Professional Documents
Culture Documents
الضبط الإداري
الضبط الإداري
تأليف
2001
1
الضبط اإلداري
مقدم ـ ــة
لعل األهمية البالغة لموضوع الضبط اإلداري ليست في حاجة إلى تأكيد .فسلطة الضبط تتدخل في مختلف نواحي نشاط
اإلدارة وينسحب أثرها فيما تفرضه من قيود على ممارسة الحرية.
ترسخ ذاتها،
وترتبط فكرة الضبط تاريخيا بنشأة الدولة حيث قامت الدولة من الناحية التاريخية مقترنة بالحكم .ومن أجل أن ّ
عمدت إلى أداء خدمات متزايدة لألفراد.
ومن المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن نشاط اإلدارة يختلف في أسلوبه وفى مداه من دولة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر
وذلك تبعا للمبادئ السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة.
وقد كانت الدولة الديمقراطية من قبل قائمة على أساس المذهب الفردي واالقتصاد الحر بحيث كانت وظائفها تنحصر في
نطاق محدود وضيق ال ي كاد يتعدى المرافق األساسية وأنحصر بالتالي تدخل سلطة الضبط في الحريات والنشاط الخاص في أضيق
الحدود واعتبارات األمن والنظام وحده بما أن الحرية الفردية كانت الدعامة األساسية لذلك النظام .ثم تطورت النظم االجتماعية
واالقتصادية تحت ضغط الواقع االجتماعي االقتص ادي وبتأثير األفكار التدخلية فأخذت وظائف الدولة في االزدياد واتسع نشاطها
وأصبحت تراقب نشاط األفراد والهيئات الخاصة في الحياة االقتصادية واالجتماعية بهدف تحقيق المصلحة العامة وتضع من القيود
والقواعد ما يمنع من حـصول االضطراب ويحول دون اعتداء بعض األفراد على حريات البعض األخر وذلك عن طريق سلطة الضبط
اإلداري.
وتتوقف حدود سلطة الضبط اإلداري على الفلسفة السياسية وعلى نوع النظام الدستوري القائم .ذلك أن حدود الضبط ،وهي
تمثل ضمانات للحرية ،إنما تفهم على وجهها الصحيح ،في ضوء المعنى الذي يعطى للحريــة وهذا المعنى يتفاوت بحسب تفاوت
المذاهب السياسية.
ومما تجدر مالحظته أنه كثي ار ما تتخذ إجراءات ضبطية بحجة المحافظة على النظام العام واألمن والحال أن الغاية المنشودة إنما
تتمثل في وقاية النظام االجتماعي وحمايته من نشاط الينطوى على إخالل أو تهديد باإلخالل بالنظام العام بمعناه التقليدي.
ومما يضاعف من أهمية الضبط اإلداري وخطورته أن ما يخول لإلدارة من سلطات واسعة ال يستند بالضرورة ودائما إلى
نص تشريعي.
ولئن كان لهذا الوضع ما يبرره من ضروريات المحافظة على أمن المجموعة ونظامها ،إذ أن األمن العام ال يحتمل اإلخالل
به عند عدم وجود نص تشريعي ،فإن ذلك يضاعف من ضرورة إيجاد ضوابط يتعين على جهة اإلدارة االلتزام بها عند ممارسة سلطتها
في مجال الضبط .فالحرية جديرة باالحترام بحيث يتعين عدم المساس بها إالّ لمقتضيات ضرورة المحافظة على النظام العام.
ويتحقق التقييد القانوني لسلطة الضبط اإلداري بما يستلزمه الفقه والقضاء من شروط لمشروعية العمل الضبطي سواء في
بواعثه ووسائله وغاياته وكذلك بتقرير مسؤولية اإلدارة عن األضرار الناتجة عن إجراءات الضبط .كل ذلك تحت رقابة قضاء يضمن
قواعد الشرعية والمسؤولية الخاصة بإجراءات الضبط اإلداري.
2
الضبط اإلداري
4
الضبط اإلداري
5
الضبط اإلداري
المشرع وحده.
ّ )2النظام العام ليس من صنع
القانونية بصفة مطلقة ّإنما هو في الجوهر تعبير عن فكرة اجتماعية في لحظة
ّ أن النظام العام ليس نتاج النصوص ذلك ّ
شك المصدر المباشر للنظــام العــام.
معينة تكون بدون ّ
ّ
اجتماعية
ّ سياسية و
ّ )5النظام العام بطبيعته فكرة
معين.
السياسية التّي ينتهجها نظام الحكم في تنظيمه الروابط االجتماعية في وقت ّ
ّ يعبر عن الخطّةألنه ّ
ّ
طبيعة النظام العام
ماديا.
عاما والثّانية أن يكون ّ
يستند النظام العام إلى دعامتين األولى أن يكون ّ
أ .صفة العموم ّية :
6
الضبط اإلداري
أن تقييد الحرّيات ،عن طريق الضبط اإلداري ،ال
األهمية في تكوين النظام العام .ذلك ّ
ّ العمومية على غاية من
ّ تعتبر صفة
صحتها وأمنهـا وسكينتها سواء بصفة مباشرة أو غير
كل تهديد في ّ يمكن أن يجوز إالّ إذا كانت تفرضه ضرورة حفظ المجموعة من ّ
أي تهديد
التصرفات ال تمثّل ّ
ّ الخاص حين تكون هذه
تصرفاته في ملكه ّ
فإن معتقدات الفرد وكذلك ّ
مباشرة .ومن هذا المنطلق ّ
طورات التّي
النسبية ضرورة ّأنه من الطبيعي أن تتّسع دائرة النظام العام واآلداب وتضيق تبعا للت ّ
ّ وتسود فكرة النظام العام فكرة
أن النظام
لتقدم العلوم االجتماعية .غير ّ
الناس لنظم عصرهم وما اتفقوا عليه من آداب وكذلك تبعا ّ معين وطريقة فهم ّ يعرفها مجتمع ّ
أن النظام العام هو
العام ال يتأثّر بالنظام االقتصادي واالجتماعي فحسب بل بالمثل األعلى الذي يحتويه الخير المشترك حتّى ّأنه قيل ّ
اإلقتصادية ليست غريبة عن النظام العام بل إّنها مندمجة فيه
ّ الخلقية و
الجمالية و ّ
ّ أن االعتبارات
قانون الحياة ال ّذي يفرض على األمم ..و ّ
كل التشوهات .
أن لهذا النظام العام غاية هي حماية اإلنسان من ّ
إذ ّ
أن التنظيم االجتماعي وبالتّالي النظام العام ال ّذي يحميه ال يرتكز على قواعد قانونّية
كما يذهب الفقيه BERNARDإلى ّ
رسمية في القوانين.
ّ خلقية وان لم تدرج بطريقة
وسياسية واقتصادية فحسب بل كذلك على قواعد ّ
موقف القضاء :
العامة ،التّي يحرص عليها
تدخل الضبط اإلداري في مجال النظام الخلقي وأصبحت اآلداب ّ
أتجه القضاء اإلداري إلى جواز ّ
الحد األدنى ال ّذي ،إذا لم يحرص عليه ،أفضى ذلك
الضبط اإلداري ،ليست األخالق الفاضلة في جوهرها الموضوعي الثّابت بل هي ّ
المادي لها .كما اتجه القضاء الفرنسي إلى تفسير النظام
ّ تب عليه اضطراب النظام
إلى انهيار الحياء الخلقي في المجموعة وبالتّالي يتر ّ
بلدية من منع
المختص ال يحول بين رئيس ال ّ
ّ أن الترخيص لفيلم من األفالم من الوزير
العام بالنظام الخلقي من ذلك ّأنه أنتهي إلى ّ
المادي بسبب الصفة غير الخل ّقية
الضبطية في حالة التهديد باضطرابات جسيمة في النظــام ّ
ّ عرض الفيلم وبالتالي ممارسة سلطــاته
C.E 18 . 12.1959 Sté Les Films Lutetia المحلية
ّ للفيلم والظــروف
7
الضبط اإلداري
قليدية
عناصر ال ّنظام العام التّ ّ
التقليدية في :
ّ تتمثّل عناصر النظام العام
أ -األمن العام :
كل ما يطمئن اإلنسان على نفسه وماله من خطر االعتداء ويكون ذلك بانتفاء الحوادث واالضطرابات يقصد باألمن العام ّ
ضد
لمتقدمة ّ
التي من شأنها إلحاق الضرر باألشخاص واألموال ،واتّخاذ الحيطة بالنسبة للحوادث التي من شأنها إحداث إحدى النتائج ا ّ
ضد المخاطر
اخلية واتّخاذ االحتياطات ّالد ّ
العامة :المظاهرات والمواكب في الطريق العام ودرء المؤامرات والفتن ّ
ّ السالمة
األمن و ّ
الطبيعية .
ّ
العامة :
الصحة ّ
ّ ب-
ـامة والحيلولة دون
الصحة العـ ّ
ّ تمس
يقصد بالصحة العامة وقــاية المجموعة من األمراض ومقــاومة جميع األسباب التي ّ
العامة ،وذلك بالنسبة
ّ بالصحة
ّ كل ما قد يكون سببــا أو يحتمل أن يكون سببا لإلخــالل
انتشــارها أو حدوث أوبئة واالحتياط من ّ
عينة
لإلنســان والحيوان .فللسلطــة اإلدارّية اتّخاذ كافّة اإلجراءات الالزمة لمراقبــة األغذية وعدم تلويث الميــاه وأن تشترط شروطــا م ّ
بالصحة.
ّ العامة ،السيما الخطرة منها والمخلّة
بالنسبة للمحالت ّ
العامة :
ت -السكينة ّ
خل بالسكينة
ولكنها ت ّ
حد ذاتها مخلّة باألمن ّ
يقصد بها المحافظة على حالة السكون والهدوء ومنع حدوث حاالت ال تعتبر في ّ
معينة أو األصوات المنبعثة من
السيارات داخل المدن ،وفي ساعات ّ
الراحة مثل أبواق ّالناس من ذلك الضوضاء التي تقلق ّ وتزعج ّ
تدخل اإلدارة لمنع هذا اإلزعاج واإلقالق
كل ذلك يستدعي ّ
المتسولينّ .
ّ المتجولين ومضايقات
ّ الباعة
مضخمات الصوت ،أو أصوات ّ
ّ
للراحة .
ّ
8
الضبط اإلداري
مهمة المحافظة على النظام العام .ويجدر عدم الخلط بين هيئات
بتأدية وظيفة الضبط اإلداري وهي صنف من األشخاص تناط بهم ّ
المرجوة حيال من تتناولهم .
ّ عادة تنفيذ تدابير الضبط وتحقيق آثارها
الضبط اإلداري وبين هيئة الشرطة التي يوكل إليها ّ
الوقائية :
ّ )2الممنوعات
وقائية حتّى وان كان هذا التهديد محتمال حيث
ّ معينا وذلك بصفة
مهددا أن تمنع نشاطا ّ
فقد يجوز لإلدارة عندما يكون النظام العام ّ
كل اجتماع من شأنه
العامة على ّأنه يجوز للسلط المسؤولة بمقتضى قرار أن تمنع ّ
ّ ينص الفصل 7من القانون المتعلّق باالجتماعات
ّ
أن يدخل اضطرابا على النظام العام.
المسبق :
ّ )3التصريح
أن عقد اجتماع عام أو تظاهرة كل نشريه لم يقم صاحبها بإجراء اإليداع القانوني الو جوبيّ كما ّ
ذلك ّأنه يجوز للسلطة اإلدارّية حجز ّ
أن هذا اإلجراء يهدف إلى إعالم الجهة اإلدارّية.
المسبق الذي في غيابه يمكن لإلدارة منعهما علما و ّ
ّ معينة يخضع للتصريحّ
اإلدارية :
ّ الجزاءات
الشديد الواقع على
ي أسلوبا من أساليب الضبط اإلداري .ويقصد بالجزاء اإلداري التدبير ّ
يعتبر بعض الفقهاء الجزاء اإلدار ّ
المعنوية والذي تتخذه اإلدارة بهدف حماية مظهر من مظاهر النظام العام .وهذا الجزاء يتّفق مع وظيفة
ّ المادية أو
ّ مصلحة الفرد
مهمة الضبط اإلداريالعامة باعتبارها قائمة على ّ
السلطة ّ
ائية التّي تتخذها اإلدارة في هذا المجال ال تختلف عن الجزاءات الزجرّية إال في كونها
أن التدابير الجز ّ
ومما تجدر مالحظته ّ
ّ
البدنية وتتمثّل هذه الجزاءات في :
ّ حد حرمان الفرد من حرّيته
ال تصل إلى ّ
تدابير الحل :
اخلية
الد ّبالجمعيات على ّأنه لوزير ّ
ّ ينص الفصل 23من القانون المتعلّق الجمعيات مثال حيث ّ
ّ حل
ومن بين هذه التدابير ّ
أن نشاطها أصبح مخالفا للنظام العام.
