You are on page 1of 11

‫إختيار المحور‬

‫‪‬‬ ‫كلمة الموقع‬


‫‪‬‬ ‫المستجدات‬
‫‪‬‬ ‫وجهة نظر‬
‫‪‬‬ ‫مقاالت علمية‬

‫قانون ‪ 31.08‬والقواعد العامة‪ :‬أي تأثير؟‬


‫‪MarocDroit.com‬‬

‫من إنجاز الباحثين محمد اشهيهب وأيوب العثماني‬

‫مقدمة‬

‫إن حماية المستهلك أصبحت مسألة ضرورية لما عرفته المعامالت اإلقتصادية والتكنولوجيات من تطور خاصة وأن المستهلك‬
‫يعتبر الحلقة األساسية في تحريك عجلة التنمية اإلقتصادية وذلك من خالل العقود التي يبرمها لسد حاجياته‪ ،‬الشيء الذي لم‬
‫تعد الشريعة العامة قادرة على احتوائه‪ ،‬لعلة أن فلسفة ق‪.‬ل‪.‬ع تقوم على مبدأ سلطان اإلرادة الذي يمنح لألطراف الحرية‬
‫الكاملة في التعاقد وتضمين عقودهم ما شاءوا من الشروط والبنود‪ ،‬على اعتبار أنهم على نفس الدرجة من القوة والتجربة‪.‬‬
‫إذا كان المشرع قد وعى بأن فترة إصدار ق‪.‬ل‪.‬ع والظروف المحيطة به آنذاك لم يعد لها أساس متينا وحصن حصين لحماية‬
‫المستهلك فإنه سارع إلى إصدار قانون ‪ 31.08‬المتعلق بتدابير حماية المستهلك بدل االعتماد على نصوص متفرقة سواء في‬
‫القانون الجنائي‪ ،‬القانون التجاري أو قانون االلتزامات والعقود ‪....‬‬
‫ومن هنا تتجلى أهمية الموضوع في المقاربة القانونية بين قواعد حماية المستهلك و المبادئ العامة لقانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬وذلك لظهور عقود جديدة ومستحدثة لم يكن لها وجود إبان إصدار قانون االلتزامات والعقود أسفرت عن وجود‬
‫طرفين أحدهما قوي له من اإلمكانيات ما يسمح بتطويع مفاصيل العقد لصالحه واآلخر ضعيف – المستهلك ‪ -‬ال حول وال قوة‬
‫له سوى قبول التعاقد أو العدول عن ذلك‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن طرح إشكالية أساسية متجسدة في مدى تأثير قانون ‪ 08.31‬على قانون االلتزامات والعقود ؟‬
‫وهل النظريات العامة لق‪.‬ل‪.‬ع كفيلة بتحقيق التوازن العقدي بشكل من شأنه حماية المستهلك؟ أم أن هذه النظريات قاصرة عن‬
‫ذلك ؟‬
‫لمعالجة هذه اإلشكاليات وغيرها آثرنا أن نعتمد التقسيم التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تأثير قانون حماية المستهلك على القواعد العامة لإللتزامات والعقود‬
‫المبحث الثاني ‪: :‬مدى حماية المستهلك من خالل احكام اإللتزامات على ضوء قانون ‪ 31.08‬وق‪ .‬ل‪.‬ع‬

‫المبحث األول ‪ :‬تأثير قانون حماية المستهلك على القواعد العامة لإللتزامات والعقود‬
‫يتطلب الحديث عن حماية المستهلك في قانون االلتزامات والعقود البحث في نظرياته عن مدى استجابتها لحماية الطرف‬
‫الضعيف في العالقة التعاقدية وذلك ما سنعمل عليه من خالل التطرق في مطلب أول إلى ‪ -‬مبدأ سلطان اإلرادة بين ق ل ع‬
‫وحماية المستهلك‪ -‬على أن نعرج في مطلب ثان للحديث عن تأثير قانون ‪ 31.08‬على عيوب اإلرادة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ سلطان اإلرادة بين ق ل ع وحماية المستهلك‬


‫إذا كان كل التزام عقدي يقوم مقام القانون بالنسبة لطرفيه شريطة أن يكون صحيحا (حسب المادة ‪ 230‬من ق ل ع )هذا يعني‬
‫أن ما انشأته إرادتين ال يموت و ال يعدل إال بتلك اإلرادتين‪ ،‬وهو ما يصطلح بمبدأ سلطان اإلرادة‪،‬هذا األخير الذي تنطوي تحت‬
‫لوائه مجموعة من المبادئ األخرى المعبرة عن سيادة و سمو اإلرادة و لعل من أمثلة هذه المبادئ مبدأ العقد شريعة‬
‫المتعاقدين (فقرة أولى )باإلضافة إلى مبدأ القوة الملزمة للعقد (فقرة ثانية )كما يجب أال ننسى أن العقد في ظل هذه المبادئ ال‬
‫يلزم إال طرفيه (الفقرة الثالثة )كل هذه المبادئ تأثرت نوعا ما بمجيء قانون ‪ 08-31‬المتعلق بحماية المستهلك كيف ذلك؟‬

‫فقرة أولى‪:‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‬

‫إذا كان العقد هو توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني ‪ ،‬فهذا يعني أن أطرافه قد تفاوضت ‪،‬حول مضامينه مسبقا قبل‬
‫تضمينها فيه‪ ،‬وهو ما يعني وجود نوع من التوازن العقدي بين أطرف العقد‪ ،‬و هو ما نجد القضاء يسعى إلى تكريسه كلما‬
‫أتيحت له الفرصة فقد قررت محكمة االستئناف التجارية بفاس في قرار لها مايلي "العقد شريعة المتعاقدين و منه فإن كال‬
‫[‪]1‬‬

‫منهم ملزم ما تم االتفاق عليه في حدود التزام كال منهم تحت طائلة شروط العقد الجزائية"‪ ،‬لكن التطورات االقتصادية و‬
‫التكنولوجية أبت إال أن تفرز لنا أطراف عالقة متفاوتة في المراكز القانونية‪ ،‬طرف المستهلك غالبا ما يكون تحت رحمة‬
‫طرف القوي يملك السلطة و القدرة على تطويع مفاصيل العقود‪ ،‬الشيء الذي يجعل الطرف الضعيف المقبل على التعاقد‬
‫مغلوب على أمره‪ ،‬وهو ما يجعل من الحديث عن سموا مبدأ العقد شريعة المتعاقدين مجرد كلمات منقوشة على أوراق ال تجد‬
‫لها مكانا في الواقع العملي‪ ،‬هذا كله جعل من ضرورة تدخل المشرع و لو على حساب مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫هذا التدخل جاء عبر عدة مقتضيات من خالل قانون حماية المستهلك حيث فرض مجموعة من البيانات التي يجب أن يتضمنها‬
‫العقد الشيء الذي جعل المبدأ األخير يتأثر وقد يصبح مستقبال يحمل تسمية العقد شريعة المتعاقدين تحت مراقبة المشرع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ القوة الملزمة للعقد‬

‫إذا كان عموما مبدأ القوة الملزمة للعقد يعني العقد الذي أبرم بين طرفين يعتبر بمثابة قانون ينظم عالقتهما‪ ،‬و بما أنه ال يجوز‬
‫التحلل من التزام يفرضه القانون فكذلك ال يجوز تحلل من التزام أنشأته إرادة حرة ‪.‬‬
‫[‪]2‬‬

