Professional Documents
Culture Documents
الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك الأسرة على عينات من الشباب الجزائري psychometric properties of family adaptability and cohesion evaluation scales in samples of algerian youth
الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك الأسرة على عينات من الشباب الجزائري psychometric properties of family adaptability and cohesion evaluation scales in samples of algerian youth
الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري
بومعزوزة نسيمة
boumazouza.nassima@gmail.com – أبو القاسم سعد هللا2 جامعة الجزائر
براهيمي شبلي
bchebli@gmail.com - أبو القاسم سعد هللا2 جامعة الجزائر
:ملخص
يعدّ مقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة ألولسون من أشهر أدوات النموذج "الدائري المركب" لدراسة وعالج األسر
هدفت الدراسة الحالية الى تحديد صدق وثبات مقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة ألولسون،وفق العالجات األسرية النسقية
910 على عينة قوامها2016 على البيئة الجزائرية وتم تطبيق النسخة المترجمة إلى اللغة العربية من طرف بومعزوزة في
وأسفرت نتائج،%56.7 ونسبة اإلناث%43.3 بلغت نسبة الذكور،من تالميذ الثانويات وطلبة الجامعات من الجنسين
الدراسة المتعلقة بصدق المقياس عن دالالت اتساق داخلي مرتفع ودال بين البنود وأبعادها وبين األبعاد والدرجة الكلية
وأسفرت النتائج عن ثبات عال ودال من خالل طريقة،للمقياس كما تمتع المقياس بصدق دال فيما يتعلق بالصدق التمييزي
م ّما يشير إلى إمكانية استخدام النسخة العربية لمقياس تقييم تكيّفية، ومقبول بطريقة ألفا كرونباخ وأوميجا،التجزئة النصفية
باإلضافة إلى،وتماسك األسرة باعتبارها ذات خصائص سيكومترية كافية لتقييم التكيّفية األسرية والتماسك األسري
.التوظيف األسري في المجتمع الجزائري
. التماسك األسري؛ التكيّفية األسرية؛ التوظيف األسري؛ الصدق؛ الثبات:الكلمات المفتاحية
Abstract:
The Olson Family Adaptability and Cohesion Evaluation Scale (FACES-III) is considered to
be one of the most popular “circumplex model” tools for studying and treating families based
on systemic family therapies. The aim of this current study is to determine the validity and the
reliability of the (FACES-III) on the Algerian environment. The version that has been
translated to the Arabic language by Boumazouza in 2016 was applied on a sample of 910
high school and university students of both genders. The percentage of the male participants
was 43.3% and the percentage of the females was 56.7%. The results of the study that are
related to the validity of the scale revealed signs of high and significant internal consistency
between the items and their dimensions and between the dimensions and the overall degree of
the scale. The scale also had a significant veracity in regards to the discriminatory validity,
and the results have shown moderate and significant stability through the split-half reliability
method and acceptable by the Cronbach’s alpha and Omega method. This indicates the
possibility of using the Arabic version of (FACES-III), as it has sufficient psychometric
المؤلف المرسل
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
مقدمة:
الرواد األوائل للعالجات األسرية النسقية ،أمثال بوين) ، (Bowenوأكرمان) ، (Ackermanودون ّ أكد
جاكسون ) ،(Don Jacksonعلى أهمية األسرة كوحدة للدراسة والعالج أكثر من التركيز الحصري على
عضو من أفرادها .كما وضع مينوشين ) (Minuchinنموذج العالج األسري البنيوي من أجل حل المشاكل
المنبثقة عن إعادة تنظيم البنية األسرية .فهو يرى األسرة على أنها وحدة متعددة األعضاء مع التركيز على
التنظيم الداخلي لألسرة ألهداف التقييم والعالج (.)Nichols & Schwartz, 1995
يعد القيام بتقييم التوظيف األسري ضروري للشروع في التدخل لدى المعالجين النفسانيين األسريين
والمكونين في العالج األسري ،فالهدف األساسي من تقييم التوظيف األسري خالل الحصص العالجية
األولى هو جمع المعلومات بأكبر قدر ممكن من الدقّة ،حتى يتمكن المعالج من استهداف حاجات األسرة
وتسطير برنامج تدخل يفي بمعايير عالية من الكفاءة ،إذ تعدّ دقة وصحة التقييم وأيضا تعديل التدخالت
حسب حاجات األسرة هي العناصر األساسية لممارسة موثوق فيها في العالج األسري ومن أجل دعم هذه
المرحلة المهمة من التدخل العالجي ،تم اقتراح نماذج للتقييم األسري الممنهج من طرف العياديين
والباحثين.
يمكن أن نذكر من بين هذه النماذج ،نموذج الكفاءات األسرية لـ ) ،(Beaversونموذج ماك ماستر
للتوظيف األسري لـ ) ،(Epsteinونموذج التوظيف األسري لـ ) ،(Holmanوالنموذج األسري فيرو لـ
) ،(Doherty & Colangeloونموذج سيرورة التوظيف األسري لـ ) ،(Steinhauerو نموذج التكيّف
األسري لـ ) ، (McCubbinباإلضافة إلى النموذج الدائري المركب لـ )(Pauzé & Petitpas, (Olson
) ،2013وهو النموذج الذي نعتمد عليه في الدراسة الحالية.
طور النموذج "الدائري المركب" » «Circumplexمن طرف Olsonوفرقته ،وهو أحد النماذج الذي
ألول مرة سنة 1979في جامعة مينسوتا في يرتكز على المعطيات االمبريقية ،أدخل إلى األدبيات ّ
الواليات المتحدة األمريكية .ت ّم تصميمه كجسر تواصل بين النظري والبحث والتطبيق في علم النفس
األسرة ) ،(Nicolas, 2010حيث أنه يسمح بوضع "التشخيص العالئقي" بخصوص األسرة ،انطالقا من
ثالثة أبعاد :التماسك والتكيفية والتواصل).(Olson, 1999
تسميته باللغة اإلنجليزية هي تقليص لمصطلحي ) (circularدائري و ) (complexمركب ،حيث يرمي
األول إلى المظهر المنحني لكل بعد من النموذج (تعتبر أطراف األبعاد على أنها غير وظيفية) ،ويدّل ّ
الثاني على األبعاد الثالثة والتي تشير إلى تعقد التوظيف األسري .لقد ت ّم التوصل إلى األبعاد الثالثة في
وصف الديناميكية األسرية ،بعد فحص األدبيات في عد ّة مجاالت من العلوم االجتماعية :الطب العقلي،
والعالج األسري ،وعلم االجتماع األسري ،والعالج الجماعي ،وعلم النفس االجتماعي ،واألنثروبولوجيا
).(Nicolas, 2010, p 135
يعتبر مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة ) (FACESمن بين أشهر األدوات واألكثر استعماال للنموذج
"الدائري المركب" » ،«circumplexحيث ت ّم نشر العديد من النسخ المتعاقبة للمقياس ،وذلك وفقا لتطور
النموذج.
