You are on page 1of 8

‫بسم اهلل السمحن السحيم‬

‫احلمد هلل زب العاملني ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على سيدنا حممد وآله وصحبه أمجعني ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫فهره زسالت خمتصسة (يف ذكس فضائل الشتاء ‪ ،‬واألمس بتىَقِّي الربد ) ‪.‬‬

‫( من فضائل الشتاء )‬

‫‪ ‬عن أبً سعٌد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬عن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أنه‬
‫قال ‪ ( :‬الشتاء ربٌع المؤمن ‪ ،‬طال لٌله فقامه ‪ ،‬وقصر نهاره فصامه )‬
‫رواه أبو ٌعلى والعسكري ‪.‬‬

‫_ قوله (ربٌع المؤمن) ؛ ألنه ٌرتع فٌه فً روضات الطاعات ‪ ،‬وٌسرح فً‬
‫مٌادٌن العبادات ‪ ،‬وٌنزه القلب فً رٌاض األعمال ‪ ،‬فالمؤمن فٌه فً سعة‬
‫عٌش من أنواع طاعة ربه ‪ ،‬فال الصوم ٌجهده ‪ ،‬وال اللٌل ٌضٌق عن نومه‬
‫وقٌامه ؛ كالماشٌة تربع فً زهر رٌاض الربٌع ‪.‬‬
‫قال العسكري ‪ :‬إنما قال الشتاء ربٌع المؤمن ؛ ألنَّ أحمد الفصول عند‬
‫العرب فصل الربٌع ؛ ألنَّ فٌه الخصب ووجود المٌاه والزرع ‪ ،‬ولهذا كانوا‬
‫ٌقولون للرجل الجواد ‪ :‬هو ربٌع الٌتامى ‪ ،‬فٌـقـٌمونه مقام الخصب ‪ ،‬والخٌر‬
‫اهـ فٌض القدٌر ‪.‬‬ ‫كثٌر الوجود فً الربٌع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬وعن أنس ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ :‬قال النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪: -‬‬
‫رواه الطبرانً ‪.‬‬ ‫( الصوم فً الشتاء الغنٌمة الباردة ) ‪.‬‬
‫_ قوله (الغنٌمة الباردة) أي الغنٌمة التً تحصل بغٌر مشقة ؛ ألن العرب‬
‫تستعمل البارد فً شًء ذي راحة ‪ ،‬والبرد ضد الحرارة ؛ ألن الحرار غالبة‬
‫فً بالدهم ‪ ،‬فإذا وجدوا برداً ‪ ..‬عدوه راحة ‪ ،‬وقٌل الباردة (الثابتة) ‪ ،‬أو‬
‫(الطٌبة) من برد الهواء إذا طاب ‪.‬‬
‫ومعناه ‪ :‬الصائم فً الشتاء ٌحوز األجر من غٌر أن تمسه مشقة الجوع ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬فٌض القدٌر ‪.‬‬

‫‪ ‬ورواه الدٌلمً عنه بلفظ ‪ ( :‬الصوم فً الشتاء غنٌمة العابدٌن ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وروى الدٌلمً عن ابن مسعود ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬مرفوعا ً ‪:‬‬


