Professional Documents
Culture Documents
6 - قيود الحرية التعاقدية -
6 - قيود الحرية التعاقدية -
التعاقدية
ّ قد يتدخل القانون لحماية مصالح معينة عامة او خاصة فيضع قيودا ّ
للحرية
حرية اختيار المتعاقد
التي تأخذ أشكاال عديدة فيما يتعلق بعقد البيع ،فمنها ما يتعلّق بتقييد ّ
ومنها ما يتعّلق بتقييد حرية البيع والشراء واالمتناع عن ذلك.
يمكن ان تكون هذه القيود اتفاقية نابعة من ارادة االطراف .فيمكن مثال ان يتعهد الطرفان
(البائع والمشتري ) او احدهما لالخر بعدم البيع لشخص آخر وعلى أن يحص ار عمليات البيع
والشراء على كليهما وأن ال يتعامال مع الغير .وهو ما يعرف باتفاقيات أو شروط االنفراد
( )clauses d’exclusivitéفيحد الشخص بمحض ارادته من حرية التصرف في ممتلكاته
حرية اختيار المتعاقد معه وعلى
ويتنازل عن حرية البيع والشراء .ورغم أنها تشكل قيدا على ّ
حرية المنافسة فقد تداول اللجوء إليها خاصة في بعض مجاالت تجارة التوزيع كبيع السيارات
ّ
مثال.
صحتها
ّ وتستمد
ّ وتبقى هذه االتفاقات خاضعة للقواعد العامة المنظمة لاللتزامات.
وشرعيتها من إرادة األطراف تطبيقا للفصل 242م ا ع.
1
ويمكن أن نجد أساسا لصحة هذه االتفاقيات في الفصل 118من م.ا.ع إ ذ بعد أن
منع كل شرط أو قيد من شأنه تقييد حرية الشخص في تعاطي ما له من الحقوق البشرية
كالتزوج و مباشرة الحقوق المدنية ،استثني من ذ لك و أباح االتفاق علي عدم تعاطي تجارة
أو صناعة معلومة في جهة أو مدة معينة .وأبرز مثاال على ذلك تضمن عقد بيع أصل
تجاري لبند يلزم البائع بعدم المنافسة للمشتري .وحتى ال تكون هذه االتفاقيات مخلة بقواعد
المنافسة وبالحرية التعاقدية يجب أن تكون محدودة في الزمان والمكان.
تمثل الشفعة واالولوية في الشراء قيودا على حرية الملكية وعلى حرية التصرف وتحديدا
اختيار المتعاقد .و رغم هذا التقارب بين المؤسستين و ارتباط الشفعة و االولوية في الشراء
بميدان عقد البيع فانه ال يجب الخلط بينهما مثلما وقع في ذلك المشرع عندما يسمى احيانا
االولوية شفعة(و مثاله اولوية الوكاالت العقارية ،فقد منح "حق " الشفعة الى وكالة االصالح
الزراعي بالمناطق السقوية العمومية (الوكالة العقارية الفالحية حاليا) بمقتضى الفصل الخامس
16مارس 1977المتعلق من ق 16مارس (1977الق عدد 17لسنة 1977بتاريخ
أولوية في الشراء تهدف
باحداث وكالة االصالح الزراعي بالمناطق العمومية السقوية ) وهي ّ
أولوية أحيانا أخرى ومثال
ّ المشرع الشفعة
ّ يسمي
إلى المساهمة في اإلصالح الزراعي .كما ّ
أولوية الدولة في العمليات العقارّية الخاضعة لترخيص إداري حسب قانون عدد 79لسنة
ذلك ّ
مؤرخ في 2أوت .1991فالفارق في التسمية بين الشفعة واألولوية في الشراء ليس
ّ 1991
فارقا لفظيا فقط فهو راجع إلى تباين على مستوى النظام القانوني رغم وجود بعض التماثل بين
المؤسستين على مستوى اآلثار.
