Professional Documents
Culture Documents
سياسة رفع التجريم عن فعل التسيير وأثرها في مجال الأعمال - دراسة مقارنة
سياسة رفع التجريم عن فعل التسيير وأثرها في مجال الأعمال - دراسة مقارنة
-سياسة رفع التجريم عن فعل التسيير وأثرها في مجال األعمال – دراسة مقارنة
The policy of decriminalizing the management act and its impact on business -
a comparative study
خديجي أحمد بوعالم الهاشمي
سلرب إشكالية التحول السياسي واالقتصادي واالجتماعي سلرب إشكالية التحول السياسي واالقتصادي واالجتماعي
يف التجربة اجلزائرية يف التجربة اجلزائرية
جامعة قاصدي مرباح ورقلة جامعة قاصدي مرباح ورقلة
kdj.ahmed30@hotmail.fr boualam.elhachmi@univ-ouargla.dz
:ملخص
تقوم الشركات وادلؤسسات مبسَتين يتمتعون بصفات ومهارات قيادية وأساليب للتسيَت دتكن من زيادة مرونة
.الشركات وتأقلمها مع احمليط ادلتغَت قصد جتنب كل ما خيل بالتسيَت ووقوع اخلطأ من طرف ادلسَت
شلا انعكس سلبا على الشركات،أصبحت مسائلة مسَتي الشركات جزائيا تشكل عائقا بالنسبة ذلم
شلا استدعى ضرورة إعادة النظر يف السياسة اجلنائية ادلتبعة،وادلؤسسات بصفة عامة واالقتصاد الوطٍت بصفة خاصة
ورفع التجرمي عن فعل التسيَت يف احلدود اليت يسمح هبا القانون قصد،من قبل ادلشرع اجلزائر أسوة بالتشريعات ادلقارنة
.توفَت ظروف مالئمة للمسَت واحلفاظ على أموال الشركة
… الشركات، ادلسائلة اجلزائية، التجرمي، فعل التسيَت، ادلسَت:الكلمات المفتاحية
ABSTRACT:
The mistake is that companies and institutions have two managers who have leadership qualities
and skills and methods of management that enable companies to increase their flexibility and
adapt them to the changing environment in order to avoid everything that disturbs the
management and falling into the path of path.
The accountability of corporate managers has become criminal constitute an obstacle for them,
which reflected negatively For companies and institutions in general and the national economy in
particular, which summoned the need to reconsider The criminal policy pursued by The Algerian
legislator is similar to the legislation Comparing, decriminalizing the act of managing Within the
limits permitted by law Providing suitable conditions for walking And keep the company's
money.
key words: the path, the act of managing, incrimination, Criminal accountability, companies.
: املؤلف املرسل-
203
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
مقدمـة:
تعترب الشركات بكل أنواعها سواء يف اجلزائر أو يف رتيع أضلاء العامل ذلا تأثَت بالغ األمهية على احلياة االجتماعية
واالقتصادية خاصة مع التطور الصناعي والتكنولوجي الذي ظهر يف ىذا الزمن ،فتسعى ىذه الشركات إىل حتقيق
األىداف ادلسطرة ذلا والقائمة حصريا على حتقيق األرباح من خالل قيامها بأعمال جتارية واقتصادية ،فتطورت عالقة
الفرد بدرجة كبَتة بتطور عالقاتو اإلنسانية ،وقد اتصفت بعضها باألنانية ادلطلقة باستعمال وسائل وطرف سلالفة
للقوانُت خدمة للمصاحل الشخصية وبغض النظر عن ادلساوئ الناتج عنها وانعكاساهتا السلبية على استقرار اجملتمع
ككل.
وقد أدى ىذا إىل اتساع دائرة اجلرائم وادلخالفات ادلرتكبة من طرف ادلشرفُت على إدارة وتسيَت الشركات
وادلؤسسات ادلًتتبة عن أفعاذلم أثناء تأدية مهامهم يف اإلدارة والتسيَت مبا يلحق أضرار جسيمة على الذمة ادلالية بصفة
خاصة واستقرار االقتصاد الوطٍت بصفة عامة.
ولقد ثبت أغلب التشريعات مبا فيها التشريع اجلزائري بادلبدأ القائم على أساس ادلسؤولية اجلزائية تستند
لألشخاص الطبيعيُت بصفتهم مديري أو مسَتي وشلثلُت شرعيُت للشركة ،أو ادلدير الفعلي يف شكل من الشركات.
