬
‫إن اضطالع الضبط اإلداري بنشاطه يتبع أسلوبا ّ‬‫‪ّ ‬‬
‫حيث تستطيع أن تلجأ إلى أسلوب القانون الخاص‪.‬‬

‫تمييز الضبط اإلداري عن أنماط أخرى من نشاط اإلدارة‬


‫نتولّى بالبحث في هذا المجال التميي ز بين الضبط اإلداري والمرفق العام من جهة وكذلك بين الضبط اإلداري والضبط‬
‫القضائي من جهة أخرى‪.‬‬
‫ّ‬

‫تمييز الضبط اإلداري عن المرفق العام ‪:‬‬


‫أن هذين‬
‫أن هذه المقارنة ال تعنى ّ‬ ‫تكمن المقارنة بين الضبط اإلداري والمرفق العام في خمسة أوجه ونشير منذ البداية إلى ّ‬
‫الوقائية وأ ّن حسن قيام‬
‫ّ‬ ‫أن حسن نظام المرفق العام يعين الضبط على تأدية وظيفته‬‫المفهومين متضادان بل ّإنهما متكامالن ضرورة ّ‬
‫يعد شرطا لحسن قيام المرفق العام‪ .‬فما هي أوجه التمييز بين المفهومين؟‬
‫بمهمته ّ‬
‫الضبط ّ‬
‫تعدد هذا‬
‫مخصصة‪ .‬وي ّ‬ ‫ّ‬ ‫التدخل في حرّيات األفراد لغاية‬
‫ّ‬ ‫خاصة يتمثّل أساسا في‬
‫ّ‬ ‫إن الضبط اإلداري نشاط إداري من طبيعة‬ ‫‪ّ ‬‬
‫معينة إ ّما لعدم قدرة‬
‫العامة وذلك عن طريق إسداء خدمات ّ‬ ‫فإنه يهدف إلى تحقيق المصلحة ّ‬ ‫أما المرفق العام ّ‬
‫بتعدد دواعيه ّ‬
‫التدخل ّ‬
‫ّ‬
‫العامة‪ .‬فالباعث على إنشاء‬
‫ّ‬ ‫تؤديه السلطة‬
‫يؤدونها على النحو ال ّذي ّ‬
‫ألنهم ال ّ‬
‫األفراد على التك ّفل بذلك أو النعدام الحافز لديهم أو ّ‬
‫وصحتها إلى حماية‬
‫ّ‬ ‫تتعدى حماية المجموعة في أمنها وسكينتها‬
‫العامة في معناها الواسع وهذه األخيرة ّ‬
‫ّ‬ ‫العامة هو المصلحة‬
‫ّ‬ ‫المرافق‬
‫فإن الفارق الواضح بين المفهومين يكمن في طبيعة الصالح العام ال ّذي يهدفان إلى‬
‫المخصصة ألن ينتفع بها الجميع‪.‬و بالتّالي ّ‬
‫ّ‬ ‫مواردها‬
‫تحقيقه‪.‬‬
‫العامة إلى إرادة اإلدارة دون رقابة عليها من جانب القضاء اإلداري في حين أ ّن الضبط‬
‫‪ ‬ترجع سلطة تقدير إنشاء المرافق ّ‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المهمة إلى الرقابة‬
‫ّ‬ ‫اإلداري هو أمر مفروض على اإلدارة وتخضع في أداءها لهذه‬
‫يعبر عنه بأسلوب القانون العام إذ أننا نجد‬
‫تتجسد فيما ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬يختلط المفهومان في الوسيلة التّي يعتمدانها في تحقيق أهدافهما وآلتي‬
‫بالقوة‪ ،‬في حين أ ّن طابع‬
‫أن هذه الوسيلة أكثر مواجهة لفكرة السلطة في الضبط اإلداري‪ ،‬حيث يتجلّى طابع األمر وفرض إرادة اإلدارة ّ‬ ‫ّ‬
‫نسبيته إذ هو أكثر في المرافق اإلدارّية‪.‬‬
‫يتغير بالنسبة للمرافق العامة وتتفاوت ّ‬
‫هذه السلطة ّ‬
‫أن القيود التّي ترد على‬
‫الفردية في حين ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬يتجلّى عنصر السلطة بار از في الضبط اإلداري ويمتاز بتغليب النظام على الحرّية‬
‫العامة‪.‬‬
‫العامة هي قيود تمليها المصلحة ّ‬
‫المرافق ّ‬
‫يتميز المرفق العا م عن الضبط اإلداري في طبيعة الخدمة المسداة‪ .‬فسلطة الضبط يغلب فيها طابع األمر تجاه المنظورين في‬
‫‪ّ ‬‬
‫أن المرفق العام يتمثّل أساسا في إسداء خدمة للمجموعة‪.‬‬
‫حين ّ‬

‫‪4‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫تمييز الضبط اإلداري عن الضبط القضائي‬


‫أما الضبط القضائي‬ ‫يهدف الضبط اإلداري إلى منع االضطراب قبل وقوعه وذلك باتخاذ كل التدابير الوقائية الالّزمة لمنعه ّ‬
‫وقائيا فإ ّن الضبط‬
‫ّ‬ ‫فيهدف إلى البحث عن مرتكبي الجرائم بعد وقوعها واحالتهم على العدالة للمحاكمة‪ .‬فلئن كان الضبط اإلداري‬
‫عالجيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القضائي‬
‫أن‬
‫كما يختلف الضبط اإلداري عن الضبط القضائي من جهة كون السلطة اإلدارية هي التّي تتولّى الضبط اإلداري في حين ّ‬
‫نص عليها الفصل العاشر من مجلّة‬ ‫العدلية التي ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبط العدلي تتواله السلطة القضائية ممثّلة في المحاكم ومأمورّية الضابطة‬
‫الهين في بعض الحاالت ضرورة‬
‫أن التمييز بين نوعي الضبط ليس باألمر ّ‬ ‫ومما تجدر مالحظته في هذا المجال ّ‬
‫ائية‪ّ .‬‬ ‫اإلجراءات الجز ّ‬
‫يتحول من عون ضابطة إدارّية‬
‫الوقائية والغاية الزجرّية ومثال ذلك عون المرور الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّأنه يصعب في بعض األحيان التفريق بين الغاية‬
‫مهمة البحث عن المشبوه فيهم وايقافهم‪.‬‬
‫مهمة تسيير حركة المرور إلى ّ‬ ‫قضائية عندما ينتقل من ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى عون ضابطة‬
‫أهميته تتجلّى أيضا من الناحية العملّية بما أن‬
‫أن ّ‬ ‫فإن التمييز بين نوعي الضبط يبقى مفيدا ضرورة ّ‬
‫ومهما يكن من أمر ّ‬
‫المختصين بالنظر في النزاعات التي تتولّد عن آداء الوظيفتين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التفرقة بينهما تقوم أيضا على مبدإ الفصل بين الجهازين القضائيين‬
‫المختص هي المحكمة اإلدارّية أ ّما الضبط‬
‫ّ‬ ‫فإن الجهاز القضائي‬
‫نفيذية وبالتّالي ّ‬
‫فالضبط اإلداري تمارسه في أغلب الحاالت السلطة التّ ّ‬
‫العدلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخاصة به المحاكم‬
‫ّ‬ ‫فتختص بالنظر في النزاعات‬
‫ّ‬ ‫القضائي‬
‫أن الفقه يعتمد بعض المعايير وذلك بغاية التمييز بين النشاطين وتتمثّل هذه المعايير في‪:‬‬
‫ولعلّه من المفيد اإلشارة كذلك إلي ّ‬
‫تبين ضعفه عند توفّر‬
‫‪ ‬المعيار العضوي ويتمثّل في الوقوف عند الصفة التي تمارس بها سلطة الضبط واليتها‪.‬وهذا المعيار ّ‬
‫العدلية }‬
‫الصفتين في نفس السلطة ‪{ :‬الصفة اإلدارّية و ّ‬
‫العملية ذاتها ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعنية أي باعتماد موضوع‬
‫ّ‬ ‫التصرف الذي تأتيه الجهة‬
‫ّ‬ ‫المادي ويتمثّل في الوقوف على طبيعة‬
‫‪ ‬المعيار ّ‬
‫عملية الضبط وهو المعيار ال ّذي يعتمده‬
‫ّ‬ ‫يتحدد بالغاية أو الهدف من‬
‫أن اختصاص القضاء ّ‬ ‫‪ ‬المعيار الغائي{الغاية}و أساسه ّ‬
‫الفقه والقضاء‪.‬‬

‫‪ .II‬هدف الضبط اإلداري‬


‫الـحفاظ على ال ّنظام العـــــــام‬
‫لكل عمل ضبطي‪.‬وسوف نتناول بالدرس في هذا‬
‫يحدد النظام العام مجال الضبط اإلداري فهو السبب الالّزم والغاية الواجبة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نتعرض إلي عناصره‬
‫ثم طبيعته قبل أن ّ‬‫النظام العام وخصائصه ّ‬
‫المجال تعريف ّ‬
‫‪ ‬تعريف النظام العام ‪:‬‬
‫حوالت التّي عرفتها المهام التّي أنيطت بعهدة الدولة والتّي يمكن تلخيصها في انتقال نظام‬
‫بتطور التّ ّ‬
‫النظام العام ّ‬ ‫تطور مفهوم ّ‬
‫ّ‬
‫الدولة الحارسة إلى نظام الدولة الحامية‬
‫فإنه‬
‫لمادية ّ‬
‫سلبية أي بغياب الإلضطرابات ا ّ‬‫يعرف خالل القرن التاسع عشر وفي أوج الليبرالية بصفة ّ‬
‫فلئن كان النظام العام ّ‬
‫الجماعية وحماية الحرّيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعددت وأصبحت تتمثّل في إشباع الحاجيات‬
‫خاصة من حيث أهدافه التي ّ‬
‫ّ‬ ‫عدة‬
‫عرف اليوم توسيعات ّ‬
‫رد ظاهرة هذا التباين إلى سببين أثنين ّأولهما اختالف مفهوم النظام العام من‬‫يتنوع‪ .‬ويمكن ّ‬
‫أن مفهوم النظام العام ّ‬‫والثّابت ّ‬
‫أما ثا نيهما فهو اختالف التعريف طبقا لمدى تضييق أو شمول نطاقه‪.‬‬ ‫معين‪ّ .‬‬
‫سياسي ّ‬ ‫معين أو في نطاق نظام‬
‫معين أو زمن ّ‬‫بلد ّ‬
‫ّ‬
‫العامة التّي ال يمكن االستغناء عنها لقيام‬
‫ّ‬ ‫ويعرف بعض الفقهاء النظام العام بكونه مجموع الشروط الالّزمة لألمن واآلداب‬
‫ّ‬
‫عالقات سليمة بين المواطنين بما يناسب عالقاتهم االقتصادية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫المادي في الشوارع في حين يؤ ّكد البعض اآلخر‬


‫بأنه يتمثّل في استتباب النظام ّ‬
‫يعرف فريق آخر من الفقهاء النظام العام ّ‬ ‫كما ّ‬
‫المحدد لفكرة النظام العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طابع غير‬
‫من الفقهاء على ال ّ‬
‫أن الفقيه‬
‫السكينة والصحة علما و ّ‬
‫بأن النظام العام يمكن تحديده بعناصر األمن و ّ‬
‫جل الفقهاء يتفقون على القول ّ‬ ‫أن ّ‬‫غير ّ‬
‫‪ waline‬يضيف إلى هذه العناصر الثالثة عنص ار رابعا يتمثّل في عنصر النظام‪..‬‬
‫أهم أسباب االختالف في تعريف النظــام العــام هو طبيعــة هذا النظــام ويدور هذا االختالف حول ما إذا كانت حالة‬ ‫ولعل ّ‬‫ّ‬
‫اقعية مناقضــة للفوضى وهي إذ ترتبط‬ ‫أن النظــام العــام هو حــالة و ّ‬ ‫خلقية أو شعوريـّة‪ .‬فالفقيــه ‪ HAURIOU‬يرى ّ‬‫اقعية أم فكرة ّ‬ ‫و ّ‬
‫أن‬
‫فإنه يــرى ّ‬
‫أما الفقيه ‪ّ LOUIS - LUCAS‬‬ ‫قانوني‪ّ .‬‬ ‫فإنها ال يكون لها كيان أو تمــاسك‬
‫وتتقيد مع الظروف‪ّ ،‬‬
‫ارتباطا وثيقا بالوقــائع ّ‬
‫ّ‬
‫متغيرة وعائمة فهي أقرب صلة بالشعــور منها بالواقــع القانوني كما ّأنه ينتهي بالقول إلى ّأنه ال توجد فكرة‬
‫كل فك ـرة عن النظام الع ــام ّ‬ ‫ّ‬
‫للنظام العــام واّنما إيحــاء به فحسب‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص النظام العام ‪:‬‬


‫نلخص خصائص النظام العام فيما يلي ‪:‬‬ ‫يمكن أن ّ‬
‫متطور ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )1‬النظام العام مفهوم‬
‫ويحدد مضمونه بصفة مدقّقة‬
‫ّ‬ ‫فإنه ال يستطيــع أن يرسم صوره‬
‫حد بعيد في إقــامة النظـام العــام ّ‬
‫فالمشرع رغم ّأنه يساهم إلى ّ‬
‫ّ‬
‫نص ثــابت للنظام العام‪.‬‬
‫جل البلدان إلى االبتعــاد عن إصدار ّ‬
‫بالمشرع في ّ‬
‫ّ‬ ‫تتغير‪ .‬ولعـ ّـل هذا السبب هو الذي دفع‬
‫ثــابتة ال ّ‬

‫المشرع وحده‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬النظام العام ليس من صنع‬
‫القانونية بصفة مطلقة ّإنما هو في الجوهر تعبير عن فكرة اجتماعية في لحظة‬
‫ّ‬ ‫أن النظام العام ليس نتاج النصوص‬ ‫ذلك ّ‬
‫شك المصدر المباشر للنظــام العــام‪.‬‬
‫معينة تكون بدون ّ‬
‫ّ‬

‫يعبر عن اإل رادة اآلمرة في النظام القانوني‪.‬‬


‫‪ )3‬النظام العام ّ‬
‫فالنظام العام فكرة آمرة قادرة على وضع الحلــول عندما تتنازع قواعــد وارادات مختلفة وذلك بفرضها قاعدة عليا تزيل التنــازع‬
‫ـاسية لحمــاية المجموعـة‪.‬‬
‫باعتبــارها قاعدة أسـ ّ‬

‫فكرة النظام العام تنتمي إلى التفسير القضائي‬ ‫‪)4‬‬


‫ـاسية لفك ـرة القانون وروح القانون النظام العام‪.‬‬
‫أن للقــاضي اإلدراك بالخصــائص السيـ ّ‬
‫بما ّ‬

‫اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫سياسية و‬
‫ّ‬ ‫‪ )5‬النظام العام بطبيعته فكرة‬
‫معين‪.‬‬
‫السياسية التّي ينتهجها نظام الحكم في تنظيمه الروابط االجتماعية في وقت ّ‬
‫ّ‬ ‫يعبر عن الخطّة‬‫ألنه ّ‬
‫ّ‬
‫‪ ‬طبيعة النظام العام‬
‫ماديا‪.‬‬
‫عاما والثّانية أن يكون ّ‬
‫يستند النظام العام إلى دعامتين األولى أن يكون ّ‬
‫أ ‪ .‬صفة العموم ّية ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫أن تقييد الحرّيات‪ ،‬عن طريق الضبط اإلداري ‪ ،‬ال‬
‫األهمية في تكوين النظام العام‪ .‬ذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫العمومية على غاية من‬
‫ّ‬ ‫تعتبر صفة‬
‫صحتها وأمنهـا وسكينتها سواء بصفة مباشرة أو غير‬
‫كل تهديد في ّ‬ ‫يمكن أن يجوز إالّ إذا كانت تفرضه ضرورة حفظ المجموعة من ّ‬
‫أي تهديد‬
‫التصرفات ال تمثّل ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاص حين تكون هذه‬
‫تصرفاته في ملكه ّ‬
‫فإن معتقدات الفرد وكذلك ّ‬
‫مباشرة‪ .‬ومن هذا المنطلق ّ‬

‫العمومية كعنصر من عناصر النظام‬


‫ّ‬ ‫أن صفة‬
‫ويتبين هكذا ّ‬
‫ّ‬ ‫عاما‪.‬‬
‫للعناصر التّي يتألّف منها النظام العام ال يمكن أن تكون نظاما ّ‬
‫تمثّل ركن هذا النظام ال ّذي بانتفاءه ال يصبح نظاما عاما‪.‬‬
‫المادية للنظام العام ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ .‬الطبيعة‬
‫التوجه بالدفاع عن مظهره الخارجي وذلك بحماية المجموعة من‬
‫ّ‬ ‫توجه لحماية النظام العام يكون هذا‬
‫عندما يكون هناك ّ‬
‫يمس من طمأنينتها وسكينتها عن طريق العمل على إزالة أسباب هذا االضطراب ‪ .‬ومن هنا‬‫كل ما من شأنه أن ّ‬ ‫وبصد ّ‬
‫ّ‬ ‫االضطراب‬
‫المارة كي ال يقعدونهم عن بلوغ أهدافهم‪.‬‬
‫المتسولين وبين ّ‬
‫ّ‬ ‫المتجولين وكذلك‬
‫ّ‬ ‫يجوز لسلطات الضبط اإلداري أن تحول مثال بين الباعة‬
‫يخل‬
‫يكون أحد ركني طبيعة النظام العام هو مانع لمهام الضبط اإلداري الذي يعمل على تفادي ما ّ‬‫المادي الذي ّ‬‫أن الطابع ّ‬
‫ولكن هل ّ‬
‫العامة؟‬
‫باآلداب واألخالق ّ‬
‫بد لإلجابة على هذا السؤال من أن نستعرض موقف الفقه والقضاء من النظام العام الخلقي ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫موقف الفقه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أن‬
‫تسمى بالنظام الخلقي ‪ ،‬جدال في الفقه اإلداري‪ .‬فالفقيه ‪ HAURIOU‬ينتهي إلى ّ‬
‫العامة‪ ،‬التي ّ‬
‫ّ‬ ‫أثار الحفاظ على اآلداب‬
‫ّ‬
‫أما الحفاظ على النظام‬
‫المادي المحسوس ال ّذي يعتبر بمثابة حالة مناقضة للفوضى‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫فكرة النظام العام يجب أن تحمل على النظام‬
‫األدبي واإلبقاء على هذا الوضع الذي يسود األفكار والمعتقدات واألحاسيس فال يقع تحت سلطات الضبط ‪ ،‬ومع ذلك فإن اتّخذ هذا‬
‫يتدخل‬
‫فإن للضبط وقتها أن ّ‬‫يهدده تهديدا مباش ار ّ‬
‫اإلخالل بالنظام العام األدبي مظه ار خطي ار من شأنه أن يع ّكر هذا النظام المادي وأن ّ‬
‫لوقف هذا التهديد بوسائله المعروفة وال جناح عليه في ذلك‪.‬‬

‫طورات التّي‬
‫النسبية ضرورة ّأنه من الطبيعي أن تتّسع دائرة النظام العام واآلداب وتضيق تبعا للت ّ‬
‫ّ‬ ‫وتسود فكرة النظام العام فكرة‬
‫أن النظام‬
‫لتقدم العلوم االجتماعية‪ .‬غير ّ‬
‫الناس لنظم عصرهم وما اتفقوا عليه من آداب وكذلك تبعا ّ‬ ‫معين وطريقة فهم ّ‬ ‫يعرفها مجتمع ّ‬
‫أن النظام العام هو‬
‫العام ال يتأثّر بالنظام االقتصادي واالجتماعي فحسب بل بالمثل األعلى الذي يحتويه الخير المشترك حتّى ّأنه قيل ّ‬
‫اإلقتصادية ليست غريبة عن النظام العام بل إّنها مندمجة فيه‬
‫ّ‬ ‫الخلقية و‬
‫الجمالية و ّ‬
‫ّ‬ ‫أن االعتبارات‬
‫قانون الحياة ال ّذي يفرض على األمم‪ ..‬و ّ‬
‫كل التشوهات ‪.‬‬
‫أن لهذا النظام العام غاية هي حماية اإلنسان من ّ‬
‫إذ ّ‬

‫أن التنظيم االجتماعي وبالتّالي النظام العام ال ّذي يحميه ال يرتكز على قواعد قانونّية‬
‫كما يذهب الفقيه ‪ BERNARD‬إلى ّ‬
‫رسمية في القوانين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خلقية وان لم تدرج بطريقة‬
‫وسياسية واقتصادية فحسب بل كذلك على قواعد ّ‬
‫‪ ‬موقف القضاء ‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬التّي يحرص عليها‬
‫تدخل الضبط اإلداري في مجال النظام الخلقي وأصبحت اآلداب ّ‬
‫أتجه القضاء اإلداري إلى جواز ّ‬
‫الحد األدنى ال ّذي‪ ،‬إذا لم يحرص عليه‪ ،‬أفضى ذلك‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬ليست األخالق الفاضلة في جوهرها الموضوعي الثّابت بل هي ّ‬
‫المادي لها‪ .‬كما اتجه القضاء الفرنسي إلى تفسير النظام‬
‫ّ‬ ‫تب عليه اضطراب النظام‬
‫إلى انهيار الحياء الخلقي في المجموعة وبالتّالي يتر ّ‬
‫بلدية من منع‬
‫المختص ال يحول بين رئيس ال ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الترخيص لفيلم من األفالم من الوزير‬
‫العام بالنظام الخلقي من ذلك ّأنه أنتهي إلى ّ‬
‫المادي بسبب الصفة غير الخل ّقية‬
‫الضبطية في حالة التهديد باضطرابات جسيمة في النظــام ّ‬
‫ّ‬ ‫عرض الفيلم وبالتالي ممارسة سلطــاته‬
‫‪C.E 18 . 12.1959 Sté Les Films Lutetia‬‬ ‫المحلية‬
‫ّ‬ ‫للفيلم والظــروف‬
‫‪7‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫فإن الصفة الثّانية‬


‫أي إشكال ّ‬
‫العمومية في النظام العام ال تثير ّ‬
‫ّ‬ ‫ومما يجب اإلشارة إليه في األخير ّأنه لئن كانت صفة‬
‫ّ‬
‫مادة هذا العنصر هي حسن النظام‬
‫أن ّ‬‫أن الفقه يتّجه غالبا إلى التّأكيد على ّ‬
‫المادي يبدو من العسير حصرها علما و ّ‬
‫ّ‬ ‫المتمثّلة في الطابع‬
‫العامة ‪.‬‬
‫الصحة ّ‬
‫و ّ‬

‫قليدية‬
‫‪ ‬عناصر ال ّنظام العام التّ ّ‬
‫التقليدية في ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫تتمثّل عناصر النظام العام‬
‫أ‪ -‬األمن العام ‪:‬‬
‫كل ما يطمئن اإلنسان على نفسه وماله من خطر االعتداء ويكون ذلك بانتفاء الحوادث واالضطرابات‬ ‫يقصد باألمن العام ّ‬
‫ضد‬
‫لمتقدمة ّ‬
‫التي من شأنها إلحاق الضرر باألشخاص واألموال‪ ،‬واتّخاذ الحيطة بالنسبة للحوادث التي من شأنها إحداث إحدى النتائج ا ّ‬
‫ضد المخاطر‬
‫اخلية واتّخاذ االحتياطات ّ‬‫الد ّ‬
‫العامة ‪ :‬المظاهرات والمواكب في الطريق العام ودرء المؤامرات والفتن ّ‬
‫ّ‬ ‫السالمة‬
‫األمن و ّ‬
‫الطبيعية ‪.‬‬
‫ّ‬

‫العامة ‪:‬‬
‫الصحة ّ‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫ـامة والحيلولة دون‬
‫الصحة العـ ّ‬
‫ّ‬ ‫تمس‬
‫يقصد بالصحة العامة وقــاية المجموعة من األمراض ومقــاومة جميع األسباب التي ّ‬
‫العامة ‪ ،‬وذلك بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫بالصحة‬
‫ّ‬ ‫كل ما قد يكون سببــا أو يحتمل أن يكون سببا لإلخــالل‬
‫انتشــارها أو حدوث أوبئة واالحتياط من ّ‬
‫عينة‬
‫لإلنســان والحيوان‪ .‬فللسلطــة اإلدارّية اتّخاذ كافّة اإلجراءات الالزمة لمراقبــة األغذية وعدم تلويث الميــاه وأن تشترط شروطــا م ّ‬
‫بالصحة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العامة ‪ ،‬السيما الخطرة منها والمخلّة‬
‫بالنسبة للمحالت ّ‬

‫العامة ‪:‬‬
‫ت‪ -‬السكينة ّ‬
‫خل بالسكينة‬
‫ولكنها ت ّ‬
‫حد ذاتها مخلّة باألمن ّ‬
‫يقصد بها المحافظة على حالة السكون والهدوء ومنع حدوث حاالت ال تعتبر في ّ‬
‫معينة أو األصوات المنبعثة من‬
‫السيارات داخل المدن ‪ ،‬وفي ساعات ّ‬
‫الراحة مثل أبواق ّ‬‫الناس من ذلك الضوضاء التي تقلق ّ‬ ‫وتزعج ّ‬
‫تدخل اإلدارة لمنع هذا اإلزعاج واإلقالق‬
‫كل ذلك يستدعي ّ‬
‫المتسولين‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫المتجولين ومضايقات‬
‫ّ‬ ‫الباعة‬
‫مضخمات الصوت ‪ ،‬أو أصوات ّ‬
‫ّ‬
‫للراحة ‪.‬‬
‫ّ‬

‫هيئات الضبط اإلداري‬ ‫‪.III‬‬


‫تعرضنا بمناسبة تعريف الضبط اإلداري إلى ّأنه سلطة اإلدارة في التنظيم الوقائي لممارسة الحرّيات بهدف الحفاظ علي‬
‫النظام العام‪ .‬وانطالقا من هذا التعريف تكون هيئات الضبط اإلداري من أعضاء السلطة اإلدارّية‪ .‬والسؤال الذي يمكن أن يطرح هنا‬
‫أن كافّة أعضاء السلطة اإلدارّية هم من هيئات الضبط اإلداري ؟‬‫يتمثّل في معرفة هل ّ‬
‫الحقيقة أن ليس كل من يباشر عمال من أعمال اإلدارة يعتبر عضوا من أعضاء السلطة اإلدارّية إذ ال يعتبر كذلك إال من‬
‫حق التعبير عن إرادتها سواء التقديرّية أو اختصاصها‬
‫المخولة لإلدارة أو بعبارة أخرى من له ّ‬
‫ّ‬ ‫حق استعمال السلطة التقديرّية‬
‫كان له ّ‬
‫مجرد أعوان للسلطة اإلدرّاية أو أدوات من واجبها التنفيذ ال غير‪.‬‬
‫أما من عداهم فيعتبرون ّ‬
‫المقيد أو كليهما معا ّ‬
‫ّ‬
‫تؤدي وظيفتها بإصدار الق اررات التي‬
‫وأعضاء السلطة اإلدارّية قد يكونون على شكل هيئات أو مجالس أو أفراد‪ .‬فالمجالس ّ‬
‫أما أفراد السلطة اإلدارّية فمن اختصاصهم ‪،‬عالوة على‬ ‫تدخل في مجال اختصاصها وهي ال تتولّى عادة بنفسها تنفيذ هذه الق اررات‪ّ .‬‬
‫تختص‬
‫ّ‬ ‫حق القيام بتنفيذ الق اررات التي يصدرونها‪ .‬وهناك من بين أعضاء السلطة اإلدارّية هيئات‬
‫ّ‬ ‫الفردية ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إصدار الق اررات اإلدارّية‬

‫‪8‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫مهمة المحافظة على النظام العام‪ .‬ويجدر عدم الخلط بين هيئات‬
‫بتأدية وظيفة الضبط اإلداري وهي صنف من األشخاص تناط بهم ّ‬
‫المرجوة حيال من تتناولهم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عادة تنفيذ تدابير الضبط وتحقيق آثارها‬
‫الضبط اإلداري وبين هيئة الشرطة التي يوكل إليها ّ‬

‫أما القسم الثاني فيتألّف‬


‫يتكون من سلطات الضبط اإلداري العام ّ‬
‫األول ّ‬
‫وتنقسم هيئات الضبط في تونس إلى قسمين‪ .‬فالقسم ّ‬
‫من هيئات الضبط اإلداري الخاص ‪.‬‬

‫‪ ‬سلطات الضبط اإلداري العام ‪:‬‬


‫‪ ‬على المستوى الوطني ‪:‬‬
‫لعامة‬
‫تيبية ا ّ‬
‫خاصة بل ّإنها جزء فقط من سلطته التّر ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصالحية التي يتمتّع بها رئيس الدولة ليست‬
‫ّ‬ ‫أن هذه‬
‫رئيس الدولة مع مالحظة ّ‬
‫العامة من اتّخاذ تدابير‬
‫ّ‬ ‫خولها له الدستور بالفصل ‪ 53‬منه إذ ال شيء يمنع رئيس الدولة في إطار مباشرته لسلطته الترتيبّية‬‫التي ّ‬
‫ضبطية ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬على المستوى الجهوي ‪:‬‬
‫صالحيات‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ 1975‬المتعلّق بضبط‬
‫ّ‬ ‫الوالي وذلك اقتضاء بأحكام الفصل ‪ 21‬من القانون عدد ‪ 52‬لسنة ‪1975‬‬
‫يخول للوالي اتّخاذ تدابير الضبط اإلداري داخل نطاق الوالية ‪.‬‬
‫الجهوية الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلطارات العليا لإلدارة‬
‫‪ ‬على المستوى المحلّي ‪:‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ * {1975‬إشارة إلى الفصل ‪ 42‬فقرة‬‫ّ‬ ‫للبلديات‬
‫ّ‬ ‫البلدية استنادا إلى الفصلين ‪ 73‬و‪ 74‬من القانون األساسي‬
‫ّ‬ ‫رئيس‬
‫البلدية ‪}...‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 8‬منه حول تمتّع المجلس البلدي بسلطة الضبط ـ مسألة الترتيب العامة والترتيب‬
‫‪ ‬سلطات الضبط اإلداري الخاص ‪:‬‬
‫أن الوزير المختص بمجال االقتصاد‬‫تدخله من ذلك مثال ّ‬
‫كل في ما يخص مجال ّ‬ ‫تتكون سلطات الضبط الخاص من الوزراء ّ‬ ‫ّ‬
‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫ضبطية‬
‫ّ‬ ‫مختص إلتخاذ تدابير‬
‫ّ‬ ‫أن وزير النقل‬
‫المؤسسات الخطرة ‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫مادة األسعار أو‬
‫ضبطية في ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤهل باتخاذ تدابير‬
‫ّ‬
‫خاص‬
‫ّ‬ ‫بنص‬
‫محددا ّ‬
‫التدخل ّ‬
‫ّ‬ ‫ومما تجدر مالحظته في هذا المجال ّأنه في جميع األحوال يكون مجال‬
‫الحديدية أو النقل العام‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫بالسكك‬
‫الفردية الالّزمة ويحدد وسائل الرقابة الالزمة لذلك ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تيبية أو‬
‫الضبطية التر ّ‬
‫ّ‬ ‫المعنية التخاذ التدابير‬
‫ّ‬ ‫النظر إلي السلط‬
‫صالحيات ّ‬
‫ّ‬ ‫يعطي‬

