Professional Documents
Culture Documents
7 2020 03 07!02 28 11 PM
7 2020 03 07!02 28 11 PM
يعتبر فون اهرنج الفقيه األلماني زعيم مدرسة الغاية االجتماعية ،ويطلق على هذا المذهب ايضا
مصطلح مذهب الكفاح والنضال ،وقد جاء كرد فعل مباشر على المنهج التاريخي ،وقد أبرزه اهرنج في بعض
مؤلفاته ،ومنها "الكفاح من أجل القانون" و"الغاية من القانون".
حيث يتفق اهرنج مع سافيني بأن القانون في تطور مستمر لكنه ليس تطو ار تلقائيا خاليا من اإلرادة
البشرية كما يرى سافيني .فاإلنسان ال يقف كالمتفرج ويترك القانون يتطور من تلقاء نفسه بل تلعب إرادته دو ار
كبي ار في نشأته وتطوره ،وهي تكافح من أجل هذا التعبير حتى أنه قد يصل هذا الدور إلى درجة الكفاح واستخدام
القوة والعنف لتوجيه القانون نحو تحقيق الغاية المقصودة ،فالثورات االجتماعية وحركات التحرير الكبرى التي
شهدتها االنسانية في عصورها المختلفة كانت تقوم دائما دفاعا عن مبادئ قانونية ،وكفاحا من أجل تعديل
أوضاع قانونية لم تكن تتفق مع الظروف االجتماعية القائمة ،فمثل تحرير الفلحين من االقطاعيين ،لم يتحقق
إال بعد كفاح طويل وتضحيات مريرة لتعديل وتغيير االنظمة القانونية التي كانت سائدة.
كما يذهب اهرنج إلى أن هناك حقيقة ال شك فيها ،وهي أن الظواهر الطبيعية تخضع لقانون السبب،
اما الظواهر االجتماعية فتخضع لقانون الغاية ،فالظواهر الطبيعية كتعاقب الليل والنهار بسبب دوران االرض،
أو سقوط االجسام من أعلى إلى أسفل بسبب الجاذبية ،تحدث كلما توافرت أسبابها دون أن يكون إلرادة االنسان
دخل في حدوثها أو دفعها نحو تحقيق غاية معينة ،ومن ثم فهي تخضع لقانون السببية ،أما الظواهر االجتماعية
فل تتم إال بتدخل االرادة البشرية التي تدفعها نحو تحقيق غاية معينة ،ومن ثم فهي تخضع لقانون الغاية،
والقانون كظاهرة اجتماعية يخضع لقانون الغاية ،فالقانون بذلك ليس إال وسيلة لتحقيق غاية ،أما الغاية من
القانون فتتجلى في المحافظة على المجتمع ،فاذا فرض وكانت قاعدة قانونية ال تحقق هذه الغاية ،وجب أن
تتغير ولو تطلب هذا األمر كفاحا طويل المدى ،فالقانون في الواقع من عمل اإلنسان ،فهو يريد ويكافح من
أجل تحقيق ما يريد.
النقدًالموجهًلمذهبًالغايةًاالجتماعيةً :