You are on page 1of 2

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫اهلل َو َي ْغفر‬
‫اهلل َفاتب ُعوني ُي ْحب ْب ُك ُم ُ‬
‫ون َ‬ ‫أما بعد‪ :‬فيقول اهلل تبارك وتعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل إ ْن ُك ْن ُت ْم ُتح ُّب َ‬
‫ْ‬
‫ور َرحيم﴾ [آل عمران‪.]31 :‬‬
‫اهلل َغ ُف ٌ‬
‫وب ُك ْم َو ُ‬
‫َل ُك ْم ُذ ُن َ‬
‫ٌ‬
‫فالسير والسلوك ال يكون إال بمتابعة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولهذا فإن المرشدين‬
‫المربين رضي اهلل تعالى عنهم دائم ًا وأبد ًا يوجهون إلى المتابعة‪ ،‬ويحذرون من اإلهمال فيها‪.‬‬
‫قال سيدي أحمد بن عطاء اهلل اإلسكندري رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫‪ ...‬وال يدخل عليك اإلهمال إال بإهمالك عن متابعة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وال‬
‫تحصل لك الرفعة عند اهلل تعالى إال بمتابعة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الم على قسمين‪ :‬جلية‪ ،‬وخفية‪.‬‬
‫والمتابع ُة له عليه الصال ُة والس ُ‬
‫فالجلية‪ :‬كالصالة والصيام والزكاة والحج والجهاد في سبيل اهلل‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫السنن المأثورة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫والتدبر في‬ ‫الجمع (يعني جمع القلب على اهلل) في صالتك‪،‬‬ ‫والخفية‪ :‬أن تعقد‬
‫ُّ َ‬ ‫َ‬
‫تدبرا (في‬ ‫جمعا (لقلبك) وال‬ ‫قراءتك‪ ،‬فإذا فعلت الطاعة كالصالة والقراءة‪ ،‬ولم تجد فيهما‬
‫ُّ ً‬ ‫ً‬
‫باطنا من كبرٍ أو عجب أو غير ذلك‪ ..‬فيكون مثالك‬ ‫مرضا ً‬ ‫تالوتك وأذكارك)‪ ،‬فاعلم أن بك ً‬
‫ْ‬
‫السكر ُم ًّرا‪.‬‬ ‫كالمحموم الذي يجد في فمه‬
‫ُّ َ‬
‫أجنبيا‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه‬ ‫ًّ‬ ‫التابع كأنه جزء من المتبوع‪ ،‬وإن كان‬ ‫َ‬ ‫فالمتابعة تجعل‬
‫ت االت َصال‪،‬‬ ‫الم َت َاب َعة تُثب ُ‬ ‫َ‬
‫(س ْل َما ُن منا أ ْه َل ا ْل َب ْيت) رواه الطبراني وغيره‪ ..‬فكما أن ُ‬
‫وسلم‪َ :‬‬
‫مفتاحه متابع َة‬ ‫بيت‪ ،‬وجعل‬ ‫كذلك عدمها يثبت االنفصال‪ ،‬وقد جمع اهلل الخير كله في ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الدنيا‪،‬‬
‫والزهد والتق ُّلل من ُّ‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فتاب ْع ُه بالقناعة بما رزقك اهلل تعالى‪ُّ ،‬‬
‫دليل على محبة اهلل‬ ‫باب المتابعة فذلك ٌ‬ ‫وترك ما ال يعني من ٍ‬
‫تح له ُ‬ ‫وفعل‪ ،‬فمن ُف َ‬ ‫ٍ‬ ‫قول‬
‫وب ُكم‬ ‫اهلل َفاتب ُعوني يحببكم اهلل ويغفر لكم ذن‬
‫ون َ‬ ‫تعالى له‪ ،‬قال تعالى‪ُ ﴿ :‬ق ْل إ ْن ُك ْن ُت ْم تُح ُّب َ‬
‫ُ ْ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ ْ َ ُْ ُُ َ ْ‬
‫ور َرحيم﴾‪.‬‬
‫َواهللُ َغ ُف ٌ‬
‫ٌ‬

‫‪1‬‬
‫فإذا طلبت الخير كله فقل‪ :‬اللهم إني أسألك المتابعة لرسولك صلى اهلل عليه وسلم‬
‫َ‬
‫في األقوال واألفعال‪.‬‬
‫أراد ذلك فعليه بعدم الظُّلم لعباد اهلل في أعراضهم وأنسابهم وأموالهم وغير‬
‫وم ْن َ‬‫َ‬
‫بعضا الن َط َل ُقوا إلى اهلل تعالى‪ ،‬بمتابعتهم لسيدنا رسول‬
‫ظلم بعضهم ً‬
‫ذلك‪ ،‬فلو َسلموا من ُ‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولكنهم َمعوقون كالم ْد َيان (الذي عليه َدين) بسبب من يطلبه‬
‫(يعني يطالبه َبدينه)‪.‬‬
‫كنت ُمخصصاً عند الملك مقرباً منه‪ ،‬وجاء َم ْن يطلبك َبد ْي ٍن ضي َق‬‫واعلم أنك لو َ‬
‫فكيف بك إذا جئت يوم القيامة ومئة ألف إنسان أو أكثر‬ ‫َ‬ ‫عليك ولو كان قدر ًا يسير ًا‪،‬‬
‫يطلبونك بديون مختلفة من أخذ مال وقذف عرض وغير ذلك‪ ..‬كيف يكون حالك؟! انتهى‬
‫باختصار‪.‬‬
‫نسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يوفقنا للمتابعة ظاهراً وباطناً‪ ،‬وأن يحفظنا من الفتن ما‬
‫ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫وصلى اهلل تعالى على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬والحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫محمد عبد اهلل رجو‬

‫‪2‬‬

You might also like