You are on page 1of 160

‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .

‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪.‬‬

‫الكاتب ‪:‬‬

‫عبد الرحمن ديدوح‬


‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫رقم التسجيل ‪ :‬المركز الديمقراطي العربي‬


‫‪VR 33530. B‬‬

‫عبد الرحمن ديدوح‬


‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬

‫الطبعة األولى ‪2017‬‬


‫جميع حقوق الطبع محفوظة‪ :‬للمركز الديمقراطي العربي‬
‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة‬
‫المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر ‪.‬‬
‫برلين‪ -‬ألمانيا ‪.‬‬

‫‪All rights reserved‬‬

‫‪No part of this book may by reproducted. Stored in a retrieval‬‬

‫‪System or tansmited in any form or by any meas without prior‬‬

‫‪Permission in writing of the publishe‬‬


‫الناشر‪ :‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
‫‪Germany:‬‬
‫‪Berlin 10315 Gensinger Str: 112‬‬
‫‪Tel: 0049-Code Germany‬‬
‫‪030- 54884375‬‬
‫‪030- 91499898‬‬
‫‪030- 86450098‬‬
‫‪mobiltelefon : 00491742783717‬‬
‫‪E-mail:diploma@democraticac.de‬‬
‫‪P.hD candidate: Ammar Sharaan‬‬
‫‪Chairman ” Democratic German Center‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمن المائي ‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪.‬‬

‫الكاتب ‪:‬‬

‫عبد الرحمن ديدوح‬

‫المركز الديمقراطي العربي‬


‫للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬

‫‪3‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المركزالعربي الديمقراطي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلهــــــــداء‬

‫إلى روح والدي الساكنين تحت الثرى رحمهما هللا ‪.‬‬

‫إلى من ساندتني وخطت معي خطواتي ويسرت علي الصعاب زوجي‬


‫العزيزة التي عانت معي الكثير في حضوري وغيابي‪....‬‬
‫إلى زهراتي وف لذات ق لبي أبنائي وبناتي ‪..‬حفدتي وأسباطي‪.‬‬
‫إلى أساتذتي األف اضل وأهل الفضل علي من الزير إلى الحصير إلى‬
‫مق اعد الجامعة والذين غمروني بالحب والتقدير والنصح واإلرشاد‪.‬‬
‫إلى كل عائلتي وأقربائي وأصدق ائي ‪.‬‬
‫إلى كل الذين ينبذون التبذير واإلسراف ويحاربون استنزاف‬
‫وهدر المياه وتلوثها و يعتبرونها مادة استراتيجية عليها تقوم الحياة‬
‫والبق اء للبشرية جمعاء‪..‬‬
‫إلى هؤالء جميعا أهدي ثمرة جهودي و عملي المتواضع‪...‬سائال هللا‬
‫العلي القدير أن يعيننا ويمدنا بتوفيقه أجمعين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن أهم ما يتميز به الوقت المعاصر تصارع األفكار و اآلراء وظهور االزمات‬
‫االقتصـادية واالجتماعية و تشابك القضايا و المسائل و اختالف المصالح و المطامع‬
‫و تزاحم األهداف و الوقائع التي لم تعهدها البشرية من ذي قبل فتشعبت المشكالت‬
‫اإلنسانية و اتسع نطاقها و ضربت جذو ار عميقة في أرض األحداث التي مست الحياة‬
‫الصناعية و التجارية و االجتماعية و األمن من الداخلي و الخارجي‪ .‬فالعالم يعاني من‬
‫أزمات عدة متعددة األشكال و االوجه منها األزمة في المصادر المائية الصالحة للشرب و‬
‫االستخدامات المختلفة‪.‬فهناك مناطق في العالم تعاني من نقص كمية المياه العذبة بينما‬
‫تعاني أخرى من مشكلتي الكم و النوع‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن المساحات الشاسعة من األراضي في العالم العربي والتي تبلغ ‪ 14‬مليون‬
‫كلم‪ 2‬تشمل على ماليين من الهكتارات الصالحة للزراعة إذا توفر لها عنصر المياه الالزم‬
‫والضروري علما أن العالم العربي يستورد ما يقارب ‪ %600‬من حاجياته قمحا‪.‬‬
‫هذه المساحة ‪ 14‬مليون كلم‪ 2‬والتي تعادل ‪ %09‬من إجمالي مساحة العالم منها ‪198‬‬
‫مليون هكتار قابلة للزراعة يزرع منها حاليا ‪ 47‬مليون هكتار فقط وان إجمالي موارد المياه‬
‫العذبة في الوطن العربي يبلغ ‪ 363.5‬مليارم‪ 3‬مقسمة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬موارد مياه تقليدية وتقسم إلى موارد مياه متجددة تبلغ كميتها ‪ 338‬مليار م‪ 3‬منها‬
‫‪ 296‬مليار م‪ 3‬مياه صالحة سطحية و‪ 42‬مليار م‪ 3‬من مستودعات المياه‬
‫الجوفية‪.‬‬
‫‪ -2‬موارد المياه غير التقليدية وتضم‪:‬‬
‫‪ ‬مياه الصرف المعالج وتبلغ كميتها ‪ 08‬مليارات م‪.3‬‬
‫‪ ‬المياه المحالة وتبلغ ‪ 2.5‬مليار م‪.3‬‬
‫‪ -‬فبالنسبة لمياه األمطار فإن معظم أراضي العالم العربي تقع في المنطقة القاحلة‬
‫وشبه القاحلة يقل التساقط فيها عن ‪ 250‬ملم‪/‬سنويا وتبلغ أكبر كميات األمطار نحو ‪1500‬‬
‫ملم‪/3‬سنويا على مرتفعات اليمن ولبنان وسوريا والجزائر والمغرب األقصى وتبلغ أقل كمية‬
‫مياه األمطار نحو ‪05‬ملم‪/‬سنويا على مناطق شمال السودان وجنوب مصر وليبيا والصومال‬
‫وجيبوتي‪.‬‬
‫المنظور التاريخي و السياسي ألزمة المياه و أسبابها ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إذا كان النفط والغاز الطبيعي من مسببات الصراع وأسباب األزمة في العالم العربي‬
‫فال ريب أن مسألة األمن المائي في هذا الوطن يدخل ضمن هذا الحديث ولعل الموضوع‬
‫أكثر أهمية من مسألة النفط والغاز الطبيعي الذي بدأت بوادر نضوبه تلوح في‬
‫األفق‪....‬فالماء كعنصر للوجود لكل الكائنات وعنصر البقاء واالستم اررية للبشرية جمعاء من‬
‫أهم الدوافع التي جعلت العالم العربي بحاجة إلى االهتمام به وايالئه األهمية القصوى ضمن‬
‫إستراتيجياته علما أن منابع المياه العربية عموما تقع خارج الخريطة العربية وأن المياه‬
‫الجوفية والداخلية ال تفي بالحاجيات الفالحية والصناعية والبشرية وان تطور التكنولوجيات‬
‫في ميدان البحث والتنقيب واالستغالل جعل أزمة المياه في العالم العربي تزداد تفاقما مع‬
‫التزايد المضطر في السكان مما جعل العالم العربي رهين الخارج في ميدان االستغالل‬
‫واالستعمال للمياه‪.‬‬
‫لقد كانت الموارد المائية والزالت من العوامل األساسية في قوة وغنى الدول ومادام‬
‫توزيع هذه الموارد غير متكافئ عبر العالم فإن االختالف بين الدول سيبقى قائما وأن‬
‫األطماع ستكون كذلك قائمة‪ ،‬وعلى الدول المالكة للموارد الطبيعية أن تسلك السبل المختلفة‬
‫حتى تكون في منأى من الغزو الخارجي وحتى يتسنى لها ذلك يجب أن تسخر مواردها‬
‫الطبيعية من أجل التطور والتقدم ولعب دور المسالم في عالم تسوده التوترات واالستف اززات‪،‬‬
‫والخالصة أن الحتمية الجغرافية تبقى نسبية أمام التقدم العلمي ووجود الحوافز والتحديات‬
‫التي يجب مواجهتها وهذه هي نظرية المؤرخ أرنولدج تويني الذي يقول ' أن الحافز‬
‫الحضاري يكبر بحسب عداء البيئة‪.1‬‬
‫فالمياه ووفرتها دليل على رفاهية الدولة ومصدر لثرائها وقدراتها الفالحية والصناعية‬
‫وبالتالي بإمكانها أن تكون رهانا سياسيا في يدها ولذلك نرى أن الصراع حولها قد ارتقى من‬
‫صراع حول المراعي والكأل وآبار المياه بين األفراد والجماعات والقبائل ماضيا إلى صراع‬
‫دولي أو ما اصطلح عليه حديثا بحرب المياه‪ 2‬أو حرب العطش‪ .‬إال أن تناقصها وقلتها يعود‬
‫للعديد من األسباب على المستوى العربي‪:‬‬

‫‪ .1‬مبروك غضبان‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية (الجزائر دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪) 2007‬‬
‫ص‪.275‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Collins Robert.D : The water of the Nile –Hydropolitics and The Jonglei Canel.‬‬
‫‪1900-1991 Clarendo Press-Oxford 1990.‬‬

‫‪7‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬التزايد السكاني المرتفع في العالم بالمقارنة مع الماضي نظ ار لتطور أساليب الحياة‬


‫ووفرة العالجات والوقاية من األمراض هذه الظاهرة التي مكنت من الطلب المتزايد على‬
‫المياه سواء على مستوى االستهالك الفردي أو االستهالك الموجه إلى الفالحة والصناعة‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز مشاريع كبيرة 'سدود' على األنهار واألودية بغية توسيع األراضي الزراعية‬
‫والقيام بعمليات االستصالح الفالحي وهذه العملية تتطلب كميات كبيرة من المياه ومن‬
‫الطاقة (مثال في مصر‪ ،‬سوريا‪ ،‬تركيا والجزائر) كما تهدف العملية إلى خلق مناصب شغل‬
‫والقضاء على النزوح الريفي وتثبيت سكنة األرياف الذين زاحموا المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬إن اإلفراط في االستثمار قلص من المخزون المائي 'االستثمار الصناعي' وبالتالي‬
‫كان سببا في تناقص المياه الجوفية ومياه األنهار وأدى ذلك إلى إحداث نوع من التخلخل‬
‫البيئي نتيجة التلوث الناجم عن المصانع والنفايات وتناقص حجم التصريف المائي في‬
‫األنهار بسبب إقامة السدود عليها‪.3‬‬
‫‪ -‬فالثروة المائية هي المادة الحيوية األساسية لكل كائن على وجه المعمورة وباألخص‬
‫في األراضي القاحلة والصحراوية حيث انعدامها أو قلتها‪ ،‬وبالتالي فإن السيطرة على هذه‬
‫الثروة تبقى وتتصدر األولويات عند ساكنة هذه المناطق مما يحدث تدافعا حولها وصراعات‬
‫ونزاعات مستمرة‪.‬‬
‫لقد أصبحت ظاهرة االهتمام باألمن المائي إحدى أولويات كل الدول العربية خاصة‬
‫الجزائر التي فرض عليها الوضع الدولي ضرورة التنسيق بين استراتيجياتها المختلفة‬
‫العسكرية واالقتصادية واالجتماعية ضمن مخططات محكمة وهادفة بغية تحقيق مصالحها‬
‫ومن ثم فإن الثروة المائية هي إحدى هذه األساسيات والتي هي جزء هام وجوهري عليها‬
‫استغاللها بالطرق الموزونة‪ " .‬فالدولة المعاصرة ملزمة بشكل أو بآخر بتنسيق أعمالها‬
‫واستعمال ثرواتها الطبيعية وقواها السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية والعسكرية ضمن‬
‫مخطط منظم وهادف إلى تحقيق المصلحة الوطنية "‪ ،‬تعريف اإلستراتيجية للجنرال الفرنسي‬
‫أندريه بوفر‪.‬‬

‫‪ . 3‬محمود فيصل الرفاعي‪ ،‬أهمية استثمار الماء في نهضة الوطن العربي‪ ،‬العلم والتكنولوجيا‪ ،‬مجلة معهد‬
‫االنتماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪ 1989 18-17‬ص ‪.30-11‬‬

‫‪8‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وخالصة لذلك فإننا ندرك أهمية واقع األمن المائي العربي والذي حددته الخلفية التاريخية‬
‫والسياســية واإلســتراتيجية والــذي يتطلــب مــن الــدول العربيــة منهــا الج ازئــر وضــع اســتراتيجيات‬
‫لحل هذه المشكلة التي تنخر كيانها وأزمة امتدت فترة طويلة من الزمن وال ازلـت‪ ،‬وأن المنطقـة‬
‫العربيــة بحكــم امتالكهــا للثــروات الباطنيــة والمائيــة ســتكون مســتقبال حلبــة الصـراعات اإلقليميــة‬
‫والدولية‪ ،‬فالتوترات والصراعات بالمنطقة ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية الموضوع ومبررات البحث‪:‬‬


‫يعتبر الماء العنصر الهـام بالنسـبة لكـل الكائنـات منـه خلـق البشـر وبـه تحيـا الكائنـات‬
‫بهـا علـى عبـاده فـي قولـه تبـارك‬ ‫البشرية والحيوانية والنباتية وحتـى الماديـة وهـو نعمـة أنعـم‬
‫الذي خلق السماوات واألرض وأنزل من السماء ماء فأخرج بـه مـن الثمـرات رزقـا‬ ‫وتعالى "‬
‫والقمـر‬ ‫لكم وسخر لكـم الفلـك لتجـري فـي البحـر بـأمره وسـخر لكـم األنهـار وسـخر لكـم الشـم‬
‫ال تحصـوها‬ ‫دائبـين وسـخر لكـم الليـل والنهـار وآتـاكم مـن كـل مـا سـألتموه وان تعـدوا نعمـت‬
‫بقــاء البش ـرية وقــد كــان ســببا فــي بقــاء الحضــارات‬ ‫إن اإلنســان لظلــوم كفــار "‪ 4.‬فالمــاء أســا‬
‫كالحضارة الفرعونية التي قامـت علـى ضـفاف وادي النيـل والحضـارة الهنديـة التـي قامـت علـى‬
‫الوقت نقمة نظ ار للنزاعات والصراعات والخالفات حوله‪.‬‬ ‫نهر الغانج وفي نف‬
‫ونظ ـ ـ ار لمـ ــا يعرفـــه العـــالم مـــن نمـ ــو سـ ــكاني وتوســـع عم ارنـــي وت ازيـ ــد متطلبـ ــات اإلنسـ ــان‬
‫وحاجيات ــه واهتمام ــه بالز ارع ــة والص ــناعة وتط ــور التكنولوجي ــا خاص ــة ف ــي القـ ـرنيين األخيـ ـرين‬
‫أصبح الماء ضرورة للحياة في مختلف مجاالتها وبالتالي أصبحت الحاجة إليه ضـرورية رغـم‬
‫ارتف ــاع تكلف ــة تحليت ــه وربط ــه بالن ــذرة والتن ــاقص والت ارج ــع ف ــي التس ــاقط مم ــا قل ــص إمكاني ــات‬
‫التخـزين‪ ،‬مــع ذلــك كلــه فــإن وجــود مصــادر الميــاه العربيــة خــارج أ ارضــيها جعلتهــا مقيــدة وغيــر‬
‫متحكمة فيها وخارج سيطرتها و بأيادي أجنبية على سبيل الذكر ال الحصر‪.‬‬
‫إذا كــان المــاء أساســا للحيــاة فإنــه كــذلك مصــدر للن ازعــات الدوليــة والصـراعات والخالفــات‬
‫سواء على مسـتوى األفـراد أو الجماعـات أو علـى مسـتوى الـدول المشـتركة فـي مصـادره‪ ،‬ومـن‬
‫خــالل المالحظــات علــى الســاحة الدوليــة أو الوطنيــة فــإن هــذه النعمــة لــم تــدرج ضــمن آليــات‬
‫األمن اإلنساني مما نتج عنه الكثير من االهت اززات والصراعات‪.‬‬

‫‪ .4‬اآلية ‪ 33-31‬من سورة إبراهيم‪ :‬كتبت التاء هنا مفتوحة وهي مخالفة للقواعد النحوية في التأنيث لعلم‬
‫وحده‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إن ما ينجز من هياكل ومنشآت كبرى ومؤسسات وما يصرف من أموال طائلة من أجل‬
‫توفير هذه المادة الحيوية وما ينجر عن ذلك من سـوء التسـيير والتـدبير والالمبـاالة مـن طـرف‬
‫المؤسسات أم من طرف األفراد في حد ذاتهـم‪ ....‬هـذه األمـوال ال تقـدر وال تحصـى وكثيـ ار مـا‬
‫تهدر نتيجة أن هذه المشـاريع قصـيرة العمـر لسـوء البرمجـة وانعـدام التخطـيط المـدقق والتسـيير‬
‫وانعدام اإلنجاز المتقن ضف إلـى ذلـك عـدم اسـتغالل الميـاه النازلـة مـن السـماء والمتسـببة فـي‬
‫كثير من األحيان في كوارث طبيعية وبشرية‪.‬‬
‫إن ظـاهرة التبـذير والالمبـاالة تسـيي ار وتنظيمـا جعلتنـا نعطـي الموضـوع أهميـة قصـوى مـن‬
‫خــالل هــذه الد ارســة كمــا أن هــذه المســؤولية ملقــاة علــى األفـراد وعلــى الدولــة التــي عليهــا تجنيــد‬
‫الوسائل السمعية البصرية والمكتوبة وتعبئة كل الطاقات الحيوية العتبار األمن المائي إحدى‬
‫األوليات في الحياة البشرية‪.‬‬
‫إن توفير المال من خالل ميزانية الدولة وتوفير التقنيات الحديثة لالستغالل المـائي بحثـا‬
‫وتنقيبا وانجا از وضرورة االستعمال األمثل لإلمكانيات المادية والبشرية من أهـم األهـداف التـي‬
‫تســعى هــذه الد ارســة لترســيخها وتوضــيحها وذلــك أن الصـراع المســتقبلي ســيكون حــول الميــاه ''‬
‫وأن قطـرة مــن المــاء ستســاوي قطـرة دم '' ألن عصــر الصـراع حــول الــنفط والغــاز الطبيعــي قــد‬
‫ولــى وأن الميــاه ســتفوق هــذه الطاقــة أهميــة وأن حــول الميــاه ستشــكل سياســات دوليــة جديــدة‬
‫واستراتيجيات أمنية محكمة لتجنب االصطدامات والحروب والنزاعات حول المياه‪.‬‬
‫إن هذه الدراسة في حقيقة األمر تعتبر خطوة بحثية لفهم ومدارسة واقع مسألة الميـاه فـي‬
‫العــالم التــي أصــبحت مرشــحة لن ازعــات ربمــا مســلحة بســبب الصـراع الــذي تبــدو مؤشـراته كثيـرة‬
‫والتي تنذر بالخطر والذي تقوده إسرائيل في المنطقة العربية‪.‬‬
‫وفي خالصة للمبررات التي دفعتنا للغوص في هذه الدراسة يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬العالق ــة الوطي ــدة ب ــين األم ــن بص ــفة عام ــة واألم ــن الم ــائي ال ــذي يعتب ــر أساس ــيا في ــه‬
‫واعتبار هذا األخير من اإلستراتيجيات األساسية ألي دولة‪.‬‬
‫‪ -‬الواقــع المــائي الحــالي فــي حالــة تــردي واســتنزاف وتنــاقص نظ ـ ار لالســتهالك المفــرط‬
‫وغير المنظم مما يدعو إلى التفكير في اتخاذ اإلجـراءات اإلستشـرافية للحـد مـن هـذه الظـاهرة‬
‫المهــددة لألمــن المــائي وبالتــالي التــأثير علــى األمــن الغــذائي والصــحي والبيئــي وغيرهــا نتيجــة‬
‫النقص في المخزون المائي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬التطـ ــور فـ ــي المكننـ ــة واالسـ ــتغالل عـ ــن طريـ ــق التكنولوجيـ ــات الحديثـ ــة فـ ــي المجـ ــال‬
‫الصناعي والزراعي من المؤثرات المباشرة على البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬علــى المجتمــع الــدولي أن يتخــذ إج ـراءات فوريــة لالســتغالل األمثــل لهــذه الطاقــة مــن‬
‫خالل معاهدات واتفاقيات دولية ألن األمن المائي إحـدى األوليـات فـي مجـال التعـاون خدمـة‬
‫لإلنسانية جمعاء‪.‬‬
‫‪ ‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫يعتبــر المــاء هــذه النعمــة مصــد ار للحيــاة والبقــاء واالســتم اررية لكــل الكائنــات بعــد اله ـواء‬
‫''ونزلنــا مــن الســماء مــاء مباركــا فأنبتنــا بــه جنــات وحــب الحصــيد''‪'' .5‬وأنــزل مــن الســماء مــاء‬
‫فأخرج به من الثمرات رزقا لكم''‪.6‬‬
‫ه ــذه النعم ــة أص ــبحت مص ــد ار للعدي ــد م ــن الصـ ـراعات والن ازع ــات عل ــى الص ــعيد ال ــدولي‬
‫وبالت ــالي س ــتتأثر المجتمع ــات اإلنس ــانية نتيج ــة للح ــروب والتص ــادمات‪ ،‬فالعالق ــة ب ــين األم ــن‬
‫المــائي واألمــن اإلنســاني متالزمــة ومترابطــة تفــرض علــى المجتمــع الــدولي اتخــاذ اإلج ـراءات‬
‫الالزمــة للحــد مــن تفــاقم هــذه الصـراعات والن ازعــات والحفــاظ علــى الســلم واألمــن الــدوليين بعيــدا‬
‫عــن المواجهــات المســلحة والحفــاظ علــى األمــن المــائي ضــرورة لضــمان األمــن الغــذائي وتلــك‬
‫إشكالية كبرى يواجهها العالم ألن المسألة الغذائية مرتبطة أساسا باألمن المائي‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫أهميــة المــاء ال تقتصــر فقــط علــى تلبيــة االســتهالكات البش ـرية المباش ـرة مــن ميــاه شــرب فقــط‪،‬‬
‫جديدا أن نؤكد على أن معظم الحضارات اإلنسانية قـد‬ ‫فالماء ضروري للتصنيع أيضا‪ ،‬ولي‬
‫نشأت حول مصادر المياه‪ ،‬والتي تتصارع الدول حاليا من أجل امتالكها‪.‬‬
‫‪ ‬هذه اإلشكالية سنحاول تحليلها والبحث فيها من خالل الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬فكلمـ ــا نض ـ ــبت مص ـ ــادر المي ـ ــاه وقل ـ ــت كلمـ ــا تفاقم ـ ــت األزم ـ ــات وكث ـ ــرت الص ـ ـراعات‬
‫والن ازعــات بــين الــدول المشــتركة فــي مصــادر الميــاه والمســتفيدة منهــا واخــتالل األمــن‬
‫المائي العربي سبب من أسباب ضعف األمن العربي‪.‬‬
‫‪ -‬كلمــا تــوفرت هــذه المــادة األساســية كلمــا عرفــت المجتمعــات اإلنســانية التطــور والرفــاه‬
‫والتق ــدم نح ــو األفض ــل‪ ،‬وان التهدي ــدات الخارجي ــة خاص ــة اإلسـ ـرائيلية إح ــدى عوام ــل‬
‫اإلخالل باألمن المائي العربي‪.‬‬

‫‪ .5‬اآلية ‪ 09‬من سورة ق‪.‬‬


‫‪ .6‬اآلية ‪ 22‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬هناك أسئلة فرعية اعتمدناها لتحليل هذه اإلشكالية وهي‪:‬‬


‫‪ -‬ما المقصود باألمن المائي وما عالقته باألمن العربي؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي مواطن العجز المائي وما هي طرق العالج والتغطية؟‪.‬‬
‫‪ -‬إلــى أي مــدى سيســهم األمــن المــائي فــي توحيــد الصــف العربــي لمواجهــة التحــديات‬
‫األمنية اإلسرائيلية وتهديداتها المستمرة الستنزاف المخزون المائي العربي؟‪.‬‬
‫‪ -‬مــا هــي اإلســتراتيجيات الواجــب إتباعهــا فــي الوقــت الحاضــر مــن طــرف الــدول مالكــة‬
‫المصابات والمستفيدة منها؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي اإلستراتيجية المائية المتبعة من طرف الجزائر لمواجهة أزمة المياه؟‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫إن الهــدف مــن هــذه الد ارســة هــو محاولــة وضــع اليــد علــى الواقــع األمنــي المــائي فــي‬
‫الدول العربية ودراسة الجزائر كعينة من هذا الـوطن مـن خـالل تقـويم المنجـزات القطاعيـة كمـا‬
‫تهدف الدراسة إلى توضيح الدور األساسي والهام واالستراتيجي الذي يلعبـه األمـن المـائي مـن‬
‫خــالل كشــف وتوضــيح مســببات األزمــة المائيــة إقليميــا ومــا أدت إليــه مــن اســتنزاف للمخــزون‬
‫المــائي ومــن مشــاكل اجتماعيــة كالضــعف فــي اإلنتــاج الغــذائي والمشــاكل الصــحية التــي كثي ـ ار‬
‫من كانت دون المستوى المطلوب حيث ظهور األوبئة والنقص في المناعة وانتشار لألمراض‬
‫المتأتية عن طريق المياه القذرة وانتشار التلوث البيئي‪.‬‬
‫‪ ‬منهجية البحث والمصادر المعتمدة‪:‬‬
‫نظ ار أن الدراسة هذه ستمكننا من مدارسة األوضاع العربية سياسيا عبر مراحل تاريخها‬
‫وصراعها المستمر حول األمن المـائي ومـا انجـر عنـه مـن أزمـات داخليـة وصـراعات مـع دول‬
‫الجـ ـوار خصوص ــا النـ ـزاع العرب ــي اإلسـ ـرائيلي وتهاف ــت ال ــدول العظم ــى عل ــى ام ــتالك الطاق ــات‬
‫والثــروات العربيــة فإننــا ارتأينــا اعتمــاد عــدة منــاهج لتحليــل اإلشــكالية واإلجابــة علــى التســاؤالت‬
‫المطروحة إقليميا ودوليا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الم ــنهج الت ــاريخي‪ :‬لص ــلته بت ــاريو األح ــداث والوق ــائع ''الصـ ـراعات ح ــول المي ــاه''‪ ،‬وألن ــه‬
‫يبحث في المجتمع اإلنساني من بينه المجتمع العربي ومنه الجزائر ويسجل ما وقع من‬
‫منهجيـة وعلميـة بقصـد الوصـول إلـى تعميمـات‬ ‫وقائع محللين ومفسرين ذلك علـى أسـ‬
‫تساعد على فهم الماضي والحاضر والتنبؤ للمستقبل من خالل الدراسة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -2‬المنهج الوصفي‪ :‬وهو أسلوب يذكر الخصائص والمميـزات عـن طريـق جمـع المعلومـات‬
‫الحقيقية وهذا الوصف أو الرصد يكون كيفيا ويعبر عنه رقميا وكميا‪.‬‬
‫‪ -3‬األســلوب اإلحصــائي‪ :‬مــن أجــل تــدعيم الحقــائق والوقــائع واألحــداث معتمــدين فــي ذلــك‬
‫على تحليل الجداول واإلحصائيات ومقارنتها وربطها بالواقع المعاش‪.‬‬
‫‪ -4‬كما أن المنهج المقارن بإمكانه أن يساعدنا على تحليل األوضـاع السياسـية باعتبـار أن‬
‫األمــن المــائي يعتبــر أحــد المحــاور األساســية فــي التعامــل الــدولي وكثي ـرة هــي الن ازعــات‬
‫والخالفات في العالم حول المياه وبذلك فإن هذا المـنهج يمكننـا المقارنـة بـين الكثيـر مـن‬
‫الحاالت عالميا واقليميا‪.‬‬
‫‪ -5‬مــنهج د ارســة حالــة‪ :‬وتهــدف الد ارســة إلــى التعــرف علــى حالــة معينــة ''الج ازئــر كعينــة''‬
‫بطريقة تفصيلية دقيقة اعتمـادا علـى مـا تـم مـن إنجـازات إنمائيـة فـي القطـاع المـائي ومـا‬
‫تم ضخه من أموال ضخمة إلنجاز السدود والحواجز المائية ومحطات التصفية واآلبـار‬
‫وعمليات تحلية مياه البحر وكلها عمليات تدخل ضمن اإلستراتيجية المائية التـي توليهـا‬
‫الدولة عنايـة قصـوى نظـ ار ألهميـة الميـاه فـي الحيـاة الزراعيـة واالقتصـادية والبشـرية رغـم‬
‫ما اعترى هذا القطاع من سلبيات وذلك لتفاديها مستقبال في ظل '' عولمـة الميـاه'' عبـر‬
‫اإلحصائيات والبرامج القطاعية‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫كثيـرة هــي الد ارســات التــي تناولــت موضــوع األمــن المــائي وكــل منهــا تناولتــه مــن عــدة‬
‫جوانب‪ ،‬إال أن معظمها لم يتطرق إلى الموضوع مـن الناحيـة الجيوسياسـية حيـث أنهـا تناولـت‬
‫الموضوع وصفا وتحليال للواقع المائي العربي ولم تول له األهميـة فـي اإلسـتراتيجيات المحليـة‬
‫اإلقليمية رغم ما تضمنته من اقتراحات مستقبلية لحل أزمة المياه في العالم العربي‪.‬‬
‫كمـا أن بعــض هـذه الد ارســات تناولـت الموضــوع مـن الناحيــة البيئيـة والصــحية ومـا تتطلبــه‬
‫هــذه المــادة األساســية مــن متابعــة ومراقبــة مكتفيــة بعــرض الواقــع العربــي ومشــاكله فــي الجانــب‬
‫الصحي والبيئي والوقائي نتيجة االستعمال العشوائي للمادة‪ ،‬نذكر من بين هذه الدراسات‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة للدكتور نور الدين حاروش بعنوان ''إستراتيجية المياه بالجزائر'' والتي تضـمنت‬
‫المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المقدمة والتي هي عبارة عن وصف للواقع المائي بالجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬جغرافيا الجزائر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬طبيعة األنهار في الجزائر وجريانها‪.‬‬


‫‪ ‬واقع إدارة وتسيير الماء في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬تحلية مياه البحر‪.‬‬
‫‪ ‬تجديد قطاع المياه ‪.2025-2006‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية التنمية في مجال الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ ‬بعض المؤشرات الرئيسية لقطاع الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ ‬الموارد المائية والزراعة‪.‬‬
‫إال أن هذه الدراسة لم تتطرق إلى األمن المائي في الجزائر ودوره في التعاون العربي‬
‫مواجهــة للمســتقبل الــذي ســيكون ســاحة للصـراعات والن ازعــات الدوليــة مثلمــا كــان عليــه البتــرول‬
‫والغاز الطبيعي في السنوات الماضية‪.‬‬
‫‪ -2‬د ارســة للــدكتور مصــطفى بوزيــاني بعن ـوان ''المــاء مــن الــنقص إلــى األم ـراض‪ :‬مطبعــة‬
‫ابن خلدون الجزائر سبتمبر ‪.L’eau de la Pénurie aux maladies 2000‬‬
‫د ارســة حــول الميــاه فــي الج ازئــر فــي ‪ 247‬صــفحة باللغــة الفرنســية‪ ،‬إال أنهــا هــي كــذلك تناولــت‬
‫الموضوع من الناحية الوقائية الصحية رغم أن صاحبها تطرق إلى الواقـع المـائي فـي الج ازئـر‬
‫واشتملت على تحليل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المياه مطلب عالمي من الصفحة ‪ 19‬إلى الصفحة ‪.23‬‬
‫‪ -‬المياه ثروة ومصدر للحياة من الصفحة ‪ 29‬إلى الصفحة ‪.40‬‬
‫‪ -‬المياه في الطبيعة من الصفحة ‪ 45‬إلى الصفحة ‪.64‬‬
‫‪ -‬المياه والصحة العمومية من الصفحة ‪ 69‬إلى الصفحة ‪.84‬‬
‫‪ -‬نوعية المياه وتحليلها من الصفحة ‪ 69‬إلى الصفحة ‪.‬‬
‫‪ -‬المياه في الجزائر من الصفحة ‪ 185‬إلى الصفحة ‪.238‬‬
‫هذه الدراسة لم تتناول الموضوع من الناحية الجيوسياسية العتبار أن صاحبها طبيب‬
‫مخــتص فــي األمـراض المتأتيــة مــن الميــاه واألوبئــة وقــد خصــص جــزء كبي ـ ار مــن هــذه الد ارســة‬
‫لمدارســة الواقــع المــائي فــي الج ازئــر ومــا تــم إنجــازه فــي القطــاع معتمــدا علــى بعــض المؤشـرات‬
‫العلمية‪.‬‬

‫‪ Pénurie : carrençe/manque‬الندرة‪ :‬النقص‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -3‬دراسة للدكتور فيصل الرفـوع السـعودي بعنـوان ''اإلسـتراتيجية المائيـة والصـراع العربـي‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬المياه العربية وتحديات القرن الحادي العشـرين المـؤتمر الثالـث (‪26-24‬‬
‫ن ــوفمبر ‪ )1998‬تحريـ ــر أ‪.‬د إب ـ ـراهيم منصـــور‪ ،‬دار النشـ ــر والتوزيـ ــع بجامعـ ــة أســـيوط‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.382-325‬‬
‫هــذه الد ارســة اشــتملت علــى تحليــل البعــد المــائي ودوره فــي الصـراع العربــي اإلسـرائيلي‬
‫وتحليــل اإلســتراتيجية اإلسـرائيلية للميــاه واإلشــارة إلــى المخططــات الصــهيونية المبيتــة للســيطرة‬
‫على مصادر المياه العربية‪.‬‬
‫‪ ‬تؤكد الدراسة على انتهاج إسرائيل للسيطرة علـى الميـاه العربيـة واعتبارهـا أسـا‬
‫اإلستراتيجية االستيطانية لألراضي المقدسة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبــار أن حــرب ‪ 1967‬بــين العــرب واس ـرائيل مكنــت هــذه األخي ـرة مــن ضــمها‬
‫لمياه الضفة الغربية وسيناء المصرية والجوالن السوري‪.‬‬
‫‪ ‬اس ــتمرار إسـ ـرائيل ف ــي تهدي ــداتها المس ــتمرة وقيامه ــا بعالق ــات م ــع دول الجـ ـوار‬
‫الجغ ارف ـ ــي الكتس ـ ــاب ش ـ ــرعية االم ـ ــتالك واالس ـ ــتغالل وحص ـ ــول إسـ ـ ـرائيل عل ـ ــى‬
‫امتيازات كبيرة في المعاهدة األردنية اإلسرائيلية‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة الدكتور سامر مخيمر‪ ،‬خالـد حجـازي بعنـوان ''أزمـة الميـاه فـي المنطقـة العربيـة‬
‫الحق ــائق والب ــدائل الممكن ــة'' د ارس ــة م ــن طباع ــة ع ــالم المعرف ــة‪ ،‬سلس ــلة كت ــب ثقافي ــة‪،‬‬
‫األعلـ ــى الـ ــوطني للثقافـ ــة والفنـ ــون واآلداب بالكويـ ــت‪ ،‬ينـ ــاير‬ ‫الصـ ــادرة عـ ــن المجل ـ ـ‬
‫‪ ،1990‬ص‪ .292‬تناولت المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األوضاع الحالية والمستقبلية لموارد المياه واالحتياجات المائية‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات الدولية من منظور مائي‪.‬‬
‫‪ ‬البدائل الفنية المطروحة لتجاوز فجوة الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ ‬المياه ضمن سيناريوهات التسوية (الصراع‪ ،‬التعاون)‪.‬‬
‫‪ ‬تجاوز األزمة‪ ،‬القضايا واآلفاق‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة أخرى للدكتور رفعت سيد أحمـد بعنـوان ''الصـراع المـائي بـين العـرب واسـرائيل''‬
‫األبعاد الكاملة للصراع حول المياه بـين العـرب واسـرائيل‪ ،‬دار الهـدى للنشـر والتوزيـع‪.‬‬
‫تناولت موضوع الصراع العربي اإلسرائيلي في ‪ 392‬صفحة وأزمة المياه فـي المشـرق‬
‫العربي‪ ،‬اشتملت هذه الدراسة على العناصر التالية‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫أما عن الخطة التي اعتمدناها في تناولنا لهذه الدراسة فهي تشمل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المقدمة‪ :‬والتي بينا فيها قيمة الماء كركيزة أساسية سابقة في بناء جل الحضارات واعتباره‬
‫بها على الكائنات وكثي ار ما تحولت إلى نقمة بقيام النزاعات والصراعات‬ ‫نعمة أنعم‬
‫حول المياه‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬وتحت عنوان األمن ومفاهيمه نحاول توضيح أشكاله ومضامينه بحيث ال‬
‫حياة بدون أمن خاصة في عصر اختلفت فيه المقاصد وتطورت فيه أساليب االستغالل‬
‫واالستعمار والسيطرة على الموارد كيفما كانت ومن بينها المياه‪ .‬كما نحاول الربط بين‬
‫هذه ا لمفاهيم واإلستراتيجيات الحديثة من خالل المبحث األول بعنوان األمن ومجاالته‪،‬‬
‫والمبحث الثاني بعنوان إستراتيجية األمن الغذائي في البلدان العربية كنموذج لهذه‬
‫اإلستراتيجيات‪ .‬أما المبحث الثالث في هذا الفصل فإننا سنحاول المقارنة ما بين‬
‫اإلمكانيات المائية في العالم وما يمتلكه العالم العربي من إمكانيات مائية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬وفيه نتناول اإلستراتيجية المائية في الجزائر كعينة في عصر بدأت تلوح‬
‫في األفق الكثير األزمات نتيجة نضوب أو تناقص الطاقة البترولية والغازية‪ ،‬ومن خالل‬
‫المباحث التي تناولها هذا الفصل والمتضمنة الواقع المائي في الجزائر‪ ،‬والمنشآت المتوفرة‬
‫والمبرمجة ضمن اإلستراتيجية المائية سنحاول إبراز الجهود التي بذلتها الجزائر في هذا‬
‫المجال معتمدين على المصادر القطاعية لو ازرة الموارد المائية مع تقويم هذه الجهود من‬
‫خالل تحليلنا لألرقام المقدمة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الفصل األول ‪ :‬األمن و مجاالته و مفاهيمه‬

‫‪17‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث األول ‪ :‬معاني األمن ومقاصده‬


‫قبــل الحــديث عــن األمــن المــائي ال بــد لنــا مــن توضــيح المعــاني والمقاصــد لمفهــوم األمــن‬
‫حيث أنه يعتبر هاجسا وحاجة وغاية ومعضلة بالنسـبة ألي كيـان دولـي‪ ،‬وبالتـالي فإنـه غـائي‬
‫للمجتم ــع ال ــدولي وخاص ــة م ــا تعل ــق بالتعام ــل م ــع الظـ ـواهر المه ــددة‪ ،‬وبالت ــالي فه ــو ن ــوع م ــن‬
‫الفوضى البنيوية في هذا النظام الـدولي اسـتنادا إلـى معظـم الد ارسـات حـول األمـن الـدولي منـذ‬
‫القـرن ‪ 17‬والــذي ارتـبط بمعاهــدة واسـت فاليــا وهــو الركيـزة األساســية للواقعيـة الكالســية اعتمــادا‬
‫للحرب بين أستراليا وآسيا في كتابه الحرب البلوبوليزيـة كمـا ذهـب إلـى‬ ‫على تفسير نيوسيدي‬
‫ذل ــك مكي ــافيلي ف ــي كت ــاب الرس ــائل ‪ Discours‬نج ــد ه ــذا المفه ــوم محوري ــا ف ــي د ارس ــات األم ــن‬
‫الدولي منذ ‪ 1939‬خاصة في كتابات كارل تينسا في كتابه أزمة العشرين سنة‪.‬‬
‫ذلـك فـي مقارنـة صـدرت فـي مجلـة الشـؤون الخارجيـة األمريكيـة‬ ‫فمنطق األمن الددولي‪ :‬نلمـ‬
‫مــن طــرف وزيرهــا األمريكــي جــورج كينــين الــذي يتحــدث فيهـا عــن الواقعيــة الدوليــة ويعتبــر أن‬
‫مبتغــى لكـل دولــة فــالقوة‬ ‫القـوة ليســت فقـط أداة لتحقيــق األمــن وحمايـة المصــالح وهـي باألســا‬
‫مصــدر لالأمــن فــإن كــل الــدول القويــة تســعى للحفــاظ علــى قوتهــا والرفــع مــن مكانتهــا بهــدف‬
‫الوصــول إلــى مبتغــى الهيمنــة‪ .‬تحــدث أنطونيــو قراتشــي علــى منطــق الهيمنــة‪ :‬الهيمنــة منطــق‬
‫إنســاني ومنطــق للدولــة القويــة التــي ال تقــوم فقــط بــاللجوء إلــى بنــاء قواعــد تــنظم التفــاعالت مــع‬
‫الــدول األخــرى ولكنهــا تتبــع إســتراتيجيات للهيمنــة‪ ،‬فالثقافــة قــوة‪ ،‬والحــرب قــوة‪ ،‬واالقتصــاد قــوة‪،‬‬
‫وأفك ــار التع ــايش بم ــا يض ــمن‬ ‫رغ ــم أن الطبيع ــة التعددي ــة للتنظ ــيم ال ــدولي تق ــوم عل ــى أس ــا‬
‫المصالح الخاصة لكل دولة رغـم أن هـذه المصـالح كثيـ ار مـا تكـون مصـد ار لـبعض السـلوكيات‬
‫والمسارات المنتجة لالأمن‪.‬‬
‫وفي دراسة األمن خاصة الدولي هناك ‪ 3‬مفاهيم‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهدددوم التهديدددد ‪ Menace‬ويعنــي وضــع القيمــة المركزيــة للدولــة‪ ،‬المصــلحة الوطنيــة‬
‫محــل شــك وعــدم اليقــين والمعرفــة بمكانــة الدولــة فــي التوزيــع العــالمي للقــوة والتهديــد هنــا‬
‫يصبح موجها للخيارات الكبـرى للـدول كاسـتخدام الوسـائل الحاسـمة العسـكرية عنـدما تمـ‬
‫مصالحها الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الهشاشة ‪ Fragilité‬والذي يقصد به غياب االستقرار أو ضعفه في المنظومـة‬
‫االقتصادية والسياسية والعسكرية والقيمية فـي الدولـة مـن جهـة أو علـى مسـتوى العـالم مـن‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بمســتوى إدراك‬ ‫‪ -3‬مفهددوم الخطددر‪ :‬أقــل أهميــة لفهــم األمــن الــدولي ألنــه ي ـرتبط باألســا‬
‫مرحلي مجالي للتهديد فـي بدايتـه لكـن يمكـن احتـواؤه إن لـم يتفـاقم ذلـك مـا جـاء فـي كتـاب‬
‫األلماني ‪ Ulrik Beck‬مجتمـع المخـاطر والـذي يوضـح بقولـه‪ :‬األمـن ال يعنـي خلـو النظـام‬
‫من المخاطر بقدر ما يعني قدرة هذا النظام على اكتساب وسائل احتوائها أو إدارتها لمنع‬
‫تفاقمها لتشكل تهديدا‪.‬‬
‫ولدراسة األمن المائي والذي يدخل ضمن األمن الدولي سنحاول تحليل مفاهيمه وأبعـاده‬
‫من خالل عدة مناهج ارتأينا ذكر أكثر هذه المناهج استعماال وهي ما اصطلح علـى تسـميتها‬
‫بطريقة ‪ FASP‬والمتضمنة المكونات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المتغيرات‪ :‬سواء أكانت اقتصادية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬سياسية‪ ،‬عسكرية ‪.Facteurs‬‬
‫‪ -‬الفواعل‪ :‬وهي التي تشمل مصد ار للتهديد أو فواعل لبناء األمن وادارته ‪.Acteurs‬‬
‫‪ -‬القطاعات‪ :‬ويعني بها العسكرية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات‪ :‬وهي تعني عمليات الصراع وعمليات الحرب وعمليتي التعايش والتفاوض‬
‫‪Secteurs.‬‬
‫أمـ ــا بالنسـ ــبة للمقاربـ ــات المبدعـ ــة لألمـ ــن بصـ ــفة عامـ ــة والتـ ــي هـ ــي الحـ ــد األدنـ ــى فـ ــي‬
‫اإلستراتيجية األمنيـة للتعامـل مـع التهديـدات والمخـاطر فهـي تتمثـل فـي المقاربـات التاليـة التـي‬
‫سنحاول تحليلها في دراستنا‪:‬‬
‫‪ -‬الحمايـ ــة ‪ :Protection‬وهـ ــي الحـ ــد األدنـ ــى مـ ــن اإلسـ ــتراتيجية األمنيـ ــة للتعامـ ــل مـ ــع‬
‫التهديدات والمخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬االستباق ‪ :Préoccupation‬وهي تقديم قراءة استشرافية للتطورات الخاصـة بـالظواهر‬
‫األمنية لمنع بروز أسباب التهديد لمحور الحركيات المنتجة ألسباب التهديد‪.‬‬
‫‪ -‬الوقاية ‪ :Prévention‬وهي التعامل مع أسباب التهديـد والمخـاطر لمنـع تفاقمهـا للحـد‬
‫من تأثيراتها السلبية على األمن‪.‬‬
‫‪ -‬الترقية ‪ :Process‬وهي ترقية سياسة أمنية شاملة متعددة األبعاد تمنع خروج التهديـد‬
‫عـ ــن الحـ ــد األدنـ ــى المحتمـ ــل مـ ــع التطـ ــور المسـ ــتمر وبعقالنيـ ــة لـ ــألدوات القانونيـ ــة‬
‫والتنظيميــة والماديــة الضــرورية لتنفيــذ إســتراتيجية أمنيــة فعالــة يجــب أن يعــاد تقييمهــا‬

‫‪19‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بش ــكل دوري وأن تق ــيم بش ــكل موض ــوعي وعقالن ــي لتجعله ــا ناجح ــة عل ــى المس ــتوى‬
‫األمني وفاعلة على مستوى العمليات‪.7‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم األمن‬
‫يعتبــر األمــن بصــفة عامــة مطلبــا إنســانيا فرضــته الش ـرائع الســماوية كلهــا ومــن ثمــة فــإن‬
‫مفاهيم ــه ومقاص ــده تتطل ــب اإلجاب ــة عل ــى تس ــاؤالت ع ــدة بإمكانه ــا مس ــاعدتنا عل ــى إعطائ ــه‬
‫التفسيرات التي من خاللها تمكننا الدراسة من وضع اليد علـى الكثيـر مـن االخـالالت الناجمـة‬
‫عن انعدامه وفقدانه‪.‬‬
‫‪ -1‬هــل األمــن يقصــد بــه الالخــوف وهــل يقصــد بــه الجانــب العســكري المحــض أي يم ـ‬
‫السلم والحرب؟‪.‬‬
‫‪ -2‬هــل األمــن غريـزة طبيعيــة فــي اإلنســان أم أنــه مفهــوم ي ـرتبط بــالالخوف فــالهروب مــن‬
‫الكوارث الطبيعية مثال غريزة في اإلنسان وبالتالي فإن الهروب يعني الخوف؟‪.‬‬
‫فــاألمن مــن حيــث التقســيم ينقســم إلــى قســمين مــن حيــث التعريفــات لمختلــف المــدار وحســب‬
‫اختالف وجهات النظر حوله ‪:‬‬
‫‪ -‬األمــن القــومي‪ :‬ويقصــد بــه حمايــة األمــة لقيمهــا الدينيــة والعقائديــة والتاريخيــة وقــدرتها‬
‫على حمايتها من التهديدات الخارجية واإليديولوجية يدخل ضمن هذا المنظور‪.‬‬
‫‪ -‬األمن العربي‪ :‬إن المنطقة العربية وفي ضل التكتالت اإلقليمية اتخذت مجموعـة مـن‬
‫اإلج ـ ـراءات تحـ ــت إش ـ ـراف الجامعـ ــة العربيـ ــة لمواجهـ ــة التهدي ــدات اإلس ـ ـرائيلية أعطـ ــى‬
‫مفهومــا جديــدا لألمــن العربــي وبالتــالي فــإن األمــن العربــي هــو الحفــاظ علــى األهــداف‬
‫االقتصادية واألمان‪.8‬‬
‫فالشعور العربي بضرورة قيام وحدة فعلية تجمع شمل العرب وعلى األقل في الشؤون‬
‫السياسية واالقتصادية والدفاعية يزداد قوة‪ 9‬إال أن ظروف العالم والتطورات السياسية التي‬
‫طرأت في العالم العربي "أو ما يسمى بالربيع العربي" غير مجرى األحداث وغير مفهوم‬

‫‪ .7‬محاضرات لألستاذ محند برقوق «االستراتيجية األمنية لطلبة الماجستير‪ ،‬العالقات الدولية و األمن‬
‫الدولي‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2012/2011‬غير منشورة‪».‬‬
‫‪ ،1987‬ص‪.57‬‬ ‫‪ .8‬هيثم الكيالني‪ ،‬األمن القومي وجامعة الدول العربية‪ ،‬مجلة شؤون عربية‪ ،‬تون‬
‫‪ .9‬محمد عزة دروزة‪ ،‬الوحدة العربية (بيروت‪ ،‬دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬ط‪)1957 ،1‬‬
‫ص‪.144‬‬

‫‪20‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الوحدة وبالتالي تأثر األمن العربي من هذه الموجات‪ :‬موجات التغيير الديمقراطي التي قلبت‬
‫العربي‬ ‫موازين القوة العربية‪-‬اإلسرائيلية‪ ،‬فاألمن العربي كان دائما من أهداف حركات الجن‬
‫ودوله وحروبه من أقدم أزمنة التاريو كنتيجة من نتائج الوحدة الجغرافية للبالد العربية وكانت‬
‫هذه الوحدة تتحقق إما كليا أو جزئيا في مختلف حقب التاريو القديم والمتوسط بل والحديث‬
‫بقطع النظر على أن هذه الوحدة تعتبر واجبا فرضته شريعة اإلسالم‪ ﴿ ،‬ولتكن منكم أمة‬
‫يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أؤلئك هم المفلحون ‪ ،‬و ال‬
‫تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم‪ ﴾.‬آل‬
‫عمران اآلية ‪.103‬‬
‫‪ ‬األمن‪ 10‬اصطالحا‪Security-Sécurité 11‬‬
‫جاء في لسان العرب أن األمن واألمانة بمعنى فقد أمنت فأنـا أمـن وآمنـت غيـري مـن‬
‫األمــن األمــان واألمــن ضــده الخــوف‪ ،‬واألمانــة ضــد الخيانــة‪ ،‬واإليمــان ضــد الكفــر‪ ،‬واإليمــان‬
‫بمعنى التصديق ضده التكذيب‪ ،‬وفي حديث نزول المسيح على نبينا وعليـه الصـالة والتسـليم‪:‬‬
‫وتقــع األمنــة فــي األرض أي األمــن‪ :‬النجــوم أمنــت الســماء فــإذا ذهبــت النجــوم أتــى الســماء مــا‬
‫توعد‪ ،‬قال ابن األثير‪ :‬واألمنة في هذا الحديث جمع أمين وهـو الحـافظ وقولـه عـز وجـل‪" :‬واذ‬
‫وأمنا" قال ابن إسحاق‪ :‬أراد ذا أمن فهو آمن وأمن وأمين‪.‬‬ ‫جعلنا البيت مثابة للنا‬
‫عن اللحياني‪ ،‬وفـي التنزيـل العزيز‪":‬وهـذا البلـد األمـين" أي اآلمـن ويعنـي مكـة وهـو مـن األمـن‬
‫وقوله‪:‬‬
‫حلفت يمينا ال أخون يميني‬ ‫ألم تعلمي يا أسم ويحك أنني‬
‫‪ -‬رجل أمنة‪ :‬الـذي يصـدق بكـل مـا يسـمع وال يكـذب بشـيء واذا كـان يطمـئن لكـل واحـد‬
‫ويثق بكل أحد‪.‬‬
‫‪ -‬جـاء فـي حـديث ابـن عمـر‪ :‬أنـه دخـل عليـه ابنـه فقـال لـه‪ :‬إنـي ال إيمـن أن يكـون بـين‬
‫قتــال أي ال آمــن فجــاء بــه علــى لغــة مــن يكســر أوائــل األفعــال المســتقبلة نحــو‬ ‫النــا‬
‫يعلم ونعلم فانقلبت األلف ياء للكسرة قبلها‪.‬‬

‫‪ .10‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬نسقه وعلق عليه ووضع فهارسه علي بشرى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي ط‪ 1988 1‬ص‪.223‬‬
‫‪11‬‬
‫‪. Dictionnaire de Poche 45000 mots expressions et locutions ed : Histoire d’Enere Brodard et‬‬
‫‪Taupin 2005 page335‬‬

‫‪21‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫نؤمنــك‪ ،‬والمــأمن موضــع األمــن‪ ،‬واألمــن‬


‫مؤمنــا أي ال ؤ‬
‫‪ -‬ق ـ أر أبــو جعفــر المــدني‪ :‬لســت ؤ‬
‫المستجير‬
‫‪ -‬ليأمن على نفسه عن ابن األعرابي وأنشد‬
‫وسح أيمان قليالت األشر‪.‬‬ ‫فأحسبوا ال أمن من صدق وبر‬
‫‪ -‬وف ــي الح ــديث "الم ــؤذن م ــؤتمن" ال ــذي يثق ــون إلي ــه ويتخذون ــه أمن ــا حافظ ــا‪ :‬يعن ــي أن‬
‫باألمانــة" هــذا‬ ‫علــى صـالتهم وصــيامهم وفـي الحــديث‪" :‬المجـال‬ ‫المـؤذن أمــين النـا‬
‫من قول أو فعل فكأن ذلـك أمانـة عنـد مـن‬ ‫ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجل‬
‫سمعه ورآه واألمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة واألمان‪.‬‬
‫الدين والفضل‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫األمان بالضم والتشديد وهو األمين وقيل ذو ؤ‬ ‫‪ -‬يقال التاجر‬
‫‪ -‬حديث ابن عمر قال‪ :‬أتى رجـل رسـول صـلى عليـه وسـلم وقـال المهـاجر فقـال‬
‫على أموالهم وأنفسهم‪ ،‬قال‬ ‫من هجر السيئات‪ ،‬قال فمن المؤمن قال من ائتمنه النا‬
‫فمن المسلم قال من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬قال فمن المجاهـد قـال مـن جاهـد‬
‫نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬ناقــة أمــون‪ :‬أمينــة وثيقــة الخلــق قــد أمنــت أن تكــون ضــعيفة وه ـي التــي أمنــت العثــار‬
‫أم ٌن‪.‬‬
‫واإلعياء والجمع ْ‬
‫‪Sécurité : tranquillité, absence de danger, mise en œuvre des conditions -‬‬
‫‪pour protéger des biens ou des personnes.‬‬
‫‪Sécuriser : rassurer, rendre peu sur. Page 124 -‬‬
‫‪ ‬األمن من المنظور الشرعي اإلسالمي‪:‬‬
‫في القرآن الكريم سورة صغيرة المبنى كبيرة المعنى يرددها المؤمن في صالته ويحفظها‬
‫المتعلمون أول ما يحفظون هي سورة قريش اآلية '‪ ﴿ 4‬فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم‬
‫من جوع وآمنهم من خوف‪﴾ .‬‬
‫علي ــه وس ــلم‪ ،‬ك ــان ف ــي‬ ‫وقع ــت أح ــداثها ف ــي األي ــام الت ــي س ــبقت م ــيالد الرس ــول ص ــلى‬
‫إليهــا بعــد أن يص ـرفوهم عــن‬ ‫كعبــة قـريش بنوهــا وزينوهــا ليص ـرفوا النــا‬ ‫الحبشــة كعبــة تنــاف‬
‫كعبة قريش‪ ،‬وقصد أبرهة قائد الجيش الحجـاز بخيلـه ورجلـه وفيلتـه حتـى إذا كـان علـى مقربـة‬
‫مــن الكعبــة اســتاق إبــال كانــت لعبــد المطلــب (جــد الرســول) فــذهب عبــد المطلــب فــي جمــع مــن‬
‫أعيــان ق ـريش جــرت بينــه وبــين أبرهــة المحــاورة اآلتيــة‪'' :‬الــذي أطعمهــم مــن جــوع وآمــنهم مــن‬
‫خوف'' فالمنة هنا بالشبع بعد الجوع واإلبقاء بعد الغناء وبالطمأنينـة بـدل المخـاوف وبالسـكون‬

‫‪22‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إلــى الحيــاة بــدل القلــق واالضــطراب فيهــا وفــي هــاتين الكلمتــين "األمــن مــن الجــوع واألمــن مــن‬
‫الخــوف" كــل نظــام المجتمــع بــل كــل نظــام تجــري بــه الحيــاة‪ ،‬فــاألمم كلهــا تجــري وراء طمأنينــة‬
‫الع ــيش وتس ــتعين عل ــى ذل ــك بك ــل الوس ــائل االقتص ــادية وتج ــري وراء الت ــأمين م ــن المخ ــاوف‬
‫باالستعداد بالجيوش وبالعدد الحربية حتى تؤمن الحياة أو تحتفظ بهذه للحياة‪.‬‬
‫هــذه هــي رســالة األنبيــاء والمصــلحين طمأنينــة العــيش وطمأنينــة الحيــاة ليعــيش اإلنســان‬
‫ســعيدا وليمــوت ســعيدا‪ ،‬فالحيــاة التــي تتطلبهــا األديــان هــي الحيــاة المســتديمة التــي ال تنقطــع‬
‫بــالموت بــل تســتمر بصــاحبها فيــذكر اســمه بعــد موتــه مقرونــا بــالخير والعمــل الصــالح ويــذكر‬
‫بعمله الصالح من اآلخرة حيث الحياة الخالدة والنعيم المقيم‪.‬‬
‫إن الضــعف ال يصــيب الحكومــات والشــعوب إال مــن هــاتين الثغ ـرتين ثغ ـرة الجــوع وثغ ـرة‬
‫الشعوب من ثغرة الجوع واالستعمار واألطمـاع ومـا يتبعهـا‬ ‫الخوف‪ ،‬فالثورات تدخل إلى نفو‬
‫وذلة الحياة ال يدخالن اآلمن ثغرة الخوف‪.‬‬ ‫من ذلة النفو‬
‫فاألمان من الخوف يكون واالستعداد الدائم واليقظة الدائمة ال في حالة الحرب وحدها بل‬
‫في حالة السلم أيضا‪ ،‬واالستعداد للحرب أمان للحـرب واألمـان مـن الجـوع يكـون بتخفيـف آالم‬
‫الشعب واثارة المرحمة في النفو ‪.12‬‬
‫‪Eau - Water‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ ‬الماء‪:13‬‬
‫جاء في لسان العرب أن كلمـة المـاء والمـاهو والمـاءة علـى أن سـبويه قـد نفـى أن يكـون‬
‫اس ــم عل ــى حـ ـرفين أح ــدهما التن ــوين وهمـ ـزة م ــاء منقلب ــة ع ــن ه ــاء بدالل ــة ض ــروب تص ــاريفه‪،‬‬
‫فتصغيره مويه وجمع ماء أمواه ومياه‪ ،‬حكى ابن جني في جمع أمواء قال أنشد في أبو علي‪:‬‬
‫كأنها قد رفعت سماؤها‪.‬‬ ‫تستن في رأد الضحى أفياؤها‬ ‫وبلدة قالصة أمواؤها‬
‫‪ -‬وأصل الماء ماه والواحدة ماهة وماءة‪ :‬قال الجـوهري‪ :‬المـاء الـذي يشـرب والهمـزة فيـه‬
‫مبدلة من الهاء‪.‬‬

‫‪ . 12‬إبراهيم سالمة‪ ،‬دراسات اجتماعية أخالقية دينية (مصر‪ ،‬شركة ومطبعة مصطفى الباي الحلبي وأوالده‬
‫ط‪ )1954 ،1‬ص‪.137‬‬
‫‪ .13‬اإلمام العالمة ابن منظور (‪711-630‬هـ) لسان العرب‪ ،‬نسقه وعلق عليه ووضع فهارسه علي بشرى‬
‫(بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط‪ )1988 ،1‬المجلد ‪ 18‬ص‪.225‬‬
‫‪Dictionnaire de Poche « 45000 mots, expressions et locutions » ed : Histoire d’encre Brodard et .14‬‬
‫‪Taupin 2005, page 124.‬‬

‫‪23‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬وأصــل الم ــاء م ــوه‪ :‬ق ــال اللي ــث الم ــاء مدت ــه فــي األص ــل زي ــادة وانم ــا خل ــف م ــن ه ــاء‬
‫محذوفة وبيان ذلك أن تصغيره مويه‪ ،‬ومن العرب من يقول ماءة كبني تمـام يعنـون الركبـة‬
‫بمائها‪.‬‬
‫‪ -‬النسب إلى المـاء مـائي ومـاوي‪ ،‬وفـي التهـذيب‪ ،‬وبالنسـبة إلـى المـاء مـاهي "بئـر ماهـة‬
‫ٌ‬
‫وميهة" أي كثيرة الماء‪ ،‬والماوية‪ :‬المرآة صفة غالبة كأنها منسوبة إلى الماء لصـفائها حتـى‬
‫كأن الماء يجري فيها منسوبة إلى ذلك والجمع ماوي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫على غفالت الزين والمتجمل‬ ‫ترى في سنا الماوي بالعصر والضحى‬
‫الماوية‪ :‬البقرة لبياضها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ويقال تموه ثمر النخل والعنب إذا امتأل ماء وتهيأ للنضج‪:‬‬
‫‪ -‬رجل ماه أي كثير ماء القلب كقولك رجل مال‪.‬‬
‫‪ -‬ماه القلب‪ :‬بليد‪.‬‬
‫‪ -‬أماهت األرض‪ :‬كثر ماؤها وكثر فيها النز‪.‬‬
‫‪ -‬أماهت السفينة‪ :‬دخل فيها الماء‪.‬‬
‫‪ -‬ماهت البئر وأماهت في كثرة مائها وهي تماه وتموه إذا كثر ماؤها‪.‬‬
‫‪ -‬المها‪ :‬ماء الفحل في رحم الناقة وأماه الفحل إذا ألقى ماءه في رحم األنثى‪.‬‬
‫‪ -‬موه الشيء‪ :‬طاله بذهب أو بضفة وما تحت ذلك ومنه التمويه وهو التلبي ‪.‬‬
‫‪- Eau : n.f. Liquide inodore, incolore et sans saveur, le corps est fait de 80%‬‬
‫‪d’eau.‬‬
‫‪ ‬حفظ الماء من اإلهدار‪ :‬واجب شرعي‪.‬‬
‫بسبب قلته ونذرة مصادره ولكن بسـبب عـدم‬ ‫تعاني بعض المناطق نقصان الماء لي‬
‫حيثمــا يوجــد المــاء الــوفير‪ ،‬وذلــك بج ـوار‬ ‫إدارة ســكانها لمصــادر المــاء لــديها‪ ،‬ويســتقر النــا‬
‫البحيـرات واألنهـار ثـم ال يسـتثمرون تلـك المصـادر المائيـة علـى الوجـه األمثـل بـل قـد يلوثونهــا‬
‫بعــد ذلــك للبحــث عــن‬ ‫بصــرف فضــالت المــدن فــي تلــك البحي ـرات واألنهــار ثــم يعــود النــا‬
‫مصادر جديدة للمياه‪.‬‬
‫عليــه‬ ‫‪ -‬بعــض األحاديــث الناهيــة عــن اإلس ـراف فــي المــاء وهــو هــدي النبــي صــلى‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫عليــه وســلم‬ ‫صــلى‬ ‫عنهمــا أن رســول‬ ‫بــن عمــرو رضــي‬ ‫‪ -1‬حــديث عبــد‬
‫مر بسعيد وهو يتوضأ فقـال‪ :‬مـا هـذا السـرف؟ فقـال‪ :‬أفـي الوضـوء إسـراف؟ قـال‪:‬‬
‫نعم وان كنت على نهر جار‪.15‬‬
‫عليــه وســلم كــان يتوضــأ بالمــد‬ ‫عنهــا أن النبــي صــلى‬ ‫‪ -2‬عــن عائشــة رضــي‬
‫ويغتسل بالصاع‪.16‬‬
‫والســرف معنــاه التبــذير ومجــاوزة المقــدار والحــد واإلس ـ ارف فــي الوضــوء مجــاوزة الحــد‬
‫الشرعي فيه من إكثار الماء أو فـوق ثالثـة أو الزيـادة فـي الحـد المغسـول‪ ،‬والسـرف الـذي نهـى‬
‫قليال كان أو كثي ار قاله ابن منظور‪.17‬‬ ‫عنه هو ما أنفق في غير طاعة‬
‫علي ــه وس ــلم يغتس ــل‬ ‫ص ــلى‬ ‫عن ــه ق ــال‪ :‬ك ــان رس ــول‬ ‫رض ــي‬ ‫‪ -3‬ع ــن أنـ ـ‬
‫مكاكي‪.18‬‬ ‫مكاكيك ويتوضأ بمكوك وقال ابن المثنى بخم‬ ‫بخم‬
‫‪ ‬تعريف األمن‪:‬‬
‫هو مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تضع القيادات والقوات في مـأمن مـن المباغتـة‬
‫وتســمح للقائــد بالحصــول علــى الفت ـرة الزمنيــة الالزمــة والمنطقــة األرضــية الضــرورية إلجــراء‬
‫المناورة التي يخطط لها ويصمم على تنفيذها‪.‬‬
‫ومبدأ األمن هو واحد من مبادئ الحرب المتفق عليها بين الشرق والغرب ولقد وضـع‬
‫فولتر ‪ Voltaire‬مبادئ األمن الحديث وأخذت به العقيدة العسكرية البريطانية أكثر من نصف‬
‫قـ ــرن‪ ،‬كمـ ــا أخـــذ بـــه القـ ــادة الســـوفيات اإلسـ ــتراتيجيون ووضـ ــعوه ضـ ــمن مبـ ــادئ الحـ ــرب التـــي‬
‫يعتمدونها بصورة أساسية في التخطيط لعملياتهم‪.‬‬
‫غير أن األمن لم يبدأ مع فـولتر بـل كـان مبـدأ حربيـا منـذ نشـوء العلـم العسـكري وكـان‬
‫يتطور بتطور األهـداف العسـكرية واإلسـتراتيجيات المسـتخدمة ويعتبـر صـور الصـين مـن أقـدم‬

