Professional Documents
Culture Documents
تقرير موضوعاتي حول الجهوية المتقدمة
تقرير موضوعاتي حول الجهوية المتقدمة
تقرير موضوعاتي
أكتوبر 2023
مداولة
طبقا للقانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.02.124صادر في فاتح ربيع اآلخر 13( 1423
يونيو ،)2002كما تم تغييره وتعديله؛
أنجز المجلس مهمة موضوعاتية حول تقييم مدى تفعيل الجهوية المتقدمة ،وتداول بشأن هذا التقرير بتاريخ 26أكتوبر ،2023وكانت الهيئة
تتألف من السيدة زينب العدوي ،الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات ،رئيسا ،والسيدتان والسادة األعضاء:
عبد العزيز كلوح ،الكاتب العام للمجلس األعلى للحسابات؛ -
محمد كمال الداودي ،رئيس الغرفة المكلفة بتنسيق أعمال المحاكم المالية؛ -
عبد الوهاب قادري ،رئيس الغرفة األولى ،المكلفة بقطاعات السيادة والقطاعات اإلدارية؛ -
ياسين الناصري بن الصغير ،رئيس الغرفة الثانية ،المكلفة بقطاعات االقتصاد والمالية؛ -
سعيد لمرابطي ،رئيس الغرفة الثالثة ،المكلفة بقطاعات البنيات التحتية والطاقة؛ -
رشيد اسماعيلي علوي ،رئيس الغرفة الخامسة ،المكلفة بالقطاعات االجتماعية؛ -
سمية السباعي ،رئيسة غرفة التصريح اإلجباري بالممتلكات؛ -
فاطمة بوزوغ ،رئيسة غرفة التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية؛ -
أحمد أمساس ،رئيس غرفة استئناف أحكام المجالس الجهوية للحسابات؛ -
وبمشاركة رؤساء المجالس الجهوية للحسابات السادة:
بوشعيب بيبط ،جهة طنجة-تطوان-الحسيمة؛ -
رضوان اليزيدي ،جهة الشرق؛ -
عبد هللا أوغبال ،جهة فاس-مكناس؛ -
محمد الرويشق ،جهة بني مالل-خنيفرة؛ -
هشام مكرم ،جهة الدار البيضاء-سطات؛ -
تقي الدين أحندور ،جهة مراكش-آسفي؛ -
أحمد هرموش ،جهة درعة-تافياللت؛ -
عبد هللا بوحريبة ،جهة سوس-ماسة؛ -
أحمد الكصاب ،جهة كلميم-واد نون؛ -
طاريق أمهوض ،جهة العيون-الساقية الحمراء؛ -
محمد كريم لغماري ،جهة الداخلة-واد الذهب؛ -
وكذا بحضور السيدتين والسيدين:
عبد الحفيظ بنطاهر ،منسق أعمال المجالس الجهوية للحسابات؛ -
أحمد القاسمي ،المكلف ببنية مواكبة اإلصالحات في مجال المالية العمومية؛ -
فيروز الجمال ،رئيسة فرع بالغرفة األولى ،مستشارة مقررة للمهمة الموضوعاتية؛ -
سمية بنمير ،مستشارة بالغرفة األولى. -
وحرر بالرباط ،في 26أكتوبر 2023
2
إشارات هامة
تندرج مهمة تقييم تفعيل الجهوية المتقدمة في إطار البرنامج المتعدد السنوات ،2026-2022ويتم تنفيذها على
مراحل تستهدف سنويا تناول جوانب ومحاور ذات الصلة بالجهوية المتقدمة.
وقد انصبت هذه المهمة الموضوعاتية في مرحلتها األولى ( )2023-2022حول اإلطار المؤسساتي ،اآلليات
والموارد ،واالختصاصات ،مع التركيز على الجهات بالنظر لمكانتها المحورية في الجهوية المتقدمة ،على أن
تتناول في مراحلها الموالية الجوانب المتعلقة ،تباعا ،بالوظيفة العمومية الترابية وتنمية القدرات وبتقييم برنامج
تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية ( )2024-2023وبالتمويل الترابي وبتحفيز االستثمار ( ،)2025-2024وأن
تشمل ،إضافة إلى الجهات ،مستويات التنظيم الترابي األخرى ،وال سيما العماالت واألقاليم ،والجماعات.
إن المعطيات المعتمدة في إعداد هذا التقرير الموضوعاتي مصدرها وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات
الترابية) والوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية والوزارة المنتدبة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة،
باإلضافة إلى جهات المملكة االثنتي عشرة .وقد كانت هذه المعطيات موضوع المسطرة التواجهية المنصوص
عليها في مدونة المحاكم المالية ،ال سيما من خالل تبليغ تقرير المالحظات والتقرير الخاص ومشروع اإلدراج
في التقرير السنوي.
إن هذا التقرير الموضوعاتي يتضمن المالحظات المتعلقة بتفعيل الجهوية المتقدمة والتوصيات الرامية إلى
تحسين تفعيله وتدارك المخاطر التي قد تشوبه مستقبال.
وسيتم نشر هذا التقرير الموضوعاتي طبقا ألحكام الدستور ولمقتضيات مدونة المحاكم المالية ويمكن أن تضمن
أبرز المالحظات والتوصيات ،عند االقتضاء ،في التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم -2022
.2023
3
الفهرس
تمهيد 1 ....................................................................................................................................
أبرز المالحظات والتوصيات 4 ........................................................................................................
مقدمة 10 .................................................................................................................................
أوال .اإلطار القانوني والمؤسساتي للجهوية المتقدمة 12 .......................................................................
.1المنظومة القانونية لالمركزية والالتمركز 13 ............................................................................
.1.1أهمية التنسيق مع األطراف المعنية بحصر النصوص المرتبطة بالجهوية المتقدمة موضوع المالءمة
التشريعية والتنظيمية قصد التسريع باعتمادها 13 .................................................................
.2.1ضرورة وضع إطار قانوني يحدد النظام األساسي للوظيفة بإدارة الجماعات الترابية 14 ..................
.3.1استكمال المنظومة القانونية لالتمركز اإلداري :ورش مستمر يجب التعامل معه بمزيد من الفعالية 15 ...
.2اإلطار المؤسساتي للجهوية المتقدمة 16 ..................................................................................
.1.2أهمية تفعيل الالتمركز اإلداري إلرساء إدارة جهوية فعالة 16 ...................................................
عدم انتظام وتيرة انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري 16 .............................................. .1.1.2
إحداث التمثيليات اإلدارية المشتركة للدولة ضرورة ملحة إلنجاح الجهوية المتقدمة 17 .............................. .2.1.2
التأخر في تفعيل اللجان الجهوية للتنسيق 18 ................................................................................. .3.1.2
التسريع بمراجعة النصوص القانونية لمنح رؤساء المصالح الالممركزة صفة آمرين بالصرف جهويين 18 ...... .4.1.2
إنجاز %32فقط من المحاور الخمسة لخارطة الالتمركز اإلداري 19 .................................................. .5.1.2
نقل %30فقط من االختصاصات المتعلقة باالستثمار إلى اإلدارة الالممركزة 21 ..................................... .6.1.2
.2.2الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع وشركات التنمية الجهوية والهيئات االستشارية المحدثة لدى مجالس
الجهات 21 ...............................................................................................................
.1.2.2تباين بين الجهات في تخصيص االعتمادات للوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع لتمكينها من ممارسة المهام
المخولة إليها بالشكل األمثل 22 ............................................................................................................
.2.2.2محدودية اللجوء إلحداث شركات التنمية الجهوية قصد تشجيع مساهمة القطاع الخاص في تمويل األنشطة
المرتبطة بمجال اختصاصات الجهات 23 ...............................................................................................
.3.2.2عدم تحديد اختصاصات الهيئات االستشارية الثالث لمجالس الجهات لضمان تفعيلها 25 ..............................
ثانيا .آليات وموارد تفعيل الجهوية المتقدمة 27 ..................................................................................
.1تطور إسهام الجهات في التنمية االقتصادية واالجتماعية29 ...........................................................
مساهمة ثالث جهات بأزيد من %58في الناتج اإلجمالي الداخلي الخام 29 ................................... .1.1
ارتفاع معدل البطالة على مستوى 10جهات بسبب توالي سنوات الجفاف وتداعيات كوفيد30 ......19- .2.1
مساهمة محدودة لمجالس الجهات في االستثمار العمومي لم تتجاوز %4برسم 31 ........ 2021-2016 .3.1
الحاجة لتفعيل آليات التأهيـل االجتماعي والتضامـن بيـن الجهـات 31 .......................................... .4.1
تأخر في تأطير الشراكة مع القطاع الخاص يجب تداركه لتعزيز الموارد التمويلية للجهات 33 ............ .5.1
.2وضعية الموارد المالية المرصودة للجهات 33 ...........................................................................
.1.2ارتفاع مستوى الفائض الخام السنوي للجهات بسبب محدودية تنفيذ برامج التنمية الجهوية 34 ..............
.2.2أهمية الموارد المرصودة من طرف الدولة لفائدة الجهات 35 ....................................................
.3.2استفادة ثمان ( )8جهات من قروض بمبلغ 7,42مليار درهم خالل الفترة 36 ............... 2021-2018
الئحة الملحقات
ملحق : 1الهيئات االستشارية المحدثة لدى مجالس الجهات خالل الفترة 91............................................ 2022-2021
ملحق : 2اآلليات المعتمدة من طرف الجهات لممارسة االختصاصات الذاتية في مجال التنمية الجهوية (دجنبر 92..... )2022
ملحق : 3وضعية تفعيل االختصاصات الذاتية في مجال التنمية الجهوية 93..............................................................
ملحق : 4إجراءات جذب االستثمار المتخذة من طرف الجهات خالل الفترة 94....................................... 2022-2019
ملحق : 5اإلجراءات المتخذة من طرف الجهات إلنعاش الطاقات المتجددة خالل الفترة 95......................... 2022-2015
تعتبر المالءمة التشريعية والتنظيمية لالختصاصات المخولة لمختلف القطاعات الوزارية ذات الصلة
باختصاصات الجهة المتعلقة بنفس الميادين ،من بين التزامات األطراف المتعاقدة الموقعة على اإلطار
التوجيهي المتعلق بتفعيل االختصاصات الذاتية والمشتركة للجهات (دجنبر 2019خالل المناظرة
الوطنية األولى للجهوية المتقدمة).
في هذا اإلطار ،حصرت اللجان الموضوعاتية بين المؤسساتية المحدثة سنة 2017من طرف وزارة
الداخلية ثمانية عشر ( )18مجاال ضمن االختصاصات الذاتية للجهات وثالثة ( )3مجاالت ضمن
االختصاصات المشتركة تتطلب تدخال تشريعيا أو تنظيميا ،لتحديد نطاق هذه االختصاصات أو حدود
تدخل مختلف الفاعلين العمومين لتدارك تداخل مهامهم مع اختصاصات الجهات .ويتعلق األمر أساسا
باالختصاصات الذاتية المرتبطة بدعم المقاوالت ،وتهيئة الطرق والمسالك السياحية في العالم
القروي ،وإنعاش أسواق الجملة الجهوية ،وإحداث مناطق لألنشطة التقليدية والحرفية ،وإعداد تصميم
النقل داخل الدائرة الترابية للجهة ،وتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين
الجماعات الترابية داخل الجهة ،وتهيئة وتدبير المنتزهات الجهوية .أما االختصاصات المشتركة
الثالث التي تستلزم تدخال تشريعيا أو تنظيميا ،فتتعلق بالشغل والمساعدة االجتماعية وإنعاش السكن
االجتماعي.
وقد سجل المجلس أنه باستثناء مشروع المرسوم المتعلق بإعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية
للجهة ،قيد الدراسة من طرف مصالح وزارة الداخلية ،لم يتم بعد حصر جميع النصوص القانونية
المتعلقة بمجاالت تدخل القطاعات الوزارية ذات الصلة باختصاصات الجهات ،التي تقتضي التتميم
أو التعديل في إطار المالءمة التشريعية والتنظيمية.
وقد تم ،في إطار أشغال اللجان الموضوعاتية سالفة الذكر ،إعداد مسودة األجندة التشريعية والتنظيمية،
التي حددت مجموعة من السيناريوهات المتعلقة بالتدخل التشريعي أو التنظيمي على مستوى
النصوص القطاعية وكذا على مستوى القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ونصوصه
التطبيقية ،كما جاء في جواب وزارة الداخلية .غير أنه إلى حدود شتنبر ،2023لم يحسم بعد في
التوجه الذي سيتم اعتماده بالنسبة لكل اختصاص وتحديد الالئحة النهائية للنصوص التشريعية
.2.1ضرورة وضع إطار قانوني يحدد النظام األساسي للوظيفة بإدارة الجماعات الترابية
بالرغم من مرور أكثر من سبع سنوات على دخول القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية
حيز التنفيذ ،التي نصت على أن مواردها البشرية تخضع ألحكام نظام أساسي خاص ،لم يتم بعد
وضع هذا النظام الذي من شأنه تحديد حقوق وواجبات الموظفين بإدارة الجماعات الترابية وهيئاتها
والقواعد المطبقة على وضعيتهم النظامية ونظام أجورهم ،بشكل يتالءم مع خصوصيات الوظيفة
بإدارة الجماعات الترابية ويسهم في الرفع من جاذبيتها وقدراتها التدبيرية ويعزز األمن الوظيفي.
وقد أعدت وزارة الداخلية خالل سنة ،2019مسودة مشروع قانون بتحديد النظام األساسي الخاص
بموظفي إدارة الجماعات الترابية وهيئاتها ،وكذا الصيغة األولية لمجموعة من مشاريع المراسيم
التطبيقية الخاصة به في إطار تشاركي مع العديد من المتدخلين ،انبثقت عن مجموعة من المشاورات
مع األطراف المعنية ،السيما األمانة العامة للحكومة ووزارة االقتصاد والمالية ،فضال عن ممثلي
النقابات األكثر تمثيلية .وحدد هذا المشروع األحكام العامة للوظيفة بإدارة الجماعات الترابية وشروط
االنخراط فيها ،فضال عن حقوق وواجبات موظفي إدارة الجماعات الترابية.
كما أكدت الوزارة في جوابها أنه تم االعتماد عند صياغة مسودة مشروع القانون سالف الذكر على
مبدأ المماثلة بغرض االحتفاظ بنفس الحقوق والواجبات والضمانات على غرار ما هو مطبق بالنسبة
لموظفي الدولة ،وفق مقتضيات النظام األساسي العام للوظيفة العمومية والنصوص الصادرة لتطبيقه،
مع مراعاة خصوصية إدارات الجماعات الترابية.
غير أنه ،وإلى غاية شهر شتنبر ،2023لم يتم بعد عرض مشروع هذا القانون على مسطرة التشريع
في انتظار توافق الفاعلين المعنيين حول صيغته النهائية ،حيث أوضحت وزارة الداخلية أنه يجري
حاليا اإلعداد لمشاورات مع الفرقاء االجتماعيين ،قبل عرضه على مسطرة التشريع في أقرب اآلجال.
وقد أثر تأخر صدور القانون سالف الذكر على عملية تحديد النصوص التشريعية والتنظيمية المرتبطة
بالوظيفة العمومية التي تطبق على موظفي الجماعات الترابية ،فضال عن عدم مالءمة هذه النصوص
لخصوصيات الوظائف بالجماعات الترابية ،باإلضافة إلى غياب نظام لتحفيز الموظفين وجلب
الكفاءات على المستوى الترابي.
كما أن هذا التأخير في تسطير المقتضيات القانونية المتعلقة بكيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر
لفئة الموظفين ومدتها وشروط االستفادة منها ،أدى إلى عدم إدراج التصاميم المديرية الجهوية للتكوين
المستمر ،التي يتم إعدادها من طرف الجهات طبقا لمقتضيات المادة الثانية من المرسوم رقم
2.16.297بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية
ومدتها وشروط االستفادة منها ومساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها ،لفئة موظفي
الجماعات الترابية ،علما أنها تدخل في إطار االختصاصات الذاتية للجهة.