107
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
طورت النسخة األولى للمقياس ) (FACES-Iفي أطروحتين لكل من بيل ( )Bellفي 1980وبورتنر
( )Portnerفي ،1980تحت اشراف ،Olson Davidتتكون هذه النسخة من 96عبارة متدرجة على 4
مستويات من سلم ليكرت (من دائما إلى أبدا) .عمل بعد ذلك كل من أولسون وبيل وبورتنر على تطوير
النسخة الثانية ) (FACES-IIفي ،1982وذلك بتقليص عدد البنود وتبسيط صياغة بعض العبارات،
ليصبح عدد البنود يضاهي 30عبارة متدرجة على خمسة مستويات من سلم ليكرت (تقريبا أبدا إلى تقريبا
دائما) ).(Olson, 1992
النسخة محل دراستنا هي الثالثة ) ،(FACES-IIIوالتي أعدّها كل من أولسون وبورتنر وليفي )(Lavee
في ( ،)1985أين ت ّم تقليص عدد البنود إلى ،20وذلك بعد إعادة النظر في المعطيات الخاصة بعينة
قوامها 2400شخصا ،كما ت ّم القيام بجملة من التغييرات في الصياغة مقارنة بالنسخة الثانية (Olson,
) ،Portner, & Lavee, 1985عرفت هذه النسخة انتشارا كبيرا وال زالت واسعة االستعمال أكثر من
النسخة المستحدثة التي تلتها .وهي النسخة الرابعة.
بالنسبة للبعدين اللذين يركز عليهما النمووذج فو ن ) (Olson, 1999يورى أنوه تو ّم التأكيود عليهموا مون خوالل
األعمال حول األزواج واألنساق األسرية ،فالدليل على قيمة وأهمية هوذين البعودين هوو أن المنظورين قواموا
وبصفة مستقلة بعضوهم عون الوبعض بالتوصول إلوى أن نفوس األبعواد هوي التوي تسومح بفهوم وعوالج األنسواق
األسورية .حيوث أكودت الدراسووات التوي اعتمودت علووى النمووذج "الودائري المركوب" موون خوالل مقيواس تقيويم
تكيفية وتماسك األسرة أنه يقيس مستويين باإلضافة إلى مستوى االتصال .ويقووم ) (Olson, 1986بتوضويح
سور بيانيا بعدا التكيفية والتماسك في النموذج نظرا ألهميتهما ،دون االتصال الذي يعتبوره علوى أنوه بعود مي ّ
من حيث أنه يسهل انتقال األسر على بعدي التماسك والتكيفية.
إن الفرضية األساسية للنموذج "الدائري المركب" هي أن األزواج واألسر المعتدلة التوظيف تميل إلى
أن تكون أكثر وظيفية مقارنة بغير المعتدلة) (Olson, 1999 ; Olson, 1986وت ّم تدعيم نتائج هذه الفرضية
حسب أولسون ( )2009في أكثر من 1200دراسة استخدمت مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة ،أساسا
في الواليات المتحدة األمريكية وأمريكا الشمالية .نقال عن ) ،(Nicolas, 2010فهي أداة ت ّم بناؤها للبحث
والتقييم العيادي ولتصميم البرامج العالجية لألزواج واألسر.
يووذكر ) (Olson, 1986أمثلووة عوون الدراسووات التووي ركووزت علووى مجموعووة موون المشوواكل واألعوورا
االنفعالية لدى األزواج واألسر ،وأكدّت صحة النموذج باستخدام مقياس تقييم تكيفية وتماسوك األسورة ،مثول
دراسة كالرك ) (Clarkeالتي ركزت على أسر الفصاميين والعصابيين ،باإلضافة إلى األسر التي اسوتفادت
مون عوالج نفسوي واألسوور التوي لوم تسوتفد موون العوالج (المجموعوة الضوابطة) ،وكشووفت النتوائج عون مسووتوى
مرتفووع موون التوظيووف المتطوورف فووي األسوور العصووابية ( )64%والفصووامية ( )56%مقارنووة باألسوور غيوور
العياديوة ( .)7%وعلوى العكوس وجود ارتفواع دال فوي المسوتوى المعتودل لودى األسور غيور العياديوة (التوي لووم
تمتثل للعالج النفسي) مقارنة بالمجموعات األخرى.
يستشهد )(Olson, 1986أيضوا بالدراسوات التوي اهتموت بأسور المودمنين علوى الكحوول كدراسوة كيلوورين
) ،(killorinوالذي توصل إلى وجو د اختالف دال بين أسر المدمنين على المواد واألسر التوي ال يعواني أحود
أفرادها من اإلدمان ،حيث هناك ارتفواع فوي مسوتوى الونمط المتطورف لودى أسور المودمنين ( )21%مقارنوة
باألسر األخرى ( .)4%و في دراسة أخرى حول جناح األحداث من طرف البواحثين RodickوHenggeler
وجودا أن %7فقوط مون أسور الجوانحين هوي أسور معتدلوة التوظيوف ،وموا يعوادل %97هوي إ ّموا متوسوطة أو
متطرفة التوظيف.
