You are on page 1of 89

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫جامعة حممد بوضياف ابملسيلة‬


‫كلية‪ :‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم‪ :‬علم النفس‬

‫الرقم التسلسلي‪:‬‬
‫‪97454560 -1‬‬ ‫رقم التسجيل‪:‬‬
‫‪161635086821 -2‬‬

‫مدى مسامهة تقنية إزالة احلساسية وإعادة املعاجلة حبركة العينني‬


‫(‪ )EMDR‬يف حتفيض اضطراب ضغط ما بعد الصدمة (‪ )PTSD‬لدى حاالت‬
‫فقدان األهل‬

‫يف ختصص‪ :‬علم النفس العيادي‬ ‫مقدمة لنيل شهادة‪ :‬املاسرت ‪LMD‬‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫مطماطي سعدية‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ .2‬بلباي عالء الدين‬


‫أمام جلنة املناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫اجلامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬ ‫الرقم‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة املسيلة‬ ‫أستاذة حماضرة‬ ‫حليمة شريفي‬ ‫‪1‬‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة املسيلة‬ ‫أستاذة حماضرة‬ ‫خرخاش أمساء‬ ‫‪2‬‬
‫عضوا‬ ‫جامعة املسيلة‬ ‫أستاذ حماضرة‬ ‫ملني نصري‬ ‫‪3‬‬
‫السنة اجلامعية‪.2021/2020 :‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫تتناول الدراسة الحالية بعنوان " مدى مساهمة تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة‬
‫بحركة العينين في خفض اضطراب ضغط ما بعد الصدمة لدى حاالت فقدان األهل "‪ .‬دراسة‬
‫ميدانية بالمؤسسة االستشفائية لألمراض العقلية بأوالد منصور والية المسيلة وتهدف الى‬
‫معرفة فعالية هذه التقنية كما ان عالج الصدمات موضوع يحظى باهتمام متزايد في الوقت‬
‫الراهن‪ ،‬ولقد أثارت طريقة إزالة الحساسية بحركات العين و إعادة المعالجة بحركة العينين‬
‫والتي يرمز إليها اختصارا ‪ EMDR‬اهتمام العديد من الباحثين نظرا لتعدد التقارير التي‬
‫تشير إلى انه عالج سريع وفعال للصدمات‪ ،‬باإلضافة انه يخفض الكثير من الشكاوي‬
‫األخرى بسرعة وفعالية وفقا لجمعية‪ ،EMDR IA‬وفضال عن ما تعانيه مكتباتنا المحلية‬
‫والعربية من شح المراجع النفسية المتعلقة بموضوع تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة‬
‫بحركة العينين‪ ،‬فهدف دراستنا الحالية هي اختبار فعالية هذه التقنية في خفض أعراض‬
‫اضطراب الضغط ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬لحاالت فقدان األهل‪ ،‬وذلك من خالل التحقق من‬
‫الفرضية االتية‪:‬‬
‫هل توجد فروق في درجة اضطراب الضغط ما بعد الصدمة لحاالت فقدان األهل‪،‬‬
‫قبل وبعد تطبيق االول والثاني لل‪ ،EMDR‬والقياس التتبعي؟‬
‫وقد كان من إجراءات البحث اختيار عينة للبرنامج العالجي ‪ ،EMDR‬بحيث اختيرت‬
‫األكبر درجة على مقياس الصدمة النفسية لدافيدسون من بين مجموعة متكونة من ‪ 3‬أفراد‬
‫تقدموا لطلب العالج ولقد كشفت نتائج الدراسة على‪:‬‬
‫‪ ‬تحسن ملحوظ كما بينه سلم ‪ SUD‬وسلم ‪VOC‬مما يوضح التخلص من أثار الحدث‬
‫الصدمي ومعالجة األهداف المرجوة‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض درجة شدة أعراض االضطراب الضغط ما بعد الصدمة بعد تطبيق تقنية‬
‫العالجية ‪ EMDR‬للمرة االولى والثانية والقياس التتبعي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬فقدان االهل‪ ،‬اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬تقنية إزالة الحساسية‬
‫واعادة المعالجة بحركات العينين‪.‬‬
Summary of the study:

The current study, entitled "The extent to which the technique of eye movement
and desensitization reprocessing of contributes to reducing PTSD in cases of loss of
parents ". A field study at the Hospital Foundation for Mental Illness in Oulad Mansour,
The State of M’sila, aims to know the effectiveness of this technique and trauma
treatment is a subject of increasing attention at the moment, and the method of eye
movements desensitization and reprocessing, which is symbolized by EMDR, has
aroused the attention of many researchers due to the multiplicity of reports indicating
that it is a rapid and effective treatment of trauma, in addition to reducing many other
complaints quickly and effectively according to EMDR IA, as well as what it suffers
Our local and Arab libraries are lacking psychological references related to the subject
of eye movement desensitization and reprocessing, the goal of our current study is to
test the effectiveness of this technique in reducing PTSD symptoms for relatives loss,
by verifying the following hypothesis:

Are there differences in the degree of PTSD for parents loss, before and after
the first and second application of EMDR, and tracking measurement?

One of the procedures for the study was the selection of a case for the EMDR
treatment program, where the largest score on Davidson's trauma scale was selected
from a group of three individuals who applied for treatment and the results of the
study revealed:

A marked improvement as shown by SUD ladder and VOC ladder which shows
getting rid of the effects of the traumatic event and addressing the desired goals.
The severity of PTSD symptoms decreases after EMDR therapeutic technique is
applied for the first and second time and trace measurement.

Keywords: Loss of parents, Post Traumatic Stress Disorder, eye movements


desensitization and reprocessing.
‫شكر وعرفان‬
‫احلمد هلل له الفضل من قبل ومن بعد‪ ،‬والصالة على خري اهلدى سيدان حممد صل هللا عليه وسلم‪ ،‬مث‬
‫خالص الشكر ألانس مل يتوانوا عن تقدمي كل ما كان بوسعهم للمساعدة يف إمتام هذا العمل‪ ،‬فال يسعنا يف هذا‬
‫املقام ان تقدم إليهم جبزيل الشكر‪ ،‬وأوهلم األستاذة املشرفة‪ :‬الدكتورة خرخاش أمساء‪ ،‬عرفاان بفضلها ملا بذلته من‬
‫جهد يف تصحيح هذا العمل‪ ،‬اذ ضلت متدان ابلنصح املفيد والرأي السديد‪ ،‬كما نتقدم ابلتقدير اجلميل والشكر‬
‫لكل من ساهم من قريب او بعيد يف جناح حبثنا داخل أو خارج الوطن‪.‬‬

‫والشكر اجلزيل ألعضاء جلنة التحكيم‪ ،‬الدكتورة شريفي حليمة والدكتورة ملني نصرية‪ ،‬مقدرة جهودهم‬
‫يف قراءة الدراسة وتقوميها وسيكون ملالحظاهتم االثر اهلام يف استكمال عملنا هذا‪.‬‬

‫واتقدم ابلشكر اخلالص لعمادة كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬وألعضاء هيئة التدريس قسم علم‬
‫النفس مجيعا وخاصة ختصص عيادي‪ ،‬الذين مل يبخلوا علينا ابلعلم والنصح خالل سنوات الدراسة املنهجية‪ ،‬رغم‬
‫الظروف الراهنة بسبب فريوس كوروان‪.‬‬

‫كذلك اتقدم ابلشكر والعرفان للمؤسسة االستشفائية لألمراض العقلية اليت فتحت ابواهبا‪ ،‬على‬
‫رأسهم االخصائي النفساين عزالدين أعمر حيي الذي سهل مهمتنا يف تطبيق ادوات الدراسة‪.‬‬

‫كم ا ال ننسى فضل والدينا الذين وفروا لنا اجلو املناسب والدعاء لنا ابلنجاح‪ ،‬كانوا مبثابة الرئة اليت نتنفس هبا يف‬
‫حبثنا‪ ،‬لدعمهم املعنوي‪ ،‬كما نشكر كل اإلخوة واألخوات‪ ،‬أصدقاء العمل الذين ساعدوان يف اجناز هذا البحث‪.‬‬
‫فهرس الجداول‪:‬‬

‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫جدول المراحل الثمانية للبروتوكول العالجي ‪EMDR‬‬ ‫‪01‬‬
‫جدول يمثل خصائص أفراد العينة في الدراسة االستطالعية ودرجة‬
‫‪02‬‬
‫متحصل عليها في مقياس دافيدسون األول‪.‬‬
‫جدول يوضح األحداث الصدمية بالتسلسل مع درجة التعرض‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫جدول يوضح الجلسات العيادية بالتسلسل الزمني‬ ‫‪04‬‬
‫جدول اضطراب الضغوط ما بعد الصدمة لمقياس الكبيسي‬ ‫‪05‬‬
‫جدول العيادي للحالة (س) يوضح أعراض (‪ )PTSD‬حسب ‪DSM4‬‬
‫‪06‬‬
‫قبلي وبعدي لتطبيق والتتبعي)‪(EMDR‬‬
‫جدول يوضح قياس القبلي والبعدي لدافيدسون للتطبيق ‪EMDR‬ألول‬
‫‪07‬‬
‫مرة‬
‫جدول يوضح قياس القبلي والبعدي لدافيدسون للتطبيق ‪EMDR‬لثاني‬
‫‪08‬‬
‫مرة‬
‫جدول يوضح قياس بعد التطبيق الثاني لل ‪ EMDR‬وبعد شهر من‬
‫‪09‬‬
‫تطبيق التقنية‬
‫فهرس االشكال‬

‫الصفحة‬ ‫االشكال‬ ‫الرقم‬


‫يوضح نموذج ‪FOA‬وزمالئه حسب الموقف الذي تعرضت له الحالة‬ ‫‪01‬‬
‫يوضح تأثير الصدمة على عمل نظام ‪ AIP‬للحالة (س)‪.‬‬
‫‪02‬‬

‫لمنحنى بياني يوضح الفروق في درجة شدة أعراض‪ PTSD‬حسب‬


‫مقياس دافيدسون قبل وبعد تطبيق ‪EMDR‬األول والثاني والتتبعي‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪-‬‬ ‫شكر وعرفان‬
‫‪-‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪-‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪-‬‬ ‫فهرس االشكال‬
‫أ‪-‬د‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار العام للدراسة‬
‫‪4-2‬‬ ‫تحديد اإلشكالية‬
‫‪5-4‬‬ ‫تحديد الفرضيات‬
‫‪5‬‬ ‫اهداف الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫‪8-6‬‬ ‫تحديد المفاهيم اجرائيا‬
‫‪11-8‬‬ ‫الدراسات السابقة‬
‫‪12-11‬‬ ‫تعقيب عام على الدراسات السابقة‬
‫‪22-12‬‬ ‫الخلفية النظرية لمتغيرات الدراسة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االطار المنهجي للدراسة‬
‫‪24‬‬ ‫منهج الدراسة‬
‫‪33-24‬‬ ‫أدوات الدراسة‬
‫‪35-34‬‬ ‫إجراءات الدراسة‬
‫‪37-35‬‬ ‫وصف الحالة‬
‫الفصل الثالث عرض نتائج الدراسة ومناقشتها‬
‫‪51-39‬‬ ‫عرض نتائج سير المقابالت‬
‫‪66-51‬‬ ‫مناقشة النتائج‬
‫‪70-68‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪76-72‬‬ ‫المراجع‬
‫المالحق‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫منذ أن وجد اإلنسان وهو معرض بمختلف الصدمات الناتجة عن ظروف الحياة‬
‫ومتطلباتها‪ ،‬أو أحداث مؤلمة غير متوقعة وخارجة عن سيطرته‪ ،‬كالحروب والنزاعات‬
‫والكوارث الطبيعية والحوادث‪ ،‬والتي تعرف باألحداث الصادمة إذ تؤثر بشكل أو بآخر‬
‫في حالته النفسية‪ ،‬ألنها تهدد حياته واستقراره‪ ،‬مما قد يتسبب له في ظهور الكثير من‬
‫المشكالت النفسية أو الجسمية أو االجتماعية‪ ،‬التي تعيق أو تغير مسار حياته الطبيعية وقد‬
‫عانى المواطن الجزائري العديد من األحداث الصادمة خالل الفترة االستعمارية و العشرية‬
‫السوداء التي مرت بالبالد وتوالي الكوارث الطبيعية كزلزال بومرداس ‪ 2003‬وفيضانات‬
‫باب الواد وفيضان غرداية وزلزال المسيلة وبعدها ميلة و بجاية ‪ 2021‬وغيرها من‬
‫األحداث اليومية التي يتضرر فيها األطفال‪ ،‬المراهقون‪ ،‬الراشدون وكبار السن والتي‬
‫أصبحت ضغوطات يومية تؤثر سلبا في الصحة النفسية‪.‬‬

‫فالصدمة النفسية هي كل حدث أو تجربة معاشة في حياة اإلنسان تؤدي إلى‬


‫انكسار واسع في صد االثارات أو حاجز الحماية وهذا ما سهل دخول كمية كبيرة من‬
‫الطاقة إلى الجهاز النفسي الذي ال يستطيع ردها أو تصريف فيض هذه االثارات‬
‫الخارجية‪ ،‬فيرى فرويد أن الصدمة تتلخص على أنها حدث في حياة الشخص يتميز بعدم‬
‫القدرة الظرفية أو الدائمة على استجابة بشكل مألوف‪ ،‬وإن أهمية الحدث ومدة استمراره‬
‫نفسيا ال ترجع فقط لخطورة الفعل المرتكب والهشاشة الداخلية للضحية‪ ،‬بل تتدخل في‬
‫عوامل كثيرة ومتشبعة‪ ،‬منها الخارجية والمحيطة والداخلية المتعلقة بالتصورات و‬
‫التمثيالت المكبوتة سابقا‪" ،‬فرن كزي" فيرى أن الصدمة تتضمن وظيفتها إلى أقصى حد‬
‫ممكن (سي موسى زقار‪،2002 ،‬ص‪.)73‬‬

‫ويتوجب على الفرد التعامل مع الوضع الجديد ومحاولة إرصان عمل الفقدان وهو‬
‫ما يظهر في التجنب‪ ،‬كوابيس‪ ،‬خوف‪ ،‬إذا ما فقد موضوع محبوب الذي يمثل سند مهم‬
‫أ‬
‫مقدمة‬

‫يعتمد عليه فإذا كان فقدانه مفاجئ وعنيف‪ ،‬فيلجأ إلى آلية معقدة أمام موقف الفقدان‪ ،‬حيث‬
‫يسحب استثماره أمام موقف فقدان الموضوع المحبوب نحو مواضيع أخرى بغرض‬
‫مواصلة التطور والعيش في غيابه وهذا ما يسمى بعمل الحداد وغالبا مل يرتبط بالموت‬
‫كونه فقدان حقيقي ملموس وغير رجعي للشخص‪.‬‬

‫فالحداد يعتبر نشاط نفسي يكون استجابة للتجربة أليمة يعيش فيها الشخص حالة اكتئاب‬
‫جراء فقدان محبوب‪ ،‬كما نجد فرويد يعرفه بأنه " بعد فقدان موضوع حب خارجي جد‬
‫مستثمر‪ ،‬يضطر الليبدو إلى اتخاذ إجراء االنسحاب المليء بالقلق واأللم حتى يتمكن األنا‬
‫من استرجاع حريته" (شرادي‪ ،2011 ،‬ص‪ .)189‬ومن أبرز المتغيرات التي تحدد عن‬
‫طريقها أهمية الصدمة النفسية التي يتسبب بها الموت وتأخذ كامل معناها نذكر الرصيد‬
‫الوجداني المعرفي واالجتماعي الماضي والحاضر لكل فرد إلى جانب البيئة األسرية‬
‫وديناميتها‪ ،‬وبهذا يظل أسلوب الفرد في التعايش مع واقع الفقدان مرتبط ببنيته الشخصية‬
‫وقدراته التواصلية مع نسق يحتويه ويختلف تعايش األفراد مع فقدان شخص قريب لنا‬
‫خاصة األولياء من التجارب المؤلمة (مكيري‪ ،2007،‬ص‪ ،)471‬وهذا ما يدل على عدم‬
‫تجاوز الصدمة وفشل الجهاز النفسي في عمله‪.‬‬

‫ونظرا لخطورة هاته الصدمات وتأثيرها على الفرد من الناحية النفسية و‬


‫الفيزيولوجية على حد سواء‪ ،‬فإننا نجد الكثير من العلماء ذهب الى وجوب إحاطة‬
‫المرضى المتعرضين لصدمات نفسية برعاية خاصة من جميع النواحي النفسية والعضوية‬
‫واألسرية ‪ ،‬ويأتي علم النفس ليوفر العديد من األساليب العالجية التي يمكن االعتماد عليها‬
‫لمساعدة األشخاص المصابين بصدمة نفسية‪ ،‬لما تخلفه هاته األخيرة من أثار مختلفة‪،‬‬
‫والتي ال يمكن إزالتها إال بالتكفل بهاته الفئة من المرضى عن طريق تقنيات عالجية‬
‫فعالة‪ ،‬هذا باالستناد على تقنية حديثة تساعد في إعطاء نتائج جد حسنة أال وهي تقنية‬
‫‪ ،EMDR‬والتي اكتشفت من طرف فرنسين شابيرو وتعد تقنية عالج نفسي تكاملي مستند‬
‫ب‬
‫مقدمة‬

‫لعدة نظريات نفسية معروفة من قبل مثل نظرية التحليل النفسي و العالج السلوكي و‬
‫العالج المعرفي‪ ،‬بعد أن الحظت حركة العين تساعد في تخفيض كثافة الفكرة المثيرة‬
‫للقلق وفقا لها‪ ،‬وقد وجدت نجاحا كبيرا عندما استعملته في البداية لعالج اضطراب ما بعد‬
‫الصدمة مع قدامى المحاربين في فيتنام و الناجيات من االغتصاب‪ ،‬وفي عام ‪،2000‬‬
‫اعترفت الجمعية الدولية لدراسة الضغط الصدمي بأنه عالجا فعاال الضطرابات ما بعد‬
‫الصدمة‪ ،‬وحذت حذوها عام ‪ 2003‬قسم ايرلندا الشمالية لفرع الصحة ‪The Northern‬‬
‫‪ Ireland Of Department Of Health Subgroup‬وكذلك في بريطانيا عام ‪2005‬‬
‫من قبل معهد الوطني للتميز السريري ‪National Institut Of Clinical Excellence‬‬
‫‪ Nice‬واعتبرت الجمعية األمريكية للطب النفسي بان هذه الطريقة فعالة للغاية وأقسام‬
‫الدفاع األمريكية و شؤون المحاربين القدامى‪ ،‬ومؤخرا أوصت منظمة الصحة العالمية‬
‫‪ ،WHO‬باستعمالها الضطراب الضغط ما بعد الصدمة لدى البالغين واألطفال‪ ،‬و تبرز‬
‫أهمية الدراسة الحالية في سعينا للتأكد و البحث إلى رؤية أثر طريقة تخفيض الحساسية و‬
‫إعادة المعالجة من خالل حركة العين لحاالت اضطراب الضغط ما بعد الصدمة(‪)PTSD‬‬
‫لدى حاالت فقدان األهل ‪ ،‬لالستفادة منه كتقنية عالجية‪.‬‬

‫ولقد تناولنا في دراستنا من الجانب النظري‪ ،‬في الفصل األول‪ :‬االطار العام‬
‫للدراسة‪ ،‬حددنا فيه إشكالية البحث والفرضيات‪ ،‬اهداف وأهمية الدراسة‪ ،‬اختتمناه بالمفاهيم‬
‫اإلجرائية والدراسات السابقة‪ ،‬والخلفية النظرية لمتغيرات البحث‪ ،‬اما في الفصل الثاني‬
‫تطرقنا فيه الى منهج الدراسة وأدوات البحث التي اعتمدنا عليها في المجال التطبيقي‪،‬‬
‫والدراسة االستطالعية‪ ،‬صعوبات التي اعترضتنا ضمن هذا البحث‪ ،‬وفي األخير‬
‫الدراسات اإلجرائية وتقديم الحالة ووصفها‪ ،‬اما في الفصل الثالث تضمن الجانب التطبيقي‬
‫من البحث‪ ،‬تم فيه عرض نتائج الدراسة ومناقشتها على األساس النظري والدراسات‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫السابقة ونتائج المقابالت على ضوء الفرضيات‪ ،‬وختمنا دراستنا بخاتمة وبعض‬
‫المقترحات‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬
‫‪ ‬تحديد اإلشكالية‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد الفرضيات‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد المفاهيم اجرائيا‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ ‬الخلفية النظرية لمتغيرات الدراسة‪.‬‬


‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫العالج النفسي ‪ ،EMDR‬الذي وضعته " ‪ "Shapiro‬والتي تؤكد فيه أن الذكريات‬


‫المزعجة هي المسبب الرئيسي لالضطراب النفسي عقب الصدمة‪ ،‬وهدف هذا األسلوب‬
‫العالجي بصورة أساسية يتمثل في تخفيض من أعراض اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‬
‫(‪ )PTSD‬لألشخاص الذين عاشوا خبرة الصدمة الشديدة التي تزال دون حل‪ ،‬تنتهج‬
‫بروتوكوال خاص مكون من ثماني خطوات‪ ،‬وعبر ثالث نقاط تتصل بالبعد الزمني‪ ،‬أوال‬
‫ذكريات الماضي‪ ،‬اضطراب الوقت الحاضر‪ ،‬وأخيرا ببناء إطار العمل المستقبلي‪.‬‬

‫وتشكل حركة العينين السريعة والمتتابعة‪ ،‬الحلقة األساسية من العالج النفسي‬


‫الجديد يتبناه أطباء ومعالجين نفسانيين كثر‪ ،‬بغية السيطرة على الدماغ والتحكم بالتالي‬
‫بأعراض (‪ ،)PTSD‬يشمل ضحايا اإلساءة‪ ،‬الجنود العائدين من القتال‪ ،‬المحاربين‬
‫القدامى‪ ،‬الالجئين‪ ،‬ضحايا الحروق‪ ،‬والذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات‪،‬‬
‫ومع الدراسات الحديثة والبحوث التجريبية لعديد من الهيئات المعترف بهذه التقنية مثل‬
‫جمعية الطب النفسي األمريكية‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الجمعية الدولية لدراسة اإلجهاد‬
‫الناجم عن الصدمة‪ ،‬ووزارتي الدفاع وشؤون المحاربين القدامى‪ ،‬توسعت استخداماتها‬
‫أكثر لتشمل حاالت القلق‪ ،‬الرهاب‪ ،‬الحزن‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬السمنة المرتبطة بالتجارب السلبية‬
‫المؤلمة أو تاريخ األحداث‪ .‬فإزالة الحساسية هو تقنية تعديل السلوك‪ ،‬تستخدم في عالج‬
‫الرهاب والتقليل االستجابة العاطفية لشيء سلبي بعد التعرض له مرارا وتكرارا‪.‬‬