‫‪ .15‬رواه ابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة وسننها‪ ،‬باب ‪ 48‬القصد في الوضوء‪ ،‬رقم ‪ ،1/425‬ورواه أحمد‬
‫في مسنده رقم ‪.7025‬‬
‫‪ .16‬رواه أبو داود في سننه كتاب الطهارة باب ‪ :44‬ما يجزئ من الماء في الوضوء رقم ‪.)71/1( 92‬‬
‫البالغة‪ )294/‬لسان العرب ‪ 48/11‬مشارق األنوار ‪213/2‬‬ ‫‪ .17‬جمهرة اللغة (‪/332/2‬رسف‪ ،‬أسا‬
‫سرف‪.‬‬
‫‪ .18‬رواه مسلم في صحيحه كتاب الحيض‪ ،‬باب ‪ :10‬القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة رقم‬
‫‪.9/4/325‬‬

‫‪25‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫التــدابير المعروفــة فــي التــاريو العســكري‪ ،‬وكــذلك التحصــينات المســماة الليمــات‪ Lime 19‬التــي‬
‫أقامتها الدولة الرومانية في عصر اتساعها وسيطرتها على أوروبـا وآسـيا وافريقيـا لعـدم قـدرتها‬
‫مجابهة كل االحتماالت‪ ،‬هذه التحصينات التي امتدت إلى أوروبا وآسيا وافريقيا‪.‬‬
‫وعندما فتح العرب المسلمون الشام والعراق وتغلبوا على دولة الفر وسيطرت قواتهم‬
‫غربا فقد نظمـوا الثغـور علـى‬ ‫على بالد شاسعة تمتد من حدود الصين شرقا إلى بالد األندل‬
‫ح ــدود الدول ــة البيزنطي ــة ومزجـ ـوا ب ــين مفه ــوم الهج ــوم وال ــدفاع فيم ــا يس ــمى ب ــالهجوم الوق ــائي‬
‫وتحولت عملياتهم إلى إستراتيجية الردع أمكن بواسطتها الحفاظ على أمن األندل ‪.‬‬
‫‪ ‬أمن القتال‪ :‬هذا النوع من األمن يشمل مجموعة من اإلجراءات الواجب اتخاذها من قبل‬
‫جميع الوحدات والتشكيالت المقاتلة فوق مسرح العمليات ويمكن تلخيص هذه اإلجراءات‬
‫فــي (الوقايــة ضــد أســلحة التــدمير الشــامل واألســلحة الكيميائيــة‪ ،‬الــدفاع الجــوي بنوعيــه‪،‬‬
‫الدفاع المضاد للمدرعات‪ ،‬االستطالع وعناصـر األمـن) وقـد تطـور مفهـوم األمـن القتـالي‬
‫الواجــب اتخاذهــا فــي كــل موقــف‬ ‫خاصــة عنــد العــرب والمســلمين فحــددوا القواعــد واألسـ‬
‫من مواقف القتال‪.20‬‬
‫‪ ‬األمن المائي بين الحاجيات والمتطلبات‪:‬‬
‫مــن منظــور تفكيكــي يـربط العنـوان بــين متغيــر األمــن بمتغيــر المــاء وبمعنــى آخــر أنــه‬
‫بوجـود المـاء ووفرتـه فـإن هنــاك اسـتتبابا لألمـن واالسـتقرار وبانعدامــه وقلتـه فـإن األمـن بصــورة‬
‫عامــة يصــبح مهــددا علــى كــل األصــعدة‪ ،‬كمــا يـربط العنـوان فــي الد ارســة بــين متغيـرين آخـرين‬
‫هم ــا الحاجي ــات والمتطلب ــات‪ ،‬فكلم ــا نقص ــت المـ ـوارد الطبيعي ــة كيفم ــا كان ــت ظه ــرت األزم ــات‬
‫واســتفحلت ومــن ثــم فــال بــد مــن البحــث علــى الحلــول المناســبة لهــا والتفكيــر فــي مســتقبل هــذه‬
‫الموارد‪.‬‬
‫الخطــر ألزمــة الم ـوارد الطبيعيــة وتآكلهــا‬ ‫وبالتــالي فالد ارســة هــي عبــارة عــن تنبيــه ودق نــاقو‬
‫خاص ــة مص ــادر المي ــاه م ــع وج ــوب استشـ ـراف مس ــتقبلها بالتقش ــف وع ــدم التب ــذير وض ــرورة‬
‫االســتغالل األمثــل لإلمكانيــات الماديــة للخــروج مــن هــذه األزمــات التــي يواجههــا العــالم بصــفة‬
‫عام ــة‪ .‬وتنطل ــق ه ــذه الد ارس ــة م ــن التس ــليم أن هن ــاك أزم ــة أمني ــة تس ــبب فيه ــا الم ــاء نح ــاول‬
‫معالجتها كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ .19‬الليمات ‪ :‬م الليم‪ :‬عبارة عن مركز دفاعي فيه جميع متطلبات الحياة هدفه دفع الهجمات المباغتة‪.‬‬
‫‪ .20‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الموسوعة العسكرية (بيروت‪ ،‬الطبعة ‪ 1981‬منفتحة) ص‪.116‬‬

‫‪26‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬مواجه ــة المش ــاكل الطبيعي ــة كالمن ــاخ والجف ــاف والتص ــحر إض ــافة إل ــى النم ــو ال ــديمغرافي‬
‫ومشاكل أخرى مرتبطة بسوء تسيير قطاع المياه‪.‬‬

‫‪ -‬فــالحلول المقترحــة حــول أزمــة الميــاه تكــون حســب د ارســتنا والتــي هــي رؤى مســتقبلية تكــون‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة ترشيد الموارد المائية‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تنمية الموارد المتاحة عن طريق إنجاز المشاريع واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التعاون العربي المشترك حول قضية الماء‪.‬‬
‫‪ -‬دعــوة المجتمــع الــدولي للتوصــل إلــى اتفاقيــات وحلــول ســليمة تخــدم الجــانبين العربــي‬
‫واإلسرائيلي‪.‬‬
‫وبالتــالي يمكننــا تلخــيص تعريــف األمــن العربــي حســب األمانــة العامــة لجامعــة الــدول‬
‫العربيــة كالتــالي ‪" :‬إنــه قــدرة األمــة العربيــة علــى الــدفاع عــن أمنهــا وحقوقهــا وصــيانة اســتقاللها‬
‫وس ــيادتها عل ــى أ ارض ــيها وتنمي ــة الق ــدرات واإلمكاني ــات العربي ــة ف ــي كاف ــة المي ــادين السياس ــية‬
‫واالقتص ــادية واالجتماعي ــة مس ــتندة إل ــى الق ــدرة العس ــكرية والدبلوماس ــية آخ ــذة بع ــين االعتب ــار‬
‫االحتياجات األمنية الوطنية لكل دولة والتي تؤثر على األمن القومي العربي‪.21‬‬
‫فأهمية المنطقة وما تملك من ثروات طبيعية 'غاز بترول ومعادن' وثـروة مائيـة هائلـة‬
‫تعرضــت عبــر تاريخهــا الطويــل إلــى العديــد مــن الهـزات والتــدخالت األجنبيــة والصـراعات فيمــا‬
‫بــين الــدول العربيــة نفســها حــول الحــدود أحيانــا وحــول امــتالك الثــروات حينــا آخــر فيمــا أخــذت‬
‫تحوالت إستراتيجية ذات أهمية بالغة دفعت بالعالم العربي إلى االنقسامات الداخلية والخالفات‬
‫التــي أضــافت إلــى تبعيتــه االقتصــادية والتكنولوجيــة تخلفــا فــي الكثيــر مــن المجــاالت العســكرية‬
‫واالقتصــادية وعــدم قدرتــه لمواجهــة تحــديات العص ـرنة فــي ظــل النظــام العــالمي الجديــد المبنــي‬
‫على القاعدة 'القوة والمصلحة'‪.‬‬

‫‪ . 21‬هيثم الكيالني‪ ،‬مفهوم األمن القومي العربي‪ ،‬دراسة جانبيه السياسي والعسكري (القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫العربي‪ ،‬ص‪.)71‬‬

‫‪27‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع األمن‬


‫لقد تغيرت وتعددت أشكال األمـن فأصـبح الموضـوع مبحثـا فـي الد ارسـات اإلستشـرافية‬
‫قطاعــات عــدة االقتصـادية والسياســية واالجتماعيــة والعســكرية وغيرهـا فــي عــالم انتشــرت‬ ‫يمـ‬
‫في ــه الصـ ـراعات وكث ــرت التناقض ــات وأدى التس ــلط الس ــلطوي وغي ــاب الديمقراطي ــة ف ــي أغل ــب‬
‫األقطار العربية خصوصا‪ ،‬وبروز ظاهرة اكتساب الزعامة باإلضافة إلى ظهور أساليب القهر‬
‫والشعور باإلحباط لدى الشعوب النامية‪ ،‬إلى تطور مفهوم األمن واتخاذه مجريـات إسـتراتيجية‬
‫عديدة مـن حيـث الشـكل والهـدف‪ ،‬وأصـبح األمـن مـن أهـم التحـديات التـي نجمـت عـن التخلـف‬
‫الثقافي والتكنولوجي وكذا عدم قدرة البنى المؤسساتية الوطنية لمواجهة المطالـب واالنشـغاالت‬
‫االجتماعية وغيرها مما أفضى إلى التنوع في أشكال األمن نذكر البعض منها‪:‬‬
‫‪ -‬األمن العالمي‪ :‬هدف عام للدول تتعاون للمحافظة على أمنها القومي ويقصد باألمن‬
‫الق ــومي الحف ــاظ عل ــى أم ــن دول ــة م ــا م ــن خط ــر إخض ــاعها لق ــوة أجنبي ــة وينظ ــر إل ــى إقام ــة‬
‫ال اربــع عشــر‪ ،‬وضــد نــابليون‬ ‫منظمــات تحــالف عظمــى ضــد الغ ـزاة مثــل التحــالف ضــد لــوي‬
‫وهتلــر وحلــف األطلســي وحلــف وارســو والــدفاع العربــي المشــترك كإحــدى الوســائل للمحافظــة‬
‫علـى الســيادة القوميـة‪ ،‬وهنــاك وسـيلة أخــرى لهـا صــبغة جماعيـة تتمثــل فـي انــدماج الـدول فــي‬
‫منظمات مثل األمم المتحدة‪ ،‬وعصبة األمم قبلها واقامة هيئة دولية تضمن أمن وسالمة كـل‬
‫دولة من أعضائها‪.22‬‬
‫‪ -‬األمن العسكري‪ :‬تحـت عنـوان مبـادئ األمـن العسـكري جـاء تعريـف األمـن العسـكري‪:‬‬
‫على أنه مجموعة اإلجراءات المتخذة في وقت السلم وكـذا فـي وقـت الحـرب لحمايـة الجيـوش‬
‫والمؤسســات العســكرية أو الخاصــة العاملــة لصــالحها ضــد التــدمير ‪ La subversion‬ومعنــاه‬
‫ضــد كــل المؤسســات الداخليــة أو الخارجيــة الموجهــة ضــد النقــاط الحساســة‪ ،‬الســر‪ ،‬الضــمير‪،‬‬
‫التخصص ‪ ،Discipline‬وبالمفهوم العسكري فإن األمن العسكري يدخل ضمن األمن العـام‬
‫الذي هو مجموعة اإلجراءات المتخذة لضمان حماية الوحدات من العمليات المفتوحة‪.23‬‬
‫‪« La sécurité militaire est l’ensemble des mesures prises en temps de paix comme‬‬
‫‪en temps de guerre pour protéger les armées et les établissements militaires ou‬‬
‫‪privés qui travaillent pour elles, contre la subversion c.a.d contre les entreprises‬‬

‫‪ .22‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر (الموسوعة العسكرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‪ ،‬طبعة ‪81‬‬
‫منفتحة المجلد ‪ )1‬ص‪.118‬‬
‫‪23‬‬
‫)‪. Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au Certificat Interarmes‬‬
‫‪ed : Berger Levrault 1961 page 182 .‬‬

‫‪28‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪émanant de l’intérieur ou de l’extérieur dirigées contre les points sensibles, le‬‬


‫‪secret, le moral et la discipline . » page 182, Tome 1.24‬‬
‫فاألمن العسكري والذي يعتبر الوجه األكثر وضوحا لمفهوم األمن القومي‪ ،‬باعتبار أن القوات‬
‫العسكرية هي الحصن الحصين والدرع الواقي للدولة موكلـة بالتـدخل لحسـم أي صـراع أو نـزاع‬
‫مــن خــالل إســتراتيجية محــددة تشــمل العــدة والعتــاد والمخططــات العســكرية وتعبئــة لألط ـراف‬
‫المســاهمة كالصــناعة العســكرية واســهام الــدفاع المــدني‪ ،‬كمــا أن قــوة الجيــوش تكمــن فــي مــدى‬
‫قدرتها على مواجهة التهديدات والحسم خالل المواجهات ولن يتأتى ذلك إال من خـالل تكـوين‬
‫علمــي للتكتيــك الحربــي‪ ،‬ومــن خــالل وف ـرة للســالح المتطــور الجــوي والبحــري واألرضــي ومــن‬
‫خالل خطط عسكرية مدققة لمواجهة العداء بمختلف وسائله مع العلم أن للمعنويات المرفوعـة‬
‫دو ار كبي ـ ـ ار فـ ــي النجـ ــاح العسـ ــكري والحاجـ ــة إلـ ــى كفـ ــاءات عليـ ــا فـ ــي إدارة عمليـ ــات الخـ ــدمات‬
‫العسكرية‪.‬‬
‫‪ ‬األمددددددن السياسددددددي‪ :‬ويعنـ ـ ــي بـ ـ ــه االسـ ـ ــتقرار التنظيمـ ـ ــي للـ ـ ــدول ونظـ ـ ــام الحكومـ ـ ــات‬
‫واإليــديولوجيات التــي تســتمد الــدول منهــا شــرعيتها فــإذا اختــل هــذا الجانــب فســدت العالقــة بــين‬
‫الســلطة الحاكمــة والشــعب ويمكــن اعتبــاره بأنــه الجهــود المبذولــة للمحافظــة علــى أس ـرار الدولــة‬
‫وسالمتها والعمل على منح ما من شأنه إفساد تلك العالقة أو تشويه صورة الدولة‪.25‬‬
‫فالتعبئــة والتجنيــد الــذي تقــوم بــه الدولــة لمقاومــة األفكــار الهدامــة واألنشــطة الالمشــروعة‬
‫المخالفــة إليديولوجيــة الدولــة تــدخل ضــمن منظــور األمــن السياســي الــذي يشــمل كــذلك تجنيــد‬
‫كافــة المؤسســات التابعــة للدولــة لمحاربــة الــدعايات المســموحة والوقايــة مــن األعمــال التخريبيــة‬
‫في المجاالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫فالدولة مسؤولة علـى هـذا الجانـب األمنـي باتخاذهـا جملـة مـن التـدابير الوقائيـة داخليـا أمـا‬
‫خارجيا‪ ،‬فعلى الدبلوماسية أن تلعب دورها في ممارسة حق نشر الوعي الـوطني ومحاربـة كـل‬
‫بسمعة الدولة في كافة المجاالت االقتصـادية والسياسـية‬ ‫الخطط األجنبية الهادفة إلى المسا‬
‫واالجتماعيــة ولضــمان وتوطيــد االســتقرار السياســي فهنــاك معونــة تســمى 'معونــة الــدفاع' فــي‬

‫‪24‬‬
‫)‪. Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au Certificat Interarmes‬‬
‫‪ed : Berger Levrault 1961 page 182 .‬‬

‫‪ . 25‬ناصيف يوسف‪ ،‬القوى الخمسة الكبرى في الوطن العربي (بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‪ ،‬الطبعة‪،1‬‬
‫‪ )1987‬ص‪.107‬‬

‫‪29‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫صــورة برنــامج مــنح يوجــه لتــدعيم منشــآت الــدفاع وموافقــة الواليــات المتحــدة علــى هــذه المعونــة‬
‫ضرورية‪.26‬‬
‫‪ ‬األمددن االقتصددادي‪ :‬إن عــدم التبعيــة واالكتفــاء الــذاتي أهــم األبعــاد التــي يهــدف إليهمــا‬
‫الجانب االقتصادي للدولة حتى أن هناك علما يختص بهذا الجانب ويحمل اسم "علم اقتصاد‬
‫األم ــن الق ــومي" الغ ــرض من ــه بن ــاء اقتص ــاد ق ــومي يتحق ــق م ــن خالل ــه األم ــن‪ ،‬إال أن التبعي ــة‬
‫أصبحت أم ار مفروضا على الدول النامية‪ ،‬فالدول الصناعية تفرض سيادتها وسيطرتها وتعيد‬
‫إنتــاج هــذه الســيطرة بانتظــام وبتوســع وبشــكل مخطــط وتســتخدم فــي ذلــك كــل أدوات القــوة فهــي‬
‫اقتصــاديا تعتمــد علــى تقســيم العمــل الــدولي الــذي يزودهــا بــأداة هامــة للســيطرة وهــي تســتخدم‬
‫مؤسسات بالغة األهمية والتركيز وعالية الكفاءة تتحكم في التكنولوجيا وفي اإلنتاج الصـناعي‬
‫بــل وفــي تجــارة الحبــوب وفــي حركــة التجــارة الدوليــة كلهــا شــاملة النقــل والمواصــالت ووســائل‬
‫التحوي ــل وتس ــند ك ــل ذل ــك أدوات الق ــوة السياس ــية واالقتص ــادية الت ــي تمتلكه ــا حكوم ــات ال ــدول‬
‫الصناعية‪.27‬‬
‫غير أن ما توصلنا إليه من خـالل اسـتقرائنا للتعامـل التجـاري مـع الخـارج أن منطقـة القـوة‬
‫ومنطـق القــوة الــذي تعتمـده الــدول العظمــى والمصـنعة فــي الميــدان االقتصـادي أفــرز نوعــا مــن‬
‫التبـاين بــين الـدول فأصــبحت التبعيـة أخطــر اآلفـات التــي تواجـه الــدول الناميـة ألن فــتح البــاب‬
‫بــال ض ـوابط للمســتوردات واالقت ـراض أمــام المؤسســات الماليــة الدوليــة واللجــوء إلــى الشــركات‬
‫المتعددة الجنسيات من أهم أدوات القهر السياسـي عـن طريـق فـرض اتفاقيـات ومعاهـدات بـين‬
‫ال ــدول األكث ــر غن ــى‪ ،‬ذات الف ــائض‪ ،‬وال ــدول الفقيـ ـرة الت ــي ه ــي ف ــي حاج ــة إل ــى ح ــل المش ــاكل‬
‫االقتصادية واالجتماعية عن طريق هذه العمليات المفروضة‪ ،‬ولن تتمكن دول التبعية الخروج‬
‫م ــن ه ــذا الم ــأزق إال ب ــإجراء تع ــديالت جوهري ــة ف ــي أنظمته ــا السياس ــية وأنظمته ــا االقتص ــادية‬
‫واالجتماعيــة والثقافيــة أو مــا يســمى باإلصــالحات الهيكليــة فــي كافــة دواليــب الدولــة واالعتمــاد‬
‫على الذات‪.‬‬
‫كما أن الجانب المالي في التنمية من أهم المشاكل التي تواجههـا الـبالد المتخلفـة بخاصـة‬
‫وان مواردها المالية محدودة‪ ،‬نظ ار النخفاض الدخل فيها وضعف مستوى الناتج وجمود جهاز‬

‫‪ .26‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية والتنمية (القاهرة‪ ،‬دار المعارف بمصر) ص‪.541‬‬
‫‪ .27‬عادل حسين‪ ،‬االقتصاد المصري من االستقالل إلى التبعية ‪(1984-1979‬بيروت‪ ،‬دار الكلمة للنشر‬
‫الطبعة‪ )1981 ،1‬ص‪.297‬‬

‫‪30‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلنتاج وعدم تنوعه وحيث أن التنمية في العالم الثالث تتطلب زيادة التكوين الرأسمالي وانشاء‬
‫البنيــان االقتصــادي وخلــق الصــناعة خلقــا‪ ،‬فــإن التنميــة تحتــاج إل ـى م ـوارد نقديــة وفي ـرة تحــت‬
‫تصرف الدولة وهي التي تستطيع االضطالع بدور إيجابي في الخروج من حالة التخلف‪.28‬‬
‫ونؤكد في دراستنا هذه أن التغيـرات التكنولوجيـة المحـرك األول فـي النمـو االقتصـادي وقـد‬
‫أدت االخت ارعــات واالبتكــارات إلــى ســرعة التنميــة االقتصــادية فــي الــبالد المتقدمــة واســتفادت‬
‫الــبالد األقــل تطــو ار بخب ـرات الــبالد المتقدمــة‪ ،‬أمــا اآلن فهنــاك وعــي كامــل بأهميــة التكنولوجيــا‬
‫فضال أن الحكومات في البالد المتخلفة تقوم بمحاوالت للتغلب علـى التخلـف التكنولـوجي وان‬
‫كــان ت ازيــد االخت ارعــات فــي الــبالد المتقدمــة قــد ال يســاعد الــدول المتخلفــة علــى اللحــاق بالــدول‬
‫المتقدمة في ميدان التكنولوجيا‪.29‬‬
‫وم ــن ه ــذه المعطي ــات الس ــابقة فلبل ــو األم ــن االقتص ــادي ال ــذي ه ــو إح ــدى رك ــائز األم ــن‬
‫الــوطني علــى الــدول االعتمــاد علــى قــدراتها العلميــة المتمثلــة فــي نخبهــا وجامعاتهــا‪ ،‬وأن تبنــي‬
‫علميــة بالتعــاون مــع الــدول المتقدمــة فــي إطــار المحافظــة علــى‬ ‫قاعــدة صــناعية علــى أس ـ‬
‫الس ــيادة الوطني ــة‪ ،‬والصـ ـراع الح ــالي ف ــي ه ــذا الب ــاب يكم ــن ف ــي إع ــادة توزي ــع من ــاطق النف ــوذ‬
‫االقتصادي والسياسي والسيطرة في الحلبة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬األمن االجتماعي‪:‬‬
‫وهــو يخــص قــدرة المجتمعــات علــى إعــادة إنتــاج أنمــاط خصوصــياتها فــي اللغــة والثقافــة‬
‫والهويــة الوطنيــة والدينيــة والعــادات والتقاليــد فــي إطــار شــروط مقبولــة لتطورهــا وتنطــوي عمليــة‬
‫االنتقــال مــن نظــام اجتمــاعي إلــى آخــر علــى ظهــور عــدد مــن التناقضــات واختفائهــا بالعمليــة‬
‫التكتيكيـة ‪ Dialectical Process‬فقــد قـدر ابـن خلـدون للدولـة عمـ ار يسـاوي ثالثـة أجيـال تعــادل‬
‫الدولة السالفة فقد ورد فـي‬ ‫‪ 120‬سنة تموت بعدها وتنشأ على أنقاضها دولة جديدة تعيد نف‬
‫الفصل الرابع عشر من المقدمة وتحت عنوان أن الدولة لها أعما ار طبيعية كما لألشخاص ما‬
‫أن الجيل يسـاوي‬ ‫يلي‪" :‬وانما قلنا أن عمر الدولة ال يعدو في الغالب ثالثة أجيال على أسا‬

‫‪ .28‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية والتنمية‪ ،‬تجارب إفريقية وعربية (القاهرة‪ ،‬دار‬
‫المعارف) ص‪.271‬‬
‫مرزوق‪ ،‬التنمية االقتصادية (مصر‪ ،‬الدار القومية‬ ‫‪ . 29‬كندل برجر ترجمة دانيال رزق مراجعة د‪.‬جرج‬
‫للنشر والطباعة) ص‪.33‬‬

‫‪31‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ 40‬سنة فيكون عمر الدولة ‪ 120‬عاما ألن الجيل األول ال يزالوا على خلق البداوة وخشونتها‬
‫وتوحشها‪....‬والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترف من البداوة إلى الحضارة ومن الشـظف‬
‫إلى الترف والخصب‪ ....‬ومن عز االستطالة إلـى ذل االسـتكانة‪....‬أما الجيـل الثالـث فينسـون‬
‫عهد البداوة والخشونة كأن لم يكن ويفقدون حالوة العز والعصبية‪.30‬‬
‫ف ــاألمن االجتم ــاعي إذن يعن ــي الحال ــة الت ــي يك ــون فيه ــا المجتم ــع متماس ــكا بعي ــدا ع ــن‬
‫مظــاهر الخالفــات والص ـراعات الداخليــة ولــذا علــى الســلطات الحاكمــة مدارســة كــل المظــاهر‬
‫االجتماعيـة السـلبية وتحديـد مسـاراتها لضـبط عالجهــا والسـعي التخـاذ األنسـب مـن اإلجـراءات‬
‫والقوانين لتقوية التماسك االجتماعي عن طريق التعاون والتآزر وغر القيم المثلـى بـين أفـراد‬
‫المجتمع والتواصل بين السلطة الحاكمة والقاعدة المحكومة بفـتح مجـاالت التشـاور قبـل اتخـاذ‬
‫الق ـ ار ارت وفــتح قن ـوات التعبيــر عــن ال ـرأي عبــر وســائل اإلعــالم المكتوبــة والمســموعة والمرئيــة‬
‫الشـعبية المنتخبـة الحقيقيـة و المثاليـة‪ ،‬وضـرورة االسـتجابة‬ ‫وارساء قواعد التمثيل في المجـال‬
‫للمتطلبات واالحتياجات الشعبية وبذلك تكون الدولة قد ساهمت في نشر األمن االجتماعي‪.‬‬
‫أصــبحت قضــايا التطــور والتقــدم والتنميــة االجتماعيــة مــن القضــايا األساســية التــي أخــذت‬
‫فقط على الصعيد المحلي بل وعلى النطاق العالمي وذلـك‬ ‫طريقها إلى الفكر االجتماعي لي‬
‫بعد أن أخذت األمم المتحدة طريقها لتوفير الرخاء االقتصادي واالجتماعي والنهـوض بعوامـل‬
‫احتـرام المبـدأ الـذي يقضـي بالتسـوية فـي الحقـوق بـين الشـعوب‪،31‬‬ ‫التطور المبنية علـى أسـا‬
‫فالتنمية االجتماعية تحتاج إلى العقل البشـري الـذي يـنظم خطـط بلوغهـا وذلـك بتحديـد أهـدافها‬
‫وبالت ــالي فه ــي عملي ــة حض ــارية تتمث ــل ف ــي نظ ــم وق ــيم ومع ــايير ومش ــروعات إنمائي ــة تتحق ــق‬
‫لمختلف أبنية المجتمع لضمان ما اصطلح عليه باألمن االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬األمن اإلعالمي‪:‬‬
‫لقــد بــات واضــحا أن العــالم والعــالم العربــي بوجــه خــاص يواجــه مشــكالت كبي ـرة فــي مجــال‬
‫اإلعــالم مقابــل التكتــل اإلعالمــي فــي الــدول المتقدمــة ممــا أدى إلــى اإلخــالل بــاألمن الــداخلي‬
‫لهذه الدول والحاق أضرار كبيرة بهذه الشعوب النامية ألن اإلعـالم الغربـي كقـوة إعالميـة ركـز‬

‫‪ . 30‬محمد أحمد الزعبي‪ ،‬التغير االجتماعي (بيروت‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪)1982،‬‬
‫ص‪.121‬‬
‫‪ .31‬منصور حسين‪ ،‬دكتور كرم حبيب‪ ،‬التنمية االجتماعية بين النظرية والتطبيق (بيروت‪ ،‬مكتبة الوعي‬
‫العربي‪ )1978 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪32‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وال زال يركــز علــى المظــاهر الســلبية واخفــاء الوجــه المشــرق لهــذه الشــعوب العربيــة‪ ،‬ومــن أهــم‬
‫مــع مــا يســتخدم فــي‬ ‫المشــكالت التــي تواجــه اإلعــالم العربــي تخلــف وســائل االتصــال بالقيــا‬
‫الــدول المتقدمــة‪ ،‬فتعثــر التخطــيط اإلعالمــي فــي الــدول العربيــة والــذي يعنــى بــه التخطــيط فــي‬
‫مجاالت التنمية االقتصادية والزراعية والصناعية وغالبا ما كان اإلعـالم لينـدرج ضـمن خطـط‬
‫التنمية االجتماعية وكاد يغيب من اإلستراتيجيات الوطنية وان كان السلطة الرابعة‪.‬‬
‫وأص ــبحت ال ــدول اآلن ت ــولي اهتمامـ ــا بالغ ــا لإلع ــالم ألن ــه يش ــكل ق ــوة ال تق ــل ع ــن القـــوة‬
‫العسكرية في تثبيت الحكم والـدفاع عـن المبـادئ والخيـارات والمنـاهج االقتصـادية واالجتماعيـة‬
‫والثقافية التي تسعى األنظمة إلى تكريسها وتنفيذها على أرضية الواقع‪.‬‬
‫واننا نرى من خالل الواقع الحالي أن إقامـة نظـام إعالمـي دولـي جديـد يسـتلزم العمـل علـى‬
‫إيجاد مرتكزات جديدة إلقامة نظام اقتصادي دولي عادل والبلدان النامية التي تستخدم وسـائل‬
‫اإلع ــالم الغربي ــة المتقدم ــة تج ــد نفس ــها بس ــبب هيمن ــة ال ــدول المتقدم ــة عل ــى وس ــائل اإليص ــال‬
‫اإلعالمية مضطرة للخضوع والتبعية‪.32‬‬
‫وعــن اآلثــار التــي لحقــت بالعــالم العربــي البــد لنــا مــن اإلشــارة أن العــالم العربــي واإلســالمي‬
‫تعرضا إلى األمن اإلعالمـي ودوره فـي العـالم العربـي فلقـد تعـرض العـرب منـذ القـرن العشـرين‬
‫حمالت محمومة مـن التشـويه والهجـوم عـن طريـق اإلعـالم الغربـي القـوي‪ ،‬وقـد‬ ‫إلى‬
‫اســتغلت الحركــة الصــهيونية بمرافقــة أجه ـزة اإلعــالم الغربــي بكــل الســبل إلــى اإلضــعاف مــن‬
‫العرب‪ ،‬على أنهم قوم ال يستحقون العـيش علـى هـذه األرض الخيـرة وأن اليهـود هـم شـعب‬
‫المختــار‪.....‬ومن ثــم بــات علــى رجــل اإلعــالم العربــي أن يتحمــل رســالته اإلعالميــة المقدســة‬
‫وأن يبـــين للعـ ــالم ظلـ ــم األنظمـ ــة ألنـــه يعـــيش حيـ ــاة الجمـ ــاهير ويعـ ــرف مشـ ــاكلها ويعبـ ــر عـ ــن‬
‫طموحاتها‪.‬‬
‫نشر الوعي السياسي‪ :‬إن وسائل اإلعالم المتخلفة تسفر عن عزل الشعب فال يدرك أفراده مـا‬
‫يحــدث مــن حــولهم وال يلمــون إلمــام كافيــا بمشــاكل بالدهــم وسياســتها‪ ،‬فشــعوب الــدول المتقدمــة‬
‫أكثــر وعيــا مــن شــعوب الــدول الناميــة مثلمــا أهــل المدينــة بالنســبة لســكان الريــف وذلــك بفضــل‬
‫تطور وسائل اإلعالم في األولى وتخلفها في الثانية‪.‬‬

‫‪ . 32‬حسين محمد طوالبة‪ ،‬نحو تخطيط استراتيجي لإلعالم العربي (بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ )1981 ،1‬ص‪.15‬‬

‫‪33‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومهمة اإلعالم في مثل هذه الدول هي أن يكون حلقة االتصال بـين الشـعب والحكـام‬
‫في نقل األخبار والمفاهيم الحديثة التي تمكن الشعب من أن ينتقل من المجتمـع التقليـدي إلـى‬
‫العالم الحـديث الـذي تعـيش فيـه الطبقـة الحاكمـة وبـذلك تتوحـد صـفوف الشـعب فـي أمـة واحـدة‬
‫وتتحقــق الوحــدة الفكريــة‪ .33‬فعلــى الــدول أن تــولي اهتمامــا كبي ـ ار لإلعــالم وأن تعتب ـره جــزء مــن‬
‫خطتها التنموية االقتصادية واالجتماعية وأن تهتم بالبحث والتكوين في هـذا المجـال وأن تعيـد‬
‫النظــر فــي الق ـوانين والتش ـريعات الخاصــة بــاإلعالم وأن تــوفر المــال ذلــك كلــه ضــمانا لألمــن‬
‫اإلعالمي الذي هو جزء من األمن العام‪.‬‬
‫لقد أصبح اإلعالم موضع اهتمـام دولـي ولعـل الد ارسـات التـي أجريـت فـي هـذا الموضـوع‬
‫أثب ــت أن األعـ ــالم النزيـــه بإمكانـ ــه أن يسـ ــهم بـــدور كبيـ ــر فـ ــي إق ـ ـرار وت ــدعيم األم ــن والسـ ــالم‬
‫االقتصــادي واالجتمــاعي التــابع لألمــم المتحــدة منظمــة اليونســكو‬ ‫الــدوليين‪ ،‬فأوصــى المجل ـ‬
‫‪ UNESCO‬بأن تبحث المشكالت التـي تعتـرض طريـق الجهـود التـي تبـذلها الـدول الناميـة مـن‬
‫أجل تقوية وتدعيم وسائل اإلعـالم الخاصـة بهـا قـد جـاء فـي هـذه التوصـية‪ » :‬هنـاك دور هـام‬
‫يتعين علـى وسـائل اإلعـالم الجمـاهيري أن تضـطلع بـه وهـي تسـتطيع بالفعـل االضـطالع بـه‪،‬‬
‫ه ــذا ال ــدور ه ــو التعجي ــل ب ــالتطور االجتم ــاعي واالقتص ــادي‪ ،‬ذل ــك أن مش ــروعات التنمي ــة ال‬
‫تس ــتطيع أن تـــنجح إال بواسـ ــطة المش ــاركة مـــن جانـــب الش ــعوب‪ ،‬األم ــر ال ــذي ال يتحقـ ــق إال‬
‫بمساعدة من جانب وسائل اإلعالم أي الصـحافة المطلعـة التـي تتـدفق حيويـة وبـرامج اإلذاعـة‬
‫والتلفزيون «‪. 34‬‬
‫والواقــع أن بنــاء الدولــة اقتصــاديا واجتماعيــا وسياســيا يتطلــب االســتعانة بشــتى وســائط‬
‫ووسائل اإلعالم‪ ،‬وان تحقيق األمل المعقود على اإلعالم إنما يتوقـف علـى قـوة عزيمـة النـا‬
‫وأمــانتهم ون ـزاهتهم وهــذه أمــور ال تتحقــق إال عــن طريــق اإلعــالم ذاتــه‪ ،‬فالفيلســوف اليونــاني‬
‫القديم أرسطو ‪ ARISTO‬كان يرى أن التصـرف بطريقـة وديـة أمـر ضـروري لتحقيـق االتصـال‬
‫ال يســتطيعون أن يتعايش ـوا معــا إال إذا احتــرم كــل‬ ‫كمــا كــان يــرى أن النــا‬ ‫الجيــد بــين النــا‬
‫منهم مصالح اآلخر‪.35‬‬

‫‪ .33‬شاكر إبراهيم‪ ،‬اإلعالم ووسائله ودوره في التنمية االقتصادية واالجتماعية (مالطا‪ ،‬مؤسسة آدم للنشر‬
‫والتوزيع ط‪ )1975 1‬ص‪.201‬‬
‫‪34‬‬
‫‪. United nations, Office of Public Information, Note 1 N°= 3281, May 25 th , 1966‬‬
‫‪ .35‬محمد عبد القادر حاتم‪ ،‬اإلعالم والدعاية نظريات وتجارب (القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو‪ ،‬ط ‪)1986‬‬
‫ص‪.35‬‬

‫‪34‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتعاني الدول النامية من استعمار إعالمي هز كيانها وأمنها خاضـعة لتعبئـة إعالميـة‬
‫ال تقل أهمية عن التبعات االقتصادية والسياسية ألن األمن اإلعالمي يعتبر جزء هاما ومهما‬
‫مــن جوانــب األمــن القــومي ضــمن مكونــات األمــن السياســي وعليهــا أن تســعى المــتالك إعــالم‬
‫ق ــوي ق ــادر عل ــى إح ــداث التغيي ــر والتط ــوير نح ــو األفض ــل بفعالي ــة وت ــوفير الكف ــاءات البشــرية‬
‫الملتزمــة وتخصــيص اإلمكانيــات الماديــة الالزمــة حفاظــا علــى األمــن واالســتقرار ألن اإلعــالم‬
‫الغربي قد اخترقها وشـوه مـن قـدراتها‪ ،‬حيـث أن الـدول الصـناعية اسـتطاعت بفضـل إمكانياتهـا‬
‫اإلعالمية أن تحقق الغلبة في هذا المجال‪.36‬‬
‫‪37‬‬
‫الصلة بين السياسة الوطنية وسياسة االتصاالت‬
‫العمل السياسي‬ ‫األوضاع السياسية‬ ‫الوضع السياسي‬
‫االقتصادي والعسكري‬ ‫واالقتصادية والعسكرية‬ ‫الدولي‬

‫السياسة الوطنية‬
‫أوضاع االتصاالت‬ ‫واألهداف‬

‫األثر في الجمهور‬
‫صفات الجمهور‬ ‫محتوى االتصاالت‬ ‫سلوك‬ ‫سياسة‬
‫التصرفات والسلوك‬
‫المميزة‬ ‫ومميزاتها‬ ‫االتصاالت‬ ‫االتصاالت‬
‫السياسي المناسب‬

‫العوامل السياسية والثقافية المحلية‬

‫‪ ‬توضيحات‪ :‬هذا النموذج وضع قبل أكثـر مـن ‪ 30‬سـنة وال يـزال اإلطـار األعـم لتوحيـد‬
‫أسـ ــاليب د ارسـ ــة المواصـ ــالت عامـ ــة والدعايـ ــة خاصـ ــة‪ ،‬فاالتصـ ــاالت وسـ ــيلة للتفاعـ ــل‬
‫االجتمــاعي وتعمــل نظــم اإلعــالم علــى االســتقرار ألنهــا تميــل دائمــا إلــى عــرض القــيم‬
‫والمعتقدات في المجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬وتقوم وسائل اإلعالم بإحداث التغيير حيث‬

‫‪ . 36‬وليد خدوري‪ ،‬الطاقة العربية في اإلعالم الغربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد‪ ،88‬يونيو‬
‫‪ ،1986‬ص‪.116‬‬
‫‪ -37‬وليام ل‪ ،‬ريقرزن تيودور ييترسون‪ ،‬جاي وجنسن‪ ،‬ترجمة د‪.‬إبراهيم إمام‪ ،‬وسائل اإلعالم والمجتمع‬
‫الحديث (القاهرة‪ ،‬مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ )1975 1‬ص‪.50‬‬

‫‪35‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أنها إحدى الوسائل التي تتحدى النظام القائم ومن ثم فهي تميـل إلـى المحافظـة علـى‬
‫‪38‬‬
‫الوضع الراهن من ناحية والى تفويضه من ناحية أخرى‬
‫األمن الغذائي‪:‬‬
‫أهمية األمن الغذائي كباقي الجوانب األخرى من األمن إن لم نقل هي األكثر اهتماما‬
‫فــي عــالم ت ازيــدت فيــه الزيــادة الكبي ـرة فــي عــدد الســكان علــى وجــه المعمــورة‪ ،‬وقــد عــرف العــالم‬
‫عبــر التــاريو مجاعــات عديــدة ألن المحصــول الز ارعــي لــم يكــن كافيــا لســد حاجيــات الســكان‬
‫ضف إلى ذلك ارتفاع أسعار األطعمة والمنتجـات الفالحيـة ارتفاعـا باهضـا تخطـت قـدرة الفـرد‬
‫علــى تــوفير غذائــه وطعامــه وبمــرور الــزمن أدى ذلــك إلــى اله ـزال وضــعف الصــحة وظهــور‬
‫األمراض‪ .‬وبالتالي فإن األمن الغذائي أصبح مرهونا بمدى اكتفاء الفرد الذاتي بالغذاء إذ أنه‪:‬‬
‫حصــة األمــن الغــذائي التــي يمكــن أن يغطيهــا اإلنتــاج الــوطني والبــاقي تشــكل مــن ال ـواردات‬
‫الفالحيــة أو األغذيــة (المشــتريات مــن الســوق العالميــة والمســاعدة الغذائيــة) يعــود مســتواه إلــى‬
‫الموارد المتاحة بالنسبة للفالحة ولقدرات استغاللها وإلنتاجيـة أنظمـة الز ارعـة وتربيـة الحيوانـات‬
‫وللنتائج النقدية التي يحققها الفالحون‪.‬‬
‫يتوقــف االكتفــاء الــذاتي الغــذائي أيضــا علــى مــا تتــوفر عليــه الدولــة مــن عمليــة صــعبة‬
‫لضمان استيراد وكذا السيولة النقدية عنـد الحاجـة القتنـاء المـوارد المنتجـة محليـا أو المسـتوردة‬
‫وبـالنظر إلـى المفهـوم السـابق يصـبح األمـن الغـذائي إجـراء يسـمح لهيئـات وطنيـة أو المركزيــة‬
‫(دولة‪ ،‬مناطق‪ ،‬عائالت) بالقدرة على تلبية تزويـد منـتظم طيلـة السـنة لالحتياجـات مـن الغـذاء‬
‫المتوازن (كمية ونوعية) وتستجيب للتطلعات الخاصة لكل عضو من أعضـائها وكـذا للعـادات‬
‫الثقافية للسكان في مجال التغذية‪.‬‬

‫األمن الوقائي السياسي‪:‬‬


‫مقالة مشهورة صالحة في كل المجاالت الحياتية "الوقاية خير من العالج" فلـو وفـرت‬
‫ال ــدول واس ــتجابت لمتطلب ــات ش ــعوبها االقتص ــادية واالجتماعي ــة م ــا خرج ــت ع ــن بكـ ـرة أبيه ــا‪،‬‬
‫وانتفضــت الــدول العربيــة رافضــة الــدكتاتوريات الحاكمــة والوضــعيات االجتماعيــة المزري ـة ألن‬
‫قياداتهــا لــم تعمــل علــى تطبيــق هــذه المقولــة أو الحكمــة علــى الواقــع‪ ،‬وبالتــالي يمكــن القــول أن‬

‫‪ -38‬ح ج د ش‪ ،‬و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬عرض وآفاق ماي ‪ ،2012‬ص‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمـن الوقـائي السياسـي " يمكــن اإلشـارة إليـه بأنــه مجموعـة التـدابير التــي تحقـق تـأمين بعــض‬
‫الجوانب الهامة في الدولة ويشـمل كافـة اإلجـراءات والترتيبـات التـي تتخـذها الدولـة عـن طريـق‬
‫أجهزتها المختلفة المعدة لهذا الغرض لحفظ أسرارها وحماية منشـآتها ضـد مخـابرات العـدو فـي‬
‫الداخل والخارج"‪.39‬‬
‫ومــن خــالل هــذا التعريــف يتضــح جليــا أن هــذه اإلجـراءات المتخــذة مــن طــرف الدولــة ال‬
‫محالة تهـدف إلـى الحفـاظ علـى كيـان الدولـة واسـتتباب األمـن بهـا واسـتقرارها ممـا يحقـق أمنهـا‬
‫الوطني‪ ،‬إذ يعتبر األمن الوقائي أحد مكونات أمنها السياسي وتوكل مهمة القيام بهذا الجانب‬
‫إلــى أجه ـزة منظمــة تنظيمــا محكمــا وس ـريا داخــل الدولــة‪ ،‬تنشــط فــي مجــال محــدد علــى نطــاق‬
‫إقليمهــا الســيادي وبإمكانهــا توســيع نشــاطها الوقــائي خــارج هــذا النطــاق فيمــا يتعلــق بمنشــآت‬
‫الدولــة خــارج حــدودها‪ ،‬وتشــمل مهــام الجهــاز الوقــائي والــذي هــو أحــد مكونــات ولبنــات النظــام‬
‫القائم عدة مهام أساسية لضمان الدولة واستم ارريتها‪ ،‬ومن خالل األزمـة التـي عاشـتها الج ازئـر‬
‫بإمكاننا تحديد البعض منها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على الوقاية داخليا وخارجيا من التخريب بمعانيه المتنوعة المادية والمعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬العمــل علــى مقاومــة كــل نشــاط مشــبوه وكــل نشــاط بغــرض التهــديم المعنــوي والمــادي‬
‫لمؤسسات الدولة ومقاومة الفكر التآمري ضد أجهزة الدولة والتمرد بمختلف أوجهه‪.‬‬
‫فالعش ـرية الســوداء التــي عاشــتها الج ازئــر إثــر أحــداث ‪ 05‬أكتــوبر ‪ 1988‬كــان بإمكــان الدولــة‬
‫تجنبهــا لــو اتخــذت إجــراءات وقائيــة قبــل حــدوث هــذه المآســي‪ ،‬وكــم كنــا لنتجنــب إ ارقــة الــدماء‬
‫وحــاالت التمــزق وانتشــار الخــوف وعــم االســتقرار لــو اســتعمل صــاحب القـرار لغــة الحـوار بــدل‬
‫لغـة القــوة ومــع ذلــك أعتقــد أنـه مــازال الوقــت أمــام الســلطة القائمـة لتــدارك الموقــف ومنــع المزيــد‬
‫من االنزالق نحو المجهول‪ 40‬مستقبال‬
‫‪ ‬األزمة في الجزائر‪:‬‬
‫لسنا بصدد تحليل كل أسباب األزمة في الجزائر‪ ،‬غير أن الظروف العامة إقليما وعالميا‬
‫هيــأت التربــة إللقــاء أي بــذور فــي الســاحة الجزائريــة فقــد بلــغ الغضــب الجمــاهيري أوجهــه غــداة‬

‫‪ . 39‬محمد المشهداني‪ ،‬األحالف الدولية وانعكاساتها على األمن القومي العربي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‬
‫‪ ،1989‬ص‪.98‬‬
‫‪ .40‬أحمد طالب اإلبراهيمي‪ ،‬المعضلة الجزائرية األزمة والحل (الجزائر‪ ،‬شركة دار األمة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ 1‬فبراير ‪.)1996‬‬

‫‪37‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بمــا يحــدث مــن تجــاوزات بعــض‬ ‫أحــادث ‪ 1986‬نتيجــة لحمــى األســعار‪ ،‬وازداد تــدمر النــا‬
‫رجال األمن في حق بعض المواطنين بحجة تعقب جماعة بويعلي وكل حملة الفكر الجهادي‬
‫بعد أن لقي بويعلي يوم ‪ 1987-01-04‬مصرعه والقاء القبض على عناصره والـزج بهـم فـي‬
‫غياهــب الســجون لكــن اآلثــار الســيئة لــبعض التص ـرفات والســلوكات تركــت انطباعــا ســيئا فــي‬
‫الـذين فهمـوا مـن خـالل هـذه التصـرفات أن النظـام يعمـل ضـد اإلسـالم‬ ‫كثيـر مـن النـا‬ ‫نفو‬
‫ويحـارب الـدين بمختلـف الوســائل والطـرق‪ ،‬وأن هنـاك عناصـر نافــذة داخـل النظـام تعمـل علــى‬
‫كهربة األجـواء العامـة بـين ال ارعـي والرعيـة والـدفع بهمـا إلـى تصـادم دمـوي‪ ،‬ويكفـي دلـيال علـى‬
‫أن فتـرة الحكــم الشــاذلية (‪ )1991-1979‬ســميت بالعشـرية الســوداء والــذين أطلقـوا هــذا االســم‬
‫بن جديد لقب "أبو الديمقراطية"‪.41‬‬ ‫على هذه المرحلة هم الذين أطلقوا على الرئي‬
‫قضية بويعلي كانت محدودة إنها صفة من التيار اإلسالمي‪ :‬كـان بـويعلي مـن قـدماء‬
‫المجاهــدين وكــان مستشــا ار فــي بلديــة‪ ،‬لمــاذا مــال إلــى التمــرد العســكري‪ ،‬أظــن أن ذلــك م ـرتبط‬
‫بمشاكل شخصية‪ ،‬وبالمقابل كان رفقاؤه ومنهم شبوطي ومليـاني أتباعـا مقتنعـين بـالعنف‪ ،‬وقـد‬
‫حوكم االثنان وصدر في حقهما الحكم باإلعدام لتسببهما في مـوت أشـخاص آخـرين ولقيـامهم‬
‫صـراحهما‪ ،‬لقـد كـان اإلسـالميون مهيئـين منـذ‬ ‫بمحاولة حركة مسلحة‪ ،‬وفيما بعد أطلق الـرئي‬
‫زمن طويل وكنا نعلم أنهم نظموا معسكرات في زيامة وفي القل وأنهم كـانوا يمارسـون التكـوين‬
‫و الت ــدريبات العس ــكرية خ ــالل الص ــيف و ق ــد اكتش ــفنا وث ــائق تتض ــمن تعليم ــات م ــن الس ــلوك‬
‫الواجــب فــي حالــة إيقــافهم مــن طــرف أع ـوان األمــن كــل هــذا كــان موجــودا لكــن التســيب أدى‬
‫ببساطة و لسوء الحظ إلى الحالة التي نعرفها ‪.‬‬
‫أمــا تحليــل األزمــة بمنظــور آخــر تطــرق إليــه وزيــر الــدفاع يومهــا حيــث‪ 42‬يــرى أن الصـراع قــائم‬
‫منــذ زمــن طويــل بــين التيــار اإلســالمي والســلطة ويعتبــر أن قضــية بــويعلي كانــت محــدودة ألن‬
‫هذا األخير كان ينتمي إلـى مـن حـرروا الـبالد مـن االسـتعمار الفرنسـي وتحمـل مسـؤوليات فـي‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ .41‬أبو جرة سلطاني‪ ،‬جذور الصراع في الجزائر‪/‬ص‪ 173‬بتاريو ‪ 5‬أكتوبر ‪.1995‬‬


‫‪ .42‬خالد نزار‪ ،‬مذكرات اللواء خالد نزار (الجزائر‪ ،‬دار النشر شهاب توزيع منشورات الشهاب) ص‪.142‬‬

‫‪38‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثاني ‪:‬اإلستراتيجية أبعادها و مفاهيمها ‪:‬‬


‫تطور مفهـوم وتعريـف كلمـة اإلسـتراتيجية عبـر مختلـف عصـور التـاريو العسـكري وفقـا‬
‫الختالف وتطور التقنية العسكرية في كل عصـر عـن اآلخـر ووفقـا لتبـاين المـدار العسـكرية‬
‫والسياســية لكــل قائــد أو مفكــر ممــن تعرض ـوا بالبحــث لموضــوع اإلســتراتيجية‪ .‬ومــن هنــا تنبــع‬
‫الصعوبة البالغة لتقديم تعريف جامع مانع لكلمة إستراتيجية ألنه ال يوجد تعريـف موحـد متفـق‬
‫عليه حتى اآلن لهذه الكلمة مثلما فـي ذلـك فـي كلمـة فلسـفة‪ ....‬ولقـد اشـتقت كلمـة إسـتراتيجية‬
‫أصــال مــن الكلمــة اليونانيــة ‪ Strategos‬التــي كانــت تعنــي فــن قيــادة الق ـوات وهــو فــن ممارســة‬
‫قيصر دون أن يدونوا خبـرتهم‬ ‫بعض القادة العسكريين القدماء مثل االسكندر األكبر ويوليو‬
‫عنه ولهـذا سـاد ولفتـرة طويلـة أن اإلسـتراتيجية مجـرد فـن يمارسـه القـادة الموهوبـون عـن حـد‬
‫لها قواعد ونظريات علمية‪.‬‬ ‫وعبقرية وأنه لي‬
‫ومع تقدم قوى اإلنتاج الصناعي وازدهار العلـوم الطبيعيـة وسـيادة الفلسـفة العقليـة فـي‬ ‫‪-‬‬
‫علميـ ــة فظهـ ــرت محـ ــاوالت د ارسـ ــة‬ ‫أوروبـ ــا فـ ــي الق ـ ـرن‪ 18‬بـ ــدأت د ارسـ ــة الحـ ــرب علـ ــى أس ـ ـ‬
‫اإلستراتيجية بصورة علمية‪.‬‬
‫وقــد قــدم كــالوز فيتــز تعريفــا لإلســتراتيجية بأنهــا‪ " :‬نظريــة اســتخدام المعــارك كوســيلة‬ ‫‪-‬‬
‫للوصول إلى هدف الحرب" وقد وضع هذا التعريف لإلستراتيجية فـي ضـوء مفهومـه األساسـي‬
‫عن الحرب من حيث أنها استمرار للسياسة بوسائل أخرى‪.‬‬
‫أم ــا الكات ــب العس ــكري البريط ــاني لي ــدل ه ــارت فق ــد ع ــاب عل ــى تعري ــف ك ــالوز فيت ــز‬ ‫‪-‬‬
‫لإلس ــتراتيجية أن ــه ي ــدخلها ف ــي مج ــال السياس ــة وأن ــه ب ــذلك التعري ــف يخل ــط ب ــين اإلس ــتراتيجية‬
‫العسكرية واإلستراتيجية العليا للدولة ثم قدم تعريفه الخاص لإلستراتيجية فقال‪" :‬إنها فن توزيـع‬
‫واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق هدف السياسة"‪.‬‬
‫أمـا الجنـرال أندريـه بــوفر الفرنسـي اإلســتراتيجي يقـول‪ :‬إن اإلســتراتيجية هـي فــن حـوار‬ ‫‪-‬‬
‫اإليرادات التي تستخدم القوة لحل خالفاتها"‪.‬‬
‫أم ــا الفك ــر العس ــكري األمريك ــي فق ــد ق ــدم بواس ــطة هيئ ــة أرك ــان القـ ـوات المس ــلحة ع ــام‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1959‬تعريفــا لإلســتراتيجية بأنهــا‪" :‬فــن وعلــم اســتخدام القـوات المســلحة للدولــة بغــرض تحقيــق‬
‫أهداف السياسة القومية عن طريق القوة أو التهديد باستخدامها"‪.‬‬
‫ويقــدم الفكــر الســوفياتي علــى لســان المارشــال سوكولوفســكي تعريفــا "أنهــا عبــارة عــن‬ ‫‪-‬‬
‫نظــام المعلومــات العلميــة عــن القواعــد القياســية للحــرب كص ـراع مســلح يخــدم مصــالح طبقيــة‬

‫‪39‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫دراسة خبرة الحـروب والموقـف العسـكري السياسـي واإلمكانـات االقتصـادية‬ ‫معينة وعلى أسا‬
‫والمعنوية للدولة والوسائل الجديدة للصراع المسـلح ونظـرات العـدو المحتملـة تقـوم اإلسـتراتيجية‬
‫بدراسة أحوال وطبيعة الحرب المقبلة‪.‬‬
‫ومــن الواضــح أن القاســم المشــترك بــين هــذه التعريفــات المختلفــة أنهــا علــم وفــن ينصـرفان إلــى‬
‫الخطط والوسـائل التـي تعـالج الوضـع الكلـي للصـراع الـذي تسـتخدم فيـه القـوة بشـكل مباشـر أو‬
‫غير مباشر من أجل تحقيق هدف السياسة التي يتعذر تنفيذه عن غير ذلك السبيل‪.43‬‬
‫العكـ‬ ‫ترتبط اإلستراتيجية بالسياسة ألنها تستهدف أصال تحقيـق أهـداف السياسـة ولـي‬
‫وهــي تـ ـرتبط أيضــا ب ــالظروف االقتصــادية الت ــي يج ــري فــي ظله ــا الص ـراع‪ ،‬ذل ــك ألن طاق ــات‬
‫الص ــناعة وحج ــم المـ ـوارد االقتص ــادية والبشـ ـرية المختلف ــة ومص ــادر الطاق ــة المحرك ــة وط ــرق‬
‫المواصالت وقدرات النقل المختلفة كلها عوامل تؤثر على طبيعة اإلستراتيجية المطبقة‪.‬‬
‫ونظـ ـ ار للتعريف ــات الس ــابقة نخل ــص الق ــول أن مض ــمون اإلس ــتراتيجية ال يتح ــدد فق ــط بن ــوع‬
‫المبــادئ اإلســتراتيجية التــي تــدخل فــي عمليــة إنشــاء وتنفيــذ المخطــط اإلســتراتيجي وانمــا يتحــدد‬
‫أيضا بتأثير العوامل السياسية والمعنوية والعوامل االقتصادية والجغرافية والتاريخية التي تحكم‬
‫الص ـراع القــائم بــين قــوتين كمــا يتحــدد أيضــا بطبيعــة الحــرب المتوقعــة أو الــدائرة فعــال ومــدى‬
‫تطور طرق إدارتها وتكتيكاتها وبطبيعة النظريات اإلستراتيجية الخاصة بالعدو ولذلك ال يظل‬
‫مضــمون اإلســتراتيجية الحربيــة ثابتــا دون تغييــر ولكنــه يتطــور ويتغيــر تبعــا لتغيــر الظــروف‬
‫المحيطة بالصراع وحجم اإلمكانات المادية والمعنوية الموضوعة تحت تصرف اإلستراتيجية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التحديات اإلستراتيجية‪:‬‬
‫قــد بــات االهتمــام برصــد التحــديات اإلســتراتيجية وتشــخيص مصــادرها والتمييــز بــين‬
‫حــدتها ومــن ثــم التفكيــر بأســاليب التعامــل معهــا أحــد المهــام األساســية للعقــل‬ ‫أنواعهــا وقيــا‬
‫االس ــتراتيجي‪ ،‬فالتح ــديات الت ــي تواج ــه إدارة المنظم ــات المحلي ــة واإلقليمي ــة والدولي ــة والعالمي ــة‬
‫بصـورة عامــة والتحــديات اإلســتراتيجية بصــورة خاصــة أصــبحت لغــة تشــغل تصــور ذلــك العقــل‬
‫ومنطــق تفكي ـره الحدســي والمبــدع ومجــاال حيويــا للتجــدد واالبتكــار‪ ،‬ولقــد انبــرى خب ـراء اإلدارة‬
‫اإلســتراتيجية علــى المســتوى االجتمــاعي والشــامل لألعمــال والعمليــات لفحــص تلــك التحــديات‬

‫‪ .43‬الموسوعة العسكرية الجزء ‪ : 1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪/‬بيروت ط‪ 1981 1‬ص‪.62‬‬

‫‪40‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتحليلها مستعينين بما هيأه الفكر اإلستراتيجي في ميدان األعمال من أدوات تحليـل وأسـاليب‬
‫تنبؤ في سعي لتشخيص ما هو ظاهر وتوقع ما هو مفاجئ ومرتقب مستقبال‪.44‬‬
‫اإلستراتيجية والتكتيك‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يختلف مفهوم اإلستراتيجية عن التكتيك والذي يعتبـر فـي جـذوره األولـى أحـد المفـاهيم‬
‫العســكرية أيضــا ويتص ــدر بــه أيض ــا أســلوب تنفيــذ معرك ــة أو حملــة عس ــكرية وادارتهــا وعل ــى‬
‫الصــعيد اإلداري يعــرف علــى أنــه مجموعــة الخطــط والب ـرامج المرحليــة القصــيرة المــدى التــي‬
‫تساعد في تحقيق أهداف إستراتيجية معينة‪.‬‬
‫فكمــا يوجــد هــدف إســتراتيجي فــإن هنــاك هــدفا إســتراتيجيا أو تعبويــا يتميــز بأنــه جزئــي‬
‫ومرحلـ ــي أو تفصـ ــيلي ومـــن خـ ــالل تحقيـــق مجموعـ ــة األه ـ ـداف التكتيكيـ ــة ي ــتم تحقيـ ــق هـ ــدف‬
‫إســتراتيجي وكــذلك مــن خــالل مجموعــة خطــط أو ب ـرامج قصــيرة ومرحليــة يــتم تحقيــق أهــداف‬
‫إستراتيجية أو خطط طويلة المدى‪.‬‬
‫ويشــكل نشــوء التكنولوجيــا المعلوماتيــة كمعطــى إســتراتيجي أحــد االعتبــارات الجوهريــة‬
‫تتطلبه ـ ـ ــا إدارة المعلوم ـ ـ ــات اإلس ـ ـ ــتراتيجية‪ ،‬واس ـ ـ ــتراتيجيات المعلوم ـ ـ ــات ونظمه ـ ـ ــا وتكنولوجي ـ ـ ــا‬
‫المعلومات وادارة التغيير‪.45‬‬
‫أمــا التوجــه اإلســتراتيجي فهــو الحركــة اإلســتراتيجية التــي تتضــمن ج ـزئين‪ :‬التخطــيط‬
‫اإلستراتيجي كجزء أول والتطبيق والرقابة اإلستراتيجية كجزء ثان‪ ،‬فهو أمر يسـاعد فـي ترجمـة‬
‫اإلسـ ــتراتيجية ضـ ــمن إطـ ــار عمليـ ــة التخطـ ــيط التـ ــي تبتـ ــدئ باالختبـ ــار اإلسـ ــتراتيجي وتنتهـ ــي‬
‫بالتقويم‪.46‬‬
‫أم ــا التخط ــيط االس ــتراتيجي فيع ــرف عل ــى أن ــه عملي ــة اتخ ــاذ قـ ـ اررات ووض ــع أه ــداف‬
‫واستراتيجيات وبرامج زمنية مسـتقبلية وتنفيـذها ومتابعتهـا كمـا أنـه األسـلوب العلمـي الـذي تلجـأ‬
‫إليه اإلدارة في رصد وتوظيف الموارد المتاحة وادارتها وصوال إلى األهداف المنشودة‪.‬‬

‫الخفاجي واألستاذ المساعد جمال غانم الدبا ‪/‬مراجعة أ‪.‬طاهر محسن الغالبي وأ‪.‬عبد‬ ‫‪ . 44‬أ‪.‬نعمة عبا‬
‫الرحمان الجبوري‪ ،‬الفكر اإلستراتيجي قراءات معاصرة (عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪)2008 ،1‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪Galliers R.D Leidner, DE et Baker, BSH (eds) (a1999) stratégie informatique management, .45‬‬
‫‪1challenges et strategies in managment informatique systems 2/e Oxford XV‬‬
‫‪46‬‬
‫‪. Huse E.F (1979) « The Modern Managment » San Francisco 198.‬‬

‫‪41‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وما نستخلصه هو أن التخطيط اإلستراتيجي والذي ظهرت بوادره مع مطلع العقـد السـاد‬
‫من القرن العشرين في الواليات المتحدة األمريكية ثم بدأ ينتشر في أوربا ودول العـالم األخـرى‬
‫يس ــتخدم ه ــذا الن ــوع م ــن التخط ــيط ف ــي المج ــال اإلداري والمؤسس ــاتي بش ــكل كبي ــر ف ــي وقتن ــا‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التخطيط اإلستراتيجي شكل من التفكير اإلبداعي‪:‬‬
‫إن الشكل الذي سنعرضه يسهل فهم موضوع المـذكرة بعنـوان اإلسـتراتيجية المائيـة ويقـرب‬
‫معانيهــا ومقاصــدها وأهــدافها وهــي تتضــمن عناصــر التخطــيط اإلســتراتيجي وأبعــاده والمتمثلــة‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار العام لإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة العوامل البيئية المحيطة بالتنظيم وتحديد سلبياتها وايجابياتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف ووضـع اإلسـتراتيجيات البديلـة وتقييمهـا واختيـار البـديل األنسـب الـذي‬
‫يحقق األهداف المنشودة في ظل اإلمكانيات المتاحة والظروف المحيطة‪.‬‬
‫‪ -‬رسم السياسات وتحديد البرامج والمشـاريع وتجزئـة األهـداف العامـة أو الطويلـة األجـل‬
‫إلى أهداف متوسطة أو قصيرة األجل ووضع برامج التنفيذ الزمنية لها‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي ــد الموازن ــات بأنواعهـ ــا وتقي ــيم األداء فـ ــي ض ــوء األه ــداف والخط ــط الموضـــوعة‬
‫ومراجعة وتقييم هذه األهداف والخطط في ظل الظروف المحيطة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير المتطلبات التنظيمية الالزمة وتحقيق قدرة التنظيم على التكيـف بمـا يـتالءم مـع‬
‫التغيرات المصاحبة والناجمة على الق اررات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫ويمكــن إجمــال هــذه العناصــر التــي يجــب تحديــدها بدقــة قبــل انطــالق أي مشــروع سياســي أو‬
‫اقتصادي أو اجتماعي في قاعدة إستراتيجية مختزلة في الكلمات التالية‪:‬‬
‫‪SMIM : Situation – Mission – Intentions – Modalités d’exécution.‬‬
‫والمقصود بها تحديد الوضعية‪ ،‬المهمة المراد بلوغها‪ ،‬النوايا‪ ،‬طرق واجراءات التنفيذ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ماذا نريد أن نغير‬


‫لماذا نريد أن نغير‬ ‫كيف يتم التغيير‬
‫وماذا نحتاج في‬
‫ولماذا نركز على‬ ‫وما هي اآللية‬
‫سبيل ذلك‬
‫نشاطات معينة في‬ ‫المتبعة‬
‫سبيل ذلك‬ ‫كم نحتاج من‬
‫أين يجب إحداث‬
‫عملية‬ ‫موازنات وموارد‬
‫التغيير‬
‫التخطيط‬ ‫إلحداث التغيير‬

‫متى يجب التغيير وما‬ ‫من يقوم بعملية‬


‫هي الفترة الزمنية‬ ‫التغيير وما هو البعد‬
‫الالزمة لذلك‬ ‫القانوني إلحداث‬
‫التغيير‬