‫( مرحبا ً بالشتاء ‪ ،‬فٌه تنزل الرحمة ‪ ،‬أما لٌله فطوٌل للقائم ‪ ،‬وأما نهاره‬
‫اهـ ‪ :‬كشف الخفاء ‪.‬‬ ‫فقصٌر للصائم ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ونقل اإلمام السٌوطً ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً رسالته {جزء فً أحادٌث الشتاء} ‪:‬‬
‫نقالً عن {الحلٌة} ألبً نعٌم ‪:‬عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا علٌه وآله وسلم‪: -‬‬
‫( قلوب بنً آدم َتلٌِنُ فً الشتاء ‪ ،‬وذلك ألنَّ هللا خلق آدم من طٌن ‪،‬‬
‫والطٌن ٌلٌن فً الشتاء ) ‪.‬‬
‫قال فً {فٌض القدٌر} ‪ :‬فـتلٌن فٌه تبعا ً ألصلها ‪ ،‬والمراد بلٌنها ‪ :‬أنها تصٌر‬
‫سهلة منقادة للعبادة أكثر ‪ ،‬فخرج بذلك الكافر وكل قلب طبع على القسوة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬وعن أبً هرٌرة ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬أنَّ رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ ، -‬قال ‪ ( :‬أال أدلكم على ما ٌمحو هللا به الخطاٌا ‪ ،‬وٌرفع به الدرجات؟‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ٌا رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬إسباغ الوضوء على المكاره ‪ ،‬وكثرة الخطا‬
‫إلى المساجد ‪ ،‬وانتظار الصالة بعد الصالة ‪ ،‬فذلكم الرباط ) ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫_ قوله (إسباغ الوضوء) ‪ :‬أي إتمامه وتكمٌله وتعمٌم األعضاء ‪.‬‬
‫_ وقوله (فً المكاره) ‪ :‬جمع مكره ‪ ،‬وهو ما ٌكرهه األنسان وٌشق علٌه ‪،‬‬
‫والمعنى ‪ :‬أن ٌتوضأ مع البرد الشدٌد والعلل التً ٌتأذى معها بمس الماء ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن أبً مالك األشعري ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬عن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ ، -‬قال ‪ ( :‬ست خصال من الخٌر ‪ :‬جهاد أعداء هللا بالسٌف ‪،‬‬
‫والصوم فً ٌوم الصٌف ‪ ،‬وحسن الصبر عند المصٌبة ‪ ،‬وترك المراء وأنت‬
‫محق ‪ ،‬وتبكٌر فً ٌوم الغٌم ‪ ،‬وحسن الوضوء فً أٌام الشتاء ) ‪.‬‬
‫رواه البٌهقً فً الشعب ‪ ،‬ونقل اإلمام السٌوطً فً رسالته فً أحادٌث الشتاء ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً {ربٌع األبرار} ‪ ( :‬وضوء المؤمن فً الشتاء ‪ٌ ..‬عدل عبادة الرهبان‬


‫كلها ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال مؤلف (الكتاب) ‪ :‬ومن محاسن الشتاء ‪ :‬طول اللٌل الذي جعله هللا‬
‫سكنا ً ولباسا ً ‪ ،‬وبرد الماء الذي هو مادة الحٌاة ‪ ،‬وانقطاع الذباب والبعوض‬
‫وعدم ذوات السموم من الهوام ‪ ،‬وأمنها على الطعام واألجسام ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬اللطائف والظرائف ‪.‬‬