مـن أجل قيادة ومواكبـة ورش الالتمركز اإلداري ،تـم بموجـب مقتضيات الميثاق الوطنـي ،إحداث
آليـات الحكامـة لقيادة تفعيل التوجهـات العامـة لسياسة الدولـة في مجـال الالتمركز اإلداري وكـذا
للسـهر على تتبـع وتنفيـذ وتقييـم هذا الورش .وأسفر تقييم هذا الورش وتقدم تنزيل مضامين الميثاق
المذكور عن تسجيل المالحظات التالية:
أحدثت اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري لدى رئيس الحكومة ،بموجب المادة 38مـن الميثاق
الوطنـي المذكور ،وتنـاط بهـا مهمـة اقتـراح التدابيـر الالزمة لتنفيـذ التوجهـات العامة لسياسة الدولة
في مجال الالتمركز اإلداري ،والسهر عـلى تتبـع تنفيذها ،وتقييـم نتائجها .وتتولى هذه اللجنة ،على
الخصوص:
-اقتراح إحداث تمثيليات إدارية مشتـركة بيـن قطاعين وزاريين أو أكثر على المستوى
الجهـوي وعلى مسـتوى العمالـة أو اإلقليم؛
-الدراسة والمصادقة علـى اقتراحات إحـداث التمثيليات اإلدارية الجهوية المشتركة المقدمة
مـن قبل السـلطات الحكوميـة المعنية أو مـن قبـل والي الجهـة المعني ،واقتراح جميع
التدابير الكفيلة بالرفع من فعالية أداء المصالح الالممركزة للدولة ونجاعتها؛
-المصادقة على مشاريع التصاميم المديرية لالتمركز اإلداري المنصوص عليها في الميثاق
الوطني لالتمركز اإلداري؛
-تقييم سياسة الالتمركز اإلداري ونتائجها ،واقتراح كل إجراء من شأنه تطويرها.
.2.1.2إحداث التمثيليات اإلدارية المشتركة للدولة ضرورة ملحة إلنجاح الجهوية المتقدمة
اعتبر الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري التمثيليات اإلدارية المشتركة أولوية ،يهدف إحداثها إلى
تحقيق وحدة عمل مصالح الدولة على المستويين الجهوي واإلقليمي وتنميط مناهج عملها وحسن
التنسيق بينها وتحسين فعالية أدائها واالرتقاء بجودة الخدمات العمومية التي تقدمها ،فضال عن ترشيد
النفقات العمومية.
إال أنه ،لم يتم فعليا إحداث هذه التمثيليات سواء على مستوى الجهة أو على مستوى العماالت واألقاليم.
ففي سنة ،2020تدارست اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري ،مجموعة من المقترحات المتعلقة
بتجميع القطاعات الحكومية في إطار تمثيليات إدارية مشتركة على المستوى الجهوي ،غير أن اللجنة
لم تحسم في المقترح النهائي الواجب تطبيقه ،نظرا لتوقف انعقاد اجتماعاتها إلى حدود 18يونيو
.2023
كما يعزى تأخر إحداث التمثيليات المشتركة ،من جهة ،إلى عدم تملك وترسيخ ثقافة نقل
االختصاصات التقريرية من المركز إلى المستوى الالممركز .وقد ترتب عن ذلك ،تعدد المصالح
الالممركزة التي يتعين على الجهات إشراكها في مختلف مراحل إعداد برامج التنمية الجهوية ،مما
يحد من فعالية اتخاذ القرارات حول هذه المشاريع .عالوة على ذلك ،فإن اللجنة الجهوية للتنسيق
المحدثة لدى والي الجهة ،تعرف مشاركة عدد كبير من رؤساء المصالح الالممركزة ،مما يحد من
فعالية تنسيق مختلف المشاريع والبرامج العمومية على المستوى الجهوي.
في هذا الصدد ،أفادت الوزارة المكلفة باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة في جوابها بأنه قد تم وضع
مقترح من طرف اللجنة التقنية المكلفة بتتبع تفعيل ورش الالتمركز اإلداري وأرسل من طرف رئاسة
الحكومة إلى القطاعات الوزارية المعنية من أجل إبداء الرأي .ويتعلق األمر بأربع تمثيليات وهي:
المديرية الجهوية للتعمير واإلسكان؛ والمديرية الجهوية للتجهيز والبنيات التحتية؛ والمديرية الجهوية
للشباب واإلدماج االقتصادي؛ والمديرية الجهوية لإلنتاج الصناعي واالستخراجي والخدماتي.
نص الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري (المادة )30على أن تحدث لدى والي الجهة وتحت رئاسته
لجنة جهوية تحمل اسم "اللجنة الجهوية للتنسيق" .تتألف من عمال العماالت واألقاليم التابعة لدائرة
النفوذ الترابي للجهة ،والكاتب العام للشؤون الجهوية ورؤساء مصالح الدولة الالممركزة على مستوى
الجهة ،والمسؤولين عن المراكز الجهوية لالستثمار والمسؤولين الجهويين للمؤسسات العمومية
المعنية .وقد تم تعيين الكتاب العامين للشؤون الجهوية على مستوى الجهات وإحداث اللجان سالفة
الذكر في يوليوز ،2020مباشرة بعد صدور قرار وزير الداخلية بتحديد تنظيم الكتابة العامة للشؤون
الجهوية (رقم .)2782-19
غير أنه لم يتم إشراك هذه اللجان في مسطرة إعداد الجيل األول من برامج التنمية الجهوية ،بالرغم
من أن الميثاق سالف الذكر نص على دورها ،في تحقيق االنسجام وااللتقائية ما بين السياسات
والبرامج والمشاريع العمومية والتصاميم الجهوية إلعداد التراب وبرامج التنمية الجهوية .ويعزى
هذا األمر لعدم نص المرسوم بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه
وآليات الحوار والتشاور إلعداده (رقم ،)2.16.299للمراحل والكيفيات التي يتم فيها إشراك هذه
اللجنة خالل إعداد برامج التنمية الجهوية ،لكونه دخل حيز التنفيذ قبل صدور الميثاق الوطني
لالتمركز اإلداري .وقد قامت وزارة الداخلية بإعداد مشروع مرسوم جديد بتحديد مسطرة إعداد
برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه (رقم ،)2.22.475من بين مستجداته "استطالع رأي
اللجنة الجهوية للتنسيق المحدثة بموجب المادة 30من الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري في شأن
مشروع برنامج التنمية الجهوية ،لتمكينها من االضطالع بالمهام الموكولة إليها في مجال العمل على
تحقيق االنسجام وااللتقائية بين السياسات والبرامج والمشاريع العمومية والتصاميم الجهوية إلعداد
التراب وبرامج التنمية الجهوية" .وقد تمت المصادقة على هذا المشروع من طرف مجلس الحكومة
بتاريخ 16فبراير ،2023غير أنه لم ينشر بعد بالجريدة الرسمية.
ومن جهة أخرى ،أسند إلى الكتاب العامين للشؤون الجهوية ،إعداد التقارير السنوية للجان الجهوية
للتنسيق التي يبعثها والة الجهات ،بعد المصادقة عليها من طرف اللجان المذكورة ،إلى اللجنة الوزارية
لالتمركز اإلداري قبل متم شهر مارس من كل سنة .بيد أن اللجنة الوزارية لم تتوصل خالل الفترة
،2022-2019بالتقارير السنوية سالفة الذكر ،مما يحول دون تمكينها من االضطالع ببعض مهامها،
السيما تقييم سياسة الالتمركز اإلداري ونتائجها ،ويتطلب هذا التقييم توفر اللجنة الوزارية على
معطيات مضبوطة من طرف مختلف الفاعلين في منظومة الحكامة.
.4.1.2التسريع بمراجعة النصوص القانونية لمنح رؤساء المصالح الالممركزة صفة آمرين
بالصرف جهويين
تتألف المصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة أو على مستوى العمالة أو اإلقليم من تمثيليات
إدارية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو أكثر متناسقة ومتكاملة األهداف ،وتمثيليات إدارية قطاعية.
وللرفع من جاذبية المناصب على المستوى الالممركز ،اعتبر الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري
من أجل تنزيل مضامين الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري ،تم إعداد خارطة الطريق التي صادقت
عليها اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري في متم سنة .2019وقد تضمنت هذه الخارطة خمسة محاور
تهم المجاالت التالية :تنظيم القطاعات الوزارية ،آليات التتبع والحكامة ،تدبير الموارد البشرية،
التفويض والتكوين والتواصل .في هذا اإلطار ،تمت برمجة 22إجراء لتنفيذ مضامين الميثاق الوطني
لالتمركز اإلداري ،كما تم تحديد األطراف المعنية بتنزيل هذه اإلجراءات.
وترجع محدودية تنفيذ إجراءات خارطة الطريق ،من جهة ،إلى تأخر مالءمة مجموعة من النصوص
التنظيمية والتشريعية المرتبطة بتنظيم القطاعات الوزارية وتدبير الموارد البشرية .ومن جهة أخرى،
إلى عدم تفعيل برامج التكوين والتحسيس حول الالتمركز اإلداري وتنظيم لقاءات جهوية للتواصل
والتعريف بالميثاق الوطني ذي الصلة ،خالل فترة ،2022-2019لتزامنه مع فترة الجائحة الصحية.
تم ،إلى غاية شتنبر ،2023تفويض ونقل 15اختصاصا فقط في مجال االستثمار إلى المصالح
الالممركزة ،وهو ما يعادل نسبة %30من مجموع االختصاصات ذات األولوية المرتبطة بعملية
االستثمار المحددة من طرف اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية.
وتتباين هذه النسبة من قطاع آلخر .فقد بلغ معدل نقل أو تفويض االختصاصات ذات األولوية في
مجال االستثمار %100على مستوى القطاعين المكلفين بالداخلية والتنمية المستدامة و %80على
مستوى قطاع النقل و %33على مستوى القطاعين المكلفين بالفالحة والتجهيز والماء و %25على
مستوى القطاعين المكلفين بالصحة والسياحة ،بينما لم يتم نقل أو تفويض أي اختصاص على مستوى
خمسة قطاعات حكومية ،وهي االقتصاد والمالية ،واألمانة العامة للحكومة (االختصاصات المتعلقة
بمنح التراخيص لمزاولة بعض المهن) ،والصيد البحري ،والمياه والغابات ،واالنتقال الطاقي.
وقد سبق أن أوصت اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري في تقريرها السنوي برسم سنة ،2020على
«ضرورة إيالء العناية القصوى لمساطر االستثمار واالختصاصات المتعلقة بها ،وإدراجها ضمن
االختصاصات التي سيتم نقلها في المرحلة األولى إلى المصالح الالممركزة السيما على المستوى
الجهوي».
وترجع محدودية نقل وتفويض االختصاصات المرتبطة بمجال االستثمار أساسا إلى تأخر إعادة هيكلة
المديريات الجهوية لمالءمة تنظيمها مع تنظيم المديريات المركزية ،وكذا الرتباط تفويض هذه
االختصاصات للمستوى الالممركز بتعديل بعض النصوص التشريعية أو التنظيمية أو لعدم توفر
القطاع المعني على مصالح ال ممركزة.
.2.2الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع وشركات التنمية الجهوية والهيئات االستشارية المحدثة
لدى مجالس الجهات
نص القانون التنظيمي المتعلق بالجهات على إحداث وكالة جهوية لتنفيذ المشاريع لدى كل جهة،
لتمكين مجالس الجهات من تدبير شؤونها ،وكذا على إمكانية إحداث الجهات لشركات التنمية الجهوية
أو المساهمة في رأسمالها باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام أو
الخاص ،لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجهات المعنية أو
تدبير مرفق عمومي تابع لها .كما نص نفس القانون على إحداث مجالس الجهات لثالث هيئات
استشارية لدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة والشبات والقضايا ذات الطابع
االقتصادي.
في هذا اإلطار ،سجل المجلس تباينا بين الجهات في تفعيل اختصاصات الوكاالت الجهوية لتنفيذ
المشاريع وفي اعتماد شركات التنمية الجهوية لتمويل وتدبير المرافق التابعة للجهة.
رأسمالها
وضعية تفعيل
الهدف من إحداثها (بماليين شركة التنمية الجهوية الجهة
الشركة
الدراهم)
غير مفعلة بعد تهيئة وتجهيز وتثمين المنطقة السياحية ألغروض 10,00 أغروض للتهيئة
انتقل الناتج الداخلي الخام الذي حققته الجهات االثني عشرة خالل الفترة 2021-2015من 966.077
إلى 1.273.281مليون درهم ،أي بمعدل نمو سنوي متوسط قدره .%4.71كما سجلت خمس جهات
نسب أعلى من متوسط نسبة النمو اإلجمالي سالف الذكر ( ،)%4,71وهي على التوالي جهات
والعيون -الساقية الحمراء ( )%10,56وكلميم-واد نون ( )%7,30والداخلة-واد الذهب ()%6,54
ودرعة-تافياللت ( )%6,44والشرق ( ،)%6,29كما هو مبين في الجدول التالي:
جدول ::3تطور نسبة مساهمة الجهات في الناتج اإلجمالي الداخلي الخام خالل الفترة 2021-2015
نسبة مساهمة الجهة في الناتج اإلجمالي الداخلي الناتج اإلجمالي الداخلي الخام (مليون
الخام درهم) الجهات
متوسط 2021-2015 2021 2015 معدل النمو 2021 2015
%10,36 %10,53 %10,14 %5,36 134.049 98.007 طنجة-تطوان-الحسيمة
%5,06 %5,26 %4,81 %6,29 66.963 46.446 الشرق
%8,57 %8,20 %9,07 %2,96 104.353 87.610 فاس-مكناس
%15,98 %15,90 %16,09 %4,51 202.508 155.438 الرباط-سال-القنيطرة
%5,86 %5,88 %5,84 %4,84 74.853 56.386 بني مالل-خنيفرة
%32,21 %32,38 %32,00 %4,92 412.252 309.110 الدار البيضاء-سطات
%8,39 %7,93 %9,00 %2,53 101.000 86.956 مراكش-آسفي
%2,72 %2,84 %2,57 %6,44 36.114 24.827 درعة-تافياللت
%6,37 %6,23 %6,55 %3,86 79.382 63.253 سوس-ماسة
%1,43 %1,51 %1,31 %7,30 19.285 12.634 كلميم-واد نون
%1,86 %2,11 %1,53 %10,56 26.909 14.734 العيون -الساقية الحمراء
%1,17 %1,23 %1,11 %6,54 15.613 10.676 الداخلة-واد الذهب
%100 %100 %100 %4,71 1.273.281 966.077 المجموع
المصدر :معطيات المندوبية السامية للتخطيط
غير أن مساهمة الجهات في خلق الثروة الوطنية والقيمة المضافة تتسم بالتباين ،حيث بلغ متوسط
مساهمة ثالث جهات في الناتج اإلجمالي الداخلي الخام أزيد من ( %58الدار البيضاء-سطات
( ،)%32الرباط-سال-القنيطرة ( )%16وطنجة-تطوان-الحسيمة ( ،)%10مقابل %42على مستوى
باقي الجهات ،كما هو مبين في الرسم التوضيحي التالي:
350.000
الرباط-سال-القنيطرة
300.000
15,98%
250.000
مراكش-آسفي
طنجة-تطوان-الحسيمة 8,39%
200.000
10,36%
بني مالل-خنيفرة سوس-ماسة
150.000 5,86% 6,37%
100.000 العيون الساقية الحمراء
50.000 1,86%
الشرق فاس-مكناس
0
5,06% 8,57% درعة-تافياللت
كلميم-واد نون الداخلة-واد الذهب
2,72% 1,17%
1,43%
المصادر :معطيات المندوبية السامية للتخطيط
.2.1ارتفاع معدل البطالة على مستوى 10جهات بسبب توالي سنوات الجفاف وتداعيات
كوفيد19-
شهدت وضعية سوق الشغل على المستوى الوطني تدهورا ملحوظا خالل الفترة ،2022-2015حيث
انتقل معدل البطالة من %9,7إلى %11,8بسبب توالي سنوات الجفاف وتداعيات كوفيد ،19-هذا
على الرغم من تحسن مستوى الحد من انتشار الفقر المدقع والهشاشة االقتصادية ،إذ انخفض معدل
الفقر النقدي من %4.8إلى %1.7ومعدل الهشاشة من %12.5إلى .%7.9
في هذا الصدد ،وباستثناء جهتي طنجة-تطوان-الحسيمة ومراكش-أسفي ،ارتفع معدل البطالة على
مستوى باقي الجهات ما بين %1بالنسبة لجهة الرباط-سال-القنيطرة و %4,9بالنسبة لجهة فاس-
مكناس ،كما يبين الرسم البياني التالي:
رسم بياني :2تطور معدالت البطالة على مستوى الجهات خالل الفترة 2022-2015
25,0%
20,0%
15,0%
20,1%
17,4%
16,5%
10,0%
15,0%
13,8%
13,5%
11,4%
11,0%
10,7%
10,5%
10,0%
10,0%
10,1%
9,7%
9,7%
8,6%
6,6%
7,4%
6,9%
7,2%
5,0%
0,0%
جهة الرباط سال
الجهات الجنوبية
جهة الدار البيضاء
جهة طنجة تطوان
جهة الشرق
سطات
المصدر :معطيات المندوبية السامية للتخطيط ،معطيات الدراسات االستقصائية السنوية للنشاط االقتصادي والعمل
والبطالة برسم سنة 2015و2022
250
230
حجم االستثمار بمليار درهم
200
189 190 195 195
182
150
100
50
1% 3% 3% 4% 4% 4%
0
2016 2017 2018 2019 2020 2021
حجم االستثمار العمومي اإلجمالي نفقات ميزانية استثمار الجهات
المصدر :المجالس الجهوية للحسابات (التقرير الموضوعاتي المتعلق بمراقبة تسيير نفقات الجهات للفترة )2020-2016
المعطيات المالية للجهات برسم 2021
قانون المالية لسنة ( 2022مذكرة التوزيع الجهوي لالستثمار)
تساهم الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في تعزيز وتحسين الخدمات والبنيات التحتية اإلدارية
واالجتماعية واالقتصادية ،في ظرفية تتميز بمحدودية الموارد المالية للدولة وظهور أولويات غير
منتظرة وزيادة المتطلبات وتحديات التنمية الترابية .كما أن هذه الشراكة تمكن من االستفادة من
قدرات االبتكار والتمويل المتوفرة لدى القطاع الخاص قصد إنجاز مشاريع عمومية مهيكلة ،وكذا
المساهمة في تحسين مناخ األعمال لمنح المستثمرين الوطنيين والدوليين رؤية واضحة لتطوير
مشاريع الشراكة وتوفير الضمانات الالزمة إلنجاحها.