‫‪47‬‬
‫التخطيط شكل من أشكال التفكير اإلبداعي والنشاط الذهني‬
‫‪ ‬األمن المائي وتأثيراته على األمن العربي‪:‬‬
‫‪ ‬المنطقة العربية منطقة إستراتيجية‪:‬‬
‫تمتد رقعة الوطن العربي بين غربي آسيا وشمالي إفريقيا مـن خلـيج البصـرة شـرقا إلـى‬
‫شماال إلى حدود المنطقة االسـتوائية جنوبـا‬ ‫ساحل المحيط األطلسي غربا ومن جبال طورو‬
‫وهــي بــين درجتــي طــول ‪ 57-15‬وعــرض ‪ 37-10‬ويبلــغ طولهــا نحــو ‪ 7500‬كيلــومت ار ش ـرقا‬
‫لغ ــرب ويتـ ـراوح عرض ــها ب ــين ‪ 3000-1000‬كل ــم ش ــماال لجن ــوب وتق ــدر مس ــاحتها بنح ــو ‪10‬‬
‫ماليين كلم‪ .2‬والقسم اآلسيوي من هذه الرقعـة والـذي يشـمل جزيـرة العـرب وبـالد الشـام والعـراق‬
‫المسماة بالهالل الخصيب أشبه ما يكون بقارة مستقلة‪ ،‬فهـو وحـدة طبيعيـة مـن ناحيـة التكـوين‬
‫الجيولوجي الذي شمله كله بقدر متشابه في األدوار الجيولوجية المتتالية‪.‬‬
‫هناك أربعة مناطق جغرافية‪:‬‬
‫‪ -1‬منطقة تطل على البحر األبيض المتوسط والتي تعرف بالد الشام‪.‬‬

‫ومبادئ عامة (عمان األردن‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ .47‬د‪.‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬كتاب التخطيط‪ ،‬أس‬
‫الطبعة ‪ )2008 ،4‬ص‪.37‬‬

‫‪43‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -2‬منطقة تشمل سهول ما بين النهرين والسالسل الجبلية الشمالية والشرقية‪.‬‬


‫‪ -3‬منطقة تعرف بشبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬منطقة المغرب العربي أو القسم اإلفريقي‪.‬‬
‫‪ -1‬تشمل المنطقة األولى ما يسمى بجمهوريتي سوريا ولبنان والمملكة األردنيـة الهاشـمية‬
‫وتقدر مساحتها بـ ‪ 300‬ألـف كلـم‪ 2‬أكثـر أ ارضـيها باديـة قليلـة الميـاه‪ ،‬ذات المنـاخ المعتـدل‬
‫رطبا في الغرب وقاريا جافا في الشرق‪.‬‬
‫‪ -2‬تشــمل المنطقــة الثانيــة مــا يســمى بالمملكــة العراقيــة الهاشــمية وتقــدر مســاحتها ب ـ ‪400‬‬
‫ألــف كلــم‪ 2‬أكثــر مــن ربعهــا منــاطق صــحراوية فــي الجهــة الغربيــة منهــا و ‪ 10/1‬عشــرها‬
‫منطقة جبليـة فـي الجهـة الشـمالية والشـمالية الشـرقية‪ ،‬منـاخ متـأثر بمـا يحيطـه مـن الجبـال‬
‫من جهة والصحاري من جهة أخرى معتدل في الشمال قاري في الجنوب الشرقي‪.‬‬
‫‪ -3‬منطقـ ــة شـ ــبه الجزي ـ ـرة العربيـ ــة "المملكـ ــة العربيـ ــة السـ ــعودية" التـ ــي يخضـ ــع معظمهـ ــا‬
‫لسلطانها ثم المملكة المتوكلية في اليمن ثم منـاطق عـدن ولحـج وحضـرموت فـي الجنـوب‬
‫وعمان ومسقط وقطر والكويت والبحـرين فـي الشـرق‪ ،‬تقـدر مسـاحتها ب ـ ‪ 03‬ماليـين كلـم‪،2‬‬
‫نصف المساحة صحاري رملية قاحلة ممتدة إلى الشمال ومنها ثالث وهـي‪ :‬الربـع الخـالي‬
‫أو األحقــاف فــي شــمال حضــر مــوت وهــي أكبرهــا‪ ،‬ثــم النفــود الكبــرى ثــم الــدهناء المســماة‬
‫بالنفود الصغرى‪ ،‬وهما ممتدان بـين نجـد وبـوادي الشـام والعـراق‪ ،‬الحـ اررة والجفـاف والريـاح‬
‫ميزة هذه المنطقة الشتاء قصير والصيف طويل‪.‬‬
‫‪ -4‬القسم اإلفريقي‪ :‬ويشمل وادي النيل والجزيرة المغربية (تون ‪ ،‬الجزائر ومراكش) سابقا‬
‫ويســمى المغــرب العربــي حاليــا وهــو متصــل بالقســم اآلســيوي مــن ناحيــة الشــرق كمــا أن‬
‫أقطاره الشرقية والمغربيـة متصـل بعضـها بـبعض‪ ،‬أطلـق عليهـا العـرب القـدماء اسـم جزيـرة‬
‫المغرب بسبب إحاطتها من غربها وشمالها وشرقها بمـاء البحـر وجنوبهـا برمـال الصـحراء‬
‫يطلق عليها الجغرافيون األوربيون اسـم إفريقيـا الصـغرى تميـ از لهـا عـن إفريقيـا ألنهـا أقـرب‬
‫ف ــي مناخه ــا إل ــى أورب ــا منه ــا إل ــى إفريقي ــا‪ ،‬تتش ــابه بنيته ــا وتربته ــا وتضاريس ــها‪ ،‬مس ــاحتها‬
‫‪ 2.6500.000‬كلـم‪ 2‬تسـتغل صــحراء الج ازئـر وحـدها منهــا ‪ 1.975.000‬كلـم‪ 2‬كمـا تشــغل‬
‫تحجـز‬ ‫صحراء مـراكش منهـا ‪ ،1.000.000‬وهنـاك جبـال وتسـمى سالسـل جبـال األطلـ‬
‫دو ار فــي مناخهــا‬ ‫بــين أجزائهــا الشــمالية وأجزائهــا الصــحراوية الجنوبيــة‪ ،‬تلعــب التضــاري‬
‫بالبحر من الجهات الشمالية و الغربية و الشرقية و بالصحراء من الجهات الجنوبية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثالث ‪:‬الموارد المائية في العالم و العالم العربي‬


‫المطلب األ ول ‪ :‬الموارد المائية في العالم‬
‫يسمى كوكبنـا األرضـي الكوكـب المـائي حيـث تغطـي الميـاه حـوالي ‪ %70.8‬مـن سـطحه‬
‫وتش ــغل مس ــاحة تق ــارب م ــن ‪ 361‬ملي ــون كل ــم‪ 2‬موزع ــة عل ــى المحيط ــات والبح ــار والخلج ــان‬
‫ومسطحات المياه العذبة ويقدر حجم هـذه الميـاه بحـوالي ‪ 1386‬مليـون كـم‪ 3‬لكـن يشـكل المـاء‬
‫الصــالح وحــده ح ـوالي ‪ %97.5‬مــن هــذه الكتلــة بينمــا ال يتعــدى حجــم المــاء العــذب أكثــر مــن‬
‫‪ %2.5‬فقط حيث يمثل الماء المتوفر منه لألنشطة االقتصادية بنحو ‪.%0.26‬‬
‫فللمحيطات دور أساسي في استمرار الحياة على األرض فهي تقوم بخلط وتخفيف كثير‬
‫من النفايات التي تترسب‪ ،‬كما أن تيارات المحيط تقوم بتوزيع الح اررة على أجزاء األرض ممـا‬
‫يســاعد علــى تنظــيم المنــاخ‪ ،‬كمــا أنهــا مخــزن هائــل لثــاني أكســيد الكربــون ‪ CO2‬الــذائب فــي‬
‫مياهها وهو غاز له تأثير على ارتفاع درجة ح اررة الجو‪.‬‬
‫‪ -‬بالمحيطات حـوالي ربـع مليـون نـوع مـن النبـات أمـا الحيوانـات البحريـة فتعتبـر مصـد ار‬
‫غذائيا للكثير من الكائنات الحية من بينها اإلنسان كمـا أن المحيطـات تعتبـر مصـد ار‬
‫طبيعيـا للكثيـر مـن المعـادن مثـل الحديــد وأمـالح الفوسـفات والمنغنيـز والبتـرول والغــاز‬
‫الطبيعي‪.48‬‬
‫‪ -‬وتوجــد أربعــة محيطــات علــى ســطح الك ـرة األرضــية هــي المحــيط الهــادي‪ ،‬األطلســي‪،‬‬
‫الهنــدي والمحــيط المتجمــد الشــمالي وباإلضــافة إلــى هــذه المحيطــات توجــد مســطحات‬
‫مائيــة مالحــة مثــل البحــار والخلجــان والمضــايق والمم ـرات وغيرهــا‪ ،‬وحركــة الميــاه فــي‬
‫البحـار والمحيطــات تعـود إلــى عمليتــي المـد والجــزر وحركــة األمـواج والتيــارات المائيــة‬
‫والسطحية والعميقة نتيجـة الختالفـات درجـات الحـ اررة والتغيـرات المناخيـة علـى سـطح‬
‫الكرة األرضية‪.‬‬
‫‪ -‬أما بيئات المياه العذبـة فتقسـم تبعـا لحركـة الميـاه وتتجـدد إمـدادات الميـاه العذبـة بفعـل‬
‫دورة الم ــاء ف ــي الطبيع ــة ويق ــدر مجم ــوع جري ــان المي ــاه ف ــي الق ــارات بنح ــو ‪360.38‬‬
‫كلــم‪/3‬ســنويا يعــود منهــا ‪ 262.25‬كلــم‪ 3‬إلــى البحــار والمحيطــات ويوجــد نحــو ‪4678‬‬

‫‪ . 48‬الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة (بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬المجلد ‪،1‬‬
‫الطبعة األولى‪ )2006 ،‬ص‪.77‬‬

‫‪45‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مت ـ ار مكعبــا منهــا فــي منــاطق غيــر مأهولــة ويبقــى ‪ 8420‬مت ـ ار مكعبــا تحــت تصــرف‬
‫اإلنسان وتكفي هذه الكمية نظريا لعدد من السكان يصل إلى ‪ 20‬مليار نسمة‪.49‬‬
‫أمـا اســتعمال الميـاه فــي العــالم فيقسـم إلــى ‪ 3‬فئـات هــي الــري ويسـتهلك ‪ %69‬مــن المـوارد‬
‫المائية العذبة‪ ،‬الصناعة تستهلك ‪ %23‬منها االستعماالت المنزلية التـي تسـتهلك ‪ %08‬منهـا‬
‫م ــع العل ــم أن ه ــذه النس ــبة تتف ــاوت م ــن دول ــة إل ــى أخ ــرى‪ ،‬فف ــي األقط ــار الص ــناعية تس ــتهلك‬
‫الصناعة ‪ %40‬من المياه العذبة بينما تستهلك الزراعة النصيب األكبر في الدول النامية‪.50‬‬
‫‪ ‬توزيع المياه على سطح األرض‪:‬‬
‫تغطي المياه حوالي ‪ %70.8‬من سطح الكرة األرضـية وتشـغل مسـاحة مـن ‪ 361‬مليـون‬
‫كلــم‪ 3‬وتوزي ــع المي ــاه غيــر متس ــاو ومتب ــاين م ــن منطقــة إل ــى أخ ــرى حيــث أنه ــا تغط ــي حـ ـوالي‬
‫‪ %60.7‬مــن ســطح الك ـرة األرضــية ش ـرقها وغربهــا‪ ،‬إذ يغطــي المــاء ‪ %62.1‬ســطح نصــف‬
‫الك ـرة الش ـرقي و ‪ %81.2‬مــن ســطح الك ـرة الغربــي (الشــكل رقــم ‪ )1‬ويقــدر حجــم الميــاه بنحــو‬
‫‪ 1386‬مليون كم‪ ،3‬إال أن الماء المالح وحده حوالي ‪ %97.5‬مـن هـذه الكتلـة بينمـا ال يتعـدى‬
‫حجم الماء العذب أكثر من ‪ %2.5‬فقط‪ .‬الشكل رقم ‪ .2‬ويوجد الجزء األكبر من المياه العذبة‬
‫‪ %68.7‬علــى شــكل ثلــوج دائمــة غيــر متحركــة فــي المنــاطق القطبيــة وتوجــد ح ـوالي ‪%29.9‬‬
‫منه على هيئة مياه جوفية عميقة ال يمكن الوصول إليها إال بتكلفة باهضة‪ ،‬بينما يمثل الماء‬
‫المتــوفر لألنشــطة االقتصــادية الــذي يمكــن الوصــول إليــه بســهولة بنحــو ‪ %0.26‬متمــثال فــي‬
‫األنهار وبحيرات المياه العذبـة والتربـة والميـاه الجوفيـة القريبـة مـن سـطح األرض وبخـار المـاء‬
‫في الجو‪.‬‬
‫الشكل ‪ :‬حجم وتوزيع المياه على سطح األرض‪.UNESCO،‬‬
‫جليد دائم سطحي‬
‫‪% 68,7‬‬
‫مياه مالحة‪.% 97,5 :‬‬
‫مياه عذبة‪%. 2,5 :‬‬
‫حجم المياه الكلي‪ 1386 :‬كم‪.3‬‬
‫مياه جوفية‬
‫‪% 29,9‬‬
‫‪ ،‬األمن المائي العربي (بيروت‪ ،‬مركز الدراسات اإلستراتيجية والبحوث والتوثيق‪)1992 ،‬‬ ‫‪ .49‬حسن العبد‬
‫ص‪.90‬‬
‫‪ . 50‬مصطفى كمال طلبة‪ ،‬إنقاذ كوكبنا التحديات واآلمال (حالة البيئة في العالم ‪ )1992-1972‬بيروت‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪46‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مياه التربة والمستنقعات والثلج المتجمد تحت سطح األرض‬

‫‪ ‬المحيطات والبحار والمناطق الساحلية‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫في العالم محيط كبير يحيط بالقارات والجزر المختلفة وتقدر مساحته ب ـ ‪ 361‬مليـون كلـم‬
‫أي ‪ %70‬مــن مســاحة الك ـرة األرضــية‪ ،‬يقــدر عمــق هــذا المحــيط بنحــو ‪ 3711‬مت ـ ار وأقصــى‬
‫عمق له يبلغ ‪ 11.022‬مت ار بالقرب من منطقة مارينا بالباسفيك ويبلغ حجم الماء في المحـيط‬
‫حوالي ‪ 1340‬مليون كلم‪ .3‬ويلعب المحيط دو ار مهما في الدورة المائية العالميـة نتيجـة تفاعلـه‬
‫النشط مع الغالف الجوي فنظم الرياح الدائمة تنقل جزء كبي ار من الميـاه المتبخـرة مـن المحـيط‬
‫إلى اليابسة حيث يقدر متوسط سـقوط الميـاه فـي شـكل أمطـار‬ ‫والتي تقدر بـ ‪ 502500‬م‪/3‬‬
‫ما يقارب ‪ 110.000‬كلم‪/3‬سنويا كما أن الرياح تنقـل مـا يقـرب مـن ‪ 66.000‬كلـم‪/3‬سـنويا مـن‬
‫المياه المتبخرة فوق اليابسة إلى المحيط‪.‬‬
‫من الناحية الجيولوجية تتكـون أطـراف القـارات تحـت ميـاه المحيطـات مـن ‪ 03‬منـاطق هـي‬
‫الرصـيف القـاري ‪ Continental Shelf‬والمنحـدر القـاري ‪ Continental Slope‬والمرتفـع‬
‫القــاري ‪ :Continental Rise‬يت ـراوح عــرض الرصــيف القــاري مــن بضــعة كيلــومترات إلــى‬
‫حوالي ‪ 500‬كلم ويتـراوح عمقـه مـن ‪ 200-100‬متـر‪ ،‬أمـا المنحـدر القـاري فيمتـد تحـت الميـاه‬
‫من نهاية الرصيف القاري إلى حوض المحيط بانحـدار شـديد حتـى يصـل إلـى عمـق ‪-1500‬‬
‫‪ 3000‬متــر‪ ،‬أمــا المرتفــع القــاري الــذي يمتــد مــن نهايــة المنحــدر القــاري حتــى قــاع البحــر فإنــه‬
‫يتكون من رسوبات تكونت وتراكمت عنـد قـاع المنحـدر القـاري بعـد أن تـم نقلهـا مـن الرصـيف‬
‫القاري والمنحدر القاري‪.‬‬
‫أما البحار فهي عبارة عن أجزاء من المحيطات مفصولة عنها بواسطة اليابسة أو الجزر‪،‬‬
‫والبحــار تتلقــى كميــات هائلــة مــن الميــاه والرســوبيات مــن المصــادر األرضــية ممــا يــؤثر فــي‬
‫ملوحتها وفي تركيب رسوبيات قاعها‪ ،‬ومن الناحية الجيولوجية فقد تكونت البحار في العصـر‬
‫الرباعي وتكون أعمقها في منـاطق الفوالـق (كمـا هـي الحـال فـي البحـر األبـيض المتوسـط) وال‬
‫يوجــد حاليــا تقســيم عــالمي للبحــار فهنــاك بعــض البحــار مثــل بحــر القــزوين واألرال ال تعــد مــن‬
‫الناحيـة الجيولوجيــة بحــا ار بـل بحيـرات‪ ،‬ومــن جانـب آخــر هنــاك بعـض البحــار ال يطلــق عليهــا‬
‫اسم بحار مثل خليج المكسيك والخليج العربي‪ ،‬وتتكون مياه البحار مـن مـواد صـلبة وغـازات‪،‬‬
‫وتت ـراوح ملوحــة ميــاه البحــار عــادة بــين ‪ 37-33‬جــزء مــن األلــف (متوســط الملوحــة يقــدر بـ ـ‬
‫‪ 34.75‬جزء من األلف)‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أمــا البح ــر األبــيض المتوس ــط والــذي يعتب ــر مركــز الع ــالم العرب ـي ف ــإن مســاحته حـ ـوالي ‪3‬‬
‫ماليين كلم‪ 2‬ومتوسط عمقه حوالي ‪1500‬م ويقـدر أن مياهـه تتجـدد كـل ‪ 80‬سـنة‪ ،‬فباإلضـافة‬
‫إلـى مصـادر التلــوث األرضـية فنحــو ‪ %30‬مـن جميـع الســفن و ‪ %20‬مـن نــاقالت الـنفط فــي‬
‫العالم تعبر البحر األبيض المتوسط‪.51‬‬
‫‪ ‬الكشف العلمي للبحار والمحيطدات‪Challenger Expedition Dec1872-: 52‬‬
‫‪Mai1876‬‬
‫أبحــرت الســفينة المتحديــة مــن مينــاء ســوتهامبتون اإلنجليــزي فــي ‪ 1872/12/17‬لتعــود‬
‫بد ارســة عــن البحــار والمحيطــات مــا بــين ‪ ،1895-1880‬هــذه الد ارســة الحاويــة لنتــائج فحــص‬
‫العينـ ــات التـ ــي جمعتهـ ــا هـ ــذه البعثـ ــة العلميـ ــة والتـ ــي وزعتهـ ــا علـ ــى عـ ــدد كبيـ ــر مـ ــن العلمـ ــاء‬
‫المتخصصـين وقــد أوكلـت مهمــة التنسـيق واإلشـراف علـى إصــدار هـذه المجلــدات إلـى عــالمين‬
‫‪C.Wyville‬‬ ‫بريط ــانيين م ــن أعض ــاء البعث ــة هم ــا الس ــير ويفي ــل طومس ــن ‪Thompson‬‬
‫‪ .)1895-1883( C.John‬لق ــد وق ــع‬ ‫(‪ )1882-1880‬ث ــم الس ــير ج ــون م ــري ‪Marray‬‬
‫االختيــار علــى هــذه الســفينة الحربيــة ‪ H.M.S Challenger‬وحمولتهــا ‪ 2306‬طنــا تســير‬
‫بالشـراع وعليهــا ماكينــة إضــافية تعمــل بالبخــار قوتهــا ‪ 1234‬حصــانا واختيــر لقيادتهــا القبطــان‬
‫‪ G.Nares‬يســاعده طــاقم مــن الضــباط والمســاعدين عــددهم ‪ 22‬رجــال‪ 53‬أمــا مجموعــة‬ ‫نــاري‬
‫العلماء فقد رشحتهم الجمعية الملكية وهـم‪ :‬الـدكتور وفيـل طومسـون والمسـتر وايلـد‪ ،‬وبوكانـان‪،‬‬
‫والمستر موسلي وجون مري والدكتور فون فيلمو ‪.‬‬
‫بعض نتائج هذه البعثة العلمية‪.‬‬
‫عرف العالم ألول مرة الكثير من خبايا البحر والمحيطات وأسرارها‪:‬‬

‫‪ .51‬الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة (بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬المجلد‪،1‬‬
‫الطبعة‪ )2006 ،1‬ص‪.94‬‬
‫‪ .52‬أنور عبد العليم‪ ،‬تراث اإلنسانية (القاهرة‪ ،‬مكتبة دار التأليف والترجمة‪ ،‬يونيو‪-1966‬المجلد الرابع)‬
‫ص‪.495‬‬
‫‪ .53‬بخالف بحارة السفينة وعددهم ‪ 240‬رجال توفي منهم ‪ 11‬بحا ار وغادر منهم السفينة في الموانئ‬
‫المختلفة ‪ 15‬نتيجة المرض‪.‬‬
‫القامة ‪ 1.82‬مت ار أقصى عمق سجل لغاية اليوم هو ‪ 11050‬مت ار سجلته سفينة األبحاث‬ ‫‪-‬‬

‫األكوسندر=‪Appareil de mesure actuel‬‬ ‫السوفياتية فيتاز ‪.1959‬‬

‫‪48‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬وجــود أســماك فســفورية ترصــع جســمها بقــع تضــيء بضــوء خافــت جميــل وتترتــب هــذه‬
‫البقع بنظام خاص يتميز به كل نوع منها‪.‬‬
‫درجة حـ اررة المـاء علـى أعمـاق تزيـد علـى ‪1000‬قامـة ثابتـة تقريبـا فـي جميـع المحيطـات وهـي‬
‫درجة منخفضة تقرب من الصفر المئوي‪.‬‬
‫تقريب ــا م ــن القطب ــين إل ــى خ ــط‬ ‫‪ -‬أن التوزي ــع الجغ ارف ــي لحيـ ـوان الق ــاع العمي ــق متج ــان‬
‫االستواء‪.‬‬
‫‪ -‬ألول مرة وضحت البعثـة كنتـورات األعمـاق واليهـا يرجـع الفضـل فـي اكتشـاف سلسـلة‬
‫جبليــة ممتــدة مــن شــمال المحــيط األطلنطــي إلــى جنوبــه وهــي المعروفــة باســم السلســة‬
‫الفقرية‪.‬‬
‫‪ -‬جمعت البعثة نحـو‪ 12.000‬عينـة تثبـت أن هـذه العينـات هـي رواسـب وهياكـل صـلبة‬
‫لحيوانات أو نباتات دقيقة عاشت في الطبقات السطحية المائية وبعد موتها تسـاقطت‬
‫فكست القاع‪.‬‬
‫‪ -‬ثمة رواسب كثيرة تكسو القيعان القريبة من الشـواطئ وهـي رواسـب األنهـار والحصـى‬
‫واألصداف والطمى وحبيبات الرمل والرعد مع وجود قطع من الجالميد‪.‬‬
‫مسـتويا دائمـا بـل هنـاك جبـال وهضـاب وأخاديـد وأخـوار‬ ‫‪ -‬ثبت أن قاع المحيطات لي‬
‫عميقة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود أكثر من ‪ 4717‬نوعا من الحيوانات‪.‬‬
‫‪ -‬وضعت البعثـة ألول مـرة د ارسـة مفصـلة للحـاجز المرجـاني األعظـم وحيواناتـه ووضـع‬
‫التوزيع الجغ ارفـي لألحيـاء البحريـة ود ارسـة الكثيـر مـن التيـارات البحريـة والمنـاخ‬ ‫أس‬
‫واكتشاف جزر جديدة‪.‬‬
‫يرى الكثيـر مـن العلمـاء أن ''موسـوعة بعثـة المتحديـة العلميـة'' والتـي دونـت فيهـا نتـائج‬
‫ألعمــاق البحــار'' وال غــور أن جعــل هـؤالء العلمــاء تــاريو‬ ‫رحلتهـا هــي بمثابــة ''الكتــاب المقــد‬
‫ه ــذه البعث ــة بمثاب ــة بداي ــة عل ــم جدي ــد ه ــو عل ــم البح ــار والمحيط ــات وال ــذي يطل ــق علي ــه اس ــم‬
‫"األقيانوغرافيا" أو "األقيانولوجيا"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الواقع المائي في العالم العربي‪:‬‬


‫من خالل الدراسة تبين لنا أن هناك توزيعـا غيـر متـوازن للميـاه العذبـة و الـذي ال يتناسـب مـع‬
‫التوزيــع الســكاني المرتفــع علــى وجــه األرض فعلــى ســبيل المثــال ‪ :‬ال للحصــر فــإن الفــرد فــي‬
‫ايسلندا يحصل على أكبر حصة ‪ 654.000‬م‪ 3‬سنويا ‪ ،‬في حين يحصل الفرد في بقيـة دول‬
‫‪2‬‬
‫الخليج على حوالي ‪150‬م‪/3‬سنويا‬
‫أما بالنسبة للجزائر فـإن حصـة الفـرد سـنويا مـن الميـاه أقـل مـن ‪ 600‬م‪ 3‬وبـذلك تكـون‬
‫في خانة الدول الفقيرة مائيا حسـب العتبـة المحـددة مـن طـرف البنـك الـدولي والمقـدرة ب ـ ‪1000‬‬
‫م‪/3‬سنويا للفرد‪.‬‬
‫ومــن األمــور التــي أزمــت الواقــع المــائي فــي العــالم العربــي التذبــذب المنــاخي فســقوط‬
‫األمطــار فــي شــهور بــذاتها وامتناعهــا شــهو ار أخــرى ربمــا طويلــة أدت إلــى جفــاف‪ ،‬وفيضــانات‬
‫األنهار أدت هـي بـدورها فـي عـدم التوزيـع الزمنـي للميـاه توزيعـا مسـتق ار وحتـى يـتمكن اإلنسـان‬
‫من االستفادة القصوى من المياه العذبة‪ ،‬فلقد عملت المشاريع اإلنمائية المحلية كشـق القنـوات‬
‫ومد األنابيب والمشاريع القطاعية كبناء السدود والحواجز المائية الكبرى وحفـر اآلبـار العميقـة‬
‫على التخفيف من األزمة المائية التي تعرفها العديد من دول العالم العربي منهـا الج ازئـر التـي‬
‫خطت خطوات عمالقة في هذا المجال‪.‬‬
‫وهناك مشاريع طموحة في العالم كله للقضاء على هذه األزمة حيث يوجد حاليا أكثر‬
‫‪3‬‬
‫من ‪ 36.000‬سدا بارتفاع يزيد عن ‪ 15‬مت ار بإمكانها أن تخزن ما يزيد عن ‪ 5000‬مليـون م‬
‫مــن الميــاه‪ ،‬كمــا أن هنــاك خططــا عالميــة لزيــادة عــدد الســدود وطاقتهــا التخزينيــة حيــث بلغــت‬
‫ح ـ ـوالي ‪ 7500‬مليـــون م‪ 3‬ســـنة ‪ ،542000‬فالطلـــب علـ ــى الميـــاه فـ ــي ال ــوطن العرب ــي مشـ ــكلة‬
‫عويصــة وتكمــن إمــا ف ــي عــدم كفايــة المـ ـوارد المائيــة المتاحــة أو ف ــي تنــاقص بعــض المـ ـوارد‬
‫ونضوبها أو راجعة إلى عدم االستغالل األمثل لهذه اإلمكانيات المائية المتوفرة‪.‬‬

‫‪.54‬أحمد الفرعي ‪ ،‬األمن المائي‪ ...‬مصريا وعربيا ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ، 140‬بيروت‪ ،‬أفريل‬
‫‪ 2000‬ص ‪65‬‬
‫رياض الدبا ‪ ،‬االهمية االستراتيجية للمياه في الوطن العربي ‪ ،‬مجلة المجمع العالمي ‪ ،‬مجلد ‪ ، 43‬ج‪2‬‬ ‫‪.2‬‬

‫بغداد ‪، 1996‬ص ‪.34‬‬

‫‪50‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬األقاليم المناخية واألمطار السنوية في الوطن العربي‪ :‬الجدول رقم ‪01‬‬


‫المسـ ــاحة النس ـ ـ ــبة كمي ـ ــة األمط ـ ــار‬

‫الرقم‬
‫‪ %‬كميــة األمطــار‬ ‫نوعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ملي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون المئوي ــة المتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقطة‬ ‫معدل التساقط‬
‫السنوية المتساقطة‬ ‫المناخ‬
‫(مليار م‪)3‬‬ ‫من‬ ‫هكتار‬
‫‪7.17‬‬ ‫‪470‬‬ ‫‪2.67‬‬ ‫‪940‬‬ ‫‪ 1‬جفاف شديد أقل من‪100‬‬
‫‪8.15‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪200-100‬‬ ‫‪ 2‬جاف‬
‫‪4.20‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪600-300‬‬ ‫‪ 3‬شبه جاف‬
‫‪2.30‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1000-600‬‬ ‫‪ 4‬شبه رطب‬
‫‪8.15‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪30 1800-1000‬‬ ‫‪ 5‬رطب‬
‫‪100‬‬ ‫‪2650‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫المجموع‬
‫جدول رقم ‪ :1‬المصدر نبيـل السـمان‪ ،‬حـرب الميـاه مـن الفـرات إلـى النيـل‪ ،‬دون بيانـات النشـر‬
‫‪ ،1993‬ص‪.112‬‬
‫ما يمكن مالحظته من خالل قراءة هذا الجدول البياني للمناطق المناخية العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬المناطق التي تقل فيها نسبة التساقط عن ‪ 100‬ملم‪ 3‬والتـي تشـكل ‪ %2.67‬مـن المسـاحة‬
‫اإلجماليــة للــوطن العربــي وتبلــغ فيهــا كميــة الهطــول ‪ 470‬مليــار م‪ /7.17 ،3‬مــن إجمــالي‬
‫كمية األمطار تضيع هذه األمطار عن طريق التبخر‪.55‬‬
‫‪ -2‬في هذه المنطقة يستفاد من إجمالي األمطار المتساقطة في االستعمال الرعوي‪.‬‬
‫‪ -3‬يستفاد من األمطار المتساقطة في تحسين المراعي الطبيعية والزراعية الديمية‪.56‬‬
‫‪ -4‬يستفاد من هذه الكميات المتساقطة في الزراعة الديمية وتغذية المياه الجوفية والسطحية‪.‬‬
‫‪ -5‬يستفاد من الكميات المتساقطة في تغذية وتزويد المياه الجوفية والسطحية‪.‬‬

‫‪ . 55‬المنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬استعمال المياه لألغراض الزراعية ومؤثراتها المستقبلية وترشيد‬
‫استخدام الموارد المائية في الوطن العربي‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ . 56‬إيليشع كالي‪ ،‬المياه والسالم‪ ،‬وجهة نظر إسرائيلية (بيروت‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ )1991‬ص‪.164‬‬

‫‪51‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تبلغ كمية المياه الناتجة عن الجريان السطحي من إجمـالي كميـة التسـاقط السـنوي حـوالي‬
‫‪ 150‬مليــار م‪ 3‬وتشــكل ‪ %7.5‬مــن متوســط التســاقط بينمــا تبلــغ كميــة التغذيــة المائيــة الجوفيــة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 40‬مليار م‬
‫تشكل ‪ %5.1‬من متوسط التساقط السنوي‪ ،‬أما الكمية الناجمة عن التبخر فتصل إلى ‪2460‬‬
‫مليار م‪ 3‬تشكل ‪ %8.92‬من متوسط كمية التساقط السنوي‪.57‬‬
‫‪ ‬الموارد المائية في الوطن العربي‪:‬‬
‫لقد قدمنا سابقا توزيعا للمياه على وجه المعمورة‪ ،‬هذا التوزيع الذي يتمثل فـي ‪ %70‬مـن‬
‫األرض مغطـى بالمـاء وأن ‪ %97.5‬مـن مجمـوع الميـاه علـى األرض هـي ميـاه مالحـة والبــاقي‬
‫‪ %2.5‬فهــي ميــاه عذبــة علمــا أن ‪ %70‬مــن هــذه األحجــام المائيــة العذبــة توجــد علــى صــورة‬
‫متجمــدة ب ــالقطبين الشــمالي والجن ــوبي والبــاقي عب ــارة ع ــن رطوبــة موج ــودة فــي الترب ــة أو ف ــي‬
‫طبقــات األرض العميقــة كميــاه جوفيــة غيــر متاحــة لالســتخدام وبالتــالي نســتخلص أن أقــل مــن‬
‫‪ %1‬من الماء في العالم هو الكمية الممكن استعمالها واستغاللها بشريا و هذه إشكالية كبـرى‬
‫تواجه العالم بصفة عامة و العالم العربي بصفة خاصة‪.‬‬
‫وفي الوطن العربي فبإمكاننا تقسيم مناطقه إلى أربع مناطق رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬منطقة المشرق العربـي وتشـمل سـوريا ولبنـان وفلسـطين (الضـفة الغربيـةألغزة) األردن‬
‫والعراق‪.‬‬
‫‪ ‬منطقــة شــبه الجزي ـرة العربيــة وتشــمل الســعودية والكويــت والبح ـرين وقط ـر واإلمــارات‬
‫العربية وعمان واليمن‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة الوسط وشرق إفريقيا وتشمل مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬الصـومال‪ ،‬جيبـوتي‪ ،‬وجمهوريـة‬
‫القمر‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة المغرب العربي وتشمل ليبيا‪ ،‬تون ‪ ،‬الجزائر وموريتانيا‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظــة األولــى هــي أن أغلــب هــذه الــدول العربيــة تقــع فــي منطقــة صــحراوية قاحلــة‬
‫وتشمل الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا وصحراء شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظــة الثانيــة أن الــدول العشــر األكثــر جفافــا هــي دول عربيــة مــن بــين العش ـرين‬
‫األكثر جفافا في العالم تتصدرها أربعة عشر دولة عربية‪.‬‬

‫‪ . 57‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬إمكانيات تدعيم األمن المائي العربي (القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث السياسية‪،‬‬
‫كلية االقتصاد ‪ ،1991‬ص‪ )44‬بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي للبحوث السياسية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬المالحظة الثالثة إن متوسط الهطول لألمطار عالميا هـو ‪ 800‬مم‪/‬سـنويا بينمـا نجـده‬
‫‪ 168‬مم‪/‬ســنويا ويـراوح بــين ‪ 1754‬مم‪/‬ســنويا فــي جمهوريــة القمــر المتحــدة وبــين ‪51‬‬
‫مم‪/‬سنويا في مصر‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظــة الرابعــة أكثــر الــدول تســاقطا لألمطــار هــي كوســتاريكا وماليزيــا وغواتيمــاال‬
‫حيث يبلغ ‪ 3000‬مم‪/‬سنويا بينما نجد أن أقل الـدول تسـاقطا هـي دول عربيـة‪ :‬مصـر‬
‫‪ 51‬مم‪/‬سنويا‪ ،‬ليبيا ‪ 56‬مم‪/‬سنويا‪ ،‬السعودية ‪ 59‬مم‪/‬سنويا‪.‬‬
‫يبلـغ المتوســط الســنوي لمـوارد الميــاه العذبـة المتاحــة والمتجــددة فــي الــوطن العربــي ‪313‬‬
‫مليار متر مكعب ونصيب الفرد حوالي ‪ 1102‬م‪/3‬السنة أي عند خـط الفقـر المـائي المتعـارف‬
‫عليـه دوليـا والـذي هـو‪ 1000‬م‪ /3‬ســنويا للفـرد ومتوسـط نصـيب الفــرد علـى مسـتوى العـالم يزيــد‬
‫عــن ‪ 9000‬م‪/3‬ســنويا أي مــا يعــادل ‪ 09‬أضــعاف نص ــيب متوســط نصــيب الفــرد فــي ال ــدول‬
‫العربية علما أن الدول األكثر واألكبر نصيبا من الموارد المائيـة المتاحـة والمتجـددة فـي العـالم‬
‫ه ــي جمهوري ــة الكونغ ــو (‪175‬أل ــف م‪/3‬س ــنة) والغ ــابون (‪133‬أل ــف م‪/3‬س ــنة) وكن ــدا (‪ 95‬أل ــف‬
‫م‪/3‬سنة)‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الجدول رقم ‪ :2‬الموارد المائية المتاحة والمستعملة في الوطن العربي‪: 58‬‬


‫الم ـ ـ ـوارد المائيـ ـ ــة التقليديـ ـ ــة المتاحـ ـ ــة‬
‫الموارد المائية المستعملة (مليون م‪ 3‬في السنة)‬
‫(مليون م‪ 3‬في السنة)‬
‫تنقي ـ ـ ــة مي ـ ـ ــاه‬ ‫الدولة‬

‫الجوفية‬

‫الجوفية‬
‫المجموع‬
‫السطحية‬

‫السطحية‬
‫تحليــة ميــاه‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف المجموع‬
‫البحر‬
‫الصحي‬
‫‪1302‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪130‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪200‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19060‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫البحرين‬
‫‪3500‬‬ ‫‪368‬‬ ‫‪903‬‬ ‫‪2900‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪5550‬‬ ‫‪6660‬‬ ‫‪12400‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪4721‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪73000‬‬ ‫‪2340‬‬ ‫‪3210‬‬ ‫السعودية‬
‫‪46200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪45000‬‬ ‫‪2390‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪71000‬‬ ‫العراق‬
‫‪1428‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪960‬‬ ‫‪1430‬‬ ‫عمان‬
‫‪222‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪289‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫قطر‬
‫‪801‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪1422‬‬ ‫‪4540‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫الكويت‬
‫‪2299‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪16200‬‬ ‫‪980‬‬ ‫‪4320‬‬ ‫‪220‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪850‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪903‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪4734‬‬ ‫‪4360‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪700‬‬ ‫األردن‬
‫‪3012‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1535‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪1730‬‬ ‫‪2630‬‬ ‫تون‬
‫‪13‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫‪12850‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪200‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪17418‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪21800‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫‪20550‬‬ ‫السودان‬
‫‪6450‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪1666‬‬ ‫‪55500‬‬ ‫‪11460‬‬ ‫‪5600‬‬ ‫‪16200‬‬ ‫سوريا‬
‫‪4000‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪8020‬‬ ‫‪4130‬‬ ‫‪3200‬‬ ‫‪8160‬‬ ‫الصومال‬
‫‪2050‬‬ ‫‪368‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪880‬‬ ‫‪7800‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪1200‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪903‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1450‬‬ ‫‪58920‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪4800‬‬ ‫لبنان‬
‫‪64500‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3630‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30300‬‬ ‫‪3420‬‬ ‫‪55500‬‬ ‫مصر‬
‫‪12000‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7300‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪20300‬‬ ‫المغرب‬
‫‪1880‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪4900‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪5800‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪2656‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫اليمن‬
‫‪176702‬‬ ‫‪8784‬‬ ‫‪1910‬‬ ‫‪24579‬‬ ‫‪140432‬‬ ‫‪279100‬‬ ‫‪48370‬‬ ‫‪230730‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ -58‬بوكراع رضا‪ ،‬المياه العربية والتحديات األمنية األمن المائي العربي‪ ،‬المؤتمر‪ ،8‬مركز الدراسات العربي‬
‫األوربي ‪ ،1996‬ص‪119‬‬

‫‪54‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فإذا كان سكان الوطن العربي يمثلون ‪ %5‬مـن سـكان المعمـورة فإنـه يالحـظ أنهـم يحظـون‬
‫بح ـوالي ½‪ %‬مــن الم ـوارد المائيــة المتاحــة والمتجــددة كمــا أن نصــيب الفــرد العربــي مــن هــذه‬
‫الميــاه يتفــاوت م ــن دولــة عربيــة إل ــى أخــرى‪ ،‬فف ــي موريتانيــا مــثال يبل ــغ هــذا النص ــيب ‪4278‬‬
‫م‪/3‬ســنويا بينمــا فــي الكويــت يــنخفض ليصــل إلــى ‪ 10‬م‪/3‬ســنويا فقــط‪ ،‬كمـا أنــه يوجــد ‪ 15‬دولــة‬
‫مــن أصــل ‪ 22‬تعــاني مــن الفقــر المــائي بتعــداد ســكان يتجــاوز ‪ 199‬مليــون نســمة أي ح ـوالي‬
‫‪ %70‬مــن ســكان ال ــوطن العربــي‪ ،‬ويص ــبح بالتــالي نص ــيب الفــرد العرب ــي مــن المي ــاه ‪1011‬‬
‫م‪/3‬سنويا نظ ار للتزايد السكاني‪.‬‬
‫‪ -‬ونظ ـ ار للطلــب المت ازيــد علــى الميــاه توجهــت السياســات المائيــة العربيــة إلــى تطــوير الم ـوارد‬
‫المائيــة غيــر التقليديــة بزيــادة معالجــة ميــاه الصــرف الصــحي واعــادة اســتخدامها مــن جديــد‬
‫لالعتماد عليها مجددا في اإلنتاج الزراعي والصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬ففي البحـرين توجـد ‪ 12‬محطـة معالجـة لميـاه المجـاري وهـي تعـالج ‪ 31‬مليـون متـر مكعـب‬
‫س ــنويا‪ ،‬كم ــا تبل ــغ المي ــاه المعالج ــة ف ــي مص ــر ‪ 7500‬ملي ــون مت ــر مكع ــب‪ ،‬أم ــا العربي ــة‬
‫الســعودية فبلغــت الميــاه المعالجــة ‪ 368‬مليــون متــر مكعــب عــام ‪ 1990‬وقــد بلغــت ‪350‬‬
‫مليون متر مكعب في المغرب األقصى و‪ 80‬مليـون متـر مكعـب فـي الكويـت و‪ 70‬مليـون‬
‫متر مكعب في اإلمارات العربية المتحدة و ‪ 20‬مليون متر مكعب في قطر‪.59‬‬
‫‪ -‬وتشمل المياه غير التقليدية تحلية مياه البحر وهذه عملية من أهم العمليـات التـي تقـوم بهـا‬
‫الدول نظ ار للحاجة الماسة إلى الماء في مجال االستعمال البشري وكـذا المجـالين الفالحـي‬
‫والصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬وفــي الج ازئــر فلقــد انتهجــت الدولــة طريقــة تحليــة ميــاه البحــر لوقوعهــا علــى البحــر األبــيض‬
‫المتوســط ومــن بــين الطــرق المســتعملة فــي هــذه العمليــة طريقــة التبخيــر األلوميضــي متعــدد‬
‫الم ارحــل وطريقــة التناضــح العكســي أو األوزمــوز العكســي نظ ـ ار لــبعض الخصــائص التــي‬
‫تتمتع بها المياه البحرية في الجزائر حيث تم تسجيل فـي نهايـة ‪ 2006‬تــشغيل ‪ 20‬محطـة‬
‫تحلية لتصفية المياه في البرنامج الخماسي‪.60‬‬

‫‪ . 59‬الجياللي عبد الجواد‪ ،‬مداواة المياه العامة ألغراض الزراعة بين الحقيقة والخيال‪ ،‬العمران العربي العدد‬
‫‪ ،1995 ،14‬ص‪.44-43‬‬
‫األمة ج‪.‬ج‪. .‬و‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬ ‫‪ .60‬مجل‬

‫‪55‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الجددددول رقدددم ‪ :3‬عددددد سدددكان الدددوطن العربدددي ونصددديب الفدددرد مدددن المدددوارد المائيدددة‬
‫المتجددة‪.‬‬
‫ع ـ ــدد الس ـ ــكان مع ــدل النم ــو ع ـ ــدد الس ـ ــكان ع ـ ــدد الس ـ ــكان نصـ ـ ــيب الفـ ـ ــرد مـ ـ ــن الم ـ ـ ـوارد‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 1993‬السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكاني عـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 2000‬ع ـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 2025‬المائية المتجددة‬ ‫الدولة‬
‫‪1993‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫(ألف نسمة)‬ ‫(ألف نسمة)‬ ‫‪93-90‬‬ ‫(ألف نسمة)‬

‫‪89‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪1710‬‬ ‫اإلمارات‬


‫‪90‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪643‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪540‬‬ ‫البحرين‬
‫‪368‬‬ ‫‪571‬‬ ‫‪704‬‬ ‫‪51800‬‬ ‫‪33359‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪27080‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪137‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪40400‬‬ ‫‪16662‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪17505‬‬ ‫السعودية‬
‫‪1577 2783 3665‬‬ ‫‪64300‬‬ ‫‪26234‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪19920‬‬ ‫العراق‬
‫‪509‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪604‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪559‬‬ ‫عمان‬
‫‪86‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫‪2728‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪1433‬‬ ‫قطر‬
‫‪57‬‬ ‫‪706‬‬ ‫‪901‬‬ ‫‪12900‬‬ ‫‪6429‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪5040‬‬ ‫الكويت‬
‫‪352‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪10800‬‬ ‫‪5963‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪4152‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪91‬‬ ‫‪430‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪13400‬‬ ‫‪10106‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪8570‬‬ ‫األردن‬
‫‪325‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪408‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪585‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪490‬‬ ‫تون‬
‫‪167‬‬ ‫‪666‬‬ ‫‪797‬‬ ‫‪60600‬‬ ‫‪32830‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪27420‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪361 1223 1627‬‬ ‫‪35300‬‬ ‫‪17857‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪13400‬‬ ‫السودان‬
‫‪617 1063 1209‬‬ ‫‪23400‬‬ ‫‪10780‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪9480‬‬ ‫سوريا‬
‫‪490‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2254‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1628‬‬ ‫الصومال‬
‫‪- 2664 2690‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫‪2928‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪2900‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪1733‬‬ ‫‪897 1044‬‬ ‫‪93500‬‬ ‫‪65664‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪56430‬‬ ‫لبنان‬
‫‪630‬‬ ‫‪944 1162‬‬ ‫‪47500‬‬ ‫‪31784‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪26069‬‬ ‫مصر‬
‫‪638 2776 3259‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪2630‬‬ ‫‪704‬‬ ‫‪2240‬‬ ‫المغرب‬

‫‪56‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪1460‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪371‬‬ ‫‪43200‬‬ ‫‪16350‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪13200‬‬ ‫موريتانيا‬


‫‪143‬‬ ‫اليمن‬
‫‪566‬‬ ‫‪960 1156‬‬ ‫‪492800‬‬ ‫‪290742‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪241466‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ ‬ما يستخلص من الجدول رقم ‪:3‬‬
‫التبــاين بــين معــدالت النمــو الســكاني مــن بلــد عربــي آلخــر فهــي تزيــد علــى ‪ %04‬فــي‬
‫موريتانيــا وجيبــوتي وتت ـراوح مــا بــين ‪ %3-2‬فــي اإلمــارات العربيــة المتحــدة والج ازئــر والكويــت‬
‫والسودان ولبنان ومصر والمغرب واليمن‪ ،‬و‪ 4-3‬في العربية السعودية والعراق وعمان‬ ‫وتون‬
‫وليبيا واألردن وسـوريا والصـومال والمالحظـة أن أقـل معـدل للنمـو السـكاني نجـده فـي البحـرين‬
‫إذ يصل إلى ‪.%611.9‬‬
‫هذا النمو المضطرد في النمو السكاني أفرز وضعية صعبة لالستفادة من الميـاه وصـعب‬
‫مــن وضــعية األمــن المــائي أمــام الــدول العربيــة ممــا دفــع الكثيــر منهــا إلعــداد خطــط وب ـرامج‬
‫استثمارية في هذا المجـال‪ ،‬ونظـ ار أن حـوالي ‪ %9.44‬مـن سـكان الـوطن يعيشـون فـي بـالد ال‬
‫يتجاوز نصـيب الفـرد فيهـا ‪ 1000‬م‪ 3‬بينمـا يعـيش ‪ %6.44‬مـنهم فـي منـاطق يتـراوح فيهـا هـذا‬
‫المعــدل المتوســط بــين ‪2000-100‬م‪/3‬ســنويا كمــا يعــيش أكثــر مــن ‪ %5.10‬مــن الســكان فــي‬
‫بلدان عربية يزيـد فيهـا هـذا المتوسـط علـى ‪ 3000‬م‪/3‬سـنويا وسـينخفض متوسـط نصـيب الفـرد‬
‫العربي من المياه المتاحة إلى ‪ 566‬م‪ 3‬مع العلم أن الدول التي ستبقى فوق خط الفقر المـائي‬
‫هي العراق‪ ،‬لبنان وموريتانيا ذلك لندرة المياه في الوطن العربي‪.‬‬
‫والجزائر قطر عربي يقع تحت خط الفقر المائي مما دفع بالدولة الجزائرية إلى تعبئـة مواردهـا‬
‫المائية فلقد تم استالم إلى غايـة ‪ 31 ،2006‬سـدا و‪ 699‬بئـ ار و‪ 575‬خ ازنـا مائيـا وانجـاز أزيـد‬
‫من ‪ 1100‬عملية تزويد بالمـاء الصـالح للشـرب حيـث بلغـت نسـبة الـربط ‪ %92‬وسـترتفع هـذه‬
‫النسبة لتبلـغ ‪ 165‬لترا‪/‬يوميـا مـع نهايـة ‪ ،2009‬كمـا تـم برمجـة ‪ 13‬محطـة لتحليـة ميـاه البحـر‬
‫بعد أن تم تشغيل ‪ 20‬محطة لصفية المياه‪ ،‬كما أنجز أكثر من ‪ 300‬كلم من الشبكة بارتفـاع‬
‫النسبة من ‪ %80‬في ‪ 2006‬إلى ‪ %90‬خالل سـنة ‪ ،622009‬فقـد حظـي القطـاع المـائي فـي‬
‫الج ازئــر باهتمــام بــالغ لضــمان األمــن المــائي و األمــن الغــذائي معــا ضــمن انشــغاالت الدولــة‬

‫‪ .61‬ساطع زغلول‪ ،‬إشكالية المياه العربية (عمان‪ ،‬مؤسسة البلسم للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ )1993‬ص‪.12‬‬
‫األمة‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬ ‫‪ .62‬ح‪.‬خ‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬مجل‬

‫‪57‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للتمكن من الزيادة في اإلنتاج الوطني الفالحي الذي هو الضمانة الوحيدة للتقليص مـن تبعيـة‬
‫البالد تجاه استيراد المواد الغذائية‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المخاطر على الموارد المائية في العالم العربي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬العجز المائي في اإلمكانيات إحدى هذه المخاطر‪:‬‬
‫يبلغ الطلب اإلجمالي علـى الميـاه فـي الـدول العربيـة حـوالي ‪ 230‬مليـار م‪ 3‬سـنويا بنسـبة‬
‫تقــدر بح ـوالي ‪ %73.5‬مــن إجمــالي الم ـوارد المائيــة المتاحــة‪ ،‬ورغــم أن إجمــالي الم ـوارد يفــوق‬
‫االســتخدام الفعلــي بنســبة ‪ %26.5‬للــدول العربيــة إال أن ‪ 10‬دول علــى األقــل مــن المجموعــة‬
‫العربية تعاني من عجز في االستخدامات بمعنى أن ‪ 125‬مليون نسمة المكونين لساكنة هذه‬
‫هذه الـدول الكويـت بنسـبة ‪ %21‬واألردن‬ ‫الدول يعيشون تحت هذا الضغط المائي وعلى أر‬
‫بـ ‪.%14.8‬‬
‫وللتغلــب علــى هــذه المشــكلة فإنــه يلجــأ إلــى اســتنزاف اآلبــار واالســتخدام المفــرط للطبقــات‬
‫الحاملـة للميـاه الجوفيـة (اســتهالك المخـزون غيـر متجـدد) أو باســتخدام المصـادر المائيـة غيــر‬
‫التقليدية مثل إعادة استخدام المياه أو عن طريق خلط مياه الصرف الزراعي بالميـاه السـطحية‬
‫العذبـة أو معالجـة ميـاه الصـرف الصــحي وكـذلك اللجـوء إلـى تحليــة ميـاه البحـر‪ ،‬ويـتم معالجــة‬
‫ح ـوالي ‪ 1.2‬مليــار م‪/3‬ســنويا مــن ميــاه الصــرف الصــحي أكثرهــا فــي ســوريا (‪ %0.37‬مليــار‬
‫م‪/3‬سنويا) وتحلية ‪ 1.7‬مليار م‪/3‬سنويا فـي السـعودية كمـا توجـد مخططـات ود ارسـات السـتيراد‬
‫المياه من دول الجوار العربي‪.‬‬
‫فاالستخدامات المختلفة هي بدورها تساهم في هذه المخـاطر حيـث تسـتهلك الز ارعـة ‪201‬‬
‫مليار م‪/3‬سنويا بنسبة ‪ %87.4‬من إجمالي االستخدامات وذلك لري ‪ 15.2‬ملـون هكتـار يبلـغ‬
‫أقص ــاها ف ــي العـ ـراق (‪ 3.5‬ملي ــون هكت ــار) وأقله ــا ف ــي ج ــزر القم ــر (‪ 130‬هكت ــار)‪ ،‬وتختل ــف‬
‫الكمية المستعملة في الميدان الزراعي من دولة إلى أخرى باختالف المساحات الزراعية حيـث‬
‫يــتم اســتعمال ‪ 53.85‬مليــار م‪/3‬ســنويا فــي مصــر و ‪ 07‬مليــون م‪ 3‬فــي دولــة جيبــوتي‪ ،‬ويبلــغ‬
‫نصـيب الهكتــار الواحــد فــي الـدول العربيــة مــن ميــاه الــري حـوالي ‪ 13‬ألــف م‪/3‬ســنويا حيــث يــتم‬
‫‪ %86.4‬من هذه األراضي بـالطرق التقليديـة‪ ،‬أمـا بـاقي المسـاحة والمقـدر بحـوالي ‪ 2.1‬مليـون‬
‫هكت ــار في ــتم س ــقيها ب ــالطرق الحديث ــة ك ــالري ب ــالرش المح ــوري وال ــري ب ــالتنقيط والعملي ــة ه ــذه‬
‫بإمكانها توفير كميات كبيرة من المياه‪.63‬‬

‫‪ .63‬الموسوعة العلمية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.306‬‬

‫‪58‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬مـن بــين االسـتخدامات بعــد الز ارعــة االسـتخدامات المنزليــة والتجاريــة والصـناعية التــي تبلــغ‬
‫‪ 15‬مليــار م‪/3‬س ــنويا بنس ــبة ‪ %6.5‬م ــن إجم ــالي االس ــتخدامات‪ ،‬ث ــم االس ــتهالك ألغــراض‬
‫الصـناعة ‪ 14‬مليـار م‪/3‬ســنويا بنسـبة ‪ ،%6.1‬يبلـغ نصــيب الفـرد العربـي مــن الميـاه المنقــاة‬
‫‪ 280‬لت ار يوميا بينما يستفيد الفرد في دول العالم من ‪ 430‬لت ار يوميا‪.‬‬
‫فالمخــاطر الداخليــة التــي تواجــه العــالم العربــي تتمثــل فــي االســتغالل المفــرط والالعقالنــي‬
‫واالســتعمال التقليــدي للميــاه ولــذا فــإن االســتعمال األمثــل لإلمكانيــات المائيــة المتاحــة ورفــع‬
‫األداء في إدارة هذه الثروة الحيوية والتخطـيط ووضـع خطـط مسـتقبلية لالسـتهالك هـي السـبيل‬
‫األوحد للقضاء على األزمة‪.64‬‬

‫‪ -2‬استنزاف المياه واستنزاف مخزون المياه الجوفية‪:‬‬


‫عرفــت المخزونــات المائيــة الجوفيــة منهــا والســطحية عمليــة اســتنزاف مضــطرد واســتهالك‬
‫العقالني فـي االسـتعماالت الزراعيـة والصـناعية واالسـتعماالت المنزليـة ممـا نجـم عنـه تـدهور‬
‫في الكمية والنوعية معا‪ ،‬حيث جفت الكثير من اآلبار وانخفضت المخزونات المائيـة الجوفيـة‬
‫كــأحواض الســلمية والمســلمية واللمــون فــي ســوريا وأح ـواض العــين وســهل الحصــى فــي دولــة‬
‫اإلمارات العربية المتحـدة وحـوض سـهل باطنـة فـي عمـان وأحـواض تهامـة فـي الـيمن وحـوض‬
‫وهذه ظاهرة تنبؤ بالخطر مستقبال‪.‬‬ ‫الجفارة في ليبيا وأحواض المناطق الوسطى في تون‬
‫واذا كانــت الميــاه إحــدى المســائل األساســية فــي الص ـراع العربــي اإلس ـرائيلي ومــن مســبباته‬
‫سـتظل العامــل الرئيســي فـي اســتمرار هــذا الصـراع ألن االسـتيالء علــى األرض وعلــى مصــادر‬
‫المياه العربيـة سياسـة تـدخل ضـمن عقيـدة السياسـة الصـهيونية التـي تعتبـر نفسـها دولـة مائيـة‪،‬‬
‫زادت من تفاقم أزمـة الميـاه فـي الشـرق األوسـط‪ .‬كمـا أن هنـاك ظـواهر طبيعيـة زادت مـن حـدة‬
‫ه ــذه األزم ــة وعل ــى س ــبيل المث ــال ال الحص ــر ن ــذكر بع ــض العملي ــات الم ــؤثرة عل ــى المخ ــزون‬
‫المائي‪:‬‬
‫طبقــات الميــاه فــي الــدمام "الجوفيــة" تتعــرض لغــزو البحــر فــي المنطقــة المحيطيــة بجزي ـرة‬
‫سـرتا ضــف إلــى ذلــك االســتعمال المفــرط للميــاه الجوفيــة فــي منطقــة اإلســكندرية والــدلتا الشــيء‬
‫الــذي أدى إلــى زحــف خــط تمــار الميــاه المالحــة والميــاه العذبــة إلــى األمــام‪ ،‬وفــي األردن فــإن‬

‫‪ . 64‬حسام شحاتة‪ ،‬المياه العربية في دائرة الخطر‪ ،‬معهد األرض للدراسات الفلسطينية‪ ،‬دمشق العدد‪ ،8‬أوت‬
‫‪ ،1990‬ص‪.110‬‬

‫‪59‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اإلف ـراط فــي االســتعمال للميــاه الجوفيــة قــد تعــدى الحــد اآلمــن لألح ـواض بنحــو ‪ 237‬ملي ــون‬
‫م‪/3‬سنويا وهذا معناه أن هناك عملية استنزاف ال معقولة للمياه الجوفية‪.‬‬
‫ومــا زاد الطــين بلــة مــثال أن الملوحــة العاليــة قــد أصــابت اآلبــار فــي دولــة جيبــوتي نتيجــة‬
‫السحب المفرط فارتفعت الملوحة من ‪ 1500‬ميكرومول إلى ‪.653500‬‬
‫وفــي المغــرب العربــي فــإن عمليــة إنجــاز النهــر العظــيم فــي ليبيــا والــذي تســحب مياهــه مــن‬
‫الحوض المشـترك بـين الـدولتين ال محالـة سـيزبد مـن األزمـة المائيـة وال جـرم أن الصـراع حـول‬
‫بالميـاه‬ ‫الظـاهرة عرفتهـا عمليـة مـد سـهول تـون‬ ‫الموضوع سـيأخذ مجـرى آخـر مسـتقبال‪ ،‬نفـ‬
‫من بحيرة مجردة الجزائرية عبر نهر طوله ‪365‬كلم‪ ،‬مما دفـع بـالجزائر إلـى وضـع إسـتراتيجية‬
‫مائية للحد من هذا االستنزاف‪ ،66‬نظ ار للمخاطر التي سـتتعرض لهـا الج ازئـر مسـتقبال فـي هـذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪ ‬المخددداطر البيئيدددة‪ :‬قب ــل التعــرض لهــذا الموض ــوع الهــام والــذي يأخ ــذ حي ـ از كبي ـ ار ف ــي‬
‫السياسات الوطنية البد لنا من توضيح مفهوم البيئة بمنظور دولي‪:‬‬
‫التعريف الدولي بالبيئة‪Environnement - Environmant :‬‬ ‫‪‬‬
‫لقــد أقــر المــؤتمر الــدولي لألمــم المتحــدة المنعقــد بســتوكهولم عاصــمة الســويد تعريفــا شــامال‬
‫للبيئة جاء فيه‪" :‬أن البيئة هي مجموعة من النظم البيئية الطبيعية واالجتماعيـة والثقافيـة التـي‬
‫يعيش فيها اإلنسان والكائنات األخرى والتي يستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطهم‪.67‬‬
‫فالبيئــة هــي العلــم الــذي يــدر عالقــة الكائنــات الحيــة بعضــها الــبعض وعالقتهــا بالبيئــة‬
‫المحيطــة بهــا‪ 68‬فالبيئــة هــي إذا مجموعــة مــن الظــروف االجتماعيــة أو التقليديــة المــؤثرة علــى‬
‫الفرد أو المجتمع‪.‬‬

‫‪ .65‬عبد األمير دكروب‪ ،‬مستقبل الصراع حول المياه في الشرق األوسط‪ ،‬مجلة الفكر اإلستراتيجي العربي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1994 ،76‬ص‪.221‬‬
‫‪66‬‬
‫‪. Benjamin Stora, les 100 portes du Maghreb (ed, l’atelier Paris, oct 1999) page 144‬‬
‫‪Dépôt légale 1218/99- ISBN 9961-61-174-8.‬‬
‫‪ .67‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد‪ ،‬التربية البيئية (القاهرة‪ ،‬الدار العربية‪ ،‬الطبعة ‪ )1995 ،1‬ص ‪.86‬‬
‫علم األحياء‪/‬ص‪The Facts on File of Biology 103‬‬ ‫‪ .68‬روبرت هين‪ ،‬حقائق في ملف قامو‬
‫‪.Dicionary‬‬

‫‪60‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وألهمية البيئة في حياة اإلنسـان كثيـرة هـي المؤسسـات الدوليـة‪ 69‬واإلقليميـة والوطنيـة التـي‬
‫تنشط في هذا المجال باعتباره مجاال حيويـا يجـب أن يكـون سـليما مـن كـل األمـراض واألوبئـة‬
‫نذكر من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬االتح ــاد العلم ــي للوقاي ــة‪ :‬وق ــد أن ــشء ف ــي مدين ــة غالن ــد بسويســ ار س ــنة ‪ 1948‬لوقاي ــة‬
‫الطبيعة والثروات الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق الدولي للطبيعة ‪ WWF‬بالسويد ويركز على حفظ الطبيعة وسير البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج األغذية العالمي ‪ WEP‬ومقره بروما عاصمة إيطاليا‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ UMEP‬أنشئ عام ‪ 1972‬في نيروبي بكينيا بناءا على‬
‫توصيات األمم المتحدة للبيئة البيئة بغرض تشجيع التعاون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج األمم المتحدة للتنمية ‪ UMDP‬أنشئ عام ‪ 1965‬لمساعدة الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق اإلغاثة لألطفال الدولي ‪ UNICEF‬نيويورك‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق األمم المتحدة للسكان ‪ UNFPA‬نيويورك‪ ،‬تقديم مساعدات مالية للدول‪.‬‬
‫‪ -‬مركز األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‪ :‬نيروبي بكينيا‪.‬‬
‫‪ -‬مركز التنسيق للبيئة والتنمية الدائمة ‪.ACER‬‬
‫‪ -‬منظمــة األمــم المتحــدة لتطــوير الصــناعة ‪ UNIDO‬مقرهــا فينــا بالنمســا ويركــز علــى‬
‫تنمية الصناعات وتقديم الصناعات للدول النامية‪.‬‬
‫‪ -‬منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة ‪ FAO‬مقرها روما بإيطاليا‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطر البيئية و أثرها على األمن المائي‪:‬‬
‫باإلضــافة إلــى الضــغوطات الواقعــة علــى المــاء والتربــة واالســتعمال الالعقالنــي واإلف ـراط‬
‫ف ــي ذل ــك‪ ،‬وك ــذا نظ ــم الص ــرف الم ــائي غي ــر الخاض ــعة للتقني ــات الحديث ــة ت ــأتي لتض ــاف إل ــى‬
‫المخاطر الناجمة عـن الميـاه وبالتـالي فهـي تهـدد األمـن المـائي بصـفة عامة‪،‬هـذه العمليـة تزيـد‬
‫من تلوث البيئة والتربة معا لما تحمله من ميكروبات‪ ،‬كما أن الماء في حد ذاته يعتبر وسـطا‬
‫بيئيــا صــالحا لتكــاثر هــذه الجـراثيم والميكروبــات وبالتــالي فــإن صــحة المســتهلكين تصــبح دومــا‬
‫مهددة جراء االستعمال في مختلف المجاالت‪ :‬المنزلية والفالحية والصناعية‪.‬‬
‫وتشمل المصادر الرئيسية لتلوث المياه‪:‬‬
‫‪ -‬مياه الصرف غير المعالجة والتي تحمل الكثير من الميكروبات والجراثيم والبكتيريا‪.‬‬

‫‪ .69‬إبراهيم سليمان‪ ،‬تلوث البيئة (القاهرة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪،‬الطبعة ‪ )1999 ،1‬ص ‪.18‬‬