‫لكن موضوع فقدان األهل يشكل صدمة نفسية شديدة‪ ،‬لحدث خارجي عنيف‪،‬‬
‫تعرض له الشخص بسبب سماع خبر وفاة‪ ،‬أين ال تكون نفسيته في أتم االستعداد لذلك‪،‬‬
‫يتسبب في ضياع موضوع الحب والتعلق العاطفي‪ ،‬ولهذا السبب يحاول فيه بشتى‬
‫الميكانيزمات والوسائل الدفاعية‪ ،‬كاإلنكار والغضب إلنقاص األلم والحد من النزيف‬
‫الليبيدي نذكر منها البكاء‪ ،‬الصراخ والتجنب ‪ ،‬مصحوب بمشاعر الذنب‪ ،‬االكتئاب والقلق‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫و االستثارات القوية للذكرى المؤلمة يعجز الدماغ عن تخزينها‪ ،‬فالذكريات العادية يتم‬
‫تخزينها في منطقة يطلق عليها "قرن آمون‪ " Hippocampus‬الذي يقوم بفهرسة ومعالجة‬
‫األحداث وتخزينها في المكان الصحيح‪ ،‬ففقد شخص عزيز هي معلومات عاطفية ضخمة‬
‫جدا سيؤدي الى تخزين مثل هذه الذكريات بصورتها األولية بدون معالجة تٌسهل استثارتها‬
‫مما يؤدي لتسهيل استذكارها واسترجاعها والذي يؤدي لعودة اإلحساس بآالمها‪ ،‬وبأشكال‬
‫مختلفة‪ ،‬أفكار‪ ،‬صور‪ ،‬أحالم… ولقد عدته الرابطة األمريكية لعلم النفس ‪DGNOSTIC‬‬
‫‪ AND MENUAL OF MENTAL DISORDER DSM VI-TR200‬فئة فرعية من‬
‫اضطراب القلق الذي يصيب الفرد‪ ،‬تعرض لصدمة نفسية مفاجئة ومؤلمة‪ ،‬تسبب له‬
‫الخوف والعجز (‪.)AMERICAN PAYCHITRIC ASSOCIATION, 2000, P48‬‬

‫ويشير مارش إلى أن معظم األسباب التي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة‬
‫يمكن إن يحدث نتيجة األذى الجسمي‪ ،‬فقدان العزيز واألعمال الوحشية‪ ،‬وقد يترتب على‬
‫ذلك ظهور صراعات ومشكالت واحتياجات متعددة نفسية واجتماعية والتي من أبرز‬
‫مظاهرها‪ ،‬عدم الرضى عن الحياة‪ ،‬قلق الموت‪ ،‬زيادة الحاجة إلى الدعم االجتماعي‪ ،‬التي‬
‫يمكن إن تصيب فئات عمرية مختلفة‪.)March, 1990,P66( .‬‬

‫وتبرز أهمية الدراسة الحالية عن طريق سعينا الى رؤية تخفيض االضطراب‪ ،‬ولقد سبقتنا‬

‫دراسة شكالي و بوتبنت ‪ 2006‬بالبليدة )الجزائر) أن األحداث الصادمة تؤدي إلى‬


‫االضطرابات النفسية أبرزها اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬تناول الباحثان في هذه‬
‫الدراسة اضطراب الضغط ما بعد الصدمة وعالجها بتقنية‪ ،EMDR‬عينة الدراسة متكونة‬
‫من ‪ 25‬مريض تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 60-30‬سنة‪ ،‬و بأحداث صدمية متنوعة ‪17‬‬
‫صدمة متعلقة باإلرهاب‪ 1،‬زلزال‪ 7،‬احدثا أخرى )حوادث مرور‪ (...‬مكان وزمان وقوع‬
‫الصدمة ‪ ،2005-1993‬والتي اكدا لنا فيها الباحثان ان البرنامج العالجي لل ‪ EMDR‬قد‬
‫أدى الى تحسن معتبر‪ ،‬او على األقل لم يسبب ضررا للحاالت‪ ،‬في حين وجدت ممارسة‬
‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ ،EMDR‬أن بعض المرضى الذين تلقوا عالجا بهذه التقنية‪ ،‬حدث انتكاسات سريعة بعد‬
‫تحسن حالتهم‪ ،‬ان هذه النتيجة (حدوث انتكاس بعد العالج ب ‪ )EMDR‬غريبة نوعا ما‬
‫(نبيلة عتيق‪ ،2013 ،‬ص‪ )135‬سنتطرق اليها في صعوبات البحث‪.‬‬

‫بناءا على المراجع التي اطلعنا عليها وفي حدود معلوماتنا لم يذكر أن تلقي العالج‬
‫ب‪ EMDR‬قد يؤدي النتكاس الحالة الصحية للمريض‪ ،‬بعد تحسنها بفترة قصيرة‪ ،‬مثل‬
‫دراسة ناطق الكبيسي وعلي التميسي في دراستهما في البحث بعنوان "اختبار فعالية منهج‬
‫ابطال التحسس وإعادة معالجة بحركة العين" لضحايا الصدمات في خفض اعراض‬
‫االضطراب ما بعد الضغوط الصدمية‪ PTSD‬سنة ‪ ،2016‬استعمل الباحثان تصميم شبه‬
‫تجريبي ذا االختبار القبلي والبعدي لمقياس الصدمة النفسية للكبيسي ‪ ،1998‬واظهرت‬
‫نتائج بحثه فعالية ‪(EMDR‬ناطق الكبيسي‪ ،2016،‬ص‪.)146‬‬

‫ومما تقدم نسعى في هدفنا البحثي معرفة ما مدى فعالية تقنية إزالة الحساسية وإعادة‬
‫المعالجة بحركة العينين ‪ ،EMDR‬لحاالت فقدان االهل‪ ،‬في خفض اعراض اضطراب‬
‫الضغط ما بعد الصدمة ‪PTSD‬؟ وذلك من خالل التحقق من الفرضيات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬الفرضية الكلية‪:‬‬

‫هل توجد فروق في درجة اضطراب الضغط ما بعد الصدمة بين التطبيق األول والثاني‬
‫والقياس التتبعي لتقنية ‪ EMDR‬لدى حاالت فقدان األهل؟‬

‫‪ ‬الفرضيات الجزئية‪:‬‬

‫‪ .1‬توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد الصدمة لمقياس دافيدسون قبل وبعد‬
‫تطبيق االول لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح التطبيق القبلي لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ .2‬توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد الصدمة لمقياس دافيدسون قبل وبعد‬
‫تطبيق الثاني لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح التطبيق القبلي لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪ .3‬ال توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد اضطراب لمقياس دافيدسون بعد‬
‫تطبيق الثاني لـتقنية ‪EMDR‬وبعد شهر من تطبيق التقنية لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على فعالية تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركة العينين ‪EMDR‬‬
‫في تخفيض أعراض اضطراب الضغط ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬لدى حاالت فقدان‬
‫األهل من خالل تحقيق الفرضية اآلتية‪:‬‬

‫هل توجد فروق في درجات أعراض اضطراب الضغط ما بعد الصدمة ‪PTSD‬‬
‫لدى حاالت فقدان األهل قبل وبعد إخضاعه للعالج بطريقة ‪ EMDR‬للمرة األولى‬
‫والثانية والقياس التتبعي بمقياس دافيدسون؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذه الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إن اضطراب الضغط ما بعد الصدمة لدى حاالت فقدان األهل يعد موضوع بالغ‬
‫األهمية في مجال علم النفس عموما‪ ،‬وفي الجانب الميداني في الممارسة العيادية‬
‫نحتاج للتعمق فيه واالطالع عليه أكثر الستخالص النتائج التي تفيدنا في تخفيض‬
‫معاناة المرضى‪.‬‬

‫‪ ‬االهتمام بهذه التقنية العالجية الحديثة‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة الجوانب الخفية والنتائج السلبية التي قد يتعرض لها المعالج في ممارسته‬
‫بحكم أنها ال تنطبق على كل الحاالت‪ ،‬ولحساسية االضطراب العميق عمق الحدث‬
‫الصدمي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫تحديد المفاهيم اإلجرائية‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف فقدان‪:‬‬

‫الموت مفهوم يستدعى محكات فيزيولوجية حيث يحكم على الموت شخص‪ ،‬عندما‬
‫تتوقف أنفاسه ودقات قلبه‪ ،‬ويعرف الموت بيولوجيا العجز الدائم للعضوية على التجاوب‬
‫لرمزها الوراثي‪ ،‬ويخلق فهم سلوك الفقدان (الموت) حسب سن الشخص‪ ،‬نضجه‪ ،‬ثقافته‬
‫وديانته‪.‬‬

‫ويمثل الموت في صورته الرمزية توقفا عنيفا و مفاجئا للتواصل الفعلي بين‬
‫فردين تربطهما عالقة تعلق حميمة من الصعب جدا قطعها‪ ،‬إن استمرار عملية الحداد‬
‫الطبيعي و تطورها في حالة سوية دفاعية إلى حالة مرضية تؤثر كثيرا على حياة الفرد و‬
‫تجعله يعيش حالة حزن دائمة‪ ،‬وال يقوم باستثمارات جديدة )كمال وهبي‪،‬ص‪.)106‬‬

‫يعيش األنا فقدان الموضوع المستثمر ليبيديا ونرجسيا في السابق‪ ،‬على تهديد له الن جزء‬
‫منه أصبح مفقودا‪ ،‬وهذا يسبب ألما نرجسيا معتبرا (‪.)Hanus, 2008.P17‬‬

‫‪ .1.1‬التعريف االجرائي للفقدان‪:‬‬

‫ومنه فالفقدان هو ضياع االستثمار النرجسي وضياع موضوع التعلق العاطفي‬


‫لدى الراشد الفاقد ألحد من األهل )أب‪ ،‬أم ‪ ،‬أخ ‪ ،‬أخت ‪ ،‬جد ‪ ،‬جدة( و بالتالي ضياع‬
‫االستثمارات و لخطبة السير النفسي ذلك نظرا لألهمية التي يلعبها هذا المفقود في اقتصاد‬
‫الجهاز النفسي للشخص ينتج جراء ذلك جملة من المشاعر الدونية و مشاعر الذنب‪ ،‬و‬
‫االكتئاب و قد ترتبط معها مظاهر نفسية أخرى أكثر تعقدا تدوم ألكثر من شهر أو تظهر‬
‫بعد ‪ 6‬أشهر كالكوابيس‪ ،‬الهلع‪ ،‬وإعادة المعايشة‪ ،‬ومظاهر نفسية أخرى التي تم تصنيفها‬
‫كاضطراب الضغط ما بعد الصدمة في الدليل التشخيصي لالضطرابات النفسية األمريكي‬
‫‪ DSM 5-2013‬ضمن االضطرابات الناجمة عن الصدمة و الضغط في محور مستقل‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫و عموما ما يؤدي تعرض الشخص لصدمة نفسية بسبب فقدان عزيز مباشرة إلى عمل‬
‫نفسي اليم و شاق و كثيف وظهور أعراض لمدة طويلة أو متأخرة يدل على اضطراب‬
‫التوازن النفسي‪.‬‬

‫‪ .2‬تعريف اضطراب الضغط ما بعد الصدمة )‪:(Post Traumatic Stress Disorder‬‬

‫هو رد فعل شديد ومطول ومتأخر للضغط عادة‪ ،‬ويكون الضغط من الشدة بحيث‬
‫يصبح مرهقا‪ ،‬مثل التعرض للكوارث الطبيعية وحوادث الطرق المروعة أو أثار الحروب‬
‫واالعتداء المروع على الشخص مثل االغتصاب‪ ،‬ومن المعروف أن ليس كل شخص يمر‬
‫بخبرة صدمية يصاب باضطراب ما بعد الضغوط الصدمية‪ ،‬الن ذلك يظهر بين الذين‬
‫خبروا الموقف األكثر ضغطا في الكارثة (‪.( Gelder et al, 1997,p. 86‬‬

‫وحسب منظمة الصحة العالمية في التصنيف الدولي العاشر(‪)10-ICD--1992‬‬


‫اضطراب ضغوط ما بعد الخبرة الصادمة‪ ،‬بأنها استجابة مرجأة أو ممتدة لحدث أو موقف‬
‫ضاغط مستمر لفترة قصيرة أو طويلة‪ ،‬ويتصف بأنه ذو طبيعة مهددة أو فاجعة‪،‬‬

‫ويحتمل أن يسبب في حدوث ضيق وأسى شديدين غالبا لدى أي فرد يتعرض له‬

‫(حجازي‪ ،2004:‬ص‪)10‬‬

‫‪ .1.2‬التعريف االجرائي‪ :‬هو حدث صادم ومثير‪ ،‬فجائي وضخم لفقدان أحد افراد االهل‬
‫بحيث ال يمكن لشخصية الفرد وكينونته تحمل هذا الحدث‪ ،‬ويؤدي به الى اضطرابات‬
‫نفسية وصعوبات تجعله يتجه نحو سلوك غير الذي كان عله بحيث ال يستطيع العودة الى‬
‫سلوكه السابق للحدث الصادم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫تعريف طريقة تقنية إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركات العينين‬

‫‪Eye Movement Desensitization and Reprocessing:‬‬

‫اكتشفت هذه الطريقة من قبل شابيرو ‪1987‬وطورتها في ‪ ،1989‬يستند هذا‬


‫العالج على فرضية وجود ذكريات وعواطف وأحاسيس عاطلة يعانيها مرضى هذا‬
‫االضطراب بشكل رئيسي بسبب الحزن غير مالئم للحدث الصدمي المؤلم والمستقر في‬
‫ذاكرة المريض الضمنية‪ ،‬فعند القيام بالخفير الثنائي يضمنها حركات العين فإنها تساعد في‬
‫معالجة هذه الذكريات الضمنية وانتقالها إلى الذاكرة الواضحة مما يجعلها ذاكرة طبيعية‬
‫يمكن التعلم منها‪ .‬وعن طريق الدراسات العديدة التي أجريت باستعمال هذه الطريقة‬
‫استنتجوا بأنها تساعد في معالجة هذا االضطراب من حيث األفكار واألحاسيس اللذان‬
‫يرتبطان بهذه الذاكرة العاطلة‬

‫(‪)Shapiro.F & Forrest.M 1997 P30‬‬

‫التعريف االجرائي‪ :‬تقنية عالجية تعتمد على ترك الحالة مصابة بال ‪PTSD‬‬
‫تستعيد المشاعر كالمخاوف واالحساسات السلبية التي تعايشها وتستحضرها‪ ،‬الي مثير‬
‫داخلي او خارجي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة نبيلة عتيق )‪:(2013-2012‬‬

‫بالبليدة الجزائر حول واقع اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة النفسية ‪PTSD‬‬
‫بتقنية إزالة الحساسية و إعادة المعالجة بحركات العينين ‪ EMDR‬بالجزائر ‪ ،‬دراسة‬
‫ميدانية بالجمعية الجزائرية للبحث السيكولوجي ‪ SARP‬بدالي إبراهيم‪ ،‬و خلية‬
‫الصدمات بالبليدة‪ ،‬حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على تقنية ‪ EMDR‬من حيث‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫ماهيتها‪ ،‬روادها‪ ،‬و األساس النظري الذي تقوم عليه و كيفية تطبيقها‪ ،‬ومدى فعاليتها ‪،‬‬
‫وقامت هذه الدراسة على ‪ 3‬أفراد وهم أطباء نفسيين ‪ ،‬مستخدمة في ذلك المنهج‬
‫الوصفي‪ ،‬ومن أهم النتائج المتحصل عليها أنها تعتبر انفتاح الجزائر على تقنية‬
‫‪ EMDR‬و إدخالها العيادة النفسية خطوة ايجابية و انجاز معتبرا خاصة هذه التقنية‬
‫تثبت علميا ان فعاليتها في عالج أعراض ‪ ،PTSD‬هذا االضطراب الذي تعاني منه‬
‫الجزائر كثيرا بسبب األحداث الصدمية التي شهدها المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫حيث إن هذه الدراسة تعتبر أول دراسة تطرقت إلى متغيري موضوع بحثنا هما‬
‫‪ PTSD‬وتقنية ‪ EMDR‬وكانت هذه الدراسة الوصفة بمثابة مقدمة لي دراستنا الشبه‬
‫تجريبية وأضافت لنا الكثير في الممارسة العيادية) نبيلة عتيق‪.(.2013:‬‬

‫‪ .2‬دراسة شكالي وبوتبنت)‪:(2006‬‬

‫بالبليدة )الجزائر( حول ‪ EMDR‬وضحايا العنف في الجزائر مقدمة في إطار‬


‫مؤتمر علمي دولي بباريس‪ ،‬و أنجزت على مستوى خلية الصدمات‪ ،‬عرض من‬
‫خاللها الباحثان نتائج الدراسة للتعرف على أولى تأثيرات تقنية ‪ ،EMDR‬فقامت‬
‫الدراسة على عينة مكونة من ‪ 25‬مريض‪ ،‬أعمارهم تتراوح ما بين )‪(60-30‬‬
‫موزعين بين ‪ 14‬ذكور و ‪ 11‬اناث بمهن متنوعة‪ ،‬وبأحداث صدمية متنوعة أيضا‬
‫فهناك ‪ 17‬حالة متعلقة باإلرهاب‪1 ،‬زلزال‪ 7 ،‬أحداث أخرى )عنف زواجي‪ ،‬حوادث‬
‫مرور ‪ ،(...‬ومكان وزمان وقوع الصدمة )‪ ،(2005-1993‬وكانت الجلسات‬
‫العالجية تتراوح بين )‪ 5-2‬جلسات (‪) ،‬عتيق نبيلة‪،2013:‬ص‪.(143-140‬‬

‫‪ .3‬دراسة ادموند )‪ (Edmond‬ومجموعة بحثه‪ :‬اهتمت هذه الدراسة بالنساء ضحايا‬


‫االعتداءات الجنسية أثناء الطفولة‪ ،‬وقامت بالمقارنة ما بين العالج ‪EMDR‬‬
‫والعالج السلوكي المعرفي‪ ،‬وفي األخير كانت النتيجة فعالة لصالح تقنية ‪.EMDR‬‬
‫‪(Edmond.T,rubina 2004;14,p 259-P272).‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ .4‬دراسة ايرنسون )‪ (ironson‬وفريق بحثه‪ :‬تم في هذه الدراسة مقارنة مدى فعالية‬
‫العالج ‪ EMDR‬عند األشخاص المصابين بأعراض ما بعد الصدمة‪ ،‬حيث قسم‬
‫الضحايا الى فئتين‪ ،‬تلقت كل منهما عالجا مختلفا عن األخرى بحيث‪:‬‬

‫‪ ‬تلقت الفئة األولى عالج ‪.EMDR‬‬

‫‪ ‬أما الفئة الثانية عولجت بالتعرض المتواصل‪.‬‬

‫ثم تم تقيم النتائج بعد ‪ 3‬أشهر من العالج بان التحسن لدى الفئتين كان بنفس الدرجة‬
‫بالنسبة للعالجين‪. (ironson GI et WILLIAMS.J,2002; PP113-128).‬‬

‫‪ .5‬دراسة لي )‪ (Lee‬ورفقائه‪ :‬قامت هذه الدراسة على المقارنة بين العالج ‪EMDR‬‬
‫بالتعرض المستمر عند األشخاص الذين يعانون من أعراض اضطراب ضغط ما‬
‫بعد الصدمة وقد تساوت الدراسة في العالجين (‪.)LEE, C.& others, 2002 ;P58‬‬

‫‪ .6‬دراسة ماركوس)‪ (marcus‬ورفقائه‪ :‬قارنت هذه الدراسة بين العالج ‪EMDR‬‬


‫وعالجات أخرى منها‪:‬‬

‫‪ ‬العالج السلوكي المعرفي‬

‫‪ ‬العالج الجمعي‬

‫‪ ‬العالج بمضادات االكتئاب‬

‫وذلك مع تقييم النتائج بعد ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وقد تمت تجربة كل هذه العالجات على األشخاص‬
‫الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة‪ ،‬وبقيت نتائج المجموعة التي تم عالجها‬
‫بتقنية ‪ EMDR‬ثابتة لمدة ‪ 15‬شهر مع تحسن من األعراض بنسبة ‪ ،%84‬بحيث تفوق‬
‫كل من العالج السلوكي المعرفي والجمعي ومضادات االكتئاب ( ‪MARCUS.S And‬‬
‫‪.)Others, 1997 ;PP34-307-315‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ .7‬دراسة باور )‪ :(Power‬انصب اهتمام هذه الدراسة على مقارنة فعالية تقنية‬
‫‪ EMDR‬في عالج ضحايا ما بعد الصدمة مع العالج بالتعرض وإعادة الهيكلة‬
‫المعرفية‪ .‬قام الباحثون في هذه الدراسة بثالثة تقييمات للمرضى في بداية العالج‪ ،‬وفي‬
‫نصفه‪ ،‬وعند انتهائه‪ ،‬وكانت نتائج الدراسة إن العالج بحركة العين وعالج بالتعرض‬
‫‪ +‬العالج المعرفي كانت لهم نفس الفعالية في التخلص من اضطراب ما بعد الصدمة‪،‬‬
‫لكن ‪ EMDR‬كانت أكثر نجاعة في التخلص من هاته األعراض واعادة إدماج الفرد‬
‫اجتماعيا كما انه تطلبت وقتا عالجيا اقل من العالجين السابقين ( ‪POWER.K and‬‬

‫‪.)Others, 2002,PP299-318‬‬

‫‪ .8‬دراسة كارلسون )‪ :(Carlson‬تم في هذه الدراسة المقارنة بين تقنية ‪EMDR‬‬


‫والعالج بطريقة ‪ ABA‬عند قدماء المحاربين‪ ،‬بإعادة التقييم بعد ‪ 3‬أشهر‪ ،‬حيث أثبتت‬
‫نتائج الدراسة فعالية تقنية ‪(Carlson.j And Others,1998;11, pp3-24).EMDR‬‬

‫‪ .9‬دراسة شمتوب )‪ :(Chemtob‬في هذه الدراسة تفوقت تقنية ‪ EMDR‬على العالج‬


‫بطريقة ‪ ،ABA‬وقد أجريت هذه الدراسة على أطفال يعانون من أعراض ضغط ما بعد‬
‫الصدمة جراء كوارث طبيعية )زالزل ‪ ،‬براكين ‪ (..‬حيث تمت المقارنة بين العالجين‬
‫)‪ (ABA-EMDR‬بعد ‪ 6‬أشهر من انتهاء التكفل‪ ،‬وكانت نتائج الدراسات جد حسنة‬
‫لدى فئات التي تلقت العالج ‪ EMDR‬مقارنة بالفئات التي تلقت عالجات أخرى مثل‬
‫العالج السلوكي المعرفي ‪ ،‬العالج بالتعرض و غيرها ( ‪Article Du Prof Cyril‬‬

‫‪.)Tarquinio, 2002‬‬

‫‪ ‬تعقيب عام على الدراسات السابقة‪:‬‬

‫بعد عرضنا ألهم الدراسات العربية و األجنبية السابقة لموضوع بحثنا ‪ ،‬قمنا‬
‫بتوظيف هذه الدراسات الن لها عالقة مباشرة قدر المستطاع بدراستنا ‪ ،‬وقد وجدنا‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫صعوبة في الحصول على دراسات تتناول الموضوع بشكل مباشر ‪ ،‬حيث تطرقت إلى‬
‫موضوع الصدمة النفسية‪ ،‬و كشفت لنا عن التصور العام لها و التي تؤثر في الغالب على‬
‫الحالة النفسية و الصحية للفرد‪ ،‬حيث أوضحت هذه الدراسات بان هناك حاالت أو‬
‫وضعيات أو باألحرى مواقف متعددة و متنوعة تشكل لدى األفراد بمختلف األعمار‬
‫صدمات نفسية‪ ،‬كم تناولت تقنية حديثة ‪ EMDR‬في عالج اضطراب ما بعد الصدمة‪،‬‬
‫حيث أن هذه الدراسات تخدم موضوع بحثي من حيث متغيرات الدراسة‪ ،‬أو قد اهتمت‬
‫بجانب خاص من حيث العالج بتقنية ‪ EMDR‬و التي تم في بعضها مقارنة هذه التقنية مع‬
‫تقنيات عالجية أخرى ألعراض اضطراب ضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬كما أن بعض الدراسات‬
‫أثبتت تساوي في فعالية تقنيات العالج أخرى مع تقنية ‪ ،EMDR‬و في دراسات أخرى‬
‫أثبتت فعالية تقنية ‪ EMDR‬مقارنة بتقنيات عالجية أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬الخلفية النظرية لمتغيرات الدراسة‬