108
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
وهووو مووا يووذهب إليووه مينوشووين الووذي يوورى أن األسوورة علووى غوورار العضووو الحووي ،ال يمكنهووا أن تقوووم
بوظائفها على النحو الصحيح إالّ إذا لم تكن بنيتهوا مضوطربة ( ،)El Kaïm, 1995, p163ولقود لقيوت دراسوة
البنيووة األسوورية باسووتعمال مقيوواس تقيوويم تكفيووة وتماسووك األسوورة اسووتخداما كبيوورا وواسووعا ،مثلمووا يشووير إلي وه
) ، (Kouneski, 2000aالووذي قووام بعوور أمثلووة عوون تنوووع الدراسووات االمبريقيووة التووي اسووتخدمت المقيوواس،
حيوث ذكور دراسووة العالقوات بوين األزواج وبووين أفوراد األسوورة ،واالنتقوال عبور مراحوول دورة حيواة األسوورة،
ونمو الطفل والمراهق ،ولدى األسرة التي تعاني من مشكلة خاصة مثول :اضوطرابات السولوك لودى الطفول،
واالكتئووال لوودى الطفوول ،واإلدمووان ،والضووغط والمواجهووة األسوورية ،وأيضووا فووي مجووال األنسوواق األسوورية
والصووحة :كالحموول والوووالدة ،والسوورطان ،والتليّووف الكيسووي ،وداء السووكري ،والتهووال المفاصوول الطفووولي،
وغيرها من األمرا .
يتمتع مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة بخصائص سيكومترية جيدة في نسخته األصلية ،إذ يشير
أولسون إلى وجود درجة ثبات مرتفعة باستعمال طريقة االختبار وإعادة االختبار ،قدرت بـ (،)0,80
وبدرجة معتبرة من التناسق الداخلي ،فهو يقدر بالنسبة لسلم التماسك األسري بـ ( ،)0,77و( )0,62بالنسبة
لسلم التكيّفية األسرية ،أما القيمة الكلية للسلم فهي (.(Olson, 1986, p 346) )0,68
لقد ت ّمت ترجمة المقياس إلى لغوات عديودة مون أجول اسوتغالله فوي األبحواث والممارسوة العياديوة .عملوت
) )Dumont, 2009على ترجمة وتقنين النسخة الكندية باللغة الفرنسية ،بهدف استعمالها في مصحات إعادة
التأهيل للمعاقين وذلك لتبنيها مقاربة أسرية في سيرورة إعادة التأهيل وإدماج ذوي العجز ،فقامت بدراسوة
دور األسورة فوي سوويرورة إعوادة التأهيول واإلدموواج علوى عينوة متكونووة مون 76أسورة ،أسووفرت النتوائج عوون
مستوى جيد من التناسق الداخلي ،حيث وجدت أن معامل ألفا لكرونباخ لبعد التماسك يعادل ( ،)0.89وبعد
التكيفيووة ( ،)0.74أم وا ّ المقيوواس الكلووي فهووو يعووادل ( .)0.90يمكوون أن نووذكر النسووخة اإلسووبانية موون إعووداد
) ،)Martinez-pampliega, & al, 2006حيوث بعود ترجموة المقيواس توم تطبيقوه علوى 243طالوب جوامعي،
وأسفرت دراسة الخصائص السيكومترية عن نتائج جيدة ،حيث كان معامل ألفا لكرونبواخ ( )0.89بالنسوبة
لبعد التماسك و( )0.87لبعد التكيفية .هناك أيضا النسخة الفرنسوية مون إعوداد )(Tubina-Rufi, & al, 1991
وهي نسخة ت ّم اختبارها على عينة قوامها 976شخصا ،معامل ألفا لكرونبواخ للمقيواس فوي مجملوه يسواوي
( )0.79( ، )0.82بالنسوبة للتماسووك و( )0.72بالنسوبة للتكيّفيووة .تمووت ترجموة وتقنووين المقيواس أيضووا إلووى
اللغووة التركيووة موون طوورف )1990( Okman-Fisekنقووال عوون ) ،(Turgut, & al, 2018وخلووص إلووى أن
المقياس يتمتّع بقيم صدق وثبات معتبرة ويمكن استعماله لتقييم التوظيف األسري في الثقافة التركية.
باإلضافة إلى وجود نسخ أخرى عبر العالم ،كالنسخة اليونانية ،والنسوخة المجريوة ،والنسوخة اإليطاليوة،
والنسخة البرتغالية ،والنسخة السلوفاكية ،والنسوخة األورغوايوة ،كموا هنواك اهتموام كبيور مون قبول البواحثين
والممارسين العياديين اآلسيويين بمقياس تقييم التكيفية والتماسك األسري ).(Turgut, & al, 2018
أ ّما فيما يخوص الدراسوات العربيوة ،فأبعود اسوتخدام لمقيواس تقيويم تكيفيوة وتماسوك األسورة (توصولنا إليوه)
صوي العالقوة بوين يعود لسنة 2008في رسالة ماجستير يزن بشارة خليل هلسا .هودفت هوذه الدراسوة إلوى تق ّ
التكيف والتماسك األسوري والمسوتوى االجتمواعي االقتصوادي والصوحة النفسوية لودى طلبوة الصوف العاشور
األساسووي فووي محافظووة الكوورك فووي األردن .بلووح حجووم العينووة 922طالبووا ،موونهم 488طالبووا و 434طالبووة،
واستخدم الباحث النسخة الثالثة مون المقيواس ومقواييس أخورى كمقيواس الصوحة النفسوية ،ومقيواس المسوتوى
االجتمواعي االقتصوادي .تأكوود الباحوث مون ثبووات المقيواس باسووتخدام طريقوة االختبوار وإعووادة االختبوار علووى
عينة تجريبية مكونة من 52تلميذا وتلميذة ،ووجد أن قيمة معامل الثبات للمقياس قود بلغوت (( )0.75يوزن،
109
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
،)2008غير أن الباحث ل م يحودد إن كوان هوو مون قوام بترجموة المقيواس إلوى اللغوة العربيوة ،أم أنوه اسوتعان
بترجمووة باحووث خوور ،علمووا أنووه اقتووبس تعوواريف للمقيوواس موون رسووالة ماجسووتير فضووا عاليووة توفيووق سووليم
( ،)1991ولكنه تعذر علينا إيجاد هذه الدراسة.