‫و هذه القوة الملزمة للعقد تمنع أي تدخل خارجي من أي شخص أخر غير األطراف‪ ،‬بمن فيهم تدخل المشرع إلضافة التزام أو‬
‫إنقاصه‪ ،‬واستنادا إلى ذلك فإن المستهلك متى أبرم عقدا للحصول على السلعة أو خدمة استهالكية معينة‪ ،‬إنما يلتزم بذلك العقد‬
‫و بتنفيذه أيا كانت الظروف‪ ،‬حتى ولو كانت السلعة أو الخدمة ال تفي بالغرض الذي يسعى إليه أو ال تفيده أصال‪.‬‬
‫و هو ما يجعنا نتساءل والوضعية هاته عن‪ :‬كيف للمستهلك كفرد عادي غالبا ما ال يتوفر على القدرة الفنية والقانونية والوقت‬
‫الكافي للتفكير في جميع ما يبرمه من عقود وصفقات لالستهالك؟ أم يكن من االرحم به منحه حق العدول عن تنفيذ العقد في‬
‫حاالت معينة؟‬
‫هكذا ومن باب محاولة إعادة التوازن ألطراف العالقة العقدية تدخل المشرع عبر قانون حماية المستهلك مؤثرا على مبدأ القوة‬
‫و أقر له الحق في الرجوع كلما قدر أن الخدمة أو السلعة التي تعاقد من أجلها ال تفي بالغرض المطلوب‪.‬‬
‫[‪]3‬‬
‫الملزمة للعقد‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ النسبية أثار العقد‬

‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 228‬من ق ل ع نجده يقرر أن أثار العقد ال تنسحب إال على أطرافه بمعنى أن األطراف هم من ينتفعون أو‬
‫يضرون بآثار العقد و أن هذه اآلثار ال تضر وال تنفع الغير بشيء إال في الحاالت المذكورة في القانون‪ ،‬وهو ما يجعل من العقد‬
‫يكون نسبي في تطبيق أثاره وال يمكن مواجهة األغيار بمقتضياته‪ ،‬بيد أن طبيعة العملية االستهالكية عادة ما تحتمل وجود‬
‫أكثر من طرف مما يحول دون إمكانية تمديد أثر العقد إلى طرف أجنبي تطبيقا لمبدأ نسبية أثار العقد‪ ،‬هذا القول أبان عن‬
‫خطورته وعجزه عن حماية بعض المتدخلين الذين لم يكونوا أطرافا في العقد المبرم ‪.‬‬
‫فمثال لو اشترى زيد جهاز حاسوب من بائع (عمر) فقام أخ زيد باستعمال ذلك الحاسوب فتعرض هذا األخير لالنفجار بسبب‬
‫عيب فيه مما تسبب في أذى ألخ زيد و بالتالي لن يكون بمقدوره الرجوع على البائع على اعتبار أنه أجنبي عن العقد‪ ،‬تطبيقا‬
‫للقواعد العامة ‪.‬‬
‫كل هذا جعل المشرع يتدخل بمقتضيات أكثر حماية تجعلنا نقول أنها أثرت بالفعل على القواعد العامة‪ ،‬لتجاوز عجزها هكذا نجد‬
‫المشرع عبر قانون ‪ 08-31‬يعرف في مادته الثانية المستهلك هو " كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني أو يستعمل ‪ "...‬أي أن‬
‫المشرع وسع من نطاق حماية المستهلك سواء أكان طرفا في العقد أو أجنبيا عنه تمردا على مبدأ نسبية أثار العقود‪.‬‬
‫و بناء عليه يعد هاجس توفير الحماية الضرورية للمستهلك هو ما دفع المشرع إلى سن مقتضيات تتكفل بتحقيق المبتغى‪ ،‬إال‬
‫أنها أثرت بالملموس على المبادئ المقررة في القواعد العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير قانون ‪ 31.08‬على عيوب اإلرادة‬

‫لما كان التراضي ركن من أركان العقد‪ ،‬فقد خصه المشرع بتنظيم مفصل وذلك من خالل عيوب الرضا‪ ،‬التي يجوز ألي متعاقد‬
‫شاب إرادته عيب من هذه العيوب أن يطالب بإبطال العقد‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى تمسك المستهلك بعيوب الرضا‬
‫المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود لتحقيق التوازن العقدي؟‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مدى تأثير الغلط على حماية المستهلك‬
‫غني عن البيان أن الغلط هو وهم يصور للمتعاقد الواقع على غير حقيقته‪ ،‬ويدفعه إلى التعاقد نتيجة لهذا التصور الخاطئ‪،‬‬
‫حيث أن المتعاقد ما كان ليتعاقد لو علم الحقيقة مسبقا أو أنه كان سيتعاقد وفق شروط أخرى غير التي تعاقد بها تحت تأثير‬
‫الغلط[‪.]4‬‬
‫فبالرجوع إلى ق‪.‬ل‪.‬ع نجده ينظم أحكام الغلط في الفصول ‪ 40‬إلى ‪ 45‬حيث أنه ال ينفذ العقد إذا وقع الغلط في ذات المتعاقد أو‬
‫في صفة من صفاته وكانت تلك الصفة السبب الوحيد أو الرئيسي في التعاقد[‪.]5‬‬
‫وأمام ظهور عقود حديثة شديدة التعقيد بل وصعبة على فهم ودراية الشخص العادي[‪ ،]6‬فإنه من السهل توقع ما يحصل بين‬
‫متعاقد مهني محترف وآخر عادي غير متخصص‪ ،‬األول لديه من الخبرة ما يجعله قادر على تطويع مفاصيل العقد لصالحه‪،‬‬
‫والثاني الذي هو المستهلك ال يملك سوى القبول بشروط العقد أو العدول عن إبرامه‪ .‬اإلشكال المطروح في هذا الصدد متجسد‬
‫في مدى إمكانية التمسك بالغلط لتحيق حماية المستهلك؟‬
‫في هذا اإلطار قرر القضاء الفرنسي موقفا متشددا في قبول الدفع بالغلط من قبل شخص محترف على أساس أنه يفترض فيه‬
‫قدر من الحرص لدى المحترف يدفعه إلى الحصول على المعلومات الضرورية التي تجنبه من الوقوع في الغلط‪ ،‬أما إذا تعلق‬
‫األمر بالمستهلك غير المحترف فإن القضاء الفرنسي يبدي تساهال في القبول بالغلط خاصة في مجال عقود اإلذعان[‪.]7‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الغلط كعيب من عيوب اإلرادة يبقى قاصرا عن حماية المستهلك‪ ،‬وتأكيدا لذلك قضت محكمة التمييز‬
‫الفرنسية برفع إبطال عقد شراء جهاز تلفزيون وقع مشتريه في غلط متعلق بالدولة التي أنتج فيها الجهاز[‪.]8‬‬
‫وإذا كانت نظرية الغلط التي اعتد بها المشرع المغربي أبانت عن قصورها في حماية رضا المستهلك‪ ،‬فإن قانون ‪ 31.08‬جاء‬
‫بمقتضى إيجابي يمكن القول معه أنه قادر على حماية المستهلك حيث نص الفصل ‪ 70‬منه على أنه "إذا أبرم في شأن الخدمة‬
‫بعد البيع عقد مستقل وجب على المورد أن يبين كتابة وبوضوح حقوق المستهلك" تجنبا لوقوعه في الغلط‪.‬‬
‫هكذا إذن يتبين أن نظرية الغط وفقا للقواعد العامة تظل محدودة وقاصرة على أن تكون وسيلة ناجعة في تحقيق حماية‬
‫المستهلك خاصة أنه يترتب على إعمال الغلط إبطال العقد في وقت يكون معه المستهلك محتاجا إلى التعاقد للحصول على السلع‬
‫والخدمات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثر الغبن في حماية المستهلك‬


