You are on page 1of 237

‫مكتبة [‪]Telegram Network‬‬

‫«المكتبة النصية»‬
‫قام بتحويل كتاب‪:‬‬
‫«معجم آلهة العرب قبل اإلسالم»‬
‫ل(جورج كدر)‬
‫إلى صيغة نصية‪:‬‬
‫(فريق الكتب النادرة)‬
‫من السعودية‬
‫«خالد مريع»‬
‫صدر للمؤلّف‬
‫• بحث في جذور النكتة الحمصية‪/‬حرب األيديولوجيا الفكاهية وليتورجيا المجانين المندثرة‪ ،‬دار‬
‫رسالن‪ ،‬دمشق ‪.2005‬‬
‫• صاحب مشروع مكتبة الجنس في حياة العرب‪ ،‬عن دار أطلس‪ ،‬بيروت‪ .‬صدر= منه‪:‬‬
‫‪ -‬فن النكاح في تراث شيخ اإلسالم جالل الدين السيوطي (‪ 3‬أجزاء)‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬سقيفة ُح ّبى‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬نون الصريح المدفون‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬بغية المتأمل ومرشد المتأهل في فضائل النكاح‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬رشف الرضاب وفاكهة األحباب (من سلسلة األدب الشعبي)‪.2012 ،‬‬
‫ألشخاصآخرين‪ .‬إذا كنت مهتمًاّ‬
‫ٍ‬ ‫هذا الكتاب ُم ٌ‬
‫جاز لمتعتك الشخصية فقط ‪.‬ال يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه‬
‫شخصآخر‪ ،‬فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص‪ .‬وإذا َ‬
‫كنتتقرأ هذا الكتاب‬ ‫ٍ‬ ‫بمشاركة هذا الكتاب مع‬
‫الخاصة‪ .‬شكراً لك الحترامك عمل‬
‫ّ‬ ‫شتر الستخدامك الشخصي‪ ،‬فالرجاء شراء نسختك‬ ‫ولم تشتره‪ ،‬أو إذا لم يُ َ‬
‫المؤلّف الشاق‪.‬‬
‫© جورج كدر‪2013 ،‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة‬
‫الطبعة الورقية األولى‪2013 ،‬‬
‫الطبعة اإللكترونية‪2013 ،‬‬
‫‪ISBN-978-614-425-622-0‬‬
‫دار الساقي‬
‫بناية النور‪ ،‬شارع العويني‪ ،‬فردان‪ ،‬بيروت‪ .‬ص‪.‬ب‪5342/113. :.‬‬
‫الرمز البريدي‪6114-2033:‬‬
‫هاتف‪ ، 866442 1 961:‬فاكس‪866443 1 961 :‬‬
‫اهداء‬
‫اإلهداء إلى‪:‬‬
‫زوجتي لور بعض روحي‪.‬‬
‫ابنتي ليليان وأليسار‪ ،‬ألنكما كتاب من لحمي أهديكما أخاً جديداً من فكري‪.‬‬
‫َّ‬
‫الصديق العزيز فاضل الربيعي‪ ،‬أفكارك ومالحظاتك= كانت عوناً لي‪.‬‬
‫المقدمة‬

‫ال يوجد شعب من شعوب األرض قاطبة عرفت حياته الدينية والفكرية‪ ،‬التن ّوع والتعدّد‪ ،‬كما كانت عليه‬
‫الحال في جزيرة العرب قبل اإلسالم‪.‬‬
‫ضجت الحياة الدينية العربية بتن ّوع ال محدود= في عبادتها‪ ،‬ورأت في الظواهر= الكوكبية والسمائية‬
‫لقد ّ‬
‫تقل أهمية عن الظواهر األرضية التي حار اإلنسان في إيجاد تفسير لها‪ .‬ويخطئ= من يظن أن‬ ‫عبادات ال ّ‬
‫جسدته من أصنام= عبدتها بذاتها‪ ،‬ألن العرب عبدوها ”زلفى“ وتقرًابّ من‬
‫العرب اقتصرت عباداتها على ما ّ‬
‫كائن علوي يتربّع على عرش مجمع اآللهة‪.‬‬
‫حرم اهلل‬ ‫وذكر ابن حبيب أن قريش= كانت تقول‪ :‬إنما نعبد األصنام= زلفى إلى اهلل‪ ،‬لكن الرسول= وعلى لسانه ّ‬
‫ِن دُو ِن ِه أَ ْولَِيا َء َما‬ ‫ِص َوالَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َخ ُذوا م ْ‬ ‫ِّين ْال َخال ُ‬ ‫مقولتهم تلك‪ ،‬قال اهلل في كتابه العزيز الزمر‪ { 3 :‬أَاَل هَّلِلِ الد ُ‬
‫ُو َكاذ ٌ‬
‫ِب‬ ‫َن ْعبُ ُد ُه ْم إِاَّل لِيُ َق ِّربُو َنا= إِلَى اهَّللِ ُز ْل َفى إِ َّن اهَّللَ َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُه ْم فِي َما ُه ْم فِي ِه َي ْخ َتلِ ُف َ‬
‫ون إِ َّن اهَّللَ اَل َي ْهدِي َم ْن ه َ‬
‫ار}‪.‬‬‫َك َّف ٌ‬
‫و”اهلل“ تعالى كان من المعبودات القديمة في جزيرة العرب‪ ،‬إذ ُعرفت عبادته قبل اإلسالم بمئات السنين‪،‬‬
‫وسنجد عند ذكرنا له في معجمنا كيف أن الكعبة كان تُدعى ”بيت اهلل“‪ ،‬وكيف أن مكة كانت تس ّمى ”ذات‬
‫اإلله“‪.‬‬
‫يخطئ من يظن‪ ،‬أيضاً‪ ،‬أن دين العرب قبل اإلسالم اقتصر على معبودات أرضية‪ ،‬ففي اليمن القديم ُعرف‬
‫إله باسم”ذو سمائي“ وآلهة ب”ذات سمائي“ أي صاحب السماء‪ ،‬وصاحبة السماء‪ ،‬هذا يعني في ما يعنيه‬
‫أن العرب اعتقدت ب”سكان السماء“ وجعلوا= منهم آلهة لهم‪.‬‬
‫في دين العرب القدماء نجد آلهة كوكبية ونجد بين آلهتهم أيضاً آلهة الخصب وآلهة الموت وآلهة الحرب‬
‫وآلهة التجارة والقوافل وآلهة السالم وآلهة البحر وآلهة الجبال‪ ،‬كلها وردت في تن ّوع مدهش جعل منها‬
‫”موزاييك“ أضفت بعداً جديداً على نظرتنا= إلى مجتمعهم= قبل مئات وربما آالف السنين‪ ،‬ويأتي هذا التنوع‬
‫كصيرورة طبيعية لتط ّور= الفكر الديني العربي الذي ش ّكل اإلسالم آخر حلقاته‪ ،‬وامت ّد من جزيرة العرب إلى‬
‫العالم بأسره‪.‬‬
‫في هذا المعجم استطعت أن أجمع أسماء مئات األصنام‪ ،‬معتمداً على كتاب األصنام البن الكلبي‪ ،‬ومحاولة‬
‫محققه العالمة أحمد زكي باشا متابعة هذا العمل في ملحق اسماه تكملة األصنام ‪ ،‬ومعتمداً في عصرنا‬
‫الحديث على العالمة العراقي جواد علي الذي يُع ّد أبرز من خاض في هذا الميدان في سلسلته العظيمة‬
‫المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم بأجزائه العشرة‪ ،‬وكان أهمها في ميدان عملنا الجزء السادس منها‬
‫خصصه ألديان العرب وآلهتهم‪ ،‬ثم كان االعتماد على ما تركه لنا أهل األخبار العرب في تراثهم‬‫الذي ّ‬
‫العظيم من أسماء أصنام وآلهة تناثرت في كتبهم‪ ،‬ومنهم ابن حبيب وابن دريد= وغيرهم ممن سنوثق= عنه‬
‫ونذكره في موضعه‪.‬‬
‫ال‪ ،‬بحكم تركيز الباحثين عليه‪ ،‬لكن كثيراً من‬
‫لكن ما أو ّد أن أقوله هو أن بعض هذه األصنام فقط كان متداو ً‬
‫ال‪ ،‬وفي معجمنا هذا سنزيل غبار السنين عنها‪ ،‬وسنروي األساطير‬ ‫األصنام ومعبودات العرب ّ‬
‫ظل مجهو ً‬
‫التي ارتبطت بآلهتهم وأصنامهم‪.‬‬
‫‪2012-2011‬‬ ‫دمشق الدوحة لبنان‬ ‫جورج كدر‬
‫منهج البحث‬

‫ال من الحفر في باطن األرض والتنقيب في مساحات‬ ‫اتّبعت في معجمي هذا منهج التنقيب األثري‪ ،‬ولكن بد ً‬
‫شاسعة عن قطعة أثرية‪ ،‬ربما تكون هنا أو هناك‪ ،‬قمت بالتنقيب معرفياً= ولغوياً في بطون كتب التراث‪،‬‬
‫وفي فضاءات اللغة العربية الساحرة والذاخرة بالكنوز= القيّمة‪ .‬ما قادني إلى هذا النهج هو االستعاضة عن‬
‫إهمال المكتشفات األثرية في جزيرة العرب‪ ،‬ال سيما أن أغلب المواقع= القيّمة دفنتها رمال الصحراء‪ ،‬عدا‬
‫تعرض الكثير منها للسرقة والتخريب وعدم االهتمام‪.‬‬
‫عن ُّ‬
‫وتأتي أهمية هذا المعجم من كونه تتويجاً ألعمال السابقين من أهل األخبار والسير‪ ،‬القدماء منهم‬
‫والمعاصرون‪ ،‬وقد تمكنت من إحصاء أكثر من ثالثمئة وثالثين صنماً عبدتها العرب في مراحل مختلفة‬
‫من حياتهم قبل اإلسالم‪ ،‬ومنها ما استمرت عبادتها إلى ما بعد ظهور اإلسالم‪.‬‬
‫في هذا المعجم جمعت صوراً لبعض األصنام التي عبدها العرب وعرفت عبادتها في سوريا‪ ،‬وهذا ما‬
‫سيتيح فضاءات جديدة يتم ّكن بها الباحثون من إعادة إنتاج تصوراتهم عن المجتمع العربي قبل اإلسالم‪،‬‬
‫استمرت في‬
‫ّ‬ ‫بعيداً عن تأثير المرويات التي صبّت كلها في إطار تجهيل هذا المجتمع‪ ،‬كما أن هذه النظرة‬
‫النظريات االستشراقية التي لم تقتصر على تصوير= الجاهلية بتلك الصفة‪ ،‬وإنما ع ّممتها على صورة‬
‫العربي أينما كان حيث ظهر العرب في النتاج الثقافي الغربي كشعب ”جاهل متخلّف “ال يه ّمه إال إرضاء‬
‫غرائزه‪.‬‬
‫وألن جزيرة العرب تأثرت بالثقافة السورية القديمة من خالل التواصل= الذي استمر= بين المنطقتين عبر‬
‫يتوسع في‬
‫آالف السنين‪ ،‬كان ال بد للباحث من أن يخوض في الديانات السورية القديمة‪ ،‬إذا أراد أن ّ‬
‫المعلومات التي تحيط ديانة العرب قبل اإلسالم‪.‬‬
‫في هذا العمل أقدّم للباحثين معلومات بكراً‪ ،‬تشكل مادة دسمة ومكثفة‪َ ،‬‬
‫تلزم الباحثين والعلماء لبدء عمل‬
‫عربي جا ّد في دراسة المجتمع العربي قبل اإلسالم بعيداً عن التأثيرات السلبية لبعض المستشرقين‪.‬‬
‫رحلة فكرية شيّقة سنكتشفها= ونحن نعيد ترتيب أصنام العرب ومعبوداتهم‪ ،‬وسنتمكن من اإلحاطة‬
‫بمعتقداتهم وتكوين رؤية أكثر عمقاً لحياتهم وعالقاتهم= االجتماعية والدينية والثقافية وحتى االقتصادية‬
‫والسياسية‪.‬‬
‫جزيرة العرب‬

‫عندما نتحدّث عن الحياة الدينية في شبه الجزيرة العربية فإننا ال نعني اليمن وأرض الحجاز ونجد فقط‪،‬‬
‫لذلك كان التأثر والتأثير= بين عرب الجنوب (اليمن) والوسط= (نجد والحجاز) والشمال (سوريا الطبيعة)‬
‫كبيراً جداً‪ ،‬وكانت نجد والحجاز بوتقة لتالقح حضاري مش َبع بتن ّوع الثقافات والديانات‪.‬‬
‫وإن كان هذا المعجم مخصصاً آللهة العرب‪ ،‬فأو ّد اإلشارة إلى أن عندما نتحدث عن جزيرة العرب في‬
‫العالم القديم فإن جغرافيتها تختلف‪ ،‬ولنا في الجغرافية التي رسمها لسان اليمن وعالمته الحسن بن أحمد بن‬
‫يعقوب الهمداني‪ ،‬خير دليل على ما نذهب إليه‪ ،‬يقول الهمداني (صفة جزيرة العرب ‪:)85-84‬‬
‫ُس ّميت بالد العرب الجزيرة إلحاطة البحار واألنهار= بها من أقطارها= وأطرارها‪ ،‬وصاروا= منها في‬
‫مثل الجزيرة من جزائر= البحر‪ ،‬وذلك أن الفرات القافل الراجع من بالد الروم= يظهر بناحية‬
‫انحط على الجزيرة وسواد= العراق حتى دفع في البحر من ناحية البصرة واألبلة وامتد‬‫َّ‬ ‫قنَّسرين ثم‬
‫مغرباً ببالد العرب منعطفاً عليها فأتى منها على سفوان‬
‫إلى عبَّادان‪ ،‬وأخذ البحر من ذلك الموضع= ِّ‬
‫والشحر‪ ،‬ومال منه عنق إلى‬ ‫وعمان ِّ‬ ‫وكاظمة‪ ،‬ونفذ إلى القطيف‪ ،‬وهجر= وأسياف البحرين وقطر= ُ‬
‫حضرموت وناحية أبين وعدن ودهلك‪ ،‬واستطال ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن بالد فرسان‬
‫وعك‪ ،‬ومضى= إلى جدة ساحل مكة‪ ،‬والجار ساحل المدينة‪ ،‬وساحل الطور‬ ‫ٍّ‬ ‫وحكم واألشعريين‬
‫وخليج أيلة‪ ،‬وساحل راية ‪ -‬كورة من كور مصر البحرية‪ ،‬حتى بلغ قلزم مصر وخالط بالدها‪،‬‬
‫ال معارضاً للبحر معه حتى دفع‬ ‫وأقبل النيل من غربي هذا العنق من أعلى بالد السودان مستطي ً‬
‫فمر بعسقالن‬‫في بحر مصر والشام‪ ،‬ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بالد فلسطين‪ّ ،‬‬
‫األردن‪ ،‬وعلى بيروت وذواتها= من سواحل دمشق‪ ،‬ثم نفذ إلى‬‫ّ‬ ‫وسواحلها‪ ،‬وأتى على صور ساحل‬
‫سواحل حمص وسواحل= قنَّسرين‪ ،‬حتى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات منحطاً على أطراف‬
‫قنَّسرين والجزيرة إلى سواد= العراق‪ .‬فصارت= بالد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوا بها‪.‬‬
‫يقول جواد علي في كتابه الموسوعي= العظيم المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم (‪:)6/309‬‬
‫لقد تج ّمع لدى علماء العربية الجنوبية من أسماء آلهة العرب الجنوبيين ما ينيف على مئة اسم إله‪،‬‬
‫وهذه اآللهة جميعها يمكن رج ُعها إلى ثالثة‪ ،‬هي القمر والشمس ُّ‬
‫والزهرة‪ .‬أي إلى ثالوث يرمز= إلى‬
‫هذه الكواكب الثالثة‪ .‬وكما حفظت نصوص المسند أسماء بعض آلهة العرب الجنوييين‪ ،‬حفظت‬
‫النصوص الثمودية واللحيانية والصفوية والنبطية كذلك أسماء بعض آلهة تلك الشعوب‪ .‬وهذه‬
‫اآللهة‪ ،‬كما يظهر من دراستها= وتحليلها‪ ،‬خليط من آلهة ترد اسماؤها في روايات األخباريين‪ ،‬ومن‬
‫آلهة ترد أسماؤها في النصوص العربية الجنوبية‪ ،‬كما أن بينها أسماء آلهة لم ترد ال في أخبار‬
‫اإلخباريين وال في نصوص المسند‪ ،‬وإنما جاءت من اتصال َمواطن هذه الشعوب ب َمواطن‬
‫الساميّين الغربيين‪ ،‬وب َمواطن الساميّين الشرقيين ومتاخمتها= لعرب العراق ونجد والقبائل العربية‬
‫في الحجاز ولصالتها التأريخية القديمة بالعرب الجنوبيين‪.‬‬
‫يتوصل جواد علي (‪ )6/166‬إلى أن كل اسم ورد في المسند بلفظة”ذت‪/‬ذات“ يُراد به الشمس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وهنا‬
‫وهي آلهة‪ ،‬وكل لفظة بدأت ب”ذ‪/‬ذي“ تعني إلهاً وهو القمر أو عثتر‪ .‬فنحن أمام ثالوث سماوي‪ =،‬مثّل عقيدة‬
‫السماوي هو نواة األلوهية عند جميع‬
‫ّ‬ ‫الجاهليين في األلوهية كما مثل عقيدة الساميين عموماً‪ ،‬والثالوث=‬
‫الساميين ومنه انبثقت عقيدة التوحيد فيما بعد‪.‬‬
‫مذاهب العرب في ُنسكهم ّ‬
‫وحجهم‬

‫يقول ابن حبيب (ال ُمحبَّر ‪ :)182‬كانت قريش سدنة العرب على دينهم وأمناءهم= على قِبلتهم‪ ،‬وكان ُمفتُوهم‬
‫في دينهم ”بنو مالك بن كنانة“‪.‬‬
‫ونسكها= إلى ثالث قبائل وهي الحمس والحلة والطلس‪،‬‬
‫وحجها ّ‬
‫وقد انقسمت العرب في طقوس عبادتها ّ‬
‫ويع ّد ابن حبيب أبرز األخباريين العرب الذين خاضوا في طقوس هذه القبائل وعنه أخذ الكثير من رواة‬
‫األخبار‪ :‬يقول ابن حبيب (المن ّمق= ‪ -143‬المحبّر ‪:)178‬‬

‫قبائل الحمس من العرب وكانوا يُس ّمون ”أهل اهلل“‬


‫وهم‪ :‬قريش كلها‪ ،‬وخزاعة لنزولها= مكة‪ ،‬ومجاورتها= قريشًا‪ ،‬وكل من ولدت قريش من العرب وكل من‬
‫نزل مكة من قبائل العرب‪ ،‬وكانت الحمس قد شددوا على أنفسهم في دينهم‪ ،‬فكانوا إذا نسكوا لم يسلؤوا‬
‫سمناً‪ ،‬ولم يطبخوا= أقطاً‪ ،‬ولم يدّخروا لبناً‪ ،‬ولم يحولوا بين مرضعة ورضاعها حتى يعافه‪ ،‬ولم يحركوا=‬
‫حجهم شعراً وال وبراً وال صوفاً= وال قطناً‪ ،‬وال يأكلون لحماً‪ ،‬وال ّ‬
‫يمسون‬ ‫سعراً وال ظفراً‪ ،‬وال يبتنون في ّ‬
‫دهناً‪ ،‬وال يلبسون إال جديداً‪ ،‬وال يطوفون بالبيت إال في حذائهم وثيابهم‪ ،‬وال ّ‬
‫يمسون المسجد بأقدامهم‬
‫تعظيماً لبقعته‪ ،‬وال يدخلون البيوت من أبوابها وال يخرجون إلى عرفات‪ ،‬وكانوا يقولون‪” :‬نحن أهل اهلل“‪.‬‬
‫ويلزمون مزدلفة حتى يقضوا نسكهم‪ ،‬ويطوفون بالصفا والمروة إذا انصرفوا= من مزدلفة‪ ،‬ويسكنون= في‬
‫ظعنهم قباب اآلدم الحمر‪.‬‬

‫قبائل الحلة من العرب والطواف ”عراة“‬


‫مر‪ ،‬وقيس عيالن‬ ‫مر كلها غير يربوع‪ ،‬ومازن‪ ،‬وضبّة‪ ،‬وحميس‪ ،‬وظاعنة‪ ،‬والغوث بن ّ‬ ‫وهم‪ :‬تميم بن ّ‬
‫بأسرها ما خال ثقيفاً‪ .‬وعدوان وعامر بن صعصعة‪ ،‬وربيعة بن نزار كلّها‪ ،‬وقضاعة كلّها ما خال عكالفاً‬
‫وجناباً واألنصار‪ ،‬وخثعم‪ ،‬وبجيلة‪ ،‬وبكر بن عبد مناة بن كنانة‪ ،‬وهذيل بن مدركة‪ ،‬وأسد‪ ،‬وطيء وبارق‪.‬‬
‫يحرمون في غير الحرم‪ ،‬ويتواصلون في النسك‪ ،‬ويمنح‬ ‫يحرمون الصيد في النسك وال ّ‬ ‫وكانت الحلة ّ‬
‫ّ‬
‫ويجتزون من األصواف= واألوبار= والشعار= ما‬ ‫الغني ماله أو أكثره في نسكه‪ ،‬فيسأل فقراؤهم السمن‪،‬‬
‫يكتفون له‪ ،‬وال يلبسون إال ثيابهم التي نسكوا فيها وال يلبسون في نسكهم الجدد‪ ،‬وال يدخلون من باب دار‪،‬‬
‫وال باب بيت‪ ،‬وال يؤويهم ظل ما داموا محرومين‪ ،‬وكانوا= يدهنون ويأكلون اللحم‪ ،‬وأخصب ما يكونون‬
‫أيام نسكهم‪ ،‬فإذا دخلوا مكة بعد فراغهم تصدّقوا= بكل حذاء وكل ثوب لهم‪ ،‬ثم استكروا= من ثياب الحمس‬
‫تنزيهاً للكعبة أن يطوفوا= حولها إال في ثياب جدد‪ .‬وال يجعلون بينهم وبين الكعبة حذاء يباشرونها بأقدامهم‪.‬‬
‫فإن لم يجدوا ثياباً طافوا= عراة‪ .‬وكان لكل رجل من الحلة حرمى من الحمس‪ ،‬يأخذ ثيابه فمن لم يجد ثوباً‬
‫طاف عرياناً‪.‬‬
‫وإنما كانت الحلة تستكري الثياب للطواف في رجوعهم إلى البيت‪ ،‬ألنهم كانوا إذا خرجوا حجاجاً لم‬
‫يستحلوا أن يشتروا= شيئاً وال يبيعونه حتى يأتوا منازلهم إال اللحم‪ ،‬وكان رسول اهلل صلّى اهلل عليه َح َر ِميًاّ ل‬
‫عي‪ ،‬ألنه عندما قدم عياض مكة طاف في ثياب رسول اهلل صلّى اهلل عليه‪.‬‬ ‫جاش ّ‬ ‫ِع َ‬
‫ياضبن ِحمارال ُم ِ‬

‫قبائل الطلس‬
‫قبائل الطلس هم سائر= أهل اليمن‪ ،‬وأهل حضرموت‪ ،‬وعك وعجيب وإياد بن نزار‪.‬‬
‫وكانت الطلس بين الحلة والحمس‪ ،‬يصنعون في إحرامهم ما يصنع الحلة‪ ،‬ويصنعون في ثيابهم‪ ،‬ودخولهم‬
‫يتعرون حول الكعبة‪ ،‬وال يستعيرون= ثياباً‪ ،‬ويدخلون= البيوت من أبوابها‪،‬‬
‫البيت ما يصنع الحمس‪ ،‬وكانوا ال ّ‬
‫وكانوا ال يئدون بناتهم‪ ،‬وكانوا يقفون مع الحلة ويصنعون ما يصنعون‪.‬‬

‫طقوس الخصب والموت‬


‫عرفت العرب طقوس الخصب المقدس‪ ،‬وطقوس االستسقاء التي كان الرجال والنساء فيها يخرجون‬
‫بلباسهم األبيض وراحة الطيب والبخور= تفوح من أجسادهم‪ ،‬كما عرفوا طقوس التبرج والزينة وطقوس‬
‫الجنس والرقص في أعيادهم‪ ،‬ومنها على سبيل المثال ال الحصر أيام التشريق بعد يوم النحر‪ ،‬وهي ثالثة‬
‫ويبسط= في الشمس بعد تقطيعه وتقديده‪ ،‬وهو طقس قديم استمر في اإلسالم‪ ،‬نجد له‬ ‫شرق فيها اللحم َ‬ ‫أيام ُي َ‬
‫ذكراً في حديث نبوي‪ ،‬معروف بحديث أيام التشريق الذي يقول فيه صلّى اهلل عليه وسلّم‪” :‬إنها أيام أكل‬
‫وشرب و ِبعال“‪ ،‬والبعال هو النكاح ومالعبة المرء أهله‪ ،‬وكان المنادي‪ ،‬يطوف= بين الناس في هذه األيام‪،‬‬
‫وهو ينادي= بذلك‪(.‬راجع ذكر المعبود= ”الشريق“ في معجمنا)‪.‬‬
‫لم تقتصر حياة العرب الدينية على طقوس الحياة والخصب‪ ،‬وإنما اشتهرت لديهم طقوس الموت‪ ،‬وكان‬
‫للعرب مواضع= مشهورة في النياحة على الموتى= يذكرها الهمداني ( صفة جزيرة العرب ‪ :)322‬خيوان‪،‬‬
‫الرجل‬
‫نجران‪ ،‬الجوف‪ ،‬صعدة‪ ،‬أعراض نجد‪ ،‬مأرب‪ ،‬وجميع بلد مذحج‪ ،‬يقول الهمداني‪ :‬فأما خيوان فإن َّ‬
‫المنظور منهم ال يزال يُناح إذا مات إلى أن يموت مثله‪ ،‬فيتصل النواح على األول بالنواح على اآلخر‬
‫يصحن‪ ،‬وللرجال من الموالي لُ ُحون غير‬
‫َ‬ ‫تلحنُه النساء‪ ،‬ويتخالسنه بينهن ّ‬
‫وهن‬ ‫وتكون النياحة بشعر خفيف ِّ‬
‫ذلك عجيبة التراجيع بين الرجال والنساء‪ .‬ويبدو أن النياحة لم تكن مقصورة على النساء النائحات‪ ،‬وإنما‬
‫كان هناك طائفة من الرجال يس ّمون الب ّكائين‪ ،‬يذكر منهم ابن الكلبي في نسب معد واليمن الكبير (ص‬
‫‪ )386‬هال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد األعلم بن عامر بن كعب بن واقف‪ .‬وفي اإلسالم اشتهر بكاء‬
‫الرجال في العبادة لدرجة أن ابن أبي الدنيا وضع كتاباً بعنوان الرقة والبكاء ‪.‬‬
‫ومن أشهر مآتم البكاء‪ ،‬ما ذكره العباسي (في معاهد التنصيص ص ‪ ،)45‬حيث ذكر مأتم الشاعر‬
‫والفارس الجاهلي جعفر بن علبة الحارثي الذي وصف= بأنه ”أوجع وأحرق مأتماً“ عرفته العرب‪ ،‬يقول‬
‫يبكين عليه وقام= أبوه إلى كل ناقة وشاة فنحر= أوالدها وألقاها بين‬
‫َ‬ ‫العباسي‪ :‬لما قتل جعفر قامت نساء الحي‬
‫ابكين معنا على جعفر‪ ،‬فما زالت النوق ترغو والشياه تثغو‪ ،‬والنساء يصحن ويبكين وهو‬ ‫َ‬ ‫أيديها‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫يبكي معهن‪ ،‬فما رؤي يوم كان أوجع وأحرق مأتماً في العرب‪.‬‬
‫الحج والطواف عراة‬
‫يقول عالمة العراق محمد شكري األلوسي في كتابه مسائل الجاهلية (ص ‪” :)38‬فرضت الحمس على‬
‫العرب قاطبة أن يطرحوا= أزواد الحل إذا دخلوا الحرم‪ ،‬وأن يتركوا= ثياب الحل‪ ،‬ويستبدلوها بثياب الحرم‪،‬‬
‫إما شراء وإما عارية وإما هبة‪ ،‬فإن وجدوا= ذلك فبها وإال طافوا بالبيت عرايا‪ .‬وفرضوا= على نساء العرب‬
‫ذلك‪ ،‬غير أن المرأة كانت تطوف= في درج مفرج القوائم والمآخير‪ .‬قالت امرأة (وهي ضباعة بنت عامر‬
‫بن صعصعة) وهي تطوف بالبيت عريانة تصف فرجها‪:‬‬
‫اليوم يبدو بعضه أو كله‬

‫وما بدا منه فال أُحلُهّ‬

‫أخثم مثل القعب با ٍد ظله‬

‫كأن ُح َّمى خيبر تملّه‬

‫قال‪ :‬كان الحمس يدّعون أنهم على شريعة أبيهم إبراهيم عليه السالم وما ذلك إال لجاهليتهم‪.‬‬
‫وفي قوله تعالى في سورة األعراف ‪َ{ :31‬يا َبنِي آَ َد َم ُخ ُذوا ِزي َن َت ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َم ْس ِج ٍد}‪ ،‬قال األلوسي (ص ‪:)40‬‬
‫أي ثيابكم لمواراة عوراتكم= عند طواف أو صالة‪ .‬وسبب النزول أنه كان أناس من األعراب يطوفون‬
‫بالبيت عراة حتى أن المرأة كانت لتطوف= بالبيت وهي عريانة‪ ،‬فتعلق على سفلها سيوراً مثل هذه السيور‬
‫التي تكون على وجه الحمر من الذباب‪ ،‬وتنشد األبيات السابقة‪.‬‬
‫ش َما َظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َط َن}‪ ،‬يقول‬ ‫وفي تفسير اآلية ‪ 33‬من سورة األعراف { ُق ْل إِنَّ َما َح َّر َم َربِّ َي ْال َف َو ِ‬
‫اح َ‬
‫األلوسي (ص ‪ :)41‬أي ما تزايد قبحه من المعاصي= ومنه ما يتعلق بالفروج‪ ،‬وما ظهر من الزنا عالنية‬
‫وسراً‪ .‬قال‪ :‬وكانوا يكرهون األول ويفعلون الثاني‪ ،‬فنُهوا عن ذلك مطلقاً‪ .‬وعن مجاهد ”ما ظهر“ أي‪:‬‬
‫التعري في الطواف و”ما َبطن“ أي‪ :‬الزنا‪ .‬والبعض يقول‪ :‬األول طواف الرجال بالنهار= والثاني طواف=‬ ‫ّ‬
‫النساء بالليل عاريات‪.‬‬

‫تلبيات الحج‬
‫قال اليعقوبي في تاريخه (‪ :)1/296‬وكانت العرب إذا أرادت حج البيت الحرام وقفت كل قبيلة عند صنمها‬
‫وصلّوا عنده ثم تلبّوا حتى تقدّموا مكة‪ ،‬فكانت تلبياتهم= مختلفة‪:‬‬
‫وكانت تلبية قريش‪ :‬لبّيك‪ ،‬اللهم‪ ،‬لبّيك! لبّيك ال شريك لك‪ ،‬تملكه‪ ،‬وما ملك‪.‬‬
‫وكانت تلبية كنانة‪ :‬لبّيك اللهم لبّيك! اليوم يوم التعريف‪ ،‬يوم الدعاء والوقوف‪.‬‬
‫وكانت تلبية بني أسد‪ :‬لبّيك اللهم لبّيك! يا رب! أقبلت بنو أسد أهل التواني= والوفاء= والجلد إليك‪.‬‬
‫وكانت تلبية بني تميم‪ :‬لبّيك اللهم لبّيك! لبّيك لبّيك عن تميم قد تراها قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها‪،‬‬
‫وأخلصت لربها دعاءها‪.‬‬
‫وكانت تلبية قيس عيالن‪ :‬لبّيك اللهم لبّيك! لبّيك أنت الرحمن‪ ،‬أتتك قيس عيالن راجلها والركبان‪.‬‬
‫وكانت تلبية ثقيف‪ :‬لبّيك اللهم! إن ثقيفاً قد أتوك وأخلفوا المال‪ ،‬وقد رجوك‪.‬‬
‫وكانت تلبية هذيل‪ :‬لبّيك عن هذيل قد أدلجوا‪ ،‬بليل في إبل وخيل‪.‬‬
‫وكانت تلبية ربيعة‪ :‬لبّيك ربنا لبّيك‪ ،‬لبّيك! إن قصدنا إليك‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬لبّيك عن ربيعة‪ ،‬سامعة لربها‬
‫مطيعة‪.‬‬
‫وكانت حمير وهمدان تقولون‪ :‬لبّيك عن حمير وهمدان‪ ،‬والحليفين من حاشد وألهان‪.‬‬
‫وكانت تلبية األزد‪ :‬لبّيك رب األرباب! تعلم فصل الخطاب‪ ،‬لملك كل مثاب‪.‬‬
‫وكانت تلبية مذحج‪ :‬لبّيك رب الشعرى‪ ،‬ورب الالت والعزى‪.‬‬
‫وكانت تلبية كندة وحضرموت‪ :‬لبّيك ال شريك لك! تملكه‪ ،‬أو تهلكه‪ ،‬أنت حكيم فاتركه‪.‬‬
‫ربغسان راجلها والفرسان‪.‬‬
‫وكانت تلبية غسان‪ :‬ل ّبيك ّ‬
‫وكانت تلبية بجيلة‪ :‬لبّيك عن بجيلة في بارق ومخيلة‪.‬‬
‫وكانت تلبية قضاعة‪ :‬لبّيك عن قضاعة‪ ،‬لربّها دفاعة‪ ،‬سمعاً له وطاعة‪.‬‬
‫وكانت تلبية جذام‪ :‬لبّيك عن جذام ذي النهى واألحالم‪.‬‬
‫نحج للرحمن بيتاً عجباً‪ ،‬مستتراً‪ ،‬مضبباً‪ ،‬محجباً‪.‬‬
‫وكانت تلبية عك واألشعريين‪ّ :‬‬
‫قصة عبادة األصنام‬

‫عمرو بن لُ َح ّي الخزاعي ”أبو األصنام“‬


‫بدأت عبادة األصنام كما تروي األساطير= العربية بعد وفاة آدم أبو الجنس البشري‪ ،‬حيث نصبه أبناؤه‬
‫صنماً وعبدوه (راجع آدم في معجمنا)‪ ،‬لكن كتب التراث ”سيرة وتاريخاً= وأدباً“ تر ّكز على أن عمرو بن‬
‫لُ َح ّي الخزاعي كان ”أبا األصنام“ في جزيرة العرب‪ .‬حول هذه الشخصية حيك الكثير من األساطير‪=،‬‬
‫لدرجة تظهر هذه الشخصية على أنها من نسج الخيال األسطوري‪.‬‬
‫اختلفت الروايات في اسم ”أبي األصنام العربية“ فمنهم= من يقول إنه عمرو بن ربيعة‪ ،‬والبعض عمرو بن‬
‫لُ َح ّي وإن لُ َح ّي هو ربيعة‪ ،‬كما اختلفوا في نسبه اختالفاً شديداً‪ ،‬واختلفوا أيضاً في المكان الذي جاء منه‬
‫باألصنام منهم من يقول إنه أحيا أصنام قوم= نوح التي د ّمرها الطوفان‪ ،‬ومنهم من يقول إنه أتى بأصنام‬
‫الكعبة من ساحل جدة‪ ،‬ومنهم من يقول إنه أتى بها من الشام‪ ،‬والبعض يقول من البلقاء في أرض الشام‪،‬‬
‫ويذهب البعض في التحديد أكثر ليقول إنها من ”مآب في أرض البلقاء بالشام“‪ ،‬والبعض اآلخر يقول إنه‬
‫أتى بها من ”هيت في الجزيرة“‪ ،‬وإن اختلفت الروايات في هذه القصة فإن مسرح األحداث هو ”بادية‬
‫الشام“‪.‬‬
‫ومن رواية الشهرستاني في ( الملل والنحل ‪ُ )2/580‬يخبرنا= أن رحلة عمرو بن لُ َح ّي كانت في أول ملك‬
‫شابور ذي األكتاف‪ ،‬وحسب تقديرات المؤرخين فإن سابور حكم بين ‪ 379-309‬للميالد‪ ،‬وإن صحت‬
‫الرواية فإن فلك األسطورة يدور في الربع األول من القرن الرابع الميالدي‪.‬‬
‫تتفق أغلب روايات األخبار على أن عمرو بن لُ َح ّي هو ”أبو خزاعة“‪ ،‬وكان أحد المعمرين العرب‪،‬‬
‫ورئيساً= كريماً جواداً‪ ،‬صاحب مال وجاه وشرف وكلمة بين العرب‪.‬‬
‫قال السجستاني= ( كتاب المعمرين ص ‪ :)35‬هو عمرو بن ربيعة وهو لُ َح ّي بن حارثة بن عمرو بن عامر‬
‫بن حارثة الغطريف= بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن األزد‪ ،‬وعمرو بن لُ َح ّي هذا أبو خزاعة‬
‫غير ولد أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر‪ ،‬قالوا‪ :‬وقد يُقال إنه لُ َح ّي بن قمعة بن ِخندف بن مضر‪ ،‬عاش‬
‫ثالثمئة سنة وأربعين سنة فكثر= ماله وولده‪ ،‬حتى بلغنا‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬أنه كان يقاتل معه من ولده ألف مقاتل‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي (األصنام= ص ‪ :)7‬كان أول من غيّر دين إسماعيل عليه السالم فنصب األوثان وسيب‬
‫السائبة ووصل= الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية عمرو بن ربيعة وهو لُ ّ‬
‫حي بن حارثة بن عمرو بن‬
‫عامر األزدي وهو أبو خزاعة‪ ،‬وكانت أم عمرو بن لُ َح ّي فهيرة بنت عمرو بن الحارث‪ .‬ويقال قمعة بنت‬
‫مضاض الجرهمي‪.‬‬
‫وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة‪.‬‬

‫قال الشهرستاني= ( الملل والنحل ‪ :)2/580‬وأول من وضع األصنام في البيت‪ ،‬عمرو بن لُ ّ‬


‫حي بن غالوثة‬
‫بن عمرو بن عامر لما سار قومه إلى مكة‪ ،‬واستولى= على أمر البيت‪.‬‬
‫قال القاضي عياض (قبائل العرب ‪ :)369-1/368‬المعروف= في نسب خزاعة أنه عمرو بن لُ ّ‬
‫حي بن‬
‫قمعة بن إلياس بن مضر‪ ،‬وانما عامر عم أبيه أخو قمعة‪ ،‬قال ابن دريد= في االشتقاق‪ :‬من بني عمرو بن‬
‫لُ ّ‬
‫حي تفرقت خزاعة‪.‬‬

‫قال الجاحظ (الحيوان ‪ :)6/203‬كان لعمرو= بن لُ َح ّي بن قمعة ٌّ‬


‫رئي من الجن‪.‬‬

‫وذكر المسعودي (مروج الذهب ‪ :)2/56‬أنه لما أكثر عمر بن لُ ّ‬


‫حي من نصب األصنام حول الكعبة‪ ،‬غلب‬
‫على العرب عبادتها‪ ،‬وانمحت الحنيفية منهم إال لمعاً‪.‬‬
‫تروي كتب التاريخ العربي أن خزاعة غلبت على جرهم وأخذت منهم والية البيت‪ ،‬لكن روايات= تقول إن‬
‫خزاعة من ذرية عمرو بن عامر‪ ،‬وأخرى من ذرية عمر بن ربيعة بن حارثة الذي خرج من اليمن ألجل‬
‫ما توقع من سيل العرب‪ .‬وقيل إن خزاعة من بني إسماعيل كما أهل السيرة ( البداية والنهاية ص ‪-289‬‬
‫‪ )290‬يقول ابن كثير في تاريخه‪ :‬استمرت خزاعة على والية البيت نحواً من ثالثمائة سنة وقيل خمسائة‪.‬‬
‫وكانوا مشؤومين في واليتهم ألن في زمانهم كان أول عبادة األوثان بالحجاز‪ ،‬وذلك بسبب رئيسهم= عمر‬
‫بن لُ َح ّي‪ ،‬وكان ذا مال جزيل جداً‪ ،‬يقال‪ :‬إنه فقأ أعين عشرين بعيراً‪ ،‬وذلك عبارة عن أنه ملك عشرين ألف‬
‫بعير‪ ،‬وكان من عادة العرب أن من ملك ألف بعير فقأ عين واحد منها‪ ،‬ألنه يدفع بتلك العين عنها‪ ،‬وممن‬
‫ذكر ذلك األزرقي‪ ،‬وذكر السهيلي في الروض اآلنف ‪ ،‬أنه ربما ذبح أيام الحجيج عشرة آالف بدنة‪ ،‬وكسا‬
‫السويق= (هذه‬ ‫ّ‬
‫ويلت لهم ّ‬ ‫عشرة آالف حلة في كل سنة‪ ،‬يطعم= العرب ويحيس لهم الحيس بالسمن والعسل‬
‫الرواية نجدها في مكان آخر تتحول إلى أسطورة عند بعض الرواة عن أصل عبادة آلهة العرب الالت‪،‬‬
‫منها ما قاله ياقوت ( معجم البلدان ‪ )5/4‬من أن الالت كان يلت لهم السويق للحج على صخرة معروفة‬
‫ال من ثقيف فلما مات‪ ،‬قال لهم‪ :‬عمرو بن لُ َح ّي لم يمت‪ ،‬ولكن دخل‬ ‫تسمى صخرة الالت‪ ،‬وكان الالت رج ً‬
‫في الصخرة ثم أمرهم بعبادتها‪ ،‬وأن يبنوا عليها بنياناً يس ّمى الالت)‪ .‬قال ابن كثير‪ :‬كان قول عمرو بن‬
‫لُ َح ّي وفعله فيهم كالشرع المتّبع لشرفه فيهم ومحلته عندهم وكرمه عليهم‪ .‬وذكر= األزرقي (أخبار مكة ‪164‬‬
‫وما يليها)‪ :‬كان أول من أطعم الحج سدايف اإلبل ولحمانها على الثريد وعم جميع الحاج بثالثة أثواب من‬
‫برود اليمن‪ .‬وكان قد ذهب شرفه في العرب كل مذهب‪ ،‬فكان قوله فيهم ديناً متبعاً ال يخالف‪ .‬يضيف‬
‫األزرقي= (أخبار مكة ‪ :)150‬كان عمر بن لُ َح ّي فيهم= شريفاً‪ ،‬سيداً مطاعاً‪ ،‬ما قال لهم فهو دين متّبع‪.‬‬
‫قال ابن هشام صاحب السيرة‪ :‬حدّثني بعض أهل العلم أن عمرو بن لُ َح ّي خرج من مكة إلى الشام في‬
‫بعض أموره‪ ،‬فلما قدم= مآب من أرض البلقاء‪ ،‬وبها يومئذ العماليق‪ ،‬وهم ولد عمالق ويقال ولد عمليق بن‬
‫الوذ بن سام بن نوح‪ ،‬رآهم يعبدون األصنام‪ ،‬فقال لهم‪ :‬ما هذه األصنام= التي أراكم تعبدون؟‪ ،‬قالوا له‪ :‬هذه‬
‫أصنام نعبدها فنستمطرها= فتمطرنا‪ ،‬ونستنصرها= فتنصرنا‪.‬‬
‫فقال لهم‪ :‬أال تعطوني منها صنماً فأسير= به إلى أرض العرب فيعبدونه‪ .‬فأعطوه صنماً يقال له‪ُ :‬ه َبل‪ ،‬فقدم‬
‫به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل عليه السالم‪ ،‬أنه كان ال‬
‫يظعن من مكة ظاعن منهم‪ ،‬حين ضاقت عليهم‪ ،‬والتمسوا= الفسح في البالد إال حمل معه حجراً من حجارة‬
‫الحرم تعظيماً للحرم‪ ،‬فحيث ما نزلوا وضعوه فطافوا به كطوافهم بالكعبة‪ ،‬حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا‬
‫يعبدون ما استحسنوا= من الحجارة‪ ،‬وأعجبهم حتى خلفت الخلوف ونسوا ما كانوا عليه‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال‪ :‬كنا في الجاهلية إذا لم نجد حجراً‪ ،‬جمعنا حثية من‬
‫التراب‪ ،‬وجئنا بالشاة فحلبناها= عليه ثم طفنا بها‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬واستبدلوا= بدين إبراهيم= وإسماعيل عليهما السالم غيره‪ ،‬فعبدوا= األوثان‪ ،‬وصاروا إلى ما‬
‫كانت عليه األمم قبلهم من الضالالت; وفيهم= على ذلك بقايا من عهد إبراهيم عليه السالم‪ ،‬يتمسكون بها من‬
‫تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفات والمزدلفة‪ ،‬وهدى= البدن‪ ،‬واإلهالل بالحج‬
‫والعمرة‪ ،‬مع إدخالهم فيه ما ليس منه‪.‬‬
‫فكانت كنانة وقريش إذا هلوا قالوا‪ :‬لبّيك اللهم لبّيك‪ .‬لبّيك ال شريك لك‪ ،‬إال شريكاً هو لك‪ ،‬تملكه وما ملك‪.‬‬
‫فيوحدونه بالتلبية ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد ذكر السهيلي وغيره‪ :‬أن أول من لبّى هذه التلبية عمرو بن لُ َح ّي‪ ،‬وأن إبليس تبدى له في صورة شيخ‪،‬‬
‫فجعل يلقنه ذلك فيسمع منه‪ ،‬ويقول كما يقول واتبعه العرب في ذلك‪.‬‬
‫يقول األزرقي صاحب أخبار مكة ‪ :‬عمرو بن لُ َح ّي هو الذي بحر البحيرة‪ ،‬ووصل= الوصيلة‪ ،‬وحمى‬
‫الحامي‪ ،‬وسيّب السايبة؛ ونصب األصنام حول الكعبة‪ ،‬وجاء ب ُه َبل من هيت من أرض الجزيرة‪ ،‬فنصبه‬
‫في بطن الكعبة‪ ،‬فكانت قريش والعرب تستقسم عنده باألزالم‪ ،‬وهو أ ّول من غير الحنيفية دين إبراهيم عليه‬
‫السالم‪ ،‬وكان أمره بمكة في العرب مطاعاً ال يُعصى‪ ،‬قال‪ :‬فكان عمرو بن لُ َح ّي يلي البيت وولده من بعده‬
‫خمسمائة سنة حتى كان آخرهم حليل بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو فتز ّوج= إليه قصي ابنته حبى‬
‫ابنة حليل وكانوا= هم حجابه‪ّ ،‬‬
‫وخزانه والق ّوام به‪ ،‬ووالة الحكم بمكة وهو عامر لم يخرب فيه خراب ولم تبن‬
‫والذبعنه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خزاعة فيه شيئاً بعد جرهم ولم تسرق= منه شيئاً علمناه وال سمعنا به وترافدوا على تعظيمه‪،‬‬

‫من أين أتى عمرو بن لُ َح ّي بأصنامه؟‬


‫كما اختلفت الروايات في نسب عمرو بن لُ َح ّي‪ ،‬اختلفوا في المكان الذي جاء منه باألصنام‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي (األصنام ص ‪ :)7‬لما ظفر عمرو بن لُ َح ّي بوالية البيت بعد أن قاتل جرهم وأجالهم عن‬
‫الكعبة‪ .‬ونفاهم من بالد مكة‪ ،‬مرض مرضاً شديداً فقيل له‪ :‬إن بالبلقاء من الشأم َحمًةّ إن أتيتها برأت‪.‬‬
‫فأتاها فاستح ّم بها فبرأ‪ .‬ووجد= أهلها يعبدون األصنام فقال‪ :‬ما هذه فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها‬
‫على العدو‪ .‬فسألهم= أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها= حول الكعبة‪.‬‬
‫مر معنا أن‪ :‬عمرو بن لُ َح ّي حين خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره‪ ،‬قدم= مآب‬ ‫وفي رواية ابن هشام ّ‬
‫من أرض البلقاء‪ ،‬فأتى منها ب ُه َبل‪.‬‬
‫وتحديد= موضع ”مآب“ أخذه الرواة عن سيرة ابن إسحاق ( الروض المعطار ص ‪.)517‬‬
‫قال الشهرستاني ( الملل والنحل‪ :) 2/580‬صار عمر بن لُ َح ّي إلى مدينة البلقاء بالشام= فرأى هناك قوماً‬
‫يعبدون األصنام فسألهم= عنها‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلويّة واألشخاص= البشريّة‪:‬‬
‫نستنصر= بها فنُنصر‪ ،‬ونستسقي= بها فنُسقى‪ ،‬ونستشفي= بها فنُشفى‪ ...‬فأعجبه ذلك‪ ،‬وطلب منهم صنماً من‬
‫أصنامهم‪ ،‬فدفعوا= إليه ُه َبل فسار= به إلى مكة ووضعه في الكعبة‪ ،‬وكان معه أساف ونائلة على شكل زوجين‪.‬‬
‫فدعا الناس إلى تعظيمها‪ =،‬والتقرب إليها‪ ،‬والتوسل بها إلى اهلل تعالى‪ ،‬وكان ذلك في أول ملك شابور= ذي‬
‫األكتاف (وهذا حكم حسب تقديرات المؤرخين بين ‪ 379-309‬للميالد)‪.‬‬
‫وفي رواية ابن حبيب ( المن ّمق‪ ،‬ص ‪ 405‬وما يليها)‪ :‬كان عمرو بن ربيعة‪ ،‬وهو خزاعة‪ ،‬كاهناً له رئي‬
‫من الجن‪ ،‬وكان عمرو يُكنّى أبا ثمامة‪ ،‬فأتاه رئيه‪ ،‬فقال‪ :‬أجب أبا ثمامة‪ ،‬فقال‪ :‬لبيّك من تهامة‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫ارحل بال ماللة‪ ،‬قال له‪ :‬جير وال إقامة؟‪ ،‬قال‪ :‬ائت صف جدّة‪ ،‬فيها أصنام معدّة‪ ،‬فأورد= بها تهامة‪ ،‬وال‬
‫تهب‪ ،‬ثم ادع العرب إلى عبادتها تُ َجب‪.‬‬
‫فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها وداً وسواعاً= ويغوث ويعوق= ونسراً= وهي األصنام التي عبدت على عهد‬
‫إدريس ونوح عليهما السالم‪ ،‬ثم إن الطوفان= طرحها= هناك فسفى عليها الرمل فواراها‪ ،‬واستثارها= عمرو‪،‬‬
‫وحملها إلى تهامة‪ ،‬وحضر= الموسم= فدعا العرب إلى عبادتها فأجابوه‪.‬‬
‫وهو أول من بحر البحيرة‪ ،‬ووصل= الوصيلة‪ ،‬وس ّيب السائبة‪ ،‬وحمى الحامي‪ ،‬وغ ّير دين إسماعيل عليه‬
‫‪1‬‬
‫السالم‪ ،‬ودعا العرب إلى عبادة األصنام= واألوثان=‬
‫قال األزرقي= (أخبار مكة ‪ :)286-188 -115‬إن عمر بن لُ َح ّي جاء ب ُه َبل من هيت من أرض الجزيرة‬
‫(نواحي بغداد‪ ،‬فوق= األنبار‪ ،‬فتحها عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل‪ ،‬في زمن عمر بن الخطاب ( ياقوت‬
‫‪ ،) 5/421‬وكان ُه َبل من أعظم أصنام قريش عندها‪ ،‬فنصبه على البئر في بطن الكعبة وأمر الناس‬
‫بعبادته‪...‬‬
‫الالفت أن البلقاء التي جلب منها عمرو بن لُ َح ّي الخزاعي أصنام= مكة‪ ،‬نجدها في رواية أخرى هي‬
‫المنطقة التي خرج إليها زيد بن عمرو ابن نفيل‪ ،‬كما يروي ابن حبيب‪ ،‬ليلتمس فيها دين إبراهيم وفيها= ّ‬
‫بشره‬
‫راهب ”قد أظلك زمان نبي يخرج في بالدك يدعو إلى دين إبراهيم“‪ .‬وسنذكر= هذه الرواية في حينه‪.‬‬

‫تجارة األصنام‬
‫رصصة بالرصاص‪ ،‬وكان‬ ‫يقول الواقدي= (المغازي‪ :) 2/832‬كان حول الكعبة ثالثمائة وستون صنماً ُم ّ‬
‫ُهبل أعظمها‪ ،‬وهو وجاه الكعبة على بابها‪ ،‬وإساف ونائلة حيث ينحرون ويذبحون الذبائح‪ .‬هذه األصنام‬
‫ظلت على حالها إلى أن فتح الرسول مكة ودخل الكعبة وهدم أصنامها‪.‬‬
‫وفي مغازيه أيضاً (‪ : )2/871‬قال جبير بن مطعم‪ :‬وقد كنت أرى قبل ذلك األصنام يُطاف بها مكة‪،‬‬
‫فيشتريها= أهل البدو فيخرجون بها إلى بيوتهم‪ ،‬وما من رجل من قريش إال وفي بيته صنم‪ ،‬إذا دخل مسحه‪،‬‬
‫وإذا خرج مسحه تبركاً به‪.‬‬
‫ويبدو= أن تجارة قريش عرفت تجارة األصنام إضافة لتجاراتها المشهورة‪ ،‬وربما كان األمر ال يقتصر‬
‫على التجارة وإنما على صناعة األصنام التي كانت مزدهرة ومنها= كانت تصدر= إلى بالد السند والهند‪،‬‬

‫سـقبا فتشـق أذنـها فتلـك البحـيرة‪ ،‬وال ّ‬


‫يـجز لـها وبـر وال يـذكر‬ ‫‪ 1‬قــال ابــن حبــيب‪ :‬فــالبحيرة إذا نتجــت الناقــة خمســة ُ‬
‫أبــطن عمـدوا إلـى الخـامس إذا لـم تكـن ً‬
‫اسـم اللـه عليها‪ ،‬وأما السائبة فما سيبوا من أموالهم آللهتم‪ ،‬وأما الوصيلة فهي الشاة إذا وضعت سبعة ُ‬
‫أبطن عمدوا إلى السابع‪ ،‬فإن كان ذكراً ذبح‪ ،‬وإن كانت أنثى‬
‫تركت في الشاء‪ ،‬وإن كان ذكراً وأنثى قيل‪ :‬قد وصلت أخاها فتركا جميعاً محرمين منفعتهما= للرجال دون النساء‪ ،‬وأما الحامي فالفحل من اإلبل إذا صار جد أب قالوا‪:‬‬
‫حمى هذا ظهره‪ ،‬فتركوه ال ير َكب وال يح َم ل عليه‪ ،‬وال تمنع البحيرة وال السائبة وال الوصيلة وال الحامي ماء وال مرعى وإن كان لغير أهلها‪ ،‬وألبانها للرجال دون‬
‫النساء‪ ،‬فإذا مات شيء منها كان الرجال والنساء في لحومها سواء‪.‬‬
‫فهناك روايتان في هذا المجال واحدة للطبري وأخرى= للبالذري تؤكدان أن معاوية بن أبي سفيان كان تاجر‬
‫أصنام‪ ،‬وأن تجارته هذه امتدت إلى مناطق بعيدة‪.‬‬
‫يقول الطبري ( تهذيب اآلثار‪ /‬مسند علي بن أبي طالب ص ‪ ،241‬األثر ‪ :)382‬حدثنا محمد بن بشار‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي وائل‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع مسروق بالسلسلة‬
‫(في الكوفة)‪ ،‬فمرت عليه سفينة فيها أصنام ذهب وفضة‪ ،‬بعث بها معاوية إلى الهند تُباع‪ ،‬فقال مسروق‪:‬‬
‫لغرقتها‪ ،‬ولكني أخشى الفتنة“‪.‬‬
‫”لو أعلم أنهم يقتلونني ّ‬
‫وقال البالذري ( أنساب األشراف ‪ :) 5/137‬حدّثنا يوسف وإسحاق= عن جرير عن األعمش عن أبي‬
‫فر تماثيل الرجال‪ ،‬فسألهم عنها‬
‫ص ٍ‬‫فمرت به سفائن فيها أصنام من ُ‬‫وائل قال‪ :‬كنت مع مسروق بالسلسلة‪ّ ،‬‬
‫لغرقتها‪=،‬‬
‫فقالوا‪ :‬بعث بها معاوية إلى أرض السند والهند= تباع له‪ ،‬فقال مسروق‪ :‬لو أعلم أنهم يقتلونني= ّ‬
‫ولكني أخاف أن ّ‬
‫يعذبوني= ثم يفتنوني‪ ،‬واهلل ما أدري أي الرجلين معاوية‪ ،‬أرجل قد يئس من اآلخرة فهو‬
‫يتمتع من الدنيا‪ ،‬أم رجل زيّن له سوء عمله؟‬
‫على طريق النبوة في الجاهلية واإلسالم‬