تبين له ّ
جمعية بمقتضى قرار معلّل وذلك كلّما ّ
ّ حل
ّ
تدابير غلق المحالّت :
إقتصادية .ويرجع اختصاص النظر في هذا المجال للوزير
ّ التجار الذين يأتون مخالفات
يمكن أن تشمل هذه التدابير مثال ّ
يتعرض
التتبعات العدلية التي يمكن أن ّ
المكلّف باإلقتصاد الذي يجوز له اتخاذ قرار في الغلق ال يتجاوز الستّة أشهر بقطع النظر عن ّ
إليها المخالف .
سحب أو إيقاف أو إلغاء التّراخيص أو إسقاط الحق :
معين .ويبرز سحب
نهائيا لمباشرة نشاط ّ
ّ وقتيا أو
التصدى سواء ّ
ّ السابقة إلى
تهدف هذه التدابير على غرار التدابير ّ
السائق من أجل مخالفته
الترخيص بمثابة الجزاء عن سوء استعم ــال الترخيص .فسحب رخصة سياقة مثال هو عقاب يتسلّط على ّ
إلحدى قواعــد مجلّة الطرقــات
الحطّ من الدرجة :
ياحية وهو يتمثّل في الّحطّ من الدرجة العليا إلى الدرجة الدنيا من أجل عدم
الس ّبالمؤسسات التجارّية أو ّ
ّ يتعلّق هذا التدبير
الخاصة بالمهنة .
ّ احترام القواعد
الخطايا :
يتحدث في هذا المجال عن القانون الجزائي اإلداري .
مما جعل البعض ّ
القوة الزجرّية لإلدارة ّ
ويبرز هذا اإلجراء ّ
تدابير الضغط والتنفيذ :
10
الضبط اإلداري
تخول لإلدارة أن تباشر بعض الضغوطات والتنفيذ على أمالك الغير بعنوان جزاء على سوء
وهي مجموع التدابير التي ّ
استعمال هذه األمالك وبسبب اإلضطراب الذي يدخله هذا اإلستعمال على النظام العام .ومن بين هذه التدابير حجز الدوريات
والنشريات .
11
الضبط اإلداري
فإن ذلك يكون على مسؤولّيتها وهي ويحسن التأكيد إن اإلدارة حين تلجأ إلى التنفيذ الجبري للمحافظة على النظام العام ّ
تتحمل نتائج التنفيذ إذا ما ألجأت إليه الضرورة
تتحمل ما قد يلحق بالغير من أضرار نتيجة لهذا التنفيذ عندما ال يكون مشروعا بل قد ّ
ّ
تسبب في ضرر لألفراد وذلك على أساس نظرّية المخاطر. لكنه ّ
وكان مناسبا ومالئما ّ
يختلط بأهداف الضبط اإلداري السبب من التدخل .فالقضاء اإلداري اليعتبر تدخل السلطة اإلدارية مشروعا إال متى كان
جدية يهدد قيامها بإخالل بالنظام العام.
ثمة أسباب ّ
ّ
مالئمة الوسيلة الضبطية :
يفرض القضاء في سبيل التوفيق بين الحريات الفردية والنظام العام رقابة شديدة على ق اررات الضبط واجراءاته فال يكتفي
أن القرار أو اإلجراء الذي اتخذ قانونيا و ّأنه بني على أسباب حقيقية بل يتدخل لمراقبة مالئمة القرار للظروف التي اتخذ من
بالتأكد من ّ
أجلها ومدى لزومه لصيانة النظام العام في تلك الظروف .
أما في الظروفوتقف سلطة الضبط اإلداري عند الحدود المبينة أعاله في الظروف العادية حيث يسود القانون العادي ّ
فإن حماية وصيانة النظام العام تتطلبان تعزيز نفوذ الضبط ومنحه سلطات استثنائية سوف يقع التطرق إليها في مجال
اإلستثنائية ّ
خاص .
أن اختيار الوسيلة الضبطية المالئمة للمحافظة على النظام العام يختلف
وفيما يتعلق بالظروف العادية تجدر اإلشارة إلى ّ
حسب ظروف الزمان والمكان الذي تباشر فيها تدابير الضبط اإلداري كما ّأنها تختلف باختالف الحريات التي تحددها .ففيما يخص
الزمان يجب التمييز بين التراتيب التي تفرض تن ظيما مؤقتا وتلك التي تفرض تنظيما دائما .فاألولى بحكم كونها مؤقتة ،تزول بعد
فإن ما يعتبر مشروعا من إجراءات
فيما يخص المكان ّ أما
مدة ،قد تنطوي على أحكام اليمكن أن تشتمل عليها التراتيب الدائمة ّ .
باختالف هذه الوسائل حسب اختالف الحريات فالمالحظ أما فيما يتعلّق
الضبط في مناطق الحدود قد ال يعتبر كذلك داخل المدن ّ .
فإن اإلدارة تكون مقيدة
ّأنه إذا كانت ممارسة النشاط الفردي استعماال لحق من الحقوق العامة أو إلحدى الحريات التى كفلها الدستور ّ
أن سلطتها تكون مقصورة على تطبيق األحكام العامة التي ينظمها القانون ،كلّما في استخدام وسائل الضبط اإلداري تقييدا كبي ار إذ ّ
ترك الدستور تحديد الحرية للمشرع وقام هذا األخير بهذا التحديد بقانون .
12
الضبط اإلداري
أن ما سبق التعرض إليه ال يمنع من أن تتدخل اإلدارة لتضيف إلى األحكام ومن المفيد التأكيد في هذا الشأن على ّ
الدستورية أو التشريعية قيودا تتطلبها حماية النظام العام وهنا تكون رقابة القضاء على هذه القيود رقابة ضيقة تنصب على األسباب
واألهداف والوسائل واإلختصاص .
غير أن هذا األسلوب يفتح المجال واسعا أمام السلطة التنفيذية للجوء إلى تطبيق األحكام العرفية أو قانون الطوارئ ألوهى
األسباب وما ينتج عن ذلك من تقييد للحريات العامة ولممارسة األنشطة الفردية دون رقابة سابقة على هذا التطبيق من جانب السلطة
التشريعية .
ورغم حرص الدساتير على إلزام السلطة التنفيذية بالرجوع إلى السلطة التشريعية بعد إعالن تطبيق حالة الطوارئ خالل مدة
زمنية معينة فإن هذه الرقابة ال يمكن أن تكون بنفس فعالية الرقابة السابقة .
13
الضبط اإلداري
وفي تونس ينص الدستور في فصله 46على أنه" لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الجمهورية وأمن البالد
واستقاللها بحيث يتعذر السير العادي لدوال يب الدولة اتخاذ ما تحتمه الظروف من تدابير استثنائية بعد استشارة الوزير األول ورئيس
مجلس النواب " ...ويضيف نفس الفصل في فقرته الثالثة أن "هذه التدابير تزول بزوال أسبابها وأن رئيس الجمهورية يوجه بيانا في ذلك
إلى مجلس النواب ".
أما األسلوب الثاني لتنظيم سلطة الضبط اإلداري أثناء الظروف االستثنائية فيختلف عن األسلوب األول اختالفا تاما ضرورة
أنه ال ينظم مواجهة حالة الطوارئ مسبقا بل إنه يعطي السلطة التنفيذية الحق في التوجه إلى السلطة التشريعية الستصدار قانون يتكفل
بتنظيم سلطة الضبط اإلداري والوسائل التي يجوز له استخدامها كلما وقع ظرف من الظروف االستثنائية يتطلب إصدار تشريع خاص
لمجابهته "وهذا األسلوب هو األسلوب اإلنقليزي ".
ولئن كان هذا األسلوب يقطع الطريق أمام السلطة التنفيذية إذا ما أرادت التذرع بظروف غير جدية لغرض أحكام الطوارئ
ألن السلطة التشريعية هي التي تملك الحق في إصدار القانون الخاص بذلك ،إذا ما رأت أن هناك ظروفا استثنائية جدية تستوجب هذا
اإلصدار ،فإنه يجعل السلطة التنفيذية عاجزة في كثير من األحيان عن مواجهة الظروف االستثنائية التي تحدث بطريقة طارئة ومفاجئة
ال تتحمل اإلنتظار لحين اإللتجاء إلى السلطة التشريعية ومناقشتها واصدار قانون لمجابهتها.
الرقابة القضائية على السلطة الضبطية أثناء الظروف االستثنائية :
تختلف رقابة القضاء اإلداري لسلطة الضبط اإلداري في أثناء الظروف االستثنائية عما عليه الشأن في الظروف العادية .
وغني عن البيان أنه من الطبيعي أن يساير القض اء اإلداري إتساع سلطات الضبط أثناء الظروف االستثنائية والطارئة فيخفف من
الرقابة المفروضة عليها في ظل تلك الظروف .
وقد تحسن اإلفادة في هذا المجال أن فقه القضاء المقارن قد ابتدع نظرية سلطات الحرب والظروف االستثنائيية التي تسمح
باعتبار بعض الق ار ارت اإلدارية شرعية في هذه الظروف رغم أنها غير شرعية في الظروف العادية ألنها ضرورية لصيانة النظام العام
أو لكفالة سير المرافق العامة بانتظام .ومعنى ذلك أن هذه النظرية القضائية تخول للسلطة اإلدارية وتؤكد حقها في استخدام سلطات
واسعة في حالة الظروف غير العادية حتى في حالة عدم وجود نص قانوني يمنحها هذه السلطات أو إذا كانت النصوص الموجودة ال
تكفي لمجابهة تلك الظروف.
و قد أسس مجلس الدولة الفرنسي هذه النظرية على أساس أن التزام السلطة اإلدارية بالحفاظ وصيانة النظام العام وبضمان
سير المرافق العامة بصفة منتظمة يستلزمان التوسيع في مجال سلطتها وتحريرها من القواعد القانونية التي تتقيد بها في األحوال العادية
لكي تتغلب على تلك الظروف .
وانطالقا من هذه النظرية انتهى القاضي اإلداري الفرنسي إلى رفض الحكم بإلغاء ق اررات إدارية معيبة بعيب عدم
االختصاص وق اررات أخرى معيبة من حيث الموضوع بالنظر إلى الظروف االستثنائية التي صدرت فيها الق اررات .كما أقر مجلس
الدولة الفرنسي استعمال سلطة الضبط اإلداري لقيود واجراءات أكثر شدة على الحريات الفردية أثناء الظروف االستثنائية مثل المنع
االستيالء les réquisitionsأو اإلبعــاد . les expulsions أو الحجز les interdictions أو
ومن المفيد اإلشارة في هذا الصدد إلى أنه رغم كل ما سبق فإن القاضي اإلداري الفرنسي قد وضع حدودا لسلطة الضبط
اإلداري في ظل الظروف االستثنائية حتى التنتهك حقوق وحريات األفراد من ذلك ّأنه ال يجيز للسلطة اإلدارية االلتجاء إلى الوسائل
14
الضبط اإلداري
المسموح باستخدامها في أثناء الظروف الطارئة في ظل الظروف العادية كما أن التوسع في سلطة الضبط اإلداري يجب أن يكون
بالقدر الالّزم لمجابهة الظروف االستثنائية وفي فترة حدوث هذه الظروف دون أن يتعداها .
ولعله من المستحسن اإلشارة كذلك إلى أن اعتبار اإلجراء الذي تتخذه اإلدارة شرعيا لئن كان يمنع القضاء بإلغائه فإنه ال
يمنع من إلزام اإلدارة بتعويض المتضرر من ذلك االجراء وذلك باالستناد إلى قواعد المسؤولية المبنية على المخاطر .
15
الضبط اإلداري
الضبط البلدي
لئن لم يتعرض القانون األساسي للبلديات بصفة واضحة إلى قائمة األعوان المكلفين بتنفيذ ق اررات الضبط البلدي فإنه حدد
بصفة جلية السلطة التي يرجع لها حق التدخل في هذا المجال .وتتمثل هذه السلطة في رئيس البلدية الذي يتمتع بكامل صالحيات
الضبط البلدي .فهو مختص التخاذ كل الق اررات ذات الصبغة العامة :تراتيب الضبط les règlements de policeوكذلك
التدابير الفردية les mesures individuelles:في مادة الضبط المحلي .ذلك أن الفصل 73من القانون األساسي للبلديات ينص
على أن" رئيس البلدية مكلف تحت مراقبة اإلدارة العليا بالتراتيب البلدية وبتنفيذ مقررات السلطة العليا المتعلّقة بها ".
العمومية "...
ّ الصحة
الراحة و ّ
أن التراتيب البلدية" ترمي إلى تحقيق ّ
كما ينص الفصل 74من ذات القانون على ّ
ومما تجدر اإلشارة إليه أن صالحيات رئيس البلدية في مادة الضبط البلدي هي صالحيات مسندة أي أنه يباشرها بكل ّ
استقاللية ودون أي رقابة عليه في ذلك من لدن المجلس البلدي .وع لى هذا األساس فإن صالحياته في مادة الضبط البلدي ال تجد
حدودها إالّ في سببين إثنين .
أما السبب األول فيكمن فيما نص عليه الفصل 73نفسه من إخضاع رئيس البلدية إلى اإلدارة العليا عند تنفيذه لمقرراتها
ّ
المتعلقة بالضبط .
وأما السبب الثاني فيتمثل في تعدد الضبطي ات الخاصة التي من شأنها أن تمس من سلطات رئيس البلدية في المجال
الضبطي .فما هي حدود سلطة رئيس البلدية في مادة الضبط البلدي ؟ .