‫إذا كان الفصل ‪ 39‬ق‪.‬ل‪.‬ع المستعرض لعيوب اإلرادة لم يذكر الغبن بل اقتصر على الغلط والتدليس واإلكراه‪ ،‬فإن الفصالن ‪55‬‬
‫و‪ 56‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حصر حاالته في اقترانه بتدليس‪ ،‬وقوع القاصر أو ناقص األهلية ضحيته بشرط زيادة الفرق بين الثمن‬
‫والقيمة الحقيقية للشيء عن الثلث‪.‬‬
‫إن الغاية من التنصيص على نظرية الغبن هي المحافظة على التوازن بين ما يعطيه المتعاقد وما يأخذ الطرف اآلخر‪ ،‬إذ يعتبر‬
‫الغبن آلية قانونية أوجدها المشرع المدني من أجل االعتماد عليها من الطرف المغبون إلعادة التوازن العقدي‪ ،‬إال أن هذا‬
‫الهدف سرعان ما انصهر في نار حمراء أساسها وعقيدتها الفصالن ‪ 55‬و‪ 56‬المحددة لحاالت المطالبة بإبطال العقد نتيجة‬
‫الغبن‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن المستهلك قد يكون ضحية عدم التوازن العقدي فيتعاقد بشروط مجحفة‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكنه‬
‫االستناد على الغبن إلعادة التوازن إلى العقد ما لم يكن قاصرا أو ناقص األهلية أو ضحية تدليس[‪.]9‬‬
‫وجدير بالذكر أن االعتماد على مبدأ سلطان اإلرادة ضيق كثيرا من دائرة الغبن بالمفهوم التقليدي إال أنه ومع تطور الحياة‬
‫االقتصادية وظهور التكنولوجيات الحديثة وما نتج عن ذلك من زعزعة لمبدأ سلطان اإلرادة جعل المشرع يتدخل إلعادة‬
‫التوازن للعقد حماية للطرف الضعيف – المستهلك –‪ ،‬وهذا ما نتج عنه ظهور نظرية جديدة للغبن اصطلح عليها بالغبن‬
‫االستغاللي‪ ،‬فهل تستطيع نظرية الغبن في حلتها الجديدة ولباسها الجديد أن تكون كفيلة بحماية المستهلك؟‬
‫يقصد حسب الفقه بالغبن االستغاللي أن يقدم المتعاقد على استغالل طيش المتعاقد اآلخر أو هواه الجامح أو حاجته الملحة أو‬
‫عدم خبرته أو جهله ويحمله على إبرام تصرف يلحق به غبنا فاحشا‪.‬‬
‫ولما كان المستهلك في الغالب طرفا ضعيفا في العالقة العقدية إذ ال تكون له الخبرة الكافية التي تجعله على بينة بالسلعة أو‬
‫الخدمة المتعاقد بشأنها مما قد يسقطه في غبن فاحش‪ ،‬وأمام غياب نص قانوني لنظرية الغبن االستغاللي فإنه يمكن للمستهلك‬
‫االستناد إلى المادة ‪ ]10[54‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إلبطال العقد الذي يحتوي على الشروط التعسفية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن هذه النظرية تبدو مالئمة لحماية المستهلك‪ ،‬فإن خصوصيتها وشروط إعمالها يحدان من ذلك خاصة تلك‬
‫المتعلقة بصعوبة إثبات استغالل المتعاقد للمستهلك لضعف فيه ناتج عن حاجته أو عدم خبرته[‪...]11‬‬
‫وهكذا ومن خالل مقارنة نظرية الغبن وفق القواعد العامة في حماية المستهلك يتضح أنها عاجزة عن تحقيق الحماية‬
‫المنشودة (المادة ‪ 59‬من قانون ‪.)31.08‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬مدى تأثير التدليس واإلكراه على حماية المستهلك‬


‫التدليس هو إيقاع المتعاقد في غلط يدفعه إلى التعاقد والتدليس ال يجعل العقد قابال لإلبطال إال للغلط الذي يولد في نفس‬
‫المتعاقد[‪.]12‬‬
‫طبقا للقواعد العامة يجب توافر ثالث شروط للمطالبة بإبطال العقد‪:‬‬
‫استعمال المدلس لوسائل احتيالية كالكتمان والكذب وإذا كان المشرع في الفصل ‪ 52‬ق‪.‬ل‪.‬ع نص صراحة على أن الكتمان يعد‬
‫تدليسا‪ ،‬فإنه أغفل اإلشارة إلى الكذب‪ ،‬وهذا على خالف كل من التشريع المدني الفرنسي[‪ ]13‬والمصري[‪ ]14‬اللذين لم ينصا‬
‫على الكتمان كسبب من أسباب التدليس وإنما اشترطا مجرد وسائل احتيالية‪.‬‬
‫وفضال عن استعمال المدلس وسائل احتيالية كشرط مادي‪ ،‬ال بد من توافر الشرط المعنوي المتعلق بتوافر نية التظليل لتحقيق‬
‫الهدف غير المشروع من جانب المدلس‪ ،‬وأن تكون تلك الوسائل دافعة للتعاقد‪.‬‬
‫وعليه فإن الوسائل االحتيالية التي قد يتعرض لها المستهلك متمثلة في اإلعالنات والترويج المبالغ فيه للسلع أو الخدمات التي‬
‫تدفعه إلى التعاقد أو السكون عن بعض عيوبها وفي هذا الصدد ينص الفصل ‪ 21‬من قانون ‪" 31.08‬يمنع كل إشهار يتضمن‬
‫بأي شكل من األشكال ادعاء أو بيانا أو عرضا كاذبا"‪.‬‬
‫وهكذا ال يعتد بالتدليس إال إذا كان حاسما في صدور الرضا من عدمه ونحو ذلك لو عرض موردا سلعة على المستهلك مشيرا‬
‫إلى أنها تحمل عالمة تجارية معروفة على عكس الحقيقة‪ ،‬أو تم اقتناءها من طرف المستهلك ليس على أساس تأكيدات المنتج‬
‫بل لشدة انجذابه للسلعة‪ ،‬فهنا والحالة هاته ال يمكن اعتبار المستهلك ضحية تدليس لكونه لم يتعاقد بفعل احتيال المنتج وإنما‬
‫لشدة إعجابه بالسلعة‪.‬‬
‫اإلشكال الذي يطرح في هذا الصدد هو مدى إمكانية تخويل المستهلك المدلس عليه الصادر من الغير والذي قد يستفيد منه‬
‫المورد من المطالبة بإبطال العقد؟‬
‫يذهب بعض الفقه[‪ ]15‬في هذا اإلطار إلى القول بأن تفضيل مبدأ سلطان اإلرادة يقتضي حتما تخويل المدلس عليه حق طلب‬
‫اإلبطال سواء كان التدليس صادر شخصيا من المتعاقد أو من الغير طالما استفاد المتعاقد اآلخر – الذي هو المورد في مقامنا –‬
‫من تدليس هذا الغير‪ ،‬إال أنه وبترجيح مبدأ استقرار المعامالت فيقتضي حرمان المستهلك ضحية التدليس من حق المطالبة‬
‫باإلبطال‪ ،‬ولن يبقى له سوى الحق في المطالبة بالتعويض من هذا الغير على أساس المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي وفق بين المبدأين وخول للمدلس عليه – المستهلك – طلب إبطال العقد إذا كان المتعاقد اآلخر‬
‫متواطئا مع الغير وكان هذا المتعاقد عالما بهذا التدليس وسكت عن اإلفصاح عنه[‪ ،]16‬هذا فضال عن أن المشرع المدني منح‬
‫للمستهلك الذي مورس عليه تدليس ثانوي (عارض) أي الذي ال يهم جوهر االلتزام بل أحد توابعه مجرد التعويض[‪ .]17‬إذ‬
‫يمكن القول بأن هذا الحكم إذا ما طبقناه على وضعية المستهلك ما كان ليصب في مصلحته لو كان التعويض مقترن بإبطال‬
‫الشرط التعسفي وإعادة التوازن للعقد‪.‬‬