‫‪61‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬المياه غير المعالجة المستعملة في الصناعة والمقذوفة فـي شـبكات الصـرف الصـحي‬
‫أو في القنوات المائية أو في المحيط المائي بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬التسربات الكيماوية للمواد الكيميائية كاألسمدة والمبيدات إلى المحيط المائي‪.‬‬
‫بهذه الملوثات تصبح المياه غيـر صـالحة لالسـتعمال وتعـود سـلبا مـؤثرة علـى المسـتعملين‬
‫والصـحة العامـة عمومـا‪ ،‬كمــا تـؤثر علـى إنتاجيــة المـواد ونوعيـة الحيـاة ونــاد ار مـا تتجـدد الميــاه‬
‫األنهار الجارية التي تقوم بالتصفية الذاتية للمياه ومن ثمة فلقد أصبح الماء‬ ‫بعد تلوثها عك‬
‫الملوث أحد األسباب الرئيسية لألمراض الفتاكة كالتيفوئيد والماالريـا بسـبب وجـود الميكروبـات‬
‫والفيروسات المجهرية‪.‬‬
‫كم ــا أن اس ــتخدام األس ــمدة الكيماوي ــة تس ــارع ف ــي نم ــو الطحال ــب الت ــي يخص ــبها الفوس ــفور‬
‫والنيتروجين الموجودين في مياه الصـرف الصـحي الناجمـة عـن مـواد التنظيـف وميـاه الصـرف‬
‫الزراعي‪ ،‬فوجود النترات في مياه الشرب يقلل من قوة الهيموغلوبين على حمـل األكسـجين فـي‬
‫الــدم ممــا يشــكل خطـ ار علــى صــحة اإلنســان ضــف إلــى ذلــك مختلــف المعــادن مثــل الرصــاص‬
‫والزئبــق وال ــزرنيو والكــاديوم والزن ــك وغيرهــا‪ ،‬وتعتب ــر هــذه المـ ـواد أو العناصــر ش ــديدة الس ــمية‬
‫للحياة المائية‪.‬‬
‫وعن المبيدات الحشرية فإن استهالك الوطن العربي منها يقدر بـ ‪ 100‬ألف طن‪/‬سنويا وال‬
‫تمثــل كميتهــا التــي تقــع علــى اآلفــات المســتهدفة ســوى ‪ %10‬مــن الكميــات المســتخدمة ويلــوث‬
‫الباقي سطح األرض ومنها الموارد المائية‪.70‬‬

‫‪70‬‬
‫)‪. UNEP United Nations Environnemental Program (UNEP) the stat of environmen t (Nairobi‬‬
‫‪ENEP/1 1996 , page 91-92.‬‬

‫‪62‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الحاصلين على صرف المياه‪%‬‬ ‫الحاصلين على ماء آمن‪%‬‬ ‫البلد‬


‫‪21‬‬ ‫‪55‬‬ ‫غينيا‬
‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬ ‫تشاد‬
‫‪24‬‬ ‫‪61‬‬ ‫اليمن‬
‫‪41‬‬ ‫‪55‬‬ ‫المغرب‬
‫‪32‬‬ ‫‪79‬‬ ‫مصر‬
‫‪51‬‬ ‫‪62‬‬ ‫إندونيسيا‬
‫‪22‬‬ ‫‪62‬‬ ‫أوزباكستان‬
‫‪47‬‬ ‫‪74‬‬ ‫باكستان‬
‫جدول تقديرات اليونيسيف ‪1996-1990‬‬
‫الجدول عبارة عن عينات من بعض بالد المسلمين عن بيئاتهم الصحية فيما يخص الماء‬
‫والصرف الصحي وهذه تقديرات متفائلة لما يجب أن تكون عليه أوضاعهم في المـاء الصـالح‬
‫للشــرب والصــرف الصــحي بــين ‪ 1996-1990‬حســب الخطــة الموضــوعة واالتفــاق بــين هــذه‬
‫الــبالد ووكالــة اليونيســيف ‪ UNICEF‬التــي ترعــى األطفــال واألوالد وأمهــاتهم تربويــا وصــحيا‬
‫واجتماعيا‪.‬‬
‫وفــي إفريقيــا تشــير اإلحصــائيات والد ارســات أن ‪ %40‬مــن النســاء و ‪ %63‬مــن الحوامــل‬
‫مصـابات بفقــر الــدم والمـرأة الحامــل تتــأثر مـن ذلــك بجنينهــا تـأث ار عميقــا فــي صـحتها وفــي نمــو‬
‫جنينها وفي صحته بعد والدته‪.71‬‬
‫والتقـديرات المنشـورة تـذكر أن مــا بـين ‪ 30‬إلـى ‪ %60‬مـن أهــل المـدن فـي العـالم الفقيــر ‪-‬‬
‫لديهم في األماكن التي يسكنوها في المدن ماء صالح للشرب ولالسـتعمال‬ ‫وأكثره مسلم‪ -‬لي‬
‫الصحي‪ .‬والماء إما غير موجود أصال أو موجود بحالة ملوثة كيميائيا أو فيزيائيا أو جرثوميـا‬
‫أو بالثالث ــة مع ــا‪ ،‬والتل ــوث الجرث ــومي يس ــبب كثيـ ـ ار م ــن األمـ ـراض القاتل ــة‪ ،‬ف ــأكثر األمـ ـراض‬
‫اإلسهاالت في العالم النامي –الفقير‪ -‬سببها الماء وقد قدر العلمـاء أن تقـدير الميـاه الصـالحة‬

‫‪71‬‬
‫‪. The State of The World’s Children 1997 page 84 -85.‬‬

‫‪63‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للشرب والصرف الصحي السليم في البالد المحرومة منهما يمنـع حـدوث ‪ 200‬مليـون إصـابة‬
‫باإلسهاالت و‪ 21‬مليون حالة وفاة بهذه األمراض‪.72‬‬
‫فــاألمن المــائي أصــبح مهــددا رغــم وفرتــه فــي كوكبنــا مــن أي كوكــب آخــر مــن المجموعــة‬
‫الشمسية فاألرض هي الكوكب األزرق‪ ،‬الماء والحياة فيه ال ينفصالن إال أن الظواهر السـلبية‬
‫التــي أش ـرنا إليه ــا ســابقا تجعــل م ــن هــذه المــادة األساس ــية مــوردا إســتراتيجيا‪ ،‬يج ــب أخــذ ك ــل‬
‫اإلجراءات والتدابير الستغالله االستغالل األمثل‪:‬‬
‫‪ ‬يتوقع البنك الدولي للعام ‪ 2025‬شحا في مياه الشرب‪ ،‬على قاعـدة عتبـة‪ ،‬إنـذار تبلـغ‬
‫‪ 52‬بلــدا و‪ 3‬مليــار نســمة‪ ،‬ففــي إفريقيــا الشــمالية والشــرق‬ ‫‪ 2000‬م‪ 3‬لكــل نســمة يم ـ‬
‫األوســط لــن تكــون المـوارد إال بحــدود ‪700‬م‪ 3‬لكــل نســمة وهكــذا تصــبح الميــاه بســرعة‬
‫نزع ــات‪ ،‬فالعربي ــة الس ــعودية م ــثال تزي ــل ملوح ــة ‪500‬‬
‫م ــوردا إس ــتراتيجيا وت ــؤدي إل ــى ا‬
‫مليــون متــر مكعــب ســنويا بكلفــة ‪ $0.70‬للمتــر المكعــب الواحــد فــي حــين أن إنتــاج‬
‫كيل ــوغرام م ــن ال ــذرة يتطل ــب ‪ 1.4‬م‪ 3‬م ــن الم ــاء وكيل ــوغرام أرز ‪ 4.64‬م‪ 3‬وكيل ــوغرام‬
‫خيطان ‪ 17‬م ‪.‬‬
‫‪73 3‬‬

‫وعلى الصعيد العالمي فإن أكبر القطاعات التي تستخدم الماء هـي الز ارعـة ‪ ،%69‬الصـناعة‬
‫‪ ،%23‬االستخدام المنزلي ‪ ،%8‬وففي فرنسا مثال فإن االستخدام المنزلي يستهلك ‪ %20‬مـن‬
‫المياه المجهزة‬
‫وكـل مـن الصـناعة والز ارعـة ‪ %40‬بينمـا فــي الواليـات المتحـدة فـإن حصـة االســتخدام‬
‫المنزلي هي فقط ‪ %10‬واالستهالك الصـناعي ‪ %50‬والز ارعـي ‪ %40‬بالمقابـل فـي بلـد الهنـد‬
‫فــإن حصــة القطــاع الز ارعــي المــروي هــي ‪ ،%80‬وبالتــالي فــإن القطــاع الز ارعــي فــي الــدول‬
‫الناميــة هــو األكثــر اســتهالكا للمــاء وهــو يقــل تــدريجيا عنــدما يتطــور البلــد إذ يصــبح القطاعــان‬
‫الصناعي والمنزلي أكثر أهمية‪.74‬‬
‫طهور) الفرقان ‪.148‬‬
‫ا‬ ‫‪ ‬حفظ الماء من التلوث (وأنزلنا من السماء ماء‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ . 72‬د‪.‬محمد نبيل الطويل‪ ،‬البيئة والتلوث محليا وعالميا (بيروت‪ ،‬دار النفائ‬
‫الطبعة ‪ )1999 ،1‬ص‪.98‬‬
‫‪73‬‬
‫‪. I.Marty, M.Griffon, Prospective des déséquilibres environnementaux dans les pays tropicaux,‬‬
‫‪Girard 1993.‬‬
‫‪ . 74‬هيرفيه درميناخ وميشال بيكويه‪ ،‬السكان والبيئة (بيروت‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬الطبعة ‪)2003 ،3‬‬
‫ص‪.56/57‬‬

‫‪64‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يعد تلوث المياه من أخطر المشكالت البيئية التي نواجهها اليوم سواء أكان هذا التلوث‬
‫كيميائيــا ومــا أشــبهه ممــا يــؤثر علــى حيــاة الكائنــات التــي تعــيش فــي هــذا المــاء أو الكائنــات‬
‫المستخدمة للمـاء أو كـان مـؤث ار فـي المـاء‪ ،‬بحيـث يصـبح غيـر مرغـوب فيـه‪ ،‬فكـال األمـرين قـد‬
‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫نهى عنه الرسول صلى‬
‫عليــه وســلم ‪ :‬مكتفــين بــبعض األحاديــث المؤكــدة علــى‬ ‫‪ ‬األحاديــث الش ـريفة‪ :‬قــال صــلى‬
‫وجوب الحفاظ على المياه من التلوث‬
‫‪ -‬اتقوا المالعين الثالثة‪ :‬البراز في الوارد‪ ،‬وقارعة الطريق‪ ،‬والظل‪.75‬‬
‫‪ -‬وقال القرطبي‪ :‬يمكن حمله علـى التحـريم مطلقـا علـى قاعـدة سـد الذريعـة ألنـه يفضـي‬
‫الماء‪.76‬‬ ‫إلى تنجي‬
‫ومــن األض ـرار الناتجــة عــن اســتخدام المــاء الملــوث مــا توصــل إليــه العلمــاء مــؤخ ار وهــو‪ :‬أن‬
‫المياه خاصة مياه الصرف تحمل كثي ار من الميكروبات وعلى أرسـها البكتيريـا وتسـبب أم ارضـا‬
‫مختلفة ومن أهم أنواع البكتيريا واألمراض التي تسببها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السالمونيال‪ :‬وتسبب مرض التيفوئيد‪.‬‬
‫‪ -‬الشيجيال‪ :‬وتسبب مرض الدستناريا الباسيلية‪.‬‬
‫فيروكولبرا‪ :‬وتسبب الكولي ار وتحدث العدوى عنطريق مياه الشرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الليستوسبيرا‪ :‬وتسبب مرض ويلز وينتقل عن طريق الفئران‪.‬‬
‫‪ -‬شعبة العصويات القولونية‪ :‬وتسبب التهاب الكبد والجهاز البولي‪.77‬‬
‫المحافظـة علـى الحيـاة بأشـكالها المختلفـة‬ ‫ال شك أن المحافظة علـى هـذا العنصـر هـي أسـا‬
‫سواء أكانت حياة نباتية أو حيوانية أو إنسانية والقاعدة الفقهية تقول‪ :‬ما ال يتم الواجب إال به‬
‫فهو واجب‪ ،‬ومحاولة تعطيل العنصر من أداء وظيفته الحيوية واالجتماعية هو تعطيل للحياة‬
‫بأسرها أو إبطال لها‪.‬‬

‫‪ .75‬رواه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ‪ ،14‬الموضع التي نهى عن البول فيها‪ ،‬رقم ‪.)1(61‬‬
‫‪ .76‬فتح الباري البن حجر ط‪ 1‬ص ‪ 412‬رقم ‪.239‬‬
‫‪ .77‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد‪ ،‬تلوث المياه (الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪)1995 ،1‬‬
‫ص‪.113‬‬

‫‪65‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بالكلية سواء ذلك بإهداره أو تلويثه بمواد تعطيل وظيفته في كونـه أساسـا للحيـاة أو كونـه بيئـة‬
‫صــالحة لــبعض الكائنــات الحيــة أو غيــر ذلك‪،‬والقاعــدة الفقهيــة تؤكــد علــى أنــه (مــا أدى إلــى‬
‫الحرام فهو حرام)‪.‬‬
‫ونؤكــد فــي د ارســتنا هــذه أن اإلســالم ش ـريعة وحيــاة صــالح فــي كــل وقــت وزمــان خاصــة فــي‬
‫عصرنا حيث تتصارع فيه األفكار واآلراء وظهور األزمات االقتصادية واالجتماعية وغيرهما‪،‬‬
‫وتتشابك فيه القضايا والمشـاكل واخـتالف المصـالح والمطـامع‪ ،‬وتتـزاحم فيـه األهـداف والوقـائع‬
‫التي لم تعهدها البشرية مـن قبـل‪ ،‬ود ارسـة شـريعتنا الغـراء فيهـا الحـل لحـل المشـاكل المطروحـة‬
‫علــى كافــة المســتويات مــن بينهــا مشــكلة البيئــة ومــا ينجــر عنهــا مــن آثــار علــى اإلنســان وكــل‬
‫الكائنات‪.‬‬
‫‪ ‬األزمة الطاقوية وأثرها على األمن‪:‬‬
‫معظــم حــروب القــرن ‪ 20‬كانــت تقــاتال علــى مـوارد الــنفط ‪ ،‬لكــن تلــك الحــروب جــرت فــي‬
‫المحمـوم علـى مـوارد الطاقـة‬ ‫فترة التوسع فـي اسـتخراج المـوارد أمـا العقـود القادمـة مـن التنـاف‬
‫المتضــائلة فلربمــا تشــهد ص ـراعات أكثــر عــددا وأشــد فتكــا وســتلعب الواليــات المتحــدة بصــفتها‬
‫المســتهلك األكبــر للــنفط فــي العــالم ومركــز اإلمبراطوريــة الصــناعية العالميــة وصــاحبة أقــوى‬
‫مخــزون لألســلحة فــي التــاريو دو ار محوريــا فــي تشــكيل الخارطــة الجيوسياســية للعــالم فــي هــذا‬
‫القــرن وعلــى األف ـراد والمجتمعــات أن يفعل ـوا الكثيــر تحســبا لفت ـرة األزمنــة الطاحنــة المرتقبــة فــي‬
‫الطاقة‪.‬‬
‫فالتحول الطاقوي سيتمثل في انهيار الحضارة الصناعية وأن الخيـار للخـروج مـن هـذا‬
‫هــو اعتمــاد الفــرد علــى نفســه كالبســتنة وتــوفير الطاقــة والتبســط الطــوعي فــي العــيش وتســعى‬
‫الــدول التخــاذ التــدابير لتــوفير الطاقــة واالســتثمار فــي بحــوث الطاقــة المتجــددة ومســاندة الــنظم‬
‫المســتدامة كاإلنتــاج المحلــي للغــذاء بــدال مــن مشــروعات الصــناعة الزراعيــة العمالقــة القائمــة‬
‫عل ــى التكنولوجي ــا الحيوي ــة وتبن ــي سياس ــات اقتص ــادية وس ــكانية ال تق ــوم عل ــى فرض ــية النم ــو‬
‫الحتمي والسعي إلبرام اتفاقيات دولية للتعـاون فـي مجـال المـوارد نظـ ار ألن أسـعار الحبـوب قـد‬
‫تضــاعفت وهــي التــي تشــكل ‪ 80‬و‪ %90‬مــن اإلمــداد العــالمي الغــذائي وأن هبــوط المخزونــات‬
‫االحتياطية قد تدنت‪.78‬‬

‫‪ .78‬ريتشار هاينبر ‪ ،‬غروب الطاقة‪ ،‬ترجمة مازن جندلي (لبنان‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬الطبعة ‪)2004 ،1‬‬
‫ص‪.215‬‬

‫‪66‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يشــير ريمــون ســي كيللــي عــالم االنتروبولوجيــا فــي د ارســته الموثوقــة "مجتمعــات الســلم‬
‫والحـرب" ‪ Tarless Societies and Origin Of Wou‬إلـى أن الحـروب غالبـا مـا تخـاض‬
‫علــى‬ ‫للســيطرة علــى المـوارد ويــرى البــاحثون فــي التــاريو السياســي والعســكري الحــديث للتنــاف‬
‫المـ ـوارد الطبيعي ــة دو ار فـ ــي جمي ــع الصـ ـراعات الكبـ ــرى ف ــي العص ــر الح ــديث ومنه ــا الحربـ ــان‬
‫علــى الوصــول إلــى احتياطيــات الــنفط دو ار ال يســتهان بــه‪:‬‬ ‫العالميتــان التــي لعــب فيهــا التنــاف‬
‫حـ ـوالي ‪ 50‬مليون ــا قتي ــل ف ــي الح ــرب الكوني ــة الثاني ــة أي م ــا يق ــارب ‪ %02‬م ــن إجم ــالي ع ــدد‬
‫السكان وعلى كل بلـد خفـض وارداتـه مـن الـنفط للتوافـق مـع المعـدل الحـالي للنضـوب العـالمي‬
‫‪.World Deplition Rate‬‬
‫‪ ‬التعاون والمشاركة الدولية في المجال الطاقوي‪:‬‬
‫مــن خــالل تصــفحنا وقراءتنــا للكثيــر مــن المواضــيع حــول هــذا العنصــر توصــلنا إلــى أنــه‬
‫على المجتمعات الصناعية االمتناع عن إحداث المزيد من النمو االقتصادي لصالح التحول‬
‫المكلــف إلــى مـوارد الطاقــة البديلــة ولتفــادي الصـراع التنافســي ســوف يتعــين علــى الــدول القويــة‬
‫تقليص فوارق الثروة فيما بين مواطنيها وفيما بينها وفيما بين الدول الفقيرة‪.‬‬
‫فموارد النفط والفحم الحجري والغاز الطبيعي ليست هي الموارد الطبيعية الوحيدة الجديرة‬
‫بــالحفظ‪ ،‬فهنــاك المــاء العــذب والتربــة وغيرهــا مــن الم ـوارد األساســية المحــدودة وبإمكــان الــدول‬
‫الغني ــة الص ــناعية تغيي ــر نمـ ـط الع ــيش فيه ــا إل ــى التواض ــع ف ــي األه ــداف والتمه ــل ف ــي الس ــير‬
‫لتحقيقها وال مناص من أن يرافق حفظ موارد الطاقة تثبيت عدد السكان‪.‬‬
‫‪ ‬قـدمت الد ارســة ‪ LGT the Limits to Grouth‬التــي قـام بهــا فريـق مــن العلمــاء‬
‫بتوصية من نادي روما آماال تتمثل في إقامة توازن عالمي يكون فيها المجتمع قـابال‬
‫لالستدامة دون انهيار مفاجئ وقاد ار على تلبية االحتياجـات الماديـة األساسـية لجميـع‬
‫األفراد‪:‬‬
‫‪ ‬تثبي ــت ع ــدد الس ــكان‪ ،‬رف ــع الكف ــاءة بحي ــث يتس ــنى خف ــض االس ــتهالك وح ــدة الخ ــرج‬
‫الصـناعي مـن مـوارد الطاقـة‪ ،‬تحويــل أرسـمال نحـو إنتــاج الغـذاء إلطعــام جميـع ســكان‬
‫العالم‪ ،‬تحويـل النمـوذج الز ارعـي إلـى نمـوذج مسـتدام كاسـتخدام الـروث وأوراق الشـجر‬
‫كسماد بدال من الكيميائي‪ ،‬حفظ التلوث في وحدة الخرج الصناعية والزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬وجــاء بروتوكــول "كيوتــو" الخطــوة األولــى فــي الطريــق إلــى إطفــاء األضـواء فــي العــالم‬
‫سنة ‪ 1977‬يطالب اتفاق الدول الصناعية بـ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الح ـ ـراري‪ ،‬إال أن‬ ‫‪ -‬خف ـ ــض انبع ـ ــاث ال ـ ــدول م ـ ــن الغ ـ ــازات المس ـ ــببة لظ ـ ــاهرة االحتب ـ ــا‬
‫البروتوك ــول ل ــم ي ــنجح لتض ــارب األفك ــار ب ــين ال ــدول الص ــناعية والمس ــتهلكة فهن ــاك‬
‫جابساق صاحب كتاب الح اررة تواصل ارتفاعها ‪The‬‬ ‫أطروحات بديلة يقترحها رو‬
‫‪ Heat is on‬من منشورات ‪ 1998 Perseus‬تقوم على اإلستراتيجيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تغييــر سياســات دعــم الطاقــة وانشــاء صــندوق ضــخم لتمويــل نقــل تكنولوجيــات الطاقــة‬
‫المتجــددة إلــى البلــدان الناميــة والتأكيــد علــى مســؤولية الــدول الصــناعية عــن التغييــر‬
‫المناخي والحث على تطوير الطاقة البديلة وذلك بخضوع الدول بإنتاج النفط أقل من‬
‫ف ــوق مع ــدل النض ــوب‪ .‬وللخ ــروج م ــن األزم ــة الطاقوي ــة ف ــإن ريتش ــارد‬ ‫نض ــوبه ول ــي‬
‫هاينبر يرى خيا ار واحدا وهو إما التدافع على ما تبقى من موارد (نفطا كانت أم غا از‬
‫طبيعيا أم ماءا أو فوسـفاتا أو نمـوت)‪ .79‬والمقصـود بالتـدافع الحـروب واسـتعمال القـوة‬
‫والغلبة وهذا ما يرفضه العقل البشري المسالم وكذا النظام الدولي الداعي إلى التعاون‬
‫والتكامل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬من مخاطر األمن الغذائي‪:‬‬
‫يواجه العالم في الظروف الراهنة مشكلة تتعلق بعدم كفاية الغذاء بالنسـبة لعـدد كبيـر مـن‬
‫الســكان وقــد بينــت الد ارســات ومنظمــة التغذيــة والز ارعــة العالميــة أن ح ـوالي ‪ %15‬مــن ســكان‬
‫المعمورة ال يحصـلون علـى القـدر الكـافي مـن الطعـام‪ ،‬كمـا أن حـوالي ½ مـن السـاكنة يعـانون‬
‫من سوء التغذيـة أي ال يحصـلون علـى القـدر الكـافي مـن البروتينـات والفيتامينـات ومـن المـواد‬
‫الواجــب توفرهــا فــي الجســم الســليم‪ .‬وبالتــالي فــاألمن الغــذائي أصــبح مهــددا فــي العــالم ذلــك أن‬
‫‪ %15‬من السكان ال يحصلون على القدر الكافي من الطعام أي حوالي ‪ 1800‬مليـون نسـمة‬
‫ال يحصلون على الكميات المناسبة من الفيتامينات والبروتينات والمعادن‪.80‬‬
‫ويترتــب علــى ســوء التغذيــة انتشــار األم ـراض ومــن ناحيــة أخــرى فــإن هــذه المعضــلة هــي‬
‫نتيجــة للفقــر المتســلط علــى الــدول الفقي ـرة فــي العــالم أو الــدول الناميــة أو المتخلفــة هــذه الــدول‬
‫التي تمثل حوالي ‪ 3/2‬من ساكنة العالم‪.‬‬

‫‪ . 79‬ريتشار هاينبر ‪ ،‬غروب الطاقة‪ ،‬ترجمة مازن جندلي (لبنان‪ ،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬الطبعة ‪)2004 ،1‬‬
‫ص‪.120‬‬
‫‪ .80‬د‪.‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬الموارد االقتصادية (بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة ‪)1973‬‬
‫ص‪.229‬‬

‫‪68‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وبالمقابــل فهنــاك الــدول المتقدمــة التــي تحصــل علــى كــل حاجاتهــا مــن الغــذاء كمــا وكيفــا‬
‫وبعضها يعاني من وجود الفائض من الغذاء فتضطر إلى تخزينه أو تدميره بـالحرق أو إلقائـه‬
‫في البحار والمحيطات أو تلجأ إلى إتباع سياسات تحول دون إنتاجه أو التقليل منه‪.‬‬
‫والمتوقع أن مشكلة الغذاء في العالم ستتسبب في حدوث كوارث بسبب النقص في الغذاء‬
‫وتؤتر على األمن بصفة عامة ومن أهم أسباب هذه المشكلة الغذائية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الزيــادة الكبيـرة فــي الطلــب علــى الغــذاء نتيجــة الزيــادة فــي عــدد الســكان وكــذا الزيــادة فــي‬
‫الــدول المتقدمــة‬ ‫الــدخل خاصــة الــدول الناميــة التــي أصــبحت مهــددة باالنفجــار الســكاني عكـ‬
‫‪ %01‬أو أقل سنويا لتصل إلى ‪ %2.5‬إلى ‪%3‬في البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬الزيــادة فــي الــدخل الفــردي‪ :‬فالزيــادة فــي مــداخيل األف ـراد وان كانــت ال تحــول فقــط إلــى‬
‫الغذاء تساهم فـي الطلـب علـى الغـذاء حيـث يصـل هـذا الطلـب أحيانـا مـن ‪ 50‬إلـى ‪ %70‬فـي‬
‫البلدان النامية‪.‬‬
‫بالزيـادة‬ ‫‪ -‬تصدير اإلنتـاج المحلـي ويعنـي ذلـك ت ارخـي معـدل الزيـادة فـي العـرض بالقيـا‬
‫السـريعة فـي الطلــب ويرجـع ذلـك إلــى انخفـاض اإلنتــاج الز ارعـي وتخلـف وســائل الز ارعـة وعــدم‬
‫تطبيــق التقنيــات الحديثــة أو االفتقــار فــي الم ـوارد الكيمياويــة واألســمدة والبــذور الجيــدة وانعــدام‬
‫الوســائل الفعالــة لمقاومــة اآلفــات واألم ـراض الزراعيــة‪،‬فالكثير مــن الــدول فــي البلــدان العربيــة‬
‫خاصة تعاني من قلة المياه وأخـرى مـن ارتفاعهـا عـن بـاطن األرض ممـا يـؤثر علـى الز ارعـة‪،‬‬
‫كما أن ضيق المساحات الزراعية يساهم في هذه المعضلة فـي الـدول الناميـة ممـا دفـع الكثيـر‬
‫مــن الــدول إلــى استصــالح األ ارضــي واتبــاع سياســة جديــدة فــي اســتعمال األرض واســتغاللها‬
‫زراعيا للقضاء على التبعية في المنتوج الفالحي‪ .‬والسياسة الجزائرية فـي هـذا المجـال واضـحة‬
‫المعالم‪.‬‬
‫أسباب أخرى تهدد األمن الغذائي‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أثمان الحبوب والتي تشكل أهم مادة في الغذاء لدى البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أثمان األسمدة حيث أن البالد العربية تعتمد كثي ار على استيرادها‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد الطلب على الحبوب وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء‪.‬‬
‫من التحليل السابق يتضح لنا أن الطلب على الغذاء فـي الـدول الناميـة يفـوق اإلنتـاج‬
‫وبالتــالي فــالفجوة بــين العــرض والطلــب أصــبحت قائمــة وأن هــذه المعضــلة ســتظل قائمــة مــا لــم‬
‫تتخ ــذ ال ــدول النامي ــة سياس ــات جدي ــدة ف ــي الز ارع ــة والص ــناعة التحويلي ــة (الص ــناعة الص ــغيرة‬

‫‪69‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫والمتوســطة لتحويــل الم ـواد الفالحيــة ومشــتقات الحليــب) للقضــاء علــى أزمــة الغــذاء التــي هــي‬
‫إحـ ــدى نتـ ــائج األمـ ــن المـ ــائي‪ ،‬فالطاقـ ــة اإلنتاجيـ ــة الزراعيـ ــة ال يجـ ــب أن تقتصـ ــر علـ ــى سـ ــد‬
‫االحتياجات الغذائيـة فقـط سـواء مـن المنتجـات النباتيـة أو الحيوانيـة بـل يجـب أن يقـوم اإلنتـاج‬
‫عل ــى اس ــتخدام كمي ــات قليل ــة م ــن مس ــتلزمات اإلنت ــاج الفالح ــي الحديث ــة كاألس ــمدة الكيمياوي ــة‬
‫والمبي ــدات والب ــذور المحس ــنة واآلالت م ــن أج ــل بل ــو الحاجي ــات وس ــد الطل ــب المت ازي ــد عل ــى‬
‫الغذاء‪ ،‬كما أن السياسة المائية يجب أن تولى بأهمية قصوى ألن قصور اإلنتـاج الفالحـي ال‬
‫يعــود فقــط إلــى قصــور المـوارد الطبيعيــة المســتخدمة بــل يعــود الجانــب الكبيــر منــه إلــى قصــور‬
‫التنظيم ا الجتماعي واالقتصادي والمؤسساتي لقطاع الزراعة في معظم البلدان النامية رغـم مـا‬
‫يبذل من محاوالت الستيراد التكنولوجيا الحديثة المؤدية إلى التحسين في المردودية‪.‬‬
‫وما يزيد الوضع تفاقما ظاهرة التصحر والجفاف ونقص التساقط المطري ونذرة المياه‬
‫وتناقص اإلنتاج الفالحي ونسبة النمـو السـكاني (‪ )%1.3‬ففـي عـام ‪ 1950‬كـان عـدد السـكان‬
‫‪ 76.6‬مليــون وقــد ارتفــع إلــى ‪ 147‬مليــون فــي ‪ 1975‬والــى ‪ 164.3‬مليــون فــي ‪ 1979‬والــى‬
‫‪ 225‬مليون سنة ‪ 1990‬والى ‪ 267‬مليون سنة ‪.812000‬‬
‫أما معدل زيادة اإلنتاج هو نحو ‪ %2.5‬مقابل ‪ %1.3‬في زيـادة عـدد السـكان و‪ %05‬فـي‬
‫معــدل االســتهالك مــا يعنــي أن الــوطن العربــي يســتورد نحــو ‪ %50‬مــن حاجياتــه الغذائيــة مــن‬
‫بينهــا مــادة القمــح التــي يســتورد منهــا ‪ %50‬مــن مجمــوع اســتهالكه فــي عــام ‪2029( 2000‬‬
‫مليــون طــن) أي مــا يعــادل ‪ %40‬مــن حجــم التجــارة الدوليــة للقمــح ويقــدر مبلــغ اإلنفــاق علــى‬
‫استيراد الغذاء ما يقدر بـ ‪200‬مليار دوالر‪.82‬‬
‫فـ ــاألمن المـ ــائي أصـ ــيب بالضـ ــرر نتيجـ ــة الجفـ ــاف والتصـ ــحر الـ ــذي يغـ ــزو العـ ــالم العربـ ــي‬
‫باإلضافة إلى استنزاف المخزون المائي وما أصاب المياه من تلوث باإلضافة إلـى التهديـدات‬
‫التــي يتعــرض لهــا العــالم العربــي مــن طــرف إس ـرائيل واســتغاللها الالمعقــول والالشــرعي للميــاه‬
‫العربية ما أدى إلى تمديد الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪ .81‬د‪ .‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬الموارد االقتصادية (بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة‪)1973‬‬
‫ص‪.229‬‬
‫‪ . 82‬نبيل خليفة‪ ،‬من مياه الضفة الغربية إلى سد اليرموك (مثلث الخطر) المستقبل‪ ،‬عدد‪ ،545‬اوت‪،1987‬‬
‫ص‪.42‬‬

‫‪70‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الرابع ‪:‬اإلستراتيجية العربية للخروج من أزمة المياه‪:‬‬


‫من خـالل مدارسـتنا للوضـعية العربيـة فـي المجـال المـائي و مـا يترتـب عليهـا مـن آثـار و‬
‫نظ ار ألن الموارد األرضية والمائية والمالية والبشرية والعلمية موزعة توزيعا متفاوتا بين البلدان‬
‫العربيــة فــإن الخــروج مــن هــذه األزمــة يتطلــب دفــع عجلــة التنميــة خاصــة الزراعيــة واالقتصــادية‬
‫بتــوفير هــذه المـوارد وبكميــات مناســبة وفــي األوقــات المناســبة ضــمن جهــد عربــي مشــترك‪'' ،‬إذ‬
‫انه ال بديل أمام األمة العربية من تحسين أوضاعها الغذائية وهي تواجه المستقبل ألن البديل‬
‫‪83‬‬
‫هو المجاعة أو في أفضل الظروف الوقوع تحت السـيطرة التامـة للـبالد المصـدرة للحبـوب''‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الدول العربية تمتلك مصادر بديلة متاحة أمامها لتطويرها و استغاللها في‬
‫مجاالت عدة كاليورانيوم والكهرباء والطاقة الشمسية والطاقة الجيوثيرمية (الح اررية األرضية)‪.‬‬
‫‪ ‬فــاليورانيوم‪ :‬المــورد الثــاني فــي األهميــة مــن م ـوارد الطاقــة الناضــبة بعــد الــنفط‪ ،‬وقــد ثبــت‬
‫وجود الرواسب األولية لليورانيوم في الجزائر والصومال بكميات مؤكدة تقـدر بحـوالي ‪34‬‬
‫ألف طن وأخرى غير مؤكدة تقدر بحـوالي ‪ 53‬ألـف طـن‪ ،‬كمـا أن هنـاك بـدائل مـا يجعـل‬
‫من المحتمل وجودها في ليبيا وموريتانيا والسودان ومصر والـيمن والسـعودية حيـث يقـدر‬
‫االحتياطي المحتمل بـ ‪ 500-150‬ألف طن‪.‬‬
‫‪ ‬الطاق ــة المائي ــة‪ :‬وه ــي طاق ــة متج ــددة الرتباطه ــا بت ــدفق المي ــاه ف ــي البل ــدان العربي ــة ذات‬
‫والجزائر والمغـرب والعـراق‪ ،‬فإجمـالي الطاقـة‬ ‫اإلمكانيات المائية كمصر والسودان وتون‬
‫الكهربائية القابلة لالستغالل بالبلدان العربية تقدر ب ـ ‪ 41‬ألـف ميغاواط‪/‬سـاعة ثلثاهـا ‪3/2‬‬
‫يجري استغاللها تحت التنفيذ‪ ،‬أما الثلث الباقي فال يزال تحت البحث والدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬الطاق ــة الشمس ــية‪ :‬وه ــي طاق ــة متاح ــة لجمي ــع البل ــدان العربي ــة وب ــال ح ــدود‪ ،‬فه ــذه الطاق ــة‬
‫االستفادة من ‪%05‬‬ ‫ضخمة ومتجددة وهي تقدر بالماليير من براميل النفط وعلى أسا‬
‫مــن الطاقــة الشمســية التــي تســقط علــى الــوطن العربــي ألدركنــا ضــخامة هــذا المــورد مــن‬
‫الطاقة وأهميتها‪.‬‬

‫‪ .83‬جامعة األمم المتحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬صور المستقبل العربي‪ ،‬الطبعة‪،1982 ،1‬‬
‫ص‪.83‬‬

‫‪71‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الطاقــة الجيوثيرميــة‪ :‬مصــدر ه ــذه الطاقــة هــي الح ـ اررة الجوفي ــة التــي تنبعــث مــن ب ــاطن‬
‫األرض في شكل مياه ساخنة أو أبخرة والجزائر تمتلك الكثير من هذه الطاقة (الحمامات‬
‫المعدنية‪.)...‬‬
‫هذه الموارد البديلة والتي تدخل ضـمن اإلسـتراتيجية العربيـة والخطـة العربيـة السـتغالل الطاقـة‬
‫قــادرة علــى تغييــر األوضــاع العربيــة فــي المجــال الطــاقوي‪ ،‬فــي وقــت أصــبح فيــه اللجــوء إلــى‬
‫الطاقة المتجددة أم ار حتميا لتعويض الطاقة الناتجة عن البترول والغاز‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الطاقة المائية‪:‬‬
‫أم ــا اإلسـ ــتراتيجية ف ــي ميـــدان المي ــاه ونظ ـ ـ ار للمش ــكالت الفني ــة واالقتص ــادية والديمغرافيـــة‬
‫والسياسية الناجمة عن الوضع العربـي فـي مجـال األمـن المـائي ومـن خـالل اسـتقرائنا المقارنـة‬
‫بالجداول واإلحصائيات نـرى أنـه مـن الضـروري أن تأخـذ اإلسـتراتيجية العربيـة بعـين االعتبـار‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫القي ـ ــام بمس ـ ــح لكاف ـ ــة المـ ـ ـوارد المائي ـ ــة ف ـ ــي ال ـ ــبالد العربي ـ ــة كله ـ ــا ورص ـ ــد الحاجي ـ ــات‬ ‫‪-‬‬
‫واالستخدامات‪.‬‬
‫إعــداد التوقعــات المســتقبلية الســتغالل الميــاه فــي المجــال الز ارعــي والصــناعي والمنزلــي علــى‬
‫ضوء اإلمكانيات المتوفرة مع سن قوانين لمنع التبذير واإلهدار للمياه بصفة عامة‪.‬‬
‫إع ــداد خط ــة عربيـ ــة مش ــتركة الســـتغالل المي ــاه والتنسـ ــيق المش ــترك ب ــين دول الجـ ـوار خـــالل‬
‫التفاوض مع الدول صـاحبة المصـادر المائيـة (المنـابع) مـن أجـل إقامـة عدالـة فـي توزيـع هـذه‬
‫الثروة‪.‬‬
‫إعطــاء أولويــة للبحــوث العلميــة والخب ـرات العربيــة فــي ميــدان الميــاه وضــرورة الــدعم‬ ‫‪-‬‬
‫الم ــادي والمعن ــوي للبح ــوث ف ــي ه ــذا المج ــال واس ــتغاللها سياس ــيا واقتص ــاديا م ــع التحفي ــز‬
‫والتشجيع والمكافأة‪.‬‬
‫العمــل علــى توثيــق المجــال المــائي العربــي بحثــا ود ارســة وكتابــة مــن طــرف مختصــين‬ ‫‪-‬‬
‫لمواجهــة إس ـرائيل الطامعــة فــي امــتالك هــذه الثــروة واقنــاع الطــامعين بضــرورة التخلــي عــن‬
‫سياســة التضــييق والمصــادرة واالحتكــار لهــذه الثــروة اإلنســانية أوال وعربيــة خاصــة ''النــا‬
‫شركاء في الماء والكأل والنار''‪.‬‬
‫السعي لتطوير االتفاقيات العربية بما يخدم المصلحة العربية في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪72‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫دع ــم اإلع ــالم الس ــمعي والمرئ ــي والمكت ــوب وتكليف ــه بالتعبئ ــة والتوجي ــه ح ــول ض ــرورة‬ ‫‪-‬‬
‫االســتغالل األمثــل لإلمكانيــات المائيــة المتــوفرة‪ ،‬باعتبــار هــذه المــادة أساســية و إســتراتيجية‬
‫ومن أولويات السياسة الوطنية‪.‬‬
‫تحميل المجتمـع المـدني والمؤسسـات والهيئـات مسـؤولية محاربـة التبـذير واهـدار المـاء‬ ‫‪-‬‬
‫فيمــا ال ينفــع وبطــرق قانونيــة وتوظيــف االســتثمارات فــي مشــاريع مفيــدة و الحــرص علــى‬
‫المراقبة و المحاسبة والتقويم لكل عملية‪.‬‬
‫التفكير في إنشاء منظومة عربية للمياه تقوم بالد ارسـات اإلسـتراتيجية والعلميـة وتنسـق‬ ‫‪-‬‬
‫بــين كافــة المتعــاملين العــرب فــي المجــال المــائي حتــى تــتمكن الــدول العربيــة مــن اكتســاب‬
‫القـ ــدرة الذاتيـ ــة سياسـ ــيا واقتصـ ــاديا وعسـ ــكريا وغـ ــذائيا ومائيـ ــا عـ ــن طريـ ــق عمليـ ــة التكامـ ــل‬
‫واالندماج بين األقطار العربية‪ ،‬وقد أصدرت جامعة الـدول العربيـة بتـاريو ‪1996/09/15‬‬
‫ق ـ ار ار بموجبــه ''إنشــاء مركــز للد ارســات المائيــة واألمــن المــائي العربــي بدمشــق'' مــن أهدافــه‬
‫توفير المعطيات الفنية والقانونية وجمع المعلومـات التـي تحـدد الحقـوق العربيـة فـي المـوارد‬
‫المائي ــة المش ــتركة وتط ــوير اس ــتخدام المـ ـوارد المائي ــة والتنس ــيق والتع ــاون ب ــين المؤسس ــات‬
‫والمنظمات العربية بينها وبين المنظمات الدولية‪.84‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه‪:‬‬
‫بنيــت معظــم الحضــارات اإلنســانية علــى منــابع الميــاه ومصــابها كالحضــارة المص ـرية‬
‫التــي قامــت علــى ضــفاف النيــل وحضــارة بــالد ال ارفــدين التــي قامــت علــى ضــفاف نهــري دجلــة‬
‫والفرات و الحضارة الهنديـة التـي بنيـت علـى ضـفاف نهـر الغـانج وبالتـالي كـان المـاء وال يـزال‬
‫هو سر الحياة البشرية يستعمل في الزراعة والفالحة والمالحـة وكانـت األنهـار جسـ ار للتواصـل‬
‫ب ــين الش ــعوب وك ــان وال ي ــزل مص ــد ار للطاق ــة الكهربائي ــة والترح ــال عب ــر البح ــار والمحيط ــات‬
‫واألنهار‪.‬‬
‫وبتزايد السكان احتكت الدول فيما بينها تجاريا وثقافيا واقتصاديا ومـن ثـم ظهـرت إلـى‬
‫الوجـود الن ازعــات والخالفـات حــول اسـتعمال هــذه الوسـائل المائيــة (البحـار‪ ،‬األنهــار‪ )....‬فكــان‬
‫علــى المجتمــع الــدولي أن يــنظم ويقــنن التعــامالت واالنتفاعــات رغــم أن أحكــام القــانون الــدولي‬

‫‪ .84‬أحمد النجار‪ ،‬روية عربية للتصورات اإلسرائيلية حول قضايا المياه بين العرب واسرائيل‪ ،‬شؤون عربية‪،‬‬
‫عدد‪ ،73‬القاهرة‪ ،‬ص‪.132‬‬

‫‪73‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫بشأن المياه وطرق االنتفاع بها حديثة والقصد بمصادر القانون الدولي تلك التي نصت عليها‬
‫المادة ‪ 38‬من النظام الداخلي لمحكمة العدل الدولية‪.85‬‬
‫وقبل التطـرق إلـى االتفاقيـات الدوليـة التـي عقـدت بـين األطـراف المتنازعـة فـي الـوطن‬
‫العربي البد من اإلشارة إلى أن هناك حوالي ‪ 214‬نهـ ار عبـر العـالم‪ ،‬موزعـة‪ 56 :‬فـي إفريقيـا‪،‬‬
‫‪ 48‬في أوربا‪ 30 ،‬في أمريكا الجنوبية وفي أمريكا الشمالية والكاريبي ‪ 34‬نهرا‪ ،‬كما يوجد فـي‬
‫العالم أكثر من ‪ 100‬نهـر يتجـاوز طـول المجـرى الرئيسـي لكـل منهـا ‪ 1600‬كلـم وعلـى أرسـها‬
‫نهر النيل ونهري األمازون والمسيسيبي‪.86‬‬
‫‪ -1‬األنهار والمجاري المائية‪:‬‬
‫عرف ــت محكم ــة الع ــدل الدائم ــة ع ــام ‪ 1929‬النه ــر ال ــدولي بأن ــه ''المج ــرى الم ــائي الص ــالح‬
‫للمالحة والذي يصل بين عدة دول بالبحر‪ ،‬وهو الذي يشق مجـراه دولتـين متجـاورتين أو يمـر‬
‫عبر أقاليم أكثر من دولة''‪.‬‬
‫أمــا جمعيــة القــانون الــدولي فعرفتــه فــي دورتهــا المنعقــدة بهلســنكي عــام ‪ 1996‬هــذه الــدورة‬
‫الت ــي أص ــدرت مجموع ــة م ــن القواع ــد الدولي ــة الخاص ــة باألنه ــار‪'' :‬الم ــادة ‪ :02‬ب ــأن ح ــوض‬
‫الصــرف الــدولي هــو مســاحة جغرافيــة تمتــد عبــر دولتــين أو أكثــر وتحــدد بواســطة روافــد مائيــة‬
‫تكون مستجمعا للمياه‪ ،‬شاملة المياه السطحية والجوفية وتصب في مجرى مشترك‪.‬‬
‫أمــا اتفاقيــة األمــم المتحــدة الخاصــة بالمجــاري المائيــة عــام ‪ 1997‬عرفــت المجــرى الــدولي‬
‫''بأنه المجرى المائي الذي تقع أجزاؤه في دول مختلفة والذي تشكل مياهه السـطحية والجوفيـة‬
‫بحك ــم عالقته ــا الطبيعي ــة المتداخل ــة ك ــال واح ــدا وال ــذي تت ــدفق مياه ــه ص ــوب نقط ــة وص ــول‬
‫مشتركة''‪.87‬‬

‫‪ . 85‬فؤاد نهرا‪ ،‬مسألة المياه في الوطن العربي وآثارها االقتصادية والجيوسياسية‪ ،‬مركز المعلومات القومي‪،‬‬
‫سوريا‪ ،1997 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ .86‬بن عامر تونسي‪ ،‬عمير نعيمة‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام (الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية) ص‪.200‬‬
‫‪ . 87‬اتفاقية األمم المتحدة حول استخدام المجاري المائية الدولية ألغراض غير المالحة المعتمدة ‪-05-25‬‬
‫‪.1997‬‬

‫‪74‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ونظـ ار ألهميــة االســتغالل واالشــتراك فــي األنهــار فلقـد عقــدت أكثــر مــن ‪ 300‬اتفاقيــة دوليــة‬
‫بغية تنظيم االستغالل فيما بين الدول المشـتركة مركـزة علـى المبـادئ واألحكـام العامـة وأحكـام‬
‫تفصيلية خاصة بكل نهر‪ ،88‬ومما جاء في هذه االتفاقيات‪:‬‬
‫‪ -‬حرية الدول في استخدام المياه التي تمر عبر أراضيها ضمن قواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التشاور قبل إقامة المشاريع التي تؤثر على مجرى النهر‪.‬‬
‫‪ -‬التفاوض إذا سبب المشروع ضر ار بدولة أخرى‪.‬‬
‫ومهما يكن من شأن هذه اآلليات ضمن منظور العالم الجديد وضـرورة احتـرام القـانون الـدولي‬
‫فلقــد أرهبــت إس ـرائيل الــدول العربيــة مــن خــالل قواتهــا العســكرية ومــن خــالل مشــاريعها علــى‬
‫األنهــار العربيــة ومــن خــالل عــدم خضــوعها وتطبيقهــا لمعظــم االتفاقيــات والمعاهــدات الدوليــة‬
‫وتلك صورة للسيطرة والهيمنة اإلسرائيلية على المنطقة وتضليل الرأي العام الدولي رغم قناعـة‬
‫الدول العربية بـأن التنميـة الحقـة هـي التحـرر مـن االسـتعمار االقتصـادي والحضـاري وامـتالك‬
‫المصادر المائية التي هي ملك للعرب قبل إسرائيل‪.‬‬
‫أما إسرائيل فإنها تعتبر المياه المتواجدة في المنطقة العربية ملكية لها يجـب بسـط سـيادتها‬
‫عليهــا والــتحكم فيهــا ألنهــا جــزء مــن أمنهــا‪ ،‬فــاألمن أو نظريــة األمــن اإلس ـرائيلي يرتكــز علــى‬
‫التحــالف مــع القــوة اإلمبرياليــة األساســية إضــافة إلــى التســليح المتقــدم والهج ـرة للتعزيــز المــالي‬
‫وتعزيز العامل البشري ومناقضة االتفاقيات والعهـود المبرمـة خاصـة فـي المجـال المـائي الـذي‬
‫هو شريان الحياة في المنطقـة بعـد الـذهب األسـود (الـنفط)‪ ،‬حتـى تـتمكن إسـرائيل مـن السـيطرة‬
‫علـ ــى هـ ــذه المصـ ــادر المائيـ ــة و بالتـ ــالي الـ ــتحكم فـ ــي المنطقـ ــة بطريقـ ــة مباش ـ ـرة مـ ــن خـ ــالل‬
‫اقتصادياتها الزراعية و الصناعية‪.‬‬
‫‪ -1‬اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية‪:‬‬
‫البـد لنـا فـي هـذا العنصـر مـن الموضـوع اإلشـارة إلـى الطـرق والكيفيـات التـي بموجبهـا‬
‫استغالل المجاري المائية الدولية والتي اعتمدها القانون الدولي‪:‬‬
‫لقــد صــادقت الجمعي ــة العامــة لألمــم المتح ــدة علــى هــذه االتفاقي ــة بتــاريو ‪ 21‬م ــار‬
‫‪ ،1997‬وتعتبر هذه االتفاقية األولى من نوعها في إطار األمم المتحدة وذلك من أجـل تنظـيم‬

‫‪ .88‬زكرياء السباهي‪ ،‬المياه في القانون الدولي وأزمة المياه العربية (دمسق‪ ،‬دار طالش للدراسات والترجمة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ )1994 ،1‬ص‪.41‬‬

‫‪75‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫اســتخدام األنهــار الدوليــة فــي األغ ـراض غيــر المالحيــة وقــد كرســت هــذه االتفاقيــة معظــم هــذه‬
‫القواعد القانونية الدولية والعرفية في هذا المجال‪.‬‬
‫مما جاء في هذه االتفاقية‪:‬‬
‫‪ -‬حق كل دولة متشاطئة على نهر دولي بنصيب عادل ومعقول من مياهه‪.‬‬
‫‪ -‬وجـــوب اتخـ ــاذ كـــل اإلج ـ ـراءات والتـــدابير لمحاربـــة تل ــوث ميـــاه النهـ ــر م ــن طـ ــرف الـ ــدول‬
‫المتشاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى الحلول السلمية في حالة النزاعات‪.89‬‬
‫''وف ــي إط ــار العالق ــات الدولي ــة والق ــانون ال ــدولي الع ــام فالمفاوض ــات ‪Négociations‬‬
‫والتـ ــي هـ ــي آليـ ــة شـ ــرعية ووسـ ــيلة قانونيـ ــة ‪ Légale‬منتظمـ ــة تمـ ــار مـ ــن خاللهـ ــا الحكومـ ــات‬
‫صــالحياتها فــي عالقاتهــا المتبادلــة ومــن خاللهــا أيضــا تتشــاور وتضــبط خالفاتهــا'' لــم تقــض‬
‫علــى الن ازع ــات المتكــررة ح ــول المشــاكل الت ــي واجه ــت طرفــي النــزاع العربــي اإلســرائيلي فيم ــا‬
‫يخص االستعمال واالستغالل للمياه بالمنطقة‪.‬‬
‫وم ــادام الع ــرب ق ــد ألحق ــت به ــم أضـ ـرار نتيج ــة االس ــتعمال المف ــرط للمي ــاه م ــن ط ــرف‬
‫الجانــب اإلسـرائيلي إضــافة إلــى الخــرق القــانوني الــدولي مــن طرفــه‪ ،‬فــالنزاع مـرتبط بالمســؤولية‬
‫الدولية هذا الموضوع الذي ال يزال ينال اهتمام الفقهـاء فـي القـانون مـن خـالل التناقضـات فـي‬
‫شــرح مقاصــده حتــى وان تعــددت التعــاريف للمســؤولية الدوليــة وان ك ـان الفعــل غيــر المشــروع‬
‫واضحا في جل التصرفات اإلسرائيلية‪.‬‬
‫''أن المسؤولية الدولية هي إسناد الفعل غير المشروع دوليا إلى أحد أشخاص القانون‬
‫الدولي العام وانتهاكه لاللتزام الدولي أو ارتكابه فعل غير مشروع دوليا''‪ ،‬تعريف الفقيه ‪Paul‬‬
‫‪ ،Reuter‬أما الفقيه فاليي شارل ‪ Valier Charles‬فيعرف المسؤولية الدولية ''هي االلتـزام بجبـر‬
‫الضــرر ودفــع التعــويض نتيجــة إســناد فعــل غيــر مشــروع دوليــا ألحــد أشــخاص القــانون الــدولي‬
‫العـام''‪ ،‬وهنـاك تعريـف آخـر للفقيـه ‪'' Charles Rousseau‬أنهـا قـانون تلتـزم بمقتضـاه الـدول‬
‫المنسوب إليها عمل غير مشروع وفقا للقانون الدولي بتعويض الدولة التـي يقـع فـي مواجهتهـا‬
‫هذا العمل''‪.‬‬

‫‪ . 89‬علي سليم‪ ،‬الموارد المشتركة العربية والقانون الدولي‪ ،‬الموارد المشتركة والقانون الدولي‪ ،‬الندوة البرلمانية‬
‫العربية الخامسة‪ ،‬دمشق ‪ ،1997‬ص‪.122‬‬

‫‪76‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مــن خــالل هــذه التعــاريف يتبــين جليــا المتســبب فــي األضـرار وهــو الجانــب اإلسـرائيلي‬
‫والــذي لــم يعتــرف يومــا بالمســؤولية الدوليــة التــي علــى عاتقــه ج ـراء األعمــال المخلــة بالقــانون‬
‫الدولي وال يزال‪.‬‬
‫‪ -2‬ق اررات مؤتمر القانون الدولي‪:‬‬
‫لقــد أخــذ موضــوع الميــاه مي ـزة خاصــة نظ ـ ار للن ازعــات والخالفــات الناجمــة عــن االســتغالل‬
‫واالس ــتعمال غي ــر المتك ــافئ ب ــين األطـ ـراف حي ــث أن لج ــان الق ــانون ال ــدولي الحكومي ــة وغي ــر‬
‫الحكوميــة أولــت الموضــوع اهتمامــا كبي ـ ار إضــافة إلــى العديــد مــن الد ارســات التــي قــدمها فقهــاء‬
‫القــانون الــدولي لعــل أن مــؤتمر القــانون الــدولي والــذي صــادق علــى ‪ 07‬قواعــد فــي دورة مدريــد‬
‫‪ 1918‬هذه القواعد التـي اعتمـدتها رابطـة القـانون الـدولي فـي المـؤتمر والخمسـين فـي هلسـنكي‬
‫علم ‪ 1966‬والتي أخذت اسم ''قواعد هلسنكي المتعلقة باسـتخدام ميـاه األنهـار الدوليـة''‪ ،‬نـذكر‬
‫من بين هذه القواعد البعض منها‪:‬‬
‫المجرى المائي الدولي هو أي مجرى مائي تقع أجزاء منه في دول مختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكل دولة متشاطئة الحق في حصة عادلة ومعقولة من مياه المجرى المائي الدولي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجوب احترام الحقوق المكتسبة في المجال المائي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجــوب إخطــار الــدول المتشــاطئة بكــل إجـراء أو إنشــاء مشــاريع علــى المجــرى المــائي‬ ‫‪‬‬
‫ووجوب االتفاق المسبق قبل الشروع في ذلك‪.‬‬
‫عدم إلحاق الضرر بالدول المتشاطئة من حيث كمية الماء أو نوعيتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجوب تبادل المعلومات والبيانات والتنسيق بين الدول المتشاطئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واذا كان اإلنصاف مصد ار من مصادر القانون الدولي العام ورغم أن هذه المسألة ال‬
‫ازلــت محــل خــالف بــين الفقهــاء‪ ،‬إال أن الــدول العربيــة لــم تنصــف للحصــول علــى حقهــا مــن‬
‫المي ــاه‪ ،‬رغ ــم أنه ــا المالك ــة له ــا‪ ،‬ذل ــك أن الص ــهاينة م ــن م ــنطقهم الفك ــري واإلعالم ــي الخ ارف ــي‬
‫ممـا ال يـدع مجـاال للشـك تسـخيرهم‬ ‫المضلل والذي يخالف المنهج العلمي وقوانينـه بـل العكـ‬
‫للخرافات واألساطير واألوهام في سبيل تحقيق مقاصدهم العدوانية التوسعية في إذالل شـعوب‬
‫األرض وتسخيرها لهم‪ 90‬بدء من اتفاقية سايك ‪/‬بيكو‪.‬‬

‫‪ .90‬مصطفى محمد زكي الدباع‪ ،‬الحرب النفسية اإلسرائيلية (الجزائر‪ ،‬شركة الشهاب للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‬
‫‪ )1985‬ص‪.52‬‬

‫‪77‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫جاء في اتفاقية سايك ‪-‬بيكو ‪ :1916‬المادة الرابعة‪:91‬‬


‫المادة ‪ :03‬تنشأ إدارة دولية في منطقـة الصـحراء (فلسـطين) يعـين شـكلها بعـد استشـارة روسـيا‬
‫وباالتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة‪.‬‬
‫المادة ‪ :04‬تنـال إنجلتـ ار مـا يلـي‪ :‬أ‪ -‬مينـائي حيفـا وعكـا‪ .‬ب‪ -‬يضـمن مقـدار محـدود مـن مـاء‬
‫دجلــة والفـرات فــي المنطقــة (أ) للمنطقــة (ب) وتتعهــد حكومــة جاللــة الملــك مــن جهتهــا بــأن ال‬
‫تتــدخل فــي مفاوضــات مــع دولــة أخــرى للتنــازل عــن قبــرص إال بعــد موافقــة الحكومــة الفرنســية‬
‫مسبقا‪.‬‬
‫يظهر في البند ‪ 02‬من المادة الرابعة أن االستيالء علـى مصـادر الميـاه مـن طـرف المسـتعمر‬
‫األجنبي هو إحدى األولويات اإلستراتيجية‪.‬‬

‫‪ .91‬الموسوعة العسكرية (بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ )1980‬ص‪.746‬‬

‫‪78‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬االستراتيجية المائية في الجزائر‬

‫‪79‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث األول ‪ :‬الواقع المائي في الجزائر ‪ :‬مصادر المياه‬


‫إن العالم الذي نعيش فيه مليء بالتناقضات المرعبة و النزاعات المختلفة ونواجـه فـي‬
‫كــل يــوم حقــائق ثابتــة يتمثــل بعضــها فــي نوعيــة الحيــاة و أســبابها حيــث أن أكثــر مــن ثلثــي‬
‫المعمورة يعيشون مسـتويات منخفضـة ناجمـة عـن سـوء التغذيـة و انخفـاض مسـتويات الصـحة‬
‫وغيرها و العيش تحت خط الفقر المائي و بالتالي أصبحت هذه الـدول تطبـق عليهـا مؤشـرات‬
‫كانخفاض الدخل الحقيقي للفرد عن نظيره فـي الـدول المتقدمـة‪ ،‬و حتـى ال يبقـى هـذا الوضـع‬
‫سائدا ال بد من بحث و دراسة جوهر المشكلة بأبعادها االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ممــا ال جــدل فيــه أن القــوة االقتصــادية أصــبحت العامــل الفعــال بــل المحــرك األساســي‬
‫للسياسة الدوليـة و أصـبح مـن العسـير أن نفصـل فـي عصـرنا هـذا القـوة االقتصـادية عـن القـوة‬
‫العســكرية والسياســية إال فــي مجتمــع متخلــف جــدا‪ .‬و أصــبح موضــوع الميــاه أحــد اهتمامــات‬
‫الدول العظمى وحددت لها استراتيجيات خاصة ألن الحرب القادمة هي حرب علـى الميـاه و‬
‫الســيطرة عليهــا مثلمــا ســاد فــي العقيــدة االس ـرائيلية أنهــا دولــة مائيــة و تمكنــت مــن الــتحكم و‬
‫السيطرة و فرض سلطانها على الدول العربية‪.‬‬
‫إن أهـم مــا ســنحاول إبـ ارزه فــي هــذا الفصـل هــو االســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر نظـ ار‬
‫لل ــوعي بأهمي ــة الموض ــوع وارتباط ــه ب ــاألمن الغ ــذائي و الص ــحي و البيئ ــي و عموم ــا ب ــاألمن‬
‫اإلنساني ككل و فيه سنحاول مدارسة الوضع الحالي للمياه بصـفة عامـة و اآلفـاق المسـتقبلية‬
‫المدرجــة ضــمن السياســة الوطنيــة للميــاه و تبعاتهــا بــالرغم مــن المعوقــات التــي تتعــرض هــذا‬
‫القطـــاع س ـ ـواء علـ ــى المسـ ــتوى المؤسسـ ــاتي أو علـــى مسـ ــتوى االمكانيـ ــات المائيـ ــة المتاحـ ــة و‬
‫المتوفرة‪.‬‬
‫فمواجهة األمن الغذائي تتطلب تجنيد كل االمكانيات المادية و المعنوية بغية القضاء‬
‫علــى التبعيــة الغذائيــة للخــارج فــي وقــت أصــبح فيــه العــالم مهــددا بالمجاعــة و الفقــر و المــرض‬
‫رغــم مــا عرفــه مــن تطــور تكنولــوجي و علمــي خصوصــا فــي المجتمعــات البش ـرية فــي العــالم‬
‫الثالــث أو النــامي و يت ازيــد الطلــب علــى الميــاه نتيجــة النمــو الســكاني الس ـريع حيــث يبلــغ عــدد‬
‫سـكان العــالم حاليــا ‪ 6.6‬مليــار نســمة بزيــادة حـوالي ‪ 80‬مليــون ســنويا و بالتــالي يت ازيــد الطلــب‬
‫على المياه الصالحة للشرب بحوالي ‪ 64‬مليار متر مكعب سنويا وفقا لمـا ذكـره تقريـر منظمـة‬

‫‪80‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمــم المتحــدة للتربيــة و العلــوم و الثقافــة "اليونســكو"بزيادة ‪ 03‬مالييــر نســمة بحلــول ( ســنة‬
‫‪) 2050‬‬
‫هذه االستراتيجية األساسـية للخـروج مـن خـط الفقـر المـائي و بلـو الم ارمـي مـن خـالل‬
‫تنمية مستدامة و حكم راشد تتطلب توفير الموارد الماليـة و اسـتخدامها االسـتخدام األمثـل كمـا‬
‫تتطل ــب تخطيط ــات مدروس ــة و متقن ــة و علمي ــة و متط ــورة ‪ ،‬به ــدف القض ــاء عل ــى مس ــببات‬
‫األزمــة وبلــو مســتويات عاليــة مــن االنتــاج الز ارعــي و الحي ـواني و إدخــال محســنات زراعيــة‬
‫جديـدة و التركيــز علــى ضـوابط الكفــاءة فــي الميــدانين الز ارعــي و االقتصــادي لتحقيــق االكتفــاء‬
‫الذاتي‪.‬‬
‫والج ازئــر كبــاقي الــدول و ضــمن أهــداف التنميــة المبرمجــة تقــوم بمجموعــة كبي ـرة مــن‬
‫المبادرات السياسية في هذا المجال و تسطر العديد من البرامج معتبرة أن الماء مورد ثمـين و‬
‫أساسـي بـل يعتبــر مفتـاح النجـاح و التقــدم و الرقـي االقتصـادي و االجتمــاعي ‪ ،‬كمـا أن المــاء‬
‫يعتبر عامال من عوامـل األمـن و االسـتقرار ولـذلك يوليـه المجتمـع الـدولي أهميـة قصـوى يبـدو‬
‫ذلك جليا من خالل التعاون الدولي في مجال استخدام الميـاه و اسـتهالك المـاء فـي المصـادر‬
‫التي تشارك فيها البلدان ذلك من خالل االتفاقيات الثنائية و المتعددة األطراف حول المياه‪.‬‬
‫و إذا كانــت الفالحــة تعتمــد علــى المــاء فــإن الج ازئــر تضــعها فــي أوليــات السياســات‬
‫القطاعية ولعـل سياسـة الدولـة الجزائريـة فـي هـذا الميـدان االسـتراتيجي أقـوى دليـل علـى اهتمـام‬
‫السلطة المركزية بهذين القطاعين الفالحة و المياه « على الفالحة الجزائرية أن ترفـع تحـديين‬
‫لألمن الغذائي‬ ‫كبيرين ‪ :‬جعل الفالحة المحرك الحقيقي للنمو و المساهمة في تحسين ملمو‬
‫للــبالد ‪ ،‬قضــية األمــن الغــذائي أضــحت أكثــر فــأكثر أمنــا وطنيــا ‪ ،‬و الرهــان هــو كــذلك التنميــة‬
‫لظـروف معيشـة السـاكنة ‪.....‬‬ ‫الوقـت تحسـين محسـو‬ ‫الفالحية الثابتة للبالد‪ ،‬هـي فـي نفـ‬
‫وهي الحفاظ علـى حريتنـا وسـيادتنا»‪ 92‬أمـا مـدير لليونسـكو‪ 93‬فقـد حـذر مـن نـذرة الميـاه و لعـل‬
‫بتركيـا أيـام ‪ 20-16‬مـار‬ ‫أكبر حدث عرفه العالم هو انعقاد منتدى الميـاه العـالمي الخـام‬
‫‪ 2012‬تمحورت أشغاله حول تسوية الخالفات حول المياه هذا المنتدى الـذي ضـم ‪ 2.8‬ألـف‬
‫شــخص مــن جميــع أنحــاء العــالم بغــرض التوصــل إلــى حلــول مناســبة للمشــاكل التــي تطرحهــا‬
‫المياه في العالم‪.‬‬

‫‪ -92‬و ازرة الفالحة و التنمية الريفية‪،‬مسار التجديد الفالحي و الريفي‪،‬عرض و آفاق‪ .‬فبراير‪ .2009‬ص ‪02‬‬
‫‪ -93‬المدير العام لليونسكو‪ :‬كويتشيرو ماتسو ار‬

‫‪81‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب األول ‪ :‬المصادر المائية في الجزائر‬


