You are on page 1of 15

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫اْل َح ْم ُد ِل َّل ِه اَّل ِذ ي َأ ْن َز َل َع َل ى َع ْب ِد ِه اْل ِك َت اَب َت ْب َر ًة ُأِل و ي اَأْل ْل َب ا َو َأ ْو َد َع ُه ِم ْن ُف ُن و اْل ُع ُل و َو اْل ِح َك اْل َع َج َب‬
‫ِم‬ ‫ِم‬ ‫ِن‬ ‫ِب‬ ‫ِل‬ ‫ِص‬
‫َغ‬ ‫َط‬ ‫ْل‬ ‫َغ‬ ‫َل‬ ‫َأ‬ ‫ْظ‬ ‫َن‬ ‫َذ‬ ‫َأ‬ ‫ْل‬ ‫َأ ْغ‬ ‫ْل ُك َق‬ ‫َل َأ‬ ‫ْل‬
‫ا ُع َج اَب َو َج َع ُه َج َّل ا ُت ِب ْد ًر ا َو َز َر َه ا ِع ًم ا َو ْع َب َه ا ًم ا َو ْب َه ا ِف ي ا ِخ اِب ‪ ،‬قرآنا َع َر ِب ًّي ا ْي َر ِذ ي‬
‫اَل‬ ‫ُش َة‬ ‫اَل‬
‫ِع َو ٍج َو مخلوق‪ ،‬ال ْبَه ِف يِه َو اْر ِت َي اَب ‪.‬‬
‫َو َأ ْش َه ُد َأ ْن اَل َل َه اَّل الَّل ُه َو ْح َد ُه اَل َش يَك َل ُه َر ُّب األرباب‪ ،‬الذي عنت لقيوميته الوجوه َو َخ َض َع ْت‬
‫ِر‬ ‫ِإ ِإ‬
‫َق‬ ‫َظ‬
‫ِل َع َم ِتِه الِّر اُب ‪.‬‬
‫َّم‬ ‫َع َل َخ ْي ُأ‬ ‫َر‬ ‫َو َأ ْش َه ُد َأ َّن َس َد َن ُم َح َّم ًد َع ْب ُد ُه َو َر ُس ُل ُه َمْلْبُع ُث ْن َأ ْك َر ُّش ُع َو َأ ْش‬
‫ِر ٍة‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ال‬
‫ِف ِّش ِب ِإ‬ ‫ِم ال وِب‬ ‫و ا و ِم‬ ‫ا‬ ‫ِّي ا‬
‫َمْل‬ ‫َل‬ ‫اَل ًة اَل‬ ‫َأْل ْن‬ ‫َأ ْف‬
‫ِب َض ِل ِك َت اٍب ا َج اِب َص َو َس ًم ا َد اِئ َم ْي ِن ِإ ى َيْو ِم ا آِب ‪َ .‬و َب ْع ُد ‪.‬‬

‫فإن هذه مقالة في بيان الناسخ واملنسوخ في القرآن الكريم‪ ،‬وهذه تتكلم عن سبعة أشياء وهي‪:‬‬

‫التعريف بالناسخ واملنسوخ‬ ‫ا‪.‬‬


‫شروط الناسخ واملنسوخ‬ ‫ب‪.‬‬
‫األدلة التي تشير إلى وجود الناسخ واملنسوخ‬ ‫ج‪.‬‬
‫أنواع الناسخ واملنسوخ‬ ‫د‪.‬‬
‫األمثلة من اآليات عن الناسخ واملنسوخ‬ ‫ه‪.‬‬
‫طرق معرفة الناسخ واملنسوخ‬ ‫و‪.‬‬
‫الحكمة من وجود الناسخ واملنسوخ‬ ‫ز‪.‬‬
‫الفرق بين النسخ والتخصيص والتقييد‬ ‫ح‪.‬‬
‫مؤلفات التفسير بالناسخ واملنسوخ‬ ‫ط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الناسخ واملنسوخ‬

‫التعريف بالناسخ واملنسوخ‬ ‫ا‪.‬‬


‫النسخ لغة‬ ‫‪.1‬‬
‫يطلق بمعنى اإلزالة‪ ،‬ومنه يق ال‪ :‬نسخت الشمس الظل‪ :‬أي أزالته‪ .‬ونسخت الريح أث ر‬ ‫‪-‬‬
‫املشي‪ ،‬ويطلق بمعنى نقل الشيء من موضع إلى موضع‪ ،‬ومنه نسخت الكتاب‪ :‬إذا نقلت‬
‫ُك َت ُل‬ ‫ُك َن ْن‬
‫ما فيه‪ .‬وفي الق رآن‪ِ{ :‬إ َّن ا َّن ا ْس َت ِس ُخ َم ا ْنُت ْم ْعَم وَن } (الجاثية‪ ،)29 :‬واملراد به نق ل‬
‫‪1‬‬
‫األعمال إلى الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬يرد النسخ بمعنى اإلزالة ومنه قوله تعالى‪َ{ :‬ف َي ْن َس ُخ الَّل ُه َم ا ُي ْل ي الَّش ْي َط اُن ُث َّم ُيْح ُم الَّل ُه‬
‫ِك‬ ‫ِق‬
‫َذ ْل ًة َك‬
‫‪2‬‬
‫آَي اِتِه } (الحج‪ ،)52 :‬وبمعنى التبديل منه‪َ{ :‬و ِإ ا َب َّد َن ا آَي َم اَن آَي ٍة } (النحل‪.)11:‬‬
‫‪ .2‬النسخ اصطالحا‬
‫وأما مفهومه في الشرع فهو موض ع خالف بين الق دامى واملحدثين‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي وسع دائرة الخالف بين املق ِّر ين به واملنكرين له من جهة‪ ،‬وجعل املق ِّر ين به‬
‫ينقسمون إلى مقٍّل ومكثٍر فيما نسخ وما لم ينسخ من جهة أخرى‪.‬‬
‫َّن‬
‫فقد فهم أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم والتابعون من بعدهم ال ْس َخ فهًم ا‬
‫َّن‬
‫أوسع مًد ى‪ ،‬وأبعد غوًر ا من فهم املحدثين له‪ .‬فق د كانوا يرون أن ال ْس َخ ‪ :‬هو مطلق‬
‫التغيير الذي يطرأ على بعض األحكام‪ ،‬فيرفعها بأحكام أخرى تحُّل محلها‪ ،‬أو يخ ُص‬
‫ِّص‬
‫َّن‬
‫األحكام بعد أن كانت عامة‪ ،‬أو يقيدها بعد أن كانت مطلق ة‪ ،‬فال ْس ُخ عندهم يشمل‬
‫َّن‬
‫الرفع الكلي‪ ،‬والرفع الجزئي‪ .‬وهذا املفهوم أخذ باملعنى املشترك للفظ ال ْس ِخ في اللغة‪.‬‬
‫َّن‬
‫هذا هو مفهوم ال ْس ِخ عند املتقدمين‪ ،‬أما مفهومه عند املتأخرين فهو مفهوم‬
‫َّن‬
‫ضيق مقصور على الرفع واإلزالة‪ .‬فقد عَّر فوا ال ْس َخ بأنه‪ :‬رفع الحكم الشرعي بدليل‬
‫شرعي متأِّخ ٍر عنه‪.‬‬
‫فهذا التعريف قد أخرج تخصيص العام وتقييد املطلق باالستثناء‪ ،‬أو بالصفة‪،‬‬
‫أو بالحال‪ ،‬أو بالزمان‪ ،‬أو باملكان‪ ,‬وغير ذلك من أنواع التخصيص والتقييد‪ .‬ومن هنا‬