‫قال ابن حبيب ( المن ّمق ‪ :)129‬كان الذين تركوا عبادة األصنام= والتمسوا= دين إبراهيم عليه السالم قبل‬
‫مبعث النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي‪ ،‬وورقة بن نوفل‬
‫بن أسد بن عبد العزى‪ ،‬وزيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اهلل بن قرط= بن رزاح بن‬
‫عدي بن كعب‪ ،‬وعبيد اهلل بن جحش بن رثاب أحد بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف بني أمية بن‬
‫عبد شمس‪.‬‬
‫قال بعض هؤالء لبعض‪ :‬أتعلمون واهلل ما قومكم على شيء؟ لقد أخطأوا= دين إبراهيم عليه السالم ما‬
‫حجر نطوف به ال يضر وال ينفع وال يبصر وال يسمع‪ ،‬يا قوم! التمسوا ألنفسكم فإنكم واهلل ما أنتم على‬
‫فتفرقوا في البلدان يطلبون الحنيفية دين إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫شيء‪ّ ،‬‬
‫يقول ابن حبيب ( المن ّمق ‪ =،532-531‬المح ّبر ‪ :)237-171‬كان زيد بن عمر بن نفيل بن عبد العزى‬
‫العدوي أول من عاب على قريش ما هم عليه من عبادة األوثان‪ ،‬وكان يتحنّف بحراء وال يأكل ما ذبح‬
‫لألصنام‪ ،‬واعتزل الميتة والدم والذبائح التي تذبح لألوثان‪ ،‬ونهى= عن الموءودة‪ ،‬وقال‪ :‬أعبد رب‬
‫الخضراء‪ ،‬وبادئ= قومه بعيب ما هم عليه‪ ،‬وكان يقول‪ :‬اللهم لو أعلم أي الوجوه أحب إليك سجدت إليه‪،‬‬
‫ولكني ال أعلم‪ ،‬ثم يسجد على راحته‪ ،‬ثم خرج يلتمس دين إبراهيم عليه السالم‪ ،‬فجال أرض الشام حتى أتى‬
‫البلقاء ‪ ،‬فقال له راهب بها عالم‪ :‬قد أظلّك زمان نبي يخرج في بالدك يدعو إلى دين إبراهيم‪ .‬فأقبل= بسبب‬
‫قول الراهب مسرعاً يريد مكة‪ .‬فلما ّ‬
‫توسط= أرض جذام‪ ،‬عدوا عليه فقتلوه رضي= اهلل عنه‪.‬‬
‫حرم السكر والخمر= واألزالم ورفض عبادة‬
‫يضيف= ابن حبيب‪ :‬وظهر في قريش قبل اإلسالم من ّ‬
‫األوثان‪ ،‬ومنهم= عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف‪ ،‬وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس‪ ،‬وكانت يتحنّف‬
‫بحراء‪ ،‬وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى‪ ،‬وأبو= أمية بن المغيرة والحارث بن عبيد المخزوميان‪،‬‬
‫وعامر بن حذيم الجمحي‪ ،‬وعبد اهلل بن جدعان التيمي‪ ،‬ومقيس بن قيس ابن عدي السهمي‪ ،‬وعثمان بن‬
‫عفان بن أبي العاص بن أمية‪ ،‬والوليد= بن المغيرة بن عبد اهلل بن عمر بن مخزوم‪ =،‬وعامر بن الظرب‬
‫العدواني‪ ،‬وكان عامر بن الظرب ( المح ّبر ‪ )181‬من أئمة العرب في مواسمهم وقضاتهم بعكاظ‪.‬‬
‫ووحد‬
‫يذكر اليعقوبي= في تاريخه ( ‪ :)1/106‬أن عبد المطلب كان سيّد قريش وأنه رفض عبادة األصنام ّ‬
‫وسن سنناً نزل القرآن بأكثرها‪ ،‬وجاءت السنة من رسول اهلل بها‪ ،‬وهي‪ :‬الوفاء‬
‫ّ‬ ‫عز ّ‬
‫وجل‪ ،‬ووفى= بالنذر‬ ‫اهلل ّ‬
‫بالنذور‪ ،‬ومائة من اإلبل في الدية‪ ،‬وأال تنكح ذات محرم‪ ،‬وال تؤتى البيوت من ظهورها‪ =،‬وقطع يد السارق‪،‬‬
‫والنهي عن قتل الموءودة‪ ،‬والمباهلة‪ ،‬وتحريم= الخمر‪ ،‬وتحريم الزنا‪ ،‬والح ّد عليه‪ ،‬والقرعة‪ ،‬وأال يطوف‬
‫أحد بالبيت عرياناً‪ ،‬وإضافة الضيف‪ ،‬وأال ينفقوا إذا حجوا إال من طيب أموالهم‪ ،‬وتعظيم األشهر الحرم‪،‬‬
‫ونفى ذوات الرايات‪.‬‬
‫في التراث العربي كان خمسة من األنبياء الذين بعثهم اهلل عرباً‪ ،‬وقد ذكرهم القرآن الكريم‪ :‬إسماعيل‪،‬‬
‫”هود نبي عاد“ و”صالح نبي ثمود“ و” ُش َعيب ألهل مدين“‪ ،‬ورسول اإلسالم محمد بن عبد اهلل‪ .‬ولكن‬
‫األمر لم يقتصر عليهم على طريق النبوة ففي ُعرف رواة األخبار العرب كان هناك ”مدّعي نبوة‪ ،‬أو من لم‬
‫تكتمل نب ّوته“‪ ،‬نذكر منهم من اشتهر في كتب السيرة والتاريخ‪:‬‬
‫خالد بن سنان‪ :‬نبي ضيَّعه قومه‬
‫وهو نبي اختلف في تحديد تاريخه ودارت حولها أساطير كثيرة‪ ،‬منهم من يجعله أول أنبياء بني إسماعيل‬
‫ومنهم من يجعل حياته قبل حياة النبي محمد‪.‬‬
‫قال الجاحظ ( الحيوان ‪ :)478-477-476 /4‬لم يكن في بني إسماعيل نبي قبله‪ ،‬وهو الذي أطفأ اهلل به‬
‫الحرتين‪ ،‬وكانت ببالد بني عبس‪ ،‬فإذا كان الليل فهي نار تسطع في السماء‪ ،‬وكانت طيء تنفش بها‬ ‫نار ّ‬
‫إبلها من مسيرة ثالث‪ ،‬وربما ندرت منها العنق فتأتي= على كل شيء فتحرقه‪ ،‬وإذا كان النهار فإنما هي‬
‫دخان يفور‪ ،‬فبعث اهلل خالد بن سنان فاحتفر لها بئراً‪ ،‬ثم أدخلها فيها‪ ،‬والناس ينظرون؛ ثم اقتحم= فيها حتى‬
‫ّ‬
‫ألخرجن‬ ‫غيّبها‪ ،‬وسمع بعض القوم‪ ،‬وهو يقول‪ :‬هلك الرجل‪ ،‬فقال خالد بن سنان‪ :‬كذب ابن راعية المعز‪،‬‬
‫منها وجبيني= يندى!‬
‫قال ابن األثير ( الكامل في التاريخ ‪ :)107‬قيل كان خالد نبياً‪ ،‬وكان من معجزاته أن ناراً ظهرت بأرض‬
‫ففرقها‪ ،‬وهو يقول‪ :‬بدا بدا‪،‬‬
‫توسطها ّ‬
‫يتمجسون‪ ،‬فأخذ خالد عصاه ودخلها حتى ّ‬ ‫العرب فافتتنوا= بها وكادوا= ّ‬
‫ّ‬
‫وألخرجن منها وثيابي تندى‪ ،‬ثم إنها طفئت وهو في وسطها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫كل هدي مؤدّى‪ ،‬ألدخلنّها وهي تلظى‪،‬‬
‫ومن األساطير التي تدور= حول خالد ما نقله الدميري= في ( حياة الحيوان الكبرى ‪ )195-2/194‬من أن‬
‫اهلل تعالى خلق زمن موسى= طائراً يسمى العنقاء لها أربعة أجنحة من كل جانب‪ ،‬ووجه كوجه اإلنسان‪،‬‬
‫وأعطاها اهلل تعالى من كل شيء قسطاً وخلق لها ذكراً مثلها‪ ،‬وأوحى= إلى موسى= إني خلقت طائرين‬
‫عجيبين‪ ،‬وجعلت رزقهما من الوحوش= التي حول بيت المقدس وجعلتهما زيادة فيما وصلت به بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬فتناسال وكثر نسلهما‪ ،‬فلما تو ّفي موسى‪ ،‬انتقلت فوقعت بنجد والحجاز‪ ،‬فلم تزل تأكل الوحوش‬
‫وتخطف الصبيان إلى أن نُبئ خالد بن سنان العبسي من بني عبس قبل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فشكوا‬
‫إليه ما يلقون منها‪ ،‬فدعا اهلل عليها‪ ،‬فانقطع نسلها وانقرضت‪ ،‬فال توجد اليوم في الدنيا‪ .‬وذكر الدميري أن‬
‫خالداً و ّكل به من المالئكة مالك خازن النار‪ ،‬وأنه كان من أعالم نبوته أن ناراً يقال لها‪ :‬نار الحدثان‪ ،‬كانت‬
‫تخرج على الناس من مفازة‪ ،‬فتأكل النار والدواب وال يستطيعون ردّها فردّها خالد بن سنان‪.‬‬
‫قال الجاحظ ( ‪ :)478-4/476‬فلما حضرته الوفاة‪ ،‬قال لقومه‪ :‬إذا أنا مت ثم دفنتموني‪ ،‬فاحضروني بعد‬
‫ثالث؛ فإنكم= ترون عيراً أبتر يطيف بقبري‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك فانبشوني؛ فإني أخبركم= بما هو كائن إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فاجتمعوا= لذلك في اليوم الثالث‪ ،‬فلما رأوا العير وذهبوا ينبشونه‪ ،‬اختلفوا‪ ،‬فصاروا فرقتين‪ ،‬وابنه‬
‫عبد اهلل في الفرقة التي أبت أن تنبشه‪ ،‬وهو يقول ‪:‬ال أفعل إني إذا أُدعى ابن المنبوش فتركوه‪ .‬وفي رواية‬
‫ابن األثير‪ :‬قال أبناؤه‪ :‬نخاف إن نبشناه أن تسبّنا العرب بأنّا نبشنا ميتاً لنا‪ .‬فتركوه‪.‬وقد= قدمت ابنته على‬
‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فبسط لها رداءه وقال‪ :‬هذه ابنة نبي ض ّيعه قومه‪.‬قال‪ :‬وسمعت سورة‪” :‬قل هو‬
‫اهلل أحد“‪ ،‬فقالت‪ :‬قد كان أبي يتلو هذه السورة‪.‬والمتكلمون= ال يؤمنون بهذا‪ ،‬ويزعمون أن خالداً هذا كان‬
‫أعرابيا وبرياً‪ =،‬من أهل شرج وناظرة (وهما ماءان لعبس)‪ ،‬ولم يبعث اهلل نبياً قط من األعراب‪ ،‬وال من‬
‫الفدادين أهل الوبر‪ ،‬وإنما بعثهم من أهل القرى‪ ،‬وسكان المدن‪.‬‬
‫وقال خليد عينين‪:‬‬
‫وأي نبي كان في غير‬
‫ّ‬
‫قومه‬
‫وهل كان حكم اهلل إال مع النخل‪.‬‬

‫حنظلة بن صفوان‬
‫قال الحميري ( الروض المعطار في خبر األقطار ص ‪ :)272‬ذكر الهمداني حنظلة بن صفوان وقال‪ :‬وجد‬
‫في قبره لوح مكتوب فيه‪ :‬أنا حنظلة بن صفوان‪ ،‬أنا رسول= اهلل‪ ،‬بعثني اهلل إلى حمير وهمدان والعريب من‬
‫فكذبوني= وقتلوني‪ .‬وذكره المسعودي= في األنبياء‪ ،‬وكان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السالم‪،‬‬ ‫اليمن ّ‬
‫فأرسل إلى أصحاب الرس ( وا ٍد بنجد)‪ ،‬وكانوا= من ولد إسماعيل عليه السالم‪ ،‬وهم قبيلتان‪ :‬قدمان ويامن‪،‬‬
‫فقام فيهم حنظلة بن صفوان بأمر اهلل فقتلوه‪ ،‬فأوحى اهلل إلى نبي من بني إسرائيل من سبط يهوذا أن يأمر‬
‫البخت ناصر أن يسير إليهم‪ ،‬فأتى عليهم‪ ،‬فذلك قوله تعالى األنبياء‪َ ” 12 :‬فلَ َّما أَ َح ُّسوا َب ْأ َسنَا إِ َذا ُه ْم ِم ْن َها‬
‫ضونَ“‪.‬‬‫َي ْر ُك ُ‬
‫وفي حياة الحيوان الكبرى (ص ‪ )193-2/192‬نجد الخلط في ”أسطورة العنقاء“ بين النبي خالد بن‬
‫سنان والنبي حنظلة بن صفوان وهو ما تجلّى واضحاً بنقل الدميري= عن اإلمام العالمة أبو البقاء العكبري‪،‬‬
‫في شرح المقامات‪ ،‬قال‪ :‬إن أهل الرس كان بأرضهم جبل يُقال له ُم ّخ‪ ،‬صاعد في السماء قدر= ميل‪ ،‬وكان به‬
‫طيور كثيرة‪ ،‬وكانت العنقاء به وهي عظيمة الخلق لها وجه كوجه اإلنسان‪ ،‬وفيها= من كل حيوان شبه‪.‬‬
‫مرة‪ ،‬فتلتقط طيوره‪ ،‬فجاءت في بعض السنين‪،‬‬ ‫وهي من أحسن الطيور‪ =،‬وكانت تأتي هذا الجبل في السنة ّ‬
‫فانقضت على صبي فذهبت به‪ ،‬ثم ذهبت بجارية أخرى‪ ،‬فشكوا= ذلك إلى نبيّهم حنظلة بن‬ ‫ّ‬ ‫وأعوزها الطير‬
‫صفوان عليه السالم‪ ،‬فدعا عليها فأصابتها صاعقة فاحترقت‪ .‬وكان حنظلة بن صفوان عليه السالم في‬
‫زمن الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصالة والسالم= انتهى‪.‬‬
‫روى= الدميري (أسطورة شبيهة بأسطورة النبي يوسف الذي ّ‬
‫ظن إخوته أنهم قتلوه ورموه في البئر فكان‬
‫هذا الفعل في العالم األسطوري سبباً في القحط الذي ع ّم األرض لسبع سنين)‪ :‬أعلم حنظلة بن صفوان أهل‬
‫الرسعندما صنعوا من جثمان ملكهم ال َعلس صنماً‪ ،‬وجعلوه إلهاً لهم‪ ،‬أن الصورة صنم ال روح له‪ ،‬وأن‬‫ّ‬
‫الشيطان قد أضلّهم‪ ،‬وأن اهلل سبحانه ال يمثل بالخلق‪ ،‬وأن الملك ال يجوز= أن يكون شريكاً هلل تعالى‪،‬‬
‫ووعظهم ونصحهم وحذرهم سطوة ر ّبهم ونقمته‪ ،‬فآذوه وعادوه وهو يعظهم وينصح لهم حتى قتلوه‬
‫وطرحوه في بئر‪ .‬فعند ذلك حلّت عليهم النقمة‪ ،‬فباتوا شباعاً رواء من الماء‪ ،‬فأصبحوا= والبئر قد غار‬
‫وضج النساء والولدان‪ ،‬وأخذهم العطش وبهائمهم= حتى ع ّمهم‬
‫ّ‬ ‫ماؤها‪ ،‬وتعطلت رشاؤها‪ ،‬فصاحوا بأجمعهم=‬
‫الموت‪ ،‬وشملهم الهالك‪..‬‬

‫سويد بن الصامت‪ :‬صاحب مجلة لقمان‬


‫قال ابن كثير في تاريخه (ص ‪ :)403‬وهو سويد بن الصامت بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن‬
‫النجارية أخت سلمى بنت عمرو أم عبد المطلب بن‬
‫عوف بن مالك بن األوس‪ ،‬وأمه ليلى بنت عمرو ّ‬
‫هاشم‪.‬‬
‫فسويد هذا ابن خالة عبد المطلب جد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫قال محمد بن إسحاق بن يسار‪ :‬وكان رسول= اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬كلما اجتمع الناس بالمواسم= أتاهم‬
‫يدعو القبائل إلى اهلل وإلى اإلسالم‪ ،‬ويعرض عليهم نفسه‪ ،‬وما جاء به من الهدى والرحمة‪ ،‬وال يسمع بقادم‬
‫يقدم مكة من العرب له اسم وشرف إال تصدّى له ودعاه إلى اهلل تعالى وعرض عليه ما عنده‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا‪ :‬قدم سويد بن الصامت أخو بني‬
‫عمرو بن عوف مكة حاجًاّ أو معتمراً‪ ،‬وكان سويد إنما يس ّميه قومه فيهم الكامل لجلده وشعره وشرفه‬
‫ونسبه ‪ ،‬قال‪ :‬فتص ّدى= له رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬حين سمع به فدعاه إلى اهلل واإلسالم‪ ،‬فقال له‬
‫سويد‪ :‬فلعل الذي معك مثل الذي معي‪.‬‬
‫فقال له رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬وما الذي معك؟ قال‪ :‬مجلة لقمان‪ ،‬يعني حكمة لقمان‪ ،‬فقال‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬اعرضها ّ‬
‫علي فعرضها عليه‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا الكالم حسن‪ ،‬والذي معي‬
‫هدىونور‪.‬‬
‫علي هو ً‬ ‫أفضل من هذا‪ ،‬قرآن أنزله اهلل ّ‬
‫فتال عليه رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم القرآن‪ ،‬ودعاه إلى اإلسالم فلم يبعد منه‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا القول‬
‫حسن‪ ،‬ثم انصرف= عنه‪ ،‬فقدم المدينة على قومه‪ ،‬فلم يلبث أن قتله الخزرج‪ ،‬فكان رجال من قومه ليقولون‪:‬‬
‫إنّا لنراه قتل وهو مسلم‪ ،‬وكان قتله قبل بعاث‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي ( نسب معد واليمن الكبير ص ‪ )-374‬إن سويد بن الصامت بن خالد بن عطية بن حوط= بن‬
‫حبيب كان الشاعر‪ ،‬قتله المجذر بن زياد البلوي في الجاهلية‪ ،‬فوثب ابنه الجالس بن سويد= على المحذر‬
‫فقتله غيلة في اإلسالم‪ ،‬فقتله رسول اهلل قوداً‪ ،‬فكان أول من قيّد في االسالم‪.‬‬

‫أمية بن أبي الصلت الثقفي‬


‫قال ابن عساكر ( مختصر تاريخ دمشق ‪ ،5/42‬ابن كثير في تاريخه ص ‪ :)304‬أمية بن أبي الصلت عبد‬
‫اهلل بن أبي ربيعة‪ ،‬شاعر جاهلي قدم دمشق قبل اإلسالم‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه كان نبياً‪ ،‬وإنه كان أول أمره على‬
‫اإليمان‪ ،‬ثم زاغ عنه‪ ،‬وأنه هو الذي أراد اهلل تعالى بقوله‪ ،‬األعراف‪َ { 175 :‬وا ْت ُل َعلَ ْي ِه ْم َن َبأَ الَّذِي آََت ْينَا ُه آََيا ِتنَا‬
‫َفا ْن َسلَ َخ ِم ْن َها}‪.‬‬
‫ّ‬
‫وشك في األوثان‪ ،‬وكان محققاً‬ ‫حرم أمية الخمر‬
‫قال األصفهاني ( ديوان أمية ابن أبي الصلت ص ‪ّ :)8‬‬
‫والتمس الدِّين وطمع في النب ّوة‪ ،‬ألنه قرأ في الكتب أن نبياً يُبعث من العرب فكان يرجو أن يكون هو‪،‬‬
‫وذكر ابن دريد أن أمية دارس النصارى‪ ،‬وقرأ معهم ودارس اليهود‪ ،‬وكل الكتب قرأها ولم يُسلم“‪.‬‬
‫روى ابن عساكر ( مختصر تاريخ دمشق ‪ )5/46‬أسطورة تتعلق بأمية تشبه إلى ح ّد بعيد حادثة ”شق‬
‫الصدر“ التي ارتبطت بالرسول محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬قال الكلبي‪ :‬بينا أمية راقد ومعه ابنتان له؛‬
‫نسرين َك َشطا سقف البيت‪ ،‬فنزل أحدهما‬ ‫إذ فزعت إحداهما فصاحت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنك؟ قالت‪ :‬رأيت َ‬
‫إليك فشق= بطنك‪ ،‬واآلخر واقف على ظهر البيت‪ ،‬فناداه‪ ،‬فقال‪ :‬أَ َوعى؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أَ َزكا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ذاك خير أريد بأبيكما فلم يقبله‪.‬‬
‫حدث عمرو بن الشريد عن أبيه قال‪ :‬استنشدني رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم من شعر أمية بن أبي‬
‫الصلت‪ ،‬فأنشدته مائة بيت كلما أنشدته ما فيه قال‪” :‬إنه قد كاد أن يُسلِم“‪ .‬وعن أبي هريرة قال الرسول‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬كاد ابن أبي الصلت أن يُسلِم‪.‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪ :‬أنشد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم= من قول أمية بن أبي الصلت‪” :‬من الكامل“ ‪:‬‬
‫رجل وثور تحت رجل يمينه‬

‫والنسر لألخرى وليث‬


‫مرصد‬

‫فقال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬صدق‪.‬‬


‫وأنشد= قوله‪:‬‬
‫والشمس تطلع كل آخر ليلة‬

‫صفراء يصبح لونها‬


‫يتورد‬
‫ّ‬

‫فقال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬صدق‪.‬‬


‫وأنشد قوله‪:‬‬
‫تأبى فما تطلع لنا في‬
‫رسلها‬

‫إال معذبة وإال تجلد‬

‫فقال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬صدق‪.‬‬


‫قال سعيد بن المسيب ( مختصر تاريخ دمشق ‪ :)5/50‬قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على‬
‫ولب وجمال‪ ،‬وكان رسول اهلل صلّى اهلل‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم= بعد فتح مكة‪ ،‬وكانت ذات عقل ٍّ‬
‫عليه وسلّم بها معجباً‪ ،‬فقال لها رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم= ذات يوم‪” :‬يا فارعة هل تحفظين من شعر‬
‫أخيك شيئاً ؟“‪ ،‬فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬وأعجب منه ما قد رأيت قالت‪ :‬كان أخي في سفر‪ ،‬فلما انصرف بدأ بي‪ ،‬فدخل‬
‫علي‪ ،‬فرقد= على السرير‪ ،‬وأنا أحلق أديماً في يدي إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين‪ ،‬فوقع=‬ ‫ّ‬
‫على الك ّوة أحدهما‪ ،‬ودخل اآلخر فوقع= عليه ّ=‬
‫فشق الواقع عليه ما بين قصته إلى عانته‪ ،‬ثم أدخل يده في‬
‫جوفه‪ ،‬فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم ش ّمه‪ ،‬فقال له الطائر األعلى‪ :‬أوعى؟ قال‪ :‬وعى‪.‬‬
‫قال‪ :‬أز ّكا؟‪ ،‬قال‪ :‬أبى‪ ،‬ثم رد القلب إلى مكانه‪ ،‬فالتأم= الجرح أسرع من طرفة عين‪ ،‬ثم ذهبا‪ ،‬فلما رأيت‬
‫فحركته‪ ،‬فقلت‪ :‬هل تجد شيئاً؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬إال توصيباً= في جسدي وقد كنت ارتعت مما رأيت‪،‬‬
‫ذلك دنوت منه ّ‬
‫فقال لي‪ :‬ما لي أراك مرتاعة؟ قالت‪ :‬فأخبرته الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬خير أريد بي ثم أصرف= عني‪ ،‬فأنشأ يقول من‬
‫أبيات‪” :‬من المنسرح“‬
‫تسري‬ ‫همومي‬ ‫باتت‬
‫طوارقها=‬

‫أكف عيني والدمع سابقها‬


‫لما أتاها من اليقين ولم‬

‫تكن تراه يل ّم طارقها=‬

‫واقدة‬ ‫عليه‬ ‫تلظى‬ ‫أمن‬

‫النار محيط بهم سرادقها=‬

‫أم أسكن الجنة التي وعد ال‬

‫أبرار مصفوفة نمارقها=‬

‫ال يستوي= المنزالن ثم وال ال‬

‫أعمال ال تستوي= طرائقها‬

‫قالت‪ :‬فلما انصرف إلى رحله لم يلبث إال يسيراً حتى ظعن في جنازته‪ ،‬فأتاني الخبر‪ ،‬فانطلقت إليه‪ ،‬فوجدته‬
‫منعوشاً قد ُسجي عليه‪ ،‬فدنوت= منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته‪” :‬لبيكما ها‬
‫أنذا لديكما ال ذو مال فيفديني وال ذو أهل فيحميني“‪.‬‬
‫ثم أغمي عليه‪ ،‬إذ شهق شهقة‪ ،‬قلت‪ :‬قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف ورفع صوته فقال‪” :‬من‬
‫مجزوء الرجز“‬
‫لبيكما لبيكما‬

‫ها أنا ذا لديكما‬

‫ال ذو براءة فأعتذر‪ ،‬وال ذو عشيرة فأنتصر‪ .‬ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة‪ ،‬ونظر= نحو السقف فقال‪:‬‬
‫لبيكما‬ ‫لبيكما‬

‫لديكما‬ ‫ذا‬ ‫أنا‬ ‫ها‬

‫إن تغفر اللهم تغفر جمًاّ‬

‫وأي عبد لك إال ألمًاّ‬

‫ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة فقال‪:‬‬


‫لبيكما لبيكما‬

‫ها أنا ذا لديكما‬


‫”من الخفيف“‬
‫كل عيش وإن تطاول دهرا‬

‫صائر= مرة إلى أن يزوال‬

‫ليتني كنت قبل ما قد بدا لي‬

‫في قالل الجبال أرعى‬


‫الوعوال‬

‫ثم مات‪.‬‬
‫فقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪” :‬يا فارعة! إن مثل أخيك كمثل الذي آتاه اهلل آياته فانسلخ منها“ إلى آخر‬
‫اآلية‪.‬‬

‫مسيلمة بن حبيب‬
‫وهو أبو ثمامة‪ ،‬مسيلمة بن حبيب الحنفي من أهل اليمامة‪ ،‬ادعى النبوة بمكة قبل الهجرة‪ ،‬وصنع أسجاعاً‪،‬‬
‫عارض فيها بزعمه القرآن‪ ،‬وكان يدعي أن معه َرئياً في أول زمانه‪.‬‬
‫وكان قد قوي أمره في اليمامة‪ ،‬وأظهر= جداً بعد وفاة الرسول‪ ،‬فأرسل أبو بكر خالد بن الوليد في جيش‬
‫لمقارعته‪ ،‬فكان له النصر على بني حنيفة في يوم اليمامة‪ ،‬وقتل مسيلمة وكثير من أتباعه‪ ،‬واستشهد من‬
‫المسلمين ألف ومائتا رجل‪.‬‬
‫قال الجاحظ‪ :‬يعلم كل من سمع كالم مسيلمة أنه إنما عدا على القرآن فسلبه‪ ،‬وأخذ بعضه‪ ،‬وتعاطى أن‬
‫يقارنه‪.‬‬
‫وذكر بعض أهل األخبار= أن ”مسيلمة“ كان يسمى ”الرحمان“ قبل مولد ”عبد اهلل“ والد رسول اهلل‪،‬‬
‫وذكروا= أنه دعا إلى عبادة الرحمان‪ .‬وعرف نفسه بالرحمن فقيل له‪” :‬رحمان اليمامة“‪.‬‬
‫وقد أورد الطبري في تاريخ األمم الملوك أخباراً طويلة عن مسيلمة‪:‬‬
‫ومما نزل في قرآنه كما زعم‪ :‬والشمس وضحاها‪ =،‬في ضوئها ومجالها‪ .‬والليل إذا عداها‪ ،‬يطلبها=‬
‫ليغشاها‪ .‬فأدركها= حتى أتاها‪ .‬وأطفأ نورها ومحاها‪.‬‬
‫وكان يقول‪ :‬يا ضفدع ن ّقي‪ ،‬كم تنقين‪ ،‬نصفك في الماء ونصفك= في الطين !ال الماء تكدرين‪ ،‬وال الشارب‬
‫تمنعين“‪.‬‬
‫ومما كان يقوله‪” :‬والليل األطحم‪ ،‬والذئب األدلم‪ ،‬والجذع األزلم‪ ،‬ما انتهكت أسيد من محرم“‪.‬‬
‫وقال‪ :‬والليل الدامس‪ ،‬والذئب الهامس‪ ،‬ما قطعت أسيد من رطب وال يابس“‪.‬‬
‫وكان فيما يقرأ لهم فيهم‪ :‬إن بني تميم قوم= طهر لقاح‪ ،‬ال مكروه عليهم وال إتاوة‪ ،‬نجاورهم ما حيينا‬
‫بإحسان‪ ،‬نمنعهم من كل إنسان؛ فإذا متنا فأمرهم= إلى الرحمن‪.‬‬
‫وكان يقول‪ :‬والشاء وألوانها‪ ،‬وأعجبها السود وألبانها‪ .‬والشاة السوداء واللبن األبيض‪ ،‬إنه لعجب محض‪،‬‬
‫وقد حرم المذق‪ ،‬فما لكم ال تجتمعون‪.‬‬
‫قمحا‪ ،‬والطاحنات= طحناً‪ ،‬والخابزات‬
‫ً‬ ‫وكان يقول‪ :‬والمبذرات زرعاً‪ ،‬والحاصدات حصداً‪ ،‬والذاريات‬
‫خبزاً‪ ،‬والثاردات ثرداً‪ ،‬والالقمات لقماً‪ ،‬إهالة وسمناً‪ ،‬لقد فضلتم على أهل الوبر‪ ،‬وما سبقكم أهل المدر‪،‬‬
‫ريفكم فامنعوه‪ ،‬والمعتر فآووه‪ ،‬والباغي فناوئوه‪.‬‬
‫ومما قاله مسيلمة خالل لقائه بسجاح عندما أرادت غزو اليمامة‪” :‬سمع اهلل لمن سمع‪ ،‬وأطعمه بالخير إذا‬
‫سر نفسه مجتمع‪ ،‬رآكم ربكم فحيّاكم‪ ،‬ومن وحشة خالكم‪ ،‬ويوم دينه‬ ‫طمع‪ ،‬وال زال أمره في كل ما ّ‬
‫أنجاكم‪ ،‬فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار‪ ،‬ال أشقياء وال فجار‪ ،‬يقوم الليل ويصومون النهار‪ ،‬لربكم‬
‫الكبّار‪ ،‬رب الغيوم واألمطار“‪.‬‬
‫وقال أيضاً‪” :‬لما رأيت وجوههم حسنت‪ ،‬وأبشارهم= صفت‪ ،‬وأيديهم طفلت‪ ،‬قلت لهم ‪:‬ال النساء تأتون‪ ،‬وال‬
‫الخمر تشربون‪ ،‬ولكنكم معشر أبرار‪ ،‬تصومون يوماً‪ ،‬وتكلفون يوماً‪ ،‬فسبحان اهلل إذا جاءت الحياة كيف‬
‫تحيون‪ ،‬وإلى ملك السماء ترقون! فلو أنها حبة خردلة‪ ،‬لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور‪ =،‬وألكثر الناس‬
‫في الثبور“‪.‬‬
‫تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى‪ ،‬أخرج منها نسمة تسعى‪ ،‬من بين صفاق وحشى“‪.‬‬
‫ومما قاله‪” :‬ألم َ‬
‫وقال‪” :‬إن اهلل خلق النساء أفراجاً‪ ،‬وجعل الرجال لهن أزواجاً‪ ،‬فنولج فيهن قعساً إيالجاً‪ ،‬ثم نخرجها إذا‬
‫ال إنتاجاً“‪.‬‬
‫نشاء إخراجاً‪ ،‬فينتجن لنا سخا ً‬

‫وكان مما شرع لهم مسيلمة أن من أصاب ولداً واحداً عقباً‪ ،‬ال يأتي امرأة إلى أن يموت ذلك اإلبن فيطلب‬
‫الولد‪ ،‬حتى يصيب ابناً ثم يمسك‪ ،‬فكان قد حرم النساء على من له ولد ذكر‪.‬‬
‫(الحيوان للجاحظ‪ 369-4/89 ،‬وما يليها ‪ -‬وهامش المحقق رقم ‪ ،6/205 =،5/530 =،4‬الطبري ‪،466‬‬
‫‪ ،513 ،510 ،508‬راجع حديثنا عن ” الرحمن”)‬

‫سجاح بنت الحارث بن سويد= بن عقفان‬


‫يقول الطبري ( تاريخ الملوك واألمم ‪ :)510-509‬سجاح وبنو أبيها عقفان في بني تغلب‪ ،‬تنبأت بعد موت‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم= بالجزيرة في بني تغلب‪ ،‬فاستجاب لها الهذيل‪ ،‬وترك التنصير‪ .‬وجمعت‬
‫رؤساء أهل الجزيرة لتغزو بهم أبا بكر‪ ،‬كما طلبت اليمامة لتكسر شوكة أهلها‪ .‬فهابها مسيلمة فأرسل لها‬
‫يستأمنها على نفسه‪ ،‬فعرض عليها الزواج‪ ،‬فيما قال الطبري‪ ،‬وقال لها‪ :‬هل لك أن أتزوجك= فآكل بقومي‬
‫وقومك= العرب! فقالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫يقول الطبري‪ :‬كانت سجاح راسخة في النصرانية‪ ،‬قد علمت من علم نصارى= تغلب‪.‬‬
‫معجم األصنام‬
‫حرف األلف‬

‫أثاع‪/‬أثع‪/‬يثع=‬
‫إله من أصل عربي جنوبي انتقلت عبادته إلى أهل ديدان واللحيانيين‪ .‬واسمه يعني ”المساعد والناصر‬
‫والمؤيد“‪.‬‬
‫واإلله يثع ويثعن من اآللهة التي تعبّد لها اللحيانيون‪ ،‬فقد ورد اسمه في نصوصهم= وبه سميت امرأة باسم‬
‫”أمتيثعن بنت دد“ أي ”أمة يثعن بنت داد“‪” ،‬أمة أليثع بنت داد“‪ ،‬وورد= في الكتابات اسم رجل عرف ب”‬
‫يثع حيو“‪ ،‬واسم رجل آخر هو ”يثعجن“‪ ،‬مما يدل على أن ”يثع“ كان إلهاً معبوداً= ومعروفاً عند ”بني‬
‫لحيان“ وقد ورد في كتابة من كتابات ”ديدان“ اسم رجل عرف ب”يثع أمر“ ”يثع أمر“‪ ،‬وفي كتابات‬
‫القبور ورد‪” :‬كهف‪ :‬يثعامر“ أي ”قبر‪ :‬يثعامر“ قبر يثع أمر“‪.‬‬
‫وكان من جملة اآللهة التي عبدها الصفويون إله اسمه أثاع‪/‬أثع‪/‬يثع‪ ،‬وقد حرف في اليونانية إلى‬
‫توسل فيه‬
‫”إيثاؤس“ و”يشع“ وتعني= اللفظة ”الحامي والناصر= والمساعد“‪ ،‬وقد ورد ”يثع“ في نص ّ‬
‫وتوسل آخر إليه أن يثأر ممن يتبعه‪ ،‬وطلب إليه آخر أن يشفيه‬
‫ّ‬ ‫صاحبه إلى هذا اإلله أن يعينه على المكاره‪،‬‬
‫من المرض‪ .‬ويحتمل أن تكون عبادته انتقلت إلى ”النبط والصفويين“ من العرب الجنوبيين الذين كانوا قد‬
‫نزحوا إليه واستولوا عليه قبل الميالد‪.‬‬
‫واسم ”يثع أمر“ هو من األسماء الشائعة المعروفة عند العرب الجنوبيين‪ ،‬وقد تسمى به ملك من ملوك‬
‫”سبأ“‪ .‬يقول جواد علي‪ :‬الظاهر أنه من األسماء التي أخذها الديدانيون واللحيانيون عن العرب الجنوبيين‪،‬‬
‫ومن الجاليات العربية الجنوبية التي كانت قد استقرت أيام عز الحكومات العربية الجنوبية في هذه األماكن‪.‬‬
‫وفي لغة العرب‪ :‬ثاع الماء أي سال وتدفق‪.‬‬
‫وقد تسمت العرب ب”يثيع“ منهم يثيع بين الهون بن خزيمة بن مدركة‪ ،‬ويثيع بن بكر بن يشكر بن‬
‫عدوان‪ ،‬ويثيع بن سليم‪ ،‬ويثيع بن الهون‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب ‪ ،320-319-335-324 -322-6/331‬لسان العرب ” ثيع” القاموس المحيط‬
‫” الثوع”‪ ،‬مختلف القبائل ومختلفها البن حبيب ص ‪)99‬‬

‫أثرت‬
‫من معبودات أهل اليمن القديمة‪ ،‬يرى بعض الباحثين أنها ”آلهة أنثى“ وأنها زوجة اإلله ”عم“ إله قتبان‬
‫الرئيس‪ ،‬ويظن أنها ”الشمس“‪ ،‬وربما= كانت الكلمة قريبة من ”عشيرة وعشيرات“ العبرية“ و”عشرتو“‬
‫اآلشورية البابلية‪ ،‬وأنها تعني بالقتبانية الشروق= أو الشارقة أو الشرقة الشديدة‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)333-6/299‬‬

‫أجأ وسلمى‬
‫من آلهة الحب عند العرب القدماء‪ ،‬تدور= حولهما أساطير= عديدة‪ .‬وبهما ُسمي جبالن من أشهر الجبال في‬
‫أرض العرب‪ ،‬وإن تعددت الروايات= حول تسمية الجبلين بأجأ وسلمى‪ ،‬لكنها كلها تدور في فلك أن أجأ‬
‫تعشق سلمى‪ ،‬وعندما علم زوجها تبعهما هو وأخوة لها وأدركوهما على الجبل المسمى باسمهما وبعد أن فقأ‬‫ّ‬
‫عين كل واحد منهما قام بصلبه‪.‬‬
‫واشتهرت= في جبل أجأ عبادة اإلله الفلس وكان على هيئة تمثال إنسان‪ ،‬وكان سدنته بنو بوالن‪( .‬راجع‬
‫الفلس)‬

‫أساطير أجأ وسلمى‬


‫أجأُ هو ابن عبد َ‬
‫الح ّي‪َ ،‬ع ِش َق بنت حام بن ُج ّمى من بني‬ ‫قال في العباب الزاخر عن محمد بن حبيب‪ :‬إن َ‬
‫ُ‬
‫أجأ فاتّبعها= إخوتها‪ ،‬منهم الغميم و َفدَك وفائد يعني‬‫عمليق بن حام‪ ،‬وهي أول امرأة ُس ّميت سلمى‪ ،‬فهرب بها ِ‬
‫ض ّل‪ ،‬فأدركوهما بالجبلين فأخذوا سلمى ففقؤوا عينيها ووضعوها= على أحد الجبلين‬ ‫َف ْيداً ‪َ -‬‬
‫والحدَثان وال ُم ِ‬
‫أجأُ‪.‬‬ ‫أجأُ ووضعوه على الجبل اآلخر ُ‬
‫فس ّمي= َ‬ ‫فس ّمي سلمى وكتفوا َ‬‫ُ‬
‫وفي رواية البكري عن أبي علي القالي فيما نقله عن رجاله قال‪ :‬كانت سلمى امرأة‪ ،‬ولها ِخلم‪ ،‬يقال له‪:‬‬
‫أجأ‪ ،‬والتي تُ َسدِّي األمر بينهما العوجاء‪ ،‬فهرب أجأ بهما‪ ،‬فلحقه زوج سلمى (في= رواية ابن منظور ” َبعل‬
‫سلمى“)‪ ،‬فقتل أجأ وصلبه على ذلك الجبل فسمي به‪ ،‬وفعل كذلك بسلمى على الجبل اآلخر فسمي= بها‪،‬‬
‫فسمي بها‪ .‬وفي= رواية أخرى ينقلها البكري فيها‬ ‫والعوجاء جبل هنالك أيضاً صلب عليه المرأة األخرى ُ‬
‫تعشق َسلمى بنت َحام من العماليق‪ ،‬وكانت‬ ‫الح ّي‪ّ ،‬‬‫إضافة عن محمد بن سهل الكاتب أن‪ :‬أجأ بن عبد َ‬
‫اضنة سلمى وهي الرسول= بينهما‪ ،‬فهرب بهما إلى هذه الجبال فسميت بهم‪ ،‬قال‪ :‬والعوجاء= جبل‬ ‫ال َعوجاء َح ِ‬
‫بالحاضنة‪ ،‬لما كانت العوجاء حاضنة سلمى‪ ،‬وفي= رواية ياقوت= العوجاء هي هضبة‬ ‫ِ‬ ‫هناك أيضاً ويسمى=‬
‫بين الجبليين‪ .‬وزاد ياقوت= أن إخوتها وزوجها بعد قتلهم للثالثة‪ :‬أنفوا أن يرجعوا= إلى قومهم= فسار كل واحد‬
‫إلى مكان فأقام‪ ،‬به فسمي ذلك المكان باسمه‪.‬‬

‫الحي‬
‫ّ‬ ‫الميت أطيب من‬
‫وفي رواية أخرى يورد ياقوت أسطورة أخرى في أصل وجود طيء في هذه المنطقة‪ :‬مختصرها أنه لما‬
‫انتقل طيء‪( ،‬وس ّمي كذلك لَ ِطيه المنازل)‪ ،‬من اليمن وسار= نحو الحجاز اكتشف بعد إقامته أن بعيراً له‬
‫يشرد كل سنة في الربيع ويغيب ثالثة أشهر ثم يعود َعِبل‪ ،‬فتبعه في أيام ربيع حتى نزل بين الجبلين (أجأ‬
‫وسلمى) فرآهما أرضاً لها شأن‪ ،‬ورأى فيها شيخاً عظيماً جسيماً مديد القامة على خلق ال َعاديين (قوم عاد)‪،‬‬
‫ومعه امرأة على خلقه يقال لها‪ :‬سلمى وهي امرأته وقد= اقتسما= الجبلين بينهما بنصفين فأجأ في أحد‬
‫صحار غنينا بهذين‬ ‫النصفين وسلمى في اآلخر‪ ،‬فسألهما= طيء عن أمرهما‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬نحن من بقايا ُ‬
‫كر الليل والنهار‪ ،‬فقال له طيء‪ :‬هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان‬ ‫الجبلين عصراً بعد عصر‪ ،‬أفنانا ّ‬
‫ال‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬إن لي في ذلك رأياً فأقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر‬ ‫فأكون لك مؤنساً= ِ‬
‫وخ ً‬
‫ال حتى هلكا وخلص‬ ‫والكأل غامر‪ ،‬فأقام= معه طيء بإبله وولده بالجبلين فلم يلبث الشيخ والعجوز إال قلي ً‬
‫المكان لطيء فولده به إلى هذه الغاية‪.‬‬
‫قال ياقوت‪ :‬قال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب‪ :‬لما خرجت طيء من أرضهم= من‬
‫الشحر ونزلوا= بالجبلين أجإ وسلمى‪ ،‬ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل‪ ،‬فزعموا= أن‬
‫الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان‪ ،‬وكان في ذلك التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس‪،‬‬
‫فجعل بعضهم يقول‪ :‬ويلكم= الميت أطيب من الحي‪.‬‬
‫(صفة جزيرة العرب‪ ،335 =،258 =،249 =،239 =،238 =،85 :‬العباب الزاخر ” أجأ” األصنام ‪ ،59‬معجم‬
‫ما استعجم ‪ ،110‬القاموس المحيط ” السلم” لسان العرب ” سلم أجأ ِخلم”‪ ،‬مقاييس اللغة ” ِخلم”‪ ،‬معجم‬
‫البلدان ‪ ،167 /4 ،3/238 ،96-95-1/94‬الروض اآلنف‪)1/372 :‬‬

‫أحوار‬
‫من آلهة ثمود‪.‬‬
‫وأحور= اسم كوكب‪ ،‬وهو يشير بشكل خاص إلى الكوكب ”جوبيتر“ ونعرف اسم ”عبد أحوار“ في اللغة‬
‫الثمودية‪ .‬يقول براندن صاحب تاريخ ثمود‪ :‬إن أحوار إله نجمي‪ ،‬غير أنه ال يطابق اإلله النجمي عطار‬
‫المقابل لكوكب ُّ‬
‫الزهرة‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)116‬‬

‫أد‬
‫كان لقريش صنم يدعونه ُودًاّ‪ ،‬ومنهم= من يهمز فيقول‪ :‬أُد‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬أَحسب أَ ّن الهمزة في أُ ّد واو َ‬
‫ألنه‬
‫من الو ّد أَي الحب‪ ،‬فأُبدلت الواو همزة‪ ،‬كما قالوا‪:‬‬
‫اقتت وأَرخ الكتاب‪.‬‬
‫وأُدَد أَبو قبيلة من اليمن وهو أُ َد ُد بن زيد بن كهالن بن سبأ بن حمير؛ والعرب تقول أُدَداً‪.‬‬
‫وأدد هو ذاته حدد أو هدد هو إله الرعد والعواصف= في الديانة السورية القديمة‪.‬‬
‫(لسان العرب‪ ،‬ابن منظور شرح أدد ودد ددا‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬الزبيدي شرح الود)‬

‫آدم‬
‫كان أول صنم عبده البشر بعد وفاته‪ .‬وقام أبناؤه في ما ترويه األساطير= العربية بتحنيطه ووضعه في‬
‫مغارة يزورونه فيها ويطوفون حوله‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي في أصنامه‪ :‬أول ما عبدت األصنام‪ ،‬أن آدم عليه السالم لما مات جعله بنو شيث بن آدم في‬
‫مغارة في الجبل الذي أُهبط عليه آدم بأرض الهند‪.‬‬
‫( ويقال للجبل نَوذ وهو أخصب جبل في األرض)‪ .‬ويقال‪ :‬أمرع من نَوذ وأجدب من برهوت‪( :‬وبرهوت)‬
‫وا ٍد بحضرموت بقرية يقال لها تِنعة‪ ،‬وعن ابن عباس قال‪ :‬أرواح المؤمنين بالجابية بالشأم وأرواح‬
‫المشركين ببرهوت‪.‬‬
‫شيثيأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعن ابن عباس قال‪ :‬كان بنو‬
‫شيثدواراً يدورون حوله ويعظمونه وليس لكم‬
‫ٍ‬ ‫فقال رجل من بني قابيل بن آدم‪ :‬يا بني قابيل! إن لبني‬
‫شيء‪ .‬فنحت لهم صنماً فكان أول من عملها‪.‬‬
‫(األصنام= ابن الكلبي ‪ ،50‬معجم البلدان لياقوت الحموي ‪)5/367‬‬

‫َ‬
‫آز ُر‬
‫صنم كان تارح أبو إبراهيم عليه السالم سادناً له على ما قاله بعض المفسرين‪ ،‬في تفسير قوله تعالى‪َ {:‬‬
‫آز َر‬
‫أََت َت ِخ ُذ أصناماً}‪.‬‬
‫تارح‪ ،‬والذي في القرآن يدل على أَن اسمه‬
‫النسابين اختالف أَن اسم أَبيه كان َ‬
‫قال ابن منظور‪ :‬ليس بين َّ‬
‫آزر‪ ،‬قال مجاهد في قوله تعالى إنه‪ :‬لم يكن بأبيه‪ ،‬ولكن آزر اسم صنم‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولون‬ ‫آز ُر‪ ،‬وهو َ‬
‫األبيض الفخ َذين‬ ‫آز َر‪ :‬عاون‪ ،‬واألزر‪ :‬القوة والشدة‪ ،‬أَبو عبيدة‪ :‬فرس َ‬
‫قال ابن منظور‪َ :‬‬
‫مقاديمه أَسو ُد أَو أَ ُّي لون كان‪.‬‬
‫(ملحق كتاب األصنام ‪ ،107‬تاج العروس لسان العرب شرح ” أزر”‪ ،‬القاموس المحيط ” َ‬
‫األ ْز ُر”)‬

‫إساف ونائلة‬
‫صنمان عظيمان لقريش على شكل زوجين كانت العرب يتمسحون بهما وينحرون ويذبحون عندهما‪،‬‬
‫وكانوا يحلقون رؤوسهم عندهما إذا نسكوا‪ ،‬ولم تكن تدنو منهما امرأة طامث‪ .‬وكانت ثيابهما كلما بليت‬
‫أخلفوا لهما ثياباً‪ .‬وكان الطايف إذا طاف بالبيت يبدأ بإسافا فيستلمه ويتمسح به‪ ،‬فإذا فرغ من طوافه ختم‬
‫بنائلة فاستلمها‪ =،‬فكانا كذلك حتى كان يوم الفتح فكسرها= رسول= اهلل (ص) مع ما كسر من األصنام‪.‬‬
‫ال وامرأة من جرهم ّ‬
‫تعشقا بعضهما وزنيا في الكعبة ف ُمسخا‬ ‫تقول روايات األخباريين‪ :‬إنهما كانا رج ً‬
‫حجرين‪ ،‬والالفت أن الفاكهي يعتمد ضمن ما يعتمد من مصادر روايته على ”رواية أهل الكتاب“ وهذا‬
‫يشير إلى أن إسافا ونائلة كانت من المرويات التي يتداولونها في كتبهم‪.‬‬

‫اسماهما‬
‫لكن الروايات تعددت حول اسميهما‪ :‬ففي رواية ابن الكلبي وابن حبيب هما ”إساف بن يعلى‪ ،‬ونائلة بنت‬
‫زي ٍد“ وفي رواية األزرقي= ”اساف بن بغاء‪ ،‬ونائلة بنت ذئب“‪ ،‬وفي رواية أخرى يشترك= فيها األزرقي= مع‬
‫الواقدي هما ”إساف بن عمرو‪ ،‬ونائلة بنت سهيل“‪ ،‬لكن األزرقي= صاحب أخبار مكة يقول‪ :‬إن الذي ثبت‬
‫عندنا من ذلك عمن نثق به‪ ،‬ومنهم= عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬هما ”إساف بن سهل‪ ،‬ونائلة بنت عمر بن‬
‫ديك“‪.‬‬
‫ذئب“‪ .‬وفي رواية السهيلي هما ”إساف بن َبغى ونائلة بنت ِ‬
‫وإن اشتركت روايات األخباريين في أن إساف ونائلة من جرهم إال أن الفاكهي يقول‪ :‬كان إساف رج ً‬
‫ال‬
‫من بني قطورا‪ ،‬ونائلة ا ْم َرأَة من جرهم ‪ ،‬وابن عساكر اختلف في روايته قائ ً‬
‫ال‪” :‬كان إساف ونائلة شابين‬
‫من قريش‪ ،‬وأن نائلة فامرأة من بني عبد الدار بن قصي ‪.‬‬

‫موضعهما‬
‫وكما اختلفوا في تسميتها اختلفوا في موضعيهما= تقول األخباريات‪ :‬إن أحدهما كان لصق الكعبة واآلخر في‬
‫موضع زمزم‪ ،‬يطرح بينهما ما يهدى للكعبة‪ .‬فلما طال مكثهما عند الناس ليعظ الناس بهما أخذ الذي بلصق‬
‫الكعبة فجعل مع الذي عند زمزم‪ ،‬كذلك قال ابن الكلبي‪ ،‬أضاف األزرقي= على هذه الرواية أن عمر بن لُ َح ّي‬
‫دعا الناس إلى عبادتهما‪ ،‬وقال للناس‪ :‬إنما نصبا ها هنا أن آباءكم ومن قبلكم كانوا يعبدونهما‪ ،‬ثم ح ّولهما‬
‫قصي بن كالب عندما صارت إليه حجابة الكعبة‪ ،‬فوضعهما ليذبح عندهما وجاه الكعبة عند زمزم‪ ،‬لكن‬
‫الفاكهي يقول إن خزاعة هي من أخرجتهما إلى هذا الموضع‪.‬‬
‫أما الفاكهي وابن حبيب والصاغاني= فقالوا‪ :‬إنه لما أخرجا وضع أحدهما على الصفا واآلخر على المروة‪،‬‬
‫ويستند الفاكهي في روايته إلى ”أهل الكتاب“ ويحدد موضعاً دقيقاً للصنمين عندما كانا في الكعبة قائ ً‬
‫ال‪:‬‬
‫إنهما نصبا بالحطيم وأنهما كانا ”حجرين عظيمين“ في ركن دار العباس بن عبد المطلب ع ّم الرسول التي‬
‫تلي الوادي َو َذ ْر ُ=ع ما بين دار العباس والمسجد= الحرام ستة وثالثون ذراعاً وثلث ذراع‪ .‬ويشير إلى أن‬
‫الدار بعد أن صارت لعلي بن عبد اهلل بن العباس تصدّق بها‪ ،‬وأنها كانت َق ْبلَ ُه لِ ُع ْت َب َة ْب ِن أَِبي لَ َه ٍب‪.‬‬
‫وفي رواية مثيرة لألزرقي= قال‪ :‬إن إساف ونائلة عندما أخرجا من جوف الكعبة كانت عليهما ثيابهما‪..‬‬
‫وأنهما عندما نصبا بموقع= ”الحطيم“‪ ...‬لم يزل أمرهما يدرس حتى جعال وثنين يعبدان‪ ،‬وكانت ثيابهما كلما‬
‫بليت أخلفوا لهما ثياباً“‪.‬‬
‫وفي رؤيا حفر زمزم يذكر الرواة أن ”عبد المطلب بن هاشم بينما هو نائم في الحجر أمر بحفر زمزم في‬
‫منامه وهو دفين بين صنمي قريش أساف ونائلة عند َمنحر قريش“‪.‬‬
‫وفعال عندما قدم عبد المطلب ومعه الحارث لحفر زمزم‪ :‬وليس له يومئذ= ولد غيره‪ ،‬فوجد= قرية النمل‪،‬‬
‫ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين إساف ونائلة اللذين كانت قريش تنحر عندهما‪.‬‬

‫فعلتهما‬
‫يقول الطبري‪ :‬كان أول من ولي البيت من جرهم عمرو بن الحارث بن مضاض‪ ،‬ثم وليته بعده بنوه أكابر‬
‫بعد أكابر‪ ،‬حتى بغت جرهم بمكة‪ ،‬واستحلوا حرمتها‪ ،‬وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها‪ ،‬وظلموا من دخل‬
‫مكة‪ ،‬ثم لم يتناهوا حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكاناً يزني فيه يدخل الكعبة فيزني‪ ،‬فزعموا أن أسافاً‬
‫بغى بنائلة في جوف= الكعبة فمسخا حجرين‪.‬‬
‫فيما تدور= رواية ابن الكلبي عن قصة عشق بين إساف ونائلة يقول فيها‪ :‬كان إساف يتعشق نائلة في أرض‬
‫غفلة من الناس وخلوة في البيت‪ ،‬ففجر بها في البيت فمسخا‪،‬‬ ‫اليمن فأقبال حجاجاً‪ ،‬فدخال الكعبة فوجدا= ً‬
‫فأصبحوا‪ ،‬فوجدوهما مسخين‪ .‬فأخرجوهما= فوضعوهما= موضعهما‪ .‬ويتفق األزرقي= كغيره من الرواة في‬
‫فجر بها في البيت وإنما قبّلها“‪.‬‬
‫حادثة الزنى تلك لكنه يقدم رواية مختلفة عن ”بعض أهل العلم‪ :‬إنه لم َي ُ‬
‫ويتفرد= ابن عساكر في رواية تقول‪ :‬كان إساف ونائلة يطوفان بالكعبة‪ ،‬فأصابا خلوة فأراد أحدهما‬
‫صاحبه‪ ،‬فنكسهما= اهلل نحاساً‪ ،‬فجاءتهما قريش‪ ،‬فقالوا‪ :‬لوال أن اهلل رضي= أن يعبد هذان اإلنسانان لما‬
‫نكسهما نحاساً‪ .‬في حين تتفق الروايات على أن ”إساف ونائلة“ كانا حجرين‪.‬‬
‫أما المسعودي= فشير إلى رواية الفتة يقول فيها إن إساف ونائلة كانا ”حجرين نُحتا“ يجسدان رج ً‬
‫ال وامرأة‬
‫زنيا في الكعبة وس ّميا باسميهما ليذكرا الناس بفعلتهما‪.‬‬
‫وفي ذلك ما يخالف الروايات= جميعها وإن كان المسعودي= يذكر في روايته ما الرواية المتداولة‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫”أقامت جرهم في والية البيت نحو ثلثمائة سنة‪ ،‬وكان آخر ملوكهم= الحارث بن مضاض األصغر= بن‬
‫عمرو بن الحارث بن مضاض األكبر‪ ،‬وزاغوا في بناء البيت‪ ،‬ورفعته على ما كان عليه من بناء إبراهيم‬
‫عليه السالم‪ ،‬وبغت جرهم في الحرام وطغت‪ ،‬حتى فسق رجل منهم في الحرم بامرأة‪ ،‬وكان الرجل يُدعى‬
‫صيّرا بعد ذلك وثنين وعبدا تقرباً بهما إلى اهلل تعالى‪،‬‬
‫بإساف والمرأة نائلة‪ ،‬فمسخهما= اهلل عز وجل حجرين ُ‬
‫وقيل‪ :‬بل هما حجران نحتا ومثال بما ذكرنا وس ّميا بأسمائهما‪ ،‬فبعث اهلل على جرهم الرعاف والنمل وغير‬
‫ذلك من اآلفات‪ ،‬فهلك كثير منهم‪ ،‬وكثر ولد إسماعيل وصاروا= ذوي قوة ومنعة‪ ،‬فغلبوا على أخوالهم‬
‫جرهم وأخرجوهم من مكة“‪.‬‬
‫أما الفاكهي فيشير= في رواية من روايته قدّمها في سياق تاريخي= للحرب التي انتزعت فيها خزاعة والية‬
‫البيت من جرهم إلى أن حادثة زنى إساف ونائلة كانت هي السبب الرئيس في إخراج جرهم من الكعبة“‪،‬‬
‫ال من بني قطورا أَخذ ْام َرأَة من جرهم يُ َقال لَ َها نائلة‪ ،‬ففجر‬ ‫قال الفاكهي‪ :‬ذكروا َواهلل أعلم أَن إسافاً َك َ‬
‫ان رج ً‬
‫أخرج بني مضاض‪َ ،‬و َكانُوا‬ ‫ب َها فِي ْال َك ْع َبة‪ ،‬فمسخهما اهلل حجرين‪َ ،‬فغَضب َع ْمرو بن ربيعة من َذلِك َف ْ‬
‫َ‬
‫وجا من َم َّكة‪َ ،‬فلَح ُقوا‬
‫ارث بن مضاض الجرهمي‪ ،‬فأخرجوهم ُخ ُر ً‬ ‫أ ْخ َواله ألن أمه كانت ف َه ْي َرة بنت ْال َح ِ‬
‫ِب ْاليمن َف َت َف َّر ُقوا= فِي ْال َق َبائِل‪ .‬قال ابن الكلبي‪ :‬كان عمرو كاه ًنا‪ ،‬وتولى= سدانة الكعبة‪.‬‬

‫َمن عبدهما؟‬
‫عبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت من العرب‪ ،‬كما في رواية ابن الكلبي‪ ،‬وقال ابن حبيب‪ :‬كانا‬
‫لقريش واألحابيش‪ ،‬ويذكر ما قاله لهما أبو طالب‪ ،‬وهو يحلف بهما حين تحالفت قريش= على بني هاشم‬
‫في أمر النبي عليه السالم‪:‬‬
‫أحضرت عند البيت رهطي‬
‫ومعشري‬

‫أثوابه‬ ‫من‬ ‫وأمسكت‬


‫بالوصائل‬

‫وحيث ينيخ األشعرون=‬


‫ركابهم=‬

‫إساف‬
‫ٍ‬ ‫ِب ُمفضى السيول‪ ،‬من‬
‫ونائل‬

‫وأشواط بين المروتين الى الصفا‬

‫وما فيهما من صورة وتخايل‬

‫(قال‪ :‬والوصائل البرود)‬

‫طقوس عبادة إساف ونائلة‬


‫كان أهل الجاهلية يمرون بإساف ونائلة ويتمسحون بهما‪ ،‬وكان الطايف إذا طاف بالبيت يبدأ بإساف=‬
‫فيستلمه فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة فاستلمها‪ =،‬فكانا كذلك حتى كان يوم الفتح فكسرها رسول= اهلل (ص)‬
‫مع ما كسر من األصنام‪ ...‬وكانوا= يذبحون عندهما ولم تكن تدنو منهما امرأة طامث‪ ،‬ففي ذلك يقول الشاعر‬
‫بشر بن ابي حازم األسدي أسد خزيمة‪ ،‬كما ينقل األزرقي وابن الكلبي‪:‬‬
‫عليه الطير ما يدنون منه مقامات العوارك من أساف‬
‫ويروي= الواقدي= واألزرقي= أن العرب كانوا يذبحون عندهما ويحلقون رؤوسهم= عندهما إذا نسكوا‪ ،‬فلما‬
‫كسرت األصنام= كسراً‪ ،‬خرجت من أحدهما امرأة سوداء شمطاء تخمش وجهها‪ ،‬عريانة‪ ،‬ناشرة الشعر‬
‫ت=دعو بالوي=ل‪ ،‬فقي=ل لرس=ول اهلل= (ص) في ذل=ك‪ .‬فق=ال‪ :‬تل=ك نايل=ة ق=د أيس=ت أن تعب=د ببالدكم= أب=داً ‪ .2‬فيم=ا ي=ذكر‬
‫السهيلي عن الواقدي= أن النبي كسر نائلة عام الفتح‪...‬‬
‫ان ألبي غبشان‪ ،‬فيما يروي= الفاكهي‪ ،‬من كل بحيرة‬ ‫وكانت البحائر تنحر ِع ْند ْال َب ْيت ِع ْند إساف ونائلة‪َ ،‬ف َك َ‬
‫ثم أدب لَ ُهم‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ُون األكتاف‪َ .‬ف َف َعلُوا َّ‬
‫يزيد َ‬ ‫ال‪ِ :‬‬‫اس َتقل َذلِك َفأبى أَن يرضى بذلك‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ثم أَنه ْ‬ ‫َرأس َها والعنق‪َّ ،‬‬
‫الص َفا يُد َ‬
‫ْعى‬ ‫ص َن ٌم ِب َّ‬ ‫ُون ْال َعجز‪َ .‬فأبى النَّاس َذلِك‪ .‬ويشير الفاكهي إلى أن أهل الجاهلية كانوا يسعون بين َ‬ ‫يزيد َ‬
‫ِ‬
‫ِي ِب ِه َما فقال‪ :‬إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من‬ ‫ُ‬
‫ْعى نَا ِئلة‪ ،‬فلما جاء اإلسالم ُرم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫إِ َساف‪َ ،‬و َوث ٌن ِبال َم ْر َو ِة يُد َ‬
‫ِر اهَّللِ} [البقرة‪َ ]158 :‬ف ُذ ِّك َر َّ‬
‫الص َفا من‬ ‫الص َفا َو ْال َم ْر َو َة م ْ‬
‫ِن َش َعائ ِ‬ ‫أجل أوثانهم فأمسكوا= عن السعي بينهما ‪{ :‬إِ َّن َّ‬
‫أجل أن ْال َو َث َن الذي كان عليه مذكر‪َ ،‬وأُنِّ َث ِت ْال َم ْر َو ُة من أجل أن الوثن الذي كان عليها مؤنث‪.‬‬
‫ويروي= الواقدي= بعض الطقوس التي كانت تمارس عند الصنمين يقول‪ :‬حدثني عبد اهلل بن عثمان بن أبي‬
‫سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬فلما أصبح حلق رأسه عند الصنمين‪ ،‬إساف ونائلة‪ ،‬وذبح لهما‪ ،‬وجعل يمسح بالدم‬
‫رؤوسهما‪ ،‬ويقول ‪:‬ال أُفارق= عبادتكما حتى أموت على ما مات عليه أبي‪ .‬وفي= رواية أخرى عن ابن أبي‬
‫صبابة إلى‬‫سبرة‪ ،‬عن إسحاق بن عبد اهلل بن أبي فروة‪ ،‬عن أبي بن كعب بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬لما رجع مقيس بن ُ‬
‫قريش إلى مكة قالوا‪ :‬ما ردَّك إلينا وقد اتبعت محمداً؟ قال‪ :‬فانطلق إلى الصنمين فحلق رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬لم أجد‬
‫صبابة‪.‬‬‫ديناً خيراً من دينكم وال أقدم‪ .‬ثم أخبرهم كيف صنع وكيف قتل قاتل أخيه هاشم بن ُ‬

‫الرواية ذاتها ذكرت عن صنم ال ُع َّزى‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫تلبيتهما في الحج‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬كان نسك قريش إلساف وكانت تقول في تلبيتها‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك‪ ،‬ال شريك لك‪ ،‬إال‬
‫شريك هو لك‪ ،‬تملكه وما ملك“ (وفي= األصنام= وكانت نزار تقول‪ :‬وذكر التلبية)‪.‬‬

‫ذكرهما في القرآن‬
‫َة أَ َش ُّد م َ‬
‫ِن ْال َق ْت ِل“ البقرة ‪ ،2/191‬عنى به إساف ونائلة‪.‬‬ ‫قال الواقدي‪ :‬في قوله تعالى ” َو ْال ِف ْتن ُ‬

‫َة} يعني ال يكون شرك‪ ،‬و{ َو َي ُك َ‬


‫ون‬ ‫وقال‪ :‬ما نزل في يوم بدر(األنفال‪َ { :)39 :‬و َقاتِلُو ُه ْم َحتَّى اَل َت ُك َ‬
‫ون ِف ْتن ٌ‬
‫ِّين ُكلُّ ُه هَّلِلِ} يعني ال يُذكر إساف وال نائلة‪.‬‬
‫الد ُ‬

‫الرسول عند إساف‬


‫يروي= ابن عساكر عن ابن عباس‪ :‬كان محمد صلّى اهلل عليه وسلّم يقوم مع بني عمته عند الصنم الذي‬
‫عند زمزم‪ ،‬واسم الصنم إساف‪ ،‬قال‪ :‬فرفع رأسه يوماً إلى ظهر الكعبة ثم ولى ذاهباً‪ .‬قال‪ :‬فقال له بنو‬
‫عمته‪ :‬ما لك يا محمد؟ قال‪ :‬إني نهيت أن أقوم عند هذا الصنم‪.‬‬
‫وعن بريدة قال‪ :‬دخل جبريل عليه السالم مسجد الحرام‪ ،‬فطفق يتقلب‪ ،‬فبصر بالنبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫نائماً في ظل الكعبة‪ .‬فأيقظه فقام ينفض رأسه ولحيته من التراب‪ .‬فانطلق به نحو باب بني شيبة‪ ،‬فلقيهما‬
‫ميكائيل‪ ،‬فقال جبريل لميكائيل‪ :‬ما يمنعك أن تصافح النبي صلّى اهلل عليه وسلّم؟ قال‪ :‬أجد من يده ريح‬
‫النحاس‪ ،‬فكأن جبريل أنكر ذلك‪ ،‬قال‪ :‬أوقد فعلت؟ وكان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم نسي ثم ذكر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫صدق أخي‪ ،‬مررت أول أمس على إساف ونائلة فوضعت يدي على أحدهما‪ ،‬فقلت‪ :‬إن قومي رضوا بكما‬
‫إلهاً مع اهلل‪ ،‬لقوم سوء‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،29-9‬الملل والنحل ‪ ،2/580‬المنمق ‪ ،344‬المحبَّر ‪ ،318-313‬األزرقي= ‪-190-1/189‬‬
‫‪ ،858-550-149-193-150-191‬الواقدي= ‪ ،134-1/18 ===،832-841،862-795-2/193‬العباب‬
‫الزاخر ” أسف”‪ ،‬الروض اآلنف ‪ ،365-1/354‬الفاكهي ‪،3/271 =،18-2/15 =،164-163-5/140‬‬
‫تاريخ الطبري ‪ ،305‬مختصر تاريخ دمشق البن عساكر ‪ ،88-2/87‬مروج الذهب ‪ 2/50‬الطبعة‬
‫الخامسة دار الفكر ‪)1973‬‬

