You are on page 1of 10

‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.

org‬‬
‫المقومات األساس‪/‬المرجعية الديداكتيكية المؤطرة لمنهاج مادة التربية على قيم المواطنة‬
‫بالمرحلة اإلعدادية من التعليم الثانوي ـ عبد الرحمان شهبون‬

‫مدخل تمهيدي وإشكالي ‪:‬‬


‫تشكل التربية على قيم املواطنة مكونا أساسيا ضمن البنية املهيكلة للمناهج التعليمية‪ ،‬حيث تراهن عليه جل املنظومات التربوية‬
‫العاملية في أفق العمل على بناء مواطن الغد املشبع بمنظومة القيم املواطناتية املحلية والكونية (املواطنة النشيطة‪/‬املواطنة‬
‫الفاعلة)‪ .‬إنجاح هذا املكون التربوي يتطلب استحضار الفاعلية العملية لتقاطع وتكامل النشاط التربوي لعمل املؤسسات املجتمعية‬
‫(املدرسة – األسرة – اإلعالم – مؤسسات املجتمع املدني‪ )...‬بهدف املساهمة اإليجابية في ترسيخ ونشر املنظومة القيمية املواطناتية‬
‫بين الناشئة املتعلمة من جهة ‪ ،‬كما يتطلب من جهة أخرى استشراف دور الهيئة التدريسية في إدراك وضبط املقومات األساس‬
‫املشكلة ملنهاج مادة التربية على قيم املواطنة‪/‬املرجعية الديداكتيكية للمادة‪ ،‬بهدف تمكين هذه الناشئة من اكتساب منظومة القيم‬
‫املواطناتية‪ ،‬والتشبع بها‪ ،‬وممارستها‪ ،‬واملساهمة في التأثيث لترسيخ ثقافة قيم املواطنة بين أجيال املتعلمات واملتعلمين في أفق تكوين‬
‫مواطنين واعون بأدوارهم املجتمعية‪ ،‬عبر إكسابهم منظومة الكفايات والقيم اإلنسانية السامية التي ترقى بهم إلى مستوى املواطنين‬
‫الفاعلين واألناس النبالء‪...‬‬
‫ما املقومات العامة املؤطرة ملنهاج مادة التربية على قيم املواطنة؟ وإلى أي حد يمكن للتربية على قيم املواطنة من بناء مواطن الغد‬
‫املشبع بقيم املواطنة واملنفتح على القيم الكونية في أفق املساهمة في بناء «املواطنة النشيطة‪/‬الفعالة» واملدرسة املواطنة وتنمية‬
‫املجتمع الحداثي الديمقراطي؟‬

‫المحور األول ‪ :‬في الحديث عن منظومة التربية على القيم من في بعديها البيداغوجي والديداكتيكي‬
‫في ظل األزمة العميقة التي ترخي بظاللها على منظومة القيم املجتمعية‪ ،‬تطرح الحاجة امللحة لدى الجميع من أجل العمل على‬
‫النهضة على التربية على منظومة القيم في صيغتها الشمولية‪ .‬وبحكم تعدد األبعاد املرتبطة باملنظومة القيمية ‪ :‬بين القيم املرتبطة‬
‫بالحق‪ ،‬والقيم املتعلقة بالخير‪ ،‬والقيم املؤثثة للجمال‪ ،‬وتداخلها املعقد مع مكونات الشخصية اإلنسانية في بعدها املو اقفي‬
‫والسلوكي‪ ...‬هذا السياق التربوي الصعب واملركب جعل واضعي البرامج واملناهج يربطون بدقة بين منظومة القيم ومدخل املقاربة‬
‫بالكفايات ‪" :‬شكلت تنمية وتطوير الكفايات (النوعية‪/‬العرضانية)‪ ،‬بجانب التربية على منظومة القيم والتربية على االختيار أهم‬
‫االختيارات األساسية ملراجعة البرامج واملنهاج التربوية‪ .‬ومعلوم أن الجانب القيمي في بناء البرامج واملناهج يطرح مجموعة من‬
‫الصعوبات‪ ،‬سواء في مراحل تخطيط هذه البرامج واملناهج‪ ،‬أو في مراحل تنفيذها وتقويمها‪ ،‬أو تصميم وبناء أدوات لقياس التحصيل‪...‬‬
‫وترجع أسباب هذه الصعوبات إلى طبيعة مفهوم القيمة‪ ،‬الذي تتقاسمه ثالثة أبعاد وهي ‪ :‬الحق والخير والجمال‪ .‬وبذلك يبدو أن هذه‬
‫املفاهيم املجردة يصعب تحديدها بشكل إجرائي‪ ،‬فهو كل ما ينشده الفرد في حياته ويعتبره مثله األعلى‪ ...‬ومعلوم أنه انطالقا من القيم‬
‫تتكون املو اقف والسلوكات‪ .‬وبالتالي فإن القيم واملو اقف املنبثقة عن هذه السلوكات غير منفصلة عن باقي مكونات الشخصية‬
‫كاملكون املعرفي واملكون املهاري‪ ...‬إن ما ينتج عن الفرد من سلوكات يتم نتيجة تفاعل آليات مختلف مجاالت شخصيته‪ ،‬حيث يمتزج في‬
‫هذه السلوكات ما هو معرفي بما هو مهاري وقيمي في اآلن ذاته‪ .‬وهذا ما جعل واضعي االختيارات والتوجهات التربوية العامة ملراجعة‬
‫البرامج في االصالح الجديد يربطون بين الكفايات والقيم‪ . 1»...‬إن هذا السياق التربوي املركب جعل املنطلق األساس لبناء الدرس‬
‫ضمن التربية على قيم املواطنة‪ ،‬يتطلب منظورا شموليا يتأسس على الترابط النسقي واملتناغم بين املدخل البيداغوجي (مدخل‬
‫الكفايات‪/‬التربية على االختيار)‪ ،‬وأساسيات املدخل الديداكتيكي املؤثث ملنهاج مادة التربية على قيم املواطنة (املقومات‬
‫االبستمولوجية‪/‬املرجعية الديداكتيكية املهيكلة ملادة التربية على قيم املواطنة)‪ ،‬والتي تتدرج مكوناتها من املجاالت املعرفية‬
‫واملفاهيمية‪ ،‬إلى دورة التعلم في التربية على قيم املواطنة‪ ،‬ثم الدعامات الوثائقية‪ ،‬والطرق واملقاربات املعتمدة‪ ،‬وأخيرا‬
‫االنتاجات‪/‬التقويم‪...‬‬

‫‪ - 1‬قادري محمد عزالدين( تنسيق)‪،‬األسس االبستمولولجية و املنهجية لتدريس االجتماعيات بالسلك الثانوي التاهيلي ‪:‬الجذع املشترك نموذجا ‪ ،‬مجلة ” دراسات تربوية ” عدد ‪ 2007 /9‬ص ص ‪– 29 - 28 :‬‬
‫‪.30‬‬