هنواك أيضووا دراسووة جهواد عووالء الوودين وتغريوود العلوي فووي ،2014التووي هودفت استكشوواف العالقووات بوين
األداء الوظيفي األسري مون حيوث التماسوك والتكيّفيوة والممارسوات الوالديوة والكفواءة االجتماعيوة والتقوارير
الذاتية للمراهقين عن درجة القلق لديهم وجنس المراهقين .تألفت عينة الدراسة مون 378طالبوا وطالبوة مون
المدارس العمومية في محافظة الزرقاء في األردن .استخدمت الدراسة مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة
فووي نسووخته الثالثووة ،حيووث بلووح معاموول الثبووات للمقيوواس فووي هووذه الدراسووة بطريقووة االختبووار وإعووادة االختبووار
( ،)0.78وبلغوووت قيموووة االتسووواق الوووداخلي ألفوووا لكرونبووواخ ( )0.77و( )0.69و( )0.75لكووول مووون التماسوووك
والتكيفية وللمقياس الكلّي على التوالي (جهاد عالء الدين ،وتغريد العلي ،)2014 ،ولم تطرق الدراسوة هوي
األخرى إلى من قام بترجمة المقياس إلى اللغة العربية.
وفووي دراسووة أكثوور حداثووة لسووهام أحموود العووزل فووي ،2019هوودفت إلووى معرفووة تووأثير بعووض الخصووائص
األسوورية مثوول حجووم األسوورة ودخوول األسوورة ومسوتوى تعلوويم الوالوودين وعموور الوالوودين علووى درجووة التماسووك
األسري ،لدى طالبات الجامعة على 165طالبة من جامعة الملك عبد العزيوز فوي جودّة السوعودية .وبوالرغم
موون اعتموواد الدراسووة علووى نموووذج أولسووون فووي دراسووة التماسووك األسووري ،إالّ أنووه تمووت االسووتعانة بمقيوواس
التماسك األسري الذي أعدّه البدري ونبيل في .2017الذي يعتمد علوى أبعواد التعواطف والتعواون والمرونوة
والتواصل (سهام.)2019 ،
أ ّما في الجزائر وبالرغم من انتشار العالجات األسرية النسوقية والتكوينوات الخاصوة بهوا ،باإلضوافة إلوى
اهتمام الباحثين األكاديميين بمجال األنساق األسرية ،إالّ أننا لم نتوصل إلى دراسات استخدمت مقياس تقييم
تكيفيووة وتماسووك األسوورة ألولسووون ،ماعوودا رسووالة دكتوووراه بووومعزوزة نسوويمة فووي ،2016التووي تناولووت
موضوع أهميوة المقاربوة النسوقية األسورية فوي معالجوة اضوطرال الضوغط موا بعود الصودمة واالكتئوال لودى
مبتوري الساق ،واستخدمت الباحثة نسخة من ترجمتها اعتمدنا عليها في دراستنا الحالية.
لقد أصبح قياس التوظيف األسري بواسطة أدوات التقييم ذو استعمال واسع عبر العالم ،وبما أنه (على
حد علمنا) ال توجد أدوات مقننة تقيس وتقيّم التوظيف األسري في الجزائر ،ف نه بات من الضروري وضع
أداة مترجمة ومقننة بين أيدي المختصين ،سوا ًء منهم العياديين الممارسين أو الباحثين األكاديميين .وللتأكد
من جودة الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة على البيئة الجزائرية ،وجب طرح
التساؤلين التاليين:
-ما معامالت صدق مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة على الشبال في البيئة الجزائرية؟
-ما معامالت ثبات مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة على الشبال في البيئة الجزائرية؟
.1هدف الدراسة:
هدفت الدراسة التعرف على الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة على عينة
من البيئة الجزائرية من تالميذ الثانويات والطلبة الجامعيين الناطقين باللغة العربية ،باعتباره مقياسا واسع
االستعمال في الدراسات األجنبية والعربية ،واعتبار مرحلة الشبال االكثر تمثيال وتعبيرا عن مؤشرات
المقياس الحالي.
110
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
.2أهمية الدراسة:
-تنبع أهمية الدراسة الحالية من كونها تتناول موضوعا ذا أهمية كبيرة بصفته يمثل جوهر العديد من
متغيرات وتخصصات علم النفس لكشفه عن نوع التوظيف األسري من حيث التكيفية والتماسك وأبعادهما
الفرعية ،من خالل تقنين مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة على البيئة الجزائرية ووضعه في متناول
الباحثين والممارسين في علم النفس.
-توفير أداة تشخيصية موضوعية تتوافر فيها شروط الصالحية والموثوقية تالئم البيئة الجزائرية تقف عند
أنواع التوظيف األسري.
-أهمية اختبار التوظيف األسري والذي يعتبر من االختبارات التي القت رواجا واهتماما من قبل
المشتغلين في ميدان الخدمة النفسية عامة والعالجات النفسية األسرية النسقية خاصة.
