You are on page 1of 13

‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬

336-324:‫ص ص‬--------------------------------------------------------0902 ‫جانفي‬90 ‫ العدد‬98 ‫اجمللد‬

-‫سياسة رفع التجريم عن فعل التسيير وأثرها في مجال األعمال – دراسة مقارنة‬
The policy of decriminalizing the management act and its impact on business -
a comparative study


‫خديجي أحمد‬ ‫بوعالم الهاشمي‬
‫سلرب إشكالية التحول السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬ ‫سلرب إشكالية التحول السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬
‫يف التجربة اجلزائرية‬ ‫يف التجربة اجلزائرية‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬
kdj.ahmed30@hotmail.fr boualam.elhachmi@univ-ouargla.dz


1211/21/20 :‫ تاريخ النشر‬- 1211/11/11 :‫ تاريخ القبول‬- 1211/11/11 :‫ تاريخ إلارسال‬-

:‫ملخص‬
‫تقوم الشركات وادلؤسسات مبسَتين يتمتعون بصفات ومهارات قيادية وأساليب للتسيَت دتكن من زيادة مرونة‬
.‫الشركات وتأقلمها مع احمليط ادلتغَت قصد جتنب كل ما خيل بالتسيَت ووقوع اخلطأ من طرف ادلسَت‬
‫ شلا انعكس سلبا على الشركات‬،‫أصبحت مسائلة مسَتي الشركات جزائيا تشكل عائقا بالنسبة ذلم‬
‫ شلا استدعى ضرورة إعادة النظر يف السياسة اجلنائية ادلتبعة‬،‫وادلؤسسات بصفة عامة واالقتصاد الوطٍت بصفة خاصة‬
‫ ورفع التجرمي عن فعل التسيَت يف احلدود اليت يسمح هبا القانون قصد‬،‫من قبل ادلشرع اجلزائر أسوة بالتشريعات ادلقارنة‬
.‫توفَت ظروف مالئمة للمسَت واحلفاظ على أموال الشركة‬
…‫ الشركات‬،‫ ادلسائلة اجلزائية‬،‫ التجرمي‬،‫ فعل التسيَت‬،‫ ادلسَت‬:‫الكلمات المفتاحية‬
ABSTRACT:
The mistake is that companies and institutions have two managers who have leadership qualities
and skills and methods of management that enable companies to increase their flexibility and
adapt them to the changing environment in order to avoid everything that disturbs the
management and falling into the path of path.
The accountability of corporate managers has become criminal constitute an obstacle for them,
which reflected negatively For companies and institutions in general and the national economy in
particular, which summoned the need to reconsider The criminal policy pursued by The Algerian
legislator is similar to the legislation Comparing, decriminalizing the act of managing Within the
limits permitted by law Providing suitable conditions for walking And keep the company's
money.
key words: the path, the act of managing, incrimination, Criminal accountability, companies.

:‫ املؤلف املرسل‬- 

203
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫مقدمـة‪:‬‬
‫تعترب الشركات بكل أنواعها سواء يف اجلزائر أو يف رتيع أضلاء العامل ذلا تأثَت بالغ األمهية على احلياة االجتماعية‬
‫واالقتصادية خاصة مع التطور الصناعي والتكنولوجي الذي ظهر يف ىذا الزمن‪ ،‬فتسعى ىذه الشركات إىل حتقيق‬
‫األىداف ادلسطرة ذلا والقائمة حصريا على حتقيق األرباح من خالل قيامها بأعمال جتارية واقتصادية‪ ،‬فتطورت عالقة‬
‫الفرد بدرجة كبَتة بتطور عالقاتو اإلنسانية‪ ،‬وقد اتصفت بعضها باألنانية ادلطلقة باستعمال وسائل وطرف سلالفة‬
‫للقوانُت خدمة للمصاحل الشخصية وبغض النظر عن ادلساوئ الناتج عنها وانعكاساهتا السلبية على استقرار اجملتمع‬
‫ككل‪.‬‬
‫وقد أدى ىذا إىل اتساع دائرة اجلرائم وادلخالفات ادلرتكبة من طرف ادلشرفُت على إدارة وتسيَت الشركات‬
‫وادلؤسسات ادلًتتبة عن أفعاذلم أثناء تأدية مهامهم يف اإلدارة والتسيَت مبا يلحق أضرار جسيمة على الذمة ادلالية بصفة‬
‫خاصة واستقرار االقتصاد الوطٍت بصفة عامة‪.‬‬
‫ولقد ثبت أغلب التشريعات مبا فيها التشريع اجلزائري بادلبدأ القائم على أساس ادلسؤولية اجلزائية تستند‬
‫لألشخاص الطبيعيُت بصفتهم مديري أو مسَتي وشلثلُت شرعيُت للشركة‪ ،‬أو ادلدير الفعلي يف شكل من الشركات‪.‬‬
‫فتجرمي عمل التسيَت حلماية الشركات قد يقابلو ركود وروح ادلبادرة لدى ادلسَتين أثناء قيامهم بعمل التسيَت لتخوفهم‬
‫من العقوبات‪ ،‬فأغلب التشريعات اجتهت إىل رفع التجرمي عن فعل التسيَت‪.‬‬
‫ومن ىذا ادلنطلق يطرح اإلشكال التايل‪ :‬إلى أي مدى يعتبر رفع التجريم عن مسيري الشركات تحسينا لالقتصاد‬
‫الوطني وتحصينا لهم؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على ىذه اإلشكالية مت االعتماد على ادلنهج الوصفي والتحليلي وادلقارن‪ ،‬للمساعدة على فهم أعمق‬
‫ذلذه الدراسة‪.‬‬
‫ولدراسة ىذه ادلسألة تفرض علينا تقسيمها إىل مبحثُت‪ ،‬يف ادلبحث األوىل ضلاول أن نبُت ماىية التسيَت وادلسَت‪ ،‬أما‬
‫ادلبحث الثاين فنتطرق فيو إىل رفع التجرمي يف ظل سياسة احلد من العقاب‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التسيير والمسير‬