‫‪1‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬األصول النظرية المؤطرة لمنهاج مادة التربية على قيم المواطنة‬
‫في سياق استجالء األسس العامة املؤثثة ملنهاج مادة التربية على قيم املواطنة بالتعليم الثانوي اإلعدادي‪ ،‬على مستوى منظومة‬
‫القيم املواطناتية املستهدفة اكتسابها من طرف الناشئة املتعلمة والتشبع بها وممارستها‪ ،‬يواجه الباحث التربوي كثافة العدة‬
‫الوثائقية املؤثثة‪/‬املهيكلة لبنية منهاج املادة‪ ،‬وبترابطاتها وغناها وتعقدها‪ ،‬وبتشعب وعمق مضامين ودالالت محتوى هذه املنظومة‬
‫القيمية – املواطناتية‪ .‬إن القراءة السياقية ملحتوى هذه العدة الوثائقية هدفه األساس هو توضيح مكانة وأهمية وتراتبية مدخل‬
‫التربية على منظومة القيم املواطناتية وموقعها ضمن منهاج مادة التربية على قيم املواطنة‪ ،‬ودورها‪/‬مدى مساهمتها في إكساب وترسيخ‬
‫الناشئة املتعلمة جملة من املبادئ واألسس التي تنبني عليها املنظومة القيمية املواطناتية التي بإمكانها ان تساهم في إنضاج تصورات‬
‫املتعلمين حول الغايات البعيدة "للمنظومة القيمية"‪ ،‬واكسابهم االتجاهات اإليجابية واملو اقف الرشيدة تجاه الذات واملجتمع‬
‫بأبعادها ومقاييسها املختلفة محليا ووطنيا وعامليا‪...‬‬

‫عموما يمكننا التمييز بين مستويين ضمن هذه العدة الوثائقية‪ ،‬من خالل طبيعة صياغتها ملنظومة القيم املواطناتية املؤثثة ملنهاج‬
‫مادة التربية على قيم املواطنة بالتعليم الثانوي اإلعدادي ‪:‬‬

‫*العدة الوثائقية المستحضرة لمنظومة القيم بصفة عامة ‪ :‬تتصدر مقدمة هذه الحزمة الوثائقية ذات املضمون القيمي العام‪ ،‬بدء”‬
‫بمضامين الوثيقة الدستورية لسنة ‪ ،2011‬التي خصصت الباب الثاني للحديث عن الحريات والحقوق األساسية (الفصول ‪– 19‬‬
‫‪ ،)40‬ثم مبادئ امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬مرورا بمحتوى الوثيقة اإلطار‪ ،‬وصوال إلى مضمون الرؤية االستراتيجية لإلصالح‬
‫(‪ )2015-2030‬وبقية املنشورات القيمية الصادرة عن املجلس األعلى للتربية والتكوين‪ .‬فإذا كان امليثاق الوطني للتربية والتكوين كإطار‬
‫عام قد حدد الخطوط العريضة ملدخل التربية على القيم وسياق املراهنة عليه‪ ،‬ضمن القسم األول املتعلق باملبادئ األساسية (املواد‬
‫‪ ،)19 – 1‬من خالل املرتكزات الثابتة والغايات الكبرى للمنظومة التربوية ومختلف حقوق األفراد والجماعات ‪« :‬يهتدي نظام التربية‬
‫والتكوين للمملكة املغربية بمبادئ العقيدة اإلسالمية وقيمها الرامية لتكون املواطن املتصف باالستقامة والصالح‪ ،‬املتسم باالعتدال‬
‫والتسامح‪ ،‬الشغوف بطلب العلم واملعرفة‪ ،‬في أرحب آفاقهما‪ ،‬واملتوقد لالطالع واإلبداع‪ ،‬واملطبوع بروح املبادرة اإليجابية واإلنتاج‬
‫النافع»‪ .2‬فإن الوثيقة اإلطار حاولت إيجاد صيغة للترابط بين منظومة القيم ومدخل املقاربة بالكفايات‪ ،‬من خالل التنصيص على‬
‫منظومة القيم كما تم اإلعالن عنها كمرتكزات ثابتة في امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬واملتمثلة فـي ‪ :‬قيـم العقيدة اإلسالمية‬
‫السمحة‪ ،‬وقيـم الهوية الحضارية ومبادئها األخالقية والثقافية‪ ،‬والقيـم املواطناتيـة‪ ،‬وقيـم حقوق اإلنسان ومبادئها الكونيـة‪ .‬أما في‬
‫مجال مدخل املقاربة بالكفايات‪ ،‬فتم التمييز بين األصناف الثالثة من الكفايات‪ ،‬وهي الكفايات املرتبطة بتنمية الذات‪ ،‬والكفايات‬
‫القابلة لالستثمار في التحول االجتماعي‪ ،‬وأخيرا الكفايات القابلة للتصريف في امليدان االقتصادي واالجتماعي‪ .3...‬في حين خصصت‬
‫وثيقة الرؤية االستراتيجية لإلصالح (‪ )2030-2015‬ضمن الر افعة الثامنة عشرة تحت عنوان ‪" :‬ترسيخ مجتمع املواطنة‬
‫والديمقراطية واملساواة"‪ ،‬للتركيز على التربية على منظومة القيم وحقوق االنسان واملواطنة وفضائل السلوك املدني‪ ،‬باعتبارها خيارا‬
‫استراتيجيا لوظيفة املدرسة املغربية «اعتبارا لكون التربية والتعليم‪ ،‬والتنشئة االجتماعية والتربية على القيم‪ ،‬واإلسهام في الترقي‬
‫االجتماعي‪ ،‬تعد من الوظائف األساسية للمدرسة‪ ،‬ومقوما أساسيا من مقومات املناهج والبرامج التربوية والتكوينية‪ ،‬وأحد مؤشرات‬
‫تقييم جودتها‪ .‬على الرغم من االهتمام الذي أولته املدرسة املغربية للتربية على القيم وحقوق األنسان واملواطنة‪ ،‬استمرت السلوكات‬
‫الالمدنية في االنتشار‪ ،‬كالغش والعنف واإلضرار بالبيئة وبامللك العام داخل املؤسسات التعليمية والتكوينية وفي محيطها‪ ،"...‬من‬
‫خالل عملية األجرأة على املستويات األربعة التالية ‪ :‬املنهاج التربوي‪ ،‬البنيات التربوية واآلليات املؤسساتية‪ ،‬ثم الفاعلين التربويين‪،‬‬
‫وأخيرا عالقة املؤسسة باملحيط‪.4‬‬