.3مفاهيم الدراسة:
1.3التكيّفية األسرية:
تعرف التكيفية إجرائيا على أنها "قدرة النسق األسري على تغيير بنية سلطته ،واألدوار العالئقية
والقواعد العالئقية في استجابته للضغط الناجم عن الوضعيات وعن التغيير" (.)Olson, & al, 1985, P 4
أما المفاهيم المنحدرة عن هذا البعد فهي سلطة األسرة (تأكيد الذات ،السيطرة ،التحكم) ،وأساليب التفاو
واألدوار العالئقية والقواعد العالئقية ،يتم تقييم التكيفية لمعرفة كيفية عمل النسق األسري على تحقيق
التوازن بين الثبات واالستقرار مقابل التغيير ).(Olson, 1999
وهناك أربعة مستويات من التكيفية :صلب (منخفض جدا) ،منظم (من منخفض إلى معتدل) ،مرن (من
معتدل إلى مرتفع) ،فوضوي (مرتفع جدا) ( ،)Grey Smith, 1996, p 17وبما أن النموذج دائري
( ، )curvilinearف ن المستويات المتطرفة أي المنخفضة جدا والمرتفعة جدا ،تشير بالنسبة لبعد التكيفية
وكذلك لبعد التماسك إلى سوء األداء الوظيفي ،أما تموقع األسرة على أحد المستويين الوسيطين فهو يشير
إلى االعتدال). (Olson, 1986, p 338
2.3التماسك األسري:
يعرف التماسك إجرائيا على أنه " الترابط العاطفي لدى أفراد األسرة اتجاه بعضهم البعض " Olson,
) .)& al, 1985, P 4يضم هذا البعد مفاهيم :الترابط العاطفي ،وحدود الترابط ،والتحالفات ،والزمن،
والمسافة ،واألصدقاء ،واتخاذ القرار واالهتمامات والترفيه .فالهدف من تقييم التماسك هو معرفة كيف
يعمل النسق األسري على تحقيق التوازن بين التباعد والمعيّة (االتحاد) ).(Olson, 1999
كما هناك أيضا أربعة مستويات للتماسك بد ًءا من :منفك (منخفض جد) إلى منفصل (منخفض إلى
معتدل) ومتصل (معتدل إلى مرتفع) وأخيرا متشابك (مرتفع جدا) (.)Grey Smith, 1996, p 17
3.3التوظيف األسري:
يسمح مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة وفقا للنموذج الدائري المركب ،بتحديد ثالثة أنماط من
التوظيف األسري ،وذلك "بتقسيم المستويات الستة عشر (المنبثقة عن سلمي التكيفية والتماسك) إلى ثالثة
أنماط وهي النمط المعتدل ،الذي يقع في مركز النموذج وهو معتدل بالنسبة لبعدي التكيفية والتماسك،
والنمط المتوسط ،يكون أحد البعدين فيه معتدل والثاني متطرف ،وأخيرا النمط المتطرف ،أين يمس
التطرف البعدين االثنين ").(Olson, 1986, p 338
111
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
يمكن أن نعرف األنماط الثالثة للتوظيف األسري طبقا لما جاء في كتال & (Pirooz Sholevar
):Schwoeri, 2003
-األسرة المعتدلة التوظيف :هي أسر يقل ترددها على العياديين ،فهي ذات توظيف جيّد ،تكون فيها
قوي وحدود واضحة ،تكون بنية السلطة الحميمية مطلوبة ومحترمة ،كما تحترم الفردية مع شعور فردي ّ
األسرية واضحة ومعترف بها من طرف أفراد األسرة،
-األسرة المتوسطة التوظيف :هي أسر ذات حساسية لالضطرابات االنفعالية أو السلوكية ،مع الميل
إلى التح ّكم والصراع حول السلطة ،والمعتقد بالنوايا السيئة لآلخرين .بالرغم من عدم وجود التعدّي على
الحدود بصفة واضحة ،تؤدي هذه التفاعالت إلى حميمية أقل وثقة أقل ،إالّ أنه يمكنها أن تعمل بشكل جيد
ولكن بليونة أقل من األسر المعتدلة.
-األسرة المتطرفة التوظيف :تتميّز بالصراع الفوضوي على السلطة ،مع استمرارية (بدون جدوى)
المجهود لتشييد و إبقاء نماذج مستقرة من الهيمنة والخضوع ،إذ يبدو للمالحظ أن أفراد األسرة قد فقدوا
الرضا عن الحياة األسرية.
تجدر اإلشارة إلى أن الفر الذي يقوم عليه النموذج "الدائري المركب" فحواه أن األسر المعتدلة
أحسن تكيّفا على العموم ،وهي التي ستعمل بشكل أفضل وتدير بشكل أفضل التحوالت المرتبطة باالنتقال
من مرحلة تطورية إلى أخرى .كما أن األسر تقوم بتغيير مستوى التماسك والتكيفية لتستجيب لمتطلبات
وضعيات الضغط حتى تتمكن من اجتياز مراحل دورة حياة األسرة ،وهي تغييرات ديناميكية مفيدة للنسق
األسري). (Pauzé & Petitpas, 2013, p 15
ويرى أولسون أن الحدود القصوى أي التوظيفات المتطرفة يمكن أن تكون مناسبة لبعض مراحل دورة
حياة األسرة ،أو ل ّما تكون األسرة تحت الضغط ،ولكن يمكنها أن تصبح إشكالية ل ّما تبقى األسرة عالقة في
ذلك التوظيف (.)Olson, 1999
الشكل رقم ( :)1النموذج الدائري المركب للتوظيف البنيوي األسري
منخفض التماسك مرتفع
الصلب
الصلب المنفصل الصلب المتصل
معتدل
متوسط
متطرف
112
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
يتضح من خالل الجدول أن عدد طلبة الجامعة بلح 535بنسبة مئوية بلغت %58,8وهي أكبر من عدد
تالميذ الثانوية الذين بلح عددهم 375بنسبة مئوية بلغت ،%41,2وبلح عدد اإلناث في عينة الدراسة 516
بنسبة مئوية بلغت %56,7وهي أكبر من عدد الذكور الذين بلح عددهم 394بنسبة مئوية بلغت .%43,3
2.4حدود الدراسة :تم إ جراء الدراسة الحالية خالل العام الدراسي ،2022/2021طبق المقياس
ببعض ثانويات الجزائر العاصمة ،وجامعة الجزائر 2أبو القاسم سعد هللا.