تنطوي كل الصالحيات المخولة لرئيس البلدية في مجال الضبط البلدي بالضرورة على حدود وتكمن هذه الحدود على األقل
في الخضوع الطبيعي .
ل متطلبات النظام العام البلدي لمعطيات النظام العام الوطني وكذلك في طبيعة العالقة بين رئيس البلدية والوالي بما أن
الفصل 77من القانون األساسي للبلديات يقتضي أن" السلطة المخولة لرئيس البلدية بمقتضى الفصل 73ال تحول دون ما للوالي من
السلط البلدية بما يجب وذلك قصد المحافظة حق في اتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها في كل الحاالت التي لم تقم ّ
على الصحة والراحة العموميتين .وهذا الحق ال يمارس من الوالي نحو إحدى تلك البلديات إال بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة ".
ومن بين الحدود التي تعرفها صالحيات رئيس البلدية في مجال الضبط البلدي ما تنطبق على كل رؤساء البلديات مهما كان
صنف البلدية وتتأتى من كون الضبط البلدي هو في الواقع تطبيق للضبط اإلداري العام.
هامتين تتعلّق األولى بعالقة الضبط البلدي مع الضبط اإلداري العام فيما تخص الثانية
نتعرض فيما يلي إلى مسألتين ّ
وسوف ّ
طبيعة العالقة بين الضبط البلدي والضبط الخاص .
16
الضبط اإلداري
نفسه على مبدإ التدرج بين السلطات اإلدارية التي لها صالحيات الضبط العام من ذلك مثال أن الضبط المتعلق بالحفالت العمومية
تحكمه الق اررات والمناشير الصادرة عن الوزير األول ثم الق اررات الصادرة عن الوالة كل فيما يخص نطاق واليته وأخي ار التراتيب الصادرة
عن رؤساء البلديات بحيث يكون للصنف األول من الق اررات أولوية التطبيق ثم الصنف الثاني ثم الصنف الثالث .وبعبارة أخرى فإن
هذه المشاركة لسلطات الضبط العام تخضع لثالث قواعد سوف نتناولها بالبحث تباعا وهي :قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية من
صالحياته وقاعدة التوافق أو التالؤم بين السلطات وقاعدة أو مبدأ التكييف .
Considère que si les autorités départementales et municipales sont chargées par les lois,
notamment par celles du 22/12/1789 ,janvier 1790 et celle du 5/4/1884 de veiller à la conservation des
voies publiques et à la sécurité de la circulation il appartient au chef de l Etat en dehors de toute
délégation législative et en vertu de ses pouvoirs propres de déterminer celles des mesures de police
qui doivent en tout état de cause être appliquées dans l ensemble du territoire étant bien entendu que
les autorités sus mentionnées conservent chacune en ce qui la concerne compétence pleine et entière
pour ajouter à la réglementation générale édictée par le chef de l'Etat toutes les prescriptions
réglementaires supplémentaires que l'intérêt public peut commander dans la localité .
وخاصة منها قانون ,1789/12/22جانفي 1790وكذلك قانون 5ـ 4ـ 1884السلطات ّ ’’ … حيث لئن كلفت القوانين
فإنه يحق لرئيس الدولة وفي غياب كل تفويض
الجهوية والمحلية بالسهر على المحافظة على الطرقات العمومية وعلى أمن الجوالن بها ّ
تطبق في جميع األحوال على كامل تراب الجمهورية علما تشريعي واستنادا لصالحياته الخاصة أن يضبط تدابير الضبط التي يجب أن ّ
وأن السلطات المذكورة تحافظ كل فيما يخصها على كامل صالحياتها لتضيف للترتيب العامة التي يتخذها رئيس الدولة كل التراتيب
اإلضافية التي يقتضيها النظام العام داخل نطاقهم الترابي ".
ولعله من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن موقف فقه القضاء هذا تنص عليه بعض التشاريع من ذلك وعلى سبيل المثال
أن الفصل 119من القانون عدد 71لسنة 1999المؤرخ في 26جويلية 1999والمتعلق بإصدار مجلة الطرقات في تونس يقتضي
أن " أحكام هذه المجلة ال تمنع السلطات البل دية من اتخاذ تدابير أشد صرامة من التدابير الواردة بهذه المجلة وذلك في حدود ما لها
من النفوذ وكلّما اقتضت ذلك مصلحة األمن أو النظام العام ...
كما أن هذا الموقف فقه القضائي نجده في أغلب مجاالت الضبط العام حيث يعترف في هذه المجاالت بالحق لرؤساء
البلديات بموا صلة اتخاذ كل التدابير الرامية إلى تحقيق الراحة واألمن والطمأنينة داخل بلدياتهم .
17
الضبط اإلداري
غير أن مخالفة الشرعية في مجال الضبط اإلداري هي في الواقع قليلة بسبب وجود رقابة إشراف تباشرها السلط العليا على
الق اررات الصادرة عن رئيس البلدية في مجال الضبط البلدي .كما أن مخالفة الشرعية تتخذ في هذا ال مجال أشكاال غير مباشرة ال
تتعدى حالتين :
ّ
الحالة األولى :تتمثل في تلك التي تكون فيها الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية من شأنها أن تعرقل تطبيق التراتيب
الواقع اتخاذها على المستوى الوطني وتنقص من فعاليتها مثال أن يتخذ رئيس البلدية إجراءا يلزم بمقتضاه الحافالت بأن تكون مرقّمة
إضافيا عن الترقيم الوطني ...أنظر على سبيل المثال :
ّ ترقيما
CE 3.5.1918 Sté Niçoise des transports par automobiles lebon p.407
تعدى سلطة الضبط البلدي على الصالحيات المخولة عادة للسلطة المركزية حتّى الحالة الثانية :تأخذ هذه الحالة شكل ّ
وان كان هذا التعدي قد حصل بمشاركة ومساعدة السلطة المركزية أو بمبادرة منها ...أنظر
CE 29.7.1950 Féd. Nat. des Syndicats des grossistes Lebon p .483
خالصة القول إن مبدأ أو قاعدة عدم تجريد رئيس البلدية من صالحياته الضبطية تحمل في طياتها مبدأ عدم تعارض
الق اررات التي يتخذها مع الق اررات التي هي أعلى منها ضرورة أن كل ترتيب بلدي ال يتالئم مع تراتيب صادرة عن السلطات العليا يكون
لهذا السبب وحده غير شرعي .
مبدأ التكييف :
المتقدمتين فإن السلطات الحقيقية لرئيس البلدية تنحصر في دور التكييف .وتتمثل الوظائف
ّ إنطالقا من القاعدتين
المخصصة للضبط البلدي على هذا األساس في تكييف الترتيب الواقع اتخاذه على المستوى األعلى على ظروف الزمان والمكان
ّ
الخاصة بالبلدية المعنية باألمر .
فالظروف المحلية يمكن لها أن تبرر تدخل السلطة البلدية غير أنه يجب التأكيد في هذه الحالة على أن هذا التدخل ليكون
شدة وقسوة من الترتيب الوطني واال فإنه يقع المس من مبدإ عدم التعارض وكذلك خرق القانون هذا من شرعيا يجب أن يكون أكثر ّ
ناحية ومن أخرى يجب أن يكون هذا التدخل قد أملته الظروف والمعطيات الخــاصة بالبلدية المعنية باألمر .ولعــل أحسن تأكيد لهذه
الفكرة نجده في ضبط الجوالن حيث يجوز لرئيس لبلديــة أن يتّخذ إجراءا أكثــر قسوة بالنسبة لجوالن العربــات المخصصــة للنقل العمومي
بسبب الحالة غير العادية للطرقــات البلدية ...
ومما تجب اإلشارة إليه كذلك أن حالة اإلستعجال تبرر بصفة عامة تدخل رئيس البلدية حتى وان كانت هناك نصوص
ّ
قانونية ذات صبغة عامة تسند اإلختصاص للسلط العليا للتدخل في مجال يتصل بالضبط .
18
الضبط اإلداري
ولعلّه من المف يد اإلشارة إلى أن الحلول في هذا الشأن تقرب كثي ار من تلك التي وقع التعرض إليها في القسم السابق بمناسبة
الخوض في العالقة بين الضبط البلـدي والضبط العام .ذلك أن إحداث ضبط خاص ال يعني تجريد رئيس البلدية من صالحياته بل أن
تدخل عديد السلط المكلّفة بالمحافظة على النظام العام .
يكرس نوعا من التكامل بين ّ
وجود هذا الضبط الخاص ّ
حدا له يتمثل
ومما تجدر مالحظته أنه لئن كان مبدأ التكامل بين الضبط العام والضبط الخاص هو مبدأ مستقر فإنه يعرف ّ
ّ
التدخل التي يجب توضيحها .
ّ في قاعدة عدم
التدخل :
ّ قاعدة عدم
لئن كان ال ينتج عن إحداث ضبط خاص تجريد ا لسلطة المؤهلة قانونا في مادة الضبط العام من الصالحيات التي كانت
حيز التطبيق فإنه يصعب في الواقع التأكيد بصفة مطلقة أن شيئا لم يتغير بعد ذلك اإلحداث .ذلك أن
لديها قبل دخول التشريع الجديد ّ
مما ينتج عنه تحديد
تعدد الضبطيات الخاصة في مادة الصحة العامة مثال يؤثر بالضرورة في سلطة رئيس البلدية في هذا المجال ّ
خاصا ويحذف كل إشارة إلى الضبط
ّ معين وينظم ضبطامباشر لممارسة صالحياته الضبطية .فقد يحدث أن يتدخل المشرع في ميدان ّ
العام .ولعل أحسن مثال لهذا التدخل يبرز في الضبط المتعلق بمحطات السكك الحديدية المسند لوزير النقل وحده .
كما يمكن أن ينتج عن النص المحدث للضبط الخاص عدم اختصاص سلطة الضبط العام للتدخل في ميدان ما فيسند
صراحة لصاحب ذلك الضبط صالحيات معينة فينجر عن ذلك ضرورة عدم تدخل رئيس البلدية في ذلك الميدان واال فإن تدخله يكون
مشوبا بعيب التدخل غير الشرعي .
بد من اإلشــارة في هذا الصدد إلى أن مبدأ عدم التدخل ال يتعــارض البتة مع مبدإ التكــامل .فإن كــان النشــاط
على أنه ال ّ
الذي يشمله الضبط الخــاص يمكن أن يتعلــق في أحد أوجهــه األخرى بالضبط العــام فإن ق ــاعدة عدم التدخل تختفي لتتــرك المجــال من
19
الضبط اإلداري
جديــد لمب ـ دإ المش ــاركة أو التنافس بين الضبط العام والضبط الخــاص .ومن أمثلة ذلك الضبط المتعلق بالالفتــات اإلشهــارية .فلئن
كــان هذا الضبــط يرجع للوالي فإنه يجوز لرئيس البلدية أن يتخذ كل التدابير الالزمــة لرفع تلك الالفتــات عندما تكــون غير مركزة بصفة
جيدة وذ لك تطبيقا لسلطاته الهادفة إلي المحــافظة على النظام العام وخاصة أمن المنظــورين.كما أنه يجوز لرئيس البلديــة أن يتدخل في
مجال المؤسسات المرتبة لمجازاة التجاوزات التي تحدثهــا هذه المؤسسات الصنــاعية ليــال مثال ضرورة أنه يتدخل في هذه الحالة بغاية
تحقيق الراحة العامة .
االستعجال :
جرى عمــل المحكمــة اإلداريــة وسبقه في ذلك مجلس الدولة الفرنسي على اعتبــار أنه يجوز لسلطة الضبط الع ــام أن تتدخل
وقتيا ..القضيــة
في حــالة خطر داهم في مجال يرجع حق التدخل فيه لسلطة الضبط الخاص على أنه يجب أن يكــون هذا التدخل ّ
عدد 998بتاريخ 14جويلية 1986عبد المجيد الزيادي ضد رئيس بلدية جربة " ...حيث أن وجود نص يقر اختصاص سلطة
معينة في ميدان ما ال يحول دون تدخل رئيس البلديــة في الميدان ذاته شريطة أن تكون التدابير المتخذة من قبله ظرفية وأن يكون
الوضع بالمنطقة يتّ ّسم بالخطــورة".
تقدم يؤكد :
خالصة القول إن ما وقع التعرض إليه فيما ّ
على مستوى المبادئ والقواعد أن كل صالحيــات الضبــط البلــدي المعترف بها لرئيس البلدية تتالئم مع الحدود التي
يخضع إليها في مباشرته لتلك الصالحيــات والمتأتية أساسا من الق اررات الصادرة عن السلطة المركزية .
على مستوى الواقع فإن األمر يختلف شديد اإلختالف .فتعدد الضبطيات الخاصة وتكثيف التراتيب الصادرة عن
سلطات الدولة من شأنهما إفراغ صالحيات رئيس البلدية أكثر فأكثر من محتواها .ولعل هذه األسباب تدعو إلى مراجعة النظرية السائدة
اجية سلطة الضبط البلدي .