‫‪ 1‬مناع خليل القطان‪ ،‬مناع القطان‪( ،‬الحرمين‪ :‬سورابايا)‪ ،‬ص‪.232‬‬


‫‪ 2‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان‪( ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت)‪،‬ج‪ ،2‬ص‪،326‬‬

‫‪2‬‬
‫نعلم أن الصحابة والتابعين قد عُّد وا في املنسوخ آيات كثيرة بحسب مفهومهم الواسع‬
‫َّن‬
‫ملعنى ال ْس ِخ ‪.‬‬
‫وقال قتادة بن دماعة‪ :‬أما النسخ في االصطالح فهو رفع الحكم الشرعى بدليل شرعى‬ ‫‪-‬‬
‫متأخر‪ 3.‬فالحكم املرفوع يسمى املنس وخ‪ ،‬والدليل الرافع يسمى الناسخ ويسمى الرفع‬
‫‪4‬‬
‫النسخ‪.‬‬
‫قال أ‪.‬د محمد عبد املنعم في (األصالن في علوم القرآن‪ :‬ص‪ )80‬أصح تعريفات النسخ ما‬ ‫‪-‬‬
‫ذكره الحافظ ابن حجر‪ :‬رفع تعلق حكم شرعي بدليل شرعي متأخر‪.‬‬

‫فعملية النسخ على هذا تقتضى منسوخا وهو الحكم الذى كان مقررا سابقا‪ ،‬وتقتضى‬
‫ناسخا‪ ،‬وهو الدليل الالحق‪.‬‬

‫ق ال محمد علي الحس ن في املنار "اختلف مؤلف و علوم الق رآن واألصول في تعري ف‬ ‫‪-‬‬
‫النسخ‪ ،‬فمن قائل بأن النسخ هو إبطال الحكم املس تفاد من نص سابق بنص الحق‪.‬‬
‫ومن قائل‪ :‬إنه خطاب الشارع املانع من استمرار ما ثبت من حكم شرعي سابق‪ .‬ومن‬
‫قائل‪ :‬هو رفع الحكم الشرعي لخطاب شرعي‪ .‬وأولى األقوال وأقربها للصواب أن النسخ‬
‫ّش‬
‫‪5‬‬
‫هو رفع الحكم ال رعي بدليل شرعي متأخر"‪.‬‬

‫من العرض الس ابق‪ ،‬فاستخلص الباحث أن التعري ف بالنسخ ولو كان متعدد‬
‫ّش‬
‫األلفظ فاملعنى والغاية واحد وهو رفع الحكم ال رعي بدليل شرعي متأخر‪ .‬وربما كان‬
‫تعدده لفظا فهو يرجع إلى إرادة العلماء في تسهيل مفهوم النسخ عند الناس‪.‬‬

‫قتادة بن دماعة‪ ،‬الناسخ واملنسوخ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ 1998 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.6،‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد بكر إسماعيل‪ ،‬دراسات في علوم القرآن‪ ،‬دار املنار‪1999 ،‬م‪ ،‬ط‪،2‬ص ‪.245-244‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد علي الحسن‪ ،‬املنار في علوم القلرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪2000 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.186‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪3‬‬
‫شروط الناسخ واملنسوخ‬ ‫ب‪.‬‬
‫بعدما قدمت التعريف بالنسخ‪ ،‬فالنسخ ال يخلو من الشروط التي ال بد من توفرها‪.‬‬
‫وللنسخ في القرآن شروط منها‪:‬‬
‫أن يكون الحكم املنسوخ شرعًّي ا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم خطاًب ا شرعًّي ا متراخًي ا عن الخطاب املنسوخ حكمه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وأال يكون الخطاب املرفوع حكمه مقيدا بوقت معين‪ .‬وإال فالحكم ينتهي بانتهاء وقته وال‬ ‫‪.3‬‬
‫‪6‬‬
‫يعد هذا نسخا‪.‬‬

‫فقد وضع قيودا خمسة أ‪.‬د محمد عبد املنعم في (األصالن في علوم القرآن‪ :‬ص‪ )80‬وهي‪:‬‬

‫القيد األول‪ :‬أن املنس وخ حكم‪ ،‬فيخ رج ما ليس بحكم؛ كالوعد والوعيد؛ إذ املراد بالحكم‬
‫الحكم التكليفي‪.‬‬

‫القيد الث اني‪ :‬أن يكون شرعًّي ا‪ ،‬فال نسخ للبراءة األصلية؛ ألنها ليس ت بحكم شرعي‪ .‬فإيجاب‬
‫الصالة على املسلم ال يقال‪ :‬إنه نسخ براءة ذمته قبل وجوب الصالة عليه‪.‬‬

‫وكذلك ال نسخ لألحكام اللغوية أو العقلية؛ ألن النسخ يقع على الحكم الشرعي فقط‪.‬‬

‫القيد الثالث‪ :‬أن يكون الناسخ خطاًب ا شرعًّي ا‪ ،‬فال نسخ باملوت أو رفع التكليف بسبب الجنون؛‬
‫اًّل‬
‫ألن ك من املوت والجنون ليسا خطابين شرعيين‪.‬‬

‫القيد الرابع‪ :‬صالحية الحكم املنسوخ للعمل به وقت التكليف به‪ ،‬فيخرج بذلك العبث‪.‬‬

‫القيد الخامس‪ :‬أن يتأخر الناسخ عن املنسوخ بمدة يمكن العمل فيها باملنسوخ‪ ،‬وإال فإن الحكم‬
‫الذي لم يتمكن العمل به هو والعدم سواء‪.‬‬