‫األسد‬
‫وهو من العبادات الكوكبية‪ ،‬تعبّدت له ”بعض قريش“‪.‬‬
‫ويرمز= األسد إلى القوة والشجاعة والجرأة‪ ،‬ويبدو= أنه كان من آلهة الحرب عند العرب‪ ،‬ففي الديانة‬
‫التدمرية كان األسد يرمز إلى آلهة الحرب عندهم الالت‪.‬‬
‫والتشبه باألسد من الصفات المحببة‪ ،‬قيل المرأَة من العرب‪ :‬أَ ّي الرجال زوجك؟ قالت‪ :‬الذي إِن خرج‬
‫فهدَ‪ ،‬وال يسأَل عما ِ‬
‫عه َد‪.‬‬ ‫أَ ِسدَ‪ ،‬وإِن دخل ِ‬
‫وبنو ”عبد األسد“ قوم= من العرب من بني مخزوم‪ .‬ومنهم= كان األسود بن سفيان بن عبد األسد المخزومي‬
‫الذي تسمت به بئر األسود بمكة‪ ،‬كما يقول ياقوت‪ ،‬ومن بني أسد أيضاً أبو سلمة بن عبد األسد الذي كان‬
‫أمير جيش رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وقتل في غزوة قطن‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬كان أبو سلمة رضيع‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أرضعتهما= ثويبة موالة أبي لهب‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا‪ :‬أول امرأة قطعت يدها في السرقة وهي ابنة سفيان بن عبد األسد من بني مخزوم قطعها=‬ ‫ومنهم‬
‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫(المفصل في تايخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/167‬معجم البلدان ‪ ،4/375 =،1/298‬االشتقاق ‪ ،102‬لسان‬
‫العرب ” أسد”)‬

‫َ‬
‫األ ْس َح ُم‬
‫صنم أسود‪.‬‬
‫قال الجوهري‪ :‬واألسحم في قول األعشى‪:‬‬
‫ْي أُ ٍّم َتحالَ َفا‬
‫ِبان َثد َ‬
‫َرضي َع ْي ل ِ‬
‫ضال َن َت َف َّر ُق‬
‫داج َع ْو ُ‬ ‫َ‬
‫بأ ْس َح َم ٍ‬

‫بالر ِح ِم‪ ،‬ويقال‪ :‬بسواد‬


‫سفيه اليد عند التحالف‪ ،‬ويقال‪َّ :‬‬ ‫الد ُم تُ ْغ َم ُ‬ ‫األ ْس َح ُم في قول َ‬
‫األعشى هو‪َّ :‬‬ ‫قال اللغويون‪َ :‬‬
‫َحلَ َمة الثَّدْي‪ ،‬ويقال‪ِ :‬ز ِّق الخمر‪ ،‬ويقال‪ :‬هو الليل‪َ .‬‬
‫واأل ْس َح ُم‪ :‬ال َق ْر ُن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والسواد= كان على ما يبدو من الصفات التي تدفع إلى التقديس‪ ،‬واألسود= في لغة العرب هو ” َ‬
‫األ ْس َح ُم“‪.‬‬
‫وكذلك ورد ذكر الكلب األسحم في أسطورة ”غالب“ كما أوردناها في مكانها‪ .‬ومنه عبادة الجمل األسود‪،‬‬
‫وربما كان التقديس يعود= إلى قداسة الحجر األسود‪.‬‬
‫الس َح ُم”‪ ،‬تاج العروس لسان العرب ” سحم”‪ ،‬راجع ” الجمل‬
‫(تكملة األصنام ‪ ،107‬القاموس المحيط ” َّ‬
‫األسود” و ” غالب”)‬

‫أشر‬
‫من األصنام= التي عبدها التدمريون‪ ،‬والتي بلغ عددها زهاء اثنين وعشرين صنماً‪ ،‬ومنها ما هو معروف‬
‫عند العرب وتركزت عبادة األصنام التدمرية لدى عرب الشمال‪ ،‬كما يقول جواد علي‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)3/131‬‬
‫األش َه ُل‬
‫ْ‬

‫حي من العرب‪ ،‬وهم بنو عبد األشهل بن جشم بن الحارث ابن‬


‫األشهل صنم نسب إليه بنو عبد األشهل وهم ّ‬
‫الخزرج بن النَّبيت‪.‬‬
‫الش َه ُل”‪ ،‬تاج العروس ” ش ه ل”‪ ،‬معجم قبائل العرب ‪)2/722‬‬
‫(تكملة األصنام= ‪ ،107‬القاموس المحيط ” َّ‬

‫أصنام أصحاب األيكة‬


‫قال النويري‪ :‬أصحاب األيكة هم العمالقة الذين نزلوا مدين وكثر= عددهم فيها وزاحموا= أهلها‪ ،‬حتى ضاقت‬
‫بهم ثم خرجوا= من مدين ونزلوا األيكة‪ ،‬وكانت َغيضة عن يمين مدين‪ ،‬وقد اتخذ ملك األيكة أبو جاد لقومه‬
‫أصناماً‪ ،‬وهي ثالثون صنماً‪ ،‬عشرة من الذهب جالها بالجوهر خاصة به وبأوالده‪ ،‬والبقية من الفضة‬
‫والنحاس والحجارة والحديد والخشب لبقية الناس‪.‬‬
‫ال إلى أهل مدين وأصحاب األيكة وغيرهم ممن يعبدون األصنام‪ ،‬وكان في‬ ‫قال‪ :‬وقد بعث اهلل شعيباً رسو ً=‬
‫نهاية الجمال‪ ،‬وكان والده من العباد والعلماء بمدين وأمه من العمالقة‪...‬‬
‫(نهاية األرب في فنون األدب ‪ 13/144‬وما يليها)‬

‫أصنام أبرهة‬
‫وهي أصنام صنعها أبرهة ذو المنار الحميري تقرباً لسيده الشمس‪.‬‬
‫قال المسعودي‪ :‬عمل أبرهة أصناماً= في البحر المحيط في جزيرة فيها هيكل سليمان النبي وجسده‪ ،‬وهو‬
‫قصر عجيب وفيها= مدائن تطفو على الماء‪ ،‬وفيه الثالثة أصنام التي عملها أبرهة‪ :‬أحدها أصفر يومئ بيده‬
‫كأنه يخاطب من جاوزه‪ ،‬ويأمره بالرجوع‪ .‬والصنم الثاني أخضر رافع يديه باسط لهما كأنه يريد إلى أين‬
‫تذهب‪ ،‬والصنم= الثالث أسود مفلفل الشعر يومئ بإصبعه إلى البحر‪ :‬من جاز هذا المكان غرق‪ ،‬مكتوب على‬
‫صدره ”هذا ما صنع أبرهة ذو المنار الحميري لسيده الشمس تقرباً إليه“‪.‬‬
‫(أخبار الزمان‪ ،‬المسعودي ‪)20‬‬

‫أصنام قوم نوح‬


‫نوح فذكرها اهلل عز وجل في كتابه فيما أنزل على نبيه عليه السالم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهي خمسة أصنام كان يعبدها قوم‬
‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ُ‬
‫ارا َوقالوا َتذ ُر َّن‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َم ْن ل ْم َي ِز ْد ُه َمال ُه َو َول ُد ُه إِ َخ َس ً‬
‫ارا َو َمك ُروا َمك ًرا كبَّ ً‬ ‫ص ْو ِني= َواتَّ َب ُعوا=‬‫وح َر ِّب إِنَّ ُه ْم َع َ‬
‫ال نُ ٌ‬ ‫{ َق َ‬
‫ضاَل اًل}‬‫ِين إِاَّل َ‬ ‫ِيرا َواَل َت ِز ِد َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫ضلُّوا َكث ً‬‫َس ًرا َو َق ْد أَ َ‬ ‫وث َو َي ُع َ‬
‫وق َون ْ‬ ‫َي ُغ َ‬ ‫اعا َواَل‬ ‫آَلِ َه َت ُك ْم َواَل َت َذ ُر َّن َودًّا َواَل ُس َو ً‬
‫(نوح‪.)24-21 :‬‬
‫ثم بنى غطيف بالجرف= ِع ْند سبأ‪َ ،‬وأما يعوق َف َكانَت لهمدان َوأما‬ ‫يقول الفاكهي‪ :‬أما َي ُغوث َف َكانَت لمراد َّ‬
‫نسر َف َكانَت لحمير آلل ذِي كالع أسماء رجال صالحين من قوم نوح َفلَ َّما َهلَ ُكوا أوحى َّ‬
‫الش ْي َطان إِلَى َقومه ْ=م‬
‫ون أنصاباً وسموها= ِبأسمائهم َف َف َعلُوا َفلم تعبد َحتَّى إِذا هلك أُولَئ َ‬
‫ِك‬ ‫أَن انصبوا إِلَى َ‬
‫مجالِسه ْم الَّتِي َكانُوا َي ْجل ُ‬
‫ِس َ‬
‫وتنسخ ْالعلم عبدت‪.‬‬
‫وهناك أساطير كثيرة تدور حول أصل أصنام= قوم= نوح منها‪:‬‬
‫قال األبشيهي= في مستطرفه‪ :‬أما يغوث ويعوق= ونسر= فقيل‪ :‬إنهم كانوا أسماء أوالد آدم عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬وكانوا= أتقياء عباداً فمات أحدهم‪ ،‬فحزنوا عليه حزناً شديداً‪ ،‬فجاءهم الشيطان وحسن لهم أن‬
‫يص ّوروا= صورته في قبلة مسجدهم ليذكروه إذا أنظروه‪ ،‬فكرهوا ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬اجعلوه في مؤخر= المسجد‬
‫ففعلوا‪ ،‬وص ّوره من صفر ورصاص‪ .‬ثم مات آخر ففعلوا ذلك‪ ،‬إلى أن ماتوا كلهم فصورهم هناك‪ ،‬وأقام‬
‫من بعدهم على ذلك إلى أن تركوا الدين وحسن لهم الشيطان عبادة شيء غير اهلل‪ ،‬فقالوا له‪ :‬من نعبد؟‪ ،‬قال‪:‬‬
‫آلهتكم المصورة في مصالكم فعبدوها الى أن بعث اهلل نوحاً عليه الصالة والسالم فنهاهم عن عبادتها‪،‬‬
‫اعا}‪ ،‬ولما ع ّم الطوفان األرض ط ّمها‬ ‫فقالوا‪ :‬كما أخبر اهلل عنهم { اَل َت َذ ُر َّن آَلِ َه َت ُك ْم َواَل َت َذ ُر َّن َودًّا َواَل ُس َو ً‬
‫ال‪ ،‬فأخرجها الشيطان لمشركي= العرب فعبدوها‪.‬‬ ‫وعال عليها التراب زماناً= طوي ً‬

‫وذكر الواحدي في الوسيط أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهما الصالة والسالم‪ ،‬فس ّول‬
‫الشيطان لقومهم بعد موتهم أن يص ّوروا صورهم= ليكون أنشط وأشوق للعبادة كلما رأوهم‪ ،‬ففعلوا ثم نشأ‬
‫فسموها= بأسمائهم‪.‬‬
‫بعدهم قوم= ج ّهال باألحوال‪ ،‬فحسن لهم عبادتها‪ ،‬وأن من سبقهم من قومهم= عبدوها ّ‬
‫وسواع ويغوث ويعوق ونسر قوم ًا صالحين ماتوا في شه ٍر‪ .‬فجزع=‬ ‫قال ابن الكلبي في أصنامه‪ :‬كان َود ُ‬
‫عليهم ذوو أقاربهم‪ .‬فقال رجل من بني قابيل‪ :‬يا قوم! هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم‪،‬‬
‫غير أني ال أقدر أن أجعل فيها أرواحاً؟ قالوا‪ :‬نعم !‬
‫فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم‪ ،‬فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه فيعظمه‬
‫ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن األول ‪ ،‬وعملت على عهد يردى بن مهاليل بن قينان بن أنوش بن‬
‫شيث ابن آدم‪.‬‬
‫ثم جاء قرن آخر ّ‬
‫فعظموهم أشد من تعظيم القرن األول‪ ،‬ثم جاء من بعدهم القرن الثالث‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما عظم‬
‫أولونا هؤالء إال وهم يرجون شفاعتهم عند اهلل‪ ،‬فعبدوهم‪ .‬وعظم أمرهم واشتد كفرهم‪.‬‬
‫فبعث اهلل إليهم إدريس عليه السالم‪ ،‬وهو أحنوخ بن يارد بن مهاليل بن قينان نبياً فدعاهم فكذبوه‪ ،‬فرفعه‬
‫اهلل إليه مكاناً علياً‪.‬‬
‫ولم يزل أمرهم يشتد‪ ،‬فيما قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‪ ،‬حتى أدرك نوح بن لمك بن‬
‫متوشلح بن أحنوخ‪.‬‬
‫سنة‪ .‬فدعاهم إلى اهلل عز وجل في نبوته عشرين ومائة‬ ‫فبعثه اهلل نبياً وهو يومئذ ابن أربعمائة وثمانين ً‬
‫سن ٍة‪ .‬فعصوه وكذبوه‪ .‬فأمره اهلل أن يصنع ال ُفلك‪ .‬ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة‪ .‬وغرق من غرق‪.‬‬
‫ونوح ألفان ومائتا‬
‫ٍ‬ ‫ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة‪ .‬فعال الطوفان وطبق= األرض كلها‪ .‬وكان بين آدم‬
‫أرض‬
‫ٍ‬ ‫سن ٍة‪ .‬فأهبط ماء الطوفان هذه األصنام من جبل نو ٍذ إلى األرض‪ .‬وجعل الماء يشتد جريُ ُه ُ‬
‫وعبابه من‬
‫أرضحتى قذفها= إلى أرض جدة‪ ،‬ثم نضب الماء وبقيت على الشط‪ ،‬فسفت الريح عليها حتى وارتها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫قال ابن الكلبي في حديث عن ابن عباس‪ :‬إن آخر ما بقي من ماء الطوفان بحسمى من أرض جذام‪ ،‬فإنه‬
‫مكث أربعين ً‬
‫سنة ثم نضب‪.‬‬
‫وفي نهاية األرب للنويري‪ :‬كان لقوم نوح ملك يقال له درمشيل؛ وكان جباراً عاتياً قوياً‪ ،‬وهو أول من‬
‫شرب الخمر واتخذ= القمار وقعد= على األسرة واتخذ الثياب المنسوجة بالذهب وأمر بصنعة الحديد والنحاس‬
‫وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً؛ ثم اتخذ ألفاً‬ ‫والرصاص؛ وكان هو وقومه يعبدون األصنام الخمسة‪َ :‬وداً ُ‬
‫وسبعمائة صنم على صور شتى‪ ،‬واتخذ لها كراسي من الذهب والفضة‪ ،‬وأقام لها الخدم يخدمونها؛=‬
‫فاعتزلهم نوح إلى البراري‪ ،‬ولم يخالطهم= حتى بعثه اهلل تعالى نبياً؛ واهلل أعلم بالصواب‪.‬‬
‫(األصنام‪ ،‬ابن الكلبي‪ ،‬ص ‪ 51-27‬وما يليها‪ ،‬أخبار مكة‪ ،‬الفاكهي ‪ ،5/163‬نهاية األرب في فنون األدب‬
‫فصل والدة نوح ومبعثه‪ ،‬الدر المنثور السيوطي= ‪ 14/712‬وما يليها)‬

‫أطيرات‬
‫براقة“‪.‬‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬ويعني هذا االسم ” ّ‬
‫يقول براندن‪ :‬إن ”أطيرات“ آلهة شمسية تابعة لإلله ”عم“ و” َود“ ونجدها= في اسمي العلم ”بن أطيرات“‬
‫و”ثور أطيرات“‪ .‬والثور= رمز اإلله القمري‪.‬‬
‫يعتقد براندن أن ”أطيرات“ آلهة قمرية في الشمال كما في الجنوب‪ .‬ويبدو= أن وجودها في اسم علم من‬
‫صيغة المذكر ”أطير سميك“ يشكل دلي ً‬
‫ال على ذلك‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)117‬‬

‫َ‬
‫األ ْعل ُم‬
‫وهو إله عبده العرب وتسموا= به ب”عبد األعلم“‪ ،‬وربما كان هو نفسه اإلله السبئي ”علم“ الذي ظهر اسمه‬
‫في نصوص المسند في اليمن‪.‬‬
‫ومعنى األعلم يجعلنا نفترض أن عبدته ربما كانوا يشقون شفتهم العليا‪ ،‬وعليه يكون ال َعلَم طقساً دينياً‬
‫يمارس إرضاء لهذا اإلله مثل الختان أو الجدع أو ال َبحر‪.‬‬
‫ذكر ابن الكلبي أن من العرب من تس ّمى ب”عبد األعلم“ ومنهم= عبد األعلم بن عامر بن كعب بن واقف‬
‫بن امرئ القيس بن مالك بن أوس‪.‬‬
‫ال ٌم وأَعلَ ُم‪ ،‬وعبد َ‬
‫األعلم‪ :‬أسماء؛ قال ابن‬ ‫وع َّ‬ ‫الش ُّق في الشفة ال ُع ْليا‪َ ،‬ش َق ْق ُت َش َف َته ال ُعليا‪ ،‬وهو َ‬
‫األ ْعل ُم‪َ ،‬‬ ‫وال َعلَ ُم‪َّ :‬‬
‫دريد‪ :‬وال أَدري إلى أي شيء نُ ِسب ”عبد األعلم“‪.‬‬
‫وقيل للمشقوق الشفة‪ :‬أشرم= وهو شبيه بال َعلَم‪.‬‬
‫(نسب معد واليمن الكبير البن الكلبي ص ‪ ،386‬لسان العرب ” علم ‪ -‬شرم”‪ ،‬راجع اإلله ” علم” في‬
‫معجمنا)‬
‫ُ‬
‫األقيصر=‬
‫ولخم وجذام وعاملة وغطفان وأهل الشأم في مشارف= الشام كانوا يحجونه ويحلقون‬ ‫ٍ‬ ‫صنم كان لقضاعة‬
‫دقيق‪ ،‬وقال‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫رؤوسهم عنده‪ .‬يقول ابن الكلبي‪ :‬كان كلما حلق رجل منهم رأسه ألقى مع كل شعر ٍة قر ًة من‬
‫القرة القبضة‪.‬‬
‫أبو المنذر‪ّ :‬‬
‫أعطنيه! فإني‬ ‫اإلبان‪ .‬فإن أدركه قبل أن يلقى ال ُق َّرة مع الشعر قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬فكانت هوازن تنتا ُب ُهم في ذلك َّ‬
‫من هوازن ضارع!‬
‫وإن فاته‪ ،‬أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق= فخبزه وأكله‪ ،‬فاختصمت= َجرم وبنو جعدة في ما ٍء لهم‬
‫لجرم‪ .‬فقال معاوية بن عبد ال ُع َّزى بن‬
‫ٍ‬ ‫إلى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬يقال له‪ :‬العقيق‪ ،‬فقضى به رسول اهلل‬
‫ذراع الجرمي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وإني أخو َجرم كما قد‬
‫علمتم‬

‫ْ‬
‫اجتمعت عند النبي‬ ‫إذا‬
‫المجامع‬

‫فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه‬

‫فإني بما قال النبي لقانع!‬

‫ألم تر َجرماً أنجدت‪،‬‬


‫وأبوكم‬

‫مع القمل في جفر األقيصر=‬


‫شارع؟‬

‫إذا قرة جاءت يقول‪:‬‬


‫أصب بها‬

‫سوى القمل إني من هوازن‬


‫ضارع!‬

‫فما أنتم من هؤال الناس كلهم‬

‫بلى ذنب ما أنتم‬


‫وأكارع‬

‫وإنكم كالحنصرين أُ ِخ َّستا‬

‫وفاتتهما= في طولهن‬
‫األصابع‬
‫جعشم ال ُمدلجي من بني كنانة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫قال أبو المنذر هشام بن محمد‪ :‬وأنشدني= الشرقي= في ذلك لسراقة بن مالك بن‬
‫ألم ينهكم عن شتمنا ال أبا لكم‬

‫جذام ولخم أعرضت والمواسم؟‬

‫وكل قضاعي كأن جفانه‬

‫حياض برضوى= واألنوف رواغم‬

‫بما انتهكوا= من قبضة الذل فيكم‬

‫مستحى وال المرء‬


‫ٍ‬ ‫فال المرء‬
‫طاعم‬

‫وله يقول زهير بن أبي سلمى‪:‬‬


‫حلفت بأنصاب األقيصر جاهداً‬

‫وما سحقت فيه المقاديم والقمل!‬

‫وقال ربيع بن ضبع الفزاري‪:‬‬


‫فإنني= والذي نغم األنام له‬

‫حول األقيصر تسبيح وتهليل!‬

‫وله يقول الشنفري األزدي‪ ،‬حليف َف ْهم‪:‬‬


‫وإن امرأً أجار عمراً‬
‫ورهطه‬
‫َ‬
‫ص يعنُ ُ‬
‫ف‬ ‫علي وأثواب ُ‬
‫األ َق ْي ِ!‬ ‫ّ‬

‫(األصنام ‪ ،39-38 -48‬معجم البلدان ‪ ،1/238‬معجم قبائل العرب ‪ ،1/174‬لسان العرب ” قرر” راجع‬
‫الحديث عن صنم ” قرة” في معجمنا)‬
‫األكبر‬
‫األكبر صنم قريش‪ ،‬يقول الخطيب البغدادي‪ :‬كان صنماً من نحاس وكان موتداً= بأوتاد من حديد إلى األرض‬
‫وموضوعاً= على ظهر الكعبة‪.‬‬
‫والصنم األكبر‪ ،‬كما تشير الرواية هو غير الصنم ُهبل الذي كان في جوف الكعبة وكان أعظم أصنام‬
‫قريش‪ ،‬والفارق األهم بين ُهبل واألكبر عدا عن موضعه هو أن هبل مصنوع= من خرز العقيق على صورة‬
‫إنسان‪ ،‬وكانت يده اليمنى مكسورة‪ ،‬فجعلت له قريش يداً من ذهب‪.‬‬
‫قال الخطيب البغدادي في تاريخه في حديث أسنده إلى علي بن أبي طالب قال‪ :‬انطلق بي رسول اهلل صلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم إلى األصنام= فقال‪ :‬اجلس‪ ،‬فجلست إلى جنب الكعبة‪ ،‬ثم صعد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫على منكبي ثم قال‪” :‬انهض بي إلى الصنم“ فنهضت به فلما رأى ضعفي تحته قال‪ :‬اجلس‪ ،‬فجلست‬
‫وأنزلته عني وجلس لي رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬ثم قال لي‪” :‬يا علي اصعد على منكبي‪ ،‬فصعدت=‬
‫على منكبيه ثم نهض بي رسول= اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فلما نهض بي ُخيّل لي أني لو شئت نلت السماء‪،‬‬
‫وتنحى رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم فألقيت صنمهم األكبر صنم قريش‪ ،‬وكان‬ ‫وصعدت على الكعبة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من نحاس موتداً بأوتاد= من حديد إلى األرض‪ ،‬فقال لي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬عالجه“ فعالجته‬
‫فما زلت أعالجه ورسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم يقول‪” :‬إيه إيه“ فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬دقه‪ ..‬دقه‪ .‬فدققته وكسرته ونزلت‪.‬‬
‫ينقل الطبري= في تهذيب اآلثار‪/‬مسند= علي هذه الرواية‪ ،‬ويشير= إلى أن علياً انطلق مع الرسول صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم لتكسير األصنام التي فوق= الكعبة‪ ،‬ثم يتحدث عن تكسير= صنم واحد دون أن يس ّميه‪ ،‬وفي حديث‬
‫آخر يتحدث عن صنم لقريش كان على الكعبة وهو تمثال رجل من صفر أو نحاس كما يقول‪” :‬فلم أزل‬
‫ال‪ ،‬ومن بين يديه ومن خلفه‪ ،‬حتى إذا استمكنت منه‪ ،‬ورسول اهلل يقول لي‪ِ ” :‬هى ِهى“‪،‬‬ ‫أعالجه يميناً وشما ً‬
‫وأنا أعالجه‪ ،‬ثم قال‪ :‬اقذفه‪ ،‬فقذفته‪ ،‬فتكسر= كما تكسر= القوارير ثم نزلت‪ ،‬فانطلقت أنا ورسول= اهلل صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس“‪.‬‬
‫يورد األزرقي= في أخبار مكة خبراً يؤكد بوضوح أن العرب كانت تفاضل بين أصنامها بعبارة ”أنت أكبر‬
‫من فالن“‪ ،‬قال‪ :‬إن عمرو بن لُ َح ّي نصب ِبمنى سبعة أصنام‪ ،‬على القرين وعلى الجمرة األولى وعلى‬
‫المدعا صنماً‪ ،‬وعلى الجمرة الوسطى‪ ،‬وعلى شفير الوادي‪ ،‬وفوق= الجمرة العظمى؛ وعلى الجمرة العظمى‬
‫وقسم عليهن حصى الجمار إحدى وعشرين حصاة يُرمى كل وثن منها بثالث حصيات‪ ،‬ويقال للوثن حين‬
‫يرمى ‪ :‬أنت أكبر من فالن‪ ،‬الصنم الذي ُيرمى قبله ‪.‬‬
‫وكأن المسلمين ومن خالل استخدامهم= لعبارة ”اهلل أكبر“ وهي بمعنى التفضيل عن ”األكبر“‪ ،‬قالوا لعبدة‬
‫األصنام من العرب‪ :‬إن ”اهلل أكبر“ من أكبر أصنامك‪ ،‬فاألكبر من رد المسلمين على الصنم يفيد معنى‬
‫التفضيل‪.‬‬
‫واألكبر= من األسماء التي تسمت بها العرب‪ ،‬وقد دون ”ابن سعد“ في طبقاته صورة كتاب جاء فيه أن‬
‫الرسول وجهه إلى ”األكبر بن عبد القيس“ دون أن يشر إلى المراد من الكتاب‪ .‬و”أكبرو“ اسم ملك عربي‬
‫قتله الملك األشوري أسرحدون خالل حملة قام بها على قبائل عربية في السنة الخامسة من حكمه مع سبعة‬
‫ملوك آخرين‪ .‬وفي= كتب التاريخ ورد اسم الملك ”اكبروس“ ”أكبر ‪ “ Acbarus‬الذي حكم ”حمص“‬
‫وساعد الرومان في كفاحهم للبارثيين‪ ،‬سنة ‪ 49‬م‪.‬‬
‫(تاريخ بغداد ‪ ،15/413‬تهذيب اآلثار للطبري‪/‬مسند= علي بن أبي طالب ص ‪ ،237-236‬األزرقي‬
‫‪ ،2/771‬راجع ” ُهبل”‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪.)2/41 ، 4/209،594/1‬‬

‫إل‬
‫وتسمى بعبادته ”بنو عبد إل“ من همدان‪.‬‬
‫وجل‪ ،‬واإليَّ ُل‪ :‬الوعل‪.‬‬
‫عز ّ‬‫اإل ُّل بالكسر‪ ،‬هو اهلل ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلل‪ :‬العهد‪ ،‬القرابة‪ ،‬قال في الصحاح‪ِ :‬‬
‫ومنه ”آل فالن يؤكد على العهد والرابطة المقدسة بينهم“‪.‬‬
‫ومن أسماء ونعوت اآللهة عند اللحيانيين وجد أسماء مركبة‪ :‬مثل ”كبر إل وكبر إيل“‪ ،‬و”متع إل ومتع‬
‫إيل“ و”ذرح إل وذرح إيل“ و”عذر إل وعذر إيل“‪ ،‬و”جرم إل وجرم إيل“ و”غزال إل وغزال إيل“‬
‫و”عم إل وعم إيل“ و”أيس إل وإيس إيل“ و”سعد إل وسعد إيل“ و”يمسك إل ويمسك إيل“‪.‬‬
‫يقول جواد علي‪ :‬واللفظة الثانية في االسم ”إل و إيل“ هي واإلله ”إيل و إيلو“ وهو من اآللهة السامية‬
‫القديمة‪ ،‬وهو إله الساميين القديم‪.‬‬
‫(اإلكليل للهمداني فصل نسب همدان بنو عمرو بن همدان‪ ،‬العباب الزاخر ” ّ‬
‫أل”‪ ،‬الصحاح ” ألل”‪،‬‬
‫القاموس المحيط ” آل”‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم‪) 318/6-319‬‬

‫إله‬
‫ربط الثموديون ”إله“ ب ”إيل“‪ ،‬وهو أحد أقدم األسماء اإللهية‪ ،‬االسم يعني إلهاً‪.‬‬
‫يقول براندن‪ :‬تشير النصوص الصفوية إلى أن إله والالت وجدا معاً في مواقع عدة‪ ،‬ووفقاً= ألسماء مركبة‬
‫مع أسماء اآللهة يعتبر ”إله“ سيداً فهو يأمر ويحكم وهو سعيد‪ ،‬ويمنح الناس األوالد‪ ،‬غير أنه يهملهم‬
‫ويقصر أعمارهم ويبقر بطونهم‪ ،‬ويعتبر= اإلنسان نفسه ”هبة إله“ وابناً له وخادماً= وعبداً وفض ً‬
‫ال منه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أيضاً‪،‬‬
‫وقد وهب بعض األفراد أنفسهم له بشكل خاص‪ .‬ونجد اسم ”ليل إله“ وهذا يشير إلى طبيعته القمرية‪ ،‬ومن‬
‫األسماء ”موهوب إلى اإلله“‪.‬‬
‫وكان يطلب إليه في الدعاء الشجاعة والراحة والعون واالنتقام والفرح والحماية‪ .‬وكان ُيدعى للنجدة ألنه‬
‫خالص المؤمن وراحته‪ .‬وقد= ُسمي ”إله ثمود“ في أحد األدعية‪ .‬وله صفتان ”أبتر“ أي وحيد و”دهن“ أي‬
‫مدهون بالمرهم‪ .‬أما في العبارة ”إله ذو إيل“ فالجزء الثاني يرتبط= بمعبده‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون عبادته قد انتشرت انتشاراً كبيراً في األزمنة القديمة‪ ،‬غير أننا ال نملك أي برهان على‬
‫ذلك‪ ...‬وقد انتقل اسمه إلى الديانتين المسيحية واإلسالمية تحت مفردة ”اهلل“‪ ،‬ولكن مضمونه قد تغير بشكل‬
‫كامل‪ ،‬إذ أصبح في هاتين الديانتين اإلله الوحيد األحد‪.‬‬
‫وفي لغة العرب‪ :‬اإللَ ُه هو اهلل عز وجل‪ ،‬وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَ ٌه عند متخذه‪ ،‬والجمع آلهة‪.‬‬
‫ون معبوداتهم=‬ ‫األصنام‪ ،‬سموا بذلك العتقادهم أَن العبادة َت ُح ُّق لها‪ ،‬وكانت العرب في الجاهلية َيد ُ‬
‫ْع َ‬ ‫واآللهة‪َ :‬‬
‫واألصنام آلهة‪ ،‬وهي جمع إالهة؛ قال اهلل عز وجل‪ :‬و َي َذ َرك= وآلِ َه َتك‪ ،‬وهي أَصنام َعَبدَها قوم‬
‫األوثان َ‬ ‫من َ‬
‫فرعون معه‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،100 ،113،112‬لسان العرب ” إله”)‬

‫إله الجبل‪/‬هجبل‬
‫إله صفوي‪ ،‬عبده أهل الجبال واألراضي المرتفعة‪ ،‬وعرف هذا اإلله ب”إله هجبل‪ ،‬إاله هاجبل‪ ،‬إله الجبل“‬
‫يقول جواد علي في مفصله‪ :‬وهي تسمية تدل على أن عبدته كانوا من سكان جبل أو أراض مرتفعة‪ ،‬ولهذا‬
‫نعتوا إلههم ب”إله الجبل“‪ ،‬أو ربما أخذه عبدته من أناس كانوا قد خلقوا إلههم من ارتفاع أرضهم‪ ،‬وصار=‬
‫إلهاً من آلهة الصفويين‪.‬‬
‫وهو يقابل اإلله المسمى ب”األجبل أو إيالجابال وهو كناية عن الشمس‪ ،‬وكان يعبد في مدينة حمص‬
‫السورية‪ .‬وقد رمز إليه ب”حجر أسود‪ ،‬وعبادة الحجر األسود كانت معروفة عند الجاهليين‪ ،‬وكان أهل‬
‫مكة يقدسون الحجر األسود في مكة ويتقربون إليه‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،3/152‬لسان العرب‪ ،‬مقاييس اللغة ” جبل حجر”‪ ،‬راجع الحجر‬
‫في معجمنا)‬

‫ألى‬
‫من آلهة ثمود التي ذكرت في كتاباتهم‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)1/331‬‬

‫إلهي‬
‫من آلهة ثمود التي ذكرت في النقوش الثمودية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)1/331‬‬

‫أم عطات‬
‫آلهة ثمودية‪ ،‬ويتوافق هذا االسم مع اآللهة العربية الجنوبية ”أم عطار“ الشمسية‪ .‬إنها أم عطار النجمية‪،‬‬
‫ونجد االسم منفص ً‬
‫ال لمرة واحدة في اللغة الثمودية‪ ،‬كما يقول براندن‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)116‬‬

‫أنبي‬
‫ً‬
‫مقرونا= مع اسم اإلله ”عم“ إله شعب قتبان الرئيس‪ ،‬وهو مثله ”إله ذكر هو‬ ‫من آلهة قتبان‪ ،‬ورد اسمه‬
‫القمر“‪ .‬وورد اسمه ”أنبي شيمن“‪ ،‬ومعناه الحامي والحافظ‪ ،‬والمدافع= عن المؤمنين به‪.‬‬
‫وورد في نص قتباني= أنه كان ل”أنبي“ معبد يُس ّمى ”رصفم“ ”رصف‪ /‬رصاف“‪.‬‬
‫وعثر في نص يعود إلى النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميالد وربما= يعود إلى القرن السابع قبل‬ ‫ُ‬
‫الميالد‪ ،‬على دعاء وجهه القتبانيون إلى اإلله ”أنبي“ ليبعث إليهم الخير والبركة‪ ،‬ويقيهم= شر المجاعة‪.‬‬
‫ويظهر= في عقد بيع وشراء لبيت أن عملية بيع وشراء ت ّمت وفقاً لشريعة اإلله أنبي‪ ،‬وتيمناً بهذه المناسبة‬
‫سجل الطرفان شكرهما لآللهة ”عثتر وعم وأنبي‪ ،‬وروفو= ذلفن وذات صنتم‪ ،‬وذات ضهران“‪ ،‬وقد رمموا‬
‫هذا البيت وأصلحوه وعمروا= سقفه وممراته ومماشيه‪ ،‬بمشيئة اإلله ”أنبي“ ومباركة اآللهة السابق ذكرها‪.‬‬
‫وفي اللغة القبطية إلى اليوم يستخدم اسم ”األنبا“ على أعلى درجاتهم= الكهنوتية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)228-206 -202 -2/188 ،6/299‬‬

‫أنزاك‬
‫عبده أهل البحرين‪ ،‬كما ُعبد في جنوب العراق‪ ،‬وشيّدت له المعابد فيها‪.‬‬
‫يقول جواد علي‪ :‬هذا اإلله أصله من آلهة أهل البحرين‪ ،‬وانتقال عبادته إلى العراق دليل على تأثر‬
‫العراقيين بثقافة أهل البحرين‪ ،‬ونقل أهل البحرين له معهم إلى وطنهم= الجديد‪ .‬ويذكر= أن التبادل التجاري‬
‫بين البحرين وأور في العراق تعود أقدم إشارة له إلى ‪ 2100 - 2200‬قبل الميالد‪ ،‬وقد تمت عن طريق=‬
‫السفن في ذلك الوقت‪.‬‬
‫ويظهر= من النصوص أن البحرين التي ُعرفت في النصوص القديمة ب”دلمون“ كانت جزيرة تتمتع‬
‫بقدسية خاصة‪ ،‬فكانت تع ّد من األماكن المقدسة‪ ،‬وقد رويت عنها أساطير= دينية‪ ،‬وعبدت فيها آلهة تعبّد لها‬
‫أهل العراق‪ ،‬ووجد اسم اإلله ”أنزاك“ في كتابة عثر عليها في البحرين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)562-1/546‬‬

‫أَنَس‬
‫من آلهة العرب القديمة‪ ،‬ورد اسمه مع اإلله العربي= القديم ”عم“‪ .‬وذكر= في المرويات العربية ب”عم أنس“‬
‫و”عميانس“‪ ،‬وهو صنم كان لخوالن في اليمن‪.‬‬
‫سالطمأنينة خالف اإليحاش والغزل وحديث النساء‪ ،‬والمؤنس‬ ‫واإل ْن ُ‬ ‫َس ُ‬
‫واأل ْن ُ‬ ‫وأنس هو اإلنسان‪َ ،‬‬
‫س ِ‬ ‫واألن ُ‬
‫هو يوم الخميس في أيام األسبوع قبل اإلسالم‪ ،‬ألنهم كانوا يميلون فيه إلى المالذ‪ ،‬وهو اسم الفردوس‪.‬‬
‫وبذلك يكون اإلله أنس هو المالذ والملجأ‪.‬‬
‫(زاد المعاد ‪ ،3/622‬راجع ” عم‪/‬عميانس”‪ ،‬لسان العرب ” أنس”)‬

‫األنصاب‬
‫َّوار‪.‬‬
‫وهي حجارة غير منصوبة كانت للعرب‪ ،‬يطوفون بها ويعترون عندها‪ ،‬ويسمون الطواف بها الد َ‬
‫ينصب لهم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ص َر يوماً‪ ،‬وهم يطوفون‬
‫أع ُ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬وفي= ذلك يقول عامر بن الطفيل (وأتى َغن ّ‬
‫ِى بن ْ‬
‫يطفن به) فقال‪:‬‬
‫وهن َ‬‫ال ّ‬‫فرأى في فتياتهم= جما ً‬

‫أال يا ليت أخوالي َغنيّا‬

‫عليهم كلما أمسوا َد َوار!‬

‫جابر الحارثي ثم الكعبي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫وفي ذلك يقول عمرو بن‬
‫حلفت ُغطيف ال تُنهنه ِسربها‬

‫وحلفت باألنصاب أن ال يرعدوا‬

‫وقال= في ذلك المثقب العبدي لعمرو بن هن ٍد‪:‬‬


‫يُ ُ‬
‫طيف بنُصبهم= ُحجن صغار‬

‫فقد كادت حواجبهم تشيب‬

‫(حجن‪ :‬صبيان)‪.‬‬
‫حدثأحدثه فمنعوه دخول مكة)‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وقال في ذلك الفزاري (وغضبت عليه قريش في‬
‫أسوق= بُدني‪ُ ،‬م ْحقِباً أنصابي‬
‫هل لي من قومي= من‬
‫أرباب؟‬

‫حربكانت بينهم‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وقال في ذلك أحد بني ضمرة في‬
‫والستر!‬
‫وحلفت باألنصاب= ِّ‬
‫وفي ذلك يقول المتلمس ُّ‬
‫الضبعي لعمرو بن هندٍ‪ ،‬فيما كان صنع به وبطرفة ابن العبد‪:‬‬
‫أطردتني= َح َذر الهجاء‪،‬‬
‫وال‬

‫والالت واألنصاب= ال َتئل!‬

‫(أي ال تنجو‪ .‬من أطردت ليس من طردت)‪.‬‬


‫وفي ذلك يقول عامر بن وائلة أبو الطفيل الليثي في اإلسالم‪ ،‬وهو يذكر حرباً شهدها‪:‬‬
‫فإنك ال تدرين أن رب غار ٍة‬

‫كورد= القطا‪ :‬ريعانها متتابع‬

‫َصبت لها وجهي وورداً=‬


‫نَ‬
‫كأنه‬

‫ضرجته النقائع‬ ‫لها نُ ُ‬


‫صب قد ّ‬

‫(األصنام ‪)43-42‬‬

‫أورانيا‬
‫آلهة عربية‪ ،‬وهي الالت كما ذكر هيرودت أبو التاريخ اليوناني‪ ،‬وحسب وصفه يظهر أن هذه اآللهة‬
‫شكلت ثنائياً ذكرياً= وأنثوياً مع اإلله العربي القديم ”أوروتال“‪.‬قال= هيرودت‪ :‬إذا ما أراد أحدهم عقد حلف‬
‫مع آخر‪ ،‬أوقفا شخصاً ثالثاً بينهما ليقوم بإجراء المراسيم المطلوبة في عقد الحلف‪ ،‬ليكتسب حكماً شرعياً‪،‬‬
‫فيأخذ ذلك الشخص حجراً له حافة حادة كالسكين يخدش به راحتي الشخصين قرب اإلصبع الوسطى‪ .‬ثم‬
‫يقطع قطعة من مالبسهما فيغمسهما في د ّمي الراحتين‪ ،‬ويلطخ بها سبعة أحجار‪ .‬ويكون مكان هذا‬
‫الشخص الذي يقوم بإجراء هذه الشعائر في الوسط‪ ،‬يتلو أدعية وصالة لإللهين ديونيسوس= و”أورانيا ” ”“‬
‫‪،Urania‬حتى إذا انتهوا منها قاد الحليف حليفه إلى أهله وعشيرته إلخبارهم بذلك‪ ،‬ولإلعالن عنه‪ ،‬فيصبح‬
‫الحليف أخاً له وحليفاً‪ ،‬أمرهما واحد بالوفاء‪.‬‬
‫(تاريخ هيرودت= ص ‪ ،220‬راجع راتال في معجمنا)‬

‫أوروتال‬
‫من آلهة العرب القدماء‪ ،‬ورد اسمه في نقوش ثمود باسم راتال‪ ،‬وذكره هيرودت في تاريخه ب”أوروتال“‪،‬‬
‫وقال‪ :‬العرب يعبدون إلهين فقط هما ديونيسوس= وأورانيا‪ =،‬ويقولون إن أسلوبهم= في حالقة شعرهم بشكل‬
‫دائري‪ ،‬وحالقة الشعر في منطقة الصدغ هو محاكاة لديونيسوس وهو في لغتهم أوروتال‪ ،‬وأما أورانيا=‬
‫فهي الالت‪.‬‬
‫(تاريخ هيرودت‪ ،220 ،‬راجع راتال في معجمنا)‬

‫أوال‬
‫صنم لبكر وتغلب ابني وائل‪.‬‬
‫قال جواد علي في مفصله‪ :‬أما أوال‪ ،‬فإنه إيال‪.‬‬
‫قال الفيروز= آبادي شرح ”آل“‪ :‬وإيال صنم لبكر وتغلب‪ ،‬ومن المصدر= (آل) كلمة اإليَّ ُل‪ :‬الوعل‪ُ ،‬‬
‫واأليَّ ُل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األولُ‬
‫ِر‪ ،‬أو وعاء اللبن‪ .‬وفي= شرح ”وأل“ يقول صاحب تاج العروس‪َّ :‬‬ ‫الر ِح ِم‪ ،‬واللََّب ُن الخاث ُ‬
‫كخلَّ ٍب‪ :‬الما ُء في َّ‬
‫ُ‬
‫ووأَ َل و َوا َء َل‪َ :‬طلَ َبالنَّجاة‪.‬‬
‫أل أو َو ْوأَ ُل‪َ ،‬‬ ‫أو ٌ‬ ‫اآلخ ِر‪ ،‬أصلُ ُه ْ‬
‫ض ُّد ِ‬ ‫ِ‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،107‬المفصل ‪ ،6/282‬القاموس المحيط شرح” آل” و ” وأل”)‬

‫أوام‬
‫صنم عبده عرب الجنوب‪ ،‬وهو اسم معبد شهير لديهم أيضاً‪.‬‬
‫يقول براندن‪ :‬يعني هذا االسم ”عطش“ أو ”دخان“‪ .‬ويدخل ”أوام“ في تركيب األسماء في الجنوب‪ .‬يسأل‬
‫صاحب تاريخ ثمود المستشرق= الهولندي براندن‪ :‬هل ثمة تبادل بين اسم هذا اإلله واسم معبده؟ فمثل هذا‬
‫التبادل معروف= باللغة الثمودية؟‬
‫يقول جواد علي‪ :‬أوام معبد قديم‪ ،‬أسماه السبئيون معبد ”أوم“ ”أوام“‪ .‬وكانوا= يتقربون إليه بالهدايا‬
‫والنذور‪ ،‬التي كانت تقدّم على أن اسم رب هذا المعبد هو ”بعل أوم“‪.‬‬
‫وبحسب جواد علي فإن ”معبد أوام“ كان مخصصاً= إلله سبأ األكبر وهو ”المقه“‪ ،‬إله القبيلة القديم‪ .‬وهو‬
‫القمر ويُس ّمى= معبده اليوم ب ”محرم بلقيس“‪ ،‬ويقع على مسافة ميلين تقريباً من قرية ”مأرب“ الحديثة‪.‬‬
‫وتقع معظم ساحة المعبد وجدره وأبنيته تحت الرمال‪ .‬وقد سرق الناس أحجار السقوف وأعالي جدار‬
‫المعبد‪ ،‬الستعمالها في البناء‪ ،‬يضيف علي إنه لما زار المستشرق= ”كالسر“ المعبد ووصفه سنة ‪1888‬م‪،‬‬
‫رأى سقف المعبد‪ ،‬وأعالي سوره‪ ،‬أما اليوم فال نجد من آثار السقف وأعالي الجدران شيئاً‪ ،‬بسبب سرقة‬
‫األحجار‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،116‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)45-8/44‬‬

‫إيل‬
‫ال كما ورد مقروناً باسم اإلله ”عثتر“‪.‬‬
‫من آلهة العرب الجنوبيين‪ ،‬وذكر اسمه مستق ً‬
‫عز ّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫منسوب إلى اهلل ّ‬
‫ٌ‬ ‫كل اسم كان فيه ُ‬
‫إيل فهو‬ ‫وعن ابن دريد في االشتقاق‪ ،‬قال قو ٌم من أهل اللغة‪ُّ :‬‬
‫ونحوه‪.‬‬
‫يل ِ‬ ‫مثل ُش َر ْح ِب َ‬

‫وفي تاريخ ثمود يقول المستشرق= الهولندي= براندن‪ :‬هناك شبه اتفاق بين العلماء أن ”إل“ و”إيل “ال يقصد‬
‫به إلهاً معيناً‪ ،‬رغم وروده في األسماء المركبة‪ .‬وكما تعبر لفظة ”إله“ عندنا اليوم عن اسم الجاللة دون‬
‫ذكر اسمه‪ ،‬فإن كلمة ”إيل“ كانت كذلك عند بقية الساميين األقدمين بمعنى ”رب“ و”إله“ و”بعل“‪ ،‬وال‬
‫يفسرونها= عادة بمعنى ”القدير“‬
‫يعرف العلماء معنى لفظة ”أل“ و”أيل“ على وجه علمي دقيق‪ ،‬ولكنهم ّ‬
‫و”الحاكم“‪ ،‬وهذا يعني أن ”أل“ نعت من نعوت اآللهة‪.‬‬
‫وعن المستشرق ستاركي ينقل براندن‪ ،‬أن ”إيل“ اسم جماعي ويعبر في األصل عن فكرة القبيلة‪ ،‬ويبدو= من‬
‫مظهر الجذر الذي اشتقت منه كلمة ”إيل“ وهو ”أول“‪ ،‬أن ”أيل“ يعبر عن القوة والقدرة‪ .‬فكلمة أيل التي‬
‫تعني تيساً وشجرة قوية وعموداً‪ّ ،‬‬
‫تدل على القوة والقدرة‪ ،‬وكلمة ”آل“ أي قبيلة تشير أيضاً إلى هذا المعنى‪.‬‬
‫ومن أسماء ونعوت اآللهة عند اللحيانيين التي سبق وذكرناها= عند حديثنا عن اإلله ”أل“ وجدت األسماء‬
‫المركبة التالية‪” :‬كبر إيل“‪ ،‬و”متع إيل“ و”ذرح إيل“ و”عذر إيل“ و”جرم إيل“ و”غزال إيل“ و”عم‬
‫إيل“ و”إيس إيل“ و”سعد إيل“ و”يمسك إيل“‪.‬‬
‫وإيل يبرز اسمه واضحاً في أسماء عظماء المالئكة في الديانات التوحيدية‪ ،‬وهم على ما يقول النويري‪:‬‬
‫جبريل وله أوكلت مهمة الجنود والرياح‪ ،‬وميكائيل على ال َقطر والنبات‪ ،‬وعزرائيل على قبض األرواح‪،‬‬
‫وإسرافيل= يبلغهم ما يؤمرون به وهو أقربهم= هلل تعالى منزلة‪ .‬ومما وصل من أسماء قوم ثمود كان اسم‬
‫”عذرال“ أو ”عذرايل“‪.‬‬
‫واللفظة الثانية في االسم ”إل وإيل“ هي واإلله ”إيل وإيلو“ وهو من اآللهة السامية القديمة‪ ،‬حسب جواد‬
‫علي‪.‬‬
‫واإليل‪ :‬في لغة العرب هو الوعل‪.‬‬
‫واألرجح أن هناك عالقة بين اسم إيل واالسم العربي الشهير= ”وائل“ ففي الكتابات الالتينية تلفظ ”وعل“‬
‫”وئل“ وورد في الكتابات الصفوية قبيلة اسمها ”وعل“ أو ”ويل“ أو ”وائل“ كما يشير جواد علي في‬
‫مفصله‪ .‬ونرجح أن اسم ”وائل“ هو ”نداء استغاثة لإلله ”و إيل“‪ ،‬تماماً مثلما يقول أهل الساحل السوري‬
‫إلى اليوم ”أيليه“ عند االستغراب= أو التعجب‪ ،‬وهي تعني ”يا إلهي“‪.‬‬
‫وقد عثر في نصوص ثمود على سادن اسمه ”إيلياء“ ”إيلية“‪ .‬ويظهر= أنه كان من اآللهة العربية العتيقة‪،‬‬
‫ثم عفى أثره من الذاكرة‪ ،‬فلم يرد اسمه مع األصنام التي كان يعبدها الجاهليون قبيل اإلسالم‪.‬‬
‫(االشتقاق= ابن دريد ‪ ،2/301‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪-1/331 =،319- 322-6/304‬‬
‫‪ ،3/148 =،332‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،1/30‬تاريخ ثمود ‪ ،96‬لسان العرب ” إل”‪ ،‬راجع حديثنا=‬
‫عن ” إيلي”)‬

‫إيالف‬
‫هو الميثاق= والعهد المقدس وإله القوافل والتجار‪ ،‬واعتقادنا أن من اشتهروا= في المرويات العربية‬
‫ب”أصحاب اإليالف“ وهم األخوة األربعة بنو عبد مناف‪ :‬هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل‪ ،‬كانوا‬
‫”السدنة الموكلة إليهم ”حماية الميثاق أو العهد المقدس“‪ .‬وهؤالء األربعة هم الذين يشرفون على تهيئة‬
‫وتجهيز القوافل في رحلتي الصيف والشتاء وتأمين حمايتها برعاية ”اإليالف“‪.‬‬
‫وهذا يذكرنا بالميثاق والعهد بين الرب وبني إسرائيل الذي قامت عليه الديانة اليهودية‪ ،‬وقام= النبي موسى‬
‫بحفظه في تابوت العهد‪.‬‬
‫قال جواد علي في المفصل‪ :‬عرف اإلله ”أبو إيالف“ ”أيلف“ ”إيالف“ بأنه إله القوافل والتجار وأرباب‬
‫القوافل كذلك‪ .‬وكان أصحاب القوافل يقدمون إلى آلهتهم النذور والقرابين بعد انتهاء رحلتهم‪ِ ،‬براً بنذرهم‪،‬‬
‫تستمر في حمايتها= لهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتقرًابّ إليها كي‬
‫وفي موضع آخر يقول صاحب المفصل‪ :‬اإلله ”أب ألف“ ”أبو إيالف“ من اآللهة التي كان واجبها حماية‬
‫القبور‪ .‬وقد رمز عن ”أبي إيالف“ بصورة أسد يوضع عند جانب القبر ليحميه‪.‬‬
‫ِك‬
‫هاش ٌم مِن َمل ِ‬ ‫أخ َذها ِ‬ ‫وأو ُل َم ْن َ‬
‫بالخفارةِ‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اإل َ‬
‫جاز ِة‬ ‫وش ْب ُه ِ‬ ‫يالف في التَّ ْن ِ‬
‫زيل‪ :‬ال َع ْهدُ‪ِ ،‬‬ ‫اإل ُ‬‫قال ابن منظور‪ِ :‬‬
‫ون من‬ ‫والناس يُ َت َخ َّط ُف َ‬
‫ُ‬ ‫وص ْيفاً‪،‬‬
‫ِهم= ِشتا ًء َ‬ ‫تياز ِهم و َتن َُّقالت ِ‬
‫ِنين في ا ْم ِ‬ ‫الح َر ِم‪ ،‬آم َ‬
‫ان َ‬‫الشام‪ ،‬و َتأويلُ ُه‪ :‬أنَّ ُهم كانوا ُس َّك َ‬ ‫ِ‬
‫أحدٌ‪ ،‬قال‪ :‬وكانوا= ُي َؤلُِّفون‬ ‫ُْ َ‬‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ت‬‫َ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫َ َِ‬ ‫ح‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أه‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َح‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬‫ٌ‬ ‫عار‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ََ ُ‬‫ض‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫فإذا‬ ‫م‪،‬‬ ‫ِه‬
‫َح ْول ِ‬
‫ال من‬ ‫يرين‪ ،‬فأَما هاشم فإنه أَخذ َح ْب ً‬ ‫بعضه بعضاً‪ ،‬يُ ِجيرون قريشاً= ب ِم َي ِر ِهم وكانوا= يُ َس َّم ْو َن ال ُم ِج َ‬ ‫وار يُ ْت ِب ُعون َ‬ ‫الج َ‬‫ِ‬
‫ً‬
‫ِسرى ”فارس“‪ ،‬وأخذ عبد شمس حبال من النجاشي ”الحبشة“‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫َوفل َح ْبال من ك ْ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ملك الروم ”الشام“‪ ،‬وأخذ ن ْ‬
‫َ‬
‫ناح َي ِة َس َف ِر ِه أ َماناً لَ ُه‪.‬‬
‫ِك ِ‬‫من َمل ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫أخ َذ َح ْب ً‬ ‫أخ منهم َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫وأَخذ المطلب حب ً‬
‫وكان كل ٍ‬ ‫ال من ملوك ِح ْمير ”اليمن“‪،‬‬
‫واإليالف‪ :‬من يُ ْؤلِ ُفون‬‫ُ‬ ‫ضلَ ُهم‪.‬‬‫اإل ْخ َوةِ‪َ ،‬فال يُ َت َع َّر ُ‬ ‫بال هؤالء ِ‬ ‫األمصار ِب ِح ِ‬
‫ِ‬ ‫ون إلى هذه‬ ‫ش َي ْخ َتل ُف َ‬‫ار ُقر ْي ٍ=‬
‫وكان تُ َّج ُ‬
‫أَي يُ َهيِّئُ َ‬
‫ون ويُ َج ِّه ُزون‪.‬واحترام= العرب لعهودهم ومواثيقهم= لدرجة التقديس ذاع صيته بين األمم لدرجة أن‬
‫هيرودت أبو التاريخ اليوناني قال إن العرب ”يحافظون على العهود والمواثيق= محافظة شديدة‪ ،‬ال‬
‫يشاركهم= في ذلك أحد من األمم‪ ،‬ولها قداسة خاصة عندهم‪ ،‬حتى تكاد تكون من األمور الدينية المقدسة“‪.‬‬
‫(المفصل لجواد علي ‪ ،4/379 =،6/318 =،7/321‬تاريخ هيرودت ‪ ،220‬القاموس المحيط ” األلف”‪،‬‬
‫لسان العرب ” ألف” وفي كتب السيرة)‬

‫إيلي‪/‬إيليا‬
‫إيلي في اللغة اآلرامية تعني ”إلهي“‪ ،‬وكان من اآللهة العربية العتيقة‪ ،‬ثم عفا أثره من الذاكرة‪ ،‬كما يعتقد‬
‫جواد علي في مفصله‪ .‬وقد= عثر في نصوص ثمود على سادن اسمه ”إيلياء“ ”إيلية“‪.‬‬
‫وجاء في اإلنجيل المقدس أن السيد المسيح عليه السالم نطق اسم ”إيلي“ قبيل موته إذ صرخ موجهاً نظره‬
‫لهي‪ ،‬لِ َما َذا َت َر ْك َتنِي؟‬ ‫ال باآلرامية‪” :‬إِيلِي‪ ،‬إِيلِي‪ ،‬لِ َما َش َب ْق َتنِي؟“‪ ،‬أَ ْي‪ :‬إِ ِ‬
‫لهي‪ ،‬إِ ِ‬ ‫للسماء وهو على الصليب قائ ً‬

‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،1/331‬إنجيل متى ‪)46 : 27‬‬


‫حرف الباء‬

‫اجر‬
‫َب َ‬
‫باجر بكسر الجيم‪ ،‬حسب ابن دريد‪ ،‬وهو صنم كان لألزد في الجاهلية‪ ،‬ومن‬ ‫باجر بفتح الجيم‪ ،‬وربما= قالوا= ِ‬
‫جاورهم من طي وقضاعة‪ .‬كانوا يعبدونه‪ .‬وفي= نهاية األرب‪ :‬كان سادنه مازن الطائي‪ ،‬وهو مازن بن‬
‫الغضوبة‪ ،‬قال‪ :‬ومازن هو الذي أقطعه رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم أرض ُعمان‪.‬‬
‫قال ابن منظور‪ :‬وفي حديث مازن‪ :‬كان لهم صنم في الجاهلية يُقال له باجر‪ ،‬تُكسر جيمه وتفتح‪ ،‬ويروى‬
‫بالحاء المهملة‪ ،‬وكان في َ‬
‫األزد‪.‬‬
‫وقد اختلف الرواة في اسم الصنم رغم أنهم حافظوا على سياق قصة إسالم مازن بتفاصيلها‪ ،‬فمنهم من‬
‫س ّمى الصنم باحر ومنهم من سماه بادر‪( ،‬راجع حديثنا عن باحر وبادر)‪.‬‬
‫وهناك أسطورة ارتبطت بهذا الصنم‪ ،‬وهي تشبه في إطارها العام كثيراً من األساطير= اإلسالمية التي‬
‫تتحدث عن هواتف خرجت من األصنام تبشر بمجيء الرسول محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬يقول النويري=‬
‫عن البيهقي في دالئل النبوة‪ :‬كان مازن الطائي بأرض عمان بقرية تدعى سمايل‪ ،‬وكان يسدن األصنام‬
‫ألهله‪ ،‬وكان له صنم يقال له باجر‪ ،‬قال مازن‪ :‬فعترت ذات يوم عنده عتيرة‪ ،‬وهي الذبيحة‪ ،‬فسمعنا صوتاً‬
‫إلي أقبل‪ ،‬تسمع ما ال ُيجهل‪ ،‬هذا نبي مرسل‪ ،‬جاء ٍّ‬
‫بحق ُمنزل‪ ،‬فآمن به كي تُعدل‪،‬‬ ‫من الصنم يقول‪” :‬أقبل َّ‬
‫عن َح ِّر نار تُشعل‪ ،‬وقودها بالجندل“‪.‬‬
‫قال مازن‪ :‬فقلت واهلل إن هذا لعجب‪ ،‬وإنه لخير يُراد بي‪ ،‬ثم عترت بعد عشرة أيام عتيرة أخرى‪ ،‬فسمعت‬
‫صوتاً آخر أبين من األول‪ ،‬وهو يقول‪” :‬يا مازن اسمع تُ َسر‪ ،‬ظهر خير‪ ،‬و َب َط َن شر‪ ،‬بعث نبي من ُمضر‪،‬‬
‫لخير‬ ‫بدين اهلل ال ُك َبر‪ ،‬فدع نحيتاً من حجر‪ ،‬تسلم من َح ٍّر َس َقر“‪ .‬قال مازن‪ :‬فقلت‪ :‬إن هذا واهلل َ‬
‫لعجب‪ ،‬إنه َ‬
‫يُراد بي‪ ،‬وقدم= إلينا رجل من أهل الحجاز قلنا‪ :‬ما الخبر وراءك؟ قال‪ :‬ظهر رجل يقال له أحمد‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫هذا واهلل نبأُ ما سمعت‪ ،،‬فسرت إلى الصنم فكسرته ُجذاذاً‪ ،‬وركبت راحلتي ورحلت‪ ،‬حتى أتيت رسول اهلل‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فشرح لي اإلسالم فأسلمت‪ ،‬وأنشأت أقول‪:‬‬
‫اجر أجذاذاً وكان‬
‫كسرت ِب ِ‬
‫َّ‬
‫لنا‬
‫ضً‬
‫ال‬ ‫ربَّاً نُطيف به ُ‬
‫ب َتضالل‬