في خصوص عالقــة سلطــة الضبط البلدي بالسلطات األعلى منها والمتمثلة باألحرى في نظرية إزدو ّ
وتستند سلطات الوالي في مادة اإلشراف على ق اررات الضبط الصادرة عن رئيس البلدية إلى أساسين مختلفين .ولئن كان
األساس األول ليس خاصا بالضبط البلدي بما أنه يتعلق بخصائص سلطة اإلشراف ويتمثل في سلطة اإلبطال واإليقاف فإن األساس
الثاني يسند للوالي سلطة إشراف الحلول أو التعويض وهو خاص بالضبط البلدي .
20
الضبط اإلداري
وما يمكن مالحظته من خالل مقتضيات الفصل 80المذكور أن ال شيء بها يجيز لنا القول بأنها تتعلق بمجال تنفيذ رئيس
البلدية لسلطاته العامة للضبط البلدي بل إن اإلجماع حاصل بين المختصين في مسألة الضبط اإلداري على أنها تتعلق بكل
الصالحيات المسندة المعترف بها لرئيس البلدية والتي تشكل صالحيات الضبط البلدي منها العنصر األكثر أهمية .
وقد ّأولت هذه المقتضيات العامة من قبل فقه القضاء بكونها تسند للوالي سلطة إبطال وايقاف ق اررات الضبط البلدي على أنها
ال تعترف لسلطة اإلشراف بصالح يات تعديل تلك الق اررات ومع ذلك فإن الفقهاء يؤكدون على حرية التقدير الهائلة التي يبقى الوالي
يتمتع بها في إطار سلطة اإلبطال المخولة له .
غياب سلطة التعديل :
يرجع الضبط البلدي إلى رئيس البلدية كما أن هذا األخير يباشر الصالحيات المخولة له في هذه المادة ال تحت سلطة اإلدارة
تدرجي و"عمودي " بين السلطتين وانما العليا وانما تحت مراقبتها[ :الفصل . ]73ويستنتج من هذا أن األمر ال يخص عالقة خضوع ّ
بعالقة إشراف غير مباشرة obliqueوبالتالي فلئن كان من حق الوالي أن يرفض المصادقة على الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية
حور وأصدر باسمه الخاص ,ومهما كان السبب ,
أو إيقاف تنفيذها فإنه يتجاوز سلطته ويتعدى على صالحيات السلطة البلدية كلما ّ
من قرار رئيس البلدية ضرورة أنه ال يتمتع في هذا المجال بسلطة تعديل ذلك القرار.
وبرزت هذه الفك ـرة أول مــا برزت بمنــاسبـة نـزاع قــام في إحدى البلديــات الفرنسي ــة وتعلق بالتدابيــر الخـاصــة بالرمــاية داخــل
CE 23 /05 /1890 commune du champ lebon p 522ولعله من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى أن تلك البلــديــة
القاضي اإلداري يستخلص في إطار عالقة الوالي برئيس البلدية ثالث نتائج وهي التالية :
بما أن القانون ال يقر للوالي إال سلطة اإلبطال واإليقاف فإن هذا األخير يتجاوز سلطته كلما يصدر باسمه الخاص .1
القرار الموجه إليه من رئيس البلدية في إطار مباشرته لسلطة الضبط العام .
إن القاضي اإلداري يلغي القرار الصادر عن الوالي باإلبطال الجزئي لقرار بلدي في مادة الضبط كلما كان هذا .2
حور معناه.
اإلبطال الجزئي قد شوه قرار رئيس البلدية أو ّ
.3ال يسوغ للوالي أن يبطل قرار صادر عن رئيس البلدية يقضي بالرجوع في قرار بلدي سابق يتعلق بالضبط البلدي إذ أن
اإلقرار للوالي بحق إبطــال قرار الرجــوع في الق ـرار األول يؤدي بالضرورة إلى اإلقرار له بالحق في اإلبقاء على تدابير ضبطية قرر
رئيس البلديــة العدول عنها .واإلعت ـراف للوالي بهذا الحــق يعني اإلعت ـراف له بحق التعديــل .
سلطات إبطال وايقاف واسعة :
يشير الفصل 80من القانون األساسي للبلديات إلى محتوى اإلشراف الذي يباشره الوالي على ق اررات رئيس البلدية فيذكر أن
هذا اإلشراف يتمثل في إبطال أو إيقاف تنفيذها ...على أن نفس الفصل يشير إلى أن هذا اإلبطال أو اإليقاف يجب أن يتم فيما يخص
التراتيب البلدية في غضون أسبوع من تاريخ إيداع الق اررات التي يتخذها رئيس البلدية بمقر الوالية .
ولعل ه من المستحسن التنبيه في هذا اإلطار أن قرار اإليقاف أو اإلبطال الصادر عن الوالي يمكن أن يستند إلى أسباب
تتعلق بالشرعية أو بتقدير مالئمة القرار البلدي وهو ما يفتح للوالي مجاال واسعا للتدخل في الشؤون البلدية رغم أن الواقع يبين أن الوالي
يستعمل هذا النفوذ بحذر كبير .
حد تعديلها فإن سلطة مراقبة اإلدارة العليا عليها
الخالصة أنه لئن كان إشراف الوالي على ق اررات الضبط البلدي ال يصل إلى ّ
حد تقدير مالئمتها .
تبرز واسعة بما أنها تصل إلى ّ
21
الضبط اإلداري
ينص الفصل 77من القانون األساسي للبلديات على أن " السلطة المخولة لرئيس البلدية بمقتضى الفصل 73ال تحول دون
ما للوالي من حق في اتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها في كل الحاالت التي لم تقم فيها السلط البلدية بما يجب
قصد المحافظة على الصحة والراحة العموميتين وهذا الحق ال يمارس من الوالي نحو إحدى تلك البلديات إال بعد تنبيه رئيس البلدية
بدون نتيجة .
وانطالقا من صياغة الفصل 77سوف نتعرض بالدرس إلى سلطة الحلول التي يباشرها الوالي عندما يتعلق األمر ببلدية
فأكثر .فتطبيقا لمقتضيات الفصل 77المذكور ال يمكن للوالي بصفته سلطة إشراف على رئيس البلدية أن يتدخل قانونا عوضا عنه
إال بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة .فهذا التنبيه المسبق الذي يوجهه الوالي إلى رئيس البلدية وجوبي ويمثل شكلية جوهرية على
معنى فقه القضاء اإلداري ويترتب بالتالي عن عدم إحترامه أو اإلغفال عنه إلغاء تدبير الحلول الذي يتخذه الوالي من أجل تجاوز
السلطة .
وقد تفيد اإلشارة في هذا المجال إلى ّأنها عديدة المؤشرات التي تبين حرص القاضي اإلداري إلخضاع إشراف الحلول الذي
يباشره الوالي إلى احترام هذه الشكلية المفروضة من المشرع وبالتالي حماية استقاللية البلدية من ذلك أنها كثيرة األمثلة خاصة في فقه
الق ضاء المقارن التي تبين أن الوالي يمس من الشرعية كلما اكتفى باإلشارة مثال إلى تنبيه لم يذكر تاريخه أو محتواه كما أنه يكون قد
انحرف باإلجراءات إذا ما اتخذ الوالي مثال ق ار ار يحجر بمقتضاه سباق الثيران في كل تراب الوالية وهو تدبير ثبت أن الغاية منه
كانت في ال واقع ترمي إلى تطبيقه على بلدية تختص في العادة بإقامة هذه التظاهرة وسبق أن شهدت أحداثا بمناسبة إجراء مثل هذا
السباق .كما تحسن اإلفادة أيضا أن هذه الضمانة التي يضعها الفصل 77من القانون األساسي للبلديات والمتمثلة في وجوب التنبيه
المسبق ال تحمي سوى الق ار ارت البلدية الصادرة في مجال الصالحيات الضبطية العامة ذلك أن الوالي عندما يتدخل بعنوان آخر ،مثال
في إطار الضبط الخاص ،يكون معفى من احترام هذا اإلجراء وبالتالي يضحى هذا التنبيه المسبق غير الزم [.مثال في مادة توزيع
معين ] .هذا وان الفصل 77المذكور يسند للوالي في مجال الضبط البلدي صالحيات واسعة ذلك أن صياغة المواد الغذائية في ظرف ّ
هذا الفصل تبين أن المشرع يقر له حق التدخل واتخاذ تدابير تهم كل بلديات الوالية أو البعض منها كلما لم يقم رئيس لبلدية بما
يفرضه عليه القانون من وجوب التدخل للمحافظة على الصحة والراحة الع موميتين ،بالطبع بعد تنبيه رئيس البلدية بدون نتيجة .
ومما يلفت اإلنتباه أن الفصل 77ال يشير إلى حق التدخل للوالي إال في مجالي الصحة والراحة العموميتين بما أننا النجد
أي إشارة إلى األمن العام ضمن هذا الفصل ولعل ذلك مقصود من المشرع نفسه ضرورة أن اختصاص رئيس البلدية في هذا المجال
هو اختصاص تنفيذي وليس تقريري إذ أن سلطة اتخاذ القرار فيما يخص األمن العام قد أسندها المشرع بصفة ضمنية إلى السلطة
العليا حسب الفصل 69من قانون البلديات حيث نق أر " :يتولى رئيس البلدية تحت سلطة اإلشراف :
ـ تنفيذ الق اررات والقوانين في المنطقة البلدية
ـ تنفيذ التدابير التي من شأنها أن تهم األمن العام
ـ القيام بجميع الوظائف الخاصة التي يسندها له القانون .
كما أن الفصل 11من القانون عدد 52لسنة 1975بتاريخ 13جوان 1975المتعلق بضبط مشموالت اإلطارات العليا لإلدارة
الجهوية قد أوضح طبيعة السلطة العليا عندما ّبين أن الوالي يسهر على المحافظة علىاألمن العام بالوالية ...علما وأن الفصل 21من
ذات القانون يسند للوالي صراحة اإلختصاص التخاذ ق اررات ترتيبية في ميدان الشرطة البلدية حيث نق ار بهذا الفصل ما يلي " :يمكن
للوالي بدائرة واليته وفي نطاق التشريع الجاري به العمل أن يتخذ ق اررات ترتيبية في ميدان الشرطة البلدية "
22
الضبط اإلداري
وقد يحسن التأكيد من جهة أخرى وفي إطار إشراف الحلول الذي يباشره الوالي على رئيس البلدية على أن الصالحيات التي
تخول للوالي ال يجب النظر إليها بكونها صالحيات إشراف فحسب بما تبرز كذلك بكونها سلطات ضبط بلدي
ّ
فسلطة الحلول تفرض مباشرتها توفر شرطين :
البد من وجود هيكل يكون قد رفض أو أهمل القيام بعمل يدخل عادة في إطار صالحياته .
ّ .1
يجب أن تكون الغاية من تدخل سلطة اإلشراف هي تجاوز ذلك اإلهمال باتخاذ القرار عوضا عن السلطة األولى . .2
ولعله من المفيد اإلشارة أيضا إلى أنه من نتائج تطبيق الفصل 77أن رئيس البلدية يصبح ملزما باحترام القرارات التي
تنجر عنه مسؤولية الجهة البلدية مما يبين ويؤكد أن رئيس
يتخذها الوالي تنفيذا لهذا الفصل وأن اإلخالل بهذا اإللتزام من شأنه أن ّ
البلدية لم يقع تجريده من صالحياته العادية بمجرد تدخل الوالي .
وغني عن البيان أن الوالي يبرز بصفته سلطة ضبط بلدي كلما تعلق الشأن بالمحافظة على األمن العام داخل بلديتين فأكثر
داخل المجال الترابي لواليته .الخالصة :إن التمعن في الصالحيات المعترف بها قانونا لكل من رئيس البلدية والوالي يبين أن سلطة
الضبط البلدي يباشرها رئيس لبلدية ورئيس البلدية وحده لو اكتفينا بالنظر إلى الفصلين 73و 74من قانون البلديات غير أننا لو نظرنا
إلى الفصل 77من نفس القــانون وكذلك إلى الفصلين 11و 21من القــانون المؤرخ في 13جوان 1975والمتعلق بضبط مشموالت
اإلطــارات العليــا لإلدارة الجهويــة تنأكد أن سلطة الضبط البلدي ترجع أيضــا إلى الوالي لكن دون تجريــد رئيس البلدية من صالحياته
في هذا المجــال .
باالنهيا ر ومنع عرض أي شيء بالنوافذ أو سواها من أجزاء العمارات مما يخشى من سقوطه ومنع إلقاء ما من شأنه أن يضر بالمارة
...
أما الفقرة الخــامسة من ذات الفصل فهي تقتضي دائما في إطار األمن العام أنه يتعلق أيضا بكل ما من شأنه أن يم ّكن من
تالفي الح ـوادث واآلفات والكوارث بشتى الوسائل المالئمــة وتدارك أمرها والفيضانات ...مع دعوة السلطة العليــا للتدخل في األمر عند
اإلقتضــاء.
فيما تقتضي الفقرة السادســة من الفصــل 74أن األمن العــام يتمثل في التدابير التي ترمي لتوقي أو تالفي األخطار التي قد
تنشأ عن جوالن الحيوانات الضارة أو المفترسة .