فتجرمي عمل التسيَت حلماية الشركات قد يقابلو ركود وروح ادلبادرة لدى ادلسَتين أثناء قيامهم بعمل التسيَت لتخوفهم
من العقوبات ،فأغلب التشريعات اجتهت إىل رفع التجرمي عن فعل التسيَت.
ومن ىذا ادلنطلق يطرح اإلشكال التايل :إلى أي مدى يعتبر رفع التجريم عن مسيري الشركات تحسينا لالقتصاد
الوطني وتحصينا لهم؟.
ولإلجابة على ىذه اإلشكالية مت االعتماد على ادلنهج الوصفي والتحليلي وادلقارن ،للمساعدة على فهم أعمق
ذلذه الدراسة.
ولدراسة ىذه ادلسألة تفرض علينا تقسيمها إىل مبحثُت ،يف ادلبحث األوىل ضلاول أن نبُت ماىية التسيَت وادلسَت ،أما
ادلبحث الثاين فنتطرق فيو إىل رفع التجرمي يف ظل سياسة احلد من العقاب
204
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
يف كافة نواحي العمل وجوانبو ،وكل ىذا التميز والتطور يتجسد يف شخص ادلسَت الذي يعترب احملور األساسي وعنصره
احملرك يف ازدىارىا وتقدمها وتنمية االقتصاد الوطٍت الداخلي واخلارجي.
-1كمال أيت منصور ،عقد التسيَت ،دار بلقيس ،الدار البيضاء ،اجلزائر ،د.ط ،د.س.ط ،ص .18
-2ادلرجع نفسو ،ص .24
205
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
االقتصاد األمريكي على االقتصاد العادلي ،فادلنارتنت ال يكتفي بالتسيَت العادي الكالسيكي للشركة ،بل حيدد
إسًتاتيجية على ادلدى البعيد يف عامل تسوده ادلنافسة الشرسة.1
الفرع الثاني :مبادئ التسيير
وىي األسس اليت جيب أن يوظفها كل مسَت يف أعمالو ويستخدمها مهما يكن موقعو وختصصو يف ادلنشأة
اإلدارية ،الرتباطها الوثيق بادلرحلة التسيَتية ويقوم عليها علم التسيَت بصفة عامة ،إذ دتثل تلك ادلراحل اليت تفرض
على ادلسَت عند اختاذ أي قرار احًتامها وترتيبها لكي يصل إىل اذلدف ادلراد حتقيقو.
وهبذا ادلعٌت تشكل حلقات متصلة ال ديكن الفصل بينها الرتباطها الوثيق ببعضها البعض ،وقبل اإلحاطة هبذا
العنصر نشَت إىل أن فقهاء اإلدارة والتسيَت تباينت توظيفاهتم ذلذه ادلبادئ ،فهناك من يعتربىا من وظائف التسيَت
ويستعملها هبذا ادلفهوم ،وفريق آخر يعتربىا من مبادئ التسيَت ،والرأي الذي جيمع بينها فإهنا أقرب إىل ادلبادئ منها
إىل الوظائف ،ألهنا مرتكزات على مسَت يعتمد ادلنهج العلمي يف التسيَت ،مهما يكن موقعو أو ختصصو يف الشركة أو
ادلؤسسة.
ومل يتفق العلماء والباحثون ادلهتمُت بعلم اإلدارة والتسيَت على حتديد واضح دلبادئ التسيَت ،فمنهم من يرى
أهنا تتمثل يف صنع القرار ،التخطيط ،القيادة والرقابة ،وآخرون يلخصوهنا يف التخطيط ،التنظيم ،توظيف الطاقات
البشرية ،التدريب والتمويل ،بينما فريق آخر حيصرىا يف صنع القرارات ،التخطيط ،التنظيم ،التوجيو والرقابة.2
وبالدراسة والتحليل اليت من خالذلا ديكن مزج بعض ادلبادئ مع األخرى ،أو يتبُت أن بعضها زلتوى يف األخر،
فيمكن القول أن ادلبادئ األساسية ذلذا العلم تتمثل يف :التخطيط ،التنظيم ،التوجيو والرقابة ،مع اإلشارة إىل أن صنع
القرار ىو جوىر وصميم العملية اإلدارية ككل ،فال ديكن احلديث عن ادلبادئ بدون قرار متخذ مسبقا ،فبعد أن
يتخذ القرار تأيت بعد ذلك ادلراحل األخرى ،سيما اخلطة الالزمة لتنفيذه ،واألساليب التنظيمية الالزمة لنجاحو،
والتوجيهات الضرورية وبيان كيفية التعامل مع العوائق أثناء ا لتنفيذ ،ويف األخَت الرقابة اليت يتم مبقتضاىا التحقق من
أن األداء يتم حبسب اخلطط واذلدف احملدد.