‫‪ .1‬النظرية المفسرة للفقدان‪:‬‬

‫‪ ‬حسب فرويد‪ :‬الحداد في دراساته حول الهستيريا كصدمة يكون فيها األنا غير‬
‫جاهز للفقدان ويكون مجبر على مواجهة كمية كبيرة من االثارات سببه قطيعة‬
‫الروابط مع الموضوع‪ ،‬وعرفه سنة ‪ 1915‬على انه رد فعل لفقدان شخص‬
‫محبوب أو موضوع مجرد يحل محله (كالوطن الحرية) أو موضوع مثالي وأعطاه‬
‫مفهوم جديد ينفصل عن الموت ليلتصق بالفقدان (‪.)Frued.S,1968,p130‬‬

‫كما يعتقد بان الحداد يتمرد ضد الواقع‪ ،‬رغبته القوية في إيجاد شخص المفقود‬
‫تثير الهلوسة في بعض األحيان‪ ،‬وتتقلص تدريجا ضد االنتظار واالستثمارات وتصبح‬
‫اقل آلما‪ ،‬وبعد ذلك يصبح األنا حرا‪ ،‬والشخص الحاد يستطيع من جديد إقامة عالقات‬
‫جديدة واستثمار مواضيع حب أخرى‪ ،‬ويشرح فرويد أكثر بان الزمن عامل أساسي في‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫التعامل مع الحقيقة والواقع‪ ،‬وبعد عمل الحداد يحرر األنا الليبيدو من موضوع مفقود‬
‫(‪.)Bacque,197,PP22-23‬‬

‫‪ ‬الفقدان الحقيقي‪ :‬حسب‪ E. Kestember‬هذا الفقدان الحقيقي (الموت) يحي‬


‫تجارب االنفصال السابقة (انفصال الطفل عن امه‪ ،‬دخول المدرسة‪)...‬‬
‫(‪.)D.Marcelli, A.Bracommier,1998‬‬

‫‪ ‬فقدان المواضيع الطفلية‪ :‬ويكون على النحو التالي‪:‬‬

‫فقدان الموضوع البدائي‪ ،‬وهنا تكون بين االنفصال عن موضوع االمومي‪-‬الطفولة‬


‫لكي يصل الحديث إلى عملية االنفصال‪ .‬وفقدان الموضوع االوديبي‪ ،‬هنا أشارت أنا‬
‫فرويد إلى أهمية االهتمام بعالقة الطفل المراهق في كل حياة المراهقين التظاهرات‬
‫األكثر بروزا هي التي تخفي العالقات الغيرية وهنا يصبح الصراع بين نوعين من‬
‫الميوالت المتضادة األكثر ظهورا‪ ،‬كما تظهر أفكار جديدة في فترة المراهقة تتمثل في‬
‫االندفاعية الموجودة لدى المراهقين وهذا راجع للبحث عن االستقاللية وتكون مجسدة‬
‫في الرفض للصورة األبوية‪( .‬بوسنة عبد الوافي زهير‪ ،2012،‬ص‪.(91‬‬

‫‪ ‬أما بالنسبة أنيس ميشال ‪ ، Hanis Michel‬فان الموقف العام في اللحظات األولى‬
‫من الحداد يتمثل في رفض االعتراف بالواقع المادي و النفسي خاصة الفقدان‪ ،‬و‬
‫الشعور بالواقع الذي يعتبر من الوظائف األساسية لالنا المتذبذب و المصحوب‬
‫بحركات نكوصية سريعة و عميقة للتوظيف النفسي و بالتالي التخلي مؤقتا على‬
‫مبدأ الواقع‪ ،‬و عموما ما يرفض هو المحتوى الداخلي للفقدان‪ ،‬بمعنى البالء هو‬
‫عمل الحداد النفسي و المظاهر االنفعالية الخارجية للحزن تظهر بان هناك عمل قيد‬
‫االنجاز و بان هذا الرفض سيتم تجاوزه‪ ،‬وحسبه أنيس ميشال إن أزمة الواقع غير‬
‫موجودة‪ ،‬و غير ضرورية من بداية الحداد ‪ ،‬طالما إن الموضوع حاضر‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫كموضوع مدرك‪ ،‬و إنما غياب الموضوع محل اإلشباع ‪ ،‬وذهابه‪ ،‬وفقدانه‬
‫ومطالب الحداد يحفز حدوث الحداد (‪.)Benharcket, 2005,P83‬‬

‫‪ ‬ميالني كالين‪ :‬أشارت كالين إن حداد الشخص البالغ يشبه كالحالة التي عاشها عند‬
‫مفارقته المه خاصة في مرحلة الفطام‪ ،‬في الواقع عندما يتفاجأ الشخص بفقدان أو‬
‫انفصال فهو يقوم بإحياء الحداد األصلي إعادة وتأهيل الموقف الكئيب‪.‬‬

‫ونختصر سيرورة هذا الموقف حتى نستطيع فهم عملية الحداد‪ ،‬خالل هذه المرحلة‬
‫يشعر الطفل بألم والحيرة حيث انه يخاف من فقدان األشياء الجيدة مثل ثدي األم الذي‬
‫يمثل الحب واألمان فهو يستطيع مقاومة هذا الفقدان وفي غضون هذا الوقت يتأقلم‬
‫الطفل مع العالم الخارجي وهكذا تتم عملية االستيعاب‪ ،‬وبفضل استيعابيته يبني عالقة‬
‫حب جديدة مع موضوعات خارجية تتوافق مع خبراته الالواعي ( ‪Benharcket‬‬
‫‪.)2005,P79‬‬

‫أي ان كالين ترى بان الشخص الحاد سيدخل موضوع المفقود لذاته ليصل لحالة‬
‫من األمن واالستقرار‪ ،‬وبذلك يحصل على اإلشباع المرجو ويخف األلم والمعاناة‪،‬‬

‫(ايمان جابر‪ ،2014 ،‬ص‪.)28‬‬

‫كما يرى بولبي ‪ Bowlby‬إن الوجود اإلنساني يتمحور حول قطب يسميه‬
‫موضوع التعلق و عندما يفقد هذا القطب لسبب قاهر و بصفة فجائية‪ ،‬وال يتم تعويضه‬
‫تماما فان ذلك يعني القطيعة العظمى في وجوده‪ ،‬فال شيء يبقى كما كان عليه سابقا‪،‬‬
‫فلما تتغير المعالم و نقاط االرتكاز المعتادة أو تفتقد فان الشخص الحاد ال يكون لديه‬
‫نظرة واضحة للوضعية‪ ،‬و بالتالي ال يستطيع التحكم فيها فيبقى هائما بال دليل وال‬
‫معلم واضح‪ ،‬ويؤدي إلى تعرض الفرد لصدمة نفسية ‪ ،‬كفقدانه لشخص عزيز مثال إلى‬
‫مباشرة عمل نفسي اليم وشاق و كثيف‪ ،‬يطلق عليه المختصون عمل الحداد‪ ،‬ويهدف‬
‫إلى إعادة التوازن النفسي المضطر بسبب الفقدان )سي موسي و زقار‪،2002،‬ص‪.(94‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫الفقدان والحلم وعالقته بالحداد‪ ،‬يعتبر الحداد نشاط نفسي يكون كاستجابة لتجربة‬
‫أليمة يعيش فيها الشخص حالة من االكتئاب جراء فقدان موضوع محبوب‪ ،‬كما يقول‬
‫فرويد "بعد فقدان موضوع حب خارجي جد مستثمر‪ ،‬يضطر اللبيدو إلى اتخاذ اجراء‬
‫االنسحاب المليء بالقلق واأللم حتى يتمكن األنا من استرجاع حريته" (نادية شرادي‪،‬‬

‫‪ ،2011‬ص‪.)189‬‬

‫وانتهت نتائج دراسة يحيى مرسي‪ ،‬ان خصوصية بعض االحالم وطابعها الحاد‬
‫المليء بالمغامرات‪ ،‬التي تعبر عن الضغوط والتوترات التي يتعرض لها الشخص بعد‬
‫التعرض لألزمات (‪ ،)..‬والتي يترتب عليها التأثير على بعض الجوانب االنفعالية‬
‫للشخصية‪ ،‬وخاصة موت أحد األقارب (يحي مرسي‪ ،2008 ،‬ص‪.)457‬‬

‫ونستخلص مما سبق أن كل العلماء والتحليليون يتفقون على انه بعد وفاة عزيز أو‬
‫فقدان موضوع مستثمر‪ ،‬فان الشخص يمر بمرحلة خاصة جدا لها خصائصها التي تعود‬
‫بالنفع عليه‪ ،‬من خالل سيرورات النفسية المختلفة عبر عدة مراحل (الحداد النفسي)‪ ،‬حيث‬
‫أن لكل مرحلة توظيف نفسي يطبعه‪.‬‬

‫‪ .2‬النظريات المفسرة الضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪:‬‬

‫نجد عدة نظريات تفسر االضطراب‪ ،‬تجعلنا نتعرف على عدة أبعاد له‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬

‫طورها فرويد والتي بينت أن النسق الثالثي للشخصـية‪ :‬الهو‪ ،‬واالنـا‪ ،‬واالنــا‬
‫األعلــى يجــب أن يبقــى فــي حالــة تــوازن‪ ،‬ليتجنــب آليــات‬
‫الــدفاع غيــر الصــحية (‪ ،)equilibrium‬والتي غالبا ما تؤدي الى اخفاء‬
‫المرض النفسي‪ ،‬وعلــى الــرغم مــن افــادة نظريــة الضــغط مــن‬
‫مفهـوم التـوازن‪ ،‬إال أن هنـاك اعتراضـات كثيــرة علـى مفهـوم الحتميـة‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫النفســية فـي النظريـة الكالسـيكية للتحليــل النفسي‪ ،‬فقد بني هذا المفهوم على‬
‫فكرة مؤداها أن خبـرات الطفولـة المبكـرة هـي التـي تقـرر شخصـياتنا‬
‫ومشكالت الحياة التي ستواجهنا فيما بعد (الناصر‪.) 174: 2002،‬‬

‫فمساهمات فرويد هامة في دارسة الصدمة النفسية وفهمها في إطار ديناميكي من خالل‬
‫معنى البعدية‪ ،‬وفحواه أن تجربة صدمية ما ال يمكن أن تأخذ معناها الحقيقي إال من‬
‫خالل الصدى الهوامي الذي تحدثه في التنظيم النفسي الداخلي للفرد‪.‬‬

‫تشكل المرحلة األولى تعرض الفرد في وضعية عجز إلى تجربة غير معتادة‪ ،‬ونظرا‬
‫لغياب عامل النضج‪ ،‬فإن الطفل ال ينجح في إرصانها واحتوائها‪ ،‬مما يجعلها بمثابة‬
‫تربة خصبة لالضطراب النفسي في المراحل النمائية الالحقة‪ ،‬وفي الحاالت التي يأتي‬
‫فيها حادث عابر مبتذل ينجح في تفجير الصدمة ويفقد االنسان حينها توازنه النفسي‪ .‬أما‬
‫في إطار التناول االقتصادي للصدمة الذي ظهر بعيد الحرب العالمية األولى‪ ،‬فقد تناول‬
‫فرويد عصاب الحرب‪ ،‬الذي قدمه ‪Honigmann‬سنة ‪ 1907‬للحديث عن الصدمات‬
‫النفسية جراء الجروب‪ ،‬وعرفت هذه األخيرة حينها على أنها‪ ،‬انكسار واسع لصاد‬
‫االثارات‪ ،‬وغياب عامل القلق كإنذار بالخطر بفعل الغيلة‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان النجدة‬
‫في إجراء األنا‪ ،‬فيستجيب المصدوم بالذعر بدل القلق‪.‬‬

‫ب‪ .‬النظرية البيولوجية‪:‬‬

‫تحاول النماذج البيولوجية تفسير ظهور اضطراب الضغط ما بعد الصدمة على‬
‫مستويات مختلفة‪ ،‬قد تم دارسة التأثيرات الفسيولوجية حين يتعـرض الفـرد لحـدث‬
‫صـادم‪ ،‬وتـم تفسـير ذلـك بـأن الصـدمة قـد تـؤدي إلى تغييرات في نشاط‬
‫الناقالت العصبية‪ ،‬والتي تـؤدي بـدورها إلـى مجموعـة مـن النتـائج مثـل‬
‫أعـراض فقدان الذاكرة الحاد‪ ،‬واالستجابات االنفعالية ذات الشدة‪ ،‬وثورات الغضب‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫والعنف وان مثل هذه الثورات ترتبط بالنشاط الزائد إلفراز الغدة االدرينالية‬
‫والمثيـرات المرتبطـة بالصـدمة (غـانم‪.)93 ،2006،‬‬

‫كما درسـت كيميــاء المــخ الحيويــة‪ ،‬والــنقص فـي مسـتوى‬


‫الجهـاز العصبي المركزي مــن االدريناليــة ومـا يترتــب علــى ذلـك‬
‫مـن اخــتالالت فــي الوظـائف مثــل‪ :‬فقــدان الشــعور باللـذة‪،‬‬
‫واإلحساس بالحــذر‪ ،‬وكـذلك االنسحاب من األنشطة االجتماعية‪ ،‬وكذلك دارسـات‬
‫التغيـرات التـي تحـدث فـي الجهـاز العصـبي المركـزي أو التعـرض‬
‫المفـاجئ‪ ،‬أو المسـتمر أو الشديد لألحـداث الصـادمة التـي تقـود إلـى العديـد‬
‫مـن النتـائج السـلبية التـي قـد تسـبب تـدمير أو تغييـر في المسار العصبي‪.‬‬
‫كذلك دارسات قد تناولت أثر الصدمة علـى المـخ‪ ،‬ومـا يترتـب علـى ذلـك‬
‫مـن حـدوث تغيـرات تتجلـى فـي التغيـرات التــي تحــدث فــي‬
‫وظيفــة الســيروتنين والتــي قــد تــرتبط بفقــدان الشــعور‬
‫باللــذة‪ ،‬أو االنحبــاس فــي الخبرة الصادمة والذكريات المؤلمة التي ارتبطت‬
‫وتفاعلت معها (غانم‪ :2006،‬ص ‪.)94-93‬‬

‫ج‪ .‬النظرية المعرفية السلوكية‪:‬‬

‫تتعدد المداخل النفسية التي قدمت لتفسير اضطراب الضغط ما بعد الصدمة من أهم‬
‫المداخل النفسـية هـو النموذج التفسيري الذي قدمه كل من (فـو وكـوازك) وهـو‬
‫نمـوذج معرفـي سـلوكي يتضـمن عنصـر المعنـى فــي الحــدث‬
‫الضــاغط‪ ،‬حيــث يفتــرض مــن هــذا النمــوذج الســببي‪ ،‬إن‬
‫االســتجابة التــي تترتــب علــى الخبــرة الصادمة تضم عناصر ثالثة‬
‫هي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ ‬معلومات عن موقف المثير الصدمى‪.‬‬

‫‪ ‬معلومات عن االستجابات الفسيولوجية والمعرفية السلوكية التي ترتبت على المثير‬


‫الصدمي‪.‬‬
‫‪ ‬الرابطة (أو االقتران الشرطي) ما بين المثير الصدمي واالستجابة المتوقع أن‬
‫تصدر عن الفرد‪.‬‬
‫وافتــــرض كــــل مــــن (فــــو) و(كوزاك) أن مركــــب‬
‫الخــــوف والــــذي يضــــم العديــــد مــــن‬
‫المكونــــات المرضــــية واالنفعالية يتضـمن أيضـا معنـي الحـادث‬
‫الصـدمي علـى أنـه خطـر (قـد يهـدد حيـاة الشـخص أو يصـيبه بأضـرار‬
‫ال قبـل للفـرد بتحملهـا)‪ ،‬كمـا افتـرض كــل مـن (فـو) و(كوزاك) إن‬
‫اضـطرابات القلـق (بأنواعهــا المختلفــة) قــد تغــزو الفــرد حــين‬
‫يــدرك أنــه يتعــرض لمثيــر صــدمي غــامض أو خطــر وأن‬
‫فكــرة تالشي اإلحساس باألمان تزيد من النتائج الضارة (غانم‪.)95-94 :2006،‬‬

‫د‪ .‬النظرية النفسية الديناميكية‪:‬‬


‫كان أول من وصف هذه النظرية هو العالم (‪ ،Horowitz (1986‬واستخدم‬
‫مصطلح اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬ويفسر في هذه النظرية وجهة نظره بأن‬
‫االضـطراب هــو نــاتج مــن عــدم قــدرة الشــخص المصــدوم‬
‫علــى دمــج الخبــرة الصــادمة التــي يتعرض لها مع قدراته اإلدراكية‬
‫المعرفية‪ ،‬وعليه فإن اضطراب الضغط ما بعد الصدمة هو عبارة عـن ردة الفعل‬
‫الطبيعية للضغوط النفسية‪ ،‬ولكن الناتج ليس كما هو متوقع‪ .‬وذلك ألن الخبرات‬
‫الصادمة تحتـاج‪ ،‬إلــى تغيــرات إدراكية كبيــرة ودمــج تــام وعمليــة‬
‫إدراكية معقدة تأخذ وقتا طويال ولكن يبدو ان الذاكرة النشطة في الدماغ تعمل على‬
‫إعادة ما خزنته عن الخبـرات الصـادمة السـابقة‪ ،‬الخبـرات الصـادمة السـابقة‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫والتـي تـؤدي بـدورها إلـى عدم فاعلية ميكانيزمات الدفاع لدى هـذا الشـخص‪،‬‬
‫ونتيجـة لـذلك فـإن نظـام الـتحكم التثبيطـي يبـــدأ فـــي العمـــل‬
‫ممـــا يســـاعد علـــى التعـــرف التـــدريجي علـــى‬
‫الخبـــر ات الصادمة ‪،‬فاذا كان هذا النظام التثبيطي ضعيفا فان االقتحاميـــة‬
‫المســـترجعة للخبـــرات الصـــادمة مثـــل الكـــوابيس‪ ،‬وومضات‬
‫الذكريات عن الصدمة تبدأ في الظهور‪ ،‬وعندما يكون النظام التثبيطي قويـا فان‬
‫االعراض المتمثلة في التجنب مثل االضطراب في النوم والمزاج المكتئب تبدأ في‬
‫الظهور ومن المعروف بأن تناوب مرحلة اإلقحام مـع التجنـب فـي الضغط مـا‬
‫بعـد الصـدمة يجعـل أعـراض التخـدر العـاطفي علـى أنهـا جـدار حمايـة‬
‫ضــد اإلقحــام‪ .‬وهــذا يعنــي بــأن اإلنكــار للصــدمة يعمــل‬
‫علــى بــطء ظهــور أعــراض القلــق‪ .‬وعنــدما تبــدأ أعراض‬
‫اإلقحام في الظهور تكون دفاعات اإلنكار قد انهارت وأصبحت عديمة الجدوى‪،‬‬
‫كمــــا أن ‪ Horowitz‬وصــــف دور األنظمــــة البيولوجيــــة‬
‫والوصــــالت العصــــبية وخاصــــة مــــادة الـــدوبامين‬
‫والنورابينفرين في تطور اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬قال بأن النواقـل العصبية‬
‫الموجودة في األوعية العصبية بين الخاليا في الجهاز التنبيهي في الدماغ ردة الفعــل‬
‫علــى الخبــرات الصــادمة‪ ،‬وهــذا يســبب إنــذارات خاطئــة‬
‫متكــررة ممــا يجعــل الشــخص عرضــة لظهور أعراض شبه مرحلة‬
‫االقحام في اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬وأخيرا فان الدعم االجتماعي االيجابي‬
‫يمكن أن يعمل على امتصاص الصدمة ويمنع ظهور الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬وغياب‬
‫مثل هذا الدعم من الشبكة االجتماعية يؤدي إلى ظهور استجابات مرضية للضغط‬
‫النفسي (ثابت ‪.)15- 14 :2006‬‬

‫‪ .3‬األساس النظري لتقنية ‪:EMDR‬‬


‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫نموذج المعالجة التكيفية للمعلومات‪ :‬يرمز باإلنجليزية اختصارا‪AIP،‬‬

‫(‪)Adaptive Information Processing model‬‬

‫‪ .1‬تعريف ‪ :AIP‬إن الفهم الجيد لتقنية ‪ EMDR‬يتطلب منا استيعاب نموذج ‪ AIP‬فهذا‬
‫األخير يمثل األساس النظري الذي تقوم عليه مقاربة ‪ ، EMDR‬وهو افتراض حول‬
‫الطرق التي يمكن أن يستعملها الدماغ لمعالجة الخبرات ) المعلومات ( و الوصول‬
‫إلى حل تكيفي‪ ،‬مما ساهم في ترسيخ معنى الراحة و الفعالية للفرد ‪ ،‬هو نموذج‬
‫عصبي فيزيولوجي في طبيعته‪ ،‬و لذلك نجد أن شابيرو استعانت بمصطلحات‬
‫المعلومات العصبية الفيزيولوجية التي رأت إن استعمال هذه المصطلحات ليس لديها‬
‫أي مرجعية أو داللة عصبية فيزيولوجية محددة ودقيقة و هو امر هام جدا في‬
‫التأكيد على فكرة إن فعالية ‪ EMDR‬ال تقوم على صدق و صحة النموذج‬
‫الفيزيولوجي المقدم الن فيزيولوجية الدماغ الزالت غير مفهومة و غير واضحة‬
‫بعد‪ ،‬و بكلمات ابسط تؤكد شابيرو على أن النموذج المفسر لفعالية تقنيتها ال يتمتع‬
‫بالصدق التام‪ ،‬إال أن هذا النموذج ال يتناقض مع ما توصل إليه العلم إلى حد اآلن‬
‫حول فيزيولوجية الدماغ‪ ،‬إذ أن البحث في مجال فيزيولوجية الدماغ مزال ضعيفا‬
‫و النتائج المتوصل إليها غير أكيدة و غير كافية‪ ،‬وعليه فان فعالية ‪ EMDR‬ال‬
‫تتوقف على صحة النموذج المفسر و قد كررت شابيرو هذه الفكرة و أكدت عليها‬
‫في قولها " قدمت نموذج نظريا ) تقصد نموذج ‪ ( AIP‬لتفسير التأثيرات العيادية‬
‫‪ ،EMDR‬و ليس إلثبات و جود آليات خاصة"‪ ،‬وصرحت أن النموذج يبقى مجرد‬
‫فرضية و هو قابل للتغيير القائم على المالحظات المخبرية و العيادية‪ ،‬و قد‬
‫استوحت شابيرو نموذج ‪ AIP‬من العالمين‪:‬‬

‫‪ ‬العالم ‪ :PAVLOV‬الذي يسلم في أعماله بأنه يوجد في الدماغ توازن بين الكف‬
‫واإلثارة‪ ،‬وهذا التوازن هو المسؤول على العمل العادي للدماغ‪ ،‬فان تسبب شيء ما‬
‫في اختالل هذا التوازن ينتج عن ذلك باثولوجيا العصبية ‪NEURAL‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ ،PATHOLOGY‬وهذا ما يشبه " العقدة في الحبل " وهذا ما يتماشى كذلك مع‬
‫أفكار فيتوز‪.VITTOZ‬‬

