You are on page 1of 3

‫ابن شهريل‬

‫‪ .2‬فرش القراءة‬ ‫املبحث األول‪ :‬التعريف بعلم القراءات‬

‫‪ -‬هي الكلمات اليت خيتلف أحواهلا‪ ،‬وال يتحد حكمها‪ ،‬وتسمى‬ ‫لغة‪ :‬القراءات مجع قراءة‪ ،‬ويدل على مجع واجتماع‪ .‬ومن ذلك‬
‫أيضاً‪ :‬الفروع‪.‬‬ ‫(القرية) مسيت قرية الجتماع الناس فيها‪.‬‬
‫‪ -‬واملثال يف ذلك لفظ "يكذبون" يقرأ ابلوجهني من ختفيف‬
‫اصطالحا‪ :‬علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختالفها بعزو الناقلة‪.‬‬
‫وتشديد‪.‬‬
‫عناصر تعريف القراءات‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مصدر علم القراءات‬ ‫‪ .1‬مواضع االختالف القراءات‬
‫‪ .2‬النقل الصحيح سواء متواترا أم آحادا‬
‫‪ -‬كما عرفنا أن قراءة القرآن الكرمي سنة متبعة نقلها الصحابة‬
‫‪ .3‬حقيقة االختالف بني القراءات‬
‫والتابعون عن رسول هللا‪.‬‬
‫حقيقة اختالف القراءات‪ :‬وهي املظاهر اليت يعود إليها هذا‬
‫‪ -‬ونقلها جيل عن جيل إىل يومنا هذا‪ .‬فهذه القراءات املتواترة‬
‫االختالف كاإلعراب واحلذف واإلثبات واإلبدال وغري ذلك من‬
‫وحي عظيم‪ ،‬ليس له دخل للنيب ‪ .‬وال جمال جلربيل يف تبديل‬
‫تغريات يف القراءات‪.‬‬
‫حرف‪ .‬وإذا كانت القراءات جزءًا ً‬
‫أصيال من القرآن الكرمي‪ ،‬فهي‬
‫كذلك من عند هللا تعاىل‪ ،‬وال دخل ألحد فيها‪.‬‬ ‫وهذه العناصر الثالثة موجودة متوافرة يف تعريف ابن اجلزري أكثر من‬
‫غريه‪ ،‬فجعله سبب قبوله من انحية‪ ،‬كما أن مكانة ابن اجلزري عند‬
‫أوال‪ :‬من القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫املتأخرين جتعله سببًا آخر من انحية أخرى‪.‬‬
‫ون ل َِقا ٓ َءنَا ٱئۡ ِ ُ ۡ َ‬ ‫َ ُ ۡ َٰ َ َ ۡ ۡ َ َ ُ َ َ َٰ َ َ ذ َ َ َ ۡ ُ َ‬
‫ان‬
‫ت بِقرء ٍ‬ ‫ت قال ٱَّلِين َل يرج‬ ‫ِإَوذا تتَل علي ِهم ءاياتنا بيِن ٖ‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬تعريف القراءة‪ ،‬الرواية‪ ،‬الطريق‪ ،‬واألصول‬
‫س إ ۡن َأتذبعُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َ َ ٓ َۡ َ ُۡ ُۡ َ َ ُ ُ َ ۡ ُ‬
‫غۡي هٰذا أو بدِل ُۚ قل ما يكون ِ ٓ‬
‫ِ‬ ‫ِل أن أبدِلۥ مِن ت ِلقا ِٕي نف ِ ٓ ۖٓ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والفرش‪.‬‬
‫ذ َ ُ َ ٰٓ َ ذ ٓ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ َ َ َ ۡ َ‬
‫َ‬
‫يم‪١٥‬‬
‫إَِل ما يوَح إِِل َّۖ إ ِ ِن أخاف إِن عصيت ر ِّب عذاب يو ٍم ع ِظ ٖ‬
‫(يونس‪)15:‬‬ ‫القراءة‪ :‬كل خالف نسب إلمام من األئمة العشرة مما أمجع عليه‬
‫ِيد ٱلۡ ُق َوى‪ٰ٥‬‬ ‫وَح ‪َ ٤‬علذ َم ُهۥ َشد ُ‬ ‫َح يُ َ ٰ‬‫ى‪ ٣‬إ ِ ۡن ُه َو إ ِ ذَل َو ۡ ‪ٞ‬‬
‫َو َما يَنط ُِق َعن ٱل ۡ َه َو ٰٓ‬
‫ِ‬ ‫الرواة عنه فهو قراءة‪.‬‬
‫(النجم‪)5-3 :‬‬
‫ۡلقَاويل‪َۡ ٤٤‬لَ َخ ۡذنَا م ِۡن ُه بٱ ۡۡلَمِي‪ُ ٤٥‬ث ذم لَ َق َط ۡع َنا م ِۡنهُ‬ ‫ََۡ ََ َ َ ََۡ َ ۡ َ ۡ َ‬
‫ذ‬ ‫الرواية‪ :‬ما اختلفت فيه الرواة عن أحد األئمة السبعة أو العشرة أو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولو تقول علينا بعض ٱ ِ ِ‬
‫ِي‪( ٤٦‬احلاقة ‪)46-44‬‬ ‫ٱل ۡ َوت َ‬
‫من يف منزلتهم من أئمة القراء وأصحاب االختيارات‪.‬‬
‫َ َ َ َۡ َ ذ ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ذ ََ َۡ‬
‫إِن عل ۡي َنا َج َع ُهۥ َوق ۡر َءان ُهۥ‪ ١٧‬فإِذا ق َرأنٰ ُه فٱتبِ ۡع ق ۡر َءان ُهۥ‪١٨‬‬
‫(القيامة‪)18-17:‬‬ ‫الطريق‪ :‬وكل ما نسب لآلخذ عن الراوي وإن سفل‪.‬‬
‫ُّ ُ ۡ َ ُ َ َ ٰ َ ۡ َ َ ُ َ‬ ‫ذُ ََ ُ َ ۡ َ َ َ َََ‬
‫ٰ‬
‫ب ٱلعلمِي‪ ١٩٢‬نزل بِهِ ٱلروح ٱۡلمِي‪ ١٩٣‬لَع قلبِك َلِ كون‬ ‫زنيل ر ِ‬‫ِإَونهۥ َل ِ‬ ‫وتنقسم القراءات ابعتبار نسبتها إىل نوع االختالف الواقع يف‬
‫ي‪( ١٩٥‬الشعراء ‪)195-192‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُۡ‬
‫ّب مب ِ ٖ‬
‫ان عر ِ ٖ‬
‫مِن ٱلمنذِرِين‪ ١٩٤‬بِل ِس ٍ‬
‫الكلمات القرآنية إىل قسمني‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬من السنة النبوية‪.‬‬ ‫‪ .1‬أصول القراءة‬