‫‪ ‬األمطار و التساقط‬
‫بســبب التدبــدب المنــاخي حيــث أنــه معتــدل علــى الســاحل الج ازئــري إجمــاال و تت ـراوح‬
‫الح اررة في هذه المنطقـة مـا بـين ‪،°24 - °13‬أمـا فـي الصـحراء فالمنـاخ قـاري و تبلـغ الحـ اررة‬
‫نها ار صيفا ‪ °43‬و ترتفع ارتفاعا كبي ار بهبوب الريـاح الهوجـاء و أحيانـا رمليـة ممـا يـؤثر علـى‬
‫درجة الح اررة ليال إلى بلوغها أقل من ‪.°10‬‬
‫فالتدبـدب المنــاخي و التقلبـات و الجفــاف والتصـحر الــذي اجتـاح الج ازئــر و التلــوث و‬
‫أحيانا أخرى عدم التحكم في التسيير استغالال و اسـتهالكا عقؤـد الوضـعية المائيـة فـي الج ازئـر‬
‫هــذه المعوقــات مقرونــة بالت ازيــد الســكاني و التوســع العم ارنــي المت ازيــد و التوســع فــي عمليــات‬
‫االصــالح الز ارعــي و تطــور الصــناعة الصــغيرة و المتوســطة أدى إلــى جعــل الج ازئــر ضــمن‬
‫الــدول الفقي ـرة مائيــا ممــا أدى بالســلطات المعنيــة لالهتمــام بهــذا القطــاع وجعلــه مــن األوليــات‬
‫بحيث تسـعى إلـى ترشـيد االسـتهالك و البحـث عـن أنجـع الطـرق بحثـا وتنقيبـا ومـدا للقنـوات و‬
‫إدخال التقنيات الجديدة كتحلية مياه البحـار‪ ،‬نظـ ار للطلـب المت ازيـد عـن المياه‪.‬الجـدول‪ 94‬أسـفله‬
‫يوضح التفاوت في التساقط من منطقة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪- Annuaire hydrologique de l’Algérie Année 93 -94 , ANRH Ministère de l’équipement‬‬

‫‪82‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المجموع‬ ‫الجنوب‬ ‫الشرق‬ ‫الوسط‬ ‫الغرب‬ ‫المنطقة‬


‫‪87،7‬‬ ‫‪4،2‬‬ ‫‪27،9‬‬ ‫‪39،6‬‬ ‫‪16،0‬‬ ‫سبتمبر‬
‫‪103،2‬‬ ‫‪10،1‬‬ ‫‪32،7‬‬ ‫‪31،7‬‬ ‫‪28،7‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪203،8‬‬ ‫‪52،0‬‬ ‫‪28،1‬‬ ‫‪65،7‬‬ ‫‪58،0‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪177،3‬‬ ‫‪4،5‬‬ ‫‪83،5‬‬ ‫‪73،8‬‬ ‫‪15،5‬‬ ‫ديسمبر‬
‫‪221،7‬‬ ‫‪17،7‬‬ ‫‪60،7‬‬ ‫‪73،8‬‬ ‫‪59،9‬‬ ‫جانفي‬
‫‪145،2‬‬ ‫‪8،4‬‬ ‫‪74،4‬‬ ‫‪5،5‬‬ ‫‪56،9‬‬ ‫فبراير‬
‫‪47،0‬‬ ‫‪23،7‬‬ ‫‪10،3‬‬ ‫‪1،7‬‬ ‫‪04،8‬‬ ‫مار‬
‫‪125،2‬‬ ‫‪0،9‬‬ ‫‪51،2‬‬ ‫‪46،5‬‬ ‫‪26،6‬‬ ‫أفريل‬
‫‪19،8‬‬ ‫‪0،5‬‬ ‫‪1،3‬‬ ‫‪6،4‬‬ ‫‪11،6‬‬ ‫ماي‬
‫‪5،4‬‬ ‫‪3،6‬‬ ‫‪1،5‬‬ ‫‪0،2‬‬ ‫‪0،1‬‬ ‫جوان‬
‫‪10،00‬‬ ‫‪0،7‬‬ ‫‪1،9‬‬ ‫‪9،3‬‬ ‫‪4،1‬‬ ‫جويلية‬
‫‪11،00‬‬ ‫‪3،0‬‬ ‫‪1،7‬‬ ‫‪4،3‬‬ ‫‪1،8‬‬ ‫أوت‬
‫‪1202،9‬‬ ‫‪129،8‬‬ ‫‪386،8‬‬ ‫‪399،1‬‬ ‫‪287،7‬‬ ‫المجموع‬

‫باعتب ــار المس ــاحة الشاس ــعة للج ازئ ــر و المق ــدرة ب ‪ 2.381741‬كل ــم‪ 2‬ووقوعه ــا ب ــين دائرت ــي‬
‫عرض ‪ °19‬و‪ °37‬شماال و بين خطي طول ‪ °09‬غربا و ‪ °12‬شرقا فمن حيث السطح فإن‬
‫تختلـف مـا بـين سالسـل جبليـة حديثـة التكـوين و جبـال قديمـة‪ ،‬و سـهول فيضـية و‬ ‫التضـاري‬
‫أحواض منخفضة و صحراء صخرية و كثبان رمليـة و بالتـالي فإنـه يمكـن تقسـيم الج ازئـر مـن‬
‫إلى شمال و جنوب‪ .‬هذا التنوع يؤثر في المناخ حيث هناك تباين في توزيع‬ ‫حيث التضاري‬
‫األمطار و معدالت السقوط يرجع ذلك إلى التيارات الهوائية الغربية المحملة بالرطوبة و التي‬
‫التلــي و بالتــالي يحــدث التكــاثف و التســاقط‪ ،‬فهــذه التيــارات الهوائيــة‬ ‫تصــطدم بسلســلة األطلـ‬
‫الصــحراوي الــذي يصــل فيــه معــدل التســاقط أقــل مــن ‪200‬ملم‪/‬ســنة تصــل‬ ‫تصــل إلــى األطلـ‬
‫وقد جفت و أفرغت من كميات بخار الماء ‪.‬‬
‫أمــا األمطــار فــي الصــحراء الجنوبيــة فهــي مرتبطــة بأمطــار المنــاطق المداريــة و بالتــالي فهــي‬
‫خاليــة مــن‬ ‫أمطــار صــيفية و قليلــة ألن الريــاح الموســمية تقــل أمطارهــا كلمــا توغلنــا فــي اليــاب‬
‫الرطوبة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فتنــاقص المطــر مــن الشــرق إلــى الغــرب مــن أهــم خصــائص المنــاخ الجزائري‪،‬كمــا أن‬ ‫‪-‬‬
‫تــأثير البحــر األبــيض المتوســط يقــل كلمــا توغلنــا فــي الــداخل الج ازئــري و بالتــالي ترتفــع درجــة‬
‫الح اررة‪.‬‬
‫و الغطاء النباتي و قلة التساقط أثرت سلبا على‬ ‫و يستخلص من ذلك أن التضاري‬ ‫‪-‬‬
‫المخ ــزون المـ ــائي فـ ــي الج ازئـ ــر و الـــذي ي ــوزع كالتـ ــالي ‪ 12.4 - :‬مليـ ــار مت ــر مكع ــب ميـــاه‬
‫سطحية‪.‬‬
‫‪ 01.8 -‬مليار متر مكعب مياه جوفية‪.‬‬
‫و إذا كان هذا المخزون و المقدر ب ‪ 14.2‬مليار متر مكعـب فـإن نصـيب المنـاطق‬
‫الص ــحراوية من ــه تق ــدر ب ‪ 05‬ماليي ــر مت ــر مكع ــب إال أن ه ــذه المي ــاه جوفي ــة و غي ــر قابل ــة‬
‫للتجديد‪.‬‬
‫و يقدر المخزون المائي إجماال بحـوالي ‪ 19‬مليـار متـر مكعـب و يحصـل الفـرد علـى‬
‫حصــة ‪ 600‬متــر مكعب‪/‬ســنويا و هــي حصــة ضــئيلة جــدا بالمقارنــة مــع الحصــة التــي حــددها‬
‫البنــك الــدولي و المقــدرة ب ‪ 1000‬متــر مكعب‪/‬ســنويا للفــرد الواحــد ممــا يضــع الج ازئــر تحــت‬
‫خــط الفقــر المــائي‪ .‬و أمــام ضــرورة ت ــوفير هــذه المــادة األساســية فــي الز ارعــة و الص ــناعة و‬
‫االســتهالك المنزلــي فــإن الوضــع يقتضــي وضــع اســتراتيجية محكمــة و أن تــوفير هــذه المــادة‬
‫بكميــة كافي ــة للحاجيــات المنزلي ــة و للحف ــاظ علــى الص ــحة يعتب ــر انشــغاال و ه ــدفا اس ــتراتيجيا‬
‫للدولة كما أنه حق من حقوق المواطن‪.95‬‬
‫‪ ‬األنهار‬
‫مكونات المياه في الجزائر هي موارد تقليدية كمياه األمطار و األحواض الجوفية و المياه‬
‫السطحية‪ .‬و معظم األنهار مغذاة بشكل عـام مـن األمطـار و السـيول الموسـمية‪ .‬و هـي تمثـل‬
‫ن ــوعين م ــن األنهار‪:‬أنه ــار تص ــب ف ــي البح ــر األب ــيض المتوس ــط وأخ ــرى تج ــد مص ــابها ف ــي‬
‫األح ـواض و المعبــر عنهــا بالشــطوط أو الســبخات فــاألولى تتميــز بــوفرة الميــاه لوجودهــا فــي‬
‫المنطق ــة الش ــمالية ذات التس ــاقط المط ــري‪ ،‬أم ــا الثاني ــة و ه ــي الت ــي تس ــمى بأودي ــة الص ــرف‬
‫الداخلي باعتبار أن األقاليم التي تصرف فيها ال يتجاوز فيها التساقط ‪ 400‬مم و تتميـز عـن‬
‫األولــى بــأن مجاريهــا غيــر مضــبوطة فكثي ـ ار مــا تتغيــر مجــاري هــذه األنهــار وتأخــذ منعطفــات‬

‫المؤسسة‬ ‫‪ -95‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-01‬المتعلق بتأسي‬


‫العمومية الجزائرية للمياه المؤرخ ‪ 2001/04/21‬المادة ‪09‬‬

‫‪84‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫جديدة تغير الوجه التضاريسي للمناطق المتواجدة فيها‪،‬كما أنها أنهار فجائية كثيـ ار مـا تسـببت‬
‫في كوارث طبيعية و حوادث و قطعها الطرقات ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ ‬جرد بعض األنهار في الجزائر‬
‫‪ -1‬واد تافنة ‪ :‬يجري في أقصى الجهات الغربية الشمالية للجزائر ينبع من جبال تلمسـان‬
‫ليصرف مياهه في حوضه األعلى الذي تبلغ مساحته ‪ 1016‬كلم‪2‬‬
‫‪ -2‬واد الحمــام ‪ :‬يجــري فــي الســهول العليــا لمدينــة معســكر ثــم يتجمــع بروافــده مــن جبــال‬
‫ســعيدة ليتصــل بـواد ســيق عنــد مــنخفض المقطــع ليصــب فــي خلــيج آرزيــو و تبلــغ مســاحة‬
‫حوضه ‪ 8477‬كلم‪.2‬‬
‫‪ -3‬وادي مينــا ‪ :‬و يعتبــر أحــد روافــده وادي ســيق فــي مج ـراه األدنــى‪ ،‬ينبــع مــن الهضــبة‬
‫الواقعة على الحافة الغربية لجبال الناظور و فرندا على ارتفاع ‪ 1150‬مترا‪.‬‬
‫‪ -4‬وادي الشــلف ‪ :‬و يعتبــر أطــول نهــر فــي الج ازئــر مــن حيــث المســاحة التــي يص ـرفها‬
‫الصحراوي بـالقرب مـن مدينـة آفلـو بجبـال عمـور ثـم يتجـه إلـى‬ ‫منابعه من سلسلة االطل‬
‫التلـي فـي منطقـة التقـاء‬ ‫الشمال تحت اسم النهر الطويـل‪ .‬ثـم يشـق شـماال سلسـلة االطلـ‬
‫غربــا ثــم يتغيــر اتجاهــه و مج ـراه ليجــري فــي‬ ‫جبــال المديــة فــي الشــرق و جبــال الونش ـري‬
‫حوض واسع شرقا و غربا حتـى يصـب فـي البحـر بـالقرب مـن مدينـة مسـتغانم بعـد مسـافة‬
‫عبرها تفوق ‪700‬كلم‪.‬‬
‫خرطــة ‪ :‬ويســمى كــذلك ب ـواد " اقريــون " ويصــب فــي خلــيج بجايــة‪ ،‬مــن األوديــة‬
‫‪ -5‬واد ا‬
‫القصيرة الذي يبلغ طوله حوالي ‪ 50‬كلم‪.‬‬
‫يصرف جزء من السطوح الشمالية‪.‬‬ ‫هناك أودية أخرى تجد مصابها في الشطوط كواد الغي‬
‫الفاصلة بين الصحراء و السـهول العليـا لقسـنطينة و طولـه حـوالي ‪40‬‬ ‫جبال األو ار‬ ‫‪-‬‬
‫كلم‬
‫واد القص ــب ‪ :‬م ــن أه ــم أودي ــة الحض ــنة و يتح ــرك مجـ ـراه م ــن الش ــمال إل ــى الجن ــوب‬ ‫‪-‬‬
‫الجنوبية لجبال البيبان‪.‬‬

‫‪ -96‬نور الدين حاروش‪ ،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬أودية تجد مصابها في الصحراء ‪:‬‬


‫‪ -1‬وادي امزي ‪ :‬يجري من الغرب إلى الشرق و يمثل الجزء األعلى من ذلك الوادي الطويل‬
‫المعــروف ب ـوادي جــدي ليصــب بالصــحراء بشــط ملغيــغ الواقــع علــى انخفــاض ‪ 32‬مت ـ ار دون‬
‫مستوى البحر و هو أقل انخفاض معروف في الجزائر‪.‬‬
‫علــى ارتفــاع ‪ 2000‬م و يصــرف الجــزء‬ ‫‪ -2‬واد األبــيض ‪ :‬ينبــع مــن جبــال الشــيلية بــاألو ار‬
‫ليصب في شط ملغيغ بالصحراء مثل وادي جـدي‬ ‫الغربي من السفوح الجنوبية لجبال األو ار‬
‫و يعتبر من األودية المغذية للطبقات الجنوبية في الصحراء الشمالية الشرقية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنشآت المائية الكبرى ‪:‬‬
‫نظ ار للنذرة فـي المـوارد المائيـة و ضـرورة توفيرهـا انطلقـت الدولـة فـي برمجـة و إنجـاز‬
‫العديد من المنشآت الكبرى بغية تخـزين الميـاه السـتغاللها فـي المجـالين الز ارعـي و الصـناعي‬
‫و كذلك االستعماالت المنزلية ‪ .‬هذه العمليـة التـي تتطلـب اسـتثمارات ماليـة ضـخمة باإلضـافة‬
‫إلــى االمكانيــات الماديــة التــي تفرضــها هــذه العمليــة للتقليــل مــن مخــاطر النــذرة ضــمن خطــة‬
‫اســتراتيجية لقطــاع الميــاه لبلــو احتيــاطي مــائي يصــل إلــى ‪ 5.8‬مليــار متــر مكعــب قبــل نهايــة‬
‫‪. 2013‬‬
‫و عرف المخطط الخماسي الثـاني اسـتثمارات تراوحـت مـا بـين ‪ 16 – 15‬مليـار دوالر لتنميـة‬
‫القطاع و ضمان الوفرة و الجودة معا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪97‬‬
‫جدول السدود المنجزة و المشتغلة‬
‫ما بين‬ ‫ما بين‬ ‫قبل‪1950‬‬
‫‪- 1970‬‬ ‫‪-1950‬‬
‫هكم‪3‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫هكم‪3‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫هكم‪3‬‬
‫عين زادة ‪122.6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫بني عمران‬ ‫‪15.9‬‬ ‫صارنو‬ ‫سد واد الفضة ‪128‬‬
‫‪40.6‬‬ ‫دحموني‬ ‫‪221.2‬‬ ‫عودة‬ ‫‪24‬‬ ‫الغرزة‬ ‫‪16.6‬‬ ‫بوغزول‬
‫‪217.8‬‬ ‫ح‪ .‬دبا‬ ‫‪219.1‬‬ ‫قنيطرة‬ ‫‪69.7‬‬ ‫إغيل اورة‬ ‫‪15.8‬‬ ‫حميز‬
‫‪43.8‬‬ ‫قروز‬ ‫‪50.8‬‬ ‫المرجة‬ ‫‪14.6‬‬ ‫المفروش‬ ‫‪44.9‬‬ ‫بقادة‬
‫‪108‬‬ ‫عبد الي‬ ‫‪65.6‬‬ ‫‪ 192.4‬ح ارزة‬ ‫الرغر‬ ‫‪56.5‬‬ ‫بني بهدل‬
‫‪444‬‬ ‫قرقار‬ ‫‪110‬‬ ‫‪ 165.9‬دردور‬ ‫‪ 160.5‬شافية‬ ‫غريب‬
‫‪13‬‬ ‫صواني‬ ‫‪275.7‬‬ ‫سلي‬ ‫‪299‬‬ ‫جرف التربة‬ ‫‪25‬‬ ‫قصوب‬
‫ع‪ .‬دالية ‪80.2‬‬ ‫‪215.5‬‬ ‫نوروسي‬ ‫‪08‬‬ ‫فرغوج‬ ‫‪50.6‬‬ ‫بوحنيفية‬
‫‪9.7‬‬ ‫لدرات‬ ‫‪100‬‬ ‫لكحل‬ ‫‪18.8‬‬ ‫زرد يزاص‬
‫‪12.9‬‬ ‫دزيوية‬ ‫‪13‬‬ ‫بوقرة‬

‫ونظ ار ألهمية السدود في تجميع المياه فلقد تطور و ارتفع عدد المنشآت الكبـرى مـن ‪ 44‬سـدا‬
‫خـ ــالل ‪ 1999‬إلـ ــى ‪ 68‬سـ ــدا خـ ــالل ‪ 2010‬مـ ــع برمجـ ــة ح ـ ـوالي ‪ 96‬سـ ــدا خـ ــالل السـ ــنوات‬
‫‪. 2016-2014‬‬

‫‪ -97‬بن قداش ب‪ ،‬السدود في الجزائر ‪ :‬الملتقى الوطني الثاني حول المناخ و البيئة و‬
‫هران‪ :‬ديسمبر‪1995‬‬

‫‪87‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬أوضاع الدول بالنسبة لحد األمان المائي و توقعات ‪ 2050‬حسب البنك العالمي‬
‫نصيب الفرد من المياه المتجددة بالمتر المكعب‪.‬‬
‫نصيب‬ ‫نصيب الدولة‬ ‫نصيب الدولة‬ ‫نصيب الدولة‬ ‫الدولة‬
‫الفرد‬ ‫الفرد‬ ‫الفرد‬ ‫الفرد‬
‫‪293‬‬ ‫‪ 587‬األمارات العربية‬ ‫األخضر‬ ‫‪ 184‬ال أر‬ ‫البحرين‬ ‫‪19‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪308‬‬ ‫‪ 654‬األردن‬ ‫‪ 195‬بورندي‬ ‫باربادو‬ ‫‪85‬‬ ‫الكويت‬
‫‪460‬‬ ‫‪ 902‬اليمن‬ ‫‪ 222‬روندا‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪85‬‬ ‫مالطا‬
‫‪461‬‬ ‫‪ 961‬إسرائيل‬ ‫‪ 440‬ماالوي‬ ‫‪ 103‬تون‬ ‫قطر‬
‫‪635‬‬ ‫‪ 284‬كينيا‬ ‫‪ 690‬المملكة العربية السعودية‬ ‫الجزائر‬
‫‪980‬‬ ‫الصومال‬

‫‪Source:‬‬ ‫‪World Bank « World ressources1996-‬‬ ‫المصددددر‬


‫‪97,table.N°.132.302‬‬

‫توقعات األمن المائي ‪ WSI‬لعام ‪2050‬‬


‫نصـ ـ ــيب الفـ ـ ــرد مـ ـ ــن‬ ‫نصـ ـ ـ ــيب الفـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ــن‬ ‫نصـ ـ ـ ــيب الفـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ــن‬
‫المياه المتجددة‬ ‫الدولة‬ ‫المياه المتجددة‬ ‫الدولة‬ ‫المياه المتجددة‬ ‫الدولة‬
‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬ ‫القصوى‬ ‫الدنيا‬
‫‪276‬‬ ‫‪313‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪171‬‬ ‫االمارات العربية ‪120‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪06‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪363‬‬ ‫‪221‬‬ ‫تون‬ ‫‪197‬‬ ‫‪129‬‬ ‫باربادو‬ ‫‪59‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الكويت‬
‫‪398‬‬ ‫‪247‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪190‬‬ ‫‪141‬‬ ‫كينيا‬ ‫‪68‬‬ ‫‪47‬‬ ‫قطر‬
‫‪324‬‬ ‫‪223‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪221‬‬ ‫‪159‬‬ ‫سنغافو ار‬ ‫‪88‬‬ ‫‪57‬‬ ‫مالطا‬
‫‪305‬‬ ‫‪236‬‬ ‫ماالوي‬ ‫‪229‬‬ ‫‪160‬‬ ‫بورندي‬ ‫‪84‬‬ ‫السعودية ‪67‬‬
‫‪351‬‬ ‫‪247‬‬ ‫رواندا‬ ‫‪235‬‬ ‫‪163‬‬ ‫عمان‬ ‫‪90‬‬ ‫‪68‬‬ ‫األردن‬
‫‪508‬‬ ‫‪341‬‬ ‫كومورو‬ ‫‪252‬‬ ‫األخضر ‪176‬‬ ‫ال أر‬ ‫‪104‬‬ ‫‪82‬‬ ‫البحرين‬
‫‪300‬‬ ‫‪192‬‬ ‫إسرائيل‬ ‫‪127‬‬ ‫‪90‬‬ ‫اليمن‬

‫‪Source:‬‬ ‫المصدر ‪World Bank « World ressources1996-97,table.N°.132.302‬‬

‫‪88‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬


‫يالحظ من الجدول أن العديد من الدول العربية تقع تحت الحـد األدنـى لألمـن المـائي‬
‫يعــود ذلــك إمــا لعــدم كفايــة المـوارد المائيــة المتاحــة أو تنــاقص هــذه المـوارد بســبب قلــة التســاقط‬
‫المطري أو بسبب المبالغة في استنزاف مخزونها المائي‪.‬‬
‫وفي حالة وفرة المياه فهذا الوضـع مـرتبط بأوضـاع الهياكـل المسـيرة للمـوارد المائيـة و‬
‫عــدم مالءمتهــا باإلضــافة إلــى الت ازيــد الســكاني و انعــدام الــوعي البيئــي فيمــا يخــص االســتغالل‬
‫األمثل للمياه المتوفرة و غياب الوعي بالمحافظة عليها من الهدر و التبذير كما و نوعـا‪ .‬كمـا‬
‫أن األســاليب العلمي ـ ـ ـة و التقنيــة لتســيير هــذه الم ـوارد غابــت فــي التســيير لهــذا القطــاع الحيــوي‬
‫لمدة طويلة مما أثر عليه‪.‬‬
‫و قد جاء في تقرير البنك العالمي المشار إليه في الجدول أن نصـيب الفـرد الج ازئـري‬
‫سنويا من المياه يقدر بحوالي ‪ 690‬م‪ 3‬وهذا أقل من الحد األدنى المحـدد مـن طـرف البنـك و‬
‫المقدر ب ‪ 1000‬م‪.3‬‬
‫وانطالقــا مــن ســنة ‪ 2000‬اتخــذت الج ازئــر الموضــوع بجديــة ومــن أولويــات سياســتها‬
‫التنموي ــة وأسس ــت لخط ــة اس ــتراتيجية لمواجه ــة النق ــائص و المش ــاكل الت ــي يطرحه ــا موض ــوع‬
‫الطلــب علــى الميــاه فــي كــل الميــادين الزراعيــة و االقتصــادية و االســتغالل المنزلــي بإدخالهــا‬
‫اص ــالحات قطاعي ــة هام ــة م ــن أج ــل مواجه ــة الوض ــع وط ــرح حل ــول عل ــى الم ــدى القص ــير و‬
‫المتوسط و البعيد بإنجاز السدود‪ ،‬و مد القنـوات للمـاء الصـالح للشـرب و الصـرف الصـحي و‬
‫إنجاز محطات التحلية لمياه البحر و صيان ـ ـة الشبك ـ ـ ـ ـ ـات و التجهيـزات القائمـة باإلضـافة إلـى‬
‫توفير االستثمارات المالية و تقنين القطاع ألن المياه هي صلب األمـن الغـذائي و الصـحي و‬
‫البيئي و هذا ما سنحاول توضيحه في هذا الفصل من خـ ـ ــالل المص ــادر و الوثائق و البرامج‬
‫المستقاة من الو ازرة المعنية اعتمادا على االستراتيجية المائية المعتمدة من طـرف و ازرة المـوارد‬
‫المائية والمعروضة بالقاهرة أيام ‪ 22-21‬نوفمبر على المدى القصير و المتوسط‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب األول ‪ :‬تسيير الموارد المائية في الجزائر‪.‬‬


‫‪ .1‬إدارة الموارد المائية الصالحة للشرب‪:‬‬
‫وكلت مهمة تسيير الموارد المائية الصالحة للشرب ما بـين ‪ 1980-1970‬إلـى الشـركة‬
‫الوطني ــة لتوزي ــع المي ــاه ‪ SONADE‬عب ــر كاف ــة التـ ـراب ال ــوطني غي ــر أنه ــا عج ــزت ف ــي تلبي ــة‬
‫حاجيات الساكنة آنذاك نظ ار إلنشاء المركبـات الصـناعية الكبـرى فـي كـل مـن أرزيـو وسـكيكدة‬
‫باإلضافة إلى االستهالك الكبير من طرف المدن الكبـرى‪ .‬وبظهـور قـانون الميـاه رقـم ‪83/17‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬جويلية ‪ 1983‬المادة ‪ 158‬والنصوص التطبيقيـة الصـادرة فـي ‪ 1996‬األمريـة‬
‫‪ 96-13‬المؤرخــة فــي ‪ 1996-07-15‬أعطــت الدولــة أهميــة كبــرى لموضــوع التســيير حيــث‬
‫أكدت هذه النصوص على وجه الخصوص‪:‬‬
‫االهتمام بنوعية المياه الشروب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد األسعار المالئمة لالستعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدعيم أجهزة ووسائل الرقابة ضد أنواع التلوث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انطلقــت هــذه المؤسســة الوطنيــة فــي تنفيــذ هــذه الق ـوانين واإلج ـراءات آخــذة فــي عــين‬
‫االعتبار توصيات البنـك العـالمي المتوافقـة مـع توصـيات المنظمـة العالميـة للصـحة خصوصـا‬
‫فيما يتعلق بصرف المياه التي أحدثته المصانع وكانت سـببا فـي تلـوث الكثيـر مـن المسـاحات‬
‫ظهر ذلك جليا في المرسوم التنفيذي ‪ 160-93‬المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 1993‬الـذي نظـم عمليـة‬
‫صــرف الميــاه التابعــة للمركبــات الصــناعية إلــى أن ظهــر مشــروع الخوصصــة ابتــداء مــن ســنة‬
‫‪ 98،1996‬الذي أعطى مهمـة التسـيير والمراقبـة للمؤسسـات‪ 99‬الوطنيـة ذات الطـابع االقتصـادي‬
‫والتي انطلقت في أداء مهمتها ابتداء مـن ‪ 1983‬علمـا أن هـذه المؤسسـات كانـت تعمـل سـابقا‬
‫تحت وصاية و ازرة الري‪.‬‬
‫‪ .2‬الرقابة ‪:‬‬
‫علــى المســتوى الــوطني أوكلــت مهمــة رقابــة نوعيــة الميــاه إلــى مخــابر مختصــة تابعــة‬ ‫‪-‬‬
‫للوكالة الوطنية لمصادر المياه ‪ ANRH‬التي تقوم بالرقابة لنوعية المياه الفيزيوكيمياوية شهريا‬
‫أو فصليا لألودية‪ ،‬ومياه السدود‪ ،‬ومياه األحواض‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪. OMS « Décennie Internationale de l’Eau Potable et de l’Assainissement » Genève, 1990,‬‬
‫‪OCDE, Paris 1989.‬‬
‫‪99. EPE Oran-EPE Alger‬المؤسسات الوطنية للمياه ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫على المستوى الوالئي فإن الرقابة تتم من طرف المصالح العمومية التي تراقب الميـاه‬ ‫‪-‬‬
‫فيزيوكيميائيــا وتقــوم كــذلك بتحليــل الميــاه للقضــاء علــى البكتيريــا والج ـراثيم إن وج ـدت كمــا أن‬
‫الرقابــة أوكلــت إلــى المخــابر المختصــة التابعــة لمؤسســات التســيير المــائي‪ ،‬ومصــالح الصــحة‬
‫ومكاتب الوقاية التابعة للمجموعات المحلية البلدية‪.‬‬

‫‪ .3‬تسعيرة المياه لالستعمال المنزلي والصناعي والزراعي‪:‬‬


‫بناء علـى توصـيات البنـك العـالمي والمنظمـة العالميـة للصـحة تـم تحديـد تسـعيرة الميـاه‬
‫حســب الكميــات المســتعملة وبهــدف وضــع حــد للتجــاوزات الناجمــة عــن المصــانع فــي إلقائهــا‬
‫بالصرف المائي دون تنظيم وتلويثها للمحيط جاء المرسوم ‪ 160/93‬المؤرخ فـي ‪1993/07/10‬‬
‫ليــنظم ويحــدد اإلج ـراءات الخاصــة بالنســبة للميــاه الناجمــة عــن االســتعمال الصــناعي‪ ،‬فكــان‬
‫اهتمام المشرع الجزائري بالموضوع أكثر جدية فأصدر العديد من القوانين نذكر منها‪:‬‬
‫المرس ــوم ‪ 08-54‬الم ــؤرخ ‪ 2008/02/09‬ليح ــدد دفت ــر ش ــروط تس ــيير المي ــاه الص ــالحة‬ ‫‪-‬‬
‫للشرب من طرف مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫المرســوم التنفيــذي ‪ 13-05‬المــؤرخ ‪ 2005/01/09‬المحــدد طــرق تســعرة الميــاه الشــروب‬ ‫‪-‬‬
‫ومياه الصرف الصحي‪.‬‬
‫البند ‪ 50‬و‪ 51‬من قانون ‪ 09-09‬المؤرخ ‪ 2009-12-30‬المتضمن قانون الماليـة لسـنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2010‬اللذين غي ار البندين ‪ 174-173‬المتضمنين التسعيرة االقتصادية للمياه‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 156-98‬المؤرخ ‪ 01‬مـاي ‪ 1998‬الـذي حـدد تسـعيرة الميـاه الصـالحة‬ ‫‪-‬‬
‫رعــي وكـذلك الصــرف الصـحي والمقــدرة ب ـ ‪03‬‬
‫لالسـتعمال المنزلــي‪ ،‬واالسـتعمال الصــناعي والز ا‬
‫دنانير‪/‬للوحدة إال أن المرسوم التنفيذي المؤرخ ‪ 2005-01-09‬وطبقا لإلجراءات التنفيذية طبقا‬
‫للتعليمة الو ازرية رقم ‪ 444‬حددت التسعيرة كالتالي وحسب المناطق‪:100‬‬

‫التسعيرة القاعدة (أ=دينار)‬ ‫المنطقة‬


‫‪6.30‬‬ ‫الجزائر‪-‬وهران‪-‬قسنطينة‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.10‬‬ ‫الشلف‬ ‫‪2‬‬
‫‪5.80‬‬ ‫ورقلة‬ ‫‪3‬‬

‫المائية…=‪Circulaire N°‬‬ ‫‪ .100‬التعليمة ‪ 2010/01‬الخاصة بتسعرة المياه مار ‪-2010‬و ازرة الموارد‬

‫‪91‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المنطقة الواليات‬
‫الج ازئــر‪-‬البليــدة‪-‬المديــة‪-‬تيبــازة‪-‬بــومردا ‪-‬تيــزي وزو‪-‬البــويرة‪-‬بــرج بــوعريرج‪-‬المســيلة‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫الجزائر‬
‫بجاية‪-‬سطيف‬
‫وه ـران‪-‬عــين تموشــنت‪-‬تلمســان‪-‬مســتغانم‪-‬معســكر‪-‬ســيدي بلعبــا ‪-‬ســعيدة‪-‬النعامــة‪-‬‬ ‫‪2‬‬
‫وهران‬
‫البيض‬
‫قسنطينة‪-‬جيجـل‪-‬ميلـة‪-‬باتنـة‪-‬خنشـلة‪-‬عنابـة‪-‬بسـكرة‪-‬الطـارف‪-‬سـكيكدة‪-‬سـوق أهـ ار ‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫قسنطينة‬
‫قالمة‪-‬تبسة‪-‬أم البواقي‬
‫الشلف‪-‬عين الدفلة‪-‬غليزان‪-‬تيارت‪-‬تسمسيلت‪-‬الجلفة‬ ‫‪ 4‬الشلف‬
‫ورقلة‪-‬الوادي‪-‬إليزي‪-‬األغواط‪-‬غرداية‪-‬بشار‪-‬تندوف‪-‬أدرار‪-‬تمنراست‬ ‫‪ 5‬ورقلة‬

‫جدول تحديد تسعرة المياه الصالحة للشرب ومياه الصرف الصحي‪.101‬‬

‫نوعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ورقلة‬ ‫الشلف‬ ‫الجزائر‪-‬وهران‪-‬قسنطينة‬
‫االستهالك‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‬
‫مــاء مشــروب صــرف صــحي‬ ‫مــاء مشــروب‬ ‫مــاء مشــروب‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحي‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحي‬
‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬
‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬ ‫‪3‬‬
‫دج‪/‬م‬
‫‪2.10‬‬ ‫‪5.80‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪6.20‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪6.30‬‬ ‫الدفعة‪1‬‬
‫‪6.8‬‬ ‫‪18.85‬‬ ‫‪7.15‬‬ ‫‪19.83‬‬ ‫‪7.64‬‬ ‫‪20.48‬‬ ‫الدفعة‪2‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪31.90‬‬ ‫‪12.10‬‬ ‫‪33.55‬‬ ‫‪12.93‬‬ ‫‪34.65‬‬ ‫الدفعة‪3‬‬
‫‪13.6‬‬ ‫‪37.70‬‬ ‫‪14.30‬‬ ‫‪39.65‬‬ ‫‪15.28‬‬ ‫‪40.95‬‬ ‫الدفعة‪4‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪31.90‬‬ ‫‪12.10‬‬ ‫‪33.55‬‬ ‫‪12.93‬‬ ‫‪34.65‬‬ ‫النوعية ‪II‬‬
‫‪13.6‬‬ ‫‪37.70‬‬ ‫‪14.30‬‬ ‫‪39.65‬‬ ‫‪15.28‬‬ ‫‪40.95‬‬ ‫النوعية ‪III‬‬

‫‪ .101‬المرجع‪ :‬التعليمة الو ازرية رقم ‪ 2010/01‬المحددة لتسعرة استعمال المياه حسب المناطق والمستعملين‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫م ــا يمك ــن استخالص ــه ف ــي موض ــوع تس ــيير ه ــذا القط ــاع ف ــرغم ال ــوفرة المائي ــة خ ــالل‬
‫السنوات األخيرة فالزالت هناك الكثير من المشاكل التي تطرح ميدانيا منها‪:‬‬
‫ع ــدم الصـ ـرامة والجدي ــة خ ــالل إنج ــاز م ــد قنـ ـوات المي ــاه وع ــدم المتابع ــة م ــن ط ــرف‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات المكلفـة حيـث يالحـظ فـي الميـدان انقطـاع األنابيـب وضـياع كبيـر للميـاه نتيجـة‬
‫العمل غير المتقن‪.‬‬
‫األســعار مرتفعــة بالمقارنــة مــع الــدخل بالنســبة لألســر المعــوزة ممــا حــال دون أدائهــا‬ ‫‪-‬‬
‫للتسعرة وبالتـالي قطـع المـاء عليها‪.‬ممـا أدى إلـى ظهـور بعـض الظـواهر السـلبية كـالطوابير‬
‫للحصول على الماء‪.‬‬
‫حفــر عشـوائي للقن ـوات ومــد أنابيــب ال ـربط مــن طــرف الم ـواطن وقيامــه باألشــغال دون‬ ‫‪-‬‬
‫ترخيص مما شوه الطرقات والمساحات وظهور الكثيرمن التسربات‪.‬‬
‫ظه ــور الص ــهاريج عل ــى الس ــطوح وه ــي ظ ــاهرة ت ــوحي بالن ــدرة أو ع ــدم االنتظ ــام ف ــي‬ ‫‪-‬‬
‫التوزيع المائي‪.‬‬
‫وبالت ـ ــالي فــ ــإن تطــ ــور المجتم ـ ــع واحتياجاتــ ــه الكثي ـ ـ ـرة تتط ـ ــور ب ـ ــالتوازي م ـ ــع الت ازيــ ــد‬
‫والتطور الثقافي وان تلبية هذه الحاجيـات ال يمكـن بلوغهـا إال بحركـة اقتصـادية‬ ‫‪102‬‬
‫الديمغرافي‬
‫ويعتبر الماء إحـدى هـذه الحاجيـات الضـرورية وللحـد مـن اإلسـراف فـي اسـتخدامه فلـن يتحقـق‬
‫المبـدأ البـد وأن يطلـق علـى السـلوكيات التـي‬ ‫ذلك إال بتطبيق مبـدأ ''مـن يسـتهلك يـدفع'' نفـ‬
‫تتســبب فــي تلوثــه واإلف ـراط فــي اســتخدامه ألن المــاء ســلعة اقتصــادية واجتماعيــة واس ــتعماله‬
‫سلوك ثقافي وحضاري‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪. Hamid Tamar, Acte Economique, Choix en vue de Satisfaire des Besoins (Office de‬‬
‫‪Publication Uni) 1976 page 55.‬‬

‫‪93‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تجنيد اإلمكانيات المائية بالجزائر‬


‫تجنيد اإلمكانيات المائية بالجزائر بالماليير متر مكعب‪:‬‬
‫نوع المياه التي يمكن‬
‫النسبة(‪)%‬‬ ‫اإلمكانيات المسخرة‬ ‫الطاقة المائية‬
‫تجنيدها‬
‫‪31‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫المياه السطحية‬
‫‪32‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫المياه الجوفية‬
‫‪32‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪12.2‬‬ ‫المجموع‬

‫يتبين من خـالل األرقـام أن نسـبة االسـتغالل لـم تبلـغ حـدا كبيـ ار حيـث أنهـا لـم تتجـاوز‬
‫‪ %32‬ومن ثم سخرت الدولة إمكانيات مادية كبرى للرفع من هذه النسبة تجاوبا مع الحاجيات‬
‫المنزلية ومتطلبات الميدانيين الزراعي والصناعي إذ ارتفعت من ‪ 25.5‬مليار دينار سنة ‪1999‬‬
‫لتصـل إلـى ‪ 184‬مليــار دينـار سـنة ‪ 2009‬هــذه المـدة التـي مكنــت مـن تجنيـد حجــم مـالي ضــخم‬
‫‪103‬‬
‫يقدر بـ ‪ 2300‬مليار دينار أو ما يعادل ‪ 23‬مليار أورو‪.‬‬
‫جدول تطور االستغالل واآلفاق ‪:2040‬‬
‫‪2040‬‬ ‫‪2025‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪104‬‬
‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪78‬‬ ‫التزويد بالماء الشروب‬
‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الصرف الصحي‬
‫‪180‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪123‬‬ ‫نصيب الماء في اليوم للفرد الواحد باللتر‬

‫‪103‬‬
‫‪. Mustapha Bouziani, l’Eau de la Pénurie aux Maladies, ed Ibn Khaldoun, Septembre 2000, page‬‬
‫‪195.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪. Ministère des Ressources en Eau, Stratégie et Indications de l’Eau en Algérie, Le Caire 21 -22‬‬
‫‪Novembre 2011.‬‬

‫‪94‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬جدول تصفية مياه الصرف الصحي‪:‬‬

‫نفايات صلبة‬ ‫رمال‬

‫مياه‬ ‫الحواجز‬ ‫مصائد‬ ‫أحواض‬ ‫أحواض‬ ‫أحواض‬ ‫التعقيم‬


‫الصرف‬ ‫القضبانية‬ ‫الرمال‬ ‫الترسيب‬ ‫التفاعل‬ ‫الترسيب‬
‫األولية‬ ‫البيولوجية‬ ‫الثانوية‬

‫حمأة عائدة‬
‫مياه الصرف‬
‫حمأة‬ ‫حمأة‬ ‫المعالجة‬
‫أولية‬ ‫زائدة‬

‫تكثيف الحمأة‬

‫هضم الحمأة‬ ‫تجفيف الحمأة‬


‫والتخلص النهائي منها‬

‫و لقــد عرفــت الج ازئــر عــدة تح ـوالت و تطــورات فــي كافــة المجــاالت متمثلــة فــي إعــادة‬
‫هيكل ــة مختل ــف األنش ــطة االقتص ــادية و اإلداري ــة و الص ــحية معبـ ـرة ع ــن تطلع ــات المـ ـواطنين‬
‫للتخلص من الفقر‬
‫ر سـنة ‪2007‬‬
‫ونظ ار لتزايد الطلب على المياه التي كانت ‪ 123‬لت ار سنة ‪ 1999‬و‪ 160‬لت ا‬
‫إلى أن بلغت حاليا ‪ 165‬لت ار لجأت الدولة إلـى تصـفية ميـاه الصـرف الصـحي كحـل ضـروري‪،‬‬
‫إذ بل ــغ ط ــول الش ــبكة الوطني ــة للتوص ــيل بش ــبكة الص ــرف الص ــحي ‪ 36000‬كل ــم بنس ــبة ‪%86‬‬
‫والجدول أعاله يبين مخطط التصفية لالستغالل الزراعي والصـناعي وتقـدر كميـة الميـاه القـذرة‬
‫بحجـم ‪ 700‬مليـون م‪/3‬سـنويا وبالتـالي تمكـن القطـاع ضـمن إسـتراتيجية محكمـة لبلـو األهـداف‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ %70 -‬من التزويد بالمياه لصالح ‪ 1541‬بلدية بعد أن كانت ‪ %45‬في ‪.1999‬‬
‫‪ -‬يوم‪ %18 :2/‬وقد كانت ‪ %30‬سنة ‪.1999‬‬
‫‪ -‬يوم‪ %12 :3/‬وقد كانت ‪ %25‬سنة ‪.1999‬‬

‫‪95‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وقد ارتفعت قدرات التصفية ومعالجة المياه القذرة مـن ‪ 350‬مليـون م‪ 3‬سـنويا إلـى ‪600‬‬
‫مليــون م‪ 3‬ســنويا ســنة ‪ ،2010‬وتهــدف اإلســتراتيجية فــي هــذا المجــال إلــى الوصــول إلــى نســبة‬
‫مياه الصـرف الصـحي‬ ‫‪105‬‬
‫‪ %82‬من معالجة المياه وذلك بتطوير مخططات المعالجة وتصفية‬
‫وتوسيع شبكات الصرف الصحي في كل المناطق الحضرية والريفية وقد تم تأهيل ‪ 20‬محطـة‬
‫وانجاز ‪ 40‬محطة جديدة وبناء ‪ 50‬محطة الستقبال المياه القذرة‪.‬‬
‫الجانب الصحي كمحصلة لإلستراتيجية المائية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن اســتعراض اإلحصــاءات فــي مجــال اســتعمال الميــاه الســابقة يــؤدي إلــى اســتخالص‬
‫أن هنــاك كثي ـ ار مــن األم ـراض دحرهــا العــالم والتــي يمكــن الوقايــة منهــا واستئصــالها بــإجراءات‬
‫مالئمة ألنهـا سـبب فـي العديـد مـن الوفيـات‪ ،‬واليونسـكو يقـدر أنـه يمكـن إنقـاذ ‪ %90‬مـن هـؤالء‬
‫بــالتطعيم والتغذيــة الكافيــة والرعايــة الصــحية واإلمــداد بالميــاه الصــالحة للشــرب ونظافــة البيئــة‬
‫والتعليم الغذائي‪.‬‬
‫فمــا بــين ‪ %43‬إلــى ‪ %47‬مــن جميــع هــذه الوفيــات تكــون قبــل الـوالدة أو بعــدها مباشـرة‬
‫وهم أطفـال يولـدون دون الـوزن الطبيعـي وقـدرت المنظمـة أن ‪ 500‬إلـى ‪ 1000‬امـرأة تمـوت كـل‬
‫عام في إفريقيا وآسيا بأسباب متعلقة بالحمل والوالدة وأن ثلثي هـذا العـدد يـذهب ضـحية لسـوء‬
‫التغذيــة وفقــر الــدم‪ ،‬ويفتقــر أكثــر مــن ‪ 100‬مليــون نســمة إلــى الخــدمات الطبيــة ويعــاني ‪120‬‬
‫ملي ــون طف ــل ف ــي الع ــالم المتخل ــف م ــن عج ــز جس ــدي وعقل ــي وأن ش ــلل األطف ــال أكب ــر ه ــذه‬
‫األمـ ـراض ف ــي ه ــذه المجتمع ــات المتخلف ــة بي ــد أن ــه استأص ــل م ــن البل ــدان المتط ــورة والمتقدم ــة‬
‫والســبب الرئيســي فــي هــذه الحــاالت حســب المنظمــة العالميــة للصــحة يعــود إلــى االفتقــار إلــى‬
‫فيتامين أ )‪ (A‬بينما يمكن تجنب هذا المرض بدعم الغذاء ومراعاة شروطها‪.106‬‬
‫والج ازئــر فــي ميــدان الصــحة والوقايــة قــد اعتمــدت مـوارد ماليــة ضــخمة ألجــل تطويرهـا‬
‫إذا أخــذنا بعــين االعتبــار أنهــا كانــت يومــا مــا محرومــة عمليــا مــن‬ ‫ويالحــظ التغيــر الملمــو‬
‫أبســط أشــكال الخدمــة الطبيــة فقــد قضــى نهائيــا علــى أم ـراض عديــدة والتخفــيض مــن اإلصــابة‬
‫بمرض الكولي ار والجـدري والطـاعون فاتسـعت ضـمن اإلسـتراتيجية الصـحية شـبكة المستشـفيات‬

‫‪ .105‬مجلة المحترفين في ميدان الماء والصرف الصحي‪ ،‬عدد خاص ‪ ،Hydro-plus‬السنة ‪ ،18‬ماي‬
‫‪ ،2007‬ص‪.05‬‬
‫‪ .106‬فيديل كاسترو‪ ،‬أزمة العالم االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬انعكاساتها على البلدان المتخلفة وآفاقها القاتمة‬
‫وضرورة النضال إذا أردنا الحياة (الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ )1984 ،‬ص‪.217‬‬

‫‪96‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المدرســي وتحســنت الخدمــة‬ ‫‪107‬‬


‫والمؤسســات العالجيــة والم اركــز الوقائيــة المتخصصــة والطــب‬
‫‪ 35/83‬الم ـ ـ ــؤرخ‬ ‫‪108‬‬
‫الطبي ـ ـ ــة طبق ـ ـ ــا للق ـ ـ ــانون والتشـ ـ ـ ـريعات المعم ـ ـ ــول به ـ ـ ــا‪ ،‬فق ـ ـ ــانون الص ـ ـ ــحة‬
‫‪ 1995/02/16‬يــنص علــى وجــوب تكفــل الدولــة ومســاهمتها فــي ترقيــة الجانــب الصــحي للفــرد‬
‫وتوفير كل اإلمكانيات المادية والبشرية والتعبئة والتوجيه في ميـدان الوقايـة مـن كـل األمـراض‬
‫وتحســين ظــروف المعيشــة وفــق خطــط وب ـرامج مدروســة‪ ،‬إال أن التقيــيم الــذي جــاء بــه البنــك‬
‫العالمي في تقريره رقم ‪ 36270‬المؤرخ ‪ 2007/09/15‬ذكر المعوقات التالية‪:‬‬
‫إن المشاريع القطاعية التابعـة للصـحة ال تفـي بـالغرض نظـ ار لعـدم التنسـيق بـين و ازرة‬ ‫‪‬‬
‫الماليـــة وو ازرة الصـ ــحة وأن المشـ ــاريع المركزيـ ــة تحـ ــدد مـــن طـ ــرف الـ ــوزير حسـ ــب المعطيـ ــات‬
‫والمعلومات المتوفرة لديه‪.‬‬
‫أما المشاريع الالمركزيـة علـى مسـتوى الواليـات والمجموعـات المحليـة فإنهـا تحـدد مـن‬ ‫‪‬‬
‫طــرف ال ـوالي بــاقتراح مــن مــدير الصــحة الــذي يعتبــر المستشــار التقنــي لــه فــي هــذا المجــال‪،‬‬
‫وكثيـ ار مــا تكــون هــذه المشــاريع ناتجــة عـن اســتجابة سياســية وارضــاء لهــا دون م ارعــاة الشــروط‬
‫الالزمة لبرمجة مثل هذه المشاريع والتي تصبح فيما بعد هياكل دون تأطير صـحي وال تتـوفر‬
‫على أدنى وسائل التطبيب‪.‬‬
‫يالحظ التقرير انعدام مكتب دراسات متخصص لمد يد المساعدة التقنية خالل إنجـاز‬ ‫‪‬‬
‫المشــاريع واالســتثمارات االستشــفائية‪ ،‬كمــا أن سياســة الصــيانة غيــر صــالحة وغيــر مجديــة فــي‬
‫معظــم الم اركــز الصــحية ممــا يجعــل الكثيــر مــن العتــاد متوقفــا وعــاطال عــن التشــغيل ممــا يــؤثر‬
‫علــى األداء الص ــحي وبالت ــالي يــدفع ثمن ــه المـ ـواطن فعل ــى ســبيل المث ــال أن ‪ %24‬م ــن أجهــزة‬
‫ســكانير فــوق الصــوتية ‪ ،Scanners Ultra Son‬و‪ %34‬مــن المنــاظير و‪ %23‬مــن المحرقــات‬
‫‪ Incinérateurs‬كانـ ــت عاطلـ ــة سـ ــنة ‪ 2003‬وأورد التقريـ ــر أن الميزانيـ ــة المخصصـ ــة للصـ ــيانة‬
‫ضعيفة جدا حيث أنها تبلغ ‪ %2.9‬من حجم مالية التسيير للمستشفيات‪.‬‬
‫هنــاك سياســة مضــبوطة خــالل مــنح ووضــع المشــاريع‪ ،‬واعتبــا ار لهــذه المعوقــات‬ ‫لــي‬ ‫‪‬‬
‫وأثره ــا عل ــى السياس ــة الص ــحية ف ــي الج ازئ ــر ج ــاء الق ــانون ‪ 35/83‬ليك ــر الصـ ـرامة والرقاب ــة‬

‫وخروموشين‪ ،‬دور الدولة في التحويالت االجتماعية واالقتصادية للبلدان النامية‬ ‫‪ .107‬البروفيسور ستاني‬
‫(موسكو‪ ،‬دار التقدم‪ )1980 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ .108‬قانون رقم ‪ 05/85‬المؤرخ ‪ 1985/02/16‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ :‬معدل بقانون ‪15-88‬‬
‫بتاريو ‪ 1988/05/03‬وبقانون ‪ 17/90‬بتاريو ‪ 1990/07/31‬وبقانون ‪ 06/06‬بتاريو ‪.2006/11/14‬‬

‫‪97‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫والمتابعـ ــة‪ .‬فابتـ ــداء مـ ــن ‪ 2005/09/01‬اشـ ــترط علـ ــى المتعـ ــاملين مـ ــع القطـ ــاع (تجـ ــار العتـ ــاد‬
‫الصحي) الصيانة وتخصيص تقنيين لها وضرورة تواجدهم في الجزائر خاصـة بالنسـبة للعتـاد‬
‫المستورد من الخارج‪.‬‬

‫ويخلص تقرير البنك العالمي إلى انعدام التنسيق بين المتعاملين مع القطـاع الصـحي‬
‫مع الـنقص الملحـوظ فـي‬ ‫‪109‬‬
‫مما يؤدي إلى الخلل في تسيير االستثمارات في المجال الصحي‬
‫اإلع ــالم والمـ ـوارد البشـ ـرية مم ــا ي ــؤثر عل ــى مهم ــة القط ــاع الص ــحي‪ ،‬ولت ــذليل ه ــذه الص ــعاب‬
‫وض ــعت الدول ــة التح ــول التكنول ــوجي ف ــي إط ــار إس ــتراتيجية طويل ــة الم ــدى تق ــوم أساس ــا عل ــى‬
‫اختيار أنواع التكنولوجيا المستوردة وتكييفها مع الواقع الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اإلستراتيجية الطاقويةاالمائية في الجزائر‪:‬‬


‫يس ــتخدم الم ــاء المض ــغوط والم ــاء ف ــي حال ــة غلي ــان والم ــاء الثقي ــل المض ــغوط كان ــدو‬
‫والغــاز فــي المنشــآت الطاقويــة‪ ،‬ولتوليــد الطاقــة الكهربائيــة تســخر المنشــآت النوويــة‬ ‫ومــاغنو‬
‫ذات الطــابع التجــاري فــي توليــد الطاقــة الكهرونوويــة إذ يوجــد اليــوم حــوالي ‪ 555‬منشــأة فــي ‪32‬‬
‫دولة تنتج حوالي ‪ 49‬غليغا واط (ك)‪.‬‬
‫ويطل على العالم اليوم شبح أزمة الطاقة ألن معظم الدول كانت تعتمد على البتـرول‬
‫كمصــدر للطاق ــة إال أن عملي ــات االس ــتنزاف أدت إل ــى نض ــوب ونق ــص ه ــذه الث ــروة مم ــا دف ــع‬
‫الكثير من الدول ومن بينها الجزائر إلى تحديد إستراتيجية طاقوية تعتمد على الطاقة التقليديـة‬
‫والطاقة المستدامة لتلبية حاجيات الساكنة خاصة الطلب على الكهرباء ولذلك فإن بلـدنا يـولي‬
‫والطاقة التقليدية وذلك منذ السبعينات‪.‬‬ ‫‪110‬‬
‫اهتماما كبي ار لحيازة الطاقة النووية‬
‫وقــد تبــين أن االحتيــاطي المؤكــد مــن اليورانيــوم فــي الــوطن العربــي قــد يصــل إلــى ‪60‬‬
‫ألــف طــن بينمــا ســيتوفر حـوالي ‪ 3.2‬مليــون طــن مــن اليورانيــوم الثــانوي االحتيــاج كنــاتج ثــانوي‬

‫‪ .109‬البنك العالمي‪ ،‬التقرير رقم ‪ 36270‬المؤرخ ‪ 2007/09/15‬الصادر عن مجموعة التطور االجتماعي‬


‫واالقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وافريقيا الشمالية ص‪.15/14‬‬
‫‪ .‬غليغواط واحد=‪=Gigawatt‬ألف مليون واط ويكتب أحيانا غايغا واط (إلكترون) )‪.GW (e‬‬
‫‪110‬‬
‫‪. Mustapha « The Status of Arabic Nuclear Potential » in :Ibid, Vol.3 Page 155-218.‬‬

‫‪98‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫يحصل عليه من إنتاج حمض الفوسفور وذلك اعتمادا علـى االحتيـاطي الكبيـر المكتشـف فـي‬
‫موريتانيا‪ ،‬المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تون ‪ ،‬األردن وسوريا‪.111‬‬
‫والمعروف أن أزمة الطاقة ظهرت سنة ‪ 1973‬حين تم اإلعالن عن رفع أسعار الـنفط‬
‫ألول م ـرة فــي تــاريو العالقــات الدوليــة‪ ،‬وقــد قامــت الج ازئــر يومئــذ وباســم دول عــدم االنحيــاز‬
‫بالمطالب ــة بعق ــد دورة خاص ــة لألم ــم المتح ــدة لمناقش ــة قض ــية المـ ـوارد األساس ــية والتط ــرق إل ــى‬
‫اإلعـالن بشــأن إقامــة نظـام اقتصـادي دولــي جديــد وهكــذا بــدأت األزمـة تأخــذ منحــد ار حــادا منــذ‬
‫‪ 1973‬نظـ ار للفجــوة بــين البلــدان المصــنعة والبلــدان الناميــة ممــا جعــل هــذه البلــدان تواجــه عجـ از‬
‫مزمنا في مدفوعاتها وزيادة االنكماش االقتصادي‪.‬‬
‫فتحضــير عهــد مــا بعــد البتــرول جعــل الج ازئــر تهــتم بالقطاعــات المنتجــة للطاقــة ومــن‬
‫بينها الطاقة المائية والشمسية والنووية والرياح‪ ،‬والكهربائيـة والطاقـة مـن جـوف األرض ضـمن‬
‫سياســة بيئيــة حديثــة مــن أجــل تحقيــق نهضــة علميــة حقيقيــة تــدعم مســيرة التنميــة االقتصــادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫وما يستخلص من هذا المطلب‪:‬‬


‫الخـوف مـن‬ ‫أنه لم تعرف اإلنسانية عبر تاريخها الطويل وحضاراتها المختلفة هـاج‬
‫أصــبح كابوســا‬ ‫نفــاذ الطاقــة إال فــي هــذه العقــود األخيـرة مــن قرننــا الحــالي بــل إن هــذا الهــاج‬
‫خانقــا للــدول المتطــورة التــي تســارعت فيهــا معــدالت اســتهالك الطاقــة بــوتيرة جنونيــة‪ ،‬والج ازئــر‬
‫مــن البلــدان الناميــة التــي أدركــت بعمــق هــذه المعضــلة فســارعت إلــى إنشـاء المحافظــة الوطنيــة‬
‫للطاقات الجديدة ورعايتها مباشرة‪ ،‬ومن مهام هذه المحافظة‪:‬‬
‫‪ ‬القيام بالبحوث العلمية والتقنية والصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬تق ـ ــوم بالبح ـ ــث والتك ـ ــوين واإلع ـ ــالم وتق ـ ــديم الخ ـ ــدمات واألدوات وتنج ـ ــز التجهيـ ـ ـزات‬
‫الصناعية وغيرها في ميدان الطاقة الجديدة (النووية والشمسية والجوفية والهوائية والكتلية)‪.‬‬

‫هــذه التقنيــات تســتفيد منهــا الصــناعة والز ارعــة والطــب واآلثــار والميــاه‪....‬و قــد تمكنــت‬
‫الج ازئــر ضــمن إســتراتيجيتها للحفــاظ علــى الثــروات الباطنيــة خاصــة المائيــة منهــا إلــى إنشــاء‬

‫‪ . 111‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطلب على الكهرباء‪ ،‬عدد‪ ،38‬السنة‪،4‬‬
‫أفريل‪ ،1982‬ص‪.48‬‬

‫‪99‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وتجهيــز م اركــز الد ارســات النوويــة والشمســية وتقنيــات الوقايــة مــن اإلشــعاعات وتحويــل الطاقــة‬
‫وتطوير المواد‪.‬‬
‫‪ -‬فالطاقــة الشمســية نظيفــة وغيــر ملوثــة وقــد تحققــت ميــدانيا مــن االســتفادة مــن هــذه الثــروة‪:‬‬
‫تسخين المياه الصحية والمسابح واالستعماالت المنزلية والفنادق والمستشفيات والورشـات‪.....‬‬
‫وبإمكان المسخن الشمسي رفع درجة ح اررة الماء إلى ‪ °45‬في الشتاء و‪ °60‬صيفا‪.‬‬
‫‪ -‬تحلية مياه البحر بهذا النوع من الطاقة وتعريف الطريقـة (بتـرول‪-‬غـاز) بحيـث تمثـل ‪%40‬‬
‫إلى ‪ %50‬من مجمل التكاليف الضرورية لتحلية متر مكعب من الماء المالح‪.‬‬
‫‪ -‬التبريد‪ :‬وتستعمل هذه الطاقة لتبريد الموارد الغذائية لحفظها خاصة في المناطق الحارة‪.‬‬
‫‪ -‬تجفيف المنتوجات الفالحية‪ :‬كالتبغ وعلف الحيوانات وتجري عملية التجفيف للتخفيض من‬
‫مس ــاحات التخـ ـزين وعملي ــة التجفيـــف تعتم ــد عل ــى مب ــدأ تس ــخين الهـ ـواء وتمريـ ـره وس ــط هـــذه‬
‫المنتوجات الفالحية‪ ،‬فخدمة األرض وتثمين العمل الفالحي إستراتيجية جديـدة والمعتمـدة علـى‬
‫إشراك الفالحين لحل مشـاكلهم وذلـك بتثمـين خدمـة األرض بصـفة دائمـة وتثمـين العمـل وذلـك‬
‫لرفع التحدي والمتمثل في الرفع من المردودية الفالحية‪ ،‬هذه المقاربـة تـم تطبيقهـا فـي مختلـف‬
‫األخض ــر‪ ،‬رون ــدا‪ ،‬بورن ــدي‪ ،‬ه ــايتي‪،‬‬ ‫الظ ــروف ف ــي فرنس ــا‪ ،‬بوركينافاس ــو‪ ،‬الك ــامرون‪ ،‬الـ ـ أر‬
‫اإلكوتور‪ .112‬وحاليا تطبق في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬محط ــات االتص ــال الهاتفي ــة بواس ــطة خالي ــا السيلس ــيوم المنتج ــة للكهرب ــاء بواس ــطة أشـ ــعة‬
‫وكذا االستعماالت المثيرة لهـذه الطاقـة واسـتغاللها فـي تمـوين عالمـات الطريـق الـرابط‬ ‫الشم‬
‫بــين رقــان وبــرج بــاجي مختــار والتــي تفصــل بينهــا مســاحات تت ـراوح بــين ‪ 50‬و‪ 10‬كيلــومترات‬
‫وهكذا صارت الطريق آمنة ومضيئة ليال‪.‬‬
‫‪ -‬محطــات طاقــة بخاليــا مخروطيــة‪ :‬فــي محطــات الطاقــة العاملــة بالخاليــا المخروطيــة تقــوم‬
‫القادمـة ونقلهـا إلـى أنبـوب يعـرف باسـم المسـتقبل‬ ‫مرايا ذات شكل مسربي لجمـع أشـعة الشـم‬
‫فــي خــط محــرق المجمــع‪ ،‬بهــذا يــتم تســخين الســائل الحـراري الموجــود فــي المســتقبل ويقــوم هــذا‬
‫بدوره بتوليد البخار بفضل مبدل حراري في المحطات التقليدية المعروفة يـتم توليـد البخـار فـي‬
‫عنفة مستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية وفي حال إضافة مخزن حـراري يمكـن لمحطـة الطاقـة‬
‫الشمسية توليد الطاقة الكهربائية حتى بعد غياب الشم ‪.‬‬

‫‪ .‬محطة ملوكة بوالية أدرار أفضل مثال الستغالل الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء‪.‬‬
‫‪. Roose E. Introduction à la Gestion Conservatoire de l’Eau et de la Fertilité des Sols‬‬
‫‪112‬‬

‫‪(GCES.Bull.Sals.FAO, Rome, 70, page 420. Rapport 36270 BM 15/09/2007.‬‬

‫‪100‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬الطاقة من جـوف األرض أو الطاقـة الجيوتيرميـة‪ :‬إمكانيـات هائلـة ال نهايـة لهـا مـن الطاقـة‬
‫فـي جــوف األرض‪ ،‬حـ اررة مختزنــة بــين الصـخور فمــن أجــل توليـد هــذه الطاقــة يـتم ضــو الميــاه‬
‫الحــارة إلــى محطــة للطاقــة وم ــن خــالل معــدل ح ـراري يمك ــن االســتفادة مــن الح ـ اررة ف ــي إدارة‬
‫العنفات التي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬وفي الختام تتم االستفادة مما بقي من ح اررة الماء‬
‫‪113‬‬
‫في تأمين التدفئة عـن بعـد للمنـازل ثـم يعـود المـاء البـارد إلـى الطبقـات الصـخرية مـن جديـد‬
‫وتن ــتج محط ــات الطاق ــة العامل ــة به ــذا األس ــلوب الي ــوم ف ــي مختل ــف أنح ــاء الع ــالم م ــن الطاق ــة‬
‫الكهربائية ما يعادل إنتاج سبع محطات ذرية‪ ،‬وبهذا تحتل طاقة جـوف األرض مكانـة متـأخرة‬
‫من غيرها من مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬الطاقــة المائيــة‪ :‬وهــي مــورد مــن الطاقــة المتجــددة الرتباطهــا بتــدفق الميــاه فــي البلــدان ذات‬
‫اإلمكانيــات المائيــة كــالجزائر غيــر أن قــدرتها محــدودة بالنســبة لمـواد الطاقــة األخــرى فإجمــالي‬
‫الطاقــة الكهربائيــة القابلــة لالســتغالل بالبلــدان العربيــة تقــدر بح ـوالي ‪ 41‬ألــف ميغاواط‪/‬ســاعة‬
‫ثلثاهــا يجــري اســتغالله أو تحــت التنفيــذ أمــا الثلــث البــاقي فــال ي ـزال قيــد البحــث والد ارســة‪ ،‬فقــد‬
‫ارتف ــع إنت ــاج الكهرب ــاء ف ــي الج ازئ ــر م ــن ‪ 154.599‬ملي ــار كيل ــو واط‪/‬س ــاعة س ــنة ‪ 1989‬إل ــى‬
‫‪ 25.005‬ســنة ‪ ،1142000‬وتكــاد الكهربــاء تقتصــر علــى مصــدر واحــد فقــط إذ أن ‪ %95‬منهــا‬
‫تعتمد على الطاقة الح اررية في حين ال تتعدى الكهرباء المائية ‪.%05‬‬
‫فاإلنجازات التي تمت والمشاريع الضخمة التي أنجزت أو هـي فـي طـور اإلنجـاز فـي‬
‫مجـال قطــاع الــري والميــاه عبــر كافــة الــوطن داللــة قاطعــة علــى األهميــة القصــوى التــي توليهــا‬
‫الج ازئـر لتعبئـة المـوارد الطبيعيـة غيــر الزائلـة والتـي أصــبحت تشـكل القاعــدة المتينـة واألساســية‬
‫لترقية التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة والمنسجمة لضمان مستقبل أفضل‪.‬‬
‫فتعبئـــة واسـ ــتعمال الم ـ ـوارد المائيـــة السـ ــطحية والباطني ــة الب ــد وأن تس ــتجيب ألهـ ــداف‬
‫ومتطلبات النمو االقتصادي الواسعة خاصة وأن تنميـة وتطـوير الز ارعـة وتـوفير الطاقـة تعتبـر‬
‫مــن أولويــات وأســبقيات التنميــة الوطنيــة لتحقيــق االكتفــاء الــذاتي الــذي هــو تعبيــر عــن الســيادة‬
‫الوطنية وعدم التبعية للخارج‪.‬‬