‫بالهاشمي هدانا من‬


‫ضاللتنا‬

‫ولم يكن دينه منّي على‬


‫بال‬
‫يا راكباً بلِّغا عمراً‬
‫وإخوتها‬

‫أني لمن قال ربي َبادِر‬


‫قال‬
‫ِ‬

‫قال مازن‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل إني مولع بالطرب‪ ،‬وبشرب= الخمر‪ ،‬وبال َهلُوك من النساء‪َّ ،‬‬
‫وألحت علينا‬
‫السنون‪ ،‬فذهبن باألموال‪ ،‬وأهزان الذراري= والرجال‪ ،‬وليس لي ولد‪ ،‬فادع اهلل أن يذهب عني ما أجد‬ ‫ِّ‬
‫ويأتيني بالحيا‪ ،‬ويهب لي ولداً‪ .‬فقال النبي صلى اهلل عليه و سلم‪”:‬اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن‪،‬‬
‫وبالحرام= الحالل‪ ،‬و بالخمر ريَّاً ال إثم فيه‪ ،‬وبالعهر= عفة ال َفرج‪ ،‬وائته بالحيا‪ ،‬وهب له ولداً“‪.‬‬
‫قال مازن ‪ :‬فأذهب اهلل عني ما كنت أجد‪ ،‬وتعلمت شطر القرآن‪ ،‬وحججت حججاً‪ ،‬وأخصبت ُعمان‪،‬‬
‫وتزوجت أربع حرائر‪ ،‬ووهب اهلل لي حيان بن مازن‪ ،‬وأنشدت أقول‪:‬‬
‫تجوب الفيافي من عمان إلى‬ ‫إليك رسول اهلل خبت مطيتي=‬
‫ال َعرج‬

‫فيغفر لي ربي وأرجع بال ُفلج‬ ‫لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى‬

‫فال رأيهم رأيي وال َش ُ‬


‫رجهم‬ ‫إلى معشر خالفت في اهلل دينهم‬
‫َشرجي‬

‫شبابي حتى آذن الجسم بالنهج‬ ‫وكنت امرءاً بال ُعهر والخمر مولعا‬

‫وبال ُعهر إحصاناً َ‬


‫وح ّ‬
‫صن لي‬ ‫فبدّلني بالخمر خوفاً وخشية‬
‫فرجي‬

‫فلله ما صومي= وهلل ما حجي‬ ‫فأصبحت همي في الجهاد ونيتي‬

‫قال مازن‪ :‬فلما رجعت إلى قومي= أ ّنبوني= وشتموني‪ ،‬وأمروا= شاعرهم فهجاني‪ ،‬فقلت‪ :‬إن هجوتهم فإنما‬
‫أهجو نفسي‪ ،‬فتركتهم‪ =،‬قال‪ :‬ثم إن القوم ندموا‪ ،‬وكنت القيّم بأمورهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما عسى أن نصنع به‪ ،‬فجاءني‬
‫منهم أزفلة عظيمة فقالوا‪ :‬يا بن ع ّم‪ِ ،‬ع ْبنا عليك أمراً فنهيناك= عنه‪ ،‬فإذا أبيت فنحن تاركوك‪ ،‬ارجع معنا‬
‫فرجعت معهم‪ ،‬فأسلموا بعد كلهم‪.‬‬
‫(األصنام ‪ ،63‬يقول محقق الكتاب إن هذا الصنم وجده في ذيل في آخر النسخة التي اعتمدها في الطبع‪،‬‬
‫تاج العروس ” ب ج ر”‪ ,‬لسان العرب شرح ” بجر”‪ ،‬راجع ” باحر” و ” بادر” في معجمنا‪ ،‬الروض‬
‫المعطار ‪ ،326‬نهاية األرب في فنون األدب للنويري ‪. )119-16/118‬‬

‫باحر‬
‫َ‬
‫بفتح الحاء‪ ،‬كان صنماً لألزد‪ ،‬ويروى= بالجيم‪ ،‬ويأتي في مرويات= عربية باسم باحر وفي أخرى باسم باجر‬
‫كما ذكرنا سابقاً‪.‬‬
‫وباحر= من البحر‪ :‬الماء الكثير‪ ،‬ملحاً كان أو عذباً‪ ،‬وهو خالف البر‪ُ ،‬س ّمي بذلك لعمقه واتساعه‪ ،‬بحرت‬
‫البعير‪ :‬شققت أذنه شقاً واسعاً‪ ،‬ومنه‪ :‬البحيرة وس ّموا كل متوسع= في شيء‪ ،‬فالرجل= متوسع في علمه‪ ،‬ومنه‬
‫الر ِح ِم‪ ،‬وقال ابن األعرابي‪ :‬يقال‪ :‬أحمر قانئ‪.‬‬
‫اسم الراهب َبحيرة‪ ،‬والباحر‪ :‬الدم الخالص الحمرة‪ ،‬وهو َد ُم َّ‬
‫وفي المحكم‪ :‬ودم= باحر وبحراني‪ ،‬خالص الحمرة من دم الجوف‪ ،‬قال ابن األثير دم بحراني‪ :‬شديد الحمرة‪،‬‬
‫ويستمر بها الدم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كأنه قد نسب إلى البحر وهو اسم قعر الرحم‪ ،‬وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض‬
‫َتعن الصالة‪.‬‬ ‫راني َق َعد ْ‬ ‫فقال‪ :‬تصلي وتتوضأُ= لكل صالة‪ِ ،‬فإذا رأَ ِت َّ‬
‫الد َم ال َب ْح َّ‬
‫(لسان العرب ” بحر” القاموس المحيط ” البحر”‪ ،‬تاج العروس ب ح ر‪ ،‬راجع ” باجر” و ” بادر” في‬
‫معجمنا) ‪.‬‬

‫َبادِر‬
‫بسمال قرية بعمان‪ ،‬وكان سادنه مازن بن الغ ُ‬
‫َضوبة بن غراب‬ ‫وهو صنم لألزد‪ ،‬قال ابن سيد الناس‪ :‬كان َّ‬
‫بن بشر الطائي‪.‬‬
‫السيّد‪.‬‬
‫و َبادِر من أسماء القمر‪ ،‬وهو َّ‬
‫واألسطورة ذاتها التي نقلناها عن النويري= خالل حديثنا عن الصنم باجر ترد في عيون األثر البن سيد‬
‫ولكن يذكر اسم الصنم بادر‪ ،‬وفي مرويات أخرى ”باحر“‪.‬‬
‫النساخ‪.‬‬
‫وربما= كان سبب ذلك اللغط كله هو من أخطاء ّ‬
‫(عيون األثر ‪ ،1/154‬الروض المعطار= لمحمد الحميري ‪ ،326‬معجم أسماء األشياء‪ ،‬ألحمد بن مصطفى‬
‫الدمشقي ص ‪ ،38‬القاموس المحيط ” بدر”‪ ،‬غريب الحديث للخطابي ‪ 1/477‬طبعة جامعة أم القرى‪،‬‬
‫راجع ” باجر” و ” باحر في معجمنا)‬

‫ال َب ّجة‬
‫الس َّجة وال َب ّجة“ أن ال َب ّجة‪ ،‬الفصيد‬
‫صنم كان يُعبد دون اهلل‪ ،‬وقيل في تفسير الحديث‪” :‬إن اهلل أراحكم من َّ‬
‫البج ألن الفاصد يشق العِرق‪ ،‬قال ابن منظور‪ :‬كان أَهل‬ ‫الذي كانت العرب تأكله في األزمة‪ ،‬وهي من ّ‬
‫الجاهلية َي َت َبلَّ ُغون بها في المجاعات‪.‬‬
‫(قال أحمد زكي محقق األصنام‪ :‬ورد هذ الصنم‪ ،‬في أسفل الطرة بخط آخر‪ ،‬ويظهر= أنها مضافة على‬
‫سج”‬
‫كتاب األصنام‪ ،‬ثم ذكره في الملحق الذي وضعه لكتاب األصنام ص ‪ ،107‬تاج العروس= شرح ” َّ‬
‫وفي اللسان شرح ” سجج” ونهاية ابن األثير)‬

‫برق‬
‫من آلهة ثمود يعني هذا االسم ”الصاعقة“‪ .‬وطلب منه الثموديون في أدعيتهم أن يجعل العدو رحيماً‪.‬‬
‫وذكر اسمه في األسماء المركبة الثمودية‪ ،‬وتحديداً في اسمي العلم‪” :‬برق إيل“ و”ذو برق“‪ .‬ويتطابق هذا‬
‫اإلله مع إله الصاعقة بعل شمسين في الديانة التدمرية‪.‬‬
‫وهو إله نجمي‪ ،‬كما يقول براندن‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)117‬‬
‫س‬
‫بُ ّ‬
‫هو البيت الذي كانت تعبُده بنو غطفان‪ .‬وروي عن ابن عباس أنَّه قال‪َّ :‬‬
‫حج ظالم بن أسعد بن ربيعة بن مالك‬
‫بن ُم َّرة بن عوف بن سعد بن ذبيان‪ ،‬فرأى= قريشاً= يطوفون حول البيت ويس َعون بين الصفا والمروة‪ ،‬فمسح‬
‫البيت برجله عرضه وطوله‪ ،‬ثم أخذ حجراً من الصفا وحجراً من المروة‪ ،‬ثم رجع إلى قومه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫معشر غطفان؛ لقريش بيت يطوفون حوله والصفا والمروة‪ ،‬وليس لكم شيء‪ .‬فبنى بيتاً على قدر البيت‪،‬‬
‫ووضع الحجرين‪ ،‬فقال‪ :‬هذا الصفا وهذا المروة‪ ،‬وس ّمى البيت بُساً‪ ،‬فاجتزأوا بذلك عن الحج وعن الصفا‬
‫والمروة‪ .‬فأغار زهير بن جناب الكلبي‪ ،‬فقتل ظالماً وهدم بناءه‪.‬‬
‫(العباب الزاخر‪ ،‬لسان العرب شرح ” بسس”‪ ،‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،107‬راجع ” ال ُع َّزى”‬
‫في معجمنا)‬

‫بشر‬
‫إله حضرموتي في اليمن‪ ،‬ورد اسمه في نص قديم كالتالي‪ “:‬الهمو بشر“‪ ،‬أي إلههم ”بشر“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/482‬‬

‫بعدن‪/‬ذات بعدن‬
‫آلهة أنثى من آلهة اليمن القديم‪ ،‬ورد ذكرها في نصوص المسند‪ ،‬كانت تسمى بعدن‪/‬ذات بعدن ”ذات‬
‫البعد“‪ .‬وكانت تقدم لها الدعوات‪ ،‬وجاء في كتابة مدونة على أطراف إناء ثمين جداً أن ”عشيرة رمس‬
‫اليمينة والتي ذكرها الهمداني اسم رمسين“ قدمت نذراً إلى اآللهة ”ذات بعدان“ أي الشمس‪.‬‬
‫وبرأي= بعض الباحثين فإن ”المعبود شمس لم يظهر اسمها في النقوش إال بعد القرن األول قبل الميالد‪ ،‬أما‬
‫قبل ذلك فهي حينما ترد في النقوش فإنها= تذ ّكر بألقابها ”ذات حميم‪ ،‬ذات بعدان‪ ..‬إلخ“‪.‬‬
‫وقد ورد اسم هذه اآللهة في نص دونه قِيل من أقيال ”غيمان“ على تمثال قدمه إلى اإلله ”المقه“ وجاء في‬
‫النص أنه قدمه ”بحق المقه وبحق اآللهة عثتر ذي ذبن‪ ،‬وبحر حطبم‪ ،‬وهوبس‪ ،‬وثو= بعلم‪ ،‬وبالمقه مسكت‪،‬‬
‫ويثو برآن‪ ،‬وذات حميم‪ ،‬وذات بعدن‪ ،‬وبحاميهم وشفيعهم= حجرم قمحمم= بعل حصني تنع“‪ .‬أما التقدمة فقد‬
‫كانت حمداً وشكراً على إنعام اإلله ”المقه“ عليه وعلى جيش وأقيال الملك ”كرب إيل وتر بهنعم“‪ ،‬ألنه َم َّن‬
‫من عليه وعلى قومه في‬ ‫ً‬
‫وغلة وافرة وأثماراً كثيرة‪ ،‬وطلب منه فيها أيضاً أن َي َّ‬ ‫ال طيباً‬
‫عليه وأعطاه حاص ً‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫إب من‬
‫ويذكر= الهمداني أن بعدان مخالف جميل من مخاليف اليمن قرب جبل ريمان المطل على مدينة ّ‬
‫شرقها‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،414-2/339 ،3/333‬صفة جزيرة العرب ‪ ،141‬من تدمر إلى‬
‫جوف اليمن‪ :‬نقش عربي جنوبي= أصحابه من تدمر ص ‪)26‬‬

‫برن‪/‬ذت برن‬
‫وهو من اآللهة التي وجدت في نصوص المسند‪.‬‬
‫وقد ورد اسمها في نص التقدمة التي ذكرناها أعاله عند الحديث عن اآللهة ”ذات بعدن“‪.‬‬
‫وبران بلدة عامرة في اليمن ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب‪ ،‬تقع في وادي المنبج من بلد همدان‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/333‬صفة جزيرة العرب ‪)217 ،162‬‬

‫بغ‬
‫الباغ صنم‪ ،‬وهو البستان في الفارسية‪ ،‬ومنه أخذت ”بغداد“ اسمها كما تقول بعض الروايات‪ ،‬وداد اسم‬
‫رجل أو اسم صنم أيضاً‪ ،‬وبذلك يكون معنى االسم ”بستان الصنم“ أو هو اسم لصنمين متحدين هما ”بغ و‬
‫داد“‪.‬‬
‫بح َمى األصنام= وحرمها‪ ،‬وأما المعنى الثاني فيذكرنا= بأصنام=‬
‫يذكرنا المعنى األول لالسم ”بستان الصنم“ ِ‬
‫الحب المتحدة مثل ”إساف ونائلة“‪.‬‬
‫ُ‬
‫خصي من المشرق إلى ملك الفرس كسرى‪ ،‬في ما ذكر ياقوت‪ ،‬فأقطعه‬ ‫ّ‬ ‫وقيل إن ”بغ“ اسم للصنم أهداه‬
‫الخصي من عباد األصنام= ببلده‪ ،‬فقال‪” :‬بغ دادي“ أي الصنم أعطاني‪ ،‬وقيل‪” :‬بغ“‬
‫ّ‬ ‫كسرى بستان‪ ،‬وكان‬
‫هو البستان ”وداد“ أعطى‪.‬‬
‫(معجم البلدان ‪) 1/456‬‬

‫بغاء‬
‫تفرد في ذكره الزبيدي في تاج العروس‪.‬‬
‫صنم لقوم عاد ّ‬
‫وهذا الصنم هو جزء من ثالوث مقدس يتألف من ”صمود وصداء وبغاء“ يدلنا على ذلك شعر قاله يزيد بن‬
‫سعد وكان ممن آمن بهود عليه السالم‪:‬‬
‫عصت عاد رسولهم=‬
‫فأمسوا‬

‫تبلّهم‬ ‫ما‬ ‫عطاشاً‬


‫السماء‬

‫لهم صنم يقال له صمود=‬

‫يقابله صداء والبغاء‬

‫وإن إله هود هو إلهي‬

‫على اهلل التوكل‬


‫والرجاء‬

‫لكن الطبري= يذكر هذا الشعر ويورد فيه اسم الصنم ”هباء“ وليس ”بغاء“‪.‬والمعروف= أن البغاء والزنا كان‬
‫من سنن العرب القدماء‪ ،‬ومن أبرز األمثلة على ممارسة هذا الطقس في الكعبة قصة ”إساف ونائلة“‪،‬‬
‫يقول الطبري‪ :‬كان الرجل من جرهم إذا لم يجد مكاناً يزني فيه دخل الكعبة فزنى‪ ،‬فزعموا أن إسافا بغى‬
‫ّ‬
‫يستحل حرمتها‬ ‫بنائلة في جوف الكعبة‪ ،‬فمسخا حجرين‪ ،‬وكانت مكة في الجاهلية ال ظلم وال بغي فيها‪ ،‬وال‬
‫ملك إال هلك مكانه‪ ،‬فكانت تسمى الناسة‪ ،‬وتسمى بكة‪ ،‬تبك أعناق البغايا إذا بغوا فيها والجبابرة‪.‬‬
‫وفي هذا إشارة واضحة من الطبري= على وجود البغايا في الكعبة‪ ،‬والبغايا= عرفوا في ديانات الشرق القديم‬
‫بوصفهم ”بغايا المعبد المقدسات“‪ .‬وحتى= اسم إساف في رواية األزرقي كان ”إساف بن بغاء“ وكذلك في‬
‫الروض اآلنف‪ .‬وهو بهذا المعنى ابن ”بغي المعبد“‪.‬‬
‫وقد واجه الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم صعوبة في إقناع أهل ثقيف باإلسالم‪ ،‬وقد خاض علي ابن أبي‬
‫يصرون= خاللها على أن يترك لهم‬
‫ّ‬ ‫طالب معهم مفاوضات كثيرة ليقنعهم بدخول اإلسالم‪ ،‬لكنهم كانوا‬
‫”الزنا‪/‬البغاء والخمر“‪ .‬ونجد اسم ”بغ“ إلى اليوم في العاصمة العراقية ”بغداد“‪.‬‬
‫(تاج العروس ص م د‪ 8/298 ،‬الطبعة الثانية وزارة اإلرشاد= في الكويت‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،1/456‬تاريخ‬
‫الطبري ‪ ،305‬األزرقي= ‪ ،150-1/189‬الروض اآلنف ‪ ،1/354‬راجع ” هباء” في معجمنا)‬

‫البقر‬
‫صنم على صورة ثور‪ ،‬انتشرت عبادته في همدان‪.‬‬
‫عرف= بميزاب تِهامة‬
‫وبنو ”عبد البقر“‪ ،‬بطن من العرب‪ ،‬ذكر الهمداني أنهم سكنوا وادي مور= الذي يُ َ‬
‫األعظم‪.‬‬
‫قال الهمداني في إكليله‪ :‬إن عبداً (بنو عبد) ابتقروا من بطون همدان جانباً‪ ،‬هم وبنو= عبد إل‪ ،‬وبنو سبع بن‬
‫زيد بن أوسلة‪ ،‬وبنو عبد بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم‪ ،‬فس ّموا= عبد البقر‪ .‬ويقال‪ :‬إنهم اجتمعوا على‬
‫عبادة صنم لهم في صورة ثور‪.‬‬
‫ونظرت العرب إلى البقر كحيوانات مقدسة يستسقى بها المطر والخصب وقد س ّمت العرب العيال‪ :‬البقر‪،‬‬
‫السلعة وال ُع َش َر‪ ،‬في أذناب البقر وأشعلوا= فيه‬
‫قال ابن منظور‪ :‬كانت العرب في الجاهلية إذا استسقوا= جعلو َّ‬
‫فتضج البقر من ذلك ويمطرون‪ .‬وأهل اليمن يسمون ال َب َقر‪ :‬با ُقورة‪ ،‬والباقر هم جماعة البقر مع‬ ‫ّ‬ ‫النار‬
‫رعاتها‪.‬‬
‫والب ّقارة من القبائل العربية المعروفة في بادية الشام‪ ،‬وذو بقر‪ :‬موضع‪.‬‬
‫وأصل البقر‪ :‬الشق والفتح والتوسعة‪.‬‬
‫(صفة جزيرة العرب ‪ ،134‬اإلكليل للهمداني فصل نسب همدان بنو عمرو بن همدان‪ ،‬لسان العرب ”‬
‫بقر”)‬

‫َب ْعل‬
‫الرب‪ ،‬و َب ْع ٌل‪ :‬اسم صنم كان من ذهب لقوم إلياس عليه السالم‪ ،‬ويؤيده‪ ،‬فيما يقول‬ ‫ال َب ْعل بلغة أهل اليمن ّ‬
‫ون‬ ‫ون أََتد ُ‬
‫ْع َ‬ ‫ال لِ َق ْو ِم ِه أَاَل َتتَّ ُق َ‬ ‫ِن ْال ُم ْر َسل َ‬
‫ِين إِ ْذ َق َ‬ ‫صاحب التاج‪ ،‬قوله تعالى الصافات ‪َ { :125-123‬وإِ َّن إِْل َي َ‬
‫اس لَم َ‬
‫ِين}‪ ،‬وفي رواية أخرى‪ :‬كان صنماً لقوم يونس عليه السالم‪.‬‬ ‫ون أَ ْح َس َن ْال َخالِق َ‬
‫َب ْعاًل َو َت َذ ُر َ‬
‫وقد َس ّمى العرب مبعودهم الذي يتقربون به إلى اهلل بع ً‬
‫ال العتقادهم االستعالء فيه‪.‬‬
‫فسميت المدينة‬ ‫ويعني البعل بلغة اليمن كما يقول الحميري‪ :‬الرب‪ ،‬وكان ألهل بعلبك صنم يُدعى بع ً‬
‫ال‪ُّ ،‬‬
‫ال‪ ،‬واسم الموضع= بك“‪.‬‬‫بعبادة أهلها بع ً‬

‫وفي= نصوص المسند ورد اسم ”بعل“ و”بعلت“ من بين آلهة العرب القدماء‪ ،‬وورد= في مجمع آلهة تدمر‬
‫حيث ذكر مع أسماء آلهة مركبة ”يرح بعل‪ /‬يرح بل“ ”عجل بعل‪/‬عجل بل‪/‬عجل بول“ و”ملك‪/‬بل“ ملك‬
‫بعل“‪.‬‬
‫َخ ٍل َ‬
‫وش َج ٍ=ر‬ ‫مرة واحدة في السنة‪ُّ ،‬‬
‫وكل ن ْ‬ ‫األرض المرتفعة التي ال يصيبها مطر إِال ّ‬ ‫وال َب ْع ُل في لغة العرب‪َ :‬‬
‫عل المرأَة‪ ،‬ويقال للمرأَة‪ :‬هي َب ْعلُه‬
‫وز ْرع ال يُ ْس َقى‪ ،‬أو ما َس َق ْت ُه السما ُء‪ .‬وال َب ْعل الزوج‪ ،‬ويقال للرجل‪ :‬هو َب ُ‬
‫َ ٍ‬
‫وز ْوجة‪( .‬تذ ّكر وتؤنّث هي زوج فالن أو زوجته)‪،‬‬ ‫األنثى َب ْعل و َب ْعلة مثل َز ْوج َ‬‫و َب ْعلَتُه‪ .‬قال ابن منظور‪ُ :‬‬
‫وس ْين‪.‬‬ ‫تقول العرب‪َ :‬ت َب َّعلَت له‪ :‬تز ّي ْ‪.‬‬
‫نت وال ِبعال‪ :‬حديث ال َع ُر َ‬
‫والتَّباعل وال ِبعال‪ :‬مالعبة المر ِء أَهلَه‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ِبعال النكاح؛ ومنه الحديث في أَيام التشريق‪ :‬إِنها أَيام أَكل‬
‫باشرة‪.‬‬ ‫باعلة‪ :‬ال ُم َ‬
‫وشرب و ِبعال‪ .‬وال ُم َ‬
‫قال الحطيئة‪:‬‬
‫ذات َب ْع ٍل َت َر ْك َت َها‬
‫ان ِ‬‫ص ٍ‬
‫وكم مِن َح َ‬

‫إذا اللّ ْي ُل أَد َ‬


‫ْجى لَ ْم َت ِج ْد َم ْن تُ َباعلُ ْه‬

‫واضح من التسميات السابقة أن بعل هو إله الخصب في اليمن وبالد العرب‪ ،‬وإلى اليوم يس ّمي الفالحون‬
‫في أرياف بالد الشام والعراق ”األرض التي تعتمد على المطر في نتاجها“ بأرض بعل أي تعتمد في ريها‬
‫على ماء السماء‪ ،‬ويسمون الزوج أيضاً البعل‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،108‬الروض المعطار‪ ،‬محمد الحميري ص ‪ ،109‬المفصل في تاريخ‬
‫العرب قبل اإلسالم ‪ ،3/130 ،6/333‬لسان العرب شرح ” بعل”‪ ،‬مقاييس اللغة ” بعل”)‬

‫بعل سمين‬
‫إله البركة والخصب عند عرب الجنوب‪ ،‬نعتوه ب”الرحمن“‪.‬‬
‫عثر على اسمه في الكتابات العربية الجنوبية ”بعل سمن‪ ،‬بعل سمين‪ ،‬بعل السموات“‪ .‬وهو اإلله الذي‬
‫يرسل المطر فينشر= الخير للناس‪ .‬وقد نعت ”بعل سمين“ ب”الرحمن“ وود= في نص قديم= ”رحمنن بعل‬
‫سمين‪/‬سمن“ أي ”الرحمن رب السماء“‪ ،‬فصار= في منزلة اإلله ”ذ سموي“‪ ،‬ثم لقب ب”رحمنن بعل سمين‬
‫وأرضن“ أي ”الرحمن رب السماء واألرض“ في نصوص أخرى‪ ،‬فصار إله السموات واألرضين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/306‬راجع اإلله ” سمين” في معجمنا)‬

‫ال َبعي ُم‬


‫والد ْم َي ُة من ِّ‬
‫الص ْب ِغ‪.‬‬ ‫الخ َش ِب‪ُّ ،‬‬ ‫ص َن ٌم‪ ،‬وهو التِّ ْم ُ‬
‫ثال من َ‬ ‫كأَ ٍ‬
‫مير‪َ :‬‬
‫(القاموس المحيط شرح ” ال َبعي ُم”‪ ،‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪)108‬‬

‫ال ُب ْغ ُ‬
‫بور‬
‫بالضم‪ ،‬هو الحجر الذي يذبح عليه القربان للصنم‪.‬‬
‫(لسان العرب ” بغبر”‪ ،‬القاموس المحيط ” البغبور”‪ ،‬تاج العروس ب غ ب ر)‬

‫َب ْلج‬
‫اسم صنم كانت العرب تعبده في الجاهلية‪ُ ،‬س ّمي ببلج بن المحرق‪ ،‬وكان في عميرة وغفيلة من عنزة بن‬
‫ربيعة‪.‬‬
‫والبُلجة‪ :‬ضوء الصبح عند انصداع الفجر في آخر الليل‪ ،‬وفي الحديث ليلة القدر َب ْل َج ٌة‪ ،‬أي مشرقة‪.‬‬
‫الواسع‬
‫ُ‬ ‫الحس ُن‬
‫بيض َ‬ ‫فاأل ْبلَ ُج‪َ :‬‬
‫األ ُ‬ ‫وفي لغة العرب يدل ”بلج“ على الوضوح واإلشراق= والصباحة والجمال‪َ ،‬‬
‫الوجه‪.‬‬
‫(معجم البلدان ‪ ،1/479‬لسان العرب والقاموس المحيط ومقاييس اللغة شرح ” بلج”‪ ،‬تكملة األصنام عن‬
‫تاج العروس ‪)108‬‬

‫بلو‬
‫إله البالء والنوازل والموت في الحضارة المعينية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/295‬‬

‫بُ ُ‬
‫وانة‬
‫كان صنماً أنثى تعظ ّمه قريش‪ ،‬ينسكون عنده‪ ،‬ويحلقون رؤوسهم‪ =،‬وله عندهم عيد‪.‬‬
‫ومن معاني االسم‪ :‬البنت الصغيرة‪ ،‬ويبدو أن عيدها كان من أعياد الخصب‪.‬‬
‫قال ابن عساكر‪ :‬عن أم أيمن قالت‪ :‬كانت بوانة صنماً‪ ،‬تحضره قريش‪ ،‬تعظمه‪ ،‬تنسك له النسائك‪،‬‬
‫ويحلقون رؤوسهم عنده‪ ،‬ويعكفون عنده يوماً إلى الليل‪ ،‬وذلك يوم في السنة‪ ،‬وكان أبو طالب يحضره مع‬
‫قومه‪ ،‬وكان يكلّم رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬أن يحضر ذلك العيد مع قومه‪ ،‬فيأبى رسول اهلل صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم ذلك‪ ،‬حتى رأيت أبا طالب غضب عليه‪ ،‬ورأيت ع ّماته غضبن عليه يومئذ أشد الغضب فجعلن‬
‫يقلن‪ :‬إنا لنخاف عليك مما تضع من أحساب آلهتنا‪ ،‬وجعلن يقلن‪ :‬ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيداً‬
‫وال تكثر لهم جمعاً‪ .‬قالت‪ :‬فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء اهلل‪ ،‬ثم رجع إلينا مرعوباً فزعاً‪،‬‬
‫فقالت عماته‪ :‬ما دهاك؟ قال‪ :‬إني أخشى أن يكون بي ل َمم‪ ،‬فقلن‪ :‬ما كان اهلل ليبتليك بالشيطان‪ ،‬وفيك من‬
‫صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل‬ ‫ٍ‬ ‫خصال الخير ما فيك‪ ،‬فما الذي رأيته؟ قال‪ :‬إني كلما دنوت من‬
‫تمسه‪ ،‬قالت‪ :‬فما عاد إلى عيد لهم حتى نبئ‪.‬‬
‫يصيح‪ :‬وراءك يا محمد ال ّ‬
‫ال ِب ُبوا َن َة؛ قال ابن َ‬
‫األثير‪ :‬هي‬ ‫ال َن َذ َر أَن َي ْن َحر إب ً‬
‫النذر‪ :‬أَن رج ً‬
‫قال ابن منظور‪ :‬بونة موضع‪ ،‬وفي حديث ْ‬
‫بضم الباء‪ ،‬وقيل‪ :‬بفتحها‪.‬‬
‫(مختصر= تاريخ دمشق ‪ ،2/86‬لسان العرب ” بون”)‬

‫البُهار‬
‫بالضم‪ :‬الصنم‪.‬‬
‫الخ َّط ُ‬
‫اف‪ ،‬الذي تدعوه‬ ‫البحر‪ ،‬وهو القطن المحلوج‪ ،‬وهو ُ‬
‫ِ‬ ‫تاع‬
‫وفي لغة العرب البهار‪ :‬حوت أبيض و َم ُ‬
‫العامة‪ :‬عصفور الجنة‪.‬‬
‫قال ابن دريد‪ :‬البُهار‪ :‬معرب وقد= تكلمت به العرب قال الشاعر البريق الهذلي‪:‬‬

‫ب ُمرتجز كأن على ُذراه‬


‫كعير‬

‫الشام َيحملن البُهارا‬

‫(القاموس المحيط” البُ ْه ُر‪ ،‬تاج العروس ب ه ر‪ ،‬جمهرة اللغة ابن دريد ” ب ه ر” ‪)1/279‬‬

‫بول‪/‬بل‬
‫وهو اإلله ”بل“ وجد اسمه في الكتابات اللحيانية والتدمرية‪.‬‬
‫اإلله ”عجلبن“ و عجلبون و”عجل بن“‪ ،‬من آلهة اللحيانية المتأخرة‪ .‬ويظهر أن اسمه األصلي هو ”عجل‬
‫بل“ و”عجل بول“ ”عجلى بل“ أي ”عجل“ و”بول“‪ .‬ونجد اسمه مع ”يرحى بول“ و”يرح بل“‬
‫”يرحبل“‪ ،‬وبل في الكتابات التدمرية‪ .‬ويقترض جواد علي في مفصله أن تاجراً أدخل عبادة اإلله ”بل“ إلى‬
‫اللحيانيين‪ ،‬من العراق‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/318‬‬

‫البيت‬
‫وقد تسمت العرب ب”عبد البيت“ ومنهم= بنو عبد البيت من أوالد الحارث بن سامة بن لؤي‪.‬‬
‫ويج‪ ،‬وال َك ْع َب ُة‪ ،‬وال َق ْب ُر‪ ،‬والبيت هو المأوى ومجمع‬ ‫الشرف‪َّ ،‬‬
‫والش ُ‬
‫ريف‪ ،‬والتَّ ْز ُ‬ ‫والبيت في لغة العرب تعني‪َّ :‬‬
‫الشمل والمآب كما يقول ابن فارس في مقاييسه‪.‬‬
‫وقد تحدّث الرواة العرب عن كثير من البيوت المقدسة عند العرب وغيرهم‪.‬‬
‫حكى المسعودي عن طائفة تزعم أن البيت الحرام هو هيكل زحل‪ ،‬وإنما طال بقاء هذا البيت على مرور‬
‫الدهور‪ ،‬معظماً في سائر العصور‪ =،‬ألن زحل تواله‪ :‬إذ من شأنه الثبوت‪.‬‬
‫ومن البيوت المشهورة‪ :‬بيت على رأس جبل أصفهان‪ ،‬ويس ّمى مارس‪ ،‬اتخذه بعض ملوك المجوس بيت‬
‫نار‪ .‬وبيت ببالد الهند‪ .‬وبيت ببلخ‪ ،‬بناه منو شهر على اسم القمر‪ ،‬وكان الموكل بسدانته يسمونه برمك‪،‬‬
‫الزهرة‪ .‬وبيت بفرغانة‪ ،‬على اسم‬ ‫وإليه تنسب البرامكة‪ .‬وبيت غمدان باليمن‪ ،‬بناه الضحاك على اسم ُّ‬
‫الشمس‪ ،‬يعرف بكاوسان‪ ،‬بناه كاوس أحد ملوك الفرس‪ ،‬وخربه المعتضد باهلل‪ .‬وبيت ببالد الصين‪ ،‬بناه‬
‫ولد عامور بن شوبل بن يافث‪ ،‬وقيل بناه ملوك الترك‪.‬‬
‫وحكى غير المسعودي= أن البيت األول الكعبة‪ .‬ويذكرون أن إدريس عليه السالم أوصى به‪ ،‬وأوصى= أن‬
‫يكون الحج إليه وهو عندهم بيت زحل؛ والبيت الثاني وهو بيت المريخ‪ ،‬يزعمون أنه كان بصور من‬
‫الساحل الشامي‪ .‬والبيت الثالث وهو بيت المشتري‪ ،‬كان بدمشق بناه جيرون بن سعد بن عاد‪ ،‬وموضعه‬
‫اآلن الجامع األموي‪.‬‬
‫والبيت الرابع وهو بيت الشمس بمصر‪ ،‬ويس ّمى عين شمس‪ ،‬وآثاره باقية إلى وقتنا= هذا‪ .‬والبيت الخامس هو‬
‫وخ ّرب‪ .‬والبيت السادس بيت عطارد‪ ،‬وكان بصيدا من الساحل الشامي ُ‬
‫وخ ّرب‪.‬‬ ‫الزهرة‪ ،‬كان بمنبج ُ‬‫بيت ُّ‬
‫بحران‪ ،‬وهو بيت الصابئة األعظم‪.‬‬
‫والبيت السابع وهو بيت القمر‪ ،‬كان ّ‬
‫(جمهرة أنساب العرب البن حزم ‪ ،173‬القاموس المحيط ” البيت”‪ ،‬مقاييس اللغة ” بيت”‪ ،‬نهاية األرب‬
‫في فنون األدب ‪)56-1/55‬‬

‫الربَّة‬
‫بيت َّ‬
‫هو البيت الذي ُبني على الالت‪.‬‬
‫الربَّة” و ” الالت”‬
‫(تكملة األصنام عن تاج العروس ‪ ،108‬المغازي‪ ،‬الواقدي= ‪ ،971 -3/970‬راجع ” َّ‬
‫في معجمنا)‬
‫حرف التاء‬

‫تاجر‬
‫إله ثمودي‪.‬‬
‫وكان هذا اإلله سيد البائعين واألسواق وحاميها‪ .‬تلك األسواق التي كانت تقام حول معبده في مواسم= الحج‬
‫السنوية‪ ،‬ورد هذا االسم مرة واحدة في دعاء يطلب صاحبه فيه العون من هذا اإلله‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)140‬‬

‫تالب‪/‬تلب‬
‫وهو إله خاص بقبيلة همدان ورد= اسمه في النصوص العربية الجنوبية‪ ،‬وكان يعرف ب”تالب ريام“ أي‬
‫اإلله ”تالب“ الذي يُنسب إلى الموضع ”ريام“‪ ،‬وكان شفيع همدان وحاميهم‪.‬‬
‫وقد انتشرت عبادته بين همدان خاصة بعد ارتفاع نجمهم واغتصابهم= عرش سبأ من السبئيين‪ ،‬فصار= إلهاً‬
‫لهمدان‪ ،‬يتعبد له الناس تبّعدهم إلله سبأ الخاص ”المقه“‪ ،‬فتقربت إليه القبائل األخرى‪ ،‬ونذرت له النذور‪.‬‬
‫وفي كتابات المسند نجد رج ً‬
‫ال اسمه ”يحمد“ يشكر إلهه ”تالب ريام“‪ ،‬ألنه ّ‬
‫من عليه بالعافية وشفاه من‬
‫المرض الذي نزل به في وباء انتشر فيما بين هوزن‪/‬هوازن‪/‬هوزان‪ ،‬وسهرتن‪/‬سهرت‪.‬‬
‫تضرع لآللهة بأن ّ‬
‫تمن على صاحبها بالصحة‪ ،‬وختمت الدعوة بكلمة‬ ‫ّ‬ ‫وفي نص آخر ورد= اسمه في‬
‫”بتلب“ أي ”بتالب“ وهي تعني ”بحق اإلله تالب“‪.‬‬
‫وفي نص آخر يظهر أن صاحب الكتاب قدم تمثا ً‬
‫ال لإلله ”تالب ريم‪/‬تال= ريام“‪.‬‬
‫وفي كتابة أخرى نجد أن التقدمة قدمت لإلله ”تألب ريام بعل كبد“ من قبل أحد سادات ”ذي مليحم‪/‬ذي=‬
‫مليح“ واسمه ”وهب ذ سموي أليف“‪ ،‬ألنه أجاب دعاءه‪ ،‬فحفظه وساعده‪ ،‬وقد= تم ّكن الباحثون تحديد تاريخ‬
‫التقدمة في أيام الملك ”أنمار يهأمن“ الذي حكم في حدود= سنة ‪ 290‬حتى ‪ 270‬قبل الميالد‪ ،‬ومنهم من‬
‫يحدده في القرن األخير قبل الميالد حوالي سنة ‪ 60‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫ويظهر= من نص آخر أن الملك ”ناصر يهأمن“ قدّم صنماً إلى حاميه ”تالب ريم بعل حدثن“ أي ”تالب‬
‫ريام“ رب معبد حدثان ابتهاجاً بسالمته وعافيته‪.‬‬
‫يقول جواد علي‪ :‬طرأ تطور= خطير= على عبادة همدان‪ ،‬إذ يظهر= من روايات األخباريين العرب أن‬
‫الهمدانيين تعبدوا للصنمين‪ :‬يغوث ويعوق= عند ظهور= اإلسالم‪ ،‬فابتعدت عن صنمها الخاص بها وحاميها‬
‫الذي كانت تلجأ إليه في المل ّمات‪ ،‬وهو ”تالب“ الذي كان معبده بمدينة ”ريام“‪.‬‬
‫يضيف صاحب المفصل‪ :‬يغوث ويعوق= هما من األصنام التي استوردت إلى الحجاز ونجد‪ .‬وكانت همدان‬
‫أخذت الصنم يغوث بعد معركة وقعت بين مراد وهمدان والحارث بن كعب في يوم عرف بيوم الرزم‪،‬‬
‫وهو موضع= في بالد مراد‪ .‬وقد نسيت همدان كل شيء عن مبعودهم= الخاص‪ ،‬إال أنهم لم ينسوا اسمه‪ ،‬إذ‬
‫ح ّولوه إلى إنسان زعموا أنه جد همدان وأن الهمدانيين من نسله‪ ،‬فهم كلهم من نسل ”تألب ريام“‪.‬‬
‫واإلله ” تالب‪/‬تلب ” هو ذاته االسم ” طالب ” وطلب ” ‪ ،‬وكان من األسماء الشائعة عند العرب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪-449-4/340 ===،354-331-326-2/325 ===،6/304‬‬
‫‪ ،457،8/406‬القاموس المحيط ” التلب ‪ -‬نبب”‪ ،‬راجع رئام في معجمنا)‬

‫تعلي‪/‬تعالى‬
‫ظهر اسمه في النصوص القتبانية مركباً من مقطعين ”أل تعلي“‪ ،‬وهي بمعنى ”اهلل تعالى“ في لهجتنا‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/308‬‬

‫تميم‬
‫من أقدم العبادات التي عرفت عند العرب‪.‬‬
‫والشدّة‪ ،‬ويمكن أن يكون اشتقاقه من ”التَّميمة“ وهي ال َم َعاذة تُعلَّق‬
‫الصالبة ِّ‬
‫قال ابن دريد‪” :‬اشتقاق تميم من ّ‬
‫على اإلنسان“‪.‬‬
‫وتس ّمت العرب بعبادته ب”عبد تميم“‪ ،‬ومنهم= عبد تميم بن صفوان بن قدامة التميمي المزني‪ ،‬وغ ّيره النبي‬
‫إلى عبد اهلل‪ ،‬قال أبو زيد‪ :‬لما هاجر صفوان إلى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬كان معه ابناه‪ :‬عبد الرحمن‬
‫وعبد اهلل وكان اسماهما عبد ال ُع َّزى وعبد تميم وغيّرهما النبي‪.‬‬
‫(معجم= المناهي ‪ ،375‬ابن دريد االشتقاق ‪)201‬‬

‫تنف‬
‫آلهة عبدت في العربية الجنوبية‪ ،‬و”تنف“ من أسماء الشمس الحسنى معبود العرب القدماء‪.‬‬
‫وقد وصلت كتابة تعود أليام الملك ”نشأ كرب يهأمن“ قدم فيها أربعة وعشرين وثناً إلى ”تنف ربّة ذي‬
‫غضران‪ /‬تنف بعلت ذ غضون‪/‬تنف بعلة ذي غضرن“‪ ،‬لسالمته ولسالمة بيته ”سلحن‪/‬سلحين“ ولعافيته‬
‫ولعافية أهله‪ ،‬ولتبعد= عنه الشر وكل ضرر يريده به الشانئون‪ ،‬وذلك ب”حق اإلله ”عثتر“ و”المقه“ وحق‬
‫”شمسهو تنف بعلت ذ غضرن“‪.‬‬
‫يقول جواد علي في مفصله‪ :‬يظهر أن هذا المعبد الذي قدم الملك األصنام= إليه‪ ،‬كان قد خصص لآللهة‬
‫”الشمس النائفة“‪ ،‬وكلمة ”تنف“ نعت لها‪ ،‬ومقام في مكان ”ذي غضران“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/327‬‬
‫تيم‬
‫من أصنام قبيلة تميم‪.‬‬
‫وبه تس ّمى رجالهم‪ ،‬حيث دخل في األسماء المركبة سواء بصفته معبود ”عبد تيم“ أو بصفته تابعاً آللهة‬
‫أخرى مثل ”تيم الالت“‪” ،‬تيم اهلل“‪.‬‬
‫الت َي ُ‬
‫مة الشاة الزائدة على‬ ‫ذبحها‪ ،‬قيل‪ِّ :‬‬
‫واإل ْتئام= ُ‬ ‫قال ابن منظور‪ :‬والتِّ ُ‬
‫يمة‪ ،‬بالكسر‪ :‬الشاة تُ ْذ َبح في ال َمجاعة‪ِ ،‬‬
‫األخرى‪ ،‬قال صاحب القاموس‪” :‬والتَّيماء‪ :‬نجوم الجوزاء“‪ ،‬وهي من أسماء‬ ‫األربعين حتى تبلُغ ال َفريضة ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المرأة الشائعة عند العرب إلى اليوم‪.‬‬
‫(لسان العرب ” تيم”‪ ،‬نسب معد واليمن األكبر ‪ ،644 -639‬المفصل لجواد علي ‪ ،6/282‬القاموس‬
‫المحيط ” التيم”)‬
‫حرف الثاء‬

‫الثريّا‬
‫من العبادات الكوكبية‪ .‬قال جواد علي في مفصله‪ :‬عبدها بعض طيء‪ ،‬وقال‪ :‬كان الثريا ونجما صنمين‬
‫معبودين في الجاهلية‪.‬‬
‫الثريَّا بن نَبت بن أدد بن زيد‬
‫والثريا= هي النجم المعروف‪ ،‬وبها تسمت العرب ب”عبد الثريا“‪ ،‬ومنهم‪ :‬عبد َ‬
‫بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهالن‪.‬‬
‫َوئها‪ ،‬وقيل‪ :‬سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر َم ْرآتها‪ ،‬فكأَنها‬ ‫والثُّ َريَّا= من الكواكب‪ ،‬س ّميت لغزارة ن ْ‬
‫باإلضافة إِلى ضيق المحل‪ ،‬وكانت العرب تدعو أن يكون للرجل أوالداً بعددها‪ ،‬ومنها جاءت‬ ‫كثيرة العدد ِ‬
‫َ‬
‫كلمة الثروة التي تدل على الغنى والرخاء‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬أنه قال للعباس‪َ :‬ي ْملِك من ولدك بعدد الثُّ َر َّيا‪.‬‬
‫وفي التنزيل العزيز سورة النّجم‪ :‬والنَّ ْج ِم إِذا َه َوى؛ قال أَبو إِسحق‪ :‬أَ ْق َس َم اهلل تعالى بالنَّجم‪ ،‬وجاء في‬
‫التفسير أَنه الثُّ َريّا‪ ،‬وكذلك سمتها العرب‪ .‬قال ابن منظور‪ :‬والنَّ ْج ُم الثُّ َر َّيا‪ ،‬وهو اسم لها علم مثل زيد‬
‫الثريا‪.‬‬‫وعمرو‪ِ ،‬فإذا قالوا طلع النَّ ْج ُم يريدون َ‬
‫وسميت المرأة‪ :‬ثُ َريَّا‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/59‬جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،397‬لسان العرب ” ثرا ‪-‬‬
‫نجم”)‬

‫ثور‬
‫كان الثور معبوداً عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬وقد= س ّمت العرب ”عبد ثور“ ومنهم أَُب ّي بن َكعب بن عبد ثور‪.‬‬
‫وقد عثر في النصوص اليمنية القديمة على إله باسم ”ثور بعلم“ وفيها= دعوة لإلله ”المقه ثهوان“ و”ثور‬
‫ّ‬
‫ويمن عليه بالعافية وبأوالد‬ ‫بعلم بعل حروان‪/‬ثور= بعلم رب حروان“ بأن يبارك على صاحب التقدمة‬
‫ذكور‪ ،‬وبثمار كثيرة وجني جيد‪.‬‬
‫وقد رمز إلى اإلله القمر ب”ثور“‪ ،‬ولعل ذلك بسبب قرنيه اللذين يذ ّكران بالهالل‪ ،‬لذلك َّ‬
‫عد الثور من‬
‫الحيوانات المقدسة‪ ،‬التي ترمز= إلى اآللهة‪ .‬ونجد صوره مرسومة في النصوص اللحيانية والثمودية وعند‬
‫غير العرب من الشعوب السامية‪.‬‬
‫وأكثر األوثان والصور التي كان الناس يقدمونها إلى معابد ”المقه“ وفا ًء لنذورها‪ ،‬اشتملت على صور‬
‫ثيران‪ ،‬ويالحظ أن الثيران‪ ،‬كانت من أكثر الحيوانات التي كان المتعبدون يقدمونها ذبائح لهذا اإلله‪ .‬وقد‬
‫استنتج المستشرق= ”دتلف نلسن“‪ ،‬كما ينقل جواد علي‪ ،‬من هاتين المالحظتين ومن تسمي أشخاص وأسر=‬
‫وعشائر وقبائل باسم ”ثور“‪ ،‬أن الثور رمز يراد به هذا اإلله ”المقه“‪ ،‬أي القمر‪.‬‬
‫(أسد الغابة ‪ ،168‬المفصل ‪ ،2/490 ،298-541-6/174‬راجع ” المقه” و ” عم”)‬
‫حرف الجيم‬

‫الجبَّار‬
‫معبود عربي قديم‪.‬‬
‫الجبار“‪.‬‬
‫وقد سمت العرب قبل اإلسالم ”عبد َّ‬
‫وبنو ”عبد الجبَّار“ ال ُكليبيين‪ ،‬بطن من ُكليب‪ ،‬من أوديتهم‪ :‬األشعر َطاس‪ ،‬وهو يصب على الصفراء‪.‬‬
‫الجبَّار“ من أسماء اهلل الحسنى في اإلسالم‪.‬‬
‫و” َ‬
‫ار‪ :‬اُهّلل‬ ‫أل َح ٍد عليه َح َّقاً‪َ ،‬‬
‫والجبَّ ُ‬ ‫قال صاحب القاموس‪ :‬جبَّار‪ :‬النخلة الطويلة الفتية‪ ،‬وال ُم َت َكبِّ ُر الذي ال َي َرى ِ‬
‫وج ْبرائ ُ‬
‫ِيل‪ ،‬أي‪ :‬عب ُد اِهّلل‪.‬‬ ‫تعالى‪ ،‬لَِت َكبُّ ِرهِ‪ ،‬و ُك ُّل ٍ‬
‫عات‪َ ،‬‬
‫(معجم ما استعجم للبكري ‪ ،1246-1/157‬معجم قبائل العرب ‪ ،2/722‬القاموس المحيط ” الجبر”‪،‬‬
‫لسان العرب ” جبر”)‬

‫الج ْب ُت‬
‫ِ‬
‫تر إلى‬
‫كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو= ذلك‪ .‬وقال الشعيب في قوله تعالى النساء‪” :51:‬ألم َ‬
‫الذين أوتوا= نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت“‪ ،‬قال‪ :‬الجبت السحر‪ ،‬والطاغوت الشيطان‪،‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬الطاغوت كعب بن األشرف‪ ،‬والجبت حيي بن أخطب‪ .‬وفي= الحديث ”الطيرة والعيافة‬
‫والطرق= من الجبت“‪.‬‬
‫الج ْب ُت)‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،108‬لسان العرب ” جبت” القاموس المحيط‪ِ :‬‬

‫الج ْب َه ُة‬
‫َ‬
‫صنم كان يعبد في الجاهلية‪.‬‬
‫والبجة“‪.‬‬ ‫الج ْب َه ُة َّ‬
‫والس َّجة َّ‬ ‫وفي الحديث ”قد أراحكم اهلل من َ‬
‫والج ْب َه ُة النجم الذي يقال له َج ْبهة َ‬
‫األسد‪ ،‬وهي‬ ‫الج ْب ُ‬
‫هة اسم منزلة من منازل القمر‪َ .‬‬ ‫وفي لسان العرب‪َ :‬‬
‫وصنم‪.‬‬ ‫أَربعة أَنجم ينزلها القمر‪ ،‬ومن معاني َ‬
‫الج ْب َهة في القاموس‪ :‬سيد القوم‪ ،‬والقمر‪َ ،‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس والنهاية في غريب الحديث واألثر البن األثير ‪ ،108‬لسان العرب شرح‬
‫الج ْب َه ُة”)‬
‫” جبه”‪ ،‬والقاموس المحيط ” َ‬

‫الج َثى‬
‫ُ‬
‫والج ْث َوة‬
‫والج ْثوة َ‬
‫الج َثى صنم كان يذبح له‪ُ ،‬‬
‫هكذا ضبطه صاحب اللسان‪ ،‬بضم الجيم وفتح الثاء‪ .‬قيل‪ُ :‬‬
‫والج ْث َوة‪ :‬القبر‬
‫والج ْث َوة‪ ،‬ثالث لغات‪ :‬حجارة من تراب متجمع كالقبر‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الحجارة المجموعة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُسمي بذلك‪ ،‬وقال عدي يمدح النعمان‪:‬‬
‫َحور‬ ‫ِي الص در‪َ ،‬ع ٌّ‬
‫فعلى ُجثاه ن ُ‬ ‫يكون‪َ ،‬نق ُّ‬
‫َعالِ ٌم بالذي ُ‬
‫قيل‪ :‬أَراد ينحر النسك على ُج َثى آبا ِئ ِه‪ :‬أَي على قبورهم‪.‬‬
‫اج َت َم َع فيه من ِح َج َ‬
‫ار ِة الجمار‪ ،‬قال صاحب‬ ‫الح َرم بكسر أو ضم‪ :‬ما ْ‬ ‫قال الجوهري= في صحاحه‪ُ :‬جثى َ‬
‫ِح‪.‬‬ ‫صاب تُ ْذ َب ُح عليها َّ‬
‫الذبائ ُ‬ ‫الح َر ِم‪ ،‬أو األ ْن ُ‬ ‫القاموس‪ :‬الحجارة التي تُ ْو َ‬
‫ض ُع على ُحدو ِد َ‬
‫والجثَّ ِة‪.‬‬
‫الج ْثو ِة ُ‬ ‫وج ْث َوة الرجل‪ :‬جسدُه‪ ،‬والجمع ُ‬
‫الج َثى‪ ،‬يقال للرجل‪ :‬إنه لعظي ُم ُ‬ ‫ُ‬
‫(لسان العرب‪ ،‬الصحاح في اللغة ” جثا”‪ ،‬القاموس المحيط ” الجثوة” راجع عبادة آدم وراجع عبادة الجد)‬

‫ج ّد‬
‫الج ّد من أقدم العبادات التي عرفها العرب‪ ،‬وعبادة األجداد معروفة في الفكر الديني‪.‬‬
‫وقد ورد اسمه في األسماء المركبة ”جد ضيف“ و”جد عوذ“ في النصوص الصفوية‪.‬‬
‫ومن غير المستبعد أن يكون اإلله الذي يعبده الغرب اليوم أخذ من هذا اإلله العربي القديم ليصبح اسم اهلل‬
‫عندهم ” “‪GOD‬وهو ج ّد والجيم هنا باللفظ المصري‪.‬‬
‫صنَام على عهد نوح‪َ ،‬و َكانَت اأْل َ ْبنَاء تبر‬ ‫يقول الفاكهي‪ :‬في عبادة الجثى وعبادة آدم‪” :‬أول َما حدثت اأْل َ ْ‬
‫ال على صورته‪َ ،‬فكلما اشتاق إِلَ ْي ِه‬ ‫ات رجل ِم ْن ُهم فجزع= َعلَ ْي ِه َفجعل اَل يصبر= َعن ُه فاتخذوا= ِم َثا ً‬ ‫اآْل َباء‪َ ،‬ف َم َ‬
‫ال اأْل َ ْبنَاء َما اتخذ آ َبا ُؤنَا َهذِه إِاَّل أَنَّ َها‬
‫اتاآْل َباء َف َق َ‬‫ات َففعل ِب ِه َك َما فعل‪َ ،‬حتَّى تتابعوا= على َذلِك َف َم َ‬
‫ثم َم َ‬ ‫نظره‪َّ ،‬‬
‫َكانَت آلِ َهتهم فعبدوها“‪.‬‬
‫كان ”جد“ ”الجد“ صنماً معروفاً= عند عدد من الشعوب السامية‪ ،‬وليس من المستبعد أن يكون السم القبيلة‬
‫اإلسرائيلية ”جد“ ”جاد“ عالقة باسم هذا الصنم‪ ،‬كما يشير جواد علي في مفصله‪ .‬وقد= ورد= في النبطية‬
‫”جداً“ وورد في األسماء العربية ”عبد جد“ و”عبد الجد“‪ .‬وتقابل لفظة ”جد“ معنى ”الحظ“ في اللغة‬
‫اليونانية‪ ،‬وقد صار في األقاليم السورية المتحضرة اإلله الحارس للمدينة‪.‬‬
‫وبنو ”عبد الجد“‪ :‬بطن كان بالساعد باليمن التهامية‪ ،‬وآل عبد الجد يقول فيهم الهمداني‪ :‬إنهم من ملوك بلد‬
‫حكم‪.‬‬
‫و”جدة“ في جزيرة العرب‪ ،‬مدينة قديمة على ساحل البحر بحذاء مكة‪ ،‬وهي مؤنث ”جد“ وإلى اليوم ال‬
‫تزال تحافظ على اسمها‪.‬‬
‫(في أخبار مكة ‪ ،5/162‬صفة جزيرة العرب ‪ ،232-54‬معجم قبائل العرب ‪ ،2/723‬جواد علي في‬
‫مفصله ‪)323-6/284‬‬
‫جد ضيف‬
‫من آلهة الصفويين‪ ،‬وجد اسمه في عدد من الكتابات الصفوية التي عثر عليها في المملكة األردنية‬
‫الهاشمية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/323‬‬

‫جد عوذ‬
‫إله مشهور= عند الصفويين‪ ،‬عثر عليه في الكتابات الصفوية باسم ”هجد عوذ‪ ،‬ها جد عوذ“‪ ،‬ويرى‬
‫المستشرق= رينه ديسو‪ ،‬كما ينقل عنه جواد علي‪ ،‬أن لفظة ”عوذ“ ”عويذ“ هي اسم عشيرة أو قبيلة كانت‬
‫تتعبد لإلله جد‪ ،‬وكانت سدنته منهم‪ ،‬فنسب إليهم‪ .‬وهذا رأي دحضناه في حديثنا عن اإلله ”عوذ“‪.‬‬
‫وتسمى= العرب قبل اإلسالم ب”عيذ اهلل“ كما تسمى األقدمون ب”جد عوذ“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/323‬لسان العرب ” عوذ”)‬

‫جد عوض‬
‫من آلهة الصفويين‪ ،‬وقد ورد= اسم اإلله ”جد عوض“ ”هجد عوض“ في نص محفوظ في متحف دمشق‪،‬‬
‫وورد بعده اسم اإللهين ”شع هقوم‪/‬شيع= القوم“ و”هلت‪/‬الالت“‪.‬‬
‫وعرفت العرب قبل اإلسالم عبادة صنم اسمه ”عوض“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،324-6/323‬راجع ” عوض”)‬

‫َجذ ُ‬
‫ِيمة‬
‫كان جذيمة معبوداً= عند العرب‪ ،‬وتس ّمت بعبادته‪ ،‬ومنهم= ”عبد جذيمة“ بن زهير من بني ثعلبة بن سالمان‪.‬‬
‫أصلُه‪.‬‬ ‫ذمان‪ ،‬بالضم‪َّ :‬‬
‫الذ َك ُر‪ ،‬أو ْ‬ ‫والج ُ‬ ‫واألج َذ ُم‪ :‬ال َم ْق ُ‬
‫طوع ال َيدِ‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫الجذم‪ :‬هو القطع‪،‬‬
‫والجذيم= من َ‬
‫(نسب معد واليمن األكبر ‪ ،246‬لسان العرب ” جذم” القاموس المحيط ” الجذم”‪ ،‬معجم البلدان ‪،1/437‬‬
‫راجع القليس وعادة قطع اليد‪ ،‬راجع حديثنا عن ” الزباء”)‬

‫ُج َر ْي ٌ‬
‫ش‬
‫الجاهل َِّيةِ‪ ،‬وإليه نسب ”عبد جريش“ والد عبد قيس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ص َن ٌم كان في‬
‫َ‬
‫واختلف اللغويون في ضبطه‪ ،‬قال صاحب القاموس‪ُ :‬ج َر ْي ٌ‬
‫ش‪ُ ،‬‬
‫كز َب ْي ٍر‪ ،‬أما صاحب التاج فقد ضبطه بالفتح‬
‫َجريش‪ ،‬كأمير‪.‬‬
‫والبر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والج َر ِشيَّة‪ :‬ضرب من الشعير‬ ‫َقيق فيه ِغلَ ٌظ َي ْ‬
‫صلح ل ِْل َخ ِبيص ال ُم َر َّمل‪ُ ،‬‬ ‫والجريش‪ :‬د ٌ‬
‫وفي لغة العرب َ‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،108‬القاموس المحيط ” جرشه”‪ ،‬لسان العرب ” جرش”)‬