وبالرغم من دخول القانون رقم 86.12المتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص حيز
التنفيذ ابتداء من يناير ،2015فإنه لم يشمل الجماعات الترابية ومجموعاتها والمؤسسات والهيئات
التابعة لها .ولم يتم تدارك هذا الوضع إال في مارس ،2020بصدور القانون 46.18القاضي بتغيير
وتتميم القانون 86.12سالف الذكر.
وبهدف التنزيل الفعلي للمقتضيات المتعلقة بالجماعات الترابية فيما يخص عقود الشراكة بين
القطاعين العام والخاص ،تم إصدار مرسومين تطبيقيين شهر غشت من سنة .2022ويتعلق األمر
بالمرسوم رقم 2.21.349المتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص الخاصة بالجماعات
الترابية ومجموعاتها واألشخاص االعتبارية الخاضعة للقانون العام التابعة للجماعات الترابية،
والمرسوم رقم 2.21.350المتعلق باللجنة الدائمة المكلفة بمشاريع الشراكة بين القطاعين العام
والخاص الخاصة بالجماعات الترابية ومجموعاتها واألشخاص االعتبارية الخاضعة للقانون العام
التابعة للجماعات الترابية.
وقد أدى هذا التأخر إلى ضعف تطوير عقود شراكة مع القطاع الخاص من أجل تخطيط وإنجاز
المشاريع الجهوية الكبرى التي تتطلب موارد مالية مهمة ،وخبرة تقنية عالية ،وطرق تدبير حديثة
ومبتكرة ،حيث اقتصرت حصيلة الشراكات المبرمة من طرف الجهات مع القطاع الخاص على
اتفاقيات شراكة أبرمتها أربع جهات في إطار دعم المقاولة.
وقد أفضى تحليل المعطيات المتعلقة بآليات تمويل الجهات إلى الوقوف على المالحظات التالية.
.1.2ارتفاع مستوى الفائض الخام السنوي للجهات بسبب محدودية تنفيذ برامج التنمية
الجهوية
أسفر تنفيذ ميزانية الجهات عن تسجيل فائض خام مهم بلغ حوالي 12,17مليار درهم كمعدل سنوي
خالل الفترة .2021-2018ويشكل هذا الفائض ما يقارب %45من مجموع المداخيل .وقد عرف
هذا الفائض ارتفاعا خالل هذه الفترة ،حيث انتقل من 10,15إلى 14,56مليار درهم ،بنسبة نمو
حوالي ،%43كما يبرز ذلك الرسم التوضيحي أسفله:
رسم بياني :5تطور الفائض الخام خالل الفترة ( 2021-2018بماليين الدراهم)
16.000 14.557
13.070
14.000 12.462
12.000 10.154
10.000
8.000
6.000
4.000
2.000
0
2018 2019 2020 2021
المصدر :تحليل معطيات الجهات.
كشفت مقارنة الموارد الذاتية للجهات وتلك المرصودة من طرف الدولة ،خالل الفترة ،2021-2018
أهمية الموارد المرصودة من الدولة .حيث بلغت هذه األخيرة حوالي 7,31مليار درهم كمعدل سنوي،
بينما سجلت الموارد الذاتية ما يقارب 583مليون درهم سنويا .وبذلك ،شكلت الموارد المرصودة من
طرف الدولة نسبة %93من الموارد (دون احتساب الفائض المرحل والموارد المعبأة من
االقتراض) ،في حين بلغت الموارد الذاتية نسبة .%7
كما سجل المجلس تفاوتا في توزيع الموارد الذاتية بين الجهات .فخالل نفس الفترة ،شكلت الموارد
الذاتية المحصلة من طرف خمس جهات (طنجة-تطوان-الحسيمة وبني مالل-خنيفرة
والدار البيضاء -سطات ومراكش-آسفي وسوس -ماسة) ما يناهز %85من مجموع الموارد الذاتية.
ويعزى هذا األمر إلى تفاوت المبالغ المحصلة من الموارد الضريبية المحدثة لفائدة الجهات ،نظرا
الرتباطها بعوامل طبيعية وجغرافية ،السيما بالنسبة للرسم على استغالل المناجم والرسم على
الخدمات المقدمة بالموانئ.
وفي نفس السياق ،بلغت الموارد المرصودة من طرف الدولة خالل سنة 2021حوالي 8,64مليار
درهم وهو ما يشكل نسبة %86,4من هدف بلوغ 10مليارات درهم في أفق سنة ،2021المحدد في
المادة 188من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات.
وبالنسبة لتوزيع الموارد المرصودة من طرف الدولة فقد شكلت تلك المتعلقة بحصيلة الضريبة على
الشركات والضريبة على الدخل حوالي ،%49مقابل %44بالنسبة للمخصصات المالية من الميزانية
العامة للدولة ،و %7فيما يتعلق بحصيلة الرسم على عقود التأمين (كما هو مفصل في الجدول أسفله).
جدول : 4توزيع الموارد المرصودة من طرف الدولة خالل الفترة ( 2022-2016مليار درهم)
المساهمات المالية من %20من حصيلة الرسم الموارد المرصودة %5من حصيلة الضريبة على
السنة
الميزانية العامة على عقود التأمين من طرف الدولة الشركات والضريبة على الدخل
.3.2استفادة ثمان ( )8جهات من قروض بمبلغ 7,42مليار درهم خالل الفترة 2021-2018
سجل إجمالي القروض المقررة من طرف صندوق التجهيز الجماعي خالل الفترة ،2021-2018
حوالي 6,15مليار درهم لفائدة ثمان ( )8جهات ،أي بمعدل سنوي ناهز 1,54مليار درهم .وقد
استفادت من هذه القروض جهات :طنجة -تطوان-الحسيمة والشرق وفاس-مكناس والدار
البيضاء -سطات ومراكش-أسفي وسوس -ماسة والعيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب.
كما منحت مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي ،خالل سنة ،2020قرضين لجهتي
فاس-مكناس بمبلغ 300مليون درهم والدار البيضاء-سطات بمبلغ 967مليون درهم.
وقد تم استعمال هذه القروض لتغطية المساهمات المالية للجهات في المشاريع المدرجة ببرامج التنمية
الجهوية وعقود البرامج مع الدولة ،وكذا برنامج تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية.
يعرف تدبير البرامج والمشاريع العمومية على المستوى الوطني والترابي تواتر عدة مخاطر مرتبطة
بضعف االلتقائية والتنسيق من أجل حسن تنزيل االستراتيجيات القطاعية والجهوية على المستوى
الترابي وتتبع مدى بلوغ األهداف المسطرة.
فباإلضافة إلى أهمية التوفر على استراتيجيات وبرامج جيدة ،مبنية على أساس تشخيص موثوق
ومخططات تنفيذ واقعية مصحوبة بمؤشرات قابلة للقياس ،فإن تحقيق األثر المرجو منها يتطلب
القيادة المسؤولة واإلدارة الجيدة لضمان التنسيق الدائم بين مختلف المتدخلين والتتبع المستمر
لوضعية اإلنجاز وتفادي التراخي ،المسجل في الكثير من األحيان مباشرة بعد اإلعالن عنها أو توقيع
االتفاقات الخاصة بتفعيلها.
وفي انتظار إحداث جميع التمثيليات اإلدارية المشتركة على المستوى الجهوي واإلقليمي وتفعيل
اللجنة الجهوية للتنسيق المحدثة لدى والي الجهة ،وكذا دور الوكاالت الجهوية لتنفيذ المشاريع وإرساء
هياكلها ومدها بالموارد البشرية والمالية الالزمة لمواكبة مجالس الجهات ،فإنه من المهم تجميع
مختلف الفاعلين المؤسساتيين على المستوى الترابي في أقطاب قطاعية من أجل تحقيق االنسجام
وااللتقائية بين البرامج والمشاريع التنموية ذات البعد الوطني أو الترابي والرفع من أثرها على
المواطن (أقطاب اقتصادية ،اجتماعية ،فالحية ،التجهيز والبنيات التحتية والسياحة والثقافة والشباب،
.)...
كما تواجه أغلب الجهات إكراهات مرتبطة بتوفر الكفاءات والتخصصات المطلوبة وتعبئتها لتنفيذ
االستراتيجيات والبرامج العمومية وكذا تطوير وتجويد الخدمات المقدمة ،وذلك بسبب التحديات
المرتبطة بضعف جاذبية اإلدارة على المستوى الترابي وغياب معايير خاصة ومالئمة لتحفيز
الموارد البشرية.
وبخصوص استغالل المعلومات للرفع من إدارة البرامج والمشاريع والخدمات ،الحظ المجلس بأن
المعلومات المتاحة على المستوى الترابي غالبا ما تتسم بعدم الشمولية وضعف التجانس والوثوقية،
وذلك في ظل التأخر المسجل في تعميم الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة.
.2.3ضرورة استئناف أعمال اللجان الموضوعاتية البين مؤسساتية لتحيين خارطة طريق
تفعيل اختصاصات الجهات
أطلقت وزارة الداخلية ،بتنسيق مع جمعية جهات المغرب ،ورشا تشاوريا مع القطاعات الوزارية
ومجالس الجهات ،بهدف تحديد اإلشكاليات المطروحة ،خاصة في الجانب المتعلق بممارسة الجهات
الختصاصاتها الذاتية والمشتركة .ومكن هذا الورش التشاوري من إعداد اإلطار التوجيهي لتفعيل
اختصاصات الجهات ،تم التوقيع عليه خالل أشغال المناظرة الوطنية األولى للجهوية المتقدمة (في
دجنبر )2019من طرف ممثلي 12قطاعا وزاريا وكذا رؤساء مجالس الجهات.
وفي هذا السياق ،وضعت وزارة الداخلية منظومة للحكامة ،تشمل تنظيم اجتماعات دورية
موضوعاتية بحضور القطاعات الوزارية المعنية ورؤساء مجالس الجهات ووالة الجهات ،فضال عن
إحداث مجموعات موضوعاتية بين مؤسساتية ،تتألف من رؤساء مجالس الجهات وممثلي القطاعات
الوزارية وخبراء .ومكن إحداث هذه اآللية التشاورية من دراسة وتفصيل مضمون اختصاصات
الجهات الذاتية والمشتركة وإعداد مشروع اإلطار التوجيهي سالف الذكر.
وقد تم ،خالل االجتماع الدوري لتتبع تفعيل ورش الجهوية بتاريخ 8دجنبر ،2021دعوة هذه
المجموعات لالجتماع من أجل تحيين مشروع خارطة الطريق ومالءمتها مع التوصيات الواردة في
تقرير النموذج التنموي الجديد واقتراح اآلليات المناسبة لتفعيل التدابير المرتبطة بالمالءمة التشريعية.
كما تمت دعوتها ،بتاريخ 3نونبر ،2022لعقد اجتماعات كل ثالثة أشهر على األقل الستكمال تنزيل
خارطة الطريق .إال أنها لم تستأنف اجتماعاتها سوى في 17مارس .2023
وقد أفادت وزارة الداخلية بأنه ،تفعيالً للتوصيات الصادرة عن االجتماع سالف الذكر المنعقد بتاريخ
03نونبر ،2022تم تنظيم لقاء تنسيقي ،بتاريخ 07فبراير ،2023خصص لتقديم برنامج
االجتماعات الموضوعاتية وتوزيع أعضاء اللجان التي تم االتفاق على تحديدها – كمرحلة أولى –
في أربع ( )04لجان وهي :لجنة التنمية االقتصادية -لجنة النقل -لجنة التكوين المهني والشغل -
لجنة البيئة .وتروم اللجان المعنية ،والتي شرعت في عقد اجتماعاتها ابتداء من تاريخ 17مارس
،2023تحقيق األهداف التالية:
تحديد اآلليات اإلجرائية المتعقلة بتفعيل ممارسة الجهة لبعض االختصاصات التي يتعين إتمام -
إصدارها؛
البت في مقتضيات مسودة مشروع المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد تصميم النقل -
الجهوي؛
اقتراح السيناريوهات المناسبة بخصوص بعض االختصاصات في إطار المالءمة التشريعية -
والتنظيمية؛
اقتراح النصوص التي تقتضي التعديل أو التتميم في إطار المالءمة التشريعية. -
ولوحظ عدم وضع برمجة زمنية دقيقة لمكونات خارطة الطريق تمكن من ضبط عملية التخطيط.
بحيث لم يتم تحديد اآلجال التوقعية المبرمجة لتفعيل كل محور أخذا بعين االعتبار جميع الصعوبات
التي يمكن أن تحول دون ذلك ،ومن شان هذه البرمجة أن تمكن من تتبع إنجاز كل مكون وتقييم مدى
التقيد بآجال التنفيذ المبرمجة .عالوة على ذلك ،فقد لوحظ برمجة نفس المحور على المدى المتوسط
وكذا على المدى القصير ،دون تصنيف األهداف المتوقع تنزيلها على المدى القصير ،وتلك التي سيتم
استكمالها على المدى المتوسط.
ومن جهة أخرى ،لوحظ تباين على مستوى حصر الئحة الفاعلين واآلليات العملية لتنزيل األهداف
المسطرة بالنسبة لكل محور .فبخصوص المحور الثاني ،حددت خارطة الطريق اإلجراءات الالزمة
لتسريع وتيرة تفعيل االختصاصات الداعمة لإلقالع االقتصادي والتشغيل .وقد تم حصر 12آلية
عملية لتفعيل هذه االختصاصات (االختصاصات الذاتية للجهات الداعمة لإلقالع االقتصادي والتشغيل
في المجاالت المرتبطة بالتنمية االقتصادية ،والنقل ،والتكوين المهني والتكوين المستمر والشغل)
على المدى القصير ،كما حددت القطاعات الوزارية المعنية بتنزيل كل آلية .أما بالنسبة لباقي محاور
برنامج العمل (المالءمة التشريعية والتنظيمية ،تعزيز مركزية وثائق التخطيط كمنطلق لممارسة
االختصاصات وتفعيلها ،مأسسة وتنظيم التعاقد الترابي ،االنسجام بين الالمركزية والالتمركز
اإلداري ،تجويد آليات الحكامة التنظيمية والمالية ،تثمين المواكبة) ،فلوحظ أنه لم يتم تحديد اآلليات
العملية لتنفيذها واألطراف الفاعلة الالزم تعبئتها لتحقيق األهداف المسطرة .وإن من شأن غياب هذه
في إطار مواكبة الجهات لبلوغ حكامة جيدة ،أطلقت وزارة الداخلية ،ابتداء من يناير ،2021مشروع
تفعيل منظومة االفتحاص الداخلي بالجهات ،بكلفة بلغت 1,6مليون درهم .ومكن هذا المشروع من
تكوين ومواكبة ميدانية للمدققين الداخليين بالجهات ،وكذا إعداد دليل إحداث وظيفة االفتحاص الداخلي
بالجهة ،فضال عن تحسيس رؤساء مجالس الجهات والمديرين العامين للمصالح بأهمية ودور هذه
المنظومة .وفي هذا الصدد ،وابتداء من سنة ،2022وضعت عشر جهات مخططات لالفتحاص
الداخلي عهد بتنفيذها وتتبعها إلى وحدة خاصة بكل جهة .كما قامت سبع جهات بإعداد تقارير دورية
تضم نتائج عمليات االفتحاص الداخلي وتوصيات تحسين التدبير بالجهة ،كما تمكنت خمس جهات
من وضع مخططات لتتبع تنفيذ هذه التوصيات.