1
- ALI MEZAACHE(2000), Les Aspects Théoriques des concept de « GESTION » et de « MANAGEMENT » des
Entrepris, Revue IDARA N°21, PP 139, 145.
-2صلاة بزايد ،التكوين وإسًتاتيجية تسيَت ادلهارات التسيَتية لدى إطارات سوناطراك ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه يف علم النفس العمل والتنظيم ،جامعة
وىران ،سانيا ،كلية العلوم االجتمايعة ،قسم علم النفس وعلوم الًتبية ،2011/2010 ،ص .20
206
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
للمسَتين ذو كفاءة عالية ،أو ضعف أدائهم بسبب عدم فعالية طرق التسيَت ادلعتمدة رغم كفاية ادلوارد ادلالية ،يعد
سببا رئيسيا يف فشل اسًتاتيجياهتا التنافسية ،فإسًتاتيجية التميز ال ديكن حتقيقها إال من خالل اإلنتاجات الفكرية
ادلتمثلة يف اإلبداع وتقدمي منتجات جديدة.1
وبالنظر لألمهية اليت يكتسبها منصب ادلسَت يف الشركة وادلؤسسة كما سبق توضيحو ،فإن الشخص هبذه
ادلكانة يستدعي حتديد ىويتو بدقة عن طريق إجياد معايَت واضحة تسهل التعرف عليو ،سيما عند إثارة موضوع
ادلسؤولية اجلزائية خالل تسيَت الشركة أو ادلؤسسة ،خاصة إذا ما علمنا أن منصب ادلسَت ال يتعلق بشخص معُت
بذاتو ،بل قد يعٍت بو كثَت من الذين يتولون زمام تسيَت دواليب اإلدارة يف الشركة ،وبذلك يعد مفهومو من ادلفاىيم
اليت أثارت الكثَت من النقاش واخلالف.
حاول المشرع الفرنسي بموجب المادة L1333-2إعطاء تعريف للمسير ،باعتماد ثالث معايَت أساسية من
خالذلا تصبغ على الشخص الذي تتوفر فيو صفة ادلسَت وىي :السلطة ادلمنوحة لو من خالل توليو دلهام التسيَت،
واليت تعطيو إمكانية اختاذ القرارات الالزمة لسَت ادلؤسسة ،التمتع بقسط من االستقاللية يف التسيَت اليت دتكنو من
حتقيق أىداف ادلؤسسة ،ويف مقابل ذلك تلقيو أجر ضمن األجور ادلرتفعة يف النظام التعويضي ادلعمول بو يف ىيئتو أو
مؤسستو.2
الفرع األول :المسير القانوني
ىو الشخص الذي يعهد إليو مهام إدارة وتسيَت الشركة وفقا لقانوهنا األساسي ،فوفقا للنظام الكالسيكي
يكون مسَتا الرئيس ادلدير العام ،ادلديرين العامُت ،ويكون التسيَت رتاعيا ،أما يف حالة تصفية الشركة فإن صفة ادلسَت
القانوين تعهد إىل ادلصفي ،والذي بدوره يشرف على أعمال التصفية.3
كما ديكن تعريف ادلسَت القانوين بأنو ":ىو الذي يتوىل بصفة نظامية مهام اإلدارة أو التدبَت أو التسيَت يف
الشركة ،أي كل األعضاء القانونيُت للشخص ادلعنوي ادلعنيُت بصفة نظامية ،والذين تناط هبم مهام تدبَت شؤون
الشركة".4
-1عامر بشَت ،االقتصاد ادلعريف يف حتقيق ادليزة التنافسية للبنوك (دراسة حالة اجلزائر) ،أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،فرع نقود ،مالية وبنوك ،جامعة
اجلزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت ،قسم العلوم االقتصادية ،2012/2011 ،ص .105
2
- Code de Travail Français: télécharger sous forme de PDF, de site: https://www.legifrance.gouv.fr, date de