2
/1الشفعة
تعرف الشفعة حسب الفصل 103م ح ع على انها " حلول الشريك محل المشتري في التملك
بمبيع شريكه في االحوال وبالشروط المنصوص عليها بالقانون".
وتهدف الشفعة إلى حماية حقوق الشريك ومنع تشتت الملكية والحد من الشيوع وتمنع دخول
يحسن استغالل المشترك وتدعم بذلك االستقرار والسلم
ّ مما
األجنبي للعقار المشترك ّ
االجتماعيين.
عقدية أي أنها
ّ مؤسسة بعد والشفعة تقنية قديمة تاريخيا مستوحاة من الفقه اإلسالمي .وهي ّ
يتم بمقتضاها حلول الشفيع محل المشتري بعد إبرام البيع .فبمقتضاها
تقنية قانونية الحقة للعقد ّ
يأخذ الشريك الجزء اّلذي باعه شريكه من المشتري بما اشتراه منه .وهي تقيد من حرية اختيار
المتعاقد بما ّأنها تمكن من إزاحة المشتري الذي اختاره البائع وحلول الشريك محله بمقتضى
القانون .وفي نفس االتجاه اعتبرت محكمة التعقيب في قرارها عدد 47632الصادر في 8
أن الشفعة" من قبيل اإلحالة القانونية والجبرّية لعقد البيع وتشكل بذلك قيدا على
جانفي ّ 2018
الملكية".
ّ حرية التعاقد وممارسة حق
3
-1شريك الشيوع ( الفصل ّ 104أوال) ← اشتراك في ملكية نفس العقار بمنابات غير
مفرزة.
← الوضعية األولى :مالك الهواء بالنسبة لألرض المبيعة ومالك األرض بالنسبة إلى
هوائها المبيع←اشتراك في العقار وليس في الملكية.
التوسع في أحكام الفصل 104م ح ع الّذي ذكر على سبيل الحصر المنتفعين
ّ وال يمكن
بالشفعة.
ان هناك حاالت يفقد فيها الشريك حق القيام بالشفعة وقد ضبطها الفصالن 107و 10م
كما ّ
اما الى صفة المشتري أو الى نوعية البيع .فال
ح ع .وترجع اسباب الحرمان من الشفعة ّ
تجوز الشفعة اذا كان المشتري هو نفسه شريكا ،اذ نص الفصل 107م ح ع على ّانه ال
ان الشفعة غير ممكنة اذا تم البيع بين االصول و الفروع او
شفعة للشريك على شريكه .كما ّ
بين الزوجين او اذا حصل البيع بالمزاد العلني على معنى الفصل 108م ح ع.
فانه يجب توفر 3شروط:اما بالنسبة للشروط المتعلقة بالمبيع المشفوع فيه ّ
←ّ
-1ان يكون المبيع عقا ار ( رغم انه هناك بعض الحاالت االستثنائية في شفعة المنقوالت
مثال الفصل 21م ت ب ) .
-2ان تتعلق بالبيع دون غيره من التصرفات القانونية الناقلة للملكية ويكون العقد صحيحا.
فالشفعة رخصة استثنائية ال يجوز التوسع فيها.
-3ان يكون المبيع منابات على الشياع غير مفرزة بموجب قسمة قضائية او رضائية ثابتة
4
قانونا بموجب كتب او بموجب تقسيم او تفويت .
وتخضع الشفعة نظ ار لطابعها االستثنائي الى إجراءات خاصة ودقيقة يؤدي اإلخالل بها إلى
سقوط حق القيام بدعوى الشفعة .وتنقسم هذه المرحلة اإلجرائية الى فترتين؛ فترة أولى تسبق
الدعوى وفترة تتزامن مع رفع الدعوى:
ّ
ع .حيث ان الشفيع يجب عليه ان يعرض على المشتري الثمن ومصاريف العقدّ .
اما فيما
يخص كيفية إعالم الشريك (الشفيع) و ممارسة الخيار فقد كان المشرع في الفصل 115م ح
يحدد شكال معينا لالعالم.