‫‪ .IV‬وسائل الضبط اإلداري ‪:‬‬


‫مهمتها وتكون هذه الوسائل بأسلوب وقائي ال عقابي وتأخذ أشكاال‬‫البد لهيئات الضبط اإلداري من وسائل تستخدمها ألداء ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفردية والجزاءات اإلدارّية والتنفيذ المباشر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تيبية } والق اررات‬
‫أهمها التراتيب { الق اررات التر ّ‬
‫ّ‬
‫الترتيبية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الق اررات‬
‫العامة ضبطا‬‫ّ‬ ‫المشرع ال يمكنه ضبط الحرّيات‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫أن الدستور ال يتكفّل وحده بتنظيم الحريات و ّ‬
‫تقدم إلى ّ‬
‫كنا أشرنا فيما ّ‬
‫ّ‬
‫النظام مثلما تقوم به السلطات اإلدارّية عن طريق ق ارراتها‬
‫مفصال وال يقوم بتنسيقها تبعا لمختلف المالبسات ومقتضيات استتباب ّ‬
‫ّ‬
‫عامة أكثر تفصيال من القانون وتنشأ عنها قواعد‬‫تيبية‪ .‬فهذه الترتيب يكتمل بها التّشريع عند االقتضاء وهي تشمل عادة قواعد ّ‬
‫التر ّ‬
‫الضبطية‬
‫ّ‬ ‫تدخل السلطة اإلدارّية عن طريق الترتيب‬ ‫ّ‬ ‫الفردية‪ .‬ومن أمثلة‬
‫ّ‬ ‫عامة ملزمة كما أنّها تختلف عن الق اررات اإلدارّية‬
‫قانونية ّ‬
‫ّ‬
‫سنويا لتنظيم موسم الصيد أو لضبط شروط ذبح البقر والغنم وكذلك الق اررات التي يتّخذها وزير‬ ‫ّ‬ ‫الق اررات التّي يتّخذها وزير الفالحة‬
‫الوطنية ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫السالح أو شروط إسناد بطاقة التعريف‬ ‫الداخلية والمتعلّقة بشروط إسناد رخص حمل ّ‬
‫ّ‬
‫الفردية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الق اررات‬
‫معينين بذواتهم أو تصدر لتنظيم حاالت‬
‫معين أو أفراد ّ‬
‫الفردية الق اررات التي تصدر في شأن فرد ّ‬
‫ّ‬ ‫يقصد بالق اررات اإلدارّية‬
‫تتضمن ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بمجرد تطبيقها ‪ .‬وتأخذ هذه الق اررات صو ار مختلفة‪ .‬فهي‬
‫معينة وتستنفذ مفعولها ّ‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫‪ )1‬التراخيص للقيام ببعض األنشطة أو لمباشرة بعض الحقوق ‪:‬‬
‫أن بعض األنشطة والحرّيات أو الحقوق ال يمكن مباشرتها إال بعد الحصول الترخيص من اإلدارة وهذه األخيرة يمكن لها أن‬ ‫ذلك ّ‬
‫البلدية وهذا األخير يمكنه رفض‬
‫ّ‬ ‫ترفض إسناد الترخيص المطلوب باالستناد إلى النظام العام‪.‬فالبناء مثال يتطلّب ترخيصا من رئيس‬
‫المس من النظام العام‪.‬‬
‫انية ومن شأنه ّ‬
‫الترخيص كلّما كان البناء المزمع القيام به مخالفا للقواعد العمر ّ‬

‫الوقائية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬الممنوعات‬
‫وقائية حتّى وان كان هذا التهديد محتمال حيث‬
‫ّ‬ ‫معينا وذلك بصفة‬
‫مهددا أن تمنع نشاطا ّ‬
‫فقد يجوز لإلدارة عندما يكون النظام العام ّ‬
‫كل اجتماع من شأنه‬
‫العامة على ّأنه يجوز للسلط المسؤولة بمقتضى قرار أن تمنع ّ‬
‫ّ‬ ‫ينص الفصل ‪ 7‬من القانون المتعلّق باالجتماعات‬
‫ّ‬
‫أن يدخل اضطرابا على النظام العام‪.‬‬

‫المسبق ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )3‬التصريح‬
‫أن عقد اجتماع عام أو تظاهرة‬ ‫كل نشريه لم يقم صاحبها بإجراء اإليداع القانوني الو جوبيّ كما ّ‬
‫ذلك ّأنه يجوز للسلطة اإلدارّية حجز ّ‬
‫أن هذا اإلجراء يهدف إلى إعالم الجهة اإلدارّية‪.‬‬
‫المسبق الذي في غيابه يمكن لإلدارة منعهما علما و ّ‬
‫ّ‬ ‫معينة يخضع للتصريح‬‫ّ‬
‫اإلدارية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الجزاءات‬
‫الشديد الواقع على‬
‫ي أسلوبا من أساليب الضبط اإلداري ‪ .‬ويقصد بالجزاء اإلداري التدبير ّ‬
‫يعتبر بعض الفقهاء الجزاء اإلدار ّ‬
‫المعنوية والذي تتخذه اإلدارة بهدف حماية مظهر من مظاهر النظام العام ‪ .‬وهذا الجزاء يتّفق مع وظيفة‬
‫ّ‬ ‫المادية أو‬
‫ّ‬ ‫مصلحة الفرد‬
‫مهمة الضبط اإلداري‬‫العامة باعتبارها قائمة على ّ‬
‫السلطة ّ‬
‫ائية التّي تتخذها اإلدارة في هذا المجال ال تختلف عن الجزاءات الزجرّية إال في كونها‬
‫أن التدابير الجز ّ‬
‫ومما تجدر مالحظته ّ‬
‫ّ‬
‫البدنية وتتمثّل هذه الجزاءات في ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫حد حرمان الفرد من حرّيته‬
‫ال تصل إلى ّ‬
‫‪ ‬تدابير الحل ‪:‬‬
‫اخلية‬
‫الد ّ‬‫بالجمعيات على ّأنه لوزير ّ‬
‫ّ‬ ‫ينص الفصل ‪ 23‬من القانون المتعلّق‬ ‫الجمعيات مثال حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫حل‬
‫ومن بين هذه التدابير ّ‬
‫أن نشاطها أصبح مخالفا للنظام العام‪.‬‬
‫تبين له ّ‬
‫جمعية بمقتضى قرار معلّل وذلك كلّما ّ‬
‫ّ‬ ‫حل‬
‫ّ‬
‫‪ ‬تدابير غلق المحالّت ‪:‬‬
‫إقتصادية ‪ .‬ويرجع اختصاص النظر في هذا المجال للوزير‬
‫ّ‬ ‫التجار الذين يأتون مخالفات‬
‫يمكن أن تشمل هذه التدابير مثال ّ‬
‫يتعرض‬
‫التتبعات العدلية التي يمكن أن ّ‬
‫المكلّف باإلقتصاد الذي يجوز له اتخاذ قرار في الغلق ال يتجاوز الستّة أشهر بقطع النظر عن ّ‬
‫إليها المخالف ‪.‬‬
‫‪ ‬سحب أو إيقاف أو إلغاء التّراخيص أو إسقاط الحق ‪:‬‬
‫معين ‪ .‬ويبرز سحب‬
‫نهائيا لمباشرة نشاط ّ‬
‫ّ‬ ‫وقتيا أو‬
‫التصدى سواء ّ‬
‫ّ‬ ‫السابقة إلى‬
‫تهدف هذه التدابير على غرار التدابير ّ‬
‫السائق من أجل مخالفته‬
‫الترخيص بمثابة الجزاء عن سوء استعم ــال الترخيص‪ .‬فسحب رخصة سياقة مثال هو عقاب يتسلّط على ّ‬
‫إلحدى قواعــد مجلّة الطرقــات‬
‫‪ ‬الحطّ من الدرجة ‪:‬‬
‫ياحية وهو يتمثّل في الّحطّ من الدرجة العليا إلى الدرجة الدنيا من أجل عدم‬
‫الس ّ‬‫بالمؤسسات التجارّية أو ّ‬
‫ّ‬ ‫يتعلّق هذا التدبير‬
‫الخاصة بالمهنة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احترام القواعد‬
‫‪ ‬الخطايا ‪:‬‬
‫يتحدث في هذا المجال عن القانون الجزائي اإلداري ‪.‬‬
‫مما جعل البعض ّ‬
‫القوة الزجرّية لإلدارة ّ‬
‫ويبرز هذا اإلجراء ّ‬
‫‪ ‬تدابير الضغط والتنفيذ ‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫تخول لإلدارة أن تباشر بعض الضغوطات والتنفيذ على أمالك الغير بعنوان جزاء على سوء‬
‫وهي مجموع التدابير التي ّ‬
‫استعمال هذه األمالك وبسبب اإلضطراب الذي يدخله هذا اإلستعمال على النظام العام‪ .‬ومن بين هذه التدابير حجز الدوريات‬
‫والنشريات ‪.‬‬

‫‪ ‬التنفيذ المباشر ‪:‬‬


‫أن اإلدارة تقوم بتنفيذ ق ارراتها التي تصدرها بإرادتها وحدها ودون حاجة لتد ّخل القضاء‪ .‬بمعنى ّأنها تقوم‬
‫يعني التنفيذ المباشر ّ‬
‫بتنفيذ هذه الق اررات جب ار إذا لم ينفذها األفراد اختيا ار ‪ .‬ويعتبر التنفيذ المباشر امتيا از من امتيازات السلطة العامة ‪.‬ولئن كان األفراد‬
‫فإن اإلدارة ال تلتزم بهذه القاعدة‬
‫ثم إلى السلطات اإلدارّية لتنفيذ حكم القضاء كلّما نازعهم الغير في حقوقهم ّ‬
‫يلجأون عادة إلى القضاء ّ‬
‫بد في هذا‬‫أن هذا اإلمتياز هو على غاية من الخطورة ‪ .‬وال ّ‬‫يبين ّ‬‫مما ّ‬
‫ثم تنفّذه بنفسها على األفراد ّ‬
‫تنفيذيا ّ‬
‫ّ‬ ‫ونجدها تصدر بنفسها ق ار ار‬
‫الشأن من التفريق بين التنفيذ المباشر وبين التنفيذ الجبري أو القسري ذلك أن التنفيذ المباشر هو التنفيذ الذي ال يحتاج إلى القسر‬
‫عما نهي عنه‬
‫للقوة لتنفيذه في حين يفترض أن يكون التنفيذ الجبري في حالة عدم تنفيذ القرار سواء باإلمتناع ّ‬
‫حاجة ّ‬
‫واإلكراه وبالتّالي ال ّ‬
‫الضبطية أو عند مقاومة‬
‫ّ‬ ‫إيجابيا على مخالفة هذا النهي وعمل ما نهي عنه أو حتّى بوضع عراقيل في طريق تنفيذ التدابير‬
‫ّ‬ ‫أو باإلقدام‬
‫فعليا ‪ .‬ومن أمثلة التنفيذ الجبري ‪:‬‬
‫هذا التنفيذ ّ‬
‫ـ تفريق المظاهرات أو المواكب ‪.‬‬
‫سيارة من الطريق العام‪.‬‬
‫ـ إزاحة ّ‬
‫ـ نزع الفتات مخلّة بالنظام العام ‪.‬‬
‫محل ألحد األفراد ووضع ختم عليه ‪.‬‬
‫ـ غلق ّ‬
‫أن قيام السلطة اإلدارّية بالتنفيذ الجبري ال يعني اعفاءها من الخضوع إلى‬
‫ومن المستحسن اإلشارة أيضا في هذا الشأن إلى ّ‬
‫ق لألفراد أن‬
‫يتغير بما ّأنه يحصل بعد التنفيذ وليس قبله ‪.‬ولذلك يح ّ‬
‫تدخله ّ‬‫لكن وقت ّ‬ ‫يتدخل ّ‬
‫القضائية إذ ّأنه يمكن للقضاء أن ّ‬
‫ّ‬ ‫الرقابة‬
‫يلجأوا إلى القضاء لوقف عمل اإلدارة‪.‬‬
‫بث الطمأنينة‬
‫ولئن كان مبدأ التنفيذ الجبري ضروري لضمان تحقيق آثار التدابير اإلدارّية العاجلة التي يقتضيها حفظ األمن و ّ‬
‫تبررها المصلحة العامة وذلك‬
‫بد من إحاطته بجملة من الضمانات بحيث ال تلجأ إليه اإلدارة إال في حاالت ّ‬ ‫الصحة العامة فال ّ‬
‫ّ‬ ‫وصون‬
‫بسبب ما ينطوي عليه من مساس بالحريات الفردية ‪ .‬وهذه الحاالت ثالث ‪:‬‬
‫نص قانوني يبيح استخدام هذا األسلوب‪.‬‬ ‫البد من وجود ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫البد من أن يكون هذا القانون لم يرتّب أي جزاء لمخالفة أحكامه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫بد من دفعه ‪.‬‬‫‪ .3‬وجود خطر داهم ال ّ‬
‫هدد األفراد‬
‫تذرع اإلدارة بحالة الضرورة لإللتجاء إلى إجراء التنفيذ الجبري لتدابير الضبط اإلداري من شأنه أن ي ّ‬
‫أن ّ‬
‫ونظ ار إلى ّ‬
‫في حرّياتهم وأموالهم بأكبر خطر فقد عمل الفقه والقضاء على تحديد الشروط الواجب توفّرها لقيام حالة الضرورة التي تبرر اتخاذ‬
‫إجراءات التنفيذ الجبري ويمكن إجمال هذه الشروط فيما يلي ‪:‬‬
‫يهدد النظام العام‪.‬‬
‫وجود خطر جسيم ّ‬
‫العادية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية‬
‫ّ‬ ‫تع ّذر درء هذا الخطر بالوسائل‬
‫أن تكون غاية اإلدارة من اإلجراء الذي تتّخذه تحقيق المصلحة العامة وحدها‪.‬‬
‫ال بالقدر الالّزم الذي تقتضيه حالة الضرورة لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫تضحى مصالح األفراد إ ّ‬
‫ّ‬ ‫أالّ‬
‫يخضع تقدير حالة الضرورة واإلستعجال ومالئمة اإلجراءات المتبعة لمراقبة القضاء ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫فإن ذلك يكون على مسؤولّيتها وهي‬ ‫ويحسن التأكيد إن اإلدارة حين تلجأ إلى التنفيذ الجبري للمحافظة على النظام العام ّ‬
‫تتحمل نتائج التنفيذ إذا ما ألجأت إليه الضرورة‬
‫تتحمل ما قد يلحق بالغير من أضرار نتيجة لهذا التنفيذ عندما ال يكون مشروعا بل قد ّ‬
‫ّ‬
‫تسبب في ضرر لألفراد وذلك على أساس نظرّية المخاطر‪.‬‬ ‫لكنه ّ‬
‫وكان مناسبا ومالئما ّ‬

‫‪ .V‬حدود استخدام وسائل الضبط اإلداري‬


‫أن للضبط حدود وقيود على الحريات العامة تضعها السلطة اإلدارية المختصة بقصد حماية النظام العام‬
‫سبق لنا أن ذكرنا ّ‬
‫إن ممارسة الحرّيات‬‫أن هذا ال يعنيّ أن تكون الحريات العامة تحت رحمة الضبط اإلداري يقيدها ويحددها بغير ضابط بل ّ‬‫‪.‬على ّ‬
‫حد كبير ‪.‬ولهذا تتفاوت إجراءات الضبط بتفاوت سعة الحريات كما أنها تختلف‬
‫العامة هي التي تقيد صالحيات الضبط اإلداري إلى ّ‬
‫في الظروف العاد ية منها في الظروف اإلستثنائية‪ .‬ويمكن تركيز حدود وقيود الضبط اإلداري حول ثالثة عناصر وهي الهدف من‬
‫اتخاذ التدابير الضبطية ‪ ،‬وهذا العنصر وقع التعرض إليه فيما سبق ‪ ،‬ومالئمة الوسيلة الضبطية لظروف الزمان والمكان وكذلك عدم‬
‫مخالفة قاعدة قانونية عليا ‪.‬‬
‫أسباب تدخل السلطة اإلدارية بوسائل الضبط اإلداري ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يختلط بأهداف الضبط اإلداري السبب من التدخل ‪ .‬فالقضاء اإلداري اليعتبر تدخل السلطة اإلدارية مشروعا إال متى كان‬
‫جدية يهدد قيامها بإخالل بالنظام العام‪.‬‬
‫ثمة أسباب ّ‬
‫ّ‬
‫‪ ‬مالئمة الوسيلة الضبطية ‪:‬‬
‫يفرض القضاء في سبيل التوفيق بين الحريات الفردية والنظام العام رقابة شديدة على ق اررات الضبط واجراءاته فال يكتفي‬
‫أن القرار أو اإلجراء الذي اتخذ قانونيا و ّأنه بني على أسباب حقيقية بل يتدخل لمراقبة مالئمة القرار للظروف التي اتخذ من‬
‫بالتأكد من ّ‬
‫أجلها ومدى لزومه لصيانة النظام العام في تلك الظروف ‪.‬‬

‫أما في الظروف‬‫وتقف سلطة الضبط اإلداري عند الحدود المبينة أعاله في الظروف العادية حيث يسود القانون العادي ّ‬
‫فإن حماية وصيانة النظام العام تتطلبان تعزيز نفوذ الضبط ومنحه سلطات استثنائية سوف يقع التطرق إليها في مجال‬
‫اإلستثنائية ّ‬
‫خاص ‪.‬‬

‫أن اختيار الوسيلة الضبطية المالئمة للمحافظة على النظام العام يختلف‬
‫وفيما يتعلق بالظروف العادية تجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫حسب ظروف الزمان والمكان الذي تباشر فيها تدابير الضبط اإلداري كما ّأنها تختلف باختالف الحريات التي تحددها ‪ .‬ففيما يخص‬
‫الزمان يجب التمييز بين التراتيب التي تفرض تن ظيما مؤقتا وتلك التي تفرض تنظيما دائما ‪ .‬فاألولى بحكم كونها مؤقتة ‪ ،‬تزول بعد‬
‫فإن ما يعتبر مشروعا من إجراءات‬
‫فيما يخص المكان ّ‬ ‫أما‬
‫مدة ‪،‬قد تنطوي على أحكام اليمكن أن تشتمل عليها التراتيب الدائمة ‪ّ .‬‬
‫باختالف هذه الوسائل حسب اختالف الحريات فالمالحظ‬ ‫أما فيما يتعلّق‬
‫الضبط في مناطق الحدود قد ال يعتبر كذلك داخل المدن ‪ّ .‬‬
‫فإن اإلدارة تكون مقيدة‬
‫ّأنه إذا كانت ممارسة النشاط الفردي استعماال لحق من الحقوق العامة أو إلحدى الحريات التى كفلها الدستور ّ‬
‫أن سلطتها تكون مقصورة على تطبيق األحكام العامة التي ينظمها القانون ‪ ،‬كلّما‬ ‫في استخدام وسائل الضبط اإلداري تقييدا كبي ار إذ ّ‬
‫ترك الدستور تحديد الحرية للمشرع وقام هذا األخير بهذا التحديد بقانون ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫أن ما سبق التعرض إليه ال يمنع من أن تتدخل اإلدارة لتضيف إلى األحكام‬ ‫ومن المفيد التأكيد في هذا الشأن على ّ‬
‫الدستورية أو التشريعية قيودا تتطلبها حماية النظام العام وهنا تكون رقابة القضاء على هذه القيود رقابة ضيقة تنصب على األسباب‬
‫واألهداف والوسائل واإلختصاص ‪.‬‬

‫قانونية عليا ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫عدم مخالفة قاعدة‬
‫بأنه ال يجوز في جميع األحوال أن تخالف اإلدارة عن طريق وسائل الضبط اإلداري قاعدة‬
‫يحسن التذكير في هذا المجال ّ‬
‫عليا سواء كانت هذه القاعدة دستورية أو تشريعية أو كانت صادرة عن جهة إدارية أعلى من السلطة التي تتخذ اإلجراء‪ .‬فكلّما اشترط‬
‫القانون أو الترتيب العام اإللتجاء إلى القضاء أو الحصول على ترخيص معين إلتخاذ إجراء ‪،‬وجب على الجهة اإلدارية المعنية أن‬
‫مفر من مخالفة القاعدة العليا كما ّأنه يجب على اإلدارة في‬
‫تسلك هذه السبيل وذلك إال في حاالت الضرورة التي ال تجد اإلدارة فيها ّا‬
‫حالة سكوت القانون عن تنظيم ما يتبع من إجراءات أن تزن األمور وتراعي كافّة الظروف وتتّخذ ما تراه مناسبا تحت رقابة القضاء ‪.‬‬
‫عية الق اررات اإلدارية بصفة‬
‫وغني عن البيان ّأنه يجب أن تتوفّر في ق اررات الضبط اإلداري جميع الشروط التي تقتضيها شر ّ‬
‫ّ‬
‫مختصة طبقا لإلجراءات الشكلية المقررة واستهداف تحقيق مصلحة عامة بمعنى غرض من أغراض‬ ‫ّ‬ ‫عامة أي صدورها عن جهة‬ ‫ّ‬
‫الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫‪ .VI‬التوسع االستثنائي لسلطات الضبط اإلداري في الظروف اإلستثنائية‬


‫تتمتع سلطات الضبط اإلداري أثناء الظروف اإلستثنائية بسلطات استثنائية تمليها تلك الظروف ‪.‬و هذه السلطات تقضي بها‬
‫نصوص قانونية توسع من سلطات الضبط في ظروف معينة ‪ .‬فكثي ار ما تحدث ظروف استثنائية غير عادية مثل الحرب والكوارث‬
‫الطبيعي ــة أو انتشار وباء ال تكفي السلطات الممنوحة لإلدارة في الظروف العادية لمواجهتها‪.‬و من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى‬
‫أن القضاء اإلداري يراقب سلطة الضبط في أثناء الظروف االستثنائية بطريقة مختلفة عن رقابته لها في الظروف العادية ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬التنظيم القانوني لسلطة الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية ‪:‬‬
‫تحدث الظروف االستثنائية غير العادية بشكل فجئي وبصورة غير متوقعة ‪.‬فهل يجب أن يوجد قانون خاص لمواجهة هذه‬
‫الظروف يكون سابقا لحدوثها أم أنه يتعين على السلطة التنفيذية أن تلجأ إلى المشرع الستصدار قانون لمواجهتها كلّما وقع ظرف من‬
‫هذه الظروف االستثنائية ؟‪.‬‬
‫في الواقع يتميز كل أسلوب من األسلوبين السابقين بمزايا وعيوب ‪.‬‬
‫فاألسلوب األول يمتاز بوجود قانون خاص بهذه الظروف الطارئة سابق عن حدوثها وهذا من شأنه أن يمكن السلطة اإلدارية‬
‫من مواجهتها بمقتضى إعالنها عن األحكام العرفية أو حالة الطوارئ وتطبيق أحكام القانون بسرعة وفعالية إلزالة الخطر الناجم عن‬
‫هذه الظروف غير المتوقعة دون حاجة للرجوع إلى السلطة التشريعية الستصدار تشريع بذلك " وهذا األسلوب هو األسلوب الفرنسي"‪.‬‬

‫غير أن هذا األسلوب يفتح المجال واسعا أمام السلطة التنفيذية للجوء إلى تطبيق األحكام العرفية أو قانون الطوارئ ألوهى‬
‫األسباب وما ينتج عن ذلك من تقييد للحريات العامة ولممارسة األنشطة الفردية دون رقابة سابقة على هذا التطبيق من جانب السلطة‬
‫التشريعية ‪.‬‬

‫ورغم حرص الدساتير على إلزام السلطة التنفيذية بالرجوع إلى السلطة التشريعية بعد إعالن تطبيق حالة الطوارئ خالل مدة‬
‫زمنية معينة فإن هذه الرقابة ال يمكن أن تكون بنفس فعالية الرقابة السابقة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫وفي تونس ينص الدستور في فصله ‪ 46‬على أنه" لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الجمهورية وأمن البالد‬
‫واستقاللها بحيث يتعذر السير العادي لدوال يب الدولة اتخاذ ما تحتمه الظروف من تدابير استثنائية بعد استشارة الوزير األول ورئيس‬
‫مجلس النواب ‪" ...‬ويضيف نفس الفصل في فقرته الثالثة أن "هذه التدابير تزول بزوال أسبابها وأن رئيس الجمهورية يوجه بيانا في ذلك‬
‫إلى مجلس النواب ‪".‬‬

‫أما األسلوب الثاني لتنظيم سلطة الضبط اإلداري أثناء الظروف االستثنائية فيختلف عن األسلوب األول اختالفا تاما ضرورة‬
‫أنه ال ينظم مواجهة حالة الطوارئ مسبقا بل إنه يعطي السلطة التنفيذية الحق في التوجه إلى السلطة التشريعية الستصدار قانون يتكفل‬
‫بتنظيم سلطة الضبط اإلداري والوسائل التي يجوز له استخدامها كلما وقع ظرف من الظروف االستثنائية يتطلب إصدار تشريع خاص‬
‫لمجابهته "وهذا األسلوب هو األسلوب اإلنقليزي "‪.‬‬

‫ولئن كان هذا األسلوب يقطع الطريق أمام السلطة التنفيذية إذا ما أرادت التذرع بظروف غير جدية لغرض أحكام الطوارئ‬
‫ألن السلطة التشريعية هي التي تملك الحق في إصدار القانون الخاص بذلك‪ ،‬إذا ما رأت أن هناك ظروفا استثنائية جدية تستوجب هذا‬
‫اإلصدار‪ ،‬فإنه يجعل السلطة التنفيذية عاجزة في كثير من األحيان عن مواجهة الظروف االستثنائية التي تحدث بطريقة طارئة ومفاجئة‬
‫ال تتحمل اإلنتظار لحين اإللتجاء إلى السلطة التشريعية ومناقشتها واصدار قانون لمجابهتها‪.‬‬

‫الرقابة القضائية على السلطة الضبطية أثناء الظروف االستثنائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تختلف رقابة القضاء اإلداري لسلطة الضبط اإلداري في أثناء الظروف االستثنائية عما عليه الشأن في الظروف العادية ‪.‬‬
‫وغني عن البيان أنه من الطبيعي أن يساير القض اء اإلداري إتساع سلطات الضبط أثناء الظروف االستثنائية والطارئة فيخفف من‬
‫الرقابة المفروضة عليها في ظل تلك الظروف ‪.‬‬

‫وقد تحسن اإلفادة في هذا المجال أن فقه القضاء المقارن قد ابتدع نظرية سلطات الحرب والظروف االستثنائيية التي تسمح‬
‫باعتبار بعض الق ار ارت اإلدارية شرعية في هذه الظروف رغم أنها غير شرعية في الظروف العادية ألنها ضرورية لصيانة النظام العام‬
‫أو لكفالة سير المرافق العامة بانتظام ‪.‬ومعنى ذلك أن هذه النظرية القضائية تخول للسلطة اإلدارية وتؤكد حقها في استخدام سلطات‬
‫واسعة في حالة الظروف غير العادية حتى في حالة عدم وجود نص قانوني يمنحها هذه السلطات أو إذا كانت النصوص الموجودة ال‬
‫تكفي لمجابهة تلك الظروف‪.‬‬

‫و قد أسس مجلس الدولة الفرنسي هذه النظرية على أساس أن التزام السلطة اإلدارية بالحفاظ وصيانة النظام العام وبضمان‬
‫سير المرافق العامة بصفة منتظمة يستلزمان التوسيع في مجال سلطتها وتحريرها من القواعد القانونية التي تتقيد بها في األحوال العادية‬
‫لكي تتغلب على تلك الظروف ‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه النظرية انتهى القاضي اإلداري الفرنسي إلى رفض الحكم بإلغاء ق اررات إدارية معيبة بعيب عدم‬
‫االختصاص وق اررات أخرى معيبة من حيث الموضوع بالنظر إلى الظروف االستثنائية التي صدرت فيها الق اررات ‪ .‬كما أقر مجلس‬
‫الدولة الفرنسي استعمال سلطة الضبط اإلداري لقيود واجراءات أكثر شدة على الحريات الفردية أثناء الظروف االستثنائية مثل المنع‬
‫االستيالء ‪ les réquisitions‬أو اإلبعــاد ‪. les expulsions‬‬ ‫أو‬ ‫الحجز ‪les interdictions‬‬ ‫أو‬
‫ومن المفيد اإلشارة في هذا الصدد إلى أنه رغم كل ما سبق فإن القاضي اإلداري الفرنسي قد وضع حدودا لسلطة الضبط‬
‫اإلداري في ظل الظروف االستثنائية حتى التنتهك حقوق وحريات األفراد من ذلك ّأنه ال يجيز للسلطة اإلدارية االلتجاء إلى الوسائل‬