‫‪ ‬العالم ‪ :HOROWITZ‬حسب نموذجه إن األعراض الصدمية تمثل رد فعل إزاء‬


‫عدد ضخم من المعطيات التي تكونها الخبرة الصدمية‪.‬‬

‫‪ .2‬افتراضات نموذج ‪:AIP‬‬

‫الحظنا أن المؤلفين اختلفوا فيما بينهم في تلك االفتراضات‪ ،‬فمنهم من اقتصر على‬
‫‪ 3‬عناصر‪ ،‬ومنهم من رآها تتجاوز ‪10‬افتراضات‪ ،‬ولذلك ارتأينا إن ندرج العناصر‬
‫التي اتفق عليها العلماء‪ ،‬والتي أكدت عليها شابيرو‪ ،‬واتبعنا الترتيب الذي نراه يساعدنا‬
‫في الفهم الجيد لهذا النموذج‪ ،‬وعليه فان االفتراضات تم حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يوجد لدى كل شخص نظام فيزيولوجي لمعالجة المعلومات‪ ،‬تتم من خالله معالجة‬
‫الخبرات والمعلومات الجديدة بصورة طبيعية‪ ،‬وهذا ما يقود إلى حالة تكيفية‪ ،‬فهو‬
‫نظام فطري في نموذج يعمل على تحويل المعلومات )المداخالت( المركبة نحو‬
‫االنحالل التكيفي و االندماج النفسي السليم‪.‬‬

‫‪ ‬مثلما لدى الجسم ميل طبيعي نحو الصحة‪ ،‬كذلك الذهن لديه ميل طبيعي للراحة و‬
‫الصحة النفسية ‪/‬العقلية‪ ،‬و هذا ما تطلق عليه شابيرو التعافي الذاتي النفسي وهو‬
‫مفهوم فطري في نموذج ‪ AIP‬و ومستوحى من فكرة التعافي لدى لجسم على اثر‬
‫التعرض إلصابة جسمية و يبدو ان هناك سلسلة من األحداث المتشابهة تقع في‬
‫سيرورات ذهنية‪ ،‬إذ أن معالجة المعلومات تميل طبيعيا للتحرك نحو الصحة‬
‫النفسية فإذا تعطل نظام ‪ AIP‬أو اختل توازنه على اثر صدمة نفسية مثال فإننا‬
‫نالحظ ظهور استجابات غير تكيفية‪ ،‬و إذا تم التخلص من ذلك التعطل في النظام‬
‫فان المعالجة تتم ويمكن للمعلومات إن تصل إلى حل تكييفي‪ ،‬ويحدث إدماج‬
‫وظيفي وهنا يمكننا إن نشبه ذلك بهضم المعلومات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪..........................................................‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ ‬تعتبر الشبكات الذكروية العنصر الحيوي في نظام ‪ AIP‬وهي تمثل أساس األفكار‪،‬‬
‫المشاعر واالنفعاالت والسلوكيات التي يقوم بها الفرد في الوقت الحالي‪ ،‬والشبكات‬
‫الذكروية عبارة عن نظام مترابط من المعلومات‪ ،‬ونستطيع ان نشبهها بالشبكة من‬
‫القنوات التي يتم على مستواها تخزين ذكريات‪ ،‬األفكار‪ ،‬االنفعاالت واألحاسيس‬
‫الجسمية مترابطة ببعضها البعض‪ ،‬حيث تنتظم الشبكات الذكروية حول أقدم حدث‬
‫مرتبط بها‪ ،‬ولذلك تتأثر السلوكيات والخبرات الحالية بسلوكيات والخبرات‬
‫الماضية‪.‬‬

‫‪ ‬خالل إحدى مراحل النمو الحرجة يتسبب التعرض إلى صدمة أو إلى ضغوط‬
‫مستمرة في تعطيل نظام ‪ ،AIP‬وبالتالي فان المعلومات بالخبرة الصدمية أو‬
‫بالخبرة المسببة لالرتباك يتم تخزينها بطريقة غير وظيفية‪ ،‬وتظل على شكلها‬
‫األصلي دون معالجتها‪ ،‬وهذا ما يخلق الحقا ردود أفعال غير وظيفية لدى الفرد‬
‫على إثر تعرضه لمثيرات حالية لها عالقة بالخبرة الصدمية أو بالحدث األصلي‪.‬‬

‫‪ ‬عندما يقودنا الحاضر إلى الشبكات الذكروية فان تمظهرات الذكريات القديمة غير‬
‫المهضومة تعود من جديد‪.‬‬

‫‪ ‬تسهل إجراءات ‪ EMDR‬الوصول إلى الذكريات الصدمية كما تسهل معالجتها‪،‬‬


‫وبالتالي التوصل إلى حل تكييفي لتلك الذكريات‪ ،‬إذ أن ‪ EMDR‬يعمل على تنشيط‬
‫نظام ‪ AIP‬بعد أن كان معطال بسبب الصدمة فيستعيد نشاطاته ويقوم بمعالجة تلك‬
‫المعلومات الصدمية المخزنة بطريقة غير تكيفية‪.‬‬

‫‪ ‬ينتج عن المعالجة التكيفية للمعلومات ‪ 3‬فوائد هي‪ :‬التعلم‪ ،‬التخلص من الضيق‬


‫االنفعالي الجسمي‪ ،‬وتمكن الفرد من االستجابة الوظيفية‪ ،‬وهنا نقول إن المعلومات‬
‫الصدمية قد وصلت إلى حل تكيفي) نبيلة عتيق‪ ،2013،‬ص‪.(69-65‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬
‫‪ .1‬منهج الدراسة‬
‫‪ .2‬أدوات الدراسة‬
‫‪ .3‬إجراءات الدراسة‬
‫‪ .4‬وصف الحالة‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ .1‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫تم استعمال بروتوكول الحالة المنفردة في هذه الدراسة‪ ،‬حيث أن نتائج العالجات‬
‫النفسية بدئ بدراسات الحالة المنفردة المقدمة من طرف ‪Charot ,Freud , Janet‬‬
‫حيث إن دراسات الحالة لها قيمة ال تعوض في المساعدة على الكشف‬
‫)‪.(Cottraux,2001,p271‬‬

‫البروتوكول المستعمل في هذه الدراسة هو البروتوكول )‪ (A-B‬وهو البروتوكول‬


‫األكثر استعماال عياديا‪ ،‬حيث يعتبر منهج شبه تجريبي والذي يقارن خط قاعدي دون‬
‫تدخل ومع تدخل عالجي نفسي وهذا ما يسمح مع إستراتيجية مكيفة تظهر أن األفراد‬
‫تتغير بعد التدخل )‪.(Cottraux,2001,p272‬‬

‫وقد استخدمنا في بحثنا هذا منهج دراسة حالة والذي يعد من انسب المناهج اتساقا‬
‫مع مشكلة الدراسة وأهدافها‪ ،‬فالدراسة الحالية تهدف إلى معرفة فعالية تقنية ‪EMDR‬‬
‫في خفض الضغط ما بعد الصدمة لدى حاالت فقدان األهل‪.‬‬

‫‪ .2‬أدوات الدراسة‪:‬‬

‫اعتمدنا في هذه الدراسة على األدوات التالية‪ :‬المالحظة العيادية‪ ،‬المقابلة العيادية‬
‫والمقاييس النفسية‪ ،‬وتطبيق البرنامج العالجي ‪.EMDR‬‬

‫‪1.2‬المالحظة العيادية‪:‬‬

‫تعتبر اداة أساسية تكمل كل المقابالت واالختبارات‪ ،‬حيث تمكن الباحث من‬
‫مالحظة السلوك للحالة المراد دراستها وهي الوسيلة لجمع البيانات للباحث النفسي‪،‬‬
‫تتركز على الكشف والتحقق من الظاهرة المراد دراستها وتسجيل كل ما هو ضروري‬
‫بدقة وموضوعية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ 2.2‬المقابلة العيادية‪:‬‬

‫هي االداة األساسية التي يستخدمها األخصائي النفساني االكلينيكي في كل من‬


‫التقييم و العالج )مليكة لويس ‪،2010،‬ص‪.(121‬‬

‫كما تعتبر المقابلة العيادية من أكثر األدوات استخداما‪ ،‬فهي عبارة عن لقاء بين‬
‫األخصائي النفسي اإلكلينيكي و صاحب المشكلة و تكون المقابلة وجها لوجه مع الحالة‪،‬‬
‫وهي الوسيلة األساسية في العملية العالجية واإلرشادية وجمع المعلومات‪ ،‬كما تعتبر‬
‫مصدر ثري لجمع المعلومات‪ ،‬تعتمد على بناء عالقة شخصية تتجسد في حوار منظم‬
‫وهادف وعالقة مفعمة بالتفاهم والثقة المتبادلة من الطرفين )نوار‪،2011،‬ص‪.(77‬‬

‫‪ 3.2‬االختبارات والمقاييس النفسية‪:‬‬

‫‪ 1.3.2‬مقياس ‪ Davidson trauma scale‬الضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪:‬‬

‫هو اداة تقييم الذي صمم من طرف ‪ Jonthan R.T Davidson‬ومساعديه‬


‫‪ 1997‬في الطبعة األصلية باللغة انجليزية ‪Davidson Trauma Scale‬انطالقا‬
‫من تجارب صدمية مختلفة‪ ،‬هدفه قياس تأثير الخبرات الصادمة والمماثلة للصيغة‬
‫الدليل التشخيصي الصنف الرابع لجمعية الطب النفسي والعقلي ألمريكي بحيث‬
‫يقيس الخبرات الصادمة لدى الفرد‪.‬‬

‫‪ .1.1.3.2‬مكونات المقياس‪:‬‬

‫يتكون مقياس ‪ Davidson Trauma Scale‬لقياس تأثير الخبرات الصادمة‬


‫من ‪ 17‬بند تمثل الصيغة التشخيصية الرابعة للطب النفسي األمريكي‪ ،‬ويتم تقسيم‬
‫بنود المقياس إلى ثالثة مقاييس فرعية وهي‪:‬‬

‫‪ ‬استعادة الخبرة الصادمة‪ :‬وتشمل ‪ 5‬بنود هي )‪.(1،2،3،4،17‬‬


‫‪25‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ ‬تجنب الخبرة الصادمة‪ :‬وتشمل ‪ 7‬بنود هي )‪.(5،6،7،8،9،10،11‬‬


‫‪ ‬االستثارة‪ :‬وتشمل ‪ 5‬بنود وهي )‪.(12،13،14،15،16‬‬

‫و يتم تطبيقه على األشخاص الراشدين الذين لدبهم صدمة و يطبق إما فردي أو‬
‫جماعي‪ ،‬ويتم حساب النقاط على مقياس مكون من ‪ 5‬نقاط ) من ‪ 0‬إلى ‪ (4‬ويكون‬
‫مجموع درجات المقياس ‪ 153‬نقطة ‪.‬‬

‫‪.2.1.3.2‬تصحيح المقياس‪:‬‬

‫يتم تصحيح المقياس بحسب الدرجة الكلية للصدمة وذلك بجمع العالمات التي‬
‫وضع عليها المفحوص عالمة ‪ X‬في كل فقرة من فقراته السبعة عشر‪ ،‬وتتراوح الدرجة‬
‫الكلية ما بين ‪0‬الى ‪ 100‬و‪53‬درجة وتشير الدرجة المرتفعة على اإلصابة بالصدمة قوية‬
‫يعمل مقياس على تفسير العالمات أو درجة المتحصل عليها وذلك بجمع درجات البنود‬
‫حسب ترتيب محدد حيث يتم من خالله تحديد مستوى الصدمة كما هو مبين في األتي‪:‬‬

‫‪ -‬من ‪ 0‬إلى ‪ 25‬صدمة ضعيفة‪.‬‬


‫‪ -‬من ‪ 25‬إلى ‪ 50‬صدمة متوسطة‪.‬‬

‫‪ -‬من ‪ 50‬إلى فوق صدمة شديدة‪.‬‬

‫‪ .3.1.3.2‬ثبات ومصداقية المقياس‪:‬‬

‫الثبات‪ :‬االتساق الداخلي ‪ Inlemalconsistency‬واستخدم في ذلك‪:‬‬

‫‪ ‬معامل آلفا كرومباخ لمعرفة االتساق الداخلي للمقياس من خالل دراسة تناولت‬
‫‪ 241‬مريض تم أخذهم من مجموعة ضحايا اغتصاب ودراسة لضحايا األعصاب‬
‫اندرومان معامل آلفا ‪.0.99‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ ‬معامل آلفا كرومباخ لمعرفة االتساق الداخلي للمقياس من خالل دراسة تناولت‬
‫‪ 215‬سائق إسعاف مقارنة مع موظفين في غزة وكان معامل آلفا ‪ 0.78‬والتجزئة‬
‫النصفية بلغت ‪.0.61‬‬

‫المصداقية الحالية للمقياس ‪:Concurtvalidity‬‬

‫لقد تم مصداقية المقياس بمقارنته بمقياس االضطرابات النفسية الناتجة عن مواقف صادمة‬
‫لإلكلينيكيين‪ ،‬وذلك بأخذ عينة مكونة من ‪ 120‬شخص مجموعة من ضحايا االغتصاب‬
‫ودراسة ضحايا إعصار اندرو‪ ،‬ولمحاربين القدماء‪ ،‬وكانت النتيجة بان ‪ 67‬من هؤالء‬
‫األشخاص تم تشخيصهم كحالة كرب ما بعد الصدمة‪.‬‬

‫حيث كان المتوسط الحسابي لمقياس دافيدسون للصدمة لألشخاص الذين ظهر عليهم‬
‫أعراض كرب ما بعد الصدمة ‪ 62‬شخص هو ‪ ،9.37 = 15.5+/-8.13‬داللة إحصائية‬
‫‪ )0.001‬ناجي يسمينه‪ ،2015 ،‬ص‪.( 80‬‬

‫ثبات إعادة تطبيق المقياس ‪:test-retest‬‬

‫لقد تم تطبيق هذا المقياس على مجموعة من األشخاص الذين تم فحصهم من خالل‬
‫دراسة مجموعة من األشخاص دراسة إكلينيكية في عدة مراكز‪ ،‬وتم إعادة االختبار بعد‬
‫أسبوعين وكان معامل االرتباط ‪ 0.86‬وقيمة الداللة اإلحصائية تساوي ‪.0.001‬‬

‫في دراسة أبو ليلة وثابت ‪ 2005‬تم اختبار مقياس على عينة من سائقي اإلسعاف‬
‫وكانت العينة مكونة من ‪ 20‬سائق وتم إعادة االختبار بعد أسبوعين وكان معامل االرتباط‬
‫‪ 0.86‬وقيمة الداللة اإلحصائية تساوي ‪ .0.001‬المقياس انظر الملحق رقم (‪.)02‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ .2.3.2‬مقياس الكبيسي‪:‬‬

‫مقياس اضطراب الضغوط ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬الذي اعد من طرف ناطق فحل‬
‫جزاع الكبيسي سنة ‪ 1998‬يتكون مقياس الكبيسي من ‪ 85‬عبارة تهدف إلى التأكد من‬
‫أن الشخص له أعراض‪ PTSD‬وتحديد مستوى شدة األعراض ويتم تصحيح المقياس‬
‫حسب درجة الشدة التي وضعت في المقياس ‪ 5‬بدائل هي )‪(0،1،2،3،4‬طريقة لقياس‬
‫التكرار والشدة‪ ،‬إن الصفر ال يعاني من ذلك العرض وتشير درجة )‪ (4‬إلى أعلى‬
‫تكرار أو شدة لذلك العرض من اجل تصنيف الحالة المرضية للمريض وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ 18) ‬الى‪(57.3‬حالة مرضية يسيرة‪.‬‬


‫‪ 57.3) ‬إلى ‪(96.6‬حالة مرضية متوسطة‪.‬‬
‫‪ 96.6 ) ‬الى‪(136‬حالة مرضية شديدة‪.‬‬

‫‪)Blanchard.E, B.Hickling and other, 1995).‬‬

‫‪ 1.2.3.2‬صدق مقياس الكبيسي‪:‬‬

‫صدق المحتوى‪ :‬وهذا الصدق نوعان الصدق المنطقي والصدق الظاهري‪.‬‬

‫‪ ‬الصدق المنطقي‪ :‬وكان هذا النوع من الصدق متوفرا في المقياس من خالل نبني‬
‫التعريف الدقيق الضطراب الضغوط ما بعد الصدمة والواضح في كل معيار من‬
‫المعايير الرئيسية والفرعية والتي تغطيها فقراته‪.‬‬
‫‪ ‬الصدق الظاهري‪ :‬وتحقق هذا النوع من الصدق بعرض فقراته على مجموعة من‬
‫الخبراء علم النفس والطب النفسي‪.‬‬

‫صدق البناء‪ :‬وقد تحقق ذلك من خالل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬عالقة درجة الفقرة بدرجة المقياس الكلية‪:‬‬


‫‪28‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫وقد تحقق من الصدق عند استعمال معامل االرتباط بيرسون الستخراج العالقة‬
‫االرتباطية بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للمقياس وقد فحصه داللة االرتباط‬
‫وتبين إنها دالة عند مستوى داللة ‪ 0.05‬بدرجة حرية ‪.148‬‬

‫‪ -‬عالقة درجة الفقرة بدرجة المجال‪:‬‬

‫لغرض التأكد من إن الفقرات كل مجال تعبر عنه بصب معامل االرتباط بيرسون‬
‫بين درجة الفرد على الفقرة يضمن مجالها ودرجة الكلية على هذا المجال وقد كانت‬
‫معامالت االرتباط جميعا داللة معنوية عند مستوى داللة ‪ 0.05‬وبدرجة حرية ‪148‬‬
‫وكانت القيمة الجدولية ‪.195‬‬

‫‪ -‬عالقة درجة المجال بدرجة الكلية‪:‬‬

‫يعتمد هذا النوع من الصدق معامالت االرتباط بين درجات األفراد لكل مجال‬
‫والدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬باستعمال معامل االرتباط بيرسون وقد أظهرت النتائج إن‬
‫معامالت االرتباط درجة كل مجال بالدرجة الكلية للمقياس دالة معنوية عند استعمال‬
‫مستوى داللة ‪ 0.05‬وبدرجة حرية ‪ 148‬والقيمة الجدولية ‪.0.195‬‬

‫الصدق التالزمي‪:‬‬

‫وقد عد هذا الصدق موجودا لوجود اتفاق لتشخيص االضطراب بين األطباء‬
‫والباحث ‪ 40‬مريضا من أصل ‪ 44‬مريضا أي نسبة اتفاق ‪.%99‬‬

‫حسب االتفاق على المستوى الحالة المرضية ) بسيط ‪ ،‬متوسط ‪ ،‬شديد ( من خالل تقرير‬
‫الطبيب الضطراب ألحد المستويات الضطراب المذكور و مستويات الضطراب التي‬
‫قاسها الباحث بالمقياس ‪ ،‬تبين إن هناك اتفاق على درجة بسيطة بنسبة ‪ %77‬و المتوسطة‬
‫‪ %80‬و الشديدة ‪.%82‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫صدق مالحظة وثبات المخمن‪:‬‬

‫طبق المقياس أحد الزمالء من الباحثين النفسيين بعد إن درب على استعمال‬
‫المقياس بشكل جيد‪ .‬ومن ثم قابل )‪ (20‬فردا (‪ )10‬اسرة ‪ (5)،‬مرضى مصابين بعدوى‬
‫فيروس العوز المناعي البشري الموجب ‪ HIV‬من مستشفى ابن زهر و بموافقة رسمية من‬
‫وزارة الصحة‪ ،‬و )‪ (5‬مرضى من المراجعين للعيادة النفسية االستشارية للدكتور "طارق‬
‫الكبيسي"‪ ،‬وطبق القياس عليهم بصورة مستقلة )كل على حدا (‪ ،‬وقد اتفق المخمنان على‬
‫تشخيص االضطراب لدى )‪ (19‬من مجموع )‪ (20‬فردا أي بنسبة )‪ ،(%95‬وباستعمال‬
‫معامل ارتباط بيرسون بين درجات األفراد في التطبيقين )التي وضعها كل من المخمنين (‬
‫وتبين أن معامل االرتباط قد بلغ )‪ (0.82‬و هو دال عند المستوى داللة )‪.(0.05‬‬

‫الثبات ‪:Reliability‬‬

‫وقد استخرج ثبات المقياس بطريقة إعادة االختبار )‪.(Test-Retest Method‬‬

‫ولغرض استخراجه بهذه الطريقة أعيد تطبيق المقياس على )‪ (60‬فردا من أفراد عينة‬
‫البحث بعد )‪ 14-10‬يوم( من التطبيق األول لسهولة تعرفهم وكي ال تمر مدة طويلة على‬
‫تطبيقهم األول للمقياس‪ ،‬إذ تبين أن إعادة تطبيق المقياس لتعرف ثباته يجب أال تتجاوز‬
‫أسبوعين من تطبيقه األول‪.‬‬

‫وحسب الثبات ل )‪ (60‬فردا‪ ) :‬أسيرا عائدا إلى الوطن بعد أسبوعين من وصولهم إلى‬
‫الوطن‪ ،‬و ‪ 10‬أفراد مصابين بعدوة فيروس العوز المناعي البشري الموجب ‪)HIV‬‬
‫لالختبار األول و أعيد االختبار بعد )‪ 14-10‬يوم) من التطبيق األولي‪ ،‬بعد التأكد من‬
‫أنهم لم يشعروا بتغيير ملحوظ في مشاعرهم خالل األسبوعين األخيرين و أنهم لم يراجعوا‬
‫أي طيب خاللها( الكبيسي ‪.)1998‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ : PROTOCOL EMDR 3.3.2‬لهذه التقنية منهجا ببروتوكول له ثمان خطوات‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬المراحل الثمانية للبروتوكول العالجي ‪ EMDR‬بتصرف الطالبين‬

‫المهام‬ ‫األهداف‬ ‫المرحلة‬


‫‪phase‬‬
‫‪ -‬الحصول على التاريخ النفسي‬ ‫‪ -‬تأسيس تحالف عالجي‬ ‫‪ -1‬تناول‬
‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -‬جمع معلومات فيما يخص التاريخ‬ ‫تاريخ‬
‫‪ -‬التقييم الموضوعي لألعراض‬ ‫النفسي واالجتماعي والطبي للحالة‪.‬‬ ‫المريض‬
‫‪ -‬تحديد األهداف التي ستتم‬ ‫والتخطيط‬
‫إعادة معالجتها‪:‬‬ ‫العالجي‬
‫أ‪ -‬األحداث الماضية المسببة‬
‫لألعراض الحالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المثيرات الحالية‬
‫ج‪ -‬األهداف المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه المريض للتعرف على‬ ‫‪ -‬الحصول على قبول واضح للعالج‪.‬‬ ‫‪ -2‬التهيئة‬
‫الصدمة وعالجها ب ‪.EMDR‬‬ ‫‪ -‬تقديم تدريبات نفسية‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد المريض بشروحات‬ ‫‪ -‬ممارسة ضبط الذات‪.‬‬
‫حول المالحظة الواعية خالل‬ ‫‪ -‬تقوية التحالف العالجي‪.‬‬
‫إعادة المعالجة‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من إن المريض تمت‬
‫مساعدته بطرق ضبط الذات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ -‬استخراج الصورة‪ ،‬االعتقاد‬ ‫‪ -‬بلوغ المظاهر األولية للهدف الملتقى‬ ‫‪ -3‬التقييم‬