‫‪ - 2‬اململكة املغربية‪ ،‬اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين‪ ،1999 ،‬امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬ص ص ‪.13 - 8 -5 :‬‬
‫‪ - 3‬اململكة املغربية‪ ،‬لجنة االختيارات والتوجهات التربوية‪ ،‬الوثيقة اإلطارملراجعة املناهج التربوية وبرامج تكوين األطر‪ ،‬اإلطالع على اإلشكالية املؤطرة ألشغال اللجنة‪ ،‬ص ص ‪.3 – 2 :‬‬
‫‪ - 4‬اململكة املغربية‪ ،‬املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬من أجل مدرسة اإلنصاف والجودة واالرتقاء‪ ،‬رؤية استراتيجية لإلصالح (‪ ،)2030-2015‬منشورات املجلس األعلى للتعليم‪ ،‬ص ص ‪- 55 :‬‬
‫‪.56‬‬

‫‪2‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫وفي األخير البد من اإلشارة السريعة ملحتوى تقرير املجلس األعلى للتربية والتكوين‪ ،‬واملعنون "بالتربية على القيم بمنظومة التربية‬
‫والتكوين"‪ ،‬والذي سجل العديد من الصعوبات التي ما تزال قائمة على مستوى ترسيخ منظومة القيم ومنها ‪" :‬التفاوت بين أهداف‬
‫البرنامج الدراس ي وو اقع املمارسة التربوية في املدرسة‪ ،‬حيث تم اختزالها في مجرد مادة دراسية (مادة التربية على قيم املواطنة)‪ ،‬وناذرا‬
‫ما يتم توظيفها في العالقات الصفية والحياة املدرسية وسلوكات املتعلمين عموما‪ ...‬محدودية نجاعة الطرق التربوية املتعمدة‪ ،‬بسبب‬
‫هيمنة ممارسات تعليمية غير مالئمة ألهداف التربية على القيم ولتنمية القدرات العملية ولتنمية الذات‪ ،‬وال سيما التركيز على شحن‬
‫املتعلمين باملعلومات‪ ،‬و اتسام العالقة البيداغوجية أحيانا بالسلطوية والعنف‪. 5"...‬‬

‫*العدة الوثائقية المستحضرة لمنظومة القيم في التربية على المواطنة بالتعليم الثانوي اإلعدادي ‪ :‬احتراما للخصوصية‬
‫القيمية‪/‬املواطناتية املميزة ملنهاج التربية على قيم املواطنة بالتعليم الثانوي اإلعدادي‪ ،‬عملت مجموع العدة الوثائقية املؤثثة ملنهاج‬
‫املادة على اإلحاطة بمكونات هذه القيم املواطناتية‪ ،‬وفي مقدمتها منطوق الكتاب األبيض في جزئه الثالث‪ ،‬وصوال إلى وثيقة التوجيهات‬
‫التربوية والبرامج الخاصة بتدريس االجتماعيات بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي‪ ،‬و انتهاء بالكتاب املدرس ي ملادة االجتماعيات في‬
‫صيغته التعددية‪...‬‬

‫لقد حاول واضعو الكتاب األبيض في جزئه الثالث‪ ،6‬مقاربة منحى التدقيق والتخصيص ملضمون هذه املنظومة القيمية املواطناتية‪،‬‬
‫من خالل التركيز على تداخل السياقين التربوي واملجتمعي اللذين حتما االنخراط الرسمي في تفعيل "األهداف العامة"‪/‬الغايات الكبرى‬
‫ملنهاج املادة بالتعليم الثانوي «تتوخى التربية على املواطنة تنمية الوعي بالحقوق واملسؤوليات الفردية والجماعية‪ ،‬والتدرب على‬
‫ممارستها‪ ،‬مما يدعم املحددات التي تجعل املدرسة‪ ،‬املرتقبة من خالل اإلصالح‪ ،‬مفتوحة على الحياة‪ ،‬وجذابة لذاتها أي بما توفره‬
‫للتالميذ والتلميذات كل يوم كفضاء لبناء الشخصية‪ ،‬واكتساب االستقاللية‪ ،‬والعيش سوية مع اآلخرين‪ ،‬وممارسة املواطنة»‪.‬‬

‫هذا املنطوق القيمي املواطناتي بصيغته العامة كما تمت صياغته ضمن محتويات الكتاب األبيض في جزئه الثالث‪ ،‬تم تصريفه‬
‫ضمن الهيكلة األساس ملحتوى وثيقة البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي "مادة االجتماعيات"‬
‫والكتاب املدرس ي ملادة االجتماعيات بالتعليم الثانوي اإلعدادي في صيغته التعددية‪...‬‬

‫"التربية على املواطنة هي باألساس تربية على املبادرة واملسؤولية واالستقاللية‪ ،‬تستهدف توعية املتعلم(ة) بالحقوق واملسؤوليات‬
‫الفردية والجماعية والتدرب على ممارستها في املدرسة ومحيطها‪ ،‬أي في املجتمع‪ ...‬وتعتمد عملية اكتساب هذه القيم في املنهاج الحالي‬
‫على دورة تعلم‪ ،‬قوامها املمارسة النشيطة من خالل مبادرات ومشاريع يقوم التالميذ بتخطيطها وتنفيذها‪ ،‬وتقويمها‪ ،‬وليس على‬
‫التلقين‪ ...‬منهاج التربية على قيم املواطنة في املرحلة الثانوية االعدادية مهيكل حول أنشطة يتعين أن تراعي دورة التعلم‪ ،‬عمليا وليس‬
‫نظريا"‪.7‬‬

‫عموما إذا كان املغرب قد عمل على اقتباس التجربة الفرنسية في مجال تدريسية هذا املكون التربوي‪ ،‬حيث تم االنتقال من تدريس‬
‫مادة التربية الوطنية إلى تدريس مادة التربية على قيم املواطنة (من السبعينيات إلى بداية األلفية الثالثة)‪ ،‬وهو االنتقال الذي يعكس‬
‫النقلة النوعية على مستوى الحراك السياس ي واالجتماعي‪ ،‬والتعبيرعن الرغبة في االنخراط في ثقافة الحق والواجب‪ ،‬إضافة إلى الوعي‬
‫بأهمية الحمولة القيمية للمادة‪ ،‬وخلفياتها في بناء املواطن‪ ،‬والغايات العامة البعيدة املرتبطة بتدبير محتوياتها كما توضحه الخطاطة‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ - 5‬املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،2017 ،‬التربية على القيم باملنظومة الوطنية للتربية‪ ،‬ص ‪.9 :‬‬
‫‪ - 6‬اململكة املغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2002 ،‬لجان مراجعة املناهج التربوية للتعليم االبتدائي والثانوي االعدادي والتأهيلي‪ ،‬الكتاب األبيض ج‪ ، 3‬ص ‪.39 :‬‬
‫‪ - 7‬اململكة املغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مديرية املناهج‪ ،2009 ،‬البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الثانوي االعدادي‪ ،‬مادة االجتماعيات‪ ،‬ص ص ‪.20 - 19 :‬‬