‫الج ْل َسد‬
‫َ‬
‫ص َن ٌم كانت تعبده كندة وحضرموت‪ ،‬كان كجثة الرجل العظيم وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود لو‬ ‫َ‬
‫اجتمع فئا ٌ=م من الناس ما حلحلوه‪ ،‬وكانوا ينحرون عنده ويلطخون الصنم بدماء األضحية‪ ،‬وكانوا=‬
‫يستعيرون أثواب السدنة ويكترونها‪ ،‬ويلبسونها= إذا ما أرادوا أن يتحقق طلبهم بمعونة صنمهم‪ .‬وكان سدنته‬
‫من كندة بنو َعاَّل ق من بني شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن مرتع‪.‬‬
‫للج ْل َسد حمى ترعاه سوامه وغنمه‪،‬‬
‫الجلسد من بني َعاَّل ق األخزر بن ثابت‪ ،‬وكان َ‬‫قال ياقوت‪ :‬كان يسدن َ‬
‫الج ْل َسد حرمت على أربابها‪ ،‬وكأنوا يُ َكلَّمون منه‪.‬‬
‫وكانت هوافي= الغنم إذا رعت حمى َ‬
‫وترتبط= بالجلسد أسطورة من أساطير الهواتف= التي نطقت بها األصنام= تبشر بمجيء الرسول محمد صلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم يوردها= ياقوت في معجمه‪.‬‬
‫الج ْل َسد‪ ،‬وقد َذ َبح له رجل من بني اآلمري بن مهرة ً‬
‫ذبحا‪ ،‬إذ سمعنا فيه‬ ‫قال األخزر‪ :‬كنت يو َماً عند َ‬
‫كهمهمة الرعد‪ ،‬فأصغينا فإذا قائل يقول‪” :‬شعار أهل عدم‪ ،‬أنه قضاء حتم‪ ،‬إن بطش سهم‪ ،‬فقد فاز سهم‪.‬‬
‫فقلنا‪” :‬ربنا وضاح وضاح“! فأعاد الصوت وهو يقول‪ ” :‬نا َء نجم العراق يا أخزر بن َعاَّل ق‪ ،‬هل أحسست‬
‫جمعاً عماً‪ ،‬وعدداً جماً‪ ،‬يهوي من يمن وشام‪ ،‬إلى ذات اآلجام‪ ،‬نور أظل‪ ،‬وظالم أفل‪ ،‬وملك انتقل من محل‬
‫إلى محل“‪ .‬ثم سكت‪ ،‬فلم ندِرّ ما هو‪ ،‬فقلنا هذا أمر كائن‪.‬‬
‫وقربنا= قرباناً ولطخنا‬
‫فلما كان في العام المقبل وقد ران علينا ما كنا نسمع من كالم الصنم‪ ،‬وساءت ظنوننا َّ‬
‫بدمه وكذلك كنا نفعل‪ ،‬فإذا الصوت قد عاد علينا‪ ،‬فتباشرنا وقلنا‪:‬‬
‫” ع ْم صباحا= ربنا‪ ،‬ال مص ّد عنك‪ ،‬وال َم ِحيدَ‪ ،‬تشاجرت الشؤون‪ ،‬وساءت الظنون‪ ،‬فالعياذ= من غضبك‪،‬‬
‫وع َّزاها والالت‪ ،‬وعلياها ومناة ‪،‬‬
‫واإلياب إلى صفحك“‪ ،‬فإذا النداء من الصنم يقول‪ ” :‬قلبت البنات‪ُ ،‬‬
‫َجم‪ ،‬وهاجم هجم‪ ،‬وصامت‬ ‫منعت األفق فال مصعد‪ ،‬وحرست فال مقعد‪ ،‬وأبهمت فال متلدد‪ ،‬وكان قد ناجم ن َ‬
‫زجم‪ ،‬وقابل رجم‪ ،‬وداع نطق‪ ،‬وحق بسق‪ ،‬وباطل زهق“‪.‬‬
‫أفان ذلك إذ أَضل رجل من كندة إب ً‬
‫ال فأقبل= إلى‬ ‫ثم سكت فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن‪ ،‬فأنا ل َعلَي ِ‬
‫الج ْل َسد‪ ،‬فنحر= جزوراً‪ ،‬واستعار= ثوبين من ثياب السدنة‪ ،‬واكتراهما‪ ،‬فلبسهما‪ ،‬وكذلك كانوا يفعلون‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫َ‬
‫أَنشدك يا رب‪ ،‬أَِبكراً ضخماً مدمومة دماً‪ ،‬مخلوقة باألفخاذ مخبوطة بالحاذ‪ ،‬أَضللتها بين جماهير النخرة‪،‬‬
‫ربوأَرشد‪ ،‬فلم يجب‪ ،‬قال األخزر‪ :‬فانكسر لذلك‪ ،‬وقد كان فيما مضى يخبرنا‬ ‫حيث الشقيقة والضفرة‪ ،‬فاهد ِّ‬
‫باألعاجيب‪.‬‬
‫للج ْل َسد‪ ،‬وال َر ْث َي لهدد‪ ،‬استقام األود‪ ،‬وعبد‬ ‫جن علينا الليل‪ُّ ،‬‬
‫بتمبيتي عنده‪ ،‬فإذا هاتف يقول ‪:‬ال شأن َ‬ ‫فلما َّ‬
‫األصلد‪ ،‬والرأس َ‬
‫األسود‪.‬‬ ‫الواحد الصمد‪ ،‬واكفى الحجر َ‬
‫قال‪ :‬فنهضت مذعوراً‪ ،‬فأتيت الصنم‪ ،‬فإذا هو منقلب على رأسه‪ ،‬وكان لو اجتمع فئا ٌم من الناس ما‬
‫حلحلوه‪.‬‬
‫فوالذي= نفسي بيده ما َع ّرجت على أهل وال مال‪ ،‬حتى أتيت راحلتي‪ ،‬وخرجت حتى أتيت صنعاء‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫هل من خابئة خبر‪ ،‬فقيل لي‪ :‬ظهر رجل بمكة يدعو إلى خلع األوثان‪ ،‬ويزعم أنه نبي‪ ،‬فلم أزل أطوف= في‬
‫مخاليف اليمن حتى ظهر اإلسالم‪ ،‬فأتيت النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فأسلمت‪.‬‬
‫الج ْل َسد زائدة‪.‬‬
‫قال الجوهري في ترجمة جسد‪ :‬إن الالم في َ‬
‫لعدي بن الرقاع‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قال المثقب العبدي وقيل‬
‫تاب ُش َ‬
‫قارى‪ ،‬كما‬ ‫َ‬
‫بات َي ْج ُ‬

‫الج ْل َسد‬
‫َب ْي َق َر َم ْن َي ْمشي إِلى َ‬

‫قارى‪ =،‬مخفف من ُش َّق َ‬


‫ارى‪ :‬نبت‪.‬‬ ‫وش َ‬ ‫يطأطئ الرجل فيه ْ‬
‫رأسه‪ُ ،‬‬ ‫قر ُة‪ :‬إسراع ْ‬
‫وال َب ْي َ‬
‫(معجم البلدان‪ ،‬ياقوت= ‪ ،152-2/151‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،108‬لسان العرب شرح ” جلسد‪،‬‬
‫بقر” والقاموس المحيط شرح ” جسد”‪ ،‬راجع ” الوضاح” في معجمنا‪ ،‬راجع الحجر األسود)‬

‫الجمل األسود‬
‫كانت تعبده جماعة من طيء ومنهم زيد الخيل الذي ”س ّمي كذلك لكثرة خيله“ وغير الرسول اسمه لزيد‬
‫الخير‪ .‬ولهم قال الرسول= ”إني خير لكم من العزى‪ ،‬ومما حازت مناع من كل ضار غير َّنفاع‪ ،‬ومن الجمل‬
‫األسود الذي تعبدونه من دون اهلل عز وجل“‪.‬‬
‫وربما= كان الجمل األسود تصحيف والصحيح ”الجبل األسود“‪ ،‬ألن الحديث هنا عن منَّاع ومناع كان اسم‬
‫من أسماء جبل أجأ‪ ،‬وربما كان هو ”الحجر األسود“ كما ورد في نص الحديث عن بعض المصادر‪.‬‬
‫(األغاني ‪ ،16/47‬راجع األسحم‪ ،‬مجلة العرب السنة ‪ 15‬ص ‪ ،173‬راجع الحجر األسود)‬

‫الجن‬
‫ُون اهَّللِ ِعَبا ٌد‬ ‫ون م ْ‬
‫ِن د ِ‬ ‫ْع َ‬ ‫مليح من خزاعة ‪ -‬وهم رهط طلحة الطلحات‪ ،‬وفيهم نزلت ‪{ :‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين َتد ُ‬ ‫عبدها بنو ٍ‬
‫أَ ْم َثالُ ُك ْم} (األعراف ‪.)194‬‬
‫وتسمت العرب ب”عبد الجن“ و”عبد الجان“‪.‬‬
‫قال ابن حزم في أنسابه‪ :‬وعبد الجان بن عبد اهلل بن الحارث بن زهرة‪ ،‬سماه رسول اهلل ”عبد اهلل“‪ ،‬وهو‬
‫األكبر من مهاجرة الحبشة‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،34‬المفصل لجواد علي ‪ ،6/328‬اإلكليل للهمداني‪ ،‬جمهرة أنساب العرب ‪)130‬‬
‫ِجهار‬
‫كان ِجهار لهوازن بعكاظ‪ ،‬وكان في سفح جبل أطحل بمكة‪ ،‬سدنتها آل عوف النصريون= وكانت محارب‬
‫معهم‪ ،‬أما تلبية نسك ِجهار فكانت‪” :‬لبيك اللهم لبيك‪.‬‬
‫لبيك اجعل ذنوبنا ُجبار‪ ،‬وأهدنا ألوضح المنار‪ ،‬ومتّعنا وملّنا بجهار“‪.‬‬
‫وعلُ ّوه‪،‬‬
‫الشيء و َك ْش ُفه ُ‬ ‫اه َر ُة‪ :‬ال ُمغالََب ُة‪ ،‬قال ابن فارس‪ْ :‬‬
‫الجهر‪ :‬هو إعالن َّ‬ ‫ار وال ُم َج َ‬
‫الج َه ُ‬
‫وفي القاموس‪ِ :‬‬
‫ويتضح من تلبيته رفعته وعل ّوه وهدايته للبشر وقدرته على غفران الذنوب‪.‬‬
‫(المحبَّر‪ ،‬ابن حبيب ‪ ،312-315‬معجم البلدان ‪ ،2/193‬معجم قبائل العرب ‪ ،3/1232‬القاموس المحيط‬
‫” الجهرة‪ ،‬مقاييس اللغة ” جهر”‪ ،‬تكملة األصنام عن تاج العروس ‪)108‬‬
‫حرف الحاء‬

‫الحارث‬
‫ِ‬
‫معبود قديم عند العرب وقد= أضيفت له كلمة العبودية‪ ،‬إذا كانت العرب تسمي ”عبد الحارث“ أو ”عبد‬
‫الحرث“ أو ”عبد حارثة“ وهي من األسماء المعروفة‪ ،‬ومنهم بطن من العرب تسموا ب”بني عبد‬
‫الحارث“‪.‬‬
‫وقد غ ّير الرسول بعض من تس ّمى ب ” عبد الحارث ” ب ” عبد اهلل ” ‪.‬‬
‫الز ْر ُع‪ ،‬وال َك ْس ُب‪َ ،‬‬
‫وج ْم ُع‬ ‫والحارث‪ :‬األسد‪ ،‬كما أن االسم زاخر بمعاني الخصوبة والقوة‪ ،‬فالحرث هو‪َّ :‬‬
‫مار (عضو‬ ‫الح ِ‬‫رادن ِ‬ ‫وأصل ُج ِ‬ ‫كاح بال ُمبالَ َغةِ‪ ،‬والجماع الكثير‪ْ ،‬‬
‫ِس َوةٍ‪ ،‬والنِّ ُ‬ ‫أربع ن ْ‬
‫ِ‬ ‫المال‪ ،‬والجم ُع بين‬
‫ِ‬
‫اع‪.‬‬
‫الز َّر ُ‬ ‫والح َّر ُ‬
‫اث‪َّ :‬‬ ‫والحرثة‪ :‬ما بين ُم ْن َتهى ال َك َمرة و َم ْج َرى ِ‬
‫الختان‪َ ،‬‬ ‫الذكورة)‪ُ ،‬‬
‫وواضح من معانيه أنه إله زراعي‪.‬‬
‫في المرويات اإلسالمية ف َق َد الحارث مكانه‪ ،‬وتح ّول إلى اسم إلبليس وله أسطورة نقلها السيوطي= في ّ‬
‫الدر‬
‫ّ‬
‫الجن‪.‬‬ ‫المنثور عن ابن جرير عن ابن عباس تقول‪” :‬كان إبليس من َح ّي من أحياء المالئكة يقال لهم‪:‬‬
‫خلقوا من نار السموم من بين المالئكة‪ ،‬وكان اسمه الحارث‪ ،‬فكان خازناً من ُخ ّزان الجنة‪ ،‬وخلقت المالئكة‬
‫الحي‪ .‬وخلقت الجن من مارج من نار‪ ،‬وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا‬ ‫ّ‬ ‫كلهم من نور غير هذا‬
‫التهبت‪ ،‬فأول= من سكن األرض الجن‪ ،‬فأفسدوا= فيها وسفكوا الدماء‪ ،‬وقتل بعضهم بعضاً‪ ،‬فبعث اهلل إليهم‬
‫إبليس في جند من المالئكة‪ ،‬فقتلهم حتى ألحقهم بجزائر= البحور وأطراف الجبال‪ ،‬فلما فعل إبليس‪/‬الحارث‬
‫اغتر بنفسه‪ ،‬وقال‪ :‬قد صنعت شيئاً لم يصنعه أحد‪ .‬فاطلع اهلل على ذلك من قلبه‪ ،‬ولم تطلع عليه‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‬
‫المالئكة‪.‬‬
‫(لسان العرب ” حرث”‪ ،‬القاموس المحيط ” الحرث”‪ ،‬معجم المناهي ‪ ،375‬جمهرة أنساب العرب ‪،356‬‬
‫الدر المنثور= ‪)242-1/241‬‬

‫الح َثى‬
‫َ‬
‫الح َثى‪.‬‬
‫يقال للتراب‪َ :‬‬
‫في صحيح البخاري عن أبي رجاء العطاردي= قال‪ :‬كنا في الجاهلية إذا لم نجد حجراً‪ ،‬جمعنا حثية من‬
‫التراب‪ ،‬وجئنا بالشاة فحلبناها= عليه ثم طفنا بها‪.‬‬
‫(البداية والنهاية البن كثير ‪ ،290‬لسان العرب ” حثا”)‬

‫الحجر‬
‫إله سبئي يطابق اإللهة النجمية عطار‪ ،‬كما يقول براندن‪ ،‬ونجده مرة واحدة في اللغة الثمودية في اسم ”بن‬
‫حجر“‪ .‬ويظهر من اسم ”عبد الحجر“ أن عبادته استمرت حتى ظهور= اإلسالم‪ ،‬وممن قام بعبادته ”عبد‬
‫الحجر بن عبد المدان“‪ ،‬واألخير= هو أبو قبيلة من بني الحرث‪ ،‬وعبد الحجر هذا له وفادة على الرسول‪،‬‬
‫فسماه صلّى اهلل عليه وسلّم= عبد اهلل‪.‬‬
‫(تكملة األصنام عن تاج العروس‪ ،111‬ابن دريد في االشتقاق ‪ ،2/398‬معجم المناهي اللفظية ‪،376‬‬
‫تاريخ ثمود ‪)122‬‬

‫الحجر األسود‬
‫عبادة الحجر األسود كانت معروفة عند الجاهليين‪ ،‬وكان أهل مكة يقدسون الحجر األسود= ويتقربون إليه‪،‬‬
‫وانتشرت عبادة الحجر األسود انتشاراً واسعاً= في منطقتنا‪.‬‬
‫والحجر األسود معروف= وهو ركن من أركان الكعبة المشرفة‪ ،‬لكن النبي أشار في حديث أورده ابن دريد‬
‫في جمهرته إلى ”حجر أسود معبود“ غير حجر الكعبة‪ .‬قال النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم لزيد الخيل إذا‬
‫جاءه ليسلم‪” :‬أنا خير لكم من مناع ومن الحجر األسود الذي تعبدونه من دون اهلل“‪ ،‬وفي رواية أخرى ”من‬
‫الجمل األسود الذي تعبدون“‪.‬‬
‫والحجر= األسود من المعبودات التي استمر تقديسها إلى اليوم‪ ،‬وهو من الحجارة النيزكية التي تُخلفها‬
‫الشهب وقد اعتقد األقدمون أنها نازلة من السماء‪ ،‬واشتهر= في الشرق ثالثة من األحجار= السوداء‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الحجر األسود عند األنباط‪ :‬عبد بشكل حجر أسود‪ ،‬وجد مقامه في خربة التنور جنوب شرق= البحر الميت‬
‫ويرجح أنه بني في القرن األول ق‪.‬م‪.‬‬
‫والحجر األسود في مكة‪ :‬حجر نيزكي موضوع= في الجدار الجنوبي= الشرقي= للكعبة في مكة‪ ،‬يقبّله الحجاج‬
‫في موسم= الحج‪.‬‬
‫الحجر األسود في مدينة حمص‪ :‬وهو حجر نيزكي مقدس يمثل بعل حمص إله الشمس الذي عبدوه والذي‬
‫يسمى ”إله الجبل“ أو إيالجابال“ أو ”إيالكابعل“‪ ،‬وأصبح معبد الحجر األسود= بحمص كنيسة فيما بعد ثم‬
‫حولت إلى جامع في العهد اإلسالمي‪ ،‬وهو الجامع الكبير بعد ثورة حمص ضد مظالم العباسيين العام ‪855‬‬
‫م‪.‬‬
‫يذهب البعض إلى أن معبد الحجر األسود في حمص أقيم مكانه مسجد يعرف باسم ”جامع أبي لبادة وقبل‬
‫المسجد كان كنيسة“‪ ،‬ويرى البعض اآلخر أن المعبد يقوم فوق= قلعة حمص نفسها‪ .‬و”االسم السامي للحجر‬
‫األسود“ هو ”بيتيل‪“ BETYLE‬ويعني بيت اإلله (بيت إيل) ويعني صنماً أو نصباً من حجر يسكنه اإلله‬
‫و ُيرمز له“‪.‬‬
‫(جمهرة اللغة ” ع م ن” ‪( 3/142‬طبعة حيدر آباد)‪ ،‬الميثولوجيا= السورية ص ‪ ،192‬تاج العروس م ن‬
‫ع”‪ ،‬راجع ” مناع” في معجمنا)‬

‫حرار‬
‫حر“ ”أصبح حاراً‪،‬‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬طلب إليه في أحد األدعية ”الكمال“‪ ،‬ويأتي هذا االسم من فعل ” ّ‬
‫حارقاً“‪ ،‬يقول براندن‪ :‬يمكن أن يكون اسمه قد ورد بصيغة مختصرة في اللغة اللحيانية على شكل ”ح“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)124‬‬

‫حرم‪/‬حرمت‪/‬حرمة‪/‬حرام‪/‬محرم=‬
‫ورد اسم ”الحرم“ أو ”حرمن“ في قائمة آلهة العرب القدماء‪ ،‬بمعنى اإلله‪ ،‬كما وردت ”حرمت“‬
‫و”حرمة“ بمعنى اآللهة‪ ،‬والالفت أن كلمة ”حرمة“ إلى اليوم تطلق على الزوجة عند المسلمين‪.‬‬
‫ويرى= المستشرق هومل أن ”حرمت“ هي زوج اإلله ”المقه“ إله سبأ‪ ،‬وقد تحدث نص يعود إلى زمن‬
‫قرب ثالثة قرابين‬
‫ملك اسمه ”يدع آل ذرح“ يقدر المستشرقون أنه حكم حوالي سنة ‪ 800‬قبل الميالد أنه ّ‬
‫بمناسبة تسويره ”بيت اإلله المقه“ بمدينة ”صرواح“ إلى اآللهة ”حرمتم“ ”حرمة“ ”حرمت“ ”حريمت“‪.‬‬
‫الحمى‬
‫والحرم= هو ِ‬
‫والحرم= هو المكان المقدس المخصص لآللهة الذي تمارس فيه طقوس العبادة والحج‪َ ،‬‬
‫حول الصنم المعبود وهو ما كان صيده وعضاه حرام‪ ،‬وقد استمر هذا التحريم في اإلسالم‪ ،‬وذكرنا= ذلك‬
‫في حديثنا عن الالت‪ ،‬وإلى اليوم يمكن مشاهدة ذلك في حرم الكعبة‪.‬‬
‫رام َب ْط ٌن من بني تميم و َب ْط ٌن في ُجذام وبطن في بكر بن وائل‪،‬‬
‫ينسبون إلى آل َح ٍ‬
‫وفي العرب بُطون َ‬
‫وحرام‪ :‬قبيلة من بني ُسلَ ْي ٍم‪.‬‬
‫َ‬
‫واالسم للرجال والنساء‪ ،‬ومنهن الحرام بنت ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلب‪.‬‬
‫ويبدو= أن محرم اآللهة كان معروفاً= عند العرب القدماء‪ ،‬إذا كان لإلله محرم‪ ،‬وورد= في نصوص المسند‬
‫”محرم بعل أوعلن“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/448 -2/272 =،6/333‬لسان العرب ” حرم”‪ ،‬نسب معد‬
‫واليمن الكبير‪ ،‬راجع الالت)‬

‫حرم السموات‬
‫إله عربي جنوبي‪.‬‬
‫يقول براندن‪ :‬حرم السماء تعني هنا ”قديس السماء“‪ ،‬ويقابل هذا إلله عند عرب الشمال ”عطار‬
‫يوجهون إليه الدعاء‪.‬‬
‫السموات“‪ .‬وكان الثموديون ّ‬
‫(تاريخ ثمود ‪)123‬‬

‫حطب‪/‬حطبم‬
‫معبد خصص لعبادة اإلله ”عم ذ دونم“ ”عم ذو دونم“‪ .‬ورد ذكره في نص قتباني= أصدره الملك ”شهر هلل‬
‫يهنعم بن يدع أب“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/202‬راجع ” عم”)‬

‫حكيم‬
‫صفة إلله كندة وحضرموت‪ ،‬حيث كانت تقول في تلبيتها‪ :‬لبيك ال شريك لك! تملكه‪ ،‬أو تهلكه‪ ،‬أنت حكيم‬
‫فاتركه‪.‬‬
‫(اليعقوبي= ‪)1/296‬‬

‫َحالل‬
‫اسم صنم لبني فزارة‪ ،‬ذكره ياقوت‪.‬‬
‫وحالل بالفتح ضد الحرام‪.‬‬
‫َ‬
‫وحلِيلة الرجل‪ :‬امرأَته‪ ،‬وهو َحلِيلُها‪،‬‬ ‫والحل‪ :‬إباحة الشيء‪ ،‬ورجل ُم ِح ٌّل من اإلحالل‪ ،‬و ُم ِ‬
‫حرم= من اإلحرام‪َ .‬‬ ‫َ‬
‫قال ابن منظور‪ :‬وهو من قديم= األسماء‪.‬‬
‫قال ابن دريد‪ :‬وفي المثل قول الذي أُ ِغير على إبله فركب سائبة فاتَّ َبعها‪ :‬أتركب َ‬
‫الحرام؟ فقال‪” :‬يركب‬
‫حالل له!“‪ ،‬فأرسلَها مث ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الحرا َم َمن ال‬
‫(معجم البلدان ‪ ،281-2/280‬لسان العرب ” حلل”‪ ،‬االشتقاق ‪)87‬‬

‫حلفن‬
‫اإلله الخاص بال َق َسم في الحضارة المعينية‪ ،‬وقد ورد اسمه في جملة أسماء اآللهة المذكورة في الكتابات‬
‫العربية الجنوبية في نصوص تتعلق بحبس أموال وبعقد عقود‪ ،‬ويالحظ أن أصحابها استعانوا= بهذا اإلله‬
‫إلنزال النقمة والعذاب وأشد الجزاء بكل من يحاول أن يغيّر أو يبدل تلك العقود والنصوص‪ ،‬أو يتجرأ‬
‫فيستولي= على األموال والحبوس المقررة‪ ،‬كما رجوا منه أن يشملهم= هم وجماعتهم برحمته وبلطفه وكرمه‬
‫إلخالصهم له ولفنائهم في حبه‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)305-6/295‬‬

‫َحليم‬
‫حليم إله قبيلتي= ”محانيل وبقيل“‪ .3‬يقول براندن‪ :‬وتعني الكلمة ”طيب“‪ ،‬وفي اللغة الثمودية نجد اسماً مركباً‬
‫معه‪” :‬ذو َحليم“‪.‬‬

‫يـرة‪( .‬لسـان العـرب‪ ،‬بقـل)‪ ،‬وفـي ذكـر اإللـه رحـيم كمـا سـنجد الحقـا يقـول‬
‫الح َ‬ ‫‪ 3‬الــبَ ْقل ‪ :‬بطــن مــن َ‬
‫األ ْزد وهــم= بَنُو بـاقل‪ .‬وبَنُو بُ َقيْلـة‪ :‬بطـن مـن ِ‬
‫برانـدن إنـه= لقبـيلتي بـاقل ومهانيف‪ ،‬لذلك نرجح أن مهانيل ومهانيف ذكرا بترجمة= غير دقيقة‪.‬‬
‫الصبور‪ ،‬وقال‪ :‬معناه‬
‫والحلِي ُم في صفة اهلل عز وجل‪ :‬معناه َّ‬
‫والحليم من أسماء اهلل الحسنى عند المسلمين‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِزه الغضب عليهم‪.‬‬ ‫يس َت ِخ ُّف ُه ِع ْ‬
‫صيان ال ُعصاة وال يستف ّ‬ ‫أنه الذي ال ْ‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،122‬لسان العرب ” حلم”)‬

‫ِحمام‬
‫ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة‪ ،‬قال ابن‬ ‫صنم لبني عذرة كانوا يعظمونه‪ ،‬وكان في بني هند بن حرام بن ِ‬
‫عساكر في تاريخ دمشق‪ :‬كان سادن ِحمام رج ً‬
‫ال يقال له‪ :‬طارق‪ ،‬وكانوا= َيعتُرون عنده‪ ،‬وذكر ابن سيد‬
‫الناس الصنم‪ ،‬لكن قال إن اسمه‪ُ :‬خ َمام‪.‬‬
‫فالحمام في لغة العرب هو الموت والقدر‪.‬‬
‫واألرجح أن ضبط االسم بكسر الحاء‪ِ ،‬‬
‫وفي أساطير الهواتف= التي خرجت من األصنام تبشر بمجيء الرسول محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬نقرأ‬
‫في تاريخ دمشق= البن عساكر‪ ،‬قال زمل بن عمرو العذري (وهو صاحب شرطة معاوية)‪ :‬لما ظهر النبي‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم سمعنا صوتاً يقول‪ :‬يا بني هند بن َحرام‪ ،‬ظهر الهدى‪ ،‬وأودى= ِحمام‪ ،‬ودفع= الشرك‬
‫اإلسالم“‪.‬‬
‫قال‪ :‬ففزعنا لذلك وهالنا‪ ،‬فمكثنا أياماً ثم سمعنا صوتاً وهو يقول‪” :‬يا طارق= يا طارق‪ ،‬بُعِث النبي‬
‫صدع صادعه بأرض تهامة‪ ،‬لناصريه السالمة‪ ،‬ولخاذليه الندامة‪ ،‬هذا الوداع مني‬ ‫الصادق‪ ،‬بوحي ناطق‪َ ،‬‬
‫إلى يوم القيامة‪ ،‬قال زمل‪ :‬فوقع= الصنم لوجهه‪ .‬فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلّى اهلل عليه وسلّم=‬
‫مع نفر من قومي‪ ،‬وأنشدته شعراً قلته‪:‬‬
‫َصها‬
‫إليك رسول اهلل أعملت ن ّ‬

‫أكلُِّفها َحزناً و َق ْوزاً من الرمل‬


‫ألنصر= خير الناس نصراً‬
‫مؤزراً=‬
‫وأعقد حب ً‬
‫ال من حبالك في حبلي‬

‫وأشهد أن اهلل ال شيء غيره أدين له ما أثقلت قدمي= نعلي‬


‫قال‪ :‬فأسلمت وبايعته وأخبرناه بما سمعنا فقال‪ :‬ذلك من كالم الجن‪ ...،‬وعقد لنا لواء‪ ،‬وكتب لنا كتاباً نسخته‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ .‬من محمد رسول اهلل‪ ،‬لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة‪ ،‬إني بعثته إلى قومه‬
‫عامة‪ ،‬فمن أسلم ففي حزب اهلل ورسوله‪ ،‬ومن أبى فله أمان شهرين‪.‬‬
‫شهد علي بن أبي طالب‪ ،‬ومحمد بن مسلمة األنصاري‪.‬‬
‫(مختصر= تاريخ دمشق ‪ ،169-6/168‬عيون األثر ‪ ،1/156‬لسان العرب‪ ،‬الصحاح في اللغة ” حمم”)‬

‫حمل‬
‫اسم إله ورد في األعالم المركبة مثل‪” :‬عبد حمل“ وهو من األسماء التي وردت في الكتابات اللحيانية‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/327‬‬

‫حمد‬
‫من اآللهة التي تعبّد لها اللحيانيون‪.‬‬
‫و”آل حمد‪/‬الحمد“ من القبائل التي ورد اسمها في الكتابات الصفوية‪ ،‬وذكرت في نص صفوي يتحدث‬
‫عن قتال دار بين قبيلة ”آل حمد“ وقبيلة ”آل رحبة“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)3/149 ،6/320‬‬

‫حكم‪/‬حوكم=‬
‫من اآللهة الخاصة بشعب قتبان‪ ،‬وورد ذكره في نصوص المسند ”حكم‪/‬حوكم“‪ .‬منها كتابتان قتبانيتان‬
‫توسل فيها صاحب التدوين وتضرع إلى اإلله ”أنبي“ ّ‬
‫ليمن على أصحاب الكتابتين بالخير والبركة ويقيهم‬
‫شر المجاعات‪ ،‬وذكر فيها اسم اإلله ”حكم‪/‬حوكم“‪.‬‬
‫ويحتمل أن يكون ”حوكم‪/‬حوك“ على رأي بعض المستشرقين= ”إله السماء“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)188-2/187 ،6/300‬‬

‫حميم‪/‬حمم‬
‫راجع ذات حميم‪.‬‬

‫حوت‪/‬تحوت‬
‫من اآللهة التي عبدها اللحيانيون‪ ،‬وقد ورد في كتاباتهم= المتأخرة اسم ”عبد حت“ و”عبد حوت“‪.‬‬
‫وعرف عند قدماء المصريين اإلله ”تحوت“ وينسب إليه المصريون اختراع كل علم‪ .‬وهو إله الحكمة‪.‬‬
‫(المفصل ‪ ،8/199 ،6/326‬راجع حديثنا عن النون)‬

‫َح ْول‬
‫اإلله القمر للسبئيين‪ ،‬وهو يقابل ”سين“‪ ،‬ورد اسمه في النصوص الثمودية في دعاءين‪ ،‬األول‪” :‬يا عطار‬
‫سماوي‪ ،‬ليبارك َح ْول‪ ،‬أسمعوا أصواتكم= إلى ذي دادات“‪ ،‬والثاني‪” :‬أعط‪ ،‬يا َح ْول‪ ،‬ساعدني“‪.‬‬
‫وورد= أيضاً في نصوص ثمود اسم الصنم ”حويل“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،122‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)1/331‬‬

‫الح ّي‬
‫َ‬
‫الحي“ أورد اسمه الصغاني= والبكري في أسطورة أجأ‬
‫َّ‬ ‫معبود للعرب قبل اإلسالم‪ ،‬ومنه جاء اسم ”عبد‬
‫أجأُ هو ابن عبد َ‬
‫الح ّي‪.‬‬ ‫وسلمى‪ ،‬قاال‪ :‬إن من اسمه َ‬
‫بالح ّي ألن الباب الذي يأتي‬
‫والح ّي‪ :‬ضد الميت ونقيض الموت والحياة‪ ،‬وفرج المرأة وربما= ُسمَيّ الفرج َ‬
‫َ‬
‫منه كل إنسان وعبره يصبح َحيًاّ‪.‬‬
‫والح ّي‪ :‬من أسماء اهلل الحسنى في اإلسالم‪.‬‬
‫َ‬
‫(معجم ما استعجم ‪ ،110‬العباب الزاخر ” أجأ”‪ ،‬القاموس المحيط ” الحي”‪ ،‬لسان العرب ” حيا”)‬

‫الح ْيس‬
‫َ‬
‫وكان لبني حنيفة في الجاهلية صنم من حيس فعبدوه دهراً طوي ً‬
‫ال‪ ،‬ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه‪ ،‬فعيّرتهم=‬
‫العرب بذلك‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫زمن التقحم والمجاعه‬ ‫أكلت حنيفة ربها‬

‫سوء العواقب والتباعه‬ ‫لم يحذروا من ربهم‬

‫ما صنعت خزاعه‬ ‫أحنيف هال إذ جهلت‬


‫وقال رجل من بني تميم‪:‬‬
‫وكلفوا العرب اتباعه‬ ‫نصبوه من حجر أصم‬
‫أكلت ربها حنيفة من جوع‬

‫قديماً= بها ومن أعواز‬

‫الح ْيس‪ :‬الخلط‪ ،‬ومنه ُس ّمي الحيس وهو األقط يخلط بالتمر والسمن‪.‬‬
‫وفي اللسان‪َ :‬‬
‫(الحور= العين نشوان الحميري‪ ،186 ،‬لسان العرب ” حيس”)‬

‫الحيّة‪/‬حارسة الكعبة‬
‫َ‬
‫الح ّي وهو نقيض‬ ‫الحيّة من َ‬‫الحية في لغة العرب هي الالهة واإلالهة‪ ،‬وتحمل الكلمة معاني األلوهية‪ ،‬واسم َ‬
‫الحياة‪ .‬وواضح أن القدماء كانوا ينظرون إلى الحية على‬ ‫الحيَّ ِة من َ‬ ‫ُ‬
‫واشتقاق َ‬ ‫الميت‪ ،‬قال صاحب اللسان‪:‬‬
‫أنها خالدة ال تموت‪ .‬وكان يقال للرجل إذا طال ُع ْمره وللمرأَة إذا طال عمرها‪ :‬ما هُو إ ّ‬
‫ال َحيَّ ٌة وما هي إ ّ‬
‫ال‬
‫َحيَّ ٌة‪ ،‬وذلك لطول عمر َ‬
‫الحيَّة‪.‬‬
‫الحيّة رمزاً لعدد من اآللهة‪ ،‬ولعل أبرزها الالت‪ ،‬يقول ابن سيده في‬ ‫وفي ديانة العرب القدماء كانت َ‬
‫المحكم‪ :‬الالت‪ :‬صنم‪ ،‬أصله الهة‪ ،‬وهي الحية‪ ،‬كأن الصنم سمي بها‪ ،‬ثم حذف منه الهاء‪ ،‬كما قالوا‪ :‬شاة‬
‫وأصلها شاهة‪ .‬ويرجح جواد علي في مفصله أن الحية التي عثر عليها في ال ”بغبغ“ الذي كان بجانب‬
‫صنم ُهبل بأنها كانت رمزاً له‪ ،‬كما كانت الحية رمزاً لإلله العربي= ”ود“‪.‬‬
‫والحية كانت حارسة بيت الرب‪ ،‬الكعبة‪ ،‬يقول األزرقي‪ :‬كان للبيت خزانة بئر في بطنها‪ ،‬يلقى فيه الحلي‬
‫والمتاع الذي يهدى له‪ ،‬وهو يومئذ ال سقف له‪ ،‬فتواعد له خمسة نفر من جرهم أن يسرقوا ما فيه‪ ،‬فقام على‬
‫كل زاوية من البيت رجل منهم‪ ،‬واقتحم الخامس‪ .‬فجعل اهلل أعاله أسفله‪ ،‬وسقط منكساً فهلك‪=ّ ،‬‬
‫وفر األربعة‬
‫اآلخرون‪ .‬فعند ذلك مسحت األركان‪ ،‬األربعة‪.‬‬
‫فلما كان من أمر هؤالء الذين حاولوا سرقة ما في خزانة الكعبة ما كان ‪ ،‬بعث اهلل تعالى حية سوداء‬
‫الظهر بيضاء البطن ‪ ،‬رأسها مثل رأس الجدي‪ ،‬فحرست البيت خمسمائة سنة ال يقربه أحد بشيء من‬
‫معاصي اهلل إال أهلكه اهلل‪ ،‬وال يقدر أحد أن يروم= سرقة ما كان في الكعبة‪.‬‬
‫فلما أرادت قريش بناء البيت منعتهم‪ w‬الحية هدمه‪ ،‬فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند المقام‪ ،‬ثم دعوا اهلل تعالى‬
‫وقالوا‪ :‬اللهم ربنا إنما أردنا عمارة بيتك‪ .‬فجاء طير أسود الظهر أبيض البطن أصفر الرجلين‪ ،‬فأخذها‬
‫فاحتملها‪ ،‬فجرها حتى أدخلها جياد‪.‬‬
‫الح َّي ُة‪َ .‬‬
‫وقيل‪:‬‬ ‫والال َه ُة‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫اله ُ‬
‫الل‪ ،‬قال الفيروز= آبادي‪:‬‬ ‫اله ُة الشمس‪ ،‬الحية العظيمة‪ ،‬وهي ِ‬ ‫اإل َ‬ ‫قال ابن منظور‪ِ :‬‬
‫للصن َِم منها‪ُ ،‬س ِّم َي بها‪ ،‬ثم ُح ِذ َفت الها ُء‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الال ُت‪َّ ،‬‬
‫الج َبل ْ‬
‫مأواها‪.‬‬ ‫الج َبل“ َ‬
‫ألن َ‬ ‫الحيَّة ب”ابنَة َ‬ ‫وكانت العرب تسمي َ‬
‫من الجذر الثنائي ” َح ّي“ اشتقت العرب كلمة الحياء التوبة والحشمة‪ ،‬والحياء هو ”الرحم“‪ ،‬وكذلك‬
‫الح ّي‪ ،‬وهناك عالقة لغوية بين الحية وحواء‪ ،‬واللفظان في لغة‬‫الحيّة من الجذر َ‬ ‫الح ّي“ هو فرج المرأة‪َ ،‬‬
‫” َ‬
‫ُ‬
‫األلفاظ التي اقتربت أصولها واتفقت معانيها‪ .‬يقول ابن منظور‪ :‬إنما سمي‬ ‫العرب كما يقول ابن منظور‪ :‬من َ‬
‫االستحياء َ‬
‫ألنه يُ ْس َتر= من اآلدمي ويُ ْكنى= عنه من الحيوان‪.‬‬ ‫الحياء من ْ‬
‫َحيا ًء باسم َ‬
‫(لسان العرب ” حيا”‪ ،‬أخبار مكة ‪ ،149-148‬راجع في معجمنا‪ ،‬الالت‪ ،‬اإلالهة‪ ،‬هبل‪ ،‬جبل‪ ،‬ودّ‪ ،‬لمزيد‬
‫من اإلطالع على األفعى في الفكر األسطوري= يمكن مغامرة العقل األولى ” سفر التنين” ص ‪ 213‬وما‬
‫يليها)‬
‫حرف الخاء‬

‫خريج‬
‫وجه إليه دعاء يطلب الكمال‪ ،‬يعني هذا االسم”من يخرج“‪ ،‬يقول براندن‪” :‬نجد االسم في أسماء‬‫إله ثمودي ّ‬
‫العلم الديدانية واللحيانية كما نعثر عليه مرة واحدة في اللغة المعينية‪ .‬وهو يشكل مظهراً إلله قمري‪ .‬يضع‬
‫البعض ”خريج“ في عالقة مع كلمة ”خرج“ التي تعني أول المطر‪ ،‬ويعتبر= إلهاً للري‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)123‬‬

‫الخلُصة‬
‫ُ‬
‫الخلُصة بض ّمهما= في أصنام الكلبي‪ ،‬قال ابن دريد‪:‬‬
‫الخلَصة بفتح الخاء والالم في أخبار مكة‪ ،‬وهي ذو ُ‬
‫هي َ‬
‫الخ ْلصة بسكون الالم وهو بيت صنم في ديار دوس‪ ،‬ذكره ياقوت‪.‬‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫منقوشة عليها كهيئة التاج‪.‬‬ ‫الخلُصة وكان مروة بيضاء‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬كان من تلك االصنام= ذو ُ‬
‫الخلُصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة‪ ،‬قال ابن حبيب‪ :‬وهو اليوم بيت قصار‪ ،‬فيما‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬ذو ُ‬
‫أُخبرت‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬وكانت تعظمها وتهدي لها خثعم وبجيلة وأزد= السراة ومن قاربهم= من بطون العرب من‬
‫هوازن‪ ،‬ومن كان ببالدهم من العرب بتبالة‪.‬‬
‫الخلُصة له بيت تعبده بجيلة ‪ /‬وخثعم‪ w‬والحارث بن كعب وجرم‪ ،‬وزبيد‪ ،‬والغوث‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬وكان ذو ُ‬
‫بن مر بن اد‪ ،‬وبنو هالل بن عامر‪ ،‬وكانوا سدنته‪ ،‬وكان بين مكة واليمن‪ ،‬كان بالعبالء على أربع مراحل‬
‫ليال من مكة‪ .‬وكان سدنتها بنو أمامة‬
‫من مكة‪ .‬قال ابن الكلبي‪ :‬كانت بتباله بين مكة واليمن على مسيرة سبع ٍ‬
‫أعصر‪.‬‬
‫من باهلة بن ُ‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬قال رجل من تبالة‪:‬‬
‫لو كنت ياذا‬
‫الخلص‬
‫الموتورا‬

‫مثلي وكان‬
‫شيخك‬
‫المقبورا‬

‫لم تنه عن قتل العداة زورا=‬


‫الخلُصة‪ ،‬فاستقسم= عنده باألزالم= فخرج السهم ينهاه عن ذلك‪،‬‬
‫وكان أبوه قتل‪ ،‬فأراد الطلب بثأره‪ ،‬فأتى ذا ُ‬
‫فقال هذه األبيات‪ :‬ومن الناس من ينحلها عن امرئ القيس بن حجر الكندي‪.‬‬
‫ليل قال‪ :‬حدثنا علي بن الصباح قال‪ :‬حدثنا أبو المنذر هشام بن محم ٍد‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬حدثنا الحسن بن ُع ٍ‬
‫مر بذي‬
‫حجر‪ ،‬يريد الغارة على بني أس ٍد ّ‬
‫مسكين عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬لما أقبل امرؤ القيس بن ٍ‬‫ٍ‬ ‫قال‪ :‬أخبرني أبو‬
‫أقدح‪ :‬اآلمر والناهي والمتربص)‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُُ‬
‫الخلصة (وكان صنما بتبالة وكانت العرب جميعا تعظمه وكانت له ثالثة ٍ‬
‫مرات‪ .‬فخرج الناهي‪ .‬فكسر القداح وضرب بها وجه الصنم‪ ،‬وقال‪ :‬عضضت بأير‬ ‫ٍ‬ ‫فاستقسم عنده ثالث‬
‫أبيك! لو كان أبوك قتل ما ع ّوقتني‪ .‬ثم غزا بني أس ٍد فظفر بهم‪.‬‬
‫فلم يستقسم عنده بشيء حتى جاء اهلل باإلسالم‪ .‬فكان امرؤ القيس أول من أخ َف َره‪.‬‬
‫الخلُصة يقول خداش بن زهير العامري= لعثعث بن وحشي= الخثعمي في عه ٍد كان‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬في ذي ُ‬
‫بينهم فغدر= بهم‪:‬‬
‫وذكرته باهلل بيني وبينه‬
‫وما بيننا من ُمدة لو َّ‬
‫تذكرا‬

‫وبالمروة البيضاء يوم تبال ٍة‬

‫تنصرا‬
‫ومحبسة النعمان حيث ّ‬

‫فلما فتح رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم مكة وأسلمت العرب‪ ،‬ووفدت عليه وفودها قدم عليه جرير بن عبد‬
‫الخلُصة‪ ،‬فقال‪ :‬بلى! ّ‬
‫فوجهه إليه‪.‬‬ ‫جرير! أال تكفيني ذا ُ‬
‫ٍ‬ ‫اهلل مسلماً‪ .‬فقال له‪ :‬يا‬
‫فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة فسار= بهم إليه‪ .‬فقاتلته خثعم وباهلة دونه‪ .‬فقتل من سدنته من باهلة‬
‫يومئذ مائة رجل وأكثر القتل في خثعم وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم‪.‬‬
‫الخلُصة‪ ،‬وأضرم= فيه النار فاحترق‪ .‬فقالت امرأة من خثعم‪:‬‬
‫فظفر بهم‪ ،‬وهزمهم‪ ،‬وهدم= بنيان ذي ُ‬
‫وبنو= أمامة بالولية صرعوا‬
‫ثم ً‬
‫ال يعالج كلهم أنبوبا‬

‫جاءوا لبيضتهم فالقوا دونها‬

‫أسداً ّ‬
‫تقبلدى السيوف= قبيبا‬

‫قسم المذلة بين نسوة خثعم‬


‫ً‬
‫قسمة تشعيبا‬ ‫فتيان أحمس‬
‫الخلُصة وعبادتها‬
‫تلبية ذي ُ‬

‫الخلُصة ” لبيك اللهم لبيك لبيك‪ ،‬بما هو ّ‬


‫أحباليك ” ‪.‬‬ ‫قال ابن حبيب‪” :‬وكانت تلبية من نسك ذا ُ‬
‫قال األزرقي‪ “:‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثني جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سالم القداح عن عثمان بن ساج‬
‫الخلُصة بأسفل مكة‪ ،‬فكانوا يكسونها القالئد ويهدون‬
‫قال‪ :‬أخبرني ابن إسحاق قال‪ :‬نصب عمرو بن لحي ُ‬
‫إليها الشعير‪ ،‬والحنطة‪ ،‬ويصبون عليها اللبن‪ ،‬ويذبحون لها‪ ،‬ويعلقون عليها بيض النعام ”‪.‬‬
‫دوسعلى‬
‫ٍ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬وبلغنا رسول اهلل “عليه السالم“‪ ،‬قال ‪:‬ال تذهب الدنيا حتى تصطك= إليات نساء‬
‫الخلُصة‪ ،‬يعبدونه كما كانوا يعبدونه‪.‬‬
‫ذي ُ‬
‫(األصنام= ‪ ،47-36-35-34‬المحبَّر ابن حبيب ‪ ،317-312‬أخبار مكة األزرقي= ‪ ،1/196‬الروض اآلنف‬
‫‪ ،1/366‬معجم البلدان ‪)384-2/383‬‬

‫الخميس‬
‫صنم كان لبني النجار أخوال عبد المطلب جد الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وجاء في شعر ذكره ابن حبيب‬
‫في المن ّمق‪ ،‬قاله عبد المطلب ألخواله بني النجار‪:‬‬
‫أبلغ بني النجار إن جئتهم‬

‫أني منهم وابنهم والخميس‬

‫قال محقق الكتاب خورشيد أحمد فاروق= ورد على هامش الكتاب‪ :‬الخميس صنم أقسم= به‪.‬‬
‫(المنمق البن حبيب ‪ ،85‬طبعة عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪)1985‬‬

‫الخيار‬
‫ِ‬
‫تس ّمى بعبادته قوم من العرب‪ ،‬قال البالذري في أنساب األشراف‪” ،‬قوم من إياد سكنوا الحيرة“‪ ،‬ويقال لهم‬
‫”بنو عبد الخيار“‪ ،‬من بني ُحذافة‪.‬‬
‫خيار‪،‬‬ ‫يار الناس وأخيارهم‪ٌ ...‬‬
‫وإبل ٌ‬ ‫قال ابن دريد‪ :‬واشتقاق الخيار من قولهم‪ :‬هذا ِخيار الشيء‪ ،‬وهؤالء ِخ ُ‬
‫ران‪ ،‬و ُمختاراً‪=،‬‬ ‫العرب ِخياراً وهو أبو قبيلة منهم‪َ ،‬‬
‫وخ ْي َ‬ ‫ٌ‬ ‫سمت‬
‫أي مختارة‪ .‬وقوم أخاير‪ :‬جمع خيِّر‪ .‬وقد َّ‬
‫معرب‪.‬‬
‫فارس ّ‬
‫ٌّ‬ ‫حسن الهيئة والمروءة‪ .‬قال أبو عبيدة‪ :‬هو‬
‫ير‪ ،‬أي َ‬
‫الخ ِ‬ ‫و ُمختار َة‪ .‬ويقولون‪ٌ :‬‬
‫فالن َح َسن ِ‬
‫(أنساب األشراف ‪ ،1/28‬االشتقاق ‪)89‬‬

‫خير‬
‫وخير من المعبودات العربية القديمة إذ نجده في أسمائهم إلى ما قبل اإلسالم‪ ،‬ومنهم عبد خير بن يزيد‬
‫الهمداني‪ ،‬ويكنى= أبا عمارة‪ ،‬معمر من همدان‪ ،‬عاش مئة وعشرين سنة‪ ،‬أدرك زمان النبي‪.‬‬
‫قال براندن في تاريخ ثمود‪ :‬وفي األسماء الثمودية عثر على اسم ”الخير يطل“ رجح أن يكون إلهاً قمرياً‬
‫له عالقة باإلله ”هالل“‪.‬‬
‫(أسد الغابة‪ ،3/418 ،‬تاريخ ثمود ‪)120‬‬

‫الخيل ‪ُ /‬عبَّاد الخيل ‪ /‬األس َبذيون‬


‫قال ياقوت‪ :‬كان في البحرين قوم من بني تميم يس ّمون باألسبذيين وقد اختلف في سبب تسميتهم‪ =،‬ومن ذلك‬
‫ما قاله البالذري في فتوح البلدان‪َ :‬‬
‫األس َب ّذيون قوم= كانوا يعبدون الخيل بالبحرين‪ ،‬ويقال إن عبد اهلل بن زيد‬
‫األس َبذي“‪ ،‬وقيل إنه نسب إلى‬‫نصبه ال ُفرس على عرب البحرين كان يلقب ” َ‬ ‫والد المنذر بن ساوي= الذي ّ‬
‫ّ‬
‫األسبذيين كانوا يسكنون‬ ‫قرين ب َه َجر يقال لها األس َب ّذ‪ ،‬ويقال إنه نسب إلى األس َب ّذيين عبدة الخيل‪ .‬وقيل إن‬
‫في مدينة يقال لها ّ‬
‫أسبذ ب ُعمان فنسبوا= إليها‪.‬‬
‫قال ياقوت‪ :‬وقيل لهم األسبذيون ألنهم كانوا يعبدون فرساً‪ ،‬والفرس في الفارسية اسمه ”أَسب“‪ ،‬زادوا ذا ً‬
‫ال‬
‫تعريباً“‪.‬‬
‫(فتوح البلدان البالذري ص ‪ ،107-106‬معجم البلدان ‪)172-1/171‬‬
‫حرف الدال‬

‫الدَّار‬
‫صنم‪ُ ،‬س ّمي به عبد الدار بن قصي= بن كالب‪ ،‬أبو بطن‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،108‬االشتقاق ابن دريد ‪)1/155‬‬

‫داطين‬
‫موجهة إلى هذا اإلله كثيرة إلى حد ما‪ ،‬وكان‬
‫من اآللهة الثمودية‪ ،‬عثر في النصوص الثمودية على أدعية ّ‬
‫يطلب إليه فيها العطاء والخصوبة والفرح‪ ،‬والشبع والشر لألعداء‪ .‬وقد نسبت إليه الملكية‪ .‬ويبدو= أن‬
‫عبادته قد انتشرت في الجزيرة العربية الوسطى‪.‬‬
‫والدوط= في لغة العرب تفيد معنى الثبات والدوام‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،118‬لسان العرب ” دوط”)‬

‫الد َب َر ُ‬
‫ان‬ ‫دبر‪َّ /‬‬
‫إله ثمودي‪ ،‬تع ّبدت له ”طسم“‪ ،‬وعبدته طائفة من تميم‪ ،‬وهو من العبادات الكوكبية‪.‬‬
‫ألنه َي ْدبُ ُر الثريا أَي َي ْت َب ُعها‪ ،‬لذلك يقال له‪:‬‬
‫وسمي بذلك َ‬ ‫ان نجم بين الثُّ َريَّا َ‬
‫والج ْوزا ِء‪ُ ،‬‬ ‫الد َب َر ُ‬
‫وفي لغة العرب َّ‬
‫ران خمسة كواكب من الثَّ ْو ِر يقال إِنه َسنَا ُمه‪ ،‬وهو من منازل القمر‪.‬‬ ‫الد َب ُ‬‫التَّا ِب ُع والتُّ َو ْي ِب ُع‪ .‬قال الجوهري‪َّ :‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/167 ،1/331‬لسان العرب ” دبر”)‬

‫دلبات‪/‬دبالت‬
‫وهي من اآللهة التي أسرها الملك األشوري= سنحاريب خالل سبيه لجزيرة العرب من دومة الجندل‪،‬‬
‫وعندما انتقل الملك إلى ابنه أسرحدون أعادها ألصحابها‪.‬‬
‫كتب اسمها ”دبالت ودبلت‪ ،‬ودلبت ودلبات“‪ ،‬ويبدو= أنها كانت أرفع اآللهة في دومة جندل إذ يتحدث‬
‫أسرحدون في نص د ّونه ”‪ 669-680‬ق‪.‬م“ عن أعماله وعن أعمال والده‪ ،‬يقول فيه‪ :‬إن أباه ”سنحاريب“‬
‫أخضع ”أدومو“ معقل أريبي“ واستولى على أصنامها‪ ،‬وحملها معه إلى عاصمته‪ ،‬وأسر ملكتها‬
‫”أشكالتو“ التي كانت كاهنة لآللهة ”دلبات“‪ ،‬وأسر األميرة ”تبؤة“ كذلك‪.‬‬
‫يقول جواد علي‪ :‬لما حارب األعراب الملك ”سنحاريب“ ملك أشور‪ ،‬حملوا أصنامهم= ”دبلت‪/‬دبالت“‬
‫و”دية“ و”نوخيا“ و”أبيريلو“ و”عثتر قرمية“ معهم لتدافع عنهم‪ ،‬ولتحارب معهم األشوريين‪ ،‬فهم كانوا‬
‫يعتقدون أن آلهتهم تساندهم‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،291-6/62 =،592-1/591‬راجع اآللهة ” ُسكيالت” في‬
‫معجمنا)‬

‫دم ذ ميفعن‬
‫إله من آلهة معين‪ ،‬وقد ذكر في مجمع آلهة سبأ‪.‬‬
‫ورد اسمه ”دم ذ ميفعن“ في كتابة تعود للملك ”ذمر علي“ ملك سبأ وهو ابن الملك يدع أيل وتر“‪ ،‬حكم‬
‫حسب المستشرق= فيلبي في سنة ‪ 410‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫وذو يفعان‪/‬ذ ميفعن قبيلة سبئية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)322-2/323‬‬

‫ار‬
‫دو ُ‬
‫َّ‬
‫ار؛ يضبط‬
‫الد َو ُ‬ ‫كانت العرب تنصب الصنم ويجعلون موضعاً حوله َيد ُ‬
‫ُورون به‪ ،‬واسم ذلك الصنم والموضع= ُّ‬
‫بضم الدال وقد= تفتح‪ ،‬ومنه قول امرئ القيس‪:‬‬
‫َف َع َّن لنا ِس ْر ٌب كأَ َّن ن َ‬
‫ِعاج ُه‬

‫ار‪ ،‬في ُمال ٍء‬


‫ُو ٍ‬ ‫َع َذ َ‬
‫ارى د َ‬
‫ُم َذيَّ ِل‬

‫ويبدو من بيت امرئ القيس أنه كان ل ّد ّوار عذراى يتعبّدن له‪ ،‬وهن اللواتي ُعرفن في ديانات الشرق القديم‬
‫ب”عذارى المعبد“‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬استهترت العرب في عبادة األصنام‪ ،‬فمنهم من اتخذ بيتاً‪ ،‬ومنهم من اتخذ صنماً‪ ،‬ومن لم‬
‫بيت‪ ،‬نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره مما استحسن ثم طاف به كطوافه‬ ‫يقدر عليه وال على بناء ٍ‬
‫ار‪.‬‬
‫َّو ُ‬
‫بالبيت‪ .‬وسموها= األنصاب‪ .‬فإذا كانت تماثيل دعوها األصنام واألوثان‪ ،‬وسموا= طوافهم الد َّ‬
‫ال‪ ،‬أخذ أربعة أحجا ٍر‪ ،‬فنظر إلى حسنها‪ ،‬فاتخذه رباً‪ ،‬وجعل ثالث أثافي‬
‫فكان الرجل إذا سافر فنزل منز ً‬
‫ال آخر فعل مثل ذلك‪.‬‬‫لقِدره‪ ،‬وإذا ارتحل تركه‪ .‬فإذا نزل منز ً‬

‫فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها‪ ،‬ويتقربون إليها وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها‪ ،‬يحجونها‬
‫ويعتمرون إليها‪ .‬وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو لالقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة‬
‫بها‪.‬‬
‫قال الزبيدي‪ :‬كان يدورون= حوله أسابيع كما يُطاف بالكعبة‪ .‬وقيل كانت حجارة يدورون حولها تشبيهاً=‬
‫بالطائفين الكعبة‪ .‬ولذا كره الزمخشري وغيره أن يُقال‪ .‬دار بالبيت‪ .‬بل يُقال‪ :‬طاف به‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬كانت للعرب حجارة غير منصوبة يطوفون بها ويعترون عندها‪ .‬يسمونها= األنصاب‬
‫ّوار‪.‬‬
‫ويسمون الطواف بها الد َّ‬
‫بنصبلهم فرأى= في فتياتهم‬
‫ٍ‬ ‫وفي ذلك يقول عامر بن الطفيل (وأتى= غنى بن أعصر يوماً‪ ،‬وهم يطوفون‬
‫ال ّ‬
‫وهن يطفن به) فقال‪:‬‬ ‫جما ً‬

‫أال يا ليت أخوالي غنيًاّ‬

‫عليهم كلما أمسوا ُد ّوار!‬

‫شيث دواراً يدورون= حوله‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬قال رجل من بني قابيل بن آدم‪ :‬يا بني قابيل! إن لبني‬
‫ويعظمونه‪ ،‬وليس لكم شيء‪ .‬فنحت لهم صنماً فكان أول من عملها‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،50-42- 33‬تكملة األصنام ‪ 108‬عن تاج العروس‪ ،‬لسان العرب شرح ” دور”)‬

‫ديان‪/‬دين‬
‫إله ورد اسمه بين آلهة الصفويين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/322‬‬

‫ديه‪/‬دايا‪/‬داية‬
‫من اآللهة التي أسرها الملك األشوري= سنحاريب خالل سبيه جزيرة العرب من دومة الجندل‪ ،‬وعندما انتقل‬
‫الملك إلى ابنه أسرحدون= أعاده ألصحابه‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)291-6/62 ،1/592‬‬
‫حرف الذال‬

‫ذات أنواط‬
‫وهي شجرة عظيمة خضراء‪ ،‬عبدتها قريش وسواها من العرب‪ ،‬وكانوا يأتونها= كل سنة‪ ،‬فيعلقون عليها‬
‫أسلحتهم ويذبحون عندها‪ ،‬ويعكفون عندها يوماً‪ ،‬وكان من حج منهم وضع رداءه عندها‪ ،‬ويدخل بغير رداء‬
‫تعظيماً لها‪.‬‬
‫وعبادة ذات أنواط من عبادات األشجار التي عرفت في الديانات القديمة وكان لها وجود عند العرب‬
‫القدماء‪.‬‬
‫وقد ذكرت الشجرة في نصوص المسند ونصوص= أخرى ب”ذات أنوات“ و”ذات أنوت“‪.‬‬
‫وفي المرويات العربية‪ ،‬نقرأ في أخبار مكة لألزرقي والمغازي= للواقدي= عدداً من المرويات حولها‪ ،‬منها‬
‫رواية عن ابن عباس تقول‪ :‬إن رهطاً من أصحاب الرسول مروا في طريقهم= إلى حنين بجانب شجرة كان‬
‫يعظمها أهل الجاهلية‪ ،‬فقالوا للرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬يا رسول اهلل اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات‬ ‫ّ‬
‫أنواط‪ ،‬قال‪ :‬فكبّر رسول اهلل (ص)‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا فعل قوم موسى= بموسى عليه السالم‪ ،‬وفي= رواية قال‬
‫اج َع ْل لَنَا‬
‫الرسول‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر؛ قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى= (األعراف‪ْ { :)138 :‬‬
‫ال إِنَّ ُك ْم َق ْو ٌم َت ْج َهلُ َ‬
‫ون}‪ ،‬إنها السنن سنن من كان قبلكم‪.‬‬ ‫إِلَ ًها َك َما لَ ُه ْم آَلِ َه ٌة َق َ‬

‫(أخبار مكة ‪ 1/202‬حتى ‪ ،204‬المغازي ‪ ،891-3/890‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم‬


‫‪)6/333‬‬

‫ذات حشولم‬
‫وحصن سور مدينة‬
‫ّ‬ ‫إلهة حضرمية‪ ،‬عثر على اسمها في كتابة للملك ”يدع إيل بين“ ذكر فيها أنه بنى‬
‫”شبوة“ ابتغاء وجه اإللهتين‪ :‬اآللهة ”ذات حشولم‪/‬ذت= حشولم‪/‬ذات= حشول“ واآللهة ”ذت حمم‪/‬ذات‬
‫حميم“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/146‬‬

‫ذات حميم‬
‫من آلهة السبئيين‪ ،‬عرفت في النقوش القديمة ب”حمم‪ ،‬حميم‪ ،‬ذات حميم ”ذت حمم‪/‬ذات حمم) ورمزت‬
‫للشمس‪.‬‬
‫يقول النويري‪ :‬زعم بعض المفسرين لكتاب اهلل تعالى أن الشمس تقطع سماء الدنيا في يومها‪ ،‬وتغيب في‬
‫األرض في َع ْي ٍن َحمِئةٍ‪ ،،‬ومعنى= َحمِئة ”ذات َح ْمأَة ”‪ ،‬أَراد حارًةّ‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،333-6/295‬نهاية األرب في فنون األدب ‪)1/33‬‬

‫ذات رحاب‪ /‬ذات رحبان‬


‫راجع رحاب‪.‬‬

‫ذات سماوي‬
‫مؤنث اإلله ذو سمائي وهو يعني ”صاحبة السماء“‪.‬‬
‫راجع اإلله ” ذو سمائي ” ‪.‬‬

‫ذات صنتم‬
‫من آلهة قتبان‪ ،‬وهي من اآللهة التي ترد أسماؤها عادة في معظم كتابات القتبانيين مع عثتر وعم وأنبي‬
‫وذات ظهران‪.‬‬
‫كما يرد اسمها ”صنتم“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/333 ،2/195‬‬

‫ذات الصهر‬
‫راجع صهر‪.‬‬

‫ذات ظهرن‬
‫من آلهة قتبان‪ ،‬ورد= اسمها في معظم كتابات القتبانيين مع عثتر وعم وأنبي وذات حميم‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/195‬‬
‫ذات ال َودْع‬
‫هو وثن بعينه‪ ،‬وقيل سفينة نوح عليه السالم‪ ،‬وبكل منهما ُف ِّسر قول َعد ّ‬
‫ِي بن زيد العبِداّي‪:‬‬
‫ْع‪ ،‬لَ ْو َح َد َث ْت‬ ‫ال‪َ ،‬يمِيناً‬
‫َك ّ‬
‫بذات ال َود ِ‬
‫ِ‬