‫أصبح تغيَت أنظمة وطرق التسيَت أمرا زلتوما ومن السمات ادلميزة لنجاح العديد من الشركات وادلؤسسات‪ ،‬إذ‬
‫أن الظروف اجلديدة لعامل األعمال وما صاحبها من ثورة تكنولوجية وتغَتات كبَتة يف البيئة الداخلية واخلارجية‬
‫للشركات‪ ،‬فرضت البحث عن طرق وأساليب جديدة للتسيَت دتكنها من زيادة مرونتها وجتعلها أكثر تأقلما مع زليطها‬
‫ادلتغَت‪ ،‬وسعيا منها حسن استغالل مواردىا ادلتاحة وختفيض تكاليفها واكتساهبا دليزة تنافسية دتيزىا عن غَتىا من‬
‫ادلنظمات‪ .‬فالتحول االسًتاتيجي وأىداف الشركة أصبح أعم وأمشل حتكمها أصول التسيَت باجلودة الشاملة واإلبداع‬

‫‪204‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫يف كافة نواحي العمل وجوانبو‪ ،‬وكل ىذا التميز والتطور يتجسد يف شخص ادلسَت الذي يعترب احملور األساسي وعنصره‬
‫احملرك يف ازدىارىا وتقدمها وتنمية االقتصاد الوطٍت الداخلي واخلارجي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التسيير‬


‫أصبحت الدول يف العصر احلديث تعتمد أساسا على التسيَت‪ ،‬كونو يعترب أحد أىم ادلؤشرات الرئيسية اإلجيابية‬
‫يف مؤسساهتا ويرتبط ارتباطا هبا‪ ،‬فيعترب مصطلح التسيَت من ادلصطلحات القددية ادلعروفة‪ ،‬نظرا حلاجة اإلنسان منذ‬
‫األزل إىل وضع خطط وأساليب لتسيَت شؤون حياتو‪ ،‬ويف سلتلف النشاطات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‬
‫والقانونية نظرا للدور الذي يلعبو يف منظمات األعمال‪ ،‬فالشركات وادلؤسسات االقتصادية ال تصلح وال تنتظم من‬
‫غَت ثقافة تسيَتية حكيمة تسعى إىل حتقيق أىدافها‪ ،‬فالتسيَت الفعال ىو الذي يدفع الشركة إىل األمام وبو ختتلق ثقافة‬
‫حتفيزية لدى العاملُت ألداء العمل اجليد وادلبدع‪.‬‬
‫فاحلكم على تطور وصلاح الشركات وادلؤسسات أو ختلفها ينبع أساسا من طبيعة تسيَتىا‪ ،‬ومتوقف بعد ذلك‬
‫على مدى فعاليتو وصلاعتو‪ ،‬من خالل حسن استخدام الوسائل والسبل الفنية العلمية الكفيلة بتجسيد األفكار وحتقيق‬
‫األىداف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معنى التسيير‬
‫كلمة التسيَت تقابلها باللغة الفرنسية مصطلح )‪ (gestion‬واستعملت ىذه الكلمة كًترتة فرنسية دلصطلح‬
‫)‪ (management‬ذو األصل االصللوسكسوين‪ ،‬ويف إطار الشركات وادلؤسسات االقتصادية‪ ،‬فإن مصطلح‬
‫)‪ (gestion‬حسب ادلدرسة الفرنسية للتسيَت يعٍت‪" :‬استخدام الوسائل اخلاصة بادلؤسسة لتحقيق إسًتاتيجية‬
‫معينة"‪.1‬‬
‫فالتسيَت ىو عبارة عن مفهوم تقليدي كالسيكي يتالءم مع الشركات وادلؤسسات االقتصادية التقليدية‪ ،‬وهبذا‬
‫ادلعٌت ال يعرب عن معٌت ادلنارتنت‪ ،‬بل ىو جزء منو‪ ،‬كون ىذا األخَت يتضمن إىل جانب عوامل الشركة عناصر أخرى‪،‬‬
‫كالذكاء‪ ،‬اخلربة‪ ،‬ادلؤىالت اليت تتطلبها الشركات وادلؤسسات احلديثة وادلتطورة‪ ،‬ومع ذلك فإن ادلصطلحُت يشًتكان‬
‫يف اذلدف وىو حتقيق إسًتاتيجية معينة‪.2‬‬
‫وقد أشار علي مزعاش يف مقالو اجلوانب النظرية دلفاىيم التسيَت وادلنارتنت‪ ،‬أن التسيَت وادلنارتنت مفهومان‬
‫يعكسان وجود مدرستان فرنسية وإصلليزية‪ ،‬لكل واحدة منها نظريتها اخلاصة يف تسيَت الشركات‪ ،‬إال أهنما قد اندرلتا‬
‫مع تطور احمليط االجتماعي واالقتصادي للشركة لتكونا أسلوبا ومنهجا عصريا للتسيَت‪ ،‬يعرف باالسم اإلصلليزي‬
‫منارتنت‪ ،‬وإن كان ىذا التعبَت ينصرف إىل كل ما يتعلق بتسيَت الشركة‪ ،‬يعود السبب حسب مزعاش إىل ىيمنة‬