‫‪3‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬

‫الخطاطة األولى ‪ :‬غايات التربية على قيم المواطنة‬

‫وعي‬
‫وعي‬
‫التربية على قيم املواطنة‬ ‫الحقوق‬
‫ممارسة‬ ‫املسؤوليات‬
‫ممارسة‬

‫املسؤولية‬
‫الحق‬
‫تنمية الذات والجماعة‬
‫املشاركة املواطنة‬

‫حاال ومستقبال‬

‫المحور الثالث ‪ :‬التربية على قيم المواطنة – محاولة للتعريف‬


‫رغم تعدد التعاريف التي أعطيت ملفهوم التربية على قيم املواطنة‪ ،‬فإن جلها يؤكد على ضرورة االرتقاء من التصور النظري نحو‬
‫املمارسة امليدانية‪/‬الفعل‪ ،‬بهدف العمل على ترسيخ منظومة القيم املواطناتية ضمن سلوكيات الناشئة املتعلمة‪ ،‬واعتبارها خارطة‬
‫قيمية لتأطيرعمل ونشاط املتعلمات واملتعلمين وتنظيمها‪...‬‬

‫"التربية على قيم املواطنة هي ممارسة أو انخراط املواطن‪/‬املتعلم بكيفية إيجابية في أنشطة الحياة املجتمعية وفق مبادئ الحريات‬
‫العامة‪ ،‬وهي جملة األفعال اإليجابية التي تؤدي إلى تدبير االختالف واحترام اآلراء املخالفة‪ ،‬وبالتالي القدرة على التعايش في مجتمع‬
‫حداثي ديمقراطي تعددي منفتح على العالم"‪.8.‬‬

‫"وحيث إن أغلب األنظمة التعليمية الوطنية‪ ،‬تهتم بتبليغ القيم الوطنية (املحلية) املقتصرة على التعلم املحافظ؛ فإن منظورا‬
‫تعلميا جديدا عليه أن يحدد وأن يواجه تلك القيم التي تشكل عوائق لتغيير املجتمع وتطويره‪ .‬يضاف إلى كل هذا‪ ،‬أن موضوع القيم‬
‫معقد‪ ،‬ألن أعدادا متزايدة من الدول تجدد جهودها لحماية كيانها من غزو القيم األجنبية الخارجية‪ ،‬وذلك في الوقت الذي نجد فيه‬
‫دوال أخرى يزداد فيها االتجاه لفحص هذه القيم نفسها ودراستها واالهتمام بها"‪.9‬‬

‫"إن تطور التربية على املواطنة‪ ،‬تطور حسب معنى املواطنة‪ ،‬ففي التصور التقليدي‪ ،‬كان الهدف يتعلق بإنتاج مواطن مخلص‬
‫ومطيع‪ ،‬لكنه بعد ذلك‪ ،‬تم توسيع معنى املواطنة ليشمل مسائل وقضايا أخرى‪ ،‬تتعلق بحقوق الفرد واللغة والعوملة والتعدد الثقافي‬
‫والتعددية السياسية‪ ،‬فأصبح االهتمام منصبا على مفاهيم جديدة‪ ،‬كاإلدماج واحترام التعددية واالختالف ومحاربة اإلقصاء‬

‫‪ - 8‬حسن كشاحي‪" ،2012 ،‬التربية على القيم "‪ ،‬عالم التربية العدد ‪ ،21‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص ‪282 :‬‬
‫‪ - 9‬املهدي املنجرة‪ ،2007 ،‬قيمة القيم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.46 :‬‬

‫‪4‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫والعنصرية‪ .‬وهذه املفاهيم هي املواضيع األساسية في التربية على قيم املواطنة‪ ،‬ويجمع املختصون على أن التربية على قيم املواطنة‬
‫تقوم على ترسيخ بعض الكفايات واالعتقادات واألفعال املتكاملة‪.10"...‬‬

‫"تعبر املواطنة عن االنتماء إلى وطن يتمتع فيه الفرد املواطن بكامل العضوية واألهلية‪ ،‬بحيث يتساوى كافة املواطنين في الحقوق‬
‫املدنية والسياسية واالجتماعية والقانونية‪ ،‬كما يتساوون في الواجبات القانونية واملسؤوليات االجتماعية والوالء التام للوطن‪.‬‬
‫ويترجم السلوك املدني قيم املواطنة واملبادئ األخالقية واالجتماعية واملدنية إلى سلوكات وعالقات وممارسات عملية في الحياة اليومية‬
‫الشخصية واالجتماعية‪.11"...‬‬
‫"يقصد بالتربـية على املواطنة عملية التنشئة االجتماعية التي تستهدف بناء الفرد املتكامل واملتوازن في جوانب شخصيته فكريا‬
‫وروحيا واجتماعيا و إنسانيا‪ ،‬والواعي لحقوقه وامللتزم بواجباته‪ ،‬واملؤمن بحقوق اإلنسان ومبادئ العدالة واملساواة للناس كافة‪،‬‬
‫والقادرعلى اإلنتاج والتنمية واملبادرة املبدعة‪ ،‬واملعتزبانتمائه إلى وطنه"‪.12‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬مقومات منهاج مادة التربية على قيم المواطنة‪/‬المرجعية الديداكتيكية‬
‫إذا كانت التأصيل االبستمولوجي للمرجعية الديداكتيكية ملادتي التاريخ والجغر افيا باملرحلة اإلعدادية من التعليم الثانوي (ثم‬
‫املرحلة التأهيلية)‪ ،‬قد تمت ضبط أساسياتها وفق رصيد األبحاث التربوية الخاصة بالتأطير التربوي للمادتين‪ ...‬فإن أسس املرجعية‬
‫الديداكتيكية الخاصة بمادة التربية على قيم املواطنة ظلت شبه مبهمة أو غامضة‪ .‬وفي سبيل تنوير معاييرها البد من الرجوع إلى وثيقتي‬
‫"الكتاب األبيض" في جزئه الثالث‪ ،13‬وكراسة "البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الثانوي االعدادي‪ ،‬مادة‬
‫االجتماعيات"‪.14‬‬

‫وقد ساهمت محتويات هاتين الوثيقتين معا في تشخيص املحاور الخمس الرئيسة املشكلة للمقومات األساس ملنهاج املادة من خالل‬
‫التدرج من املجاالت املعرفية واملفاهيمية إلى تناغم الدورة الثالثية للتعلم في التربية على قيم املواطنة‪ ،‬ثم الدعامات الوثائقية والطرق‬
‫واملقاربات املعتمدة في تدريسية املادة‪ ،‬وصوال إلى مكون االنتاجات‪/‬التقويم‪.‬‬