وفي إطار مواكبة الجهات ،شرعت وزارة الداخلية ابتداء من سنة 2022في وضع نظام للتقييم
السنوي ألداء الجهات ،يعتمد على 23مؤشرا لألداء وفق خمس مجاالت (الحكامة والشفافية،
وممارسة االختصاصات ،وتدبير النفقات وتنفيذ المشاريع ،والتدبير البيئي واالجتماعي ،وتحسين
جاذبية المجال الترابي للجهة) .وفي هذا السياق ،تمكنت جميع الجهات من االنخراط في التقييم
وتدعيمه بالوثائق المثبتة على مستوى المنصة الرقمية المخصصة لذلك ،كما تم إسناد مهمة التقييم
إلى المفتشية العامة لإلدارة الترابية .وستعرف المرحلة الموالية لهذا المشروع نشر نتائج التقييم وتبادل
الممارسات الجيدة بين الجهات.
.4التعاقد بين الدولة والجهات :آلية لتنفيذ المشاريع ذات األولوية ببرامج التنمية الجهوية
تستدعي التفعيل
تشكل الجهات فضاء لتوطين السياسات العمومية على المستوى الترابي .وتعتبر عقود البرامج بين
الدولة والجهات من بين آليات تنفيذ المشاريع ذات األولوية المندرجة في برامج التنمية الجهوية في
إطار تشاركي .ويهدف التعاقد إلى تعبئة مختلف الفاعلين لتحقيق االلتقائية بين التوجهات االستراتيجية
لسياسة الدولة والحاجيات التنموية بالجهة.
وقد أكدت التوجيهات الملكية السامية على أهمية "استثمار آليات التعاقد بين الجهات والدولة،
ومختلف المتدخلين اآلخرين ،وتفعيلها من أجل وضع وتنفيذ المشاريع التنموية ذات األولوية".
(المناظرة الوطنية األولى للجهوية المتقدمة بتاريخ 20دجنبر )2019
وفي هذا اإلطار ،تمكنت الجهات األربعة التي أبرمت عقود البرامج بين الدولة والجهات وباقي
المتدخلين خالل الفترة 2021 -2015من توجيه مجهودات استثمارها صوب المشاريع ذات األولوية
االستراتيجية ببرامج التنمية الجهوية .وأسفر تقييم آلية التعاقد بين الدولة والجهات عن تسجيل
المالحظات التالية:
في المقابل ،لم يتم استكمال مسطرة التوقيع على عقود-البرامج المصادق عليها من طرف ثالثة
مجالس جهات ،بحيث صادقت جهتا طنجة-تطوان-الحسيمة وسوس-ماسة على عقدي-برنامج خالل
الفترة 2021-2015بكلفة تقديرية بلغت على التوالي 3,09مليار درهم و 2,48مليار درهم .إال أنه
لم يتم التوقيع على هذين العقدين من طرف الوزارة المكلفة بالمالية ،نظرا لعدم تحيين بعض القطاعات
الوزارية لتوقيعاتها خالل الوالية التشريعية الجديدة في أكتوبر ،2021وهو ما حال دون تنفيذ بعض
المشاريع المدرجة في هذين العقدين ،بالرغم من مرور أزيد من سنة على المصادقة عليها .بينما لم
تتمكن جهة الشرق من استيفاء جميع التوقيعات على عقد-البرنامج المصادق عليه من طرف مجلسها
التداولي سنة 2020بكلفة توقعية حددت في 5,86مليار درهم ،حيث لم يوقع على العقد المذكور
سوى ثالثة شركاء ،من أصل 16شريكا للجهة من بينها قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية .في
حين أن باقي الجهات (الرباط-سال-القنيطرة والدار البيضاء-سطات ومراكش-أسفي ودرعة-تافياللت
والعيون-الساقية الحمراء) لم تعتمد آلية التعاقد مع الدولة لتنفيذ المشاريع ذات األولوية ببرامج التنمية
الجهوية المؤشر عليها ابتداء من سنة ،2018رغم أن المناظرة الوطنية األولى للجهوية المتقدمة
أوصت "بضرورة تبني عقود-برامج وعقود شراكة لضمان التكامل بين السياسات العمومية مجاليا
وقطاعيا" ،وبالرغم من التزام األطراف الموقعة على اإلطار التوجيهي لتفعيل ممارسة الجهة
لالختصاصات الذاتية والمشتركة في دجنبر « ،2019بالعمل على تنزيل برامج التنمية الجهوية عن
طريق عقود-برامج بين الدولة والجهات».
وقد تبين من خالل تحليل االتفاقيات الخاصة المبرمة من طرف الجهات ،أن حوالي %26من هذه
االتفاقيات تتعلق بمشاريع وبرامج تم التعاقد بشأنها قبل إبرام عقود-البرامج مع الدولة .بحيث لوحظ
أن مدة سريان هذه االتفاقيات الخاصة وكذا الجدولة الزمنية لمساهمة الشركاء تبقى غير منسجمة مع
البرمجة الزمنية المعتمدة في عقود البرامج .وبالتالي فإن هذه العقود ال تعكس البرمجة الفعلية
للمشاريع والبرامج المدرجة بها.
ومن جهة أخرى ،لوحظ أنه رغم تنصيص عقود البرامج بين الدولة والجهات وباقي المتدخلين ،على
أجل ثالثة أشهر إلبرام االتفاقيات الخاصة ،فإن %50من هذه االتفاقيات لم يتم عقدها إال في السنة
الثانية من دخول عقود البرامج حيز التنفيذ ،حيث وصل عدد االتفاقيات المبرمة في السنة الموالية
لعقد البرنامج حوالي 62اتفاقية من أصل .125ويعزى هذا التأخير إلى عدم التزام الفاعلين بتنفيذ
عقود البرامج وفق اآلجال المتعاقد بشأنها ،فضال عن محدودية قدرة الجهات على التخطيط للمشاريع
ودراستها وتنفيذها وفقا للبرمجة الزمنية المحددة في هذه العقود.
ويتضح من خالل هذه المعطيات أن عدد المشاريع المكتملة اإلنجاز وصل عند متم سنة 11 ،2022
مشروعا من أصل 160مشروعا مبرمجا في عقود البرامج المتعلقة بالفترة .2022-2020في حين
أن حوالي %74من المشاريع المبرمجة مازالت إلى غاية نهاية سنة ،2022في طور الدراسة أو
في طور اإلنجاز ،بالرغم من انتهاء اآلجال المبرمجة لتنزيل هذه العقود .ويبرز هذا الوضع محدودية
قدرة الجهات على إبرام االتفاقيات الخاصة داخل اآلجال التعاقدية وكذا التخطيط للمشاريع ودراستها
وتنفيذها وفقا للبرمجة الزمنية المحددة في عقود -البرامج مع الدولة.
.4.4محدودية تنفيذ مشاريع عقود-البرامج بين الدولة والجهات وباقي المتدخلين المبرمة
ابتداء من 2020
نصت عقود-البرامج المبرمة بين الدولة والجهات ،على التزام جميع األطراف الموقعة على العقد
بالشروع في تنفيذ أشغال جميع المشاريع قبل متم السنة األخيرة من الفترة المبرمجة لتنفيذ هذه العقود
(أي متم سنة 2023بالنسبة لعقد برنامج جهة كلميم -واد نون ،ومتم سنة 2022بالنسبة لباقي
الجهات).
غير أنه تبين من خالل تحليل وضعية تنفيذ المشاريع المدرجة في عقود البرامج مع الدولة ،متم سنة
،2022أن 65مشروعا لم يتم تفعيله من أصل 265مشروعا مبرمجا في هذه العقود .وبلغت الكلفة
اإلجمالية التوقعية لهذه المشاريع حوالي 8,86مليار درهم ،من بينها 48مشروعا مبرمجا للفترة
،2022-2020كما يوضح ذلك الجدول أسفله:
وترجع األسباب المتعلقة بعدم تفعيل جزء من المشاريع المدرجة في عقود-البرامج مع الدولة إلى عدم
إبرام االتفاقيات الخاصة لتنزيلها ،والتي تحدد االلتزامات التعاقدية لألطراف الشريكة وكيفيات إنجاز
المشاريع ،وذلك بالرغم من مرور ثالث سنوات على دخول عقود-البرامج حيز التنفيذ.
ويعزى التأخر في إبرام االتفاقيات الخاصة ،حسب أجوبة الجهات على االستبيان ،إلى عدم وضوح
الرؤية حول مكونات هذه المشاريع لدى الشركاء ،أو لعدم توفر االعتمادات المالية لتنزيلها ،فضال
عن طول مسطرة التوافق حول مقتضيات االتفاقيات الخاصة بين الجهات والقطاعات الوزارية
المعنية ،نظرا لكون ممثلي المصالح الالممركزة لهذه الوزارات ال يتوفرون على السلطة التقريرية
للتعاقد على المستوى الترابي وطول مسطرة الرجوع إلى المصالح المركزية للوزارات.
ومن بين المشاريع التي لم تفعل ،نظرا لعدم إبرام االتفاقيات الخاصة (إلى حدود دجنبر ،)2022نذكر
على سبيل المثال ،مشروع وضع تدابير للدعم االجتماعي للمتمرنين في التكوين المهني (خاصة
المنحدرين من عائالت معوزة ومن العالم القروي) ،ومشروع إحداث المرصد الجهوي لتنمية
الكفاءات والتأهيل لسوق الشغل (جهة فاس-مكناس) ،ومشروع هيكلة العرض الترابي وتحسين
جاذبية جهة الشرق وتعزيز الفرص االستثمارية بها ،ومشروع بناء وتجهيز مركز القرب لمعالجة
أمراض السرطان بالناظور (جهة الشرق) ،ومشروع إحداث وتهيئة منطقة لوجستيكية بميناء الداخلة
(جهة الداخلة-وادي الذهب) ،وبرنامج اإلدماج االجتماعي وبرنامج تحسين العرض الصحي (جهة
طنجة-تطوان الحسيمة) ،ومشروع تأهيل المراكز القروية والصاعدة ،ومشروع إعداد وصيانة
مدارات نشر مياه الفيض (جهة كلميم واد نون).
عالوة على ذلك ،ترجع األسباب المتعلقة بعدم تفعيل بعض المشاريع إلى التأخر في تعبئة العقارات
الالزمة إلنجازها (كمشاريع بناء وتجهيز المسرح الجهوي الكبير والمعهد الجهوي للموسيقى
والكوريغرافيا بجهة بني مالل-خنيفرة).
.1.5أهمية تمكين إدارات الجهات من موارد بشرية مالئمة وجعلها أكثر استقطابا وجاذبية
بلغ عدد الموظفين بإدارة الجهات 865موظفا إلى حدود أبريل ،2023من بينها 22متعاقدا ،أي
بمعدل 72موظفا لكل جهة ،وبلغت نسبة األطر العليا ،%61,4علما أن عدد موظفي إدارة الجهات
لم يتجاوز 760موظفا سنة ،2019و 378موظفا سنة .2008وتمثل الموارد البشرية للجهات أقل
من %1من إجمالي موظفي إدارة الجماعات الترابية .ولإلشارة ،ال يتجاوز المعدل اإلجمالي لألطر
العليا %15بالنسبة لمجموع الجماعات الترابية.
ورغم أهمية نسبة التأطير على صعيد إدارات الجهات ،أكدت هذه األخيرة عدم توفرها على الموارد
البشرية الكافية لممارسة مهامها ،إذ بلغت نسبة هؤالء الموظفين %0.97من إجمالي موظفي إدارة
الجماعات الترابية سنة .2022
وقد كشفت المخرجات األولية للدراسة المتعلقة بإعداد "دليل مرجعي للوظائف والكفاءات لفائدة
الجهات" المنجزة في إطار المشروع المتعلق بدعم الجهوية المتقدمة من طرف الوكالة األلمانية
للتعاون الدولي بشراكة مع المديرية العامة للجماعات الترابية ،أن عدد مناصب الشغل (من أطر
وأعوان) المحدد في قائمة الوظائف النموذجية الخاصة بالجهة ،حصر في 115منصب شغل لكل
جهة ،بيد أن متوسط عدد موظفي الجهات ال يتجاوز 73موظفا.
ومن جهة أخرى ،لوحظ تباين على مستوى توزيع بعض التخصصات التقنية على الصعيد الجهوي.
فعلى سبيل المثال ال يتجاوز عدد المهندسين المعماريين بالجهات ستة مناصب ،يتوزعون على أربع
جهات (الشرق ،والرباط -سال -القنيطرة ،والدار البيضاء -سطات ،وسوس -ماسة) .بينما تعرف ثمان
جهات خصاصا في هذا التخصص التقني .عالوة على ذلك فإن %51من إجمالي عدد المهندسين
على الصعيد الجهوي يتمركز على مستوى أربع جهات ،وذلك نظرا للفوارق بين الجهات من حيث
جاذبية المجال الترابي.
وقد أفادت وزارة الداخلية بأنها قامت بإحداث مرصد الحركية والمسار المهني بالمديرية العامة
للجماعات الترابية التي تضطلع أساسا بتتبع تطور أعداد الموظفين وحركيتهم ،وذلك من أجل إرساء
حكامة جيدة في تدبير الموارد البشرية العاملة بالجماعات الترابية بجميع مستوياتها.
.2.5تباين بين الجهات في إرساء منظومة التدبير التوقعي لألعداد والوظائف والكفاءات
يرتكز تدبير الموارد البشرية على مستوى بعض الجهات أساسا على التدبير اإلداري (اإلطار أو
الدرجة) وغير قائم على الوظائف والكفاءات اعتمادا على دالئل مرجعية للوظائف والكفاءات ،بحيث
تبين أن خمس جهات لم تضع هذه الدالئل كخطوة أولى إلرساء المنظومة سالفة الذكر (الرباط -سال
-القنيطرة وبني مالل -خنيفرة ودرعة -تافياللت وسوس -ماسة وكلميم -واد نون).
ومن جهة أخرى ،تبين أنه رغم استفادة جهتي الشرق والدار البيضاء-سطات من مواكبة مؤسسة
دولية للتعاون إلنجاز دراسة متعلقة "بإعداد دليل مرجعي للوظائف والكفاءات بالجهة" ،فإن مخرجات
هذه الدراسة لم توظف لبلورة دليل مرجعي وإرساء التدبير التوقعي لألعداد والوظائف والكفاءات،
نظرا لعدم المصادقة عليها.
في هذا اإلطار ،تم إحداث مرصد المهن الجماعية لتتبع تطور أعداد الموظفين بالجماعات الترابية
وحركيتهم .فيما لم يتم بعد إصدار المرسوم المتعلق بإحداث الهيئة الوطنية للتوجيه في مجال تدبير
الموارد البشرية (إلى غاية شتنبر .)2023وتتمثل مهام هذه الهيئة في وضع وتحديد التوجهات
اإلستراتيجية التي تخص الموارد البشرية والتكوين بجميع فروعه على مستوى الجماعات الترابية
والتنسيق بين مختلف الفاعلين ،باإلضافة إلى تقييم وتتبع البرامج المنجزة.
وقد أفادت وزارة الداخلية بأنها ستقوم بإحالة المرسوم المذكور على مصالح األمانة العامة للحكومة
بعد تعديل المادة 82من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات .كما أضافت بأنه ،في انتظار صدور
القوانين التعديلية الالزمة ،قامت مصالح مديرية تنمية الكفاءات والتحول الرقمي بإعداد مشروع
دورية وزارية حول إحداث الهيئة سالفة الذكر ،تتضمن كيفية اشتغالها واختصاصاتها ،سيتم توزيعها
على مختلف الفاعلين في مجال التكوين.
في نفس السياق ،اليزال المشروع المتعلق بدعم الجهات في تنفيذ نظام حكامة جديد للتكوين في طور
اإلنجاز ،حيث لم تصدر الوزارة بعد الصيغة النهائية للدليل المتعلق بدعم الجهات في مجال هندسة
التكوين ،والدليل المتعلق بالتكوين على الصعيد الوطني والجهوي ،مع العلم بأن إنجاز هذا المشروع
مرتبط بإحداث الهيئة الوطنية للتوجيه ،التي يوجد من بين اختصاصاتها إبداء الرأي حول مختلف
الوثائق ذات الصبغة الوطنية والجهوية المتعلقة بتدبير الموارد البشرية والتكوين.
وقد أشارت الوزارة إلى اضطالع اللجنة الجهوية للتكوين بمهام تقييم منظومة التكوين المستمر لفائدة
الجماعات الترابية ،على اعتبار أن القانون أناط بها مسؤولية إعداد التصميم المديري الجهوي للتكوين
المستمر ،وكذا السهر على تفعيله وتنفيذه ،كما ألزمها بإعداد تقرير سنوي يبرز التقدم الحاصل في
إنجاز المخططات السنوية للتكوين على مستوى الجهوي ،هذا باإلضافة الى الهيئات اإلقليمية للتتبع
والمصالح اإلدارية بالجهة .لذلك ،عملت المديرية العامة للجماعات الترابية على إعداد نظام معلوماتي
لتدبير وتتبع وتقييم أنشطة التكوين على مستوى الجهات.