‫اإلكراه وحماية المستهلك‬


‫إذا كان المشرع المدني لم يعط تعريفا لعيوب اإلرادة األخرى‪ ،‬فإنه اختار تعريف اإلكراه وهكذا فقد جاء في الفصل ‪ 46‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫أن "اإلكراه إجبار من غير أن يسمح به القانون يحمل بواسطته شخص شخصا آخر على أن يعمل عمال بدون رضاه"‪.‬‬
‫وعليه فلقيام اإلكراه يجب توافر ثالث شروط‪:‬‬
‫استعمال وسائل للضغط واإلجبار‬ ‫‪‬‬
‫التعاقد تحت الرهبة والخوف الناجمين عن اإلكراه‬ ‫‪‬‬
‫أن يهدف المكره تحقيق غرض غير مشروع[‪.]18‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كنا متفقين منذ البداية على أن هذا العيب قلما يوجد في العقود االستهالكية‪ ،‬إذ يعمل المنتجون على المنافسة في جذب عدد‬
‫أكبر من المستهلكين وتحفيزهم على التعاقد بطرق يرضونها – ودية –‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أن اإلكراه منعدم في عقود‬
‫االستهالك إذ قد يطال المستهلك إكراه عند توقيعه على عقد جاهز واإلكراه هنا ال يكون ناتجا عن الضغط واإلجبار وإنما عن‬
‫حالة الضرورة‪ ،‬ونحو ذلك الشخص الذي يقدم على إبرام عقد استهالك مع شركة لالتصاالت مثال محتكرة في هذا المجال‪ ،‬إذ‬
‫أن المستهلك هنا يكون بين سيف ذو حدين أولهما هاجس إشباع حاجياته‪ ،‬وثانيهما صعوبة التفاوض حول بنود العقد التي ال‬
‫حول وال قوة له إال بقبولها كما هي أو العدول عنها‪ ،‬فهذا إكراه ضمني يواجه به المستهلك‪ ،‬لكن من المستحيل اعتباره من‬
‫قبيل عيوب الرضا طبقا للقواعد العامة‪ .‬في ختام هذا المبحث‪ ،‬يمكن القول بأنه وأمام تطور الحياة االقتصادية واالجتماعية‬
‫وظهور التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬فإن مبدأ سلطان اإلرادة الذي يعتبر العمود الفقري لقانون االلتزامات والعقود ال يخدم مصلحة‬
‫المستهلك الحلقة األضعف في العقد إذ أبان عن قصوره وأعلن أفوله وانتكاصه خاصة عند تضمين األطراف عقودهم ما‬
‫يشاءوا من البنود والتي يحتكر فيها المورد قوته االقتصادية وقدرته على تطويع مفاصيل العقد في ظروف ال يسع للمستهلك‬
‫سوى قبولها أو العدول عنها استنادا إلى مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬هذا فضال عن أن أي عيوب اإلرادة لم تسهم في الحد من ذلك‬
‫التفاوت الصارخ في االلتزامات المتقابلة التي تنتجها بنود العقد‪ ،‬مما يجعل هذه العيوب قاصرة عن حماية المستهلك‪ ،‬كما أن‬
‫إعمال نظرية اإلثراء بال سبب ال يمكن تطبيقها لكون أركان اإلثراء بال سبب غير متوفرة في عقد االستهالك لوجود سبب‬
‫قانوني هو العقد الذي يبرر هذا اإلثراء‪ ،‬فهل تستطيع األحكام الخاصة بااللتزام باإلعالم والتحذير وضمان العيوب الخفية‬
‫والتعرض تحقيق حماية المستهلك ضد إجحاف المهنيَ؟‬
‫المبحث الثاني ‪:‬مدى حماية المستهلك من خالل أحكام اإللتزامات على ضوء قانون ‪ 31.08‬وق‪ .‬ل‪ .‬ع‬

‫سنتعرض ألحكام الضمان بين قانون حماية المستهلك والقواعد العامة (كمطلب أول) على أن نعالج في (مطلب ثان)‬
‫خصوصيات بعض االلتزامات في كل من قانون ‪ 31.08‬و ق‪ .‬ل ‪.‬ع ‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬أحكام الضمان بين قانون حماية المستهلك و القواعد العامة‪.‬‬

‫سنقسم الحديث في هذا المطلب إلى فقرتين األولى سنخصصها لضمان العيوب الخفية و الثانية لضمان التعرض‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬ضمان العيوب الخفية‪.‬‬


‫في كل مرة نتحدث عن ضمان العيوب الحفية نتساءل أوال عن مفهوم العيوب الخفية‪ ،‬هكذا ودون الخوض في جو النقاشات‬
‫الفقهية التي عرفتها الساحة لمحاولة تقديم تعريف لهذه المؤسسة‪ ،‬فهو يعني عموما أي ‪-‬العيب الخفي‪ -‬هو تلك اآلفة‬
‫العارضة التي تعد دخيلة عن الخصائص المميزة للشيء أو ذلك الخلل أو النقص الذي يوجد في شيء المبيع بصورة غير‬
‫مألوفة ‪.‬‬
‫[‪]19‬‬

‫و ليكون العيب موجب لضمان وجب استجماعه لمجموعة من الضوابط التي تعد في مجملها ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون خفي حسب الفصل ‪ 569‬من ق ل ع‬
‫‪ -‬أن يكون مؤثرا حسب الفصل ‪ 549‬من ق ل ع سواء في القيمة أو المنفعة‬
‫‪ -‬أن يكون قديما حسب الفصل ‪ 552‬من ق ل ع‬
‫هكذا و باستجماع العيب لشروط السالفة الذكر يحق لكل ذي مصلحة رفع دعوى أمام القضاء للمطالبة بحقه وهذه الدعوى هي‬
‫التي ستأكد لنا تأثير مقتضيات قانون االستهالك على القواعد العامة‪ ،‬فإذا كنا نعلم مسبقا أن البينة على المدعي هي قاعدة‬
‫أصلية في ق ل ع حسب الفصل ‪ 554‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فإن قانون االستهالك جعل عبئ اإلثبات ملقى دائما على المورد سواء أكان‬
‫مدعي أو مدعى عليه وذلك إيمانا من المشرع أن القواعد العامة ال تشكل مالذا أمنا للمستهلك مما يؤكد بالملموس تأثير‬
‫مقتضيات قانون ‪ 08-31‬على القواعد العامة ‪.‬‬
‫كما أننا نلمس تأثير أخر هذه المرة على مستوى أجال رفع الدعوى فإذا كانت القواعد العامة تحدد أجل ‪ 365‬يوم بالنسبة‬
‫للعقارات وأجل ‪ 30‬يوم للمنقوالت والحيوانات فإن المشرع تدخل عبر قانون االستهالك وقام برفع هذه اآلجال لتصبح سنتين‬
‫بالنسبة للعقار و سنة بالنسبة للمنقوالت الفصل ‪ 65‬من ق ح‪.‬م "ال يجوز االتفاق على تقصير اآلجال‪"...‬‬
‫و صفوة القول في هذه النقطة هو أن هاجس حماية مصلحة المستهلك كطرف ضعيف هي القاعدة التي جعلت المشرع ينص‬
‫على مثل هذه المقتضيات التي كان ثأتيرها بالغ األهمية على القواعد العامة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ضمان التعرض‬