‫‪ -1‬كمال أيت منصور‪ ،‬عقد التسيَت‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪205‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫االقتصاد األمريكي على االقتصاد العادلي‪ ،‬فادلنارتنت ال يكتفي بالتسيَت العادي الكالسيكي للشركة‪ ،‬بل حيدد‬
‫إسًتاتيجية على ادلدى البعيد يف عامل تسوده ادلنافسة الشرسة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ التسيير‬
‫وىي األسس اليت جيب أن يوظفها كل مسَت يف أعمالو ويستخدمها مهما يكن موقعو وختصصو يف ادلنشأة‬
‫اإلدارية‪ ،‬الرتباطها الوثيق بادلرحلة التسيَتية ويقوم عليها علم التسيَت بصفة عامة‪ ،‬إذ دتثل تلك ادلراحل اليت تفرض‬
‫على ادلسَت عند اختاذ أي قرار احًتامها وترتيبها لكي يصل إىل اذلدف ادلراد حتقيقو‪.‬‬
‫وهبذا ادلعٌت تشكل حلقات متصلة ال ديكن الفصل بينها الرتباطها الوثيق ببعضها البعض‪ ،‬وقبل اإلحاطة هبذا‬
‫العنصر نشَت إىل أن فقهاء اإلدارة والتسيَت تباينت توظيفاهتم ذلذه ادلبادئ‪ ،‬فهناك من يعتربىا من وظائف التسيَت‬
‫ويستعملها هبذا ادلفهوم‪ ،‬وفريق آخر يعتربىا من مبادئ التسيَت‪ ،‬والرأي الذي جيمع بينها فإهنا أقرب إىل ادلبادئ منها‬
‫إىل الوظائف‪ ،‬ألهنا مرتكزات على مسَت يعتمد ادلنهج العلمي يف التسيَت‪ ،‬مهما يكن موقعو أو ختصصو يف الشركة أو‬
‫ادلؤسسة‪.‬‬
‫ومل يتفق العلماء والباحثون ادلهتمُت بعلم اإلدارة والتسيَت على حتديد واضح دلبادئ التسيَت‪ ،‬فمنهم من يرى‬
‫أهنا تتمثل يف صنع القرار‪ ،‬التخطيط‪ ،‬القيادة والرقابة‪ ،‬وآخرون يلخصوهنا يف التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬توظيف الطاقات‬
‫البشرية‪ ،‬التدريب والتمويل‪ ،‬بينما فريق آخر حيصرىا يف صنع القرارات‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيو والرقابة‪.2‬‬
‫وبالدراسة والتحليل اليت من خالذلا ديكن مزج بعض ادلبادئ مع األخرى‪ ،‬أو يتبُت أن بعضها زلتوى يف األخر‪،‬‬
‫فيمكن القول أن ادلبادئ األساسية ذلذا العلم تتمثل يف‪ :‬التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيو والرقابة‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن صنع‬
‫القرار ىو جوىر وصميم العملية اإلدارية ككل‪ ،‬فال ديكن احلديث عن ادلبادئ بدون قرار متخذ مسبقا‪ ،‬فبعد أن‬
‫يتخذ القرار تأيت بعد ذلك ادلراحل األخرى‪ ،‬سيما اخلطة الالزمة لتنفيذه‪ ،‬واألساليب التنظيمية الالزمة لنجاحو‪،‬‬
‫والتوجيهات الضرورية وبيان كيفية التعامل مع العوائق أثناء ا لتنفيذ‪ ،‬ويف األخَت الرقابة اليت يتم مبقتضاىا التحقق من‬
‫أن األداء يتم حبسب اخلطط واذلدف احملدد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المسير‬


‫يعترب ادلسَت أقوى سالح للتنافس ومصدرا من مصادر ادليزة التنافسية للشركات وادلؤسسات االقتصادية‪ ،‬من‬
‫خالل اختاذ وتطبيق القرارات اإلسًتاتيجية اليت توفر ذلا فرص النجاح والتميز‪ ،‬ومن مث ديكن القول بأن فقدان الشركة‬

‫‪1‬‬
‫‪- ALI MEZAACHE(2000), Les Aspects Théoriques des concept de « GESTION » et de « MANAGEMENT » des‬‬
‫‪Entrepris, Revue IDARA N°21, PP 139, 145.‬‬
‫‪ -2‬صلاة بزايد‪ ،‬التكوين وإسًتاتيجية تسيَت ادلهارات التسيَتية لدى إطارات سوناطراك‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه يف علم النفس العمل والتنظيم‪ ،‬جامعة‬
‫وىران‪ ،‬سانيا‪ ،‬كلية العلوم االجتمايعة‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم الًتبية‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪206‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫للمسَتين ذو كفاءة عالية‪ ،‬أو ضعف أدائهم بسبب عدم فعالية طرق التسيَت ادلعتمدة رغم كفاية ادلوارد ادلالية‪ ،‬يعد‬
‫سببا رئيسيا يف فشل اسًتاتيجياهتا التنافسية‪ ،‬فإسًتاتيجية التميز ال ديكن حتقيقها إال من خالل اإلنتاجات الفكرية‬
‫ادلتمثلة يف اإلبداع وتقدمي منتجات جديدة‪.1‬‬
‫وبالنظر لألمهية اليت يكتسبها منصب ادلسَت يف الشركة وادلؤسسة كما سبق توضيحو‪ ،‬فإن الشخص هبذه‬
‫ادلكانة يستدعي حتديد ىويتو بدقة عن طريق إجياد معايَت واضحة تسهل التعرف عليو‪ ،‬سيما عند إثارة موضوع‬
‫ادلسؤولية اجلزائية خالل تسيَت الشركة أو ادلؤسسة‪ ،‬خاصة إذا ما علمنا أن منصب ادلسَت ال يتعلق بشخص معُت‬
‫بذاتو‪ ،‬بل قد يعٍت بو كثَت من الذين يتولون زمام تسيَت دواليب اإلدارة يف الشركة‪ ،‬وبذلك يعد مفهومو من ادلفاىيم‬
‫اليت أثارت الكثَت من النقاش واخلالف‪.‬‬
‫حاول المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ L1333-2‬إعطاء تعريف للمسير‪ ،‬باعتماد ثالث معايَت أساسية من‬
‫خالذلا تصبغ على الشخص الذي تتوفر فيو صفة ادلسَت وىي‪ :‬السلطة ادلمنوحة لو من خالل توليو دلهام التسيَت‪،‬‬
‫واليت تعطيو إمكانية اختاذ القرارات الالزمة لسَت ادلؤسسة‪ ،‬التمتع بقسط من االستقاللية يف التسيَت اليت دتكنو من‬
‫حتقيق أىداف ادلؤسسة‪ ،‬ويف مقابل ذلك تلقيو أجر ضمن األجور ادلرتفعة يف النظام التعويضي ادلعمول بو يف ىيئتو أو‬
‫مؤسستو‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المسير القانوني‬
‫ىو الشخص الذي يعهد إليو مهام إدارة وتسيَت الشركة وفقا لقانوهنا األساسي‪ ،‬فوفقا للنظام الكالسيكي‬
‫يكون مسَتا الرئيس ادلدير العام‪ ،‬ادلديرين العامُت‪ ،‬ويكون التسيَت رتاعيا‪ ،‬أما يف حالة تصفية الشركة فإن صفة ادلسَت‬
‫القانوين تعهد إىل ادلصفي‪ ،‬والذي بدوره يشرف على أعمال التصفية‪.3‬‬
‫كما ديكن تعريف ادلسَت القانوين بأنو‪ ":‬ىو الذي يتوىل بصفة نظامية مهام اإلدارة أو التدبَت أو التسيَت يف‬
‫الشركة‪ ،‬أي كل األعضاء القانونيُت للشخص ادلعنوي ادلعنيُت بصفة نظامية‪ ،‬والذين تناط هبم مهام تدبَت شؤون‬
‫الشركة"‪.4‬‬