‫‪-‬ويقصد هبا القواعد املـ ـُطَّ ِر َدة‬


‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن رسول هللا قال‪( :‬أقرأين جربيل على‬
‫‪-‬واليت يكثر دورها ويتحد حكمها‪ .‬املثال يف ذلك االستعاذة‪،‬‬
‫حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدين حىت انتهى إىل سبعة أحرف)‬
‫البسملة‪ ،‬اإلدغام الكبري‪ ،‬هاء الكناية‪ ،‬املد والقصر‪ ،‬إخل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن شهريل‬

‫‪ .5‬وإنه نزل دار القراء‪ ،‬وكان مسي ابملقرئ‪ ،‬وعبد هللا بن أم‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬الفرق بني القرآن والقراءات‪.‬‬
‫مكتوم‪ ،‬مث بالل وعمار رضي هللا عنهم‪ .‬وملا فتح النيب‬
‫مكة ترك فيهم معاذ بن جبل لتعليم املسلمني القرآن‪.‬‬ ‫املنزل على حممد‪ ,‬املعجز املتعبَّد‬
‫‪ -‬معىن القرآن‪ :‬كالم هللا تعاىل َّ‬
‫‪ .6‬ظهور طائفة من الصحابة يتدارسون كتاب هللا يسمون‬ ‫بتالوته واملنقول إلينا ابلتواتر‪.‬‬
‫(ابل ُقَّراء)‪ ،‬وهم الذين قتلوا يف غزوة بئر معونة‪.‬‬
‫‪ -‬معىن القراءات‪ :‬كما بيناه يف السابق‪ ،‬أهنا علم بكيفية أداء كلمات‬
‫‪ .7‬تصدى بعض الصحابة حلفظ القرآن عن ظهر قلب يف‬
‫معزوا إىل انقله‪.‬‬
‫القرآن‪ ،‬واختالفها ً‬
‫زمن النيب‪ ،‬منهم اخللفاء األربعة‪ ،‬أيب بن كعب‪ ،‬عبد هللا‬
‫بن مسعود‪ ،‬عومير بن زيد وغريهم من الصحابة رضوان هللا‬ ‫أقوال العلماء يف املسألة‬
‫عليهم أمجعني‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬حقيقتان مبعىن واحد‪.‬‬
‫‪ -‬مستدلني أبن تعريف القرآن مص ٌدر مرادف للقراءة‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬القراءات يف زمن الصحابة‬
‫تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬ ‫القول الثاين‪ :‬حقيقتان متغايراتن‪.‬‬
‫تلمذ مجاعة من الصحابة والتابعني على مجاعة من‬ ‫‪َّ .1‬‬ ‫‪ -‬يستدلون بتعريف القرآن والقراءات من حيث إن القرآن هو‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم مثل أيب هريرة قرأ على أيب بن‬ ‫وحي عظيم منزل على رسول هللا للبيان واإلعجاز‪.‬‬
‫كعب‪.‬‬ ‫‪ -‬وأما القراءات‪ ،‬فهم يرون أهنا اختالف ألفاظ الوحي املذكور يف‬
‫‪ .2‬بدأ أخذ بعض وجوه القراءة املختلفة‪ ،‬ونقلها ابلرواية‪.‬‬ ‫احلروف وكيفيتها من ختفيف وتشديد وغريمها‪.‬‬
‫‪ .3‬تعيني اخلليفة عثمان بن عفان مقرائً خاصاً لكل مصر من‬
‫األمصار اليت بعث إليها مبصحف‪.‬‬ ‫القول الثالث‪ :‬القرآن أهنما ليسا متحدين احتادا حقيقيا والقرآن أخص‬
‫مجاعة من كل مصر على املصحف العثماين لتلقي‬ ‫إقبال ٍ‬ ‫‪.4‬‬ ‫من القراءات‪.‬‬