‫مناع خليل القطان‪ ،‬مناع القطان‪( ،‬الحرمين‪ :‬سورابايا)‪ ،‬ص‪.232‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫األدلة التي تشير إلى وجود الناسخ واملنسوخ‬ ‫ج‪.‬‬
‫وهناك أدلة من القرآن والحديث النبوي تشير إلى وجود النسخ في القرآن‪ ،‬وقبل ذكرها‬
‫فمن املهم أن أذكر أقسام الناس في النسخ‪ ،‬وهم فيه على أربعة أقسام‪ :‬اليهود والروافض وأبو‬
‫مس لم األصفهاني (محمد بن بحر ‪،‬املشهور بأبي مس لم املعتزلي) وجمهور العلماء‪ .‬فاألدلة التي‬
‫سأوردها من قبل جمهور العلماء وهي كما يلي‪:‬‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫َو َذ َب َّد ْل َن َي ًة َم َك َن َي َو َّل ُه ْع َل ُم َم ُي َن ُل َق ُل َّن َم ْنَت ُم ْف َت َب ْل ْك َث ُر ُه ْم اَل‬
‫ٍر‬ ‫ِب ا ِّز ا وا ِإ ا‬ ‫ا آ ٍة ال‬ ‫‪ .1‬قوله تعالى‪ِ { :‬إ ا ا آ‬
‫َل‬
‫َي ْع ُم ون } [النحل‪.]101 :‬‬
‫قال الزمخشري‪ :‬تبديل اآلية مكان اآلية هو النسخ‪ ،‬وهللا تعالى ينسخ الشرائع بالشرائع ألنها‬
‫مصالح‪ ،‬وهللا تعالى عالم باملصالح واملفاسد‪ ،‬فيثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بحكمته‪ ،‬وهذا‬
‫ُي َن ُل ‪7‬‬ ‫َّل َأ َل‬
‫معنى قوله‪َ :‬و ال ُه ْع ُم ِب ما ِّز ‪.‬‬
‫َأ ْث‬ ‫َأ ُن ْن َن ْأ َخ‬ ‫َنْن‬
‫وقوله تعالى‪َ{ :‬م ا َس ْخ ِم ْن آَي ٍة ْو ِس َه ا ِت ِب ْي ٍر ِم ْن َه ا ْو ِم ِل َه ا} [البقرة‪]106 :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫َنْن‬
‫قال إمام املفسرين ابن جرير الطبري‪ :‬ما َس ْخ ِم ْن آَي ٍة أي‪ :‬ما نبّد ل من حكم آية فنغيره‪،‬‬
‫وذلك بأن يحّو ل الحالل حراما والحرام حالال‪ ،‬واملباح محظورا‪ ،‬واملحظور مباحا‪ ،‬وال يكون‬
‫اّل‬
‫ذلك إ في األمر والنهي‪ ،‬والحصر واإلطالق‪ ،‬واملنع واإلباحة ‪ ..‬فأما األخبار فال يكون فيها‬
‫ناسخ وال منسوخ‪ .‬أما قوله‪َ :‬أ ْو ُن ْن ها فمعناه نتركها فال نبّد لها‪ .‬وأما قوله‪َ :‬ن ْأ َخ ْي ْن ها َأ ْو‬
‫ِت ِب ٍر ِم‬ ‫ِس‬
‫ْث‬
‫ِم ِل ها فمعناه‪ :‬نأت بحكم خير لكم من حكم اآلية التي نسخناها‪ ،‬وال شّك أن الخيرية تتحقق‬
‫ّف‬
‫بالنسبة للناس في الدنيا‪ ،‬إذا كان الحكم الجديد أو الناسخ أخ من الحكم املنسوخ‪،‬‬
‫وتتحقق أيضا إذا كان فضال بالنسبة لآلخرة حيث إن الثواب أجزل‪.‬‬
‫ّل‬ ‫ّل‬
‫‪ -‬أما السنة‪ :‬فقد دل قوله ص ى هللا عليه وس م على جواز النسخ فقد صح الحديث‪« :‬كنت‬
‫اّل‬
‫نهيتكم عن زيارة القبور أال فزوروها»‪ .8‬وليس معنى الحديث إ القول بجواز زيارتها بعد‬
‫النهي عن ذلك‪ ،‬والنسخ ال يعني أكثر من ذلك‪ ،‬أن يحّو ل الحرام حالال‪ ،‬واملحظور مباحا على‬
‫‪9‬‬
‫حد قول ابن جرير الطبري‪.‬‬

‫‪ 7‬الزمخشري‪ ،‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العربي‪1407 ،‬هـ‪ ،‬ط‪ ،4‬ج‪ ،2‬ص‪.634‬‬
‫‪ 8‬سنن ابن ماجة ‪ ،501 /1‬ح ‪1571‬‬
‫محمد علي الحسن‪ ،‬املنار في علوم القلرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪2000 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.187‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪5‬‬
‫أنواع الناسخ واملنسوخ‬ ‫د‪.‬‬
‫والنسخ في القرآن ثالثة أنواع‪ ،‬وهذا باتبار النسخ نفسه في القرآن‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬نسخ التالوة والحكم معا‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ومثاله‪ :‬ما رواه مسلم وغيره عن عائشة قالت‪" :‬كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات‬ ‫‪.2‬‬
‫يحرمن‪ ،‬فنسخن بخمس معلومات‪ ،‬فتوفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهن فيما‬
‫يق رأ من الق رآن"‪ ,10‬وقولها‪" :‬وهن فيما يق رأ من الق رآن" ظ اهره بق اء التالوة‪ ،‬وليس‬
‫كذلك‪ ،‬فإنه غير موجود في املصحف العثماني‪ .‬وأجيب بأن املراد‪ :‬قارب الوفاة‪ .‬واألظهر‬
‫أن التالوة نسخت ولم يبلغ ذلك كل الناس إال بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فتوفي وبعض الناس يقرؤها‪.‬‬
‫وحكى القاضي أبو بكر في "االنتصار" عن قوم إنكار هذا القسم؛ ألن األخبار فيه أخبار‬
‫آحاد‪ ،‬وال يجوز القطع على إنزال القرآن ونسخه بأخبار آحاد ال حجة فيها تفيد القطع‪،‬‬
‫ولكنها ظنية‪ .‬ويجاب على ذلك بأن ثبوت النسخ شيء‪ ،‬وثبوت نزول القرآن شيء آخر‪،‬‬
‫فثبوت النسخ يكفي فيه الدليل الظني بخبر اآلحاد‪ ،‬أما ثبوت نزول القرآن فهو الذي‬
‫ُي شترط فيه الدليل القطعي بالخبر املتواتر‪ ،‬والذي معنا ثبوت النسخ ال ثبوت القرآن‬
‫فيكفي فيه أخبار اآلحاد‪ .‬ولو قيل إن هذه القراءة لم تثبت بالتواتر لصح ذلك‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬نسخ الحكم وبقاء التالوة‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ومثاله‪ :‬نسخ حكم آية العدة بالحول مع بق اء تالوتها (َو اَّل يَن ُي َت َو َّف ْو َن ْن ُك ْم َو َي َذ ُر وَن‬
‫ِم‬ ‫ِذ‬
‫َل ُك‬ ‫َف اَل‬ ‫َف َخ‬ ‫َغ ْخ‬ ‫َل ْل‬ ‫ًة َأِل‬ ‫َأ‬
‫ْز َو اًج ا َو ِص َّي ْز َو اِج ِه ْم َم َت اًع ا ِإ ى ا َح ْو ِل ْي َر ِإ َر اٍج ِإ ْن َر ْج َن ُج َن اَح َع ْي ْم ِف ي َم ا‬
‫َّل‬ ‫َأ‬ ‫َف ْل‬
‫َع َن ِف ي ْنُف ِس ِه َّن ِم ْن َم ْع ُر وٍف َو ال ُه َع ِز ي ٌز َح ِك يٌم ) (البق رة‪ )240 :‬وهذا النوع هو الذي‬
‫ألفت فيه الكتب وذكر املؤلفون فيه اآليات املتعددة‪ .‬والتحقيق أنها قليلة‪ ،‬كما بين ذلك‬
‫القاضي أبو بكر ابن العربي‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬نسخ التالوة مع بقاء الحكم‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وقد ذكروا له أمثلة كثيرة‪ ،‬منها آية الرجم‪" :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة‬
‫نكاال من هللا‪ ،‬وهللا عزيز حكيم" ومنها ما رِو ي في الصحيحين عن أنس في قصة أصحاب‬