‫‪ -1‬عامر بشَت‪ ،‬االقتصاد ادلعريف يف حتقيق ادليزة التنافسية للبنوك (دراسة حالة اجلزائر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع نقود‪ ،‬مالية وبنوك‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Code de Travail Français: télécharger sous forme de PDF, de site: https://www.legifrance.gouv.fr, date de‬‬
‫‪ « Sont considérés comme ayant la qualité de cadre dirigeant,‬جاء نص المادة كما يلي‪consultation 15/03/2022 , à 20:30. :‬‬
‫‪les cadres auxquels sont confiées des responsabilités dont l'importance implique, une grande indépendance dans‬‬
‫‪l'organisation de leur emploi du temps, qui sont habilités à prendre des décisions de façon largement autonome, et‬‬
‫‪qui perçoivent une rémunération se situant dans les niveaux les plus élevés des systèmes de rémunération pratiqués‬‬
‫» ‪dans leur Entreprise ou Etablissement‬‬
‫‪ -3‬شيباين نضَتة‪ ،‬ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية‪ ،‬رللة الندوة للدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،1‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪ -4‬عمار مزياين‪ ،‬ادلسؤولية اجلزائرية دلسَتي الشركات‪ ،‬ص‪ ، 7‬نقال عن بوتشيش ثريا‪ ،‬ادلسؤولية ادلدنية واجلنائية للمسَت يف شركة ادلسامهة‪ ،‬جامعة زلمد‬
‫اخلامس كلية احلقوق‪ ،‬الرباط‪ ،2003-2004 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪207‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫تعرف ادلادة ‪ 02‬يف ظل النظام ‪ 05-92‬الصادر عن بنك اجلزائر وادلؤرخ يف ‪ 1992/03/22‬وادلتعلق‬


‫بتحديد الشروط الواجب توافرىا يف األعضاء ادلؤسسُت وادلسَتين‪ :‬بأنو" كل شخص طبيعي يقوم مبهمة اإلدارة يف‬
‫مؤسسة سواء كان مديرا عاما أو مديرا أو إطار يتمتع بسلطة اختاذ القرارات باسم تلك ادلؤسسة"‪.‬‬
‫ويف ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 290-90‬ادلتعلق بالنظام اخلاص بعالقات العمل اخلاصة مبسَتي ادلؤسسات‪ ،‬يف‬
‫ادلادة ‪ 02‬منو تنص على‪ ":‬يعترب مسَت ادلؤسسة قصد تطبيق ىذا ادلرسوم كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬ادلسَت األجَت الرئيسي (ادلدير العام والوكيل أو أي مسَت أجَت رئيسي أخر) ألي شركة ذات رؤوس أموال تربطها‬
‫عالقة عمل جبهاز اإلدارة (رللس اإلدارة أو رللس مراقبة أو أي جهاز إدارة أخر) للشركة ادلذكورة‪.‬‬
‫‪-‬إطارات ادلديرية الذين يساعدون ادلسَت األجَت الرئيسي للشركة ادلذكورة"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسير الفعلي‬
‫يعرف ادلسَت الفعلي بأنو ذلك الشخص ادلمارس دلهام اإلدارة والتسيَت دون سند قانوين‪ ،‬فقد يتخذ صفة ادلسَت‬
‫الفعلي أحد الشركاء أو صفة مؤسسة مالية أو حىت الدولة ديكن أن تتخذ صفة ادلسَت الفعلي‪ ،‬بفعل ادلساعدات‬
‫ادلالية‪ ،‬كما قد يتخذ صفة ادلسَت الفعلي مندوب احلسابات حبكم معرفتو بسياسة التسيَت‪ ،‬وإحاطتو بكل الوسائل‬
‫ادلادية والبشرية يف الشركة‪.1‬‬
‫كما أن المشرع الجزائري اعًتف بادلسَت الفعلي عرضيا يف أحكام ادلادة ‪ 843‬من القانون التجاري اجلزائري‬
‫يف القسم السابع ادلتعلق بادلخالفات النوعية ادلتعلقة بشركات ادلسامهة"… كل شخص قام مباشرة أو بواسطة‬
‫شخص مبمارسة مديرية تلك الشركات أو إدارهتا يف ظل زلل أو مكان نائبهم"‪.2‬‬
‫وعلى ادلستوى العملي يف فرنسا يستعمل مصطلح رجل قش ‪ homme de paille‬عوض ادلسخر أو‬
‫ادلستًت‪ ،3‬أما يف القانون اإلصلليزي يطلق عليو مدير الظل‪.‬‬
‫قد تتعدد األسباب اليت جتعل من األشخاص يسَتون الشركة فعليا فقد يتخذوهنا كغطاء للشخص الذي ال‬
‫يريد الظهور أمام دائنيو‪ ،‬أو أن يكون ادلمنوعُت من شلارسة التجارة‪ ،‬ذلك باستعمال اسم مستعار مثال‪ ،‬أو يكون‬
‫أجنبيا غَت أىال للتسيَت شركة بسبب سوابقو القضائية‪ ،‬أو عدم رغبتو يف حتمل أخطار التسيَت والتهرب من‬
‫ادلسؤولية‪.4‬‬

‫‪ -1‬شيباين نضَتة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.229 228‬‬