‫‪ ‬ومدح بعضهم الشتاء ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إنه ٌغٌب الهوام ‪ ،‬وٌحجر الحشرات ‪،‬‬
‫وٌمٌت الذباب ‪ ،‬وٌهلك البعوض ‪ ،‬وٌبرد الماء ‪ ،‬وٌسخن الجوف ‪ ،‬وٌطٌب‬
‫العناق ‪ ،‬وٌظهر الفراش ‪ ،‬وٌتمتع فٌه بالمالبس ‪ ،‬وتلذ جمرة البٌت ) ‪.‬‬
‫اهـ الكنز المدفون صـ‪. 97‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬وعن عبٌد بن عمٌر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬كان إذا جاء الشتاء قال ‪:‬‬
‫( ٌا أهل القرآن طال لٌلكم لقراءتكم فاقرأوا ‪ ،‬وقصر النهار لصٌامكم‬
‫اهـ رسالة اإلمام السٌوطً فً الشتاء ‪ ،‬ولطائف المعارف ‪.‬‬ ‫فصوموا ) ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) قال الشٌخ ابن رجب ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً {لطائف المعارف} ‪:‬‬
‫( قٌام لٌل الشتاء ٌعدل صٌام نهار الصٌف ‪ ،‬ولهذا بكى معاذ عند موته ‪،‬‬
‫وقال ‪{ :‬إنما أبكً على ظمأ الهواجر ‪ ،‬وقٌام لٌل الشتاء ‪ ،‬ومزاحمة العلماء‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫بالركب عند حلق الذكر} ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال معضد ‪ ( :‬لوال ثالث ؛ ظمأ الهواجر ‪ ،‬وقٌام لٌل الشتاء ‪ ،‬ولذاذة‬
‫التهجد بكتاب هللا ‪ ..‬ما بلٌت أن أكون ٌعسوبا ً ) ‪ .‬اهـ لطائف المعارف ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) عن محمد بن كعب ‪ :‬فً قوله تعالى ‪ٌ ( :‬ول ُج اللٌل َ فً النهار‬
‫اللٌل ) ‪ ،‬قال ‪ٌ :‬دخل من لٌل الشتاء فً نهار الصٌف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وٌولج النهار فً‬
‫ومن نهار الصٌف فً لٌل الشتاء ‪ .‬اهـ ‪ :‬رسالة اإلمام السٌوطً فً أحادٌث الشتاء ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ : -‬فً قوله تعالى ‪:‬‬
‫ورب المغربٌن ) ‪ ،‬قال ‪ :‬للشمس مطلع فً الشتاء ‪ ،‬ومغرب‬ ‫ّ‬ ‫رب المشرقٌن‬
‫( ُّ‬
‫فً الشتاء ‪ ،‬ومطلع فً الصٌف ‪ ،‬ومغرب فً الصٌف ‪ ،‬غٌر مطلعها فً‬
‫الشتاء وغٌر مغربها فً الشتاء ‪ .‬اهـ ‪ :‬رسالة اإلمام السٌوطً فً أحادٌث الشتاء ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) قال فً {اإلحٌاء} ‪:‬‬


‫ثم مهما فرغ من الحمام ‪ ..‬شكر هللا عز وجل على هذه النعمة ؛ فقد قٌل ‪:‬‬
‫اهـ ج‪ 1‬صـ‪. 141‬‬ ‫( الماء الحار فً الشتاء من النعٌم الذي ٌسأل عنه ) ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وفً {النفائس المفٌدة} ما لفظه ‪ :‬وإذا خرج من محل الغسل ‪ ..‬شكر هللا على‬
‫ذلك ؛ فالماء الحار فً الشتاء من النعٌم الذي ٌسأل عنه ‪ .‬اهـ صـ‪. 137‬‬

‫‪( ‬تنبٌه) ٌسن فً الوضوء والغسل ‪ :‬تعهد العقب (مؤخر الرجل) ‪ ،‬أي‬
‫ٌسن تفقده واالعتناء به عند غسله ‪ ،‬خصوصا ً فً الشتاء ‪ ،‬فقد ورد ‪( :‬وٌل ٌ‬
‫لألعقاب من النار) كما رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ : -‬معناه ‪ :‬وٌل ألصحاب األعقاب المقصرٌن‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬إعانة الطالبٌن ‪.‬‬ ‫فً غسلها ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫( توقي البَرْد )‬

‫‪ ‬عن أبً هرٌرة ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ ( : -‬اشتكت النار إلى ربها ‪ ،‬فقالت ‪ٌ :‬ا رب أكل بعضً بعضا ً ‪..‬‬
‫فأذن لها بنفسٌن ‪ ،‬نفس فً الشتاء ‪ ،‬ونفس فً الصٌف ‪ ،‬فهو أشد ما تجدون‬
‫من الحر ‪ ،‬وأشد ما تجدون من الزمهرٌر ) ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫_ الزمهرٌر ‪ :‬شدة البرد ‪.‬‬