‫‪ 10‬صحيح مسلم‪/‬كتاب الرضاع‪/‬باب التحريم بخمس رضعات‪24/1452 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫بئر معونة الذين قتلوا وقنت الرسول يدعو على ق اتليهم‪ ،‬ق ال أنس‪ :‬ونزل فيهم ق رآن‬
‫قرأناه حتى رفع‪" :‬أن بِّل غوا عنا قومنا أَّن ا لقينا ربنا فرضي عنا وأرض انا" ثم نسخت‬
‫تالوته بقوله تعالى {َو اَل تحس بن اَّل ذين قتلوا ي َس يل ِهللا َأ ْم َو اًت ا َب ْل َأ ْح َي اٌء ِع ْن َد َر ْم‬
‫ِّب ِه‬ ‫ِف ِب‬
‫ُق‬
‫ُي ْر َز وَن } (آل عمَر ان‪ .)169 :‬وبعض أهل العلم ينكر هذا النوع من النسخ‪ .‬ألن األخبار‬
‫فيه أخبار آحاد‪ ،‬وال يجوز القطع على إنزال ق رآن ونسخه بأخبار آحاد‪ ،‬ق ال ابن‬
‫الحصار‪" :‬إنما ُي رجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أو عن‬
‫صحابي يقول‪ :‬آية كذا نسخت كذا‪ ،‬قال‪ :‬وقد يحكم به عند وجود التعارض املقطوع به‬
‫مع علم التاريخ ليعرف املتق دم واملتأخر‪ ،‬ق ال‪ :‬وال يعتمد في النسخ على ق ول عوام‬
‫املفسرين‪ ،‬بل وال اجتهاد املجتهدين من غير نقل صريح‪ ،‬وال معارضة بينة‪ ،‬ألن النسخ‬
‫يتضمن رفع حكم وإثبات حكم تقرر في عهده صلى هللا عليه وسلم واملعتمد فيه النقل‬
‫والتاريخ دون الرأي واالجتهاد‪ ،‬قال‪ :‬والناس في هذا بين طرفي نقيض‪ ،‬فمن قائل‪ :‬ال يقبل‬
‫في النسخ أخبار اآلحاد العدول‪ ،‬ومن متس اهل يكتفي فيه بق ول مفس ر أو مجتهد‪،‬‬
‫والصواب خالف قولهما"‪.‬‬
‫وق د يق ال‪ :‬إن اآلية والحكم املس تفاد منها متالزمان؛ ألن اآلية دليل على الحكم‪ .‬فإذا‬
‫نسخت اآلية نسخ حكمها‪ .‬وإال وق ع الناس في لبس‪ .‬ويجاب عن ذلك بأن هذا التالزم‬
‫يس لم لو لم ينصب الشارع دليال على نسخ التالوة‪ ،‬وعلى إبق اء الحكم‪ ،‬أما وق د نصب‬
‫الدليل على نسخ التالوة وحدها‪ ،‬وعلى إبقاء الحكم واستمراره فإن التالزم يكون باطال‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫وينتفي اللبس بهذا الدليل الشرعي الذي يدل على نسخ التالوة مع بقاء الحكم‪.‬‬

‫أما أقسام النسخ فينقسم إلى أربعة أقسام وهي‪:‬‬

‫القس ‪11‬م األول‪ :‬نسخ الق رآن بالقرآن‪ :‬وهذا القس م متف ق على جوازه ووقوعه من الق ائلين‬
‫بالنسخ‪ ،‬فآية االعتداد بالحول مثال نسخت بآية االعتداد بأربعة أشهر وعشر‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬نسخ القرآن بالسنة‪ :‬وتحت هذا نوعان‪:‬‬