‫إذا كان المقصود بالتعرض هو كل ما يعكر حيازة المبيع‪ ،‬وهو ما يجعل البائع ملزم بضمان التعرض لتمكين المشتري من‬
‫حيازة المبيع بدون وجود أي عائق يحول دون ذلك‪ ،‬هذا وتجب اإلشارة أن هذا التعرض يمكن ان يصدر من فعل البائع المادي‬
‫أو القانوني كما قد يكون صادرا هذه المرة من فعل شخص أخر غير البائع‪ ،‬هذا النوع األخير يستلزم توفر شروط معينة‬
‫لالعتداد به وهي بشكل مختصر ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون التعرض الصادر من الغير قانونيا (ال مادي )‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون التعرض قد صدر فعليا ال مجرد الخشية من وقوعه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحق الذي يدعيه الغير سابقا على البيع أو الحق عليه بفعل البائع ‪.‬‬
‫و مثاله إدعاء الدائن المرتهن أن الرهن واقع قبل التصرف الصادر لصالح المشتري عمال بمقتضى الفصل ‪ 534‬الذي ينص "‬
‫يلتزم البائع أيضا بقوة القانون بأن يضمن للمشتري االستحقاق الذي يقع ضده بمقتضى حق كان موجودا عند البيع "‬
‫و هو ما يعني أن التعرض القانوني الذي يقع بعد إتمام البيع ال يلتزم البائع بضمانه اللهم إذا كان هو المتسبب فيه مثال ‪:‬‬
‫بيع المنقول مرتين و يقوم بتسليم المبيع لمشتري ثان حسن النية حيث يستطيع هذا األخير أن يعطل حق المشتري األول و‬
‫ذلك الحتجاجه أمامه بقاعدة " الحيازة في المنقول سند لملكية " لكن السؤال المطروح هنا هو ماذا لو كان المشتري والحالة‬
‫هاته عالم وقت التعاقد أن خطر إستحقاق ملكية المبيع وارد أو أن هناك تكليف للغير ظاهر يثقله ؟‬
‫الجواب عن هذا يقتضي التمعن جيد في مقتضيات ق ل ع وفحص مقتضيات ق‪.‬ح‪.‬م للوقوف عند مدى ثأتير قواعد قانون ‪-31‬‬
‫‪ 08‬على القواعد العامة‬
‫بالعودة إلى مقتضيات ق ل ع نالحظ مند الوهلة األولى غياب ألي نص يعالج مشكلة حسن أو سوء نية المشتري في ممارسة‬
‫دعوى الضمان التعرض الصادر عن الغير‪.‬‬
‫لكن يمكن االرتكان لمقتضيات الفصل ‪ 536‬ق ل ع و الذي يؤكد عدم أحقية المشتري بالرجوع على البائع بدعوى ضمان متى‬
‫كان المبيع مثقل بارتفاق قانوني إذا كان طبعا التكليف ظاهرا إال إذا ضمن البائع عدم و جوده لكن االستثناء هو ما تقرره‬
‫مقتضيات المادة ‪ 59‬من ق ح م و ذلك كلما تعلق األمر ببيع منتوجات أو سلع أو خدمات‪ ،‬إذا تبين أن البائع استغل ضعف أو‬
‫جهل المستهلك‪ ،‬فله حق استرجاع المبالغ المؤداة بخصوص السلع و تعويضه عن األضرار التي حلت به ‪.‬‬
‫[‪]20‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية االلتزامات وفق قانون ‪31.08‬‬

‫إن ظهور عمليات التصنيع الحديثة وما ترتب عنها من بروز ونمو عقود اإلذعان‪ ،‬أدت إلى جعل اختالل بارز بين أطراف‬
‫العقد‪ ،‬فال يستطيع المستهلك أن يكون ندا للمهني‪ ،‬وأمام قصور النظريات التقليدية لقانون االلتزامات والعقود عن توفير‬
‫الحماية الالزمة لهذا المستهلك تدخل المشرع عبر نصوص خاصة كقانون ‪ 31.08‬و‪ 24.09‬ليقرر حقوقا للمشتري تعتبر من‬
‫صميم االلتزامات الملقاة على عاتق البائع‪ ،‬كااللتزام باإلعالم (فقرة أولى) وااللتزام بالتحذير (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام باإلعالم‬

‫بادئ ذي بدء يجب القول بأن االلتزام باإلعالم هو بيان وإباحة بأمور معينة حسب معاجم السلطة وهو في عقد البيع كشف‬
‫وإدالء بمعلومات تتعلق بالمبيع‪ ،‬وتهم المتعاقد قبل إقدامه على التعاقد حتى يكون رضاه مستنيرا وواضحا[‪.]21‬‬
‫هكذا إذن فإن االلتزام باإلعالم مضمونه تنوير المستهلك حول المنتوج باعتباره شرطا ضروريا لتحقيق الشفافية في السوق‬
‫وما لذلك من أثر على السير العادي للمنافسة الحرة‪ ،‬فااللتزام باإلعالم قد يكون سابق على إبرام العقد وهو ما يصطلح عليه‬
‫"بااللتزام قبل التعاقدي باإلعالم" كما قد يكون أثناء إبرام العقد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا االلتزام تعرض له المشرع المدني من خالل أحكام البيع بشكل غير مباشر من خالل الفصل ‪556‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع الذي نص على أنه "إذا كان البائع يعلم عيوب المبيع أو يعلم خلوه من الصفات التي وعد بها‪ ،‬أو لم يصرح بأنه يبيع‬
‫بغير ضمان ويفترض هذا العلم موجودا دائما إذا كان البائع تاجرا أو صانعا وباع منتجات الحرفة التي يباشرها"‪.‬‬
‫وفي نفس المضمار ينص الفصل ‪ 82‬ق‪.‬ل‪.‬ع "من يعط عن حسن نية‪ ....‬بيانات وهو يجهل عدم صحتها ال يتحمل أية مسؤولية‬
‫اتجاه الشخص الذي أعطيت له"‪.‬‬
‫هكذا إذن يتبين أن المشرع المدني أشار إلى االلتزام باإلعالم بشكل غير مباشر بما ال يسعف من تحقيق الحماية الالزمة‬
‫للمستهلك‪ ،‬إال أنه يمكن االستناد إلى الفصل ‪ 231‬ق‪.‬ل‪.‬ع من طرف القضاء واستخراجه منه وذلك بقراءة النص قراءة واسعة‪،‬‬
‫علما أن القضاء الفرنسي استند إلى الفصل ‪ 1135‬المقابل للفصل ‪ 231‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وعمل على تفصيله واستخرج منه عدة‬
‫التزامات من بينها االلتزام باإلعالم وااللتزام بالتحذير‪.‬‬
‫ولئن كانت مقتضيات القانون المدني غير كفيلة بحماية المستهلك فإن المشرع المغربي جاء بقانون حرية األسعار والمنافسة‬
‫ونص من خالل الفصل ‪ 47‬و‪ 52‬منه صراحة وبشكل مباشر على االلتزام بإعالم المستهلك‪.‬‬
‫ولم يقف المشرع عند هذا الحد وإنما قام بإلباس هذا اإلعالم ثوب اإلجبار من خالل قانون ‪ 31.08‬في القسم الثاني والثالث‬
‫منه[‪ ،] 22‬بحيث يلتزم بمقتضاه الطرف األكثر خبرة واألوفر علما بإمداد الطرف اآلخر قبل أو أثناء إبرام العقد بالمعلومات‬
‫والبيانات المتعلقة بهذا العقد‪.‬‬
‫وبعيدا عن تضارب اآلراء الفقهية حول طبيعة االلتزام باإلعالم فإنه يمكن القول أنه التزام فرضته حقائق واقعية‪ ،‬أساسها‬
‫وعقيدتها وضعية المستهلك غير المتخصص الذي يكون في الغالب جاهال لمكونات المنتوج وخطورته أحيانا‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن االلتزام بإعالم المستهلك بكل ما يتعلق بالمنتوج المراد التعاقد بشأنه إنما جاء ليكون تكملة لعيوب‬
‫الرضا[‪ ]23‬وضمان المساواة في العلم بين المتعاقدين فضال عن تحقيق التوازن العقدي وذلك نتيجة ظهور عقود استهالكية‬
‫جديدة تنامت معها ظاهرة الشروط التعسفية‪.‬‬
‫هذا وإن كان االلتزام باإلعالم يجد أساسه في مبدأ حسن النية (‪ 231‬ق‪.‬ل‪.‬ع) وكذلك اعتباره من مستلزمات العقد‪ ،‬فإن التشريع‬
‫المدني أشار إليه بطريقة محتشمة يبقى ضمنها المستهلك في وضعية ال تمكنه من الحماية الالزمة والتي ضمنتها له القوانين‬
‫الخاصة خاصة قانون ‪ 31.08‬و‪ 24.09‬وغيرهما‪.‬‬
‫في هذا اإلطار نرى أن قواعد ق‪.‬ل‪.‬ع قاصرة في تقرير الحماية الالزمة للمستهلك مما جعل قانون حماية المستهلك يؤثر على‬
‫القواعد الشامخة لقانون االلتزامات والعقود رغم اعتباره الشريعة العامة وذلك عبر تعطيل النظريات الكالسيكية التي ال يمكنها‬
‫في ظل عالقة تعاقدية يتجاذبها طرفان‪ ،‬أولها قوى قادر على تطويع مفاصيل العقد لصالحه واآلخر ال يملك سوى االنصياع‬
‫وقبول التعاقد بالشروط المفروضة عليه أو العدول عن ذلك مما سيؤثر ال محال على إشباع حاجياته الضرورية‪.‬‬
‫وهذا ما جعل المشرع المغربي يضيف التزاما آخر أكثر قوة من االلتزام باإلعالم على عاتق المهني اتجاه المستهلك‪ ،‬يصطلح‬
‫عليه بااللتزام بالتحذير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزام بالتحذير وحماية المستهلك‬