ع قديم ال يفرض اعالم الشفيع بل كان ام ار اختياريا ولم يكن المشرع ّ
ولكن منذ تنقيح الفصل 115م ح ع بمقتضى قانون 15ماي 2006اصبح وجوبا اعالم
مما يم ّكن الشفيع من معرفة الثمن و خاصة المصاريف و
الشفيع بواسطة محضر عدل منّفذ ّ
المشرع من ذلك حاالت
ّ عدم االجتهاد في ضبطها خشية بطالن إجراءات دعواه .و يستثني
تع ّذر االعالم (الفقرة 2من الفصل 115م ح ع) .فاذا قبل المشتري عرض الشفيع وقبض
حل الشفيع محلّه ازاء البائع في جميع حقوقه والتزاماته (ف 112م ح ع) وتقع ممارسة
الثمن ّ
فان الشفيع ملزم بتامين المال
اما اذا امتنع عن قبض الثمن و مصاريف العقد ّ
الشفعة رضائياّ .
بصندوق االمائن و الودائع بالخزينة العامة للبالد التونسية (فصل 111م ح ع) و القيام
ضد المشتري ليطلب الحلول قضائيا محل المشتري .ولكن الحلول القضائي ال
بدعوى الشفعة ّ
يكون ممكنا ّ
إال إذا قام الشفيع بالدعوى في اآلجال القانونية .ولذلك يعتبر تاريخ اإلعالم بالشراء
هاما إذ يوافق تاريخ بداية احتساب آجال القيام بدعوى الشفعة استنادا إلى الفصل 115م ح
ع.
5
فان القيام بدعوى الشفعة يسقط بعد مضي 6أشهر من تاريخ ترسيم العقد بالسجل
االعالم ّ
العقاري بالنسبة للعقارات المسجلة الخاضعة للمفعول المنشئ للترسيم ومن تاريخ تسجيل العقد
بالقباضة المالية بالنسبة للعقارات المسجلة غير الخاضعة للمبدأ والغير مسجلة .وهذا األجل
المشرع لحماية الشفيع في صورة تع ّذر اإلعالم .وقد انتقد بعض الفقهاء اعتماده كأجل
ّ وضعه
لغياب اإلعالم معتبرين انه أجل احتياطي يقع الّلجوء له في صورة قيام المشتري بواجب اإلعالم
ّ
مع تع ّذر بلوغه للشفيع حتى ال يبقى المشتري ينتظر جواب الشفيع إلى ما ال نهاية .وحسب
فإن تع ّذر اإلعالم يجب أن ينظر إليه دائما من جهة الشفيع وليس من جهة المشتري.
الرأي ّ
هذا ّ
فإن سقوط أجل القيام بالشفعة يجب أن يكون مرتبطا بوقوع إعالم الشفيع من المشتري:
وبالتالي ّ
-إذا حصل اإلعالم وتع ّذر وصوله للشفيع فاألجل ستّة أشهر 6أشهر من تاريخ ترسيم
العقد بالسجل العقاري بالنسبة للعقارات المسجلة الخاضعة للمفعول المنشئ للترسيم و من تاريخ
تسجيل العقد بالقباضة المالية بالنسبة للعقارات المسجلة غير الخاضعة للمبدأ و الغير مسجلة.
ألنه مرتبط
ألنه لم يبدأ سريانه بعد ّ
-إذا لم يحصل اإلعالم بتاتا فاألجل يبقى مفتوحا ّ
باإلعالم .وقد أكدت محكمة التعقيب في قرارها عدد 7768.21الصادر في 18جانفي
أن" األجل في الشفعة إن حصل اإلعالم فاألجل شهر ،وإن حصل لكن تع ّذر وصوله
ّ 2021
للشفيع فاألجل ستة أشهر وإن لم يحصل أصال فاألجل يبقى مفتوحا".
6
والحلول يقتضي استبدال شخص بآخر في عقد قائم فيكون الشفيع بدل المشتري دون تغيير
المنجرة عن العقد فورّيا وفي حقوق
ّ الملكية
ّ أي معطى في العقد .ويكون تبعا لذلك الحلول في
والتزامات المشتري الناشئة عن العقد ذاته.