‫‪ ‬وعنه عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬قال ‪:‬‬
‫( إذا كان ٌوم حار ‪ ،‬فقال الرجل ‪ :‬ال إله إال هللا ما أشد حر هذا الٌوم ‪ ،‬اللهم‬
‫أجرنً من َح ِّر جهنم ‪ ..‬قال هللا عز وجل لجهنم ‪ :‬إن عبداً من عبادي‬
‫استجار بً من حرك ‪ ..‬فاشهدي أنً أجرته ‪.‬‬
‫وإن كان ٌوم شدٌد البرد ‪ ،‬فإذا قال العبد ‪ :‬ال إله إال هللا ‪ ،‬ما أشد برد هذا‬
‫الٌوم ‪ ،‬اللهم أجرنً من زمهرٌر جهنم ‪ ..‬قال هللا عز وجل لجهنم ‪ :‬إن عبداً‬
‫من عبادي قد استجارنً من زمهرٌرك ‪ ،‬وإنً أشهدك أنً قد أجرته ) ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ما زمهرٌر جهنم ؟ قال ‪ ( :‬بٌت ٌلقى فٌه الكافر ‪ ،‬فٌتمٌز من شدة‬
‫رواه ابن السنً فً عمل الٌوم واللٌلة ‪.‬‬ ‫بردها بعضه من بعض ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن سٌدنا علً بن أبً طالب ‪-‬رضً هللا عنه وكرم وجهه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( توقوا البرد فً أوله ‪ ،‬وتلقوه فً آخره ‪ ،‬فإنه ٌفعل فً األبدان كفعله فً‬
‫األشجار ‪ ،‬أوله ٌحرق ‪ ،‬وآخره ٌورق ) ‪.‬‬
‫اهـ ربٌع األبرار صـ‪ ، 134‬والكنز المدفون صـ‪. 145‬‬

‫‪6‬‬
‫من توقاه وقً نصف العلل‬ ‫ناس َق َتلْ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫وتوق البر َد كم‬ ‫‪ ‬قال القائل ‪:‬‬

‫‪ ‬وفً {اإلحٌاء} ‪ :‬أوحً إلى داود ‪-‬علٌه السالم‪ -‬تهٌأ لمالقاة عدو ‪ ،‬قال‬
‫ٌا رب ‪ :‬ما هو ؟ قال ‪ :‬البرد ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً {ربٌع األبرار} ‪ :‬قال محمد بن عبد العزٌز ‪ ( :‬البرد عدو الدٌن ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وكان بعض البدو ٌقول ‪ ( :‬كل علة وأبوها البرد ) ؛ أي معظم األمراض‬
‫أٌام الشتاء ‪ ..‬سببها عدم التوقً من البرد ‪.‬‬

‫‪ ‬وورد ‪ ( :‬اتقوا البرد ‪ ،‬فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء ) ‪.‬‬


‫ذكره فً المواهب بإسقاط أخاكم ‪ ،‬وقال فً األصل تبعا ً للحافظ ابن حجر ‪:‬‬
‫ال أعرفه ‪ ،‬فإن كان وارداً ‪ ..‬فٌحتاج إلى تأوٌل ؛ فإن أبا الدرداء عاش بعد‬
‫النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬دهراً ؛ أي ‪ :‬فٌؤ َّول (قتل) بمعنى (سٌقتل) ‪،‬‬
‫وعبر بالماضً لتحقق وقوعه كقوله تعالى ( أتى أم ُر هللا فال تستعجلوه ) ‪،‬‬
‫وكقوله صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ( :‬من قتل قتٌالً ‪ ..‬فله سلبه ) ‪.‬‬
‫لكن فٌه أنه ٌحتاج أن ٌثبت أن أبا الدرداء مات بالبرد ‪ ،‬فافهم ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬كشف الخفاء ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة فً العسل) ‪ :‬أسماؤه تزٌد على المائة ‪ ،‬وله منافع كثٌرة ‪ٌ ،‬جلً‬
‫األوساخ التً فً العروق واألمعاء ‪ ،‬وٌدفع الفضالت ‪ ،‬وٌغسل خمل المعدة‪،‬‬
‫وٌسخنها تسخٌنا ً معتدالً ‪ ... ،‬إلى غٌر ذلك من الفوائد ‪.‬‬
‫ثم هو غذاء من األغذٌة ‪ ،‬ودواء من األدوٌة ‪ ،‬وشراب من األشربة ‪،‬‬
‫وحلوى من الحالوات ‪ ،‬وطالء من األطلٌة ‪ ،‬ومفرح من المفرحات ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬الفوائد الشاطرٌة ج‪ 3‬صـ‪. 234‬‬