‫فيكم‪ ،‬وقا َب َل َق ْب ُر ِ‬
‫الماج ِد ّ‬
‫الزارا‬

‫وكانت العرب تُ ْق ِس ُم بها فتقول‪ِ :‬ب ِ‬


‫ذاتالودْع‪.‬‬
‫كان يُ َعلَّ ُق‬ ‫ْع‪ .‬وال َك ْع َب ُة‪َ ،‬ش َّر َفها اُهّلل تعالى‪َ ،‬‬ ‫وذات الودْع ُ َ‬
‫ألنَّ ُه َ‬ ‫الود ُ‬ ‫مكة ألنها كان يعلق عليها في ُستُ ِ‬
‫ورها= َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تورها‪.‬‬
‫َع في ُس ِ‬
‫ال َود ُ‬
‫قرني الكبش‬ ‫وعادة التعليق في الكعبة استمرت إلى وقت متأخر من صدر اإلسالم‪ ،‬فاألزرقي= يحدثنا أن ْ‬
‫الذي فدى بهما إبراهيم ابنه إسماعيل كانا من معاليق الكعبة‪ .‬كما أن عمر بن الخطاب رضي= اهلل عنه لما‬
‫فتح مدائن كسرى‪ ،‬كان مما بعث به إلى الكعبة هالالن‪ ،‬فعلقهما في الكعبة‪ .‬وبعث عبد الملك بن مروان‬
‫األسطوانة الوسطى الذهب من أسفلها إلى أعالها صفايح‪.‬‬ ‫بالشمستين‪ ،‬وقدحين من قوارير‪ =،‬وضرب على ُ‬
‫وبعث الوليد بن عبد الملك بقدحين‪ ،‬وبعث الوليد ابن يزيد بالسرير= الزينبي وبهاللين‪ ،‬وكتب عليهما ”بسم‬
‫اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬أمر عبد اهلل الخليفة الوليد بن يزيد أمير المؤمنين في سنة إحدى ومائة“‪ .‬وبعث أبو‬
‫العباس بالصحفة الخضراء‪ .‬وبعث أبو جعفر بالقارورة الفرعونية‪ .‬وكان هارون الرشيد قد وضع في‬
‫الكعبة قصبتين علّقهما مع المعاليق في سنة ست وثمانين ومائة‪ ،‬وفيهما= بيعة محمد وعبد اهلل ابنيه وما عقد‬
‫لهما وما أخذ عليهما من العهود‪ .‬وبعث المأمون بالياقوتة التي تعلق في كل سنة في وجه الكعبة في الموسم‪:‬‬
‫بسلسلة من ذهب‪ .‬وبعث أمير المؤمنين جعفر المتوكل‪ ،‬بشمسة عملها من ذهب‪ ،‬مكلّلة بالدّر الفاخر‬
‫والياقوت الرفيع والزبرجد‪ ،‬بسلسلة من ذهب تعلق في وجه الكعبة في كل موسم‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،111‬لسان العرب ” ودع”‪ ،‬القاموس المحيط ” الودعة”‪ ،‬األزرقي=‬
‫‪)325-324-323-1/322‬‬

‫ذات نشق‬
‫إلهة من آلهة معين‪ ،‬يرد اسمها أيضاً ”ذت نشقم“‪ ،‬وجهت لها دعوات الشكر والتسبيح مع عدد من آلهة‬
‫معين لحمايتها أموال المعينيين وحفظها أرواح رجال القافلة وشملتها برحمتها وحمايتها‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/89‬‬

‫َذ ِريح‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬صنم لكندة كان بالنجير من ناحية اليمن قرب حضرموت‪ ،‬وكانت تلبية من نسك له‪” :‬لبيك‬
‫اللهم لبيك لبيك‪ ،‬كلنا َكنُود‪ ،‬وكلنا لنعمة جحود‪ ،‬فاكفنا كل حيّة رصود“‪.‬‬
‫راريح‪َ :‬ق ْي ٌل بال َي َم ِن‪َ ،‬‬ ‫وذو َذ‬ ‫وبنو َذ ِريح من أَحياء العرب‪ُ .‬‬
‫وسيِّ ٌ=د ل َت ٍ‬
‫ميم‪.‬‬ ‫َ‬
‫اإلبل‪ :‬منسوبات= إِلى فحل يقال له‬ ‫يحيَّ ُ‬
‫ات من ِ‬ ‫نيسةٍ‪َّ ،‬‬
‫والذ ِر ِ‬ ‫ُّوسو َك َ‬ ‫اح‪ُ :‬قد ٍ‬ ‫وفي لغة العرب تعني كلمة ُّ‬
‫الذ َّر ُ‬
‫األ ْر ُج ٌ‬
‫وان‪.‬‬ ‫يحي‪ :‬شديد الحمرة‪ ،‬وهو ُ‬ ‫يح‪ ،‬وأَ ْح َم ُر َذ ِر ٌّ‬
‫َذ ِر ٌ‬
‫وذره‪ ،‬ويفيد معنى الشديد الحمرة واألرجواني وكانت تطلى به الدور‬
‫وألن الذرح يفيد معنى نثر الشيء ّ‬
‫لتطيب‪ ،‬ويعني كنيسة ومكاناً مقدساً‪ ،‬ذريح يمكن أن يكون معبداً واسم صنم بآن‪ ،‬وربما عباده كانوا يطلون‬
‫ثيابهم وربما أجسادهم فيه‪ ،‬واألرجواني صباغ مشهور للثياب‪ ،‬قال عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫كأن ثيابنا منّا ومنهم=‬
‫َّ‬

‫وان أو‬ ‫ُ‬ ‫ُخ ِ‬


‫بأ ْر ُج ٍ‬ ‫ض ْب َن‬
‫ُطلينا‬

‫(لسان العرب ” ذرح – لكك ” القاموس المحيط ” الذراح”‪ ،‬جمهرة أنساب العرب ‪ ...2/493‬المحبَّر ابن‬
‫حبيب ‪ ،318-314‬الصحاح ” أرجوان”)‬

‫ذو جأوب‬
‫من آلهة عرب الجنوب‪ ،‬وكان سيد المعبد المس ّمى ”ذي طرر“‪.‬‬
‫(نقوش مسندية ص ‪)412‬‬

‫ذو جرب‬
‫ورد اسمه في نصوص المسند ”ذ جربم‪/‬ذو جرب“ والجرب معروف‪.‬‬
‫دور فيها َفلَ ُك‬ ‫اح ُ‬
‫ية التي َي ُ=‬ ‫الج ْربا ُء“ في لغة العرب‪ :‬السما ُء‪ ،‬أو النَّ ِ‬
‫والكلمة تعني فيما تعنيه السماء ف” َ‬
‫األجرب‪.‬‬
‫َ‬ ‫س وال َق َم ِر‪ .‬يقول ابن فارس‪ :‬ش ّبهت كواك ُبها َ‬
‫بجرب‬ ‫َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/334‬مقاييس اللغة ” جرب” القاموس المحيط ” الجرب”)‬

‫ذو دادات‬
‫من آلهة ثمود وربما يكون من آلهة سبأ‪ ،‬ورد اسمه في نص ثمودي طلب فيه صاحب الدعاء أن تبارك‬
‫اآللهة عطار سماوي اإلله َح ْول‪ ،‬وختم صاحب الدعاء دعاءه قائ ً‬
‫ال‪” :‬أسمعوا أصواتكم إلى ذي دادات“‪،‬‬
‫ويبدو من فحوى= الدعاء أن ”ذي دادات“ من اآللهة الكبرى عندهم‪ ،‬ولم نعثر على أي ذكر له إال في هذا‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫الس ْي َر‪ ،‬وذلك أَن‬
‫الل إِذا أَ ْس َر َع َّ‬ ‫ْ‬
‫ومن معاني االسم فإن هذا اإلله هو إله قمري‪ ،‬ففي لغة العرب‪” :‬دَأدَأَ ِ‬
‫اله ُ‬
‫ِئ فيها ِد ْئدا ًء“‪ ،‬فالدأدأ تعني السرعة‬ ‫وط َفيُد َْأد ُ=‬ ‫يكون في آخر َم ْن ِزل من ِ‬
‫منازل القمر‪ ،‬فيكون في ُهبُ ٍ‬
‫واإلحضار‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،122‬لسان العرب ” دأدأ”)‬

‫الر ْجل‬
‫ذو ِّ‬
‫صنم حجازي‪ ،‬ضبطه ياقوت بكسر الراء وسكون الجيم‪.‬‬
‫والرجل‪ ،‬بالكسر‪ :‬الجراد الكثير‪ ،‬ومنه الحديث‪ :‬كأَ َّن َن ْبلهم ِر ْج ُل َجراد‪ .‬ومنه حديث ابن عباس‪ :‬أَنه د َ‬
‫َخل‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مان مكة يأخذون منه‪ ،‬فقال‪ :‬أَ َما إِنَّهم لو علموا لم يأخذوه؛ َك ِره ذلك في الحرم‬
‫مكة ِر ْج ٌل من َجراد َف َجعل ِغ ْل ُ‬
‫َّ‬
‫ألنه صيد‪.‬‬ ‫َ‬

‫وفي حديث أَيوب‪ ،‬عليه السالم‪ :‬أَنه كان يغتسل ُعرياناً َف َخ َّر عليه ِر ْج ٌل من َجراد َذ َهب‪.‬‬
‫(معجم البلدان ياقوت= ‪ ،2/28‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،109‬لسان العرب شرح ” رجل”‬
‫والقاموس المحيط ” الرجل”)‬

‫ذو سمائي‪/‬ذات= سماوي=‬


‫إله ثمودي‪ ،‬وإله سبئي من بالد حران خاصة‪.‬‬
‫وفي نقوش المسند تحدث أحد النقوش عن (اإلله الذي في السماء‪ ...‬وترد= في آخر النقش كلمة آمين)‪.‬‬
‫ونجده عند عرب الجنوب تحت اسم ”ذو سمائي“‪ ،‬ويعني النعت ”سمائي“ في اللغة العربية ”من السماء“‪.‬‬
‫عراف‪ ،‬وعند الثموديين نجد اإلله ”ذو سمائي“ لمرة واحدة في‬
‫ووفقا للنقوش السبئية فإن ”ذو سمائي“ إله ّ‬
‫اسم العلم ”ذو سمائي إله“‪.‬‬
‫وعثر في منطقة الجوف في اليمن على نقشين ورد فيهما اسم ”ذات سماوي“ بصيغة مؤنثة‪ .‬أي التي في‬
‫السموات وقد= قدمت لها القرابين‪.‬‬
‫و“ذو سماوي“ كان إلهاً قديماً ظهر في نقوش ثمود‪ ،‬كما ظهر اسم ”ذ سموي“ قبل الميالد بقليل‪ ،‬وقد بقي‬
‫اسمه متألقاً في سماء اليمن‪ ،‬يقدم إليه الناس النذور والقرابين إلى ما بعد الميالد‪ .‬ويرى= بعض الباحثين‪ ،‬أن‬
‫عبادته تدل على ظهور= عقيدة التوحيد= عند العرب الجنوبيين‪ ،‬إذ تدعو إلى عبادة إله واحد هو ”رب‬
‫السماء“‪.‬‬
‫ويظهر= من نص عربي جنوبي قديم أن جماعة من األشرار المارقين تطاولوا على حرم ”أوثن ذ سموي“‬
‫أي ”الوثن رب السماء“‪ ،‬فسرقوه‪ ،‬ونهبوا ما كان فيه‪ ،‬واستولوا= على ما كان حبس له‪ ،‬ولكن عبدته عادوا‬
‫فجمعوا ما سرق‪ ،‬وأصلحوا ما فسد‪ ،‬وتقربوا= إلى اإلله ”رب السماء“ بطلب الغفران‪ ،‬وختموا= نصهم= بهذه‬
‫الجملة‪” :‬ذ سموي= ليزامتعن شعبهو“ أي ”وليمتّع رب السماء شعبه“‪ .‬ويقصد النص بشعبه أتباع هذا اإلله‬
‫وعبدته‪.‬‬
‫وإلى هذا اإلله ”ذ سمي‪ ،‬ذ سموي“ إله السماء تعبّدت قبيلة ”أمر“‪.‬‬
‫قال الباحث اليمني مطهر األرياني كانت‪ :‬عبادة اإلله (ذو السماء) في أواسط األلف األولى قبل الميالد أو‬
‫قبل ذلك‪ ،‬ويشير إلى أنها مع عبادة اإلله (الرحمن) في صورتها= المبكرة قبل الميالد وبعده‪ ،‬وتسمية‬
‫اليمنيين عبّاد (الرحمن) بالرحمانيين تشير إلى أن للتوحيد قصة سبقت اليهودية والمسيحية في اليمن‪.‬‬
‫وفي اليمن القديم أيضاً ورد= اسم ”ذي سموي“ كإله تقدم القرابين وتمارس= الطقوس التطهرية من اآلثام‬
‫والخطايا‪ ،‬وخالل زيارتي= لليمن صيف العام ‪ 2012‬اطلعت على نقشين كتبا بالخط المسند لدى أحد‬
‫األصدقاء العارفيين بهذه اللغة‪ ،‬وقد= وجد النقش في منطقة الجوف والحرف= الذي كتب به يعود إلى نهاية‬
‫الدولة السبأية وبداية الدولة الحميرية بحدود ‪ 115‬ق‪.‬م= وفي= النقش بعض األخطاء اإلمالئية‪.‬‬
‫ً‬
‫تقدمة إلى ” ذي‬ ‫وفي النقش األول يقدم ”حللن بن دهية تحبشنين“ أي ”حالل أو ربما خليل بن دهية“‬
‫سموي بعل غرو“ أو ”يغري“ طالبا المغفرة منه ألنه ضاجع امرأته وهي حائض فتسبب لها باآلم في‬
‫وحقها هنا يمكن أن تكون بمعنى ”فرجها“ وأقسم= على عدم معاودة‬
‫”حقويهو“ وتلفظ القاف بالجيم المصرية ُ‬
‫هذا األمر‪.‬‬
‫أما النقش الثاني فقد قدمه ”سعد ودم= بن هوف ءل‪ /‬حقني ذي سماوي بعل َبين‪ /‬هقنيتن حج شفتهو‪ /‬اذ‬
‫استرحم ببين من مراه‪ /‬فلتسمعمن‪ /‬آذن‪ /‬ذي سماوي‪ /‬لكل‪ /‬كتربنهو‪ /‬فسمعه“ ومفاده أن سعد بن ود بن‬
‫قرب قربانا لإلله ذي سماوي بعل َبين‪ ،‬لكي يغفر له اإلله ارتكابه حرام مع امرأته في‬
‫أوف ”وفي“ اهلل‪ّ ،‬‬
‫معبد َبين‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،119‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،306-305-6/37‬من تدمر إلى جوف اليمن‬
‫ص‪ ،21‬نقوش مسندية ص ‪)412‬‬

‫ذو الشرى‬
‫وهو إله قديم انتشرت عبادته انتشاراً واسعاً‪ ،‬وكان إله النبط الكبير‪ ،‬كما كان من آلهة الصفويين والتدمريين‬
‫مبشر من األزد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وكان صنماً لدوس‪ ،‬وصنماً لبني الحارث بن يشكر بن‬
‫إلها شمسياً‪ .‬وكان‬
‫و”ذو شرى“‪ ،4‬هو اإلله الرئيس لدى األنباط‪ .‬وقد= أخذه الصفويون عنهم‪ .‬وكان يعتبر ً‬
‫معبده في البتراء‪ ،‬حيث كان نصبه وهو عبارة عن حجر أسود مربع يتلقى دم األضاحي‪ .‬ويظهر من خالل‬
‫نقش نبطي أنه كان له حرم في دومة الجندل‪ .‬وقد= مثله الصفويون على شكل رجل ذي لحية يلبس قبعة‪ .‬وقد=‬

‫‪4‬في تاريخ ثمود تُرجم= االسم ” ذو شعرة“ و”عبد ذو شعرة“‪ .‬ونرجح أنها خطأ في الترجمة كما ظهر في مواضع عدة من الكتاب‪.‬‬
‫اعتمده الثموديون أيضاً‪ .‬طلب منه في أحد األدعية‪ ،‬السالم والغنيمة‪ ،‬وقد= ُسمي أحد األشخاص ”عبد ذو‬
‫شرى“‪ ،‬وعبد ذو الشرى ورد اسمه في نسب راوي الحديث الشهير أبو هريرة‪.‬‬
‫ومن األساطير التي تدور= حول اإلله ذي الشرى حديث الطفيل بن عمرو لما أسلم ورجع إلى أهله بالنور‬
‫في رأس سوطه‪ ،‬فدنت منه زوجته‪ ،‬فقال لها‪ :‬إليك عني فلست منك ولست مني‪ ،‬قالت‪ :‬لم بأبي أنت وأمي؟‬
‫فرق بيني وبينك دين اإلسالم‪ ،‬فقالت‪ :‬ديني دينك‪ ،‬فقال لها‪ :‬اذهبي إلى َحنا ذي الشرى‪ ،‬ويقال حمى‬
‫فقال‪ّ :‬‬
‫ذي الشرى‪ ،‬فتط ّهري منه‪.‬‬
‫وش ٌل من ماء يهبط من جبل‪،‬‬
‫قال الطفيل‪ :‬وكان ذو الشرى صنماً لدوس‪ ،‬وكان الحنا حمى حموه له به َ‬
‫قالت‪ :‬بأبي أنت وأمي أخشى على الصبية من ذي الشرى شيئاً‪ ،‬فقال‪ :‬أنا ضامن لك‪ ،‬فذهبت واغتسلت‪ .‬ثم‬
‫جاءت‪ ،‬فعرض عليها اإلسالم فأسلمت‪.‬‬
‫وشج العدى منا خميس‬
‫ّ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬وله يقول أحد الغطاريف‪ :‬إذن لحللنا حول ما دون ذي الشرى=‬
‫قال ياقوت‪ :‬ويقال للشجعان‪ :‬ما هم إال أسود الشرى‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬شرى مأسدة بعينها‪،‬‬ ‫عرمرم!‬
‫والشرى ما كان حول الحرم وهي أشراء الحرم‪ ،‬والشرى= واد من عرفة على لية بين كبكب ونعمان‪.‬‬
‫وقد ورد اسمه في النصوص القديمة (دو شر) و(د شر) و(دو شرى)‪.‬‬
‫الحجر على اسم الصنم وفي ”بطرا“ عثر على اسم حرم اإلله ذي‬
‫وقد عثر عليها في كتابات نبطية في ُ‬
‫محرم ومقدس وكتب‬
‫الشرى‪ ،‬وقصد به األرض المقدسة المحيطة ببيت ذلك الصنم‪ ،‬والمعبد كله‪ ،‬ألنه ّ‬
‫عليه (حرم= ذي الشرى= اإلله ربنا)‪ ،‬وكان معبده من المعابد الشهيرة‪ ،‬وعرف ب” بيت الرب“ و”ذو‬
‫الشرى“ في الكتابات النبطية‪.‬‬
‫ونصب في هذا المعبد الصنم ”ذو الشرى“ على قاعدة مكسوة بالذهب‪ ،‬في بيت موشى بالذهب والصور=‬
‫يحج إليه الناس من‬
‫التي تمثل مشاهد تقديم القرابين إليه‪ .‬وكان في موضع مرتفع على صخرة عالية‪ّ ،‬‬
‫مواضع بعيدة‪ ،‬للتقرب إلى ذلك اإلله الذي يقابل اإلله ”باخوس“ و”ديونيسيوس“ في رأي الكتبة اليونان‬
‫والالتين‪ ،‬وقد= ضربت صورة هذا على نقد في بصرى‪ ،‬وفيه تصوير منظر من مناظر االحتفاالت السنوية‬
‫التي كانت تقام في كل عام إكراماً له وتعرف ب” “‪Actia Dusari‬‬

‫وفي= كتابات بعض الكتبة اليونان والسريان ورد اسم هذا اإلله ب ”رب البيت“ وهي عبارة تذكر كما‬
‫يشير جواد علي ب”عبارة رب البيت المعروفة في الجاهلية عند أهل مكة‪ ،‬وعند المسلمين حتى اليوم“‪.‬‬
‫وقد نعت (رب بيت ذي الشرى) ب”الذي يفرق الليل عن النهار“‪.‬‬
‫وفي بعض الكتابات اليونانية التي عثر عليها في األردن‪ ،‬والتي يعود عهدها إلى سنة ‪ 117-116‬أو ‪126‬‬
‫‪ 127 -‬للميالد‪ :‬ما يدل على أنه كان من اآللهة المعروفة بين العرب‪ ،‬وأنه إلههم الخاص بهم‪.‬‬
‫وفي النصوص الصفوية عثر على جملة ترجمتها‪”:‬فيا الالت ويا ذو الشرى‪ ،‬اثأروا ممن يحول“‪ .‬ويقصد=‬
‫ب ”يحول“‪ ،‬يحول شاهد القبر الذي كتبت عليه هذه الكتابة‪.‬‬
‫كما ورد= في عدد من الكتابات يرجو فيها أصحابها= من هذا اإلله أن ينعم عليهم بالسالمة وأن يتقبل منهم‬
‫أعمالهم‪.‬‬
‫(معجم البلدان ‪ ،331-3/330‬األصنام ‪ ،38-37‬تاريخ ثمود ‪ ،117‬المفصل لجواد علي ‪-335-6/322‬‬
‫‪ ،9-140-3/33 ،7/495 ،328-327-415-413-275-253‬راجع حديثنا عن اإلله ” الشعرى”)‬

‫ذو عقل‬
‫وهو اسم إله‪.‬‬
‫وكان العقل أحد األقداح السبعة لصنم قريش ُهبل‪ ،‬يضرب قدحه واختلفوا في من يحمله‪ ،‬وعلى من خرج‬
‫عليه القدح حمله‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/333‬األزرقي ‪)1/187‬‬

‫ذو غابة‬
‫وهو إله لحيان األكبر‪.‬‬
‫وكانت منطقة ”حسمى“ وأعالي الحجاز ذات غابات‪ ،‬وقد تعبد أهلها إلله اسمه ”ذو غابة“‪ ،‬إله الغابات‪.‬‬
‫وهناك نص يقدر زمنه بالنصف األول من القرن األول قبل الميالد‪ ،‬يظهر فيه أنه د ّون لمناسبة إنشاء بيت‬
‫لإلله ”ذو غابت‪/‬غابة“‪ .‬وأورد المستشرق كاسل اسماً لملك من ملوك لحيان يدعى ”سموي بن تلمي بن‬
‫هناس“ في كتابة سجلها ”وهب اله‪/‬هبله‪/‬وهب اهلل“ وكان قيًامّ ”على أنعام اإلله ”ذغبت‪/‬ذو غابة“ لمناسبة‬
‫قيامه بإتمام بناء معبد ”ديدان“ الذي كان الزلزال قد عبث به‪ .‬وقد= عثر على أنقاض معبد لإلله ”ذو غابة“‬
‫وسط خرائب مدينة ديدان‪ ،‬ووجدت= فيه آثار حوض للماء‪ ،‬يظهر أن المؤمنين‪ ،‬كانوا يتوضأون به أو‬
‫يغسلون مواضع من أجسامهم= للتطهر= قبل أداء الشعائر الدينية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)256-2/251 ،1/209 ،6/321‬‬

‫ذو قبض‪ /‬القابض‬


‫راجع القابض‬

‫ذو َّ‬
‫الكفين‬
‫صنم عمرو بن ُحممة‪ ،‬وكان لدوس ثم لبني منهب بن دوس‪ ،‬وكان لخزاعة أيضاً‪.‬‬
‫ولما أسلموا بعث النبي (صلّى اهلل عليه وسلّم)‪ =،‬الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه (فجعل يحشو النار في‬
‫جوفه) وهو يقول‪:‬‬
‫يا ذا الكفين لست من عبادكا!‬

‫من‬ ‫أكبر‬ ‫ميالدنا‬


‫ميالدكا!‬

‫إني حشوت النار في‬


‫فؤادكا!‬

‫أورد الواقدي الشطر الثاني من البيت األول‪” :‬ميالدنا أقدم= من ميالدكا“‪.‬‬


‫وفي رواية أخرى كسره عمرو بن ُحممة الدوسي‪.‬‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬وكانت تلبية من نسك ”ذا الكفين“‪” :‬لبيك اهلل لبيك‪ .‬لبيك إن جرهماً عبادك الناس طرف=‬
‫وهم تالدك‪ .‬ونحن أولى منهم بوالئك“‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،37-36‬أخبار مكة األزرقي= ‪ ،1/204‬المغازي الواقدي ‪ ،3/923 -2/870‬المحبر ابن حبيب‬
‫‪)318-314‬‬

‫ذو اللبَّا‬
‫صنم لعبد القيس بال ُم َش ّقر‪ ،‬سدنته منهم بنو عامر‪ .‬ضبطه في ياقوت‪ :‬بتشديد الباء وفتحها‪.‬‬
‫ربفاصرفن عنا مضر‪ ،‬وسلِّمن لنا هذا‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬كانت تلبية من نسك ذا اللبّا‪” :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ّ‬
‫السفر‪ ،‬إن عما فيهم= لمزدجر‪ .‬واكفنا اللهم أرباب هجر“‪.‬‬
‫(معجم= البلدان لياقوت ” اللبَّا” ‪ ،5/9‬المحبّر ‪ ،317-314‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/493‬معجم قبائل‬
‫العرب ‪)727-2/726‬‬
‫حرف الراء‬

‫رئام‬
‫يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح‪ .‬وكانوا= فيما يذكرون يُ َكلمون منه‪ ،‬فلما‬‫اسم بيت كان لحمير بصنعاء ّ‬
‫انصرف تُبَّع‪ ،‬من مسيره الذي سار فيه إلى العراق قدم معه الحبران اللذان صحباه من المدينة‪ ،‬أمراه بهدم‬
‫رئام قال‪ :‬شأنكما به‪ .‬فهدماه وتهود= تبّع وأهل اليمن‪.‬‬
‫وكان اإلله ”تالب ريام“ شفيع بقبيلة همدان وحاميها‪ ،‬وكان معبده في مدينة ”ريام“‪ ،‬وإليها نسب‪.‬‬
‫(األصنام= ابن الكلبي ‪ ،13-12-11‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/494‬راجع حديثنا عن اإلله تالب)‬

‫رات حي‬
‫إله ثمودي يعني ”سيد الحياة“ و”السيد يعيش“‪ ،‬وذكر في دعاءين طلب منه في الدعاء األول العون‪ ،‬وفي‬
‫الثاني فظهر= متبوعاً باسم رجل‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)139‬‬

‫راتال‬
‫إله عربي قديم في منطقة الجوف‪ ،‬واإلله العربي ”أوراتال“ الذي يطابقه هيرودت مع ديونيسيوس= فليس‬
‫يرجح المستشرق= الهولندي= براندن‪ .‬ويشير االسم للطابع‬ ‫سوى اإلله راتال في النصوص الثمودية كما ّ‬
‫القمري لإلله‪ ،‬إذ يشير= يعني االسم ”بياضاً وشحوباً“‪ ،‬وقد أشار إليه الثموديون= ثالث مرات في أسماء العلم‪:‬‬
‫”رعب راتال“ و”راتال ينقص“ و”ابن عطاء راتال“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،139‬تاريخ هيرودت ‪)220‬‬

‫الرب‬
‫ّ‬
‫الرب كبير اآللهة في مجمع اآللهة العربية‪ ،‬وتبادل العرب لفظي اهلل والرب للغرض ذاته‪ ،‬وهذا نجده‬ ‫ّ‬ ‫كان‬
‫واضحاً في التلبيات التي كانت تقولها العرب في نسكها‪ ،‬فإضافة لتلبية ”لبيك اللهم لبيك“‪ ،‬نجد تلبية لقبيلة‬
‫وربالالت وال ُع َّزى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ربالشعرى‪،‬‬
‫مذحج تقول‪ :‬لبيك ّ‬
‫(اليعقوبي= ‪ ،1/296‬األصنام البن الكلبي)‬

‫الربا‬
‫كان صنماً للدوس‪.‬‬
‫كذلك ذكر الدكتور محمد فهيم شتلوت محقق كتاب تاريخ المدينة البن شبة في هامشه عن ”حادثة إسالم‬
‫الدوس“‪ ،‬وقد= نقله كما قال عن ”أسد الغابة البن األثير“‪ ،‬ولم أعثر عليه في النسخة التي بين يدي من أسد‬
‫الغابة‪.‬‬
‫(تاريخ المدينة‪ ،‬هامش ‪ ،2‬ص ‪)1/189‬‬

‫رب األرباب‬
‫وهي من أسماء اهلل الحسنى عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬نجدها في تلبية األزد في نسكها‪ :‬لبيك رب األرباب!‬
‫تعلّم فصل الخطاب‪ ،‬لملك كل مثاب“‪.‬‬
‫الرب”)‬
‫ّ‬ ‫(اليعقوبي= ‪ ،1/296‬راجع حديثنا عن ”‬

‫ربّت أثر‬
‫ورد اسمها في نصوص المسند‪.‬‬
‫وواضح من االسم أنها ربة لموضع= اسمه ”أثر“‪ ،‬ويورد الهمداني= في صفة جزيرة العرب موضعين‬
‫أحدهما يسمى أثرات وهو من بالد همدان‪ ،‬والموضع= اآلخر اسمه أثرة واد مشهور= يقع في دثينة شرق‬
‫اليمن وذكره أيضاً باسم ”وادي ثرة“‪ .‬ويقول‪ :‬إنه لبني ُحباب من أود‪ ،‬وهم أخوة بني شبيب وقريتهم يقال‬
‫لها َمنهى‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/333‬صفة جزيرة العرب ‪)189 ،221‬‬

‫الربَّة‬
‫َّ‬
‫وهي الالت‪ ،‬كذلك كانت تس ّميها العرب تعظيماً لها‪ ،‬كما كان بيت اآللهة الالت يس ّمى َّ‬
‫الربّة‪.‬‬
‫قال الزبيدي‪ :‬لما أسلم عروة بن مسعود= الثقفي وعاد إلى قومه‪ ،‬دخل منزله فأنكر= قومه دخوله قبل أن يأتي‬
‫الربَّة يعني الالت‪ ،‬وهي الصخرة التي كانت تعبدها ثقيف بالطائف‪ ،‬وفي= حديث وفد ثقيف كان لهم بيت‬ ‫َّ‬
‫الربَّة يضاهون به بيت اهلل‪ ،‬فلما أسلموا هدمه المغيرة‪.‬‬
‫يس ّمونه َّ‬
‫الض ْخ َم ُة‪.‬‬
‫َّار َّ‬
‫حديث ُع ْر َوةَ‪ ،‬والد ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الالتفي‬ ‫الربَّة‪:‬‬
‫يقول الفيروزآبادي في قاموسه‪َّ :‬‬
‫الر َّبة“ تفاصيل مهمة عن مكانتها الدينية المتجذرة في الفكر‬
‫ومن حديث الواقدي= في هدم المغيرة لصنم ” َّ‬
‫الحلي“ وكان لها تحتها‬
‫الربَّة تزين ب” ُ‬
‫الديني عند العرب‪ ،‬عدا عن غناها وثروتها= الطائلة‪ ،‬فقد كانت َّ‬
‫غبغب هو خزانتها‪ ،‬تجمع فيه ” حليتها وكسوتها وما فيها من طيب ومن ذهب أو فضة ” ‪ .‬ويظهر من‬
‫الربَّة يقع في أساس الصنم بما يوازي= طول نصف إنسان تحت األرض‪.‬‬ ‫كالم الواقدي= أن غبغب َّ‬
‫الربَّة“ وأن الرسول= أعفاهم من مهمة هدمها‪ ،‬ويشرح= تفاصيل‬
‫يذكر الواقدي أن ثقيف رفضت ”هدم َّ‬
‫صعوبة هدمها‪ ،‬نتيجة رفض أبو سفيان هدمها خوفاً‪ ،‬وكيف خرجت ” نساء ثقيف حسراً يبكين على‬
‫الطاغية‪ ،‬والعبيد‪ ،‬والصبيان‪ ،‬والرجال منكشفون‪ ،‬واألبكار خرجن “‪ ،‬وكيف أُغمي على المغيرة عندما‬
‫سدد لها أول ضربة بمعوله‪ ،‬وكيف صاح أهل الطائف بصوت واحد‪ :‬كال !ال تهدمها‪..‬‬
‫وإليكم تفاصيل هدم ”الربة“ كما جاءت في مغازي= الواقدي‪ :‬قال وفد= ثقيف بعد لقائهم الرسول ودخولهم‬
‫اإلسالم‪” :‬إنا قاضيناه‪ ،‬وأعطانا ما أحببناه‪ ،‬وشرط= لنا ما أردنا‪ ،‬ووجدناه أتقى الناس‪ ،‬وأبرأ الناس‪ ،‬وأوصل=‬
‫الناس‪ ،‬وأوفى= الناس‪ ،‬وأصدق= الناس‪ ،‬وأرحم= الناس‪ ،‬وقد َت َر َكنا من هدم َّ‬
‫الر َّبة‪ ،‬وأبينا أن نهدمها‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫أَبعث من يهدمها“‪ ،‬وهو يبعث من يهدمها‪ .‬قال‪ :‬يقول شيخ من ثقيف قد بقي في قلة من ِّ‬
‫الشرك بعد بقية‪:‬‬
‫فذاك واهلل مِصداق ما بيننا وبينه‪ ،‬إن قدر= على هدمها فهو ُمحق ونحن ُمبطلون‪ ،‬وإن امتنعت ففي النفس من‬
‫الربَّة‬
‫الربَّة؟ وما تدري َّ‬
‫وغرتك الغرور! وما َّ‬‫هذا بعد شيء! فقال عثمان بن العاص‪ :‬منّتك نفسك الباطل ّ‬
‫من عبدها‪ ،‬ومن لم َيعبدها؟ كما كانت ال ُع َّزى ما تدري من عبدها ومن لم يعبدها‪ ،‬جاءها خالد بن الوليد‬
‫وسواع‪ ،‬خرج إليه رجل‬ ‫وحده فهدمها؛ وكذلك إساف‪ ،‬ونائلة‪ ،‬وهبل‪ ،‬ومناة‪ ،‬خرج إليها رجل واحد فهدمها؛ ُ‬
‫الربَّة ال تشبه شيئاً مما ذكرت‪ .‬قال عثمان‪ :‬سترى!‬ ‫واحد فهدمه! فهل امتنع شيء منهم؟ قال الثقفي‪ :‬إن َّ‬
‫وأقام أبو سفيان والمغيرة بن شعبة يومين أو ثالثة‪ ،‬ثم خرجوا وقد تحكم أبو مليح بن عروة‪ ،‬وقارب= بن‬
‫الر َّبة‪ ،‬فقال أبو مليح‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن أبي‬
‫األسود‪ ،‬وهما يريدان يسيران مع أبي سفيان‪ ،‬والمغيرة إلى هدّم َّ‬
‫الر َّبة فعلت‪ .‬فقال رسول اهلل صلّى اهلل‬
‫قتل وعليه دين‪ ،‬مائتا مثقال ذهب‪ ،‬فإن رأيت أن تقضيه من حلي َّ‬
‫عليه وسلّم‪ :‬نعم‪ ،‬فقال قارب بن األسود‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬وعن األسود بن مسعود= أبي‪ ،‬فإنه قد ترك دَيناً مثل‬
‫د َين عروة‪ .‬فقال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬إن األسود= مات وهو كافر‪ .‬فقال قارب‪ :‬تصل به قرابة‪،‬‬
‫علي وأنا مطلوب به‪ .‬فقال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬إذاً أفعل‪ .‬فقضي عن عروة‪ ،‬واألسود‪،‬‬ ‫إنما الدَين ّ‬
‫دينهما من مال الطاغية‪.‬‬
‫الربَّة‪ ،‬فلما دنوا من الطائف‪ ،‬قال ألبي سفيان‪ :‬تقدم فادخل‬
‫وخرج أبو سفيان والمغيرة وأصحابهما لهدم َّ‬
‫ألمر النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ .‬فقال أبو سفيان بماله ذي الهرم‪ ،‬ودخل المغيرة في بضعة عشر رج ً‬
‫ال‬
‫يهدمونها‪ .‬فقال المغيرة ألصحابه الذين قدموا= معه‪ :‬ألضحكنكم= اليوم من ثقيف‪ .‬فأخذ المعول واستوى على‬
‫الربَّة ومعه المعول‪ ،‬وقام قومه بنو معتب دونه‪ ،‬معهم السالح (يقول السهيلي في الروض اآلنف‬ ‫رأس َّ‬
‫وحجابها بنو ُمعتب من ثقيف) مخافة أن يصاب كما فعل بعمه عروة بن مسعود‪.‬‬ ‫‪ :1/356‬كان سدنتها ُ‬
‫وجاء أبو سفيان وهو على ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬كال! زعمت تقدمني أنت إلى الطاغية‪ ،‬تراني لو قمت أهدمها كانت‬
‫بنو معتب تقوم دوني؟ قال المغيرة‪ :‬إن القوم قد واضعوهم= هذا قبل أن تقدم‪ ،‬فأحبوا= األمن على الخوف‪.‬‬
‫وقد خرج نساء ثقيف حسراً يبكين على الطاغية‪ ،‬والعبيد‪ ،‬والصبيان‪ ،‬والرجال منكشفون‪ ،‬واألبكار‬
‫خرجن‪.‬‬
‫فلما ضرب المغيرة ضربة بالمعول سقط مغشياً عليه يرتكض‪ ،‬فصاح أهل الطائف صيحة واحدة‪ :‬كال!‬
‫الربَّة ال تمتنع؛ بلى واهلل لتمتنعن! وأقام المغيرة ملياً وهو على حاله تلك‪ ،‬ثم استوى‬
‫قال المغيرة‪ :‬زعمتم أن َّ‬
‫حي‬
‫حي من أحياء العرب أعقل من ثقيف‪ ،‬وما من ّ‬ ‫جالساً‪ ،‬فقال‪ :‬يا معشر= ثقيف‪ ،‬كانت العرب تقول‪ :‬ما من ّ‬
‫الر َّبة؟ حجر مثل هذا الحجر‪ ،‬ال يدري من‬
‫من أحياء العرب أحمق منكم! ويحكم‪ ،‬وما الالت والعزى‪ =،‬وما َّ‬
‫عبده ومن لم يعبده! ويحكم‪ ،‬أتسمع الالت أو تبصر أو تنفع أو تض ّر؟ ثم هدمها وهدم الناس معه‪ ،‬فجعل‬
‫السادن يقول وكانت سدنة الالت من ثقيف بنو العجالن بن عتاب بن مالك‪ ،‬وصاحبها منهم عتاب بن مالك‬
‫بن كعب ثم بنوه بعده ‪ -‬يقول‪ :‬سترون إذا انتهى إلى أساسها‪ ،‬يغضب األساس غضباً يخسف بهم‪.‬‬
‫فلما سمع بذلك المغيرة ولى حفر األساس حتى بلغ نصف قامة‪ ،‬وانتهى إلى الغبغب خزانتها‪ ،‬وانتزعوا‬
‫حليتها وكسوتها وما فيها من طيب ومن ذهب أو فضة‪ .‬قال‪ :‬تقول عجوز منهم‪ :‬أسلمها الرضاع‪ ،‬وتركوا‬
‫المصاع!‬
‫ً‬
‫وناسا‪ ،‬وجعل في سبيل اهلل وفي=‬ ‫ً‬
‫وقاربا=‬ ‫وأعطى رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم= مما وجد فيها أبا مليح‪،‬‬
‫السالح منها‪ ،‬ثم إن رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم كتب لثقيف‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬هذا كتاب من‬
‫النبي رسول اهلل إلى المؤمنين؛ إن عضاه وج وصيده ال يعضد‪ ،‬ومن وجد يفعل ذلك يجلد وتنزع ثيابه‪ ،‬فإن‬
‫تعدّى ذلك فإنه يؤخذ فيبلغ محمداً‪ ،‬فإن هذا أمر النبي محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ .‬وكتب خالد بن سعيد بأمر‬
‫النبي الرسول محمد ابن عبد اهلل‪ .‬فال يتعداه أحد‪ ،‬فيظلم= نفسه فيما أمر به محمد رسول= اهلل صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪ .‬ونهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم= عن قطع عضاه وج وعن صيده‪ ،‬وكان الرجل يوجد= يفعل ذلك‬
‫فتنزع ثيابه‪ .‬واستعمل رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم على حمى وج سعد بن أبي وقاص‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،109‬المغازي‪ ،‬الواقدي ‪ ،971 -3/970‬راجع ” الالت” في معجمنا‪،‬‬
‫الر ُّب”)‬
‫القاموس المحيط شرح ” َّ‬

‫الربَّة‪ /‬كعبة نجران‬


‫َّ‬
‫كعبة كانت بنجران لمذحج‪ ،‬وبني الحرث بن كعب‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= ص ‪ 109‬عن تاج العروس‪ ،‬ونهاية ابن األثير)‬

‫الرجز‬
‫ِّ‬
‫اسم صنم‪ ،‬ضبطه بعض أهل اللغة بكسر الراء وتشديدها‪ ،‬وبعضهم= بضم الراء وتشديدها‪.‬‬
‫الصنَم‪.‬‬ ‫الر ْج َز َف ْ‬
‫اه ُج ْر}‪ .‬فهو العذاب‪ ،‬وهو َّ‬ ‫الر ْجز في قوله تعالى (المدثر‪َ { :)5 :‬و ُّ‬
‫قال أهل اللغة والتفسير‪ِّ :‬‬
‫والش ْر ُك‪.‬‬
‫ذاب‪ِّ ،‬‬
‫ان‪ ،‬وال َع ُ‬ ‫وعبا َد ُة َ‬
‫األ ْو َث ِ‬ ‫الر ْج ُز‪ ،‬بالكسر والضم‪ :‬ال َقد ُ‬
‫َر‪ِ ،‬‬ ‫وبعضهم= قال‪ُّ :‬‬
‫(الجمهرة البن دريد ” ج ر ز” ‪ ،2/74‬تاج العروس ” ر ج ز”‪ ،‬مقاييس اللغة رجز‪ ،‬الصحاح في اللغة ”‬
‫رجز”) ‪.‬‬

‫رحاب‬
‫ورد اسمه في عدد من نصوص المسند‪ ،‬بصيغ مختلفة ”رحبن‪ ،‬رحاب‪ ،‬الرحاب‪ ،‬ذت رحبن‪ ،‬ذات‬
‫الرحاب‪ ،‬ذات رحبان“‪.‬‬
‫ومن النصوص التي ذكرت فيها كتابة يعود تاريخها= لما قبل الميالد للملك ”يدع أب ذيبا بن شاهر أو‬
‫شهر“‪ ،‬ولها أهمية خاصة ألنها تحدثت عن عمل هندسي مهم وخطير‪ ،‬وهو فتح طريق جبلي في مناطق‬
‫وعرة وفي أرض جبلية‪ ،‬وقد كرس العمل باسم اإلله ”عم ذو شقرم“ و”عم ذو ريمت“ و”أنبي“ و”حوكم“‬
‫و”ذات صنتم“ و”ذات ظهرن“ و”ذات رحبان“‪.‬‬
‫وكتابة أخرى تحدثت عن إعادة بناء ”حصن يخضور“ الواقع أمام سور مدينة ”هربت“ في مدينة شوم‪،‬‬
‫وقد نفذ العمل بأمر من الملك ”وروال غيلن يهنعم“‪ ،‬وقد= قدم العمل قربى إلى اآللهة ”عم ذو ريمة“ و”ذت‬
‫رحبن‪/‬ذات رحبان“ و”آلهة بيت روبن“‪.‬‬
‫والرحاب في لغة العرب‪ :‬تدل على السعة واالستئناس‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،211-2/189 =،6/333‬لسان العرب ” رحب”‪ ،‬راجع ”‬
‫مرحب” في معجمنا)‬

‫الرحمن‪ /‬رب السماء واألرض‬


‫الرحمن‪ ،‬اسم إله ورد= في نصوص العربية الجنوبية‪ ،‬وكتب ”رحمنن“‪ ،‬أي ”الرحمن“‪ ،‬وهو اإلله‬
‫”رحمنه‪/‬رحمنا“ في نصوص تدمر‪.‬‬
‫وعبادة الرحمن من العبادات التي انتشرت قبل اإلسالم‪ ،‬وكان عبد الرحمن بن ُعتوارة بن عامر بن ليث‬
‫بن عبد مناة أول من س ّمى في الجاهلية‪ .‬وقد روى بيت في الجاهلية ولم ينقله الثقات‪ ،‬هو للشنفرى‪:‬‬
‫لقد لطمت تلك الفتاة هجينها أال َب َتر الرحمن ربي يمينها‬
‫قال ابن دريد= في االشتقاق‪ :‬الرحمن صفة منفردة هلل تبارك وتعالى‪ ،‬ودليل ذلك قوله عز وجل‪( ،‬اإلسراء‪:‬‬
‫الر ْح َم َن}‪ ،‬وذكر أنه‪ :‬لما ذكر النبي صلّى اهلل عليه وسلّم= الرحمن‪ ،‬قالت‬ ‫ْعوا َّ‬ ‫ْعوا اهَّللَ أَ ِو اد ُ‬ ‫‪ُ { )110‬ق ِل اد ُ‬
‫قريش‪ :‬أتدرون من الرحمن الذي يذكره محمد؟‪ ،‬هو كاهن باليمامة‪ .‬فأنزل اهلل عزل وجل‪( ،‬النحل‪)103 :‬‬
‫ُون إِلَ ْي ِه أَ ْع َجم ٌّ‬
‫ِي}‪.‬‬ ‫ان الَّذِي يُ ْل ِحد َ‬ ‫{ َولَ َق ْد َن ْعلَ ُم أَنَّ ُه ْم َي ُقولُ َ‬
‫ون إِنَّ َما يُ َعلِّ ُم ُه َب َش ٌر ل َ‬
‫ِس ُ‬
‫والر ِحم= يا هذا‪ ،‬كذا جاء في‬
‫والر ِحم مؤنثة‪ .‬وتقول العرب‪ :‬ناشدتك= اهلل َّ‬
‫الر ِحم‪َّ ،‬‬
‫واشتقاق الرحمن من َّ‬
‫االشتقاق‪ ،‬يقول أبو هالل العسكري‪ :‬الرحمن على ما قال ابن عباس أرق من الرحيم‪ ،‬والرحمن نظير‬
‫خصبه الباري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ندمان وهو اسم‬
‫وفي نُسك قيس عيالن يظهر الرحمن صفة من صفات اهلل الحسنى قبل اإلسالم‪ ،‬وإليه ّ‬
‫يتوجهون مهللين‪:‬‬
‫لبيك اللهم لبيك! لبيك أنت الرحمن‪ ،‬أتتك قيس عيالن راجلها والركبان‪.‬‬
‫وفي= تلبية عك واألشعريين نجدهم يهللون للرحمن قائلين‪” :‬نحج للرحمن بيتاً عجباً‪ ،‬مستتراً‪ ،‬مضبباً‪،‬‬
‫محجباً“‪ ،‬فكما هلل العرب قبل اإلسالم هلل والرب هللوا للرحمن‪.‬‬
‫وقد نعت اإلله العربي الجنوبي القديم ”بعل سمين“ ب”الرحمن“ وأيضاً ب”الرحمن رب السماء“‪ ،‬ثم لقب‬
‫ب”الرحمن رب السماء واألرض“‪ .‬فصار إله السموات واألرضين‪.‬‬
‫وكان أهل اليمامة يس ّمون ”مسيلمة“ الذي ادعى النبوة زمن الرسول ب”الرحمن“ و”رحمان اليمامة“‪،‬‬
‫وذكر بعض أهل األخبار أن ”مسيلمة“ كان يسمى ”الرحمان“ قبل مولد ”عبد اهلل“ والد رسول اهلل‪.‬‬
‫وذكروا= أنه دعا إلى عبادة الرحمان‪ .‬وعرف نفسه بالرحمن فقيل له‪” :‬رحمان اليمامة“‪ ،‬وربما= هو الذي‬
‫قصدته قريش عندما قالت‪ :‬إن الرحمن كاهن باليمامة‪ ،‬كما ذكر ابن دريد‪.‬‬
‫قال مطهر علي األرياني‪ :‬إن عبادة (الرحمن) في صورتها= المبكرة قبل الميالد وبعده‪ ،‬هي العبادة التي‬
‫كتب عنها بعض الدارسين بحوثاً‪ ،‬اصطلحوا= فيها على تسمية اليمنيين ع ّباد (الرحمن) بالرحمانيين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،86-6/306‬جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،182‬االشتقاق البن‬
‫دريد ‪ ،1/58‬المحبَّر البن حبيب‪ ،‬الفروق= اللغوية للعسكري= ‪ ،187-195‬نقوش مسندية ص ‪ ،412‬راجع ”‬
‫سمين” و ” بعل سمين” في معجمنا) ‪.‬‬

‫رحيم‬
‫إله تدمري عبد الصفويون أيضاً‪ ،‬وذكره السبئيون في صيغة ”رخم“ بالمعنى ذاته كما ورد ”رحم“‪ .‬ويعود=‬
‫رحيم إلى مجمع اآللهة في قبيلتي باقل ومهانيف=‪ .5‬وقد= ذكر هذا اإلله في النصوص الثمودية مركباً مع‬
‫أسماء العلم على صيغتين‪” :‬رخم إيل“ و”رحم إيل“‪.‬‬
‫والرحيم من أسماء اهلل الحسنى عند المسلمين‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،139‬راجع الرحمن)‬

‫َاح‬
‫َرد ٌ‬
‫‪ 5‬في ذكر اإلله حليم يقول براندن‪ :‬إنه إله قبيلتي بقيل ومهانيل‪ ،‬لذلك فإن ترجمة مهانيف ومهانيل غير صحيحة‪.‬‬
‫من آلهة الخصب عند العرب‪ ،‬كما يشير معنى اسمه‪ ،‬تس ّمت العرب ب”عبد َردَاح“ وهم‪ :‬بطن من األوس‪،‬‬
‫من غسان‪ ،‬من األزد‪ ،‬من القحطانية‪ ،‬وهم بنو عبد رداح بن الظفر بن الخزرج بن النّبيت بن مالك بن‬
‫األوس‪.‬‬
‫ُ‬
‫عظيمة‬ ‫َاح‪ :‬كثير ُة الماء‪ ،‬وامرأ ٌة َرد ٌ‬
‫َاح‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫وسحابة َرد ٌ‬ ‫بعضه على بعض‪،‬‬ ‫الشيء ِ‬ ‫الردْح‪ :‬ترا ُكم َّ‬
‫قال ابن دريد‪َّ :‬‬
‫الواس َع ُة‪ ،‬وال ُم ْخ ِ‬
‫ص ُب‪.‬‬ ‫َّو َح ُة ِ‬
‫وردَاح‪ :‬الد ْ‬
‫األوراك‪ ،‬قال صاحب القاموس‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫(معجم قبائل العرب ‪ ،724-2/723‬نهاية األرب للنويري ‪ ،2/315‬االشتقاق ‪ ،327‬القاموس المحيط ”‬
‫ردح”)‬

‫ضا‬
‫ُر َ‬
‫آلهة عربية قديمة‪ ،‬ويذكرها الرواة العرب ” ُر َّ‬
‫ضى“ باأللف المقصورة‪ ،‬وقد ُر ّحلت مع اإلله ”ناهي“‬
‫و”عطار سمائي“ إلى نينوى من قبل الملك سنحاريب‪ .‬وكان التدمريون واألنباط يدعونها ”أرصو“ وكان‬
‫إله ذكر لديهم‪ ،‬غير أنها كانت آلهة أنثى لدى الصفويين والثموديين‪ ،‬وقد مثلت لديهم على شكل امرأة‬
‫عارية‪ ،‬أمسكت شعرها بيديها على شكل هالل‪ ،‬فيما نجد على كتفها األيمن القرص الشعاعي‪ ،‬رمز‬
‫الشمس‪ .‬وكتب الصفويون والثموديون اسمها بطريقتين ”رضو“ و”رضى“‪.‬‬
‫وذهب باحثون إلى أن الصنم ”رضو“ كان على هيئة طفل عاري الجسم في الكتابات التدمرية‪ ،‬يقول‬
‫جواد علي في مفصله‪ :‬ولعل تصور= الجاهليين اإلله ”رضو“ على هيئة طفل‪ّ ،‬‬
‫يحل المشكلة الواردة في‬
‫أخبار ”نيلوس“ عن تقديم العرب قرابين أطفا ً‬
‫ال لكوكب الصبح‪ ،‬ويشير إلى أن أهالي مدينة الرها‪ ،‬كانوا‬
‫يعبدون الشمس ويعتقدون بوجود إله يطلع قبلها اسمه ”أزيزوس“ وإله يظهر= بعدها يسمى ”مونيموس“‪.‬‬
‫وذهب باحثون إلى أن ”أزيزوس“ هو ”عزيز“ وهو نجم الصبح‪ ،‬ويطلع قبل طلوع الشمس ويمثل‬
‫”رضى‪/‬رضو“ وعثتر‪.‬‬
‫توجه إليها الثموديون‪ .‬وقد= لقبّها أحد المؤمنين ب‬
‫وكانت اآللهة روضا= مع اإلله ناهي أكثر اآللهة التي ّ‬
‫”عالية التقديس“‪ .‬وكان الثموديون يتمسكون= بها كثيراً ويسمونها= ”سيدة النجدة“ و”سيدة الموت“‪ ،‬وقد‬
‫قدمت إليها الوعود والعطاءات‪ ،‬ووضع= المؤمنون تحت حمايتها القطعان والرفاق والقرى‪.‬‬
‫واألسماء التي تدخل في تركيبها نادرة منها ”وهب روضى“ و”روضى موافقة“ و”حنين روضى“‬
‫و”ذئب روضى“ و”ابن روضى“ و”عطاء روضى“‪.‬‬
‫ضى كان بيتاً لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة فهدمه‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬ذكر بعض الرواة أن ُر َّ‬
‫ضى في‬ ‫المستوغر‪ ،‬وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم‪ ،‬وقال في كسره ُر َّ‬
‫ال تنازع أسحما ودعوت عبد اهلل في مكروهها= ولمثل‬ ‫اإلسالم‪ :‬ولقد شددت على ُرضاء شد ًة فتركتها= ت ً‬
‫عبد اهلل يغشى ال َم ْح َر َما! وبنو ”عبد رضا“ بطن من العرب‪ ،‬قال الهمداني‪ :‬الرضاويون من طيء‪ ،‬وهم‬
‫من بني عبد رضا‪ ،‬وأما قبيلة طيء فيقول األكوع محقق صفة جزيرة العرب ‪ :‬فهي قبيلة يمينة لها بقية‬
‫يقال لها‪” :‬رضا“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،138‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/171‬األصنام ‪ ،30‬جمهرة أنساب العرب‬
‫‪ ،2/494‬صفة جزيرة العرب ‪ ،193‬القاموس المحيط ” رضى”)‬

‫الرضوان‬
‫ُ‬
‫الجنّة ذكره الهمداني‪ .‬وربما كان رضوان هو ذاته اإلله رضا أو رضو‪.‬‬
‫وان‪ :‬وهو خازن َ‬
‫ض َ‬ ‫ُذو ِر ْ‬
‫(صفة جزيرة العرب ‪ ،364-222‬القاموس المحيط ” رضى”‪ ،‬راجع رضا)‬

‫رعن‬
‫اسم إله من آلهة اللحيانيين والديدانيين‪ ،‬وقد ورد في األعالم المركبة اللحيانية مثل ”رعنا مر‪ ،‬رعن أمر“‪.‬‬
‫وفي األعالم الديدانية‪” :‬رعنا مد‪ /‬رعن أمد‪ ،‬ومعنى أمد أغضب“‪ ،‬و”رعنلثع‪ /‬رعن لثع‪ ،‬أي رعن أحاط“‬
‫و”رعن أدرك“‪.‬‬
‫ويل‪َ ،‬‬
‫واألنف= العظيم من الجبل تراه‬ ‫الج َب ُل َّ‬
‫الط ُ‬ ‫عن‪ :‬يعني الهوج واالضطراب‪ ،‬ويعني َ‬ ‫الر ُ‬
‫وفي لغة العرب َّ‬
‫ُم َت َقدِّماً‪ُ ،‬‬
‫ور َع ْي ٌن‪ :‬اسم جبل باليمن فيه حصن‪ .‬وذو= ُر َع ْين‪ :‬ملك ينسب إلى ذلك الجبل‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/319‬لسان العرب ” رعن” والقاموس المحيط ” األرعن”)‬

‫روعة‬
‫من آلهة سبأ المعروفة‪ ،‬ويعني= االسم ”الجمال والحسن“‪ ،‬ونجد اسمها في أسماء العلم القرطاجنية‪ ،‬كما‬
‫ُذكرت مرتين في األسماء الثمودية‪” :‬روعة إله“ و”ذو روعة“‪.‬‬
‫ور ْوعة‪ :‬أفزعه بكثرته أو جماله‪ ،‬والرائع من الجمال‪:‬‬
‫والروع‪” :‬القلب والعقل وهو المسحة من الجمال“‪َ ،‬‬
‫الذي يعجبك حسنه‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،136‬لسان العرب ” روع”)‬

‫ريمان‬
‫وهو إله المطر عند عرب الجنوب‪ ،‬ظهر اسمه في نقش مسندي واحد‪.‬‬
‫(نقوش مسندية ص‪ ،412‬راجع سميدع)‬
‫حرف الزاي‬

‫زائدة ‪ /‬زيد‪ /‬زياد‬


‫زائدة صنم‪ ،‬ذكرها ابن دريد في كتاب االشتقاق‪.‬‬
‫ومذكر= من زائدة زايد‪ ،‬قال‪ :‬وقد سمت العرب ”زيد الالت“‪ ،‬و”زياداً“‪ ،‬وبنو زياد بطن من األزد‪.‬‬
‫(االشتقاق= ‪)1/20‬‬

‫ّ‬
‫الزباء‬
‫ناقة كانت قبيلة إياد تتبرك بها‪ ،‬وربما كانت الزباء آلهة من إلهات الخصوبة في قديم= الزمان‪ ،‬نظراً لدالالتها‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫قال األصفهاني في األغاني‪ :‬كان والد أبو دواد اإليادي يسمى جويرية بن الحجاج‪ ،‬وكانت له ناقة يقال‬
‫لها‪ :‬الزبّاء‪ ،‬فكانت بنو إياد يتبركون= بها‪ ،‬فلما أصابتهم السنة‪ ،‬تفرقوا ثالث فرق‪ ،‬فرقة سلكت في البحر‬
‫فهلكت‪ ،‬وفرقة قصدت اليمن فسلمت‪ ،‬وفرقة قصدت= أرض بكر بن وائل فنزلوا= على الحارث بن همام‪،‬‬
‫وكان السبب في ذلك أنهم أرسلوا= الزباء وقالوا‪ :‬إنها ناقة ميمونة فخلوها فحيث توجهت فاتبعوها‪ ،‬وكذلك‬
‫كانوا يفعلون إذا أرادوا نجعة‪ ،‬فخرجت تخوض العرب حتى بركت بفناء الحارث بن همام‪ ،‬وكان أكرم‬
‫الناس جواراً وهو جار أبي دواد المضروب به المثل‪.‬‬
‫والز ُّب‪َّ :‬‬
‫الذ َك ُر‪ ،‬بلغة‬ ‫ُّ‬ ‫النبات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫زب‪ ،‬وعا ٌم أَ َز ُّب‪ُ :‬م ْخ ِ‬
‫ص ٌب‪ ،‬كثير‬ ‫والجمل أَ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ويقال للناقة الكثيرة الو َبر‪َ :‬زبَّا ُء‪،‬‬
‫وخصابن دريد به َذ َك َر ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أَهل ال َي َم ِن‪،‬‬
‫(األغاني ‪ ،15/93‬لسان العرب ” زبب” العباب الزاخر ” ميس”‪ ،‬راجع جذيمة)‬

‫زحل‬
‫من العبادات الكوكبية في جزيرة العرب‪.‬‬
‫وزعمت الصابئة أن البيت الحرام هو هيكل زحل‪ ،‬طال بقاء هذا البيت على مرور الدهور‪ ،‬معظماً في‬
‫سائر العصور ألن زحل تواله‪ :‬إذ من شأنه الثبوت‪ ،‬فيما نقل البالذري عن المسعودي‪ .‬وقيل إن النجم‬
‫الثاقب الوارد في التنزيل هو ” ُز َحل“ الرتفاعه‪.‬‬
‫ألنه َز َح َل أَي َب ُعد‪ ،‬ويقال إن ُز َح َل في السماء السابعة‪ .‬وكانت العرب تعتقد أن ُق َ‬
‫زح‪،‬‬ ‫وقيل للكوكب ُز َحل َ‬
‫َان فهما‪ :‬ال ُم ْش َتري‬
‫الس ْعد ِ‬ ‫يخ ب” النَّ ْح ِ‬
‫سان“‪ ،‬أما ّ‬ ‫بز َحل‪ .‬وكانت تسمي ُز َح ُل والم ِّ‬
‫ِر ُ‬ ‫اسم شيطان ملحق ُ‬
‫ُّ‬
‫والزهرة‪.‬‬
‫(نهاية األرب في فنون األرب ‪ ،1/55‬الملل والنحل ‪ ،2/580‬لسان العرب ” زحل – قزح ‪ -‬ثقب”‪،‬‬
‫القاموس المحيط ” النحس” العباب الزاخر ” نحس”)‬