‫‪14‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫المسموح باستخدامها في أثناء الظروف الطارئة في ظل الظروف العادية كما أن التوسع في سلطة الضبط اإلداري يجب أن يكون‬
‫بالقدر الالّزم لمجابهة الظروف االستثنائية وفي فترة حدوث هذه الظروف دون أن يتعداها ‪.‬‬
‫ولعله من المستحسن اإلشارة كذلك إلى أن اعتبار اإلجراء الذي تتخذه اإلدارة شرعيا لئن كان يمنع القضاء بإلغائه فإنه ال‬
‫يمنع من إلزام اإلدارة بتعويض المتضرر من ذلك االجراء وذلك باالستناد إلى قواعد المسؤولية المبنية على المخاطر ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫الضبط البلدي‬
‫لئن لم يتعرض القانون األساسي للبلديات بصفة واضحة إلى قائمة األعوان المكلفين بتنفيذ ق اررات الضبط البلدي فإنه حدد‬
‫بصفة جلية السلطة التي يرجع لها حق التدخل في هذا المجال ‪ .‬وتتمثل هذه السلطة في رئيس البلدية الذي يتمتع بكامل صالحيات‬
‫الضبط البلدي ‪ .‬فهو مختص التخاذ كل الق اررات ذات الصبغة العامة ‪ :‬تراتيب الضبط ‪ les règlements de police‬وكذلك‬
‫التدابير الفردية ‪ les mesures individuelles:‬في مادة الضبط المحلي ‪.‬ذلك أن الفصل ‪ 73‬من القانون األساسي للبلديات ينص‬
‫على أن" رئيس البلدية مكلف تحت مراقبة اإلدارة العليا بالتراتيب البلدية وبتنفيذ مقررات السلطة العليا المتعلّقة بها ‪".‬‬
‫العمومية ‪"...‬‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫الراحة و ّ‬
‫أن التراتيب البلدية" ترمي إلى تحقيق ّ‬
‫كما ينص الفصل ‪ 74‬من ذات القانون على ّ‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن صالحيات رئيس البلدية في مادة الضبط البلدي هي صالحيات مسندة أي أنه يباشرها بكل‬ ‫ّ‬
‫استقاللية ودون أي رقابة عليه في ذلك من لدن المجلس البلدي ‪ .‬وع لى هذا األساس فإن صالحياته في مادة الضبط البلدي ال تجد‬
‫حدودها إالّ في سببين إثنين ‪.‬‬

‫أما السبب األول فيكمن فيما نص عليه الفصل ‪ 73‬نفسه من إخضاع رئيس البلدية إلى اإلدارة العليا عند تنفيذه لمقرراتها‬
‫ّ‬
‫المتعلقة بالضبط ‪.‬‬

‫وأما السبب الثاني فيتمثل في تعدد الضبطي ات الخاصة التي من شأنها أن تمس من سلطات رئيس البلدية في المجال‬
‫الضبطي ‪.‬فما هي حدود سلطة رئيس البلدية في مادة الضبط البلدي ؟ ‪.‬‬
‫تنطوي كل الصالحيات المخولة لرئيس البلدية في مجال الضبط البلدي بالضرورة على حدود وتكمن هذه الحدود على األقل‬
‫في الخضوع الطبيعي ‪.‬‬

‫ل متطلبات النظام العام البلدي لمعطيات النظام العام الوطني وكذلك في طبيعة العالقة بين رئيس البلدية والوالي بما أن‬
‫الفصل ‪ 77‬من القانون األساسي للبلديات يقتضي أن" السلطة المخولة لرئيس البلدية بمقتضى الفصل ‪ 73‬ال تحول دون ما للوالي من‬
‫السلط البلدية بما يجب وذلك قصد المحافظة‬ ‫حق في اتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها في كل الحاالت التي لم تقم ّ‬
‫على الصحة والراحة العموميتين ‪.‬وهذا الحق ال يمارس من الوالي نحو إحدى تلك البلديات إال بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة "‪.‬‬
‫ومن بين الحدود التي تعرفها صالحيات رئيس البلدية في مجال الضبط البلدي ما تنطبق على كل رؤساء البلديات مهما كان‬
‫صنف البلدية وتتأتى من كون الضبط البلدي هو في الواقع تطبيق للضبط اإلداري العام‪.‬‬

‫هامتين تتعلّق األولى بعالقة الضبط البلدي مع الضبط اإلداري العام فيما تخص الثانية‬
‫نتعرض فيما يلي إلى مسألتين ّ‬
‫وسوف ّ‬
‫طبيعة العالقة بين الضبط البلدي والضبط الخاص ‪.‬‬

‫‪ : 1‬تنسيق سلطات الضبط البلدي مع الضبط العام ‪.‬‬


‫يندرج الضبط البلدي في إطار الضبط العام ‪.‬وانطالقا من هذا الوضع يكون رئيس البلدية بمناسبة تدخله لمجابهة المشاكل‬
‫لبلديته مقيدا بكل مقررات السلطات العليا الرامية إلى الحفاظ على األمن والصحة والسكينة العامة‪.‬‬
‫الخاصة بالمجال الترابي ّ‬
‫أن هذه الوضعية لئن كانت تبسط مشكل " مشاركة سلطــات الضبط العام " ‪ concours de polices générales‬فإن‬ ‫على ّ‬
‫هذا المشكل قد وقع تجاوزه بإحداث نظام بين القواعد القانونية المتداخلة في ميدان الضبط اإلداري وهذا النظام مؤسس هو‬

‫‪16‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫نفسه على مبدإ التدرج بين السلطات اإلدارية التي لها صالحيات الضبط العام من ذلك مثال أن الضبط المتعلق بالحفالت العمومية‬
‫تحكمه الق اررات والمناشير الصادرة عن الوزير األول ثم الق اررات الصادرة عن الوالة كل فيما يخص نطاق واليته وأخي ار التراتيب الصادرة‬
‫عن رؤساء البلديات بحيث يكون للصنف األول من الق اررات أولوية التطبيق ثم الصنف الثاني ثم الصنف الثالث ‪.‬وبعبارة أخرى فإن‬
‫هذه المشاركة لسلطات الضبط العام تخضع لثالث قواعد سوف نتناولها بالبحث تباعا وهي ‪ :‬قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية من‬
‫صالحياته وقاعدة التوافق أو التالؤم بين السلطات وقاعدة أو مبدأ التكييف ‪.‬‬

‫قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية ‪:‬‬


‫عندما تتدخل السلطات العليا في مجال تابع للضبط العام للنظام العام فإن تطبيق التراتيب التي تأخذها هذه السلطات ال‬
‫يؤدي إلى تجريد السلطة المحلية ضرورة أن رئيس البلدية يحتفظ في هذا المجال بسلطة الضبط العام ‪.‬‬
‫وقد برزت هذه الفكرة ّأول ما برزت بصفة جلية في القرار الشهير الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 8‬أوت ‪1919‬‬
‫والمعروف باسم قرار‪ Labonne‬الصادر في مادة الضبط المتعلق بالجوالن حيث نقرأ‪:‬‬

‫‪Considère que si les autorités départementales et municipales sont chargées par les lois,‬‬
‫‪notamment par celles du 22/12/1789 ,janvier 1790 et celle du 5/4/1884 de veiller à la conservation des‬‬
‫‪voies publiques et à la sécurité de la circulation il appartient au chef de l Etat en dehors de toute‬‬
‫‪délégation législative et en vertu de ses pouvoirs propres de déterminer celles des mesures de police‬‬
‫‪qui doivent en tout état de cause être appliquées dans l ensemble du territoire étant bien entendu que‬‬
‫‪les autorités sus mentionnées conservent chacune en ce qui la concerne compétence pleine et entière‬‬
‫‪pour ajouter à la réglementation générale édictée par le chef de l'Etat toutes les prescriptions‬‬
‫‪réglementaires supplémentaires que l'intérêt public peut commander dans la localité .‬‬

‫وخاصة منها قانون ‪ ,1789/12/22‬جانفي ‪ 1790‬وكذلك قانون ‪5‬ـ‪ 4‬ـ‪ 1884‬السلطات‬ ‫ّ‬ ‫’’ … حيث لئن كلفت القوانين‬
‫فإنه يحق لرئيس الدولة وفي غياب كل تفويض‬
‫الجهوية والمحلية بالسهر على المحافظة على الطرقات العمومية وعلى أمن الجوالن بها ّ‬
‫تطبق في جميع األحوال على كامل تراب الجمهورية علما‬ ‫تشريعي واستنادا لصالحياته الخاصة أن يضبط تدابير الضبط التي يجب أن ّ‬
‫وأن السلطات المذكورة تحافظ كل فيما يخصها على كامل صالحياتها لتضيف للترتيب العامة التي يتخذها رئيس الدولة كل التراتيب‬
‫اإلضافية التي يقتضيها النظام العام داخل نطاقهم الترابي "‪.‬‬
‫ولعله من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن موقف فقه القضاء هذا تنص عليه بعض التشاريع من ذلك وعلى سبيل المثال‬
‫أن الفصل ‪ 119‬من القانون عدد ‪ 71‬لسنة ‪ 1999‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 1999‬والمتعلق بإصدار مجلة الطرقات في تونس يقتضي‬
‫أن " أحكام هذه المجلة ال تمنع السلطات البل دية من اتخاذ تدابير أشد صرامة من التدابير الواردة بهذه المجلة وذلك في حدود ما لها‬
‫من النفوذ وكلّما اقتضت ذلك مصلحة األمن أو النظام العام ‪...‬‬
‫كما أن هذا الموقف فقه القضائي نجده في أغلب مجاالت الضبط العام حيث يعترف في هذه المجاالت بالحق لرؤساء‬
‫البلديات بموا صلة اتخاذ كل التدابير الرامية إلى تحقيق الراحة واألمن والطمأنينة داخل بلدياتهم ‪.‬‬

‫قاعدة التوافق أو التالؤم ‪:‬‬


‫يقتضي مبدأ تدرج القواعد القانونية أن تحترم السلط المحلية وجوبا كل مقررات السلط العليا وبالتالي فإن كل قرار بلدي‬
‫غير موافق أومتالئم مع قرار أعلى منه رتبة يكون مشوبا بتجاوز السلطة لمخالفته الفانون ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫غير أن مخالفة الشرعية في مجال الضبط اإلداري هي في الواقع قليلة بسبب وجود رقابة إشراف تباشرها السلط العليا على‬
‫الق اررات الصادرة عن رئيس البلدية في مجال الضبط البلدي ‪.‬كما أن مخالفة الشرعية تتخذ في هذا ال مجال أشكاال غير مباشرة ال‬
‫تتعدى حالتين ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬الحالة األولى ‪ :‬تتمثل في تلك التي تكون فيها الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية من شأنها أن تعرقل تطبيق التراتيب‬
‫الواقع اتخاذها على المستوى الوطني وتنقص من فعاليتها مثال أن يتخذ رئيس البلدية إجراءا يلزم بمقتضاه الحافالت بأن تكون مرقّمة‬
‫إضافيا عن الترقيم الوطني ‪...‬أنظر على سبيل المثال ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ترقيما‬

‫‪CE 3.5.1918 Sté Niçoise des transports par automobiles lebon p.407‬‬

‫تعدى سلطة الضبط البلدي على الصالحيات المخولة عادة للسلطة المركزية حتّى‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية ‪ :‬تأخذ هذه الحالة شكل ّ‬
‫وان كان هذا التعدي قد حصل بمشاركة ومساعدة السلطة المركزية أو بمبادرة منها ‪...‬أنظر‬
‫‪CE 29.7.1950 Féd. Nat. des Syndicats des grossistes Lebon p .483‬‬
‫خالصة القول إن مبدأ أو قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية من صالحياته الضبطية تحمل في طياتها مبدأ عدم تعارض‬
‫الق اررات التي يتخذها مع الق اررات التي هي أعلى منها ضرورة أن كل ترتيب بلدي ال يتالئم مع تراتيب صادرة عن السلطات العليا يكون‬
‫لهذا السبب وحده غير شرعي ‪.‬‬
‫مبدأ التكييف ‪:‬‬
‫المتقدمتين فإن السلطات الحقيقية لرئيس البلدية تنحصر في دور التكييف ‪ .‬وتتمثل الوظائف‬
‫ّ‬ ‫إنطالقا من القاعدتين‬
‫المخصصة للضبط البلدي على هذا األساس في تكييف الترتيب الواقع اتخاذه على المستوى األعلى على ظروف الزمان والمكان‬
‫ّ‬
‫الخاصة بالبلدية المعنية باألمر ‪.‬‬

‫فالظروف المحلية يمكن لها أن تبرر تدخل السلطة البلدية غير أنه يجب التأكيد في هذه الحالة على أن هذا التدخل ليكون‬
‫شدة وقسوة من الترتيب الوطني واال فإنه يقع المس من مبدإ عدم التعارض وكذلك خرق القانون هذا من‬ ‫شرعيا يجب أن يكون أكثر ّ‬
‫ناحية ومن أخرى يجب أن يكون هذا التدخل قد أملته الظروف والمعطيات الخــاصة بالبلدية المعنية باألمر ‪ .‬ولعــل أحسن تأكيد لهذه‬
‫الفكرة نجده في ضبط الجوالن حيث يجوز لرئيس لبلديــة أن يتّخذ إجراءا أكثــر قسوة بالنسبة لجوالن العربــات المخصصــة للنقل العمومي‬
‫بسبب الحالة غير العادية للطرقــات البلدية ‪...‬‬

‫ومما تجب اإلشارة إليه كذلك أن حالة اإلستعجال تبرر بصفة عامة تدخل رئيس البلدية حتى وان كانت هناك نصوص‬
‫ّ‬
‫قانونية ذات صبغة عامة تسند اإلختصاص للسلط العليا للتدخل في مجال يتصل بالضبط ‪.‬‬

‫‪ : 2‬تنسيق سلطات الضبط البلدي مع الضبط الخاص ‪:‬‬


‫التمثل مسألة المشاركة بين سلطات الضبط العام وصالحيات الضبط الخاص في مادة الضبط البلدي مسألة طريفة في‬
‫مجال الضبط اإلداري ‪ .‬غير ّأنه تجب المالحظة في هذا اإلطار ّأنه يضاف عادة للتنافس بين الضبط العام والضبط الخاص تنازع‬
‫للتدخل في نفس المجال بمقتضى تراتيب‬
‫ّ‬ ‫مختصين‬
‫ّ‬ ‫محتمل بين رئيس البلدية والسلطات العليا بما أن الوزراء والوالة يكونون عادة وغالبا‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪18‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫ولعلّه من المف يد اإلشارة إلى أن الحلول في هذا الشأن تقرب كثي ار من تلك التي وقع التعرض إليها في القسم السابق بمناسبة‬
‫الخوض في العالقة بين الضبط البلـدي والضبط العام ‪.‬ذلك أن إحداث ضبط خاص ال يعني تجريد رئيس البلدية من صالحياته بل أن‬
‫تدخل عديد السلط المكلّفة بالمحافظة على النظام العام ‪.‬‬
‫يكرس نوعا من التكامل بين ّ‬
‫وجود هذا الضبط الخاص ّ‬

‫التدخل التي ال يجوز بمقتضاها لرئيس البلدية‬


‫ّ‬ ‫حدا له في قاعدة عدم‬
‫وتحسن اإلشارة منذ البداية إلى أن مبدأ التكامل هذا يجد ّ‬
‫التدخل فيه لتلك‬
‫ّ‬ ‫حق‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫معين اسند‬
‫للتدخل عن طريق الضبط الخاص في ميدان ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقرر عوضا عن السلطة المخولة قانونا‬ ‫أن ّ‬
‫السلطة‪.‬‬
‫كما أنه من المفيد اإلشارة أيضا إلى أن هذه القاعدة ‪ :‬قاعدة عدم التدخل تجد تصويبا لها في حالة اإلستعجال ‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التكامل ‪:‬‬
‫إن إحداث ضبط خاص ال ينتج عنه بالضرورة حرمان رئيس البلدية من مباشرة صالحياته بصفته سلطة ضبط بلدي ‪ .‬فغالبا‬
‫ما يكون صنفا الضبط يباشران نفس النشاط من جانب مختلف ومع ذلك فإن مشاركتهما في القيام بذلك النشاط تبقى ممكنة ‪.‬ويتميز‬
‫فقه القضاء الفرنسي وكذلك التونسي بوفرة الق اررات الصادرة بإقرار هذا الموقف خاصة في مادة الضبط المتعلق بحفظ الصحة العامة‬
‫أما في تونس فقد تعرضت المحكمة اإلدارية إلى هذه المسألة في بعض ق ارراتها وأقرت‬
‫أو في مادة ضبط األخالق العامة بالنسبة لفرنسا ّ‬
‫أن صالحيات الضبط اإلداري المسندة إلى وزير اإلقتصاد الوطني بموجب نص خاص ‪ ...‬ال تحول دون تدخل رئيس البلدية في‬
‫المجال ذاته بفضل السلطات المخولة له بمقتضى الفصلين ‪ 73‬و‪ 74‬من قانون البلديات ‪...‬القضية عدد ‪ 1173‬بتاريخ ‪ 15‬جويلية‬
‫‪ 1988‬شركة شال ضد رئيس بلدية قصر هالل ووالي المنستير ‪...‬القضية عدد ‪ 1317‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪ 1988‬الهاشمي العالّني ضد‬
‫رئيس بلدية سوسة ‪...‬القضية عدد ‪ 1643‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1989‬حسونة الخياش ضد رئيس بلدية المنستير ‪...‬‬

‫حدا له يتمثل‬
‫ومما تجدر مالحظته أنه لئن كان مبدأ التكامل بين الضبط العام والضبط الخاص هو مبدأ مستقر فإنه يعرف ّ‬
‫ّ‬
‫التدخل التي يجب توضيحها ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في قاعدة عدم‬

‫التدخل ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬قاعدة عدم‬
‫لئن كان ال ينتج عن إحداث ضبط خاص تجريد ا لسلطة المؤهلة قانونا في مادة الضبط العام من الصالحيات التي كانت‬
‫حيز التطبيق فإنه يصعب في الواقع التأكيد بصفة مطلقة أن شيئا لم يتغير بعد ذلك اإلحداث ‪.‬ذلك أن‬
‫لديها قبل دخول التشريع الجديد ّ‬
‫مما ينتج عنه تحديد‬
‫تعدد الضبطيات الخاصة في مادة الصحة العامة مثال يؤثر بالضرورة في سلطة رئيس البلدية في هذا المجال ّ‬
‫خاصا ويحذف كل إشارة إلى الضبط‬
‫ّ‬ ‫معين وينظم ضبطا‬‫مباشر لممارسة صالحياته الضبطية ‪.‬فقد يحدث أن يتدخل المشرع في ميدان ّ‬
‫العام ‪.‬ولعل أحسن مثال لهذا التدخل يبرز في الضبط المتعلق بمحطات السكك الحديدية المسند لوزير النقل وحده ‪.‬‬
‫كما يمكن أن ينتج عن النص المحدث للضبط الخاص عدم اختصاص سلطة الضبط العام للتدخل في ميدان ما فيسند‬
‫صراحة لصاحب ذلك الضبط صالحيات معينة فينجر عن ذلك ضرورة عدم تدخل رئيس البلدية في ذلك الميدان واال فإن تدخله يكون‬
‫مشوبا بعيب التدخل غير الشرعي ‪.‬‬

‫بد من اإلشــارة في هذا الصدد إلى أن مبدأ عدم التدخل ال يتعــارض البتة مع مبدإ التكــامل ‪ .‬فإن كــان النشــاط‬
‫على أنه ال ّ‬
‫الذي يشمله الضبط الخــاص يمكن أن يتعلــق في أحد أوجهــه األخرى بالضبط العــام فإن ق ــاعدة عدم التدخل تختفي لتتــرك المجــال من‬
‫‪19‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫جديــد لمب ـ دإ المش ــاركة أو التنافس بين الضبط العام والضبط الخــاص ‪.‬ومن أمثلة ذلك الضبط المتعلق بالالفتــات اإلشهــارية‪ .‬فلئن‬
‫كــان هذا الضبــط يرجع للوالي فإنه يجوز لرئيس البلدية أن يتخذ كل التدابير الالزمــة لرفع تلك الالفتــات عندما تكــون غير مركزة بصفة‬
‫جيدة وذ لك تطبيقا لسلطاته الهادفة إلي المحــافظة على النظام العام وخاصة أمن المنظــورين‪.‬كما أنه يجوز لرئيس البلديــة أن يتدخل في‬
‫مجال المؤسسات المرتبة لمجازاة التجاوزات التي تحدثهــا هذه المؤسسات الصنــاعية ليــال مثال ضرورة أنه يتدخل في هذه الحالة بغاية‬
‫تحقيق الراحة العامة ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬االستعجال ‪:‬‬
‫جرى عمــل المحكمــة اإلداريــة وسبقه في ذلك مجلس الدولة الفرنسي على اعتبــار أنه يجوز لسلطة الضبط الع ــام أن تتدخل‬
‫وقتيا ‪..‬القضيــة‬
‫في حــالة خطر داهم في مجال يرجع حق التدخل فيه لسلطة الضبط الخاص على أنه يجب أن يكــون هذا التدخل ّ‬
‫عدد ‪ 998‬بتاريخ ‪ 14‬جويلية ‪ 1986‬عبد المجيد الزيادي ضد رئيس بلدية جربة ‪ " ...‬حيث أن وجود نص يقر اختصاص سلطة‬
‫معينة في ميدان ما ال يحول دون تدخل رئيس البلديــة في الميدان ذاته شريطة أن تكون التدابير المتخذة من قبله ظرفية وأن يكون‬
‫الوضع بالمنطقة يتّ ّسم بالخطــورة‪".‬‬
‫تقدم يؤكد ‪:‬‬
‫خالصة القول إن ما وقع التعرض إليه فيما ّ‬
‫‪ ‬على مستوى المبادئ والقواعد أن كل صالحيــات الضبــط البلــدي المعترف بها لرئيس البلدية تتالئم مع الحدود التي‬
‫يخضع إليها في مباشرته لتلك الصالحيــات والمتأتية أساسا من الق اررات الصادرة عن السلطة المركزية ‪.‬‬
‫على مستوى الواقع فإن األمر يختلف شديد اإلختالف ‪ .‬فتعدد الضبطيات الخاصة وتكثيف التراتيب الصادرة عن‬ ‫‪‬‬
‫سلطات الدولة من شأنهما إفراغ صالحيات رئيس البلدية أكثر فأكثر من محتواها‪ .‬ولعل هذه األسباب تدعو إلى مراجعة النظرية السائدة‬
‫اجية سلطة الضبط البلدي ‪.‬‬
‫في خصوص عالقــة سلطــة الضبط البلدي بالسلطات األعلى منها والمتمثلة باألحرى في نظرية إزدو ّ‬

‫اجية سلطة الضبط البلدي‬ ‫‪ .3‬إزدو ّ‬


‫هامة على مباشرة رئيس البلدية لصالحيات الضبط البلدي كما أن التعمق‬
‫يتفق الفقه والقضاء على أن للوالي سلطات إشراف ّ‬
‫في الصالحيات المعترف بها قا نونا للوالي يخول لنا القول أنه يتمتع بصالحيات تبين بصفة واضحة أن له صفة سلطة الضبط البلدي‬
‫‪.‬‬

‫وتستند سلطات الوالي في مادة اإلشراف على ق اررات الضبط الصادرة عن رئيس البلدية إلى أساسين مختلفين ‪ .‬ولئن كان‬
‫األساس األول ليس خاصا بالضبط البلدي بما أنه يتعلق بخصائص سلطة اإلشراف ويتمثل في سلطة اإلبطال واإليقاف فإن األساس‬
‫الثاني يسند للوالي سلطة إشراف الحلول أو التعويض وهو خاص بالضبط البلدي ‪.‬‬

‫إشراف اإلبطال واإليقاف ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يقتضي الفصل ‪ 80‬جديد من القانون األساسي للبلديات أن توجه الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية حاال إلى الوالي وذلك‬
‫مع مراعاة أحكام الفصل ‪ 81‬من نفس القانون وتنفذ هذه الق اررات وجوبا إذا لم يتخذ في شأنها أي إجراء في إبطالها أو إيقاف تنفيذها‬
‫في أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ إيداعها بمقر الوالية ‪.‬وتختصر هذه المدة إلى أسبوع في خصوص الق اررات المتعلقة بالتراتيب البلدية ‪.‬وعند‬
‫التأكد يجوز للوالي أن يرخص في تنفيذها حاال ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫وما يمكن مالحظته من خالل مقتضيات الفصل ‪ 80‬المذكور أن ال شيء بها يجيز لنا القول بأنها تتعلق بمجال تنفيذ رئيس‬
‫البلدية لسلطاته العامة للضبط البلدي بل إن اإلجماع حاصل بين المختصين في مسألة الضبط اإلداري على أنها تتعلق بكل‬
‫الصالحيات المسندة المعترف بها لرئيس البلدية والتي تشكل صالحيات الضبط البلدي منها العنصر األكثر أهمية ‪.‬‬

‫وقد ّأولت هذه المقتضيات العامة من قبل فقه القضاء بكونها تسند للوالي سلطة إبطال وايقاف ق اررات الضبط البلدي على أنها‬
‫ال تعترف لسلطة اإلشراف بصالح يات تعديل تلك الق اررات ومع ذلك فإن الفقهاء يؤكدون على حرية التقدير الهائلة التي يبقى الوالي‬
‫يتمتع بها في إطار سلطة اإلبطال المخولة له ‪.‬‬
‫‪ ‬غياب سلطة التعديل ‪:‬‬
‫يرجع الضبط البلدي إلى رئيس البلدية كما أن هذا األخير يباشر الصالحيات المخولة له في هذه المادة ال تحت سلطة اإلدارة‬
‫تدرجي و"عمودي " بين السلطتين وانما‬ ‫العليا وانما تحت مراقبتها‪[ :‬الفصل ‪ . ]73‬ويستنتج من هذا أن األمر ال يخص عالقة خضوع ّ‬
‫بعالقة إشراف غير مباشرة ‪ oblique‬وبالتالي فلئن كان من حق الوالي أن يرفض المصادقة على الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية‬
‫حور وأصدر باسمه الخاص ‪ ,‬ومهما كان السبب ‪,‬‬
‫أو إيقاف تنفيذها فإنه يتجاوز سلطته ويتعدى على صالحيات السلطة البلدية كلما ّ‬
‫من قرار رئيس البلدية ضرورة أنه ال يتمتع في هذا المجال بسلطة تعديل ذلك القرار‪.‬‬

‫وبرزت هذه الفك ـرة أول مــا برزت بمنــاسبـة نـزاع قــام في إحدى البلديــات الفرنسي ــة وتعلق بالتدابيــر الخـاصــة بالرمــاية داخــل‬
‫‪ CE 23 /05 /1890 commune du champ lebon p 522‬ولعله من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن‬ ‫تلك البلــديــة‬
‫القاضي اإلداري يستخلص في إطار عالقة الوالي برئيس البلدية ثالث نتائج وهي التالية ‪:‬‬
‫بما أن القانون ال يقر للوالي إال سلطة اإلبطال واإليقاف فإن هذا األخير يتجاوز سلطته كلما يصدر باسمه الخاص‬ ‫‪.1‬‬
‫القرار الموجه إليه من رئيس البلدية في إطار مباشرته لسلطة الضبط العام ‪.‬‬
‫إن القاضي اإلداري يلغي القرار الصادر عن الوالي باإلبطال الجزئي لقرار بلدي في مادة الضبط كلما كان هذا‬ ‫‪.2‬‬
‫حور معناه‪.‬‬
‫اإلبطال الجزئي قد شوه قرار رئيس البلدية أو ّ‬
‫‪ .3‬ال يسوغ للوالي أن يبطل قرار صادر عن رئيس البلدية يقضي بالرجوع في قرار بلدي سابق يتعلق بالضبط البلدي إذ أن‬
‫اإلقرار للوالي بحق إبطــال قرار الرجــوع في الق ـرار األول يؤدي بالضرورة إلى اإلقرار له بالحق في اإلبقاء على تدابير ضبطية قرر‬
‫رئيس البلديــة العدول عنها ‪ .‬واإلعت ـراف للوالي بهذا الحــق يعني اإلعت ـراف له بحق التعديــل ‪.‬‬
‫‪ ‬سلطات إبطال وايقاف واسعة ‪:‬‬
‫يشير الفصل ‪ 80‬من القانون األساسي للبلديات إلى محتوى اإلشراف الذي يباشره الوالي على ق اررات رئيس البلدية فيذكر أن‬
‫هذا اإلشراف يتمثل في إبطال أو إيقاف تنفيذها‪ ...‬على أن نفس الفصل يشير إلى أن هذا اإلبطال أو اإليقاف يجب أن يتم فيما يخص‬
‫التراتيب البلدية في غضون أسبوع من تاريخ إيداع الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية بمقر الوالية ‪.‬‬
‫ولعل ه من المستحسن التنبيه في هذا اإلطار أن قرار اإليقاف أو اإلبطال الصادر عن الوالي يمكن أن يستند إلى أسباب‬
‫تتعلق بالشرعية أو بتقدير مالئمة القرار البلدي وهو ما يفتح للوالي مجاال واسعا للتدخل في الشؤون البلدية رغم أن الواقع يبين أن الوالي‬
‫يستعمل هذا النفوذ بحذر كبير ‪.‬‬
‫حد تعديلها فإن سلطة مراقبة اإلدارة العليا عليها‬
‫الخالصة أنه لئن كان إشراف الوالي على ق اررات الضبط البلدي ال يصل إلى ّ‬
‫حد تقدير مالئمتها ‪.‬‬
‫تبرز واسعة بما أنها تصل إلى ّ‬