‫‪ -2‬أنظر ادلادة ‪ 843‬من األمر رقم ‪ 59-75‬ادلتضمن القانون التجاري ادلعدل وادلتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬قيسي سامية‪ ،‬وزروق يوسف‪ ،‬ادلسؤولية اجلنائية يف جرائم الشركات التجارية‪ ،‬اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬رللد ‪ ،10‬عدد ‪ ،4‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ،2018 ،‬ص‪.814‬‬
‫‪ -4‬عمار مزياين‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪208‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫وللحد من سوء استغالل تسيَت الشركة عملت التشريعات على ادلساواة يف حتمل ادلسؤولية بُت ادلسَت الفعلي‬
‫وادلسَت القانوين‪ ،‬وذلك بتطبيق نفس األحكام القانونية اخلاصة مبسؤولية ادلسَت القانوين‪ ،‬على ادلسَت الفعلي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم المسير في ظل قانون ‪63/60‬‬
‫لقد كرست ادلادة ‪ 2‬من ق‪.‬و‪.‬ف‪.‬م مفهوم ادلسَت والذي يندرج ضمن مصطلح ادلوظف العمومي‪ ،‬وعرفو‬
‫بأنو "كل شخص يتوىل ولو مؤقتا وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ويساىم هبذه الصفة يف خدمة ىيئة عمومية أو‬
‫أية مؤسسة أخرى دتلك الدولة بعض رأمساذلا أو أية مؤسسة تقدم خدمة عمومية"‪.‬‬
‫حيث أنو مبوجب ىذه ادلادة فقد أقر ادلشرع صراحة خضوع ادلؤسسات العمومية االقتصادية ألحكام ىذا‬
‫القانون‪ ،‬ومن ذتة خضوع مسَتىا ألحكام ق‪.‬و‪.‬ف‪.‬م‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رفع التجريم عن عمل التسيير في ظل سياسة الحد من العقاب‬


‫تدخل ادلشرع اجلزائري والتشريعات ادلقارنة حلماية رلال األعمال‪ ،‬بتجرديو عمل التسيَت دلا حيملو القطاع‬
‫االقتصادي من دور فعال‪ ،‬وبالنتيجة سبب ىذا التجرمي القضاء على روح ادلبادرة لدى ادلسَتين أثناء قيامهم بأعمال‬
‫التسيَت‪ ،‬لتخوفهم من العقوبات اليت قد تسلط عليهم جراء وقوعهم يف أخطاء‪.‬‬
‫فتبٌت ادلشرع مشروع رفع التجرمي عن عمل التسيَت‪ ،‬دلسايرة األوضاع االقتصادية‪ ،‬وجعل التخفيف من حدة التجرمي يف‬
‫رلال عمل التسيَت مرىونا بتحقيق أىداف معينة‪ ،‬وذلك بغية مواكبتو دلستجدات السياسة اجلنائية ادلعاصرة‪ ،‬والواقع‬
‫االقتصادي ادلتطور‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم رفع التجريم عن عمل التسيير‬


‫تتجو السياسة اجلنائية ادلعاصرة إىل احلد من ادلغاالة يف العقاب اجلنائي السيما يف رلال قانون األعمال‪ ،‬وىو‬
‫نفس االجتاه الذي تبناه الفقو احلديث بانتقاداتو ألسلوب اإلفراط يف التجرمي‪ ،‬وتشديد العقوبات اجلزائية‪ ،‬دلا ديثلو من‬
‫انعكاس سليب على جذب االستثمارات‪ ،‬وتطوير النشاط االقتصادي‪ ،‬لذلك اقتضت الضرورة تطوير عدة بدائل‬
‫للعقاب اجلنائي يف جترمي بعض األفعال‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المقصود برفع التجريم‬
‫أطلق على رفع التجرمي تسمية احلد من التجرمي مبعٌت إزالة التجرمي‪ ،‬ويعد مبثابة استثناء من قاعدة التجرمي‪،‬‬
‫وعمليا فإن احلد من التجرمي يعد من أحدث ادلصطلحات القانونية ادلبتكرة يف ضوء السياسة اجلنائية ادلعاصرة‪ ،‬والذي‬

‫‪229‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫جيري استخدامو وفق دالالت معان سلتلفة‪ ،1‬فهو ينصرف يف داللتو مثلما يستخلص من تسميتو‪ ،‬حبيث يشَت إىل رفع‬
‫احلظر الذي يفرضو قانون العقوبات بواسطة التجرمي على فعل معُت‪.2‬‬
‫لذلك يعرب األستاذ "‪ " REALE‬عن احلد من التجرمي بأنو‪" :‬رفع أو إزالة الصفة اإلجرامية لفعل كان رلرما يف‬
‫السابق‪ ،‬ومهما يكن فإننا نشاىد جتاوبا نسبيا للمشرع اجلزائري مع ىذا ادلبدأ خالفا للتشريعات ادلقارنة‪ ،‬ذلذا السبب‬
‫أصبح احلد من التجرمي من ادلواضيع اليت تزال تشغل بال ادلشرع اجلزائري السيما يف رلال عمل التسيَت‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريع من رفع التجريم عن عمل التسيير‬
‫أوال‪ :‬مبدأ رفع التجريم في التشريع الفرنسي‪:‬‬
‫لقد ذىب ادلشرع الفرنسي إىل اجتاه مغاير إذ مل يكًتث يف ىذا الصدد جململ اآلراء الفقهية اليت نادت بضرورة‬
‫التمييز بُت سياسة احلد من التجرمي والعقاب وخاصة بعد تدخل اللجنة األوربية للمشكالت اجلنائية يف سنة ‪1980‬‬
‫واليت حسمت اجلدال الفقهي والقول أنو ىناك اختالف بُت السياستُت وأخذه بفكرة توحيد السياستُت‪.‬‬
‫يعود إرساء مبادئ وأحكام سياسة رفع التجرمي يف قانون األعمال إىل تقرير " ‪Jean-Marie‬‬
‫‪ ،3"Coulon‬الذي أعده مبناسبة إعداده دلشروع قانون رفع التجرمي ليتم بعده ادلصادقة عليو وجتسيده يف سلتلف‬
‫فروع القانون وخاصة يف رلال تسيَت وإدارة الشركات التجارية وىو ما مت مبوجب قانون ‪ 22‬مارس ‪.42012‬‬
‫فرفع التجرمي كان مكرسا بصورة ضمنية غَت واضحة‪ ،‬وقد مر بعدة مراحل تشريعية نوجزىا يف ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬األمر الصادر بتاريخ ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1986‬يف قانون ادلنافسة تضمن رفع التجرمي إذ مت إلغاء معظم نصوص التجرمي‬
‫حبيث خول سلطة توقيع العقاب إىل جهات إدارية غَت أن ىذا التوجيو مل يكن يف زللو إذ من شأنو فرض عقوبات‬
‫جزائية جديدة‪.5‬‬
‫‪ -‬الضبط االقتصادي اجلديد(‪ 6)NRE‬حبيث مل تكن مهمة إذ ألغت ما يقارب ‪ 20‬مادة قانونية‪ ،‬وهتدف للحد‬
‫من اآلثار السلبية للمشاكل الداخلية والعودلة استنادا إىل متطلبات الشفافية يف ادلعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬األمر ادلؤرخ يف ‪ 25‬مارس ‪ 2004‬يف رلال تبسيط قوانُت وإجراءات الشركات‪ ،‬واألمر ادلؤرخ يف ‪ 25‬جوان‬
‫‪ 2004‬وادلتعلق باألوراق ادلالية فهي األخرى تنطلق من فكرة تقنُت جديد بفرض عقوبات مدنية‪.7‬‬