امة
الع ّ
الراحة ّ
ّ
تنص على هذا العنصر من النظام العام الفقرة الثانية من الفصل 74بصفة شمولية بما أنها تتمثل في كل اإلجراءات الرامية
تجنب األعمال المخلّة بالسكينة العامة ومظاهر التلوث التي تخلّفها المؤسسات الصناعية والمهنية والتجارية المتمركزة بالمنطقة
إلى ّ
البلدية .
ومما يلفت اإلنتباه أن النظام العام المحلي ال يتكون في الواقع من العناصر الثالثة السابقة فحسب ضرورة أنه يمكن أن
ّ
التصرف في الملك المحلّي .
ّ ينطوي أيضا على عناصر غير ثابتة مثل الجمالية واألخالق وحسن
خاصة تجعله يختلف عن النظام العام الوطني . ّ يتميز بطبيعة
ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى أن مفهوم النظام العام المحلّي ّ
فقد تعرضنا فيما سبق إلى أن سلطات الضبط المحلية ال تتجرد من صالحياتها الضبطية العامة بمفعول تدخل أو مباشرة السلط العليا
لضبطيات خاصة .فقاعدة التكامل تخول للسلطة الدنيا أن تتخذ تدابير أشد صرامة من التراتيب الواقع اتخاذها على المستوى الوطني
معين ومرخص
بلديته مباشرة نشاط ّ
كما أن مبدأ عدم تجريد السلطة الدنيا من صالحياتها يخول لرئيس البلدية أن يحجر داخل حدود ّ
المحلية .
ّ وطنيا باإلستناد إلى الظروف
ّ فيه
خصوصية النظام العام المحلّي في المجال اإلقتصادي .فرئيس البلدية بصفته سلطة ضبط بلدي يتمتع بصالحيات
ّ كما تبرز
ذات طابع إقتصادي ولعل أحسن مثال لهذا هو ضبط األسواق وضبط بيع المواد الغذائية .ففي هذين المجالين تكون سلطة الضبط
24
الضبط اإلداري
التي يتمتع بها رئيس البلدية مستوحاة من انشغاالت تقليدية تتفق مع مقتضيات الراحة والسكينة العموميتين. .و يفيد التنبيه إلى أن
النظام العام المحلي ينبني حول مقتضيات حسن النظام وأركانه الثالثة الثابتة األمن والراحة والصحة العمومية وأنه يتميز باإلستقرار
وذلك رغم أن بعض الفقهاء يرون بأنه يعرف توسعا تدريجيا بما انهم يدرجون أيضا ضمن النظام العام المحلي النظام الجمالي والنظام
األخالقي والنظام االقتصادي والنظام السياسي .
حماية النظام العام المحلي بصفته غاية ترمي إلى تحقيقها سلطات الضبط المحلية :
إن تحقيق األمن والراحة والصحة العمومية هدف مفروض على سلطات الضبط البلدي .فهذه العبارات ليست مجاالت عمل
فحسب بل إنها أيضا قيم وغايات توجه السلطات المختصة ذلك أ ن مسألة شرعية تدابير الضبط المحلي تكمن في مستوى األهداف
التي ترمي إلى تحقيقها تلك التدابير حيث يحجر على سلطات الضبط البلدي اتخاذ تدابير وق اررات ضبطية تمليها اعتبارات ذات طابع
خاص وكل تدبير أو قرار يهدف إلى تحقيق مصلحة خاصة يكون غير شرعي كما أنه يجب على سلطات الضبط البلدي أالّ تسعى
إلى تحقيق مصالح عامة خارجة عن نطاق تحقيق النظام العام المحلي بما أن القاعدة أن صالحيات السلطات اإلدارية تخدم هدفا
معينا .وفي هذا المجال ال يجوز لسلطات الضبط البلدي أن تستعمل صالحياتها بغاية تنفيذ بنود عقد تكون البلدية طرفا فيه كما
ّ
حد لنزاع يخصها أو حسم نزاع خاص قائم بين المواطنين يحجر على نفس السلطات أن تستعمل صالحياتها الضبطية بهدف وضع ّ
فإنها تكون قد انحرفت باإلجراءات .
واالّ ّ
انتهاكات النظام العام المحلي :سبب ضروري التخاذ تدابير ضبطية .
تتدخل ومتى يجب عليها أن تتدخل .وتحسن
يتعلق الشأن في هذا المجال بمعرفة متى يمكن لسلطات الضبط المحلية أن ّ
اإلفادة في هذا الصدد أن اإلجماع حاصل بين الفقهاء بأن :
ـ كل تدبير ضبطي ال يكون شرعيا إالّ متى كان ضرورّيا .
ـ ال يكون التدبير ضروريا إالّ متى كان يتالئم والتهديدات التي من شأنها النيل النظام العام .
يتبين إذن أن النيل من النظام العام هو وحده الذي يجعل ممكنا وشرعيا تدخل السلطات الضبطية البلدية .هذا من حيث
ّ
.أما من حيث الواقع فواضح أن انتهاك النظام العام المحلي هو أمر ظرفي تمليه ظروف الزمان والمكان الخاصة بكل بلدية
المبادئ ّ
وبكل تدبير ضبطي .ويمكن حوصلة هذه الظروف في ثالث مالحظات أصلية :
عاما حتى يمكن أن يوصف بانتهاك للنظام العام المحلّي أي
البد أن تكون للفوضى أو للتهديد الذي يجب إزالته طابعا ّ
ّ
أن عدم تحديد مخلّفاته من شأنه أن يهدد العموم .
الوضعية متالئما مع خطورة ودهامة ذلك التهديد
ّ المحلية لهذه
ّ التصدي القانوني من الجهة اإلدارية
ّ يجب أن يكون
فعاال وملزما أقل ما يمكن لألفراد.
بمعنى يجب أن يكون في ذات الوقت ّ
يجب أن يكون التدبير يوفق بين مباشرة صالحيات الضبط واحترام الحريات الفردية أو الجماعية .
25
الضبط اإلداري
وفيما يتعلق بمعرفة هل أن مباشرة صالحيات الضبط ا لبلدي أمر اختياري؟ فتجدر اإلشارة إلى أنه نظ ار ألهمية ظروف
الزمان والمكان فإنه من الضروري إسناد السلطات المحلية صالحيات تقدير واسعة على أن اإلعتراف لها بسلطات تقديرية غير
التعسف في استعمال حق التدخل ولذلك فإن المسالة تستدعي المالحظات التالية :
ّ محدودة من شأنه أن يؤدي إلى إمكانية
فإذا ما كان الخطر داهما ومحدقا فإن الفقه والقضاء يجعالن من واجب رئيس البلدية أن يتدخل ويتخذ التدابير التي تفرضها
الظروف المحلية .ويذهب فقه القضاء إلى أبعد من هذا بما أنه يعترف لرئيس البلدية في حاالت اإلستعجال بأن يتدخل في مجاالت
خارجة عن اختصاصاته وترجع بالنظر إلى السلط العليا .على أن اإلشكال يكمن في معرفة هل أن سلطة الضبط البلدي تحترم أم ال
التزاماتها القانونية عندما ترفض استعمال صالحياتها في حالة انتهاك النظام العام المحلّي ؟ .
لقد أجاب فقه القضاء على هذا التساؤل بالقول إن رئ يس البلدية ينحرف بسلطته وبالتالي يخالف التزاماته عندما ال يأذن
توجد وكان محدقا ...
باتخاذ التدابير الالزمة إليقاف الخطر متى ّ
العامة
الراحة ّ
ضبط ّ
العامة موضوع تلك التراتيب .
ّ البلدية إلى المحافظة على جملة من القيم تتصل بالحرّيات
ّ الضبطية
ّ ترمي مختلف التراتيب
لدية
صالحيات الضبط التي يتمتّع بها رئيس الب ّ
ّ الملكية وتأثيرها على مباشرة
ّ العمومية في االعتبارات
ّ خصوصية ضبط الراحة
ّ وتكمن
أن محتوى
العمومية تجد مجال تطبيقها الطبيعي في الملك المحلّي وتوابعه كما ّ
ّ الضبطيات المتعلقة بالراحة
ّ أن
في هذا الشأن .ذلك ّ
الفردية التى يتّخذها رئيس البلدية تتأثر شديد التأثر بوجود جملة من القواعد المتولّدة عن النظام القانوني لألمالك
ّ تيبية أو
التدابير التر ّ
التطرق إلى ضبط الراحة العمومية من
ّ التي يستعملها األشخاص الذين تشملهم تراتيب الضبط.ولعل هذا الوضع هو الذي يحملنا على
أربعة جوانب يمكن حوصلتها في األربعة أفكار التالية :
ـ إن الصالحيات التي يستعملها رئيس البلدية ترمي إلى تنظيم نشاط المنظورين فوق توابع الملك البلدي المخصصة الستعمال
صرف في
الحقيقية للتدابير المتّخذة في هذا المجال :أي معرفة هل أنها أعمال ت ّ
ّ معين ويتعلّق األمر هنا بتحديد الطبيعة القانونية
ّ
ضبطية ؟ .
ّ الملك المحلّي أو هل أنها أعمال
أن هذه الغاية تبقى رغم
العمومية وتهدف إلى تحقيق مصلحة الجوالن على ّ
ّ الضبطية تطبق على الطرقات
ّ إن الصالحياتـ ّ
كل شيء غامضة ضرورة أن المصالح التي ترمي إلى تحقيقها هذه الصالحيات هي عادة متعددة ومتضاربة [تضارب بين مصلحة
المترجلين ومصلحة أصحاب السيارات مثال أو تضارب بين حق الجوالن الفردي وحق النقل العمومي أو تضارب بين حق المرور وحق
الوقوف ]....
إن دور رئيس البلدية يكمن ،عندما يتعلّق األمر باستعمال توابع الملك المحلّي في غير اإلستعمال العادي المخصصة له
ـ ّ
هذه األمالك ،في التوفيق بين مصلحة الجوالن من جهة والحريات العامة والحقوق الفردية من جهة أخرى .
الخاصة أو في األماكن
ّ أهميتها عندما يتعلق الشأن بنشاطات تباشر سواء داخل حرم األمالك
إن االعتبارات الملكية تفقد ّ
ـ ّ
العمومية .
ّ
ولما كان يصعب ال تطرق إلى جميع مجاالت ضبط الراحة العمومية نظ ار لتعدد هذه المجاالت وما يستوجبه ذلك من وقت
ّ
يفسر اكتفائنا بالخوض في هذا المجال في الضبط الخاص باألسواق لنتبين خصوصياتها وهو ما ّ
فإننا اخترنا الوقوف على بعضها ّ
السيارات دون سواها .
والضبط المتعلّق بالمقابر وضبط وقوف ّ
26
الضبط اإلداري
وقد تحسن اإلفادة أن احداث أو حذف أسواق التفصيل التي تكون عادة أسبوعية أو تغيير تاريخ أو مكان انتصابها ترجع
بالنظر إلى المجلس البلدي إذ ينص الفصل 42من القانون األساسي للبلديات على أن المجلس البلدي يتداول حول ....ترتيب األنهج
أن الصياغة القديمة لهذا الفصل كانت أكثر وضوحا بخصوص هذه المسألة بما و....المساحات الحرة والمساحات الخضراء علما و ّ
ّأنها كانت تقتضي أن المجلس البلدي يتداول في ....إقامة المعارض واألسواق أو حذفها أوتحويلها ما عدا أسواق التمويل العادية ...
مع اإلشارة إلى أن مداولة المجلس البلدي حول هذه المسألة ال تصبح نافذة حسب عبارة الفصل 42إالّ بعد مصادقة سلطة اإلشراف
عليها .
أن استغالل
ولعلّه من المفيد التذكير بأن األرض والبناءات التي تنتصب فيها األسواق هي من توابع الملك الخاص المحلّي و ّ
أن في هذه الحالة الثانية تخضع العقدة التي تبرمها
يتم بصفة مباشرة من الجهة البلدية أو في إطار عقدة التزام و ّ
هذه األسواق يمكن أن ّ
البلدية مع المنتفع بها إلى القواعد العامة للعقود اإلدارية .
التجار المنتصبين باألسواق هم شاغلين خواص لجزء من توابع الملك الخاص المحلّي وبالتّالي فإ ّنأن ّ تقدم ّ
مما ّوينتج ّ
الوقتية وعلى هذا األساس ال تنطبق قواعد القانون الخاص في عالقاتهم مع اإلدارة :مثل الحق التجاري
ّ وضعيتهم تطغى عليها قاعدة
ّ
المنجرة عن هذا الحق إلخ ...
ّ وغرامات التعويض
أن رئيس البلدية يتمتّع بسلطات ضبطية عامة و ّأنه الوحيد الذي يباشر صالحيات ضبط األسواق
كما ال تفوتنا اإلشارة إلى ّ
المختصة في هذا الميدان بقدر ما كونه يتمثّل في تحديد طبيعة
ّ أن اإلشكال ال يتعلّق بتحديد السلطة
على الصعيد المحلي غير ّ
بالتصرف في الملك البلدي .
ّ أن هذه السلطات مرتبطة سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة
خاصة متى عرفنا ّ
ّ السلطات التي يباشرها
27
الضبط اإلداري
التطرق إلى هذا اإلشكال من ثالث جوانب هي تباعا توزيع أماكن اإلنتصاب داخل السوق واقصاء
ّ منا
ولعل هذه المسألة تستدعي ّ
ّ
التجار غير المرغوب فيهم وأخي ار سير السوق ذاتها .