‫إشراف الحلول أو التعويض ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫ينص الفصل ‪ 77‬من القانون األساسي للبلديات على أن " السلطة المخولة لرئيس البلدية بمقتضى الفصل ‪ 73‬ال تحول دون‬
‫ما للوالي من حق في اتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها في كل الحاالت التي لم تقم فيها السلط البلدية بما يجب‬
‫قصد المحافظة على الصحة والراحة العموميتين وهذا الحق ال يمارس من الوالي نحو إحدى تلك البلديات إال بعد تنبيه رئيس البلدية‬
‫بدون نتيجة ‪.‬‬

‫وانطالقا من صياغة الفصل ‪ 77‬سوف نتعرض بالدرس إلى سلطة الحلول التي يباشرها الوالي عندما يتعلق األمر ببلدية‬
‫فأكثر ‪ .‬فتطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 77‬المذكور ال يمكن للوالي بصفته سلطة إشراف على رئيس البلدية أن يتدخل قانونا عوضا عنه‬
‫إال بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة ‪ .‬فهذا التنبيه المسبق الذي يوجهه الوالي إلى رئيس البلدية وجوبي ويمثل شكلية جوهرية على‬
‫معنى فقه القضاء اإلداري ويترتب بالتالي عن عدم إحترامه أو اإلغفال عنه إلغاء تدبير الحلول الذي يتخذه الوالي من أجل تجاوز‬
‫السلطة ‪.‬‬

‫وقد تفيد اإلشارة في هذا المجال إلى ّأنها عديدة المؤشرات التي تبين حرص القاضي اإلداري إلخضاع إشراف الحلول الذي‬
‫يباشره الوالي إلى احترام هذه الشكلية المفروضة من المشرع وبالتالي حماية استقاللية البلدية من ذلك أنها كثيرة األمثلة خاصة في فقه‬
‫الق ضاء المقارن التي تبين أن الوالي يمس من الشرعية كلما اكتفى باإلشارة مثال إلى تنبيه لم يذكر تاريخه أو محتواه كما أنه يكون قد‬
‫انحرف باإلجراءات إذا ما اتخذ الوالي مثال ق ار ار يحجر بمقتضاه سباق الثيران في كل تراب الوالية وهو تدبير ثبت أن الغاية منه‬
‫كانت في ال واقع ترمي إلى تطبيقه على بلدية تختص في العادة بإقامة هذه التظاهرة وسبق أن شهدت أحداثا بمناسبة إجراء مثل هذا‬
‫السباق ‪ .‬كما تحسن اإلفادة أيضا أن هذه الضمانة التي يضعها الفصل ‪ 77‬من القانون األساسي للبلديات والمتمثلة في وجوب التنبيه‬
‫المسبق ال تحمي سوى الق ار ارت البلدية الصادرة في مجال الصالحيات الضبطية العامة ذلك أن الوالي عندما يتدخل بعنوان آخر‪ ،‬مثال‬
‫في إطار الضبط الخاص ‪،‬يكون معفى من احترام هذا اإلجراء وبالتالي يضحى هذا التنبيه المسبق غير الزم ‪[.‬مثال في مادة توزيع‬
‫معين ] ‪.‬هذا وان الفصل ‪ 77‬المذكور يسند للوالي في مجال الضبط البلدي صالحيات واسعة ذلك أن صياغة‬ ‫المواد الغذائية في ظرف ّ‬
‫هذا الفصل تبين أن المشرع يقر له حق التدخل واتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها كلما لم يقم رئيس لبلدية بما‬
‫يفرضه عليه القانون من وجوب التدخل للمحافظة على الصحة والراحة الع موميتين ‪ ،‬بالطبع بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة ‪.‬‬

‫ومما يلفت اإلنتباه أن الفصل ‪ 77‬ال يشير إلى حق التدخل للوالي إال في مجالي الصحة والراحة العموميتين بما أننا النجد‬
‫أي إشارة إلى األمن العام ضمن هذا الفصل ولعل ذلك مقصود من المشرع نفسه ضرورة أن اختصاص رئيس البلدية في هذا المجال‬
‫هو اختصاص تنفيذي وليس تقريري إذ أن سلطة اتخاذ القرار فيما يخص األمن العام قد أسندها المشرع بصفة ضمنية إلى السلطة‬
‫العليا حسب الفصل ‪ 69‬من قانون البلديات حيث نق أر ‪ " :‬يتولى رئيس البلدية تحت سلطة اإلشراف ‪:‬‬
‫ـ تنفيذ الق اررات والقوانين في المنطقة البلدية‬
‫ـ تنفيذ التدابير التي من شأنها أن تهم األمن العام‬
‫ـ القيام بجميع الوظائف الخاصة التي يسندها له القانون ‪.‬‬

‫كما أن الفصل ‪ 11‬من القانون عدد ‪ 52‬لسنة ‪ 1975‬بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 1975‬المتعلق بضبط مشموالت اإلطارات العليا لإلدارة‬
‫الجهوية قد أوضح طبيعة السلطة العليا عندما ّبين أن الوالي يسهر على المحافظة علىاألمن العام بالوالية ‪ ...‬علما وأن الفصل ‪ 21‬من‬
‫ذات القانون يسند للوالي صراحة اإلختصاص التخاذ ق اررات ترتيبية في ميدان الشرطة البلدية حيث نق ار بهذا الفصل ما يلي ‪ " :‬يمكن‬
‫للوالي بدائرة واليته وفي نطاق التشريع الجاري به العمل أن يتخذ ق اررات ترتيبية في ميدان الشرطة البلدية "‬

‫‪22‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫وقد يحسن التأكيد من جهة أخرى وفي إطار إشراف الحلول الذي يباشره الوالي على رئيس البلدية على أن الصالحيات التي‬
‫تخول للوالي ال يجب النظر إليها بكونها صالحيات إشراف فحسب بما تبرز كذلك بكونها سلطات ضبط بلدي‬
‫ّ‬
‫فسلطة الحلول تفرض مباشرتها توفر شرطين ‪:‬‬
‫البد من وجود هيكل يكون قد رفض أو أهمل القيام بعمل يدخل عادة في إطار صالحياته ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫يجب أن تكون الغاية من تدخل سلطة اإلشراف هي تجاوز ذلك اإلهمال باتخاذ القرار عوضا عن السلطة األولى ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ولعله من المفيد اإلشارة أيضا إلى أنه من نتائج تطبيق الفصل ‪77‬أن رئيس البلدية يصبح ملزما باحترام القرارات التي‬
‫تنجر عنه مسؤولية الجهة البلدية مما يبين ويؤكد أن رئيس‬
‫يتخذها الوالي تنفيذا لهذا الفصل وأن اإلخالل بهذا اإللتزام من شأنه أن ّ‬
‫البلدية لم يقع تجريده من صالحياته العادية بمجرد تدخل الوالي ‪.‬‬

‫وغني عن البيان أن الوالي يبرز بصفته سلطة ضبط بلدي كلما تعلق الشأن بالمحافظة على األمن العام داخل بلديتين فأكثر‬
‫داخل المجال الترابي لواليته‪ .‬الخالصة ‪ :‬إن التمعن في الصالحيات المعترف بها قانونا لكل من رئيس البلدية والوالي يبين أن سلطة‬
‫الضبط البلدي يباشرها رئيس لبلدية ورئيس البلدية وحده لو اكتفينا بالنظر إلى الفصلين ‪ 73‬و‪ 74‬من قانون البلديات غير أننا لو نظرنا‬
‫إلى الفصل ‪ 77‬من نفس القــانون وكذلك إلى الفصلين ‪ 11‬و‪ 21‬من القــانون المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ 1975‬والمتعلق بضبط مشموالت‬
‫اإلطــارات العليــا لإلدارة الجهويــة تنأكد أن سلطة الضبط البلدي ترجع أيضــا إلى الوالي لكن دون تجريــد رئيس البلدية من صالحياته‬
‫في هذا المجــال ‪.‬‬

‫‪ .4‬موضوع الضبط البلدي وغاياته‬


‫رأينا عند التعرض إلى سلطة الضبط البلدي أنه يصعب تحديد هذا الضبط بالرجوع إلى المعيار العضوي كما أنه يصعب‬
‫تحديد ه بالرجوع إلى المعيار الترابي بما أن الضبط البلدي هو في الواقع تطبيق للضبط اإلداري العام على النطاق المحلي ‪ .‬ولهذه‬
‫تكون الضبط ال بد من تحليل موضوع وغايات هذه الصالحيات ‪ .‬ومما يلفت اإلنتباه في‬
‫األسباب وحتى نفرز كل الصالحيات التي ّ‬
‫حد ذاتها مجاالت‬
‫ست [ ‪ ] 6‬فقرات تمثل في ّ‬
‫هذا المجال أنه لئن تعرض الفصل ‪ 74‬من القانون األساسي للبلديات بصفة مدققة إلى ّ‬
‫للضبط البلدي فإنه ال يجب اإلكتفاء بهذا التحديد لتعريف الضبط البلدي وذلك لسببين اثنين ‪:‬‬
‫ـ فالسبب األول يكمن في أن التحديد الم شار إليه ورد على سبيل اإلشارة وليس الحصــر إذ نق أر بهذا الفصل ‪ :‬ترمي التراتيب‬
‫البلدية إلى تحقيــق الراحة والصحة العموميتين والمحــافظة على إطار عيش سليم يسمح باإلندماج المالئم للمتســاكنين في محيطهم وهي‬
‫تشمل خصوصــا ‪....‬‬
‫ـ أما السبب الثاني فيتمثل في أن مقتضيات الفصل ‪ 74‬ال يمكن أن تحجب عديد النصوص األخرى التي تسند لسلط الضبط‬
‫المحلية مهام ضبطية إضــافية لم ينص عليها الفصــل ‪ 74‬المذكور ‪.‬‬
‫ولعل هذا الوضع يبرز أهمية دور الفقه والقضاء في تحديد موضوع الضبط البلدي وغاياته ‪ .‬والفكرة األساسية التي يتكون‬
‫منها هذا الضب ط هي بالطبع فكرة النظام العام المحلي ‪.‬لذلك سوف نتناول بالبحث فيما يلي مكونات هذا النظام العام المحلي قبل أن‬
‫نتعرض إلى عالقاتها بالضبط البلدي‪.‬‬

‫مكونات النظام العام المحلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ترمي التراتيب البلدية حسب عبارة الفصل ‪ 74‬من قانون البلديات إلى تحقيق الراحة والصحة العموميتين ‪...‬و بالتالي فإن كل‬
‫قرار صادر في مادة الضبط البلدي لكن يهدف إلى تحقيق غاية خارجة عن الضبط يكون مشوبا بعيب اإلنحراف بالسلطة وعلى هذا‬
‫األساس قابال لإللغاء ‪ .‬كما أن سلطة الضبط ال يمكن أن تباشر لتحقيق غاية مالية مع اإلشارة في هذا المجال أن مجلس الدولة‬
‫الفرنسي قبل أن تكون غاية القرار الضبطي تحقيق هدف مالي شريطة أن يحصل ذلك بصفة عرضية وليس أصلية ‪CE 6/4/1951‬‬
‫‪23‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫‪ Vila et Ribouleau Gazette du palais 1 p .328 .‬ويمكن ترتيب غايات الضبط البلدي في ‪ 3‬أصناف أساسية هي على‬
‫التوالي األمن العام والصحة العامة والراحة العامة‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬األمن العـام ‪:‬‬
‫يشير الفصل ‪ 74‬إلى المسائل المتعلقة باألمن العام ضمن الفقرات ‪1‬و‪5‬و‪ 6‬منه فيذكر أنها تتمثل في كل ما يهم األمن‬
‫ويسهل المرور بالشوارع والساحات والطرقات العمومية من تنظيف وتنوير ورفع الحواجز وهدم أو إصالح البناءات التي تؤذن‬

‫باالنهيا ر ومنع عرض أي شيء بالنوافذ أو سواها من أجزاء العمارات مما يخشى من سقوطه ومنع إلقاء ما من شأنه أن يضر بالمارة‬
‫‪...‬‬
‫أما الفقرة الخــامسة من ذات الفصل فهي تقتضي دائما في إطار األمن العام أنه يتعلق أيضا بكل ما من شأنه أن يم ّكن من‬
‫تالفي الح ـوادث واآلفات والكوارث بشتى الوسائل المالئمــة وتدارك أمرها والفيضانات ‪...‬مع دعوة السلطة العليــا للتدخل في األمر عند‬
‫اإلقتضــاء‪.‬‬
‫فيما تقتضي الفقرة السادســة من الفصــل ‪ 74‬أن األمن العــام يتمثل في التدابير التي ترمي لتوقي أو تالفي األخطار التي قد‬
‫تنشأ عن جوالن الحيوانات الضارة أو المفترسة ‪.‬‬

‫‪ ‬الصحة العامة ‪:‬‬


‫ينص على هذا العنصر من النظام العام آخر الفقرة األولى من الفصل ‪ 74‬المذكور التي تقتضي أنه من واجب رئيس البلدية‬
‫التدخل واتخاذ التراتيب الخاصة لمنع كل ما يحدث رائحة مخلة بالصحة ‪ .‬في حين تقتضي الفقرة الخامسة من هذا الفصل أن رئيس‬
‫البلدية مؤهل التخاذ كل ما من شأنه أن يمكن من تالفي األوبئة واألمراض المعدية وأوبئة الدواب ‪.‬‬

‫امة‬
‫الع ّ‬
‫الراحة ّ‬
‫‪ّ ‬‬
‫تنص على هذا العنصر من النظام العام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 74‬بصفة شمولية بما أنها تتمثل في كل اإلجراءات الرامية‬
‫تجنب األعمال المخلّة بالسكينة العامة ومظاهر التلوث التي تخلّفها المؤسسات الصناعية والمهنية والتجارية المتمركزة بالمنطقة‬
‫إلى ّ‬
‫البلدية ‪.‬‬

‫ومما يلفت اإلنتباه أن النظام العام المحلي ال يتكون في الواقع من العناصر الثالثة السابقة فحسب ضرورة أنه يمكن أن‬
‫ّ‬
‫التصرف في الملك المحلّي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ينطوي أيضا على عناصر غير ثابتة مثل الجمالية واألخالق وحسن‬

‫خاصة تجعله يختلف عن النظام العام الوطني ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتميز بطبيعة‬
‫ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى أن مفهوم النظام العام المحلّي ّ‬
‫فقد تعرضنا فيما سبق إلى أن سلطات الضبط المحلية ال تتجرد من صالحياتها الضبطية العامة بمفعول تدخل أو مباشرة السلط العليا‬
‫لضبطيات خاصة ‪ .‬فقاعدة التكامل تخول للسلطة الدنيا أن تتخذ تدابير أشد صرامة من التراتيب الواقع اتخاذها على المستوى الوطني‬
‫معين ومرخص‬
‫بلديته مباشرة نشاط ّ‬
‫كما أن مبدأ عدم تجريد السلطة الدنيا من صالحياتها يخول لرئيس البلدية أن يحجر داخل حدود ّ‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وطنيا باإلستناد إلى الظروف‬
‫ّ‬ ‫فيه‬

‫خصوصية النظام العام المحلّي في المجال اإلقتصادي ‪ .‬فرئيس البلدية بصفته سلطة ضبط بلدي يتمتع بصالحيات‬
‫ّ‬ ‫كما تبرز‬
‫ذات طابع إقتصادي ولعل أحسن مثال لهذا هو ضبط األسواق وضبط بيع المواد الغذائية ‪ .‬ففي هذين المجالين تكون سلطة الضبط‬

‫‪24‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫التي يتمتع بها رئيس البلدية مستوحاة من انشغاالت تقليدية تتفق مع مقتضيات الراحة والسكينة العموميتين‪. .‬و يفيد التنبيه إلى أن‬
‫النظام العام المحلي ينبني حول مقتضيات حسن النظام وأركانه الثالثة الثابتة األمن والراحة والصحة العمومية وأنه يتميز باإلستقرار‬
‫وذلك رغم أن بعض الفقهاء يرون بأنه يعرف توسعا تدريجيا بما انهم يدرجون أيضا ضمن النظام العام المحلي النظام الجمالي والنظام‬
‫األخالقي والنظام االقتصادي والنظام السياسي ‪.‬‬

‫النظام العام المحلي والضبط البلدي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المكونة له تعريفا منقوصا ضرورة أنه من شأنه أن يوحي بأنه يمكن‬
‫ّ‬ ‫يبقى تعريف الضبط البلدي انطالقا من عناصره الثالث‬
‫المحلية بتحديد مجاالت تطبيقها [ األمن والراحة والصحة ]في حين أن دراسة الصالحيات القانونية‬
‫ّ‬ ‫تمييز صالحيات سلطات الضبط‬
‫تقتضي تدقيق مجال الحرية التي يتمتع بها أصحاب هذه الصالحيات لمباشرتها والغايات التي يمكن أن توجهها ‪ .‬ويمكن د ارسة‬
‫المتشعبة بين الضبط البلدي والنظام العام المحلي في مستويين اثنين مختلفين هما ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العالقات‬
‫‪ .1‬حماية النظام العام المحلي بصفته غاية ترمي على تحقيقها سلطات الضبط المحلية ‪.‬‬
‫‪ .2‬انتهاكات النظام العام المحلي كسبب ضروري التخاذ تدابير ضبطية بلدية ‪.‬‬

‫‪ ‬حماية النظام العام المحلي بصفته غاية ترمي إلى تحقيقها سلطات الضبط المحلية ‪:‬‬
‫إن تحقيق األمن والراحة والصحة العمومية هدف مفروض على سلطات الضبط البلدي‪ .‬فهذه العبارات ليست مجاالت عمل‬
‫فحسب بل إنها أيضا قيم وغايات توجه السلطات المختصة ذلك أ ن مسألة شرعية تدابير الضبط المحلي تكمن في مستوى األهداف‬
‫التي ترمي إلى تحقيقها تلك التدابير حيث يحجر على سلطات الضبط البلدي اتخاذ تدابير وق اررات ضبطية تمليها اعتبارات ذات طابع‬
‫خاص وكل تدبير أو قرار يهدف إلى تحقيق مصلحة خاصة يكون غير شرعي كما أنه يجب على سلطات الضبط البلدي أالّ تسعى‬
‫إلى تحقيق مصالح عامة خارجة عن نطاق تحقيق النظام العام المحلي بما أن القاعدة أن صالحيات السلطات اإلدارية تخدم هدفا‬
‫معينا ‪ .‬وفي هذا المجال ال يجوز لسلطات الضبط البلدي أن تستعمل صالحياتها بغاية تنفيذ بنود عقد تكون البلدية طرفا فيه كما‬
‫ّ‬
‫حد لنزاع يخصها أو حسم نزاع خاص قائم بين المواطنين‬ ‫يحجر على نفس السلطات أن تستعمل صالحياتها الضبطية بهدف وضع ّ‬
‫فإنها تكون قد انحرفت باإلجراءات ‪.‬‬
‫واالّ ّ‬
‫انتهاكات النظام العام المحلي ‪ :‬سبب ضروري التخاذ تدابير ضبطية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتدخل ومتى يجب عليها أن تتدخل ‪.‬وتحسن‬
‫يتعلق الشأن في هذا المجال بمعرفة متى يمكن لسلطات الضبط المحلية أن ّ‬
‫اإلفادة في هذا الصدد أن اإلجماع حاصل بين الفقهاء بأن ‪:‬‬
‫ـ كل تدبير ضبطي ال يكون شرعيا إالّ متى كان ضرورّيا ‪.‬‬
‫ـ ال يكون التدبير ضروريا إالّ متى كان يتالئم والتهديدات التي من شأنها النيل النظام العام ‪.‬‬
‫يتبين إذن أن النيل من النظام العام هو وحده الذي يجعل ممكنا وشرعيا تدخل السلطات الضبطية البلدية ‪ .‬هذا من حيث‬
‫ّ‬
‫‪.‬أما من حيث الواقع فواضح أن انتهاك النظام العام المحلي هو أمر ظرفي تمليه ظروف الزمان والمكان الخاصة بكل بلدية‬
‫المبادئ ّ‬
‫وبكل تدبير ضبطي ‪ .‬ويمكن حوصلة هذه الظروف في ثالث مالحظات أصلية ‪:‬‬
‫عاما حتى يمكن أن يوصف بانتهاك للنظام العام المحلّي أي‬
‫البد أن تكون للفوضى أو للتهديد الذي يجب إزالته طابعا ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫أن عدم تحديد مخلّفاته من شأنه أن يهدد العموم ‪.‬‬
‫الوضعية متالئما مع خطورة ودهامة ذلك التهديد‬
‫ّ‬ ‫المحلية لهذه‬
‫ّ‬ ‫التصدي القانوني من الجهة اإلدارية‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬يجب أن يكون‬
‫فعاال وملزما أقل ما يمكن لألفراد‪.‬‬
‫بمعنى يجب أن يكون في ذات الوقت ّ‬
‫يجب أن يكون التدبير يوفق بين مباشرة صالحيات الضبط واحترام الحريات الفردية أو الجماعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪25‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫وفيما يتعلق بمعرفة هل أن مباشرة صالحيات الضبط ا لبلدي أمر اختياري؟ فتجدر اإلشارة إلى أنه نظ ار ألهمية ظروف‬
‫الزمان والمكان فإنه من الضروري إسناد السلطات المحلية صالحيات تقدير واسعة على أن اإلعتراف لها بسلطات تقديرية غير‬
‫التعسف في استعمال حق التدخل ولذلك فإن المسالة تستدعي المالحظات التالية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫محدودة من شأنه أن يؤدي إلى إمكانية‬
‫فإذا ما كان الخطر داهما ومحدقا فإن الفقه والقضاء يجعالن من واجب رئيس البلدية أن يتدخل ويتخذ التدابير التي تفرضها‬
‫الظروف المحلية ‪ .‬ويذهب فقه القضاء إلى أبعد من هذا بما أنه يعترف لرئيس البلدية في حاالت اإلستعجال بأن يتدخل في مجاالت‬
‫خارجة عن اختصاصاته وترجع بالنظر إلى السلط العليا ‪ .‬على أن اإلشكال يكمن في معرفة هل أن سلطة الضبط البلدي تحترم أم ال‬
‫التزاماتها القانونية عندما ترفض استعمال صالحياتها في حالة انتهاك النظام العام المحلّي ؟ ‪.‬‬

‫لقد أجاب فقه القضاء على هذا التساؤل بالقول إن رئ يس البلدية ينحرف بسلطته وبالتالي يخالف التزاماته عندما ال يأذن‬
‫توجد وكان محدقا ‪...‬‬
‫باتخاذ التدابير الالزمة إليقاف الخطر متى ّ‬

‫العامة‬
‫الراحة ّ‬
‫ضبط ّ‬
‫العامة موضوع تلك التراتيب ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البلدية إلى المحافظة على جملة من القيم تتصل بالحرّيات‬
‫ّ‬ ‫الضبطية‬
‫ّ‬ ‫ترمي مختلف التراتيب‬
‫لدية‬
‫صالحيات الضبط التي يتمتّع بها رئيس الب ّ‬
‫ّ‬ ‫الملكية وتأثيرها على مباشرة‬
‫ّ‬ ‫العمومية في االعتبارات‬
‫ّ‬ ‫خصوصية ضبط الراحة‬
‫ّ‬ ‫وتكمن‬
‫أن محتوى‬
‫العمومية تجد مجال تطبيقها الطبيعي في الملك المحلّي وتوابعه كما ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبطيات المتعلقة بالراحة‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫في هذا الشأن ‪ .‬ذلك ّ‬
‫الفردية التى يتّخذها رئيس البلدية تتأثر شديد التأثر بوجود جملة من القواعد المتولّدة عن النظام القانوني لألمالك‬
‫ّ‬ ‫تيبية أو‬
‫التدابير التر ّ‬
‫التطرق إلى ضبط الراحة العمومية من‬
‫ّ‬ ‫التي يستعملها األشخاص الذين تشملهم تراتيب الضبط‪.‬ولعل هذا الوضع هو الذي يحملنا على‬
‫أربعة جوانب يمكن حوصلتها في األربعة أفكار التالية ‪:‬‬
‫ـ إن الصالحيات التي يستعملها رئيس البلدية ترمي إلى تنظيم نشاط المنظورين فوق توابع الملك البلدي المخصصة الستعمال‬
‫صرف في‬
‫الحقيقية للتدابير المتّخذة في هذا المجال ‪ :‬أي معرفة هل أنها أعمال ت ّ‬
‫ّ‬ ‫معين ويتعلّق األمر هنا بتحديد الطبيعة القانونية‬
‫ّ‬
‫ضبطية ؟ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الملك المحلّي أو هل أنها أعمال‬
‫أن هذه الغاية تبقى رغم‬
‫العمومية وتهدف إلى تحقيق مصلحة الجوالن على ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبطية تطبق على الطرقات‬
‫ّ‬ ‫إن الصالحيات‬‫ـ ّ‬
‫كل شيء غامضة ضرورة أن المصالح التي ترمي إلى تحقيقها هذه الصالحيات هي عادة متعددة ومتضاربة [تضارب بين مصلحة‬
‫المترجلين ومصلحة أصحاب السيارات مثال أو تضارب بين حق الجوالن الفردي وحق النقل العمومي أو تضارب بين حق المرور وحق‬
‫الوقوف ‪]....‬‬
‫إن دور رئيس البلدية يكمن ‪،‬عندما يتعلّق األمر باستعمال توابع الملك المحلّي في غير اإلستعمال العادي المخصصة له‬
‫ـ ّ‬
‫هذه األمالك ‪،‬في التوفيق بين مصلحة الجوالن من جهة والحريات العامة والحقوق الفردية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫الخاصة أو في األماكن‬
‫ّ‬ ‫أهميتها عندما يتعلق الشأن بنشاطات تباشر سواء داخل حرم األمالك‬
‫إن االعتبارات الملكية تفقد ّ‬
‫ـ ّ‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫ّ‬

‫ولما كان يصعب ال تطرق إلى جميع مجاالت ضبط الراحة العمومية نظ ار لتعدد هذه المجاالت وما يستوجبه ذلك من وقت‬
‫ّ‬
‫يفسر اكتفائنا بالخوض في هذا المجال في الضبط الخاص باألسواق‬ ‫لنتبين خصوصياتها وهو ما ّ‬
‫فإننا اخترنا الوقوف على بعضها ّ‬
‫السيارات دون سواها ‪.‬‬
‫والضبط المتعلّق بالمقابر وضبط وقوف ّ‬

‫‪26‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫‪ ‬ضبط األسواق ‪:‬‬


‫يتميز الضبط الخاص باألسواق بكونه ‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن إقامة األسواق تخضع إلى ترخيص من رئيس البلدية ‪.‬‬
‫بلديا بما ّ‬
‫‪ ‬ضبطا ّ‬
‫فإنها في تونس من توابع الملك‬
‫‪ ‬ضبط يباشر على الملك البلدي‪ .‬ولئن كانت األسواق تتبع في فرنسا الملك العام البلدي ّ‬
‫المخصصة لمصلحة‬
‫ّ‬ ‫يتكون من األمالك‬
‫الخاص البلدي ضرورة أن الفصل ‪ 126‬من قانون البلديات يقتضي أن الملك الخاص البلدي ّ‬
‫عمومية مثل الدور البلدية واألسواق والمقابر ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬ضبط نظام وراحة عمومية بما أن االعتبارات المأخوذة من حماية األمن وحفظ الصحة تكون في إطار ضبط الراحة‬
‫العمومية ثانوية ‪.‬‬

‫وقد تحسن اإلفادة أن احداث أو حذف أسواق التفصيل التي تكون عادة أسبوعية أو تغيير تاريخ أو مكان انتصابها ترجع‬
‫بالنظر إلى المجلس البلدي إذ ينص الفصل ‪ 42‬من القانون األساسي للبلديات على أن المجلس البلدي يتداول حول ‪....‬ترتيب األنهج‬
‫أن الصياغة القديمة لهذا الفصل كانت أكثر وضوحا بخصوص هذه المسألة بما‬ ‫و‪....‬المساحات الحرة والمساحات الخضراء علما و ّ‬
‫ّأنها كانت تقتضي أن المجلس البلدي يتداول في ‪....‬إقامة المعارض واألسواق أو حذفها أوتحويلها ما عدا أسواق التمويل العادية ‪...‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن مداولة المجلس البلدي حول هذه المسألة ال تصبح نافذة حسب عبارة الفصل ‪ 42‬إالّ بعد مصادقة سلطة اإلشراف‬
‫عليها ‪.‬‬

‫أن استغالل‬
‫ولعلّه من المفيد التذكير بأن األرض والبناءات التي تنتصب فيها األسواق هي من توابع الملك الخاص المحلّي و ّ‬
‫أن في هذه الحالة الثانية تخضع العقدة التي تبرمها‬
‫يتم بصفة مباشرة من الجهة البلدية أو في إطار عقدة التزام و ّ‬
‫هذه األسواق يمكن أن ّ‬
‫البلدية مع المنتفع بها إلى القواعد العامة للعقود اإلدارية ‪.‬‬

‫التجار المنتصبين باألسواق هم شاغلين خواص لجزء من توابع الملك الخاص المحلّي وبالتّالي فإ ّن‬‫أن ّ‬ ‫تقدم ّ‬
‫مما ّ‬‫وينتج ّ‬
‫الوقتية وعلى هذا األساس ال تنطبق قواعد القانون الخاص في عالقاتهم مع اإلدارة ‪:‬مثل الحق التجاري‬
‫ّ‬ ‫وضعيتهم تطغى عليها قاعدة‬
‫ّ‬
‫المنجرة عن هذا الحق إلخ ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫وغرامات التعويض‬

‫أي حقّ مكتسب‬


‫الوقتي ضرورة أنه ال يتولّد لهم ّ‬ ‫حدا الشغالهم‬
‫ومن نتيجة هذه العالقة أيضا ّأنه يجوز لرئيس البلدية أن يضع ّ‬
‫ّ‬
‫مدة االشغال وذلك بالطبع تحت رقابة القضاء لألسباب التي يستند إليها رئيس البلدية لسحب الترخيص في اإلنتصاب ‪.‬‬ ‫مهما طالت ّ‬