‫السلبي الحالي‪ ،‬واالعتقاد‬ ‫من الخطة العالجية وهذا إلعادة‬
‫االيجابي المرغوب‪ ،‬واالنفعال‪،‬‬ ‫معالجته‪.‬‬
‫واإلحساس الجسدي‪.‬‬ ‫‪ -‬الحصول على الدرجات المبدئية‬
‫‪ -‬تسجيل الدرجات الخاصة ب‬ ‫المتعلقة ب ‪VOC‬و‪.SUD‬‬
‫‪VOC‬و‪SUD‬‬
‫‪ -‬إجراء سلسالت منفصلة من‬ ‫‪ -‬إعادة معالجة الخبرة المستهدفة إلى‬ ‫‪ -4‬إزالة‬
‫‪ ،BLS‬وتقييم التغيرات من خالل‬ ‫غاية الوصول إلى الحل التكيفي والذي‬ ‫الحساسية‬
‫تقارير المريض الموجزة‪.‬‬ ‫يستدل عليه بدرجة صفر في ‪.SUD‬‬
‫‪ -‬الرجوع دوريا إلى التجربة‬
‫المستهدفة لتقييم المكاسب وتحديد‬
‫المواد المتبقية‪.‬‬
‫‪ -‬إن اللجوء إلى تدخالت‬
‫إضافية يكون فقط عند حدوث‬
‫كبح تام في إعادة المعالجة‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء سلسالت منفصلة من‬ ‫‪ -‬إعادة معالجة الهدف مع انفتاح على‬ ‫‪ -5‬التركيب‬
‫‪ BLS‬بينما يبقى المريض في‬ ‫إدراج االعتقاد المرغوب‪.‬‬
‫وعيه والهدف يصحب ذلك‬ ‫‪ -‬اإلدماج التام لالعتقاد المرغوب‬
‫االعتقاد االيجابي المرغوب‪.‬‬ ‫ضمن الشبكة الذكروية والذي يستدل‬
‫‪ -‬االستمرار إلى ان يبلغ‬ ‫عليه بدرجة ‪ 7‬في ‪VOC‬‬
‫المريض الدرجة ‪ 7‬في ‪ VOC‬أو‬
‫على االقل‪.6‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ -‬إجراء سلسالت منفصلة من‬ ‫‪ -‬التأكد من إن أي اضطراب متبقى‬ ‫‪ -6‬الفحص‪/‬‬


‫‪ BLS‬بينما يركز المريض على‬ ‫المسح الجسدي مرتبط بهدف قد أعيدت معالجته تماما‪.‬‬
‫إعادة معالجة أي إحساسات‬ ‫‪ -‬السماح للمريض ببلوغ أعلى‬
‫جسدية متبقية إلى أن تتواجد فقط‬ ‫مستويات التركيب‪.‬‬
‫إحساسات محايدة أو ايجابية‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال تقنيات ضبط الذات‬ ‫ضمان استقرار المريض وتحقيق‬ ‫‪ -7‬االختتام‬
‫عند الحاجة لها لضمان استقرار‬ ‫سيرورة عادية في ختم كل جلسة إعادة‬
‫المريض‪.‬‬ ‫المعالجة‪.‬‬
‫‪ -‬تذكير المريض بآثار العالج‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب من المريض أن يحتفظ‬
‫بسجل المالحظات الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية الخطة العالجية كلما‬ ‫‪ -‬التحقق من إن جميع مظاهر‬ ‫‪ -8‬إعادة‬
‫يحتاج إليها ويقوم هذا بناء على‬ ‫)عناصر) الخطة العالجية تم التطرق‬ ‫التقييم‬
‫تقارير المريض‪.‬‬ ‫إليها‬
‫‪ -‬إعادة فحص األهداف للتحقق‬
‫من التأثيرات الثابتة للعالج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ .3‬إجراءات الدراسة‪:‬‬

‫توجهنا للمؤسسة االستشفائية لألمراض العقلية بأوالد منصور التي أنشئت بمقتضى‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142-14‬المؤرخ في ‪ 2014/04/20‬المتمم لقائمة المؤسسات‬
‫االستشفائية المتخصصة الملحقة بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-97‬المؤرخ في‬
‫‪ 1997/12/02‬الذي يحدد قواع د إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة وتنظيمها‬
‫وسيرها‪.‬‬
‫وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‬
‫وتخضع تحت وصاية الوالي‪ ،‬وبمقتضى القرار الوزاري رقم‪ 194‬المؤرخ في ‪ 29‬ماي‬
‫‪ 2014‬المتضمن إنشاء المصالح والوحدات المكونة لها على مستوى المؤسسة االستشفائية‬
‫المتخصصة في طب األمراض العقلية لبلدية أوالد منصور بوالية المسيلة) عن المؤسسة)‪،‬‬
‫تسهيل المهام في الملحق رقم (‪.)04‬‬
‫قصدنا مكتب األخصائي النفساني و الخبير الدولي في عالج النفسي بتقنية ‪EMDR‬‬
‫في المستوى األول وفي القريب العاجل يحصل على المستوى الثاني‪( ،‬الشهادة في الملحق)‬
‫و بعد ترخيص لنا بمزاولة الجانب التطبيقي بإدارة المؤسسة االستشفائية و ذلك ابتداء من‬
‫‪28‬فيفري‪ 2021‬إلى غاية ‪ 26‬ماي ‪ ،2021‬فمن خالل دراستنا االستطالعية التي كانت في‬
‫البداية تتكون من ثالث حاالت تعرضوا للحدث الصدمي و يعانون من اضطراب الضغط‬
‫ما بعد الصدمة بسبب فقدان األهل)أب ‪ ،‬أم ‪ ،‬الجدة ‪ ،‬الوالدين معا ‪ ،‬أب زوج( ‪ ،‬و قد تم‬
‫اختيار طريقة مناسبة لطبيعة الموضوع و منهج دراسة حالة المنفردة وهو بروتوكول ‪A-‬‬
‫‪ B‬وذلك باالعتماد على المقابلة النصف موجهة واستعمال مقياس الصدمة النفسية لدافيدسون‬
‫بهدف تحديد الحالة األكبر درجة في االختبار‪ ،‬وتم اختيار الحالة (س)‪ ،‬تخلو من االمراض‬
‫النفسية والجسدية وال تتناول ادوية ذات التأثيرات النفسية أو العصبية‪ ،‬وسنعرض في جدول‬
‫التالي توضح الدرجات المتحصل عليها في مقياس دافيدسون لثالث حاالت في الدراسة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬يمثل خصائص أفراد العينة في الدراسة االستطالعية ودرجة متحصل‬
‫عليها في مقياس دافيدسون األول‪.‬‬

‫الدرجة‬ ‫سبب‬ ‫سنة‬ ‫المستوى الحالة‬ ‫السن الجنس‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬


‫المتحصل عليها‬
‫الحدث الحدث‬ ‫المدنية‬ ‫الدراسي‬
‫في مقياس‬
‫دافيدسون‬

‫‪45‬‬ ‫متزوجة ‪ 2008‬وفاة الجدة‬ ‫ثانوي‬ ‫أنثى‬ ‫‪45‬‬ ‫سعاد‬ ‫‪01‬‬


‫‪47‬‬ ‫‪ 2011‬وفاة األب‬ ‫عازبة‬ ‫ثانوي‬ ‫أنثى‬ ‫‪43‬‬ ‫فيروز‬ ‫‪02‬‬
‫واألم‬
‫‪49‬‬ ‫‪ 2000‬وفاة األم‬ ‫عازب‬ ‫ابتدائي‬ ‫ذكر‬ ‫‪34‬‬ ‫إسالم‬ ‫‪03‬‬
‫‪ 1.3‬صعوبات إجراءات الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬صعوبة التنقل إلى المؤسسة االستشفائية‪.‬‬


‫‪ ‬صعوبة إيجاد حاالت وضبطها كدراسة أساسية بسبب فيروس كورونا )‪)COVID-19‬‬
‫‪ ‬صعوبة الممارسة‪ :‬تكمن في مدى قدرة المعالج وخبرته للحفاظ على الصحة النفسية‬
‫للحالة‪ ،‬وذلك يشترط ذكاء وجداني لمعرفة متى انتهت معالجة المادة الصدمية المستهدفة‬
‫فعال‪ ،‬ومتى تعب ولم يستطيع المتابعة‪ ،‬واالنتباه لتعابير الوجه ولغة الجسد‪ ،‬فاحتمال أنه‬
‫لم يستكمل معالجتها‪ ،‬ولم يحدث بصورة قطعية لتلك المعلومات وربط شبكة تلك‬
‫الذكريات الصدمية بباقي شبكات ذكريات تكييفية‪ ،‬ومنه فان اعادة تنشيط تلك المواد‬
‫الصدمية الحقا قد يؤدي النتكاسات‪ ،‬و يجب ان يعرف المعالج متى يتدخل وتتوفر فيه‬
‫مهارات الممارسة لمعالجة الصدمات الن ‪ EMDR‬تطبيقها ال يتناسب مع جميع‬
‫الحاالت‪ ،‬حيث يؤدي ايقاظ بعض الذكريات األليمة جدا إلغراق الحالة في انفعاالت‬
‫سلبية يسبب لها كبحا أو هيجان شديد‪ ،‬ما يضطر للمتابعة الطبية لتهدئته‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫‪ .4‬وصف الحالة‪:‬‬

‫الحالة )س( سيدة تبلغ من العمر ‪ 45‬سنة‪ ،‬متزوجة تعيش مع أسرتها المتكونة من‬
‫زوج يفوقها بسنتين و يواصل دراسته الجامعية سنة أولى ماستر تخصص اقتصاد مقاول و‬
‫لها ‪ 4‬أوالد‪ 2،‬إناث و ‪ 2‬ذكور حالتها المادية فوق المتوسط مستواها الدراسي ثانوي ماكثة‬
‫في البيت بمسكنها الخاص في إحدى بلديات بوالية لمسيلة عالقتها االجتماعية مضطربة مع‬
‫أسرتها الصغيرة و أسرتها الكبيرة و المتكونة من أب كان مدرب رياضي متوفى‪ ،‬كانت‬
‫عالقتها به جد مضطربة حسب وصفها و األم ماكثة بالبيت عالقتها بها شبه مضطربة‪،‬‬
‫وهي األخت الكبرى ولها أختين و أخوين وكذلك تربطها بينهم عالقة مذبذبة إال مع األخت‬
‫الصغرى فعالقتها بها تصفها بالجيدة و تعاني الحالة من مزاج قلق‪ ،‬اضطرابات فيزيولوجية‬
‫عديدة مغص في المعدة‪ ،‬القولون العصبي و االختناق و التعرق الشديد و اضطرابات في‬
‫النوم إذ تعرضت لصدمة نفسية اثر سماعها لخبر وفاة الجدة‪ ،‬بينما هي كانت ترقص في‬
‫حفل نجاح ابنة أخ الزوج في شهادة المتوسط‪ ،‬مما سبب لها حزن كبير و ذعر و تأنيب‬
‫الضمير لعدم زيارتها ألكثر من ثالثة أشهر‪ ،‬ذهبت بعدها مباشرة للمستشفى لمساعدة‬
‫الممرضة‪ ،‬أثناء تغسيلها خرجت الممرضة‪ ،‬وبقيت لوحدها فزعت وأحسست بدوار و أغمي‬
‫عليها‪ ،‬و بعد أسبوع من العزاء دخلت الحالة في عزلة تامة واكتئاب لمدة سنة كاملة في‬
‫غرفتها‪ ،‬وبعد ‪ 3‬سنوات مرض أب الزوج‪ ،‬فسارعت بمساعدته واالهتمام به للتخلص من‬
‫تأنيب الضمير اتجاه الجدة لغاية وفاته‪ ،‬وبعد ‪ 6‬أشهر توفي األب بمرض العضال‪ ،‬رؤية‬
‫الكابوس المرعب يتعلق بالجدة اثر عليها‪ ،‬وتوالي رؤية األموات‪ ،‬أدت لظهور أفكار‬
‫اقتحامية حول موتها مبكرا‪ ،‬الشعور بالدوار و الصراخ المفاجئ بدون سبب‪ ،‬الخوف من‬
‫سماع القران الكريم‪ ،‬نوبات ذعر عند سماع خبر وفاة‪ ،‬وأعراض أخرى كالسرعة خفقان‬
‫القلب وعدم انتظام النبض‪ ،‬التعرق‪ ،‬فقدان الشهية التي أدت إلى إصابتها إلى مرض القولون‬
‫العصبي و سبب لها أالم شديدة على مستوى البطن مما جعلها في رحلة طويلة للبحث عن‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‪........................................................‬اإلطار املنهجي للدراسة‬

‫العالج عند ألطباء و المختصين النفسانيين و الرقية الشرعية مع رفض الدواء الطبي بحجة‬
‫انه مخصص لألعصاب و هي تريد المساعدة النفسية للتخلص من األعراض‪.‬‬

‫سنعرض جدول يوضح األحداث الصدمية بالتسلسل مع درجة التعرض وسنة الحدث‬
‫الصدمي للحالة‪ ،‬بحيث قمنا بقياس درجات الصدمات بسلم االنزعاج الذاتي ‪ SUD‬لتقنية‬
‫‪ EMDR‬وذلك ليتوضح لنا كيفية تطبيق البروتوكول العالجي حسب نتائج الدرجات‬
‫المتحصل عليها‪ ،‬كما نالحظ على الجدول درجة مرتفعة عند وفاة الجدة وكذلك الكابوس‬
‫الذي كان المفجر ألعراض اضطراب الضغط ما بعد الصدمة والسبب لطلب العالج‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬يوضح األحداث الصدمية بالتسلسل مع درجة التعرض‪.‬‬

‫سنة الحدث‬ ‫الحدث‬ ‫العمر‬ ‫درجة التعرض‬


‫أوت ‪2008‬‬ ‫وفاة الجدة‬ ‫‪32‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪2011‬‬ ‫أب الزوج‬ ‫‪35‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪2011‬‬ ‫األب‬ ‫‪35‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪2011‬‬ ‫الكابوس‬ ‫‪35‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عرض نتائج الدراسة وسير المقابالت‬

‫‪ .1‬عرض نتائج سير المقابالت‬


‫‪ .2‬مناقشة نتائج الدراسة‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ .1‬عرض نتائج سير المقابالت‪:‬‬

‫قمنا بإجراء مجموعة من المقابالت‪ ،‬سنعرضها في الجدول التالي الذي يوضح تاريخ‬
‫المقابالت ومدتها الزمنية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يوضح الجالسات العيادية بالتسلسل الزمني‬

‫الهدف من المقابلة‬ ‫مدة المقابلة‬ ‫مكان المقابلة‬ ‫تاريخ المقابلة‬ ‫المقابلة‬

‫تعارف وخلق عالقة مع الحالة والحصول على‬


‫‪35‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/03/02‬‬ ‫‪01‬‬
‫معلومات أولية خاصة بها‬

‫جمع معلومات حول تاريخ االجتماعي والنفسي‪.‬‬ ‫‪45‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪02‬‬
‫‪2021/03/09‬‬

‫جمع معلومات حول تاريخ االجتماعي والنفسي‬ ‫‪40‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/03/16‬‬ ‫‪03‬‬

‫تطبيق مقياس الكبيسي الضطراب الضغط ما بعد‬


‫‪45‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/03/23‬‬ ‫‪04‬‬
‫الصدمة‬

‫تكملة تطبيق مقياس الكبيسي‬ ‫‪40‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/03/30‬‬ ‫‪05‬‬

‫الفحص الطبي للتأكد من مدى مالئمة الحالة‬


‫‪30‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/04/06‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪EMDR‬‬

‫تحضير الحالة لتطبيق ‪EMDR‬‬


‫شرح ‪PTSD‬والبروتوكول العالجي‬ ‫‪30‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/04/13‬‬ ‫‪07‬‬

‫‪-‬تطبيق مقياس الصدمة النفسية لدافيدسون‬


‫‪-‬تطبيق ‪EMDR‬‬ ‫‪60‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/04/20‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪-‬تطبيق مقياس دافيدسون‬
‫‪-‬تطبيق مقياس الصدمة النفسية لدافيدسون‪.‬‬
‫‪-‬تطبيق ‪EMDR‬‬ ‫‪60‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/04/27‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪-‬تطبيق مقياس دافيدسون‬

‫تطبيق مقياس دافيدسون‬ ‫‪45‬د‬ ‫مكتب األخصائي النفساني‬ ‫‪2021/05/26‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ 1.1‬شرح الجدول مع عرض النتائج‪:‬‬

‫بعد التعارف مع الحالة كانت الجلستين المواليتين لجمع التاريخ النفسي واالجتماعي‬
‫للحالة وفي الجلسة الرابعة والخامسة طبقنا مقياس الكبيسي وذلك‪:‬‬

‫‪ ‬إلثراء المعلومات حول الحالة‪.‬‬


‫‪ ‬استعماله كأداة تشخيص ل ‪.PTSD‬‬
‫‪ ‬تصنيف الصدمة‪.‬‬
‫‪ ‬تبيين درجة شدة الصدمة )جدول مقياس الكبيسي في المالحق)‪.‬‬

‫وحسب نتائج الجدول تحصلت الحالة على الدرجة الكلية للمقياس (‪ )99‬تأكدنا من أنها تعاني‬
‫من اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪ ،‬نوعها صدمة شديدة من الصنف المزمن حسب الدليل‬
‫االحصائي لالضطرابات النفسية االمريكي الرابع‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع موضوع بحثنا‪.‬‬

‫‪ -‬الجلسة السادسة‪ :‬القيام بالفحص الطبي للتأكد من مدى مالئمة الحالة لتطبيق ‪.EMDR‬‬

‫أ‪ .‬اختبار فحص الهيئة العقلية‪ :‬يسمح لنا الفحص بأداء تحليل من خالل بلوغ التشخيص‬
‫البنيوي للمفحوص كمتغير مستقل‪ ،‬كما يركز هذا الفحص على مالحظة االستجابات السلوكية‬
‫التلقائية اللفظية منها والحركية‪ ،‬بما في ذلك من معلومات حول محيط الفرد عندما يتعلق‬
‫األمر بعرض المفحوص لمشكلته‪ ،‬بحيث يعطي شرحا مزودا بتعاليم للضبط الهيئة العقلية‬
‫وهو يتكون من عنصر االستعداد والسلوك العام‪ ،‬المزاج والعاطفة‪ ،‬محتوى التفكير‪ ،‬القدرة‬
‫العقلية والحكم واالستبصار‪( .‬شهيدةجبار‪ :2016،‬ص‪.)154-153‬‬

‫ب‪ .‬الحاالت التي ال تطبق عليها ‪ :EMDR‬تمنع عن الحاالت التي لديها اضطرابات‬
‫الشخصية الخطير ة مثل الذهان وحاالت االنتحار باإلضافة إلى الذين يعانون من األمراض‬
‫القلبية والنساء الحوامل ومرضى الصرع (‪.)Evelyne Josse ,2013, P2-4‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫الجلسة السابعة‪:‬‬

‫أ‪ .‬شرح أعراض‪ PTSD‬للحالة‪ :‬يقدم المعالج شرحا عاما للصدمة وأثارها وداللة‬
‫‪(Freedman C,Power MJ,ibid,p95).‬‬ ‫األعراض التي يعانيها المريض‬
‫ان الموقف الذي تعرضت له الحالة مع المرأة الكبيرة في السن وأفزعها ودخلت في حالة‬
‫ذعر شديدة جدا وصراخ مع بكاء بدون سبب مفهوم حسبها‪ ،‬اعتمدنا في شرحنا لها نموذج‬
‫المعالجة االنفعالية‪ ،‬ل ‪ FOA‬وزمالئه (‪ ،)Emotional Processing model‬الذي‬
‫طوره ‪ A. BECK‬سنة ‪ ،1976‬لتفسير التغييرات المعرفية السلوكية الناتجة عن الصدمة‬
‫‪.)Jehel L, Lopez G et al, Ibid P206‬‬ ‫(‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫والرسم رقم (‪ :)1‬يوضح نموذج ‪ FOA‬وزمالئه حسب الموقف الذي تعرضت له الحالة‬

‫المصدر‪BRILLON P, Comment aider les victimes souffrant de stress post :‬‬


‫‪.traumatique, Canada, Quebecor, 2004.p63.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ ‬شرح الرسم التوضيحي للنموذج‪:‬‬

‫بناءا على الرسم المدرج أعاله إن الحالة بعد رؤيتها الكابوس وفسرته على أنها ستموت‬
‫في أقرب وقت‪ ،‬مما جعل لديها أعراض إعادة المعايشة وعند اي موقف أو مثير‪ ،‬تتنشط‬
‫بنية الخوف والذعر وتتمثل في‪ :‬امرأة‪ ،‬كبيرة في السن‪ ،‬بيضاء اللون‪ ،‬وحيدة (كما كانت‬
‫وحدها تغسل جدتها المتوفية)‪ ،‬اإلحساس بالذعر الشديد ودوار والصراخ (نفس رد الفعل‬
‫عند سماع خبر وفاة الجدة الذي لم تتقبله وأثناء تغسيلها)‪.‬‬

‫اما التجنبات كذلك مرتبطة بالذكرى الصدمية‪ ،‬فاالستثارة التي تحدث لها في العرس‬
‫(خوف وذعر القتحام فكرة الموت مبكرا )‪ ،‬مرتبط بزمن سماع خبر الوفاة‪ ،‬حيث كانت في‬
‫حفل تخرج يشبه مظاهر وصور العرس‪ ،‬وشعور بالذنب انها كانت ترقص ولم تزرها لمدة‬
‫ثالث اشهر‪ ،‬وسماع القرآن مرتبط بجو العزاء(الموت‪ +‬الكابوس)‪ ،‬وخبر وفاة أي شخص‪،‬‬
‫ينشط فكرة موتها مبكرا حسب تفسيرها للكابوس‪ ،‬فالتعرض لمثيرات تشبه تلك المسجلة في‬
‫البنية ينشط شبكة الروابط البينية بأكملها‪ ،‬مما يفجر اعراض اعادة المعايشة ‪،‬وردود االفعال‬
‫االنفعالية‪ ،‬والفيزيولوجية‪ ،‬والسلوكية المتعلقة بها‪ ،‬حيث تعيش الحالة‪ flash-back‬مزعجة‬
‫مرتبطة بالحدث‪ ،‬الن عنصرا ما (صوت‪ ،‬صورة‪ ،‬مقاطع سمعية) يتعلق بالحدث الصدمي‬
‫قام بإثارة وتنشيط بنية ا لخوف بأكملها‪ ،‬وبالتالي كل العناصر المرتبطة به‪ ،‬تسند كداللة‬
‫خطر الى رابط مثير‪ -‬استجابة‪ ،‬يصبح التجنب هو االمان من الخطر‪.‬‬

‫ب‪ .‬شرح الجانب النظري للعالج ب‪ : EMDR‬كما يشرح الجانب النظري للعالج ب‬
‫‪ EMDR‬وكذا اإلجراءات والتوقعات المعقولة من العالج ( ‪Freedman C, Power MJ,‬‬
‫‪.)ibid,P95‬‬

‫بعد إجراء عدة جلسات‪ ،‬للتعارف ولإللمام بتاريخ الحالة النفسي واالجتماعي وحتى‬
‫الفحص الطبي للتأكد من ومالءمتها لهاته التقنية العالجية‪ ،‬والقيام بالقياسات النفسية‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫(مقياس الكبيسي‪ ،‬دافيدسون) وشرح أعراض ‪ PTSD‬وطريقة ‪ ،EMDR‬أهدافها‬