ّ
لبلدية في
اجية التي تكتسيها سلطات رئيس ا ّ
الضبطية .ولعلّ هذه اإلزدو ّ
ّ التصرف في الملك أكثر من اإلعتبارات
ّ مباشرة حرص حسن
هذا المجال تجعل منها سلطات غير قابلة للتصنيف لو نظرنا إلى األمر من زاوية مقابلة بين صالحيات الضبط البلدي وصالحيات
التصرف في الملك المحلّي.
ّ
أن
ألي هيكل آخر أن يمارسها معه .غير ّ
ومباشرة هذه الصالحية يملكها رئيس البلدية وحده وال يمكن للمجلس البلدي أو ّ
معين على أن يقتصر دور هذا الهيكل على إبداء الرأي دون سواه .
هذا ال يمنع رئيس البلدية من استشارة هيكل ّ
تصرف في
ضبطيا وعمل ّّ وهذه الصالحية المرتبطة في بعض األحيان صراحة بالضبط البلدي تبرز في الواقع بكونها عمال
خاص للملك .وعلى هذا األساس ال يمكن
ّ الملك المحلّي في ذات الوقت ضرورة أن األمر يتعلّق بمنع أو إيقاف أو إنهاء إشغال
البلدية يتمتّع أيضا في هذا الشأن بسلطة
ّ أن رئيس
يفسر ّ
للتّاجر موضوع أحد هذه اإلجراءات أن يستند إلى الحقوق المكتسبة وهو ما ّ
تقديرّية واسعة .
التعرض إلى هذه المسائل قبل البحث في صالحيات الضبط المسندة لرئيس البلدية في مجال الدفن واخراج
هذا الواقع يفرض علينا ّ
الرفات من القبور .
ويتم إحداث المقبرة أو مكان الدفن بم قتضى قرار يصدر عن رئيس البلدية بعد مداولة المجلس البلدي وبعد مصادقة سلطة ّ
أن الجهة البلدية ملزمة عند إحداث مقبرة ما باحترام مثال التهيئة والتراتيب
ّ أيضا اإلفادة تحسن .وقد المداولة هذه على اإلشراف
يتم إحداث المقبرة على بعد
أن القانون الخاص بالمقابر يفرض أن ّ
التوسع العمراني ضرورة ّ
ّ العمرانية وبمراعاة الكثافة السكانية ومدى
ترخص في البناء في
يحجر على السلطة البلدية أن ّ
ّ المشرع
ّ فإن
التجمعات السكنية .ولذلك ّ
ّ تقل عن مائتي متر عن مسافة اليمكن أن ّ
األراضي والمساحات التّي التبعد عن المقبرة بمأتي متر على األقل .
عملية إحداث المقبرة تبدأ باقتناء األراضي الالّزمة لذلك سواء بالتراضي أو عن طريق اإلنتزاع ،بعد
ّ أن
وغني عن البيان ّ
أن اختيار مكان المقبرة هي مسألة مالئمة غير قابلة
تحديد مكان المقبرة بالطبع ،وحسب اإلجراءات التّي سبق ذكرها ،علما و ّ
للتقاضي في شأنها .
29
الضبط اإلداري
-حذف المقابر :
اإلمكانية سواء للمجلس البلدي أو المجلس الجهوي حسب الحال بأن يوقف
ّ المشرع ضمن القانون الخاص بالمقابرّ يعطي
العمومية والنظام العام أو إن
ّ نهائية كلّما استوجبت ذلك ضرورة المحافظة على البيئة والصحة
ّ الدفن بالمقبرة وذلك بصفة مؤقّتة أو
انية ذلك أو في صورة نفاذ أماكن الدفن بالمقبرة .
اقتضى تطبيق مثال التهيئة العمر ّ
إما بسبب كونها يقرر حذف المقبرة في حالتين اثنتين ّ : تقدم ّأنه يجوز لرئيس البلدية أو الوالي حسب الحال أن ّ
مما ّ
ويستنتج ّ
عنية أن
أصبحت غير قادرة على استيعاب مزيد من القبور وا ّما بسبب كونها توجد بمنطقة ال يقتضي مثال التهيئة المتعلّق بالبلدّية الم ّ
تكون مقبرة.
30
الضبط اإلداري
المؤرخ في 7جويلية 1997والصادر تحت ّ أن الفصل 7من األمر أما فيما يتعلّق بتراتيب الدفن فتجدر اإلشارة إلى ّ
ّ
أن الدفن ال يجوز إالّ بعد الحصول على
بكيفية إعداد القبور وبضبط تراتيب الدفن واخراج الرفات والجثث يقتضي ّ
عدد 1326والمتعلّق ّ
.أما
طبية تثبت ساعة وتاريخ الوفاة ّ
المحلية الراجعة إليها المقبرة بالنظر وبعد اإلستظهار بشهادة ّ
ّ رخصة في الدفن تسلّم رئيس الجماعة
فإنه ال يمكن الترخيص في الدفن إالّ طبقا ألحكام الفصل
الشك ّ
ّ إذا ما كانت الوفاة ناتجة عن حادث أو عنف أو ظروف أخرى تثير
يضمن به
ّ يحرر في الغرض ضابط شرطة بمساعدة طبيب تقري ارّ البد ،في هذه الحالة ،من أن
المدنية أي ّ
ّ 48من قانون الحالة
المدنية بمكان الوفاة
ّ يوجه في الحال إلى ضابط الحالة
وصف حالة الجثّة والظروف المتعلّقة بها ...كما ينبغي على ضابط الشرطة أن ّ
يحرر بمقتضاها رسم الوفاة .كما اليمكن دفن األشخاص المتوفية إثر إصابة بمرض معد أو المضمنة بتقريره والتّي ّ
ّ جميع اإلرشادات
ائية التّي يمكن فيها
مبدئيا إالّ بالنهار فيما عدا الحاالت اإلستثن ّ
ّ أن الدفن اليجوز
الصحية المؤهلة علما و ّ
ّ وبائي إالّ بحضور المصالح
يرخص .المعنية أن ّ
ّ المحلية
ّ لرئيس الجماعة
31
الضبط اإلداري
مهمة السهر على احترام التراتيب المتعلّقة بالسالمة وحفظأن القانون يحمل على عاتق رئيس البلدية ّوال تفوتنا اإلشارة إلى ّ
الميت أو بمبادرة من اإلدارة إذا ما كانت العملّية
يتم سواء بمبادرة من أهل ّ
أن فتح القبور يمكن أن ّ
الصحة المستوجبة في هذا المجال و ّ
ّ
عدة سنوات 8 :سنوات على األقل .
أن عهد الدفن يرجع إلى ّ
تدخل في إطار نقل المقبرة أو ّ
السيارات :
ضبط وقوف ّ
إجتماعية تحمل الجهة اإلدارّية على القيام باختيارات بين
ّ بتطور الجوالن داخل المدن أصبح الضبط المتعلّق به يمثّل مشكلة
ّ
السيارات
المتجولة أو ّ
ّ السيارات
السيارات وبين مصالح ّ المترجلين ومصلحة أصحاب ّ ّ مختلف المصالح المتواجدة أي بين مصلحة
السيارات أعسر المسائل التّى يبسطها
وسيارات النقل العمومي .وتمثّل مسألة وقوف ّالخاصة ّ
ّ السيارات
الرابضة وبين مصالح ّالراسية أو ّ
نتعرض
وتتعدى بكثير إطار الضبط البلدي .وسوف ّ ّ ضبط الجوالن إذ ّأنه يحدث لس ّكان المدن مشاكل ما انف ّكت تزداد من يوم آلخر
إلى ضبط الوقوف من جانبين إثنين هما على التوالي األساس القانوني لهذا الضبط والمشاكل القانونية المتولّدة عن الوقوف .
فإن صالحيات الضبط المسندة للسلط العليا ال ينتج عنهاالعامة لقانون الضبط اإلداري وكما أسلفنا القول ّ
ّ وعمال بالمبادئ
أن
دل على ّ
مما ي ّ
تجريد السلط الدنيا المتمتّعة بصالحيات الضبط العام .فالفصل 119من مجلة الطرقات يؤ ّكد صراحة هذه القاعدة ّ
ينص على ّأنه من بين أهداف
بلدية .ويتّضح األمر أكثر بالرجوع إلى الفصل 74من قانون البلديات الذي ّ
ضبط الوقوف يبقى مسألة ّ
العمومية ....
ّ الساحات والطرقات
يهم األمن ويسهّل المرور بالشوارع و ّ
كل ما ّ
التراتيب البلديـة ّ
32
الضبط اإلداري
المخصصة لمرفق عام ولحاجيات هذا المرفق فحسب أماكن وقوف
ّ للسيارات
وقتية وبالنسبة ّ
.3إحداث سواء بصفة دائمة أو ّ
السكنية .
ّ العمومية داخل التجمعات
ّ مخصصة بالطرقات
ّ
وسيارات األجرة ....
.3تسهيل الجوالن أو الوقوف لوسائل النقل العمومي للمسافرين ّ
تحرك العربة في طريق ما خارج حاالت التوقّف .ولئن كان هذا التعريف السلبي للوقوف ال يتّسم
أما الوقوف فيعني عدم ّّ
نميز بين نوعين من الوقوف .فهناك الوقوفنتحدث عن الوقوف أن ّفإنه يكفي على األقل لعدم الخلط بينهما ويحسن بنا ونحن ّ
بالدقّة ّ
الخاص والوقوف غير الخاص .
الحيات
أن ص ّ أن الضبط البلدي للوقوف ال يباشر إالّ داخل المناطق اآلهلة بالس ّكان أي المناطق البلدية بما ّ
وغني عن البيان ّ
أن لرئيس البلدية صالحيات ضبطية فوق المسالك التي تربط الوطنية ال ترجع بطبيعتها إلى الضبط البلدي .كما ّ
ّ الضبط بالطرقات
يتم حسب الفصل 123من قانون البلديات بالقرار المتعلّق بتهيئة انية والمسالك ّ أن ترتيب الطرقات العمر ّ
بين أحياء بلدية واحدة و ّ
المنطقة البلدية واذا تع ّذر ذلك فبقرار يصدره رئيس البلدية بعد مداولة المجلس البلدي .
يتخذها رئيس البلدية بصفته سلطة ضبط بلدي للوقاية من الحوادث الطبيعيةأن التدابير التّى ّ
ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى ّ
يتعين حماية العموم منها .ومن بين وسائل الحماية المستعملة قيام الجهة البلدية بوضع عالمات
وتنوع األخطار التّى ّ
تختلف باختالف ّ
مميزة لتالفي هذه األخطار .والجدير بالتذكير في هذا المجال ّأنه لئن كانت هذه القاعدة ،قاعدة وجوب وضع عالمات ممّيزة ،م ّبررة في
ّ
فإنها تبدو صعبة التطبيق في جميع األحوال بما ّأنه ال يمكن للمسؤولين المطلق ضرورة ّأنها تم ّكن من استبعاد األخطار المحتملة ّ
فإن عدم مبادرة الجهةطبيعية ولذلك ّ
ّ خاصة متى كانت هذه األخطار متأتّية من مصادر ّ كل األخطاريتصوروا مسبقا ّ
ّ البلديين أن
ّ
البلدية بوضع هذه العالمات ال ينتج عنها خطأ من جانبها إالّ في حالتين اثنتين :
ّ
تصور حدوثه.
خفيا وغير بارز لكن كان يمكن لجهة اإلدارة ّ 1ـ يجب أن يكون هناك خط ار ّ
التصدى لها.
2ـ يجب أن يتجاوز هذا الخطر األخطار التّي يقدر العموم عادة على تالفيها و ّ
قائية
الطبيعية اليمكن أن يحجب اإلحتياطات الو ّ
ّ مميزة لتفادي األخطار
وال تفوتنا اإلشارة كذلك إلى أ ّن واجب وضع عالمات ّ
المشرع على كاهل
ّ الوقائية تلك التى يضعها
ّ للتصدى لتلك األخطار ومن أمثلة هذه التدابير
ّ البلدية أن يتّخذها
ّ األخرى التّى على رئيس
أن دور السلطة البلدية ال ينحصر في هذا المجال في وضع عالمات في أماكن البلديات التّى توجد بها محطّات استحمام ضرورة ّ
ّ
المستحمين في حالة وقوع حوادث هذا
ّ تصور نظام خاصّ لمساعدة ونجدةيتعدى ذلك إلى ّ
االستحمام الخطرة على العموم فحسب بل ّ
الخاصة المجاورة للشواطئ من فعل مياه البحر .