‫‪ .113‬راينر شتومبف‪ ،‬طاقة من جوف األرض‪ ،‬وجلة دتشالند ‪ Deutshland‬منتدى للسياسة والثقافة‬
‫واالقتصاد العدد‪ 2008-2‬صفحة ‪.55‬‬
‫‪ .114‬الديوان الوطني لإلحصاء ‪ L’ONS.2001‬الجزائر‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬الصــحراء محط ــة للطاق ــة الشمس ــية‪ :‬تقــوم ه ــذه الفكـ ـرة عل ــى إمكانيــة االس ــتفادة م ــن الطاق ــة‬
‫ومــن طاقــة الريــاح فــي تحليــة ميــاه البحــر وتوليــد الطاقــة الكهربائيــة النظيفــة‬ ‫الح ارريــة للشــم‬
‫(غيــر مضـرة بالبيئــة) ونقلهــا عبــر خطــوط ‪( HVDC‬نقــل التيــار المســتمر بــالترددات العاليــة)‬
‫عبر الوطن‪ ،‬هذه المحطات توجد فـي مصـر‪ ،‬الج ازئـر‪ ،‬المغـرب‪ ،‬ومحطـات أخـرى فـي األردن‬
‫وليبيا قيد الدراسة‪.‬‬
‫تأسس ــت ‪ TREC‬ف ــي س ــنة ‪ 2003‬بالتع ــاون ب ــين ن ــادي روم ــا وص ــندوق وحماي ــة المن ــاخ ف ــي‬
‫ه ــانبور ومرك ــز أبح ــاث الطاق ــة الق ــومي األردن ــي ‪ NERC‬وتضـ ـم حـ ـوالي ‪ 50‬عالم ــا وسياس ــيا‬
‫وخبي ار يهتمون بنشر هذا التوجه الستغالل الطاقة الشمسية‪.115‬‬
‫‪ -‬طاقة الريـاح‪ :‬فكـرة إنتـاج الطاقـة مـن الريـاح كانـت فكـرة خياليـة إلـى غايـة ‪ 1984‬حيـث قـام‬
‫فوبن بالتعاون مع بيتر بتركيب أول طاحونة هوائية في صالة مستأجرة فـي مدينـة‬ ‫المهند‬
‫أوريــش‪ ،‬وتعمــل هــذه المحطــات بقــوة الريــاح المســتمرة فــي المنطقــة الســاحلية ومــن انخفــاض‬
‫الكثاف ــة الس ــكانية‪ ،‬وه ــذه مص ــدر م ــن مص ــادر الطاق ــة المتج ــددة ف ــي إنت ــاج الكهرب ــاء وتتج ــه‬
‫الد ارس ــات إل ــى بن ــاء ه ــذه المحط ــات ف ــوق س ــطح البح ــر نظـ ـ ار ألن المس ــاحات عل ــى اليابس ــة‬
‫محدودة خاصة في المدن الكبرى‪.‬‬
‫والج ازئــر تواجــه اليــوم تحــديين أولهمــا كيفيــة تزويــد الم ـواطن بمــا يحتاجــه مــن الطاقــة‬
‫بأســعار معقولــة وثانيهمــا أال يكــون اســتهالك هــذه الطاقــة مرتبطــا بنتــائج كارثيــة علــى المنــاخ‬
‫والبيئة والصحة وبالتالي على الحياة كلها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االستثمارات و الميزانيات المعتمدة للقطاع ‪:‬‬
‫منـذ ســنة ‪ 2000‬تعتمــد الج ازئـر علــى وضــع خطـة تنمويــة اقتصــادية وعلـى أرســها فــي‬
‫القطــاع المــائي وتهــدف مــن وراء ذلــك إلــى تطــوير االقتصــاد الــوطني و اإلكتفــاء الــذاتي فــي‬
‫مج ــال الغ ــذاء و إل ــى تط ــوير القط ــاع الص ــناعي بغ ــرض أن ته ــدف ه ــذه االس ــتراتيجية وه ــذه‬
‫الخطــط التنمويــة إلــى تــوفير حيــاة أفضــل للمـواطن و اللحــاق بركــب الــدول المتقدمــة والوصــول‬
‫بالمجتمع الجزائري إلى مصاف المجتمعات الحديثة و المتطورة‬
‫و لقــد عرفــت الج ازئــر عــدة تح ـوالت و تطــورات فــي كافــة المجــاالت متمثلــة فــي إعــادة‬
‫هيكلة مختلف األنشطة االقتصادية و اإلدارية و االجتماعية معبرة عـن تطلعـات المـواطنين‬

‫‪‬‬
‫‪TREC = Trans-Mediterraneen Rewable Energy Cooporation, avec la collaboration du centre‬‬
‫‪aérospatial Allemand (DLR) pour projet DESRTEC‬‬
‫‪ TREC .115‬الصحراء محطة طاقة‪ ،‬روتشالند‪ :‬منتدى السياسة والثقافة واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ ،2008 ،2‬ص‪.36‬‬

‫‪102‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫للتخلص من الفقر والتبعية‪ .‬فالتنمية بالنسبة للمواطن تعبـر عـن الجهـود الواجـب بـذلها لتـدارك‬
‫تخلفها و تحديـد طبيعـة التغيـرات التـي ينبغـي القيـام بهـا فـي كافـة الميـادين للـتخلص مـن حالـة‬
‫التخلف‪ ،‬فهي في حد ذاتها كل متكامل أي مجموعة أنشطة تتنـاول كـل جوانـب الحيـاة البيئيـة‬
‫و االقتصــادية و االجتماعيــة والثقافيــة و تنظمهــا روابــط متالحمــة فــي حركــة موحــدة المــنهج و‬
‫الغاية‪.‬‬
‫فــالقراءة لألرقــام فيمــا يخــص االســتثمارات العامــة فــي قطــاع الميــاه التــي انتقلــت مــن‬
‫‪ 28.5‬مليار دينار سنة ‪ 1999‬إلى ‪ 184‬مليار دج خالل ‪ 2009‬لـدليل علـى االهتمـام بهـذا‬
‫الجانــب للخــروج بمخطــط شــامل متكامــل و طويــل المــدى وي تم ؤئكــن مــن تعبئــة و اســتغالل هــذه‬
‫الموارد لضمان و تأمين حاجيات المواطن من المياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة و تنمية‬
‫قطــاع الفالح ــة به ــدف الوصــول إل ــى االكتف ــاء الــذاتي ف ــي مج ــال التغذيــة لض ــمان االس ــتقالل‬
‫الــوطني و تلبيــة احتياجــات الصــناعة الوطنيــة مــن المياه‪.‬ويمكننــا تلخــيص الخطــوط الرئيســية‬
‫التي ترتكز عليها السياسة المائية في الجزائر كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬ضمان و تأمين حاجيات المواطن من المياه الصالحة للشرب‪.‬‬
‫‪ ‬توفير احتياجات الصناعة من المياه ‪.‬‬
‫‪ ‬متابع ــة القطاع ــات و المص ــالح المعني ــة عل ــى التعجي ــل بإنج ــاز العملي ــات الجاري ــة و‬
‫المبرمجــة المتعلقــة بتلبيــة االحتياجــات مــن الميــاه الصــالحة للشــرب وري األ ارضــي الزراعيــة و‬
‫تزويد الصناعة الوطنية بالمياه‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاد جميع االجراءات المالئمة لحماية الموارد المائية و األراضي الفالحية من كافة‬
‫أشكال التلوث و االنجراف و سوء االستغالل‪.‬‬
‫‪ ‬وضع برامج عقالنية للتشجير مع إعطاء األولوية للمناطق المحددة لبناء السدود‪.‬‬
‫‪ ‬رصد االمكانيات الالزمة لتعبئة و توعية كل الطاقات و المؤسسات من أجل التسيير‬
‫و االستغالل العقالني للمياه في كافة المجاالت‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطة واسـعة السـتغالل منـابع الميـاه عبـر التـراب الـوطني حتـى الميـاه المعدنيـة‬
‫قصد استغاللها في األغراض الصحية و االستشفائية‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع تطور التقنيـات الحديثـة المسـتخدمة فـي تحليـة ميلـه البحـر و تجديـد شـبكة توزيـع‬
‫المياه للقضاء على التبذير و كل أشكال الهدر و اإلسراف…‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬وضــع نظــام لتحديــد تســعيرة وطنيــة وانتقائيــة وفقــا لكميــات الشــرب المســتهلكة حفاظــا‬
‫على القدرة الشرائية للفرد الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬وضع برنامج يهدف إلى اسـتغالل و تصـفية الميـاه المسـتعملة تـوفي ار لكميـات إضـافية‬
‫من الموارد المائية‪.‬‬
‫هذه الخطـة أو اإلسـتراتيجية التـي اعتمـدتها الج ازئـر ابتـداء مـن سـنة ‪ 2000‬فـي مجـال تطـوير‬
‫هياكل الموارد المائية تطلبت ميزانية مالية كبيرة قدرت ب ‪ 2300‬مليار دينار ج ازئـري أي مـا‬
‫يعادل ‪ 23‬مليار أورو‪.116‬‬

‫‪1009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنة‬
‫المجموع‬
‫=‬ ‫تنمية‬
‫‪2297‬‬
‫مليار دج‬ ‫‪184‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪490.3‬‬ ‫‪594‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪116.9‬‬ ‫‪144.3‬‬ ‫‪167.6‬‬ ‫‪121.4‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫االستثمار‬
‫العام‬
‫ته ــدف ه ــذه اس ــتراتيجية إل ــى إش ــباع الحاجي ــات األساس ــية و ه ــي عام ــل ه ــام يــرتبط به ــدف‬
‫‪117‬‬
‫االستقالل الحضاري أي أصبح هذا االستقالل بمفهومه المركب هو الهدف الرئيسي البعيد‬
‫ألن توفير الضروريات االساسية خاصة الماء من أهم حاجيات المواطن‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم االستثمارات‪:‬‬
‫إذا كانــت المـوارد المائيــة هــي العنصــر الحيــوي الــذي ال يمكــن االســتغناء عنــه و هــي‬
‫الحي ــاة و المص ــدر الوحي ــد للنش ــاطات االقتص ــادية و الص ــناعية و الزراعي ــة ف ــإن ه ــذا‬ ‫أس ــا‬
‫القطاع بالترابط مع القطاعـات األخـرى كالبيئـة و الغابـات يعتبـر مـن أهـم أولويـات التنميـة فـي‬
‫الج ازئــر حيــث أن حجــم االســتثمارات الماليــة و المقــدرة ب ‪ 2297‬مليــار دينــار ج ازئــري تعبيــر‬
‫ع ــن إرادة الدول ــة م ــن أج ـ ــل تعبئ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و تهيئ ــة ك ــل إمكاني ــات التخـ ـزين و تجمي ــع المي ــاه لتلبي ــة‬
‫حاجيــات الســاكنة فــي مختلــف األنشــطة البش ـرية واالجتماعيــة مــع التطــور الكمــي و النــوعي‬
‫للحيــاة اليوميــة لســكان المــدن و كــذلك المنــاطق الريفيــة‪ ،‬كمــا أن هــذه التعبئــة للم ـوارد المائيــة‬

‫‪ -116‬و ازرة المـوارد المائيــة فــي الج ازئــر المقــدم بالقــاهرة يــومي ‪ 2011/11/22-21‬مــن طــرف نائــب المــدير‬
‫المركزي م موستيري ‪ /‬مديرية التزويد بالماء الشروب بالو ازرة‪.‬‬

‫‪ -117‬عادل حسين ‪،‬االقتصاد المصري من االستقالل إلى التبعية ‪ 79-74‬بيروت‪ :‬دار الوحدة للطباعة و‬
‫النشر الطبعة ‪ 1،1981‬ص ‪. 325‬‬

‫‪104‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الس ــطحية و الباطني ــة م ــن المف ــروض أن تس ــتجيب أله ــداف و متطلب ــات النم ــو االقتص ــادي‬
‫خاصة و أن الزراعة تشكل ثروة غير زائلة تمكن من تحقيق االكتفاء الـذاتي فـي مجـال تـوفير‬
‫المنتوج ــات الزراعي ــة و الغذائي ــة لتحقي ــق األم ــن الغ ــذائي بعي ــدا ع ــن التبعي ــة الخارجي ــة حي ــث‬
‫تط ـ ـ ــورت ال ـ ـ ــوفرة الغذائي ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ‪ 16.521467‬ط ـ ـ ــن ( الح ـ ـ ــد األدن ـ ـ ــى س ـ ـ ــنة ‪ 2000‬إل ـ ـ ــى‬
‫‪ 36.954316‬طــن الحــد األدنــى ســنة ‪ ) 2011‬أي بنســبة ‪ % 223.7‬أي بزيــادة تقــدر ب‬
‫‪ 02.24‬من حيـث الحجـم ‪ ،‬كمـا تطـور اإلنتـاج الـوطني مـن ‪ 9.133812‬طـن (الحـد األدنـى‬
‫ســنة ‪ ) 2000‬إلــى ‪ 25.394612‬طــن (الحــد األدنــى ســنة ‪ ) 2011‬أي بنســبة ‪ % 278‬أو‬
‫بزيادة تقدر ب ‪ % 2.8‬مـن حيـث الحجـم ‪.‬أمـا الـواردات فقـد تطـورت مـن ‪ 6.869349‬طـن‬
‫(الح ــد األدن ــى س ــنة ‪) 2000‬إل ــى ‪ 11.559704‬طن(الح ــد األدن ــى س ــنة ‪ )2011‬أي بنس ــبة‬
‫‪118‬‬
‫‪ %168.3‬أي بزيادة تقدر ب ‪ %01.7‬من حيث الحجم‬
‫ومن ثم تبدو األهمية االستراتيجية للقطاع المائي و الفالحي بالنسبة للجزائر مـن خـالل قـراءة‬
‫الميزانية الممنوحـة لـو ازرة الفالحـة و التنميـة الريفيـة‪.‬إذ انتقلـت المـوارد العموميـة مـن ‪ 52‬مليـار‬
‫دج سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 284‬مليار دج سنة ‪ 2011‬أما قطاع الموارد المائيـة فقـد خصصـت لـه‬
‫ميزانية كبيرة مقدرة ‪ 2300‬مليار دينار أو ما يعادل ‪ 23‬مليار أورو و ذلـك لمواكبـة حاجيـات‬
‫الشــرب و الفالحــة و الصــناعة‪ ،‬وهــذا دليــل علــى اإلرادة السياســية الهادفــة إلــى تحســين حيــاة‬
‫الفرد و اللحاق به بالركب المتقدم في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫فالجزائر في مجـال تـوفير االعتمـادات الماليـة إلنجـاز المشـاريع فـي معظـم القطاعـات‬
‫فـي االسـتثمار هـو الهـدف األساسـي‬ ‫اعتمدت على إمكانياتها الذاتية ألن االعتماد على النف‬
‫‪،‬فعمليــة التنميــة الشــاملة وطويلــة المــدى تقــوم علــى قاعــدة داخليــة ألن االســتثمار الخــارجي أو‬
‫األجنبــي يهــتم بتطــوير الم ـوارد الطبيعيــة أكثــر مــن اهتمامــه بتطــوير أف ـراد المجتمــع « عمليــة‬
‫وطن ــي حي ــث ال يمك ــن أن‬ ‫التنمي ــة االقتص ــادية ب ــالبالد المتخلف ــة يج ــب أن تق ــوم عل ــى أس ــا‬
‫تفــرض عليهــا مــن الخــارج فــالقوى الخارجيــة يمكــن أن تنشــط و تســهل عمــل القــوى الوطنيــة و‬
‫‪119‬‬
‫لكنها ال يمكن أن تكون بديال لها‪».‬‬

‫‪ -118‬و ازرة الفالحــة و التنميــة الريفيــة ‪ ،‬مســار التجديــد الفالحــي و الريفــي ‪ ،‬عــرض و آفــاق ‪:‬مجلــة تصــدرها‬
‫الو ازرة ( الجزائر‪:‬المطبعة الرسمية‪،‬ماي ‪)2012‬‬

‫‪ -119‬سعد ماهر حمزة‪ ،‬المقدمة في اقتصاديات التبعية و التنمية‪،‬تجارب إفريقية و عربية (القاهرة‪:‬دار‬
‫المعارف بدون صفة الطبع) صفحة ‪.272‬‬

‫‪105‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وعلــى ســبيل المثــال ال للحصــر و فــي إطــار اإلنجــازات الميدانيــة و لتعبئــة الم ـوارد‬
‫المائية إلى غاية ‪ 2006‬فقد تم تسليم ‪ 31‬سدا و ‪ 699‬بئـ ار و ‪ 675‬خ ازنـا و إنجـاز أزيـد مـن‬
‫‪ 1100‬عملية تزويد بالماء الشروب حيث وصلت عملية الربط بالماء الصـالح للشـرب ‪%92‬‬
‫ليتم رفع نسبة الفرد من حصته في الماء إلى ‪ 165‬لت ار يوميا مع نهاية ‪.2009‬كما تم تشغيل‬
‫‪ 20‬محطــة تحليــة لتصــفية الميــاه و مــد أكثــر مــن ‪300‬كلــم‪ .‬و قــد ســجل ارتفــاع ملحــوظ فــي‬
‫عمليــات ربــط البيــوت بالشــبكات العموميــة للتطهيــر إذ ارتفعــت النســبة مــن ‪ %80‬فــي ‪2006‬‬
‫‪120‬‬
‫لتبلغ ‪ %90‬أواخر سنة ‪.2009‬‬
‫وضــمن االســتراتيجية المتبعــة مــن طــرف قطــاع الميــاه و التــي شــرع فيهــا ســنة ‪2003‬‬
‫فلقد تمت المصـادقة علـى ‪ 2300‬برنـامج جـواري منهـا ‪ 1900‬لصـالح ‪ 268604‬أسـرة ريفيـة‬
‫أي اس ــتحداث ‪ 94800‬منص ــب ش ــغل‪ .‬وض ــمن الخط ــة م ــا ب ــين ‪ 2013-2007‬فلق ــد تم ــت‬
‫الموافقة على ‪ 3858‬مشروعا جواريا للتنمية الريفية المندمجة ‪.‬‬
‫وبالمقارنــة مــع الســنوات الســابقة ســنة ‪ 1984‬مــثال حيــث شــهد القط ـ ـ ـ ـ ــاع إنجــاز ‪09‬‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــدود ‪ ،‬و ‪ 1328‬عملي ــة تم ــوين بالم ــاء الش ــروب و ‪ 825‬عملي ــة تطهي ــر و إنج ــاز ‪12‬‬
‫محطــة للتطهيــر و ‪ 393‬عمليــة تنقيــب و إنجــاز ‪ 284‬خ ازنــا و محطــة واحــدة إل ازلــة المعــادن‬
‫م ــن الم ــاء و رش ‪ 138000‬هكت ــا ار و تجدي ــد ‪ 376‬س ــاقية‪ :‬ن ــدرك المجه ــودات المبذول ــة ف ــي‬
‫القطاع لسد الحاجيات‪.‬‬
‫ولتوصيل الماء إلى الساكنة في الجنوب فلقد تم إنجـاز أنبـوب نقـل الميـاه لـربط مدينـة‬
‫تمنراست الجنوبية بعين صالح و هو األنبوب الذي يمتد عبر ‪740‬كلم بقيمة مالية تفوق ‪01‬‬
‫مليــار دوالر‪ ،‬كمــا خصــص مبلــغ ‪ 53‬مليــار دج لتصــليح أنابيــب الميــاه بــالقطر الــوطني وذلــك‬
‫بهدف التحكم في تسيير هـذه المـادة الحيويـة و النـاذرة‪ ،‬وضـمن هـذا اإلطـار فلقـد برمجـت ‪50‬‬
‫محطة لتحلية ميـاه البحـر وتوريـد الميـاه النقيـة و لعـل محطـة الحامـة بالعاصـمة و التـي تعتبـر‬
‫إحدى أكبر المحطات في إفريقيا و التي قدرت تكلفة إنجازها ب ‪ 250‬مليون دوالر‪.‬‬
‫و هنـاك بـرامج مســتقبلية للفتـرة الممتــدة مــا بــين ‪ 2013-2010‬فقــد خصصــت الدولــة‬
‫اعتمــادات ماليــة ضــخمة لضــمان األمــن المــائي خــالل الخماســي ‪ 2014-2010‬متمثلــة فــي‬

‫األمة بتاريو سبتمبر ‪ 2007‬صفحة‪.117‬‬ ‫‪ -120‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ 17‬الصادرة عن مجل‬

‫‪106‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إنجــاز ‪ 16‬ســدا عبــر الت ـراب الــوطني بطاقــة إضــافية تبلــغ ‪ 8.1‬مليــار متــر مكعــب و إنجــاز‬
‫مشروع نقل المياه من الصحراء إلى المناطق الداخلية و النظام المائي مستغانم‪-‬أرزيو‪.121‬‬
‫أما موضوع تحلية مياه البحر ‪ 2014-2010‬فإنه يعني إنجاز ‪ 13‬محطة و تهيئتها‬
‫من أجل تحقيق ‪ 26.2‬مليون متر مكعب يوميا‪ ،‬ومن ضمن المشاريع العديـدة فلقـد تـم إنجـاز‬
‫أنظم ـ ـ ـ ـ ــة التطهير و مكافحة صعود المياه فـي كـل مـن ورقلـة و الـوادي ‪ ،‬و حمايـة واد ميـزاب‬
‫من الفيضانات و إنجاز ‪ 36‬محطة تصفية و ‪ 40‬بحيرة‪ ،‬و البرنامج الخماسي يقضي بإنجاز‬
‫‪ 19‬ســدا جديــدا للرفــع مــن طاقــة االســتغالل لتصــل إلــى ‪ 1.9‬مليــار متــر مكعــب و إنجــاز ‪06‬‬
‫مشــاريع كبــرى للتمويــل و برمجــة ‪ 14‬عمليــة لتوصــيل الميــاه الصــالحة للشــرب و إعــادة تهيئــة‬
‫شـبكة التزويـد بالمـاء الشـروب ل ‪ 22‬مدينـة فضــال عـن شـبكات التطهيـر ل ‪ 12‬مدينـة‪ ،‬وبنــاء‬
‫‪ 44‬محطة تصفية و‪ 42‬بحيرة من أجل بلو طاقـة معالجـة للميـاه المسـتعملة المقـدرة ب ‪2.1‬‬
‫‪122‬‬
‫مليار متر مكعب‪/‬سنويا‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الهياكل القاعدية و اآلفاق‪:‬‬
‫لقد تمكنت الجزائر بفضل استراتيجيتها القطاعية من إنجـاز العديـد مـن السـدود خـالل‬
‫الحقبــة الممتــدة إلــى غايــة ‪ 1999‬حيــث انتقــل عــدد الســدود المنج ـزة مــن ‪ 44‬ســدا خــالل ســنة‬
‫‪ 1999‬إلى ‪ 68‬سدا أواخر سـنة ‪ .2010‬هـذه الهياكـل القاعديـة التـي مكنـت مـن تجنيـد طاقـة‬
‫مائية معتبرة حيث أنهـا ارتفعـت مـن ‪ 03.3‬مليـار متـر مكعـب خـالل ‪ 1999‬إلـى ‪ 07‬مالييـر‬
‫متر مكعب أواخر سنة ‪ 2010‬وبذلك فقد خطت الجزائر خطوات جبارة في ميدان تـوفير هـذه‬
‫المــادة الستغاللها في الميادين الزراعي ــة و االقتصـادية و االسـتعمال المنزلـي و مـن بـين أهـم‬
‫المشاريع الكبرى التي تم إنجازها ثم اإلنطالق في المشاريع التالية‪.‬‬
‫‪ ‬ابتداءا من سبتمبر ‪ 2007‬و لتزويد ‪ 06‬واليات بتعداد سكاني ‪ 04‬ماليين نسمة فقـد‬
‫تم إنجاز سد بني هارون و قد استغل لسقي ‪ 4000‬هكتار على شكل ‪ 04‬محيطات زراعية‪.‬‬
‫‪ ‬مركب مستغانم – أرزيو وهران ‪ :‬الهدف تزويد الساكنة و الري الفالحي ‪.‬‬
‫‪ ‬مركــب ســد تاقصــبت لت ــأمين تاقصــبت الج ازئــر العاص ــمة و منطقــة فريحــة‪ -‬ع اززق ــة‬
‫بالمياه الصالحة للشرب انطلق تشغيله في فبراير ‪. 2007‬‬

‫‪ -121‬و ازرة الموارد المائية‪،‬مديرية الدراسات و التهيئة ‪ ،‬مصادر المياه في الجزائر‪،‬أكتوبر‪،2001‬ص‪3‬‬


‫‪ -122‬نور الدين حاروش‪،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬نقل المياه الجوفية من عين صالح إلى تمنراست على طـول ‪ 740‬كلـم ابتـدأ التشـغيل‬
‫أواخر ‪. 2007‬‬
‫‪ ‬تحويل مياه الشط الغربي بوالية النعامة لنقلها إلى واليتي تلمسان و سيدي بلعبا ‪.‬‬
‫‪ ‬تحويل المياه من منطقة سطيف انطلقت أشغاله سنة ‪.2007‬‬

‫تطوير الهياكل المائية التمويلية الكبرى شمالاشدددددددددددددددددمال ‪ ،‬شدددددددددددددددددمالاجنوب ‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬
‫جنوباجنوب‬

‫عدد السكان‬ ‫كمية المياه المعالجة‬


‫الواليات المستفيدة‬ ‫تحويل المياه‬
‫المستفيدين‬ ‫بالمتر المكعب‬
‫قسنطينة‪-‬ميلة‪-‬جيجل‪-‬‬
‫‪4.000.000‬‬ ‫‪440.000‬‬ ‫بن هارون‬
‫باتنة‪-‬خنشلة‬
‫‪5.000.000‬‬ ‫‪600.000‬‬ ‫الجزائر – تيزي وزو‬ ‫تاقصبت‬

‫‪1.500.000‬‬ ‫‪560.000‬‬ ‫مستغانم – وهران‬ ‫مستغانم‪-‬أرزيو‪-‬وهران‬


‫البويرة –المدية – تيزي‬
‫‪2.000.000‬‬ ‫‪346.000‬‬ ‫كدية أسردون‬
‫وزو – المسيلة‬
‫‪1.500.000‬‬ ‫‪120.000‬‬ ‫بجاية‬ ‫تيشي حاف‬

‫‪1.500.000‬‬ ‫‪173.000‬‬ ‫الطارف – عنابة‬ ‫مكسة‬

‫‪450.000‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫تمنراست‬ ‫عين صالح‪-‬تمنراست‬

‫باإلضــافة إلــى هــذه التحــويالت المائيــة تضــاف عمليــات أخــرى للـربط بالمــاء الشــروب انطالقــا‬
‫م ــن الس ــدود و ذل ــك دعم ــا لعملي ــة تزوي ــد الس ــاكنة بالم ــاء الص ــالح للش ــرب و المق ــدرة بحـ ـوالي‬
‫‪ 2.800.000‬نسم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و بكمية من المياه المعالجة و المقـدرة ب ‪ 600.000‬متـر مكعـب‬
‫يوميا‪.‬‬

‫المرجع ‪ :‬و ازرة الموارد المائية‪،‬استراتيجية المياه المقدمة بالقاهرة أيام ‪ 22-21‬نوفمبر‪.2011‬‬ ‫‪‬‬

‫‪108‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تحسدين نوعيدة الميداه الموزعدة‪Amélioration de la qualité des eaux .‬‬ ‫‪‬‬


‫‪saumâtres‬‬

‫الحجم المائي المعالج‬


‫األشغال ا المشروع‬ ‫المنطقة المستفيدة‬ ‫الموقع‬
‫م‪3‬ا‪1‬‬
‫تشغيله منذ ‪2004‬‬ ‫وهران‬ ‫‪34.000‬‬ ‫بريدع‬
‫مدينـ ـ ـ ـ ــة ورقلـ ـ ـ ـ ــة و المنـ ـ ـ ـ ــاطق‬
‫في طور اإلنجاز‬ ‫‪70.500‬‬ ‫ورقلة‬
‫المجاورة‬
‫في طريق األشغال‬ ‫‪ 04‬بلديات بدائرة توقرت‬ ‫‪34.500‬‬ ‫توقرت‬
‫مدينـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـوادي و القـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬
‫في طريق األشغال‬ ‫‪30.000‬‬ ‫الوادي‬
‫المجاورة‬
‫في طريق األشغال‬ ‫مدينة تندوف‬ ‫‪10.500‬‬ ‫تندوف‬

‫في طريق األشغال‬ ‫مدينة تمنراست‬ ‫‪100.000‬‬ ‫تمنراست‬

‫تطوير أساليب الري الفالحي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫عــن الــري الفالحــي و ضــمن االســتراتيجية المعتمــدة مــن طــرف قطــاع الم ـوارد المائيــة‬
‫فإنها تتمحور حول اتجاهين‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنسـبة للمســاحات و المحيطــات الكبــرى فقــد تـم انجــاز العمليــات المبرمجــة و الهادفــة‬
‫لسقي ‪ 95000‬هكتا ار منها ‪ 26000‬في طور التهيئة و االستصالح‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للري المتوسط فلقد تم إنجاز ‪ 103‬حاج از مائيا قـادرة علـى تجميـع ‪ 18‬مليونـا‬
‫متر مكعب من المياه بغية سقي مساحات فالحية ‪ 3500:‬هكتارا‪.‬‬
‫‪ 74 -3‬حــاج از مائيــا بقــدرة اســتيعاب ‪ 16‬مليــون متــر مكعــب هــي فــي طــور االنجــاز و‬
‫بإمكانها سقي مسافة فالحية مقدرة ب ‪ 3100‬هكتارا‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪123‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ ‬تطوير أساليب المياه الصالحة للشرب‪ ،‬الصرف الصحي‪ ،‬الري‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫التزويد بالماء الشروب ‪AEP‬‬
‫‪112.000‬‬ ‫‪102.000‬‬ ‫‪50.000‬‬ ‫المد الطولي للشبكات بالكلم ‪linéaire‬‬
‫‪%98‬‬ ‫‪%94‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫نسبة الربط ‪Raccordement‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪123‬‬ ‫النصيب باللتر يوميا للفرد الواحد‬
‫‪ ‬الصرف الصحي‬
‫‪45.000‬‬ ‫‪42.000‬‬ ‫‪21.000‬‬ ‫المد الطولي للشبكات بالكلم‪lineaire reseaux‬‬
‫‪%95‬‬ ‫‪%87‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫نسبة الربط‬
‫‪239‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪28‬‬ ‫محطات التصفية‬
‫‪1200‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪90‬‬ ‫الكمية بالمليون متر مكعب سنويا‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫الري الفالحي‬


‫‪270.000‬‬ ‫‪227.000‬‬ ‫‪157.000‬‬ ‫المساحات و المحيطات الفالحية بالهكتار‬
‫‪1200.000‬‬ ‫‪940.000‬‬ ‫‪350.000‬‬ ‫المساحات و المحيطات المتوسطة و الصغرى‬
‫‪ ‬نسبة االستفادة من الماء الصالح للشرب على المستوى الوطني ‪:‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫مقدار االستفادة‬


‫‪%80‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫يوميا‬
‫‪%13‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫يوم في يومين ‪ 1‬على ‪ 2‬يوم‬
‫‪%07‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫يوم في ثالثة أيام ‪ 1‬على ‪3‬أيام‬

‫‪ ‬برامج تحلية مياه البحار ‪:‬‬


‫إدخال هذه التقنية الحديثة و المتضمنة تحليـة ميـاه البحـار مـن أهـم العمليـات الحديثـة‬
‫لضــمان التــزود بالمــاء الشــروب خاصــة فــي المنــاطق الشــمالية المحاديــة للبحــر مــن جهــة ومــن‬
‫جهة أخرى فإنهـا تهـدف إلـى مـد المنـاطق الصـحراوية التـي تحتـاج إلـى كميـات إضـافية ‪ ،‬كمـا‬

‫‪ -123‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أن هذه العملية سند بإمكانها دعم ومساعدة السدود المتـوفرة فـي سياسـة تكامليـة للقضـاء علـى‬
‫طل ــب المي ــاه خاص ــة ف ــي االس ــتعماالت المنزلي ــة و ك ــذا االس ــتغالل ف ــي المج ــالين الز ارع ــي و‬
‫الفالحي‪.‬‬
‫المحطات المتوسطة ‪: stations monoblocs‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فلق ــد ت ــم إنج ــاز ‪ 23‬محط ــة خ ــالل س ــنة ‪ 2000‬النت ــاج كمي ــة مائي ــة ‪ 57500:‬مت ــر‬
‫مكعــب يوميــا ‪ ،‬و هــذا برنــامج اســتعجالي جــاء للتخفيــف مــن أزمــة الطلــب علــى الميــاه التــي‬
‫عرفتهــا مــدن الشــمال خاصــة الج ازئــر العاصــمة و مدينــة ســكيكدة فــي ســنة ‪ ،2000‬و كــذلك‬
‫األزم ــة المائي ــة الت ــي عرفه ــا الغ ــرب الج ازئ ــري خ ــالل س ــنة ‪ 2004‬مم ــا قض ــى بتحويـ ــل ‪10‬‬
‫محطات و المتواجدة بتن ‪ ،‬وهران ‪ ،‬و عين تموشنت‪.‬‬
‫المحطات الكبرى ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ه ــذه المحط ــات الكب ــرى لتص ــفية مي ــاه البح ــر ج ــاءت لت ــدعم عملي ــات الت ــزود بالم ــاء‬
‫الشــروب فــي المــدن المحاديــة للبحــار شــمال الــوطن‪ ،‬خاصــة بــالجزائر العاصــمة ‪ ،‬وه ـران ‪ ،‬و‬
‫مدينــة ســكيكدة‪ .‬وقــد مكنــت الد ارســات التــي قامــت بهــا الجهــات المختصــة علــى مســتوى و ازرة‬
‫الري سنة ‪ 2000‬و ‪ 2003‬من تحديد أوليات المدن الكبرى التي هي بحاجـة ماسـة إلـى مثـل‬
‫هذه المحطات الكبرى للتخفيف من حدة األزمة و القضاء عليها‪.‬‬

‫‪ ‬المحطات الكبرى اتوزيع محطات تحلية مياه البحر‪) 2011 ( :‬‬

‫المحطات في‬ ‫الكمية متر‬ ‫عدد‬ ‫المحطات‬


‫عدد الخدمة‬ ‫مكعب يوميا‬ ‫المحطات‬ ‫الكبرىاالمنطقة‬
‫الكمية‬
‫‪490.000‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪1.390.000‬‬ ‫‪06‬‬ ‫الغرب‬
‫‪200.000‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪720.000‬‬ ‫‪05‬‬ ‫الوسط‬
‫‪790.000‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪2260.000‬‬ ‫المجموع(العدد‪،‬الكميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪13‬‬
‫بالمتر مكعب يوميا)‬
‫‪288‬‬ ‫‪825‬‬ ‫المجم ــوع بـــالماليين متـ ــر‬
‫مكعب سنويا‬

‫‪111‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬تهيئة المحطات الكبرى لتحلية مياه البحر‬

‫القطر‬ ‫المسافة كلم‬ ‫الكمية م‪3‬ايوم‬ ‫األشغال‬ ‫المنطقة‬


‫في الخدمة بتاريو‬
‫‪ø 1250‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪90.000‬‬ ‫آرزيو – وهران‬
‫‪2005-08-31‬‬
‫في الخدمة بتاريو‬ ‫سوق تليالت –‬
‫‪250-1400‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪200.000‬‬
‫‪2011-05-30‬‬ ‫تلمسان‬
‫‪500-1200‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫في طور االنجاز‬ ‫جنين – تلمسان‬
‫‪200-1400‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫مستغانم‬
‫في الخدمة‬ ‫سيدي جلول‪-‬‬
‫‪250-1400‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪200.000‬‬
‫ديسمبر‪2009‬‬ ‫تموشنت‬
‫‪700-1800‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪500.000‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫المقطع‪-‬وهران‬
‫في الخدمة‬
‫‪700-900‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫الحامة‪-‬الجزائر‬
‫‪2008/02-24‬‬
‫جنينات‪-‬‬ ‫أر‬
‫‪900-1000‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬
‫بومردا‬
‫‪350-900‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪120.000‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫فوقة‪-‬تيبازة‬
‫‪200-1000‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫في طريق االنطالقة‬ ‫واد سبت‪-‬تيبازة‬
‫‪200-1400‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬ ‫تن ‪-‬شلف‬
‫‪ø 800‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪50.000‬‬ ‫في طريق األنطالقة‬ ‫الشط‪ -‬الطارف‬
‫‪400-1000‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫سكيكدة‬
‫قيمة المشاريع‪:‬‬
‫‪1164‬كلم‬ ‫‪2.260.000‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ 125‬مليار دج‬

‫‪112‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫إسهام عملية تحلية مياه البحر في التزويد بالماء الشروب ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪124‬‬
‫الجدول‬
‫بالمتر مكعب في‬ ‫معطيات متوسطة على المحطات‬
‫نسبة المساهمة‬
‫اليوم الواحد‬ ‫المشغلة‬
‫‪%19‬‬ ‫‪185000‬م‪/3‬يوم‬ ‫إنتاج المياه المحالة "الحامة"‬ ‫الجزائر‬
‫‪/‬‬ ‫‪ 950.000‬م‪/3‬يوم‬ ‫اإلنتاج الكلي‬ ‫‪/‬‬
‫إنتاج المياه المحالة(كحرمة ‪ -‬سيدي‬ ‫وهران‪-‬عين‬
‫‪%71‬‬ ‫‪ 290.000‬م‪1/3‬‬
‫جلول)‬ ‫تموشنت‬
‫‪/‬‬ ‫‪ 300.000‬م‪1/3‬‬ ‫اإلنتاج الكلي‬ ‫‪/‬‬
‫‪%71‬‬ ‫‪200.000‬م‪1/3‬‬ ‫إنتاج المياه المحالة " سوق الثالثاء"‬ ‫تلمسان‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اإلنتاج الكلي‬ ‫‪/‬‬
‫‪%48‬‬ ‫‪ 60.000‬م‪1/3‬‬ ‫إنتاج المياه المحالة‬ ‫سكيكدة‬
‫‪/‬‬ ‫اإلنتاج الكلي‪1250.000‬‬ ‫‪/‬‬

‫المعطيات اإلجمالية إلى غاية ‪2012‬‬


‫مساهمة مقدرة بـ ‪%33‬‬ ‫‪ 2.300.000‬م‪1/3‬‬ ‫مياه محالة‬
‫‪ 7.000.000‬م‪1/3‬‬ ‫االحتياجات من الماء الشروب‬

‫بحثـا عــن المزيـد مــن المـوارد المائيــة انتهجـت الج ازئــر هـذه االســتراتيجية حيـث عمــدت‬
‫إلــى تحليــة ميــاه البحــر نظ ـ ار لموقعهــا الجغ ارفــي المطــل علــى البحــر األبــيض المتوســط و هــذا‬
‫الحل تطلب اعتمادات مالية ضخمة‪.‬‬
‫عمليــة التحليــة هــذه تقــوم علــى طريقــة التبخيــر الوميضــي المتعــدد الم ارحــل و طريقــة‬
‫التناضح العكسي أو األزوموز العكسي و هذه الطريقة هي المعتمدة فـي الج ازئـر مثـل العربيـة‬
‫السعودية و الكويت و اإلمارات المتحدة وليبيا‪.125‬‬

‫‪ -124‬و ازرة الموارد المائية‪ ،‬استراتيجية المياه في الجزائر‪:‬تقرير مقدم بمنتدى القاهرة ‪ 22-21‬نوفمبر‬
‫‪.2011‬‬

‫‪113‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تسيير و مراقبة المياه في الجزائر‪:‬‬


‫تهــدف االســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر إلــى ضــمان وف ـرة المــادة بصــورة منتظمــة و‬
‫كافية و من تم اهتمـت الدولـة بهـذا القطـاع و أولتـه العنايـة القصـوى بحثـا و تنقيبـا و إنجـا از و‬
‫و مراقبة وتتجلى السياسة المائية في الجزائر في النقاط التالية ‪:‬‬ ‫تسيي ار و متابعة‬
‫التسيير المحكم و الفعال لمصـادر الميـاه كمـا ونوعـا لضـمان وفرتهـا و اسـتم ارريتها و‬ ‫‪-‬‬
‫دوامها‪.‬‬
‫البحــث عــن مصــادر الميــاه و االســتثمارات فــي هــذا المجــال لضــمان الحــد االدنــى فــي‬ ‫‪-‬‬
‫االستعماالت البشرية المختلفة الزراعية و الصناعية و االستعمال المنزلي ‪.‬‬
‫إعـداد منظومـة قانونيـة لتسـيير القطـاع و إدخـال م ارسـيم تكميليـة و تنفيذيـة ابتـداء مــن‬ ‫‪-‬‬
‫قانون ‪ 2005‬للتحكم في الموارد المائية بصفة محكمة و دقيقة‬
‫عصـرنة الجهــاز التخطيطــي لتطــوير قطــاع الميـاه بإدخــال التقنيــات الحديثــة كــاإلعالم‬ ‫‪-‬‬
‫و أجهزة المراقبة و الكشف و التحليل للمياه‪.‬‬ ‫اآللي‬
‫وضــع إطــار للتشــاور بــين كافــة المتعــاملين مــع القطــاع مــن بــين ذلــك إنشــاء مجل ـ‬ ‫‪-‬‬
‫وطني للتشاور حول مصادر المياه و ‪ 05‬لجان جهوية تهتم باألحواض المائية‪.‬‬
‫و المخطط أسفله يبين المصالح المشرفة على القطاع على المستوى الوطني و المحلي ‪:‬‬
‫‪ -‬المجموع ــات المحلي ــة للبل ــديات‪ -‬م ــديريات ال ــري للوالي ــات (‪ – )48‬وك ــاالت‬
‫األحواض المائية (‪ – )ABH‬الوكالة الوطنية للمصادر المائية (‪– )ANRH‬‬
‫الوكال ــة الوطني ــة للس ــدود و التح ــويالت‪ -‬الجزائري ــة للمي ــاه(‪ – )ADE‬الوكال ــة‬
‫الوطني ـ ــة للص ـ ــرف الص ـ ــحي(‪ – )ONA‬الوكال ـ ــة الوطني ـ ــة لل ـ ــري و الس ـ ــدود(‬
‫‪.)ONID‬‬
‫‪ 09‬مديريات مركزية موزعة على ‪ 03‬تخصصات‬

‫‪ -125‬خالد محمد الزاوي‪ ،‬الماء الذهب األزرق في الوطن العربي (القاهرة‪ :‬مجموعة النيل‬
‫العربية‪)2004،‬ص‪.33‬‬

‫‪114‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األمانة العامة‬ ‫الوزير‬ ‫المفتشية العامة‬

‫التخطيط ‪ -‬االستثمارات‬ ‫برامج التطوير و تنظيم‬ ‫اإلدارة‪ -‬التقنين‪-‬الموارد‬


‫‪DPAE-DEAH‬‬ ‫المصالح العمومية‬ ‫البشرية‬
‫‪DAPE-DAEP-‬‬ ‫‪DRHFE-DBM-DRC‬‬
‫‪DHA-DMRE‬‬

‫المديرات الوالية‬ ‫المؤسسات العمومية‬


‫‪05‬مؤسسات(وكاالت)‬
‫‪48‬‬ ‫‪5‬تحت الوصاية‬
‫لألحواض االمائية‬
‫‪ANRH-ANBT-‬‬
‫‪ADE-ONA-ONID-‬‬
‫‪INPE‬‬

‫‪126‬‬
‫*يهدف القانون رقم ‪ 17/83‬المؤرخ ‪ 16‬يونيو ‪ 1983‬إلى تنفيد سياسة وطنية ترمـي إلـى‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬ض ــمان اس ــتعمال عقالن ــي و مخط ــط قص ــد تلبي ــة أحس ــن لحاجي ــات الس ــكان و االقتص ــاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حماية المياه من التلوث و التبذير و االستعمال المفرط‪.‬‬
‫‪ -‬انتقاء اآلثار المضرة للمياه‪.‬‬
‫كما نص هذا القانون على مكونات الملكية العامة للمياه و المتكونة من ‪:‬‬
‫المياه الجوفية و مياه الينابيع و المياه المعدنية و مياه الحمامات و المياه السطحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجاري المياه و البحيـرات و البـرك و السـباخ و الشـطوط و كـذا األ ارضـي و النباتـات‬ ‫‪-‬‬
‫الموجودة ضمن حدودها‪.‬‬
‫منشآت تعبئة المياه و تحويلها وتخزينها و معالجتهـا أو توزيعهـا و تطهيرهـا و بصـفة‬ ‫‪-‬‬
‫عامة كل منشأة مائية و ملحقها منجزة من طرف الدولة أو لحسابها من أجل المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ -126‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون المياه رقم ‪ 17-83‬المؤرخ ‪16‬يوليو‪ ،1983‬التمهيد‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الطمــي والرواســب فــي الحــدود المنصــوص عليهــا فــي المــادة ‪ 03‬تحــدد مجــاري الميــاه‬ ‫‪-‬‬
‫بارتفاع المياه الجارية إلى حد الضفتين قبل نقطة االرتفاع‪.‬‬
‫وقــد تناولــت األبـواب ‪ 10‬الـواردة فــي هــذا القــانون كــل مــا يتعلــق بهــذه الثــروة و يهــذف‬
‫هــذا القــانون إلــى االســتعمال المالئــم و الحفــاظ عليهــا مــن جميــع أشــكال التبــذير و االهتمــام‬
‫بإعادة استخدامها كل ما أمكـن ذلـك فـي إطـار النمـاذج التـي تقتضـيها نوعيـة هـذه الميـاه‪ ،‬ألن‬
‫ذلــك يحــافظ علــى المصــير االجتمــاعي و االقتصــادي لكــل األف ـراد‪،‬ومن أهــم الوســائل الوقائيــة‬
‫ضد األمراض المتنقلة فإن التلقيح يعتبر أنجع هذه الوسائل للحماية‪.127‬‬
‫ونظ ار ألهمية المياه الصالحة للشرب و باعتبار أن الجزائر خطت خطـوات كبيـرة فـي‬
‫هــذا المجــال و ضــمن العمــل التكــاملي مــع القطاعــات األخــرى فقــد أصــدرت و ازرة الصــحة و‬
‫اإلســكان دل ــيال‪ ‬تقني ــا حــول المي ــاه الص ــالحة للش ــرب و الصــرف الص ــحي م ــن ‪ 283‬ص ــفحة‬
‫باللغــة الفرنســية قــدم لــه المــدير الجهــوي للمنظمــة العالميــة للصــحة المكلــف بأوروبــا‪ ‬جــاء فــي‬
‫تقديمــه « بإمكــان الج ازئــر أن تمــد يــد المســاعدة التقنيــة للــدول اإلفريقيــة فــي جنــوب الصــحراء‪،‬‬
‫ه ــذه ال ــدول الت ــي إن اتبع ــت ه ــذا ال ــدليل س ــتخفف م ــن ح ــدة الوفي ــات الناجم ــة ع ــن األمـ ـراض‬
‫‪128‬‬
‫المتأتية من المياه‪».‬‬
‫حماية و مراقبة المياه الصالحة للشرب ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحددها القانون الوطني وخاضعة لتوصيات‬ ‫عموما فإن نوعية الماء الشروب تخضع لمقايي‬
‫المنظمــة العالميــة للصــحة ‪. OMS‬ومــن ثــم جــاء القــانون ‪ 85/05‬المــؤرخ ‪16‬فب اريــر ‪1985‬‬
‫والمتضمن قانون الصحة ليؤكد في الفقرة الثانية البند ‪32‬و‪ 33‬على ‪:‬‬
‫المحـ ــددة قانونـ ــا وفـ ــق المعـ ــايير للحمايـ ــة‬ ‫ضـ ــرورة خضـ ــوع المـ ــاء الشـ ــروب للمقـ ــايي‬ ‫‪-‬‬
‫الصحية‪.‬‬
‫أما قانون المياه في الجزائر المؤرخ ‪16‬جويلية ‪ 1983‬فـي مادتـه ‪ 53‬يـنص علـى أن‬ ‫‪-‬‬
‫الماء الشروب هو الـذي ال يـؤثر علـى صـحة الفـرد ويشـترط أال يحتـوي علـى أي مـادة عضـوية‬
‫أو كميائية مضرة بالصحة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪- Missoum Sbih, l’administration publique Algérienne, ed Hachette France, 2em trimestre1973 ,‬‬
‫‪page 169.‬‬
‫‪" Guide Pratique pour l’eau potable et l’Assainissement rural et suburbain "‬‬
‫‪‬‬
‫‪LEO.A.Kaprio :directeur regional de l’OMS pour l’Europe.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪- 1-Organisation Mondiale de la santé, Bureau régional de l’Europe, Copenhague, 1984 page‬‬
‫‪03,‬‬

‫‪116‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪129‬‬
‫و الجدول أسفله يبين المواد الكميائية المضرة حسب المنظمة العالمية للصحة ‪:‬‬

‫‪Paramètre‬‬ ‫الحد المقبول م ع للصحة‬ ‫الحد المقبول االتحاد األوروبي‬


‫سنة ‪25ug/L  2003‬‬
‫)‪Plomb(Pb‬‬ ‫‪50 ug /L‬‬
‫سنة ‪25ug/L  2013‬‬
‫)‪Cadmium ( ed‬‬ ‫‪05 ug /L‬‬ ‫‪5 ug /L‬‬
‫)‪Mercure (Hg‬‬ ‫‪01 ug /L‬‬ ‫‪01 ug /L‬‬
‫)‪Cyamires (Cn‬‬ ‫‪100 ug /L‬‬ ‫‪50 ug /L‬‬
‫)‪Arsemic (As‬‬ ‫‪00.05 mg /L‬‬ ‫‪10 ug /L‬‬

‫‪ ‬الجهاز الدولي لمراقبة المياه الصالحة للشرب ‪:‬‬


‫تهدف الجهود الكبيرة المبذولة في مجال تعبئة الموارد المائية إلى تحقيق أربعة أهداف ‪:‬‬
‫توفير المياه الصالحة للشرب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغطية الوحدات و حاجياتها الصناعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلبية متطلبات الزراعة و خاصة المساحات الزراعية الكبيرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصريف المياه المستعملة من طرف السكان و المصانع و ذلـك بفضـل شـبكة تطهيـر‬ ‫‪-‬‬
‫المناطق اآلهلة بالسكان في إطار إنجاز محطات التطهير و معالجة المياه المستعملة لتفادي‬
‫مخاطر التلوث‪.‬‬
‫*فــي ه ــذا المجــال ف ــإن المشــاريع الت ــي أنجــزت مكن ــت مــن ال ــتحكم بصــفة ملموس ــة فــي ه ــذه‬
‫الوضــعية حيــث ســجلت تحســينات علــى مســتوى المــدن الكبــرى و المجتمعــات الســكانية عبــر‬
‫الوطن‪.‬‬
‫و مــن هــذا المنطلــق فــإن هنــاك اهتمامــا دوليــا بقضــية مراقبــة الميــاه حيــث يوجــد جهــاز دولــي‬
‫لمراقبــة جــودة الميــاه عبــر العــالم ابتــدأ مــن ســنة ‪ 1977‬يــدخل ضــمن النظــام الــدولي للمراقبــة‬
‫المستمرة للبيئة ‪ ، GEMS‬أما جهاز ‪ GEMS/Water‬المنشأ من طرف برنامج األمـم المتحـدة‬
‫للبيئـة ‪ PNUE‬بمشـاركة المنظمـة العالميـة للصـحة ‪ OMS‬و المنظمـة الدوليـة للتربيـة و الثقافـة‬
‫‪ UNESCO‬و المنظم ــة الدولي ــة لألرص ــاد الجوي ــة ‪ : OMM‬ه ــذا الجه ــاز يض ــم ‪ 344‬محط ــة‬
‫مراقبــة عبــر العــالم مــن أجــل د ارســة مجــاري األنهــار خاصــة نهــر النيــل ‪ ،‬الغــونج ‪ ،‬ال ـراين ‪،‬‬
‫البحيرات مثل ( بحيـرة طـاي بالصـين ‪ ،‬و البحيـرات بأمريكـا الشـمالية ) ضـف إلـى ذلـك الميـاه‬

‫‪129‬‬
‫‪- OMS directives qualités de l’eau, 2e ed, Genere, 1998, page 76‬‬

‫‪117‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الباطنيــة فــي إفريقيــا و الشــرق األوســط ‪ .‬بواســطة هــذا الجهــاز تعطــى جميــع المعلومــات حــول‬
‫نوعية المياه الصالحة للشرب و كذلك المعطيات حـول الميـاه المسـتعملة لالغـراض الصـناعية‬
‫و الزراعيــة‪ ،‬هــذه المعلومــات التــي تــتم د ارســتها مــن طــرف معهــد البحــوث حــول الميــاه بكنــدا و‬
‫التــي تنشــر دوريــا حتــى تمك ـن صــناع الق ـرار مــن اتخــاذ مــا يرونــه مناســبا فــي تســيير ومتابعــة‬
‫الموارد المائية ببالدهم‪.130‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار االستراتيجية المائية‬
‫‪ ‬آثار السياسة المائية على الفالحة و األمن الغذائي ‪:‬‬
‫إلى غاية ‪ 1966‬كان عـدد السـدود القائمـة فـي كامـل التـراب الـوطني ‪20‬سـدا موزعـة ‪12‬‬
‫سدا فـي المنطقـة الغربيـة للـوطن و ‪ 08‬فـي المنـاطق الشـرقية موزعـة توزيعـا يتوافـق مـع تواجـد‬
‫المعمـرين الفرنســيين قبــل االســتقالل الــذين اختــاروا ســهول متيجــة و وهـران و ســهول عنابــة و‬
‫من بين السـدود ‪ 08‬هنـاك سـدان وهمـا سـد اي ارغـان قـرب جيجـل و سـد ايغـل أمـدا قـرب بجايـة‬
‫خصصا لتوليد الطاقة الكهربائية ‪ .‬و كانت القدرة المائية آنذاك لجميع هذه السـدود المقـدرة ب ـ‬
‫‪ 500‬مليون متر مكعب بالمقارنة مع قدرتها التخزينية بحوالي ‪ 1794.6‬م‪/ 3‬سنة بمعنى أن‬
‫متوســط تخزينهــا الســنوي الفعلــي هــو ‪ 25‬مليــون م‪ 3‬و هــي ال تــتمكن بــذلك كــل ســنة إال مــن‬
‫تخـزين أقــل مــن ‪ %08‬مــن مجمــوع كميــات األمطــار الســنوية البــالغ تقــديرها فــي المتوســط ‪65‬‬
‫مليــار متــر مكعــب ‪ ،‬أمــا فــي بــاقي الميــاه المتجمعــة فــي األوديــة البــالغ تقــديرها ‪ 15‬مليــار م‪3‬‬
‫يذهب إلى البحر أو يخور في الرمال الصحراوية‪ .‬هذا من غير حساب كميات المياه األخرى‬
‫‪131‬‬
‫‪.‬‬ ‫و مقدارها ‪ 50‬مليار م‪ 3‬التي تنفذ إلى باطن األرض أو تتبخر في الهواء‬
‫ففــي تلــك الفتـرة فقــد كــان انخفــاض إنتاجيــة العمــل فــي القطــاع الز ارعــي راجعــا أساســا إلــى‬
‫وسـ ــائل اإلنتـ ــاج المسـ ــتخدمة ‪ ،‬و االعتمـ ــاد علـ ــى الـ ــري بـ ــالطرق التقليديـ ــة ( االعتمـ ــاد علـ ــى‬
‫األمطــار) ممــا عمــق درجــة إفقــار الســاكنة باعتبــار الفــالح الج ازئــري فــي تلــك المرحلــة ضــعيف‬
‫و كثيـ ـ ار م ــا دفع ــت الناحي ــة االجتماعي ــة الكثي ــر م ــن‬ ‫االمكاني ــات و غي ــر مالـ ـك ل ــألرض‬
‫الفالحــين إلــى كـراء أ ارضــيهم نتيجــة التمــزق و التحطــيم اللــذين تعرضــت لهمــا األسـرة الجزائريــة‬

‫‪ -130‬مصــطفى بوزيــاني‪ ،‬المــاء مــن النــذرة إلــى األمـراض‪ ،‬الج ازئــر‪ ،‬مطبوعــات ابــن خلــدون‪ ،‬الطبعــة األولــى‬
‫‪ ،2000‬ص‪146‬‬
‫‪ -131‬حسن بهلـول‪ ،‬القطـاع التقليـدي و التناقضـات الهيكليـة فـي الز ارعـة بـالجزائر‪ ،‬الج ازئـر‪ ،‬الشـركة الوطنيـة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،1976‬ص ‪.50‬‬

‫‪118‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫نتيج ــة االس ــتعمار ال ــذي ان ــتهج سياس ــة األرض المحروق ــة المتض ــمنة االس ــتيالء و المص ــادرة‬
‫لألرض الجزائرية بأي ثمن و من أهم هذه الق اررات التي اتخذها االستعمار الفرنسي‬
‫مصادرة أراضي العرش في ‪.1832‬‬ ‫‪-‬‬
‫قرار أكتوبر ‪1844‬القاضي بمصادرة أراضي األوقاف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قرار ‪1846/07/31‬القاضي بمصادرة أراضي القبائل الرحالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراسيم ‪ 1844‬و ‪ 1846‬الخاصـة بمصـادرة األ ارضـي التـي تعتبرهـا السـلطة الفرنسـية‬ ‫‪-‬‬
‫غير زراعية‪.‬‬
‫ولهذا كان من الطبيعي إعادة النظر في االستراتيجية الفالحية لضمان األمن الغذائي‬
‫مباشرة بعد االستقالل‪.‬‬
‫فالمشــاكل العدي ــدة عب ــر مختل ــف الم ارح ــل الت ــي عرفه ــا القط ــاع الفالح ــي و المرتبط ــة‬
‫باإلنتــاج أو بالتمويــل و التمــوين أو بالتســويق أو بالعالقــات الهيكليــة للقطــاع داخــل التشــكيلة‬
‫االقتصــادية للــبالد داخليــا و مــع الخــارج أدت إلــى انتهــاج الثــورة الزراعيــة لعلهــا تقضــي علــى‬
‫و القضاء على نظام الخماسة‪.132‬‬ ‫التخلف الذي آل إليه القطاع‬
‫و من أهم المواثيق التاريخية التي أكدت على تطبيق سياسة اقتصادية لتغيير مظاهر‬
‫التخلف في آجال قصيرة من أجل الحفاظ على األمن الغذائي ‪:‬‬
‫نداء أول نوفمبر الذي من بين أهدافه تجميع و تنظيم كل الطاقات المخلصة للشـعب‬ ‫‪‬‬
‫الجزائري من أجل تصفية النظام االستعماري‪.‬‬
‫ميثـ ــاق وادي الصـ ــومام ‪20‬أوت ‪ 1956‬الـ ــذي نـ ــص علـ ــى التحكـ ــيم الكامـ ــل للنظـ ــام‬ ‫‪‬‬
‫االستعماري‪.‬‬
‫في جوان ‪ 1962‬الذي حدد معالم اإلصالح الزراعي‪.‬‬ ‫ميثاق مؤتمر طرابل‬ ‫‪‬‬
‫مشروع الثورة الزراعية ‪.1966‬‬ ‫‪‬‬
‫ميثــاق و قــانون الثــورة الزراعيــة الــذي أعــدت مشــروعه و ازرة اإلصــالح الز ارعــي ووافــق‬ ‫‪‬‬
‫الثــورة و الحكومــة يــوم ‪ 14‬جويليــة ‪ 1971‬و تــم التوقيــع علــى أمــر تطبيقــه ‪08‬‬ ‫عليــه مجل ـ‬
‫نوفمبر ‪ 1971‬جاء فيه ‪ « :‬أن الثورة الزراعية ضرورة اقتضتها حالة عدم المساواة فـي توزيـع‬
‫األ ارض ــي و ال يخف ــى أن ه ــذا األس ــلوب الرئيس ــي ف ــي انخف ــاض مس ــتوى المعيش ــة للجم ــاهير‬

‫‪Tiano A, le Maghreb entre les mythes , Paris, P.U.F, 1967-11, pages 137, 138 -132‬‬

‫‪119‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الريفيــة و عــدم قــدرتها علــى تحويــل األســاليب الزراعيــة و مشــاركتها فــي التنميــة االقتصــادية‬
‫للبالد‪.133‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أثر السياسة المائية على األمن الغذائي‬


‫لقــد كانــت لمختلــف السياســات الفالحيــة المعتمــدة مــن االســتقالل كثابــت مــن الثوابــت‬
‫أهــداف أساســية لتحســين األمــن الغــذائي الــوطني مــن خــالل تطــوير اإلنتــاج و المســاهمة فــي‬
‫تحســين ظــروف المعيشــة‪ .‬وهكــذا جــاءت بعــد مرحلــة التســيير الــذاتي ‪ ،1963‬والثــورة الزراعيــة‬
‫‪ 1971‬الت ــي ك ــان اله ــدف منه ــا العدال ــة االجتماعي ــة و القض ــاء عل ــى الخماس ــة‪ ،‬وتلته ــا من ــذ‬
‫‪ 1980‬مرحلــة اتســمت بــالتراجع نتيجــة األزمــة االقتصــادية العالميــة‪ ،‬و فــي المرحلــة الحاليــة و‬
‫ببس ــكرة كخط ــة اس ــتراتيجية‬ ‫انطالق ــا م ــن ش ــهر فب اري ــر ‪ 2009‬اعتم ــادا عل ــى خط ــاب الـ ـرئي‬
‫للقطاع تهدف إلى مقاربة تنمية مندمجة وتشاركية و ال مركزيـة ضـمن شـكل جديـد مـن الحكـم‬
‫ال ارشــد و الحكامــة فــي التســيير متمثلــة فــي توجيــه الدولــة إلــى القيــام بتغي ـرات عميقــة للعالقــات‬
‫القائمة بين فاعلي عالم الفالحة و إشراك كل من القطاع العام و الخاص في التنمية‪.‬‬
‫فلقد تطور االنتاج الغذائي اإلجمالي (االنتاج الوطني – الواردات إلى ‪ 08‬م ارت بـين‬
‫‪ 2012-1962‬فلقد عـرف االنتـاج الفالحـي الـذي يمثـل ‪ %70‬مـن الـوفرة الغذائيـة نسـبة نمـو‬
‫متوسـ ــطة فـ ــي حـــدود ‪ %03‬فـ ــي الســـنة ‪ 1990-1981‬و ‪ %03.2‬بـ ــين ‪ 2000-1991‬و‬
‫‪ %7.3‬بين ‪.2011 -2001‬‬
‫أما األراضي الفالحية فإن أغلبيتها أكثر من ‪ %90‬في يد القطاع الخاص وتمثل إما‬
‫ملكيـات خاصــة أو أ ارضــي ممنوحــة مــن طــرف الدولــة فــي شــكل إمتيــاز قابــل للتجديــد كــل ‪40‬‬
‫سنة‪،‬أما الدولة فتنحصر مهمتها في التنظيم و الرقابة و الدعم المتعدد األشكال ‪ .‬ومـن خـالل‬
‫مدارستنا للواقع الفالحي و تطوره خالل هذه العشرية تبين لنا أن اإلستراتيجية المتبعة في هذا‬
‫القطاع ترتكز على الركائز التالية ‪:‬‬
‫التــدعيم الــدائم لألمــن الغــذائي الــوطني و تحويــل الفالحــة إلــى محــرك حقيقــي للنمــو‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصــادي كمــا تتمثــل هــذه اإلســتراتيجية فــي التقليــل مــن نقــاط الضــعف و تطــوير نقــاط القــوة‬
‫بفضل إشراك مختلف الفاعلين الخواص والعموميين وشرط الحكمة في التسيير‪.‬‬
‫إعداد أطر تشريعية و تنظيمية أكثر مالئمة لمتطلبات الحداثة و العصرنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوزراء‪ ،‬الثورة الزراعية ‪ ،‬نوفمبر ‪.1971‬‬ ‫‪ -133‬رئاسة مجل‬

‫‪120‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تطوير و تحسين الزراعة الصناعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تجنيد و تثمين مستدام للموارد المائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسويق يضمن تثمينا أفضل لإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جهاز للتأطير و للبحث و التنمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوية ضرورية لوظيفة الرقابة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬الركائز الثالث في اإلستراتيجية الفالحية لضمان األمن الغذائي ‪:‬‬