‫بادئ ذي بدء نسجل أن االلتزام بالتحذير التزام أقوى من اإلعالم لكنه ال يصل إلى درجة المشورة[‪.]24‬‬
‫لئن كان قانون االستهالك عالج االلتزام باإلعالم بشكل مفصل ودقيق يمكن القول معه أنه آلية حمائية للطرف الضعيف في‬
‫العالقة العقدية‪ ،‬فإنه أشار بشكل ضمني لاللتزام بالتحذير من خالل الفقرة الثانية من المادة الثالثة‪ ،‬والمادة ‪ 21‬وكذا المواد من‬
‫‪ 65‬إلى ‪ 70‬من قانون ‪ ،31.08‬مع اإلشارة إلى أن قانون ‪ 24.09‬تطرق لاللتزام بالتحذير بشكل صريح‪.‬‬
‫إذا كان المنتج ملزم بااللتزام باإلعالم فإن هذا ال يمنع من وجود التزامات أخرى على عاتقه تفرض عليه ضرورة احترامها لما‬
‫قد ينجم عن إغفالها أو إهمالها من عواقب وخيمة على المستهلك‪ ،‬وإذا كان االلتزام بالتحذير غالبا ما يكون لصيقا بواجب‬
‫اإلعالم فإن كال منهما مستقل عن اآلخر وهذا يتضح من خالل اختالف المنتوج‪ ،‬إذ هناك من السلع ما تقتضي عند اقتنائها من‬
‫طرف المستهلك أن يعلمه بكيفية استعمالها وكذا التحذير منها نظرا للخصوصيات التي تتكون منها‪ ،‬وحماية المستهلك في هذا‬
‫اإلطار لن تتأتى إال من خالل تحذيره من مخاطر الشيء المبيع‪ ،‬ومن خالل الرجوع لقانون االلتزامات والعقود نجده قاصرا عن‬
‫هذه الحماية حيث أنه لم يتضمن ضمن مقتضياته التزام البائع أو المورد بتحذير الطرف المتعاقد معه‪ ،‬لكن مع ذلك يمكن‬
‫استخالصه من قواعد ضمان العيوب الخفية ابتداء من الفصل ‪ 549‬وما بعده ق‪.‬ل‪.‬ع[‪.]25‬‬
‫في هذا الصدد يمكن أن نتساءل عن مدى إلزام المنتج في ظل قانون ‪ 31.08‬بااللتزام بتحذير المستهلك؟‬
‫كما سبقت اإلشارة إلى قانون ‪ 31.08‬لم ينظم االلتزام بالتحذير بشكل صريح وإنما عالجه بشكل ضمني[‪ ،]26‬لذلك يمكن القول‬
‫أن قانون حماية المستهلك ال يوفر هو اآلخر الحماية الالزمة للمستهلك‪ ،‬تلك الحماية التي تجعله يتعاقد وهو في وضعية‬
‫مطمئنة لكونه يعلم مسبقا أن قانون ‪ 31.08‬ضامن لحقوقه اتجاه المنتج‪ ،‬لكن قانون حماية المستهلك وإن لم ينظم االلتزام‬
‫بالتحذير بشكل صريح فإنه أكثر حماية من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬هذا األخير يظل قاصر على تحقيق وضمان تلك الحماية‬
‫التي يرمي من أجلها المستهلك‪ ،‬وإن كان البعض يستند على الفصل ‪ 231‬من ق‪.‬ل‪.‬ع من تنفيذ العقد بحسن النية‪ ،‬علما أن‬
‫القضاء الفرنسي عمل على تفصيل الفصل ‪ 1135‬من القانون المدني الفرنسي المقابل للفصل ‪ 231‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المغربي‬
‫واستخرج منه جل االلتزامات بما فيها االلتزام بالتحذير‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن االلتزام بالتحذير منظم بشكل دقيق ضمن قانون ‪ 24.09‬الذي نص في البند الثالث من المادة ‪ 5‬على أن‬
‫"تقديم المنتوج وعنونته والتحذيرات المحتملة‪."...‬‬
‫وحتى يفي االلتزام بالتحذير بالغرض المرجو منه يجب أن تتوفر فيه بعض الخصائص منها‪:‬‬
‫أن يكون التحذير واضحا‪ ،‬وأن يكون كامال شامال‪ ،‬وهذا ما قد يحدث في الدول ذات اقتصاد السوق المتقدمة التي توفر‬
‫للمستهلك كل إمكانيات االختيار‪ ،‬لكن بالرجوع إلى الدول التي تبنت منهج اقتصاد السوق مؤخرا كالمغرب‪ ،‬فإنه يعد ضربا من‬
‫الخيال االعتقاد بأن المستهلك في إطار منظومة اقتصاد السوق موجه دون أدنى شك إلى منتجات ومنتجات أكثر تحقيقا لرغبات‬
‫المستهلك[‪ ،] 27‬فعدم التوازن العقدي يدفع بعض المحترفين إلى تسويق منتوجات مشكوك في نوعيتها ويضعها في السوق في‬
‫الفرصة المتاحة‪.‬‬
‫فضال عما سبق يتعين أن يكون التحذير ظاهرا ومالصقا للمنتجات ال منفصال عنها لتجنب ما قد يحدث من مخاطر‪.‬‬
‫تضح مما سبق أن االلتزامات المستحدثة من التزام باإلعالم والتحذير وغيرهما أصبحت مالزمة لعقد البيع ولم يعد في كافة‬
‫األحوال إعمال مقتضيات الفصل ‪ 231‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المؤكد على حسن النية في التعاقد[‪ ،]28‬خاصة وأن قانون حماية المستهلك‬
‫تعرض لاللتزام بالتحذير الذي يعد متمما ومكمال لاللتزام باإلعالم وكذا قانون ‪ 24.09‬الذي تعرض بشكل صريح لاللتزام‬
‫بالتحذير‪.‬‬
‫وهذا ما يجعلنا نؤكد أن قانون حماية المستهلك لم يتضمن مقتضيات منظمة لاللتزام بالتحذير بشكل صريح قد ال يؤدي وظيفته‬
‫األساسية التي خرج من أجلها إلى الوجود أال وهي حماية المستهلك‪ ،‬لكن هذا ال يعني أنه لم يوفر له أية حماية بل أن هذه‬
‫الحماية نسبية‪ ،‬وهو نفس األمر بالنسبة لقانون االلتزامات والعقود الذي لم يوفر حماية للمستهلك من خالل االلتزام بالتحذير‬
‫وإن كان البعض يناشد القضاء من أجل السير على نهج القضاء الفرنسي والعمل على تفصيل الفصل ‪ 231‬المتعلق بتنفيذ العقد‬
‫بحسن نية واستخراج التزام البائع أو المنتج بتحذير المستهلك‪.‬‬
‫نشير في هذا الصدد أن قانون االلتزامات والعقود قاصر عن حماية المستهلك من خالل النظريات والمبادئ التقليدية خاصة بعد‬
‫ظهور منتوجات جديدة أدت إلى ظهور قوانين خاصة نتج عنها التزامات مستحدثة غير مألوفة لدى ق‪.‬ل‪.‬ع مما يجعله متجاوزا‬
‫في حماية المستهلك إن صح التعبير‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫تأسيسا على ما تقدم‪ ،‬يتضح بجالء أن المبادئ العامة لقانون االلتزامات والعقود يمكن الرجوع إليها كلما غاب نص قانوني‬
‫خاص باعتبارها شريعة عامة‪ ،‬فإذا كانت عمومية مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬نظرية عيوب االرضا‪ ،‬أحكام ضمان العيوب الخفية‬
‫والنظريات التقليدية األخرى تسمح بتوظيفها كأساس لحماية كل متعاقد ضعيف المركز القانوني أو االقتصادي أو الفني مثل‬
‫المستهلك‪ ،‬فإن الجمود الذي يلفها يحول دون إمكانية مسايرة مقتضياتها للتطورات التعاقدية الجديدة‪ ،‬مما حتم على المشرع‬
‫تجاوزها ‪-‬ولو بشكل نسبي‪ -‬من خالل صياغة مجموعة من النصوص القانونية التي عملت على التدرج في تعزيز حماية‬
‫المستهلك‪ 1‬ليتوج هذا المسلسل التشريعي بمولود قانوني جديد خاص بالشريحة االستهالكية دون أن ننسى تدخل المشرع مرة‬
‫أخرى لتتميم قانون االلتزامات والعقود بالقانون ‪ 24.09‬المتعلق بسالمة المنتوجات والخدمات‪ 2‬الهادف إلى تنظيم سالمة‬
‫المنتجات والخدمات المعروضة على المستهلكين في األسواق‪ ،‬والذي بمقارنته مع فصول قانون االلتزامات والعقود يبدو غير‬
‫منسجم وإياها‪ ،‬فكان من األحرى على المشرع إعادة النظر في قانون االلتزامات والعقود بجميع مقتضياته دون حشوه‬
‫بالتعديالت التي تجعل منه وحدة غير متناسقة مما قد يأثر على طبيعته كشريعة عامة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإننا ال ننكر إسهام بعض مبادئ قانون االلتزامات والعقود في حماية المستهلك ‪-‬ولو لم يقصد المشرع ذلك‪ -‬مثل‪:‬‬
‫"اإلمهال القضائي" الذي قلص قانون ‪ 31.08‬من نطاقه بدل توسيعه‪ ،‬وإمكانية مراجعة القاضي للتعويض االتفاقي إذا كان‬
‫مجحفا أو نتاج شرط تعسفي في حق المستهلك‪.‬‬