وبقية االلتزامات.
الملكية ّ
ّ ويشمل الحلول كل حقوق المشتري والتزاماته المترتّبة عن البيع و ّأولها
فهو حلول في العقد وحلول في الملك ّية.
أن الشفيع ال يعارض بأعمال التفويت اّلتي يبرمها المشتري قبل انقضاء أجل القيام بالشفعة
كما ّ
(الفصل 114م ح ع).
/2األولويّة في الشراء
يمثل الى جانب مؤسسة الشفعة قيد لمبدأ حرية التعاقد وخاصة حرية اختيار الشخص المتعاقد
معه .ولكنه خالفا للشفعة (مؤسسة قديمة) تمثل األولوية في شراء مؤسسة ظهرت حديثا .وقد
عامة أو خاصة .وتتمثل أساسا في اإلمكانية
المشرع لعديد األطراف لحماية مصالح ّ
ّ منحها
التي يمنحها القانون بمقتضى نصوص خاصة في أن يتدخل طرف أجنبي في عملية البيع
و يرجع ظهور األولوية في الشراء و تعدد مظاهره الى أسباب عديدة منها االجتماعية و
تعدد المستفدين منها الذين يمكن تقسيمهم الى نوعين؛
السياسية و العمرانية ّأدت بدورها الى ّ
_1الخواص
7
المشرع األولوية في الشراء للمتسوغين بمقتضى القانون عدد 39لسنة 78المؤرخ
ّ أقر
• ّ
في 7جوان 1978والمتعلق بمنح األولوية في الشراء للمتسوغين استنادا الى فصله
األول الذي جاء فيه "ينتفع بحق االولوية في الشراء عند التفويت بمقابل في المحل
المشغول كل شخص طبيعي تونس ي الجنسية شاغل عن حسن نية على وجه الكراء
لمحل معد للسكنى مستعمل فعليا لهذا الغرض وال يملك مسكنا في منطقة الوالية الكائن
األولوية في الشراء تمنح لمن توفرت فيه
ّ أن
بها العقار" .ويستخلص من هذا الفصل ّ
الشروط التالية:
-2يكون طرفا في عقد كراء مع المالك بقطع النظر عن تاريخ العقد أو مدته.
ويجب على صاحب األولوية إثبات توفر كل الشروط وعلى القاضي معاينتها والتأكد منها وإال
كان حكمه قابال للنقض.
• وينتفع أيضا بحق األولوية في الشراء األشخاص الطبيعيون الذين تتوفر فيهم الشروط
المنصوص عليها أعاله وينتفعون بحق البقاء بعقارات معدة للسكنى طبقا للتشريع
المعمول به دون أن تكون لهم صفة المتسوغ .وحسب الفصل 3من هذا القانون يمنح
حق البقاء بعد وفاة المتسوغ األصلي أو مغادرته للمكرى لفائدة القرين واألبناء حتى
سن الرشد واألصول المقيمين مع المتسوغ األصلي مدة سنة وال يملكون محل سكني
كائنا بدائرة اليتعدى شعاعها 30كيلومتر حول المحل المكرى.
• كما يتمتع بنفس الحق الذي جاء به قانون 1978المتسوغون أو الشاغلون عن حسن
نية لجميع العقارات الكائنة بالبالد التونسية والتي هي على ملك األجانب المبنية أو
8
غرة جانفي 1956وذلك بمقتضى بمقتضى الفصل 4من ق عدد 61
المكتسبة قبل ّ
مؤرخ في 27جوان 83وذلك بهدف حماية المتسوغين.
لسنة ّ 1983
• يشمل المكتري الذي له حق األولوية في شراء عقار المفلس المراد بيعه لتسديد ديونه
طبقا للفصل 491من المجلة التجارية.