‫إما مباشرة للبلدية أو‬


‫التجار ّ‬
‫ان اسناد أماكن اإلنتصاب داخل األسواق يكون دائما بمقابل يدفعه ّ‬
‫ومما تجدر مالحظته أيضا ّ‬
‫ّ‬
‫للملتزم في صورة عدم استغالل السوق مباشرة من البلدية ‪.‬‬

‫أن رئيس البلدية يتمتّع بسلطات ضبطية عامة و ّأنه الوحيد الذي يباشر صالحيات ضبط األسواق‬
‫كما ال تفوتنا اإلشارة إلى ّ‬
‫المختصة في هذا الميدان بقدر ما كونه يتمثّل في تحديد طبيعة‬
‫ّ‬ ‫أن اإلشكال ال يتعلّق بتحديد السلطة‬
‫على الصعيد المحلي غير ّ‬
‫بالتصرف في الملك البلدي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أن هذه السلطات مرتبطة سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫خاصة متى عرفنا ّ‬
‫ّ‬ ‫السلطات التي يباشرها‬
‫‪27‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫التطرق إلى هذا اإلشكال من ثالث جوانب هي تباعا توزيع أماكن اإلنتصاب داخل السوق واقصاء‬
‫ّ‬ ‫منا‬
‫ولعل هذه المسألة تستدعي ّ‬
‫ّ‬
‫التجار غير المرغوب فيهم وأخي ار سير السوق ذاتها ‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -‬توزيع أماكن االنتصاب داخل السوق ‪:‬‬


‫مستقرة أكثر ما يمكن حتّى ال يقع المس من عادات المشترين وحتى يتم ّكن‬
‫ّ‬ ‫يستلزم تنظيم األسواق أن تكون أماكن االنتصاب‬
‫هؤالء من مقارنة األسعار والبضاعة المعروضة ويرجع االختصاص لسلطة ا لضبط لتوزيع أماكن االنتصاب هذه وذلك قصد حماية‬
‫ولوية‬
‫وخاصة نظام األ ّ‬
‫ّ‬ ‫التصرف‬
‫ّ‬ ‫العمومية ‪ .‬وفي هذا اإلطار يمكن لرئيس البلدية إصدار ترتيب بلدي يضبط فيه مبادئ‬
‫ّ‬ ‫النظام والراحة‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه ّأنه في غياب‬
‫التجار بهذا الترتيب البلدي بداية من نشره ‪ّ .‬‬
‫الذي تسند على أساسه أماكن اإلنتصاب ‪ .‬ويعارض ّ‬
‫األول‬
‫األولوية للطّلب المق ّدم له ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن رئيس البلدية يكون غير ملزم بإسناد‬
‫األولوية إلسناد أماكن اإلنتصاب ّ‬
‫ّ‬ ‫نص ترتيبي يضبط نظام‬
‫كل ّ‬
‫أن المبادئ المنصوص عليها ضمن الترتيب البلدي ال تخضع‬ ‫أن له سلطة تقديرّية واسعة في هذا المجال ‪ .‬علما و ّ‬
‫في التّاريخ ضرورة ّ‬
‫خاصة إلى إنشغاالت‬
‫ّ‬ ‫العمومية بل أيضا ورّبما‬
‫ّ‬ ‫ضبطية فحسب من جهة كونها ممالة بحرص الحفاظ على النظام والراحة‬
‫ّ‬ ‫العتبارات‬
‫األقدمية يمكن أن يمليه‬
‫ّ‬ ‫فردية على قاعدة‬
‫أولوية في إسناد أماكن إنتصاب ّ‬
‫أن ضبط نظام ّ‬
‫ملكية ‪ .‬ذلك ّ‬
‫ّ‬

‫لبلدية في‬
‫اجية التي تكتسيها سلطات رئيس ا ّ‬
‫الضبطية ‪ .‬ولعلّ هذه اإلزدو ّ‬
‫ّ‬ ‫التصرف في الملك أكثر من اإلعتبارات‬
‫ّ‬ ‫مباشرة حرص حسن‬
‫هذا المجال تجعل منها سلطات غير قابلة للتصنيف لو نظرنا إلى األمر من زاوية مقابلة بين صالحيات الضبط البلدي وصالحيات‬
‫التصرف في الملك المحلّي‪.‬‬
‫ّ‬

‫التجار غير المرغوب فيهم ‪:‬‬


‫‪ -‬إقصاء ّ‬
‫قتيا‬
‫تقدم إليه بطلب في الغرض أو أن يوقف و ّ‬
‫مبدئيا إنتصاب تاجر ّ‬
‫ّ‬ ‫إما أن يرفض‬
‫يمكن لرئيس البلدية في هذا اإلطار ّ‬
‫نهائيا ترخيصا في إشغال مكان داخل السوق ‪.‬‬
‫ترخيصا سابقا أسنده أو أن يسحب ّ‬

‫أن‬
‫ألي هيكل آخر أن يمارسها معه ‪.‬غير ّ‬
‫ومباشرة هذه الصالحية يملكها رئيس البلدية وحده وال يمكن للمجلس البلدي أو ّ‬
‫معين على أن يقتصر دور هذا الهيكل على إبداء الرأي دون سواه ‪.‬‬
‫هذا ال يمنع رئيس البلدية من استشارة هيكل ّ‬

‫تصرف في‬
‫ضبطيا وعمل ّ‬‫ّ‬ ‫وهذه الصالحية المرتبطة في بعض األحيان صراحة بالضبط البلدي تبرز في الواقع بكونها عمال‬
‫خاص للملك ‪ .‬وعلى هذا األساس ال يمكن‬
‫ّ‬ ‫الملك المحلّي في ذات الوقت ضرورة أن األمر يتعلّق بمنع أو إيقاف أو إنهاء إشغال‬
‫البلدية يتمتّع أيضا في هذا الشأن بسلطة‬
‫ّ‬ ‫أن رئيس‬
‫يفسر ّ‬
‫للتّاجر موضوع أحد هذه اإلجراءات أن يستند إلى الحقوق المكتسبة وهو ما ّ‬
‫تقديرّية واسعة ‪.‬‬

‫فإن قاضي تجاوز‬‫التجار غير المرغوب فيهم ّ‬


‫هامة على ّ‬‫البلدية لها تبعات ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبطية التّي تتخ ّذها السلطة‬
‫ّ‬ ‫ونظ ار لكون التدابير‬
‫مرفقية‬
‫ّ‬ ‫للتثبت هل ّأنها تمثّل أخطاءا‬
‫مختصا بالنظر فيها ّ‬
‫ّ‬ ‫عية تلك التدابير في الوقت ال ّذي يكون فيه قاضي التعويض‬ ‫السلطة يراقب شر ّ‬
‫ذمة اإلدارة ‪.‬‬
‫تعمر ّ‬
‫من شأنها أن ّ‬

‫‪ -‬سير السوق ‪:‬‬


‫فإنه يستعمل كامل صالحيات الضبط ‪ .‬والجدير بالمالحظة في‬
‫البلدية على حسن سير السوق ولهذه الغاية ّ‬
‫ّ‬ ‫يسهر رئيس‬
‫بكل من‬
‫بالتجار المنتصبين داخل السوق فحسب بل أيضا ّ‬
‫أن التدابير التّي يتّخذها رئيس البلدية في هذا اإلطار تتعلّق ال ّ‬
‫هذا الشأن ّ‬
‫‪28‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫البلدية أن يضعه ويسهر‬
‫ّ‬ ‫معينا على رئيس‬
‫يدخل السوق من المشترين وكذلك بأجوار السوق ‪ .‬فحسن سير السوق يستوجب ّأوال نظاما ّ‬
‫مما يعطيه في هذا المجال سلطة واسعة للتقدير والمبادرة ‪.‬‬
‫العامة ّ‬
‫على احترامه من ّ‬

‫ضبط المقابر ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أن التراتيب البلدية‬
‫ينص الفصل ‪ 74‬من قانون البلديات في فقرته الثالثة على ّ‬
‫يمثّل ضبط المقابر فرعا من الضبط البلدي إذ ّ‬
‫ينص الفصل ‪ 76‬من نفس القانون على‬ ‫تشمل كيفية نقل األموات والدفن واخراج الرفات من القبور والمحافظة على حرمة المقابر فيما ّ‬
‫أن رئيس البلدية وعند تخلّيه الوالي يتولّى اإلسراع بإجراء ما يلزم لتكفين الموتى ودفنهم بصفة الئقة وبدون تمييز في الدين أو العقيدة‬
‫ّ‬
‫مبدئيا في هذا المجال ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المختصة‬
‫ّ‬ ‫أن رئيس البلدية هو السلطة‬ ‫يدل على ّ‬‫مما ّ‬
‫‪ّ .‬‬
‫نتعرض إلى ضبط المقابر من جانبين إثنين هما تباعا مسألة مكان المقابر وضبط مواكب الجنازة والدفن واخراج‬
‫وسوف ّ‬
‫الرفات من القبور ‪.‬‬

‫مكان المقابر ‪:‬‬


‫ملكية فحسب‬
‫أن المسائل المتعلقة بإحداث أو حذف أو تغيير مكان مقبرة ما تخضع إلى اشغاالت ّ‬ ‫يمكن أن يتبادر للذهن ّ‬
‫عل‬
‫أن هذه المسائل لها تأثير مباشر في طبيعة وحدود صالحيات الضبط المعترف بها لرئيس البلدية ‪.‬ول ّ‬
‫يبين ّ‬
‫أن واقع األمور ّ‬
‫غير ّ‬

‫التعرض إلى هذه المسائل قبل البحث في صالحيات الضبط المسندة لرئيس البلدية في مجال الدفن واخراج‬
‫هذا الواقع يفرض علينا ّ‬
‫الرفات من القبور ‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث المقابر ‪:‬‬


‫أن الفصل الثاني من القانون عدد‪ 12‬لسنة ‪ 1997‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 1997‬والمتعلّق‬ ‫تحسن اإلشارة بادئ ذي بدء إلى ّ‬
‫بكل مكان أو مساحة معدة لدفن األشخاص المتوفّين ‪.‬وال يجيز القانون المذكور في فصله الثالث‬
‫يعرف المقبرة ّ‬
‫بالمقابر وأماكن الدفن ّ‬
‫يرخص رئيس البلدية للدفن بها بمقابر‬
‫للدفن بها مثل المساحات التّي ّ‬
‫يتعين الحصول على ترخيص ّ‬ ‫الدفن إالّ بالمقابر أو بأماكن ّ‬
‫وبأي‬
‫يحجر الدفن بالجوامع والمساجد والكنائس والمعابد والزوايا ّ‬
‫أن القانون المتعلّق بالمقابر ّ‬
‫المسيحيين كما ال تفوتنا اإلشارة كذلك إلى ّ‬
‫معد للعبادة أو لممارسة الشعائر الدينية ‪.‬‬
‫مكان ّ‬

‫ويتم إحداث المقبرة أو مكان الدفن بم قتضى قرار يصدر عن رئيس البلدية بعد مداولة المجلس البلدي وبعد مصادقة سلطة‬ ‫ّ‬
‫أن الجهة البلدية ملزمة عند إحداث مقبرة ما باحترام مثال التهيئة والتراتيب‬
‫ّ‬ ‫أيضا‬ ‫اإلفادة‬ ‫تحسن‬ ‫‪.‬وقد‬ ‫المداولة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫اإلشراف‬
‫يتم إحداث المقبرة على بعد‬
‫أن القانون الخاص بالمقابر يفرض أن ّ‬
‫التوسع العمراني ضرورة ّ‬
‫ّ‬ ‫العمرانية وبمراعاة الكثافة السكانية ومدى‬
‫ترخص في البناء في‬
‫يحجر على السلطة البلدية أن ّ‬
‫ّ‬ ‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫التجمعات السكنية ‪ .‬ولذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫تقل عن مائتي متر عن‬ ‫مسافة اليمكن أن ّ‬
‫األراضي والمساحات التّي التبعد عن المقبرة بمأتي متر على األقل ‪.‬‬

‫عملية إحداث المقبرة تبدأ باقتناء األراضي الالّزمة لذلك سواء بالتراضي أو عن طريق اإلنتزاع ‪ ،‬بعد‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫وغني عن البيان ّ‬
‫أن اختيار مكان المقبرة هي مسألة مالئمة غير قابلة‬
‫تحديد مكان المقبرة بالطبع ‪ ،‬وحسب اإلجراءات التّي سبق ذكرها ‪ ،‬علما و ّ‬
‫للتقاضي في شأنها ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫‪ -‬حذف المقابر ‪:‬‬
‫اإلمكانية سواء للمجلس البلدي أو المجلس الجهوي حسب الحال بأن يوقف‬
‫ّ‬ ‫المشرع ضمن القانون الخاص بالمقابر‬‫ّ‬ ‫يعطي‬
‫العمومية والنظام العام أو إن‬
‫ّ‬ ‫نهائية كلّما استوجبت ذلك ضرورة المحافظة على البيئة والصحة‬
‫ّ‬ ‫الدفن بالمقبرة وذلك بصفة مؤقّتة أو‬
‫انية ذلك أو في صورة نفاذ أماكن الدفن بالمقبرة ‪.‬‬
‫اقتضى تطبيق مثال التهيئة العمر ّ‬

‫إما بسبب كونها‬ ‫يقرر حذف المقبرة في حالتين اثنتين ‪ّ :‬‬ ‫تقدم ّأنه يجوز لرئيس البلدية أو الوالي حسب الحال أن ّ‬
‫مما ّ‬
‫ويستنتج ّ‬
‫عنية أن‬
‫أصبحت غير قادرة على استيعاب مزيد من القبور وا ّما بسبب كونها توجد بمنطقة ال يقتضي مثال التهيئة المتعلّق بالبلدّية الم ّ‬
‫تكون مقبرة‪.‬‬

‫‪ -‬تغيير مكان المقبرة أو نقلها ‪:‬‬


‫تقرر في الحاالت التّي تفرضها مقتضيات تنفيذ‬ ‫المعنية من أن ّ‬
‫ّ‬ ‫يم ّكن الفصل ‪ 13‬من القانون المتعلّق بالمقابر السلطة البلدية‬
‫ابية أخرى التتبعها على ّأنه‬ ‫انية نقل مقبرة من مكان إلى آخر بمنطقتها أو إلى منطقة تر ّ‬ ‫القانون المذكور أو كذلك مقتضيات التهيئة العمر ّ‬
‫عملية نقل‬
‫ّ‬ ‫يتم النقل المشار إليه بعد الحصول على موافقة الجهة البلدية التّي تنقل إليها المقبرة وان تت ّم‬ ‫يفرض في هذه الحالة الثانية أن ّ‬
‫عملية التغيير أو النقل هذه تخضع إلى شروط‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫الرفات على نفقة البلدية التي تزال منها المقبرة ‪.‬وحسبنا التأكيد في هذا الشأن على ّ‬
‫أن إختيار مكان وزمن هذا التغيير أو النقل هو من المالئمات التي تتمتّع بها الجهة البلدية ‪...‬‬
‫اإلحداث والحذف و ّ‬

‫ضبط مواكب الجنازة والدفن واخراج الرفات من القبور‬


‫أن تدخل سلطة‬
‫يتبين من شرح ضبط مواكب الجنازة والدفن واخراج الرفات من القبور ّأنها تخضع إلى الضبط البلدي و ّ‬‫ّ‬
‫العامة أو على تحقيق حسن‬
‫ّ‬ ‫عيا يجب أن يكون مستوحى من الحرص على الحفاظ على الصحة‬ ‫الضبط في هذه المجاالت ليكون شر ّ‬
‫النظام ‪.‬‬

‫فإن الحرص الثاني يعطي لرئيس البلدية سلطات تقدير واسعة‬


‫ومفصلة ّ‬
‫ّ‬ ‫يفسر صدور تراتيب عديدة‬
‫األول ّ‬
‫ولئن كان الحرص ّ‬
‫تترتّب عن تنفيذها عديد المنازعات ‪.‬‬

‫‪ -‬ضبط مواكب الجنازة ‪:‬‬


‫يكنه األحياء ألرواح الموتى غير ّأنه عند انتهاء موكب الجنازة يجب أن يصل جثمان المتوفى‬
‫تعبر الجنازة عن اإلحترام ال ّذي ّ‬
‫ّ‬
‫ألول فيكمن في‬
‫أما االعتبار ا ّ‬
‫إلى مثواه األخير ليدفن ‪.‬وتنصهر طريقة نقل األموات في موضوع الضبط البلدي وذلك العتبارين إثنين ‪ّ :‬‬
‫بد من الحصول على‬ ‫خاصة متى كان نقل الجثمان يتطلّب وقتا طويال كما ّأنه ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحة يجب احترامها‬
‫ّ‬ ‫أن جملة من شروط حفظ‬
‫ّ‬
‫أما االعتبار الثاني‬
‫المعنية لدفنه بمقبرة كائنة بمنطقة أخرى ‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الميت الخروج من البلدية‬
‫ترخيص من رئيس البلدية عندما يستوجب نقل ّ‬
‫الميت يصطحبه دائما‬
‫أن ّ‬ ‫أن سلطة الضبط البلدي لها الصفة للسهر على احترام حسن نظام موكب الجنازة إذ جرت العادة ّ‬ ‫فيتمثّل في ّ‬
‫جر عنه‬‫البلدية بهذا الواجب ‪ ،‬واجب السهر على حسن تنظيم الجنازة ‪ ،‬يمكن أن تن ّ‬
‫ّ‬ ‫أن عدم قيام رئيس‬
‫أفراد عائلته وأصحابه ‪...‬علما و ّ‬
‫أن موكب الجنازة يستوجب بالضرورة استعمال الطريق العام‪.‬‬
‫خاصة متى علمنا ّ‬
‫ّ‬ ‫نتائج غير محمودة‬

‫‪30‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫‪ -‬ضبط الدفن ‪:‬‬


‫ابيا ‪.‬ويحسن التذكير في هذا الشأن بأنّ الفصل ‪ 76‬من‬ ‫تر ّ‬ ‫ص‬‫المحلية المخت ّ‬
‫ّ‬ ‫يتطلّب دفن األموات ترخيصا من رئيس الجماعة‬
‫وعند تخلّيه الوالي اإلسراع بإجراء ما يلزم لتكفين الموتى‬ ‫البلدية‬
‫ّ‬ ‫للبلديات يقتضي في فقرته األولى أنّ يتولّى رئيس‬
‫ّ‬ ‫القانون األساسي‬
‫البلدية أو‬
‫ّ‬ ‫أن رئيس‬
‫ودفنهم بصفة الئقة وبدون تمييز في الدين أو العقيدة ‪.‬كما تقتضي أحكام الفصل ‪ 15‬من القانون المتعلّق بالمقابر ّ‬
‫الهوية التّي يعثر عليها بتراب البلدية أو الوالية والتّي لم يتقد م أحد للتّعهّد بها‬
‫ّ‬ ‫الوالي يتولّى السهر على ضمان دفن الجثث مجهولة‬
‫العدلية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وذلك بعد استيفاء األبحاث‬

‫المؤرخ في ‪ 7‬جويلية ‪ 1997‬والصادر تحت‬ ‫ّ‬ ‫أن الفصل ‪ 7‬من األمر‬ ‫أما فيما يتعلّق بتراتيب الدفن فتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫ّ‬
‫أن الدفن ال يجوز إالّ بعد الحصول على‬
‫بكيفية إعداد القبور وبضبط تراتيب الدفن واخراج الرفات والجثث يقتضي ّ‬
‫عدد‪ 1326‬والمتعلّق ّ‬
‫‪.‬أما‬
‫طبية تثبت ساعة وتاريخ الوفاة ّ‬
‫المحلية الراجعة إليها المقبرة بالنظر وبعد اإلستظهار بشهادة ّ‬
‫ّ‬ ‫رخصة في الدفن تسلّم رئيس الجماعة‬
‫فإنه ال يمكن الترخيص في الدفن إالّ طبقا ألحكام الفصل‬
‫الشك ّ‬
‫ّ‬ ‫إذا ما كانت الوفاة ناتجة عن حادث أو عنف أو ظروف أخرى تثير‬
‫يضمن به‬
‫ّ‬ ‫يحرر في الغرض ضابط شرطة بمساعدة طبيب تقري ار‬‫ّ‬ ‫البد ‪ ،‬في هذه الحالة ‪ ،‬من أن‬
‫المدنية أي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 48‬من قانون الحالة‬
‫المدنية بمكان الوفاة‬
‫ّ‬ ‫يوجه في الحال إلى ضابط الحالة‬
‫وصف حالة الجثّة والظروف المتعلّقة بها ‪...‬كما ينبغي على ضابط الشرطة أن ّ‬
‫يحرر بمقتضاها رسم الوفاة ‪.‬كما اليمكن دفن األشخاص المتوفية إثر إصابة بمرض معد أو‬ ‫المضمنة بتقريره والتّي ّ‬
‫ّ‬ ‫جميع اإلرشادات‬
‫ائية التّي يمكن فيها‬
‫مبدئيا إالّ بالنهار فيما عدا الحاالت اإلستثن ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الدفن اليجوز‬
‫الصحية المؤهلة علما و ّ‬
‫ّ‬ ‫وبائي إالّ بحضور المصالح‬
‫يرخص ‪.‬‬‫المعنية أن ّ‬
‫ّ‬ ‫المحلية‬
‫ّ‬ ‫لرئيس الجماعة‬

‫أن نقل الجثث يستوجب الحصول‬


‫أن األمر المومإ إليه أعاله يقتضي بالفصل ‪ 12‬منه ّ‬
‫ولعلّه من المفيد اإلشارة كذلك إلى ّ‬
‫المتسبب في الوفاة‬
‫ّ‬ ‫أن المرض‬
‫على رخصة من الوالي وذلك باإلستناد إلى مضمون من رسم وفاة المتوفى وشهادة من طبيب تفيد ّ‬

‫خول للوالي أن‬


‫يتم نقل الجثّة مباشرة من المستشفى أو مكان الوفاة مع العلم أن التشريع ي ّ‬
‫أن في هذه الحالة األخيرة ّ‬ ‫غير معدي إذ ّ‬
‫الصحة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يضبط اإلجراءات الالّزمة لحفظ‬

‫‪ -‬ضبط إخراج الرفات من القبور ‪:‬‬


‫أن إخراج الرفات والجثث من القبور وأماكن الدفن ال يجوز إالّ في إطار‬
‫ينص الفصل ‪ 17‬من القانون المتعلّق بالمقابر على ّ‬
‫ّ‬
‫القضائية أو في حالة نقل مقبرة ما أو بطلب من ذوي الشخص المدفون ولغاية نقل جثّته من‬
‫ّ‬ ‫العدلية المأذون بها من السلطة‬
‫ّ‬ ‫األبحاث‬
‫الداخلية‪ .‬ويلزم الفصل ‪ 14‬من األمر المؤرخ في‬
‫ّ‬ ‫يتم ذلك بترخيص من وزير‬
‫مكان إلى آخر بالمقبرة ‪ ،‬أو من مقبرة إلى أخرى على أن ّ‬
‫‪ 7‬جويلية ‪ 1997‬ذوي الشخص المدفون أن يك ونوا من أصوله أو قرينه أو أحد فروعه وأن يذكروا بمطلب إخراج الرفات أو الجثّة‬
‫الميت وتاريخ دفنه وأسباب الوفاة مع إرفاق المطلب بمضمون من رسم الوفاة ‪.‬كما يلزم نفس األمر الجهة‬
‫وهوية ّ‬
‫ّ‬ ‫السبب من ذلك‬
‫العملية ‪.‬هذا في الحاالت التّى تكون فيها الرفات‬
‫ّ‬ ‫المعنية قبل الترخيص في‬
‫ّ‬ ‫الصحية‬
‫ّ‬ ‫المختصة إلسناد الترخيص استشارة المصالح‬
‫ّ‬
‫فإن التشريع ال يم ّكن من ذلك إالّ بترخيص‬
‫أما في صورة تعلّق الشأن بإدخال رفات أو جثث من الخارج ّ‬ ‫والجثث مدفونة بتراب الوطن ّ‬
‫الداخلية وكذلك الشأن بالنسبة إلخراج رفات التونسيين أو األجانب من تراب الوطن ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من وزير‬

‫‪31‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫مهمة السهر على احترام التراتيب المتعلّقة بالسالمة وحفظ‬‫أن القانون يحمل على عاتق رئيس البلدية ّ‬‫وال تفوتنا اإلشارة إلى ّ‬
‫الميت أو بمبادرة من اإلدارة إذا ما كانت العملّية‬
‫يتم سواء بمبادرة من أهل ّ‬
‫أن فتح القبور يمكن أن ّ‬
‫الصحة المستوجبة في هذا المجال و ّ‬
‫ّ‬
‫عدة سنوات ‪ 8 :‬سنوات على األقل ‪.‬‬
‫أن عهد الدفن يرجع إلى ّ‬
‫تدخل في إطار نقل المقبرة أو ّ‬

‫السيارات ‪:‬‬
‫‪ ‬ضبط وقوف ّ‬
‫إجتماعية تحمل الجهة اإلدارّية على القيام باختيارات بين‬
‫ّ‬ ‫بتطور الجوالن داخل المدن أصبح الضبط المتعلّق به يمثّل مشكلة‬
‫ّ‬
‫السيارات‬
‫المتجولة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫السيارات‬
‫السيارات وبين مصالح ّ‬ ‫المترجلين ومصلحة أصحاب ّ‬ ‫ّ‬ ‫مختلف المصالح المتواجدة أي بين مصلحة‬
‫السيارات أعسر المسائل التّى يبسطها‬
‫وسيارات النقل العمومي ‪.‬وتمثّل مسألة وقوف ّ‬‫الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫السيارات‬
‫الرابضة وبين مصالح ّ‬‫الراسية أو ّ‬
‫نتعرض‬
‫وتتعدى بكثير إطار الضبط البلدي ‪.‬وسوف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضبط الجوالن إذ ّأنه يحدث لس ّكان المدن مشاكل ما انف ّكت تزداد من يوم آلخر‬
‫إلى ضبط الوقوف من جانبين إثنين هما على التوالي األساس القانوني لهذا الضبط والمشاكل القانونية المتولّدة عن الوقوف ‪.‬‬

‫‪ -‬األساس القانوني لضبط الوقوف ‪:‬‬


‫المحلية حقّها في اتّخاذ التدابير الضرورّية لتنظيم‬
‫ّ‬ ‫أن مجلّة الطرقات وان تؤ ّكد للسلطات‬
‫البد من اإلشارة بادئ ذي بدء إلى ّ‬
‫ّ‬
‫بالتدخل في هذا المجال [أنظر الفصل ‪ 119‬من مجلّة الطرقات الصادرة بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ ]1999‬وفي ذات‬ ‫ّ‬ ‫فإنها تلزمها‬
‫الوقوف ّ‬
‫السكنية ‪.‬فالفصل ‪ 38‬من مجلّة‬
‫ّ‬ ‫التجمعات‬
‫ّ‬ ‫الوقت يسند قانون البلديات لرئيس البلدية الصالحيات في مادة الوقوف بالطريق العام داخل‬
‫يتسببوا في تعطيل حركة المرور وأالّ يحولوا دون‬
‫الطرقات يوجب أصحاب العربات بأالّ يش ّكلوا خط ار على مستعملي الطريق وبأالّ ّ‬
‫تتعرض الفصول ‪ 39‬و‪ 40‬و‪ 41‬من نفس المجلّة إلى جملة من التحجيرات تهدف كلّها إلى استبعاد‬‫الدخول إلى األمالك المجاورة ‪.‬كما ّ‬
‫الخطر على مستعملي الطريق وتفادي تعطيل الجوالن بها‪.‬‬

‫األول فيمثّل الترتيب الوطني أي مجلّة‬


‫أما الصنف ّ‬
‫يتكون من صنفين من التدابير ‪ّ :‬‬ ‫أن ضبط الوقوف ّ‬ ‫والجدير بالتذكير ّ‬
‫حد ذاتها امتدادا للتراتيب الوطنية‬
‫تكون في ّ‬
‫أما الصنف الثاني فيتمثّل في التراتيب البلدية التي ّ‬
‫المتممة لها ‪.‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الطرقات والنصوص‬
‫أوتشديدا أو تكملة لها ‪.‬‬

‫فإن صالحيات الضبط المسندة للسلط العليا ال ينتج عنها‬‫العامة لقانون الضبط اإلداري وكما أسلفنا القول ّ‬
‫ّ‬ ‫وعمال بالمبادئ‬
‫أن‬
‫دل على ّ‬
‫مما ي ّ‬
‫تجريد السلط الدنيا المتمتّعة بصالحيات الضبط العام ‪ .‬فالفصل ‪ 119‬من مجلة الطرقات يؤ ّكد صراحة هذه القاعدة ّ‬
‫ينص على ّأنه من بين أهداف‬
‫بلدية ‪ .‬ويتّضح األمر أكثر بالرجوع إلى الفصل ‪ 74‬من قانون البلديات الذي ّ‬
‫ضبط الوقوف يبقى مسألة ّ‬
‫العمومية ‪....‬‬
‫ّ‬ ‫الساحات والطرقات‬
‫يهم األمن ويسهّل المرور بالشوارع و ّ‬
‫كل ما ّ‬
‫التراتيب البلديـة ّ‬

‫الخاصة بالجوالن وحفظ‬


‫ّ‬ ‫حق اتخاذ التراتيب‬
‫البلدية ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الفصل ‪ 75‬من نفس القانون يسند لرئيس‬ ‫وقد تحسن اإلشارة إلى ّ‬
‫فإنه يجوز لرئيس‬
‫البلدية ‪ .‬وعلى هذا األساس ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة وأمن الطرقات بملك الدولة العمومي داخل المنطقة البلدية وكذلك بالطرقات‬‫ّ‬
‫البلدية اعتبا ار لضرورّيات الجوالن وبمقتضى قرار أن ‪:‬‬
‫ّ‬
‫عينة‬
‫السكنية في ساعات م ّ‬
‫ّ‬ ‫انية للتنقّل داخل التجمعات‬
‫السيارات استعمال بعض الطرقات العمر ّ‬
‫يحجر على أصحاب بعض ّ‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫الشاحنات ‪.‬‬
‫من اليوم أو تخصيص هذا االستعمال لبعض األصناف من المستعملين أو ّ‬
‫السيارات أو بعض األصناف منها وكذلك العبور إلى العقّارات المجاورة‬
‫‪ .2‬ينظّم توقّف أو وقوف ّ‬