« Sont considérés comme ayant la qualité de cadre dirigeant,جاء نص المادة كما يليconsultation 15/03/2022 , à 20:30. :
les cadres auxquels sont confiées des responsabilités dont l'importance implique, une grande indépendance dans
l'organisation de leur emploi du temps, qui sont habilités à prendre des décisions de façon largement autonome, et
qui perçoivent une rémunération se situant dans les niveaux les plus élevés des systèmes de rémunération pratiqués
» dans leur Entreprise ou Etablissement
-3شيباين نضَتة ،ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية ،رللة الندوة للدراسات القانونية ،العدد ،2013 ،1اجلزائر ،ص.227
-4عمار مزياين ،ادلسؤولية اجلزائرية دلسَتي الشركات ،ص ، 7نقال عن بوتشيش ثريا ،ادلسؤولية ادلدنية واجلنائية للمسَت يف شركة ادلسامهة ،جامعة زلمد
اخلامس كلية احلقوق ،الرباط ،2003-2004 ،ص.12
207
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
208
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
وللحد من سوء استغالل تسيَت الشركة عملت التشريعات على ادلساواة يف حتمل ادلسؤولية بُت ادلسَت الفعلي
وادلسَت القانوين ،وذلك بتطبيق نفس األحكام القانونية اخلاصة مبسؤولية ادلسَت القانوين ،على ادلسَت الفعلي.
الفرع الثالث :مفهوم المسير في ظل قانون 63/60
لقد كرست ادلادة 2من ق.و.ف.م مفهوم ادلسَت والذي يندرج ضمن مصطلح ادلوظف العمومي ،وعرفو
بأنو "كل شخص يتوىل ولو مؤقتا وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ويساىم هبذه الصفة يف خدمة ىيئة عمومية أو
أية مؤسسة أخرى دتلك الدولة بعض رأمساذلا أو أية مؤسسة تقدم خدمة عمومية".
حيث أنو مبوجب ىذه ادلادة فقد أقر ادلشرع صراحة خضوع ادلؤسسات العمومية االقتصادية ألحكام ىذا
القانون ،ومن ذتة خضوع مسَتىا ألحكام ق.و.ف.م.
229
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
جيري استخدامو وفق دالالت معان سلتلفة ،1فهو ينصرف يف داللتو مثلما يستخلص من تسميتو ،حبيث يشَت إىل رفع
احلظر الذي يفرضو قانون العقوبات بواسطة التجرمي على فعل معُت.2
لذلك يعرب األستاذ " " REALEعن احلد من التجرمي بأنو" :رفع أو إزالة الصفة اإلجرامية لفعل كان رلرما يف
السابق ،ومهما يكن فإننا نشاىد جتاوبا نسبيا للمشرع اجلزائري مع ىذا ادلبدأ خالفا للتشريعات ادلقارنة ،ذلذا السبب
أصبح احلد من التجرمي من ادلواضيع اليت تزال تشغل بال ادلشرع اجلزائري السيما يف رلال عمل التسيَت.
الفرع الثاني :موقف التشريع من رفع التجريم عن عمل التسيير
أوال :مبدأ رفع التجريم في التشريع الفرنسي:
لقد ذىب ادلشرع الفرنسي إىل اجتاه مغاير إذ مل يكًتث يف ىذا الصدد جململ اآلراء الفقهية اليت نادت بضرورة
التمييز بُت سياسة احلد من التجرمي والعقاب وخاصة بعد تدخل اللجنة األوربية للمشكالت اجلنائية يف سنة 1980
واليت حسمت اجلدال الفقهي والقول أنو ىناك اختالف بُت السياستُت وأخذه بفكرة توحيد السياستُت.