وبخصوص تكوين أعضاء مجالس الجهات (شتنبر ،)2022اقتصر هذا البرنامج على استهداف لجنة
واحدة من اللجان الدائمة للمجلس (لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة) ،ولم يشمل باقي مكونات
مجالس الجهات .ومن جهة أخرى ،سجلت محدودية نسبة المشاركة في برنامج التكوين والتحسيس
لفائدة أعضاء هذه اللجنة ،بحيث لم تتجاوز نسبة المشاركة في الدورات التكوينية %50على مستوى
ثمان جهات ،كما يبرز ذلك الرسم البياني أسفله:
رسم بياني :8نسب مشاركة أعضاء لجان الميزانية والشؤون المالية والبرمجة في أيام التكوين المستمر
المنظمة من طرف وزارة الداخلية
120%
103% 104%
90% 80%
56%
60% 48% 45% 50%
43% 41% 42%
27% 24% 25%
30%
0%
فاس -مكناس
درعة -تافياللت
نسبة المشاركة
سوس – ماسة
الشرق
العيون -الساقية
طنجة – تطوان-
الدار البيضاء-سطات
مراكش -آسفي
اإلجمالية
القنيطرة
الحمراء
الحسيمة
خولت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية ألعضاء مجالسها حق االستفادة من تكوين
مستمر في المجاالت المرتبطة باالختصاصات المخولة لكل جماعة ترابية على حدة.
وتضطلع الجهة باختصاص ذاتي يتمثل في اإلشراف على التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس
وموظفي الجماعات الترابية .ولهذا الغرض ،تتولى الجهات إعداد التصميم المديري الجهوي للتكوين
المستمر بتنسيق مع الجماعات الترابية الواقعة في نفوذها الترابي ،وذلك بمقتضى المرسوم "بتحديد
كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية ومدتها وشروط
االستفادة منها ومساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفها" .وفي هذا اإلطار ،حدد أجل إعداد
التصاميم سالفة الذكر ،في السنة األولى من مدة انتداب مجالس الجهات.
ومن خالل معاينة وضعية إعداد التصاميم المديرية الجهوية للتكوين المستمر خالل الفترة -2015
،2021تبين أنه بالرغم من تعدد المقاربات المعتمدة من طرف الجهات في إعدادها (شراكات مع
منظمات أو جهات خارجية ،أو طلبات العروض ،أو موارد ذاتية) ،فإن معظم الجهات لم تحترم األجل
المنصوص عليه في المرسوم سالف الذكر .فباستثناء جهتي الرباط – سال – القنيطرة وفاس – مكناس
اللتين أعدتا تصميميهما خالل السنة الموالية لصدور المرسوم المذكور ،تبين أن %75من التصاميم
المذكورة لم يتم إعدادها وتفعيلها إال ابتداء من سنة ( 2019أي بعد مرور ثالث سنوات على صدور
المرسوم) .كما تجدر اإلشارة إلى أن بعض الجهات لم تتمكن من إعداد التصميم إال خالل الفترة
( 2021-2020كجهة الشرق ،وجهة طنجة -تطوان -الحسيمة وجهة درعة تافياللت) .ويبين الجدول
أسفله وضعية إعداد التصاميم المديرية الجهوية للتكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات
الترابية برسم الفترة .2021-2015
وقد أدى هذا التأخير في إعداد وتفعيل الجهات للتصاميم سالفة الذكر إلى التأخر في بلورة التوجهات
االستراتيجية للتكوين المستمر ومخطط التكوين وكذا الجدولة الزمنية متعددة السنوات لتفعيل هذه
االستراتيجية خالل الفترة ،2021-2015فضال عن التأخر في برمجة الميزانية الالزمة للتكوين
المستمر .الشيء الذي أدى إلى عدم تمكين أعضاء مجالس الجماعات الترابية من التكوين خالل الفترة
ما قبل إعداد وتفعيل التصاميم المذكورة.
كما أن التأخر في تفعيل هذه التصاميم حال دون تحقيق الهدف المتعلق بالحد األدنى لمدة التكوين،
والذي حدد في ثمانية أيام لكل عضو من أعضاء مجالس الجماعات الترابية .وهو الحد األدنى الذي
من المفترض تفعيله ،خالل سنة ،2018عمال بمقتضيات المادة 7من المرسوم سالف الذكر .وحري
بالذكر أنه في إطار مواكبة الدولة للجهات في مجال التكوين المستمر ،منح المرسوم سالف الذكر
لرؤساء مجالس الجهات إمكانية عقد اتفاقيات مع وزارة الداخلية من أجل تنظيم وتأطير دورات
تكوينية خاصة لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية .وفي هذا الصدد ،سجل المجلس عدم تفعيل
آلية التعاقد بين الدولة والجهات في مجال التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية
خالل الفترة 2022-2016لتدارك النقص الحاصل على مستوى التكوين المستمر.
ويعزى ضعف اإلنجازات المتعلقة بالتكوين المستمر برسم الفترة 2021-2015بالمقارنة مع توقعات
التصاميم المديرية الجهوية إلى تأخر معظم الجهات في بلورة هذه التصاميم ،وتزامن الجدول الزمني
لتنفيذها مع فترة جائحة كوفيد ،19فضال عن عدم التزام بعض الجماعات الترابية بتحويل مساهماتها
المالية للجهة لتغطية المصاريف التي يتطلبها إنجاز برنامج التكوين.
.3.4.5محدودية المساهمة المالية للجماعات الترابية الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة في
تمويل برامج التكوين المستمر
باإلضافة إلى الموارد المالية المخصصة من طرف الجهات لتمويل برامج التكوين المستمر لفائدة
أعضاء مجالس الجماعات الترابية ،حددت خطط تمويل التكوين المستمر التي تم إعدادها في إطار
التصاميم المديرية الجهوية للتكوين ،المبالغ التوقعية للمساهمة المالية لكل جماعة ترابية واقعة في
نفوذ الجهة ،وكذا البرمجة الزمنية لتحويل هذه المساهمات .وفي هذا الصدد ،نص المرسوم سالف
الذكر على أن "تتحمل الجهة نسبة %25على األقل من مصاريف البرنامج السنوي للتكوين المستمر
الذي تعده اللجنة الجهوية ،وتتحمل العماالت واألقاليم والجماعات الواقعة داخل النفوذ الترابي للجهة
النسبة المتبقية على أساس قاعدة عدد أعضاء المجالس المستفيدين".
وسجل المجلس ضعف تفعيل المساهمة المالية للجماعات الترابية المستفيدة من برامج التكوين .حيث
تبين عدم التزام الجماعات الترابية األخرى بتحويل مساهمتها المالية للجهة وفق البرمجة الزمنية
المحددة في التصاميم المديرية الجهوية للتكوين.
فباستثناء الجماعات الترابية الواقعة في النفوذ الترابي لجهتي فاس -مكناس ومراكش-أسفي ،والتي
بلغت مساهماتها المالية في برامج التكوين ،على التوالي 10 ،ماليين درهم و 1,04مليون خالل الفترة
،2022-2018أي بنسب %87و ،%7على التوالي ،من الميزانية المبرمجة للتكوين خالل نفس
الفترة ،فإن الجماعات الترابية الواقعة في النفوذ الترابي لباقي الجهات لم تساهم في تمويل برامج
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة الداخلية بما يلي:
وزارة الداخلية:
-تحديد اآلليات اإلجرائية لتفعيل ممارسة الجهة الختصاصاتها الذاتية والمشتركة واستكمال
تنزيل إجراءات خارطة الطريق ،وذلك من خالل الحرص انتظام وتيرة عمل اللجان
الموضوعاتية البين مؤسساتية المحدثة من طرف وزارة الداخلية لهذه الغاية؛
-دعم ومواكبة الجهات في إعداد برامج تنمية جهوية قابلة للتنفيذ ،تأخذ بعين االعتبار قدرة
الجهات على تنزيلها والموارد المالية التي يمكن تعبئتها ،وتحري الدقة في تحديد التركيبة
المالية وااللتقائية بين البرامج التنموية والسياسات العمومية األخرى ،مع تحديد المشاريع
المبرمج إنجازها في إطار عقود-البرامج مع الدولة؛
-إصدار وتفعيل قراري وزير الداخلية المنصوص عليهما في المادة 5من المرسوم المتعلق
بصندوق التأهيل االجتماعي والمادة 2من المرسوم المتعلق بصندوق التضامن بين الجهات،
من أجل تحديد كيفيات تطبيق نسب معايير االستفادة وإنجاز التشخيص وإعداد البرامج وتقييمها
وتتبعها ،مع األخذ بعين االعتبار البرامج الوطنية التي تتقاطع في أهدافها مع الغايات والمقاصد
من إحداث الصندوقين المذكورين؛
-مواكبة الجهات لتحسين مردودية مواردها البشرية ،السيما من خالل إرساء منظومة التدبير
التوقعي لألعداد والوظائف والكفاءات لتسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبير الموارد البشرية
وتقوية قدراتها التدبيرية ومالءمة المناصب والكفاءات مع خصوصيات المجال الترابي للجهة؛
-مواكبة الجهات من أجل تحيين التصاميم المديرية الجهوية للتكوين المستمر ،لتشخيص
مؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية ورصد الحاجيات في مجال التكوين المستمر
ومالءمة مخططات التكوين ،مع الحرص على تنفيذ البرامج السنوية لدورات التكوين وفق
الجدول الزمني المحدد في التصاميم.
تعتبر الجهات من أبرز الفاعلين في جذب وتنمية االستثمار على المستوى الجهوي إلى جانب المصالح
الالممركزة للقطاعات الوزارية المختصة في هذا المجال ،والمراكز الجهوية لالستثمار .حيث أن
القانون التنظيمي المتعلق بالجهات أناط بها اختصاصات ذاتية في مجال التنمية االقتصادية تتعلق
بدعم المقاوالت وجذب االستثمارات .كما أكد القانون اإلطار المتعلق بميثاق االستثمار على دور
الجهات في تحقيق األهداف المتعلقة بتنمية وتشجيع االستثمار في إطار االختصاصات الموكولة إليها.
وفي هذا الصدد ،اتخذت بعض الجهات عدة تدابير لجذب االستثمارات وتحسين مناخ األعمال ،سواء
من خالل إبرام اتفاقيات شراكة إلحداث مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة لتسهيل ولوج المستثمرين
للعقار ،وإحداث صناديق لدعم االستثمار (كما هو الشأن بالنسبة لجهات طنجة-تطوان-الحسيمة
وفاس-مكناس والرباط-سال-القنيطرة وبني مالل-خنيفرة وسوس-ماسة) ،وكذا إبرام اتفاقيات لدعم
المقاوالت وخلق فرص الشغل ،وتنظيم ملتقيات للتعريف بإمكانيات االستثمار بالجهة .ويبرز
الملحق 4مختلف اإلجراءات المتخذة من طرف جميع جهات المملكة لجذب االستثمار خالل الفترة
.2022-2019
وبالرغم من تعدد اإلجراءات المتخذة من طرف الجهات لجذب وتنمية االستثمار ،فقد لوحظ أن هذه
المبادرات ال تندرج ضمن استراتيجيات جهوية خاصة بجذب وتشجيع االستثمارات بالجهة ،تتالءم
مع خصوصياتها مع مراعاة االستراتيجيات القطاعية في مجال االستثمار ،وذلك بهدف ضمان
االلتقائية والتكامل في تدخالت مختلف الفاعلين على مستوى الجهة .وقد أدرجت جهة كلميم-واد نون
في إطار برنامجها التنموي (المؤشر عليه سنة )2020إعداد استراتيجية جهوية للتسويق الترابي
لجذب االستثمار ،غير أن هذه االستراتيجية التزال في طور اإلعداد.
وفيما يخص اإلطار التحفيزي المعتمد من طرف الجهات لدعم النسيج المقاوالتي واستقطاب
المستثمرين ،بلغت ،خالل الفترة ،2022-2019المساهمة المالية المخصصة من طرف الجهات لدعم
يناط بالجهات حسب القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،وضع استراتيجية جهوية القتصاد الماء وكذا
استراتيجية جهوية القتصاد الطاقة .ويهدف هذان االختصاصان إلى تمكين الجهات من بلورة رؤية
استراتيجية مندمجة في هذين القطاعين ،تأخذ بعين االعتبار االستراتيجيتين الوطنيتين في هذين
المجالين وكذا خصوصيات التنمية االقتصادية واالجتماعية بالجهة .كما يناط بالجهات اختصاص
مشترك يتعلق بالمحافظة على الموارد المائية ،واختصاص ذاتي يهم إنعاش المبادرات المتعلقة
بالطاقات المتجددة .وعليه ،فإن بلورة االستراتيجيتين المذكورتين ،من شأنهما أن تساهم في تحقيق
التكامل في تدخالت الجهة في قطاعي الماء والطاقة ،خاصة في ظل التحوالت الراهنة التي تعيشها
البالد ،جراء تفاقم ندرة المياه والعجز في الموارد المائية وارتفاع الكلفة الطاقية.
غير أن تدبير الموارد المائية والطاقية على مستوى الجهات خالل الفترة 2021-2015اتسم بغياب
استراتيجية رسمية القتصاد الماء وأخرى القتصاد الطاقة ،تترجم فيهما األهداف المتوخاة خالل مدة
زمنية محددة مع تحديد المؤشرات المرتبطة بها والموارد الالزم تعبئتها وكذا المناطق ذات األولوية،
لضمان تخطيط ناجع الستغالل الموارد المائية والطاقية بتراب الجهة.
وفي هذا الصدد ،أوضحت وزارة الداخلية في جوابها أن إعداد هاتين االستراتيجيتين الزال يستدعي
استيفاء مجموعة من المتطلبات التي تتحدد أساسا في تفعيل ممارسة االختصاصات الذاتية للجهة،
كما أضافت الوزارة أن هذا التفعيل يتوقف على ضرورة مالءمة النصوص التشريعية والتنظيمية،
السيما ،القانون 47.09المتعلق بالنجاعة الطاقية ،لمنح الجهة دورا مركزيا في إعداد برنامج التنمية
الجهوية على مستوى النجاعة الطاقية وإنعاش المبادرات المتعلقة بالطاقات المتجددة ،والقانون رقم
36.15المتعلق بالماء من أجل إدراج االستراتيجيات الجهوية القتصاد الماء ضمن الوثائق المعتمدة
في التخطيط لسياسة الماء ،وكذا إعداد نص تنظيمي يحدد مسطرة إعداد وتحيين وتقييم االستراتيجيتين
المشار إليهما أعاله.
وتجدر اإلشارة إلى أنه في مجال الماء ،برمجت الجهات خالل نفس الفترة مجموعة من المشاريع
الخاصة بالمحافظة على الموارد المائية من خالل برامجها التنموية ،باإلضافة إلى المشاريع المبرمجة
في إطار البرنامج الوطني للماء الصالح للشرب والري ( .)2027-2020غير أن مجموع المشاريع
المبرمجة ،لم تدرج ضمن استراتيجية جهوية مندمجة ورسمية القتصاد الماء ،تحدد فيها التوجهات
الكبرى للجهة في هذا المجال .مما نتج عنه محدودية في استدامة التدابير المتعلقة بحماية الموارد
المائية على مستوى الجهات ،بحيث لوحظ تعثر تنزيل مجموعة من المشاريع المتعلقة بتعبئة المصادر
البديلة (كتحلية ماء البحر ،ومعالجة المياه المستعملة) خالل الفترة ،2021-2015كما يبرز ذلك
الجدول أسفله:
وقد نتج عن عدم بلورة االستراتيجية الوطنية القتصاد الطاقة ،تباين على مستوى برمجة وتنفيذ
المشاريع المرتبطة بهذا المجال .حيث تبين عدم تفعيل سبع جهات (من أصل )12الختصاص "إنعاش
المبادرات المرتبطة بالطاقات المتجددة" ،وهي جهات طنجة-تطوان-الحسيمة ،وبني مالل-خنيفرة
والدار البيضاء-سطات ،والرباط – سال -القنيطرة ،ودرعة -تافياللت ،وسوس -ماسة والعيون -
الساقية الحمراء .بينما اقتصرت إنجازات باقي الجهات (خمس جهات) في المساهمة في تمويل بعض
المشاريع أو إنجاز بعض األنشطة المحدودة خالل الفترة ،2021-2015في غياب خطة عمل متعددة
السنوات لتنزيل األهداف االستراتيجية القتصاد الطاقة على مستوى الجهة (الملحق .)5
كما أن جهة سوس-ماسة بصدد إعداد استراتيجية جهوية القتصاد الماء واقتصاد الطاقة ،وذلك في
إطار برنامج دعم إنجاز الدراسات التقنية المقدم من طرف جزر الكناري برسم سنة ،2022والمندرج
ضمن برتوكول اتفاقية مبرمة سنة .2008وإلى حدود شهر دجنبر ،2022تم إنجاز المرحلة األولى
من الدراسة المتعلقة باالستراتيجية الجهوية القتصاد الماء ،إال أنه لم يتم بعد المصادقة عليها من
طرف المجلس.