‫استراتيجية لتنمية المنداطق الريفيدة ‪ :‬وتهـدف هـذه االسـتراتيجية إلـى تنميـة منسـجمة‬ ‫‪-1‬‬
‫ومســتدامة لألقــاليم الريفيــة و التأكيــد علــى الالمركزيــة و علــى التنميــة الريفيــة التســاهمية فــي‬
‫إطــار إصــالح الدولــة ودمقرط ــة المجتمــع و الحكــم ال ارشــد لألق ــاليم و يهــدف برنــامج التجدي ــد‬
‫كل األسر التي تعيش وتعمل في الوسط‬ ‫الريفي الذي هو أوسع من التجديد الفالحي إلى م‬
‫الريفي خاصـة فـي المنـاطق الصـعبة التـي تتميـز بصـعوبة الحيـاة و االنتـاج يكـون بهـا صعب ـ ــا‬
‫(الجب ــال ‪ ،‬الس ــهوب ‪ ،‬الص ــحراء ) وذل ــك عب ــر القي ــام بعملي ــات حماي ــة األحـ ـواض المنح ــدرة ‪،‬‬
‫تسيير و حماية الثروة الغابية ‪ ،‬مكافحـة التصـحر ‪ ،‬حمايـة الفضـاءات الطبيعيـة و المسـاحات‬
‫المحمية و استصالح األراضي‪.‬‬
‫اسددتراتيجية التجديددد الفالحددي ‪ :‬ويهــدف هــذا التوجــه إلــى تكثيــف و عصـرنة االنتــاج‬ ‫‪-2‬‬
‫ف ــي المس ــتثمرات الفالحي ــة ‪ ،‬ومعن ــى ه ــذا التوج ــه ه ــو ان ــدماج الف ــاعلين ف ــي القط ــاع الع ــام و‬
‫الخاص من أجل نمو داخلي دائـم ومـدعم لالنتـاج الفالحـي‪ .‬مـن بـين األولويـات التـي أعطيـت‬
‫‪،‬‬ ‫فــي اإلنتــاج ‪ :‬الحبــوب ‪ ،‬البقــول الجافــة ‪ ،‬الحليــب اللحــوم الحم ـراء ‪ ،‬البيضــاء ‪ ،‬البطــاط‬
‫الطمــاطم الصــناعية ‪ ،‬ز ارعــة الزيتــون و النخيــل‪ ،‬البــذور ‪ ،‬الشــتائل و المورثين‪.‬باعتبــار هــذه‬
‫األولويات أساسية في حياة الفرد وقضاء على التبعية‪.‬‬
‫االستراتيجية البشرية ‪ :‬تقويـة القـدرات البشـرية و المسـاعدة التقنيـة و يشـمل المحـاور‬ ‫‪-3‬‬
‫التالية ‪ :‬عصرنة مناهج اإلدارة الفالحية ‪ ،‬استثمار في البحث و التكوين واإلرشـاد الفالحـي ‪،‬‬
‫و البش ـرية لكــل المؤسســات و الهيئــات المكلفــة بــدعم منتجــي و‬ ‫تعزيــز القــدرات الماديــة‬
‫و الحمايــة البيطريــة و الصــحة النباتيــة و مصــالح‬ ‫متعــاملي القطــاع ‪ ،‬تعزيــز الرقابــة‬
‫تصديق اليذور و الشتائل و الرقابة التقنية ومكافحة حرائق الغابات‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫كـل الـدول إذ أن مشـكلة األمـن الغـذائي العربـي أخـذت‬ ‫فاألمن الغذائي أصـبح هـاج‬
‫تكتسب طابعا سياسيا متزايدا على مستوى العالقـات الدوليـة بالنسـبة للقمـح بصـفة خاصـة‪.134‬‬
‫وســنحاول مــن خــالل الجــداول التابعــة توضــيح الجهــود المبذولــة مــن طــرف الج ازئــر لضــمان‬
‫أمنهـا الغــذائي المعتمــد أساسـا علــى أمنهــا المــائي كمـا أســلفنا ســابقا‪ ،‬وبالتـالي فــإن الغــذاء لــي‬
‫أوجهه‪.135‬‬ ‫فقط ضمان الحياة بقدر ما هو الحفاظ على الجانب الصحي في أحسن‬

‫أعطى البرنامج الفالحي المعطيات التالية بناء على اإلستراتيجية الفالحية ‪:‬‬
‫‪ 900.000‬ألف مستثمر فالحي ( فالحين و مربين) نهاية ‪.2011‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 150.000‬شريك لدى الصندوق الوطني للتعاضدية الفالحية و ‪ 300‬ألف مستعمل‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1091‬تعاونية فالحية معتمدة و ‪ 84.000‬منخرطا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هذا البرنامج الـذي يـدخل ضـمن تطـوير هياكـل الفالحـة مكـن مـن اسـتفادة ‪681200‬‬
‫أسرة أو ما يعادل ‪ 3.649.456‬سكان األرياف أو المناطق المعزولة و النائية‪.‬‬
‫‪ ‬بلوغ النمو االقتصادي من خالل المستثمرة الفالحية ‪:‬‬
‫مــن بــين اإلصــالحات التــي أدخلــت إصــدار القــانون األساســي للفــالح الــذي يــنظم شــروط‬
‫وكيفية االنتماء إلى هذه المهنة وذلك سنة ‪ 1996‬وقد تم االعتراف إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ب‬
‫‪ 900.000‬فالحــا بإمكــانهم الحصــول علــى الــدعم المــالي و التقنــي للرفــع مــن االنتاجيــة كمــا‬
‫ساهم هذا القانون في القضاء غلى المعوقات التـي كـان يعـاني منهـا الفـالح كالتـأمين العقـاري‬
‫منذ دخول الديوان الوطني لألراضي الفالحية فـي النشـاط ابتـداءا مـن أوت ‪ 2010‬وقـد وضـع‬
‫القــانون(‪ )1‬مفهــوم المســتثمرة الفالحيــة « تعتبــر المســتثمرة الفالحيــة وحــدة إنتاجيــة تتشــكل مــن‬
‫األمالك المنقولة وغير المنقولة ومن مجموع قطعان المواشـي و الـدواجن و الحقـول والبسـاتين‬
‫‪136‬‬
‫و االستثمارات المنجزة وكذا القيم المادية بما فيها العادات المحلية‪».‬‬

‫‪ -134‬جامعة األمم المتحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬استراتيجية األمن الغذائي في الدول العربية‪،‬‬
‫بيروت طبعة‪ ، 1‬ص‪81‬‬
‫‪135‬‬
‫‪- Maurice Aubin, Pratique de l’alimentation en collectivité, ed ESF,Paris XVII, 1974 3ed‬‬
‫‪ -136‬ج ج د ش‪،‬قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ 16/08‬المؤرخ ‪ 03‬غشت ‪.2008‬‬

‫‪122‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وكتقييم لهذه االصالحات الهيكلية(‪ )2010 – 2000‬فقد بذلت جهود معتبرة في الميـدان‬
‫بقصد الرفع من اإلنتاجية و التقليل من االستيراد للمواد الفالحيـة ضـمانا لألمـن الغـذائي‪ ،‬هـذه‬
‫‪137‬‬
‫اإلصالحات التي مكنت من ‪:‬‬
‫انخفاض في األراضي المتواجدة في راحة إلى ‪. %11‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع في غر األشجار ‪. %82‬‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض في المروج الطبيعية ‪. %30‬‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض في األراضي الحلفاوية ‪. %14‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة في األراضي المسقية ‪. %99‬‬ ‫‪-‬‬
‫كم ــا اتخ ــذت الدول ــة قـ ـ ار ار بمس ــح ال ــديون البنكي ــة للفالح ــين و المق ــدرة ب ‪ 41‬ملي ــار دج س ــنة‬
‫‪ 2009‬تشجيعا لهم على مواصلة العمل الفالحي‪.‬‬

‫جدول‪ :‬تبيين تطور أهم المنتوجات الفالحية‪.138‬‬

‫معدل‬ ‫السنوات‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2008-2000‬‬ ‫المادة المنتجة‬
‫‪29.7‬‬ ‫‪42.5‬‬ ‫‪45.6‬‬ ‫‪61.2‬‬ ‫الحبوب (مليون قنطار)‬
‫‪02‬‬ ‫‪2.93‬‬ ‫‪20.7‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫الحليب (مليار لتر)‬
‫‪173.2‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪393.3‬‬ ‫‪300.5‬‬ ‫جمع الحليب (مليون لتر)‬
‫‪17‬‬ ‫‪38.6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪26.8‬‬ ‫(مليون قنطار)‬ ‫البطاط‬
‫‪5.8‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪7.88‬‬ ‫‪8.44‬‬ ‫الحمضيات (مليون قنطار)‬
‫‪4.72‬‬ ‫‪7.24‬‬ ‫‪6.45‬‬ ‫‪6.01‬‬ ‫التمور (مليون قنطار)‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪4.75‬‬ ‫الزيتون (مليون قنطار)‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫اللحوم الحمراء (مليون قنطار)‬
‫‪1.95‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫‪2.82‬‬ ‫‪2.09‬‬ ‫اللحوم البيضاء (مليون قنطار)‬

‫‪ -137‬و ازرة الفالحة و التنمية الفالحية ‪،‬مسار التجديد الفالحي عرض و آفاق‪ :‬ماي ‪،2012‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -138‬المصدر ‪ :‬حصيلة و ازرة الفالحة و التنمية الريفية ‪.2011‬‬

‫‪123‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تحليـل هــذه المعطيــات يبــين نمـوا ملحوظــا فــي االنتــاج الـوطني للمـواد األساســية حيــث‬
‫يفســر نســبة نمــو االنتــاج الفالحــي فــي الســنوات العشــر األخي ـرة ب ‪ %7.3‬فــي الســنة مقابــل‬
‫‪ %3.2‬في العشرية السابقة‪ .‬ومنذ انطالق سياسة التجديـد الفالحـي و الريفـي سـنة ‪ 2009‬تـم‬
‫من بينها ‪ 4165‬مشروعا تم االنطالق فيه في ‪ 1241‬كما تقرر‬ ‫مشروعا(‪)1‬‬ ‫صياغة ‪6059‬‬
‫بالنســـبة للفت ـ ـرة الممتـ ــدة ‪ 2014- 2009‬برمجـــة ‪ 12.148‬مشـ ــروعا جواريـ ــا للتنميـ ــة الريفيـ ــة‬
‫المندمجة منها ‪ 6059‬للفترة ما بين ‪.2011 – 2009‬‬
‫ه ــذا البرن ــامج اإلنم ــائي ف ــي المي ــدان الفالح ــي للس ــنوات ‪2011- 2009‬‬ ‫وق ــد مـ ـ‬
‫ح ـوالي ‪ 3.649.456‬مــن ســكان الريــف معظمهــم فــي‬ ‫‪ 1241‬بلديــة و ‪ 5187‬قريــة م ـ‬
‫المنــاطق المعزول ــة و النائي ــة وق ــد س ــاهمت قطاع ــات أخ ــرى ف ــي إنج ــاح ه ــذا البرن ــامج مث ــل ‪:‬‬
‫الكهرباء‪ ،‬التطهير‪ ،‬غاز المدينة من أجل حياة أفضل للفرد الجزائري في األرياف و القرى‪.‬‬
‫‪ ‬التطورات التي عرفها القطاع لدعم األمن الغذائي ‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسـبة للبــذور المســلمة للمنتجــين مــن طـرف شــبكة تعاونيــة الحبــوب و البقــول الجافــة‬
‫لموســ ــم ‪ 2012-2011‬تقــ ــدر ب ‪ 1.662‬مليــ ــون قنطـ ـ ــا ار مقابـ ـ ــل ‪ 1.446‬ف ـ ــي الموسـ ـ ــم‬
‫الماض ــي‪ :‬م ــا يع ــادل نس ــبة تغطي ــة تق ــدر ب ‪ ، %47.7‬فق ــد بل ــغ انت ــاج ب ــذور البط ــاط‬
‫‪ 272.215‬مقابل ‪ 236.468‬طن سنة ‪ 2010‬و ‪ 217.534‬طن سنة ‪.2009‬‬
‫‪ -‬المكننة ‪ :‬تم تسليم مـا يزيـد عـن ‪ 7829‬جـ ار ار جديـدا عـن طريـق قـرض اإليجـار لبنـك‬
‫الفالحة يمثل ‪ %11‬من الحظيرة الوطنية للج اررات ‪ 1252 ،‬حاصـدة مـا يقابـل ‪ %06‬مـن‬
‫الحظيرة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬بالنس ــبة لألس ــمدة للموس ــم ‪ 2011-2010‬فق ــد بل ــغ حج ــم األس ــمدة الموزع ــة ف ــي ك ــل‬
‫األنواع ‪ 257.516‬طن في موسم ‪ 2010-2009‬و ‪ 172.824‬طن في موسم ‪-2008‬‬
‫‪ 2009‬فـ ـ ــارتفع بـ ـ ــذلك خصـ ـ ــوبة األ ارضـ ـ ــي التـ ـ ــي انتقلـ ـ ــت مـ ـ ــن ‪ 130.000‬هكتـ ـ ــا ار فـ ـ ــي‬
‫‪ 2009/2008‬إلى ‪ 404.000‬هكتا ار في ‪ 2010-2009‬و إلـى ‪ 543.779‬هكتـا ار فـي‬
‫‪ 2012-2011‬بالنسبة لألسمدة الجوفية و‪ 382.000‬هكتا ار في ‪ 2011-2010‬بالنسبة‬
‫ألسمدة التغطية‪.‬‬
‫‪ -‬ث ــروة األبق ــار ‪ :‬بالنس ــبة الستيسـ ـراد األبق ــار الول ــود س ــنة ‪ 2008-2007‬ت ــم اس ــتيراد‬
‫‪ 2357‬و‪ 1214‬بقرة بينما في سنة ‪ 2009‬و هي السـنة التـي انطلـق فيهـا برنـامج الحليـب‬

‫‪124‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تــم اســتيراد ‪ 15.000‬بقـرة ‪ ،‬وقــد بلــغ اســتيراد ‪26.600‬بقـرة ســنة ‪ 2011‬أي مجمــوع أكثــر‬
‫من ‪ 67.000‬بقرة منذ ‪ 2009‬وذلك لتلبية حاجيات المواطن من هذه المادة األساسية‬
‫‪ -‬وضمن االستراتيجية التي حددت لضمان االنتاجية وبالتالي ضمان األمـن الغـذائي و‬
‫باعتبـ ــار أن المـ ــاء هـ ــو ركي ـ ـزة هـــذه االسـ ــتراتيجية فقـــد شـ ــهد القطـ ــاع ترقيـ ــة أنظم ــة السـ ــقي‬
‫المقتصــدة للمــاء كعامــل فــي عصـرنة الفالحــة و تحســين اسـتعمال الــري الفالحــي و بالتــالي‬
‫ارتفعــت المســاحة المســقية المجه ـزة مــن ‪ 359.163‬هفــي ‪ 2009‬إلــى ‪ 449.224‬ه فــي‬
‫‪ 2011‬أي بزيادة ‪ 90061‬هكتارا‪ .‬وتهدف اآلفاق ‪ 2014‬إلى ‪ 1.6‬مليون هكتار بالنسـبة‬
‫لسنة ‪ 2009‬كانت تقدر المساحة المسقية ب ‪ 936.862‬هكتا ار وقد بلغت سـنة ‪: 2011‬‬
‫‪ 1004530‬هكتا ار أي بزيادة ‪ 67.668‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬كم ــا ت ــم إنش ــاء أزي ــد م ــن ‪ 23.555‬مؤسس ــة ص ــغيرة و متوس ــطة ف ــي مج ــال الز ارع ــة‬
‫الغذائية هذه العمليـة التـي وفـرت أزيـد مـن ‪ 140.000‬منصـب شـغل و ‪ % 33‬مـن القيمـة‬
‫المضافة للصناعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة اإلطار التشريعي في تطدوير و تجديدد العمدل الفالحدي‬
‫‪:‬‬
‫مــن أكبــر المعوقــات التــي واجههــا الفــالح هــي قضــية تســوية العقــار إال أنــه وبظهــور‬
‫قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ 16/08‬المؤرخ ‪03‬أوت ‪ 2008‬اعتبر االمتياز كـنمط لالسـتغالل‬
‫األ ارض ــي التابعـــة لألمـ ــالك الخاص ــة للدولـــة و حـــدد الق ــانون رق ــم ‪ 03/10‬الم ــؤرخ ‪ 15‬أوت‬
‫‪ 2010‬شروط وكيفيات استغالل األ ارضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬
‫ووضح هـذا التشـريع التنظيمـي العديـد مـن الـرؤى الضـرورية لكـل برمجـة لالسـتثمارات‬
‫سـ ـواء أكان ــت فردي ــة أو جماعي ــة أو خاص ــة وح ــرر بص ــفة دائم ــة مب ــادرات االس ــتثمارات ف ــي‬
‫اإلنتــاج‪ ،‬كمــا أنشــئ الــديوان الــوطني لأل ارضــي الفالحيــة باعتبــاره أداة فعالــة لمتابعــة الوضــعية‬
‫للعقار الفالحي‪ .‬وبصدور القانون ‪ 03/10‬المؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬تم إيداع ‪ 195.000‬ملفا‬
‫لدى مصالح الديوان الوطني لأل ارضـي الفالحيـة مـن بـين ‪ 220.000‬مسـتثمرة معنيـة بتحويـل‬
‫حــق االنتفــاع الــدائم إلــى حــق امتيــاز علــى هــذه األ ارضــي‪ ،‬وبإمكاننــا فــي هــذا التحليــل رصــد‬
‫بع ــض القـ ـوانين الت ــي س ــاهمت ف ــي االص ــالح الفالح ــي وكله ــا بغ ــرض االنتاجي ــة الفالحي ــة و‬
‫تطويرها و التحكم في وسائلها للقضاء على التبعية الغذائية وضمان األمن الغذائي و مكنت‬

‫‪125‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫العــدد الكبيــر مــن الفالحــين مــن الرفــع مــن مســتواهم المعيشــي و حافظــت علــى االســتقرار فــي‬
‫المناطق الريفية‪.‬‬
‫القانون ‪ 16-08‬المؤرخ ‪03‬أوت المتضمن التوجيه الفالحي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القـ ـ ــانون ‪ 03-10‬المـ ـ ــؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المحـ ـ ــدد لشـ ـ ــروط و كيفيـ ـ ــات اسـ ـ ــتغالل‬ ‫‪-‬‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬
‫المرســوم التنفيــذي رقــم ‪ 60-11‬المــؤرخ ‪ 10‬ينــاير ‪ 2011‬المحــدد لكيفيــات اســتغالل‬ ‫‪-‬‬
‫األ ارضــي الفالحيــة لألمــالك الخاصــة للدولــة المخصصــة أو الملحقــة بالهيئــات و المؤسســات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ 191‬المؤرخ ‪ 29‬مار ‪ 2011‬المتعلـق بنـزع أ ارضـي‬ ‫‪-‬‬
‫فالحية إلنجاز تجهيزات عمومية‪.‬‬
‫القـ ـ ـرار ال ـ ــوزاري المش ـ ــترك رق ـ ــم ‪ 108‬الم ـ ــؤرخ ‪ 23‬فب اري ـ ــر ‪ 2011‬المتعل ـ ــق بإنش ـ ــاء‬ ‫‪-‬‬
‫مستثمرات جديدة للفالحة و تربية الحيوانات‪.‬‬
‫وبهــذه الق ـوانين و التنظيمــات فقــد تــم تحديــد ‪ 954‬محيطــا بمســاحة تقــدر ‪453651‬‬
‫هكتا ار تكون لصالح ‪ 23390‬صاحب امتياز‪.‬‬
‫المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ 402‬المؤرخ ‪ 06‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بحيازة الملكية‬ ‫‪-‬‬
‫العقارية الفالحية‪.‬‬
‫‪ ‬تجنيد االمكانيات المالية‪:139‬‬
‫فــي إطــار اإلســتراتيجية الفالحيــة وبغيــة الوصــول إلــى األهــداف المبرمجــة والمتمثلــة فــي‬
‫عص ـرنة اإلدارة والتجديــد الفالحــي والريفــي باإلضــافة إلــى حمايــة الصــحة الحيوانيــة والصــحة‬
‫النباتية وكلهـا مجـاالت أساسـية للرفـع مـن المردوديـة فـي الميـدان الفالحـي والصـناعة الفالحيـة‬
‫ومن تم فإن هذه الجهود تقلص من االستيراد ومن التبعية الغذائية والمتوقع أن المعدل المـالي‬
‫ل‪ 2014-2010:‬للتجديــد الفالحــي يقــدر بحـوالي ‪ 230‬مليــار دج موزعــة كالتــالي‪ 42:‬مليــار‬
‫‪ 160،‬ملي ــار دج أي م ــا يع ــادل ‪ %69‬خص ــص للتجدي ــد‬ ‫دج للتجدي ــد الريف ــي أي ‪%18‬‬
‫الفالحي‪ 28،‬مليار دج أي ما يعادل ‪ %13‬لدعم برنـامج تقويـة القـدرات البشـرية والمسـاعدات‬
‫التقنية‪.‬‬

‫سياسة التجديد الفالحي‪ ،‬النتائج األولى‪ ،‬ص ‪31‬‬ ‫‪ -139‬و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أس‬

‫‪126‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ولتجنيد وتعبئة الطاقات اإلنتاجية وحسب الخطة المعدة مـن طـرف و ازرة الفالحـة والتنميـة‬
‫الريفيــة فقــد تــم إعــداد برنــامج تنفيــذ متضــمن إنشــاء عــدة صــناديق لــدعم المســتثمرين والفالحــين‬
‫وسكان األرياف وهذه المؤسسات ابتدأت في العمل ابتداء من ‪ 2008‬نذكر منها‬
‫الصندوق الوطني لتنمية االستثمارات الفالحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصندوق لوطني لضبط اإلنتاج الوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق حماية الصحة الحيوانية وحماية الصحة النباتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق الضمان ضد الكوارث الفالحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق التنمية الريفية واستصالح األراضي عن طريق االمتياز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صندوق مكافحة التصحر وتنمية االقتصاد الرعوي والسهوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصندوق الخاص لدعم مربي الماشية وصغار المستغلين الفالحين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعن األمن الغذائي فقد انتقلت قيمة اإلنتاج الفالحي الكلـي مـن ‪ 500‬مليـار دج سـنة ‪2001‬‬
‫إلــى ‪ 1600‬مليــار دج ســنة ‪ 2011‬وبقيــة نســبة االســتراد فــي المـواد الغذائيــة ثابتــة أي ح ـوالي‬
‫‪ %30‬والمالح ــظ أن ال ــوفرة الغذائي ــة ب ــالكيلوغرام‪/‬الحريرات لك ــل نس ــمة وف ــي الي ــوم ف ــي ت ازي ــد‬
‫مستمر‪.‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2004-2000‬‬ ‫‪1999-1990 1989-1980 1979-1970 1969-1963‬‬


‫‪3500‬‬ ‫‪3100‬‬ ‫‪2944‬‬ ‫‪2732‬‬ ‫‪2160‬‬ ‫‪1758‬‬

‫‪ ‬تقويم االستراتيجية المائية في الجزائر ‪:‬‬


‫نظـ ار أن مصــادر الميــاه فــي الج ازئــر تعتبــر محــدودة ومتذبذبــة وموزعــة توزيعــا متفاوتــا مــن‬
‫منطقة إلى أخرى‪ ،‬والجزائر تعتبر من الدول تحـت الفقـر المـائي إذ أن حصـة الفـرد مـن الميـاه‬
‫مقدرة بـ ‪ 600‬م‪/3‬سنويا هذا النصيب من الماء الذي هو أقل من الحد المعين من طـرف البنـك‬
‫العالمي والمقدر ب ـ ‪ 1000‬م‪ 3‬للفـرد فـي السـنة‪ ،‬واذا كانـت اإلمكانيـات المائيـة فـي الج ازئـر تقـدر‬
‫بـ ‪ 19‬مليار م‪ 3‬البد من تسجيل المالحظات التالية‪:‬‬
‫أن المياه الجوفية في شمال البالد والمقدرة بـ ‪ 02‬ماليير م‪ 3‬مستغلة بنسبة ‪.%90‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن الميــاه الجوفيــة فــي الصــحراء والمقــدرة بـ ـ ‪ 05‬مالييــر م‪ 3‬ســنويا ال تتجــدد إال بكميــة‬ ‫‪-‬‬
‫مقدرة بـ ‪ 700‬مليون م‪.3‬‬

‫‪127‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المياه السطحية والتي تمثل ‪ 3/2‬من اإلمكانيات المائية متسمة بالتذبذب هذه الظـاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫التي تحول دون توفير ‪ 06‬ماليير م‪ 3‬كما أن عملية توزيعها تفرض تحويالت كبرى وباهضـة‬
‫بغية توفير الماء للمناطق المحتاجة لهذه المادة الحيوية‪.‬‬
‫إضــافة إلــى هــذه المعوقــات فــإن ظــاهرة الجفــاف التــي عرفتهــا الج ازئــر خــالل ‪ 25‬ســنة‬ ‫‪-‬‬
‫األخيرة عقدت من مشكلة الطلب على المياه باعتبار أن العجز فـي التسـاقط المطـري والمقـدر‬
‫حسب المصالح المختصة بـ ‪ %30‬أثر سـلبا علـى تـوفر المـاء بواسـطة السـدود التـي لـم تمـلء‪،‬‬
‫وكــذا علــى تزويــد األحـواض الجوفيــة عبــر تســرب ميــاه المطــر إلــى أعمــاق األحـواض وبالتــالي‬
‫أثر ذلك كله على الجانب االقتصادي واالجتمـاعي و أحيانـا البيئـي الرتبـاط العـدد الكبيـر مـن‬
‫الساكنة على الزراعة من جهة وارتباط المؤسسات ذات الطابع اإلنتاجي الصناعي بالمياه‪.‬‬
‫واذا كـان الـنقص فـي اإلمكانيــات المائيـة فـي الج ازئـر أمـ ار حقيقيـا فإننـا نسـجل مشــاكل‬ ‫‪-‬‬
‫أخـرى مرتبطــة بالموضـوع زادت مــن تعقيـد الوضــعية نـذكر الــبعض منهـا و التــي استخلصــناها‬
‫من دراستنا للموضوع‪:‬‬
‫التوزيع المتفاوت من منطقة إلى أخرى للموارد المائية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذبذب الموسمي والسنوي للسيالن على سطح األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسوبات الترابية والطمى في معظم السدود مما قلل من حجم التخزين بصفة عامـة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتلويث المناطق الزراعية الصالحة كسهول متيجة وعنابة‪.‬‬
‫الفيضـانات واألعاصــير المفاجئـة ومــا ترتـب منهــا مـن خســائر و انج ارفـات وتغيــر فــي‬ ‫‪‬‬
‫الجغرافيا‪.‬‬
‫التسربات الكبيرة في قنوات الماء الصالح للشرب وميـاه الصـرف الصـحي نتيجـة سـوء‬ ‫‪‬‬
‫التس ــيير أحيان ــا وع ــدم المتابع ــة لعملي ــات إنج ــاز المش ــاريع واعتم ــاد نم ــاذج الم ــد الم ــائي غي ــر‬
‫اقتصادية سواء في القطاع الزراعي أو الحضري‪.‬‬
‫إشكالية المياه فـي الج ازئـر موسـومة بـالنقص والنـذرة وبالتسـعرة الرمزيـة رغـم أن القيمـة‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقي ــة أكب ــر م ــن الق ــيم المعتم ــدة وبالت ــالي ف ــإن ض ــرورة البح ــث ع ــن ط ــرق تس ــيير محكم ــة‬
‫ومدروسة لهذه المادة أصبح أم ار ضروريا‪ ،‬ومن هذا المنطلـق تسـعى الج ازئـر فـي هـذا الميـدان‬
‫تبنــي إســتراتيجية إلــى غايــة ‪ SNAT 2025‬والمتضــمنة خلــق ديناميكيــة ت ـوازن فــي الــتحكم‬
‫واســتغالل اإلمكانيــات المائيــة وتطــوير الهضــاب العليــا والجنــوب الج ازئــري‪ ،‬هــذا الهــدف الــذي‬
‫يتطلب الشروط التالية‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬استعمال المياه غير المتجددة واللجوء إلى عملية تحلية مياه البحر‪.‬‬
‫االنطــالق فــي برمجــة وانجــاز المشــاريع الكبــرى خاصــة تحويــل ميــاه الصــحراء تجــاه‬ ‫‪‬‬
‫الهضاب والصحراء ‪.Méridional‬‬

‫وبه ــدف بل ــو األه ــداف المس ــطرة الت ــي تقتض ــيها المرحلـ ـة‪ ،‬مرحل ــة م ــا بع ــد البت ــرول‬
‫واالعتماد علـى الطاقـة المائيـة كمصـدر هـام يـؤثر علـى كافـة المجـاالت االقتصـادية والزراعيـة‬
‫وغيرهــا ارتــأت الدولــة الجزائريــة إصــدار عــدة آليــات التــدخل والتســيير فــي هــذا القطــاع منهــا‬
‫التشريعات والتنظيمات للحفاظ على ديمومة هذه المصادر كما برمجت مشاريع قطاعية كبرى‬
‫عل ــى مس ــتوى األحـ ـواض المائي ــة كم ــا أس ــهمت وأش ــركت الهيئ ــات والمؤسس ــات واألفـ ـراد ف ــي‬
‫شركاء في ثالث‪ :‬الماء‪ ،‬الكأل والنار''‪.‬‬ ‫التسيير التشاركي للحياة ''النا‬
‫مـ ــن هـ ــذه اآلليـ ــات قـ ــانون الميـ ــاه رقـ ــم ‪ 83/17‬المـ ــؤرخ ‪ 16‬جويليـ ــة ‪ 1983‬والنصـ ــوص‬ ‫‪-‬‬
‫التشريعية األمريـة ‪ 96/13‬المؤرخـة ‪ 15‬جويليـة ‪ 1996‬والقـانون األخيـر رقـم ‪ 12-05‬المـؤرخ ‪04‬‬
‫أوت ‪.2005‬‬
‫واذا كانت األمـراض المتأتيـة مـن الميـاه السـبب الرئيسـي فـي الوفيـات عبـر العـالم فـإن‬ ‫‪-‬‬
‫‪140‬‬
‫مرض الكولي ار تسبب في وفـاة ‪ 475‬شخصـا بـالجزائر وكلـف الدولـة حـوالي ‪ 01‬مليـار دينـار‬
‫ممــا جعلهــا تــولي الجانــب الوقــائي أهميــة قصــوى ضــمن اإلســتراتيجية المائيــة بإعــادة صــيانة‬
‫أنابيب الربط المائي والصرف الصحي وفرض ضوابط وقائية تحمـي المصـادر المائيـة والبيئـة‬
‫وضوابط للتسيير األمثل لإلمكانيات المادية والبشرية‪.‬‬

‫إن التمعن في األرقام التي أوردتها األمم المتحدة حول التنمية واألمراض الناجمة عـن األوبئـة‬
‫والمتأتيــة مــن الميــاه يــدرك األهميــة التــي أولتهــا الج ازئــر للجانــب الوقــائي ضــمن هــذه الخطــة‬
‫االستراتيجية حيث جاء في التقرير‪:141‬‬
‫‪ 1.1‬بليون نسمة ال يستفيدون من مياه صالحة للشرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2.4‬بليون نسمة ال يستفيدون من الوقاية الالزمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حوالي ‪ 2.213.000‬وفاة كل سنة وضياع حوالي ‪ 82.196.000‬سنة من حق الحياة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ . 140‬الهواري بن عيادة‪ ،‬أستاذ بجامعة التكنولوجيا وهران ''األمراض المتأتية من المياه‪ ،‬اإلشكالية وطرق‬
‫التسيير'' بتاريو ‪ 05‬فبراير ‪2013‬‬
‫» ‪« Water for people water for life‬‬ ‫‪ .141‬المصدر‪ :‬تقرير األمم المتحدة حول التنمية المائية في العالم‬
‫‪page 102‬‬

‫‪129‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ 02‬بليـ ــون مصـ ــاب بمـ ــرض ‪ Schistosomiases‬و‪ 300‬ملي ـ ــون يعـ ــانون مـ ــن أمــ ـراض‬ ‫‪-‬‬
‫خطيرة ناجمة عن المياه الملوثة والمستعملة‪.‬‬
‫أكثــر مــن مليــون مصــاب بمــرض المالريــا ســنويا جلهــم فــي الصــحراء وجنــوب إفريقيــا‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %05‬من هذا العدد ال يتجاوزون ‪ 05‬سنوات‪ ،‬فخالل سنة ‪ 2001‬فقد تم إحصاء ماال يقل عن‬
‫‪ 42.3‬مليونا ‪ %10‬منهم بأمراض مزمنة‪ ،‬فالمالريا يصيب ‪ 396.8‬مليون حالة سنويا جلهم من‬
‫رجــع بنســبة ‪%1.3‬‬
‫النســاء الحوامــل وبالتــالي أثــر ذلــك علــى النمــو فــي الــدول اإلفريقيــة حيــث يت ا‬
‫سنويا خالل الثالثين سنة األخيرة‪.‬‬
‫وتق ـ ــدر اإلحص ـ ــائيات أن م ـ ــا يف ـ ــوق ‪ 246.7‬ملي ـ ــون مص ـ ــابون ب ـ ـ ـ ‪Schistosomiases‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتواجــدون فــي جنــوب إفريقيــا والصــحراء‪ ،‬أمــا اإلســهال والنــاجم عــن الميــاه فــإن هــذا المــرض‬
‫يتسبب في وفاة ‪ %04‬وفي عجز ‪.%05‬‬

‫وعن بعض األسباب المباشرة في هذه األمراض التي يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫انعدام الصرف المائي وشبكة المياه الصالحة للشرب غير صالحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العتاد وآالت التعقيم غير مستعملة استعماال عقالنيا وانعدام الرقابة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س ـ ـوائل التعقـ ــيم ‪ JAVEL‬كثي ـ ـ ار مـ ــا تكـ ــون ناقصـ ــة التركيـ ــب الكيميـ ــائي وعـ ــدم مراقبـ ــة‬ ‫‪‬‬
‫المنتجين الصناعيين لهذه المواد الضرورية‪.‬‬
‫التوعية واإلعالم ال يؤديان الرسالة المهمة والمتمثلة فـي الوقايـة قبـل العـالج فـالجزائر‬ ‫‪‬‬
‫ر مـثال كـل الواليـات سـنة ‪1980‬‬
‫عرفت مثل هذه األمراض المتأتية عن المياه وقد مست الكولي ا‬
‫عدا والية إليزي التي كانت آنذاك تستعمل مجاري صرف المياه التقليدية‪.142‬‬

‫وضمن العمل التكاملي الدولي ساهم االتحاد األوربي في دعـم الج ازئـر ماديـا ومعنويـا‬
‫وتقنيــا فــي إطــار التبــادل والتعــاون لتــوفير الميــاه الصــالحة للشــرب مــن خــالل االتفاقيــة الثنائيــة‬
‫‪143‬‬
‫أواخر ‪ 2006‬بين الجزائر ممثلة في و ازرة المالية وو ازرة الموارد المائيـة مـع االتحـاد األوربـي‬
‫وذلك بتقديم مساعدة مالية تقدر بـ ‪ 03‬ماليير دينـار إلنجـاز وتكملـة المشـاريع مـا بـين ‪-2011‬‬
‫الغايــة والهــدف‪،‬‬ ‫‪ 2014‬وقــد ســبق أن ســاهم االتحــاد األوربــي ب ـ ‪ 20‬مليــون أورو مــن أجــل نفـ‬

‫‪ .142‬فاروق زاهي‪ ،‬األمراض المتأتية من المياه‪ ،‬مرشد الصحة في الجزائر‪ ،‬ص‪1‬‬


‫‪http://www.Santemaghreb.com/Algerie. 05/02/2013‬‬
‫‪ .143‬تم إمضاء االتفاقية من طرف سفيرة االتحاد األوربي لو ار بايزة ‪ LAURA BAEZA‬والكتاب العاملين‬
‫لو ازرة المالية وو ازرة الموارد المائية‪ :‬السيدان ميلود بوطابة وزيدان مراح أواخر ‪.2006‬‬

‫‪130‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وم ــن أج ــل التكام ــل والتع ــاون ف ــي مي ــدان التس ــيير تم ــت التوأم ــة ب ــين الجزائري ــة للمي ــاه ‪ADE‬‬
‫المهام أوكلـت للمتعـاملين مـع القطـاع مـنهم ‪SUEZ‬‬ ‫والشركة البلجيكية للمياه ‪ Wallone‬ونف‬
‫‪ AGBAR ،Environnement‬ف ــي وهـ ـران‪ SEM ،‬بقس ــنطينة وذل ــك لبل ــو الحص ــة المائي ــة ‪24‬‬
‫علــى ‪ 24‬ســاعة‪ ،‬وضــمن هــذه السياســة التكامليــة فإنــه تقــرر إنشــاء مدرســة ماناجمانــت للميــاه‬
‫بوهران مستقبال من أجل التكوين‪.‬‬
‫ويعمل قطاع موارد المياه على تطبيق اإلجراءات والشـروط الواجـب توافرهـا فـي المـاء‬ ‫‪-‬‬
‫وفق توجيهات المنظمة العالميـة للصـحة وتعمـل الهيئـات والمؤسسـات المركزيـة والمحليـة علـى‬
‫حمايــة الميــاه مــن التلــوث ومراقبتهــا وتحليلهــا بصــفة دوريــة مــع احت ـرام الكميــات مــن المحاليــل‬
‫المس ـ ــتعملة ف ـ ــي عملي ـ ــات التص ـ ــفية والتعق ـ ــيم والتنظي ـ ــف للمي ـ ــاه م ـ ــن العوام ـ ــل الدخيل ـ ــة م ـ ــن‬
‫البكتيريات‪.144‬‬
‫وضــمن اإلســتراتيجية المائيــة وحســب تقــديرات و ازرة الم ـوارد المائيــة ولتلبيــة حاجيــات‬ ‫‪-‬‬
‫المـواطن مــن الميـاه الصــالحة للشـرب وتلبيــة حاجيــات الز ارعـة والصــناعة فـإن الج ازئــر ستصــل‬
‫إلــى إنجــاز ‪ 80‬ســدا و‪ 13‬محطــة تحليــة لميــاه البحــر‪ ،‬حاليــا تمتلــك الج ازئــر ‪ 65‬ســدا جديــدا وأن‬
‫الهــدف المســطر مــن طــرف و ازرة المـوارد المائيــة ســيتحقق مــا عــدا ســدين اثنــين سيســلمان ســنة‬
‫‪ ،2015‬كمـا أن إنجـاز ‪ 13‬محطـة لتحليـة ميـاه البحـر سـتوفر كميـة معتبـرة مـن الميـاه الصــالحة‬
‫للش ــرب والمق ــدرة ب ـ ـ ‪ 2.310.000‬م‪ 3‬يوميـ ـا أواخ ــر س ــنة ‪ 2014‬يس ــتفيد منه ــا حـ ـوالي ‪8.105.894‬‬
‫ساكنا منها‪:‬‬
‫محطـة التحليـة بـوهران‪ ،‬والحامــة بـالجزائر العاصـمة‪ ،‬ومحطــة سـكيكدة‪ ،‬وبنـي صــاف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫جينــات ببــومردا ‪ ،‬ومحطــة‬ ‫ومحطــة ســوق الثالثــاء بتلمســان‪ ،‬ومحطــة تيبــازة‪ ،‬ومحطــة أر‬
‫مس ــتغانم المنتج ــة س ــنويا ‪ 1.410.000‬م‪ 3‬يومي ــا يس ــتفيد منه ــا حـ ـوالي ‪ 6.036.043‬س ــاكنا‪ ،‬أم ــا‬
‫والية الشلف‪.‬‬ ‫المحطات األربع األخرى والتي تتواجد بتن‬
‫محطة المقطع بوهران والتي بإمكانها إنتاج ‪ 700.000‬م‪ 3‬يوميا فتسلم سنة ‪.2013‬‬ ‫‪‬‬
‫أما محطة تيبازة ومحطة الطارف بإنتاج ‪ 200.000‬م‪ 3‬فتنطلق سنة ‪.2014‬‬ ‫‪‬‬
‫واذا كــان المــاء مــادة أساســية وضــرورية لحيــاة اإلنســان والحي ـوان والنبــات فهــو كــذلك‬ ‫‪-‬‬
‫سـ ــلعة اقتصـ ــادية واجتماعيـ ــة‪ ،‬ومـ ــن أجـ ــل تعمـ ــيم االسـ ــتفادة مـ ــن هـ ــذه المـ ــادة علـ ــى مسـ ــتوى‬
‫االستهالك المنزلي والزراعي والصناعي فإن الجزائر تدعم ثمن االستهالك حيث أنها تحتسب‬

‫‪144‬‬
‫‪. OMS. Guidelines for Frinking Water Quality, Derbe editie, 2003.‬‬

‫‪131‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ 06‬دن ــانير للمت ــر المكع ــب كتس ــعرة بينم ــا تق ــدر تكلف ــة مت ــر مكع ــب م ــن المي ــاه المح ــالة ب ـ ـ ‪50‬‬
‫دينار‪/‬م‪ 3‬فور اإلنتاج دون حساب قيمة شبكة الربط وغيرها من المصاريف وذلـك كلـه لتمكـين‬
‫المواطن من الحصول على الماء لمختلف االستعماالت‪.‬‬

‫وضمن هذا السياق فإن المؤسسات العاملة في قطاع المياه ‪ SUEZ Environnement‬و أقبار‬
‫‪ AGBAR‬بوهران‪ ،‬و‪ SEM‬بقسنطينة مكلفة بالوصـول إلـى التوزيـع المـائي ‪ 24‬سـاعة علـى ‪24‬‬
‫ساعة كهدف استراتيجي مـع ضـرورة االسـتغالل األمثـل لإلمكانيـات المائيـة والماليـة ألن أزمـة‬
‫المياه في الجزائر تمثلت بين فقدان التوازن بين االحتياجات والموارد المائية المستغلة ومن ثـم‬
‫أعطــت الدولــة أهميــة للقطــاع ف ـي العش ـرية األخي ـرة مــن خــالل اإلج ـراءات الهادفــة إلــى إعطــاء‬
‫الميــاه األهميــة الكبــرى فــي مجــال البحــث العلمــي وتعزيــز م اركــز الد ارســات الوطنيــة وتــدعيم‬
‫الوحــدات المكلفــة باإلنجــاز وتطــوير صــناعة تخــدم سياســة الميــاه وتــوفير التجهي ـزات واصــدار‬
‫قانون المياه‪ ،‬وعلى الرغم من التحسن الملحوظ الـذي طـ أر فـإن مشـكلة الميـاه سـتظل مطروحـة‬
‫وأن هناك ضرورة لمضاعفة الجهود من أجل توفيرها‪.‬‬
‫المطلددب الثالددث ‪ :‬اسددتنزاف الميدداه مؤشددر علددى نشددوب النزاعددات المسددتقبلية فددي‬
‫المغرب العربي‪:‬‬
‫إن المنطقــة التــي تتواجــد فيهــا شــعوب المغــرب العربــي والتــي هــي امتــداد للــوطن العربــي‬
‫تحتل مكانة بارزة في القارة اإلفريقية والعـالم لموقعهـا الجيوسياسـي واإلسـتراتيجي‪ ،‬وتمتـاز هـذه‬
‫المنطقــة بوحــدة طبيعيــة وحضــارة قائمــة علــى وحــدة الــدين واللغــة والتــاريو وصــمودها فــي وجــه‬
‫التحيــات األجنبيــة ومحــاوالت الغــزو واالســتيالء‪ ،‬األمــر الــذي جع ـل منهــا مرك ـ از حساســا فــي‬
‫التفاعالت الدولية ومركز استقطاب والهيمنة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬ومــن ثــم فــإن أهــداف التنميــة المغاربيــة المســتقبلية تفــرض علــى هــذه الــدول وضــع أس ـ‬
‫اقتص ـ ــادية موح ـ ــدة ومتكامل ـ ــة ف ـ ــي عص ـ ــر التك ـ ــتالت والتحالف ـ ــات السياس ـ ــية واالقتص ـ ــادية‬
‫والعسكرية‪ ،‬ويفرض عليها نوعا معينا من التضامن وارساء قواعد السـلم واألمـن واالسـتقرار‬
‫ضــمن منظومــة موحــدة تعمــل علــى نشــر الســلم واألمــن وهــذه السياســة البــد لهــا مــن ركــائز‬
‫ثابتــة وقويــة لتعــاون مثمــر ونزيــه وعــدم اســتنزاف ثــروات دولــة علــى حســاب دولــة أخــرى‬
‫للخروج من المشاكل الهاشمية والتفر لحل معضالت التخلف والتبعية‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ -‬وسياســة الج ازئــر منــذ االســتقالل تنبــع مــن إيمــان الثــورة الجزائريــة بــأن وحــدة الشــعوب الــذي‬
‫حلما يراود أبناء المنطقة يفرض اليـوم نفسـه كضـرورة إسـتراتيجية ويجعـل مـن‬ ‫كان باألم‬
‫السياسة الجزائرية تعمل باستمرار على الحفاظ على السلم واألمن وحسـن الجـوار كمـا جـاء‬
‫ف ــي قـ ـ اررات م ــؤتمر الص ــومام س ــنة ‪ 1956‬تح ــت عنـ ـوان "إتح ــاد ش ــمال إفريقي ــا"‪ :‬وس ــتعنى‬
‫الجزائر الحرة المستقبلية بتحطيم الحواجز العنصرية التي أقيمـت علـى الحيـف االسـتعماري‬
‫وتعزيز الوحدة واإلخاء‪.145‬‬
‫‪ -‬فبناء المغرب العربي هذه الديناميكية الجديدة أصـبحت أمـ ار ضـروريا‪ ،‬وشـعوب المنطقـة ال‬
‫تريد أن تجوع والغذاء في باطن أراضيها وال تظمأ والماء فـي متنـاول يـديها‪ .‬ومـن هنـا فـإن‬
‫واقع المنطقة يفرض على قادتهـا أن تكـون الحكمـة فـي الـروابط التاريخيـة والثقافيـة والكفـاح‬
‫والتبصــر هــي المنطلــق والتعــاون المثمــر هــو الوســيلة لتجســيد هــذه الفك ـرة التــي هــي تعبيــر‬
‫صادق عن عمق الروابط التاريخية والنضالية لشعوب المنطقة‪.‬‬

‫التساقط‬ ‫نسبة‬ ‫المياه‬ ‫المياه الجوفية‬ ‫المياه السطحية‬ ‫القطر‬


‫كلم‪/3‬سنويا‬ ‫التساقط‬ ‫المتجددة‬ ‫المنتجة داخل‬ ‫المنتجة داخل‬
‫(مم‪/‬سنويا)‬ ‫الداخلية‬ ‫القطر‬ ‫القطر‬
‫‪212‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪11.25‬‬ ‫‪1.487‬‬ ‫‪9.76‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪154.5‬‬ ‫‪346‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المغرب‬
‫‪33.87‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪4.195‬‬ ‫‪1.495‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫تون‬
‫‪98.53‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪94.82‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪01‬‬ ‫مريتانيا‬
‫نسبة‬ ‫مجموع المياه‬ ‫المياه‬ ‫المياه‬ ‫المياه السطحية‬
‫التبعية‬ ‫المتجددة‬ ‫الجوفية‬ ‫الجوفية‬ ‫اآلتية من دول‬ ‫القطر‬
‫(‪)%‬‬ ‫السطحية الجوفية‬ ‫الخارجة‬ ‫الداخلة‬ ‫الجوار‬
‫‪3.599 1.517‬‬ ‫‪10.15‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫المغرب‬

‫‪ .145‬من توصيات مؤتمر توحيد المغرب العربي المنعقد بطنجة أيام ‪ 27‬إلى ‪ 30‬أفريل ‪.1958‬‬

‫‪133‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪96.49‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تون‬


‫‪0‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪/‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪11‬‬ ‫موريتانيا‬
‫إن قراءة متأنية لألرقام تبين التفاوت بين األقطار المذكورة فيما يخص التساقط مما‬
‫على حساب‬ ‫يجعل بعضها يلجأ إلى استنزاف المخزون المائي المشترك مثل ليبيا وتون‬
‫الجزائر وبالتالي فإن هذه الظاهرة تؤدي حتما ومع مرور الزمن إلى تناقص الحم الكلي للمياه‬
‫مما يؤثر على دول الجوار‪ ،‬كما أن عدم وجود معاهدات أو اتفاقيات تنظم استغالل لهذه‬
‫المياه يؤدي حتما إلى نزاعات مستقبلية بين األطراف المشتركة في هذه األحواض المائية‬
‫المزودة والمعتمد في تخزينها على التساقط المطري بنسبة عالية‪.146‬‬
‫مؤشرات النزاع حول المياه في المغرب العربي‪:‬‬
‫‪ -‬إن عملية االستنزاف الالمعقول للمياه الجوفية والمقدرة بـ ‪ 31.000‬مليار م‪ 3‬من طرفي‬
‫وليبيا ظاهرة بإمكانها هدر المخزون المائي المتواجد باألراضي الجزائرية حيث‬ ‫دولتي تون‬
‫أن ثلثي هذا المخزون والمقدر بـ ‪ 20.000‬مليار م‪ 3‬كله داخل التراب الجزائري‪.147‬‬
‫‪ -‬تعرف المنطقة حف ار عشوائيا لآلبار حيث سجل حفر أكثر من ‪ 11.000‬بئ ار وبالتالي فإن‬
‫هذه العملية تم ؤكن من استنزاف حوالي ‪ 2.5‬مليار م‪ 3‬وتضعف من المخزون المائي الباطني‬
‫للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬ساهمت عملية حفر وانجاز النهر العظيم في ليبيا في استنزاف المخزون المائي وذلك‬
‫ابتداء من ‪ 1984‬ألن تغذيته تتم عن طريق المياه الجوفية المشتركة بين الدولتين وحسب‬
‫األخصائيين في قطاع الهيدروغرافيا فإن هذه العملية تؤدي إلى تفاقم األزمة المائية الليبية‬
‫وبالتالي فإن احتياجات هذا القطر ستقسم على ‪ 10‬خالل ‪ 50‬سنة القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬وضمن اإلستراتيجية المائية الدولية التي خصصت "وكالة دولية لمراقبة وحماية المنطقة من‬
‫" ‪ "sos‬كما أوكلت لها مهمة تنمية منطقة الساحل‬ ‫التصحر" والمتواجد مقرها في تون‬

‫‪ .146‬المصدر ‪ :‬البنك العالمي التقرير رقم ‪ 36270/D7‬الصادر بتاريو ‪ 2007/09/15‬من طرف مجموعة‬
‫التطوير االقتصادي واالجتماعي المكلفة بمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ‪FAO. N°= 36270/D7‬‬
‫‪ .147‬حسب العالم في الهيدروغرافيا الجوفية جان مرغات ‪ Jean Mergat‬بحث منشور بتاريو‬
‫‪ 2013/01/05‬الجريدة ‪ Quotidien‬ص‪ 05‬من طرف أ‪.‬بودرومة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومحاربة ظاهرة الفقر‪ ،‬فإن االستنزاف للمياه الجوفية بطرق غير منتظمة أصبح أم ار يهدد‬
‫المنطقة كلها بالنضوب والتناقص‪.‬‬
‫‪ -‬إن احتياجات الجزائر من الكهرباء والمقدرة إلى غاية ‪ 2020‬بـ ‪ MW22.000‬أو ما‬
‫إنتاج ‪ 22‬محطة كهربائية جعلها تدرج ضمن برامجها التنموية في المناطق‬ ‫يعادل‬
‫الصحراوية من أجل الحفاظ عل الطاقة وامنها المائي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج ‪ DESETEC‬القاضي بتوفير الكهرباء والماء الشروب بواسطة محطات الطاقة‬
‫الشمسية‪ ،‬وقد انطلقت األشغال بمشاركة المركز الفضائي األلماني ‪ TREC/DLR‬علما أن‬
‫احتياجات العالم من الكهرباء تقدر بـ ‪ 18‬مليون ‪/GWh‬سنة والجزائر تساهم بـ‬
‫‪/twh10‬سنة‪ .‬وهو إنتاج ضئيل مما جعلها تعد برنامجا متجددا الستغالل الطاقة الشمسية‬
‫في الصحراء ضمن اإلستراتيجية المائية‪.‬‬
‫‪ -‬فاألزمة المائية في المغرب العربي بإمكانها أن تخل بالسالم واالستقرار في هذه المنطقة‪،‬‬
‫فاآلفاق التي يفتحها التعاون النزيه في مجال استخدام المياه الجوفية أصبح ضرورة والبد أن‬
‫تدرك دول المغرب العربي بأن أمنها وتطورها مرتبط بالحفاظ على المخزون المائي ضمن‬
‫خطط إستراتيجية تحفظها من مخاطر التبعية الغذائية والصناعية المرتبطة بالمياه وتضمن‬
‫للسالم في المنطقة االستم اررية‪.148‬‬
‫هي األخرى تستفيذ من المياه الجزائرية عبر واد طوله ‪ 365‬كلم ينبع من مجردة‬ ‫‪ -‬وتون‬
‫ليغذي مساحات كبرى زراعية‪ ،‬وانطالقا من ‪ 1995‬سنة الشروع في إنجاز بعض السدود‬
‫إلنتاج الكهرباء الحت في األفق المغاربي أزمة الصراع حول المياه بين القطرين‪ ،‬ومن ثم‬
‫بتلك التي‬ ‫‪149‬‬
‫يمكننا القول أن أزمة المياه في المغرب العربي ذات طابع جيوسياسي شبيهة‬
‫يعيشها المشرق العربي الناجمة عن محاولة السيطرة على مصادر المياه من طرف‬
‫إسرائيل‪.‬‬
‫‪ -‬والجزائر انطالقا من هذه المسلمة "أن الماء هو عصب الحياة" ونظ ار لمكانته اإلستراتيجية‬
‫التي أصبح يحتلها سالح الغذاء في المعركة القائمة ضد التخلف والتبعية فإنها الزالت تبذل‬
‫قصارى جهودها لزيادة اإلنتاج الفالحي والصناعي وتعبئة الطاقات المائية بوعي من خالل‬

‫‪‬‬
‫‪TREC : Trans-Mediterranen Renewable Energy Cooperation.‬‬
‫‪ . 148‬بن يمين سطورة‪ ،‬أكرم إليا ‪ ،‬األبواب المائة على المغرب‪( ،‬الجزائر مؤسسة دحلب‪ ،‬نوفمبر ‪.)1999‬‬
‫‪149‬‬
‫‪. Benjamin Store, les 100 Portes du Maghreb, Ed « l’atelier Paris » éditions ouvriers, Octobre‬‬
‫‪1999.‬‬

‫‪135‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ترشيد االستغالل للمياه سواء أكانت جوفية أو سطحية ومحاربة الظواهر السلبية بمختلف‬
‫أنواعها وبإشاعة الوعي بأهمية االستخدام الرشيد لكل اإلمكانيات الوطنية بشرية كانت أو‬
‫تطبيق القوانين وانجاز المشاريع في آجالها المحددة ووفق‬ ‫مادية وبالسهر على ح‬
‫الدراسات العلمية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬اآلفاق المستقبلية‬


‫يسي ار على الدول النامية أن تتصدى لعملية االحتياجات في جل القطاعات‬ ‫لي‬
‫يسي ار عليها مسايرة غيرها من الدول‬ ‫خاصة في المجاالت اإلستراتيجية كالمياه‪ ،‬كما أنه لي‬
‫في المجاالت العلمية والتكنولوجية الحديثة إال عن طريق الدراسات واألبحاث العلمية السلمية‬
‫إلعداد تخطيط شامل لكل جهد أو نشاط تبذله في سبيل لتحقيق أهداف مرسومة ومعينة‪.‬‬
‫فالخطة كما يعرفها شارل بتلهايم هي جملة من التدابير التي انعقد عليها العزم لتنفيذ مشروع‬
‫أو مشروعات معينة لتحقيق أهداف محددة‪ ،150‬فالنظرة المستقبلية للجزائر حول المياه مرتبطة‬
‫بتنسيق بيئي متنوع‪ ،‬ومرتبطة بالعالقة بين التطور الزراعي والصناعي وكذا بالنمو‬
‫الديمغرافي‪.‬‬
‫بينت الكثير من الدراسات التي قامت بها و ازرة الموارد المائية وبإشراف الوكالة‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية للمصادر المائية ‪ ANRH‬أنه تم تحديد جل األحواض المائية عبر التراب الوطني‬
‫والمقدرة بـ ‪ 211‬حوضا من بينها ‪ 170‬متواجدة بالشمال هذه األخيرة التي تعرف االستغالل‬
‫بدرجة عالية مما يقلل من حجمها المائي كما أنها معرضة لإلصابة باألمالح لقربها من‬
‫البحر وهي ظاهرة تهدد هذه المصادر الهامة وبالتالي يتأثر النظام التوزيعي للمياه مستقبال‬
‫ويهدد الساكنة الذين يعرفون نموا ديمغرافيا متزايدا وهجرة نحو المدن‪.‬‬
‫إن هذه األحواض المائية في شمال البالد قادرة على تخزين حجم مائي قابل‬ ‫‪-‬‬
‫لالستغالل مقدر بـ ‪ 2724‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا في السنوات العادية وبـ ‪762‬‬
‫هكتومتر‪/‬مكعب في سنوات الجفاف وبالتالي بينت الدراسات أن الحجم المائي للوحدات‬
‫الهيدروجيولوجية (‪ )29‬المتواجدة في الجنوب يقدر بـ ‪ 257‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا مهما‬

‫‪ . 150‬محمد جمال برعي‪ ،‬فن التدريب الفني في مجاالت التنمية (القهرة‪ :‬دار الحمامي للطباعة‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ )1970‬ص‪.129‬‬

‫‪136‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫األحواض المائية شمال‬ ‫تغيرت األحوال المناخية وبمعنى آخر فإن حجمها سيظل ثابتا عك‬
‫البالد‪.‬‬
‫وفي الصحراء جنوب البالد فإن الحجم المائي الذي تم ضخه قدر بـ ‪670‬‬ ‫‪-‬‬
‫هكتومتر‪/‬مكعب سنويا وارتفع إلى أكثر من ‪ 1000‬هكتومتر‪/‬مكعب سنويا ويهدف المشروع‬
‫لنقل المياه (جنوب جنوب‪ ،‬وجنوب نحو الهضاب العليا) إلى بلو ضو كمية مياه تقدر بـ ‪2‬‬
‫م‪/3‬ثانية‪ ،‬و‪ 16.6‬م‪/3‬ثانية أو ما يعادل ‪ 63‬هكتومتر مكعب‪/‬سنويا ليصل إلى ‪ 1700‬م‪/3‬سنة‬
‫مستقبال وذلك لتمكين السقي الفالحي بمساحة ‪ 300.000‬هكتار‪.‬‬

‫‪ ‬جدول التحويل المائي في الجنوب‪:151‬‬


‫اإلنتاج‬
‫المستفيدون‬ ‫آفاق‬ ‫األحواض‬
‫م‪3‬اثانية‬
‫مسـ ــعد‪-‬حاسـ ــي بحـ ــبح‪-‬عـ ــين وسـ ــارة‪-‬عـ ــين الحجـ ــل‪-‬سـ ــيدي‬ ‫جنـ ـ ــوب مسـ ـ ــعد ‪P1‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪2010‬‬
‫عيسى‪-‬مسيلة‪-‬تيارت‬ ‫ب‪1‬‬
‫األغواط‪-‬تاجمونت‪-‬اإلدريسية‪-‬آفلو‪-‬واد جالل‪-‬سيدي خالـد‪-‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫واد المحــاقن غردايــة‬
‫‪2020‬‬
‫بسكرة‪-‬بن سرور‪-‬بوسعادة‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪P2‬‬
‫‪1.9‬‬ ‫واد س ـ ـ ـ ــيقر منطق ـ ـ ـ ــة‬
‫تاجرونة‪-‬تيارت‪-‬فرندة‪-‬سعيدة‪-‬الجلفة‪-‬آفلو‬ ‫‪2030‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫غرداية ‪P3‬‬
‫فــيض البطمــة‪-‬عــين الملــح‪-‬مســيلة‪-‬عــين الصــفراء‪-‬النعامــة‪-‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫واد سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيقر واد‬
‫‪2040‬‬
‫مشرية‪-‬سعيدة‬ ‫‪2.1‬‬ ‫النامو‬
‫لعل من األهداف التي تسعى إليها الدولة هو تحقيق مستوى معيشي الئق لرعاياها ولن يتأتى‬
‫ذلك إال عن طريق اإلنتاج في الميدانين الزراعي والفالحي المرتبطين بعنصر الماء الذي هـو‬
‫ركيزة أساسية في حياة كافة الكائنات‪.‬‬
‫وباستعراضنا للمعطيات اإلحصائية السابقة نخلص القول أن اإلستراتيجية المائية فـي الج ازئـر‬
‫تهدف إلى‪:‬‬

‫‪ .151‬برنامج ‪ MEDA‬لالتحاد األوربي‪ ،‬المخطط الوطني للمياه‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دراسة االتحاد األوربي حول المياه‬
‫في الجزائر‪ ،‬بالتنسيق مع و ازرة الموارد المائية‪ ،‬أوت ‪ ،2010‬ص‪.104‬‬

‫‪137‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫تزويد السكان بالماء الشروب فبعد أن كانت نسبة التزود ‪ %78‬في ‪ 1999‬فإن البرامج‬ ‫‪-‬‬
‫المسطرة تهدف إلى بلو نسبتي ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و ‪%98‬سنة ‪.2040‬‬
‫الربط بقنوات الصرف الصحي الذي يعتبر ضرورة ورفع النسبة من ‪ %86‬سنة ‪2009‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلى ‪ %98‬سنة ‪.2025‬‬
‫الوصول إلى حصة الفرد من الماء الصـالح للشـرب يوميـا ورفعهـا مـن ‪ 170‬لتـ ار يوميـا‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 180‬لت ار يوميا سنة ‪.2025‬‬

‫هــذه األهــداف لــن تتحقــق إال عــن طريــق تجنيــد اإلمكانيــات الماديــة والبش ـرية وانتهــاج سياســة‬
‫محكمة في االستعمال واالستغالل للمياه حسب المعطيات التالية‪:152‬‬
‫رفع حجـم الميـاه المتجـددة ‪ eaux conventionnelles‬فبعـد أن كانـت سـنة ‪ 2009‬مقـدرة‬ ‫‪-‬‬
‫بـ ‪ 8500‬مليون م‪ 3‬إلى ‪ 11.000‬مليون م‪/3‬سنة‪.‬‬
‫تعبئـة جديـدة عــن طريـق الميــاه غيـر المتجــددة (تحليـة الميــاه) فقـد عرفــت هـذه العمليــة‬ ‫‪-‬‬
‫تطــو ار ملحوظــا حيــث كانــت‪ 50 :‬مليــون م‪/3‬ســنويا ســنة ‪ ،2005‬و‪ 690‬مليــون م‪ 3‬ســنة ‪،2009‬‬
‫لتصل العملية المبرمجة إلى بلو ‪ 800‬مليون م‪/3‬سنة ‪ 2025‬فـ ‪ 1000‬مليون م‪ 3‬سنة ‪.2040‬‬
‫ر فمــن ‪ 160‬مليــون م‪/3‬ســنة فــي ‪ 1999‬و‪230‬‬
‫تصــفية الميــاه عمليــة عرفــت تطــو ار كبي ـ ا‬ ‫‪-‬‬
‫مليـ ــون م‪/3‬سـ ــنة خـ ــالل ‪ 2005‬و ‪ 600‬مليـ ــون م‪/3‬سـ ــنة خـ ــالل ‪ 2009‬لتصـ ــل إلـ ــى ‪ 900‬مليـ ــون‬
‫م‪/3‬سنة خالل سنة ‪.2040‬‬

‫كما أن المخططات الموضوعة ضمن اإلستراتيجية تهدف إلى رفع النسب‪:‬‬


‫الماء الشروب‪ :‬النسبة كانـت ‪ %78‬سـنة ‪ %90 ،1999‬سـنة ‪ %93 ،2005‬سـنة ‪،2009‬‬ ‫‪-‬‬
‫لتبلغ ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و‪.2040‬‬
‫ال ـربط بالصــرف الصــحي‪ :‬النســبة كانــت ‪ %72‬ســنة ‪ %81 ،1999‬ســنة ‪%86 ،2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ ،2009‬لتبلغ ‪ %98‬سنة ‪ 2025‬و‪.2040‬‬

‫بهذه الجهود يمكن لقطاع المياه والموارد المائية بالجزائر الوصول إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .152‬و ازرة الموارد المائية‪ ،‬إستراتيجية المياه في الجزائر‪ ،‬تقرير مقدم بمنتدى القاهرة ‪ 22-21‬نوفمبر‬
‫‪.2011‬‬

‫‪138‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فيما يخص تزويد الفرد بالماء لمختلف االستعماالت‪ :‬فبعد أن كانت حصته اليومية ‪ 123‬لت ار‬
‫يوميــا ســنة ‪ ،1999‬و‪ 155‬لت ـ ار ســنة ‪ ،2005‬و‪ 170‬لت ـ ار ســنة ‪ ،2009‬ســتبلغ حصــته خــالل ســنة‬
‫‪ 2025‬و‪ 2040‬إلى ‪ 180‬لت ار يوميا‪.‬‬
‫وجملــة القــول أن هــذه اإلســتراتيجية تعتبــر الفــرد الج ازئــري أهــم الم ـوارد وأثمنهــا وهــدفا‬
‫ألي إص ــالح سـ ـواء م ــن الناحي ــة االجتماعي ــة أو االقتص ــادية ل ــذلك س ــخرت إمكاني ــات بشـ ـرية‬
‫ضخمة وكفاءات وخبرات عالية كما وفرت اإلمكانيات المالية الهائلة ‪ 2297‬مليار دينار أو ما‬
‫يعــادل ‪ 23‬مليــار أورو إلــى غايــة ‪ 2010‬وتســعى إلــى إنجــاز ‪ 96‬ســدا خــالل ســنة ‪2016-2014‬‬
‫بعد أن كان عددها ‪ 44‬سنة ‪ ،1999‬لبلو كمية تخزين ‪ 09‬ماليير م‪ 3‬سنويا بعد أن كانـت ‪3.3‬‬
‫مليــار م‪/3‬ســنة ‪ ،1999‬وضــمن هــذا الجهــد االســتراتيجي ولتمكــين المـواطن بشــمال الــبالد حيــث‬
‫كث ـرة الســكان الحصــول علــى المــاء يوميــا فــإن الخطــة تهــدف إلــى إنشــاء محطــات تحليــة ميــاه‬
‫البحر إضـافية‪ ،‬فقـد كـان عـددها ‪ 13‬بإمكانيـة تخـزين ‪ 2.26‬مليـون م‪ 3‬يوميـا سـنة ‪ 2002‬إضـافة‬
‫إلــى المحطــات الصــغرى بعــدد ‪ 23‬والتــي ســاهمت فــي التخفيــف مــن حــدة الطلــب علــى الميــاه‬
‫وهناك محطات أخرى مبرمجة في اآلفاق المستقبلية‪.‬‬
‫وتشهد الجزائر نهضة اقتصادية وزراعية شاملة حاليا ولن يكتب لها الدوام ما لم تعط األولوية‬
‫لهــذا القطــاع الحيــوي للرفــع مــن نصــيب الفــرد مــن الــدخل وبالتــالي يتحقــق لــه األمــن المــائي‬
‫والغذائي معا ويعيش بالتالي آمنا‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لقــد آلــت بــي الد ارســة هــذه إلــى اســتخالص الكثيــر مــن العبــر و التصــورات وال ازلــت‬
‫همتــي مصــروفة إلــى البحــث و التمحــيص أكثــر فــي موضــوع األمــن المــائي أو االســتراتيجية‬
‫المائية لما للموضوع من أهمية قصوى في حياة الكائنـات كلهـا‪ .‬إال أن تجـوالي بـين الد ارسـات‬
‫العــدة و المؤلفــات الكثي ـرة بــين لــي أنهــا كانــت علميــة محضــة معتمــدة علــى اإلحصــائيات و‬
‫األرقام خالية من التحليل الديني و الروحـي وبـذلك فـإنني فـي هـذه الخاتمـة أذكـر بـأن شـريعتنا‬
‫الســمحاء جــاءت متضــمنة أسســا و قواعــد تحقــق لإلنســانية جمعــاء مصــالحها وتحفــظ حقوقهــا‬
‫وترفع الحرج عنها و تكفل لها الحياة الهنيئة للفرد و الجماعة‪،‬ويعترف بذلك أهـل النهـي الـذين‬
‫بها على عباده ومنها الماء‪.‬‬ ‫يقدرون النعم التي أنعم‬
‫فجاء القرآن الكريم محتويا على أبلغ العبر و أنفع العظـات وغنـي عـن البيـان أن نـدرك أسـرار‬
‫هذه البالغة و محكم هذا الكالم و المعجزة الكالمية مما أفحم فصحاء تمـيم وربيعـة و القبائـل‬
‫العربيــة كلهــا حتــى عجــزت علــى ‪ ﴿:‬أن يــأتوا بمثل ـه و لــو كــان بعضــهم لــبعض ظهي ـرا‪﴿ .﴾.‬‬
‫وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ ‪.‬‬