‫‪ -1‬المجاالت المعرفية والمفاهيمية ‪:‬‬

‫ترتبط التربية على قيم املواطنة بثالثة مستويات تشكل املجاالت التي تتجسد فيها مختلف مظاهر ترسيخ ثقافة الحق والواجب‬
‫والديمقراطية‪ ،‬هي ‪:‬املستوى البيداغوجي‪ ،‬واملستوى التربوي‪ ،‬واملستوى الثقافي املجتمعي‪.‬‬
‫املستوى البيداغوجي ‪ :‬بتجاوز مستوى مادة دراسية إلى إدراج مفاهيم وقيم التربية على املواطنة في مختلف املواد الحاملة لقيم‬
‫الكرامة واملساواة والحرية واملواطنة‪ ...‬على أساس ترسيخ هذه القيم في سلوك املتعلم )ة ( وفي مو اقفه ؛‬
‫املستوى التربوي ‪ :‬بحيث تتولى كل املؤسسات املهتمة بمجال التربية‪ ،‬من األسرة واملدرسة ووسائل األعالم والجمعيات وغيرها بث‬
‫قيم املواطنة في نفوس الناشئة املتعلمة ؛‬
‫املستوى الثقافي املجتمعي ‪ :‬تنفتح مادة التربية على املواطنة‪ ،‬من خالل امتداداتها على مختلف هيئات املجتمع للمساهمة في‬
‫تنشئة املتعلم ) ة ( على مبادئ ومفاهيم املواطنة وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ - 10‬عالل بن العزمية‪" ،2012 ،‬التربية على القيم"‪ ،‬عالم التربية العدد ‪ ،21‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص ‪212 :‬‬

‫‪ - 11‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬املجزوءات املستعرضة لدعم التكوين من أجل تعلم فعال‪« ،‬التربية على املواطنة والسلوك املدني»‪ ،‬الوحدة املركزية لتكوين األطر‪ ،2012‬ص ‪.11 :‬‬
‫‪ - 12‬محمد يعقوب وآخرون‪ ،2012،‬املواطنة من منظور حقوق االنسان في مناهج التربية الوطنية في األقطارالعربية‪ ،‬عمان ص ‪12 :‬‬
‫‪ - 13‬اململكة املغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2002 ،‬لجان مراجعة املناهج التربوية للتعليم االبتدائي والثانوي االعدادي والتأهيلي‪ ،‬الكتاب األبيض ج‪ ، 3‬ص ص ‪.48-38 :‬‬
‫‪ - 14‬اململكة املغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مديرية املناهج‪ ،2009 ،‬البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بسلك التعليم الثانوي االعدادي‪ ،‬مادة االجتماعيات‪ ،‬ص ص ‪.20 - 19 :‬‬

‫‪5‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬

‫‪ -2‬دورة التعلم في التربية على قيم المواطنة ‪ :‬تتضمن هذه الدورة الثالثية المحطات التالية‬
‫الخطاطة الثانية ‪ :‬دروة التعلم في التربية على قيم المواطنة‬

‫معارف‪/‬مهارات‬

‫االكتشاف‪//‬‬
‫التحسيس‬
‫‪%70‬‬ ‫‪%30‬‬
‫سلوكات‬
‫دورة التعلم في منظومة‬ ‫بناء مواقف‬
‫التربية على قيم المواطنة‬

‫الفعل‪//‬مرحلة التغيير‬ ‫رد الفعل‪ //‬التكفل وااللتزام‬

‫‪ -‬خطوة االكتشاف‪/‬التحسيس (المعارف – المهارات) ‪ :‬تعد هذه الخطوة األولى بمثابة مرحلة تحسيسية‪ ،‬من خاللها يتم تعريف‬
‫املتعلم بشبكة املفاهيم (الحرية‪/‬الديمقراطية‪ ،)...‬أو األحداث (القضاء‪/‬الصحافة‪( ،)...‬أو القضايا (التراث‪/‬البيئة‪ ..)...‬عبر التدرج في‬
‫البحث عن املعطيات وتحليلها ومقارنة وتركيبها انطالق من تعدد املرجعيات املؤثثة للمنظومة القيمية (املرجعية الفكرية اإلسالمية –‬
‫املرجعية الوطنية – املرجعية الكونية‪ .)...‬وتنتهي هذه املرحلة االستكشافية بعمليتي الفهم والتحسيس كأساسين بيداغوجيين لالرتقاء‬
‫نحو مرحلة رد الفعل‪.‬‬

‫‪ -‬خطوة رد الفعل ‪/‬التكفل وااللتزام ‪ :‬وهي مرحلة أساسية لتمكين املتعلمات واملتعلمين من بناء مو اقفهم القيمية‪ ،‬من خالل‬
‫البحث عن الزو ايا‪/‬املسارات املختلفة لتناول املشكلة‪/‬القضية املطروحة‪ ،‬بهدف بناء أجوبة شخصية عن معانيها و أبعادها‪ ...‬في أفق‬
‫تكوين رأي‪ ،‬أو بناء مو اقف‪...‬تمكن املتعلمات واملتعلمين من تعزيز مسار الوعي باألبعاد الحقوقية‪/‬املدنية للمشكلة‪/‬القضية كخطوة‬
‫نحو الفعل‪/‬االلتزام‪...‬‬

‫واملالحظ أن هاتين الخطوتين معا (االستكشاف‪/‬رد الفعل) تمثالن فقط ‪ %30‬من مضمون‪/‬قيمة الدورة التعلمية للتربية على قيم‬
‫املواطنة‪.‬‬

‫‪ -‬خطوة الفعل ‪/‬التغيير (سلوكات ) ‪ :‬وهي الخطوة الحاسمة والعملية حيث تمثل ‪ %70‬من قيمة محتوى هذه الدورة التعلمية‪،‬‬
‫وترتبط‪ ،‬بالعمل على البحث عن املسالك امللموسة من أجل الفعل بشكل إجرائي‪ ،‬من خالل تدريب املتعلمين على إيجاد الحلول‬
‫وتنفيذها فرديا‪/‬جماعيا‪ ،‬ووضع املشاريع و إنجاز األنشطة التربوية تخطيطا وتنفيذا وتقويما‪ ...‬واالرتقاء نحو اإلبداع في مجاالت‬
‫متعددة‪ ،‬والحرص على جعل املتعلم (ة)‪ ،‬على املدى القريب والبعيد مواطنا نشيطا محليا ووطنيا وعامليا‪.‬‬

‫ليس املقصود بالفعل "وضع الئحة للتوصيات لحل مشكل من طرف آخرين"‪ ،‬بل جعل املتعلمين حسب مستواهم‪ ،‬ومهما كان سنهم‪،‬‬
‫يبادرون بأنشطة تربوية ومشاريع يقومون بالتخطيط لها وتنفيذها وتقويمها‪ .‬املهم ليس نوعية األنشطة فحسب‪ ،‬بل املسار‬