يسعى المشرع أحيانا إلى حماية المصلحة العامة .فحق األولوية يعد أداة لتحقيق السياسة
االقتصادية والعمرانية واالجتماعية للدولة ذلك أن القصد من منح هذا الحق توفير الرصيد
العقاري لبعث المشاريع وتفادي البنايات الفوضوية وتحقيق التهيئة العمرانية والضغط علي
أسعار العقارات و تفادي المضاربة علي حساب األفراد أو الدولة.
وفي نفس السياق منح المشرع األولوية في الشراء لفائدة الوكاالت العقارية (للسكنى /سياحية
/صناعية) ووكالة التهذيب و لتجدديد العمراني استنادا الى الفصل 42مجلة التهيئة الترابية
و التعمير تحقيقا لمصلحة عامة من حسن استغالل للعقارات و نظام تهيئة ترابية و أهداف
في الشراء كذلك حق األولوية
اقتصادية بصفة عامة تحسين ظروف السكن .كما منحت ّ
للدولة استنادا الى القانون عدد 79لسنة 1991مؤرخ في 02أوت 1991الذي يتعلق
ّ
ينجر عنها نقل للملكية والتي تتوقف على ترخيص
للدولة في العمليات العقارية التي ّ
باألولوية ّ
إداري.
وتعتبر األولوية في الشراء مؤسسة سابقة للعقد حيث ّانها تمارس قبل عقد البيع (لفائدة المشتري
المتوقع) وتسند الملكية للمنتفع بها على حساب المشتري المتوقع .وتختلف اجراءات ممارستها
9
ألن
أن المالك يعرض اقتناء العقار على صاحب األولوية منذ البداية نظ ار ّ
عن الشفعة اذ ّ
المشرع يوجب على المنتفع بحق األولوية اعالم المالك برغبته في قبول العرض أو رفضه.
ّ
كما تختلف القوانين كذلك في تحديد أجال ممارسة األولوية فهي شهر من تاريخ التنبيه الموجه
للمتسوغين حسب الفصل 5من ق 1978وهو سنة بداية من تاريخ تلقي العرض بالشراء
على معنى الفصل 43م تهيئة الترابية والتعمير.
أما بالنسبة للجزاء في صورة عدم احترام اإلجراءات الواجب إتباعها من طرف مالك العقار
ّ
فإنها تختلف كذلك حسب اختالف صور األولوية في
عندما يتعلق األمر باألولوية في الشراء ّ
الشراء.
فأما بالنسبة للخواص: ،قد يخل المالك بااللتزامات القانونية المحمولة عليه عندما يكون المبيع
ّ
المزمع بيعه مثقال بحق أولوية في الشراء .قد اعتبر الفصل 6من قانون 1978أن اإلخالل
يتحقق في صورة عدم التنبيه أو البيع للغير بثمن غير المصرح به لصاحب حق األولوية .
وعند تحقق هذا اإلخالل تفتح لصاحب حق األولوية دعوى الحلول محل المشتري في ظرف
شهر من علمه بالبيع دون تجاوز ستة أشهر من تاريخ البيع.
أما فيما يخص أمالك األجانب ،فقد اقتضي الفصل 4من قانون 27جوان 1983أن عدم
التنبيه على المتسوغ من المالك األجنبي يخول للمستفيد من حق األولوية حق طلب الحلول)
10
بإحالة النطباق قانون 1978وإلى طلب الفسخ وترفع الدعوى في غضون أجل قدره 5سنوات
ألن قانون 1983في نفس
لكن هذا الجزاء األخير يبقى غامضا ّ
من تاريخ تسجيل العقد .و ّ
بأن الحلالرابع إلنطباق أحكام قانون 7جوان 1978بما يوحي ّ الوقت يحيل في فصله ّ
المتعلق بحلول المنتفعين باألولوية محل المشتري دون إبطال للعقد إالّ أنه
ّ المعتمد هو نفسه
يشير في نفس الفصل (ّ )4أنه في صورة عدم التنبيه على المتسوغين لمحالّت على ملك
يخول لهم كمنتفعين بحق أولوية في الشراء من طلب فسخ البيع دون أن ّ
يقرر مآل أجانب ّ
المتسوغين إن كانوا يحلّون ّ
محل المشتري في تلك البيوعات .ويرى الشراح عموما أن الحل
األنسب بالنظر إلى أهداف وأبعاد هذه القوانين هو االعتراف للمتسوغين والشاغلين عن حسن
ّنية لعقارات على ملك أجانب بطلب الحلول محل المشتري إلى جانب طلب فسخ العقد إذا لم
يتم التنبيه عليهم مسبقا إلبداء رغبتهم في شرائها.