‫‪32‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫المخصصة لمرفق عام ولحاجيات هذا المرفق فحسب أماكن وقوف‬
‫ّ‬ ‫للسيارات‬
‫وقتية وبالنسبة ّ‬
‫‪ .3‬إحداث سواء بصفة دائمة أو ّ‬
‫السكنية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمومية داخل التجمعات‬
‫ّ‬ ‫مخصصة بالطرقات‬
‫ّ‬
‫وسيارات األجرة ‪....‬‬
‫‪ .3‬تسهيل الجوالن أو الوقوف لوسائل النقل العمومي للمسافرين ّ‬

‫العامة المتولّدة عن ضبط الوقوف ‪:‬‬


‫‪ -‬المشاكل ّ‬
‫قانونية قبل‬
‫ثم تحديد طبيعته ال ّ‬
‫البد لمعرفة مختلف المسائل التّي يبسطها ضبط الوقوف في وقت ّأول من تعريف هذا الوقوف ّ‬
‫ّ‬
‫تمييزه بصفته فرعا من الضبط البلدي ‪.‬‬

‫* تعريف الوقوف ‪:‬‬


‫المضمن بالفصل ‪ 39‬منها فيقتصر على تعريف‬
‫ّ‬ ‫أي تعريف مدقّق للتوقّف أو الوقوف وحتى التعريف‬
‫ال تعطي مجلّة الطرقات ّ‬
‫زمنية الزمة‬
‫تحرك العربة خالل فترة ّ‬
‫الوقوف المفرط فحسب غير ّأنه يمكن تمييز الوقوف عن التوقّف بكون هذا األخير يعني عدم ّ‬
‫سواء للصعود إليها أو للنزول منها أو لشحنها أو إلفراغها مع بقاء سائقها بها أو بالقرب منها حتّى يمكن عند اإلقتضاء نقلها من‬
‫مكان آلخر ‪.‬‬

‫تحرك العربة في طريق ما خارج حاالت التوقّف ‪ .‬ولئن كان هذا التعريف السلبي للوقوف ال يتّسم‬
‫أما الوقوف فيعني عدم ّ‬‫ّ‬
‫نميز بين نوعين من الوقوف ‪.‬فهناك الوقوف‬‫نتحدث عن الوقوف أن ّ‬‫فإنه يكفي على األقل لعدم الخلط بينهما ويحسن بنا ونحن ّ‬
‫بالدقّة ّ‬
‫الخاص والوقوف غير الخاص ‪.‬‬

‫* الوقوف الخاص والوقوف غير الخاص ‪:‬‬


‫يتميز بنوع من اإلستم اررّية والدورّية وبكون هذا اإلشغال‬
‫معين من اإلشغال الخاص للملك ّ‬ ‫فالوقوف الخاص يطلق على شكل ّ‬
‫سيارات األجرة أو عربات النقل العمومي ‪.‬‬
‫السيارات مثال ّ‬
‫مخصص لنوع من ّ‬
‫ّ‬

‫خصص‬ ‫ويتميز بكونه ال يتحقّق فوق مكان م ّ‬


‫ّ‬ ‫أما الوقوف غير الخاص فهو يعني صيغة من اإلشغال المشترك للطّريق العام‬ ‫ّ‬
‫المجانية‬
‫ّ‬ ‫فإن نظامه القانوني يحكمه قانون الملك العام أي مبادئ الحرّية والمساواة و‬
‫المعنية باألمر ‪.‬ولذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫بمقتضى تدبير فردي للعربة‬
‫األساسية لقانون الضبط اإلداري ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وفي نفس الوقت المبادئ‬

‫الحيات‬
‫أن ص ّ‬ ‫أن الضبط البلدي للوقوف ال يباشر إالّ داخل المناطق اآلهلة بالس ّكان أي المناطق البلدية بما ّ‬
‫وغني عن البيان ّ‬
‫أن لرئيس البلدية صالحيات ضبطية فوق المسالك التي تربط‬ ‫الوطنية ال ترجع بطبيعتها إلى الضبط البلدي ‪ .‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبط بالطرقات‬
‫يتم حسب الفصل ‪ 123‬من قانون البلديات بالقرار المتعلّق بتهيئة‬ ‫انية والمسالك ّ‬ ‫أن ترتيب الطرقات العمر ّ‬
‫بين أحياء بلدية واحدة و ّ‬
‫المنطقة البلدية واذا تع ّذر ذلك فبقرار يصدره رئيس البلدية بعد مداولة المجلس البلدي ‪.‬‬

‫* الوقوف بصفته فرعا من الضبط البلدي ‪:‬‬


‫األقل في جانب واسع منه إلى الضبط البلدي ذلك ّأنه من مشموالت رئيس البلدية أن‬ ‫ّ‬ ‫أن الوقوف يخضع على‬ ‫تقدم ّ‬
‫مما ّ‬
‫يبرز ّ‬
‫السكنية ‪.‬ومثلما هو‬
‫ّ‬ ‫التجمعات‬
‫ّ‬ ‫السيارات داخل‬
‫يتّخذ بالطبع في إطار احترام القانون كل التراتيب والتدابير الفردية التّى تتعلّق بوقوف ّ‬
‫فإن السلطة التّى يتمتّع بها رئيس البلدية في هذا المجال ال يمكنه التفويت فيها للغير ‪.‬‬
‫ضبطية ّ‬
‫ّ‬ ‫صالحية‬
‫ّ‬ ‫لكل‬
‫الشأن بالنسبة ّ‬
‫‪33‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫ضبط األمن العام ‪:‬‬


‫الطبيعية ضمن المهام الخاضعة للضبط اإلداري وهي تمثّل بالخصوص أحد مواضيع‬ ‫ّ‬ ‫تندرج حماية العموم من األخطار‬
‫كل ما من‬
‫أن التراتيب البلدية تشمل ‪ّ ...‬‬
‫للبلديات يقتضي في فقرته الخامسة ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الفصل ‪ 74‬من القانون األساسي‬
‫الضبط البلدي ‪.‬ذلك ّ‬
‫شأنه أن يم ّكن من تالفي الحوادث واآلفات والكوارث بشتّى الوسائل المالئمة وتدارك أمرها والفيضانات واألوبئة واألمراض المعدية‬
‫للتدخل في األمر عند اإلقتضاء ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأوبئة الدواب مع دعوة السلط العليا‬

‫يتخذها رئيس البلدية بصفته سلطة ضبط بلدي للوقاية من الحوادث الطبيعية‬‫أن التدابير التّى ّ‬
‫ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى ّ‬
‫يتعين حماية العموم منها ‪.‬ومن بين وسائل الحماية المستعملة قيام الجهة البلدية بوضع عالمات‬
‫وتنوع األخطار التّى ّ‬
‫تختلف باختالف ّ‬
‫مميزة لتالفي هذه األخطار ‪.‬والجدير بالتذكير في هذا المجال ّأنه لئن كانت هذه القاعدة ‪،‬قاعدة وجوب وضع عالمات ممّيزة ‪،‬م ّبررة في‬
‫ّ‬
‫فإنها تبدو صعبة التطبيق في جميع األحوال بما ّأنه ال يمكن للمسؤولين‬ ‫المطلق ضرورة ّأنها تم ّكن من استبعاد األخطار المحتملة ّ‬
‫فإن عدم مبادرة الجهة‬‫طبيعية ولذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫خاصة متى كانت هذه األخطار متأتّية من مصادر‬ ‫ّ‬ ‫كل األخطار‬‫يتصوروا مسبقا ّ‬
‫ّ‬ ‫البلديين أن‬
‫ّ‬
‫البلدية بوضع هذه العالمات ال ينتج عنها خطأ من جانبها إالّ في حالتين اثنتين ‪:‬‬
‫ّ‬
‫تصور حدوثه‪.‬‬
‫خفيا وغير بارز لكن كان يمكن لجهة اإلدارة ّ‬ ‫‪1‬ـ يجب أن يكون هناك خط ار ّ‬
‫التصدى لها‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجب أن يتجاوز هذا الخطر األخطار التّي يقدر العموم عادة على تالفيها و ّ‬

‫قائية‬
‫الطبيعية اليمكن أن يحجب اإلحتياطات الو ّ‬
‫ّ‬ ‫مميزة لتفادي األخطار‬
‫وال تفوتنا اإلشارة كذلك إلى أ ّن واجب وضع عالمات ّ‬
‫المشرع على كاهل‬
‫ّ‬ ‫الوقائية تلك التى يضعها‬
‫ّ‬ ‫للتصدى لتلك األخطار ومن أمثلة هذه التدابير‬
‫ّ‬ ‫البلدية أن يتّخذها‬
‫ّ‬ ‫األخرى التّى على رئيس‬
‫أن دور السلطة البلدية ال ينحصر في هذا المجال في وضع عالمات في أماكن‬ ‫البلديات التّى توجد بها محطّات استحمام ضرورة ّ‬
‫ّ‬
‫المستحمين في حالة وقوع حوادث هذا‬
‫ّ‬ ‫تصور نظام خاصّ لمساعدة ونجدة‬‫يتعدى ذلك إلى ّ‬
‫االستحمام الخطرة على العموم فحسب بل ّ‬
‫الخاصة المجاورة للشواطئ من فعل مياه البحر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كمثال ّأول وكثان القيام بأشغال لحماية األمالك‬
‫يتعداه‬
‫الطبيعية فحسب بل ّأنه ّ‬
‫ّ‬ ‫المتأتية من العوامل‬
‫ّ‬ ‫أن ضبط األمن العام ال يشمل مجال األخطار‬ ‫كما تحسن المالحظة ّ‬
‫الضارة أو المفترسة – الفقرة‬
‫ليتعلّق كذلك بكل التدابير التّى ترمي إلى توقّي أو تالفي األخطار التّى قد تنشأ عن جوالن الحيوانات ّ‬
‫السادسة من الفصل ‪ 74‬من قانون البلديات ‪. -‬‬

‫تدخل رئيس البلدية إالّ عندما يتعلّق الشأن بالحيوانات الضارة أو المفترسة فإّنها تؤ ّكد‬
‫ولئن كانت صياغة هذه الفقرة تشترط ّ‬
‫الناجعة للوقاية وكذلك االحتياطات الالّزمة لتكون الق اررات التّى‬
‫أن دور رئيس البلدية يتمثّل في اتّخاذ التدابير ّ‬
‫للشك على ّ‬
‫ّ‬ ‫بما ال يدعو‬
‫يتّخذها في هذا المجال متبوعة بالتّنفيذ الفعلي ‪.‬‬
‫الضارة أو باألحرى عن شرودها ال تتأتّى من كونها حيوانات بل من‬‫ولما كانت األخطار المتولّدة عن جوالن الحيوانات ّ‬ ‫ّ‬
‫دية قد‬
‫فإن الواجب المحمول على عاتق رئيس البل ّ‬
‫العمومية ّ‬
‫ّ‬ ‫حد ذاتها عراقيل للجوالن بالطرقات‬
‫وضعيتها إذ ّأنها يمكن أن تكون في ّ‬ ‫ّ‬
‫خاصة متى كانت هذه الحيوانات من زمرة الحيوانات المفترسة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حد قتلها‬
‫يصل إلى ّ‬

‫‪34‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫العمومية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫ضبط‬
‫صحة الس ّكان وكذلك كل التدابير التي‬
‫العمومية كل التراتيب التي تتخذها الجهة اإلدارّية بغاية حفظ ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫يقصد بضبط‬
‫تتّخذها مسبقا نفس الجهة لمجابهة كل ما هو مخل بالصحة أو حذفه أو التنقيص منه ‪ .‬ويدخل هذا العمل منذ أمد بعيد في اختصاص‬
‫بلدية‬
‫العمومية اليمثّل في جميع األحوال مسألة ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫أن حماية أو حفظ‬‫المحلية ولعلّه من المفيد اإلشارة في هذا المجال ّ‬
‫ّ‬ ‫السلطات‬
‫أن القرار المتعلّق‬
‫الصيدلية حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫تدخل الدولة ‪ :‬مثال ضبط المواد‬
‫أن بعض األعمال المتعلّقة بها ترجع بطبيعتها إلى ّ‬
‫فحسب ضرورة ّ‬
‫عية‬
‫بتسجيل دواء ما بإحدى الجداول يتّخذ على النطاق الوطني وليس المحلّي ‪...‬وكذلك الشأن بالنسبة لزجر المخالفات المتعلّقة بنو ّ‬
‫الغذائية ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫المواد‬

‫ومية‬
‫صحة العم ّ‬
‫الخاصة المحدثة قصد المحافظة على ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الضبطيات‬
‫ّ‬ ‫بتعدد‬
‫يتميز ّ‬
‫أن الوضع الحالي ّ‬
‫كما ال تفوتنا اإلشارة إلى ّ‬
‫صالحياته في هذا‬
‫ّ‬ ‫كليا أو جز ّئيا من‬
‫البلدية في بعض األحيان ّ‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إلى تجريد رئيس‬
‫‪ .‬ومن نتيجة ذلك على الضبط البلدي ّأنه ّ‬
‫ساسية مثال ‪:‬‬
‫العمومية تسند لممثّلي السلطة المركزّية الصالحيات األ ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫الخاصة الصادرة في مجال‬
‫أن التراتيب ّ‬ ‫المجال ضرورة ّ‬
‫صحة‬
‫يتدخل في مجال ال ّ‬
‫بأنه يمكن للوالي أن ّ‬ ‫بالصحة أو المقاهي ‪.‬ويحسن التذكير من جهة أخرى ّ‬‫ّ‬ ‫المؤسسات الخطرة والمخلّة‬
‫العمومية كلّما وجدت اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫العمومية عن طريق سلطاته العامة إلشراف الحلول وذلك باتخاذه كل تدبير يرمي إلى حفظ‬‫ّ‬
‫‪.‬ومما يجب مالحظته في هذا‬ ‫ّ‬ ‫أي إجراء لتفاديه رغم تنبيهها بذلك من الوالي‬
‫المحلية نفسها أمام خطر داهم ولم تتخذ الجهة البلدية ّ‬
‫ّ‬
‫أن هذا األخير يقضي بإلغاء كل تدبير ضبطي يتّخذه الوالي ت ّبين‬‫أن شروط مباشرة إشراف الحلول هذا يراقبها القاضي اإلداري و ّ‬
‫الشأن ّ‬
‫البلدية في مجال ضبط‬
‫ّ‬ ‫يخص الق اررات الفردية التي يتّخذها رئيس‬
‫ّ‬ ‫البلدية ‪.‬وفيما‬
‫ّ‬ ‫موجه إلى رئيس‬
‫أن اتخاذه وقع دون تنبيه مسبق ّ‬ ‫ّ‬
‫تتميز بكونها ‪:‬‬
‫العمومية تحسن اإلفادة ّأنها ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬
‫ـ تدابير ضبط عام تجد سندها في مقتضيات الفصل ‪ 74‬من قانون البلديات‬
‫صحي آخر ‪.‬‬
‫فإنها تصدر مباشرة عن رئيس البلدية ودون استشارة المجلس البلدي أو أي هيكل ّ‬
‫ـ وبالتالي ّ‬

‫ولرئيس البلدية في حالة اإلستعجال أي في حالة الخطر الداهم والمحدق الصفة التّخاذ كل تدبير تفرضه الظروف المحلية‬
‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫تتدخل في نفس المجال ‪.‬ويتعلّق األمر‬
‫تعديا على سلطة الضبط الخاص التّي ّ‬‫تدخله ذلك من شأنه أن يمثّل ّ‬ ‫حتّى وان كان ّ‬
‫البلدية في الحاالت‬
‫ّ‬ ‫تدخل السلطة‬
‫أن ّ‬‫ومما يحسن التأكيد عليه في هذا اإلطار ّ‬
‫بالصحة ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات الخطرة والمخلّة‬
‫ّ‬ ‫بضبط‬
‫اإلستعجالية هو في الواقع تطبيق للمبدإ العام في القانون اإلداري القائل ب‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن الضبط الخاص ينزع عن رئيس البلدية صالحيات الضبط البلدي‬ ‫‪1‬ـ ّ‬
‫المخصصة للضبط الخاص ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التدخل في الميادين‬
‫ّ‬ ‫‪2‬ـ و ّأنه في حالة الضرورة أو االستعجال يسترجع رئيس البلدية حقّه في‬
‫أشد‬
‫بلديته تدابير ّ‬
‫العمومية أن يتّخذ في نطاق حدود ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحة‬
‫ّ‬ ‫حق رئيس البلدية في نطاق ضبط‬ ‫وغني عن البيان ّأنه من ّ‬
‫ّ‬
‫البلدية بصفته سلطة ضبط عام للص ّحة‬
‫ّ‬ ‫صرامة من التدابير التّى تتّخذها السلطة التّى لها صالحيات الضبط الخاص ‪ .‬ولرئيس‬
‫العمومية أن ‪:‬‬
‫ّ‬
‫صحة المياه ‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على حفظ ّ‬
‫مختص لتنظيم بناء اآلبار واحداثها وكذلك تطبيق التشريع المتعلّق بالقنوات والتطهير‬
‫ّ‬ ‫فإن رئيس البلدية‬
‫وفي هذا المجال ّ‬
‫المحلية وبتنظيم أو تحجير سيالن أو إلقاء كل ما من‬
‫ّ‬ ‫العمومية‬
‫ّ‬ ‫الخاصة لتوزيع الماء بشبكة التوزيع‬
‫ّ‬ ‫الخاص وبأن يأذن بربط الشبكات‬
‫العمومية كما ّأنه مختص بأن يأذن باتخاذ التدابير الالّزمة بتطهير أو حذف أماكن‬
‫ّ‬ ‫الحمامات‬
‫العمومية وبتهيئة ّ‬
‫ّ‬ ‫بالصحة‬
‫ّ‬ ‫يضر‬
‫شأنه أن ّ‬
‫تراكم المياه داخل أو قرب المساكن عندما تكون هذه المياه من شأنها أن يتولّد عنها خطر على صحة العموم ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫انية ‪:‬‬
‫‪ -‬توقّى الجوائح الحيو ّ‬
‫الضارة‬
‫ّ‬ ‫تجمع الحيوانات والقضاء على الحيوانات‬ ‫مختص ألن يأذن باتخاذ كل التدابير الالزمة لمراقبة أماكن ّ‬‫ّ‬ ‫فرئيس البلدية‬
‫وخاصة منها الحشرات وكل الحيوانات التّى من شأنها أن تكون مصد ار لألمراض المعدية مثل الفئران والذباب والناموس ‪...‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬توقّى األمراض المعدية ‪:‬‬
‫الطبية المتعلّقة باألمراض المتن ّقلة والسهر على تنفيذ تدابير‬
‫ّ‬ ‫تقبل التصاريح‬
‫في هذا المجال يدخل في اختصاص رئيس البلدية ّ‬
‫التطهير والتخلّص من كل األشي ـاء التّى سبق استعمالها من المرضى ‪...‬‬

‫الغذائية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬السهر على حفظ صحة المواد‬
‫الغذائية والبحث عن الغش في المجال وكذلك مراقبة‬
‫ّ‬ ‫وفي هذا اإلطار يرجع لرئيس البلدية االختصاص لتنظيم عرض المواد‬
‫الغذائية ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫عامة تنظيم عمليات تفقد على المواد‬
‫سالمة اللحوم قبل عرضها للبيع وبصفة ّ‬

‫انية ‪:‬‬
‫الصحة بالطرقات العمر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬السهر على حفظ‬
‫مخصصة‬
‫ّ‬ ‫ويعمل رئيس البلدية في هذا اإلطار على تطهير الطرقات وذلك برفع الفضالت المنز ّلية عن طريق مصلحة بلدية‬
‫للغرض وعلى منع احداث مواضع إللقاء الفضالت وبقايا الحيوانات بالطرقات وعلى تنظيم تنظيف هذه الطرقات عن طريق مصلحة‬
‫العمومية وكذلك على تحجير وتنظيم حسب الحالة سيالن المياه المنز ّلية‬
‫ّ‬ ‫الميتة بالطرقات‬
‫مخصصة وعلى رفع جثث الحيوانات ّ‬ ‫ّ‬ ‫بلدية‬
‫ّ‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالصحة بالطرقات‬
‫ّ‬ ‫بالطريق وكذلك على تنظيم تن ّقل المواد المخلّة‬

‫وتحسن اإلفادة أنّ قرار وزير الداخلية المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1999‬والمتعلّق بدفع الخطايا التّى تسلّط من أجل ارتكاب‬
‫صنفها إلى‬
‫يعدد ‪ 47‬مخالفة ّ‬‫البلدية ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحية بالمناطق التابعة للمجالس الجهوية والمناطق‬
‫ّ‬ ‫الصحة والشرطة‬
‫ّ‬ ‫مخالفات لتراتيب حفظ‬
‫يعرض كل من يقترف إحداها إلى خطايا ضبط مقاديرها ب‪ 10‬دنانير بالنسبة للصنف األول و‪ 30‬دينار بالنسبة‬ ‫ّ‬ ‫ثالث أصناف‬
‫للصنف الثاني و‪ 50‬دينار بالنسبة للصنف الثالث منها ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫الّتابيّة والتّعمري‬
‫التّهيئة ّ‬
‫يمثّل التعمير إحدى الخاصيات الهامة واألساسية للفترة المعاصرة وهو مرتبط شديد االرتباط بظاهرة التصنيع التي من نتيجتها‬
‫النمو السريع للمدن على حساب العيش بالريف‪.‬‬

‫مما ّأدى إلى ظهور قانون جديد يهدف إلى إدخال نوع من‬
‫خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ّ‬
‫ّ‬ ‫أهمية هذا النمو‬
‫وقد تزايدت ّ‬
‫العقلنة في هذا المجال ‪.‬‬

‫تصور وتنظيم وتحقيق نمو المدن بصفة إرادية وانطالقا من العوامل الجغرافية واالجتماعية‬
‫ّ‬ ‫فن‬
‫ويمكن تعريف التعمير بكونه ّ‬
‫واالقتصادية والجمالية والثقافية التى يمكن أن تحدد معالمه ‪ .‬وبعبارة أخرى يمكن القول أن التعمير هو علم تهيئة المدن ‪.‬‬

‫أما التهيئة الترابية فيقصد بها حسب الفصل الثاني من القانون عدد‪122‬لسنة ‪ 1994‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1994‬والمتعلق‬
‫بإصدار مجلة التهيئة الترابية والتعمير جملة من االختيارات والتوجهات واإلجراءات التي يتم ضبطها على المستوى الوطني أو‬
‫الجهوي لتنظيم استعمال المجال الترابي والتي من شأنها أن تضمن خاصة التناسق في تركيز المشاريع الكبرى للبنى األساسية‬
‫والتجهيزات العمومية والتجمعات السكنية ‪.‬‬

‫ويمثل التعمير أولى غايات التهيئة الترابية إذ أنه يبرز بكونه سياسة تهيئة ترابية تماما مثلما هو الشأن بالنسبة للبيئة ‪ .‬على‬
‫أن التعمير يهدف إلى تنظيم‬
‫أن التهيئة الترابية ترمي إلى تحقيق أهداف أوسع من التعمير بما ّأنها تشمل كامل تراب البالد في حين ّ‬
‫ّ‬
‫المدينة ‪.‬‬

‫أن التهيئة الترابية أسندت منذ غرة فيفرى ‪ 1993‬إلى و ازرة مستقلة بذاتها هي و ازرة البيئة والتهيئة‬
‫ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى ّ‬
‫أن األمر المذكور ينص في فصله الخامس على إلحاق اإلدارة العامة للتهيئة‬ ‫الترابية بمقتضى األمر عدد‪ 330‬لسنة ‪ 1993‬والى ّ‬
‫الترابية التابعة لو ازرة التجهيز واإلسكان بو ازرة البيئة والتهيئة الترابية وذلك باستثناء مصالح التهيئة العم ارنية التى تبقى تابعة لو ازرة‬
‫التجهيز واإلسكان ‪.‬‬

‫يتميز بعدم‬
‫أن قانون التعمي ـر يمثّل فرعا من الق ـانون العام ‪ droit public‬أي ّانه ّ‬
‫ويحسن التأكي ـد من ن ـاحية أخرى على ّ‬
‫يتميز عن قانون البناء ال ّذي يخضع‬
‫أن قانون التعمير ّ‬
‫المساواة بين الذوات العمومي ـة واألفراد وذلك بالطبع باسم المصلح ـة العـامة ‪.‬كما ّ‬
‫في معظمه إلى القانون الخ ـاص ونقصد هنا المس ـائل المتعلّقة بالق ـانون األس ـاسي للب ـاعثين العقاريين ومسؤولية المقاولين والمهندسين‬
‫أن المقاولين الخواص‬
‫أن هذا ال يعني ّ‬
‫المعماريين وارتفاقات القانون الخاص وهي مسـ ـائل خ ـارجة عن نطاق قانون التعمير ‪ .‬على ّ‬
‫التعرض إلى مسائل‬
‫أن درس قانون البناء يستدعى حتما ّ‬‫يفسر ّ‬
‫ولعل هذا الوضع هو الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫يمكنهم مخـ ـالفة بعض القواعد العمرانية‪.‬‬
‫العامة للتّعمير ‪.‬‬
‫تتعلّق في ذات الوقت بالبناء والتعمير مثل رخصة البناء أو القواعد ّ‬

‫أساسيتين تكمنان في المكانة الخاصة والهامة التي تحتلّها في‬


‫بخاصيتين ّ‬
‫ّ‬ ‫يتميز قانون التعمير عن فروع القانون األخرى‬
‫كما ّ‬
‫تشعبه‪.‬فالقواعد العامة التي تحكم إسناد تراخيص البناء خاصة في غياب مثال لشغل األرض تبقي‬
‫إطاره السلطة التقديرية وكذلك في ّ‬

‫‪37‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫تعدد‬
‫بالتشعب فالمالحظ أنه يتأتّى من ّ‬
‫ّ‬ ‫أما فيما يتعلّق‬
‫للسلطة اإلدارّية كامل الحرّية لرفضها ‪.‬وسوف نرجع إلى هذه المسالة الحقا‪ّ .‬‬
‫أن القواعد المتعلّقة بالتّعمير تجد مصادرها في ‪:‬‬
‫مصادر هذا القانون ومن عدم ثبات هذه المصادر ‪ .‬ذلك ّ‬
‫المشرع عن طريق قوانين يصدرها في المجال ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تدخالت‬
‫ـ ّ‬
‫تيبية ‪.‬‬
‫ـ تدخالّت السلطة التر ّ‬
‫ـ المناشير ‪.‬‬

‫ويشمل التشريع المتعلق بالتعمير في معناه الواسع مجموع الوسائل القانونية التي تتحقق بها تهيئة المدن ‪.‬وهذه الوسائل‬
‫متعددة ويمكن تصنيفها في صنفين ‪:‬‬
‫أما الصنف الثاني فيشمل تلك التّي ترمي‬
‫األول فيكمن في الوسائل التي تهدف إلى تهيئة الملك العام العمراني و ّ‬
‫أما الصنف ّ‬ ‫ّ‬
‫ويتكون الملك العام العمراني من شبكة الطرقات العمومية‬
‫ّ‬ ‫التجمعات السكنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تكون في مجموعها‬‫الخاصة والتّي ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى تهيئة الممتلكات‬
‫تخول لإلدارة‬
‫القانونية التّي ّ‬
‫ّ‬ ‫أما الوسائل‬
‫المخصصة لمنفعة الس ّكان المشتركة ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫وفروعها وكذلك من األراضي والبناءات واإلحداثات‬
‫العمومية الالّزمة لتهيئته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تكوين هذا الملك العام العمراني فهي أساسا اإلنتزاع من أجل المصلحة العمومية واألشغال‬

‫فإن التعمير يقتضي أيضا أن تكون لإلدارة بعض السلطات على هذ ه‬ ‫يخص البناء الخاص أو الممتلكات الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫وفيما‬
‫الممتلكات وهي خاصة سلطات الضبط أي بعبارة أخرى سلطات تنظيم حرّيات س ّكان المدن وخاصة حريتهم في البناء ‪ :‬تدخل اإلدارة‬
‫في مجال الضبط العام للنظام العام وضبط الصحة العمومية وضبط المعالم التاريخية والجمالية العقارية وضبط المؤسسات الخطرة‬
‫والمخلة بالصحة وضبط العقارات المتداعية للسقوط ‪.....‬‬

‫أن التعمير العصري لم يعد يتوقّف على مباشرة صالحيات الضبط على البناءات الخاصة فقط بل ّإنه يهدف إلى‬ ‫على ّ‬
‫حد مساعدة الخواص‬‫تشجيعها ‪ :‬تشجيع بناء المساكن الجماعية عن طريق المؤسسات العمومية مثال ‪....‬وقد تصل الجهة اإلدارية إلى ّ‬
‫إما‬
‫ترخص للذوات العمومية في اقتناء عقارات عن طريق اإلنت ازع ّ‬
‫على إنجاز البناءات الخاصة وذلك عن طريق القروض كما أنها ّ‬
‫صناعية حتّى تساهم في التوسع العمراني ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لتقسمها مباشرة أو لبناء مجموعات سكنية أو بناءات‬
‫ّ‬ ‫لمقسمين أو‬
‫لتسندها ّ‬

‫أن مباشرة هذه الصالحيات اإلدارية يكلّف الدولة مبالغ مالية هامة تتمثل أساسا في دفع غ ارمات التعويض‬
‫وغني عن البيان ّ‬
‫ّ‬
‫تقدمها في قالب تشجيع للبناء الخاص ‪.‬‬
‫المنجرة عن أشغال التهيئة أو في المساعدات التي ّ‬
‫ّ‬ ‫عن اإلنتزاع أو في تغطية المصاريف‬