.3.1غياب تخطيط جهوي للتنقالت وعدم االضطالع بخدمات النقل الطرقي غير الحضري
لألشخاص
أناط القانون التنظيمي بالجهات اختصاصا ذاتيا ،في مجال النقل ،يتعلق بإعداد تصميم النقل داخل
الدائرة الترابية للجهة ،ويندرج هذا التصميم ضمن آليات التخطيط االستراتيجي لتنسيق توجهات
الجهة في مجال التنمية الجهوية وإعداد التراب ،ويعد هذا التصميم بمثابة ميثاق لممارسة
االختصاصات المتعلقة بالنقل.
إال أنه تبين أن جميع جهات المملكة لم تتمكن خالل الفترة ،2022-2015من إعداد وتنفيذ تصميم
النقل داخل الدائرة الترابية بالجهة .ويعزى هذا األمر ،إلى غياب تعريف للتصميم وكيفيات إعداده
وتنفيذه وتتبعه وتقييمه في القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،وكذا لغياب منظومة حكامة تشرك
مختلف الفاعلين على مستوى الجهة في عملية تنظيم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة .كما أن مشروع
المرسوم المتعلق بمسطرة إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة ،الذي سيحدد مكونات
يعتبر تنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات الترابية داخل نفس الجهة،
من االختصاصات الذاتية للجهات في ميدان النقل .وحسب الدراسة المتعلقة بتفعيل اختصاصات
الجهات (المنجزة بشراكة بين وزارة الداخلية وجمعية جهات المغرب بهدف توضيح وتدقيق مضمون
كل االختصاصات الذاتية والمشتركة للجهات) ،يتعلق هذا االختصاص ب "كل خدمة منتظمة لنقل
األشخاص ال تقتصر على مدار حضري معين ،وتربط بين جماعتين على األقل ،داخل نفس الجهة".
ويتبين أن الجهات لم تفعل هذا االختصاص خالل الفترة .2022-2015ويرجع هذا الوضع ،حسب
بعض الجهات ،إلى غياب تعريف قانوني دقيق ومتفق بشأنه بين جميع األطراف المعنية ،لخدمات
النقل غير الحضري لألشخاص في القانون التنظيمي المتعلق بالجهات.
في هذا اإلطار ،أوضحت وزارة الداخلية أنه حتى يتسنى للجنة الموضوعاتية المكلفة بالنقل وضع
تدقيق لهذا االختصاص ،تعمل هذه األخيرة على التوافق بشأن إعداد دورية مشتركة بين وزارة
الداخلية ووزارة النقل واللوجستيك ووزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه
والغابات ،تخول من خاللها للجهات إحداث وتدبير هذا المرفق .وقد تم اقتراح إجراء دراسة قانونية
حول إمكانية إعطاء تدبير هذا االختصاص للجهات .في نفس السياق ،أشارت وزارة الداخلية إلى
تقديم وزارة النقل واللوجستيك في إطار التشاور داخل هذه اللجنة المقترحات التالية:
إحداث ثالث هيئات للحكامة على مستوى الجهة؛ -
اعتماد هيكلة تحدد من خاللها مصالح للقرب ومصالح جهوية تابعة للجهة إلى جانب المصالح -
الالممركزة للوزارة ،باإلضافة إلى ضرورة تعبئة إمكانيات بشرية خاصة ومشتركة مع
وضع نظام معلوماتي مالئم؛
اعتماد دليل ترخيص الخدمة ودليل ترخيص المركبة المعمول بهما بالنسبة للوزارة -
ومالئمتهما مع خصوصية الجهة؛
اعتماد مبادئ التطابق مع النظام الحالي. -
.3.3.1تقديم الجهات لخدمات النقل المدرسي رغم أنها ال تدخل ضمن اختصاصاتها
حددت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية اختصاص كل جماعة ترابية في ميدان خدمات
النقل الطرقي .فالجماعات تختص بتدبير المرافق والتجهيزات العمومية للنقل العمومي الحضري،
كما تضطلع العماالت واألقاليم باالختصاص الذاتي المتعلق بالنقل المدرسي في المجال القروي .في
حين يمكن االختصاص المخول للجهات والمتعلق بخدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص،
من تكامل تدخالت الجماعات الترابية لتوفير جميع خدمات النقل داخل المجال الترابي للجهة.
وأبرز تحليل برامج التنمية الجهوية ،برسم الفترة ،2021-2015إدراجها لمشاريع ال تدخل ضمن
اختصاصات الجهات ،بل تتعلق باالختصاص الذاتي للعماالت واألقاليم تهم النقل المدرسي في المجال
القروي ،وذلك في غياب أي استثمار للجهات لتوفير خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص
بين الجماعات الترابية .في هذا الصدد ،بلغ مجموع االستثمارات المبرمجة من طرف الجهات لتحسين
النقل المدرسي مبلغ إجمالي يناهز 537مليون درهم ،كما يوضح ذلك الجدول أسفله:
وقد أفادت وزارة الداخلية بهذا الخصوص ،بأنه في إطار التعاضد وتظافر الجهود بالنسبة لكافة
المتدخلين على المستوى الترابي ،من أجل مواصلة توفير خدمات النقل المدرسي والعمل على
النهوض بهذا القطاع بهدف تشجيع التالميذ على استكمال مشوارهم الدراسي وتفادي تأخر التحاقهم
بحجرات الدراسة ،تقوم الجهات أحيانا في إطار برامجها التنموية بالمساهمة في تمويل مشاريع تقوية
وتطوير أساطيل النقل المدرسي وتحسين جودة هذا المرفق باألوساط القروية والمعزولة ،ويستمد هذا
اإلجراء مشروعيته القانونية باالستناد إلى المادة 93من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،حيث
تنص هذه المادة على أن الجهة وبمبادرة منها ،واعتمادا على مواردها الذاتية يمكن أن تتولى تمويل
أو تشارك في تمويل وإنجاز مرفق أو تجهيز أو تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها
الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها.
تعتبر الجهات أحد الفاعلين في منظومة التكوين المهني والتشغيل .حيث أسندت المادة 82من القانون
التنظيمي سالف الذكر في مجال التكوين المهني والشغل ،للجهات دور إحداث مراكز جهوية للتكوين
باإلضافة إلى مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل اإلدماج في سوق الشغل.
وفي هذا الصدد ،سجل المجلس غياب نص تطبيقي يحدد كيفيات إحداث مراكز التكوين المهني التابعة
للجهات ونطاق اختصاصها في مجال التكوين وطرق تسييرها وتنظيمها .عالوة على ذلك ،فإن
المرسوم رقم 2-86-325المتعلق بسن نظام عام لمؤسسات التكوين المهني ،لم يشمل في نطاقه
مراكز التكوين المحدثة من طرف الجهات ،تطبيقا للقانون التنظيمي سالف الذكر.
ولتجاوز ذلك ،اعتمدت عشر جهات آلية الشراكة خالل الفترة 2022-2016لتفعيل هذا االختصاص،
من خالل إبرام اتفاقيات خاصة مع الفاعلين العموميين في هذا المجال إلحداث مراكز ومعاهد للتكوين
المهني على المستوى الجهوي ،السيما مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وكذا األكاديميات
الجهوية للتربية والتكوين .وبلغ عدد مراكز التكوين التي ساهمت الجهات في تمويل إحداثها خالل
الفترة سالفة الذكر ما يناهز 42مركزا.
وارتكز دور الجهات في هذا المجال على المساهمة في التمويل أو القيام بالدراسات وأشغال البناء
فضال عن المساهمة في تجهيز هذه المراكز ،غير أنه لم يشمل المساهمة في تسيير هذه المراكز والذي
يبقي من اختصاص باقي الفاعلين ،السيما مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
يعتبر تهيئة وتدبير المنتزهات الجهوية من بين االختصاصات الذاتية للجهات في ميدان البيئة .والذي
يهدف إلى "حماية التراث الطبيعي ،وخاصة المهدد منه ،عبر تدبير مالئم للمجاالت القروية والمناظر
والثروات الطبيعية والمساهمة في خلق أنشطة مدرة للدخل وتوعية العموم على احترام البيئة".
إال أن غياب تعريف قانوني للمنتزهات الجهوية التي تختص الجهات في تدبيرها وتهيئتها ،شكل عائقا
أمام الجهات لتفعيل هذا االختصاص خالل الفترة .2021-2015وقد حدد القانون رقم 22-07المتعلق
بالمناطق المحمية (الصادر في سنة )2010خمسة أصناف للمناطق المحمية من بينها المنتزهات
الوطنية والمنتزهات الطبيعية ،وكيفيات إحداثها .وفي سنة ،2021تم إصدار المرسوم (رقم
.1.6.1غياب التوجهات العامة لسياسة التهيئة الترابية نتج عنه تأخر في بلورة تصاميم
جهوية إلعداد التراب
يهدف التصميم الجهوي إلعداد التراب ،حسب القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،على وجه
الخصوص ،إلى تحقيق التوافق بين الدولة والجهة حول تدابير تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية
استراتيجية واستشرافية ،بما يسمح بتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية .حيث تشكل هذه
التصاميم وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية بالجهة تمتد على مدى 25سنة.
غير أنه لوحظ تأخر في بلورة الجهات للتصاميم الجهوية إلعداد التراب ،فبعد مرور 5سنوات على
صدور المرسوم رقم 2.17.583المتعلق بتحديد مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب
وتحيينه وتقييمه ،لم يتم بعد التأشير على الصيغة النهائية للتصاميم الجهوية لجهتين .ويتعلق األمر
بجهة الدار البيضاء -سطات ،والتي ال يزال تصميمها الجهوي للفترة 2046-2022في مرحلة
التأشير من طرف وزارة الداخلية (إلى حدود شتنبر .)2023كما أن جهة درعة تافياللت الزالت في
طور إعداد التصميم الجهوي .ومن جهة أخرى ،فإن سبعة ( )7تصاميم جهوية إلعداد التراب لم يتم
التأشير عليها لتصبح قابلة للتنفيذ إال خالل الفترة .2022-2021ويبين الجدول أسفله وضعية التأشير
على التصاميم الجهوية إلعداد التراب خالل الفترة .2022-2015
جدول : 18وضعية التأشير على التصاميم الجهوية إلعداد التراب خالل الفترة 2022-2015
2015-
المجموع 2022 2021 2020 2019 2018 السنة
2017
عدد التصاميم الجهوية
2 5 1 1 1 0
إلعداد التراب المؤشر عليها
جهة طنجة -تطوان – الحسيمة
جهة الرباط - جهة
10 جهة الشرق جهة جهة
سال – القنيطرة الداخلة
جهة بني مالل – خنيفرة كلميم - فاس- - الجهات المعنية
جهة مراكش -وادي
جهة سوس – ماسة واد نون مكناس
أسفي الذهب
جهة العيون -الساقية الحمراء
المصدر :معطيات المديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية.
ويعزى غياب التصاميم الجهوية إلعداد التراب خالل الفترة 2017-2015إلى تأخر صدور المرسوم
المتعلق بتحديد مسطرة إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب وتحيينه وتقييمه (نشر بالجريدة الرسمية
في نونبر ،)2017لذلك فإن أول تصميم جهوي إلعداد التراب (لجهة فاس-مكناس) دخل حيز التنفيذ
عند متم سنة .2018كما يفسر التأخير الحاصل في بلورة هذه التصاميم خالل الفترة 2021-2015
بطول مسطرة اإلعداد والمصادقة على هذه الوثيقة بالنظر لتعدد الفاعلين على المستوى الجهوي.
كما سجل تأخير في إعداد دليل التصميم الجهوي إلعداد التراب المنصوص عليه في المرسوم رقم
2.17.304بتحديد اآلليات واالدوات الالزمة لمواكبة الجهة لبلوغ حكامة جيدة في تدبير شؤونها
وممارسة االختصاصات الموكولة اليها ،بحيث لم يتم وضع هذا الدليل رهن إشارة الجهات إال عند
متم سنة .2021ويعزى ذلك النتظار صدور اإلطار التوجيهي للسياسة العامة إلعداد التراب على
المستوى الوطني والجهوي ،واستطالع رأي اللجنة الوزارية إلعداد التراب الوطني المحدثة بموجب
.3.6.1محدودية اعتماد منهجية تدبير برامج التنمية الجهوية قائمة على أساس النتائج
يستلزم ضمان نجاعة منظومة تتبع وتقييم برامج التنمية الجهوية اعتماد مؤشرات واضحة وقابلة
للقياس تمكن من تتبع نتائج البرامج والمشاريع ،ومقاربة التقدم المحرز بالمقارنة مع التوقعات ،وقياس
مدى تحقيق المشاريع والبرامج لألهداف االستراتيجية المحددة في برامج التنمية الجهوية .وفي هذا
الصدد ،نص القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،على أن «يتخذ رئيس مجلس الجهة اإلجراءات
الضرورية من أجل اعتماد األساليب الفعالة لتدبير الجهة ،السيما وضع منظومة لتتبع المشاريع
والبرامج تحدد فيها األهداف المراد بلوغها ومؤشرات الفعالية المتعلقة بها» .كما أكد المرسوم رقم
2.16.299المتعلق بمسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية على وضع منظومة لتتبع المشاريع
والبرامج تحدد فيها األهداف المراد بلوغها ومؤشرات الفعالية المتعلقة بها خالل بلورة وثيقة مشروع
برنامج التنمية الجهوية.
إال أنه تتضح محدودية اعتماد مقاربة للتتبع قائمة على أساس النتائج .بحيث لوحظ أن خمس جهات
(فاس -مكناس وبني مالل -خنيفرة ،ودرعة -تافياللت وكلميم -واد نون والداخلة -وادي الذهب) لم تضع،
خالل مرحلة إعداد برنامج التنمية الجهوية للفترة ،2021-2015مصفوفة تحدد المؤشرات المرتبطة
بأهداف المشاريع المدرجة بالبرامج التنموية ،والقيم المستهدفة لكل مؤشر ،فضال عن اآلليات
المنهجية لتجميع المعلومات حول هذه المؤشرات ،لرصد فعالية ونجاعة المشاريع المقرر إنجازها
وأثرها على الفئات المستهدفة.
ومن جهة أخرى ،اتضح من خالل تقييم مؤشرات برامج التنمية الجهوية التي تمت بلورتها من طرف
خمس جهات خالل نفس الفترة ،عدم تضمين هذه اآللية لجميع العناصر التي تمكن من تقييم مدى
تحقيق األهداف المسطرة في برنامج التنمية الجهوية .حيث لوحظ على مستوى جهة مراكش-أسفي
.4.6.1تباين في تفعيل آليات تقييم برامج التنمية الجهوية لمقاربة مدى تحقيق األهداف
المسطرة
يندرج التقييم السنوي لبرامج التنمية الجهوية ضمن آليات التدبير القائم على النتائج ،ويهدف هذا التقييم
إلى رصد النتائج المحققة خالل مدة تنفيذ البرنامج ،وبلورة الخالصات حول اإلنجازات وتحديد أسباب
الفوارق بين التوقعات واإلنجازات وكذا إكراهات التنزيل والحلول المقترحة لتجاوزها .وفي هذا
الصدد ،أناط المرسوم رقم 2.16.299المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه
وتحيينه ،رئيس مجلس الجهة بمهمة إعداد تقرير سنوي لتقييم برنامج التنمية الجهوية .ويتضمن هذا
التقرير على وجه الخصوص ،بيانات حول نسبة إنجاز المشاريع المبرمجة في برامج التنمية الجهوية،
مع قياس مؤشرات الفعالية المتعلقة بها والمضمنة في منظومة تتبع المشاريع المشار إليها في الفقرة
"ه" من المادة 6من هذا المرسوم ،وكذا اإلمكانيات المادية المرصودة للمشاريع والبرامج
واإلكراهات المحتملة التي قد تعترض إنجازها ،مع اقتراح الحلول الكفيلة بتجاوزها.
وبالرغم من بلورة أهداف استراتيجية لبرامج التنمية الجهوية ،إال أنه تبين أن أربع جهات (الدار
البيضاء -سطات ،وسوس -ماسة ،وكلميم -واد نون والداخلة-وادي الذهب) لم تقم بالتقييم السنوي لهذه
البرامج وإعداد التقارير الخاصة بذلك خالل المدة الزمنية لدخول هذه البرامج حيز التنفيذ ،وذلك
خالفا لمقتضيات المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه.