يعود إرساء مبادئ وأحكام سياسة رفع التجرمي يف قانون األعمال إىل تقرير " Jean-Marie
،3"Coulonالذي أعده مبناسبة إعداده دلشروع قانون رفع التجرمي ليتم بعده ادلصادقة عليو وجتسيده يف سلتلف
فروع القانون وخاصة يف رلال تسيَت وإدارة الشركات التجارية وىو ما مت مبوجب قانون 22مارس .42012
فرفع التجرمي كان مكرسا بصورة ضمنية غَت واضحة ،وقد مر بعدة مراحل تشريعية نوجزىا يف ما يلي:
-األمر الصادر بتاريخ 01ديسمرب 1986يف قانون ادلنافسة تضمن رفع التجرمي إذ مت إلغاء معظم نصوص التجرمي
حبيث خول سلطة توقيع العقاب إىل جهات إدارية غَت أن ىذا التوجيو مل يكن يف زللو إذ من شأنو فرض عقوبات
جزائية جديدة.5
-الضبط االقتصادي اجلديد( 6)NREحبيث مل تكن مهمة إذ ألغت ما يقارب 20مادة قانونية ،وهتدف للحد
من اآلثار السلبية للمشاكل الداخلية والعودلة استنادا إىل متطلبات الشفافية يف ادلعلومات.
-األمر ادلؤرخ يف 25مارس 2004يف رلال تبسيط قوانُت وإجراءات الشركات ،واألمر ادلؤرخ يف 25جوان
2004وادلتعلق باألوراق ادلالية فهي األخرى تنطلق من فكرة تقنُت جديد بفرض عقوبات مدنية.7
-1زلمود طو جالل ،أصول التجرمي والعقاب يف ضوء السياسة اجلنائية ادلعاصرة ،دراسة يف إسًتاتيجيات استخدام اجلزاء اجلنائي وتأصيل ظاىريت احلد من
التجرمي والعقاب ،الطبعة األوىل ،دار النهضة العربية ،2005 ،ص .246
-2معيزة رضا ،ترشيد السياسة اجلزائية باجلزائر ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر،2016 ،1
ص .194
3
- Jean-Marie Coulon, La dépénalisation de la vie des affaires, Rapport au garde des Sceaux, ministre de la Justice,
collection des rappors officiels, janvier 2008.
4
- Coralie Ambroise-Castérot, droit pénal spécial et des affaires ,4éme édition, gualino, 2014, p362.
5
- Jean-Marie Coulon, op-cit, p12.
6
- Loi n° 2001-420, du 15 mai 2001, relative aux nouvelles régulations économiques.
7
- Jean-Marie coulon, op-cit, p13.
220
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
-1مقال منشور جبريدة ادلساء اجلزائرية بتاريخ 2011/05/31حول مشروع قانون رفع التجرمي عن فعل التسيَت.
-2جت سيدا دلا جاءت بو كلمة رئيس اجلمهورية السابق للجهورية اجلزائرية عبد العزيز بوتفليقة" إنٍت أدعو اإلطارات وادلسَتين العموميُت إىل النهوض مبهامهم
ويف كنف الطمأنينة واضعُت ثقتهم يف الدولة اليت خيدموهنا ويف العدالة ادلستقلة" واليت ألفاىا مبناسبة مسودة ادلشروع.
220
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
ىذا ادلوضوع ،وادلنعقد بأرزيو يوم التاسع من شهر مايو لسنة ، 20111ذلك أن استشعار ادلدير بالتهديد اجلزائي
بسبب األخطاء اليت يرتكبها يف عمل التسيَت ينعكس سلبا على أدائو.
ومن ادلسلم بو أن توفَت مناخ مالئم للمسَتين ،وتشجيع روح ادلبادرة لديهم ،حيقق التنمية االقتصادية
والنهوض باقتصاد الدولة ،ويساىم كذلك على فعالية احلكم الرشيد ،الذي ديثل بدوره رلموع ادلبادئ والقواعد
األساسية ادلوجهة إلعانة ادلسَتين يف رلال إلزام التسيَت بطريقة شفافة ،وبناءا على أساس قاعدة واضحة وغَت مشكوك
فيها من طرف كل الشركاء ،وىو كذلك من واقع أفعال التسيَت اليت أصبحت من ادلتطلبات األساسية يف كل ادلناحي
االقتصادية ، 2غَت أن ىذه احلصانات إن كانت تعفي من ادلسؤولية اجلزائية ،فإنو ال جيب أن تعفي من ادلسؤولية
التأديبية يف حالة اإلضرار بادلؤسسة ،وىو نفس ادلسعى والتوجو الذي ينادي بو رؤساء الشركات وادلؤسسات
االقتصادية يف اآلونة األخَتة.