‫الئحة المراجع‬

‫قرار محكمة فاس التجارية ‪،‬عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪ 2005‬ملف عدد ‪ 04-548‬منشور في ‪ www.cacfes.ma‬تاريخ‬
‫اإلطالع يوم ‪26/5/2015‬‬
‫[‪ ]1‬الفصل ‪ 230‬ق ل ع " التزاما التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقدم مقام القانون‪"....‬‬
‫[‪ ]1‬الفصل ‪ 49‬من ق ل ع " ‪...‬يجوز للمستهلك التراجع داخل أجل أقصاه ‪ 7‬أيام إبتداءا من تاريخ الطلبية أو االلتزام‬
‫بالشراء ‪"....‬‬
‫[‪ - ]1‬عبد القادر العرعاري‪" ،‬مصادر االلتزامات – الكتاب األول – نظرية العقد"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2013 ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص ‪.139-138‬‬
‫[‪ - ]1‬الفصول ‪ 42 – 41 – 40‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ - ]1‬منير قاسم صالح الحالني‪" ،‬حماية المستهلك بين القوانين العامة والخاصة"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫‪.2013/2014‬‬
‫[‪ - ]1‬منير قاسم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫[‪.Cass. Civ. 22 Nov 1977, RTD. Com 1979, P 310, obs hensrd - ]1‬‬
‫أورده منير قاسم‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫[‪ - ]1‬حكيمة بن مشيش‪" ،‬حماية المستهلك بالمغرب بين القواعد العامة والمستجدات"‪ ،‬رسالة الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬سال‪ ،2011/2012 ،‬ص ‪.59‬‬
‫[‪ - ]1‬نص الفصل ‪ 54‬ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪" :‬أسباب اإلبطال المبنية على حالة المرض والحاالت األخرى المشابهة متروكة لتقدير‬
‫القضاة"‪.‬‬
‫[‪ - ]1‬حكيمة بن مشيش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫[‪ - ]1‬عبد الرزاق السنهوري‪" ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد"‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬سنة ‪ ،1981‬ص ‪.341‬‬
‫[‪- ]1‬‬
‫[‪- ]1‬‬
‫[‪ -]1‬محمد الشرقاني‪" ،‬النظرية العامة لاللتزامات (العقد)"‪ ،‬مطبعة سجلماسة ‪ ،‬الزيتون‪ ،2003 ،‬ص ‪.120‬‬
‫[‪ -]1‬الفصل ‪ 52‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ -]1‬الفصل ‪ 53‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ -]1‬محمد الشرقاني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫[‪]1‬محمد العروصي ‪ ،‬المختصر في بعض العقود المسماة عقد البيع و المقايضة و الكراء ‪،‬طبعة ‪ 2014‬مطبعة مرجان‬
‫الصفحة ‪200‬‬
‫[‪ ]1‬محمد العروصي ‪:‬م س ص ‪187-186-185‬‬
‫[‪ - ]1‬محمد العروصي‪" ،‬االلتزام باإلعالم خالل مرحلة تكوين عقد البيع"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2012 ،‬مطبعة وراقة سجلماسة‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫[‪ -]1‬خصص قانون ‪ 31.08‬الباب األول من القسم الثاني لاللتزام العام باإلعالم من المادة ‪ 3‬إلى المادة ‪ ،11‬والباب الثاني من‬
‫المادة ‪ 12‬إلى ‪ 14‬خصصها لإلعالم بآجال التسليم‪ ،‬ثم أفرد المواد ‪ 15‬إلى ‪ 20‬من القسم الثالث لحماية المستهلك من الشروط‬
‫التعسفية‪.‬‬
‫[‪ -]1‬الفحصي وفاء‪" ،‬إشكالية االلتزام باإلعالم في عقود االستهالك"‪ ،‬رسالة الماستر في القانون الخاص‪،2008/2009 ،‬‬
‫ص‬
‫[‪ - ]1‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫[‪ - ]1‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫[‪ -]1‬المادة ‪ 3‬والمادة ‪ 21‬والمواد من ‪ 65‬إلى ‪ 70‬من قانون ‪.31.08‬‬
‫[‪ -] 1‬زوبير أرزقى‪" ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع المسؤولية‬
‫المهنية‪ ،2011 ،‬ص ‪.147‬‬
‫[‪ -]1‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‪1...................................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تأثير قانون حماية المستهلك على القواعد العامة لإللتزامات‬
‫والعقود‪2.....................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبدأ سلطان اإلرادة بين ق ل ع وحماية المستهلك‪2...........‬‬
‫فقرة أولى‪:‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪2...........‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ القوة الملزمة للعقد‪3...........‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬تأثير قانون ‪ 08-31‬على مبدأ النسبية أثار العقد‪4..............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير قانون ‪ 31.08‬على عيوب اإلرادة‪5............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الغلط وحماية المستهلك‪5...............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الغبن وحماية المستهلك‪6................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مدى تأثير التدليس واإلكراه على حماية المستهلك‪8..................‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬مدى حماية المستهلك من خالل أحكام اإللتزامات على مستوى قانون ‪ 3.108‬وق‪ .‬ل‪.‬‬