‫‪ ‬وكان ٌقال ‪ ( :‬شمس الشتاء ‪ ..‬عسل المساكٌن ) ‪.‬‬


‫‪9‬‬
‫‪ ‬وفً {ربٌع األبرار} ‪ :‬عن سٌدنا أنس ‪-‬رضً هللا عنه‪ ( : -‬استعٌنوا على‬
‫برد الشتاء بأكل التمر والزبٌب ) ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) فاكهة الشتاء ‪ :‬كنً بها عن النار ‪ ،‬ومنه قول بعض المحدثٌن ‪:‬‬
‫فلٌصطل‬
‫ِ‬ ‫النار فاكهة الشتاء فـمن ٌرد أكـل الفواكه شاتٌا ً‬
‫مأكل‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫شهٌة والنار للمقرور أفضل‬ ‫إن الفواكه فً الشتاء‬
‫_ قوله (فلٌصطل) ‪ :‬أي فلٌستدفئ من البرد ‪.‬‬
‫_ وقوله (المقرور) ‪ٌ :‬قال قر الرجل فهو مقرور ؛ أي أصابه (القر) بضم‬
‫القاف ؛ وهو البرد ‪.‬‬
‫‪( ‬فائدة) روى الطبرانً عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ( :‬إن ابن آدم إن‬
‫ِس ) ‪.‬‬
‫ِس ‪ ،‬وإن أصابه البرد ‪ ..‬قال ‪ :‬ح ّ‬
‫أصابه َحر ‪ ..‬قال ‪ :‬ح ّ‬
‫_ قوله (حس) بكسر الحاء وشدة السٌن ‪ ،‬كلمة ٌقولها الرجل إذا أصابه‬
‫ما مضه وأحرقه ‪.‬‬
‫_ وقوله (إن أصابه البرد ‪..‬الخ) ٌعنً من قلقه وجزعه وقلة صبره ‪ ،‬إن‬
‫أصابه الحر ‪ ..‬تألم وتشوش وتضجر وقلق ‪ ،‬وإن أصابه البرد ‪ ..‬فكذلك ‪،‬‬
‫ومن ثم قال بعضهم ‪:‬‬
‫ٌتمنى المرء فً الصٌف الشتاء فإذا جاء الشتاء أنكره‬
‫ال واح ٍد قُتـل اإلنسان ما أكفره‬
‫فــهـــو ال ٌــرضى بحـــ ٍ‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬فٌض القدٌر ‪.‬‬

‫• (فائدة) من كالم سٌدنا اإلمام الحبٌب عبد هللا بن علوي الحداد ‪-‬رضً هللا‬
‫عنه‪ ،-‬قال ‪ ( :‬كنا نسمع من األولٌن ‪ :‬أن شرب الماء البارد {فً الشتاء حٌث‬
‫ٌشتد البرد} ‪ ..‬إنه ٌستحٌل فً الباطن دما ً فاسداً ‪ ،‬وكان ٌنهى عنه كثٌراً) ‪.‬‬
‫اهـ تثبٌت الفؤاد ‪ ،‬ج‪ 2‬صـ‪. 286‬‬
‫‪8‬‬

You might also like