الفرع الثاني :توفير الحماية لالقتصاد الوطني
يعترب ركود النشاط االقتصادي وكبح سَت ادلشاريع االقتصادية من الدوافع اليت أدت إىل وضع مشروع رفع
التجرمي عن عمل التسيَت ،وذلك نتيجة لتجرمي ىذا األخَت ،والذي راح ضحيتو عديد من اإلطارات ادلسَتة ،فتجرمي
عمل التسيَت ال يشجع على روح ادلبادرة ،شلا ين شأ معو التحفظ واخلوف من العقاب ،كما ينعكس سلبا على
االستثمار السيما األجنيب ،ويقيد النشاط االقتصادي ،لذلك أصبحت نظرة ادلسَت إىل القانون الذي جيرم تلك
األعمال بسبب اخلطأ خطرا عليو شلا يدفعو إىل عدم ادلغامرة.3
وقصد زتاية االقتصاد الوطٍت ،كان لزاما على ادلشرع حتديد اجلرائم اليت يرتكبها ادلسَت أثناء قيامو بعمل
التسيَت ،ألن مصطلح جترمي عمل التسيَت حبد ذاتو واعتباره جبردية ليس يف زللو ،السيما أن اإلمهال صورة من صور
اخلطأ الغَت العمدي ،فهو قد يكون أقل ضررا من اخلطأ العمدي ،لذلك البد من ادلرونة يف جترديو ،على أساس أن
اإلفراط يف التجرمي قيد حيول القانون اجلزائي إىل قانون الرعب ،لذلك دعى منتدى رؤساء ادلؤسسات االقتصادية جبوان
، 2015إلغاء جترمي أعمال وأخطاء التسيَت عمليا ،كون تسيَت ادلؤسسات االقتصادية يتطلب مسَتين يتمتعون بروح
ادلبادرة ،وادلخاطرة ادلعقولة اليت قد ينجر من ورائها ضرر ،وعليو العقاب اجلنائي على ىذا الضرر يضعف ادلؤسسة
وجيعلها غَت فعالة ،4ذلذا جيب االحتكام باجلزاءات اإلدارية أو ادلالية.
-1حجوط فريد ،ادلسؤولية اجلزائية دلسَتي ادلؤسسات ،مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف القانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر،1
،2014ص .76
-2األخضر عزي ،ادلؤدتر األول حول"حوكمة الشركات ودورىا يف اإلصالح االقتصادي" مداخلة بعنوان فعالية احلكم الراشد احلوكمة يف تفعيل خوصصة
الشركات ،إشارة إىل واقع اخلوصصة يف اجلزائر ،2008 ،كلية االقتصاد ،جامعة دمشق ،ص.24
-3حجوط فريد ،ادلرجع السابق ،ص.76
-4إلغاء جترمي عمليات وأخطاء التسيَت ،مسامهة من منتدى رؤساء ادلؤسسات ،من أجل انبعاث االقتصاد اجلزائري ،جوان ،2015ص.09
222
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
الخاتمة:
يعترب ادلسَت ىو أساس إدارة الشركة وادلؤسسة ،فأي تسيَت غَت قانوين أو رلرم قد يؤدي بو للمسائلة اجلزائية ،وىي
الوسيلة الوحيدة اليت بإمكاهنا ردعهم ،إال أن ىذه السياسة انعكست على أداء ادلسَت داخل الشركة وادلؤسسة وقتلت
روح ادلبادرة ،وجتبهم ادلغامرة يف أعمال التسيَت ،شلا جعل ادلشرع اجلزائري والتشريعات ادلقارنة إىل تبٍت مبدأ رفع التجرمي
عن عمل التسيَت ،والذي يعترب إشارة قوية يف التقدم ضلو االجتاه الصحيح أين جيعل ادلسَت يدير شؤون الشركة
وادلؤسسة دون أي ضغط أو ختوف من طرف ادلسَت يف رلال عملو.
ويف األخَت توصلنا إىل رلموعة من نتائج وتوصيات:
أوال :النتائج:
-1عزوف ادلستثمرين بسبب التدخل اجلنائي يف اجملال الصناعي واألعمال شلا جيعلهم معرضُت للمسائلة
اجلزائية وينعكس ذلك سلبا على التنمية وادلبادرة االقتصادية.