‫ع‪10................................................‬‬
‫المطلب األول‪:‬أحكام الضمان بين قانون حماية المستهلك والقواعد العامة‪11..‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬ضمان العيوب الخفية‪11.........................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ضمان التعرض‪12................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية االلتزامات وفق قانون ‪13....................31.08‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام باإلعالم‪14...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزام بالتحذير وحماية المستهلك‪16.............................‬‬
‫خاتمة ‪18............................................................................‬‬

‫[‪ ]1‬قرار محكمة فاس التجارية ‪،‬عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪ 2005‬ملف عدد ‪ 04-548‬منشور في ‪ www.cacfes.ma‬تاريخ‬
‫اإلطالع يوم ‪26/5/2015‬‬
‫[‪ ]2‬الفصل ‪ 230‬ق ل ع " التزاما التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقدم مقام القانون‪"....‬‬
‫[‪ ]3‬الفصل ‪ 49‬من ق ل ع " ‪...‬يجوز للمستهلك التراجع داخل أجل أقصاه ‪ 7‬أيام إبتداءا من تاريخ الطلبية أو االلتزام‬
‫بالشراء ‪"....‬‬
‫[‪ - ]4‬عبد القادر العرعاري‪" ،‬مصادر االلتزامات – الكتاب األول – نظرية العقد"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2013 ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ص ‪.139-138‬‬
‫[‪ - ]5‬الفصول ‪ 42 – 41 – 40‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ - ]6‬منير قاسم صالح الحالني‪" ،‬حماية المستهلك بين القوانين العامة والخاصة"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫‪.2013/2014‬‬
‫[‪ - ]7‬منير قاسم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫[‪.Cass. Civ. 22 Nov 1977, RTD. Com 1979, P 310, obs hensrd - ]8‬‬
‫أورده منير قاسم‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫[‪ - ]9‬حكيمة بن مشيش‪" ،‬حماية المستهلك بالمغرب بين القواعد العامة والمستجدات"‪ ،‬رسالة الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬سال‪ ،2011/2012 ،‬ص ‪.59‬‬
‫[‪ - ]10‬نص الفصل ‪ 54‬ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪" :‬أسباب اإلبطال المبنية على حالة المرض والحاالت األخرى المشابهة متروكة‬
‫لتقدير القضاة"‪.‬‬
‫[‪ - ]11‬حكيمة بن مشيش‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫[‪ - ]12‬عبد الرزاق السنهوري‪" ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد"‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬سنة ‪ ،1981‬ص ‪.341‬‬
‫[‪- ]13‬‬
‫[‪- ]14‬‬
‫[‪ -]15‬محمد الشرقاني‪" ،‬النظرية العامة لاللتزامات (العقد)"‪ ،‬مطبعة سجلماسة ‪ ،‬الزيتون‪ ،2003 ،‬ص ‪.120‬‬
‫[‪ -]16‬الفصل ‪ 52‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ -]17‬الفصل ‪ 53‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫[‪ -]18‬محمد الشرقاني‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫[‪]19‬محمد العروصي ‪ ،‬المختصر في بعض العقود المسماة عقد البيع و المقايضة و الكراء ‪،‬طبعة ‪ 2014‬مطبعة مرجان‬
‫الصفحة ‪200‬‬
‫[‪ ]20‬محمد العروصي ‪:‬م س ص ‪187-186-185‬‬
‫[‪ - ]21‬محمد العروصي‪" ،‬االلتزام باإلعالم خالل مرحلة تكوين عقد البيع"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2012 ،‬مطبعة وراقة سجلماسة‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫[‪ -]22‬خصص قانون ‪ 31.08‬الباب األول من القسم الثاني لاللتزام العام باإلعالم من المادة ‪ 3‬إلى المادة ‪ ،11‬والباب الثاني من‬
‫المادة ‪ 12‬إلى ‪ 14‬خصصها لإلعالم بآجال التسليم‪ ،‬ثم أفرد المواد ‪ 15‬إلى ‪ 20‬من القسم الثالث لحماية المستهلك من الشروط‬
‫التعسفية‪.‬‬
‫[‪ -]23‬الفحصي وفاء‪" ،‬إشكالية االلتزام باإلعالم في عقود االستهالك"‪ ،‬رسالة الماستر في القانون الخاص‪،2008/2009 ،‬‬
‫ص‬
‫[‪ - ]24‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫[‪ - ]25‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫[‪ -]26‬المادة ‪ 3‬والمادة ‪ 21‬والمواد من ‪ 65‬إلى ‪ 70‬من قانون ‪.31.08‬‬
‫[‪ -] 27‬زوبير أرزقى‪" ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع المسؤولية‬
‫المهنية‪ ،2011 ،‬ص ‪.147‬‬
‫[‪ -]28‬محمد العروصي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
Commentaires (0)
‫تعليق جديد‬
‫اشعاري عند وصول تعاليق جديدة‬

‫اقترح‬

Copyright © 2022
Marocdroit - Site Web Des Sciences Juridiques
Créer en Septembre 2009 par Dr Nabil Med Bouhmidi .. Date de Lancement: Avril 2010
‫ الويب‬/ ‫اصدار المحمول‬

You might also like