‫مناع خليل القطان‪ ،‬مناع القطان‪( ،‬الحرمين‪ :‬سورابايا)‪ ،‬ص‪.240-238‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪7‬‬
‫أ‪ -‬نسخ الق رآن بالس نة اآلحادية‪ .‬والجمهور على عدم جوازه‪ .‬ألن الق رآن متواتر يفيد‬
‫اليقين‪ ،‬واآلحادي مظنون‪ ،‬وال يصح رفع املعلوم باملظنون‪.‬‬
‫ب‪ -‬ونسخ القرآن بالسنة املتواترة‪ .‬وقد أجازه مالك وأبو حنيفة وأحمد في رواية‪ ،‬ألن الكل‬
‫اَّل‬ ‫ْل‬
‫وحي‪ .‬قال تعالى‪َ{ :‬و َم ا َي ْن ِط ُق َع ِن ا َه َو ى‪ِ ،‬إ ْن ُه َو ِإ َو ْح ٌي ُي وَح ى} (النجم‪)4-3 :‬‬
‫َّك‬ ‫َل َّل‬ ‫ُن َل‬ ‫ْك‬ ‫َأ ْن ْل َل‬
‫وقال‪َ{ :‬و َز َن ا ِإ ْي َك الِّذ َر ِل ُت َب ِّي َن ِل لَّن اِس َم ا ِّز َل ِإ ْي ِه ْم َو َع ُه ْم َي َتَف ُر ون} (النحل‪ ,)44 :‬والنسخ‬
‫نوع من البيان ومنعه الشافعي وأهل الظاهر وأحمد في الرواية األخرى‪ ،‬لقوله تعالى‪َ{ :‬م ا‬
‫َأ ْث‬ ‫َأ ُن ْن َن ْأ َخ‬ ‫َنْن‬
‫َس ْخ ِم ْن آَي ٍة ْو ِس َه ا ِت ِب ْي ٍر ِم ْن َه ا ْو ِم ِل َه ا}‪ ,‬والسنة ليست خيرا من القرآن وال مثله‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬نسخ السنة بالقرآن ‪ ,‬ويجيزه الجمهور‪ ،‬فالتوجه إلى بيت املقدس كان ثابًت ا‬
‫بالس نة‪ ،‬وليس في الق رآن ما يدل عليه‪ ،‬وق د ُن ِس َخ بالقرآن في قوله‪َ{ :‬ف َو َو ْج َه َك َش ْط َر‬
‫ِّل‬
‫ْل‬ ‫َمْل‬
‫ا ْس ِج ِد ا َح َر اِم } (البقرة‪ ,)144 :‬ووجوب صوم يوم عاشوراء كان ثابتا بالسنة ونسخ بقوله‪:‬‬
‫َف ْل‬ ‫ُك‬ ‫َف َش‬
‫{ َم ْن ِه َد ِم ْن ُم الَّش ْه َر َيُص ْم ُه } (البقرة‪.)185 :‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬نسخ السنة بالسنة‪ ،‬وتحت هذا أربعة أنواع‪ :‬نسخ متواترة بمتواترة‪ ،‬ونسخ‬
‫آحاد بآحاد‪ ،‬ونسخ آحاد بمتواترة‪ ،‬ونسخ متواترة بآحاد‪.‬‬
‫والثالث ة األولى جائزة أما النوع الرابع ففيه الخالف الوارد في نسخ الق رآن بالس نة اآلحادية‪،‬‬
‫والجمهور على عدم جوازه‪ .‬أما نسخ كل من اإلجماع والقياس والنسخ بهما فالصحيح عدم‬
‫جوازه‪.‬‬

‫األمثلة من اآليات عن الناسخ واملنسوخ‬ ‫ه‪.‬‬

‫ذكر السيوطي في اإلتقان إحدى وعشرين آية اعتبرها من قبيل النسخ‪ 12،‬وهي‪:‬‬

‫من البقرة‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ُ{ :‬ك َب َع َل ْي ُك ْم َذ ا َح َض َر َأ َح َد ُك ُم اَمْلْو ُت ْن َت َر َك َخ ْي ًر ا اْل َو َّي ُة ْل َو ا َد ْي َو اَأْل ْق َر يَن‬
‫ِب‬ ‫ِص ِل ِل ِن‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫ِت‬
‫َأ اَل اَل‬ ‫َمْلْع ُر َح ًّق َع َل َّتُمْل‬
‫ا ى ا ِق ين} (البق رة‪ )180 :‬منس وخة قيل بآية املواريث وقيل‪ :‬بحديث "‬ ‫ِب ا وِف‬
‫َة‬
‫َو ِص َّي ِل َو اِر ٍث " وقيل باإلجماع حكاه ابن العربي‪.‬‬