‫‪ -1‬زلمود طو جالل‪ ،‬أصول التجرمي والعقاب يف ضوء السياسة اجلنائية ادلعاصرة‪ ،‬دراسة يف إسًتاتيجيات استخدام اجلزاء اجلنائي وتأصيل ظاىريت احلد من‬
‫التجرمي والعقاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2005 ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -2‬معيزة رضا‪ ،‬ترشيد السياسة اجلزائية باجلزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اجلنائي والعلوم اجلنائية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،2016 ،1‬‬
‫ص ‪.194‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean-Marie Coulon, La dépénalisation de la vie des affaires, Rapport au garde des Sceaux, ministre de la Justice,‬‬
‫‪collection des rappors officiels, janvier 2008.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Coralie Ambroise-Castérot, droit pénal spécial et des affaires ,4éme édition, gualino, 2014, p362.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Jean-Marie Coulon, op-cit, p12.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Loi n° 2001-420, du 15 mai 2001, relative aux nouvelles régulations économiques.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Jean-Marie coulon, op-cit, p13.‬‬

‫‪220‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ رفع التجريم في التشريع الجزائري‬


‫ظهرت بوادر إقرار وحث ادلشرع اجلزائري على ضرورة األخذ مببدأ رفع التجرمي عن فعل التسيَت من خالل‬
‫حتضَت احلكومة دلشروع قانون رفع التجرمي عن فعل التسيَت سنة ‪.2011‬‬
‫وقد كانت ىاتو اخلطوة زلل ترحيب من جهة ورلل نقد من جهة أخرى نظرا دلا تضمنتو مسودة ادلشروع من‬
‫عدم تضمنها دلواد أو أي نص من النصوص اليت هتدف إىل التجسيد الفعلي ذلذا ادلبدأ‪ ،1‬وقد جاء ىذا ادلشروع من‬
‫منطلق زرع ادلزيد من الثقة يف نفوس اإلطارات ادلسَتة على أال يعٍت ذلك تكريسا لالعقاب‪.2‬‬
‫فمن جانب رجال القانون وادلمارسُت من اجلهات القضائية فلقد حظي ادلشروع بردود فعل إجيابية إذ اعترب أن‬
‫من شأن ىذا األخَت وضع حد حلالة الغموض ا ليت خلفت ضحايا من بُت اإلطارات ادلسَتة كما أن ىذا اإلجراء من‬
‫شأنو أن حيرر النشاط االستثماري‪.‬‬
‫ىذا اإلجراء جاء وفقا دلا ديليو نظام اقتصاد السوق أين يتطلب تسيَت ادلؤسسة من قبل مسَتين يتمتعون بروح‬
‫ادلبادرة وادلخاطرة ادلعقولة‪.‬‬
‫إال أن ادلشرع وحلد الساعة مل يتم ا لفصل وبوضوح تام رفع التجرمي عن عمل التسيَت‪ ،‬ولعل ذلك راجع إىل أن‬
‫القانون مل ينص على جردية أعمال التسيَت‪ ،‬ومن جهة أخرى طبيعة ىذه األعمال اليت تعترب أنشطة غَت رلرمة‪،‬‬
‫وبالتايل اإلشكال القانوين يثار يف تفسَت مصطلح أعمال التسيَت واليت قمنا بالتطرق ذلا يف البداية‪.‬‬
‫وبُت تضارب ادلصطلحات وكيفية تكييف األفعال زلل التجرمي‪ ،‬يستوجب اللجوء إىل االعتماد على سياسة‬
‫وقائية أكثر عما ىي قمعية‪ ،‬وذلك بتفعيل اآلليات الرقابية يف ادلؤسسات والشركات لتفادي الوقوع يف الغلط‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر رفع التجريم عن عمل التسيير‬


‫يهدف ادلشرع اجلزائري والتشريعات ادلقارنة من خالل رفع التجرمي عن فعل التسيَت داخل الشركات‬
‫وادلؤسسات االقتصادية إىل التوفيق بُت ادلصلحة العامة حلماية السياسة االقتصادية للدول‪ ،‬وتوفَت زتاية خاصة‬
‫للمسَتين لتأدية عملهم ومهامهم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬توفير الحماية للمسيرين‬
‫ي عترب رفع التجرمي عن فعل التسيَت اخلطأ ىو إعطاء للمسَت ضمانات أكثر‪ ،‬وجعلو يعمل دون ضغط أو‬
‫خوف من اخلطأ الذي يرتب عليو ادلسؤولية اجلزائية‪ ،‬وىذا ما كشف عليو ادلشاركون يف فعاليات ادللتقى الدويل حول‬