‫املعنية بالتهيئة والتعمري‬


‫قسم ّأول ‪ :‬اهلياكل ّ‬
‫أن‬
‫يرجع تحديد وتنفيذ سياسة التهيئة والتعمير إلى عديد المصالح اإلدارية والجماعات العمومية والهياكل المختلفة على ّ‬
‫الق اررات الهامة في هذا المجال تبقى من اختصاص الدولة التّي تباشر عن طريق مصالحها المختلفة رقابتها على عمل الجماعات‬
‫مختصة وبالخصوص‬
‫ّ‬ ‫أن تنفيذ سياسة التهيئة يرتكز أساسا على هياكل‬
‫يجدر التأكيد عليه في هذا المجال ّ‬ ‫ومما‬
‫المعنية ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫العمومية‬
‫ّ‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمومية‬
‫ّ‬ ‫على الجماعات‬
‫مصاحل الدولــة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المركزية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬السلط‬
‫ـ و ازرة البيئة والتهيئة الترابية التي أناط المشرع بعهدتها الدور األكبر في مجال التهيئة الترابية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫‪ ‬الو ازرات المعنية األخرى وهي ‪:‬‬


‫ـ و ازرة الداخلية التي تلعب هي األخرى دو ار هاما في مجال التهيئة بما أنها مكلفة بمراقبة وتوجيه عمل الجماعات المحلية‬
‫فيما يخص التهيئة والتعمير ‪.‬‬
‫تطور الفضاء الريفي ‪..‬‬
‫ـ و ازرة الفالحة هي األخرى مشمولة مباشرة ضرورة أن للتهيئة والتعمير تأثي ار كبي ار على ّ‬
‫التدخل بصفة مكثّفة في مجال التعمير ‪.‬‬‫ّ‬ ‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫خول لها‬
‫ـ و ازرة التجهيز التي ّ‬
‫الشؤون العقارية المعنية كذلك بعمليات التعمير ‪.‬‬
‫ـ و ازرة أمالك الدولة و ّ‬

‫‪ ‬التنسيق الوزاري ‪:‬‬


‫تعدد اإلدارات المعنية بسياسة التعمير من شأنه أن يولّد مشكل التنسيق بين مختلف تدخالت الدولة في مجال التعمير‬
‫إن ّ‬
‫خاصة ينص عليها الفصل ‪ 3‬من مجلة التهيئة الترابية والتعمير وهي اللجنة‬
‫ّ‬ ‫مهمة التنسيق هذه إلى هيئة‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.‬ولهذا السبب أسند‬
‫الو ازرية للتهيئة والتعمير‬

‫‪ .2‬المصالح الخارجية للدولة ‪:‬‬


‫يتعلق الشأن في هذا المجال بـ ‪:‬‬
‫× اإلدارات الجهوية للتجهيز المحدثة بجميع الواليات‬
‫× الوالة الذين لهم دو ار هاما في مجال التهيئة بصفتهم سلط إشراف على الجماعات العمومية المحلية ورؤساء‬
‫مصالح الدولة في جهاتهم ‪ .‬وعلى هذا األساس أسند لهم المشرع ضمن مجلة التهيئة والتعمير كل الصالحيات سواء عند إعداد مشاريع‬
‫أمثلة التهيئة العمرانية أو عند المصادقة على هذه األمثلة ‪...‬‬

‫الجماعات الترابية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تصور تهيئة المدن معقودا في معظمه إلى مصالح الدولة فإن تنفيذ السياسة العمرانية‬
‫ّ‬ ‫لئن كان اإلختصاص في مجال‬
‫ولعل هذا الوضع هو الذي جعل المشرع يلجا إلى تشريكها في تحديد هذه التهيئة‬‫ّ‬ ‫يرتكز أساسا على الجماعات العمومية المحلية ‪.‬‬
‫حاليا إلى تالق تام‬
‫مما ّأدى ّ‬
‫سواء باإلستشارة أو اإلقتراح أو بالمشاركة في إعداد مشاريع أمثلة هذه التهيئة العمرانية ومراجعتها ّ‬
‫لصالحيات وسلطات الدولة والجماعات الترابية في هذا المجال ‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة في هذا المضمار هو أن بعض البلديات الصغرى والمتوسطة ال تشمل على مصالح فنية قادرة على‬
‫مواجهة متطلبات التعمير ولذلك فهي تلجأ عادة إلى طلب مساعدة بعض الهياكل الخارجية وخاصة إلى اإلدارات الجهوية للتجهيز‬
‫حقيقية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بلدية‬
‫إستقاللية ّ‬
‫ّ‬ ‫لنمو‬
‫الهامة ّ‬
‫فتكون بالتالي في حالة تبعية األمر ال ّذي يش ّكل إحدى العراقيل ّ‬

‫المختصة ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الهياكل‬ ‫‪‬‬
‫تنقسم هذه الهياكل إلى قسمين ‪:‬‬
‫ـ هياكل دراسة‬
‫تدخل‬
‫ـهياكل ّ‬
‫أما هياكل الدراسة فتكلّف أساسا بـ ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪39‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫وتخول تحديد إختيارات التهيئة وت ارتيب استعمال األرض‬
‫‪ 1‬ـ القيام بدراسات تصحب إعداد وثائق التعمير ّ‬
‫‪ 2‬ـ القيام بعمليات مسبقة لعمليات التعمير ‪.‬‬
‫أما هياكل التدخل فهي أساسا ‪:‬‬
‫وّ‬
‫‪ 1‬ـ هياكل عقارية أو مؤسسات عمومية محلية أو وطنية مكلّفة بالقيام لفائدة الجماعات العمومية باقتناء األراضي الالّزمة للتعمير‬
‫أو بالمحافظة على المعالم والفضاءات الطبيعية ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ هياكل تهيئة مثل الوكاالت العقارية‬


‫}لكنها تنتمي إلى القطاع العام أو شبه العام‬
‫خاصة {سواء باعثون عقاريون أو شركات بناء ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 3‬ـ هياكل بناء وهي عادة شركات‬
‫اإلجتماعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مثل شركة النهوض بالمساكن‬

‫قسم ثان ‪ :‬تنظيم التهيئة والتعمري ‪.‬‬


‫توجد ثالث أصناف ألمثلة التهيئة ‪.‬فهناك المثال التوجيهي للتّهيئة ومثال التهيئة العمرانية ومثال التهيئة التفصيلي وعلى‬
‫القارئ الرجوع إلى الكتابات المتخصصة في هذا الموضوع للوقوف على كيفية إعداد مختلف هذه األمثلة ومحتواها وكيفية المصادقة‬
‫عليها وكذلك آثار المصادقة عليها ‪.‬‬

‫ابية ‪.‬‬
‫قسم ثالث ‪ :‬عمليّات التهيئة ال رت ّ‬
‫ص تحديد‬ ‫التدخل العقاري وأخرى تخ ّ‬
‫ّ‬ ‫ابية ثالثة أشكال حيث هناك عمليات تتعلق بإحداث دوائر‬ ‫عمليات التهيئة التر ّ‬
‫ّ‬ ‫تأخذ‬
‫المتخصصة للوقوف على‬
‫ّ‬ ‫المدخرات العقارية وكذلك عمليات تتعلّق بالتقسيم والبد من الرجوع فيما يشمل هذه المسائل إلى الكتابات‬
‫ّ‬
‫كيفية تحديد واعداد هذه الدوائر وكذلك آثار المصادقة عليها والشروط الواجب إحترامها للحصول على ترخيص من الجهة اإلدارية قبل‬
‫ّ‬
‫المبادرة بالقيام بهذه العمليات ‪.‬‬
‫يهم مراقبة احترام األفراد لهذه التراتيب‬
‫خاصة فيما ّ‬
‫ّ‬ ‫ولما كانت التراتيب البلدية تتعلّق في جانب كبير منها بالمجال العمراني‬
‫ّ‬
‫الرابع من هذا الباب ‪.‬‬
‫فإننا اخترنا التعّرض إلى هذه المسألة في إطار القسم ّ‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫المقررة من‬
‫ّ‬

‫انية ‪.‬‬
‫قسم رابع ‪ :‬م راقبة اح رتام ال رتاتيب العم ر ّ‬
‫إما بصفة مسبقة أو موازية أو الحقة ‪.‬‬
‫محلية‪ّ ،‬‬
‫‪،‬وطنية كانت أم ّ‬
‫ّ‬ ‫يمكن مراقبة احترام مستعملي األرض للتراتيب العمرانية‬
‫أن تواجد هذه األنظمة من الرقابة تهدف كلّها إلى تمكين المصالح البلدية من‬‫ولعلّه من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى ّ‬
‫يمس من النظام العام المحلّي سواء تعلّق‬
‫التدخل‪ ،‬ما من شأنه أن ّ‬
‫ّ‬ ‫تدخلهم واطار هذا‬
‫التثبت أن المنظورين ال يأتون ‪،‬مهما كان زمن ّ‬ ‫ّ‬
‫الجمالية للمدينة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األمر بالبيئة والمحيط أو أيضا بالناحية‬

‫وتمثّل رخصة البناء األداة المثلى التي تم ّكن اإلدارة من القيام بالرقابة المسبقة في حين أن الرقابة اللّحقة تباشر عن طريق‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العقوبات سواء اإلدارية أو‬

‫فقرة أولى ‪ :‬الرقابة المسبقة ‪.‬‬


‫أن لإلدارة عدة‬
‫تمثّل رخص ـة البن ـاء أهم أداة تستعملها اإلدارة لتتحقّق من إحت ـرام القواعد المتعلّق ـة باستعمـال األرض ‪ .‬علما و ّ‬
‫أن عديد التراتي ـب العمرانيـّة تقتضي الحص ـول مسبقا على تراخيص خ ـاصة‬ ‫األدوات األخرى تستعمله ـا كذلك في هذا المج ـال بما ّ‬
‫لعل أبرزها يتعلّق بالتقــاسيم ‪.‬‬
‫تخضع عادة إلى نظام شبي ـه بنظ ـام رخصة البن ـاء ّ‬
‫‪40‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫أ ـ رخصة البناء ‪.‬‬


‫قائية التّى يقتضيها‬
‫يخول لجهة اإلدارة مباشرة الرقابة الو ّ‬
‫مولية ‪ .‬وهو ّ‬
‫بالش ّ‬
‫يتميز شرط الحصول على ترخيص قبل القيام بالبناء ّ‬‫ّ‬
‫أن هناك أيضا من األشغال ما ال تستلزم الحصول على ترخيص في البناء ‪.‬‬ ‫بد من اإلشارة كذلك إلى ّ‬
‫تسليم الترخيص غير ّأنه ال ّ‬
‫أ ‪ 1 .‬المبدأ ‪ :‬وجوب الحصول على رخصة بناء ‪.‬‬
‫المعنيون ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األشخاص‬ ‫‪‬‬
‫ينص‬
‫وجوبية الحصول على ترخيص مسبق قبل القيام بالبناء حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫يضع الفصل ‪ 68‬من مجلّة التهيئة الترابية والتعمير مبدأ‬
‫كل من يروم البناء أو إجراء أشغال ترميم لتدعيم بناية موجودة أو إدخال تغييرات عليها ‪ ،‬الحصول على ترخيص في ذلك‬ ‫ّأنه " على ّ‬
‫من رئيس البلدية داخل المناطق البلدية ومن والي الجهة بالنسبة لبقية المناطق " ‪.‬‬
‫الماديون‬
‫ّ‬ ‫كل األشخاص‬
‫ان هذا اإلجراء يخضع إليه ّ‬
‫مما يفهم منه ّ‬
‫عامة ّ‬
‫والملفت لالنتباه في صياغة الفصل ‪ّ 68‬أنها جاءت ّ‬
‫حد سواء ‪.‬‬‫المعنويون على ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫األشغال الخاضعة للترخيص ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن رخصة البناء واجبة حسب صريح الفصل ‪ 68‬المذكور أعاله بالنسبة للبناءات الجديدة مهما كانت غاياتها [ سكن أو تجارة‬
‫ّ‬
‫المشرع في تحقيق رقابة على البناءات الخفيفة التّى‬
‫ّ‬ ‫ولعل في هذا رغبة من‬
‫أو صناعة ]حتّى وان كانت هذه البناءات ال تستدعى أسس ّ‬
‫المس من سالمة البيئة والمحيط ‪.‬‬
‫ما انف ّكت تزداد والتّي يمكن أن تؤدي كثرتها إلى ّ‬

‫أن رخصة البناء واجبة بالنسبة لألشغال المقامة أو المحدثة على البناءات الموجودة والتّي تكون الغاية منها تغيير‬ ‫كما ّ‬
‫يخول للجهة البلدّية أن‬
‫إضافية ‪ .‬فهذا اإلجراء ّ‬
‫ّ‬ ‫طبيعتها [ من سكنية إلى تجارّية مثال ] أو تغيير مظهرها الخارجي أو إحداث طوابق‬
‫أن هذا اإلجراء يم ّكن اإلدارة في‬
‫انية ‪ .‬كما ّ‬
‫تتصدى لتحويل صبغة البناءات كلّما كانت اإلستعماالت المزمعة مخالفة لمثال التهيئة العمر ّ‬
‫ّ‬
‫انية ‪.‬‬
‫الجبائية العمر ّ‬
‫ّ‬ ‫إضافية داخل بناء موجود من اإلنتفاع من بعض الموارد‬
‫ّ‬ ‫حالة إحداث طوابق‬

‫أ ‪ 2 .‬اإلستثناءات للمبدإ ‪.‬‬


‫تشير مجلة التهيئة الترابية والتعمير إلى أن بعض البناءات واألشغال معفاة من الحصول على ترخيص مسبق وذلك بالنظر‬
‫أهميتها ‪ .‬وينص الفصل ‪ 70‬من المجلة المذكورة على أن البنايات العسكرية ذات الصبغة السرية ال تخضع‬
‫إلى طبيعتها أم إلى عدم ّ‬
‫إلى ترخيص كذلك الشأن بالنسبة لألشغال التى ترمي إلى إدخال تغييرات أو إصالحات عادية وضرورية على بناية مقامة ‪.‬‬
‫أن قائمة هذه األشغال تصدر بقرار من الوزير‬
‫أن ذات الفصل ‪ 70‬ينص على ّ‬ ‫ومن المفيد اإلشارة في هذا المجال إلى ّ‬
‫خاصة ‪.‬وبالفعل صدر قرار في الغرض عن وزير التجهيز‬
‫ّ‬ ‫المكلّف بالتعمير باستثناء ما خضع منها إلى أحكام تشريعية أو ترتيبية‬
‫بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد‪ 66‬بتاريخ ‪ 18‬أوت ‪ 1995‬ص ‪. 1800‬‬
‫واإلسكان بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪ 1995‬وهو منشور ّ‬

‫أ ‪ 3 .‬تسليم رخصة البناء ‪.‬‬


‫تقديم مطلب الترخيص ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪41‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫ال ينص التشريع المتعلق برخصة البناء على صيغة معينة لتقديم مطلب الترخيص ‪ .‬فهو يكتفي ضمن الفصل ‪ 71‬منه‬
‫أن ق ار ار من الوزير المكلّف بالتعمير يضبط الوثائق الالّزمة لتكوين ملف رخصة البناء وأجل صلوحيتها والتمديد فيها‬
‫باإلشارة إلى ّ‬
‫تعرض إلى كل تلك الشروط ‪ .‬فمطلب‬ ‫وشروط تجديدها ‪.‬وصدر بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر‪ 1995‬عن وزير التجهيز واإلسكان قرار في الغرض ّ‬
‫ملكية أو حكم إستحقاقي أو وثيقة‬
‫يقدم من مالك األرض المزمع البناء فوقها ويكفيه في هذه الحالة إثبات صفته بتقديم شهادة ّ‬
‫الترخيص ّ‬
‫ممن ليست لهم عالقة‬ ‫تجنب تقديم المطالب ّ‬
‫‪.‬ويفسر وجوب إثبات صفة المالك بحرص جهة اإلدارة على ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخرى في تملّك األرض‬
‫أن األرض موضوع‬
‫األهمية التى تعطيها اإلدارة لصفة المالك تتأتى من حرصها على التأ ّكد من ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫باألرض المراد التشييد فوقها كما ّ‬
‫محل نزاع استحقاقي أو حوزي ‪.‬‬
‫مطلب الترخيص ليست ّ‬

‫األول من قرار وزير التجهيز واإلسكان المذكور أن يكون‬


‫أما فيما يتعلّق بشكل ومضمون ملف الترخيص فيقتضي الفصل ّ‬‫ّ‬
‫خاصة بشهادة التملّك أو بما يقوم مقامها وبمشروع البناء في ثالث نظائر‬
‫ّ‬ ‫المطلب ممضى من الطّالب على ورق عادي ومرفوقا‬
‫وبوصل إيداع التصريح بالضريبة وبوصل خالص األداءات المتعلّقة باألرض موضوع طلب الترخيص [ أنظر إلى قرار وزير التجهيز‬
‫واإلسكان المؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1995‬المنشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد ‪ 87‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 11995‬ص ‪] 2150‬‬
‫‪.‬‬

‫كل الشروط‬
‫يتثبت من توفّر ّ‬
‫مؤهل للغرض ّ‬
‫أن الملف‪ ،‬عند تقديمه‪ ،‬يقع النظر فيه من عون ّفني ّ‬
‫والبد من اإلشارة إلى ّ‬
‫البت في المطلب ‪.‬‬
‫المطلوبة و ّأنه في حالة توفّر ذلك يسلّم طالب الترخيص وصال في ذلك يكون منطلقا آلجال ّ‬

‫البت في مطلب الترخيص ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫يتعدى ‪ 45‬يوما من تاريخ إيداع‬‫البت في مطلب الترخيص في أجل ال ّ‬‫يقتضي الفصل ‪ 69‬من مجلة التهيئة والتعمير أن يقع ّ‬
‫أن هذا األجل يرفع حسب صريح ذات الفصل إلى ‪ 60‬يوما إذا ما كان البناء المزمع القيام به‬‫تام الموجبات ‪ .‬على ّ‬
‫ملف في الغرض ّ‬
‫يوجد داخل منطقة يكون مثال التهيئة المتعلق بها بصدد اإلعداد والى ‪ 90‬يوما في صورة وجود البناية في حدود ‪ 200‬مت ار حول‬
‫المواقع الطبيعية أو الثقافية أو المناطق المصانة أو المواقع األثرّية ‪.‬‬

‫المقدم‬
‫ّ‬ ‫توجه المطلب‬
‫أي قرار ‪ ،‬أن ّ‬‫ويجب على الجماعة العمومية المحلية المؤهلة لتسليم رخصة البناء ‪ ،‬قبل أن تتّخذ ّ‬
‫الرأي حسب الحال ‪ .‬كما‬
‫حق اإلعتراض أو إلبداء ّ‬
‫إما لمباشرة ّ‬‫للغرض إلى دائرة اإلسكان الموجودة بالمنطقة المزمع البناء بها وذلك ّ‬
‫يجب عليها قبل إرسال المطلب أن تتأ ّكد من إختصاصها إلسناد ذلك الترخيص ‪..‬‬

‫ثم يرفع المطلب إلى نظر اللجنة الجهوية لرخص‬


‫وتنظر دائرة اإلسكان المعنية في المطلب وتتحقّق من احترام حقوق األجوار ّ‬
‫أن بعض البلديات الكبرى مثل تونس وسوسة وصفاقس مكلّفة‬ ‫مرة في األسبوع والتي يكون رأيها استشارّيا ‪.‬علما و ّ‬
‫البناء التي تجتمع ّ‬
‫تهم مجالها الترابي والمشاريع الموجودة داخل حدود خمس كيلومترات دون ضرورة إرسال‬ ‫بالبت مباشرة في مطالب الترخيص التي ّ‬ ‫ّ‬
‫قار أن تسلك نفس النهج‬ ‫فني ّ‬ ‫الجهوية ‪.‬كما ّأنه يجوز للبلديات التي لها مكتب‬
‫ّ‬ ‫مطالب الترخيص فيما بعد إلى مصالح و ازرة التجهيز‬
‫ّ‬
‫فإنها ملزمة بإرسال الملفّات إلى دائرة‬
‫‪.‬أما فيما عداها ّ‬
‫بعد الحصول على الموافقة الصريحة في ذلك من وزير التجهيز واإلسكان ّ‬
‫للبت فيها ‪.‬‬
‫اإلسكان الموجودة بها البناية المزمع إقامتها وذلك ّ‬

‫‪.‬ثم ترجع‬
‫وتوجه هذه الملفّات بعد النظر فيها إلى اللجنة الجهوية لرخص البناء التّابعة لدائرة التجهيز وذلك إلبداء الرأي ّ‬ ‫ّ‬
‫المعنية التّي تقوم بإعالم المعنيين باألمر بالقرار ال ّذي اتّخذ في شأن مطالبهم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البلديات‬ ‫الملفات إلى‬
‫‪42‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫المختصة إلسناد الترخيص في البناء ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫السلطة‬ ‫‪‬‬
‫أن الترخيص في البناء يسلّم في شكل قرار بعد أخذ رأي لجنة فنّية‬‫ينص الفصل ‪ 69‬من مجلّة التهيئة الترابية والتعمير على ّ‬
‫أن السلطة المؤهلة قانونا إلسناد رخصة البناء تتمثّل في رئيس البلدية أو الوالي حسب الحال ‪.‬‬
‫‪ .‬ويشير نفس الفصل إلى ّ‬
‫ويستمد رئيس البلدية اختصاصه هذا من الفصل ‪68‬‬
‫ّ‬ ‫رئيس البلدية رخصة البناء باسم البلدية‬ ‫البلدية ‪ :‬يسلّم‬
‫ّ‬ ‫رئيس‬ ‫‪.1‬‬
‫يجب التأكيد عليه في هذا الشأن هو ّأنه ال يتمتّع بسلطة تقديرية في مجال إسناد رخص البناء‬ ‫‪.‬ومما‬
‫ّ‬ ‫من مجلّة التهيئة الترابية والتعمير‬
‫ممن يروم البناء قد حظي برأي‬
‫المقدم ّ‬
‫ّ‬ ‫مقيدة ضرورة ّأنه ملزم بمنح الترخيص كلّما كان المطلب تام الموجبات‬ ‫إن سلطته في ذلك ّ‬
‫بل ّ‬
‫مقدم له‬
‫المعنية ‪ .‬كما ّأنه ال يجوز لرئيس البلدية أن يمنح ترخيصا في البناء عندما يكون المطلب ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الفنية‬
‫لدن المصالح ّ‬‫إيجابي من ّ‬
‫مخالفا للتراتيب العمرانية ‪.‬‬
‫‪.2‬‬
‫يستمد هذه الصالحية من‬
‫ّ‬ ‫الوالي ‪ :‬للوالي أيضا صالحية إسناد رخص البناء خارج حدود المنطقة البلدية ‪ .‬وهو‬ ‫‪.3‬‬
‫ينص على أن‬
‫جهوية ال ّذي ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 1989‬والمتعلّق بالمجالس ال ّ‬
‫ّ‬ ‫مقتضيات الفصل ‪ 34‬من القانون عدد ‪ 11‬لسنة ‪1989‬‬
‫"يتولّى رئيس المجلس الجهوي خارج المناطق البلدية االضطالع بكل الصالحيات الموكلة لرئيس الجم ـاعة العموميـة المحليـة المتمثّلـة‬
‫عامة " ‪ .‬كما ينص أيضا‬ ‫الرحـة ال ّ‬
‫خصوص ـا في التراتي ـب المتعلّقة بالبن ـاء والمرور والجوالن والطرقات والتنوير والصحـّة والنظ ـافة و ّا‬
‫أن‬
‫مختص إلسناد الترخيص في البناء خارج المناطق البلدية ‪.‬علما و ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن الوالي‬
‫الفص ـل ‪ 68‬من مجل ـة التهيئ ـة الترابي ـة والتعمير على ّ‬
‫يقيد أيضا الوالي مثلما هو الشأن بالنسبة لرئيس البلدية ‪.‬‬
‫رأي اللجنة الجهوية لتراخيص البناء ّ‬
‫‪.4‬‬
‫سلبيا و ّأنه إذا ما كان سلبّيا فيجب أن‬
‫إيجابيا أو ّ‬
‫ّ‬ ‫إما‬
‫بأن رأي اللجنة الجهوية لتراخيص البناء يكون ّ‬ ‫هذا وال يفوتنا التذكير ّ‬
‫الخاصة بالتقاسيم المصادق‬
‫ّ‬ ‫كراس الشروط‬ ‫إما لمقتضيات مثال التهيئة الترابية والتراتيب المتعلّقة به أو لمقتضيات ّ‬
‫يكون معلال ومستندا ّ‬
‫الصحية وتراتيب الطرقات والقواعد المتعلّقـة بالتصفيـف‪.‬كما ّأنه يمكن أن يستند هذا‬
‫ّ‬ ‫عليها أو ‪،‬في غياب مثال التهيئة‪ ،‬إلى التراتيب‬
‫الرأي في جميع الحاالت إلى تشريع أو ترتيب خاص يتعلّق مباشرة أو غير مباشرة بالمنطقة الموجود بها العقار المزمع البناء فوقه مثل‬
‫المناطق األثرية والسياحية والمؤسسات الخطرة والمخلّة بالصحة واإلرتفاقات‪....‬‬

‫يتدخل‬
‫مادة رخص البناء‪ ،‬ضرورة ّأنه ّ‬ ‫أساسيا في ّ‬‫ّ‬ ‫كما ال تفوت اإلشارة إلى ّأنه لئن كان لوزير التجهيز واإلسكان دو ار‬
‫باستمرار في مرحلة البت في مطالب الترخيص المرفوعة إليه سواء من الوالي أو رئيس البلدية لمباشرة حق اإلعتراض أو الموافقة على‬
‫مؤهل إلسناد الترخيص مباشرة لطالبه ‪.‬‬
‫فإنه غير ّ‬
‫الترخيص‪ّ ،‬‬

‫إشهار الترخيص في البناء ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يتحصل‬
‫ّ‬ ‫كل من‬
‫المشرع على ّ‬
‫ّ‬ ‫يمس من حق ـوق الغير‪ .‬ولذلك فقد أوجب‬
‫فإنه ّ‬
‫لئن كان للترخي ـص في البن ـاء طابعا إداريا وفرديـا ّ‬
‫الدفاع عند الحاجة عن حقوقهم ‪.‬ويقتض ـي الفصل ‪ 72‬من‬
‫على رخص ـة في البنـاء أن يقوم بإشه ـ اره حتّى يتم ّكن الغير من معرفة ذلك و ّ‬
‫متحصل على رخصة بناء تعليق لوحة بمدخل الحضيرة يرسم عليها بعنوان‬ ‫ّ‬ ‫كل‬
‫مجلّة التهيئة والتعمير في هذا الصدد أن يتولّى وجوبا ّ‬
‫بارز عدد الرخصة وتاريخ تسليمها مع التنصيص على الجم ـاعة العمومية المحلية التّى أسندتها‪.‬‬

‫ب ـ المصادقة على التقسيم‪.‬‬


‫مختصة ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عمليات التقسيم أيضا إلى نوع من الترخيص يتمثّل في المصادقة ‪ .‬ويم ّكن هذا اإلجراء الجهة اإلدارية ال‬
‫ّ‬ ‫تخضع‬
‫التثبت من مدى احت ارم طالب التقسيم للتراتيب العمرانية في هذا المجال ‪.‬‬
‫رئيس البلدية أو الوالي حسب الحال ‪ ،‬من ّ‬
‫‪43‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫معد ة‬
‫ويعرف الفصل ‪ 58‬من مجلّة التهيئة والتعمير التقسيم بكونه " كل عملية تجزئة قطعة أرض إلى ثالث مقاسم فأكثر ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ثقافية" ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫إجتماعية‬ ‫مشتركة‬ ‫ات‬
‫ز‬ ‫تجهي‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫سياحي‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫صناعي‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫مهني‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫سكني‬
‫ّ‬ ‫ت‬‫ال‬
‫ّ‬ ‫مح‬ ‫‪،‬لبناء‬ ‫‪ ،‬بعد التهيئة‬
‫تحجر ضمن الفصل ‪ 60‬منها إنشاء تقسيمات أو تنميتها أو تحويرها خارج المناطق‬
‫أن المجلّة المذكورة ّ‬
‫وقد تفيد اإلشارة إلى ّ‬
‫المشمولة بمثال تهيئة عمرانية ‪..‬‬