‫جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان‪( ،‬دار الفكر‪ :‬بيروت)‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.330-328‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪8‬‬
‫َف َت َط َخ َف َخ َل َأ َت‬ ‫ٌة َط‬ ‫َن‬ ‫َل َّل‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬و َع ى ا ِذ يَن ُي ِط يُق و ُه ِف ْد َي َع اُم ِم ْس ِك يٍن َم ْن َّو َع ْي ًر ا ُه َو ْي ٌر ُه َو ْن ُص وُم وا‬
‫َخ ْي ٌر َل ُك ْم ْن ُك ْنُت ْم َت ْع َل ُم وَن } (البق رة‪ )184 :‬قيل‪ :‬منس وخة بقوله‪َ{ :‬ف َم ْن َش َد ِم ْن ُك ُم الَّش ْه َر‬
‫ِه‬ ‫ِإ‬
‫َف ْل‬
‫َيُص ْم ُه } اآلية (البقرة‪.)185 :‬‬
‫َق ُك‬ ‫َل َّل‬ ‫َك ُك‬ ‫َف ُث‬ ‫َل ُك َل َل َة‬ ‫ُأ‬
‫وقوله‪ِ { :‬ح َّل ْم ْي الِّص َي اِم الَّر } ناسخة لقوله‪َ { :‬م ا ِت َب َع ى ا ِذ يَن ِم ْن ْب ِل ْم } ألن‬
‫مقتضاها املوافقة فيما كانوا عليه من تحريم األكل والوطء بعد النوم ذكره ابن العربي وحكى‬
‫قوال آخر أنه نسخ ملا كان بالسنة‪.‬‬
‫َق ُل‬ ‫ْل‬ ‫َأ َن‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬ي ْس لو َك َع ِن الَّش ْه ِر ا َح َر اِم } اآلية (البق رة‪ )117 :‬منس وخة بقوله‪َ{ :‬و اِت وا‬
‫َك َّف ًة‬ ‫ُمْلْش‬
‫ا ِر ِك يَن ا } اآلية (التوبة‪ )36 :‬أخرجه ابن جرير عن عطاء بن ميسرة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬و اَّل ِذ يَن ُي َت َو َّف ْو َن ِم ْن ُك ْم } لى قوله‪َ{ :‬م َت اعًا َل ى اْل َح ْو } منس وخة بآية {َأ ْر َب َع َة َأ ْش ُه‬
‫ٍر‬ ‫ِل‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ‬
‫ْش ًا‬
‫َو َع ر } والوصية منسوخة بامليراث والسكنى ثابتة عند قوم منسوخة عند آخرين بحديث "وال‬
‫ُك‬ ‫ُك َأ ُتْخ‬ ‫َأ‬ ‫ُت‬
‫سكنى "وقوله تعالى‪َ{ :‬و ِإ ْن ْب ُد وا َم ا ِف ي ْنُف ِس ْم و ُف وُه ُيَح اِس ْب ْم ِب ِه ُهللا } (البق رة‪)284 :‬‬
‫ًا َّال‬ ‫اَل َك ُف َّل‬
‫منسوخة بقوله بعده { ُي ِّل ال ُه َنْف س ِإ ُو ْس َع َه ا} (البقرة‪.)286 :‬‬
‫ومن آل عمران‪:‬‬
‫َط‬ ‫َّل‬ ‫َف‬ ‫ُتَق‬ ‫َّل‬
‫قوله تعالى‪{ :‬اَّتُق وا ال َه َح َّق اِت ِه } وقيل‪ :‬إنه منسوخ بقوله‪ { :‬اَّتُق وا ال َه َم ا اْس َت ْع ُت ْم } وقيل ال‬
‫بل هو محكم وليس فيها آية يصح فيها دعوى النسخ غير هذه اآلية‬
‫ومن النساء‪:‬‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬و اَّل ِذ يَن َع َق َد ْت َأ ْيَم اُن ُك ْم َف آُت وُه ْم َن يَبُه ْم } منسوخة بقوله‪َ{ :‬و ُأ وُل و اَأل ْر َح ا َب ْع ُض ُه ْم‬
‫ِم‬ ‫ِص‬
‫َة‬ ‫ْل‬ ‫َذ‬ ‫َّل‬ ‫َأ َل‬
‫ْو ى ِب َبْع ٍض ِف ي ِك َت اِب ال ِه } قوله تعالى‪َ{ :‬و ِإ ا َح َض َر ا ِق ْس َم } اآلية قيل‪ :‬منسوخة وقيل‪ :‬ال ولكن‬
‫اَّل ْأ ْل َش َة‬
‫تهاون الناس في العمل بها قوله تعالى‪َ{ :‬و ال ِت ي َي ِت يَن ا َف اِح } اآلية منسوخة بآية النور‬
‫ومن املائدة‪:‬‬
‫ْل‬
‫قوله تعالى‪َ{ :‬و ال الَّش ْه َر ا َح َر اَم } منسوخة بإباحة القتال فيه‬
‫ُك‬ ‫َأ‬ ‫َأ َأ‬ ‫َف ُك‬ ‫َف‬
‫قوله تعالى‪ِ { :‬إ ْن َج اُء وَك اْح ْم َبْي َن ُه ْم ْو ْع ِر ْض َع ْن ُه ْم } منس وخة بقوله‪َ{ :‬و ِن اْح ْم َبْي َن ُه ْم ِب َم ا‬
‫َّل‬ ‫َأ ْن‬
‫َز َل ال ُه }‬
‫ُك‬ ‫َذ‬ ‫َأ ْش‬ ‫َغ ُك‬ ‫َأ َخ‬
‫وقوله تعالى‪ْ { :‬و آ َر اِن ِم ْن ْي ِر ْم } منسوخ بقوله‪َ{ :‬و ِه ُد وا َو ْي َع ْد ٍل ِم ْن ْم }‬
‫ومن األنفال‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫ُك ْش‬ ‫ُك‬
‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إ ْن َي ْن ِم ْن ْم ِع ُر وَن َص اِب ُر وَن } اآلية منسوخة باآلية بعدها‬
‫ومن براءة‪:‬‬
‫آْل‬ ‫َل َأل‬ ‫َل‬ ‫ًا َق ًال‬ ‫ْن‬
‫قوله تعالى‪{ :‬ا ِف ُر وا ِخ َف اف َو ِث ا } منسوخة بآيات العذر وهوقوله‪ْ { :‬ي َس َع ى ا ْع َم ى َح َر ٌج } ا ية‬
‫َك َّف ًة‬ ‫َك ُمْل‬ ‫َل‬ ‫َل‬
‫وقوله تعالى‪ْ { :‬ي َس َع ى الُّض َع َف اِء } اآليتين وبقوله‪َ{ :‬و َم ا اَن ا ْؤ ِم ُن وَن ِل َي ْن ِف ُر وا ا }‬
‫ومن النور‪:‬‬
‫َّال ًة‬ ‫اَل‬
‫قوله تعالى‪{ :‬الَّز اِن ي َي ْن ِك ُح ِإ َز اِن َي } اآلية منسوخة‬
‫ُك‬ ‫َأل‬ ‫َأ ْن‬
‫بقوله‪َ{ :‬و ِك ُح وا ا َي اَم ى ِم ْن ْم }‬
‫َلَك َأ ُن ُك‬ ‫ْأ ْن ُك َّل‬
‫قوله تعالى‪ِ{ :‬ل َي ْس َت ِذ ُم ا ِذ يَن َم ْت ْيَم ا ْم } اآلية قيل منسوخة وقيل ال ولكن تهاون الناس في‬
‫العمل بها‬
‫ومن األحزاب‪:‬‬
‫َأ‬ ‫َلْل َل‬ ‫َأ‬ ‫َل‬ ‫اَل‬
‫قوله تعالى‪َ { :‬ي ِح ُّل َك الِّن َس اُء } اآلية منسوخة بقوله‪ِ{ :‬إ َّن ا ْح َن ا َك ْز َو اَج َك } اآلية‬
‫املجادلة‪:‬‬
‫َف َق‬ ‫َذ َن‬
‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إ ا اَج ْي ُت ُم الَّر ُس وَل ِّد ُم وا} اآلية منسوخة باآلية بعدها‬
‫ومن املمتحنة‪:‬‬
‫َأ‬ ‫ْث‬ ‫َأ‬ ‫َذ‬ ‫َف ُت َّل‬
‫قوله تعالى‪ { :‬آ وا ا ِذ يَن َه َب ْت ْز َو اُج ُه ْم ِم َل َم ا ْنَف ُق وا} قيل‪ :‬منسوخ بآية السيف وقيل‪ :‬بآية‬
‫الغنيمة وقيل‪ :‬محكم‬
‫ومن املزمل‪:‬‬
‫ُق َّل َّال َق ًال‬
‫قوله‪ِ { :‬م ال ْيَل ِإ ِل ي } قيل منسوخ بآخر السورة ثم نسخ اآلخر بالصلوات الخمس‬
‫فهذه إحدى وعشرون آية منس وخة على خالف في بعضها ال يصح دعوى النسخ في غيرها‬
‫َف َأ‬
‫واألصح في آية االستئذان والقسمة اإلحكام فصارت تسعة عشر ويضم إليها قوله تعالى‪ْ { :‬ي َن َم ا‬
‫ُت َو ُّل وا َف َث َّم َو ْج ُه الَّل } على رأي ابن عباس أنها منس وخة بقوله‪َ{ :‬ف َو َو ْج َه َك َش ْط َمْلْس‬
‫َر ا ِج ِد‬ ‫ِّل‬ ‫ِه‬
‫ْل‬
‫ا َح َر اِم } اآلية فتمت عشرون‪.‬‬