‫وفوائدها‪.‬‬

‫الجلسة الثامنة‪:‬‬

‫أ‪ .‬مسار تطور الحالة بتقنية ‪:EMDR‬‬

‫‪ .i‬وضعنا خطة عالجية والهدف‪:‬‬


‫‪ .2‬التخلص من أثر الصدمة‬
‫‪ .3‬التخلص من األفكار االقتحامية أنها تموت مبكرا‬
‫‪ .4‬التخلص من جملة األعراض الفيزيولوجية المزعجة (أعراض القلق كسرعة خفقان‬
‫القلب التعرق وغيرها‪ ،‬االختناق واآلالم في المعدة والدوار واآلالم في القولون) وذلك‬
‫بإتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬استحضار الصورة الصدمية المستهدفة‪ :‬صورة الصدمة حدث وفاة الجدة‪ ،‬الكابوس‬
‫والتقاء مع المرأة الكبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬خلق المكان األمن‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد األحاسيس واالنفعاالت‪ :‬اإلغماء‪ ،‬بكاء‪ ،‬ضيق في الصدر‪ ،‬اختناق في رقبة‪،‬‬
‫القلق‪ ،‬دوار‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع حركات األصابع بالعينين دون تحريك الرأس بوتيرة تصاعدية (من بطيئة إلى‬
‫سريعة) من اليمين إلى اليسار‪ ،‬لمدة تقريبية من ‪ 25‬إلى ‪ 30‬حركة ذهابا وإيابا‬
‫والتنفس التفريغي ‪ 3‬مرات مع استرخاء‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم الصورة المستهدفة على سلم االنزعاج ‪ SUD‬من ‪ 0‬إلى ‪ ،10‬بحيث ‪0‬تعني ال‬
‫درجة على السلم و‪ 10‬تعني درجة انزعاج شديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد المعتقد السلبي‪ :‬أنا خائفة‪ ،‬أنا ضعيفة‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم ‪.10=SUD‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ ‬المعتقد االيجابي أنا واثقة في نفسي‪ ،‬أنا في أمان‪.‬‬


‫‪ ‬تقييم المعتقد االيجابي )‪.2=(VOC‬‬
‫‪ ‬اإلحساسات الجسمية المرتبطة بالصدمة‪ :‬االختناق‪ ،‬الضيق واآلالم في المعدة‬
‫والقولون‪.‬‬
‫‪ ‬الطلب‪ :‬اآلن نطلب منك إن تسردي لنا الحدث كما هو دون إن تحكمي عليه باإليجاب‬
‫أو السلب وإن تتبعي حركات العينين من ‪ 25‬إلى ‪ 30‬ذهابا وإيابا‪.‬‬
‫‪ ‬تنفس تفريغي ‪ 3‬مرات‪.‬‬
‫‪ ‬استرخاء‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم االنزعاج الذاتي ‪.8=SUD‬‬
‫‪ ‬فكر في الصورة الصدمية المستهدفة مع التركيز في المعتقد االيجابي وتتبع حركات‬
‫العينين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفس تفريغي ‪ 3‬مرات‪.‬‬
‫‪ ‬استرخاء‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم االنزعاج الذاتي ‪6.=SUD‬‬
‫‪ ‬إعادة التجربة‪.‬‬
‫‪ ‬حركات العينين‬
‫‪ ‬تنفس تفريغي‬
‫‪ ‬تقييم ‪3 =SUD‬‬
‫‪ ‬إعادة التجربة‬
‫‪ ‬حركات العينين‪.‬‬
‫‪ ‬تنفس تفريغي‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم ‪1 =SUD‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ ‬التعليمة‪ :‬عند المعتقد االيجابي‪ :‬أنا واثقة من نفسي‪ ،‬أنا في أمان‪" ،‬شحال راكي"‬
‫حاستها انه حقيقة من ‪ 1‬إلى ‪.7‬‬
‫‪5=VOC ‬‬
‫‪ ‬إعادة التجربة‬
‫‪ ‬حركة العينين‬
‫‪ ‬تنفس تفريغي‬
‫‪ ‬استرخاء‬
‫‪ ‬تقييم ‪6=VOC‬‬
‫‪ ‬الفحص ‪ /‬المسح الجسدي ‪:body scan‬‬
‫‪ ‬تم التخلص من الشعور السلبي‪.‬‬
‫‪ ‬شعور باالرتياح‪.‬‬
‫‪ ‬في نهاية الجلسة قمنا بوضع برنامج تمرينات منزلية ويطلب من الحالة استعمال‬
‫مذكرة للتدوين مواد جديدة قد تظهر في ذاكرتها واستعمال تقنيات التهدئة الحتواء‬
‫القلق أو الهيجان‪ ،‬ونذكر باألهداف الجلسة القادمة‬
‫‪ ‬استعمال مقياس دافيدسون‪ :‬درجة =‪.45‬‬
‫‪ ‬اخذ موعد للجلسة القادمة‪.‬‬

‫الجلسة التاسعة‪:‬‬

‫‪ ‬قمنا بقياس درجة شدة أعراض‪ PTSD‬بمقياس دافيدسون‪ ،‬درجة =‪35‬‬


‫‪ ‬إعادة التقييم التأكيد على المعالجة للهدف السابق‬
‫‪ ‬بناء هدف جديد لمعالجته‬
‫‪ ‬استحضار الصورة الصدمية‬
‫‪ ‬االنفعاالت‪ ،‬الخوف واألعراض الجسمية‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ ‬األفكار محاولة التخلص من األعراض الجسمية المترتبة عن الخوف من الموت‬


‫مبكرا‬
‫‪ ‬تقييم الصورة المستهدفة‬
‫أ‪ .‬المعتقد السلبي‪:‬‬
‫‪ ‬أنا ال أسيطر على نفسي وجسمي‬
‫‪ ‬تقييم على سلم االنزعاج الذاتي )‪8=(SUD‬‬
‫ب‪ .‬المعتقد االيجابي‪:‬‬
‫‪ ‬أنا مسيطرة على نفسي وجسمي‬
‫‪ ‬تقييم المعتقد االيجابي )‪3 =(VOC‬‬
‫‪ ‬اإلحساسات الجسمية المرتبطة بالصدمة المستهدفة‪ :‬الرقبة‪ ،‬الصدر‪ ،‬المعدة والقولون‬
‫‪ ‬التعليمة‪ :‬اآلن نطلب منك أن تسردي لي الحدث كما هو دون أن تحكمي عليه‬
‫باإليجاب أو السلب وأنت تتبعي حركات العينين‬
‫‪ ‬تنفس‪ ،‬استرخاء‪ ،‬تقييم ‪6 =SUD‬‬
‫‪ ‬فكر في الصورة الصدمية مع المعتقد االيجابي‬
‫‪ ‬حركة العينين ‪ 25‬إلى ‪ 30‬حركة ذهابا وإيابا– تنفس تفريغي واسترخاء وتقييم ‪SUD‬‬
‫= ‪ 2‬و‪6 =VOC‬‬
‫‪ ‬إعادة التجربة‪ :‬حركة العينين‪ ،‬تنفس تفريغي‪ ،‬استرخاء‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم ‪ 0 =SUD‬و ‪.7=VOC‬‬
‫‪ ‬الفحص ‪ /‬المسح الجسدي‪: body scan‬‬
‫‪ ‬تم التخلص من القلق والتوتر‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الشعور بأي انزعاج جسدي‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال مقياس دافيدسون‪ :‬درجة = ‪20‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ ‬تفكير الحالة باستعمال استراتيجيات التهدئة وإن معالجة المعلومات قد تستمر ما بين‬
‫الجلسات لذا يجب تدوين ايي جديد يظهر عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد موعد الجلسة القادمة‪.‬‬
‫‪ ‬وتحديد الهدف منها الذي هو إعادة التأكد من النتائج االيجابية المتحصل عليها من‬
‫الجلسات السابقة ان لم تتعطل‪ ،‬وذلك بإعادة قياس درجة شدة أعراض‪ PTSD‬بعد‬
‫تطبيق ‪EMDR‬للمرة األولى والثانية بمقياس دافيدسون‪.‬‬

‫الجلسة العاشرة‪:‬‬

‫في الجلسة العاشرة التي كانت بعد شهر من الجلسات السابقة وذلك بتاريخ ‪26‬‬
‫ماي ‪2021‬‬

‫‪ ‬قمنا باإلصغاء للحالة في وصف المعلومات الجديدة التي مرت بها وتتمثل في رؤية‬
‫حلم في تلك الليلة بالذات‪ EMDR ،‬للمرة الثانية‪ ،‬أن قبرها مضاء ومحاط بمجموعة‬
‫من مصاحف وهكذا انتهى الكابوس العنيف بعد ذلك الحلم‪.‬‬
‫‪ ‬قياس درجة شدة أثر أعراض الصدمة بمقياس دافيدسون‪ ،‬درجة = ‪.9‬‬

‫وسنعرض الجدول العيادي للحالة يوضح أعراض‪ PTSD‬حسب ‪ DSM4‬قبل‬


‫وبعد تطبيق ‪ EMDR‬للمرة األولى والثانية‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫الجدول العيادي رقم (‪ :)6‬للحالة (س) يوضح اعراض (‪ )PTSD‬حسب (‪ )DSM4‬قبلي‬


‫وبعدي لتطبيق (‪)EMDR‬‬

‫بعد تطبيق تقنية‪EMDR‬‬ ‫معايير ‪DSM4‬‬ ‫األعراض قبل تطبيق تقنية ‪EMDR‬‬

‫‪-‬تقبل الموت وذلك بزيارة المقبرة‬ ‫رقم‬ ‫صنف‬ ‫‪-‬عدم توقع الحدث‪ ،‬وعدم تقبل فكرة موت الجدة‪.‬‬
‫ألول مرة منذ وفاة الجدة (أن كان‬ ‫‪1‬‬ ‫أ‬ ‫‪ -‬الشعور بدوار وحالة اغماء في المستشفى أثناء تغسيل الجدة‬
‫قرار فردي وبدون برمجة مسبقة‪.‬‬ ‫وبقائها وحدها عند خروج الممرضة‪.‬‬

‫رحت بالجمعة مع زوجي لزيارة‬ ‫‪1‬‬ ‫د‬ ‫‪-‬الدخول في حالة اكتئاب وعزلة لمدة سنة(صالة ودعاء)‪.‬‬
‫المقبرة وترحمت عليهم كامل‪ ،‬زرت‬ ‫‪2‬‬ ‫د‬ ‫وبعدها نشوف كوابيس ومنقدرش نرقد ثم ثم وزيد نوض على‬
‫قبر أبي وأب زوجي‪ ،‬رحت قبر‬ ‫‪3‬‬ ‫د‬ ‫الثالثة وال الربعة تاع الصباح ومنقدرش نعاود نرقد تعبت‬
‫الجدة وتخيلت روحي وحدي وراني‬ ‫وليت منقدرش نركز ونزعف ثم ثم‪.‬‬
‫تحت التراب دعيت ربي يرحمها)‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة في النشاطات اليومية‬
‫(وليت ناشطة في بيتي نسيق ونفرز‬
‫ونغسل لماعن)‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫رأيت منام (نمت روحي رحت‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬ ‫‪-‬رؤية الجدة في المنام على شكل كابوس مرعب (شفت جدتي‬
‫المقبرة وشفت قبور‪ ،‬وكانت واحد‬ ‫كانت متكئة وعندها طرف لحم‪ .‬حكمت انقطع فيه الى اطراف‬
‫محفوري مخصص ليا دايرين‬ ‫قسمتو زوج قطع وجبت نقطع طرف صغير ماقدرتش‪ ،‬شغل‬
‫مصاحف وفي داخلوا نور‪.....‬‬ ‫الموس حافي بعدها جدتي زعفت مني وليت لميتو‪ ،‬وعطيتولها‬
‫ماخفتش في المنام وثم ما زادش شفت‬ ‫وقلتلها كنت حابة نوجدهولك للشربة قطع صغار بصح كي‬
‫الموتى وال كوابيس‪ ....‬ريحت راح‬ ‫زعفي هاكي لحم نتاعك‪ )....‬بعدها وأنا نتوقع نموت واللحم‬
‫الخوف لكبيرو الرعب‪.‬‬ ‫فسرتو (موتي أنا) وكاش واحد من أهلنا عايشت رعب رعب‬
‫رعب ‪.......‬‬
‫رؤية الموتى ككوابيس (انا نخاف راني نشوف غير في‬
‫الموتى خاصة الجيران نتاع بكري‪ .‬بزاف نشوفهم ‪....‬ونخاف‬
‫نقول قرب موتي‪).‬‬

‫‪-‬أعراض الخوف و الخنقة و الرعب‬ ‫‪-‬مرة خرجت رايحة نشري حكمتني عجوز من كتفي من لور‬
‫مانيش نعاني منهم‪ ،‬بصح نظن الزم‬ ‫باش تسقسيني على بالصة‪ ،‬وليت نعيط ونزهق بزاف تلمو‬
‫نبقى عندي الخوف من الموت وراني‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬ ‫عليا الناس وبداو يسقسوا واش دارتلك قلتلهم والوا بصح‬
‫متقبلة الموت ونسمع اخبار الوفاة‬ ‫فزعت‪ ،‬فقدت السيطرة عيطت حتى فشلت‬
‫عادي ضرك‬ ‫مالحظة‪ :‬هالوس فكرية بأن العجوز هي الجدة التي سوف‬
‫تأخدها للموت‪.‬‬
‫راحو األعراض كامل خاصة القنطة‬ ‫‪4‬‬ ‫ب‬ ‫‪-‬كلما تجيني اخبار بلي راح نموت نحس بالدوخة الفشلة‬
‫والمعدة والت ماتوجعنيش‪ .‬دوخة‬ ‫الخنقة المعدة توجعني ‪ ....‬ونخاف بزاف‬
‫ونفشل برك نحوس يروحو تخلصت‬ ‫‪ -‬كي نسمع خبر وفاة في الراديو ونترعب‬
‫من االقكار والمشاعر واالعراض كي‬ ‫ندوخ فالدار نقول نموت وحدي ضرك‬
‫نسمع خبر وفاة وال عندي عادي قبل‬ ‫‪-‬كل ما يموت واحد من العائلة نقول تجي دالتي نعيش حالة‬
‫كنت تايهة في رعب‪.‬‬ ‫صعيبة بزاف‪ ،‬الخبطة الخنقة‪،‬وألم كبير وغضب‪.‬‬

‫درك درت صورة الجدة في خلفية‬ ‫‪1‬‬ ‫ج‬ ‫تجنب رؤية كل ما يتعلق بالجدة خاصة صورتها‬
‫الهاتف نشوفها دايما‪.‬‬ ‫تجنب سماع القرآن‬
‫‪2‬‬ ‫ج‬ ‫تجنب زيارة المقبرة‬
‫تجنب حضور األعراس‬
‫تجنب سماع أخبار الوفيات‪.‬‬
‫لقولها (سمعت خبر وفاة جدتي وأنا معروضة في حفل نجاح‬
‫أبنة اخ زوجي وكنت نشطح ماصدقتش لما قالي خويا في‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫التلفون‪ ،‬وزاد عندي شهرين مزرتهاش‪ ،‬ضرك كلما نروح‬


‫لعرس يأنبني ضميري‪ ،‬ونخاف نموت فالعرس‪.‬‬

‫‪-‬مرة خرجت مع والدي فوت على محل سمعت القرأن كامل‬


‫أعرض الرعب و الخوف والدوخة جاتني‪...‬مانقدرش نحكم‬
‫‪-‬شاركت في مدرسة قرآنية‪ ،‬نحفظ‬ ‫‪4‬‬ ‫ج‬ ‫في روحي تبهدلت قدام الناس‪.‬‬
‫القرآن في األول غير نبكي كنت‬
‫بعيدة على ربي‪ ،‬بصح ضرك نقرا‬
‫كل أربعاء األحد و االثنين نهار كامل‬
‫إحساس رائع بزاف حسيت حييت من‬
‫جديد‪.‬‬
‫أنا وليت نحب نفسي‪ ،‬وأهتم بالناس‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ج‬ ‫معتقدات سلبية حول الذات واآلخرين‪.‬‬
‫ظلمت روحي وظلمت بنتي ضرك‬ ‫(أنا راك تشوف فيا كبيرة بصح في داخلي صغيرة‪.....‬ملقيتش‬
‫نخليها تقرا على روحها ما نقلقهاش‬ ‫الحنان األم ‪ ،‬كي ماتت الجدة رفضت موتها نهائيا‪....‬كنت‬
‫خالص‪...‬يهمي اال إرضاء اهلل قبل‬ ‫تايهة وسط الزحام‪.‬‬
‫كل شيء‬ ‫نحوس على إرضاء الناس لكانوا يستغلوا فيا أنا فشلت في‬
‫‪-‬ارتحت بعد ما كنت ظايقة‬ ‫كلش‪.‬‬
‫‪-‬القرأن رجني للطريق حابة ندير‬ ‫زاد مرضت وما عرفتش واش مرضي‪ ،‬كل يوم عند األطباء‬
‫الخير فالناس وأي شيء هو احب هلل‬ ‫ما فهمت والوا ‪...‬حزينة‪.‬‬
‫نقدر نديروا قولولي‪.‬‬ ‫خايفة‪ ،‬بكاء‪ ،‬الوحدة‪ ،‬الموت‪ ،‬الموت‪ ،‬الموت‪....‬‬
‫‪ -‬كنت نعاف ناكل ماكلة نتاع الناس‬ ‫كل األطباء قرروا أن أشرب الدواء نتاع األعصاب و القلق‬
‫ضرك في المدرسة القرآنية نأكل‬ ‫لكن رفضت‪)....‬‬
‫معاهم و فرحانة‪ ،‬عرفت بلى كاين‬ ‫كنت حابة بتني تجيب الباك‪ ،‬نشوف صورتي فيها تمنيت تحقق‬
‫الخير وأنا ثاني نشارك فيه‪.‬‬ ‫لي حلمي خذلتني قولتلها كن ما تجيبش الباك ما نسامحكش‬
‫دنيا وأخرة لكن خذلتني ولم أتحمل وكانت هي صدمتي الثانية‬
‫ضاعت حياتي كامل الناس ظنيت بجنبي خذلوني لألسف‬
‫استغلوا طيبتي وقلبي األبيض وعرفتهم على حقيقتهم‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تقصد اسرتها الكبيرة وأهل الزوج والبنت الكبرى‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ -2‬تحليل ومناقشة نتائج الدراسة على ضوء الفرضيات‪:‬‬

‫حسب البروتوكول )‪(A-B‬المستعمل في منهج الدراسة الحالية الشبه التجريبي‬

‫)‪ :(A‬الدرجة الكلية لمقياس دافيدسون دون تدخل عالج نفسي ‪EMDR‬‬

‫)‪ :(B‬هو الدرجة الكلية لمقياس دافيدسون بعد التدخل العالجي النفسي‬

‫والقياس التتبعي سنرمز له بالرمز)‪(C‬‬

‫‪ 1.2‬تحليل ومناقشة نتائج الحالة على ضوء الفرضية االولى‪:‬‬

‫التذكير بنص الفرضية‪:‬‬

‫توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد الصدمة لمقياس دافيدسون‬
‫قبل وبعد تطبيق االول لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح التطبيق القبلي لدى الحالة‬
‫المدروسة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫جدول رقم(‪ )7‬يوضح قياس القبلي والبعدي للتطبيق االول لتقنية ‪EMDR‬‬

‫قياس درجة شدة أعراض ‪ PTSD‬حسب مقياس‬


‫الحكم‬ ‫المجموع‬ ‫دافيدسون للصدمة النفسية‬

‫األعراض‬
‫تجنب الخبرة‬ ‫استعادة الخبرة‬
‫االستثارة‬ ‫قياس قبلي‬
‫الصادمة‬ ‫الصادمة‬
‫وبعدي‬

‫صدمة شديدة‬ ‫‪54‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬ ‫القياس القبلي ‪(A)1‬‬

‫انخفاض في‬
‫درجة الشدة‬ ‫القياس البعدي ‪(B)1‬‬
‫من شديدة الى‬ ‫‪35‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪09‬‬
‫متوسطة‬

‫‪ 1.1.2‬تحليل نتائج الفرضية األولى‪ :‬نالحظ من خالل الجدول انخفاض درجة استعادة‬
‫الخبرة الصادمة بـ ‪ 11‬درجة وهو أكبر فارق بين التطبيق القبلي والبعدي لمقياس‬
‫دافيدسون للصدمة النفسية للتطبيق األول لـتقنية ‪ ،EMDR‬يليه االستثارة حيث انخفضت‬
‫بـ ‪ 5‬درجات ثم تجنب الخبرة الصادمة ب ‪ 3‬درجات‪ ،‬وبما أن كل البنود المكونة‬
‫للمقياس انخفضت‪ ،‬وعليه فالدرجة الكلية انخفضت بفارق ‪ 19‬درجة‪.‬‬

‫وعليه من كل ما سبق فالفرضية االولى محققة أي أن توجد فروق بين درجتي اضطراب‬
‫ضغط ما بعد الصدمة لمقياس دافيدسون قبل وبعد تطبيق االول لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح‬
‫التطبيق القبلي لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪ 2.1.2‬مناقشة النتائج الفرضية االولى‪:‬‬

‫تحققت الفرضية وهذا ما توافق مع دراسة شمتوب )‪ :(Chemtob‬في هذه الدراسة تفوقت‬
‫تقنية ‪ EMDR‬على العالج بطريقة ‪ ،ABA‬وقد أجريت هذه الدراسة على أطفال يعانون‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫من أعراض ضغط ما بعد الصدمة جراء كوارث طبيعية )زالزل ‪ ،‬براكين ‪ (..‬حيث تمت‬
‫المقارنة بين العالجين )‪ (ABA-EMDR‬بعد ‪ 6‬أشهر من انتهاء التكفل ‪.‬‬

‫وكانت نتائج الدراسات جد حسنة لدى فئات التي تلقت العالج ‪ EMDR‬مقارنة بالفئات‬
‫التي تلقت عالجات أخرى مثل العالج السلوكي المعرفي‪ ،‬العالج بالتعرض وغيرها‬

‫‪(Article du prof cyriltarquinio,2002).‬‬

‫‪ 2.2‬تحليل ومناقشة نتائج الحالة على ضوء الفرضية الثانية‪:‬‬

‫التذكير بنص الفرضية‪- :‬توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد الصدمة لمقياس‬
‫دافيدسون قبل وبعد تطبيق الثاني لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح التطبيق القبلي لدى فقدان االهل‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )8‬يوضح قياس القبلي والبعدي للتطبيق الثاني لتقنية ‪EMDR‬‬

‫قياس درجة شدة أعراض ‪ PTSD‬حسب‬


‫الحكم‬ ‫المجموع‬ ‫مقياس دافيدسون للصدمة النفسية‬
‫تجنب‬ ‫استعادة‬ ‫أعراض‬
‫االستثارة‬ ‫الخبرة‬ ‫الخبرة‬ ‫قياس قبلي‬
‫الصادمة‬ ‫الصادمة‬ ‫وبعدي‬
‫انخفاض في‬
‫درجة الشدة‬
‫القياس القبلي ‪(A)2‬‬
‫الى صدمة‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪09‬‬
‫بسيطة‬

‫صدمة‬
‫القياس البعدي ‪(B)2‬‬
‫ضعيفة‬ ‫‪20‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪ .1.2.2‬تحليل نتائج الفرضية الثانية‪ :‬كما الحظنا من خالل الجدول فارق بين التطبيق‬
‫القبلي والبعدي لمقياس دافيدسون للصدمة النفسية للتطبيق الثاني لـتقنية ‪ ،EMDR‬في‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫المجاالت الثالث بدرجات‪ 4 ،‬و‪02‬و‪ 04‬وبما أن كل البنود المكونة للمقياس انخفضت‪،‬‬