أما بالنسبة لألشخاص العموميين فينحصر الجزاء أساسا في إمكانية إبطال العقد و حلول
وّ
المنتفع من األولوية محل المشتري حسب (فصل 44م تهيئة العمرانية و التعمير _دولة /
جماعات محلية /وكاالت عقارية) وهو جزاء أثار العديد من الإلنتقادات من قبل الفقه لعدم
وجاهته من حيث التقنية القانونية لعدم تعايش جزاء بطالن العقد وجزاء الحلول محل المشتري
في عقد باطل.
11
-2تقييد حرية البيع والشراء
مبدئيا لكل شخص حرية البيع أو الشراء أو االمتناع عن ذ لك .ولكن ذ لك لم يمنع المشرع
من التدخ ل للحد من هذه الحرية وذ لك الرتباط حق الملكية بمصالح أخرى تحد من حرية
التصرف فيها .ويظهر التقييد أساسا في فرض بعض البيوعات من جهة ومنع االمتناع عن
البيع من جهة أخرى.
12
ب -االمتناع عن البيع
التعاقدية التي تقتضي حرية عدم
ّ االمتناع عن البيع هو حق يستند إلى مبدأ الحرية
القانونية المتعلقة
ّ خصوصية ميدان المعامالت التجارّية وصدور النصوص
ّ أن
التعاقد .غير ّ
بالمنافسة واألسعار وضعت حدودا لحرية االمتناع عن البيع ومنها ما جاء بالفصلين 31و37
من القانون عدد 36لسنة 2015المؤرخ في 15سبتمبر 2015المتعلق بإعادة تنظيم
المنافسة واألسعار.
أما الفصل 31من القانون والمتعلق بعالقة المهني بالمستهلك فإنه يحجر على المهني
االمتناع عن بيع مواد أو منتوجات للمستهلك طالما أن طلباته ال تكتسي صبغة غير عادية
أو أن المنتوجات موضوع تلك الطلبات ال تخضع لتراتيب خاصة.
أما بالنسبة لاللتزامات تجاه المهنيين فإن الفصل 37من نفس القانون يمنع على كل
تاجر أو صناعي أو حرفي أن يرفض في حدود امكانيته وحسب الشروط المطابقة للعرف
عادية
ّ أن هذه الطلبات ال تكتسي صبغة غير
المهني تلبية طلبات شراء منتوجات طالما ّ
وتصدر عن طالبين حسني النية وما دام البيع يتعلق بمنتوجات غير محجر ة بتراتيب صادرة
العمومية.
ّ عن السلطة
ويخضع االمتناع عن البيع تجاه المستهلكين إلى العقاب إذ يشكل مخالفة يعاقب عليها
أما تجاه المهنيين
بخطية تتراوح بين 200دينار و 10000دينار استنادا إلى الفصل ّ .47
فإن الفصل 48يخضع هذه المخالفة إلى خطية من 500إلى 30000دينار .وقد أخضع
المشرع لنفس العقاب بعض الممارسات األخرى كالبيع المشروط والذي يتمثل في اشتراط البيع
بشراء كمية مفروضة أو باقتناء في الوقت نفسه مواد أو منتوجات أو خدمات أخرى أو اشتراط
اسداء خدمة باسداء خدمة أخرى أو باشتراء مادة أو منتوج.
ويهدف المشرع من تجريم هذه الممارسات إلى حماية المستهلك وتشجيع المنافسة ونبذ
الممارسات االحتكارية من قبل التجار والصناعيين والحرفيين تجاه المستهلكين أو تجاه بعضهم
البعض.
13
14