‫القراءات ما وفق تلقاه الصحابة عن النيب‪ .‬فمثالً‪ ،‬يف‬ ‫‪ -‬فإن القرآن الكرمي والقراءات املتواترة حقيقة واحدة ابعتبار كوهنما‬
‫املدينة؛ سعيد ابن املسيب‪ ،‬عروة بن الزبري ‪.‬‬ ‫وحيًا من عند هللا تعاىل‪.‬‬
‫ويف مكة؛ جماهد بن جرب‪ ،‬طاووس بن كيسان‪ .‬ويف‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪ -‬فإن القراءات املتواترة واالختالف الثابت عن النيب يف بعض‬
‫الكوفة؛ علقمة بن قيس‪ ،‬مسروق بن األجدع ‪.‬‬ ‫الكلمات جزء من الوحي النازل على النيب‪.‬‬
‫ويف البصرة؛ عامر بن عبد قيس‪ ،‬احلسن البصري ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪ -‬وعليه فالقرآن أعظم من القراءات‪.‬‬
‫ويف الشام؛ املغرية بن أيب شهاب املخزومي‪ ،‬وخليفة ابن‬ ‫‪.7‬‬
‫سعد وغريهم رضوان هللا عليهم‪.‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬نشأة علم القراءات‪.‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬القراءات يف زمن النبوة‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬القراءات يف زمن التابعني واتبعي التابعني‬ ‫تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬
‫تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعليم جربيل النيب القرآن والقراءات‬
‫‪ .1‬إقبال مجاعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤالء‬ ‫‪ .2‬احلديث الشريف عن نزول القرآن على سبعة أحرف‪ :‬إِ َّن‬
‫القراء الذين تلقوه ابلسند عن رسول هللا وتوافق قراءهتم‬ ‫ال ُقرآ َن أُن ِزَل علَى سب ع ِة أَحر ٍ‬
‫ف فَاقْ َرُؤوا َما تَيَ َّسَر ِمْنهُ‪.‬‬ ‫َ َْ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫رسم ِ‬
‫املصحف العثماين‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعليم النيب الصحابة قراءة القرآن الكرمي‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ .2‬فمنهم ابملدينة؛ أبو جعفر يزيد بن القعقاع‪ ،‬شيبة بن‬ ‫بعضا آي القرآن وسوره‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫‪ .4‬تعليم بعض املسلمني ً‬
‫نصاح‪ ،‬انفع بن أيب نُ َعيم‪.‬‬ ‫أبمر النيب وإقراره‪ ،‬فأول من قدم إىل املدينة لتعليم‬
‫‪ .3‬ومبكة؛ عبد هللا بن كثري‪ ،‬حممد بن حميصن‪.‬‬ ‫املسلمني القرآن الكرمي من أصحاب رسول هللا مصعب‬
‫‪ .4‬وابلكوفة؛ عاصم بن أيب النجود‪ ،‬محزة الزايت‪ ،‬الكسائي‪.‬‬ ‫بن عمري‪.‬‬
‫‪ .5‬وابلبصرة؛ أبو عمرو بن العالء‪ ،‬يعقوب احلضرمي‪.‬‬
‫‪ .6‬وابلشام؛ عبد هللا بن عامر‪ ،‬حيىي بن احلارث الذماري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ابن شهريل‬