‫‪6‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫الفكري‪/‬الوجداني املرتبط بها والذي يتميز بقيمة تكوينية عالية‪ .‬فإبداع املتعلمين وما يختزنونه من طاقات ال حدود لها عندما يتوفر‬
‫التحفيزوالتشجيع واملناخ الداعم‪...‬‬

‫بناء على الغايات املتوخاة من التربية على املواطنة‪ ،‬وعلى التمرس بخطوات دورة التعلم القيمية‪ ،‬ننتظرعند نهاية تطبيق املنهاج بلوغ‬
‫األهداف التالية ‪:‬‬

‫على المستوى الوجداني (رد الفعل‪/‬بناء على المستوى العملي( الفعل )‬ ‫على المستوى المعرفي( االكتشاف)‬
‫المواقف)‬
‫‪ -‬التشبع بقيم املواطنة بشقيها املتمثالن في القيام بأعمال ملموسة ‪ ،‬مهما كانت‬ ‫‪ -‬اكتساب رصيد معرفي ذو طابع وظيفي في‬
‫بسيطة‪ ،‬تعبيرا عن بلوغ الهدف من‬ ‫الحقوق والواجبات ؛‬ ‫مجال املواطنة ؛‬
‫‪ -‬تكوين مو اقف إيجابية تخدم املواطنة التعلم في مجال التربية على املواطنة‪...‬‬ ‫‪ -‬معرفة أساليب وتقنيات وأشكال‬
‫‪ -‬التشبع بروح القوانين واحترامها‬ ‫النشيطة‪...‬‬ ‫التواصل التي تساعد على االشتغال‬
‫والحرص على تطبيقها في الحياة اليومية‬ ‫‪ -‬التمكن من منهجية البحث ؛‬ ‫بطريقة منهجية‪...‬‬
‫‪ -‬اكتساب كيفية التعامل مع املرفق العمومي ؛‬ ‫‪ -‬معرفة أحداث ومفاهيم وعالقات‬
‫‪ -‬بلورة قيم املواطنة ومبادئ حقوق‬ ‫واملحافظة عليه ؛‬ ‫تساعد على تعلم قيم املواطنة وتمكن من‬
‫‪ -‬اكتساب آليات التفكير التي تساعد على اإلنسان وحقوق الطفل في مو اقف‬ ‫التعرف على املؤسسات املحلية والجهوية‬
‫التمييز بين قيم املواطنة وحقوق اإلنسان وسلوكات داخل املحيط املدرس ي‬ ‫والوطنية‪.‬‬
‫وخارجه ؛‬ ‫وحقوق الطفل وما ينافيها‪.‬‬ ‫تكوين وتنمية رصيد ثقافي إيجابي يكرس‬
‫‪ -‬تملك القدرة على التفكير املنظم تصورا ‪ -‬اتخاذ مو اقف وتصرفات وسلوكات‬ ‫قيم املواطنة الفاعلة‪.‬‬
‫وتخطيطا و إنجازا وتوظيف ذلك في خدمة تتماش ى وقيم املواطنة وقيم حقوق‬ ‫معرفة التنظيمات املحلية واإلقليمية‬
‫الطفل واإلنسان ؛‪.‬‬ ‫الذات والجماعة والوط ؛‬ ‫واالجتماعية‬
‫‪ -‬التمكن من أشكال التواصل مع املحيط ‪ -‬احترام املؤسسات املحلية والجهوية‬ ‫معرفة أهم حقوق الطفل وحقوق‬
‫وتوظيفها في التفعيل اإليجابي ملفاهيم والوطنية والعمل على تقويتها باملشاركة‬ ‫اإلنسان‪.‬‬
‫الفعلية واإليجابية‪...‬‬ ‫املواطنة وحقوق اإلنسان‪...‬‬ ‫إدراك العالقة بين فهم حقوق الطفل‬
‫واإلنسان وتطبيقها وتحسين نوعية‬
‫الحياة‪...‬‬

‫‪ -3‬الدعامات الوثائقية ‪:‬‬


‫تقتض ي عملية ترسيخ أسس التربية على قيم املواطنة‪ ،‬العمل على التنويع والتحيين املستمرين ملحتوى العدة الوثائقية من خالل‬
‫استحضارالجوانب التالية ‪:‬‬

‫استحضار مبدأ تنويع الدعامات الوثائقية ‪ :‬النصوص القانونية الوطنية والدولية (الوثيقة الدستورية – القوانين‬
‫الوطنية‪/‬الدولية – االتفاقيات‪ ،)...‬الصور‪ ،‬الخطاطات‪ ...‬وتناغمها مع الذكاءات املتعددة لدى املتعلمين‪ ،‬وتدرج خطوات‬
‫استثمارها املهاري وفق ما هو منصوص عليه ضمن اإلطار املرجعي املنظم لالمتحان املوحد الجهوي لنيل شهادة السلك اإلعدادي‬
‫في مادة االجتماعيات‪( ،‬تعريف املوضوع وتحديد املشكلة املرتبطة به ورصد أبعادها – تفسير املشكلة املطروحة – إبراز كيفية‬
‫تعامل الجهات املعنية مع املشكلة املطروحة – تقديم االقتراحات والحلول املناسبة للمشكلة – تقديم التصورات للبدائل املمكنة‬
‫والبرهنة عليها) ؛‬

‫‪7‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫استدعاء الضيوف (شخصيات من املجتمع املحلي ممن لها وألنشطتها عالقة بموضوعات منهاج املادة‪/‬فاعليين حقوقيين‪ /‬رؤساء‬
‫الجماعات املحلية‪ )...‬؛‬

‫اعتبارالبيئة املحلية مصدرا وفضاء للتعلم من خالل القيام بأعمال وزيارات ميدانية (تنوع املحتوى التراثي‪/‬البيئي‪ )...‬؛‬

‫التفكير باستمرار في امتدادات األنشطة ضمن فضاء الفصل وخارجه ‪ :‬إما من حيث الطابع التراكمي الذي يتيحه منهاج املادة مع‬
‫باقي املواد أو مع األنشطة املوازية‪ ،‬أومن حيث اآلفاق الجديدة التي من خاللها يتم االنفتاح على املحيط املحلي‪...‬‬

‫االشتغال داخل فضاء داعم لقيم املواطنة وفي إطار من العالقات الديمقراطية التشاركية وتنظيم الفصل بشكل يشجع على‬
‫املقاربة التشاركية‪...‬‬