‫ُّ‬
‫الزهرة‬
‫من العبادات الكوكبية‪ ،‬التي انتشرت عبادتها على نطاق واسع‪ُّ ،‬‬
‫والزهرة تعبّد لها أكثر العرب‪ ،‬وهي من‬
‫كواكب ”السعد“ عندهم‪ ،‬وكانوا= يتفألون بها‪.‬‬
‫حي في المدينة من بني ”عبد ُّ‬
‫الزهرة“ ذكرهم مؤرخ المدينة‬ ‫وبنو زهرة بطن معروف= بين العرب فيهم ّ‬
‫ابن شبة‪.‬‬
‫يقول ابن وحشية في كتابه ” الفالحة النبطية “‪ :‬من القدماء من كان يرى أن العرب‪ ،‬أمة توالها ُّ‬
‫الزهرة‪،‬‬
‫لذلك كان لهم من علم السحر قطعة كبيرة‪ ،‬وإن كان السحر كله ألهل بابل من النبط الكسدانيين‪ ،‬فإن ألهل‬
‫اليمن سحراً بليغاً‪ ،‬حتى إن اليونانيين بلغنا عنهم أنهم يضربون بهذا المثل‪ ،‬فيقولون للذي يبالغ في صفته‬
‫بالفطنة‪” :‬أنت أفطن من َسحرة اليمن“‪ .‬ولهم أيضاً في الرقى علم جم‪ ،‬ولهم قيافة األثر‪ ،‬وهو دليل على‬
‫فرط فطنتهم= وبليغ ذكائهم‪.‬‬
‫وكان األقدمون يصنعون للزهرة ّ‬
‫دخانات يستميلونها= بها‪ ،‬ال سيما منها خشب شجرة ”ال ُمر“ إذا كان‬
‫المر وخشبها والكندر‬
‫خشبها يدخنه قوم= في الهياكل وكان الكنعانيون يركبون دخنة من صمغ شجر ّ‬
‫تقرب بإحراقها‬ ‫واألشنة والميعة سفرفواومشا‪ =،‬معناه بالعربية ”لذة األصنام“‪ .‬ويقول إنها ترضي ُّ‬
‫الزهرة ويُ ّ‬
‫إليها‪.‬‬
‫وذكر المؤرخ فورفيريوس= أن أهل ”دومة“ كانوا يذبحون كل سنة إنساناً عند الصنم تقرباً إليه‪ ،‬وذكر‬
‫الزهرة“‪ ،‬ضحية لها تذبح‬ ‫المؤرخ نيلوس أن عادة بعض القبائل تقديم أجمل من يقع أسيراً في أيديهم إلى ” ُّ‬
‫وقت طلوعها‪ ،‬وقد= وقع ابنه ”تيودولس“ أسيراً حوالي سنة ‪ 400‬م في أيدي األعراب‪ ،‬وهيئ ليذبح قرباناً‬
‫ال حدثت حالت دون تقديمه ذبيحة في الوقت المخصص لتقديم الذبائح‪ ،‬واكتفى‬ ‫الزهرة‪ ،‬غير أن أحوا ً‬ ‫إلى ُّ‬
‫آسروه ببيعه في أسواق الرقيق= ب”ألوسة“‪ ،‬فاستقر= هناك ثم صار أسقفاً على المدينة‪ .‬وذكر أيضاً أن الملك‬
‫”المنذر“ ملك الحيرة قدم أحد أبناء الحارث الذي وقع أسيراً في يديه ونحو= من أربع مئة راهبة قرابين إلى‬
‫ال ُع َّزى‪ ،‬قال جواد علي‪ :‬وال ُع َّزى عند الجاهلين هي ” ُّ‬
‫الزهرة“ فينوس= عند النبط‪.‬‬
‫في المرويات اإلسالمية كما في أساطير األقدمين تجسد ُّ‬
‫الزهرة ”الشهوة“ في اإلنسان‪ ،‬فعندما= أراد اهلل‬
‫امتحان المالئكة بما امتحن به آدم في موضوع= الشهوة لما كثرت ذنوب بنيه في األرض‪ ،‬أوحى لهم‪” :‬إني‬
‫لو أنزلت الشهوة والشيطان منكم منزلتهما من بني آدم لفعلتم مثلما يفعلون“‪ ،‬وفي حديث آخر تجسدت لهم‬
‫الزهرة على صورة امرأة‪ ،‬ونقل السيوطي عن ”عبد بن حميد في ”مسنده“‪ ،‬وابن أبي الدنيا في‬ ‫الشهوة‪ُّ /‬‬
‫كتاب ”العقوبات“‪ ،‬وابن حبان في ”صحيحه“‪ ،‬والبيهقي في ”الشعب“ عن عبد اهلل بن عمر أنه سمع‬
‫رسول اهلل يقول‪:‬‬
‫“إن آدم عليه السالم لما أهبطه اهلل عز وجل إلى األرض قالت المالئكة‪ :‬أي رب‪ ،‬أتجعل فيها من يفسد فيها‬
‫ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال‪” :‬إني أعلم ما ال تعلمون“‪( .‬البقرة ‪ )30‬قالوا‪ :‬ربنا‪ ،‬نحن‬
‫أطوع لك من بني آدم‪ ،‬قال اهلل عز وجل للمالئكة‪ :‬هلموا َمل َكين من المالئكة حتى نهبطهما= إلى األرض‬
‫الزهرة امرأة‬‫فننظر كيف يعمالن‪ ،‬فقالوا‪ :‬ربنا‪ ،‬هاروت وماروت‪ .‬قال‪ :‬فأهبطا= إلى األرض‪ ،‬فمثلت لهم ُّ‬
‫من أحسن البشر ‪ ،‬فجاءتهما‪ ،‬فسأالها= نفسها‪ ،‬فقالت ‪:‬ال واهلل حتى تكلّما بهذه الكلمة من اإلشراك‪ ،‬قاال ‪:‬ال‬
‫واهلل ال نشرك باهلل أبداً‪ ،‬فذهبت عنهما‪ ،‬ثم رجعت بصبي تحمله‪ ،‬فسأالها نفسها‪ ،‬قالت ‪:‬ال واهلل حتى تقتال‬
‫هذا الصبي‪ ،‬قاال ‪:‬ال واهلل ال نقتله أبداً‪ ،‬فذهبت‪ ،‬ثم رجعت بقدح من خمر تحمله‪ ،‬فسأالها نفسها‪ ،‬فقالت ‪:‬ال‬
‫واهلل حتى تشربا هذا الخمر‪ .‬فشربا‪ ،‬فسكرا‪ ،‬فوقعا= عليها‪ ،‬وقتلوا الصبي‪ ،‬فلما أفاقا قالت المرأة ‪ :‬واهلل ما‬
‫فخيّرا بعد ذلك بين عذاب الدنيا واآلخرة‪ ،‬فاختارا=‬ ‫تركتما شيئاً مما أبيتماه ّ‬
‫علي إال قد فعلتما حين سكرتما‪ُ .‬‬
‫عذاب الدنيا“‪.‬‬
‫الزهرة الحسن والبياض‪َ .‬‬
‫واأل ْز َه َ=ر الثور الوحشي‪ ،‬واألسد األبيض‪ ،‬وال ُمشرق‬ ‫وفي لغة العرب تعني ُّ‬
‫والقمر‬
‫ُ‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫واأل ْز َه ُر أيضاً‪ :‬القمر‪َ .‬‬
‫واأل ْز َه َران‪،‬‬ ‫والز ْه َراء البقرة‪ ،‬والمرأ ُة ال ُم ْشر َق ُة الوجهِ‪َ ،‬‬
‫الوجه‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫لنورهما‪.‬‬
‫(الفالحة النبطية ‪ ،1257-1161 /2‬تاريخ المدينة البن شبة ‪ ،1/242‬المفصل ‪،60-238 199 6/167‬‬
‫العقوبات ‪ 146‬وما يليها‪ ،‬الدر المنثور= في التفسير بالمأثور= ‪ ،250-1/249‬لسان العرب والقاموس‬
‫المحيط ” زهر”‪ ،‬العباب الزاخر ” نحس”)‬

‫ّ‬
‫الزور‬
‫الزور صنم من ذهب مرصع بالجواهر‪ ،‬وعيناه ياقوتتان كان في جبل الزون بسجستان‪ ،‬هدمه عبد الرحمن‬
‫بن سمرة ابن حبيب في أيام عثمان بن عفان‪ ،‬حسب رواية ياقوت‪.‬‬
‫وزور‪.‬‬ ‫ص ْخ َر ٌة‪ ،‬وكل ما ُعبد من دون اهلل واتُّخذ إلهاً فهو ُز ٌ‬
‫ون ُ‬ ‫ور َ‬ ‫ويُقال للصنم الزور‪ ،‬وقيل‪ُّ :‬‬
‫الز ُ‬
‫ور ْي ِن أو يوم اإللهين كما يقول ابن بري من أيام العرب‪ ،‬قال َ‬
‫األغلب العجلي‪:‬‬ ‫ويوم ُّ‬
‫الز َ‬
‫كانَت َتمِي ٌم َم ْع َشراً َذ ِوي َك َر ْم‬

‫َغْل َ‬
‫ص َم ًة من الغ ِ‬
‫َالصيم ال ُع َظ ْم‬

‫ما َجبُنُوا‪ ،‬وال َت َولَّ ْوا= من أَ َم ْم‬

‫قد قا َبلوا= لو َي ْن ُف ْخون في َف َح ْم‬

‫ص ّم‬ ‫ور ْي ِهم‪ =،‬وجئنا َ‬


‫باأل َ‬ ‫جاؤوا= ِب ُز َ‬
‫كالليث من باقي إِ َر ْم‬
‫ِ‬ ‫َش ْي ٍخ لنا‪،‬‬

‫ض ْر َب البُ َه ْم‬ ‫َش ْي ٍخ لنا ُم ِ‬


‫عاو ٍد َ‬

‫ص ُّم هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس َب ْك ِر بن وائل في ذلك اليوم‪ ،‬وهو‬ ‫قال ابن بري‪َ :‬‬
‫األ َ‬
‫ورانا= أَي إِلهانا‪ ،‬فال َنف ُّ‬
‫ِر حتى‬ ‫الن قد َقيَّدوهما‪ ،‬وقالوا‪ :‬هذان ُز َ‬ ‫ور ْي ِن؛ قال أَبو عبيدة‪ :‬وهما َب ْك ِ‬
‫ران ُمجلَّ ِ‬ ‫يوم ُّ‬
‫الز َ‬
‫ُز َم ْتتميم ذلك اليوم‪ ،‬وأُخذ البكران فنحر أَحدهما‪ ،‬وترك=‬ ‫رب ْي ِن لهم‪ ،‬وه ِ‬
‫ِرا‪ ،‬فعابهم= بذلك وبجعل البعيرين َّ‬ ‫َيف َّ‬
‫اآلخر يضرب في َش ْول ِ‬
‫ِه ْم‪.‬‬
‫(معجم البلدان ‪ ،3/157،2/434‬تكملة األصنام عن تاج العروس= وشفاء الغليل للخفاجي ‪ ،109‬مقاييس‬
‫اللغة ” زور”‪ ،‬لسان العرب ” زور‪-‬زون”‪ ،‬راجع ” الزون” في معجمنا)‬

‫ُّ‬
‫الز ُ‬
‫ون‬
‫صن ٌم كان باألبُلُة وهي بلدة على شاطئ دجلة في زاوية الخليج الذي يدخل مدينة البصرة‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫الز ُ‬
‫ون‪ ،‬بالضم‪َ :‬‬
‫بلدة أقدم من البصرة‪ ،‬قال رؤبة‪:‬‬
‫ص َن ُمه‪...‬‬
‫ون يُ ْجلى َ‬ ‫َو ْهنانة ُّ‬
‫كالز ِ‬
‫ص ُب وتُ َزيَّ ُن‪.‬‬
‫األصنا ُ=م فيه وتُ ْن َ‬ ‫والزون ما يُتَّ َخ ُذ ويُ ْع َبدُ‪ ،‬وال َم ْو ِ‬
‫ض ُع تُ ْج َم ُع ْ‬
‫أنشد الجوهري لجرير‪:‬‬
‫َي ْمشي بها ال َب َق ُر ال َم ْو ِش ُّي أَ ْك ُر ُعه‪،‬‬

‫شي ال َهرا ِبذ تبغي بي َع َة‬


‫َم َ‬
‫ون‬ ‫ُّ‬
‫الز ِ‬

‫الزون مثل ُّ‬


‫الزور‪.‬‬ ‫قال‪ُّ :‬‬
‫ون‪.‬‬ ‫والزون بالفارسية (بشم الزاي‪ ،‬أي لفظها بشيء من لفظ الشين)‪ ،‬وقد عكفت المجوس ُّ‬
‫للز ِ‬ ‫ُّ‬
‫قال ياقوت‪ :‬لما غلب عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب في أيام عثمان بن عفان‪ ،‬سار إلى أرض الدّاور‬
‫الر َّخج‪ ،‬فحصرهم= في جبل الزون‪ ،‬ثم صالحهم على عدة من معه من المسلمين ثمانية آالف‪،‬‬ ‫على طريق= ُّ‬
‫الزون (في رواية أخرى ذكر ياقوت أن اسمه الزور)‪ :‬وهو صنم من ذهب فقطع يديه وأخذ‬ ‫ودخل على ُّ‬
‫ُ‬
‫أردتأن أعلمك أنه ال ينفع وال يضر‪.‬‬ ‫الياقوتين‪ ،‬ثم قال للمرزبان‪ :‬دونكم الذهب والجواهر= فإنما‬
‫(معجم البلدان ‪ ،2/434 =،1/77 -159-3/157‬لسان العرب ” زون” القاموس المحيط‪ُّ ” ،‬‬
‫الز ُ‬
‫ون”‪،‬‬
‫الصحاح ” زون”‪ ” ،‬كلمة األصنام عن تاج العروس وشفاء الغليل للخفاجي ‪ 109‬وفي= التكملة أورد الزون‬
‫الصنم والزون بيت األصنام كل على حدا) ‪.‬‬

‫الزونة‬
‫الزونة هو الصنم بعينه‪ ،‬وهو بيت األصنام الذي يتخذ ويزين‪ .‬والزونة كالزينة في بعض اللغات؛ يقال‪ :‬هذه‬
‫زونة وزينة‪.‬‬
‫(جمهرة اللغة ابن دريد ” ز و ن” ‪ ،3/21‬راجع ” زون”)‬
‫حرف السين‬

‫الساد ُ‬
‫ِن‬ ‫َّ‬
‫الس َدن ُ‬
‫َة‪.‬‬ ‫وبيت َ‬
‫األصنام‪ ،‬والجمع َّ‬ ‫ِ‬ ‫خادم الكعبة‬
‫(لسان العرب‪ :‬سدن)‬

‫َس َبد‬
‫صنم ألهل الحيرة ذكره أبو الفرج في أغانيه وابن عساكر في تاريخه‪ ،‬وكان النعمان بن المنذر الملقب‬
‫بالمحبوس يعبده‪ ،‬ويحلف= به‪.‬‬
‫(مختصر= تاريخ دمشق= ‪ ،16/315‬األغاني ‪)33-2/20‬‬

‫ستّار‬
‫من آلهة ثمود‪.‬‬
‫يعني االسم ”الذي يخفي ويحمي“‪ ،‬وال تذكر النصوص الثمودية االسم إال مرتين‪ :‬مرة في ”ستار خادمة“‬
‫وأخرى في دعاء يطلب فيه إليه أن يحب‪.‬‬
‫وعبد الستّار من أسماء العلم المركبة المعروفة عند العرب إلى يومنا= هذا‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)131‬‬

‫الس َّجة‬
‫َّ‬
‫صنم كان ُيعبد من دون اهلل‪ .‬وبه فسر قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬أخرجوا صدقاتكم‪ ،‬فإن اهلل قد أراحكم من‬
‫والبجة“‪.‬‬
‫السجة ّ‬‫ّ‬
‫والس َّجة‪ :‬الخيل‪.‬‬
‫َّ‬
‫(لسان العرب ” سجج”‪ ،‬األصنام ص ‪)4‬‬
‫َس َحر‬
‫من آلهة ثمود‪.‬‬
‫وعرفت في العربية الجنوبية في كتابة لشخص اسمه ”تبع كرب“ أنه كان ”قيناً“ لمعبد ”سحر“ وأنه كان‬
‫متولياً أموره المالية والمشرف على ما يصل للمعبد من حقوق ومعامالت‪.‬‬
‫السوادَ‪ ،‬وهو أول تنفس الصبح‪ ،‬من صفات الشمس‬ ‫ُ‬
‫البياضَي ْعل ُو َّ‬ ‫والس َح ُر‪ :‬آخر الليل ُق َب ْي َل ُّ‬
‫الص ْب ِح‪ ،‬وهو‬ ‫َّ‬
‫في طلوعها‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/300 =،1/331‬لسان العرب ” سحر”‪ ،‬راجع ” قين” و ”‬
‫غضرن” في معجمنا)‬

‫السرا‬
‫اسم صنم بن طريف بن عباب بن أبي كعب‪ ،‬وهو منبه بن سعد بن ثعلبة بن سلم ابن فهم بن غنم بن دوس‪،‬‬
‫صحب النبي صلّى اهلل عليه وسلّم ودعا له بحفظ الحديث عنه‪ ،‬و”عبد ذي السرا“ من أسماء العرب ذكره‬
‫صاحب التعريف باألنساب‪ ،‬ومنه نسب ”أبو هريرة“ راوي الحديث وقال عمير بن عامر بن عبد اهلل بن‬
‫ذي السرا‪.‬‬
‫وقيل في اسم ”أبو هريرة“ نحو عشرين قو ً‬
‫ال‪ ،‬ذكرت روايات= أخرى في نسبه ”عبد ذو الشرى“‪.‬‬
‫وذو السرا هو ذاته اإلله ”ذو الشرى“ إله الدوس‪.‬‬
‫(التعريف= باألنساب والتنويه بذوي األحساب‪ ،‬ألبي الحسن اليمني القرطبي‪ ،‬فصل في ولد دوس بن‬
‫عدنان‪ ،‬أنساب األشراف البالذري ‪ ،1/136‬المناهي اللفظية ‪.)376‬‬

‫سعى‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬واالسم له عالقة بالقمر‪.‬‬
‫والس ْعوة َّ‬
‫الشمعة‪.‬‬ ‫والس ْعو َّ‬
‫الش َمع في بعض اللغات‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ساعات الليل‪َّ ،‬‬ ‫الليل‪َ ،‬‬
‫واأل ْسعا ُء‬ ‫فالس ْعوة الساعة من ِ‬
‫ِّ‬
‫والسعي‪ :‬القصد‪ ،‬والكسب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،1/331‬لسان العرب ” سعا”)‬
‫َس ْعد‬
‫صنم على ساحل البحر بتهامة تعبده َع ٌّك ومن يليها‪ ،‬وكانت تعبده هذيل في الجاهلية‪ ،‬وعبده مالك وملكان‪،‬‬
‫ابنا كنانة‪ ،‬ناحية ساحل ُجدّة‪ ،‬وبه َس ّمى العرب ”عبد َسعد“‪.‬‬
‫بإبل له ليقفها عليه يتبرك بذلك فيها‪ .‬فلما أدناها‬ ‫ً‬
‫طويلة‪ .‬فأقبل= رجل منهم ٍ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬كان سعد صخر ًة‬
‫منه نفرت منه (وكان يهراق عليه الدماء)‪ .‬فذهبت في كل وج ٍه وتفرقت عليه‪ .‬وأسف فتناول حجراً فرماه‬
‫علي إبلي! ثم خرج في طلبها حتى جمعها وانصرف عنه‪ ،‬وهو‬ ‫رت ّ‬ ‫به وقال ‪:‬ال بارك اهلل فيك إلهاً! أن َف َ‬
‫يقول‪:‬‬
‫أتينا إلى سع ٍد ليجمع شملنا‬

‫فشتتنا سعد‪ .‬فال نحن من سعد!‬

‫وهل سعد إال صخرة بتنوفة‬

‫َي وال‬
‫من األرض‪ ،‬ال يُدعى لِغ ٍّ‬
‫وقد سمت العرب‬ ‫رشد‬ ‫قال ابن دريد‪:‬‬
‫والسعود‪ :‬نجوم‬ ‫ُّ‬ ‫”سعد الالت“‪،‬‬
‫ينزلها‬ ‫أربعة‬ ‫منها‬ ‫عشرة‪،‬‬
‫القمر‪ :‬سعد ُبلَ َع‪ ،‬وسعد األخية‪ ،‬وسعد= السعود‪ ،‬وسعد الذابح‪ ،‬وسعد ناشرة‪ ،‬وسعد النُّهى‪ ،‬وسعد ال ُهمام‪،‬‬
‫وسعد الملِك‪ ،‬وسعد= البارع‪ ،‬وسعد مطر‪.‬‬
‫(االشتقاق= البن دريد ‪ ،2/538-1/56‬جمهرة اللغة ‪ ،262-1/262‬لسان العرب ” سعد”‪ ،‬األصنام ‪- 36‬‬
‫‪ ،37‬معجم البلدان ‪ ،3/221‬جمهرة أنساب العرب ‪)2/494‬‬

‫السعيدة ‪ُ /‬سعاد‬
‫َّ‬
‫تحجه ربيعة في الجاهلية‪.‬‬
‫صنم‪ ،‬وبيت كانت ّ‬
‫السعيدة ومناة‪.‬‬
‫السعيدة الصنم‪ ،‬قال ابن حبيب‪ :‬كان ”سعد هذيم“ وسائر قضاعة إال بني وبرة يعبدون َّ‬ ‫في َّ‬
‫وكانت األزد تعبدها أيضاً‪ ،‬موضعها كان بأُحد وسدنتها بني العجالن‪.‬‬
‫السعيدة البيت‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬أحسبه قريباً من سنداد في الكوفة‪ ،‬وقال ابن الكلبي‪ :‬هو على شاطئ=‬
‫وفي َّ‬
‫الفرات‪ .‬والقوالن متقاربان‪.‬‬
‫وسعدى ومسعوداً= ومسعدة وسعيداً‪.‬‬
‫وقد س ّمت العرب ُسعاد ُ‬
‫السعيدة‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك لبيك‪ ،‬لم نأتك للمياحه‪ .‬وال طلباً‬
‫قال ابن حبيب‪” :‬وكانت تلبية من نسك َّ‬
‫للرقاحه“‪.‬‬
‫والسعيدة من آلهة الخصوبة عند العرب‪ ،‬واسم= ُسعاد من أسمائها‪ ،‬وإلى اليوم هو من األسماء الشائعة عند‬
‫السعيدة السعيد‪ ،‬ومن معانيه في لغة العرب‪ :‬النهر الذي تشرب به‬ ‫نساء العرب إلى يومنا هذا‪ ،‬ومذكر= َّ‬
‫األرض بظواهرها إذا كان مفرداً‪ ،‬ولهذا تقول العرب‪ :‬هذا ”سعيد“ هذه األرض‪.‬‬
‫(االشتقاق= ابن دريد‪ ،1/56 :‬جمهرة اللغة ‪ ،2/262‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/493‬معجم البلدان ‪-3/94‬‬
‫‪ ،222‬المحبر ابن حبيب ‪ ،316-313‬القاموس المحيط شرح ” سعد”)‬

‫ُس َعير‬
‫صنم كان لعنزة صنم‪.‬‬
‫فمرت ب” ُسعير“ وقد عترت عنزة عنده‪،‬‬
‫خالسالكلبي على ناقته‪ّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬خرج جعفر بن أبي‬
‫فنفرت ناقته منه‪ .‬فأنشأ يقول‪:‬‬
‫عتائر‬ ‫من‬ ‫قلوصي‬ ‫نفرت‬
‫صرعت‬

‫الس َع ْير تزوره آ ْبنا َي ْقدُم‬


‫حول ُّ‬

‫وجموع يذكر ُم ِه ِطعين َجنَا َب ُه‬

‫ما إن يُ ِحير إليهم ِبت َكلُّم‬

‫الس َعير)‪.‬‬ ‫(قال أبو المنذر ‪َ :‬ي” ْقدُم“ و”َي ْذ ُكر“ إ ْبنَا َعن َ‬
‫َزةَ‪ ،‬فرأى بني هؤالء يطوفون حول ُّ‬
‫َز ِّي‪:‬‬ ‫أنشد ُر َش ْي ِد ابن ُر َم ْي ٍ‬
‫ضال َعن ِ‬
‫بمائرات َح ْو َل َع ْو ٍ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حلفت‬

‫ِير‬ ‫نصاب تُ ِر ْك َن لَدَى َّ‬‫وأَ‬


‫السع ِ‬ ‫ٍ‬

‫وعوض صنم لبكر بن وائل‪ ،‬والمائرات‪ :‬هي دماء الذبائح حول َ‬


‫األصنام‪.‬‬ ‫والسعير‪ :‬صنم‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫ور ُة‪ :‬النار‪ ،‬وقيل‪ :‬لهبها‪ .‬وبه شبهت جهنم‪ :‬وقوله تعالى‪ :‬وكفى بجهنم‬
‫اع َ‬
‫والس ُ‬
‫ِير َّ‬
‫السع ُ‬
‫وفي لغة العرب َّ‬
‫سعيراً‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،41‬معجم البلدان ‪ ،456-2/455‬لسان العرب ” سعر”)‬
‫سكن‬
‫إله ثمودي‪ =،‬يعني اسمه ”الرحمة“‪ ،‬وفي النصوص الثمودية عثر على دعاءين الدعاء األول احتوى= على‬
‫اسمه فقط‪ ،‬والثاني‪ :‬في ”سكن“ حماية النخيل‪ ،‬سالم‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)129‬‬

‫ُسكيالت‬
‫ُسكيالت اسم ملكة نبطية‪ ،‬ويبدو أن اسم العلم ”عبد ُسكيالت“ يشير إلى أن رعاياها قد رفعوها= إلى درجة‬
‫األلوهية‪ .‬يقول براندن‪ :‬نعرف أن عرب الجنوب قد رفعوا= عدداً من ملوكهم= إلى درجة األلوهية‪ .‬وتلك عادة‬
‫قديمة لدى عرب الشمال على األرجح‪.‬‬
‫وسكيالت أو ُشكيالت هي ملكة العرب أشكالتو وذكرت في نص د ّونه الملك األشوري= أسرحدون ” ‪-680‬‬
‫ُ‬
‫‪ 669‬ق‪.‬م“ تحدث فيه كيف أخضع أبوه ”سنحاريب“ ”أدومو“ معقل أريبي‪/‬العرب“ واستولى= على‬
‫أصنامها‪ ،‬وحملها= معه إلى عاصمته‪ ،‬وأسر ملكتها ”أشكالتو“ التي كانت كاهنة لآللهة ”دلبات“‪ ،‬وأسر‬
‫األميرة ”تبؤة“ كذلك‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،131‬راجع ” دبالت‪/‬دلبات” في معجمنا)‬

‫سالم‬
‫اإلله اآلرامي الذي دخلت عبادته واحة تيماء في القرن السادس قبل الميالد‪.‬‬
‫لقد كان هذا اإلله معبوداً من الثموديين في منطقة تيماء‪ ،‬بخاصة حين كان الملك األشوري= نابونيد= مقيماً‬
‫في هذه المدينة‪ .‬وهناك نقشان سبئيان يذكران اسم اإلله ”سالم“ اكتشفا في نجران‪ ،‬ومن الممكن أن يكون‬
‫النقشان كتبا من قبل مهاجرين ثموديين‪ ،‬كما يقول براندن‪.‬‬
‫ويعني اسم اإلله ”تمثال‪/‬صنم“‪ ،‬ويظهر= على شكل ملك بابلي‪ .‬وقد= نسب إليه الطابع القمري‪ .‬وكان رأس‬
‫الثور رمزاً له‪ ،‬وقد ُسبق اسمه برأس ثور= ثالث مرات‪.‬‬
‫وطلب إليه في أحد األدعية أن يدمر العدو‪ .‬وذكر= اسمه في أسماء العلم اللحيانية والسائبة‪ .‬نقرأ على قالدة‬
‫صغيرة العبارة التالية‪” :‬سالم‪ ،‬بك تأتي السعادة“‪.‬‬
‫وأسماء العلم المركبة معه كثيرة وهي تقول‪ :‬إن سالم هو اإلله والرئيس والعالي والطيب والجميل‪ ،‬إنه‬
‫وقاسوهو يدوس‬
‫ٍ‬ ‫السعادة وهو يعين ويعطي= ويصلح ويشكر= ويرى= ويطعم‪ =،‬ويروي‪ ،‬غير أنه سمين أيضاً‬
‫بقدمه ويزبد‪.‬‬
‫وكان أحد عباده يُس ّمى ”ابن سالم“ فيما سمي آخر ”عون سالم“‪.‬‬
‫وسالم من أسماء اهلل الحسنى وبه يتس ّمى العرب ب”عبد السالم“ إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)28-136-135‬‬

‫سلمن‪/‬سلمان‬
‫ورد ذكر اإلله”سلمن“ أو ”سلمان“ في الكتابات اللحيانية على أنه إله القوافل والتجارة التي ظهرت عبادتها‬
‫عند اللحيانيين المتأخرين‪ ،‬ويظهر= من تلك الكتابات‪ ،‬أنه كان يكنى ”أبا إيالف“‪.‬‬
‫ويرى= بعض الباحثين مهمة هذا اإلله أن يحمي القوافل ويحرسها= في ذهابها وإيابها‪ ،‬وذلك ألن إيالف‬
‫القوافل كان من واجب اآللهة‪ ،‬مستدلين على ذلك بوضع”قريش“ قوافلهم= في حماية اآللهة‪ ،‬كما يفهم من‬
‫آية‪” :‬إليالف قريش‪ ،‬إيالفهم رحلة الشتاء والصيف‪ ،‬فليعبدوا= رب هذا البيت‪ ،‬الذي أطعمهم من جوع‬
‫وآمنهم من خوف“‪ .‬وموضع السلمان المعروف في البادية منسوب إلى اإلله سلمان إله لحيان ورب القوافل‬
‫عندهم‪ ،‬وقد= كان اللحيانيون ينزلون به في طريقهم إلى العراق‪.‬‬
‫يقول جواد علي‪ :‬يرى بعض الباحثين أن اإلله”سلمن“ ”سلمان“‪ ،‬واإلله ”أب ألف“ ”أبو إيالف“ كانا من‬
‫اآللهة التي كان واجبها حماية القبور أيضاً‪ .‬وقد رمز عن”أبي إيالف“ بصورة أسد يوضع عند جانب القبر‬
‫ليحميه‪.‬‬
‫(المفصل ‪)256-2/254 ،6/318‬‬

‫سلمى‬
‫راجع أجأ وسلمى‪.‬‬

‫َسلَم ِ‬
‫ِسين‬
‫حران‪.6‬‬
‫صنم كان يعبد في قرية تقع في ّ‬
‫ويضبط= اسم سلمسين بفتح أوله وثانيه ثم ميم وسين مكسورة وياء مثناة من تحت وآخره نون‪ ،‬قال ياقوت‪:‬‬
‫هي قرية قالوا إن اسمها َسلَم سين أي صنم القمر‪ ،‬وكأنها القرية التي بنيت على اسمه‪ ،‬وهي قرية قرب‬
‫حران فرسخ‪.‬‬‫حران من نواحي الجزيرة بينها وبين ّ‬‫ّ‬
‫(معجم البلدان ‪)2/240‬‬

‫وحران هي قصبة ديار مضر‪ ،‬بينها وبين الرها‬ ‫‪ 6‬حران= مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة= أقور وهي الجزيرة الممتدة بين الموصل والفرات بأسرها‪ّ ،‬‬
‫يوم وبين الرقة يومــان‪ ،‬وهــي علــى= طــريق الموصــل= والشــام= والــروم‪ .‬وذكــر= قــوم= أنــها أول مــدينة= بنــيت علــى األرض بعــد الطوفــان‪،‬‬
‫وكــانت فيــها منــازل= الصــابئة وهــم الحــرانيّون الــذين يذكرهم أصحاب كتب الملل= والنحل‪ ،‬وقال المفسرون في قوله تعالى‪” :‬إني مهاجر إلى=‬
‫حران‪( .‬معجم البلدان ‪)1/238-2/235‬‬ ‫حران‪ ،‬وقالوا في قوله تعالى‪” :‬ونجيناه ولوطاً إلى األرض التي= باركنا فيها للعالمين“ هي ّ‬ ‫ربّي“ إنه أراد= ّ‬
‫سمائيات‬
‫آلهة سبئية‪ ،‬ويعني اسمها ”سمائي“‪ .‬وهي تسمية آللهة شمسية‪ .‬وال تذكرها= النصوص الثمودية سوى مرة‬
‫واحدة‪ .‬وقد طلب منها في أحد األدعية ”الحماية“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)130‬‬

‫س ّمن‬
‫كان صنماً عظيماً في جزيرة سقطرى جنوب عدن‪ ،‬عندما كان يقطنها بعض أهل الهند‪ ،‬قال ياقوت‪:‬‬
‫وعندما جاء االسكندر= سقطرى بناء على نصيحة أرسطاطاليس‪ ،‬وغلبوا الهنود‪ ،‬ملك اليونانيون الجزيرة‬
‫بأسرها‪ ،‬فنقل الهند ذاك الصنم إلى بالدهم معهم‪.‬‬
‫وس ّمن‪ ،‬كزنّة‪ ،‬كذلك ضبطه الزبيدي‪ ،‬وقال‪ :‬هو اسم صنم نسبته إلى بلد بالهند‪ ،‬يقال لها سومنات‪ُّ .‬‬
‫الس َمنِيَّة‬
‫ناسخ وتنكر‬ ‫ون‪ .‬وهي فرقة من َعَبدَت َ‬
‫األصنام وتقول بالتَّ ُ‬ ‫بضم السين وفتح الميم قوم من أَهل الهند د ْ‬
‫ُه ِريُّ َ‬
‫باإلخبار‪.‬‬
‫وقوع العلم ِ‬
‫َ‬
‫وربما= كان هذا الصنم هو ذاته صنم الهند العظيم الذي ذكره الرواة العرب و ُيدعى ”سومنات أو‬
‫صومنات“ وله ذكر طويل في كتاب ”تحقيق ما للهند“‪.‬‬
‫(” لسان العرب” سمن”‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،3/227‬تاج العروس” س م ن”)‬

‫َسم ْيدَع‬
‫كان إلهاً خاصاً بالحميريين‪ ،‬وفي نصوص المسند التي عثر عليها في العربية الجنوبية ظهر اسمه في نقش‬
‫واحد‪ ،‬قال فيه أصحاب النقش‪ :‬إنهم أكملوا وت ّوجوا بنا ًء حجرياً= اسمه الوقيص في مدة شهرين اثنين‪ ،‬بعون‬
‫ومباركة اآللهة (عثتر الشارق= عثتر شرقن) و(ليل لل) و(سميدع) و(ذات بعدان) وإلههم الخاص (عثتر‬
‫عزيز عثتر عززم) و(ذي جأوب) سيد المعبد (ذي طرر)‪ ،‬وإله أمطارهم (ريمان) و(شمسهم)‪.‬‬
‫كنافالنواحي‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫األكناف‪َ ،‬‬
‫واأل ُ=‬ ‫السيِّ ُد الجميل الجسيم ال ُم َو َّطأُ َ‬
‫َع‪ :‬بالفتح‪ :‬الكريم َّ‬‫الس َم ْيد ُ‬
‫وفي لغة العرب َّ‬
‫َع‪.‬‬
‫السريع في حوائجه َس َم ْيد ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َع لسرعته‪ ،‬والرجل‬ ‫جاع‪ ،‬ويقال للذئب َسم ْيد ٌ‬ ‫هو ُّ‬
‫الش ُ‬
‫(نقوش مسندية ص ‪ ،412‬لسان العرب ” سمدع”)‬

‫َسميع‬
‫السميع“‪ ،‬كما يظهر كرفيق‪،‬‬
‫آلهة قمرية سبئية وسميع هو ”من يلبي“‪ .‬ويظهر في أسماء العلم كإله‪” :‬إيل َّ‬
‫وقد طلب إليه في أحد األدعية العون‪.‬‬
‫والسميع من أسماء اهلل الحسنى في اإلسالم‪.‬‬
‫َّ‬
‫(تاريخ ثمود ‪)130‬‬

‫سمين‬
‫إله ثمودي‪ ،‬يوصف في األدعية ب ”العظمة والحكمة“‪ ،‬ويطلب إليه االستماع‪ ،‬وقد وجد مرة واحدة في اسم‬
‫علم ”عبد سمين“‪ .‬كما نجده في األسماء اللحيانية والصفوية‪ ،‬يقول براندن‪ :‬ربما كان سمين اختصاراً السم‬
‫”بعلسمين“ اآللهة التدمرية المعروفة‪.‬‬
‫وفي الكتابات العربية الجنوبية القديمة ورد ذكر إله يدعى ”بعل سمن‪ ،‬بعل سمين‪ ،‬بعل السموات“ كإله‬
‫للبركة والخصب‪ ،‬إذ يرسل المطر فينشر= الخير للناس‪.‬‬
‫وقد نعت اإلله ”بعل سمين“ ب”الرحمن“ وورد= في نص قديم ”رحمنن بعل سمين‪/‬سمن“ أي ”الرحمن‬
‫رب السماء“‪ ،‬فصار= في منزلة اإلله ”ذ سموي“ ثم لقب ب”رحمنن بعل سمين وأرضن“ أي ”الرحمن‬
‫رب السماء واألرض في نصوص أخرى فصار= إله السموات واألرضين‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،130‬راجع ” الرحمن” ” بعل سمين” في معجمنا)‬

‫ُس َه ْيل‬
‫صنم تعبّدت له طيء‪.‬‬
‫محط اهتمام العرب لفترات متقدّمة في اإلسالم‪ ،‬دارت حوله أساطير= عديدة‪ ،‬قيل‪ :‬كان‬ ‫ّ‬ ‫وكان النجم ُسهيل‬
‫فمس َخه اهلل كوكباً‪.‬‬
‫ُس َه ْيل َع َّشاراً على طريق اليمن َظلوماً= َ‬
‫وسهيل كانت نجوماً مجتمعة‪ ،‬فانحدر= ُسهيل فصار‬
‫وذكر البالذري‪ :‬أن النجم ”ال َع ُبور‪ ،‬وال ُغميصاء‪ُ ،‬‬
‫يمانياً‪ ،‬وتعبته ال َعبُور= فعبرت َ‬
‫المج َّرة‪ ،‬وأقامت ال ُغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت“‪.‬‬
‫ال والشعرى= كانا زوجين‪ ،‬فانحدر= سهيل فصار يمانياً‪ ،‬فتبعته‬
‫وفي أسطورة أخرى مشابهة‪ :‬أن ُسهي ً‬
‫”الشعرى= ال َعبور“ فعبرت المجرة فسميت العبور‪ ،‬وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت‬
‫عيناها‪ ،‬فسميت غمصاء ألنها أخفى من األخرى‪.‬‬
‫قال ابن كناسة‪ُ :‬س َه ْي ٌل ُيرى بالحجاز وفي جميع أَرض العرب وال ُيرى بأَرض أَرمِي ِن َية‪ ،‬وبين ُرؤية أَهل‬
‫ال ورؤية أَهل العراق إِيَّاه عشرون يوماً‪.‬‬‫الحجاز ُس َه ْي ً‬
‫وحاز طلوعه على اهتمام العرب وكانوا= يتتبعونه في السماء‪ ،‬ويحلفون إذا ما رأوه ليصدقهم= الناس‪ ،‬ومما‬
‫ض ْر واآلخر هو ال َو ْز ُن‪ ،‬وهما‬ ‫اح ُ‬
‫ار بمعنى ْ‬ ‫ضِ‬‫نقله أهل األخبار= أنه كان هناك كوكبان أحدهما يدعى َح َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِفان عند العرب‪ ،‬وكانا يطلعان قبل ُس َه ْي ٍل فتظن الناس به أنه سهيل‪ِ ،‬فإذا طلع أحدهما ظن أنه سهيل‬ ‫ُم ْحل ِ‬
‫الو ْز ُن إِذا طلع‪ ،‬فيحلف= أَحدهما أَنه سهيل ويحلف= اآلخر أَنه ليس بسهيل‪ ،‬لذلك سميا ُم ْحلِ َف ْي ِن‬
‫للشبه‪ ،‬وكذلك َ‬
‫ِالفالناظرين لهما إِذا طلعا‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الخت ِ‬
‫(معجم قبائل العرب ‪ ،2/691‬الحيوان للجاحظ ‪ ،1/341‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪-6/20‬‬
‫‪ ،167‬لسان العرب ” سهل ‪ -‬شعر” راجع المرزم= في معجمنا)‬

‫ُسواع‬
‫َر َقه اهلل أَيام ُّ‬
‫الطوفان‪ ،‬ثم صار ل ُه َذ ْيل وكان‬ ‫صنَم كان ل َه ْمدان‪ ،‬وقيل‪ :‬كان لقوم نوح‪ ،‬عليه السالم‪َ ،‬فغ َّ‬
‫اسم َ‬
‫ِب ُرهاط َي ُح ُّجون إِليه‪ ،‬قال الواقدي‪ :‬كان ُسواع على صورة امرأة‪ ،‬وقد= تسمت العرب ب”عبد سواع“‪.‬‬
‫وكانت تلبية من نسك لسواع‪” :‬لبيك‪ ،‬اللهم لبيك‪ .‬لبيك‪ ،‬أُبنا إليك إن سواع طلبن اليك“‪.‬‬
‫وتعددت الروايات= حوله منهم من يقول إن ُسواع كان بنَعمان تعبده بنو كنانة وهذيل‪ ،‬ومزينة‪ ،‬وعمرو بن‬
‫صاهلَ ُة‪ ،‬من هذيل‪ ،‬فيما قاله ابن حبيب‪ ،‬ومنهم من قال إنه كان ل ُهذيل‬
‫قيس بن عيالن‪ ،‬وأن سدنته هم بنو ِ‬
‫برهاط من أرض َينبع في أعراض المدينة‪ .‬وأن سدنته هم بنو لحيان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫دركة‪،‬‬
‫بن ُم ِ‬
‫ذكر الطبري أن سواعاً كان ابن شيث‪ ،‬وأن يغوث كان ابن ُسواع‪ ،‬وكذلك يعوق ونسر‪ ،‬وأنه كلّما هلك‬
‫وعظمت لموضعه من الدين‪ ،‬ولما عهدوا في دعائه من اإلجابة فلم يزالوا هكذا‬ ‫األول ص ّورت صورته ّ‬
‫حتى خلفت الخلوف‪ ،‬وقالوا‪ :‬ما عظم هؤالء آباؤنا= إال ألنها ترزق وتنفع وتضر‪ ،‬واتخذوها آلهة وهذه أسماء‬
‫سريانية وقعت إلى الهند‪ ،‬فس ّموا بها أصنامهم التي زعموا أنها صور الدراري‪/‬الكواكب السبعة‪ ،‬وربما=‬
‫كلّمتهم الجن‪.‬ومن المرويات= العربية ما يُعيد عبادة سواع عند العرب إلى عمر بن لُ َح ّي الخزاعي‪ ،‬فعندما‬
‫دعا العرب إلى عبادة األصنام‪ ،‬أجابته مضر بن نزار فدفع إلى رجل من هذيل يقال له‪ :‬الحارث بن تميم بن‬
‫بأرضيقال لها ُرهاط من بطن نخلة يعبده من‬
‫ٍ‬ ‫سعد بن هذيل بن مدركة بن اليأس بن مضر ُسواعاً‪ .‬فكان‬
‫يليه من ُمضر‪ .‬فقال رجل من العرب فيما يروي= ابن الكلبي‪:‬‬
‫تراهم حول قيلهم‬
‫عكوفاً‬

‫كما عكفت هذيل على‬


‫ُسواع‬

‫تظل َجناه صرعى‬


‫لديه‬

‫عتائر من ذخائر= كل‬


‫راع‬
‫وفي أساطير الهواتف التي خرجت من األصنام تبشر بمجيء الرسول محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬قال‬
‫النويري‪ :‬روي عن عبد اهلل بن ساعدة الهذلي أنه قال‪ :‬كنا نعبد صنماً يقال له ُسواع‪ ،‬وكانت لي غنم‪،‬‬
‫فجربت فسقتها إليه وأدنيتها= منه أرجو بركته‪ ،‬فسمعت منادياً من جوف الصنم يقول‪” :‬العجب كل العجب‪،‬‬
‫سدلت الحجب‪ ،‬ورميت الجن بالشهب‪ ،‬وسقطت النُّصب‪ ،‬ونزل خير الكتب‪ ،‬على خير العرب“‪ .‬قال‪:‬‬
‫إلي األوثان‪ ،‬فجعلت أنقب عن الحوادث حتى بلغني ظهور‬ ‫فسقت غنمي وعدت إلى أهلي‪ ،‬وقد= بغضت ّ‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فأتيته فأسلمت‪.‬‬

‫هدم ُسواع‬
‫قال الواقدي= في المغازي‪ :‬بعث سعد بن زيد األشهلي إلى مناة بالمشلل فهدمه‪ ،‬وبعث عمرو بن العاص إلى‬
‫صنم هذيل ‪ -‬سواع ‪ -‬فهدمه‪ ،‬فكان عمرو يقول‪ :‬انتهيت إليه وعنده السادن‪ ،‬فقال‪ :‬ما تريد؟ فقلت‪ :‬هدم‬
‫سواع‪ ،‬فقال‪ :‬ما لك وله؟ فقلت‪ :‬أمرني رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم! قال ‪:‬ال تقدر على هدمه‪ .‬قلت‪ :‬ل َم؟‬
‫قال‪ :‬يمتنع‪ .‬قال عمرو‪ :‬حتى اآلن أنت في الباطل! ويحك هل يسمع أو يبصر؟‪ ،‬فدنوت= إليه فكسرته‪،‬‬
‫وأمرت أصحابي فهدموا= بيت خزانته‪ ،‬ولم يجدوا فيها شيئاً‪ ،‬ثم قال للسادن‪ :‬كيف رأيت؟ قال‪ :‬أسلمت هلل‪ .‬ثم‬
‫نادى منادي رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم بمكة‪ :‬من كان يؤمن باهلل وبرسوله فال يدعن في بيته صنماً إال‬
‫كسره‪.‬‬

‫سواع سربة الخصوبة‬


‫السواع“ في لغة العرب‪ْ :‬‬
‫المذ ُي الذي‬ ‫كانت ُسواع‪ ،‬فيما تشير دالالت االسم‪ ،‬ربة للخصوبة عند العرب‪ ،‬ف“ ُّ ِ‬
‫الرجل وأَ ْن َش َ=ر إِذا فعل ذلك‪ .‬أي انتصب َذ َكره‬
‫ُ‬ ‫والمذي يخرج قبل النطفة‪ ،‬وقد أَ ْس َو َع‬
‫ْ‬ ‫الس َوعا ُء‪،‬‬
‫يسمى ُّ‬
‫وأمذى من شدة إذا غلبت عليه الشهوة‪.‬‬
‫(المستطرف من كل فن مستظرف) طبعة دار الكتب العلمية تحقيق مفيد قميحة‪ ،‬ط ‪،2/176 1986 =،2‬‬
‫المفصل ‪ ،76-6/70‬نسب معد واليمن األكبر ابن الكلبي ص ‪ ،386‬الروض اآلنف ‪ ،1/359‬األصنام ‪-9‬‬
‫المحبر البن حبيب ‪ ،316-312‬معجم البلدان ‪ ،3/276‬المغازي‪ :‬الواقدي ‪،3/971 =،870 /2‬‬
‫َّ‬ ‫‪،57-10‬‬
‫نهاية األرب ‪ ،16/120‬لسان العرب والقاموس المحيط شرح ” سوع”)‬

‫سين‬
‫”سين“ أو ”سن“ هو القمر‪ ،‬وهو إله حضرموت= الرئيس‪ ،‬وقد= نُعت بنعوت‪ ،‬مثل ”ذ علم“‪ ،‬أي ”ذو العلم“‪،‬‬
‫ويحب‬
‫ّ‬ ‫بمعنى العالم‪ .‬وقد عبده الثموديون= أيضاً‪ ،‬ونعرف من خالل أسماء العلم الثمودية أن ”سين“ يقوم‬
‫ويحكي‪ .‬وفي االسم المركب ”سين أيل“ يُعلن إيل إلهاً‪ .‬وعثر بين أسمائهم على شخص يدعى ”ذو سين“‬
‫أي ”صاحب سين“‪ .‬وطلبت إليه في أحد األدعية أن يحرق األعداء‪ .‬غير أن اسمه يكتب غالباً منفص ً‬
‫ال‬
‫ودون أي فحوى‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،130‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/301‬‬
‫حرف الشين‬

‫َّ‬
‫الشارق‬
‫بن عب ِد ال ُع َّزى‪ِ :‬‬
‫شاع ٌر‪.‬‬ ‫الشار ِق ُ‬
‫ِ‬ ‫صنم كان في الجاهلية‪ ،‬وبه س ّموا ”عبد الشارق“‪ .‬وعب ُد‬
‫شار ٌق“ أي كلما‬
‫ذر ِ‬‫الشار ُق َق ْرن الشمس‪ ،‬والعرب تقول‪” :‬إني آلتِيه كلَّما َّ‬
‫ِ‬ ‫والشمس تسمى شارقاً‪ .‬قيل‪:‬‬
‫طلع َّ‬
‫الش ْر ُق‪ ،‬وهو الشمس‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،109‬لسان العرب ” شرق”‪ ،‬القاموس المحيط ” الشرق”‪ ،‬راجع‬
‫عثتر)‬

‫َش ّر‬
‫من آلهة العرب قبل اإلسالم وبه س ّموا ” َع ْب ِد َش ّر“‪ ،7‬وهو من األسماء الغريبة التي ذكرت في كتب األنساب‬
‫ومنهم ” َع ْب ِد َش ّر الحميري“ وقد غيره الرسول إلى ”عبد خير“‪.‬‬
‫قال‪ :‬ابن األثير روى محمد بن عثمان بن حوشب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬لما أظهر اهلل تعالى محمداً‬
‫انتدب في أربعين فارساً= مع ” َع ْب ِد َش ّر“‪ ،‬فقدم المدينة‪ ،‬فقال‪ :‬أيكم محمد؟ ثم قال‪ :‬ما الذي جئتنا به‪ ،‬فإن يكن‬
‫حقاً اتبعناه؟ قال الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪” :‬تقيمون الصالة وتعطون الزكاة‪ ،‬وتحقنون الدماء‪،‬‬
‫لحسن فأسلم‪ ،‬فقال له النبي صلّى اهلل‬
‫ٌ‬ ‫وتأمرون بالمعروف‪ ،‬وتن َهون= عن المنكر“‪ ،‬فقال َع ْب ِد َش ّر‪ :‬إن هذا‬
‫عليه وسلّم‪” :‬ما اسمك“؟ قال‪َ :‬ع ْب ِد َش ّر‪ ،‬قال‪” :‬أنت عبد خير“‪ ،‬وكتب معه الجواب إلى حوشب ذي ظليم‪.‬‬
‫(أسد الغابة‪ ،3/418 ،2/92 :‬راجع الشيطان)‬

‫َش ْرح‬
‫من آلهة اليمن القديم‪ ،‬وذكر اسمه في نصوصهم ب” شرح إل ‪ /‬شرح إيل“ أي ”اإلله الشرح“‪.‬‬
‫وعثر على اسمه في األسماء المركبة‪ ،‬ونعثر عليه في أسماء ملوك اليمن القديم منهم ”شرح“ و”شرح‬
‫يخصب“ ملك سبأ‪ ،‬وأيضاً ”شرح إيل يقبل“‪” ،‬شرح ود“‪” ،‬شرح غيالن“ وغيرهم‪.‬‬
‫ِضاض َ‬
‫األبكار‬ ‫ُ‬ ‫السعة‪ ،‬وافت‬
‫وتغلب معاني الخصوبة على اسم ”شرح“ ففي لغة العرب ”شرح“ يعني‪ّ :‬‬
‫وج َماعها ُم ْس َت ْل ِق َية‪ ،‬وال َم ْش َر ُح‪ :‬متاع المرأَة‪ِ ،‬حرها‪ ،‬ويسمى= أيضاً‪ُّ :‬‬
‫الش َر ْي ِح؛ قال‪:‬‬ ‫ِ‬

‫‪ 7‬لماذا عبد العرب قبل اإلسالم صنم َّ‬


‫الشر؟‪ ...‬اعتقادنا أن هذه العبادة= ليست بعيدة عن عبادة الشيطان‪ ،‬فاإلنسان يعبد هنا ما يتجنب غضبه‪ ،‬وهي‬
‫معتقدات موجودة إلى يومنا عند طائفة تسكن الجزيرة= السورية‪ ،‬ويسمون ”عبدة الشيطان“‪ .‬وهي أساساً من العبادات القديمة= عند العرب‪ .‬وربما كانت‬
‫عبادة ”شر“ شك ً‬
‫ال من أشكال عبادة اإلله ”الشرى“‪.‬‬
‫يزتُها‬
‫َع ِج َ‬ ‫َق ِر َح ْت‬
‫و َم ْش َر ُحها‪،‬‬

‫َصها د َْأباً على‬


‫من ن ِّ‬
‫البُ ْه ِر‬

‫وشريح من األسماء الشهيرة عند العرب‪.‬‬


‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،487-56-579-2/409 =،6/20‬لسان العرب والقاموس المحيط‬
‫” شرح”‪ ،‬نقوش مسندية ص ‪)254‬‬

‫َّ‬
‫الش ِر ُ‬
‫يق‬
‫اسم صنم‪.‬‬
‫هاز‪ ،‬أو ال ُم ْفضا ُة‪ .‬وأيام‬ ‫وهو من آلهة الخصوبة عند العرب فالشريق في لغة العرب‪ :‬المرأ ُة الصغير ُة َ‬
‫الج ِ‬
‫التشريق من أيام العرب المعروفة‪ ،‬يقول الطبري= في تهذيب األثر أن المنادي كان ينده عندما تحل أيام‬
‫التشريق‪” :‬يا أيها الناس‪ ،‬إنها أيام أكل وشرب و ِبضاع“‪.‬‬
‫والشريق= في لغة العرب أيضاً‪ :‬المش ّبع بالزعفران‪ ،‬وربما= كان عباده في طقوسهم يطلونه بالزعفران‪.‬‬
‫وفي لغة العرب أيضاً‪ ،‬شرق الشاة شرقاً‪ :‬شق أذنها‪ ،‬وربما كانت عادة الشرق من الطقوس المقدسة في‬
‫عبادة هذا الصنم‪ ،‬مثل ال َبحر والختان والجدع‪ .‬وربما ” ُشرقت“ أذن الشاة التي تقدم قرباناً لهذا الصنم‪.‬‬
‫(لسان العرب‪ ،‬تهذيب اللغة شرح ” شرق”‪ ،‬القاموس المحيط ” الشرق” تاج العروس ش ر ق‪ ،‬تهذيب‬
‫اآلثار للطبري‪/‬مسند= اإلمام علي ص ‪)268‬‬

‫ُش َعاع‬
‫آلهة ثمودية‪ ،‬طلب إليها في أحد األدعية العون‪ ،‬وقدمت تحت اسمين ”بن شعاع“ و”قن شعاع“ و”لِشعلت“‪،‬‬
‫يقول براندن‪ :‬يشير االسم إلى آلهة شمسية الطابع‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)140‬‬
‫ِّ‬
‫الش ْع َرى=‬
‫من اآللهة الكوكبية‪ ،‬تعبّدت لها خزاعة وقيس‪ ،‬وقد= عرفت العرب عبادتها مثل عبادة ”نجم“ و”الثريا“‬
‫و” ُّ‬
‫الزهرة“ وغيرها‪.‬‬
‫وعبادة ”الشعرى“ كانت من أقوى العبادات التي انتشرت ذات تاريخ في جزيرة العرب‪ ،‬وكانت في مرحلة‬
‫من المراحل محطة لها وقعها= في قريش كما يمكن أن نفهم من رواية قدمها= ابن منظور في لسانه يقول‬
‫ابن أَبي َك ْبشة‪ ،‬ومنه حديث أَبي سفيان ِ‬
‫له َر ْقل‪:‬‬ ‫فيها‪ :‬كان مشركو مكة يقولون للنبي‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ُ :‬‬
‫رسول اهَّلل ‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ابن أَبي َك ْبش َة؛ يعني‬ ‫لقد أُم َ‬
‫ِر أَ ْم ُر ِ‬
‫فس ّمى=‬
‫ور“‪َ ،‬‬
‫الش ْع َرى= ال َعبُ َ‬ ‫وأَبو َك ْبشة هو رجل من خزاعة خالف قريشاً= في عبادة َ‬
‫األوثان وع َب َد ” ِّ‬
‫ابن أَبي كبش َة لخالفه إِياهم إِلى عبادة اهّلل تعالى‪ ،‬تشبيهاً=‬
‫المشركون سيدّنا رسول= اهَّلل ‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪َ ،‬‬
‫به‪ ،‬كما خالفهم أَبو ك ْبشة إِلى عبادة الش ْعرى‪.‬‬
‫ال والشعرى كانا زوجين‪ ،‬فانحدر= سهيل فصار‬ ‫في أساطير= العرب‪ُ ،‬س ّميت ”الشعرى= ال َعبور“ ألن سهي ً‬
‫فس ّميت ال َعبور‪ ،‬وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى‬ ‫يمانياً‪ ،‬فتبعته ”الشعرى ال َعبور“ فعبرت= المجرة ُ‬
‫غمصت عيناها‪ ،‬فسميت غمصاء ألنها أخفى من األخرى‪.‬‬
‫طائفة من العرب في الجاهلية‪ ،‬ويقال‪ :‬إِنها َع َب َرت السماء َع ْرضاً ولم َي ْعبُ ْرها‬ ‫ٌ‬ ‫وعبد ِّ‬
‫الش ْع َرى= ال َعبُور‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫الش ْع َرى؛ أَي رب الشعرى التي تعبدونها‪ ،‬وسميت األخرى=‬ ‫َع ْرضاً غيرها‪ ،‬فأَنزل اهلل تعالى‪َ :‬وأَنَّ ُه ه َ‬
‫ُو َر ُّب ِّ‬
‫ألن العرب قالت في أَحاديثها‪ :‬إِنها بكت على إِثر العبور حتى َغم َ‬
‫ِص ْ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ال ُغ َم ْيصا َء َ‬

‫الش ْع َرى} أنها نزلت فِي ُخ َز َ‬


‫اعة‪،‬‬ ‫قال الفاكهي‪ :‬قال ا ْبن َعبَّاس فِي َق ْوله َت َعالَى (النجم ‪َ { ،)49‬وأَنَّ ُه ه َ‬
‫ُو َر ُّب ِّ‬
‫ِن َبنِي ُملَ ْي ٍح َي ْعبُد َ‬
‫ُون‬ ‫اع َة م ْ‬
‫ِن ُخ َز َ‬
‫َاس م ْ‬
‫ان ن ٌ‬‫الشعرى‪َ ،‬و ُه َو ْال َك ْو َكب الَّذِي يتبع الجوزاء‪ ،‬قال‪َ :‬ك َ‬ ‫ُون ِّ‬
‫يعبد َ‬‫َو َكانُوا ْ‬
‫الش ْع َرى فِي ْال َج ِ‬
‫اهلِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫حجها‪ :‬لبيك رب ِّ‬
‫الشعرى‪ ،‬ورب الالت وال ُع َّزى‪.‬‬ ‫وكانت تلبية مذحج في ّ‬
‫واألرجح أن اإلله الشعرى هو اإلله ”ذو الشرى“ الذي تحدثنا عنه مطو ً‬
‫ال في معجمنا‪.‬‬
‫(لسان العرب ” كبش”‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/167‬الفاكهي ‪،3/274 5/165‬‬
‫اليعقوبي‪ ،،1/296‬راجع ” ذو الشرى سهيل المرزم”)‬

‫شغل‬
‫صنم حمل إلى الخليفة المقتدر من بلد من بلدان الهند‪ ،‬وكان صنم من صفر‪ ،‬على صورة امرأة‪ ،‬بين يديها‬
‫أصنام صغار‪ ،‬على صور= الوصائف‪ ،‬وله قصة يرويها= القاضي التنوخي في كتابه جامع التواريخ المسمى‬
‫” نشوار المحاضرة ”‪ :‬ومما جاء فيها أن ّ‬
‫معز الدولة الفاطمي كان يطوف= في قصور دار الخالفة عندما‬
‫لحسنه‪ ،‬ولو كان جارية‪ ،‬مع زهدي في‬ ‫شاهد هذا الصنم‪ ،‬فقال معز الدولة‪ :‬قد واهلل عشقت هذا الصنم‪ُ ،‬‬
‫الجواري‪ ،‬الشتريتها= بمائة ألف دينار‪( .‬وال يعني وجود هذا الصنم أنه كان معبوداً‪ ،‬وإنما تمثال منحوت‬
‫يُستخدم للزينة)‪.‬‬
‫َش َّم ٌ‬
‫اس‬
‫من اآللهة العظيمة التي ذكرت في النصوص األشورية‪.‬‬
‫وفي النصوص األشورية ذكر نص للملك األشوري= ”تغلت تيالسر“ ‪ 727-745‬ق‪.‬م‪ ،‬أنه في السنة التاسعة‬
‫من ملكه‪ ،‬قهر ملكة العرب ”سمسي‪/‬شمسي“‪ 8‬واضطرها= إلى دفع الجزية له بعد أن تغلبت عليه جيوش‬
‫أشور‪ .‬ويدّعي الملك أنها حنثت بيمينها وكفرت بالعهد الذي قطعته لإلله العظيم ”شماس“ بأال تتعرض‬
‫لألشوريين بسوء‪ ،‬وبأن تخلص لهم‪ ،‬فانتصر عليها‪ ،‬واستولى= على مدينتين من مدنها‪ ،‬وتغلب على‬
‫ال ونوقاً‪.‬‬ ‫معسكرها‪ ،‬فلم يبق أمامها غير الخضوع واالستسالم= وتأدية الجزية إب ً‬
‫ال‪ :‬جما ً‬

‫اس من رؤوس‬ ‫َّ‬


‫والش َّم ُ‬ ‫واسم شماس له عالقة وثيقة بالشمس‪ ،‬والشمس كانت من أصنام العرب القدماء‪،‬‬
‫النصارى‪ ،‬وهو كما كان العرب يصفونه الذي يحلق وسط ْ‬
‫رأسه و َي ْل َز ُم ال ِبي َعة‪.‬‬
‫اسمن األسماء عند العرب‪.‬‬ ‫َ‬
‫وش َّم ٌ‬
‫(راجع ” شمس‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،578-1/577‬لسان العرب ” شمس”)‬

‫شمس‬
‫صنم قديم‪ ،‬وقد س ّمت العرب عبد شمس‪ ،‬وهو بطن من قريش= قيل س ّموا بذلك الصنم‪ ،‬وأول من تسمى به‬
‫سبأ بن يشجب‪.‬‬
‫وكان شمس لبني تميم‪ ..‬تعبده بنو أد كلها‪ :‬ضبة وتميم وعدي وعكل وثور‪ .‬وكان له بيت وسدنته من بني‬
‫أوس ابن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن الحالحل بن أوس بن مخاشن‪.‬‬
‫وحره‬
‫نجره‪ ،‬إدالجه ّ‬
‫قال ابن حبيب‪” :‬وكانت تلبية من نسك لشمس‪” :‬لبيك‪ ،‬اللهم لبيك‪ ،‬لبيك‪ ،‬ما نهارنا ُّ‬
‫وقره‪ ،‬ال نتقي شيئاً وال نضره‪ ،‬حجاً لرب مستقيم ّ‬
‫بره“‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتشير النقوش الثمودية إلى أن شمس كانت معبودة وتقدم لها األشياء ويطلب إليها اإلسراع‪ ،‬ونجد= الفرح‬
‫بالقرب منها‪ .‬وتعلمنا= أسماء العلم أن شمس عالية وسيد وأب‪.‬‬
‫وكما كان للشمس صنم وبيت وسدنة في بالد العرب كان عند الهنود= كذلك‪ ،‬إذ يشير الشهرستاني= في كتاب‬
‫الملل والنحل إلى طائفة من الهنود عبدت الشمس وكانت تسمى‪ ،‬الدينكيتية من ديناكرت ومعناه ”صانع‬
‫النهار“‪ ،‬يقول‪ :‬مذهبهم مذهب الصابئة‪ ،‬ويزعمون أن الشمس مالك من المالئكة‪ ،‬وأن لها نفساً وعق ً‬
‫ال‪،‬‬
‫ومنها نور الكواكب‪ .‬ومن سنتهم أنهم اتخذوا لها صنماً بيده جوهرة على لون النار‪ ،‬وللصنم بيت خاص‬
‫بنوه باسمه ووقفوا= عليه ضياعاً وله سدنة ُ‬
‫وق ّوام‪ ،‬فتأتي هذه الطائفة إلى البيت ويصلون فيه ثالث مرات‪.‬‬
‫ويأتي أصحاب العلل واألمراض فيصومون له‪ ،‬ويصلون ويدعون ويستشفون له‪.‬‬
‫وإلى اليوم يتوجه الهنود لإلله الشمس الذي يسمى عندهم ”سوريا“ بالدعاء ليمنحهم= العطف والدفء‪.‬‬