‫وكانت هذه الفرتة متهيداً للمرحلة اليت بعدها‪ ،‬وهي فرتة التدوين‬
‫لرواايت القراءات‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬القراءات يف مرحلة التدوين‬


‫تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬
‫دون القراءات‪،‬‬
‫‪ .1‬اختالف العلماء واملؤرخني يف أول من َّ‬
‫وقيل أبو عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬وقيل أبو حامت‬
‫السجستاين‪ ،‬وقيل حيىي بن يعمر وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬وأما تسبيع السبعة‪ ،‬فأول من قام بذلك اإلمام أمحد بن‬
‫موسى بن العباس بن جماهد (ت‪.)324‬‬
‫‪ .3‬مث جاء من بعدهم وأقاموا ابلتأليف يف القراءات مثل مكي‬
‫بن أيب طالب القيسي‪ ،‬وأيب عمرو الداين‪ ،‬واإلمام‬
‫الشاطيب‪ ،‬واإلمام ابن اجلزري وغريهم حىت مجعت‬
‫القراءات املتواترة كلها إىل عدها املعروف ابلعشرة‪.‬‬

‫املرحلة اخلامسة‪ :‬القراءات يف عصران‬


‫تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬انتشار القراءات يف العامل اإلسالمي‪ :‬فإن رواية حفص عن‬
‫عاصم تنتشر يف معظم الدول اإلسالمية ال سيما يف‬
‫املشرق‪ .‬ورواية قالون يف ليبيا وتونس وأجزاء من اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬ورواية ورش يف اجلزائر واملغرب وموريتانيا ومعظم الدول‬
‫اإلفريقية‪ .‬ورواية الدوري عن أيب عمرو يف السودان‬
‫والصومال وحضرموت يف اليمن‪.‬‬
‫‪ .3‬ويدرس هذا العلم يف عدد من املعاهد والكليات واألقسام‬
‫العلمية‪ :‬معاهد القراءات جبمهور مصر العربية وكلية‬
‫القرآن والقراءات وعلومها بطنطا‪ ،‬وكلية القرآن الكرمي‬
‫ابملدينة املنورة‪ ،‬وجامعة القرآن الكرمي والعلوم اإلسالمية‬
‫ابلسودان‪ ،‬وقسم القراءات القرآنية بكلية أصول الدين‬
‫جبامعة البلقاء التطبيقية ابألردن‪ ،‬وكلية دراسات القرآن‬
‫والسنة جبامعة العلوم اإلسالمية املاليزية مباليزاي‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like