‫خصص ــنا الفص ــل األول م ــن ه ــذه الد ارس ــة لمفه ــوم األم ــن و أنواع ــه بع ــد أن تغي ــرت‬
‫الجانــب العســكري فقــط ليهــتم بالجوانــب االقتصــادية و االجتماعيــة و‬ ‫مفاهيمــه فقــد كــان يم ـ‬
‫السياسية و اإلعالمية ومن ثم ظهرت استراتيجيات عـدة ومختلفـة لمواجهـة األزمـات مـن بينهـا‬
‫االسـ ــتراتيجية المائيـ ــة بغيـ ــة الحـ ــد مـ ــن شـ ــدة الطلـ ــب علـ ــى الميـ ــاه فـ ــي الميـ ــادين الزراعيـ ــة و‬
‫االقتصادية و االستعماالت المنزلية ‪.‬‬
‫الس ــياق تطرقن ــا إل ــى موض ــوع الطاق ــة النفطي ــة و الغازي ــة و م ــا نج ــم عنهم ــا م ــن‬ ‫و ف ــي نفـ ـ‬
‫صراعات ونزاعات في العالم خصوصا في العالم العربي الذي يعتبـر خ ازنـا لهـا والـذي حاولـت‬
‫الدول العظمـى و المصـنعة امتالكـه بكـل الوسـائل السياسـية و االقتصـادية و أحيانـا العسـكرية‬
‫الستغالله و استنزاف خيراته الباطنية لصالحها‪.‬‬
‫كمـا أشـرنا فــي هــذا الفصــل كـذلك للعوامــل السياســية و االقتصــادية و الجغرافيــة التــي‬
‫تحكم ــت ف ــي بع ــض الن ازع ــات القائم ــة ب ــين تل ــك الق ــوى كم ــا تح ــددها الد ارس ــات اإلس ــتراتيجية‬
‫واالستشرافية لحرب متوقعة حول المياه أو ما يسمى بحـرب العطش‪.‬هـذه الحـرب التـي ظهـرت‬
‫بوادرها مع مطلع القرن عبر التدخالت األجنبيـة فـي السياسـات العربيـة ‪،‬فبعـد المشـرق العربـي‬

‫‪140‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ومـا عانــاه مــن جـراء هـذا التــدخل تنتقــل العــدوى إلــى أقطـار المغــرب العربــي بمســميات مختلفــة‬
‫تحت شعار حماية حقوق اإلنسان وحماية األقليات بينما هي في حقيقة األمر محاولة الهيمنة‬
‫و الس ــيطرة وام ــتالك للث ــروات و الت ــدرع بسياس ــة نش ــر الديمقراطي ــة ف ــي الع ــالم العرب ــي لف ــرض‬
‫و العلمي‪.‬‬ ‫السيطرة عليه بعد أن هيمنت عليه في الميدان التكنولوجي‬
‫وركزنا خالل تحليلنا في هذا الفصل على األمـن الغـذائي الرتباطـه بـاألمن المـائي إذا‬
‫أخ ــدنا ف ــي الحس ــبان أن ثلث ــي س ــاكنة الع ــالم ف ــي حال ــة ج ــوع ودون خ ــط الفق ــر الم ــائي ‪.‬ف ــرغم‬
‫النجاحات المكتسبة فـي العلـوم و التقنيـات للرفـع مـن اإلنتـاج فـي الميـدان الز ارعـي و التصـنيع‬
‫الز ارعــي إال أن شــبح الجــوع ال زال قائمــا وأن العــالم النــامي ال زال خــالي اليــدين مــن إمكانــات‬
‫التطــور و التقــدم الرتباطــه وتبعيتــه تكنولوجيــا بالعــالم المصــنع الغربــي مــا جعلــه يــولي اهتمامــا‬
‫بالغــا لحيــازة هــذه العلــوم وانتهــاج سياســة االعتمــاد علــى الــذات لمواكبــة العصــر ‪ ،‬واالســتجابة‬
‫لحاجيـات األفـراد االقتصــادية و االجتماعيــة واعتمــاد سياســة الوقايــة و الحمايــة مــن األمـراض‬
‫المتأتيــة مــن الميــاه باعتبارهــا تحتــل المرتبــة األولــى فــي ســلم الوفيــات خاصــة فــي هــذه الــدول‬
‫النامية‪.‬‬
‫وحين تناولنـا موضـوع األمـن المـائي وآثـاره علـى الـدول العربيـة توصـلنا إلـى إدراك أن‬
‫األهداف السياسية إلسرائيل و تظاهرهـا بـالقوة أجبـر العـرب علـى الصـلح أو التصـالح معهـا و‬
‫هذا هدف حيوي توصلت إليه السياسة اإلسرائيلية‪ ،‬لقد كانت القوة وال تـزال وسـتبقى لهـا أعظـم‬
‫األثر على المكانة السياسية ألي دولة في العالم‪ :‬فالقوي محترم دائما و الضعيف مهان دائما‬
‫وكل زعم خالف ذلك خيال وهراء‪.153‬‬
‫أمــا النظ ـرة المســتقبلية لحــل األزمــة بأوجههــا المتعــددة وعلــى الصــعيد العــالمي بصــفة‬ ‫‪-‬‬

‫عامة نراها‬
‫ممثلــة فــي ضــرورة تغطيــة العجــز فــي اإلنتــاج عــن طريــق تــوفير الميــاه ألن الغــذاء أخــذ طابعــا‬
‫سياس ــيا عل ــى مس ــتوى العالق ــات الدولي ــة و تع ــرف ال ــدول النامي ــة فج ــوة غذائي ــة كبيـ ـرة نتيج ــة‬
‫اعتمادها على زراعة الكفاف وتخلـف اقتصـاديات اإلنتـاج الفالحـي وتخلـف أسـاليبه( األسـمدة‪،‬‬
‫البذور المحسنة‪ ،‬واآلليات‪).‬‬

‫‪ -153‬اللواء الركن محمود شيت خطاب‪ ،‬األيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها‪ ،‬بيروت دار الفكر‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪ ،1971‬ص ‪2‬‬

‫‪141‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ونظـ ـ ار ألن المـ ـوارد األرض ــية و المائي ــة و البشـ ـرية و التقني ــة والعلمي ــة موزع ــة توزيع ــا‬ ‫‪-‬‬
‫متفاوتــا البــد مــن دفــع عجلــة التنميــة بــالتوزيع العــادل و المعقــول عــن طريــق إنجــاز مشــاريع‬
‫تخزين المياه و الري ونقلها ومشـاريع الصـرف الصـحي وذلـك يتطلـب ضـخامة المـوارد الماليـة‬
‫وضرورة استغاللها اإلستغالل األمثل‪.‬‬
‫فاإلستراتيجية الحالية هي التفكير في بدائل و خيارات أخرى غير البترول حيث‬ ‫‪-‬‬
‫بينــت معظــم الد ارســات مرحلــة احتضــاره ونض ــوبه ونذرتــه مســتقبال بــدءا مــن محاربــة ظ ــاهرة‬
‫اإلف ـراط و االســتهالك الالمعقــول وغيــر المــنظم إلــى الطاقــة البديلــة كالطاقــة الشمســية وطاقــة‬
‫الرياح‪ ،‬والطاقة الجوفية لألرض‪.‬‬
‫كمــا أن هــذا التصــور االســتراتيجي المســتقبلي يفــرض علــى المجتمعــات الناميــة ومنهــا‬ ‫‪-‬‬
‫الج ازئــر المســاهمة فــي الب ـرامج اإلنمائيــة وتوســيع الز ارعــة الغذائيــة والتفكيــر لمــا بعــد البتــرول‬
‫اقتصــادية‬ ‫واقامــة صــناعة دائمــة التطــور وذات فوائــد ماليــة كبي ـرة بإنجــاز مشــاريع علــى أس ـ‬
‫وتنظيم عمليات االستهالك و التوزيع المائي أوال وربط الفالح باألرض وبنمط التنمية الريفية‬
‫بالمعنى الحقيقي ولن يتـأتى ذلـك إال عـن طريـق دور المجتمـع فـي تسـيير دواليـب الدولـة التـي‬
‫يعتبر جزء منهـا‪ .‬فأهميـة الد ارسـة المسـتقبلية و اإلسـتراتيجية تعنـي محاولـة استشـراف الصـور‬
‫المختلفــة للمســتقبل وفقــا لف ـروض مختلفــة فيمــا يخــص معرفــة الواقــع وجــذوره والــوعي بقضــية‬
‫المستقبل و األهداف المعلنة والعمليات الفعلية التي تغير هذا الواقع‪.‬‬
‫أمــا الفصــل الثــاني و الــذي خصصــناه لإلســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئــر ومــن خــالل‬
‫الد ارســة واســتقراء االحصــائيات و البيانــات استخلصــنا فــي البدايــة أن عوامــل المنــاخ والتربــة و‬
‫و الغطاء النباتي أثرت سلبا في حجم المياه الجوفية و السطحية مما جعل الدولة‬ ‫التضاري‬
‫الجزائرية تـولي قطـاع المـوارد المائيـة والـري اهتمامـا بالغـا‪ .‬فهـذه االعتبـارات طرحـت بكـل حـدة‬
‫مشــكلة التــزود بالميــاه ومشــكلة األمــن الغــذائي ومخــاطر التبعيــة للخــارج ومــا ترتــب عنهــا مــن‬
‫و المحتك ـرة للم ـواد الغذائيــة كالواليــات المتحــدة‬ ‫تبعــات ماليــة وسياســية إزاء الــدول المالكــة‬
‫وكنــدا وأوروبــا‪ ،‬هــذه الســمة اضــطرها إلــى اللجــوء المكثــف إلــى اســتيراد الغــذاء بالعملــة الصــعبة‬
‫من الخارج‪ .‬ولحل هذه المعضلة لجأت الجزائر إلـى وضـع مشـاريع إنمائيـة كبـرى ومخططـات‬
‫مســتقبلية مــن أجــل بلــو أمنهــا الغــذائي ألن التبعيــة للخــارج تضــفي علــى المســألة أبعــادا أمنيــة‬
‫بمبدأ االستقالل الوطني الذي قدمت من أجله أرواح الشهداء‪.‬‬ ‫وسياسية تم‬

‫‪142‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬وقراءتنـا المتمعنــة لالســتراتيجية المائيــة فــي الج ازئـر مكنتنــا مــن إدراك النظـرة الشــمولية‬
‫لموضوع التنمية التي تعتبرها الجزائر عملية بالغة الدقة تتمثل في النهاية إلى االرتفاع المنظم‬
‫بإنتاج العمل من خالل التغييرات الهيكلية التي حددت معالم اإلنتاج فـي المجـالين الز ارعـي و‬
‫الصناعي واحالل تكتيك أرقـى واسـتخدام وسـائل إنتـاج أحـدث وأكثـر كفـاءة إلشـباع الحاجيـات‬
‫‪154‬‬
‫خاصة فـي مجـال التـزود بالميـاه الصـالحة للشـرب و الصـرف‬ ‫المتزايدة لألفراد والجماعات‬
‫الصحي ‪.‬وقد بينـت الد ارسـة مـن خـالل األرقـام المعتمـدة مـن طـرف الـو ازرة المعنيـة أن الج ازئـر‬
‫اختــارت طريــق التطــور الشــامل بعــد العش ـرية الســوداء التــي كــادت أن تــأتي علــى األخض ــر‬
‫وتمكنت في أمد قصير التصدي لتصفية نظم التخلف والتبعية‪ ،‬بالخصوص ما تعلـق‬ ‫والياب‬
‫بالتزود بالمياه الشروب وتوفير الماء لصـالح الز ارعـة والصـناعة بـالطرق الحديثـة كـاللجوء إلـى‬
‫تحلية مياه البحر ومد القنوات في الصحراء‪ ،‬وبناء السدود‪ ،‬وانجاز محطات التصفية‪.‬ذلك كله‬
‫ض ــمن االس ــتراتيجية الهادف ــة إل ــى اإلرتق ــاء ب ــالفرد وت ــوفير حاجيات ــه المائي ــة وض ــمان الوقاي ــة‬
‫الص ــحية عب ــر القـ ـوانين و التشـ ـريعات‪ ،‬وادخ ــال ث ــورة علمي ــة وتكنولوجي ــة اس ــتنادا إل ــى تس ــارع‬
‫معـدالت التقــدم العلمــي والتطبيــق التكنولـوجي تلبيــة لحاجيــات الفــرد فيمـا يتعلــق بــالتزود بالميــاه‬
‫الشروب‪.‬‬
‫مكنتنــا هــذه الد ارس ــة فــي األخي ــر مــن إدراك أن العــالم يع ــيش فــي نظ ــام اقتصــادي وسياس ــي‬
‫واجتماعي وحضاري عالمي تتحكم في مسيرته مجموعة من العوامـل أبرزهـا القـوة االقتصـادية‬
‫و التكنولوجية بعد القوة العسكرية وأن الحرب القادمة هي حرب مياه كما كان البترول مؤججـا‬
‫للحروب في الشرق األوسط‪ ،‬فقضية الطاقة ال بد وأن ينظر إليها بنظـرة مخالفـة للماضـي وأن‬
‫تطــرح بعــين الجــد ألن معــدالت االســتهالك مــن المنتجــات البتروليــة قــد شــهدت ت ازيــدا ضــخما‬
‫نظـ ار للنمـو السـكاني المت ازيـد ممـا يتطلـب تــأمين االحتيـاط مـن هـذه الطاقـة ومـن الميـاه خاصــة‬
‫واللجــوء إلــى الطاقــة البديلــة‪ .‬ودون نظ ـرة شــاملة واســتراتيجية وطنيــة مضــبوطة فــإن االحتم ـال‬
‫األكبــر أن تنــاقص الثــروات المائيــة والباطنيــة يــؤدي إلــى األزمــات و الص ـراعات وبالتــالي فــإن‬
‫إعداد خطط عاجلة لترشيد األداء االقتصادي واحداث تنمية سريعة لمواجهة تفاقم أزمة الغذاء‬

‫‪ -154‬د‪.‬فؤاد مرسـي‪ ،‬التخلـف والتنميـة‪ ،‬د ارسـة فـي التطـور االقتصـادي‪ ،‬لبنـان‪ ،‬دار الوحـدة للطباعـة‪ ،‬الطبعـة‬
‫األولى ‪ ،1982‬ص‪5‬‬

‫‪143‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫و هنــا تبــرز قضــية الالنتــاج الز ارعــي و تنمبــة مــا يتصــل بــه مــن مشــكالت متوقعــة فــي مجــال‬
‫األرض و المياه ما لم نستعد لمواجهتها‪.155‬‬
‫فــالفرد الج ازئــري لــم يعــد مغفــال إلــى درجــة قلــب الحقــائق و المفــاهيم أمامــه فــال بــد مــن‬
‫المصارحة بالحقائق دون لف وال دوران و توكيـد الـذات ‪ self fulfilment‬تأكيـد الشـعور الـذي‬
‫يتملكه الفرد بأنه قادر على تحقيق أهدافه دون إحباط مع إحالل التمتع بالحريات األساسية و‬
‫المحفزات المعنويـة الالزمـة بإمكانهـا غـر النظـرة المسـتقبلية ألزمـة الميـاه كحـرب قادمـة تلـوح‬
‫فـي األفــق ومســؤولية الدولــة تكمـن فــي تســخير مواردهــا الطبيعيـة مــن أجــل التطــور و التقــدم و‬
‫لعب دور الموجه في عالم تسوده التوترات و االستف اززات و أن األطماع ستظل قائمة ما دام‬
‫توزيــع هــذه الم ـوارد غيــر متكــافئ عبــر العــالم و علــى الج ازئــر أن تســتثمر إمكانياتهــا غايــة مــا‬
‫يسعها لتتصدى لتحديات العصر وتتقي نذرها و تـأمين مخاطرهـا و تتجـاوز ذلـك لتمضـي مـع‬
‫بشائر التقدم و النماء‪.156‬‬

‫‪ -155‬د‪ .‬مبروك غضبان‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية(الجزائر‪:‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪)2007‬ص‬
‫‪275‬‬
‫‪ -156‬محبوب الحق‪ ،‬ستار الفقر‪:‬خيارات أمام العالم الثالث‪ ،‬تر‪ :‬أحمد بليغ‪ ،‬تقديم إسماعيل صبري‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ، 1977 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪144‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫الكتب باللغة العربية ‪:‬‬


‫كم ــال فري ــد‪ ،‬المنظم ــة العربي ــة للتنمي ــة الزراعي ــة ‪ 1989‬محم ــد عب ــد اله ــادي ارض ــي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،1992‬بيركوف ‪. 1994‬‬
‫محمــد حســنين هيكــل‪ ،‬الحــل والحــرب (بيــروت‪ :‬شــركة المطبوعــات للتوزيــع والنشــر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.)1977 ،1‬‬
‫إلى تونبي (بيروت‪،‬‬ ‫البان‪.‬ج‪.‬ويدجيري‪ ،‬المذاهب الكبرى في التاريو‪ ،‬من كونفوشيو‬ ‫‪-‬‬
‫دار القلم‪ ،‬الطبعة‪.)2‬‬
‫مب ــروك غض ــبان‪ ،‬الم ــدخل للعالق ــات الدولي ــة (الج ازئ ــر دار العل ــوم للنش ــر والتوزي ــع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.) 2007‬‬
‫الجغرافيـ ــا السياسـ ــية‪ :‬أنظـ ــر كتابـ ــات المفكـ ــر كـ ــابلن أحـ ــد المنظ ـ ـرين األساسـ ــيين فـ ــي‬ ‫‪-‬‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫محمــد ع ـزة دروزة‪ ،‬الوحــدة العربيــة (بيــروت‪ ،‬دار الكشــاف للنشــر والطباعــة والتوزيــع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪. )1957 ،1‬‬
‫ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬نســقه وعلــق عليــه ووضــع فهارســه علــي بشــرى‪ ،‬بيــروت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار إحياء التراث العربي ط‪. 1988 1‬‬
‫إب ـراهيم ســالمة‪ ،‬د ارســات اجتماعيــة أخالقيــة دينيــة (مصــر‪ ،‬شــركة ومطبعــة مصــطفى‬ ‫‪-‬‬
‫الباي الحلبي وأوالده ط‪.)1954 ،1‬‬
‫فهــد بــن عبــد الرحمــان الحمــودي‪ ،‬حمايــة البيئــة والم ـوارد الطبيعيــة فــي الســنة النبويــة‬ ‫‪-‬‬
‫(العربية السعودية دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع ط‪.2004 ،1‬‬
‫الحديث الشريف رقم ‪ 4/325‬مسلم‪ :‬القدر المستحب من الماء في الغسل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحديث الشريف البن ماجة الباب ‪ :48‬القصد في الوضوء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رواه أبو داود في سننه كتاب الطهارة باب ‪ :44‬الحديث رقم ‪.71/1/92‬‬ ‫‪-‬‬
‫البالغـ ــة‪ )294/‬لسـ ــان العـ ــرب ‪ 48/11‬مشـ ــارق‬ ‫جمه ـ ـرة اللغـ ــة (‪/332/2‬رسـ ــف‪ ،‬أسـ ــا‬ ‫‪-‬‬
‫األنوار ‪.13/2‬‬
‫رس ــات والنش ــر‪ ،‬الموس ــوعة العس ــكرية (بي ــروت‪ ،‬الطبع ــة ‪1981‬‬
‫المؤسس ــة العربي ــة للد ا‬ ‫‪-‬‬
‫منفتحة)‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫عبـد القـادر رزيـق المخـادمي‪ ،‬األمـن المـائي بـين الحاجيـات والمتطلبـات (دمشــق‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الفكر‪ ،‬الطبعة ‪ 02‬معدلة ومزيدة)‪.‬‬
‫هي ــثم الكيالن ــي‪ ،‬مفه ــوم األم ــن الق ــومي العرب ــي‪ ،‬د ارس ــة جانبي ــه السياس ــي والعس ــكري‬ ‫‪-‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات العربي)‪.‬‬
‫المؤسســة العربيــة للد ارســات والنشــر‪ ،‬الموســوعة العســكرية (بيــروت‪ ،‬طبعــة ‪ 81‬منفتحــة‬ ‫‪-‬‬
‫المجلد‪.)1‬‬
‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة (القــاهرة‪ ،‬دار المعــارف)‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.541‬‬
‫ناصــيف يوســف‪ ،‬القــوى الخمســة الكبــرى فــي الــوطن العربــي (بيــروت‪ ،‬مركــز د ارســات‬ ‫‪-‬‬
‫الوحدة‪ ،‬الطبعة‪.)1987 ،1‬‬
‫عــادل حســين‪ ،‬االقتصــاد المصــري مــن االســتقالل إلــى التبعيــة ‪(1984-1979‬بيــروت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الكلمة للنشر الطبعة‪.)1981 ،1‬‬
‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة‪ ،‬تجــارب إفريقيــة وعربيــة‬ ‫‪-‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬دار المعارف)‪.‬‬
‫مـ ــرزوق‪ ،‬التنميـ ــة االقتصـ ــادية‬ ‫كنـ ــدل برجـ ــر ترجمـ ــة دانيـ ــال رزق مراجعـ ــة د‪.‬جـ ــرج‬ ‫‪-‬‬
‫(مصر‪ ،‬الدار القومية للنشر والطباعة)‪.‬‬
‫محم ــد أحم ــد الزعب ــي‪ ،‬التغي ــر االجتم ــاعي (بي ــروت‪ ،‬دار الطليع ــة للطباع ــة والنش ــر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة الثالثة‪.)1982 ،‬‬
‫منصـــور حسـ ــين‪ ،‬دكتـــور كـ ــرم حبيـــب‪ ،‬التنميـ ــة االجتماعيـــة بـ ــين النظري ــة والتطبيـ ــق‬ ‫‪-‬‬
‫(بيروت‪ ،‬مكتبة الوعي العربي‪.)1978 ،‬‬
‫حســين محمــد طوالبــة‪ ،‬نحــو تخطــيط اســتراتيجي لإلعــالم العربــي (بيــروت‪ ،‬المؤسســة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪.)1981 ،1‬‬
‫شــاكر إب ـراهيم‪ ،‬اإلعــالم ووســائله ودوره فــي التنميــة االقتصــادية واالجتماعيــة (مالطــا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة آدم للنشر والتوزيع ط‪.)1975 1‬‬
‫محمد عبد القادر حاتم‪ ،‬اإلعالم والدعاية نظريـات وتجـارب (القـاهرة‪ ،‬مكتبـة األنجلـو‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط ‪.)1986‬‬

‫‪146‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫ولي ــام ل‪ ،‬ريق ــرزن تي ــودور ييترس ــون‪ ،‬ج ــاي وجنس ــن‪ ،‬ترجم ــة د‪.‬إبـ ـراهيم إم ــام‪ ،‬وس ــائل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالم والمجتمع الحديث (القاهرة‪ ،‬مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪.)1975 1‬‬
‫عب ــد ال ــرحمن ال ازم ــل‪ ،‬أزم ــة اإلع ــالم العرب ــي (بي ــروت‪ ،‬ال ــدار المتح ــدة للنش ــر‪ ،‬طبع ــة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)1984‬‬
‫كـ ــروزي‪ ،‬العهـ ــد المعاصـ ــر بحث ـ ـا عـ ــن حضـ ــارة جديـ ــدة (بيـ ــروت‪ ،‬منشـ ــورات‬ ‫مـ ــوري‬ ‫‪-‬‬
‫عويدات‪ ،‬الطبعة األولى) ‪.1970‬‬
‫عب ــد الق ــادر وعص ــام أب ــو الوف ــا‪ ،‬مقوم ــات األم ــن الغ ــذائي (ال ــدار البيض ــاء‪،‬‬ ‫عب ــد‬ ‫‪-‬‬
‫المنشأة الشعبية للنشر واإلعالن طبعة ‪.)1995‬‬
‫ابــن ســينا‪ ،‬دفــع المضــار الكليــة عــن األبــدان اإلنســانية (بيــروت‪ ،‬دار‬ ‫الشــيو ال ـرئي‬ ‫‪-‬‬
‫إحياء العلوم‪ ،‬الطبعة ‪.)1982 ،1‬‬
‫الســيد الجميلــي‪ ،‬الموســوعة اإلســالمية الكبــرى‪ ،‬إعجــاز الطــب النبــوي (الج ازئــر‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الشهاب للطباعة والنشر ‪.)1995‬‬
‫د‪.‬توفيــق الحــاج يحيــى‪ ،‬الطــب البــديل‪ ،‬الطــب الطبيعــي (دمشــق‪ ،‬دار الفكــر المعاصــر‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.)1995 1‬‬
‫محمــد المشــهداني‪ ،‬األحــالف الدوليــة وانعكاســاتها علــى األمــن القــومي العربــي‪ ،‬رســالة‬ ‫‪-‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد ‪.،1989‬‬
‫أحمد طالب اإلبراهيمي‪ ،‬المعضلة الجزائرية األزمة والحـل (الج ازئـر‪ ،‬شـركة دار األمـة‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ 1‬فبراير ‪.)1996‬‬
‫أبو جرة سلطاني‪ ،‬جذور الصراع في الجزائر‪/‬ص‪ 172‬بتاريو ‪ 5‬أكتوبر ‪.1995‬‬ ‫‪-‬‬
‫خالــد ن ـزار‪ ،‬مــذكرات الل ـواء خالــد ن ـزار (الج ازئــر‪ ،‬دار النشــر شــهاب توزيــع منشــورات‬ ‫‪-‬‬
‫الشهاب)‪.‬‬
‫الخفاجي واألستاذ المساعد جمال غانم الدبا ‪/‬مراجعـة أ‪.‬طـاهر محسـن‬ ‫أ‪.‬نعمة عبا‬ ‫‪-‬‬
‫الغــالبي وأ‪.‬عبــد الرحمــان الجبــوري‪ ،‬الفكــر اإلســتراتيجي ق ـراءات معاص ـرة (عمــان‪ ،‬دار الثقافــة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.)2008 ،1‬‬
‫ومب ــادئ عام ــة (عم ــان األردن‪ ،‬دار‬ ‫د‪.‬عثم ــان محم ــد غن ــيم‪ ،‬كت ــاب التخط ــيط‪ ،‬أسـ ـ‬ ‫‪-‬‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪.)2008 ،4‬‬

‫‪147‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫محم ــد عـ ـزة‪ ،‬الوح ــدة العربي ــة (بي ــروت‪ ،‬منش ــورات المكت ــب النج ــدي للطباع ــة والتوزي ــع‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة ‪. )1957 ،1‬‬
‫‪ ،‬األم ـ ــن الم ـ ــائي العرب ـ ــي (بي ـ ــروت‪ ،‬مرك ـ ــز الد ارس ـ ــات اإلس ـ ــتراتيجية‬ ‫حس ـ ــن العب ـ ــد‬ ‫‪-‬‬
‫والبحوث والتوثيق‪.)1972 ،‬‬
‫مصطفى كمال طلبة‪ ،‬إنقاذ كوكبنا التحديات واآلمـال (حالـة البيئـة فـي العـالم ‪-1972‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )1992‬بيروت مركز دراسات الوحدة العربية ‪.،1992‬‬
‫أنور عبد العليم‪ ،‬تراث اإلنسانية (القاهرة‪ ،‬مكتبة دار التـأليف والترجمـة‪ ،‬يونيـو‪-1966‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجلد الرابع)‪.‬‬
‫حميدي عبد الرحمن‪ ،‬إمكانيات تدعيم األمن المائي العربي (القاهرة‪ ،‬مركـز الد ارسـات‬ ‫‪-‬‬
‫والبحوث السياسية‪ ،‬كلية االقتصاد ‪ )1991‬بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي للبحوث السياسية‪.‬‬
‫إيليش ــع ك ــالي‪ ،‬المي ــاه والس ــالم‪ ،‬وجه ــة نظ ــر إسـ ـرائيلية (بي ــروت‪ ،‬مؤسس ــة الد ارس ــات‬ ‫‪-‬‬
‫الفلسطينية‪ ،‬الطبعة ‪.)1991 ،1‬‬
‫سـ ــاطع زغلـ ــول‪ ،‬إشـ ــكالية الميـ ــاه العربيـ ــة (عمـ ــان‪ ،‬مؤسسـ ــة البلسـ ــم للنشـ ــر والتوزيـ ــع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.)1993‬‬
‫إيــان س ــيمونز‪ ،‬البيئــة واإلنس ــان عب ــر العصــور‪ Environnement History ،‬ترجم ــة‬ ‫‪-‬‬
‫السيد محمد عثمان (الكويت‪ ،‬مطابع الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى)‪.‬‬
‫فهـ ــد عبـ ــد الـ ــرحمن الحمـ ــودي‪ ،‬حمايـ ــة البيئـ ــة والم ـ ـوارد الطبيعيـ ــة فـ ــي السـ ــنة النبويـ ــة‬ ‫‪-‬‬
‫(السعودية‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.)2004 ،‬‬
‫أحمــد عبــد الوهــاب عبــد الج ـواد‪ ،‬التربيــة البيئيــة (القــاهرة‪ ،‬الــدار العربيــة‪ ،‬الطبعــة ‪،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)1995‬‬
‫إبراهيم سليمان‪ ،‬تلوث البيئة (القاهرة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الطبعة ‪.)1999 ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيرفيه درميناخ وميشـال بيكويـه‪ ،‬السـكان والبيئـة (بيـروت‪ ،‬عويـدات للنشـر والطباعـة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.)2003 ،3‬‬
‫للطباعـة‬ ‫د‪ .‬محمد نبيل الطويل‪ ،‬البيئـة والتلـوث محليـا وعالميـا (بيـروت‪ ،‬دار النفـائ‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪.)1999 ،1‬‬
‫الحـ ــديث الش ـ ـريف رقـ ــم ‪ 1/62‬رواه أبـ ــو داود فـ ــي سـ ــننه‪ ،‬كتـ ــاب الطهـ ــارة‪ ،‬بـ ــاب ‪،14‬‬ ‫‪-‬‬
‫المواضيع التي نهى عن البول فيها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫فتح الباري البن حجر ج‪.1‬‬ ‫‪-‬‬


‫أحمد عبد الوهـاب عبـد الجـواد‪ ،‬تلـوث الميـاه (الـدار العربيـة للنشـر والتوزيـع‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.)1995 ،1‬‬
‫ريتشــار هــاينبر ‪ ،‬غــروب الطاقــة‪ ،‬ترجمــة مــازن جنــدلي (لبنــان‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.)2004 ،1‬‬
‫خلدون أبو السعود‪ ،‬أثر االحتالل اإلسـرائيلي واقامـة المسـتوطنات علـى وضـع القـد‬ ‫‪-‬‬
‫منشورات و ازرة الثقافة‪.)2001 ،‬‬ ‫وفقا ألحكام القانون الدولي (رام‬
‫ســعد عبــد الــرحمن‪ ،‬منظمــة التحريــر الفلســطينية‪ ،‬جــذورها تأسيســها ومســاراتها(قبرص‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركز أبحاث م‪.‬ت‪.‬ف‪.)1987 ،‬‬
‫أنطوني ـ ــا‪ ،‬ريتش ـ ــارد س ـ ــون ج ـ ــون‪ ،‬السياس ـ ــة المائي ـ ــة إلســ ـرائيل‬ ‫أوري‪ ،‬م ـ ــاك‬ ‫دين ـ ـي‬ ‫‪-‬‬
‫(بيروت‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬طبعة ‪.)1980‬‬
‫عبـ ــد الوهـ ــاب الكيالنـ ــي‪ ،‬موسـ ــوعة السياسـ ــة (بيـ ــروت‪ ،‬المؤسسـ ــة العربيـ ــة للد ارسـ ــات‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر‪ ،‬طبعة‪.)1979 ،1‬‬
‫حسين علي‪ ،‬األمن المائي العربي‪ ،‬حقائق وأرقام‪ ،‬دراسة إستراتيجية‪.،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فؤاد مرسي‪ ،‬االقتصاد السياسي اإلسرائيلي (القاهرة‪ :‬دار المستقبل العربي‪.)1983 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسـ ـ ــن العلكـ ـ ــيم‪ ،‬أزمـ ـ ــة الميـ ـ ــاه فـ ـ ــي الـ ـ ــوطن العربـ ـ ــي والحـ ـ ــرب المحتملـ ـ ــة‪ ،‬الطبعـ ـ ــة‬ ‫‪-‬‬
‫‪(1‬د‪.‬ن)‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫للطباعـة والنشـر والتوزيـع‪،‬‬ ‫محمد سماك‪ ،‬الصهيونية المسـيحية (بيـروت‪ ،‬دار النفـائ‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة‪.)2004 ،4‬‬
‫مــذكرات الشــاذلي‪ ،‬أربــع ســنوات فــي الســلك الدبلوماســي (الج ازئــر‪ ،‬المؤسســة الوطنيــة‬ ‫‪-‬‬
‫للكتاب‪ ،‬الجزء‪ ،2‬طبعة‪.)1984‬‬
‫ســتار‪ ،‬دانيــال ســتول‪ ،‬سياســات النــدرة‪ ،‬الميــاه فــي الشــرق األوســط (الكويــت‪،‬‬ ‫جــوي‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة الشراع العربي‪ ،‬طبعة‪.)1995 ،1‬‬
‫نبيــل الش ـريف‪ ،‬مداخلــة فــي ح ـوارات فــي الفكــر العربــي المعاصــر‪ ،‬العــرب وتحــديات‬ ‫‪-‬‬
‫القـ ــرن الحـ ــادي والعش ـ ـرين‪( ،‬بيـ ــروت‪ ،‬المؤسسـ ــة العربيـ ــة للد ارسـ ــات والنشـ ــر‪ ،‬طبعـ ــة‪)2000 ،1‬‬
‫ص‪.441‬‬

‫‪149‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫أحم ــد النج ــار‪ ،‬رؤي ــة عربي ــة للتص ــورات اإلسـ ـرائيلية ح ــول قض ــايا المي ــاه ب ــين الع ــرب‬ ‫‪-‬‬
‫واسرائيل‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬عدد‪ ،73‬القاهرة‪.،‬‬
‫فـؤاد نهـرا‪ ،‬مســألة الميــاه فــي الــوطن العربــي وآثارهــا االقتصــادية والجيوسياســية‪ ،‬مركــز‬ ‫‪-‬‬
‫المعلومات القومي‪ ،‬سوريا‪.،1997 ،‬‬
‫بن عـامر تونسـي‪ ،‬محاضـرات فـي القـانون الـدولي العـام (الج ازئـر‪ ،‬ديـوان المطبوعـات‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعية ‪.)2010‬‬
‫زكرياء السباهي‪ ،‬المياه في القـانون الـدولي وأزمـة الميـاه العربيـة (دمشـق‪ ،‬دار طـال‬ ‫‪-‬‬
‫للدراسات والترجمة والنشر‪ ،‬ط‪.)1996 ،1‬‬
‫عل ــي س ــليم‪ ،‬المـ ـوارد المش ــتركة العربي ــة والق ــانون ال ــدولي‪ ،‬المـ ـوارد المش ــتركة والق ــانون‬ ‫‪-‬‬
‫الدولي‪ ،‬الندوة البرلمانية العربية الخامسة‪ ،‬دمشق ‪.1997‬‬
‫مصــطفى محمــد زكــي الــدباع‪ ،‬الحــرب النفســية اإلس ـرائيلية (الج ازئــر‪ ،‬شــركة الشــهاب‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪.)1985‬‬
‫السباهي زكرياء‪ ،‬المياه في القـانون الـدولي وأزمـة الميـاه العربيـة (دمشـق‪ ،‬دار طـال‬ ‫‪-‬‬
‫للدراسات والترجمة والنشر الطبعة‪.)1996 ،1‬‬
‫صالح نصر‪ ،‬الحرب االقتصادية فـي المجتمـع اإلنسـاني (القـاهرة‪ ،‬دار القلـم‪)1965 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.145‬‬
‫عـ ـ ــادل حسـ ـ ــين‪ ،‬االقتصـ ـ ــاد المصـ ـ ــري مـ ـ ــن االسـ ـ ــتقالل إلـ ـ ــى التبعيـ ـ ــة ‪ 1979-74‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫للوحدة للطباعة والنشر الطبعة األولى‬
‫ســعد مــاهر حم ـزة‪ ،‬المقدمــة فــي اقتصــاديات التبعيــة والتنميــة‪ ،‬تجــارب إفريقيــة وعربيــة‬ ‫‪-‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بدون سنة الطبع)‪.‬‬
‫خالد محمد الـزاوي‪ ،‬المـاء الـذهب األزرق فـي الـوطن العربـي (القـاهرة‪ :‬مجموعـة النيـل‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪.)2004 ،‬‬
‫حســن بهلــول‪ ،‬القطــاع التقليــدي والتناقضــات الهيكليــة فــي الز ارعــة الجزائريــة (الج ازئــر‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪.)1976‬‬
‫فيـ ــديل كاسـ ــترو‪ ،‬أزمـ ــة العـ ــالم االقتصـ ــادية واالجتماعيـ ــة‪ ،‬انعكاسـ ــاتها علـ ــى البلـ ــدان‬ ‫‪-‬‬
‫المتخلفة وآفاقها القاتمة وضرورة النضال إذا أردنا الحياة (الجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتـاب‪،‬‬
‫‪.)1984‬‬

‫‪150‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫وخروموشـ ـ ـ ــين‪ ،‬دور الدولـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ــي التحـ ـ ـ ــويالت االجتماعيـ ـ ـ ــة‬ ‫البروفيسـ ـ ـ ــور سـ ـ ـ ــتاني‬ ‫‪-‬‬
‫واالقتصادية للبلدان النامية (موسكو‪ ،‬دار التقدم‪.)1980 ،‬‬
‫محمــد جمــال برعــي‪ ،‬فــن التــدريب الفنــي فــي مجــاالت التنميــة (الق ـاهرة‪ :‬دار الحمــامي‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة‪ ،‬الطبعة ‪.)1970 ،1‬‬
‫صالح نصر‪ ،‬الحرب االقتصادية فـي المجتمـع اإلنسـاني (القـاهرة‪ ،‬دار القلـم‪)1965 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.209‬‬
‫اللـ ـواء ال ــركن محم ــد ش ــيت خط ــاب‪ ،‬األي ــام الحاس ــمة قب ــل معرك ــة المص ــير وبع ــدها‬ ‫‪-‬‬
‫(بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪)1971 ،‬‬
‫د‪ .‬فـؤاد مرسـي‪ ،‬التخلـف والتنميــة‪ ،‬د ارسـة فـي التطــور االقتصـادي (لبنـان‪ ،‬دار الوحــدة‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪.)1982 ،‬‬
‫د‪ .‬مبـروك غضــبان‪ ،‬المــدخل للعالقــات الدوليـة (الج ازئــر‪ ،‬دار العلــوم للنشــر والتوزيــع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طبعة ‪.)2007‬‬
‫محب ــوب الح ــق‪ ،‬س ــتار الفق ــر‪ ،‬خي ــارات أم ــام الع ــالم الثال ــث ترجم ــة أحم ــد بلب ــع تق ــديم‬ ‫‪-‬‬
‫إسماعيل صبري (القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.)1977 ،‬‬
‫البنــك العــالمي‪ ،‬التقريــر رقــم ‪ 86270‬المــؤرخ ‪ 2007/09/15‬الصــادر عــن مجموعــة‬ ‫‪-‬‬
‫التطور االجتماعي واالقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وافريقيا الشمالية صفحة ‪.15-14‬‬
‫الهـواري بــن عيــادة‪ ،‬األمـراض المتأتيــة مــن الميــاه‪ ،‬اإلشــكالية وطــرق التســيير‪ ،‬جامعــة‬ ‫‪-‬‬
‫التكنولوجيا وهران‪ ،‬بتاريو ‪ 05‬فبراير ‪.2012‬‬
‫وليــد خــدوري‪ ،‬الطاقــة العربيــة فــي اإلعــالم العربــي‪ ،‬مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬عدد‪ ،88‬يونيو ‪1986‬‬
‫فـ ــاروق ازهـ ــي‪ ،‬األم ـ ـراض المتأتيـ ــة مـ ــن الميـ ــاه‪ ،‬مرشـ ــد الصـ ــحة فـ ــي الج ازئـ ــر‪ ،‬ص‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.Santemaghreb.com/Algerie. 05/02/2013‬‬
‫‪ ‬المجالت‪:‬‬
‫محم ــود فيص ــل الرف ــاعي‪ ،‬أهمي ــة اس ــتثمار الم ــاء ف ــي نهض ــة ال ــوطن العرب ــي‪ ،‬العل ــم‬ ‫‪-‬‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬مجلة معهد االنتماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪.1989 18-17‬‬
‫اآلية ‪ 33-31‬من سورة إبراهيم‪ :‬كتبت التاء هنا مفتوحة في ''نعمت''‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلستراتيجية األمنية بتاريو ‪.2011/05/20‬‬ ‫محاضرة األستاذ أمحند برقوق‪ :‬في مقيا‬ ‫‪-‬‬

‫‪151‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫هيــثم الكيالنــي‪ ،‬األمــن القــومي وجامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬مجلــة شــؤون عربيــة‪ ،‬تــون‬ ‫‪-‬‬
‫‪.،1987‬‬
‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬عرض وآفاق ماي ‪.2002‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬المنظمــة العربيــة للتربيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬إســتراتيجية تطــور‬ ‫‪-‬‬
‫التربية العربية‪( 1977 ،‬التقرير المجمل ص‪ 18‬مقدمة الفصل)‪.‬‬
‫مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪ ،‬صــور المســتقبل العربــي‪ ،‬مشــروع المســتقبالت العربيــة‬ ‫‪-‬‬
‫البديلة (منتدى العالم الثالث‪ ،‬مكتب الشرق األوسط)‪.‬‬
‫أحمــد القرعــي‪ ،‬األمــن المائي‪....‬مصـريا وعربيــا‪ ،‬مجلــة السياســة الدوليــة‪ ،‬العــدد ‪،140‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬أبريل ‪.2000‬‬
‫ريـ ــاض الـ ــدبا ‪ ،‬األهميـ ــة اإلسـ ــتراتيجية للميـ ــاه فـ ــي الـ ــوطن العربـ ــي‪ ،‬مجلـ ــة المجمـ ــع‬ ‫‪-‬‬
‫العالمي‪ ،‬مجلد ‪ ،43‬ج‪ ،2‬بغداد ‪.1996‬‬
‫المنظمـ ــة العربيـ ــة للتنميـ ــة الزراعيـ ــة‪ ،‬اسـ ــتعمال الميـ ــاه لألغ ـ ـراض الزراعيـ ــة ومؤثراتهـ ــا‬ ‫‪-‬‬
‫المستقبلية وترشيد استخدام الموارد المائية في الوطن العربي‪.،‬‬
‫بوكراع رضا‪ ،‬المياه العربية والتحديات األمنية األمن المائي العربي‪ ،‬المؤتمر‪ ،8‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات العربي األوربي ‪.1996‬‬
‫الجياللــي عبــد الج ـواد‪ ،‬مــدوارة الميــاه العامــة ألغ ـراض الز ارعــة بــين الحقيقــة والخيــال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمران العربي العدد ‪.1995 ،14‬‬
‫األمة ‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد‪ ،17‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص‪.117‬‬ ‫مجل‬ ‫‪-‬‬
‫حســام شــحاتة‪ ،‬الميــاه العربيــة فــي دائـرة الخطــر‪ ،‬معهــد األرض للد ارســات الفلســطينية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دمشق العدد‪ ،8‬أوت ‪.1990‬‬
‫األمي ــر دكـ ــروب‪ ،‬مس ــتقبل الص ـ ـراع ح ــول الميـ ــاه ف ــي الشـ ــرق األوس ــط‪ ،‬مجلـ ــة الفكـ ــر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلستراتيجي العربي‪ ،‬العدد ‪.1994 ،76‬‬
‫د‪.‬محمد عبد العزيز عجمية‪،‬من مياه الضفة الغربية إلى سد اليرموك (مثلـث الخطـر)‬ ‫‪-‬‬
‫مجلة المستقبل‪ ،‬عدد ‪ ،545‬أوت ‪.1987‬‬
‫إس ــماعيل ت ــالوي‪ ،‬الثاب ــت والمتغي ــر ف ــي السياس ــة الخارجي ــة األمريكي ــة تج ــاه القض ــية‬ ‫‪-‬‬
‫الفلســطينية والمفاوضــات الفلســطينية اإلس ـرائيلية (معهــد أبــو لغــد للد ارســات الدوليــة فــي جامعــة‬
‫بيرزيت‪ ،2005 ،‬رسالة ماجستير منشورة)‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫رضا محرم‪ ،‬استعادة مصر العربية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي العدد‪ ،1982 ،4‬ص‪.104‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامع ــة األمـــم المتحـــدة‪ ،‬مرك ــز د ارسـ ــات الوحـــدة العربي ــة‪ ،‬ص ــور المس ــتقبل العربـــي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة‪.1982 ،1‬‬
‫اتفاقية األمـم المتحـدة حـول اسـتخدام المجـاري المائيـة الدوليـة ألغـراض غيـر المالحـة‬ ‫‪-‬‬
‫المعتمدة ‪.1997-05-25‬‬
‫الموس ــوعة العس ــكرية (بي ــروت‪ ،‬المؤسس ــة العربي ــة للد ارس ــات والنش ــر‪ ،‬الطبع ــة األول ــى‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)1980‬‬
‫قاس ــم عب ــا ‪ ،‬األطم ــاع بالمي ــاه العربي ــة وأبعاده ــا الجيوبوليتيكي ــة‪ ،‬المس ــتقبل العرب ــي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1993‬‬ ‫العدد ‪ 174‬أغسط‬
‫عـز الـدين علـي خيـرو‪ ،‬الفـرات فـي ظـل قواعـد القــانون الـدولي العـام‪ ،‬مركـز الد ارســات‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق ‪.1991‬‬
‫ديباج ـ ــة جامع ـ ــة ال ـ ــدول العربيــ ــة الموقع ـ ــة بالق ـ ــاهرة ‪ 22‬آذار ‪ 1945‬ج ـ ــزء ‪ 70‬سلسـ ـ ــلة‬ ‫‪-‬‬
‫معاهدات األمم المتحدة ‪.1950‬‬
‫أحمــد ســعيد الموعــد‪ ،‬حــرب الميــاه اإلس ـرائيلية مــن الف ـرات إلــى النيــل‪ ،‬مجلــة الملــف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدد ‪ ،996‬بتاريو ‪ 25‬شباط ‪.1990‬‬
‫نوفــل أحمــد‪ ،‬الص ـراع علــى الميــاه ومفاوضــات الســالم فــي الشــرق األوســط‪ ،‬د ارســات‬ ‫‪-‬‬
‫عربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد‪.1994 ،8‬‬
‫مركــز الد ارســات اإلســتراتيجية والبحــوث والتوثيــق‪ ،‬مشــكلة الميــاه فــي الشــرق األوســط‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫األبعاد التنموية اإلستراتيجية واحتماالت الصراع والتعاون‪ ،‬بيروت الجزء ‪.2‬‬
‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬مسار التجديد الفالحي‪ ،‬عرض وآفاق‪ ،‬فبراير ‪.2012‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركــز د ارســات الوحــدة العربيــة‪ ،‬المســتقبل العربــي‪ ،‬الطلــب علــى الكهربــاء‪ ،‬عــدد ‪،38‬‬ ‫‪-‬‬
‫السنة الرابعة‪ ،‬أفريل ‪.1982‬‬
‫راين ـ ــر ش ـ ــتومبف‪ ،‬طاق ـ ــة م ـ ــن ج ـ ــوف األرض‪ ،‬مجل ـ ــة دتش ـ ــالند ‪ Deutshland‬منت ـ ــدى‬ ‫‪-‬‬
‫للسياسة والثقافة واالقتصاد العدد‪.2008-2‬‬
‫‪ TREC‬الصـ ــحراء محطـ ــة طاقـ ــة‪ ،‬دوتشـ ــالند‪ :‬منتـ ــدى السياسـ ــة والثقافـ ــة واالقتصـ ــاد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدد‪.2008 ،2‬‬
‫التعليمة ‪ 2010/01‬الخاصة بتسعرة المياه مار ‪-2010‬و ازرة الموارد المائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪153‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫مجل ــة المحتـ ـرفين ف ــي مي ــدان الم ــاء والص ــرف الص ــحي‪ ،‬ع ــدد خ ــاص ‪،Hydro-plus‬‬ ‫‪-‬‬
‫السنة ‪ ،18‬ماي ‪ ،2007‬ص‪.05‬‬
‫األمة‪ ،‬سبتمبر‪.،2007‬‬ ‫مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ ،17‬مجل‬ ‫‪-‬‬
‫و ازرة المـوارد المائيــة‪ ،‬مديريــة الد ارســات والتهيئــة‪ ،‬مصــادر الميــاه فــي الج ازئــر‪ ،‬أكتــوبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2001‬‬
‫سياسة التجديد الفالحي‪ ،‬النتائج األولى‪.‬‬ ‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬أس‬ ‫‪-‬‬

‫قوانين ‪:‬‬
‫القــانون ‪ 03-10‬المــؤرخ ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المحــدد لشــروط وكيفيــات اســتغالل األ ارضــي‬ ‫‪-‬‬
‫الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬
‫المنشــور الــوزاري المش ــترك رقــم ‪ 191‬المــؤرخ ‪ 29‬م ــار ‪ 2011‬المتعلــق بنــزع أ ارض ــي‬ ‫‪-‬‬
‫فالحية إلنجاز تجهيزات عمومية‪.‬‬
‫القـرار الــوزاري المشــترك رقــم ‪ 108‬المــؤرخ ‪ 23‬فب اريــر ‪ 2011‬المتعلــق بإنشــاء مســتثمرات‬ ‫‪-‬‬
‫جديدة للفالحة وتربية الحيوانات‪.‬‬
‫المنشــور الــوزاري المشــترك رقــم ‪ 402‬المــؤرخ ‪ 06‬يونيــو ‪ 2011‬المتعلــق بحيــازة الملكيــة‬ ‫‪-‬‬
‫العقارية الفالحية‪.‬‬
‫المؤسســة العموميــة الجزائريــة للميــاه‬ ‫المرســوم التنفيــذي رقــم ‪ 101-01‬المتعلــق بتأســي‬ ‫‪-‬‬
‫المؤرخ ‪.2001/04/21‬‬
‫األمن ‪.1973 ،344‬‬ ‫األمن ‪ ،344‬وثائق األمم المتحدة‪ ،‬ق اررات مجل‬ ‫قرار مجل‬ ‫‪-‬‬
‫ق ــانون الميـ ــاه ‪ 83/17‬الم ــؤرخ ‪ 16‬جويليـــة ‪ ،1983‬واألم ــر ‪ 96/13‬الم ــؤرخ ‪ 15‬جويليـــة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1996‬‬
‫قانون التوجيه الفالحي‪ ،‬رقم ‪ 16-08‬المؤرخ ‪ 03‬أوت ‪.2008‬‬ ‫‪-‬‬
‫القــانون ‪ 05/85‬المــؤرخ ‪ 1985/02/16‬المتعلــق بحمايــة الصــحة وترقيتهــا‪ :‬المعــدال بقــانون‬
‫‪ 15/88‬بت ـ ــاريو ‪ 1988/05/03‬وبق ـ ــانون ‪ 17/90‬بت ـ ــاريو ‪ 1990/07/31‬وبق ـ ــانون ‪16/06‬‬
‫المؤرخ ‪.2006/11/14‬‬
‫تقارير ‪:‬‬
‫تقرير األمم المتحدة‪ :‬الطلب على المياه يتزايد ‪2012‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪154‬‬
‫ المركز العربي الديمقراطي‬.‫ اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬، ‫ األمن المائي‬: ‫عبد الرحمن ديدوح‬

‫ تقري ــر ع ــن الخط ــة اإلس ــتراتيجية المائي ــة ف ــي الج ازئ ــر المق ــدم‬:‫و ازرة المـ ـوارد المائي ــة‬ -
.2011 ‫ نوفمبر‬22-21 ‫بالقاهرة‬
‫ د ارســة االتحــاد‬،1 ‫ الجــزء‬،‫ المخطــط الــوطني للميــاه‬،‫ لالتحــاد األوربــي‬MEDA ‫برنــامج‬ -
.2010 ‫ أوت‬،‫ بالتنسيق مع و ازرة الموارد المائية‬،‫األوربي حول المياه في الجزائر‬

:‫ القواميس‬
- Dictionnaire de Poche 45000 mots expressions et locutions ed : Histoire
d’Enere
The Facts on File of 103‫ص‬/‫علـم األحيـاء‬ ‫ حقـائق فـي ملـف قـامو‬،‫روبرت هـين‬ -
Biology Dicionary

:‫ الكتب باللغة األجنبية‬


- OMS « Décennie Internationale de l’Eau Potable et de l’Assainissement »
Genève, 1990, OCDE, Paris 1989.
- Hamid Tamar, Acte Economique, Choix en vue de Satisfaire des Besoins
(Office de Publication Uni) 1976.
- OMS. Guidelines for Frinking Water Quality, Derbe editie, 2003.
- Collins Robert.D : The water of the Nile –Hydropolitics and The Jonglei
Canel. 1900-1991 Clarendo Press-Oxford 1990.
- Brodard et Aaupin 2005.
- Ministère des Armées, Etat Major de l’Armée (Manuel de Préparation au
Certificat Interarmes) ed : Berger Levrault 1961.
- United nations, Office of Public Information, Note 1 N°= 3281, May 25th ,
1966.
- Maurice Crouzet, L’Epoque Contemporaine à la Recherche d’une d’un
Civilisation Nouvelle, Ed Ouidat, Beyron the liban, 1er ed 1970.
- Jean Weiller, La Croissance de l’Industrie mondiale (1938-1961) New
York, Nations Unies.
- Pierre Auger, Tendances Actuelles de la Recherche Scientifique, Paris,
UNESCO, 1961.
- Galliers R.D Leidner, DE et Baker, BSH (eds) (a1999) stratégie
informatique management, challenges et strategies in managment informatique
systems 2/e Oxford XV 1.
- Benjamin Stora, les 100 portes du Maghreb (ed, l’atelier Paris, oct 1999).
- UNEP United Nations Environnemental Program (UNEP) the stat of
environment (Nairobi) ENEP/1 1996 ,
- I.Marty, M.Griffon, Prospective des déséquilibres environnementaux dans
les pays tropicaux, Girard 1993.

155
‫ المركز العربي الديمقراطي‬.‫ اإلستراتيجية المائية في الجزائر‬، ‫ األمن المائي‬: ‫عبد الرحمن ديدوح‬

- Dr. Moustafa Toulba, International Water of the Middle, National Water


Research Center, 1994,.
- J.N.Moore, International law and the continuing middle east crisis, in the
arab israeli confliet princeton univ.press, J.N.Mocre, 1974,.
- W.Mallison, the Zioniste-israel Juridical claims to constitute « the Jewish
people » nationality entityand to confer membership in it : Appraisal in
internatioal law,page 983, the Ceo.wach.l Rev 32.
- Uri Davis, Antonia Marks and John Richardson, Israel’s Water Policies,
Journal of Palistine Studies, vol 4, N°2, Winter 1980.
- D.Yaron, Water Supply to Israel Agriculture, Resource Devlopment in
Israel (Jerusalem : Hebrew University, 1965).
- Economie Planning Authority, Economie Survey of the Gaza Strip and
Sinaï (Jerusalim : July 1967) and economie Survey of the west Bank (Jrusalim :
July 1967).
- Paul Quiring, Israeli Se…… and Palestian Rights-2, Middle East
International N°88, October 1978.
- Annuaire Hydrologique de l’Algerie Année 94-94, ANRH, Ministère de
l’Equipement.
- Bengueddache B, Envasement des Barrages en Algérie, 2ème Colloque
National Climat et Environnement.
- World Bank « World Resource 1996-1997 ».
- Missoum Sbih, l’Administration Publique Algérienne, Ed : Hachette
France, 2e Trimestre 1973.
- Guide Pratique pour l’Eau Potable et l’Assainissement Rural et Subrural,
OMS, Bureau Regional de l’Europe, Copenhague 1984.
- Mustapha Bouziani, l’Eau de la Pénurie aux Maladies, ed Ibn Khaldoun,
Septembre 2000,.
- Tiano A, le Maghreb entre les Maythes, Paris, PUF 1967-11 page 137.
- Maurice Aubin, Pratique de l’Alimentation en Collectivité, ed ESF, Paris
XVII 1974 3e edition p2.
- Mustapha « The Status of Arabic Nuclear Potential » in :Ibid, Vol.3.
- Roose E. Introduction à la Gestion Conservatoire de l’Eau et de la Fertilité
des Sols (GCES.Bull.Sals.FAO, Rome, 70, page 420. Rapport 36270 BM
15/09/2007.

156
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪ ‬الفددددهرس‬
‫المقدمة …‪.7.......................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األمن و مجاالته ومفاهيمه‪.18.......................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬معاني األمن و مقاصده‪.19.........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم األمن‪.21....................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع األمن‪.29 ....................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االستراتيجية أبعادها و مفاهيمها‪.40 .........................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التحديات االستراتيجية‪.41 ...........................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التخطيط االستراتيجي ‪.43...........................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الموارد المائية في العالم‪.46 ................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الموارد المائية في العالم العربي ‪.46 .................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الواقع المائي في العالم العربي‪.51 ..................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المخاطر على الموارد المائية في العالم العرب…‪.59.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬االستراتيجية العربية للخروج من أزمة المياه‪.72................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الطاقة المائية‪.73 ...................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه‪.74................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الطاقة وأنواعها في الجزائر‪.80.......................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الواقع المائي‪.81 ...........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المصادر المائية‪.83 ...............................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المنشآت المائية الكبرى‪.87 ........................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االستراتيجية المائية‪.90 ....................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تسيير الموارد المائية‪.91 ...........................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تجنيد االمكانيات المائية‪.95........................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬االستراتيجية الطاقوية‪.99 ..................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االستثمارات و الميزانيات المعتمدة…‪.103..........‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الهياكل القاعدية و اآلفاق‪.108 ....................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تسيير و مراقبة المياه‪.115 ........................‬‬

‫‪157‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار االستراتيجية المائية‪.119 ..........................‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬اثر السياسة المائية على األمن الغذائي‪.121 ........‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة اإلطار القانوني‪.126.......................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬استنزاف المياه و النزاعات المستقبلية‪.133 .........‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬اآلفاق المستقبلية‪.137...............................‬‬
‫خاتمة‪.141 ....................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪.146 .............................................................‬‬
‫الفهر ‪.158 ...................................................................‬‬

‫‪158‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫السـيــرة الذاتـــية‬
‫‪DIDOUH ABDERRAHMANE‬‬ ‫االسم و اللقب ‪ :‬ديدوح عبد الرحمن ‪.‬‬
‫تاريخ الميالد‪ 1950/10/02 :‬بالعين الصفراء‪.‬‬
‫العنوان‪ :‬حي السعادة العين الصفراء والية النعامة‪.‬‬
‫المهمة أو الوظيفة‬ ‫التاريخ‬
‫معلم داخلية بالمعهد التكنولوجي للمعلمين بسعيدة‪.‬‬ ‫‪1969/09/15‬‬
‫الخدمة الوطنية ضابط بأكاديمية شرشال‪.‬‬ ‫‪ 1970/04/21‬إلى ‪1972/04/25‬‬
‫مالزم أول معهد اإلشارة بوزريعة الجزائر‪.‬‬ ‫‪1977/10/02‬‬
‫طالب أستاذ معهد األساتذة بوهران‪.‬‬ ‫‪ 1972/10/01‬إلى ‪1973/09/18‬‬
‫أستاذ متربص لغة عربية‪ ،‬تاريخ و جغرافيا‪.‬‬ ‫‪ 1975/02/31‬إلى ‪1975/09/08‬‬
‫أستاذ مرسم لغة عربية وتربية إسالمية‪.‬‬ ‫‪ 1976/01/01‬إلى ‪1980/10/31‬‬
‫منتدب في حزب جبهة التحرير الوطني ( نائب محافظ وطني سعيدة)‪.‬‬ ‫‪ 1980/11/01‬إلى ‪1984/09/01‬‬
‫مدير أكمالية اإلبراهيمي بالعين الصفراء( منتدب‪).‬‬ ‫‪ 1984/09/02‬إلى ‪1989/03/15‬‬
‫رئيس مصلحة الثقافة إطار سام بوالية النعامة ‪.‬‬ ‫‪ 1989/03/16‬إلى ‪1991/10/14‬‬
‫رئيس مصلحة اإلدارة والتكوين (الشبيبة والرياضة بوالية النعامة )‪.‬‬ ‫‪ 1990‬و ‪1991‬‬
‫مدير المعهد اإلسالمي (متوسطة الخوارزمي بالعين الصفراء)‪.‬‬ ‫‪ 1991/10/15‬إلى ‪1992/12/12‬‬
‫أستاذ التربية اإلسالمية واللغة العربية‪.‬‬ ‫‪ 1992/12/13‬إلى ‪2000/10/31‬‬
‫مندوب دائرة مشرية ح ج ت و ‪.‬‬ ‫‪1980‬إلى ‪1982‬‬
‫مندوب دائرة العين الصفراء ح ج ت و‪.‬‬ ‫‪ 1982‬إلى ‪1984‬‬
‫نائب محافظ وطني مكلف بالشؤون االقتصادية و االجتماعية و مكلف بالثقافة واإلعالم‪.‬‬ ‫‪ 1984‬إلى ‪1989‬‬
‫‪ -1‬الشهادات ‪:‬‬
‫العين الصفراء ‪.‬‬ ‫‪03/06/1965‬‬ ‫الشهادة االبتدائية بالفرنسية‬
‫العين الصفراء‪.‬‬ ‫‪02/07/1965‬‬ ‫الشهادة االبتدائية بالعربية‬
‫أكاديمية سعيدة‪.‬‬ ‫‪02/05/1967‬‬ ‫شهادة األهلية ‪B.EPC‬‬
‫أكاديمية سعيدة‪.‬‬ ‫‪13/07/1967‬‬ ‫شهادة التعليم العام ‪B.EG‬‬
‫وهران‪.‬ش ‪.‬رقم‪.16499.‬‬ ‫‪20/09/1969‬‬
‫شهادة الباكالوريا ‪probatoire1‬‬
‫وهران‪.‬ش ‪:‬رقم ‪.74‬‬ ‫‪30/06/1976‬‬ ‫شهادة الباكالوريا ‪2‬‬
‫المعهد التكنولوجي وهران‪.‬‬ ‫‪30/06/1973‬‬ ‫شهادة االستاذية لغة عربية‬
‫شهادة األستاذية تاريخ و جغرافيا‬
‫جامعة سعيدة‪.‬ش‪.045.‬‬ ‫‪2007/2011‬‬ ‫دولية‬ ‫ليسانس علوم سياسية و عالقات‬
‫طالبببب ماجسبببتير علبببوم سياسبببية و عالقبببات مسببببببابقة ‪13/10/2011‬رتبببببببة ‪ 3‬مببببببن جامعة وهران ‪.2012/2011‬‬
‫‪ 856‬مداولة ‪10/11/2011‬‬ ‫دولية و أمن دولي‬
‫جامعة وهران‪ .‬ش رقو‪2314/175‬‬ ‫ماجسبببتير علبببوم سياسبببيق تخصبببص عالقبببات ‪ 25/02/2014‬مناقشة المذكرة‬
‫دولية و أمن دولي‬
‫‪Doctorant Sc.Po.Université oran‬‬ ‫مسجل في الدكتوراه علوم سياسية نظام قديم ‪ ,‬بجامعة وهران ‪2014‬‬
‫‪Ancien systeme.‬‬ ‫موضوع البحث ‪ :‬األمن المائي و مخاطر المستقبل على الدول المغاربية‪.‬‬
‫أستاذ جامعي متعاقد المركز الجامعي بالنعامة‪ 2016‬إلى حد اآلن‬

‫‪159‬‬
‫عبد الرحمن ديدوح ‪ :‬األمن المائي ‪ ،‬اإلستراتيجية المائية في الجزائر‪ .‬المركز العربي الديمقراطي‬

‫‪160‬‬

You might also like