كما تبين أن جهات طنجة -تطوان -الحسيمة والرباط -سال القنيطرة والشرق ومراكش -أسفي لم
تلتزم بالوتيرة السنوية لتقييم برامج التنمية الجهوية ،بحيث اقتصرت على تقييم حصيلة إنجازات السنة
الموالية لدخول برنامج التنمية الجهوية حيز التنفيذ (سنة .)2019كما لوحظ أن التقييم ارتكز على
تحديد وضعية إبرام اتفاقيات الشراكة ورصد االعتمادات إلنجاز المشاريع المبرمجة (جهة الرباط-
سال-القنيطرة) ،أو تحديد وضعية إنجاز المشاريع (جهة طنجة-تطوان-الحسيمة) أو قياس نسبة تقدم
هذه المشاريع استنادا على مؤشرات اإلنجاز (جهة مراكش-أسفي) .غير أن جل الجهات لم تعتمد في
تقييمها لحصيلة اإلنجازات السنوية ،على قياس كل من مؤشرات األثر والوقع المضمنة بمنظومة تتبع
برامج التنمية الجهوية وإدراج النتائج المتعلقة بكل مؤشر ،عالوة على ذلك فإن التقييم المنجز لم يعتمد
على تحليل الفوارق بين اإلنجازات وتوقعات برنامج التنمية الجهوية برسم نفس السنة ،لتحديد
األسباب واإلكراهات الناجمة عن هذه الفوارق .وعليه ،فإن غياب هذه العناصر في التقارير السنوية
للتقييم ،فضال عن عدم احترام وتيرة إعدادها ،يحول دون رصد مدى فعالية ونجاعة المشاريع المنجزة
في إطار برنامج التنمية الجهوية.
كما انعكس عدم إنجاز التقييم السنوي لبرامج التنمية الجهوية بوتيرة منتظمة على تقييم الحصيلة
النهائية لهذه البرامج عند نهاية الفترة .2021-2015بحيث تبين أنه ،إلى غاية شهر دجنبر ،2022
%50من الجهات (طنجة-تطوان-الحسيمة وسوس-ماسة وكلميم-واد نون والعيون-الساقية الحمراء
والداخلة -ادي الذهب) لم تقم بتقييم حصيلة برامج التنمية الجهوية برسم الفترة ،2021-2015مع أن
.5.6.1ضعف توظيف النظم المعلوماتية لتتبع وتقييم تنفيذ البرامج التنموية على المستوى
الجهوي
تعتمد منهجية التخطيط وتنفيذ برامج التنمية الجهوية ،على عقد الجهة للتوافقات مع عدة شركاء
(القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية ،والجماعات الترابية األخرى ،باإلضافة إلى القطاع
الخاص) لصياغة البرامج والمشاريع المشتركة والملزمة لألطراف الشريكة ،فتنفيذ البرامج التنموية
يتم أساسا في إطار شراكات لتعبئة المبادرات والوسائل التي يتطلبها تنزيل الرؤية التنموية بالجهة.
ولهذا فإن تعدد األطراف الشريكة وأهمية حجم المشاريع والبرامج التنموية ،والتي ناهز عددها 905
مشروعا وبرنامجا خالل الفترة ،2021-2015يفرض على الجهات اعتماد التكنولوجيا الحديثة
للمعلومات لتدبير وتتبع تنفيذ هذه الشراكات.
وفي هذا الصدد ،فإن التصور العام الذي وضعته اللجنة االستشارية للجهوية المتقدمة ،سنة 2010
أكد على "وضع وتطوير الجماعات الترابية ،بمساهمة من الدولة ،نظام معلوماتي كفيل بمساعدتها
على اتخاذ القرارات المناسبة لممارسة اختصاصاتها ،وتقييم أدائها ونقائصها وتقديم الحساب عن
تدبيرها".
إال أنه وبالرغم من أهمية حجم االتفاقيات المبرمة سنويا من طرف الجهات لتنفيذ المشاريع المدرجة
ببرامج التنمية الجهوية ،فقد سجل المجلس محدودية اعتماد أنظمة معلوماتية جهوية مندمجة ،تمكن
من تجميع وتبادل المعطيات مع مختلف الشركاء بصفة دورية ،حول تقدم التنفيذ المادي والمالي
للمشاريع المدرجة ببرامج التنمية الجهوية .فباستثناء جهة فاس-مكناس ،وطنجة تطوان الحسيمة،
والعيون الساقية الحمراء ،يبقى تتبع تنفيذ االتفاقيات المتعلقة بالمشاريع المرتبطة بالتنمية الجهوية،
قائما على الوسائل اإلدارية التقليدية على مستوى باقي الجهات .ويبرز الجدول أسفله ،وضعية إعداد
أنظمة معلوماتية على المستوى الجهوي لتتبع تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية.
جدول : 19وضعية إعداد األنظمة المعلوماتية الجهوية لتتبع وتقييم تنفيذ المشاريع المندرجة في برامج
التنمية الجهوية
النظام المعلوماتي لتتبع تنفيذ المشاريع الجهة
فضاء معلوماتي مشترك يمكن البنيات اإلدارية للجهة من تحيين وضعية المشاريع وتخزين التقارير،
بهدف رقمنة تتبع المشاريع .كما وضعت الجهة ابتداء من سنة 2021دليال منهجيا حول منهجية تتبع
فاس -مكناس
المشاريع بين البنيات اإلدارية الداخلية ومع الشركاء ،وكيفيات التواصل والتنسيق حول عقد البرنامج
بين الدولة والجهة.
تم وضع النظام المعلوماتي نهاية 2018وتفعيله بداية ،2019ويهدف إلى التتبع الفعلي لتنفيذ
طنجة -تطوان -
المشاريع المندرجة ببرامج التنمية الجهوية ،من حيث توطينها الجغرافي ،وبرنامج تمويلها ،وتتبع
الحسيمة
مؤشرات تنفيذها.
العيون -الساقية يهدف النظام المعلوماتي الذي اعتمدته الجهة ابتداء من سنة 2017من تتبع تنفيذ المشاريع المندرجة
ببرنامج التنمية الجهوية. الحمراء
غياب نظام معلوماتي جهوي لتتبع تنفيذ المشاريع المندرجة ببرامج التنمية الجهوية. باقي الجهات
المصدر :تحليل معطيات استبيان الموجه من طرف المجلس األعلى للحسابات إلى الجهات.
برمجت جهات المملكة ،باستثناء جهة درعة تافياللت ،من خالل برامج التنمية الجهوية المصادق
عليها ابتداء من سنة ،2018إنجاز 2807مشروعا تنمويا ،وقدرت التكلفة اإلجمالية لهذه المشاريع
بحوالي 420,5مليار درهم خالل الوالية االنتدابية األولى.
بيد أنه تبين من خالل تقييم إنجاز المشاريع المدرجة في برامج التنمية الجهوية برسم ،2021-2015
محدودية اإلنجاز المادي لهذه المشاريع ،بحيث بلغ مجموع المشاريع المنجزة من طرف الجهات،
إلى غاية دجنبر ،2022حوالي 1.010مشروعا من أصل 2.807مشروعا مدرجا في برامج التنمية
الجهوية ،وبالتالي فإن معدل المشاريع المكتملة اإلنجاز لم يتجاوز .%36وقد تفاوت هذا المعدل ما
بين %0على مستوى جهة كلميم واد نون و %54بكل من جهة الرباط-سال-القنيطرة .ويوضح
الجدول أسفله توزيع عدد المشاريع حسب وضعية تقدمها.
جدول : 20وضعية تقدم إنجاز المشاريع المدرجة في برامج التنمية الجهوية المؤشر عليها من
طرف وزارة الداخلية إلى غاية دجنبر 2022
ومن جهة أخرى ،بلغ عدد المشاريع التي التزال في طور الدراسة أو في طور اإلعالن عن الصفقات
حوالي 289مشروعا (أي بنسبة ،)%10أما المشاريع التي ما زالت في طور اإلنجاز (إلى غاية
دجنبر ،)2022فبلغ عددها 933مشروعا (أي بنسبة .)%33
وفي هذا الصدد ،لوحظ أن إنجاز المشاريع المدرجة في برامج التنمية الجهوية تجاوز الفترة-2015
،2021بالرغم من أن القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ربط برنامج التنمية الجهوية بمدة ست
سنوات النتداب المجلس الجهوي .بحيث لم تتمكن الجهات من استكمال إنجاز حوالي 1222مشروعا
مبرمجا في برامجها التنموية خالل هذه الفترة (أي بمعدل %44من إجمالي المشاريع المبرمجة).
مما يفرض على مجالس الجهات برسم الفترة 2027-2021إعادة برمجة هذه المشاريع في الجيل
وتكشف هذه الوضعية عدم دقة التقديرات األولية للمشاريع والبرامج خالل مرحلة التخطيط إلعداد
الجيل األول من برامج التنمية الجهوية ،بحيث تبين أن تكلفة المشاريع والبرامج برسم الفترة -2015
2021لم تكن واقعية ،ف الجهات لم تعتمد في بلورة هذه التقديرات على دراسات مالية وتقنية قبلية
دقيقة تأخذ بعين االعتبار قدرتها على تعبئة الموارد والعقارات وتدبير المشاريع.
.7.1الديمقراطية التشاركية الجهوية :آلية النفتاح الجهة على المواطن والمجتمع المدني
في إعداد برامج التنمية الجهوية
خص اإلصالح الدستوري الجمعيات والمنظمات غير الحكومية بدور المساهمة ،في إطار
الديمقراطية التشاركية ،في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع التنموية وكذا تتبع وتقييم السياسات
العمومية والجهوية .حيث نص الدستور على أن "تساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام،
والمنظمات غير الحكومية ،في إطار الديمقراطية التشاركية ،في إعداد قرارات ومشاريع لدى
المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية ،وكذا في تفعيلها وتقييمها .وعلى هذه المؤسسات والسلطات
تنظيم هذه المشاركة ،طبق شروط وكيفيات يحددها القانون".
وفي هذا اإلطار ،نظمت الجهات خالل سنة ،2022لقاءات تشاورية مع المواطنين وهيئات المجتمع
المدني حول برامج التنمية الجهوية برسم الفترة ،2027-2022بتأطير من مكاتب الدراسات التي
تقوم بإعداد التصور المتعلق بهذه البرامج .كما واكبت وزارة الداخلية الجهات في إرساء الديمقراطية
التشاركية ،من خالل إعداد دالئل حول مساطر إحداث وتفعيل واشتغال وتتبع الهيئات االستشارية،
تم إصدارها في إطار مشروع أكورا بشراكة مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي والوكالة الكتالونية
للتعاون من أجل التنمية بهدف مساعدة الفاعلين (السيما أعضاء مجالس الجهات والهيئات
االستشارية) على تفعيل هذه الهيئات .وقد مكن تقييم اآلليات التشاركية للحوار والتشاور حول إعداد
برامج التنمية الجهوية ،من رصد المالحظات التالية:
.1.7.1تباين في بلورة برامج لتأطير وضبط مرحلة التخطيط للمقاربة التشاركية
تهدف المقاربة التشاركية التي كرسها الدستور والقانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،إلى إشراك
المواطنين والمجتمع المدني في اتخاذ القرارات المتعلقة بإعداد وتنفيذ برامج التنمية الجهوية .وفي
هذا الصدد ،تمكن مرحلة التخطيط من بلورة رؤية الجهة في تنفيذ هذه المقاربة ،لضمان فعالية انخراط
الفئات المستهدفة في مسلسل إعداد البرامج والمخططات والمشاريع التنموية.
غير أنه لوحظ قصور في وضع منهجية واضحة تمكن من ضبط مرحلة التخطيط لتنفيذ المقاربة
التشاركية .حيث تبين أن جهة الرباط سال القنيطرة وجهة درعة تافياللت لم تضعا برامج لتيسير
مشاركة المواطنين والجمعيات في إعداد برنامج التنمية الجهوية ،تحدد المحاور والقضايا التي سيتم
مناقشتها على المستوى الترابي ،والفاعلين والفئات المستهدفة ،والبرمجة الزمنية لجميع مراحل
المشاركة المواطنة بما في ذلك مرحلة معالجة االقتراحات المقدمة وتقييمها ،فضال عن تحديد الموارد
البشرية والمالية الالزمة لتفعيل الديمقراطية التشاركية على مستوى الجهة.
ومن جهة أخرى ،لوحظ أنه بالرغم من وضع جهات بني مالل خنيفرة وطنجة تطوان الحسيمة وفاس-
مكناس والعيون الساقية الحمراء لبرنامج يتعلق بانخراط المواطنين والمجتمع المدني في إعداد برنامج
التنمية الجهوية ،غير أن هذه المبادرات اقتصرت على تحديد البرمجة الزمنية والمكانية لجلسات
التشاورية ،دون وضع المحاور والقضايا التي سيتم التشاور بشأنها مع المواطنين وهيئات المجتمع
المدني ،بهدف استقطاب الفئات والجمعيات التي تختص بممارسة األنشطة التي ترتبط بالقضايا
حسب القانون التنظيمي المتعلق بالجهات« ،تحدث مجالس الجهات آليات تشاركية للحوار والتشاور
لتيسير مساهمة المواطنين والمواطنات والجمعيات في إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعها طبق
الكيفيات المحددة في النظام الداخلي للجهة» .وتعتبر المنصات الرقمية من بين اآلليات الحديثة التي
تمكن من تبسيط اإلجراءات المتعلقة بمشاركة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني في إعداد التصور
الخاص ببرنامج التنمية الجهوية ،وكذا من توسيع قاعدة الفئات المشاركة .وفي هذا الصدد ،اعتبر
النموذج التنموي الجديد ،الرقميات إحدى رافعات التغيير والتنمية ،وأكد على ضرورة رفع التحدي
المتعلق ب «تطوير منصات رقمية بالنسبة لكل الخدمات المقدمة للمواطنين والمقاولة ،وكذا منصات
تسمح بالمشاركة على المستوى الوطني والترابي».
غير أن اعتماد الجهات للمنصات الرقمية كإحدى آليات التشاور العمومي بقي محدودا ،حيث تبين
أنه ،إلى غاية نهاية شهر دجنبر ،2022أكثر من %50من الجهات ال تتوفر على منصات رقمية
كآلية تشاورية مفعلة لتيسير عملية تقديم المواطنين وهيئات المجتمع المدني لمقترحاتهم وآرائهم حول
برامج التنمية الجهوية .وفي نفس السياق ،تبين أنه من بين 12جهة ،تمكنت ثالث جهات فقط من
تفعيل مشاركة العموم والمجتمع المدني في المرحلة األولى من إعداد برنامج التنمية الجهوية
(والمتعلقة بتشخيص حاجيات ومؤهالت الجهة) عبر منصات رقمية مخصصة لهذه الغاية .حيث
وصل عدد المقترحات التي تلقتها الجهات الثالث عبر المنصات المذكورة ،خالل الفترة الممتدة بين
يوليوز ودجنبر ،2022إلى حوالي 189مقترح .كما يبين ذلك الجدول أسفله:
جدول :22وضعية المنصات الرقمية المحدثة من طرف الجهات لتسهيل المشاركة المواطنة في إعداد
برنامج التنمية الجهوية
عدد المقترحات المتعلقة ببرنامج التنمية الجهوية التي
تاريخ إحداث المنصة الرقمية المتعلقة
تلقتها الجهة عبر المنصة الرقمية إلى غاية دجنبر الجهة
بالديمقراطية التشاركية
2022
10 يوليوز 2022 طنجة – تطوان -
الحسيمة
- منصة رقمية في طور اإلعداد فاس -مكناس
معطيات غير متوفرة لدى الجهة 2018 بني مالل -خنيفرة
معطيات غير متوفرة لدى الجهة يونيو 2022 مراكش -أسفي
38 أكتوبر 2022 سوس -ماسة
141 أكتوبر 2022 الداخلة -وادي الذهب
- ال تتوفر على منصات رقمية باقي الجهات
مجموع المقترحات التي تلقتها الجهات عبر المنصات الرقمية
189
(إلى غاية نهاية دجنبر )2022
المصدر :معطيات االستبيان الموجه إلى الجهات
ويعزى عدم اعتماد الجهات على المنصات الرقمية كإحدى آليات التشاور العمومي ،لكون أنظمتها
الداخلية لم تدرج هذه المنصات ضمن اآلليات التشاركية المعتمدة من طرف الجهة.