3.4أداة الدراسة:
تعريف األداة :تمثلت أداة الدراسة في مقياس تقييم تكيفية وتماسك األسرة لصاحبه أولسون ،والذي
يعتبر من أشهر المقاييس التي تنتمي إلى النموذج الدائري المركب ( ،)Circumplexلقد ظهر كاستجابة
لحاجات التطبيق العيادي والبحث ،وضع هذا المقياس كل من أولسون ،وبورتنر ،وليفي في ،1985وهو
عبارة عن سلم للتقييم الذاتي ،يسمح بالتعرف على تصورات األشخاص حول نوع العالقات األسرية
انطالقا من بعدي التكيفية والتماسك ،ويتضمن السلمان التحتيان اللذان يشكالن المقياس 20بندا ،يتدرج كل
بند على 5مستويات على سلم ليكرت ،كما يمكن تطبيقه على جميع أفراد األسرة ابتدا ًء من 12سنة
).(Olson & al, 1985
طريقة التصحيح :يمكننا الحصول انطالقا من هذا المقياس على 16نمط من التوظيف األسري ،والتي
تتوزع حسب بُعدها عن المركز إلى :التوظيف المعتدل ،والتوظيف المتوسط ،والتوظيف المتطرف
).(Benoit, Malarewicz, Beaujean, Colas, & Kannas, 1988, p 191
لتصحيح المقياس يجب أن نعلم أن البنود الفردية تشير إلى بعد التماسك ،بينما تشير البنود الزوجية إلى
بعد التكيّفية .ويقترح Olsonالنموذج التالي لتحديد مستوى التوظيف على بعد التكيفية :من 10إلى 19
توظيف صلب ،من 20إلى 24توظيف منظم ،من 25إلى 28توظيف مرن ،من 29إلى 50توظيف
113
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
فوضوي .على بعد التماسك :من 10إلى 34توظيف منفك ،من 35إلى 40توظيف منفصل ،من 41
إلى 45توظيف مترابط ،من 46إلى 50توظيف متشابك (نقال عن .)Benoit & al, 1988, p 190ثم نقوم
في مرحلة ثانية بتصنيف نمط التوظيف األسري العام ضمن مستوياته الثالثة وهي التوظيف المعتدل
والمتوسط والمتطرف وفقا لما يشير إليه (الشكل )1أعاله.
ترجمة األداة :ت ّم االعتماد في الدراسة الحالية على الترجمة المقترحة في رسالة دكتوراه بومعزوزة
نسيمة في ، 2016حيث يمكن أن نلخص أبرز مراحل الترجمة الموضحة في الرسالة غير المنشورة في
القيام أوال بترجمة المقياس من لغته األصلية وهي اإلنجليزية إلى اللغة العربية ،تم بعد ذلك عر
النسختين (العربية واإلنجليزية) على 4أساتذة من معهد الترجمة تخصص عربية/انجليزية في جامعة
الجزائر ،2بهدف تقييم الترجمة و مدى تطابق المصطلحات والمعاني مع النسخة األصلية ،حيث اشترك
جميع األساتذة في أن النسخة المترجمة جاءت مطابقة لألصلية ،ولم يتم اقتراح إالّ عددا ضئيال من
التعديالت.
تمثلت الخطوة الموالية في عر المقياس على أساتذة معهد علم النفس من جامعة الجزائر ،2وعلى
األخصائيين النفسانيين الذين لديهم خبرة ميدانية في مجال البحث وفي العالجات النسقية األسرية ،علما أنه
طلب من األساتذة تقييم المقياس انطالقا من معايير محددة وهي الدقة والسالمة اللغوية ،وبساطة ووضوح
العبارات ،ومدى تناسق البنود مع أهداف البحث .وذلك على سلم يتدرج من 1إلى .10كما طلب منهم
أيضا اإلشارة إلى البنود التي يتوجب تصحيحها أو إعادة صياغتها .كان تقييم األساتذة للمقياس وفقا
للمعايير المقترحة مرضيا للغاية.
من بين أبرز التعديالت التي أدخلت على المقياس المترجم ،إعادة صياغة البند رقم ( ،)7الذي أصبح
"يشعر أفراد األسرة أنهم أقرل من بعضهم البعض ،أكثر من قربهم من األشخاص خارج نطاق األسرة".
البند رقم ( )11أين تم استبدال كلمة "قريبين" بكلمة "مقربين" .بالنسبة للبند رقم ( )17تمت إعادة صياغته
من "يقوم أفراد األسرة باستشارة أفراد األسرة اآلخرين حول قراراتهم" إلى "يستشير أفراد األسرة األفراد
اآلخرين حول قراراتهم".
ت ّم في مرحلة أخيرة تطبيق المقياس على عينة ّأولية مكونة من 32فردا ،م ّما ساهم في اختبار مدى
تقبّل وفهم المقياس في الصورة التي قامت عليها الدراسة (بومعزوزة.)2016 ،
4.4أساليب التحليل اإلحصائي:
تم االعتماد في الدراسة الحالية على برنامج SPSSفي نسخته ،25حيث تم استخدام األساليب
اإلحصائية التالية :المتوسطات واالنحرافات المعيارية والربيعان األعلى واألدنى واختبار Ttestومعامل
االرتباط بيرسون ومعادلة سبيرمن براون ومعادلة ألفا لكرونباخ ،كما لجأنا إلى معامل أوميجا.
.5عرض نتائج الدراسة:
تحديد اعتدالية التوزيع القيم :بعد استخراج نتائج عينة الدراسة البالح عددها 910تلميذا طالبا جامعيا تم
حسال المتوسط الحسابي والوسيط والمنوال والتباين للتحقق من تقارل النتائج الدالة على التوزيع الطبيعي
للقيم والنتائج مدونة في الجدول التالي:
114
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
االنحراف
المنوال الوسيط المتوسط الحسابي حجم العينة
المعياري
8,94 67 63 62,40 910
يتضح من خالل الجدول أن قيم المتوسط الحسابي والوسيط والمنوال متقاربة الى درجة كبيرة مما
يشير إلى أن درجات أفراد عينة التقنين لمقياس التماسك والتكيّفية األسرية قريبة من التوزيع الطبيعي.
1.5مؤشرات الصدق:
1.1.5صدق التكوين الفرضي:
تم تحديد مؤشرات الصدق الفرضي للمقياس عن طريق حسال معامالت االرتباط بين كل بند والبعد
الذي ينتمي إليه ،وذلك بالنسبة لجميع أ فراد العينة بهدف عزل أنواع معينة من البنود أو حذفها .النتائج
مدونة في الجداول التالية:
الجدول رقم :5االرتباط بين البعدين فيما بينهما ومع الدرجة الكلية.
115
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
2.5مؤشرات الثبات:
تم استخدام مجموعة من الطرق اإلحصائية الستخراج دالالت الثبات كما يلي:
1.2.5طريقة التجزئة النصفية :اعتمدت الطريقة الحالية على تقسيم المقياس الى جزأين ،تألف األول
من البنود الفردية لبعد التماسك وبعد التكيّفية ،وتألف الثاني من البنود الزوجية لبعد التماسك وبعد التكيّفية،
ثم تم حسال معامل االرتباط بين الجزأين والنتائج مدونة في الجدول التالي:
الجدول رقم :7معامالت االرتباط بطريقة التجزئة النصفية.