ّ كمثال ّأول وكثان القيام بأشغال لحماية األمالك
يتعداه
الطبيعية فحسب بل ّأنه ّ
ّ المتأتية من العوامل
ّ أن ضبط األمن العام ال يشمل مجال األخطار كما تحسن المالحظة ّ
الضارة أو المفترسة – الفقرة
ليتعلّق كذلك بكل التدابير التّى ترمي إلى توقّي أو تالفي األخطار التّى قد تنشأ عن جوالن الحيوانات ّ
السادسة من الفصل 74من قانون البلديات . -
تدخل رئيس البلدية إالّ عندما يتعلّق الشأن بالحيوانات الضارة أو المفترسة فإّنها تؤ ّكد
ولئن كانت صياغة هذه الفقرة تشترط ّ
الناجعة للوقاية وكذلك االحتياطات الالّزمة لتكون الق اررات التّى
أن دور رئيس البلدية يتمثّل في اتّخاذ التدابير ّ
للشك على ّ
ّ بما ال يدعو
يتّخذها في هذا المجال متبوعة بالتّنفيذ الفعلي .
الضارة أو باألحرى عن شرودها ال تتأتّى من كونها حيوانات بل منولما كانت األخطار المتولّدة عن جوالن الحيوانات ّ ّ
دية قد
فإن الواجب المحمول على عاتق رئيس البل ّ
العمومية ّ
ّ حد ذاتها عراقيل للجوالن بالطرقات
وضعيتها إذ ّأنها يمكن أن تكون في ّ ّ
خاصة متى كانت هذه الحيوانات من زمرة الحيوانات المفترسة . ّ حد قتلها
يصل إلى ّ
34
الضبط اإلداري
العمومية :
ّ الصحة
ّ ضبط
صحة الس ّكان وكذلك كل التدابير التي
العمومية كل التراتيب التي تتخذها الجهة اإلدارّية بغاية حفظ ّ
ّ الصحة
ّ يقصد بضبط
تتّخذها مسبقا نفس الجهة لمجابهة كل ما هو مخل بالصحة أو حذفه أو التنقيص منه .ويدخل هذا العمل منذ أمد بعيد في اختصاص
بلدية
العمومية اليمثّل في جميع األحوال مسألة ّ
ّ الصحة
ّ أن حماية أو حفظالمحلية ولعلّه من المفيد اإلشارة في هذا المجال ّ
ّ السلطات
أن القرار المتعلّق
الصيدلية حيث ّ
ّ تدخل الدولة :مثال ضبط المواد
أن بعض األعمال المتعلّقة بها ترجع بطبيعتها إلى ّ
فحسب ضرورة ّ
عية
بتسجيل دواء ما بإحدى الجداول يتّخذ على النطاق الوطني وليس المحلّي ...وكذلك الشأن بالنسبة لزجر المخالفات المتعلّقة بنو ّ
الغذائية ...
ّ المواد
ومية
صحة العم ّ
الخاصة المحدثة قصد المحافظة على ال ّ
ّ الضبطيات
ّ بتعدد
يتميز ّ
أن الوضع الحالي ّ
كما ال تفوتنا اإلشارة إلى ّ
صالحياته في هذا
ّ كليا أو جز ّئيا من
البلدية في بعض األحيان ّ
ّ يؤدي إلى تجريد رئيس
.ومن نتيجة ذلك على الضبط البلدي ّأنه ّ
ساسية مثال :
العمومية تسند لممثّلي السلطة المركزّية الصالحيات األ ّ
ّ الصحة
ّ الخاصة الصادرة في مجال
أن التراتيب ّ المجال ضرورة ّ
صحة
يتدخل في مجال ال ّ
بأنه يمكن للوالي أن ّ بالصحة أو المقاهي .ويحسن التذكير من جهة أخرى ّّ المؤسسات الخطرة والمخلّة
العمومية كلّما وجدت اإلدارة
ّ الصحة
ّ العمومية عن طريق سلطاته العامة إلشراف الحلول وذلك باتخاذه كل تدبير يرمي إلى حفظّ
.ومما يجب مالحظته في هذا ّ أي إجراء لتفاديه رغم تنبيهها بذلك من الوالي
المحلية نفسها أمام خطر داهم ولم تتخذ الجهة البلدية ّ
ّ
أن هذا األخير يقضي بإلغاء كل تدبير ضبطي يتّخذه الوالي ت ّبينأن شروط مباشرة إشراف الحلول هذا يراقبها القاضي اإلداري و ّ
الشأن ّ
البلدية في مجال ضبط
ّ يخص الق اررات الفردية التي يتّخذها رئيس
ّ البلدية .وفيما
ّ موجه إلى رئيس
أن اتخاذه وقع دون تنبيه مسبق ّ ّ
تتميز بكونها :
العمومية تحسن اإلفادة ّأنها ّ
ّ الصحة
ّ
ـ تدابير ضبط عام تجد سندها في مقتضيات الفصل 74من قانون البلديات
صحي آخر .
فإنها تصدر مباشرة عن رئيس البلدية ودون استشارة المجلس البلدي أو أي هيكل ّ
ـ وبالتالي ّ
ولرئيس البلدية في حالة اإلستعجال أي في حالة الخطر الداهم والمحدق الصفة التّخاذ كل تدبير تفرضه الظروف المحلية
خاصة
ّ تتدخل في نفس المجال .ويتعلّق األمر
تعديا على سلطة الضبط الخاص التّي ّتدخله ذلك من شأنه أن يمثّل ّ حتّى وان كان ّ
البلدية في الحاالت
ّ تدخل السلطة
أن ّومما يحسن التأكيد عليه في هذا اإلطار ّ
بالصحة ّ .
ّ المؤسسات الخطرة والمخلّة
ّ بضبط
اإلستعجالية هو في الواقع تطبيق للمبدإ العام في القانون اإلداري القائل ب:
ّ
أن الضبط الخاص ينزع عن رئيس البلدية صالحيات الضبط البلدي 1ـ ّ
المخصصة للضبط الخاص .
ّ التدخل في الميادين
ّ 2ـ و ّأنه في حالة الضرورة أو االستعجال يسترجع رئيس البلدية حقّه في
أشد
بلديته تدابير ّ
العمومية أن يتّخذ في نطاق حدود ّ
ّ الصحة
ّ حق رئيس البلدية في نطاق ضبط وغني عن البيان ّأنه من ّ
ّ
البلدية بصفته سلطة ضبط عام للص ّحة
ّ صرامة من التدابير التّى تتّخذها السلطة التّى لها صالحيات الضبط الخاص .ولرئيس
العمومية أن :
ّ
صحة المياه :
-السهر على حفظ ّ
مختص لتنظيم بناء اآلبار واحداثها وكذلك تطبيق التشريع المتعلّق بالقنوات والتطهير
ّ فإن رئيس البلدية
وفي هذا المجال ّ
المحلية وبتنظيم أو تحجير سيالن أو إلقاء كل ما من
ّ العمومية
ّ الخاصة لتوزيع الماء بشبكة التوزيع
ّ الخاص وبأن يأذن بربط الشبكات
العمومية كما ّأنه مختص بأن يأذن باتخاذ التدابير الالّزمة بتطهير أو حذف أماكن
ّ الحمامات
العمومية وبتهيئة ّ
ّ بالصحة
ّ يضر
شأنه أن ّ
تراكم المياه داخل أو قرب المساكن عندما تكون هذه المياه من شأنها أن يتولّد عنها خطر على صحة العموم .
35
الضبط اإلداري
انية :
-توقّى الجوائح الحيو ّ
الضارة
ّ تجمع الحيوانات والقضاء على الحيوانات مختص ألن يأذن باتخاذ كل التدابير الالزمة لمراقبة أماكن ّّ فرئيس البلدية
وخاصة منها الحشرات وكل الحيوانات التّى من شأنها أن تكون مصد ار لألمراض المعدية مثل الفئران والذباب والناموس ...
ّ
-توقّى األمراض المعدية :
الطبية المتعلّقة باألمراض المتن ّقلة والسهر على تنفيذ تدابير
ّ تقبل التصاريح
في هذا المجال يدخل في اختصاص رئيس البلدية ّ
التطهير والتخلّص من كل األشي ـاء التّى سبق استعمالها من المرضى ...
الغذائية :
ّ -السهر على حفظ صحة المواد
الغذائية والبحث عن الغش في المجال وكذلك مراقبة
ّ وفي هذا اإلطار يرجع لرئيس البلدية االختصاص لتنظيم عرض المواد
الغذائية ...
ّ عامة تنظيم عمليات تفقد على المواد
سالمة اللحوم قبل عرضها للبيع وبصفة ّ
انية :
الصحة بالطرقات العمر ّ
ّ -السهر على حفظ
مخصصة
ّ ويعمل رئيس البلدية في هذا اإلطار على تطهير الطرقات وذلك برفع الفضالت المنز ّلية عن طريق مصلحة بلدية
للغرض وعلى منع احداث مواضع إللقاء الفضالت وبقايا الحيوانات بالطرقات وعلى تنظيم تنظيف هذه الطرقات عن طريق مصلحة
العمومية وكذلك على تحجير وتنظيم حسب الحالة سيالن المياه المنز ّلية
ّ الميتة بالطرقات
مخصصة وعلى رفع جثث الحيوانات ّ ّ بلدية
ّ
العمومية .
ّ بالصحة بالطرقات
ّ بالطريق وكذلك على تنظيم تن ّقل المواد المخلّة
وتحسن اإلفادة أنّ قرار وزير الداخلية المؤرخ في 10أفريل 1999والمتعلّق بدفع الخطايا التّى تسلّط من أجل ارتكاب
صنفها إلى
يعدد 47مخالفة ّالبلدية ّ
ّ الصحية بالمناطق التابعة للمجالس الجهوية والمناطق
ّ الصحة والشرطة
ّ مخالفات لتراتيب حفظ
يعرض كل من يقترف إحداها إلى خطايا ضبط مقاديرها ب 10دنانير بالنسبة للصنف األول و 30دينار بالنسبة ّ ثالث أصناف
للصنف الثاني و 50دينار بالنسبة للصنف الثالث منها .
36
الضبط اإلداري
الّتابيّة والتّعمري
التّهيئة ّ
يمثّل التعمير إحدى الخاصيات الهامة واألساسية للفترة المعاصرة وهو مرتبط شديد االرتباط بظاهرة التصنيع التي من نتيجتها
النمو السريع للمدن على حساب العيش بالريف.
مما ّأدى إلى ظهور قانون جديد يهدف إلى إدخال نوع من
خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ّ
ّ أهمية هذا النمو
وقد تزايدت ّ
العقلنة في هذا المجال .
تصور وتنظيم وتحقيق نمو المدن بصفة إرادية وانطالقا من العوامل الجغرافية واالجتماعية
ّ فن
ويمكن تعريف التعمير بكونه ّ
واالقتصادية والجمالية والثقافية التى يمكن أن تحدد معالمه .وبعبارة أخرى يمكن القول أن التعمير هو علم تهيئة المدن .
أما التهيئة الترابية فيقصد بها حسب الفصل الثاني من القانون عدد122لسنة 1994المؤرخ في 28نوفمبر 1994والمتعلق
بإصدار مجلة التهيئة الترابية والتعمير جملة من االختيارات والتوجهات واإلجراءات التي يتم ضبطها على المستوى الوطني أو
الجهوي لتنظيم استعمال المجال الترابي والتي من شأنها أن تضمن خاصة التناسق في تركيز المشاريع الكبرى للبنى األساسية
والتجهيزات العمومية والتجمعات السكنية .
ويمثل التعمير أولى غايات التهيئة الترابية إذ أنه يبرز بكونه سياسة تهيئة ترابية تماما مثلما هو الشأن بالنسبة للبيئة .على
أن التعمير يهدف إلى تنظيم
أن التهيئة الترابية ترمي إلى تحقيق أهداف أوسع من التعمير بما ّأنها تشمل كامل تراب البالد في حين ّ
ّ
المدينة .
أن التهيئة الترابية أسندت منذ غرة فيفرى 1993إلى و ازرة مستقلة بذاتها هي و ازرة البيئة والتهيئة
ولعلّه من المفيد اإلشارة إلى ّ
أن األمر المذكور ينص في فصله الخامس على إلحاق اإلدارة العامة للتهيئة الترابية بمقتضى األمر عدد 330لسنة 1993والى ّ
الترابية التابعة لو ازرة التجهيز واإلسكان بو ازرة البيئة والتهيئة الترابية وذلك باستثناء مصالح التهيئة العم ارنية التى تبقى تابعة لو ازرة
التجهيز واإلسكان .
يتميز بعدم
أن قانون التعمي ـر يمثّل فرعا من الق ـانون العام droit publicأي ّانه ّ
ويحسن التأكي ـد من ن ـاحية أخرى على ّ
يتميز عن قانون البناء ال ّذي يخضع
أن قانون التعمير ّ
المساواة بين الذوات العمومي ـة واألفراد وذلك بالطبع باسم المصلح ـة العـامة .كما ّ
في معظمه إلى القانون الخ ـاص ونقصد هنا المس ـائل المتعلّقة بالق ـانون األس ـاسي للب ـاعثين العقاريين ومسؤولية المقاولين والمهندسين
أن المقاولين الخواص
أن هذا ال يعني ّ
المعماريين وارتفاقات القانون الخاص وهي مسـ ـائل خ ـارجة عن نطاق قانون التعمير .على ّ
التعرض إلى مسائل
أن درس قانون البناء يستدعى حتما ّيفسر ّ
ولعل هذا الوضع هو الذي ّ ّ يمكنهم مخـ ـالفة بعض القواعد العمرانية.
العامة للتّعمير .