7
6 6
5 4
3 3 3
2 2
0
إنعاش السكن المحافظة إحداث تنيمية المحافظة صيانة اآلثار الشغل البحث العلمي إحداث إنعاش التنمية
االجتماعي على المناطق أقطاب المناطق على ودعم التطبيقي وتدبير السياحة المستدامة
المحمية فالحية الجبلية المنظومة الخصوصية المؤسسات
البيئية الجهوية الثقافية
الغابوية
ومن جهة أخرى ،فإن غياب إطار مرجعي واضح ومتوافق بشأنه من طرف مختلف األطراف حول
عملية التعاقد الترابي بين الدولة والجهات ،ساهم في التأخر في بلورة الجيل األول من عقود البرامج
ل تنفيذ المشاريع ذات األولوية ببرامج التنمية الجهوية .وتجدر اإلشارة في هذا الصدد ،أن من بين
توصيات المناظرة الوطنية األولى للجهوية المتقدمة (دجنبر ،)2019بخصوص الالتمركز اإلداري
والتعاقد:
حدد القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،مجاالت االختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجهة ،اعتمادا
على مبدأ التفريع .وتشمل هذه المجاالت بصفة خاصة :التجهيزات والبنيات التحتية ذات البعد
الجهوي ،والصناعة ،والصحة ،والتجارة ،والتعليم ،والثقافة ،والرياضة ،والطاقة والماء والبيئة.
ويتطلب نقل االختصاص إلى الجهات ،طبقا للدستور ،تحويل الموارد المطابقة لهذا االختصاص.
وسيمكن نقل االختصاصات من توسيع االختصاصات الذاتية لهذه األخيرة بشكل تدريجي.
غير أنه منذ صدور القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية سنة ،2015لم يتم تفعيل نقل
االختصاصات من الدولة إلى الجهات ،من خالل تعديل القانون التنظيمي آنف الذكر (لتحويلها
الختصاصات ذاتية) .كما سجل المجلس تأخرا على مستوى تحديد الحد األدنى من االختصاصات
التي يتعين البدء بنقلها إلى الجهات السيما المرتبطة بمجاالت وخدمات تهم مباشرة المواطنين ،والتي
وردت في توصيات المناظرة الوطنية األولى للجهوية المتقدمة.
وبالرغم من ذلك ،تبين من خالل تحليل عينة من عقود-البرامج التي أبرمتها الجهات مع الدولة خالل
الفترة ،2022-2020أن الجهات برمجت العديد من المشاريع ذات األولوية ببرامج التنمية الجهوية
تتعلق بمجاالت االختصاصات المنقولة ،حيث تضمنت هذه العقود مشاريع ترتبط بمجال البنيات
التحتية والتجهيزات (كبناء وإصالح السدود ،وتوسيع الطرق الوطنية ،والموانئ) ،ومجال التعليم
(مشاريع تتعلق بتهيئة وبناء وتجهيز البنايات المدرسية) ،ومجال الصحة (بناء وتجهيز مستشفيات،
تعزيز وتأطير المراكز الصحية والمستشفيات) ،باإلضافة إلى مجال الرياضة (مشاريع تتعلق ببناء
وتجهيز قاعات رياضية ومالعب رياضية ،وبناء مسابح) .وتساهم الجهات إلى جانب القطاعات
الوزارية المعنية في تمويل هذه المشاريع.
وتؤشر برمجة الجهات لمشاريع تدخل في نطاق االختصاصات المنقولة ضمن أولويات برامج التنمية
الجهوية ،على األهمية التي تكتسيها هذه المشاريع بالنسبة للجهات في تحقيق أهداف التنمية المندمجة
والمستدامة .غير أن إنجاز المشاريع المرتبطة بمجاالت االختصاصات المنقولة ،ينحصر في مشاركة
الجهات في تمويل هذه المشاريع طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي سالف الذكر ،دون تفعيل اآلليات
المرتبطة بنقل االختصاص.
وترتبط األسباب المتعلقة بالتأخر في نقل بعض اختصاصات الدولة إلى الجهات وتحويلها إلى
اختصاصات ذاتية لهذه االخيرة ،بمدى قدرة الجهات على ممارسة هذه االختصاصات وتوفرها على
اإلمكانيات الالزمة ،ال سيما البشرية والتدبيرية .ذلك أنه تبين خالل الفترة ،2021-2015محدودية
ممارسة الجهات حتى الختصاصاتها الذاتية المنصوص عليها في القانون التنظيمي سالف الذكر،
والتي يتعين عليها ممارستها في حدود مواردها الذاتية.
وعليه ،فإن التوسيع التدريجي الختصاصات الجهات ،يتطلب أوال اعتماد التدرج والتمايز والممارسة
الفعلية واإللمام باالختصاصات الذاتية ،فضال عن تقييم قدرة الجهات على ممارسة االختصاصات
التي ستنقل إليها من طرف الدولة ومدى توفرها على اإلمكانيات الالزمة لذلك ،وذلك لتفادي إثقال
كاهلها باختصاصات متعددة .وفي هذا الصدد ،أكد صاحب الجاللة من خالل رسالته السامية التي
وجهها للمشاركين في أشغال المنتدى البرلماني الثاني للجهات "( )...تأتي مسألة امتداد االختصاصات
المخولة للجماعات الترابية ،وللمجالس الجهوية على وجه الخصوص .فعلى أي حال ،ال يتعلق
األمر بإثقال كاهلها باختصاصات متعددة ومتنوعة ،قد تفضي إلى اإلساءة إلى مصداقيتها ،بالنظر
إلى الخصاص الذي ستعاني منه ال محالة .بل األجدى من ذلك الحرص على أن تكون تلك
االختصاصات مضبوطة بما يكفي ،لتفادي االرتباك والتداخالت وتكرار المهام ،وأن تكون هذه
االختصاصات قابلة للتوسع تدريجيا ،بموازاة مع نمو مواردها البشرية والمالية (".)...
أقر دستور المملكة على مبدأ التكافؤ بين الموارد واختصاصات الجماعات الترابية ،حيث نص على
أن "كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية األخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد
المطابقة له" .كما نص القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،على مراعاة مبدأ التدرج والتمايز بين
الجهات عند نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهة.
وفي هذا الصدد ،لوحظ أنه لم يتم بعد تحديد اآلليات المؤطرة لتطبيق هذا المبدأ الدستوري في نقل
االختصاص ،وكذا اإلجراءات اإلدارية المصاحبة لتحويل الموارد البشرية والمالية من الدولة إلى
الجهات .بما في ذلك كيفيات تقييم الموارد المالية الالزمة لتمكين الجهات من تحمل النفقات المتعلقة
بممارسة كل اختصاص منقول من طرف الدولة في مجال معين ،وكذا وضعيات الموارد البشرية
التي سيتم تحويلها من الدولة إلى الجهات ،باإلضافة إلى كيفيات تحقيق التوازن بين نقل االختصاص
وتحويل الموارد الالزمة لممارسته.
عالوة على ذلك ،فإن تطبيق مبدأ التدرج والتمايز بين الجهات عند نقل االختصاصات ،يتطلب تحديد
المعايير المعتمدة من طرف الدولة لتقييم مدى قدرة الجهة على االضطالع باالختصاص المنقول في
مجال معين لتوسيع اختصاصاتها الذاتية .إال أنه لوحظ أن المعايير المتعلقة بتطبيق هذا المبدأ ،وكذا
النسب المخصصة لكل معيار ،لم تحدد بعد من طرف الدولة .وعليه ،فإن غياب تحديد دقيق لكيفيات
نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهات من شأنه أن يعيق تفعيل االختصاصات المنقولة في
المجاالت المنصوص عليها في القانون التنظيمي سالف الذكر.
وفي إطار مواكبة الجهات لبلوغ حكامة جيدة ،فإن وزارة الداخلية بصدد إعداد نظام لتقييم مردودية
الجهات في خمس مجاالت مرتبطة بالحكامة والشفافية ،وممارسة االختصاصات ،وتدبير النفقات
وتنفيذ المشاريع ،والتدبير البيئي واالجتماعي ،باإلضافة إلى تحسين جاذبية المجال الترابي .وسيتم
االعتماد في هذا التقييم على مصفوفة تتكون من 28مؤشرا لألداء ،كما تم وضع شبكة لتنقيط الجهات
استنادا إلى معايير محددة سلفا .بحيث سيمكن النظام من تنقيط الجهات وتصنيفها على أساس أدائها
في المجاالت المذكورة .غير أنه لم يتم تحديد دور هذا التقييم في إعمال مبدأ التمايز بين الجهات عند
نقل االختصاصات من الدولة.
عالوة على ذلك ،فإن اإلطار التوجيهي الذي تم توقيعه سنة ،2019تمحور أساسا على التدابير الكفيلة
بتمكين الجهة من الممارسة الفعلية الختصاصاتها الذاتية والمشتركة ،دون تحديد اآلليات المتعلقة
بتفعيل نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهات.
وزارة الداخلية
-تسريع اعتماد مشروع اإلطار التنظيمي الذي يوضح منهجية تحضير وصياغة العقود
المتعلقة باالختصاصات المشتركة ،وآليات التنسيق بين مختلف المتدخلين ،للتفعيل األمثل
لالختصاصات المشتركة بين الدولة والجهات ،وفق مقاربة تأخذ بعين االعتبار جاهزية وقدرة
الجهات على ممارسة هذه االختصاصات؛
-تحديد كيفيات ومعايير تطبيق مبدأ التدرج والتمايز بين الجهات عند نقل االختصاصات،
وإجراء تقييم لقدرة الجهات على االضطالع باختصاصاتها بعد مرور ثماني سنوات على
دخول القانون التنظيمي المتعلق بالجهات حيز التنفيذ ،السيما تلك المرتبطة بمجاالت
وخدمات ذات األهمية المباشرة للمواطنين وإلطار االستثمار؛
كما يوصي المجلس وزارة الداخلية بمواكبة الجهات من أجل اتخاذ التدابير التالية:
-وضع استراتيجية جهوية لدعم المقاوالت وتشجيع االستثمار ،مع مراعاة االستراتيجية
الوطنية وبلورة برنامج عمل لتنزيلها بتنسيق مع الفاعلين على المستوى الجهوي ،السيما
المراكز الجهوية لالستثمار ،وذلك وفقا للتوجيهات الواردة في الدورية المشتركة بين وزارة
الداخلية ووزارة االقتصاد والمالية والوزارة المكلفة بالصناعة والتجارة الصادرة في يونيو
2021؛
-التنسيق مع الفاعلين في مجال التشغيل ،السيما الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات،
لتحيين أو تفعيل االختصاص الذاتي المتعلق بإحداث مراكز جهوية للتشغيل في إطار عقود-
برامج أو اتفاقيات شراكة؛
-اعتماد مقاربة قائمة على أساس النتائج لتدبير برامج التنمية الجهوية ،من خالل وضع
مؤشرات مرتبطة بأهداف المشاريع التنموية ،ووضع أنظمة معلوماتية مندمجة لتتبعها
وتقييمها؛
-وضع آليات وإجراءات دقيقة لتفعيل الديمقراطية التشاركية على المستوى الترابي من خالل
تخطيط قبلي للبرامج والقضايا التي سيتم مناقشتها وحصر الفاعلين والفئات المستهدفة وكذا
البرمجة الزمنية للمشاركة المواطنة ،وإحداث منصات رقمية كآلية تشاورية لتيسير عملية
تقديم المواطنين وهيئات المجتمع المدني لمقترحاتهم وآرائهم حول البرامج التنموية.
-دعم ومواكبة الجهات في إعداد برامج تنمية جهوية قابلة للتنفيذ ،تأخذ بعين االعتبار قدرة
الجهات على تنزيلها والموارد المالية التي يمكن تعبئتها ،وتحري الدقة في تحديد التركيبة
المالية وااللتقائية بين البرامج التنموية والسياسات العمومية األخرى ،مع تحديد المشاريع
المبرمج إنجازها في إطار عقود-البرامج مع الدولة؛
-إصدار وتفعيل قراري وزير الداخلية المنصوص عليهما في المادة 5من المرسوم المتعلق
بصندوق التأهيل االجتماعي والمادة 2من المرسوم المتعلق بصندوق التضامن بين الجهات،
من أجل تحديد كيفيات تطبيق نسب معايير االستفادة وإنجاز التشخيص وإعداد البرامج
وتقييمها وتتبعها ،مع األخذ بعين االعتبار البرامج الوطنية التي تتقاطع في أهدافها مع الغايات
والمقاصد من إحداث الصندوقين المذكورين؛
-مواكبة الجهات لتحسين مردودية مواردها البشرية ،السيما من خالل إرساء منظومة التدبير
التوقعي لألعداد والوظائف والكفاءات لتسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بتدبير الموارد البشرية
وتقوية قدراتها التدبيرية ومالءمة المناصب والكفاءات مع خصوصيات المجال الترابي
للجهة؛
-مواكبة الجهات من أجل تحيين التصاميم المديرية الجهوية للتكوين المستمر ،لتشخيص
مؤهالت أعضاء مجالس الجماعات الترابية ورصد الحاجيات في مجال التكوين المستمر
ومالءمة مخططات التكوين ،مع الحرص على تنفيذ البرامج السنوية لدورات التكوين وفق
الجدول الزمني المحدد في التصاميم.
.3بخصوص اختصاصات الجهات الذاتية والمشتركة والمنقولة:
وزارة الداخلية
-تسريع اعتماد مشروع اإلطار التنظيمي الذي يوضح منهجية تحضير وصياغة العقود
المتعلقة باالختصاصات المشتركة ،وآليات التنسيق بين مختلف المتدخلين ،للتفعيل األمثل
لالختصاصات المشتركة بين الدولة والجهات ،وفق مقاربة تأخذ بعين االعتبار جاهزية وقدرة
الجهات على ممارسة هذه االختصاصات؛
-تحديد كيفيات ومعايير تطبيق مبدأ التدرج والتمايز بين الجهات عند نقل االختصاصات،
وإجراء تقييم لقدرة الجهات على االضطالع باختصاصاتها بعد مرور ثماني سنوات على
دخول القانون التنظيمي المتعلق بالجهات حيز التنفيذ ،السيما تلك المرتبطة بمجاالت
وخدمات ذات األهمية المباشرة للمواطنين وإلطار االستثمار؛
كما يوصي المجلس وزارة الداخلية بمواكبة الجهات من أجل اتخاذ التدابير التالية:
-وضع استراتيجية جهوية لدعم المقاوالت وتشجيع االستثمار ،مع مراعاة االستراتيجية
الوطنية وبلورة برنامج عمل لتنزيلها بتنسيق مع الفاعلين على المستوى الجهوي ،السيما
المراكز الجهوية لالستثمار ،وذلك وفقا للتوجيهات الواردة في الدورية المشتركة بين وزارة
المصدر :معطيات االستبيان الموجه من طرف المجلس األعلى للحسابات إلى الجهات.
14
10
عدد الجهات التي لم تفعل االختصاص
8
8
7 7
6
6
5 5
4
3
2
2
1 1 1
0
إعداد تنظيم وضع وضع إحداث إنعاش تهيئة إنعاش إحداث إنعاش تهيئة إحداث دعم إنعاش تنظيم
تصميم مراكز استراتيجية استراتيجية خدمات مناطق المبادرات وتدبير األنشطة أسواق الطرق مراكز المهرجانات االقتصاد المقاوالت
النقل النقل داخل جهوية جهوية جهوية لألنشطة المرتبطة المنتزهات غير والمسالك الجملة جهوية الثقافية االجتماعي
الدائرة للتشغيل القتصاد القتصاد الطرقي التقليدية بالطاقة الجهوية الفالحية السياحية في الجهوية للتكوين والترفيهية والمنتجات
الترابية غير الطاقة الماء وتطوير بالوسط والحرفية المتجددة العالم الجهوية
الحضري للجهة الكفاءات القروي القروي
لألشخاص من أجل
بين اإلدماج في
الجماعات سوق الشغل
الترابية
داخل الجهة
المصدر :معطيات االستبيان الموجه من طرف المجلس األعلى للحسابات إلى الجهات.
تمويل مشروع متعلق بتزويد 36سكن بصفائح الطاقة الشمسية بشراكة مع المكتب
الوطني للكهرباء.
فاس -مكناس
تمويل مشروع يهدف إلى اقتصاد الطاقة بجماعة لتعويض اإلنارة العمومية بمصابيح
.LED
تمويل مشروع معالجة النفايات الصلبة بواسطة الطاقة الشمسية بالجماعة القروية
راس العين في إطار شراكة بين الجهة والقطاع الخاص ،وتم تحويل مبلغ 3ماليين مراكش -أسفي
درهم لفائدة الشركة المعنية إلنجاز المشروع.
تنظيم المنتدى الوطني الثالث تحت شعار «الطاقات المتجددة ورش متكامل في
كلميم -واد نون
صلب النموذج الوطني الجديد« .
إبرام اتفاقية إطار للشراكة مع وزارة الطاقة والمعادن والبيئة لتعزيز النجاعة الطاقية
الداخلة – وادي الذهب
وتطوير استعمال الطاقات المتجددة بالجهة.
المصدر :معطيات االستبيان الموجه من طرف المجلس األعلى للحسابات إلى الجهات.