الداللة االحصائية سبيرمن براون معامل بيرسون األبعاد المقياس
دال عند 0,01 0,69 0,53 التماسك األسري
دال عند 0,01 0,48 0,31 التكيّفية األسرية مقياس التماسك
والتكيّفية األسرية
دال عند 0,01 0,66 0,49 المقياس الكلي
116
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
يتضح من خالل الجدول أن قيمة معامالت االرتباط بين نصفي المقياس ببعديه تراوحت بين ()0,31
و( )0,53وهي كلها دالة عند مستوى ( .)0,01وعند استخدام معادلة سبيرمن براون لتصحيح الطول
بلغت قيمة الثبات لبعد التماسك األسري ( .)0,69وبلغت قيمة الثبات لبعد التك ّيفية األسرية ( )0,48وقيمة
ثبات المقياس ككل قدرت بـ ( )0,66وهي كلها قيم تدل على داللة ثبات المقياس ببعديه التماسك والتك ّيفية
من خالل تجانس نصفي االختبار.
.6مناقشة:
الباحث والمختص النفسوي فوي أموس الحاجوة إلوى أدوات صوادقة وثابتوة ،بغيوة الوصوف الودقيق للعوامول
العديدة المرتبطة بحالة الصحة ،ولقد بينّوت الدراسوات أهميوة توأثير العوامول األسورية وخصوصوا التوظيوف
األسري حول مؤشرات الصحة النفسية.
لقد ساهمت الدراسة الحالية في الكشف عن مؤشرات الصدق الخاصة بالمقياس في نسخته العربية،
حيث تم اختبار صدق التكوين الفرضي ،فكانت جميع البنود الخاصة ببعد التكيفية مرتبطة بالبعد ارتباطا
داال احصائيا عند مستوى ( ،)0.01ارتبطت أيضا جميع بنود التماسك بالبعد ذاته ارتباطا داال احصائيا
عند مستوى ( ،)0.01وهو ما يشير إلى أن البنود تتمتع بداللة صدق اتساق داخلي .فيما يخص ارتباط بعد
التكيفية مع الدرجة الكلية ،توصلنا إلى معامل ارتباط قيمته ( )0.86بداللة ( ،)0.01ارتباط بعد التكيفية مع
الدرجة الكلية أسفر عن معامل ارتباط قدره ( )0.87بداللة ( ،)0.01وهو مؤشر عن تمتع المقياس ببعديه
بداللة صدق اتساق داخلي معتبرة ،أضعف ارتباط وجد بين البعدين بمعامل ارتباط قيمته ( )49.0وبداللة
( ،)0.01مقارنة بالدراسة األصلية ) (Olson, 1986التي توصلت إلى ( )0.62في بعد التكيفية ،و()0.77
في بعد التماسك ،و( )0.68بالنسبة للمقياس ككل.
117
بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري"
ساهمت الدراسة كذلك في اختبار الصدق التمييزي للمقياس ،باسوتخدام طريقوة المقارنوة الطرفيوة للعينوة
واسوووتخراج طرفووووي الخاصووووية العليووووا والوووودنيا بنسووووبة ،%27فكانووووت قيمووووة )49.34( : Ttestو()55.02
و( )54.24بالنسبة لبعد التكيفية وبعد التماسك والمقياس الكلي علوى التووالي ،عنود مسوتوى داللوة (،)0.01
ما يدل على داللة الصدق التمييزي للمقياس.
تووم اختبووار مؤشوورات الثبووات باسووتخدام طريقووة التجزئووة النصووفية ،فكانووت قيمووة معاموول سووبيرمن بووراون
كالتووالي )0.48( :و( )0.69و( )0.66بالنسووبة لبعوود التكيفيووة وبعوود التماسووك والمقيوواس الكلووي علوى التوووالي،
تدّل هذه النتائج على داللة ثبوات المقيواس ببعديوه (التكيفيوة والتماسوك) مون خوالل تجوانس نصوفي االختبوار.
غير أنها تبقى نتائج محتشمة إذا ما قارناها بدراسة ) (Olson, 1986الوذي قودر فيهوا معامول الثبوات بطريقوة
االختبار وإعادة االختبار بوـ ( )0.80بالنسوبة للدرجوة الكليوة للمقيواس ،هنواك أيضوا الدراسوات العربيوة التوي
أسووفرت عوون نتووائج مرتفعووة مثوول دراسووة (يووزن )2008 ،التووي توصوولت إلووى قيمووة ثبووات تعووادل (،)0.75
ودراسة (جهاد ،وتغريد )2014 ،التي توصلت إلى قيمة تساوي (.)0.78
أسووفرت طريقووة ألفووا لكرونبوواخ وأوميجووا فووي اختبووار مؤشوورات الثبووات ،عوون قوويم متوسووطة ،لووم تتع ودّ
( )0.52بالنسبة لبعد التكيفية بطريقة ألفا لكرونباخ و( )0.53بأوميجا ،و( )0.66للمقياس ككل بطريقة ألفوا
لكرونبوواخ و( )0.62بأوميجووا ،أ ّمووا معاموول ثبووات بعوود التماسووك فقوود ق ودّر بووـ ( )0.74بطريقووة ألفووا كرونبوواخ
وأوميجا على حد سواء .وهي نتيجة أقل مما تم التوصل إليه في دراسات سابقة كدراسة & (Tubina-Rufi,
)al, 1991التي توصلت إلى قيم ألفا لكرونباخ بالنسبة لبعد التكيفية وبعد التماسك والمقيواس الكلوي كموا يلوي:
( )0.72و( )0.79و( .)0.82ودراسة ) (Dumont, 2009التي توصلت إلى القويم التاليوة )0.74( :و()0.89
و( .)0.90والدراسة العربية لـ (جهاد ،وتغريد )2014 ،التي جاءت فيها قيم ألفا كرونباخ كالتوالي)0.69( :
و( )0.77و(.)0.75
سور ذلوك نالحظ أن بعد التكيفية هوو البعود الوذي سوجل أصوغر قيموة لمعامول ألفوا لكرونبواخ ،ويمكون أن نف ّ
بوواالختالف الثقووافي بووين المجتمووع الجزائووري والمجتمووع األمريكووي أو المجتمعووات الغربيووة عمومووا ،إذ أن
المفاهيم التي يتوقوف عليهوا تقيويم كفواءة األسورة مون حيوث التكيفيوة ،هوي مفواهيم تتعلوق بقودرة األسورة خوالل
األزمات ،على تغيير مركز السولطة ،وتبوادل األدوار العالئقيوة دون حواجز األدوار النمطيوة وقودرتها أيضوا
على تغيير القواعد والتفاو مون أجول ذلوك ،وهوي كفواءات تتطلوب حيازتهوا وجوود أسوس ثقافيوة لينوة ربموا
وجب التأكد من وجودها في األسر الجزائرية عن طريق دراسات ميدانية متخصصة.