‫وبسط الكالم في هذا الباب ابن حزم في ناسخه حيث إنه قال‪:‬‬

‫السور التي لم يدخلها ناسخ ومنسوخ‬

‫‪10‬‬
‫هي ثالث وأربعون سورة منها (أم الكتاب) ‪ ،‬و (يوسف) عليه الس الم و (يس) و (الحجرات) وسورة‬
‫(الرحمن) و (الحديد) والصف) و (الجمعة) و (والتحريم) و (امللك) و (الحاقة) ‪ ،‬و (نوح) عليه السالم و‬
‫(والجن) و (املرسالت) و (النبأ) و (النازعات) و (االنفطار) و (املطففين) و (االيشقاق) و (البروج) و‬
‫(الفجر) و (البلد) و (الشمس) و (الليل) و (الضحى) و (ألم نشرح) و (التين) و (القلم) و (الق در) و (لم‬
‫يكن) و (الزلزلة) و (العاديات) و (القارعة) والتكاثر) و (الهمزة) و (ق ريش) و (املاعون) و (الكوثر) و‬
‫(والنصر) و (تبت) و (واإلخالص) و (الفلق) و (الناس)‬

‫السور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ‬

‫وعددها أربعون سورة (‪( )40‬األنعام) و (االعراف) و (يونس) و (وهود) و (الرعد) و (الحجر) و (النحل)‬
‫و (بنو إسرائيل) و (الكهف) و (ط ه) و (املؤمنون) و (النمل) و (القصص) و (العنكبوت) و (الروم) و‬
‫(لقمان) و (الضاجع) و (املالئكة) و (الصافات) و (ص) و (الزمر) و (فصلت) و (الزخرف) و (الدخان) و‬
‫(الجاثية) و (األحق اف) و (محمد) عليه الس الم‪ ،‬و (ق) و (النجم) و (القمر) و (االمتحان) و (ن) و‬
‫(املعارج) و (القيامة) و (االنسان) و (عبس) و (الطارق) و (الغاشية) و (التين) و (الكافرون)‬

‫السور التي داخلها الناسخ واملنسوخ‬

‫وعددها خمس وعشرون سورة (‪ )25‬أولها (البق رة) و (آل عمران) و (النساء) و (املائدة) و (األنفال) و‬
‫(التوبة) و (ابراهيم) عليه السالم) و (مريم) و (األنبياء) و (الحج) و (النور) و (الفرقان) و (الشعراء) و‬
‫(األحزاب) و (املؤمن) و (الشورى) و (الذاريات) و (الطور) و (الواقعة) و (املجادلة) و (املزمل) و (املدثر)‬
‫‪13‬‬
‫و (التكوير) و (العصر)‪.‬‬

‫طرق معرفة النسخ في القرآن‬ ‫و‪.‬‬


‫ال بد في تحقيق النسخ كما علمت من ورود دليلين عن الشارع وهما متعارضان تعارضا‬
‫حقيقيا ال سبيل إلى تالفيه بإمكان الجمع بينهما على أي وجه من وجوه التأوي ل وحينئ ذ فال‬
‫مناص من أن نعتبر أحدهما ناسخا واآلخر منس وخا دفعا للتناقض في كالم الشارع الحكيم‬
‫ولكن أي الدليلين يتعين أن يكون ناسخا وأيهما يتعين أن يكون منسوخا هذا ما ال يجوز الحكم‬

‫ابن حزم‪ ،‬الناسخ واملنسوخ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.12-10‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪11‬‬
‫فيه بالهوى والشهوة بل ال بد من دليل صحيح يق وم على أن أحدهما متأخر عن اآلخر وإذن‬
‫فيكون السابق هو املنسوخ والالحق هو الناسخ ولنا إلى هذا الدليل مسالك ثالثة‪:‬‬
‫أولها أن يكون في أحد النصين ما يدل على تعيين املتأخر منهما نحو قوله تعالى‪َ{ :‬أَأ ْش َف ْق ُت ْم َأ ْن‬
‫ُتَق ُم َبْي َن َي َد ْي َن ْج َو ُك ْم َص َد َق َف ْذ َل ْم َتْف َع ُل َو َت َب َّل ُه َع َل ْي ُك ْم َف َأ ُم َّص َة َو ُت َّز َك َة‬
‫ِق ي وا ال ال آ وا ال ا‬ ‫وا ا ال‬ ‫اٍت ِإ‬ ‫ا‬ ‫ِّد وا‬
‫َو َأ يُع وا الَّل َه َو َر ُس وَل ُه َو الَّل ُه َخ يٌر َم ا َت ْعَم ُل وَن } ونحو قوله‪{ :‬اآْل َن َخ َّف َف الَّل ُه َع ْن ُك ْم َو َع َم َأ َّن‬
‫ِل‬ ‫ِب ِب‬ ‫ِط‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫َئ َت ْي َو ْن َي ُك ْن ْن ُك ْم ْل ٌف َي ْغ ُب ْل َف ْي ْذ‬ ‫ِف يُك ْم َض ْع فًا َف ْن َي ُك ْن ْن ُك ْم اَئ ٌة َص ا َر ٌة َي ْغ ُب‬
‫ِل وا ِن ِب ِإ ِن‬ ‫ِم‬ ‫ِل وا ِم ا ِن ِإ‬ ‫ِب‬ ‫ِم ِم‬ ‫ِإ‬
‫َّل‬ ‫َّل‬
‫ال ِه َو ال ُه َم َع الَّص اِبِر يَن } ونحو قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كنت نهيتكم عن زي ارة القبور أال‬
‫فزوروها وال تقولوا هجرا"‪.‬‬
‫ثانيها أن ينعق د إجماع من األمة في أي عصر من عصورها على تعيين املتق دم من النصين‬
‫واملتأخر منهما‪.‬‬
‫ثالثها أن يرد من طريق صحيحة عن أحد من الصحابة ما يفيد تعيين أحد النصين املتعارضين‬
‫للسبق على اآلخر أو التراخي عنه كأن يقول نزلت هذه اآلية بعد تلك اآلية أو نزلت هذه اآلية‬
‫قبل تلك اآلية أو يقول نزلت هذه عام كذا وكان معروفا سبق نزول اآلية التي تعارضها أو كان‬
‫معروفا تأخرها عنها‪.‬‬

‫الحكمة من وجود الناسخ واملنسوخ‬ ‫ز‪.‬‬

‫قال أ‪.‬د محمد عبد املنعم القيعي في األصالن في علوم القرآن الحكمة من وجود النسخ التيسير‬
‫على األمة؛ فإن أحكام هللا أدوية تتداوى بها‪ ،‬وما ينفع املريض اليوم قد ال ينفعه غًد ا‪ .‬وذكر مناع خليل‬
‫القطان في مناع القطان عددا من حكمة وجود النسخ في القرآن وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬مراعاة مصالح العباد‪.‬‬