-2نظرا ألمهية عملية التسيَت فقد أحاطها ادلشرع مبجموعة من الشروط لعضوية رللس اإلدارة.
-3رغبة ادلشرع يف حتقيق التوازن بُت زتاية ادلال العام يف الوقت الذي تتعدد فيو العوامل ادلسببة يف اإلضرار
بو ،يف ظل اإلمهال يف التسيَت.
-4اآلثار السلبية اليت حلقت ادلسَت من جترمي عمل التسيَت دفعت بادلشرع إىل إعادة النظر يف ادلنظومة العقابية
وتكييف تشريعاهتا مبا يتماشى مع التطورات االقتصادية.
ثانيا :االقتراحات:
-1وضع تدابَت وقائية قصد زتاية ادلسَت ومنعو من الوقوع يف أخطاء يًتتب عنها جردية.
-2العقالنية يف جترمي بعض األفعال ضد ادلسَت قصد احملافظة على أموال الشركات وادلؤسسات االقتصادية من
سلتلف اجلرائم.
حتيُت النصوص القانونية لسد النقص الذي تعًتيو قصد منع التجاوزات فيو ،مع استبدال رفع التجرمي عن أعمال
التسيَت بتغليظ الغرامات ادلالية لقمع ادلسَتين وضمان اسًتجاع األموال.
223
جملة الدراسات القانونية والسياسية
اجمللد 98العدد 90جانفي --------------------------------------------------------0902ص ص336-324:
-Iقائمة المصادر:
أ-القوانين:
-1األمر رقم 59-75ادلتضمن القانون التجاري ادلعدل وادلتمم.
-2األمر رقم ،02-15ادلؤرخ يف 07شوال 1436ادلوافق ل 23يوليو ،2015يعدل ويتمم األمر -66
،155ادلؤرخ يف 18صفر عام 1386ادلوافق ل 8يوليو ،1966ادلتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية،
ج.ر.ج.ج ،ع.2015 ،40
-llقائمة المراجع:
أ -الكتب:
-1شيباين نضَتة ،ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية ،رللة الندوة للدراسات القانونية ،العدد ،2013 ،1
اجلزائر.
-2عمار مزياين ،،ص ، 7نقال عن بوتشيش ثريا ،ادلسؤولية ادلدنية واجلنائية للمسَت يف شركة ادلسامهة ،جامعة
زلمد اخلامس كلية احلقوق ،الرباط.2003-2004 ،
-3كمال أيت منصور ،عقد التسيَت ،دار بلقيس ،الدار البيضاء ،اجلزائر ،د.ط ،د.س.ط.
-4زلمود طو جالل ،أصول التجرمي والعقاب يف ضوء السياسة اجلنائية ادلعاصرة ،دراسة يف إسًتاتيجيات
استخدام اجلزاء اجلنائي وتأصيل ظاىريت احلد من التجرمي والعقاب ،الطبعة األوىل ،دار النهضة العربية،
.2005
224
جملة الدراسات القانونية والسياسية
336-324:ص ص--------------------------------------------------------0902 جانفي90 العدد98 اجمللد
: المقاالت-ت
اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية، ادلسؤولية اجلنائية يف جرائم الشركات التجارية، وزروق يوسف، قيسي سامية-1
.2018 ، جامعة تلمسان،4 عدد،10 رللد،واالجتماعية
. اجلزائر،2013 ،1 العدد، رللة الندوة للدراسات القانونية، ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية، شيباين نضَتة-2
. حول مشروع قانون رفع التجرمي عن فعل التسيَت2011/05/31 مقال منشور جبريدة ادلساء اجلزائرية بتاريخ-3
: القائمة باللغة بالفرنسية-ثانيا
1- Loi n° 2001-420, du 15 mai 2001, relative aux nouvelles régulations
économiques.
2- Code de Travail Français: télécharger sous forme de PDF, de site:
https://www.legifrance.gouv.fr, date de consultation
3- ALI MEZAACHE(2000), Les Aspects Théoriques des concept de
« GESTION » et de « MANAGEMENT » des Entrepris, Revue IDARA N°21
4- Coralie Ambroise-Castérot, droit pénal spécial et des affaires ,4éme édition,
gualino, 2014.
Jean-Marie Coulon, La dépénalisation de la vie des affaires, Rapport au garde des
Sceaux, ministre de la Justice, collection des rappors officiels, janvier 2008.
225