‫‪ -1‬مقال منشور جبريدة ادلساء اجلزائرية بتاريخ ‪ 2011/05/31‬حول مشروع قانون رفع التجرمي عن فعل التسيَت‪.‬‬
‫‪ -2‬جت سيدا دلا جاءت بو كلمة رئيس اجلمهورية السابق للجهورية اجلزائرية عبد العزيز بوتفليقة" إنٍت أدعو اإلطارات وادلسَتين العموميُت إىل النهوض مبهامهم‬
‫ويف كنف الطمأنينة واضعُت ثقتهم يف الدولة اليت خيدموهنا ويف العدالة ادلستقلة" واليت ألفاىا مبناسبة مسودة ادلشروع‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫ىذا ادلوضوع‪ ،‬وادلنعقد بأرزيو يوم التاسع من شهر مايو لسنة ‪ ، 20111‬ذلك أن استشعار ادلدير بالتهديد اجلزائي‬
‫بسبب األخطاء اليت يرتكبها يف عمل التسيَت ينعكس سلبا على أدائو‪.‬‬
‫ومن ادلسلم بو أن توفَت مناخ مالئم للمسَتين‪ ،‬وتشجيع روح ادلبادرة لديهم‪ ،‬حيقق التنمية االقتصادية‬
‫والنهوض باقتصاد الدولة‪ ،‬ويساىم كذلك على فعالية احلكم الرشيد‪ ،‬الذي ديثل بدوره رلموع ادلبادئ والقواعد‬
‫األساسية ادلوجهة إلعانة ادلسَتين يف رلال إلزام التسيَت بطريقة شفافة‪ ،‬وبناءا على أساس قاعدة واضحة وغَت مشكوك‬
‫فيها من طرف كل الشركاء‪ ،‬وىو كذلك من واقع أفعال التسيَت اليت أصبحت من ادلتطلبات األساسية يف كل ادلناحي‬
‫االقتصادية‪ ، 2‬غَت أن ىذه احلصانات إن كانت تعفي من ادلسؤولية اجلزائية‪ ،‬فإنو ال جيب أن تعفي من ادلسؤولية‬
‫التأديبية يف حالة اإلضرار بادلؤسسة‪ ،‬وىو نفس ادلسعى والتوجو الذي ينادي بو رؤساء الشركات وادلؤسسات‬
‫االقتصادية يف اآلونة األخَتة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬توفير الحماية لالقتصاد الوطني‬
‫يعترب ركود النشاط االقتصادي وكبح سَت ادلشاريع االقتصادية من الدوافع اليت أدت إىل وضع مشروع رفع‬
‫التجرمي عن عمل التسيَت‪ ،‬وذلك نتيجة لتجرمي ىذا األخَت‪ ،‬والذي راح ضحيتو عديد من اإلطارات ادلسَتة‪ ،‬فتجرمي‬
‫عمل التسيَت ال يشجع على روح ادلبادرة‪ ،‬شلا ين شأ معو التحفظ واخلوف من العقاب‪ ،‬كما ينعكس سلبا على‬
‫االستثمار السيما األجنيب‪ ،‬ويقيد النشاط االقتصادي‪ ،‬لذلك أصبحت نظرة ادلسَت إىل القانون الذي جيرم تلك‬
‫األعمال بسبب اخلطأ خطرا عليو شلا يدفعو إىل عدم ادلغامرة‪.3‬‬
‫وقصد زتاية االقتصاد الوطٍت‪ ،‬كان لزاما على ادلشرع حتديد اجلرائم اليت يرتكبها ادلسَت أثناء قيامو بعمل‬
‫التسيَت‪ ،‬ألن مصطلح جترمي عمل التسيَت حبد ذاتو واعتباره جبردية ليس يف زللو‪ ،‬السيما أن اإلمهال صورة من صور‬
‫اخلطأ الغَت العمدي‪ ،‬فهو قد يكون أقل ضررا من اخلطأ العمدي‪ ،‬لذلك البد من ادلرونة يف جترديو‪ ،‬على أساس أن‬
‫اإلفراط يف التجرمي قيد حيول القانون اجلزائي إىل قانون الرعب‪ ،‬لذلك دعى منتدى رؤساء ادلؤسسات االقتصادية جبوان‬
‫‪ ، 2015‬إلغاء جترمي أعمال وأخطاء التسيَت عمليا‪ ،‬كون تسيَت ادلؤسسات االقتصادية يتطلب مسَتين يتمتعون بروح‬
‫ادلبادرة‪ ،‬وادلخاطرة ادلعقولة اليت قد ينجر من ورائها ضرر‪ ،‬وعليو العقاب اجلنائي على ىذا الضرر يضعف ادلؤسسة‬
‫وجيعلها غَت فعالة‪ ،4‬ذلذا جيب االحتكام باجلزاءات اإلدارية أو ادلالية‪.‬‬

‫‪ -1‬حجوط فريد‪ ،‬ادلسؤولية اجلزائية دلسَتي ادلؤسسات‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف القانون اجلنائي والعلوم اجلنائية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،1‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -2‬األخضر عزي‪ ،‬ادلؤدتر األول حول"حوكمة الشركات ودورىا يف اإلصالح االقتصادي" مداخلة بعنوان فعالية احلكم الراشد احلوكمة يف تفعيل خوصصة‬
‫الشركات‪ ،‬إشارة إىل واقع اخلوصصة يف اجلزائر‪ ،2008 ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -3‬حجوط فريد‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -4‬إلغاء جترمي عمليات وأخطاء التسيَت‪ ،‬مسامهة من منتدى رؤساء ادلؤسسات‪ ،‬من أجل انبعاث االقتصاد اجلزائري‪ ،‬جوان ‪ ،2015‬ص‪.09‬‬