‫‪ -4‬الطرق البيداغوجية والمقاربات المعتمدة ‪:‬‬


‫تمت هيكلة منهاج املادة بناء على األنشطة التعلمية التي يتعين فيها أن تراعي دورة التعلم عمليا وليس نظريا (االكتشاف‪ ،‬رد‬
‫الفعل‪ ،‬الفعل) أي أن املتعلمات واملتعلمون معنيون مباشرة وليسوا متلقين ملعلومات‪ .‬وذلك بالعمل على إثارة تفكير‬
‫التالميذ‪/‬التمثالت والحوارفيما بينهم‪ ،‬والتشجيع الدائم على املبادرة واملشاركة من ثوابت االستراتيجية ؛‬
‫اعتماد الطرق النشيطة وتنويع املقاربات عند معالجة إشكاالت وقضايا املواطنة واعتبار البيئة املحلية فضاء للتعلم من خالل‬
‫القيام بزيارات أو أعمال ميدانية أو استدعاء ضيوف (شخصيات من املجتمع املحلي ممن لها أو ألنشطتها عالقة بموضوعات‬
‫البرنامج) ؛‬
‫الحرص على اإلعداد الجيد والتخطيط املسبق لكل األنشطة املبرمجة مع التتبع واالستثمار البعدي ضمن صيرورة تراكمية بحيث‬
‫توظف مكتسبات التالميذ تدريجيا لبناء تعلمات جديدة‪...‬‬
‫دور املدرس‪/‬املدرسة هو التنشيط‪ ،‬و أفضل بيداغوجيا هي بيداغوجية القدوة (املدرس يفعل ما يقول‪ ،‬إذا كان املدرس يميز بين‬
‫املتعلمات واملتعلمين في املعاملة ال يمكنه تنمية املساواة كموقف وسلوك لدى التالميذ)‬
‫كل التقنيات البيداغوجية صالحة بشرط أن تركز على املتعلم وتتوخى تنمية استقالليته وليس سلبيته‪ ...‬العمل الجماعي‪ ،‬لعب‬
‫األدوار‪/‬املحاكاة‪ ،‬دراسة حاالت‪ ،‬كلها تقنيات تفيد في معالجة املوضوعات املقترحة‪ .‬وهو ما يطرح على املدرسين واملدرسات مسألة‬
‫تنويع املقاربات املتعمدة في معالجة املواضيع القيمية املطروحة ‪:‬‬

‫‪ -‬أبعاد المقاربة المعرفية ‪:‬‬


‫املساهمة الفعالة في بناء الجهازاملفاهيمي ودوره في بناء شخصية املواطن (البعد القانوني للمفاهيم القيمية‪)...‬‬

‫تنمية روح النقد لدى املتعلمين من خالل الوضعيات التعلمية‪ ،‬والتطلع نحو استدماج البعد القيمي‪...‬‬

‫تحديد العالقة القانونية للمواطن بالدولة (الحقوق‪/‬الواجبات‪/‬املسؤوليات)‪...‬‬

‫إدراك فهم العالم الحالي‪...‬‬

‫‪ -‬خلفيات المقاربة التشاركية ‪:‬‬


‫االحتكاك مع الو اقع والعيش املشترك ضمن فضاء املدرسة (األندية التربوية – مجالس املؤسسة‪...)...‬‬

‫«إعداد ديمقراطية الغد يمر عبر الديمقراطية املدرسية‪ ...‬فإن املدرسة لن تكون إال مدرسة ديمقراطية من خالل ممارسة‬
‫الديمقراطية الحقة» (‪)S.Freinet « pour l’école du peuple p:173.‬‬

‫‪ -‬أهداف المقاربة عبر السلوك‪/‬القدوة ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫تمكن الناشئة املتعلمة من اكتساب سلوكات املواطنة الفعالة والنشيطة‪...‬‬

‫التأثيرالخفي الذي يمارسه عالم الكبارعلى التنشئة املجتمعية للصغار‪...‬‬

‫أهمية النماذج امللموسة أمام املتعلم باعتبارها قدوة له ‪ :‬سلوكات وتصرفات املدرس (ة) (الحرية – املساواة – احترام اآلخر –‬
‫الكرامة‪)...‬‬

‫محاولة التو افق بين تناقض بين القيم السامية التي تميز الرسالة التربوية للمؤسسة املدرسية‪ ،‬مع الو اقع املدرس ي (املساواة –‬
‫االختالف‪ ،)...‬أو مع طبيعة الو اقع املجتمعي‪...‬‬

‫‪ -5‬االنتاجات ‪/‬التقويم‬
‫يكتس ي التقويم أساسا طابعا تكوينيا ويستبعد عملية االستظهار‪ ،‬ويتوخى اكساب املتعلمين واملتعلمات القدرة على العمل‬
‫باستقاللية‪...‬‬

‫يتعين على التقويم أن ينصب على أنشطة وأعمال املتعلمين واملتعلمات في تنوعها واملنجزة إما فرديا أو جماعيا‪.‬‬

‫وفي الختام‪ ،‬ال بد من اإلشارة إلى أن نجاح املدرسة في مهمتها التربوية‪/‬العملية هاته رهين بالدور الذي يجب أن يحتله املتعلم‪/‬املواطن‬
‫ضمن املنظومة القيمية املواطناتية ‪:‬‬

‫"إن التربية على املواطنة‪ ،‬بما تنطوي عليه من قيم مشتركة بين كافة أفراد املجتمع‪ ،‬وأخرى خاصة بكل واحد من هؤالء األفراد‪،‬‬
‫يجب أن يكون الطفل في مركز اهتمام كافة املربين من مدرسين وأطر ادرية واألسرة واملجتمع‪ ،‬وذلك اعتبارا لكونه كيان في سيرورة‬
‫تحول وتطور مستمر‪ ،‬و أنه يتوف على رصيد من اإلمكانات تسمح له باكتساب سلوكات جديدة وكفايات مؤهلة‪ ،‬عبر التعلم املر افق‬
‫بالوعي بالذات‪ .‬ما يفيد أن املدرسة كمؤسسة تعلمية مطالبة بأن توفر الظروف املالئمة لكل طفل مغربي‪ ،‬بأن يكتسب هذا الوعي‬
‫األساس وأن تر افقه بواسطة كافة أطرها التربوية‪ ،‬في درب التنشئة االجتماعية والتعلم والتكوين‪ ،‬مع العلم أن هذه املر افقة تتم‬
‫بواسطة مرب متخصص معد لذلك على املستويات التعليمية التالية ‪ :‬التعليم األولى‪ ،‬التعليم االبتدائي‪ ،‬التعليم الثانوي اإلعدادي‪،‬‬
‫التعليم الثانوي التأهيلي"‪. 15‬‬