تتعلّق في ذات الوقت بالبناء والتعمير مثل رخصة البناء أو القواعد ّ
37
الضبط اإلداري
تعدد
بالتشعب فالمالحظ أنه يتأتّى من ّ
ّ أما فيما يتعلّق
للسلطة اإلدارّية كامل الحرّية لرفضها .وسوف نرجع إلى هذه المسالة الحقاّ .
أن القواعد المتعلّقة بالتّعمير تجد مصادرها في :
مصادر هذا القانون ومن عدم ثبات هذه المصادر .ذلك ّ
المشرع عن طريق قوانين يصدرها في المجال .
ّ تدخالت
ـ ّ
تيبية .
ـ تدخالّت السلطة التر ّ
ـ المناشير .
ويشمل التشريع المتعلق بالتعمير في معناه الواسع مجموع الوسائل القانونية التي تتحقق بها تهيئة المدن .وهذه الوسائل
متعددة ويمكن تصنيفها في صنفين :
أما الصنف الثاني فيشمل تلك التّي ترمي
األول فيكمن في الوسائل التي تهدف إلى تهيئة الملك العام العمراني و ّ
أما الصنف ّ ّ
ويتكون الملك العام العمراني من شبكة الطرقات العمومية
ّ التجمعات السكنية.
ّ تكون في مجموعهاالخاصة والتّي ّ
ّ إلى تهيئة الممتلكات
تخول لإلدارة
القانونية التّي ّ
ّ أما الوسائل
المخصصة لمنفعة الس ّكان المشتركة ّ .
ّ وفروعها وكذلك من األراضي والبناءات واإلحداثات
العمومية الالّزمة لتهيئته.
ّ تكوين هذا الملك العام العمراني فهي أساسا اإلنتزاع من أجل المصلحة العمومية واألشغال
فإن التعمير يقتضي أيضا أن تكون لإلدارة بعض السلطات على هذ ه يخص البناء الخاص أو الممتلكات الخاصة ّ
ّ وفيما
الممتلكات وهي خاصة سلطات الضبط أي بعبارة أخرى سلطات تنظيم حرّيات س ّكان المدن وخاصة حريتهم في البناء :تدخل اإلدارة
في مجال الضبط العام للنظام العام وضبط الصحة العمومية وضبط المعالم التاريخية والجمالية العقارية وضبط المؤسسات الخطرة
والمخلة بالصحة وضبط العقارات المتداعية للسقوط .....
أن التعمير العصري لم يعد يتوقّف على مباشرة صالحيات الضبط على البناءات الخاصة فقط بل ّإنه يهدف إلى على ّ
حد مساعدة الخواصتشجيعها :تشجيع بناء المساكن الجماعية عن طريق المؤسسات العمومية مثال ....وقد تصل الجهة اإلدارية إلى ّ
إما
ترخص للذوات العمومية في اقتناء عقارات عن طريق اإلنت ازع ّ
على إنجاز البناءات الخاصة وذلك عن طريق القروض كما أنها ّ
صناعية حتّى تساهم في التوسع العمراني .
ّ لتقسمها مباشرة أو لبناء مجموعات سكنية أو بناءات
ّ لمقسمين أو
لتسندها ّ
أن مباشرة هذه الصالحيات اإلدارية يكلّف الدولة مبالغ مالية هامة تتمثل أساسا في دفع غ ارمات التعويض
وغني عن البيان ّ
ّ
تقدمها في قالب تشجيع للبناء الخاص .
المنجرة عن أشغال التهيئة أو في المساعدات التي ّ
ّ عن اإلنتزاع أو في تغطية المصاريف
38
الضبط اإلداري
والجدير بالمالحظة في هذا المضمار هو أن بعض البلديات الصغرى والمتوسطة ال تشمل على مصالح فنية قادرة على
مواجهة متطلبات التعمير ولذلك فهي تلجأ عادة إلى طلب مساعدة بعض الهياكل الخارجية وخاصة إلى اإلدارات الجهوية للتجهيز
حقيقية .
ّ بلدية
إستقاللية ّ
ّ لنمو
الهامة ّ
فتكون بالتالي في حالة تبعية األمر ال ّذي يش ّكل إحدى العراقيل ّ
المختصة :
ّ الهياكل
تنقسم هذه الهياكل إلى قسمين :
ـ هياكل دراسة
تدخل
ـهياكل ّ
أما هياكل الدراسة فتكلّف أساسا بـ :
ّ
39
الضبط اإلداري
وتخول تحديد إختيارات التهيئة وت ارتيب استعمال األرض
1ـ القيام بدراسات تصحب إعداد وثائق التعمير ّ
2ـ القيام بعمليات مسبقة لعمليات التعمير .
أما هياكل التدخل فهي أساسا :
وّ
1ـ هياكل عقارية أو مؤسسات عمومية محلية أو وطنية مكلّفة بالقيام لفائدة الجماعات العمومية باقتناء األراضي الالّزمة للتعمير
أو بالمحافظة على المعالم والفضاءات الطبيعية .
ابية .
قسم ثالث :عمليّات التهيئة ال رت ّ
ص تحديد التدخل العقاري وأخرى تخ ّ
ّ ابية ثالثة أشكال حيث هناك عمليات تتعلق بإحداث دوائر عمليات التهيئة التر ّ
ّ تأخذ
المتخصصة للوقوف على
ّ المدخرات العقارية وكذلك عمليات تتعلّق بالتقسيم والبد من الرجوع فيما يشمل هذه المسائل إلى الكتابات
ّ
كيفية تحديد واعداد هذه الدوائر وكذلك آثار المصادقة عليها والشروط الواجب إحترامها للحصول على ترخيص من الجهة اإلدارية قبل
ّ
المبادرة بالقيام بهذه العمليات .
يهم مراقبة احترام األفراد لهذه التراتيب
خاصة فيما ّ
ّ ولما كانت التراتيب البلدية تتعلّق في جانب كبير منها بالمجال العمراني
ّ
الرابع من هذا الباب .
فإننا اخترنا التعّرض إلى هذه المسألة في إطار القسم ّ
المشرع ّ
ّ المقررة من
ّ
انية .
قسم رابع :م راقبة اح رتام ال رتاتيب العم ر ّ
إما بصفة مسبقة أو موازية أو الحقة .
محليةّ ،
،وطنية كانت أم ّ
ّ يمكن مراقبة احترام مستعملي األرض للتراتيب العمرانية
أن تواجد هذه األنظمة من الرقابة تهدف كلّها إلى تمكين المصالح البلدية منولعلّه من المفيد اإلشارة في هذا الشأن إلى ّ
يمس من النظام العام المحلّي سواء تعلّق
التدخل ،ما من شأنه أن ّ
ّ تدخلهم واطار هذا
التثبت أن المنظورين ال يأتون ،مهما كان زمن ّ ّ
الجمالية للمدينة .
ّ األمر بالبيئة والمحيط أو أيضا بالناحية
وتمثّل رخصة البناء األداة المثلى التي تم ّكن اإلدارة من القيام بالرقابة المسبقة في حين أن الرقابة اللّحقة تباشر عن طريق
القضائية .
ّ العقوبات سواء اإلدارية أو
أن رخصة البناء واجبة بالنسبة لألشغال المقامة أو المحدثة على البناءات الموجودة والتّي تكون الغاية منها تغيير كما ّ
يخول للجهة البلدّية أن
إضافية .فهذا اإلجراء ّ
ّ طبيعتها [ من سكنية إلى تجارّية مثال ] أو تغيير مظهرها الخارجي أو إحداث طوابق
أن هذا اإلجراء يم ّكن اإلدارة في
انية .كما ّ
تتصدى لتحويل صبغة البناءات كلّما كانت اإلستعماالت المزمعة مخالفة لمثال التهيئة العمر ّ
ّ
انية .
الجبائية العمر ّ
ّ إضافية داخل بناء موجود من اإلنتفاع من بعض الموارد
ّ حالة إحداث طوابق
41
الضبط اإلداري
ال ينص التشريع المتعلق برخصة البناء على صيغة معينة لتقديم مطلب الترخيص .فهو يكتفي ضمن الفصل 71منه
أن ق ار ار من الوزير المكلّف بالتعمير يضبط الوثائق الالّزمة لتكوين ملف رخصة البناء وأجل صلوحيتها والتمديد فيها
باإلشارة إلى ّ
تعرض إلى كل تلك الشروط .فمطلب وشروط تجديدها .وصدر بتاريخ 19أكتوبر 1995عن وزير التجهيز واإلسكان قرار في الغرض ّ
ملكية أو حكم إستحقاقي أو وثيقة
يقدم من مالك األرض المزمع البناء فوقها ويكفيه في هذه الحالة إثبات صفته بتقديم شهادة ّ
الترخيص ّ
ممن ليست لهم عالقة تجنب تقديم المطالب ّ
.ويفسر وجوب إثبات صفة المالك بحرص جهة اإلدارة على ّ ّ أخرى في تملّك األرض
أن األرض موضوع
األهمية التى تعطيها اإلدارة لصفة المالك تتأتى من حرصها على التأ ّكد من ّ
ّ أن
باألرض المراد التشييد فوقها كما ّ
محل نزاع استحقاقي أو حوزي .
مطلب الترخيص ليست ّ
كل الشروط
يتثبت من توفّر ّ
مؤهل للغرض ّ
أن الملف ،عند تقديمه ،يقع النظر فيه من عون ّفني ّ
والبد من اإلشارة إلى ّ
البت في المطلب .
المطلوبة و ّأنه في حالة توفّر ذلك يسلّم طالب الترخيص وصال في ذلك يكون منطلقا آلجال ّ
المقدم
ّ توجه المطلب
أي قرار ،أن ّويجب على الجماعة العمومية المحلية المؤهلة لتسليم رخصة البناء ،قبل أن تتّخذ ّ
الرأي حسب الحال .كما
حق اإلعتراض أو إلبداء ّ
إما لمباشرة ّللغرض إلى دائرة اإلسكان الموجودة بالمنطقة المزمع البناء بها وذلك ّ
يجب عليها قبل إرسال المطلب أن تتأ ّكد من إختصاصها إلسناد ذلك الترخيص ..
.ثم ترجع
وتوجه هذه الملفّات بعد النظر فيها إلى اللجنة الجهوية لرخص البناء التّابعة لدائرة التجهيز وذلك إلبداء الرأي ّ ّ
المعنية التّي تقوم بإعالم المعنيين باألمر بالقرار ال ّذي اتّخذ في شأن مطالبهم .
ّ البلديات الملفات إلى
42
الضبط اإلداري
يتدخل
مادة رخص البناء ،ضرورة ّأنه ّ أساسيا في ّّ كما ال تفوت اإلشارة إلى ّأنه لئن كان لوزير التجهيز واإلسكان دو ار
باستمرار في مرحلة البت في مطالب الترخيص المرفوعة إليه سواء من الوالي أو رئيس البلدية لمباشرة حق اإلعتراض أو الموافقة على
مؤهل إلسناد الترخيص مباشرة لطالبه .
فإنه غير ّ
الترخيصّ ،
46
الضبط اإلداري
الـفـهـ ــرس
2 المقدمــة
3 .Iتعريف الضبط اإلداري
الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص:
خصائص الضبط اإلداري
تمييز الضبط اإلداري عن أنماط أخرى من نشاط اإلدارة
5 هدف الضبط اإلداري :الحفاظ على ال ّنظام العام .II
6 تعريف النظام العام:
6 خصائص النظام العام :
متطور .
ّ النظام العام مفهوم )1
المشرع وحده.
ّ النظام العام ليس من صنع )2
يعبر عن اإلرادة اآلمرة في النظام القانوني.
النظام العام ّ )3
فكرة النظام العام تنتمي إلى التفسير القضائي )4
اجتماعية
ّ سياسية و
ّ النظام العام بطبيعته فكرة )5
6 طبيعة النظام العام
العمومية :
ّ أ -صفة
7 المادية للنظام العام :
ّ ب-الطبيعة
موقف الفقه :
موقف القضاء :
8 قليدية
النظام العام التّ ّ
عناصر ّ
األمن العام : أ-
العامة :
الصحة ّ
ّ ب-
العامة :
السكينة ّ ت-
8 هيئات الضبط اإلداري .III
سلطات الضبط اإلداري العام :
سلطات الضبط اإلداري الخاص :
9 وسائل الضبط اإلداري : .IV
تيبية :
الق اررات التر ّ
الفردية :
ّ الق اررات اإلدارّية
9 التراخيص للقيام ببعض األنشطة أو لمباشرة بعض الحقوق : )1
47
الضبط اإلداري
الوقائية :
ّ الممنوعات )2
المسبق :
ّ )3التصريح
الجزاءات اإلدارّية :
تدابير الحل :
تدابير غلق المحالّت :
سحب أو إيقاف أو إلغاء التّراخيص أو إسقاط الحق :
الحطّ من الدرجة :
الخطايا :
تدابير الضغط والتنفيذ :
التنفيذ المباشر :
12 .Vحدود استخدام وسائل الضبط اإلداري
أسباب تدخل السلطة اإلدارية بوسائل الضبط اإلداري :
الرقابة القضائية على السلطة الضبطية أثناء الظروف االستثنائية :
48
الضبط اإلداري
49
الضبط اإلداري
50