‫‪ -2‬تطور التشريع إلى مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة وتطور حال الناس‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -3‬ابتالء املكلف واختباره باالمتثال وعدمه‪.‬‬
‫الفرق بين النسخ والتخصيص والتقييد‬ ‫ح‪.‬‬
‫مناع خليل القطان‪ ،‬مناع القطان‪( ،‬الحرمين‪ :‬سورابايا)‪ ،‬ص‪.232‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪12‬‬
‫إن الناسخ يأتي على الحكم املنسوخ فيزيله بالكلية‪ ،‬وبعبارة أخرى يبطله ويلغيه ويخرجه عن‬ ‫‪.1‬‬
‫اعتباره دليال‪ ،‬أما املخصص فال يلغي العاّم بالكلية‪ ،‬بل يبقى حكم العام معموال به‪ ،‬ولكنه ال‬
‫يستغرق جميع أفراده‪ ،‬بل جزءا منهم‪ ،‬ويبقى العام بعد تخصيصه دليال ثابتا للحكم فيما أبقاه‬
‫املخصص‪.‬‬
‫اّل‬
‫إن الناسخ ال يأتي إ متأخرا عن املنسوخ‪ ،‬أما املخصص فيكون مقارنا للعاّم أو متأخرا عنه‬ ‫‪.2‬‬
‫وقد يكون مستقال أو غير مستقل‪ .‬وبعبارة أخرى منفصال أو متصال‪ ،‬بل قد يتقدم عليه في رأي‪.‬‬
‫النسخ ال يقع في مجال العقائد واألخبار والقصص القرآني‪ ،‬بل يقع في مجال األحكام‪ ،‬أما‬ ‫‪.3‬‬
‫التخصيص فمجاله جميع ما تقدم دون استثناء‪.‬‬
‫وفروق أخرى مختلف فيها فال نذكرها‪ ،‬لنمضي إلى املفارقة بين النسخ والتقييد فنجملها بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫إن العامل بالناسخ ال يكون عامال باملنسوخ قطعا‪ ،‬بينما العامل باملقيد هو عامل باملطلق‬ ‫‪.1‬‬
‫حتما‪.‬‬
‫من شروط النسخ تأخر الناسخ عن املنسوخ‪ ،‬وليس هذا بالزم في املطلق واملقيد إذ قد‬ ‫‪.2‬‬
‫يتأخر املقيد عن املطلق أو يالزمه أو يتقدم عليه‪ ،‬وفروق أخرى لم نذكرها‪.‬‬
‫هذه الشروط التي نرى أن من الضرورة معرفتها‪ ،‬وال يفوتنا أخيرا ذكر قاعدة صلبة في التفريق‬
‫بين التخصيص والتقييد‪ ،‬وهي أن العامل باملقيد هو عامل باملطلق‪ ،‬بينما العامل باملخصص ال‬
‫يكون عامال بالعاّم ‪ ،‬فمن صام شهرين متتابعين فق د صام شهرين قطعا‪ ،‬كما بينا في األمثلة‬
‫الس ابقة‪ ،‬أما فيما يتعلق بالعاّم والخاّص فال يكون من رجم الزاني املحصن ق د عمل بالعاّم‬
‫ّم ‪15‬‬
‫بوجه من الوجوه‪ ،‬لعدم وروده أصال في النّص العا ‪.‬‬

‫محمد علي الحسن‪ ،‬املنار في علوم القلرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪2000 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.202‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪13‬‬
‫مؤلفات التفسير بالناسخ واملنسوخ‬ ‫ط‪.‬‬

‫وقد أحصى قتادة بن دماعة أسماء املؤلفين نحو واحد وسبعين مؤلفا في هذا الباب وذكرهم‬
‫حسب ترتيبهم الزمنى‪ ،‬وهو أول إحصاء شامل‪ 16.‬واستغنيت عن ذكر هؤالء إال قليال منهم‪ ،‬وذلك‬
‫ألن ال يطول هذا البحث‪.‬‬

‫ومن مؤلفات التفسير بالناسخ واملنسوخ هي‪:‬‬

‫الناسخ واملنس وخ لقتادة بن دعامة بن قتادة بن عزي ز‪ ،‬أبو الخطاب السدوسي‬ ‫‪.1‬‬
‫البصري (املتوفى‪117 :‬هـ)‬
‫الناسخ واملنس وخ في الق رآن العزي ز وما فيه من الف رائض والس نن "ألبي ُع بيد‬ ‫‪.2‬‬
‫ّال‬
‫القاسم بن س م بن عبد هللا الهروي البغدادي" (املتوفى‪224 :‬هـ)‬
‫الناسخ واملنس وخ‪ ،‬لأبي جعف ر الَّن َّح اس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس‬ ‫‪.3‬‬
‫املرادي النحوي (املتوفى‪338 :‬هـ)‬
‫الناسخ واملنس وخ في الق رآن الكريم "ألبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‬ ‫‪.4‬‬
‫األندلسي القرطبي الظاهري" (املتوفى‪456 :‬هـ)‬
‫املصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ واملنسوخ "لجمال الدين أبي الفرج عبد‬ ‫‪.5‬‬
‫الرحمن بن علي بن محمد الجوزي" (املتوفى‪597 :‬هـ)‬
‫قالئد املرجان في بيان الناسخ واملنسوخ في القرآن "ملرعي بن يوسف بن أبى بكر بن‬ ‫‪.6‬‬
‫أحمد الكرمى املقدسي الحنبلى" (املتوفى‪1033 :‬هـ)‬

‫قتادة بن دعامة‪ ،‬الناسخ واملنسوخ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1998 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.10‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪14‬‬
‫املراجع‬

‫ابن حزم‪ ،‬الناسخ واملنسوخ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1‬‬

‫أبو محمد علي بن أحمد‪ ،‬الناسخ واملنس وخ في الق رآن الكريم‪ ،‬بيروت‪:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1986‬ه‪.‬‬

‫جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر ‪،‬ج‪2‬‬

‫محمد بكر إسماعيل‪ ،‬دراسات في علوم القرآن‪ ،‬دار املنار‪1999 :‬م‪ ،‬ط‪2‬‬

‫محمد عبد املنعم القيعي‪ ،‬األصالن في علوم القرآن‪ ،‬د‪.‬م‪ ،.‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫محمد علي الحسن‪ ،‬املنار في علوم القلرآن‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪2000 ،‬هـ‬

‫قتادة بن دماعة‪ ،‬الناسخ واملنسوخ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ 1998 ،‬م‪ ،‬ط‪3‬‬

‫مناع خليل القطان‪ ،‬مناع القطان‪ ،‬سورابايا‪ :‬الحرمين‬

‫الزمخشري‪ ،‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العربي‪1407 ،‬هـ‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫ج‪،2‬‬
‫سنن ابن ماجة‬

‫صحيح مسلم‬

‫‪15‬‬

You might also like