‫وعليه فالدرجة الكلية انخفضت بفارق‪ 10‬درجات‪.‬‬

‫وعليه من كل ما سبق فالفرضية الثانية محققة أي أن توجد فروق بين درجتي اضطراب‬
‫ضغط ما بعد الصدمة لمقياس دافيدسون قبل وبعد تطبيق الثاني لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح‬
‫التطبيق القبلي لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪2.2.2‬مناقشة النتائج الفرضية الثانية‪:‬‬

‫تحققت الفرضية وهذا ما توافق مع دراسة ناطق الكبيسي وعلي التميسي (اختبار فعالية‬
‫منهج ابطال التحسس وإعادة معالجة بحركة العين)‪ ،‬لضحايا الصدمات في خفض اعراض‬
‫االضطراب ما بعد الضغوط الصدمية‪ PTSD‬سنة ‪ ،2016‬استعمل الباحث تصميم‬
‫تجريبي ذا االختبار القبلي والبعدي لمقياس الصدمة النفسية الكبيسي‪ ،‬واظهرت نتائج بحثه‬
‫فعالية ‪(EMDR‬ناطق الكبيسي‪ ،2016،‬ص‪.)146‬‬

‫‪ 3.2‬تحليل ومناقشة نتائج الحالة على ضوء الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫‪1.3.2‬تذكير بنص الفرضية‪:‬‬

‫ال توجد فروق بين درجتي اضطراب ضغط ما بعد اضطراب لمقياس‬
‫دافيدسون بعد تطبيق الثانية لـتقنية ‪EMDR‬وبعد شهر من تطبيق التقنية لدى‬
‫الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫جدول رقم (‪ )9‬يوضح قياس بعد تطبيق الثاني لـتقنية ‪ EMDR‬وبعد شهر من تطبيق‬
‫التقنية‪.‬‬

‫قياس درجة شدة أعراض ‪ PTSD‬حسب مقياس‬ ‫درجات‬


‫الحكم‬ ‫المجموع‬ ‫دافيدسون للصدمة النفسية‬ ‫قياس‬
‫بعدي والتتبعي‬
‫صدمة ضعيفة‬ ‫القياس البعدي ‪(B)2‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪05‬‬

‫صدمة ضعيفة‬ ‫القياس التتبعي )‪(C‬‬


‫جدا‬ ‫‪09‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪ .2.3.2‬تحليل نتائج الفرضية الثالثة‪ :‬ونالحظ من خالل الجدول الثالث انخفاض درجة‬
‫استعادة الخبرة الصادمة بـ ‪ 02‬درجة بين التطبيق البعدي لمقياس دافيدسون للصدمة‬
‫النفسية للتطبيق الثاني لـتقنية ‪ EMDR‬لصالح التطبيق التتبعي‪ ،‬أما االستثارة انخفضت‬
‫بـ ‪ 06‬درجات ثم تجنب الخبرة الصادمة ب‪ 3‬درجات‪ ،‬وبما أن كل البنود المكونة‬
‫للمقياس انخفضت‪ ،‬وعليه فالدرجة الكلية انخفضت بفارق ‪ 11‬درجة‪.‬‬

‫وعليه من كل ما سبق ترفض الفرضية الثالثة‪ ،‬ال توجد فروق بين درجتي اضطراب‬
‫ضغط ما بعد اضطراب لمقياس دافيدسون بعد تطبيق الثاني لـتقنية ‪EMDR‬وبعد شهر‬
‫من تطبيق التقنية لدى الحالة المدروسة‪.‬‬

‫‪ .3.3.2‬مناقشة النتائج الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫لم تحقق الفرضية ونستدل ذلك بدراسة إختبار فعالية التقنية بالرنين المغناطيسي‬
‫(‪ (FMRI‬باختصار باإلنجليزية ‪Functional magnietic‬‬ ‫الوظيفي سنة ‪2019‬‬
‫‪ resonance imaging‬تعني نشاط المخ برصد تغيرات المرتبطة بتدفق الدم في المخ‬
‫وتنشيط خاليا العصبية مرتبطان ‪،‬عندما تكون منطقة في المخ قيد االستخدام‪ ،‬يزداد ايضا‬
‫تدفق الدم الى تلك المنطقة قبل وبعد استخدام ‪ EMDR‬لدى حاالت ‪ PTSD‬للتخلص أو‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫تخفيض الخوف ‪ ،‬ل ‪ 36‬مشارك تم اختيارهم بشكل عشوائي‪ ،‬منقسمين لمجموعتين‪ ،‬االولى‬
‫تلقت العالج ب‪،EMDR‬والثانية تلقت العالج السلوكي‪ ،‬واظهرت النتائج انخفاض استجابات‬
‫الخوف للمجموعة األولى مقارنة للمجموعة الثانية‪ ،‬تتضمن تغيرات بحلقة الخوف في‬
‫الدماغ‪ ،‬اللو زة‪ ،‬الحصين االيسر‪ ،‬مجال العين والتلفيف الجبهي األيمن‪ ،‬أدت الى تعلم كيفية‬
‫التخلص من الخوف لدى مرضى ‪ PTSD‬بعد العالج ب‪EMDR‬‬

‫)‪)https://www.tandfonline.com/doi/full/10.‬‬

‫‪ -‬النتيجة العامة‪:‬‬

‫سنعرض االن النتائج على ضوء الفرضيات من جانب األساس النظري وما يتعارض‬
‫ويتوافق مع نتائج بحثنا‪ ،‬ومن جانب الدراسات السابقة عرضنا أوجه التشابه واالختالف في‬
‫النتائج المتحصل عليها مع الحالة ‪ ،‬كما دققنا في مناقشة النتائج من خالل سير المقبالت‬
‫بالجدول العيادي في المعايير التشخيصية ‪ DSM4‬قبل وبعد تطبيق تقنية ‪، EMDR‬‬
‫والمخططات البيانية وكذا المنحنى البياني الذي يوضح فروق في درجة اعراض اضطراب‬
‫‪ PTSD‬حسب مقياس ‪Davidson‬قبل وبعد التطبيق األول والثاني والتتبعي بعد شهر التي‬
‫تأكدنا من مدى صحة فرضيات البحث الجزئية وتحقق الفرضية الكلية‪.‬‬

‫من خالل مالحظتنا في تطبيق التقنية من جانب األساس النظري‪ ،‬لم نفهم ما‬
‫العنصر الفعال في العالج فمكتشفة التقنية شابيرو تقول أن حركات العين هو أساس‬
‫العالج إلى انه يمكن استبداله بالربت على الركب أو المثيرات السمعية‪ ،‬و حركة الفراشة‬
‫لعالج األطفال‪ ،‬ويعني أن فعاليتها ال تكمن في حركة العينين وما لم نعرفه فعليا الجزء‬
‫المسموح في العالج و ما هو تأثيره على الحالة و ميكانيزم تلك الفعلية و هذا يعني حسب‬
‫العديد من الباحثين غياب الصدق التجريبي و يوجد نقص األساس النظري في الحجج‬
‫التجريبية ومن الخطاء تعميم النتائج على العالج برمتها‪ ،‬هذا ما ذهب اليه الكثير من النقاد‬
‫(عتيق نبيلة ‪ ،2013،‬ص‪.)85‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫إن تصحيحات التوازن بين األثر و الكف في الدماغ التي أدعمتها شابيرو و افترضت‬
‫أن المحفزات المؤلمة تحل بهذا التوازن الدقيق ‪ ،‬الذي يؤدي إلى تغيرات مرضية في البنى‬
‫العصبية‪ ،‬بحيث االستثارة تظل كما هي دون ايي تغير على شكل إشارة من الخوف األصلي‪،‬‬
‫فالنظريات المعتمدة في هذه التقنية بعيدة كل البعد عن نتائج التجريبية فقد تم على مر السنين‬
‫إجراء العديد من التعديالت على النظرية األولية ‪ ،‬وهكذا تحسنت الصورة العامة بشكل‬
‫كبير و تم جعل العالج يبدو أكثر جدية للخارج ‪ ،‬و بمرور الوقت أصبح من الصعب جدا‬
‫(سامر جميل رضوان)‬ ‫رؤية أن تقنية ‪ EMDR‬تفتقر بشكل عام إلى الجودة العلمية ‪.‬‬
‫‪)http://mymultiple.me/artikel/emdr.html).‬‬

‫وما توافق مع نتائج الدراسة فإن الصدمات العاطفية للحالة (س) بسبب فقدان الجدة‬
‫و فقدانات أخرى ‪ ،‬كانت سببا في ظهور أعراض ‪ PTSD‬و التي فسرت أسبابها انقطاع‬
‫في االتصال بين فصي الدماغ أي باثولوجيا عصبية ‪ neural patholgie‬حسب بافلوف‬
‫أو تتشكل على شكل عقدة حسب أفكار ‪ vittoz‬وأضاف فيتوز إن االهتزازات الدماغية‬
‫بالتمرينات الجسمية (حركات العينين) تؤدي إلى توازن الجانب النفسي و اعتمدت شابيرو‬
‫على حركات العينين المتناوبة لمساعدة الدماغ على عمل االهتزازات لمعالجة المعلومات‬
‫غير تكيفية و المخزنة بشكلها األصلي و هذا ما الحظناه لدى الحالة تعرضها لصدمة موت‬
‫الجدة أدى إلى ضغوط مستمرة عطلت نموذج إعادة المعالجة و بالتالي تظل هذه المعلومات‬
‫بشكلها الخامد و ال تخضع للمعالجة و أي مثير داخلي أو خارجي يفيضها و يثيروها‪،‬‬

‫تستعمل ‪ EMDR‬على إعادة تنشيط النظام ‪ AIP‬مما يؤدي إلى معالجة المعلومات‬
‫الصدمية والوصول للحل التكيفي‪ ،‬وهذا ما سندرجه في المخطط التالي الذي يوضح عناصر‬
‫‪ EMDR‬في تنشيط المعلومات الصدمية للحالة‪ ،‬ونتبع ذلك بتعليق وتوضيح المخطط حتى‬
‫تتضح الرؤية أكثر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫شكل رقم (‪ :)2‬يوضح تأثير الصدمة على عمل نظام ‪ AIP‬للحالة (س)‪.‬‬

‫خلل في عمل النظام‬


‫تخزين المعلومات الصدمية بطريقة غير‬ ‫صدمة قوية وعنيفة‬
‫تكيفية في شبكة ذكروية معزولة =‬ ‫‪ =AIP‬اختالل في توازن الجهاز‬
‫يصعب استدعاؤها‬ ‫العصبي‬

‫لم تعالج وذلك لعدم تقبل موتها ( اغماء)‬ ‫موت الجدة‬

‫عزلة لمدة سنة كوابيس وتجنبات‬

‫ظهور اعراض (‪)PTSD‬‬

‫كوابيس ‪ ،‬اضطرابات في النوم‪ ،‬عدم القدرة على‬


‫التركيز‪ ،‬هيجان‪ ،‬أفكار اقتحاميه حول الموت‬
‫مبكرا‪ ،‬قلة النشاطات اليومية‪ ،‬عالقات اجتماعية‬
‫مضطربة‪ ،‬والتجنب(هدفه‪ :‬يقلل من الثقل المعرفي‬
‫واالنفعالي للحالة ويقلل من القلق)‬

‫النموذج من اعداد (عتيق نبيلة ‪،2013،‬ص‪.)80‬‬

‫‪ -‬شرح المخطط‪:‬‬

‫حسب هذا المخطط يوضح ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن الوصول إلى الذكريات غير وظيفة مجمدة للحالة (س) خالل مرحلة إزالة الحساسية بحيث‬
‫تركز انتباهها على المواد المستهدفة المحددة في مرحلة التقييم‪.‬‬
‫‪ .2‬إثارة نظام لمعالجة المعلومات الصدمية وتكون أثارتها بحركات العين أو ما يسمى باالنتباه‬
‫الثنائي والذي يترتب عليه انخفاض في سلم االرتباك )‪ (Sud‬لدى الحالة و ساعد في إيجاد‬
‫حل تكيفي على مستوى األحالم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫‪ .3‬إن تحريك المعلومات نحو حل تكيفي حسب شابيرو تتكون من ارتباطات الذكر الصدمية‬
‫المعزولة مع باقي التجمعات الذكروية األخرى وإدماجها ضمن مخطط انفعالي ومعرفي‬
‫ايجابي يساعد على إرساء طفو ذكريات االيجابية المرتبطة بالصدمة وهذا ما الحظناه في‬
‫الحالة عند رؤيتها في الحلم قبرها مضيء ومحيط بالمصاحف‪.‬‬

‫‪ .4‬كما ساعدت تقنية ‪ EMDR‬في التطبيق الثاني انخفاض التوتر العاطفي و االنفعالي مصحوب‬
‫مع الصدمة أو الذكر المؤلمة المخزنة في الدماغ من خالل تركيز على الجانب األيمن في‬
‫الدماغ ( جانب االنفعاالت) بحيث تقوم اللوزتين )‪ (amygdale‬بإرسال رسائل الخطر إلى‬
‫الدماغ مما يجبر العقل على قيام حوار بين فصي الدماغ ‪ ،‬ويتم تغير نظام المعلومات و‬
‫إعادة توازن الجهاز العصبي مما يجعل مستوى التوتر االنفعالي و العاطفي ينخفض لدى‬
‫الحالة كما جعل الذاكرة لديها غير مرتبطة بنفس المحتوى العاطفي التي كانت عليه في السابق‬
‫أي قبل التدخل العالجي أي لم يعد نفس التمثيل المؤلم الذي كان متمركز في دماغ المريضة‬
‫و هذا ما ذهب إليه (‪.)Jocques Roques, 2012, P124‬‬

‫ومما تقدم في نتائج األساس النظري‪ ،‬ترفض الفرضية الصفرية وتقبل الفرضيات‬
‫البديلة‪.‬‬

‫إن أوجه االختالف التي تبينت من خالل الدراسات السابقة‪ ،‬تمثلت في ما هو العنصر‬
‫المسؤول في تغير اثر أعراض ‪ PTSD‬هل هو نتاج توقعات المريض بالتحسن أو االهتمام‪،‬‬
‫االنتباه العالجي أو التعاطف مع الحالة أو فهم ما يعانيه المريض‪ ،‬شرح أسباب معاناته‪ ،‬تفسير‬
‫سبب ظهور ‪ PTSD‬وعالقته بالكوابيس و االضطرابات األخرى أم جملة من العوامل غير‬
‫الخاصة ‪ ،‬وتعني التي تدخل أثناء العالج التجريبي و لها تأثيرات عرضية في العالج و تؤثر‬
‫على صدق النتائج المتحصل عليها هذا ما وجهه الكثير من النقاد اتجاه البروتوكول ‪EMDR‬‬
‫الذي يرتكز على حركات العينين كميكانيزم الوظيفي المؤدي للفعالية العالجية و من جهة‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫أخرى يمكن استبداله بالنقر باألصبع و مثيرات أخر أثبتت إن لها نفس النتائج و إن كان‬
‫العالج برمته هو الفعال فمن الخطاء تعميم النتائج يجب إثباتها بالحجج التجريبية‪.‬‬

‫فقد أطلق الباحث النفسي األمريكي مايكل ‪ Michael j.lambert‬على ‪ EMDR‬تسمية‬


‫(الطقوس الخرافية) ‪ ،‬و يحذر في إحدى دراساته من إن نسبة تبلغ ‪ %81‬من الذين يعانون‬
‫من اضطرابات النوم يظهرون تحسننا عن طريق تناول حبوب السكر (العالج الوهمي)‪ .‬وبما‬
‫أن ‪ EMDR‬ليس لها أساس علمي‪ ،‬فان النجاحات المزعومة يمكن إن تتم نتيجة تأثير الدواء‬
‫الوهمي وهو ما لم يتم التحقق منه ذلك في دراستهم الخاصة واعتبر جيفري لور ‪Jefrey‬‬
‫‪ lohr‬أستاذ في علم النفس في جامعة اركنساس وزمالئه في مقال حول التطور العلمي الزائف‬
‫ل ‪ EMDR‬أن ‪ EMDR‬تنتهك هذا القانون من خالل إدخالها ببساطة نظريات مكملة على‬
‫حساب النتائج التجريبية من اجل أن تأخذ النتائج االمبريقية التي تنفي فعاليتها‪ ،‬بعين االعتبار‪.‬‬
‫ففي األساس تكون تطوير ال‪ EMDR‬من جمل من العديد من النظريات التي ترتدي ال بوسا‬
‫علميا ولكن ال يمكن اختبارها تجريبيا وبسبب التعديالت المستمرة تصطدم النظريات ‪EMDR‬‬
‫باستمرار مع كل حدث تجريبي يمكن تصوره (سامر جميل رضوان الكتاب العربي لعلوم النفسية‪:‬‬
‫العدد‪.)2013 ،29‬‬

‫اما أوجه التشابه مع نتائج بحثنا كثيرة‪ ،‬فمنذ بداية ظهور التقنية العالجية وشابيرو تتعرض‬
‫لإلساءة إلى شخصيتها و تكوينها و التقنية التي قدمتها فالدكتورة فرونسين شابيرو أضافت‬
‫الكثير علميا و إنسانيا لمساعدة المصابين باضطرابات الصدمة النفسية في بداية دراستها‬
‫لل‪ EMDR‬أجرت ب حثا علميا على حركات العين لزمالئها في العمل إلثبات نظريتها ثم‬
‫أجرتها على محاربي حرب الفيتنام المصابين بالصدمة النفسية و لقد تكررت األدلة العلمية‬
‫على هذه الفعاليات الدراسات المختلفة ليس فقط دراسات التجريبية العشوائية المضبوطة‬
‫بالشواهد و لكم الدارسات العصبي ة النفسية بما دل على عالقة هذا العالج بما يجري خالل‬
‫مرحلة النوم التي تسمى بمرحلة حركة العين السريعة التي تحدث خاللها األحالم التي وصف‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫فرويد (منذ القرن الماضي) حصول عمل األحالم الذي يعالج الصدمات التي يمر بها اإلنسان‬
‫خالل ‪ 24‬ساعة قبل النوم هذه الفاعلية فيزيولوجية الطبيعية التي حباها اهلل لإلنسان لمعالجة‬
‫الصدمات الصغيرة تتعطل في الصدمات الكبيرة و لذلك فان هذا العالج يعمل على تسهيل‬
‫عملية إعادة المعالجة بالطريقة المشابهة لما يجري خالل النوم من خالل حركات العين أو‬
‫االستثارة الثنائية لتحريك المواد المخزونة كمادة خام غير معالجة من قبل الدماغ تبقى في‬
‫الذاكرة العاطفية و تسهيل نقلها (كما اثبت دراسات تخطيط الدماغ) إلى الذاكرة العقالنية‬
‫المنطقية و هذا ما يحصل في خالل عالج إبطال التحسس بحركات العين و كذلك خالل‬
‫حركات العين السريعة )‪.(Stickgold,2002;p61-75‬‬

‫وهذا ما تأكدنا منه في الجانب التطبيقي العالجي مع الحالة التي أظهرت نتائج ايجابية‬

‫وتتمثل في رؤية حلم في تلك الليلة بالذات بعد تطبيق ‪ EMDR2‬إن قبرها مضاء و محاط‬
‫بمجموعة من مصاحف و هكذا انتهى الكابوس العنيف ن وهو الحل التكيفي خالل النوم الذي‬
‫تحدث عنه ستيك قولد ‪.Stick Gold‬‬

‫وأثبتته في دراسة تجريبية شابيرو في سنة ‪ 1989‬ل ‪ 22‬فرد يعانون من ذكريات صدمية‬
‫وقسموا إلى مجموعتين واحدة للعالج ب ‪ EMDR‬واألخرى عالج الوهمي كانت هناك حالة‬
‫لطبيب نفسي كان يعاني من كوابيس مخيفة بعد العالج ب ‪ EMDR‬رأى حلم في تلك الليلة‬
‫بالذات إن مجموعة الساموراي يطاردونه لتعذيبه‪ ،‬استدار لهم وانحنى بطريقة طقوسية فبادلوه‬
‫االنحناء ورحلوا‪ ،‬وانتهى الكابوس وهناك حالة أخرى مشابهة لنفس الحالة األولى (عتيق نبيلة‬

‫‪ :2013،‬ص‪.)61‬‬

‫من أولى الفرضيات التي طرحتها شابيرو من تفسير ألثار عالج ‪ EMDR‬كانت تتعلق‬
‫باستجابة المفحوص أثناء وصوله إلى الذكرى الصدمية‪ ،‬التي تتضمن تسيير آليا للحاالت‬
‫الفيزيولوجية المنصهرة إلى تشكيالت خاصة بالحالة وإضافة حركات العينين يمكن إن تؤدي‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫إلى تشكل أخر للحالة الفيزيولوجية واستجابات تعارض التداعيات السابقة‪ .‬وهذا يمكن بدوره‬
‫إن يسبب خالل في توازن مجموع االستجابات الفيزيولوجية المعتادة والمستثارة من طرف‬
‫الذكر الصدمية‪ .‬هذا الخالل في التوازن المولد من طرف هذا التشكل المزدوج والمتزامن‬
‫يمكن إن يسمح للمعالجة بالعمل مرة جديدة ويسمى (استجابة التوجه( ‪.‬‬

‫ويعتبر عامل ضروري إلعادة عامل المعالجة‪ ،‬فهي عبارة عن استجابة طبيعية الهتمام‬
‫االنتباه الذي تظهر عندما يوجه هذا األخير نحو منبهات جديدة‪ ،‬وهناك ‪ 3‬نماذج مختلفة لتنظير‬
‫دور استجابة التوجه وهي معالجة للمعلومة‪ ،‬عصبية فيزيولوجية وسلوكية معرفية‪ ،‬ويرى انه‬
‫يمكن إتمام هذا األخير باستجابة بسيطة للتوجه أين نجد إن نقطة االنتباه المستثارة من طرف‬
‫حركات العينين تخل بتوازن شبكة التداعيات بطريقة يمكن إن يحدث فيها تعلم‪ .‬وعلى قاعدة‬
‫االستكشافات الحالية في علم األعصاب البيولوجي‪ ،‬قام ستيك قولد ‪ )1999‬بتوسيع نظرياته)‬
‫بطريقة مستقلة بتفسير أثار تنبيه الثنائي الذي يجبر المفحوص على تطوير دائم النتباهه‬
‫بالنظر إلى الخط الوسطي من جسمه‪ ،‬لهذا طرح فرضية إن استجابة التوجه تنتج مكيانيزمات‬
‫عصبية بيولوجية مشابهة لتلك الموجودة في حالة النوم الفارقي الذي يسهل تنشيط الذكريات‬
‫الحلقية وادمجاها في الذاكرة الداللية القشرية‪.‬‬

‫من اآلثار التنبيه الثنائي للحالة (س) سهل تنشيط الذكريات الحلقية وإدماجها في الذاكرة‬
‫الداللية و ذلك من خالل إعادة توازن مثير استجابة و التي تمثلت في أعراض التجنب (سماع‬
‫القران ‪ ،‬أخبار وفاة ايي شخص ‪ ،‬حضور األعراس) كمؤشر للموت حسب ذاكرة الداللية‬
‫أنتج رد عصبي فيزيولوجي تمثل في أعراض الخوف الفيزيولوجية سلوكيا التجنب معرفيا‬
‫إن كل هذه المثيرات داللة خطر و بعد استعمال حركات العينين للحالة كانت النتائج ايجابية‬
‫و اثر ذو فائدة لمهمة استرجاع الذكريات لتوازن الحالة من جديد و هذا ما يتوضح في رسم‬
‫المنحنى البياني في نتائج المقابالت بالمجاالت الثالثة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫منحنى بياني‪ :‬يوضح الفروق في درجة أعراض‪ PTSD‬حسب مقياس دافيدسون قبل وبعد‬
‫تطبيق ‪EMDR‬األول والثاني والتتبعي‪.‬‬
‫درجات القياس)‪(D‬‬