‫"في هذا الصدد‪ ،‬تكون املدرسة مطالبة أيضا بإعداد جيل من الشباب يتصفون بملكات النقد واملشاركة في بناء مجتمع متماسك‬
‫ومتقدم‪ ،‬يكون منفتحا على اآلخرين‪ ،‬وقابال لالختالفات‪ ،‬علما أن التربية على املواطنة هي أيضا التربية على الديمقراطية والتعددية‬
‫واالنخراط في قضايا املجتمع‪ .‬وال بد من التأكيد هنا على أن مضامين التربية على قيم املواطنة ال ينبغي أن تبقى نظرية‪ ،‬بل يستوجب‬
‫االعتماد على مقاربات بيداغوجية دينامية تفتح املجال أمام كافة التلميذات والتالميذ للمشاركة الفعالة‪ ،‬بمختلف جوانب الحياة‬
‫املدرسية واملؤسسية‪ .‬ومن ثم ينبغي أن تتاح الفرصة لكافة املتعلمين لكي يتمرنوا في وسطهم املدرس ي على القيم والحقوق واملسؤوليات‬
‫وعلى قوانين املشاركة الديمقراطية‪ ،‬وأن يجربوها ويعيشوها في محيطهم كما درسوها في القسم الدراس ي‪.16»...‬‬

‫الئحة بيبليوغرافية‬
‫‪1- François (A),2000,l’éducation à la citoyenneté ,INRP ,Paris.‬‬

‫‪2- Claudine Lello,2002, Education à la citoyenneté ,Paris.‬‬

‫‪ - 15‬محمد فاتحي‪ ،2012 ،‬التربية على املواطنة والسلوك املدني‪ ،‬عالم التربية عدد ‪ ،21‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص ‪623 :‬‬

‫‪ - 16‬محمد فاتحي‪ ،2012 ،‬التربية على املواطنة والسلوك املدني‪ ،‬عالم التربية عدد ‪ ،21‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص ص ‪.625 – 624 :‬‬

‫‪9‬‬
‫أنفاس ـ من اجل الثقافة واإلنسان ـ ‪http://www.anfasse.org‬‬
‫‪3- Chakroune ( M) ,2010, Citoyenneté et lien sociale au Maroc ,Faculté .Rabat.‬‬

‫‪4- René La Borderie ,2006, Ecole et citoyenneté ,A.Colin ;Paris.‬‬

‫‪5- Daniel Bruder ,2002, A la Recherche de l’établissement citoyen, Harmattan ,paris.‬‬

‫‪6- Mamado Bellabaldé, 2008,Démocratie et éducation à la citoyenneté en Afrique ,Harmattan; Paris .‬‬

‫‪7- Marc-André Ethier, Eric Mottet, 2016, Didactique de l’histoire, de la géographie, et de l’éducation à la‬‬
‫‪citoyenneté, De boek, Bruxelle.‬‬

‫التبية والتكوين ‪ ، 2011 ،‬المدرسة المغربية ر‬


‫والتبية عىل القيم يف مجتمع قيد التحول ‪ ،‬العدد ‪ ، 5‬المجلس األعىل للتعليم ‪ ،‬مكتبة المدارس ‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪ -8‬دفاتر ر‬

‫‪ -9‬عبد الجليل أبو المجد‪ ، 2010 ،‬مفهوم المواطنة ف الفكر العرب االسالم ‪ ،‬دار ر‬
‫الشق إفريقيا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التبية‪ ،2012 ،‬ر‬
‫التبية عىل القيم‪ ،‬العدد ‪،21‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬ ‫‪ -10‬عبد الكريم غريب وآخرون‪ ،‬مجلة عالم ر‬

‫‪ -11‬المهدي المنجرة‪ ،2007 ،‬قيمة القيم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الرباط‪.‬‬


‫التبية والوطنية‪ ،1999 ،‬الميثاق الوطن ر‬
‫للتبية والتكوين‪.‬‬ ‫‪ -12‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة ر‬
‫ي‬
‫التبية والوطنية‪ ،2002 ،‬الكتاب األبيض ج‪ ،3‬المناهج ر‬
‫التبوية للسلك اإلعدادي‪,‬‬ ‫‪ -13‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة ر‬

‫التبية الوطنية‪ ،‬مديرية المناهج والحياة لمدرسية‪ ،2009 ،‬التامج والتوجيهات ر‬


‫التبوية الخاصة بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي – مادة‬ ‫‪ -14‬المملكة المغربية وزارة ر‬
‫االجتماعيات‪ ،‬الرباط‪.‬‬

‫(ف رجاب االج – فضاء االج – منار االج – التجديد يف االج ‪ -‬النجاح يف االج ) ‪ +‬دالئل األستاذ‪...‬‬
‫‪ -15‬الكتب المدرسية المقررة ضمن التعليم الثانوي اإلعدادي ي‬
‫‪ -16‬عبد الرحيم الضاقية‪ ،2006 ،‬بناء درس االجتماعيات‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ‪.1‬‬

‫المهن للمدرس بي المرجعيات النظرية والتطبيق‪« ،‬ملف الموارد السوسيو عاطفية» (االتجاهات – القيم‪ -‬المواقف)‪ ،‬ص ص ‪-83 :‬‬
‫ي‬ ‫‪ -17‬التباري النباري‪ ،2016 ،‬كفايات التأهيل‬
‫‪90‬‬
‫ر‬
‫والنش‪.‬‬ ‫‪ -18‬عماد صيام‪ ،2007 ،‬المواطنة‪ ،‬الموسوعة السياسية للشباب ‪ ،4‬الطبعة ‪ ،1‬نهضة مرص للطباعة‬

‫زك الجالد‪ ،2005 ،‬تعلم القيم وتعليمها‪ ،‬دار المستة‪.‬‬


‫‪ -19‬ماجد ي‬
‫العلم‪ ،‬يناير ‪ ،2017‬الرباط‪.‬‬
‫ي‬ ‫التبية عىل القيم بالمنظومة الوطنية ل رلتبية والتكوين والبحث‬
‫للتبية والتكوين والبحث العلم‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫‪ -20‬المملكة المغربية‪ ،‬المجلس األعىل ر‬

‫الوطن لحقوق اإلنسان‪« ،2015 ،‬تعليم المواطنة وحقوق اإلنسان‪ ،‬دليل لشباب المغرب»‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -21‬منشورات اليونسكو بالمغرب والمجلس‬
‫ر‬
‫المشتك‪ ،‬دليل المدرس‪.‬‬ ‫‪ -22‬المجلس الوطن لحقوق اإلنسان‪ ،2009 ،‬ر‬
‫التبية عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬الفهم سبيل للعمل‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫مشتك للمبادئ والمنهجيات‪ ،‬دليل األندية‪.‬‬ ‫‪ -23‬المجلس الوطن لحقوق اإلنسان‪،2015 ،‬دليل ر‬
‫التبية عىل المواطنة وحقوق اإلنسان‪ ،‬فهم‬ ‫ي‬
‫للتبية عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬كلية علوم ر‬
‫التبية‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫واحتام اآلخر‪ ،‬مساهمة ف إعداد خطة ديداكتيكية ر‬
‫ر‬ ‫لمرين‪ ،2007 ،‬تقدير الذات‬ ‫‪ -24‬أمينة‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪10‬‬

You might also like