خاتمة:
هدفت ا لدراسة الحالية اختبار الخصائص السيكومترية للنسخة العربية لمقياس تقييم تكيفية وتماسك
األسرة في صيغته الثالثة ،وذلك بتطبيقه على عينة قدرت بـ 910تلميذا وطالبا جامعيا من الجزائر
العاصمة ،متوسط السن لديهم ،20,62بلغت نسبة الذكور ،%43,3أ ّما نسبة اإلناث فكانت .%7,56بعد
تطبيق األساليب اإلحصائية المناسبة ،تم التوصل إلى قيم معتبرة من الصدق والثبات،
خلصت الدراسة الحالية إلى أن النسخة العربية المقننة على البيئة الجزائرية لها خصائص سيكومترية
مرضية للغاية ،فهي أداة يمكن تطبيقها بموثوقية على العينات العيادية وغير العيادية من الشبال الجزائري
بهدف تقييم توظيف أسرهم سواء في إطار العالج النفسي النسقي أو البحث العلمي األكاديمي.
من بين االقتراحات التي يمكن أن نذكرها من أجل الدراسات الالحقة حول الموضوع ،نقترح الخو
في الدراسة مع فئات عمرية مختلفة من أفراد األسرة ،كاألطفال والكهل والشيوخ ،حتى يتسنى استعمال
118
"بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري
(Fingerman, & Berman, وهو ما يذهب إليه كال من،المقياس مع جميع أفراد األسرة بكل موثوقية
عندما يؤكدان على ضرورة عدم اقصاء الراشد وحتى المسن من الدراسات والممارسات العيادية2000)
الشيء الذي يوسع، باعتبار األسرة محيط يواصل في التأثير على حياة األفراد حتى بعد نضجهم،األسرية
( أن النموذج «الدائري المركب" هوKouneski, 2000b) وفي هذا السياق يؤكد.مجاالت تطبيق المقياس
.نموذج واعد لألبحاث المستقبلية حول سلوكيات الصحة األسرية ونتائجها
:المراجع
التماسك األسري كما تدركه طالبات الجامعة في ضوء بعوض الخصوائص.)2019( . سهام، أحمد العزل-
.309-332 ،)8( . المجلة العربية لآلدال والدراسات اإلنسانية.األسرية
أهمية المقاربة األسرية النسقية في معالجة الضغط ما بعد الصدمة. )2016( . نسيمة، بومعزوزة-
رسالة دكتوراه غير منشورة في علم النفس،- دراسة على مجموعة من مبتوري الساق- واالكتئال
. أبو القاسم سعد هللا2 جامعة الجزائر.العيادي
األداء الوووظيفي األسووري كمووا يدركووه المراهقووون وعالقتووه.)2014( . تغريوود،جهاد و العلووي، عووالء الودّين-
.65-88 ،)1(10 . المجلة األردنية في العلوم التربوية.بالكفاءة االجتماعية والقلق
أثر التكيف والتماسك األسوري والمسوتوى االجتمواعي االقتصوادي فوي.)2008( . خليل هلسا، يزن بشارة-
. رسوالة ماجسوتير فوي علوم الونفس التربووي.الصحة النفسية لدى تالميذ الصف العاشور فوي محافظوة الكورك
. األردن،جامعة مؤتة
- Benoit, J. C., Malarewicz, J. A., Beaujean, J., Colas, Y. et Kannas, S. (1988). Dictionnaire
clinique des thérapies familiales systémiques. Paris : Les éditions ESF.
- Dumont, C. (2009). Traduction et validation d’un instrument de mesure de la cohésion et de
l’adaptabilité des couples et des familles. Service social, 55(1), 31–46.
https://doi.org/10.7202/029488ar.
- El Kaïm, M. (1995). Panorama des thérapies Familiales. Paris : DU SEUIL.
- Favez, N. (2010). L'examen clinique de la famille Modèles et instruments d’évaluation.
Mardaga.
- Fingerman, K. & Berman, E. (2000). Applications of family systems theory to the study of
adulthood. Internatonal journal of aging and human development, 51(1), 5-29.
- Grey Smith, S. (1996). Clinical utility of the Family Adaptation and Cohesion Evaluation
Scales III (FACES-III). PhD in philosophy, Texas Tech University.
- Kouneski, E. F. (2000a). Family assessment and the circumplex model : New research
developments and applications. University of Minnesota, Twin Cities.
- Kouneski, E. F. (2000b). The family circumplex model, FACES II, and FACES III :
Overview of research and applications. University of Minnesota, Twin Cities.
- Martínez-Pampliega, Ana., Iraurgi, Ioseba., Galíndez, Edurne., & Sanz, Mireia. (2006).
Family Adaptability and Cohesion Evaluation Scale (FACES) : desarrollo de una versión de
20 ítems en español. International Journal of Clinical and Health Psychology. 6 (2), 317-338.
- Nichols, M. & Schwartz, R. (1995). Family therapy concepts and methods. Boston : Allyn
and Bacon.
- Olson, D. H. (1986). Circumplex model VII : validation studies and FACES III. Family
process. 2, 337-351.
119
"بومعزوزة نسيمة ؛ براهيمي شبلي ـــــــــــ "الخصائص السيكومترية لمقياس تقييم تكيّفية وتماسك األسرة على عينات من الشباب الجزائري
120