‫بنود مقياس دافيدسون‬

‫المجال االول‬ ‫المجال الثاني‬ ‫المجال الثالث‬

‫منحنى بياني يوضح الفروق في درجة اعراض )‪ (PTSD‬حسب مقياس )‪ (Davidson‬قبل وبعد تطبيق ‪ EMDR‬األول والثاني‬
‫والتتبعي‪.‬‬

‫‪ :A2‬قبل تطبيق تقنية ‪ EMDR‬ثاني مرة‬ ‫‪ A1‬قبل تطبيق تقنية ‪ EMDR‬ألول مرة‬

‫‪ :B2‬بعد تطبيق تقنية ‪EMDR‬ثاني مرة‬ ‫‪ B1‬بعد تطبيق تقنية ‪EMDR‬ألول مرة‬

‫‪ :C‬قياس التتبعي بعد شهر‪.‬‬

‫المجال الثالث‪ :‬االستثارة‬ ‫المجال األول‪ :‬استعادة الخبرة الصادمة المجال الثاني‪ :‬التجنب‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫شرح المنحنى البياني مع نتائج المقابالت على ضوء الفرضيات‪:‬‬

‫‪ -1‬تحليل المنحنى البياني‪:‬‬

‫الحظنا حسب المنحنى البياني الذي يوضح الفروق في درجة شدة أعراض‪PTSD‬‬
‫حسب مقياس ‪ Davidson‬انه في )‪ 54 = (A1‬درجة و )‪ 45 =(B1‬درجة انخفاض واضح‬
‫في المجال األول (استعادة الخبرة الصادمة) و المجال الثالث (االستثارة) أما في المجال‬
‫الثاني ( التجنب)ال يوجد تباين أو فرق‪.‬‬

‫أما البروتوكول الثاني )‪35= (A2‬درجة و )‪ 20=(B2‬درجة نالحظ فروق واضحة‬


‫قليال في النتائج أما التباين الكبير يظهر في الفرق بين القياس البعدي )‪ (B2‬و التتبعي ذلك‬
‫في انخفاض بالمجال األول و الثاني و الثالث و نالحظ ارتفاع في القياس التتبعي البند األول‬
‫و هذا راجع للعوامل المحيطة بالحالة ‪ ،‬والذي تزامن مع امتحان البكالوريا التجريبي البنتها‬
‫الكبرى مما أثر على نفسها و استثارتها كما هو موضح في المجال الثالث في البند رقم‬
‫(‪.)13-12‬‬

‫‪ -2‬االستنتاج‪ :‬على العموم لمسنا فعالية التقنية في التحسن الملحوظ في عالقتها مع‬
‫أسرتها و زوجها و استعادة نشاطاتها اليومية و ذلك بقيام بواجباتها المنزلية و االهتمام‬
‫بأطفالها و رعايتهم أصبح لديها رؤية تفاؤلية للمستقبل ‪ ،‬وتحسن كافي في ساعات النوم بعد‬
‫ما كانت تجد صعوبة في خلود النوم ‪ ،‬و تستيقظ مبكرا جدا و عدم القدرة لمعاودة النوم ‪،‬‬
‫أصبحت أكثر تركيزا مما شجعها للتسجيل في مدرسة قرآنية أما نوبات الهيجان و الغضب‬
‫فالعوامل المحيطة بالحالة أثرت على نفسيتها (وقت االمتحان بكالوريا تجريبي البنتها) كما‬
‫ذكرنا سابقا‪ ،‬و تخلصت من الخوف و االنزعاج بدون سبب (الحدث مع المرأة الكبيرة في‬
‫السن) أما األعراض الجسمية كاالختناق في الرقبة و المغص في المعدة و القولون العصبي‬
‫المصاحبة ل‪ PTSD‬تخلص منها أما القولون فهي تتبع حمية غذائية مما ساعدها في اختفاء‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‪...........................................‬عرض نتائج الدراسة وسري املقابالت‬

‫اآلالم و الشعور بالراحة ‪ ،‬بهذا نستنتج مدى تحسن الحالة بشكل عام بهذه الطريقة في العالج‬
‫النفسي‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم أظهرت نتائج المقابالت‪ ،‬ودرجات مقياس الصدمة النفسية‬
‫لدافيدسون مع نتائج األساس النظري الذي عرضنا فيه تفسيرات النموذجية للحالة‪ ،‬مع‬
‫عرض رسم يوضح ذلك‪ ،‬ونتائج الدراسات السابقة‪ ،‬توضح فعاليتها مقارنة بعالجات االخرى‬
‫ومع نتائج التي توصلنا اليها في بحثنا‪ ،‬وتأكدنا من مدى صحتها في الجانب التطبيقي التي‬
‫أظهرت نتائج إيجابية‪ ،‬اثبتت وجود فروق في انخفاض درجة اضطراب الضغط ما بعد‬
‫الصدمة بين التطبيق األول والثاني لتقنية ‪EMDR‬والقياس التتبعي لدى حاالت فقدان األهل‬
‫ومنه تقبل الفرضية الكلية للبحث‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة‬
‫اخلامتة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تناولت هذه الدراسة اإلجابة عن التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬
‫هل توجد فروق في انخفاض درجة اضطراب الضغط ما بعد الصدمة بين التطبيق‬
‫األول والثاني لتقنية ‪EMDR‬والقياس التتبعي بعد شهر لدى حاالت فقدان االهل؟‬
‫وطبقت الدراسة بمنهج الحالة المنفردة ببروتوكول ) ‪ ،( A-B‬الشبه التجريبي‬
‫بالمؤسسة االستشفائية لألمراض العقلية بأوالد منصور والية المسيلة وذلك ابتداء من ‪28‬‬
‫فيفري ‪ 2021‬الى غاية ‪ 26‬ماي ‪ 2021‬للحالة (س) بعمر ‪ 45‬سنة‪ ،‬بعد رحلة عالجية‬
‫لمدة ‪ 13‬سنة رأت فيها األطباء و المختصين النفسانيين ‪،‬و الرقية الشرعية ‪ ،‬و الطب البديل‬
‫‪ ،‬لكن كل ذلك بدون جدوى ‪ ،‬بحيث لم تشعر بتحسن بل كانت كلما تتعرض لحدث تزيد‬
‫أزمتها النفسية ‪ ،‬وتزيد أعراض الصدمة عليها و تأثر في حياتها و عالقتها االجتماعية و‬
‫خاصة في أسرتها لتخليها عن واجباتها كزوجة وكأم ‪ ،‬لكن بعد خضوعها لبروتوكول‬
‫العالجي ‪ EMDR‬للمرة األولى و الثانية‪ ،‬بقياس قبلي وبعدي تتبعي بعد شهر‪ ،‬وتلخص هدفنا‬
‫األساسي بتحقق السؤال المطروح في دراستنا‪ ،‬وذلك كمكسب علمي أوال وكمكسب عملي‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫ف إن االضطرابات النفسٌية لضغوط ما بعد الصدمة لكثير من الحاالت التي ترتاد على‬
‫مكاتبنا كنفسانيين عياديين ومكاتب المختصين في الطب النفسي والتي في كثير من االحيان‬
‫عجزنا عن اعادة توازنها ‪،‬االعن طريق االدوية والتي ترفض من طرف أغلب الحاالت‬
‫خوفا من االدمان عليها ‪ ,‬أو تحسبا من نظرة المجتمع ولطول وقت الذي تأخذه أنواع‬
‫العالجات االخرى‪ ,‬نظل عاجزين أمام ملل المرضى ونقص التكوينات في مجال الصدمة‬
‫النفسية في الجزائر ‪ ،‬وان الحاجات الفعلية لمجتمعنا تفوق ما هو متوافر فعليا من خدمات‬
‫نظرا للضغوط النفسية التي مرت ويمر بها‪ ،‬وعليه ينصح باعتماد طرق العالج قصيرة‬
‫األمد اكثر فعالية‪ ،‬ولتغطية أكبر عدد ممكن‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اخلامتة‬

‫فإن قوة ‪ EMDR‬في اآلثار والسرعة التًي لوحظ فٌيها عياديا كٌيف ٌتخلص‬
‫المرضى من ثقل مشاعر العار والحزن أو الهٌيجان التًي عاٌشوها للعدٌيد من السنوات‪،‬‬
‫حسب نموذج المعالجة التكيفية الذي تقوم علٌيه عالج ازالة الحساسٌية وإعادة المعالجة‬
‫عن طرٌيق حركات العٌينين ما هًو إال نتاج لتخزٌين فزٌيولوجًي مضطرب للمعلومة (التًي‬
‫تم اكتسابها لحظة التعرض لحدث صادمً) التًي يمكن الوصول إلٌيها وتحوٌيلها دون استخدام‬
‫األدوٌية‪ .‬فالعناصر اإلجرائية لهذا العالج تتضمن مثٌيرات االنتباه المضعف الذي ٌيطلق‬
‫حالة فزيولوجية تنشط نظام معالجة المعلومات‪ ،‬بمعنى أن التنبٌيه الحسًي يسهل إدماج‬
‫متعدد الن ماذج لنصفً كرة المخ لذكرٌيات الجزئية وبالتالًي عندما تدمج الذكرٌيات فإنها‬
‫تفقد قدرتها على إنتاج ظواهر إعادة المعاٌيشة واالستجابات االنفعالٌية الغيٌر مضبوطة‪.‬‬
‫التغيرات النفسٌية فًي هذه تقنٌية عن طرٌيق حركات العٌينيٌن قائم على تسهٌيل‬
‫المعالجة المناسبة للمعلومة وهذا ما ٌيعنًي خلق اتصاالت جدٌيدة أكثر فائدة‪ ،‬و على قاعدة‬
‫التطبيٌق العٌادية لهذه التقنيٌة هناك مظاهر خاصة بهذه المعلومة المخزنة تستخدم كأهداف‬
‫فًي حصة العالج وهًو‪ :‬الصورة‪ ،‬األفكار‪ ،‬االنفعاالت و األحاسٌيس الجسمية المرتبطة‬
‫بالحدث الصدمًي‪ ،‬إلى جانب اإلجراءات المرجعٌية لهذه التقنٌية والتًي تتضمن التعرف‬
‫على شدة االنفعال المستثار عن طريٌق سلم‪ SUD‬ومستوى ‪ VOC‬الذي ٌيقٌيس صدق‬
‫تغيير المعتقدات اإلٌيجابٌية التًي ٌتمنت تحقٌقها‪ .‬وتحضٌير الحالة بطرٌيقة جٌيدة قبل التركٌيز‬
‫على المادة المرضٌية المخزنة العالقة‪ ،‬بحٌيث تبدأ معالجة المادة المستهدفة بطلب من‬
‫الحالة أن ٌتركز على المنبهات المناسبة (حركات العٌينيٌن) وعلى العناصر المكونة للهدف‬
‫(صورة‪ ،‬الفكرة السلبية‪ ،‬االنفعال واإلحساس الجسمي) والمعالجة تتحقق من خالل‬
‫سالسل االستثارة لحركات العٌينٌين المتتالٌية إضافة إلى التبادالت الشفهٌية من الحالة‬
‫لتحدٌيد الهدف المناسب الموالي‪ ،‬وتوضح في االخير تكمن الحالة فًي مٌكانيزم إعادة تنظٌم‬
‫الذاكرة خالل األحالم ‪,‬من خالل تحرك العيٌنيٌن من الٌيمٌين إلى الٌيسار و الجفون المغلقة‪،‬‬
‫حٌيث سمحت النفعاالت المؤلمة بالتعبٌير ثم االختفاء {من كابوس الى رؤية كحل تكيفي}‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اخلامتة‬

‫ومكنت هذه التقنية‪ ،‬في التوجه لالنتباه الداخلي للحالة‪ ،‬الذي يغير كل فزٌيوليوجٌية‬
‫الجسم و ٌيسهل فًي فهم اضطرابات القلق والخوف والوعًي التًي ٌمكن من زيادة‬
‫االستبصار الداخلي بالتداعي الحر ضمن مظاهر المعالجة‪ ،‬والتأمل في هذه التجربة‬
‫مرتبطة مباشرة بوعًي ذاتً فكري لديها‪ ،‬ومعرفة مباشرة حدسٌية لما تم معاٌيشته من‬
‫لحظة الى أخرى‪ ،‬أدى إلى إضعاف االحتفاظ بالتداعٌيات واالنفعاالت المعتادة والنمطٌية‬
‫التًي توقف حلها التكٌيفًي‪ .‬وبالتالًي التداعٌيات التًي كانت من قبل ضعٌيفة ٌتم تدعٌيمها‬
‫وتقوٌيتها و التًي كانت من قبل قوٌية (كفكرة الموت مبكرا‪ ،‬وترتب عليها من دالالت في‬
‫الذاكرة‪ ،‬القرآن والعرس وخبر الوفاة كمثيرات تحفز الفكرة االساسية) كانت في مرحلة‬
‫التركيب‪ ،‬حسب شابيرو‪ 2007‬اذ يقول ‪« )1964( Antrobus‬إن محاولة قطع سلسلة‬
‫من األفكار الغير مرغوب فيها والتي تستثير القلق فإنها تؤدي الى سلسلة من التغيرات‬
‫السريعة في النشاط المعرفي بفضل حركات العينين المتقطعة»‪Shapiro F. . P25.‬‬
‫)‪.(2007‬‬
‫انطالقا من كل ما سبق نقول إن هناك طرٌيقة بسٌيطة لتفسٌيران هذا العالج منع‬
‫الحالة من الهروب وعدم إنتاج التداعٌيات سلبية اخرى بل تغييرها لإليجاب‪ ،‬والتحسن‬
‫الملحوظ في مبادلتها االخرين مشاعرهم وخاصة اسرتها وأصبح لديها رؤية تفاؤلية‬
‫للمستقبل‪.‬‬
‫ان مدى تحسن الحالة بشكل عام بهذه الطريقة من العالج‪ ،‬ولمعرفة داللة الفرق بين‬
‫االختبارين (‪ )54=A‬بدون تدخل عالجي و(‪ )45=B‬بتدخل عالجي للمرة االولى قارنا‬
‫نتائج االختبارين وبين (‪ )35=A‬و(‪ )20=B‬للمرة الثانية‪ ،‬وبين ‪B‬للمرة الثانية والقياس‬
‫التتبعي (‪ ،) 09=C‬قد تبين وجود فروق بانخفاض بين الدرجات للمرة األولى والثنية‬
‫والتتبعي‪ ،‬هذا يثبت صحة فرضية البحث الكلية‪ ،‬ويمكن اإلفادة ببرنامجه في تطبيقه على‬
‫الحاالت التي تعاني من اضطراب الضغط ما بعد الصدمة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬أحداث صدمية في مرحلة المراهقة"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬


‫‪ .2‬ايمان جاب‪ ،)2014(:‬اآلثار النفسية لعمل الحداد لدى المراهق اليتيم‪ ،‬دراسة‬
‫عيادية لثالث حاالت من خالل تطبيق اختباري لرورشاخ وتفهم الموضوع‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬رسالة ماجستير في علم النفس العيادي‬
‫‪ .3‬جبار‪ ،‬شهيدة‪،)2016( ،‬الزمن الذاتي لدى المكتئب الحصري‪ -‬اسهامات الرورشاخ‬
‫و‪ ،TAT‬مقاربة بسيكوديناميكية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة وهران‪ 2‬وجامعة باريس‬
‫ديكارت‬
‫‪ .4‬سي موسى عبد الرحمان ‪ ،‬وزقار‪ ،‬رضوان‪)2002( :‬الصدمة والحداد عند الطفل‬
‫والمراهق‪ :‬نظرية االختبارات االسقاطية‪ ،‬جمعية علم النفس الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ .5‬عتيق نبيلة (‪ ، )2013‬واقع عالج اضطراب ضغط ما بعد الصدمة ‪.‬‬
‫‪ .6‬في التخفيف من حدة الصدمة النفسية‪ ،‬رسالة ماجستير بجامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .7‬كمال وهبي‪ :‬مقدمة في التحليل النفسي‪ ،‬دار الفكر العربي للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‬
‫‪ .8‬مكيري كريم (‪" ،)2007‬أثر التصوارت العائلية على الراشدين الذين عايشوا‬
‫أحداث صدمية في مرحلة المراهقة"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ .9‬مليكة‪ ،‬لويس كامل (‪ ،)2010‬علم النفس االكلينيكي‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفكر‬
‫النابلسي محمد أحمد‪ ،)1991( :‬الصدمة النفسية‪ ،‬علم الحروب والكوارث‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫نادية شرادي‪ 2011 :‬الحداد النفسي ازاء مفهوم الحب األولي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.11‬‬
‫دراسات نفسية وتربوية‪ ،‬ال عدد‪ ،11،2011‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫الناصــر‪ ،‬فهـد عبــد الــرحمن‪ ،)2002(:‬األسرة المأزومة‪:‬‬ ‫‪.12‬‬


‫أبعــاد المعانــاة واليات المواجهــة‪ .‬الثقافــة النفسية المتخصصة‪،‬‬
‫العدد‪ 49‬المجلد‪ ،13‬كانون الثاني‬
‫ناطق فحل جراع الكبيسي‪ ،)1998( :‬بناء مقياس الضطراب ما بعد‬ ‫‪.13‬‬
‫الضغوط الصدمية‪ ،‬كلية االدب‪ ،‬رسالة ماجستير بجامعة المستنصرية غير‬
‫منشورة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫ناطق فحل جراع الكبيسي‪ ،‬علي ناصر التميسي(‪:)2016‬اختبار فعالية منهج‬ ‫‪.14‬‬
‫ابطال التحسس واعادة المعالجة بحركات العين الكتاب االلكتروني لشبكة العلوم‬
‫النفسية العربية العدد‪.2016، 48‬‬
‫نوار‪ ،‬نوارة (‪ )2011‬الصحة النفسية لدى االطفال المصابين بسرطان الدم‬ ‫‪.15‬‬
‫(من ‪ 5‬الى ‪12‬سنة)‪ ،‬رسالة ماجستير بجامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫يحيى موسى‪ ،‬عبد بدر‪ ،)2008 (:‬دور الثقافة في األحالم‪ :‬دراسة‬ ‫‪.16‬‬
‫أنثروبولوجيا األحالم‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪.‬‬
‫يسمينة‪ ،‬ناجي (‪ EMDR)2015‬مساهمة تقنية ‪.)2015( .EMDR‬‬ ‫‪.17‬‬

‫مقاالت‪:‬‬

‫بوسنة عبد الوافي‪" ،2016/12/01 :‬مؤشرات الجلد لدى الراشد المصاب‬ ‫‪.18‬‬

‫ثابت‪ ،‬عبد العزيز‪ )2006(:‬الخبرات النفسية الصادمة وعوامل الخطر‬ ‫‪.19‬‬


‫والحماية‪ ،‬نسخة إلكترونية‪.‬‬

‫حجازي‪ ،‬هاني محمد محمود‪ )2004(:‬الخبرة الصادمة وعالقتها بأعراض‬ ‫‪.20‬‬


‫االضطراب وبعض سمات الشخصية لدى أطفال شهداء انتفاضة األقصى‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير منشورة‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

،‫ االضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية‬،)2006( ‫ محمد حسن‬،‫غانم‬ .21


.‫مكتبة األنجلو المصرية‬

:‫المراجع األجنبية‬

22. Bacqué.M.F. )1997(, Deuil et santé, Odile Jacob.

23. Benharket.I. (2005), Le deuil face à la mort violente d’un proche :


étude des réactions de deuil, )thèse de magister non publier), Université
Mentouri de Constantine.

24. Blanchard.E,B.Hickling.E.J,Taylor.A.E,fomeris,C.A,Loos,
W.R,Jaccard.J, Effects of varying scoring rules of the
ClinicianAdministered PTSD Scale (CAPS) for the diagnosis of post-
traumatic stress disorder in motor vehid accident victims .behaviour
Research and Therapy,1995

25. Cottraux.j(2001) : Les therpies comportementales et cognitives,


2eme édition. Paris, Milan, Barcelone : Masson.

26. FOA EB, KEANE TM et al, Effective treatment for PTSD: Practice
guidelines from the international society for traumatic stress studies, New
York, (2nd ed), Guilford Press,2009, (mai2010).

27. Freud Sigmund, )1969(, la vie sexuelle, traduit de l’allemand par


Denise Berger, jean Laplanche, et collaborateurs, presse universitaire de
France 1ère édition,
28. Gelder M., Weinrich-MW, Hardin-SB, Weinrich-S, Wang- L
(1997): Reactions to stressful experiences, Consise Oxford Text-book of
Psychiatry, chapter 6, pp.85-100.

74
‫قائمة املصادر واملراجع‬

29. Ironson GI et WILLIAMS.J and others, comparison of two


traitements for traumatic stress a community-based study of EMDR and
prolonsed exposure, jouinae of clinical psychotherapy;58, 2002.
30. -JEHEL L, LOPEZ G et al, Psychotraumatologie: Evaluation,
clinique, traitements, Paris, DUNUD. 27

31. Joss, E. (2010). L'EMDR. La Hulpe, La Belgique-

32. MARCELLI D et BRACONNIER A, (1988),Psychopathologie de


l’adolescence,Masson ,Paris

33. Marcus.S and others, controlled study of traitement of ptsd


using EMDR in an HMO setting psychotherapie, ;34, 1997.
34. Michel Hanus :2008, Le deuil après suicide, M Hanus -
Perspectives Psy, 2008 cairn.info
35. Power.k and others, a controlled comparaison of emdr and
processing versus exposure plus cognitive restructuring, in the traitemant
of post-traumatic stress disorder, jounae of clinical psychotherapy, 2002.

36. Shapiro F.(2007) » Manuel d’EMDR, Principes, protocoles,


procédures« traduit de l’American par Valérie Mégevand, révision
scientifique Jacques Roques, Inter Editions p287-474.

37. Shapiro F., Forrest. M (1997) : » Des yeux pour guérir: EMDR La
thérapie pour surmonter l’angoisse, le stress et les traumatismes «
Editeur original : basic books, Editions du Seuil, avril 2005 pour la
traduction française
38. Thabet ،A. (1996). Notes in General Psychiatry ،1th ed. Gaza . pp.
73-78.

75
‫قائمة املصادر واملراجع‬

:‫الرسائل الجامعية‬

39. Article du prof cyril tarquinio, equipe psychologie de la santé,


laboratoire.de.psychologie.clinique.et. cognitive.université.paul verlaine
METZ(France).
40. Carlson.J and others, traitement for combat-related post-traumatic
stress disorder ;11, 1998.
41. Edmond.T ,Rubina,Wambach.k,the effectiveness of EMDR and
electic Therapy ,Res social work prac;14, 2004.
42. FREEDMAN C, POWER MJ, Handbook of evidence- based
psychotherapies: A guide for research and practice, UK, John Wiley &
sons, 2007. (june 2010)
http://books.google.fr/books?id=gslg25mz7emc&pg=100&dq=emdr&lr=&
cd=6 5#v=onepage&q=emdr&f=false
43. Lee.C and others, traitment of post traumatic stressdisorder ,a
comparaison of stress inoculation training with prolonged exposure and
EMDR,2002 ;58.

:‫العناوين االلكترونية‬

44. http://www.arabpsynet.com/Documents/DocRudwanEMD
R.pdf

45. http://mymultiple.me/artikel/emdr.html)

46. https://www.tandfonline.com/doi/full/10.
47. http//www.psychologies.com

76

You might also like