‫‪222‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعترب ادلسَت ىو أساس إدارة الشركة وادلؤسسة‪ ،‬فأي تسيَت غَت قانوين أو رلرم قد يؤدي بو للمسائلة اجلزائية‪ ،‬وىي‬
‫الوسيلة الوحيدة اليت بإمكاهنا ردعهم‪ ،‬إال أن ىذه السياسة انعكست على أداء ادلسَت داخل الشركة وادلؤسسة وقتلت‬
‫روح ادلبادرة‪ ،‬وجتبهم ادلغامرة يف أعمال التسيَت‪ ،‬شلا جعل ادلشرع اجلزائري والتشريعات ادلقارنة إىل تبٍت مبدأ رفع التجرمي‬
‫عن عمل التسيَت‪ ،‬والذي يعترب إشارة قوية يف التقدم ضلو االجتاه الصحيح أين جيعل ادلسَت يدير شؤون الشركة‬
‫وادلؤسسة دون أي ضغط أو ختوف من طرف ادلسَت يف رلال عملو‪.‬‬
‫ويف األخَت توصلنا إىل رلموعة من نتائج وتوصيات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -1‬عزوف ادلستثمرين بسبب التدخل اجلنائي يف اجملال الصناعي واألعمال شلا جيعلهم معرضُت للمسائلة‬
‫اجلزائية وينعكس ذلك سلبا على التنمية وادلبادرة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرا ألمهية عملية التسيَت فقد أحاطها ادلشرع مبجموعة من الشروط لعضوية رللس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -3‬رغبة ادلشرع يف حتقيق التوازن بُت زتاية ادلال العام يف الوقت الذي تتعدد فيو العوامل ادلسببة يف اإلضرار‬
‫بو‪ ،‬يف ظل اإلمهال يف التسيَت‪.‬‬
‫‪ -4‬اآلثار السلبية اليت حلقت ادلسَت من جترمي عمل التسيَت دفعت بادلشرع إىل إعادة النظر يف ادلنظومة العقابية‬
‫وتكييف تشريعاهتا مبا يتماشى مع التطورات االقتصادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات‪:‬‬
‫‪ -1‬وضع تدابَت وقائية قصد زتاية ادلسَت ومنعو من الوقوع يف أخطاء يًتتب عنها جردية‪.‬‬
‫‪ -2‬العقالنية يف جترمي بعض األفعال ضد ادلسَت قصد احملافظة على أموال الشركات وادلؤسسات االقتصادية من‬
‫سلتلف اجلرائم‪.‬‬
‫حتيُت النصوص القانونية لسد النقص الذي تعًتيو قصد منع التجاوزات فيو‪ ،‬مع استبدال رفع التجرمي عن أعمال‬
‫التسيَت بتغليظ الغرامات ادلالية لقمع ادلسَتين وضمان اسًتجاع األموال‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ -‬القائمة باللغة العربية‪:‬‬

‫‪223‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
‫اجمللد ‪ 98‬العدد ‪90‬جانفي ‪--------------------------------------------------------0902‬ص ص‪336-324:‬‬

‫‪ -I‬قائمة المصادر‪:‬‬
‫أ‪-‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 59-75‬ادلتضمن القانون التجاري ادلعدل وادلتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ ،02-15‬ادلؤرخ يف ‪ 07‬شوال ‪ 1436‬ادلوافق ل‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬يعدل ويتمم األمر ‪-66‬‬
‫‪ ،155‬ادلؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬ادلوافق ل ‪ 8‬يوليو ‪ ،1966‬ادلتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪.2015 ،40‬‬
‫‪ -ll‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬شيباين نضَتة‪ ،‬ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية‪ ،‬رللة الندوة للدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪،2013 ،1‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬عمار مزياين‪ ،،‬ص‪ ، 7‬نقال عن بوتشيش ثريا‪ ،‬ادلسؤولية ادلدنية واجلنائية للمسَت يف شركة ادلسامهة‪ ،‬جامعة‬
‫زلمد اخلامس كلية احلقوق‪ ،‬الرباط‪.2003-2004 ،‬‬
‫‪ -3‬كمال أيت منصور‪ ،‬عقد التسيَت‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -4‬زلمود طو جالل‪ ،‬أصول التجرمي والعقاب يف ضوء السياسة اجلنائية ادلعاصرة‪ ،‬دراسة يف إسًتاتيجيات‬
‫استخدام اجلزاء اجلنائي وتأصيل ظاىريت احلد من التجرمي والعقاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪ -1‬حج وط فريد‪ ،‬ادلسؤولية اجلزائية دلسَتي ادلؤسسات‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف القانون اجلنائي والعلوم‬
‫اجلنائية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2014 ،1‬‬
‫‪ -2‬عامر بشَت‪ ،‬االقتصاد ادلعريف يف حتقيق ادليزة التنافسية للبنوك (دراسة حالة اجلزائر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم‬
‫االق تصادية‪ ،‬فرع نقود‪ ،‬مالية وبنوك‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيَت‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ -3‬معيزة رضا‪ ،‬ترشيد السياسة اجلزائية باجلزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اجلنائي والعلوم اجلنائية‪،‬‬
‫كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2016 ،1‬‬
‫‪ -4‬صلاة بزايد‪ ،‬التكوين وإسًتاتيجية تسيَت ادلهارات التسيَتية لدى إطارات سوناطراك‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫يف علم النفس العمل والتنظيم‪ ،‬جامعة وىران‪ ،‬سانيا‪ ،‬كلية العلوم االجتمايعة‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم الًتبية‪،‬‬
‫‪ ،2011/2010‬ص ‪.20‬‬

‫‪224‬‬
‫جملة الدراسات القانونية والسياسية‬
336-324:‫ص ص‬--------------------------------------------------------0902 ‫جانفي‬90 ‫ العدد‬98 ‫اجمللد‬

:‫ المقاالت‬-‫ت‬
‫ اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية‬،‫ ادلسؤولية اجلنائية يف جرائم الشركات التجارية‬،‫ وزروق يوسف‬،‫ قيسي سامية‬-1
.2018 ،‫ جامعة تلمسان‬،4 ‫ عدد‬،10 ‫ رللد‬،‫واالجتماعية‬
.‫ اجلزائر‬،2013 ،1 ‫ العدد‬،‫ رللة الندوة للدراسات القانونية‬،‫ ىوية ادلسَت يف ظل الشركة التجارية‬،‫ شيباين نضَتة‬-2
.‫ حول مشروع قانون رفع التجرمي عن فعل التسيَت‬2011/05/31 ‫ مقال منشور جبريدة ادلساء اجلزائرية بتاريخ‬-3
:‫ القائمة باللغة بالفرنسية‬-‫ثانيا‬
1- Loi n° 2001-420, du 15 mai 2001, relative aux nouvelles régulations
économiques.
2- Code de Travail Français: télécharger sous forme de PDF, de site:
https://www.legifrance.gouv.fr, date de consultation
3- ALI MEZAACHE(2000), Les Aspects Théoriques des concept de
« GESTION » et de « MANAGEMENT » des Entrepris, Revue IDARA N°21
4- Coralie Ambroise-Castérot, droit pénal spécial et des affaires ,4éme édition,
gualino, 2014.
Jean-Marie Coulon, La dépénalisation de la vie des affaires, Rapport au garde des
Sceaux, ministre de la Justice, collection des rappors officiels, janvier 2008.

225

You might also like