‫ب ‪ .1.‬تقديم ملف التقسيم ‪:‬‬


‫يقدم ملفّا في الغرض إلى الجماعة العمومية‬
‫على كل من يروم القيام بعملية تقسيم على معنى مجلة التهيئة والتعمير أن ّ‬
‫مدة أقصاها أربعة أشهر من تاريخ‬
‫المشرع على عاتق الجهة اإلدارية المذكورة واجب النظر في المطلب في ّ‬
‫ّ‬ ‫المحلية المعنية ‪ .‬ويضع‬
‫تام الموجبات ‪.‬كما يلزم الفصل ‪ 61‬جهة اإلدارة إعالم المعني باألمر بقرارها في أجل الشهر من تاريخ اتّخاذه ‪.‬‬
‫إيداع ملف الطالب ّ‬
‫ومثلما هو الشأن بالنسبة لرخصة البناء تكون اإلدارة ملزمة بتعليل قرارها في صورة ما إذا انتهت إلى رفض مطلب المصادقة‬
‫المشرع لفائدة الطالب لمناقشة هذا الرفض أمام القضاء إن لزم األمر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على التقسيم ‪.‬وفي هذا ضمانة يضعها‬
‫ب ‪ .2 .‬محتوى ملف التقسيم ‪:‬‬
‫أن محتوى ملف التقسيم يضبط بمقتضى قرار من الوزير المكلّف بالتعمير‬ ‫يشير الفصل ‪ 59‬من مجلّة التهيئة والتعمير إلى ّ‬
‫الوجوبية لتكوين هذا الملف ومن بينها‬
‫ّ‬ ‫‪.‬وبالفعل صدر بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1995‬عن وزير التجهيز واإلسكان قرار ضبط فيه الوثائق‬
‫الفنية ‪...‬‬
‫لعملية التقسيم والمثال الموقعي لألرض وجملة من األمثلة ّ‬
‫ّ‬ ‫ومذكرة تقديم‬
‫ّ‬ ‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫يحرر على مطبوعة‬
‫بالخصوص مطلب ّ‬
‫‪.‬البت في مطلب التقسيم ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب ‪3.‬‬
‫لتثبت من استكمال‬
‫المعنية ‪،‬المعتمدية أو البلدية‪،‬التّي تسلّم للطالب وصال وذلك بعد ا ّ‬
‫ّ‬ ‫ملف التقسيم إلى الجهة اإلدارية‬
‫يقدم ّ‬
‫ّ‬
‫لملف على‬
‫ثم تقع إحالة هذا ا ّ‬
‫الفنية الجهوية أو البلدية‪ ،‬حسب الحال‪ ،‬إلبداء الرأي ّ‬
‫الوثائق المطلوبة ‪.‬ويعرض هذا الملف على اللجنة ّ‬
‫البلدية للمصادقة ‪.‬ويبلّغ قرار المصادقة أو الرفض إلى الطالب في اآلجال المذكورة أعاله بمكتوب مضمون الوصول‬
‫ّ‬ ‫الوالي أو رئيس‬
‫مع اإلعالم بالبلوغ كما توجه نسخة من هذا القرار للتجهيز واإلسكان للحفظ ‪.‬‬
‫بأي إشهار قصد بيع أو تسويغ‬
‫يحجر القيام ّ‬
‫هذا وال تفوت اإلشارة إلى ّأ‪ ،‬الفصل ‪ 63‬من مجلّة التهيئة الترابية والتعمير ّ‬
‫األراضي أو المباني التّى شملها التقسيم قبل المصادقة عليها ‪.‬‬
‫فقرة ثانية ‪ :‬الرقابة الموازية ‪.‬‬
‫هامة تستعملها لمراقبة منظوريها لحسن استعمال المجال الترابي الخاضع لها ‪ .‬ولعل أبرز‬‫المشرع الجهة البلدية بوسائل ّ‬
‫ّ‬ ‫خص‬
‫ّ‬
‫يوميا لحضائر األشغال للتّثبت من‬
‫البلدية ّ‬
‫ّ‬ ‫الميدانية التي يقوم بها أعوان التراتيب‬
‫ّ‬ ‫وسيلة تستعملها في هذا المجال تتمثّل في الزيارات‬
‫رخص لهم فيه ‪،‬وان كانت هذه األشغال قد حظيت فعال بترخيص من لدن‬
‫مدى احترام أصحاب هذه األشغال للتراتيب العمرانية‪ ،‬ولما ّ‬
‫المصالح البلدية إلقامتها ‪.‬وتشمـل هذه الوسائل سواء رخصة البناء أوالتقسيمات ‪.‬‬
‫يخص رخصة البناء ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫فيما‬ ‫‪‬‬
‫ابية والتع مير إلى جملة من التدابير يمكن للوالي أو لرئيس البلدية حسب الحال وكذلك للوزير المكلّف‬
‫تشير مجلّة التهيئة التر ّ‬
‫يتعين على الجهات المشار‬
‫بالتعمير أن يتخذها لتفادي خرق التراتيـب المتعلّقـة بالبناء ‪.‬ويقتضي الفصل ‪ 80‬من المجلّة المذكورة ّأنه ّ‬
‫ومعدات الحضيرة‬
‫ّ‬ ‫إليها أعاله أن تتّخذ فو ار ق ار ار في إيقاف األشغال التّي تنجز بدون احترام مقتضيات الرخصة وبحجز مواد البناء‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫مبرراتها في حرص‬
‫أن المقتضيات المومإ إليها تجد ّ‬ ‫وكذلك بوضع األختام عند اإلقتضاء ‪ .‬والجدير بالتذكير في هذا المجال ّ‬
‫التوسع العمراني المنظّم وعلى المظهر الجمالي للمدن‬
‫ّ‬ ‫سلبية تؤثّر على‬
‫المقررة من انعكاسات ّ‬
‫ّ‬ ‫تجنب ما يترتّب عن مخالفة التراتيب‬
‫على ّ‬
‫أقر‬
‫للرصيد العقّاري ‪ .‬وقد يحسن التأكيد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬على ّأنه تفاديا لحصول نتائج وخيمة بالنسبة للمخالف ّ‬
‫وكذلك من إهدار ّ‬
‫‪44‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫اإلمكانية لهذا األخير ‪،‬كلّما أذعن لقرار إيقاف األشغال ‪،‬وفي أجل الشهرين المواليين لتاريخ اتّصاله بالقرار المذكور والذي‬
‫ّ‬ ‫المشرع‬
‫ّ‬
‫المعنية‬
‫ّ‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫اإلدا‬ ‫للسلطة‬ ‫بتقديمه‬ ‫وذلك‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫أم‬ ‫يستدرك‬ ‫‪،‬أن‬ ‫ذ‬‫ف‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫عدل‬ ‫اسطة‬
‫و‬ ‫ب‬ ‫باألمر‬ ‫للمعني‬ ‫تبليغه‬ ‫على‬ ‫المجلة‬ ‫من‬ ‫‪81‬‬ ‫الفصل‬ ‫ينص‬
‫الوضعية طبقا للتراتيب الجاري بها العمل ‪.‬ويمكن لإلدارة إذا ما كانت الوضعية قابلة للتسوية‪ ،‬بمعنى إذا ما‬
‫ّ‬ ‫تسوية‬
‫ّ‬ ‫مطلبا في التماس‬
‫بالتوسع العمراني أو المظهر الجمالي للمدينة ‪،‬أن تأذن بعد استشارة‬
‫ّ‬ ‫كانت المخالفة من فئة المخالفات التي يمكن تجاوزها دون إضرار‬
‫الوضعية وذلك بتمكين صاحب الشأن من ترخيص ثان يأخذ بعين اإلعتبار التنقيحات المدخلة على‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬بتسوية‬
‫ّ‬ ‫ـوية‬
‫اللجنة الفنيـّة الجه ّ‬
‫فإن الجهة اإلدارّية المعنية ترفض مطلب المخالف وتأمر بهدم ما أقامه من بناء‬
‫فيها‪.‬أما إذا ما كانت المخالفة خطيرة ّ‬
‫ّ‬ ‫المرخص‬
‫ّ‬ ‫األمثلة‬
‫العامة ‪ .‬هذا في صورة ما إذا أذعن المخالف لقرار إيقاف اإلشغال‬
‫بالقوة ّ‬
‫فإنها تبادر بالهدم على نفقته وبعد اإلستعانة ّ‬
‫وان لم يقم بذلك ّ‬
‫يخول للجهة اإلدارية‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫أما في حالة تجاوزه للقرار المذكور ومواصلته للبناء المخالف للترخيص رغم وجود ذلك القرار ّ‬
‫‪ّ .‬‬
‫عملية الهدم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتتم‬
‫بالقوة العامة‪ّ .‬‬
‫المعنية أن تصدر ق ار ار في هدم البناء المذكور في أجل الشهر من تاريخ اتّخاذه مستعينة في ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫أن القضاء اإلداري يسلّط رقابة شديدة على احترام اإلدارة لهذه‬
‫بالطبع‪ ،‬على نفقة المخالف ‪ .‬والجدير بالتذكير في هذا المجال ّ‬
‫كل قرار في الهدم كان‬‫أساسية على معنى فقه القضاء اإلداري ضرورة ّأنه يلغي ّ‬
‫ّ‬ ‫السابقة التّخاذ قرار الهدم التّي يعتبرها‬
‫اإلجراءات ّ‬
‫وتبين له اتّخاذه من اإلدارة دون احترام تلك اإلجراءات ‪.‬‬
‫موضوع طعن بتجاوز السلطة أمامه ّ‬
‫وجوبيا إالّ متى كان البناء المقام قد ت ّم بعد الحصول‬
‫ّ‬ ‫المعنية باإلجراءات آنفة الذكر اليكون‬
‫ّ‬ ‫تقيد اإلدارة‬
‫وغني عن البيان أن ّ‬
‫المشرع يضع على‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫تم إنجازه دون الحصول على رخصة في الغرض ّ‬ ‫أما في الحاالت التي يكون فيها البناء قد ّ‬
‫على ترخيص منها‪ّ .‬‬
‫كاهل اإلدارة وجوب استدعاء المخالف لسماعه في أجل ثالثة ّأيام من توجيه اإلستدعاء إليه واتّخاذ قرار في الهدم وتنفيذه حاالّ‬
‫أن اللجوء‬
‫عملية الهدم تكون كذلك على نفقة المخالف ‪ .‬كما يتّجه التذكير من ناحية أخرى ب ّ‬
‫بالقوة العامة ‪ .‬علما وأ ّن ّ‬
‫مستعينة في ذلك ّ‬
‫ي في الهدم يمكن أن يمليه أيضا إقامة البناية على أرض متأتّية من تقسيم لم تقع المصادقة عليه أو على المساحات‬
‫إلى اتّخاذ قرار فور ّ‬
‫الحية‬
‫العمومية أو المساحات الخضراء أو المواقع األثرّية أو باألراضي الف ّ‬
‫ّ‬ ‫الالّزمة إلنجاز الطرقات أو مختلف الشبكات أو الساحات‬
‫الكائنة بمناطق التحجير أو الصيانة ‪.‬‬
‫عملية الهدم على غاية من الخطورة سواء بالنسبة للمخالف أو للمجموعة ككل البد من السهر على أن تقع معاينة‬
‫ولما كانت ّ‬
‫ّ‬
‫لمادية‬
‫وتجنب األضرار ا ّ‬‫ّ‬ ‫الوقائية المنشودة‬
‫ّ‬ ‫المخالفة مباشرة حال شروع المخالف في األشغال حتى تكتسي هذه المعاينة الصبغة‬
‫اخلية والتجهيز واإلسكان تحت عدد‪ 40‬بتاريخ ‪29‬‬
‫الد ّ‬
‫المعنية ‪ .‬ولهذا الغرض صدر منشور مشترك عن وزيري ّ‬
‫ّ‬ ‫المعنوية لكل األطراف‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫التطبيقية لها وكذلك‬
‫ّ‬ ‫ابية والتعمير والنصوص‬
‫المضمنة بمجلّة التهيئة التر ّ‬
‫ّ‬ ‫كيفية تطبيق المقتضيات‬
‫وضحا بمقتضاه ّ‬
‫جويلية ‪ّ 1998‬‬
‫لمعنية‬
‫المتعين القيام بها من جانب اإلدارات ا ّ‬
‫ّ‬ ‫العدلية‬
‫ّ‬ ‫بالتتبعات‬
‫ّ‬ ‫توخيها عند اتّخاذ قرار الهدم وعند تنفيذه مع التذكير‬
‫اإلجراءات الواجب ّ‬
‫المؤهل المكلّف‬
‫ّ‬ ‫ويتم إمضاؤه من العون‬
‫خاص ّ‬ ‫ّ‬ ‫يضمن بدفتر‬
‫ّ‬ ‫يتعين عند معاينة المخالفة تحرير محضر في الغرض‬ ‫‪.‬وفي هذا اإلطار ّ‬
‫وخاصة أصحاب األشغال والمسؤولين عنها مع ذكر‬
‫ّ‬ ‫تمت فيها المعاينة وجميع البيانات‬
‫الساعة التّى ّ‬
‫بذلك مع التنصيص على التّاريخ و ّ‬
‫قررات الهدم‬
‫أن ا‬
‫بكل دقّة وكذلك محتوى المخالفة ومكانها ومستوى األشغ ال عند المعاينة ‪ .‬وحسبنا التأكيد في هذا المجال على ّ‬
‫الهوية ّ‬
‫ّ‬
‫إن‬
‫البلدية في حالة البناء بدون رخصة أو بصفة تخالف القانون ال تقتضي المصادقة من سلطة اإلشراف ‪ ،‬بل ّ‬
‫ّ‬ ‫المتّخذة من رئيس‬
‫بمجرد إمضائها مرفوقة بمحضر المعاينة وجذر اإلستدعاء ومحضر السماع عند‬
‫ّ‬ ‫تنفيذها يتطلّب وجوب توجيهها حاالّ إلى الوالي‬
‫اإلقتضاء ‪...‬مع الحرص على إيداعها بمكتب ضبط الوالية وضرورة توجيه نسخة لإلعالم من القرار المذكور في نفس الوقت إلى‬
‫معتمد المنطقة‪ .‬واذا لم يتّخذ في شأنها إجراء في إبطالها أو إيقاف تنفيذها في أجل أسبوع من تاريخ اتّخاذها [ الفصل ‪ 80‬من القانون‬
‫األساسي للبلديات ]فيقع تنفيذها من رؤساء البلديات مع العلم و ّأنه عند التأ ّكد يمكن للوالي الترخيص في تنفيذها حاالّ‪.‬‬

‫فيما يتعلّق بالتّقسيمات ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إمكانية عدم قيام مالكي العقارات أو الباعثين العقاريين‬
‫ّ‬ ‫ابية والتعمير ضمن الفصل ‪ 76‬منها إلى‬‫تعرضت مجلة التهيئة التر ّ‬
‫إمكانية مبادرتهم بإنجاز تقاسيم غير مصادق عليها ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بإنجاز التقاسيم على الصيغة التّى وقعت المصادقة عليها وكذلك إلى‬
‫‪45‬‬
‫الضبط اإلداري‬
‫لمختصة أي‬
‫ّ‬ ‫يخول في فقرته الثانية للسلط ا‬
‫ويحسن التأكيد في هذا المجال على أنّ الفصل ‪ 78‬من مجلّة التهيئة والتعمـير ّ‬
‫يوجه للمعني باألمر برسالة مضمونة الوصول القيام ‪ ،‬في ظرف ثالثة‬ ‫رئيس البلدية أو الوالي أو وزير التجهيز واإلسكان وبعد تنبيه ّ‬
‫أن مصاريف تلك األشغال‬
‫لكراس الشروط المصادق عليه‪.‬مع اإلشارة إلى ّ‬ ‫أشهر ‪ ،‬باألشغال الالزمة أو اإلذن بها لجعل التقسيم موافقا ّ‬
‫ثم إعادة بيعه ‪.‬‬
‫حد انتزاع التقسيم لتهيئته ّ‬
‫تحمل قانونا على مالك العقار‪.‬وقد يصل األمر على ّ‬
‫ّ‬
‫تضمنه منشور وزيري الداخلية والتجهيز واإلسكان المشار إليه‬
‫ّ‬ ‫أهمية هذه المسألة بالنسبة لجهة اإلدارة ما‬
‫مما يزيد في ّ‬
‫ولعل ّ‬
‫ّ‬
‫الجهوية للتجهيز واإلسكان إلى متابعة إنجاز التقسيمات واتخاذ‬
‫ّ‬ ‫المحلية إلى التعاون مع المصالح‬
‫ّ‬ ‫العمومية‬
‫ّ‬ ‫أعاله من دعوة الجماعات‬
‫ائية من‬
‫اإلجراءات الفورّية التى تتيحها مجلّة التهيئة الترابية والتعمير في الغرض بما في ذلك على وجه الخصوص القيام بالت ّتبعات الجز ّ‬
‫ضوية واقامة بناءات‬
‫وخاصة في الحاالت المتعلّقة بإنجاز تقسيمات فو ّ‬
‫ّ‬ ‫ابيا‬
‫المختصة تر ّ‬
‫ّ‬ ‫األمنية ووكيل الجمهورّية‬
‫ّ‬ ‫خالل رفع األمر السلط‬
‫فوضوية كذلك ‪.‬‬
‫ّ‬

‫فقرة ثالثة ‪ :‬الرقابة الالّحقة ‪.‬‬


‫مرخص فيها‬
‫ممن أنجزه لألمثلة ال ّ‬
‫التثبت من مدى مطابقة البناء المقام ّ‬
‫اإلمكانية من ّ‬
‫ّ‬ ‫يسند التشريع المتعلّق بالبناء اإلدارة‬
‫كل األشغال التّى تستلزم ترخيصا طبقا لمقتضيات المجلة‬
‫أن ّ‬
‫مسبقا ‪ .‬وفي هذا المجال يشير الفصل ‪ 73‬من مجلّة التهيئة والتعمير إلى ّ‬
‫أن البناء المحدث لم يكن‬
‫للبلدية حسب الحال للتأ ّكد من ّ‬
‫ّ‬ ‫المختصة التابعة للوالية أو‬
‫ّ‬ ‫المذكورة تخضع إلى معاينة تقوم بها المصالح‬
‫ورخص في إقامته ‪.‬‬
‫مغاي ار لما طلب ّ‬
‫تتم سواء إثر طلب يصدر عن المعني باألمر أو‬
‫العملية ّ‬
‫ّ‬ ‫أن هذه‬
‫أما فيما يتعلّق بإجراءات هذه المعاينة فتحسن اإلفادة إلى ّ‬
‫ّ‬
‫أن هذه‬
‫المعنية أي البلدية أو الوالية أو كذلك مصالح و ازرة التجهيز واإلسكان عند اإلقتضاء ‪ .‬علما و ّ‬
‫ّ‬ ‫بمبادرة من الجهة اإلدارية‬
‫يضمن به انتهاء األشغال على النحو المطلوب من عدمه ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعاينة تشفع بتحرير محضر في الغرض‬
‫المعنية أجل شهرين ابتداء من تاريخ إيداع المطلب من صاحب الشأن لتسليم محضر‬
‫ّ‬ ‫المشرع للجهة اإلدارّية‬
‫ّ‬ ‫ويضرب‬
‫تمت هذه المعاينة مباشرة من اإلدارة ‪.‬‬
‫المعاينة لطالبه أو من تاريخ إجراء المعاينة إذا ما ّ‬
‫تقر بمقتضاها‬
‫المعنية ّ‬
‫ّ‬ ‫ويكون محضر المعاينة المذكور أساسا لرخصة في إشغال البناء من صاحبه تسلّمها الجهة اإلدارّية‬
‫تطابق األشغال للتّرخيص ‪.‬‬
‫عداه لتشمل كذلك‬
‫الحد بل إّنها تت ّ‬
‫أن الرقابة اللّحقة التّى تقوم بها اإلدارة ال تقف عند هذا ّ‬
‫وقد تفيد اإلشارة من جهة أخرى إلى ّ‬
‫كل مالك لعقار أقامه بعد الحصول على‬‫المرخص في إقامتها ‪ .‬وفي هذا اإلطار يفرض التشريع المتعلّق بالبناء على ّ‬ ‫ّ‬ ‫مآل البناءات‬
‫ختصة ‪.‬‬
‫ترخيص في الغرض أالّ يبادر بتغيير صبغته من سكنية إلى تجارّية مثال إالّ بعد الحصول على رخصة في ذلك من الجهة الم ّ‬
‫التثبت من عدم تغيير استعمال األفراد لممتلكاتهم‬
‫المعنية من ّ‬
‫ّ‬ ‫وتنصهر هذه الرقابة في إطار الحرص على تمكين السلطة اإلدارية‬
‫العقارّية بشكل من شأنه أن يؤثّر سلبا على النظام العام الجمالي للمدينة ‪.‬‬
‫المشرع إلى اإلدارة للتّ ّثبت من مدى احترام األفراد‬
‫ّ‬ ‫كل هذه األدوات التّى أسندها‬
‫أن ّ‬ ‫وحسبنا اإلشارة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬إلى ّ‬
‫أن التشريع المتعلّق بالتهيئة‬
‫كل مخالف لهذه التراتيب ضرورة ّ‬ ‫للتراتيب العمرانية ال تمنعها من تسليط بعض الجزاءات والعقوبات على ّ‬
‫يتعمد مهما كان مستوى إتيان المخالفة وزمنها‪ ،‬خرق القانون‬
‫‪،‬كل من ّ‬ ‫قضائيا ّ‬
‫ّ‬ ‫تتبع‪ ،‬سواء إدارّيا أو كذلك‬
‫يخول لها ّ‬
‫ابية والتعمير ّ‬
‫التر ّ‬
‫كل مخالف لقانون البناء‪ ،‬إلى جانب هدم ذلك البناء ‪ ،‬إلى خطايا تتراوح بين ‪ 1.000‬ديـنار‬
‫يعرض ّ‬ ‫ظم للبناء ‪ .‬وفي هذا المجال ّ‬
‫المن ّ‬
‫تتبع أمام‬
‫أن ال ّ‬
‫ي ‪.‬مع العلم و ّ‬
‫بالسجن إذا ما كانت البناية مقامة على موقع أثر ّ‬
‫حد العقاب ّ‬
‫و‪ 10000‬دينار كما يمكن أن يصل األمر إلى ّ‬
‫وكل شخص مسؤول عن تنفيذ أشغال أنجزت‬ ‫القضاء يمكن أن يشمل أصحاب األشغال أو المهندسين المعماريين أو كذلك المقاولين ّ‬
‫أن القانون اإلداري يمكن أن يكتسي طابعا زجرّيا ‪.‬‬
‫دون احترام مقتضيات قانون البناء وهو ما يؤ ّكد على ّ‬

‫‪46‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫الـفـهـ ــرس‬

‫‪2‬‬ ‫المقدمــة‬
‫‪3‬‬ ‫‪.I‬تعريف الضبط اإلداري‬
‫الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص‪:‬‬
‫خصائص الضبط اإلداري‬
‫تمييز الضبط اإلداري عن أنماط أخرى من نشاط اإلدارة‬
‫‪5‬‬ ‫هدف الضبط اإلداري ‪ :‬الحفاظ على ال ّنظام العام‬ ‫‪.II‬‬
‫‪6‬‬ ‫تعريف النظام العام‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪6‬‬ ‫خصائص النظام العام ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫متطور ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظام العام مفهوم‬ ‫‪)1‬‬
‫المشرع وحده‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظام العام ليس من صنع‬ ‫‪)2‬‬
‫يعبر عن اإلرادة اآلمرة في النظام القانوني‪.‬‬
‫النظام العام ّ‬ ‫‪)3‬‬
‫فكرة النظام العام تنتمي إلى التفسير القضائي‬ ‫‪)4‬‬
‫اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫سياسية و‬
‫ّ‬ ‫النظام العام بطبيعته فكرة‬ ‫‪)5‬‬
‫‪6‬‬ ‫طبيعة النظام العام‬ ‫‪‬‬
‫العمومية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬صفة‬
‫‪7‬‬ ‫المادية للنظام العام ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬الطبيعة‬
‫موقف الفقه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫موقف القضاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪8‬‬ ‫قليدية‬
‫النظام العام التّ ّ‬
‫عناصر ّ‬ ‫‪‬‬
‫األمن العام ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫العامة ‪:‬‬
‫الصحة ّ‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫العامة ‪:‬‬
‫السكينة ّ‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪8‬‬ ‫هيئات الضبط اإلداري‬ ‫‪.III‬‬
‫سلطات الضبط اإلداري العام ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫سلطات الضبط اإلداري الخاص ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬ ‫وسائل الضبط اإلداري ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫تيبية ‪:‬‬
‫الق اررات التر ّ‬ ‫‪‬‬
‫الفردية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الق اررات اإلدارّية‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬ ‫التراخيص للقيام ببعض األنشطة أو لمباشرة بعض الحقوق ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪47‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫الوقائية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الممنوعات‬ ‫‪)2‬‬
‫المسبق ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )3‬التصريح‬
‫الجزاءات اإلدارّية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تدابير الحل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تدابير غلق المحالّت ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫سحب أو إيقاف أو إلغاء التّراخيص أو إسقاط الحق ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الحطّ من الدرجة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الخطايا ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تدابير الضغط والتنفيذ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التنفيذ المباشر ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .V‬حدود استخدام وسائل الضبط اإلداري‬
‫أسباب تدخل السلطة اإلدارية بوسائل الضبط اإلداري ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مالئمة الوسيلة الضبطية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قانونية عليا ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫عدم مخالفة قاعدة‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪ .VI‬التوسع اإلستثنائي لسلطات الضبط اإلداري في الظروف اإلستثنائية‬


‫التنظيم القانوني لسلطة الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الرقابة القضائية على السلطة الضبطية أثناء الظروف االستثنائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪15‬‬ ‫الضبط البلدي‬


‫‪15‬‬ ‫‪ 1‬تنسيق سلطات الضبط البلدي مع الضبط العام ‪.‬‬
‫قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية ‪:‬‬
‫قاعدة التوافق أو التالؤم ‪:‬‬
‫مبدأ التكييف ‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 2‬تنسيق سلطات الضبط البلدي مع الضبط الخاص ‪:‬‬
‫مبدأ التكامل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التدخل ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قاعدة عدم‬ ‫‪‬‬
‫اإلستعجال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪19‬‬ ‫اجية سلطة الضبط البلدي‬‫‪ .3‬إزدو ّ‬
‫إشراف اإلبطال واإليقاف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫غياب سلطة التعديل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫سلطات إبطال وايقاف واسعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إشراف الحلول أو التعويض ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .4‬موضوع الضبط البلدي وغاياته‬
‫مكونات النظام العام المحلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪48‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫األمن العـام ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الصحة العامة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫امة‬
‫الع ّ‬
‫الراحة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫النظام العام المحلي والضبط البلدي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حماية النظام العام المحلي بصفته غاية ترمي إلى تحقيقها سلطات الضبط المحلية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫انتهاكات النظام العام المحلي ‪ :‬سبب ضروري التخاذ تدابير ضبطية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪25‬‬ ‫العامة‬
‫الراحة ّ‬
‫ضبط ّ‬
‫‪ ‬ضبط األسواق ‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع أماكن اإلنتصاب داخل السوق ‪:‬‬
‫التجار غير المرغوب فيهم ‪:‬‬
‫‪ -‬إقصاء ّ‬
‫‪ -‬سير السوق ‪:‬‬
‫‪ ‬ضبط المقابر ‪:‬‬
‫مكان المقابر ‪:‬‬
‫‪ -‬إحداث المقابر ‪:‬‬
‫‪ -‬حذف المقابر ‪:‬‬
‫‪ -‬تغيير مكان المقبرة أو نقلها ‪:‬‬
‫‪ ‬ضبط مواكب الجنازة والدفن واخراج الرفات من القبور‬
‫ضبط مواكب الجنازة ‪:‬‬
‫‪ -‬ضبط الدفن ‪:‬‬
‫‪ -‬ضبط إخراج الرفات من القبور ‪:‬‬
‫السيارات ‪:‬‬
‫‪ ‬ضبط وقوف ّ‬
‫‪ -‬األساس القانوني لضبط الوقوف ‪:‬‬
‫العامة المتولّدة عن ضبط الوقوف ‪:‬‬
‫‪ -‬المشاكل ّ‬
‫* تعريف الوقوف ‪:‬‬
‫* الوقوف الخاص والوقوف غير الخاص ‪:‬‬
‫* الوقوف بصفته فرعا من الضبط البلدي ‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫ضبط األمن العام ‪:‬‬
‫‪33‬‬ ‫مية ‪:‬‬
‫الصحة العمو ّ‬
‫ّ‬ ‫ضبط‬
‫صحة المياه ‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على حفظ ّ‬
‫انية ‪:‬‬
‫‪ -‬توقّى الجوائح الحيو ّ‬

‫‪49‬‬
‫الضبط اإلداري‬

‫‪ -‬توقّى األمراض المعدية‪:‬‬


‫الغذائية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬السهر على حفظ صحة المواد‬
‫انية ‪:‬‬
‫الصحة بالطرقات العمر ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -‬السهر على حفظ‬
‫‪35‬‬ ‫الّتابيّة والتّعمري‬
‫التّهيئة ّ‬
‫‪36‬‬ ‫قسم ّأول ‪ :‬الهياكل المعن ّية بالتهيئة والتعمير‬
‫مصالح الدولــة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬السلط المركزّية ‪:‬‬
‫‪ .2‬المصالح الخارجية للدولة ‪:‬‬
‫الجماعات الترابية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المختصة ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الهياكل‬ ‫‪‬‬
‫‪38‬‬ ‫قسم ثان ‪ :‬تنظيم التهيئة والتعمير ‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫ابية ‪.‬‬
‫عمليات التهيئة التر ّ‬
‫ّ‬ ‫قسم ثالث ‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫انية ‪.‬‬
‫قسم رابع ‪ :‬مراقبة احترام التراتيب العمر ّ‬
‫‪38‬‬ ‫فقرة أولى ‪ :‬الرقابة المسبقة ‪.‬‬
‫أ ـ رخصة البناء ‪.‬‬
‫أ ‪ 1 .‬المبدأ ‪ :‬وجوب الحصول على رخصة بناء ‪.‬‬
‫المعنيون ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األشخاص‬ ‫‪‬‬
‫األشغال الخاضعة للترخيص ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ ‪ 2 .‬اإلستثناءات للمبدإ ‪.‬‬
‫أ ‪ 3 .‬تسليم رخصة البناء ‪.‬‬
‫تقديم مطلب الترخيص ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البت في مطلب الترخيص ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫المختصة إلسناد الترخيص في البناء ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السلطة‬ ‫‪‬‬
‫إشهار الترخيص في البناء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب ـ المصادقة على التقسيم‪.‬‬
‫ب ‪ 1.‬تقديم ملف التقسيم ‪:‬‬
‫ب ‪ 2 .‬محتوى ملف التقسيم ‪:‬‬
‫البت في مطلب التقسيم ‪:‬‬‫ب ‪ّ 3.‬‬
‫‪42‬‬ ‫فقرة ثانية ‪ :‬الرقابة الموازية ‪.‬‬
‫يخص رخصة البناء ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فيما‬ ‫‪‬‬
‫فيما يتعلّق بالتّقسيمات ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪44‬‬ ‫فقرة ثالثة ‪ :‬الرقابة الالّحقة ‪.‬‬

‫‪50‬‬

You might also like