‫‪ 8‬وسمسي ملكة أريبي‪/‬العرب ظلت تدفع الجزية حتى بعد وفاة تغالت تيالسر الثالث‪ ،‬ففي نص أشوري يظهر أن الملك سرجون الثاني= ‪ 705-724‬ق‪.‬م‬
‫تلقى في السنة السابعة من حكمه‪ ،‬الجزية من ”سمسي ملكة أريبي“‪ ...‬المفصل ‪1/585‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،110‬المحبَّر البن حبيب ‪ ،316-312‬االشتقاق‪ ،‬البن دريد ‪1/155‬‬
‫وكذلك في معجمه جمهرة اللغة‪ ،‬صفة جزيرة العرب ‪ ،254‬تاريخ ثمود= ‪ ،140‬الملل والنحل ‪ ،609‬نهاية‬
‫األرب في فنون األدب ‪ ،43-1/42‬راجع شماس) ‪.‬‬

‫شهر‬
‫من آلهة شعب قتبان ويقصد به اإلله القمر‪ ،‬مثل ”عم“ و”ورخ“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/333‬‬

‫الشيطان‬
‫عرفت عبادة الشيطان‪ ،‬عند العرب كما عرفت عبادة المالئكة والجن والكواكب‪ .‬يقول تعالى في سورة‬
‫ص َر ٌ‬
‫اط‬ ‫ين َوأَ ِن ْ‬
‫اعبُدُونِي َه َذا ِ‬ ‫ان إِنَّ ُه لَ ُك ْم َعد ٌّ‬
‫ُو ُم ِب ٌ‬ ‫(يس‪ { :)61-60 :‬لَ ْم أَ ْع َه ْد إِلَ ْي ُك ْم َيا َبنِي آَ َد َم أَ ْن اَل َت ْعبُدُوا َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ُم ْس َتقِي ٌم}‪.‬‬
‫والشيطان انتسب إليه قوم من العرب وتسمى به البعض‪ ،‬وبنو الشيطان وفدوا= على النبي‪ ،‬فقال‪ :‬من أنتم؟‬
‫فقالوا‪ :‬نحن بنو الشيطان‪ ،‬فقال‪ :‬أنتم بنو عبد اهلل‪.‬‬
‫فبعضهم= يقول بنو الشيطان‪ ،‬وبعضهم= يقول بنوعبد اهلل‪.‬‬
‫وممن تس ّمى به‪ :‬الشيطان بن بكر‪ .‬وشراحيل بن الشيطان‪ :‬بطن من سعد العشيرة (مذحج)‪ ،‬من بني زيد‪،‬‬
‫ابن كهالن‪.‬‬
‫والشيطان بن الحارث‪ :‬بطن من كندة‪ ،‬من القحطانية‪ ،‬وهم‪ :‬بنو الشيطان بن الحارث الوالدة بن عمرو بن‬
‫معاوية بن الحارث االكبر بن معاوية ابن كندة‪.‬‬
‫وشيطان بن زهير‪ :‬بطن من جهينة بن حنظلة‪ ،‬من تميم‪ ،‬من العدنانية‪ .‬وهم‪ :‬بنو شيطان بن زهير بن كالب‬
‫ابن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة وكان منهم بالكوفة‪.‬‬
‫(نسب معد واليمن الكبير ‪ ،270-269‬االشتقاق البن دريد ‪ ،406‬معجم قبائل العرب ‪،2/624 =،2/586‬‬
‫راجع المعبود َّ‬
‫الشر) ‪.‬‬

‫َش ْي ُع‪ /‬شوع‪ /‬شيع القوم‬


‫إله القوافل والمحاربين عند العرب القدماء‪ ،‬وكان أيضاً من آلهة ثمود والصفويين‪ .‬وقد ورد اسم الصنم‬
‫”شوع“ بين أصنام ثمود‪.‬‬
‫تسمى العرب بهذا اإلله‪ ،‬ومنهم بطن ”بنو شيع الالت بن أسد“‪ ،‬وسمت أيضاً ”شيع اهلل“‪ ،‬قال ابن منظور‪:‬‬
‫وهو اسم ك“تيم اهلل“‪.‬‬
‫واشتهرت عبادة اإلله ”شيع القوم“ في العبادات القديمة‪ ،‬وقد عثر عليه في كتابات نبط ”مدائن صالح“‬
‫وعرف ب” شيع هقوم‪ ،‬شع هقم‪ ،‬هشع هقم‪ ،‬شيع هالقوم‪ ،‬شيع القوم“‪ ،‬وكان هذا اإلله يدافع عن القوافل‬
‫وعن رجالها‪ ،‬ويصد عنها لصوص الطرق وقطاعها‪ ،‬ولهذا كان يتقرب إليه التجار بالنذور وبالدعوات‬
‫لينزل بمن يتحرش بتجارتهم العذاب األليم‪.‬‬
‫وورد اسم ”شيع القوم“ في كتابات ”الحيرة“ وفي النصوص النبطية في ”بطرا“ وفي ”تدمر“‪ ،‬ومنها= كتابة‬
‫تعود لعام ‪ 96‬للميالد‪ ،‬على قبر رجل اسمه ”عاذر بن جشم“‪ ،‬كما عثر على كتابة السم اإلله ”شيع القوم“‬
‫تعود للعام ‪ 132‬م‪ ،‬بصفته إله القوافل والتجارة‪.‬‬
‫وقد نعت هذا اإلله في كتابة نبطية د ّونها أحد نبط ”تدمر“‪ ،‬بأنه ”الذي ال يشرب خمراً“‪ .‬وهذا يعني‪ ،‬كما‬
‫يشير جواد علي‪ :‬أن هذا اإلله كان يكره الخمور‪ ،‬ويكره شاربيها‪ =،‬ولعل في ذلك فكرة تحريم الخمر عند‬
‫جماعته‪ .‬وقد كان في الجاهليين من حرموا الخمر على أنفسهم‪.‬‬
‫(نسب معد واليمن األكبر ‪ ،647‬لسان العرب ” شيع”‪ ،‬المفصل ‪)331-6/324 ،139-3/48 ،1/48‬‬
‫حرف الصاد‬

‫صادق‪ /‬صدق‪ /‬صديق=‬


‫من آلهة العرب القدماء‪ ،‬ورد اسمه في نصوص المسند‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/334‬‬

‫صالح‬
‫من آلهة الصفويين‪.‬‬
‫وصالح واحد من خمسة أنبياء كانوا من العرب‪ ،‬وهم‪ :‬صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر‪،‬‬
‫وشعيب وقومه بأرض مدين‪ ،‬وهود وقومه عاد ينزلون األحقاف من رمال اليمن‪ ،‬وإسماعيل بن إبراهيم‪،‬‬
‫والنبي محمد‪ ،‬صلى اهّلل عليهم وسلم‪ ،‬من سكان الحرم‪.‬‬
‫وصالح‪ :‬هو المصلح في أعماله وأموره‪ ،‬والصالح كناية عن الكثرة‪ .‬والصلح‪ :‬السلم‪.‬‬
‫ولصالح وناقته حديث مشهور= في كتب السيرة والتاريخ‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/322‬لسان العرب ” عرب صلح”‪ ،‬مروج الذهب ‪)2/45‬‬

‫صدا‬
‫صنم لقوم عاد‪ .‬قال يزيد بن سعد وكان آمن بهود عليه السالم‪:‬‬
‫عصت عاد رسول ُهم‬
‫فأمسوا=‬
‫ً‬
‫عطاشا ال تمسُهّ ُم‬
‫السماء‬

‫ص ُمود‬
‫لهم صنم يقال له َ‬

‫قابله َصدَاء وال َبغَاء‬

‫وفي كتب السيرة يروى البيت ”يقابله صداء وهباء“‬


‫ويبدو أن صمود= وصداء والبغاء كانوا يشكلون ثالوثاً مقدساً في عبادة قوم عاد‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن مروج الذهب المسعودي طبع باريس ‪ ،110‬تاج العروس= ” ص م د” ‪،298-8/297‬‬
‫راجع صمود وبغاء في معجمنا)‬

‫الصفا‬
‫كان صنماً على صورة رجل‪.‬‬
‫قال الشيخ الصفوري‪ :‬لما قدم= جبريل البراق وكان بصحبته الرسول‪ ،‬نفر البراق ألن النبي صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم لمس الصفا بيده‪ ،‬وقال‪ :‬إن من يعبد هذا لشقي‪.‬‬
‫والصفا كان صنماً على صورة رجل‪ ،‬والمروة كان صنماً على صورة امرأة‪ .‬وأورد= ابن عساكر في تاريخ‬
‫دمشق حادثة شبيهة‪ ،‬ولكن الرسول لمس فيها إساف الصنم الذي كان على الصفا وكان على هيئة رجل‪.‬‬
‫(نزهة المجالس ومنتخب النفائس للشيخ العالم العالمة عبد الرحمن الصفوري= الشافعي ‪)2/99‬‬

‫صلم‬
‫من آلهة ثمود ولحيان‪ .‬وقد أخذ الثموديون عبادته من أهل ”تيماء“‪.‬‬
‫وقد كانت تيماء من أهم األماكن المتعلقة بعبادة هذا الصنم حوالي سنة ‪ 600‬قبل الميالد‪ .‬وقد= جاءت‬
‫ّ‬
‫وتدل بعض األسماء المركبة الواردة في الكتابات‬ ‫عبادته إليهم من بني إرم‪ ،‬ومنهم= انتقلت إلى العرب‪،‬‬
‫اللحيانية مثل اسم ”صلم يهب‪ /‬صلميهب“ على أنه معبود عند اللحيانيين كذلك‪ ،‬ومن لفظة ”صلم“ جاءت‬
‫كلمة ”صنم“ على رأي بعض المستشرقين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب ‪)6/312‬‬

‫ص ُمود‬
‫َ‬
‫صنم كان لعاد يعبدونه‪ ،‬قال يزيد بن سعد وكان آمن بهود عليه السالم‪:‬‬
‫عصت عاد رسول ُهم فأمسوا=‬

‫عطاشاً ال تمسُهّ ُ=م السماء‬

‫ص ُمود‬
‫لهم صنم يقال له َ‬

‫وال َبغَاء‬ ‫يقابله َصدَاء‬

‫وإن إله هُود هو إلهي‬


‫على اهلل التوكل والرجاء‬

‫وهو مذكور= في كتب السير‪.‬‬


‫(تكملة األصنام عن مروج الذهب المسعودي طبع باريس ‪ ،110‬تاج العروس ” ص م د” ‪،298-8/297‬‬
‫راجع صدا وبغاء في معجمنا)‬

‫صنم ملك التيبت‬


‫صنم كان يعبده ملك من ملوك التبت (سنة ‪200‬ه) أهداه للكعبة بعد إسالمه‪.‬‬
‫قال األزرقي‪ :‬كان الصنم من ذهب في صورة إنسان‪ ،‬وكان على رأس الصنم تاج من الذهب مكلل بخرز=‬
‫الجوهر والياقوت األحمر واألخضر والزبرجد‪ ،‬وكان على سرير= مربع مرتفع من األرض على قوائم‪،‬‬
‫والسرير= من فضة‪ ،‬وكان على السرير= فرشة الديباج‪ ،‬وعلى أطراف الفرش أزرار= من ذهب وفضة‬
‫مرخاة‪ ،‬واألزرار على قدر الكرين في وجه السرير‪( ،‬وهو= سرير= االصبهبد= كابل شاه بعد مهراب بني‬
‫دومي كابل شاه)‪ ،‬فلما أسلم ذلك الملك أهدى السرير والصنم إلى الكعبة‪ ،‬فبعث به إلى أمير المؤمنين عبد‬
‫اهلل المأمون هدية للكعبة‪ ،‬والمأمون يومئذ بمرو من خراسان‪ ،‬فبعث به المأمون إلى الحسن بن سهل‬
‫بواسط‪ ،‬وأمره أن يبعث به إلى الكعبة‪ ،‬فبعث به مع نصير بن إبراهيم األعجمي‪ ،‬رجل من أهل بلخ من‬
‫وحج بالناس تلك السنة إسحاق ابن موسى بن عيسى بن‬ ‫ّ‬ ‫القواد‪ ،‬فقدم به مكة في سنة إحدى ومائتين‪،‬‬
‫موسى‪ ،‬فلما صدر الناس من منى‪ ،‬نصب نصير= ابن إبراهيم السرير= وما عليه من الفرشة والصنم‪ ،‬في‬
‫وسط رحبة عمر بن الخطاب‪ ،‬بين الصفا والمروة‪ ،‬فمكث ثالثة أيام منصوباً ومعهم لوح من فضة مكتوب‬
‫فيه‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم هذا سرير= فالن بن فالن ملك التيبت‪ ،‬أسلم وبعث بهذا السرير= هدية إلى‬
‫الكعبة‪ ،‬فاحمدوا= اهلل الذي هداه لإلسالم‪ ،‬وكان يقف على السرير محمد بن سعيد ابن أخت نصير= األعجمي‪،‬‬
‫فيقرأه على الناس بكرة وعشية‪ ،‬ويحمد اهلل الذي هدى ملك التيبت إلى اإلسالم‪ ،‬ثم دفعه إلى الحجبة‪ ،‬وأشهد‬
‫عليهم بقبضه‪ ،‬فجعلوه في خزانة الكعبة‪ ،‬في دار شبة بن عثمان‪ ،‬حتى استخلف حمدون ابن علي بن عيسى‬
‫بن ماهان‪ ،‬يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومي على مكة‪ ،‬وخرج إلى اليمن فخالفه إبراهيم بن موسى بن‬
‫ال من اليمن‪ ،‬فسمع به يزيد بن محمد فخندق على مكة وسكها بالبنيان‬ ‫جعفر بن محمد العلوي إلى مكة مقب ً‬
‫من أنقابها‪ ،‬وأرسل إلى الحجبة فأخذ السرير= وما عليه منهم‪ ،‬فاستعان به على حربه‪ ،‬وقال‪ :‬أمير المؤمنين‬
‫يخلفه لها‪ ،‬وضربه دنانير= ودراهم‪ =،‬وذلك في سنة اثنتين ومائتين‪ ،‬فبقي التاج واللوح في الكعبة إلى اليوم‪.‬‬
‫(يقصد في حياة األزرقي)‬
‫(أخبار= مكة لألزرقي= ‪)1/325‬‬

‫صهر‪ /‬ذات الصهر‬


‫يرد اسمه في نصوص المسند ”صهرن“ ”الصهر“ ”ذت صهرن“ و”ذات الصهر“‪ ،‬وورد اسمه بصيغة‬
‫مذكرة أيضاً ”ذ صهرم“‪.‬‬
‫والصهر من نعوت الشمس‪ ،‬وصهرته الشمس‪ :‬اشت ّد وقعها= وحرها‪ .‬وربما كان تذكيره ب”ذ صهرم“‬ ‫َّ‬
‫ُور‪.‬‬ ‫ُ‬
‫غالف ال َق َم ِر‪ :‬الصاه ُ‬ ‫للداللة على القمر‪ ،‬إذ تسمي العرب‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،165-6/333‬لسان العرب ” صهر”)‬
‫حرف الضاد‬

‫ض ْخم‬
‫َ‬
‫عبادة قديمة عند قوم من العرب العاربة‪ ،‬وقد= تسمت العرب ب”عبد ضخم“‪.‬‬
‫العاربة انقرضوا‪ ،‬وهم حسب النسابين العرب بنو عبد ضخم بن إرم‬
‫العر ِب ِ‬ ‫ض ْخم‪ٌ :‬‬
‫قبيلة من َ‬ ‫وبنو َع ْب ِد بن َ‬
‫بن سام بن نوح‪ .‬قال الطبري في تاريخه‪ :‬إن بني عبد ضخم كانوا ساكني= الطائف‪ ،‬حي من عبس األول‪.‬‬
‫وكان السيد الشريف= الضخم عند العرب يلقب ب” الم ْ‬
‫ِض َخ ُم“‪ ،‬قالها ابن منظور‪.‬‬
‫(لسان العرب ” ضخم” القاموس المحيط ” الضخم”‪ ،‬جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،643‬تاريخ الرسل‬
‫والملوك الطبري ‪)1/71‬‬

‫ِّ‬
‫الضمار‬
‫صنم َع َبده العباس بن مرداس السلمي ورهطه‪ ،‬وكانوا= يُكلّمون منه ويتمسحون به تبركاً‪.‬‬
‫بني اع ُبد‬
‫ضمار‪ ،‬أوصى به مرداس والد عباس بعبادته قائال عندما حضرته المنية‪ :‬أي ّ‬
‫وهو حجر يُقال له ِ‬
‫ضمار‪ ،‬إذ سمع من جوفه منادياً‬‫ويضرك‪ .‬قال في عيون األثر‪ :‬بينما عباس يوماً عند ِ‬
‫ُّ‬ ‫ضمار فإنه ينفعك‬
‫يقول‪:‬‬
‫ّ‬
‫قل للقبائل من سليم كلها‪،‬‬

‫مار وعاش أهل المسجد‬


‫ض ُ‬ ‫أودى ِ‬

‫إن الذي ورث النُّبوة والهدى‬

‫بعد ابن مريم= من قريش ُمهتدي‬

‫ضمار وكان يع ّد ّ‬
‫مرة‬ ‫أودى ِ‬

‫قبل الكتاب إلى النبي محمد‬

‫وفي أساطير= الهواتف التي خرجت من األصنام تبشر بمجيء الرسول محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬نقرأ في‬
‫كتاب ”الهواتف“ البن أبي الدنيا‪ :‬قال العباس بن مرداس رضي اهلل عنه في حديث إسالمه أنه‪ :‬كان في‬
‫لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض‪ ،‬فقال لي‪” :‬يا عباس بن‬
‫ّ‬
‫الجن جزعت أنفاسها‪ ،‬وأن الخيل وضعت أحالسها‪ ،‬وأن‬ ‫مرداس ألم تر أن السماء خفت أحالسها‪ ،‬وأن‬
‫الذي نزل بالبر والتقوى يوم االثنين ليلة الثالثاء صاحب الناقة القصواء“‪.‬‬
‫قال‪ :‬فخرجت مرعوباً قد راعني ما رأيت وسمعت‪ ،‬حتى أتيت وثناً لنا يقال له‪ِّ :‬‬
‫الضمار‪ ،‬كنا نعبده ونكلم من‬
‫جوفه‪ ،‬فكنست ما حوله ثم تمسحت به‪ ،‬فإذا صائح يصيح من جوفه‪ :‬ثم يذكر األبيات السابقة‪ ،‬لكن بدل‬
‫ضمار“‪.‬‬ ‫ضمار“‪ ،‬استخدم= ”هلك ِ‬
‫”أودى ِ‬
‫قال‪ :‬فخرجت مذعوراً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلثمائة من‬
‫قومي من بني الحارث إلى رسول= اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم بالمدينة‪ ،‬فدخلنا المسجد فلما رآني رسول اهلل‬
‫تبسم‪ ،‬وقال‪ :‬يا عباس كيف إسالمك؟ فقصصت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬صدقت‪ .‬فأسلمت أنا‬ ‫صلّى اهلل عليه وسلّم ّ‬
‫وقومي‪.‬‬
‫(تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،110‬الهواتف ابن أبي الدنيا ص‪ ،74-73‬عيون األثر ‪)1/157‬‬

‫َّ‬
‫الض ْهر‬
‫من آلهة عرب الجنوب‪ ،‬ورد اسمه في نصوص المسند ”ضهرن“‪.‬‬
‫اه ُر‪ :‬جبل باليمن‪.‬‬ ‫َّ‬
‫والض ِ‬ ‫الض ْه ُر أَعلى الجبل وال ُب ْق َعة من الجبل يخالف لونُها سائ َ‬
‫ِر لونه‪.‬‬ ‫وفي لغة العرب َّ‬
‫وعبادة الفلس ّ‬
‫والضهر= توضح أن النتوءات الجبلية الغريبة كانت محل تقديس عند العرب القدماء‪ ،‬فالفلس‬
‫كان أنفاً أحمر وسط جبل أجأ‪ ،‬وكان من أشهر العبادات عند العرب‪َّ ،‬‬
‫والض ْهر كذلك كان بقعة يختلف لونها‬
‫عن لون سائر الجبل‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/333‬القاموس المحيط ” الضهر”‪ ،‬لسان العرب ” ضهر”‪،‬‬
‫راجع الفلس)‬

‫نان‬ ‫ض ْي َز ُن‪َّ /‬‬


‫الض ْي َز ِ=‬ ‫َ‬
‫صنم‪ ،‬ويقال الضيزنان‪ ،‬صنمان للمنذر األكبر‪ ،‬كان اتخذهما بباب الحيرة‪ ،‬ليسجد لهما من دخل الحيرة‬
‫امتحاناً للطاعة‪ ،‬كذلك قال الزبيدي في تاج العروس‪ .‬وفي= رواية الطبري واليعقوبي‪َّ :‬‬
‫الض ْي َز ِ‬
‫نان جذيمة‬
‫األبرش‪ ،‬ملك من العرب العاربة األولى استجمع له الملك بأرض العراق‪.‬‬
‫قال الطبري‪ :‬تنبأ جذيمة وت َك ّهن‪ ،‬واتخذ صنمين؛ يقال لهما‪ :‬الضيزنان‪ ،‬قال‪ :‬ومكان الضيزنين بالحيرة‬
‫معروف‪ ،‬وكان يستسقي بهما ويستنصر بهما على العدو‪.‬‬
‫قال اليعقوبي‪ :‬لما تفرق أهل اليمن قدم مالك بن فهم بن غنم بن دوس‪ ،‬حتى نزل أرض العراق في أيام‬
‫ملوك الطوائف‪ ،‬فأصاب قوماً من العرب من معد وغيرهم بالجزيرة‪ ،‬فملكوهم عشرين سنة‪ .‬ثم أقبل جذيمة‬
‫األبرش‪ ،‬فتكهن‪ ،‬وعمل صنمين يقال لهما َّ‬
‫الض ْي َز ِ‬
‫نان‪ ،‬فاستهوى أحياء من أحياء العرب‪ ،‬حتى صار بهم إلى‬
‫أرض العراق‪.‬‬
‫خاسوالشريك‪ ،‬وقيل‪ :‬الشريك في المرأَة‪ ،‬والذي يزاحم أَباه في امرأَته ‪،9‬‬
‫والض ْي َز ُن في لغة العرب‪ :‬النِّ ُ‬‫َّ‬
‫التزاحم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نان ال ُمس َتقيان من بئر واحدة‪ ،‬وهو من‬ ‫وقيل‪َّ :‬‬
‫الض ْي َز ِ‬
‫(لسان العرب ” ضزن”‪ ،‬تكملة األصنام عن تاج العروس ‪ ،110‬تاريخ الرسل والملوك للطبري ‪-205‬‬
‫‪ ،206‬تاريخ اليعقوبي)‬

‫‪ 9‬الضيزن اسم ملك من ملوك العرب قال صاحب األغاني‪ :‬هو الضيزن بن معاوية بن العبيد بن األجرام بن عمرو بن النخع بن سليح من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن‬
‫قضاعة‪ ،‬وأمه جبهلة‪ ،‬امرأة من بني يزيد بن حلوان أخي سليح بن حلوان‪ ،‬وكان ال يُعرف إال بأمه هذه‪ ،‬وكان ملك تلك الناحية وسائر أرض الجزيرة‪ ،‬وكان معه من بني األجرام ثم من‬
‫بني العبيد بن األجرام وسائر قبائل قضاعة ما ال يحصى وكان ملكه قد بلغ الشام وقصته مع سابور ذا األكتاف معروفة (راجعها في األغاني ‪)2/35‬‬
‫حرف الطاء‬

‫ار ُق‬ ‫َّ‬


‫الط ِ‬
‫وهو من العبادات الكوكبية‪ ،‬وهو كوكب الصبح‪ ،‬كانت العرب تفاخر به‪ ،‬للداللة على الرفعة والعلو‬
‫والشرف‪ .10‬وربما= كانت النساء الجميالت تنتسبن إليه‪ ،‬ويقال لهن ”بنات طارق“‪ ،‬وقالت به العرب شعراً‪.‬‬
‫ار ُق ورقمها= ‪ 86‬وعدد آياتها‬ ‫ار ُق أقسم اهلل تعالى في كتابه العزيز وجعل له سورة قرآنية سورة َّ‬
‫الط ِ‬ ‫َّ‬
‫وبالط ِ‬
‫ِب (‪ ) 3‬إِ ْن ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫سلَ َّما َعلَ ْي َها‬ ‫ار ُق (‪ )2‬النَّ ْج ُم الثَّاق ُ‬ ‫اك َما َّ‬
‫الط ِ‬ ‫ار ِق َو َما أَد َ‬
‫ْر َ‬ ‫الس َما ِء َو َّ‬
‫الط ِ‬ ‫‪ ،17‬وفيها نقرأ‪َ { :‬و َّ‬
‫ِب‪( }..‬سورة‬ ‫ْ‬
‫الصل ِب َوالتَّ َرائ ِ‬ ‫ِق (‪َ )6‬ي ْخ ُر ُج م ْ‬
‫ِن َب ْي ِن ُّ‬ ‫ِق (‪ُ )5‬خل َ‬
‫ِق م ْ‬
‫ِن َما ٍء دَاف ٍ‬ ‫ِم ُخل َ‬ ‫ِظ (‪َ )4‬ف ْل َي ْن ُظ ِر اإْل ِ ْن َس ُ‬
‫ان م َّ‬ ‫َحاف ٌ‬
‫الطارق‪.) 7-1 :‬‬
‫ار ِق؛ قيل‪ :‬هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح‪ ،‬ومنه‬ ‫قال صاحب اللسان‪ :‬في قوله تعالى‪ :‬والسماء َّ‬
‫والط ِ‬
‫ّ‬
‫تحضعلى‬ ‫اإليادي‪ ،‬قالت يوم أُحد‬
‫قول هند بنت عتبة‪ ،‬وقيل‪ :‬الشعر لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق= ِ‬
‫الحرب‪:‬‬
‫طارق=‬ ‫ُ‬
‫بنات ِ‬ ‫َح ُن‬
‫نْ‬

‫ال َن ْن َثني لِوامِق‬

‫على‬ ‫َن ْمشي‬


‫النَّ ِ‬
‫مارق‬

‫ِس ُك في ال َم َف ِ‬
‫ارق‬ ‫الم ْ‬

‫ُّر في ال َمخانِق‬
‫والد ُّ‬

‫إِن تُ ْق ِبلوا نُعانِق‬


‫َ‬
‫أو تُ ْد ِب ُروا نُ ِ‬
‫فارق‬

‫ف َ‬
‫ِراق َغ ِ‬
‫ير وامِق‬

‫أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء‪.‬‬


‫يقول البالذري‪ :‬يردن‪ ،‬نحن بنات الكوكب‪ ،‬لرفعته‪ ،‬وأنه ال ينال منه‪ ،‬ويقال إن رملة بنت طارق‪ ،‬وأم حكيم‬
‫بنت طارق قالتا ذلك‪ ،‬وقالت النساء معهما‪ .‬وكان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم= إذا سمع قولهن هذا‪ ،‬قال‪ :‬اهلل‬
‫إني بك أحول وأصول‪ ،‬وفيك أقاتل‪ ،‬حسبي اهلل ونعم الوكيل‪ .‬قالوا‪ :‬ورأت عائشة بنات طارق= بن المرقع من‬
‫كنان‪ ،‬فقالت‪ :‬كذب الذي قال‪”:‬إن الخيل أحسن من النساء“‪.‬‬
‫ارق َألن طلوعه بالليل؛ وكل ما‬
‫ار ُق النجم‪ ،‬وقيل‪ :‬كل نجم َط ِ‬ ‫‪ 10‬يقول ابن منظور‪ :‬سمي اآلتي بالليل طارقاً لحاجته= إلى دق الباب والطرق عليه‪َّ ،‬‬
‫والط ِ‬
‫وع ِشيرتُه؛ وطروقة الرجل‪ :‬زوجته‪ ،‬والطارق الذي= يطرق امرأته لي ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫وطار َق ُة الرجل‪َ :‬ف ْخ ُذه= َ‬
‫ِ‬ ‫طارق؛ وقد فسره الفراء فقال‪ :‬النجم الثِقاّب‪.‬‬ ‫أَتى لي ً‬
‫ال فهو ِ‬
‫(لسان العرب ” طرق”‪ ،‬أنساب األشراف ‪)1/317‬‬

‫الطاغوت‬
‫الطاغوت في اآلرامية‪ ،‬تعني صنم‪ ،‬شيطان‪ ،‬والطواغيت بيوت األصنام‪.‬‬
‫طاغية دوس وخثعم أي صنمهم‪ ،‬وهو الالت وال ُع َّزى واألصنام‪ ،‬وكل ما عبد دون اهلل‪ .‬والشيطان والكاهن‬
‫وكل رأس ضالل‪.‬‬
‫وسمى المسلمون الالت ب”الطاغية“‪ ،‬وصفت ”مناة بالطاغية“ أيضاً‪ ،‬وربما كانت ” َّ‬
‫الط ْغ ُ‬
‫ية“ وليس‬
‫الصفا ُة ال َم ْلسا ُء“‪ ،‬والالت كانت صخرة‪ ،‬قال‬ ‫”الطاغية“ أحد أسماء الالت َّ‬
‫فالط ْغ ُ‬
‫ية في لغة العرب هي ” َّ‬
‫ساعدة بن ُجؤَيَّ َة‪:‬‬
‫وب ِب َط ْغي ٍة‬ ‫ص َّب اللَّ ِه ُ‬
‫يف لَها ُّ‬
‫الس ُب َ‬ ‫َ‬

‫َب‬ ‫قاب‪ ،‬كما يُلَ ُّط الم ْ‬


‫ِجن ُ‬ ‫تُ ْنبي ال ُع َ‬

‫وسبُوبُه‪ِ :‬حبالُه التي َي َتدلَّى بها إِلى ال َع َس ِل‪.‬‬


‫َعنَى باللهيف المشتار‪ُ ،‬‬
‫(غرائب اللغة ‪ ،194‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،110‬لسان العرب ” طوغ” و ” طغي”‪ ” ،‬جنب”)‬

‫طلب‪/‬طالب‬
‫كان اإلله الرئيس في قبيلة همدان‪ ،‬وهو ذاته اإلله ”تالب‪/‬تلب“ الذي تحدثنا عنه سابقاً‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،136‬راجع حديثنا عن ” مطلب” و ” تالب‪/‬تلب”)‬

‫طنف‬
‫إله ثمودي‪ ،‬طلبت إليه ”الخصوبة“ في بعض األدعية‪ ،‬واالسم يعني في العربية ”كل ما هو بارز“ أو‬
‫الجزء البارز من جبل“‪ .‬يقول براندن ‪:‬ال بد أن يكون هذا اإلله قد استعار اسمه من نصبه الذي اتخذ شكل‬
‫حجر بارز‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)123‬‬
‫حرف العين‬

‫عا‬
‫إله ثمودي‪ ،‬ذكر مرات عدة في أسماء العلم الثمودية الموجودة في مناطق المجال الثمودي المختلفة‪ .‬وتظهر‬
‫هذه األسماء أن ”عا“ هو كبير وسيئ أيضاً‪ ،‬فهو يتهم ويندهش‪ .‬وكان الناس يسمون ”ابن عا“ و”هبة عا“‬
‫و”خلف عا“ و”سكينة عا“ و”عبد عا“ و”مخلص عا“‪ .‬وقد حمل أحدهم اسم ”إيل عا“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)132‬‬

‫َعائِم‬
‫السراة‪ .‬وله يقول زيد الخير الطائي (يقسم ويحلف بالصنم عائم)‪:‬‬
‫صنم كان ألزد َّ‬
‫تُ َخبِّر َمن اَلَ َق ْي َت أن قد َه َز ْم َت ُهم‪،‬‬

‫ولم َتد ِ‬
‫ْر ما ِسم َي ُ‬
‫اه ُم‪ ،‬ال‪ ،‬وعائِم!‬

‫(األصنام ‪ ،40‬جمهرة اللغة ‪ ،2/144‬راجع تاج العروس‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬والقاموس المحيط= شرح ”عوم”)‬

‫َعَبد‬
‫ويعني ال ُم َع َّظم‪ ،‬وهو خالف المعنى الذي عليه اليوم‪ ،‬وربما= يعود انقالب المعنى إلى فترة النصرانية‪ ،‬عندما‬
‫اجتمع العرب في الحيرة على النصرانية‪.‬‬
‫النصرانية فأ ِن ُفوا= أن يقال لهم‬ ‫قبائل شتَّى من بطون العرب‪ ،‬اجتمعوا ِ‬
‫بالحيرة على َّ‬ ‫ُ‬ ‫قال ابن دريد‪ :‬العِباد‪:‬‬
‫بادي‪ .‬وأضاف‪ :‬اشتقاق ال َع ْبد من الطريق= المعبَّد‪ ،‬وهو المذلَّل الموطوء‪ ،‬وربَّما كان‬
‫فينس ُبالرُجّل ِع ٌّ‬
‫َعبيد‪َ ،‬‬
‫المكرم‪ .‬قال حاتم‪:‬‬
‫َّ‬ ‫المعبَّد في معنى‬
‫ِين معبَّدا‬
‫الباخل َ‬ ‫َ‬
‫المال عند ِ‬ ‫أرى‬
‫أي ُم َّ‬
‫عظماً‪.‬‬
‫وقد تسمت العرب ب”عبد بن فالن“‪ ،‬ومنهم ”بني َع ْبد“ بن قصي بن كالب‪.‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬حرًاّ كان أَو رقيقاً‪ ،‬يُ ْذ َه ُب بذلك إِلى أَنه مربوب لباريه‪ ،‬جل وعز‪ ،‬ثم أضيفت‬
‫وفي اللغة‪ ،‬العبد‪ِ :‬‬
‫كلمة ”عبد“ في األسماء المركبة التي تخص اآللهة التي عبدها العرب‪.‬‬
‫وع َبيداً ُ‬
‫وع َبيد َة و َم ْع َبدا َ‬
‫وع ِبيدا‪ .‬ويمكن أن يكون اشتقاق ُعبيدة و َم ْعبد من ال َع َبد‬ ‫قال‪ :‬وقد= َس َّمت العرب َعبداً ُ‬
‫وهو َ‬
‫األنف‪.‬‬
‫(االشتقاق= ابن دريد ‪ ،11-1/10‬لسان العرب ” عبد”‪ ،‬جمهرة األنساب ‪)128‬‬

‫ال َع ْب َعب‬
‫موضع الصنم َع ْب َعباً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صنم لقضاعة ومن دانَاهم‪ :‬وقد ُيقال بالغين المعجمة‪ ،‬وربما ُسمي‬
‫قال الطرماح‪:‬‬
‫ف ُم َتلِّي َح َّج ٍة بين َع ْب َع ٍب‬ ‫َ‬
‫كط ْو ِ‬
‫ُ‬
‫وق َّرة‪ْ ُ ،‬س َو ٍّد من النَّ ْس ِك قات ِ‬
‫ِن‬

‫قال ابن منظور‪َ :‬ع ْب َع ٍب ُ‬


‫وق َّرة‪ :‬صنمان‪.‬‬
‫يسمن ِّ‬
‫الظبا ِء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الطويل من الناس‪ ،‬وال َع ْب َع ُب التَّ ُ‬ ‫عاب‪:‬‬
‫وال َع ْب َع ُب وال َع ْب ُ‬
‫(تكملة األصنام عن تاج العروس ‪ ،110‬لسان العرب شرح ” عبب” و ” قتن”)‬

‫ال ِع ْت ُر‬
‫الصنم يُ ْع َت ُر له‪.‬‬
‫قال زهير‪:‬‬
‫َف َز ّل عنها وأَ ْوفى ْ‬
‫رأس َم ْر َق َبةٍ‪،‬‬
‫كناصبال ِع ْتر َد ّمى ْ‬
‫رأ َسه النُّ ُس ُك‬ ‫ِ ِ‬

‫َمى ْ‬
‫رأ ُسه بدم ال َعتِيرة‪ ،‬وهذا الصنم‬ ‫صب ال ِع ْتر‪ ،‬يريد كمنصب ذلك الصنم أَو الحجر الذي يُد َّ‬ ‫ويروى‪ :‬ك َم ْن ِ‬
‫كان يُ َق َّرب له ِع ْت ٌر أَي ِذ ْبح فيذبح له ويُصيب= ْ‬
‫رأسه من دم ال ِع ْتر‪.‬‬
‫وقول الحارث بن ِحلِّزة يذكر قوماً أَخذوهم بذنب غيرهم‪:‬‬
‫ال ُ‬
‫وظ ْلماً‪ ،‬كما‬ ‫َعنَناً باط ً‬
‫تُ ْع‬

‫يض‬
‫الر ِب ِ‬
‫َّ‬ ‫َت ُر عن َح ْجرة‬
‫ِّ‬
‫الظ َبا ُء‬

‫ض َّن بالغنم‬‫مائة َ‬ ‫معناه أَن الرجل كان يقول في الجاهلية‪ :‬إِن َبلَغ ْ‬
‫َتإِبلي مائة َع َت ْر ُت عنها َعتِير ًة‪ِ ،‬فإذا بلغت ً‬
‫الظبي عن َر ِبيض الغنم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اعتراضوباطل وظلم كما يُ ْع َتر‬
‫ٌ‬ ‫صاد ظبياً فذبحه؛ يقول‪ :‬فهذا الذي َت َسلُوننا=‬
‫قال الجاحظ‪ :‬كانوا يقولون في موضع الكفارة واأل ُمنية‪ ،‬كقول الرجل‪ :‬إذا بلغت إبلي كذا وكذا‪ ،‬وكذلك‬
‫غنمي‪ ،‬ذبحت عند األوثان كذا وكذا عتيرة‪ .‬والعتيرة من نُ ُسك َّ‬
‫الرجبيّة والجمع عتائر والعتائر من الظباء‪،‬‬
‫فإذا بلغت إبل أحدهم أو غنمه ذلك العدد‪ ،‬استعمل التأويل‪ ،‬وقال‪ :‬إنما قلت‪ :‬إني أذبح كذا وكذا شاة‪ ،‬والظباء‬
‫شاء كما أن الغنم شاء‪ ،‬فيجعل ذلك القربان شا ًء كله مما يصيد من الظباء‪ ،‬فلذلك يقول الحارث بن حلزة‬
‫اليشكري شعره‪:‬‬
‫األزهري في تفسير الليث‪ :‬قوله كما تُ ْع َتر‪ :‬يعني ال َعتِيرة في رجب‪ ،‬وذلك أَن العرب في الجاهلية كانت‬ ‫وقال َ‬
‫ِر به ليذ َب َح َّن من غنمه في رجب كذا وكذا‪ ،‬وهي ال َعتائر أيضاً َظفر به‪،‬‬ ‫إِذا طلب أَحدُهم أَمراً َن َذ َر لئن َظف َ‬
‫الربيض ْ‬
‫فيأخذ عددَها ظبا ًء‪ ،‬فيذبحها= في رجب مكان تلك‬ ‫وض ّن بغنمه‪ ،‬وهي َّ ِ‬ ‫نفسه عن ذلك َ‬ ‫فربما ضاقت ُ‬
‫ُ‬
‫غيرنا كما أ ِخ َذت الظبا ُء َ‬
‫مكان الغنم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ال‪ ،‬يقول‪ :‬أ َخ ْذتمونا=‬
‫عتائره‪ ،‬فضرب هذا مث ً‬ ‫الغنم‪ ،‬فكأَن تلك‬
‫بذنب ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر َج ِبيَّة‪ ،‬وهي ذبيحة كانت تُ ْذ َبح في‬ ‫ِير؛ قال أَبو عبيد‪ :‬ال َعتِيرة هي َّ‬ ‫وفي الحديث أَنه قال ‪:‬ال َف َرع َة وال َعت َ‬
‫سخ بعد؛ قال‪ :‬والدليل على ذلك‬ ‫اإلسالم فكان على ذلك حتى نُ َ‬ ‫هل الجاهلية‪ ،‬ثم جاء ِ‬ ‫رجب ي َت َق َّرب بها أَ ُ‬
‫حديث مخنف ابن ُسلَيم قال‪ :‬سمعت رسول اهلل‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬يقول إِ ّن على كل مسلم في كل عام‬
‫األول أَصح‪ ،‬يقال منه‪َ :‬ع َت ْرت أَ ْعت ُ‬
‫ِر َع ْتراً‪ ،‬بالفتح‪ ،‬إِذا َذبح ال َعتِيرة؛‬ ‫ِير ًة؛ قال أَبو عبيد‪ :‬الحديث َ‬ ‫وعت َ‬‫ضحا ًة َ‬‫أَ ْ‬
‫تار‪ .‬قال الخطابي‪ :‬ال َعتير ُة في الحديث شاة تُ ْذ َبح في رجب‪ ،‬وهذا هو الذي ُي ْش ِبه‬ ‫يقال‪ :‬هذه أَيام َت ْر ِج ٍ‬
‫يب و َت ْع ٍ‬
‫ِرها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تُ ْذ َبح‬ ‫معنى الحديث و َيلِيق= بحكم الدِّين‪ ،‬وأَما ال َعتِيرة التي كانت َت ْعت ُ‬
‫رأسها‪.‬‬‫ص ُّب َد ُمها على ْ‬ ‫َ‬
‫لألصنام ويُ َ‬
‫وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم= وأنصابهم تلك‪ ،‬العتائر‪ .‬والعتيرة في كالم العرب‬
‫الذبيحة والمذبح الذي يذبحون فيه لها العتر‪ ،‬كما يقول ابن الكلبي‪.‬‬
‫الذ َكر‪ ،‬وال ِع ْتر ال َعتِيرة‪ ،‬وهي شاة كانوا يذبحونها في رجب‬ ‫وفي اللسان‪ ،‬قال األزهري‪ :‬ال َع ْتر وال ِع ْتر‪َّ :‬‬
‫الفروج ال ُم ْنعِظة‪ ،‬واحدها‬
‫ُ‬ ‫آللهتهم مثل ذِبح و َذ ِبيحة‪ .‬وال َعتِير ُة‪ :‬أَول ما يُ ْن َتج كانوا يذبحونها= آللهتهم؛ وال ُعتُر‪:‬‬
‫وع ْتر قبيلة‪ ،‬ال ِع ْتر‪ ،‬وهو جبل بالمدينة من جهة ال ِق ْبلة‪.‬‬ ‫وعتُور‪ِ ،‬‬‫ِر َ‬
‫عات ٌ‬
‫(األصنام= ‪ ،34‬تكملة األصنام عن تاج العروس ‪ ،110‬الحيوان ‪ ،1/18‬لسان العرب شرح ” عتر”‪،‬‬
‫القاموس المحيط‪ ” :‬ال َع ْت ُر”‪ ،‬راجع ” أطيرات”)‬

‫عثتر‬
‫إلهة الخصب عند العرب القدماء وهي اإللهة الشمس‪ ،‬وعند العرب الساميين أضيف حرف التأنيث ألن‬
‫الشمس مؤنثة‪ ،‬كما فعل في عثتر‪ .‬فصار= ”عثترت“ و”عشترت‪ ،‬عشتروت ”‪ ..‬ويرى= بعض العلماء أنها‬
‫إلهة‪ ،‬أي أنثى‪ ،‬ويرمز إلى ُّ‬
‫الزهرة في رأي أغلبهم‪.‬‬
‫وقد ورد اسم اإللهة عثتر في نصوص المسند‪ ،‬وفي نصوص معينية وسبئية وحضرمية وقتبانية‪ ،‬وهي‬
‫”عتر“ عند السريان“‪ ،‬و”عشتر‪/‬عشتار“ ذكر في نصوص األشوريين والبابليين والكنعانيين والعبرانيين‬
‫والحبش وغيرهم‪ ،‬مما يدل على انتشار عبادتها في منطقة واسعة وأنها كانت من اآللهة الكبرى قبل‬
‫الميالد‪.‬‬
‫واستنتج بعض الباحثين أن ورود اسم ”أم عثتر“ و”أبم عثتر“ في بعض النصوص‪ ،‬يدل على أنه كان‬
‫بمثابة اإلله الرئيس فهو ”أب وأم“ لآللهة يلي القمر في الترتيب ثم الشمس‪.‬‬
‫وليس بمستبعد أن يكون المراد ب”أم عثتر“ الشمس و”أب عثتر“ القمر وأنه من زواجهما= ولد االبن‬
‫”عثتر“ كما يقول جواد علي في مفصله‪ .‬وقد جاء في نص سبئي وجد في مدينة ”صرواح“ أن صاحبة‬
‫النص قدمت إلى اإللهة ”أم عثتر“ أربعة تماثيل من ذهب‪ ،‬ألنها وهبت لها أربعة أطفال‪ ،‬هو ولد واحد‬
‫وثالث بنات‪ ،‬كلهم أحياء يرزقون‪ ،‬وترجو منها أن تستمر في اإلنعام عليها وعلى أبنائها بالصحة والعافية‪.‬‬
‫وقد عثر في النصوص النبطية‪ ،‬على اسم إلهة هي ”ربة العثر“ ”ربت عثر“ أي الشمس‪.‬‬
‫وفي نصوص المسند ورد= اسم ”عثتر“ في عدد كبير من النصوص على هذا النحو“عثتر شرقن“ أي عثتر‬
‫الشارق‪ ،‬والشارق= كان من أصنام الجاهلية‪ ،‬ويرى= بعض الباحثين أن ”عثتر شرقن“ هو اإلله الحارس‬
‫المتوسلون لحفظ قبورهم‬
‫ّ‬ ‫توسل‬
‫للمعابد والمقابر‪ ،‬إليه يصلى ويدعى أن تصل الهبات إلى المعابد‪ ،‬وإليه ّ‬
‫ب”عثتر يغل“‪ ،‬أي ”عثتر المنتقم“‪.‬‬
‫كما ورد ”عثتر ذ قبضم“ أي ”عثتر القابض أو الجالس“ أو سمي على اسم موضع= يقال له ”قبض“‪.‬‬
‫و”عثتر ذ يهرق“ ويهرق= اسم مدينة من مدن معين‪ ،‬وكان فيها معبد لعبادة عثتر‪.‬‬
‫وورد اسم ”عثتر غربن“ أي ”الغارب“ كناية عن غروبه أو عن طلوعه فهو إذاً النجم الشارق= والنجم‬
‫الغارب‪.‬‬
‫و”عثتر نورو‪ ،‬عثتر نورن“ أي ”عثتر نور“ و”عثتر المنير“‪ ،‬تعبيراً عن لمعانه وعن النور الظاهر عليه‪.‬‬
‫وقد ورد في األيمان المغلظة والتوسالت= ساعة المحن والشدة‪ ،‬وورد= ”بعثتر شرق‪ ،‬وبعثتر ذ قبض‪ ،‬وود=‬
‫ونكرحم‪ ،‬وبعثتر ذ يهرق‪ ،‬و”بكل أل ل ات معن“ أي بكل آلهة معين“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)304-303-302-301- 299-6/291‬‬

‫الع ِْث ُن‬


‫غير‪.‬‬
‫الص ُ‬ ‫قال صاحب القاموس‪ :‬الع ِْث ُن‪َّ :‬‬
‫الص َن ُم َّ‬
‫(القاموس المحيط ” العثن”‪ ،‬تاج العروس ” ع ث ن”)‬

‫عجل‪/‬عجلبن‪/‬عجلبول‬
‫من العبادات القديمة التي عرفت في سوريا واليمن ومصر‪.‬‬
‫وهو من آلهة العرب الجنوبيين قبل الميالد وكان له معبد‪ ،‬وعرفت عبادته عند اللحيانيين باسم ”عجلبون‪/‬‬
‫عجلبن“‪.‬‬
‫و”عجل بل‪ /‬عجل بول‪ /‬عجل بعل“ من آلهة تدمر التي اتصفت بمزايا النظام الشمسي‪ ،‬وهو ما تركزت‬
‫عليه ديانة عرب الشمال كما يقول جواد علي‪.‬‬
‫وقد د ّونت قبل الميالد كتابة موسومة لملك من عرب الجنوب ُيدعى ”جلتقس‪/‬جلت قوس‪/‬ملتقس“ تتحدث‬
‫عن تقديم شخص نذراً إلى معبد اإلله الصنم ”عجلبن‪/‬عجل بون‪/‬عجل بن“‪ ،‬وكتابة أخرى لملك اسمه‬
‫”منعى لذن بن هناس‪/‬منعى لوذان بن هانؤاس“ حكم وفق التقديرات بين سنة ‪ 30-35‬قبل الميالد‪ ،‬تتحدث‬
‫الكتابة عن تقدمة لصنم اإلله ”عجلبن“ صنعه رجل اسمه ”سلمى“‪.‬‬
‫ويالحظ أن اسم اإلله ارتبط باسم اإلله ”بل‪/‬بول“‪ ،‬ولدى حديثنا عن اإلله ”بول“ ”بل“ ذكرنا أن‪ :‬اإلله‬
‫ّ‬
‫المتأخرة‪.‬‬ ‫”عجلبن‪ /‬عجلبون‪/‬عجل بن“ من اآللهة اللحيانية‬
‫ويظهر أن اسمه األصلي هو ”عجل بل“ و”عجل بول“ ”عجلى بل“ أي ”عجل“ و”بول“‪ .‬ونجد اسمه مع‬
‫”يرحى بول“ و”يرح بل“ ”يرحبل“‪ .‬واإلله ”بل“ يرد في الكتابات التدمرية‪ ،‬ويفترض جواد علي أن‬
‫تاجراً جاء به من العراق إلى اللحيانيين‪ ،‬وأدخل عبادته عندهم‪.‬‬
‫ولكن نعرف أن عبادة العجل من العبادة القديمة المعروفة وهو من عبادات الخصب المقدسة‪ ،‬وقد= احتفظ‬
‫لنا التوراة بهذه العبادة التي عرفها اليهود‪ ،‬إذ تخبرنا التوراة أن موسى عندما صعد الجبل ليحضر= وصايا=‬
‫ال من ذهب من مصاغ نسائهم‪ ،‬وراحوا= يعبدونه‬ ‫الرب العشر‪ ،‬عاد إلى قومه فوجدهم قد صنعوا= عج ً‬
‫ويشربون حوله ويرقصون ويغنون= ويلعبون‪ ،‬وكان له عيد يسمى ”عيد الرب“‪ ،‬كما تخبرنا التوراة‪.‬‬
‫نقرأ في سفر الخروج اإلصحاح ‪ :32‬ولما رأى الشعب ان موسى ابطأ في النزول من الجبل اجتمع‬
‫الشعب على هرون‪ .‬وقالوا له‪ :‬قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا‪ ،‬ألن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من‬
‫أرض مصر ال نعلم ماذا أصابه‪ .‬فقال لهم هرون‪ :‬انزعوا أقراط= الذهب التي في آذان نسائكم= وبنيكم= وبناتكم‬
‫وأتوني بها‪ .‬فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هرون الذي أخذ ذلك من أيديهم‬
‫ال مسبوكاً‪ .‬فقالوا‪ :‬هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك= من أرض مصر‪.‬‬ ‫وص ّوره باإلزميل وصنعه عج ً‬
‫فلما نظر هرون بنى مذبحاً أمامه‪ .‬ونادى هرون وقال‪ :‬غداً عيد للرب‪ .‬فبكروا= في الغد وأصعدوا= محرقات‬
‫وقدموا= ذبائح سالمة‪ .‬وجلس الشعب لألكل والشرب ثم قاموا للّعب‪ ،‬فقال الرب لموسى‪ :‬اذهب انزل‪ .‬ألنه‬
‫قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر‪ ..‬وزاغوا سريعاً= عن الطريق الذي وصيتهم= به‪.‬‬
‫وعندما نزل موسى من الجبل ومعه وصايا= اهلل ”سمع صوت غناء“‪” ..‬وكان عندما اقترب الى المحلّة‬
‫أبصر العجل والرقص‪ .‬فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما= في أسفل الجبل‪ .‬ثم أخذ‬
‫العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذراه على وجه الماء وسقى بني إسرائيل“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/314 ،247 /2 ،3/130‬التوراة سفر الخروج ‪)32‬‬

‫َعدِي‬
‫مرة‪.‬‬
‫تسمت العرب بعبادته‪ ،‬ب”عبد َعدِي“‪ ،‬ومنهم‪ :‬عبد َعدِي بن جساس بن ّ‬
‫األس ُد‪.‬‬
‫دون على أقدامهم‪ ،‬وهو جمع عادٍ‪ ،‬والعادِي‪َ :‬‬
‫ِي الذين َي ْع َ‬
‫وال َعد ُّ‬
‫(جمهرة أنساب العرب ص ‪ ،325‬الصحاح‪ ،‬القاموس المحيط ” عدا”)‬

‫ال ُع َّزى‬
‫أعظم أصنام قريش والعرب‪ ،‬كانت بوا ٍد من نخلة الشآمية‪ ،‬يقال له‪ِ :‬حراض‪ ،‬بإزاء الغمير عن يمين‬
‫عرق إلى البستان بتسعة أميال‪ .‬وكان أول من دعا إلى‬ ‫ٍ‬ ‫المصعد إلى العراق من مكة‪ .‬وذلك فوق ذات‬
‫عبادتها عمرو بن ربيعة والحارث بن كعب‪ ،‬وقال عمرو‪ :‬إن ر ّبكم= يتص ّيف بالالت لبرد الطايف‪ ،‬ويشتو‬
‫بال ُع َّزى ّ‬
‫لحر تهامة‪.‬‬
‫وكانت قريش وبنو كنانة كلّها تعظمان ال ُع َّزى مع خزاعة وجميع مضر‪ ،‬وكانت غنى وباهلة تعبدها‬
‫وغطفان‪ .‬وبنو= نصر وجشم‪ ،‬وسعد بن بكر وهم عجز هوازن يعبدونها أيضاً‪ ،‬كما يذكر األزرقي= وابن‬
‫الكلبي وابن حبيب‪.‬‬
‫وعبد ال ُع َّزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب‪ ،‬وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد ال ُع َّزى‪.‬‬
‫واعتقدت قريش أن ال ُع َّزى من بنات اهلل‪ ،‬وكانت ال ُع َّزى شجرة‪ ،‬كما يقول ابن حبيب‪ .‬وفي رواية ابن عباس‪:‬‬
‫سمراتببطن نخلة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ً‬
‫شيطانة تأتي ثالث‬ ‫كانت ال ُع َّزى‬
‫وقد بنى ظالم بن أسعد على ال ُع َّزى ُبساً أي بيتاً‪ .‬وكانوا يسمعون فيه الصوت‪ ،‬كما يقول ابن الكلبي‪ ،‬ويشير=‬
‫حراضيقال له‪ :‬سقام‪ .‬يضاهون به حرم الكعبة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫في رواية أخرى إلى أن قريش َح َمت لها شعباً من وادي‬
‫فذلك قول أبي ُجندب ال ُهذلي في امرأة كان يهواها‪ ،‬فذكر َح ْلفها له به‪:‬‬
‫ً‬
‫غليظة‬ ‫لقد حلفت جهداً يميناً‬

‫بفرع التي أحمت فروع= سقام‬

‫”لئن أنت لم ترسل ثيابي فانطلق‬

‫أباديك أخرى عيشنا بكالم!‬


‫حويرث‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫يعز عليه صرم أم‬

‫فأمسى= يروم األمر كل مرام‬

‫ولها يقول درهم بن زي ٍد األوسي‪:‬‬


‫إني ورب ال ُع َّزى السعيدة‪ ،‬واهلل الذي دون بيته َس ِرف!‬

‫سدنة ال ُع َّزى‬
‫كان سدنتها= من بنى صرمة بن مرة‪ ،‬كما قال ابن حبيب‪ ،‬وأغلب الرواة يتفقون على أن سدنتها هم بنو شيبان‬
‫بن جابر بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث ابن عتيبة بن سليم بن منصور من بني ُسليم‪ .‬وكان آخر‬
‫فح َذاه نعلين جيدتين‪:‬‬
‫خراشالهذلي‪ ،‬وكان قدم عليه َ‬
‫ٍ‬ ‫ِى السلمي‪ ،‬وله يقول أبو‬
‫من سدنها منهم دُبية ابن َح َرم ٍّ‬

‫حذاني بعد ما خذمت نعالي‬

‫دُبيّة إنه نعم الخليل!‬

‫مشب‬
‫ّ‬ ‫مقابلتين من صلوى‬

‫من الثيران وصلهما جميل‬

‫عرس األضياف َتدحى‬


‫فنعم ُم َّ‬

‫بليل!‬ ‫شآمية‬ ‫رحالهم=‬

‫بمكلالت‬
‫ٍ‬ ‫ُج َو َع ُهم‬ ‫يقاتل‬

‫رعبُها الجميل!‬ ‫من ال ُف ّ‬


‫رني َي َ‬

‫وال ُع َّزى‪ ،‬كما يقول ابن الكلبي‪ ،‬أحدث من الالت ومناة‪ ،‬ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب‪،‬‬
‫يُعظمون شيئاً من األصنام إعظامهم ال ُع َّزى‪ ،‬ثم الالت التي كانت ّ‬
‫تخصها ثقيف بالتعظيم‪ ،‬ثم مناة التي كانت‬
‫الخزرج تخصها بالتعظيم‪ ،‬فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل‪ :‬وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها‬
‫وعبادة غيرها من األصنام (قبل مبعث الرسول)‪:‬‬
‫تركت الالت وال ُع َّزى جميعاً‬
‫كذلك يفعل الجلد الصبور=‬

‫فال ال ُع َّزى أدين وال ابنتيها‬

‫غنم أزور‬
‫وال صنمي بني ٍ‬
‫ال أزور وكان رباً‬
‫وال هب ً‬

‫لنا في الدهر إذ حلمي‬


‫صغير=‬

‫واألبيات كما يذكرها ياقوت= في معجمه عند ذكر الالت‪ :‬وأنشد‪:‬‬


‫رب‬ ‫َ‬
‫ألف ّ‬ ‫أربًاّ واحداً أم‬

‫تقسمت األمور‬
‫أدين إذا ّ‬
‫عزلت الالت وال ُع َّزى= جميعاً‬

‫كذلك يفعل الجلد الصبور=‬

‫فال ِع ّزى أدين وال ابنتيها‬

‫وال صنمي بني عمرو أزور‬

‫وال َغ ْنماً أدين وكان رباً لنا‬

‫في الدهر إذ حلمي يسير‬

‫عجبت وفي= الليالي معجزات‬

‫وفي األيام يعرفها= البصير‬


‫وبينا المرء َيفتر ثاب يوماً‬

‫كما يتروح الغصن المطير‬

‫قوم‬ ‫ببر‬ ‫آخرين‬ ‫وأبقى‬

‫ف َيربل منهم الطفل الصغير=‬


‫فتقوى= اهلل ربكم احفظوها‬

‫متى ما تحفظوها ال تبوروا=‬

‫ترى األبرار= دارهم جنان‬

‫سعير‬ ‫ٌ‬
‫حامية‬ ‫وللكفار‬

‫وخزي= في الحياة‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬


‫يموتوا=‬

‫ُيالقوا ما تضيق به الصدور=‬

‫طقوس عبادتها‬
‫ويتقربون عندها بالذبح‪ ،‬قال ابن الكلبي‪ :‬بلغنا‬
‫ّ‬ ‫كانت العرب‪ ،‬وقريش منهم خاصة‪ ،‬تزور ال ُع َّزى ويهدون لها‬
‫أن رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم ذكرها يوماً فقال‪ :‬لقد أهديت للعزى شا ًة عفراء وأنا على دين قومي‪.‬‬
‫وفي حديث خالد مع الرسول بعد هدمه ال ُع َّزى يروي= األزرقي أن خالد قال‪ :‬كنت أرى أبي يأتي ال ُع َّزى‬
‫بخير ما له من اإلبل والغنم فيذبحها لها‪ ،‬ويقيم عندها ثالثاً ثم ينصرف= إلينا مسروراً‪ .‬يقول األزرقي‪ :‬كانوا‬
‫حجهم وطوافهم= بالكعبة‪ ،‬لم يحلوا حتى يأتوا ال ُع َّزى فيطوفون بها‪ ،‬ويحلّون عندها‪ ،‬ويعكفون‬
‫إذا فرغوا من ّ‬
‫عندها يوماً‪ ،‬وكانت لخزاعة‪.‬‬

‫غبغب ال ُع َّزى‬
‫كان لل ُع َّزى منحر ينحرون فيه هداياها يقال له الغبغب‪ :‬وهو المنحر ومهراق الدماء‪ .‬وله يقول الهذلي‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫جميلة يقال لها أسماء‪:‬‬ ‫خويلد بن مرة‪ ،‬يهجو رج ً‬
‫ال تزوج امرأ ًة‬
‫لقد أنكحت أسماء لحى بقير ٍة‬

‫من األدم أهداها امرؤ من بني غنم!‬

‫رأى قذعاً في عينها إذ يسوقها‬

‫إلى غبغب ال ُع َّزى فوضع= في القسم‬

‫وللغبغب يقول نُهيكة الفزاري لعامر بن الطفيل‪:‬‬


‫يا عام! لو قدرت عليك رماحنا‪،‬‬
‫والراقِصات إِلى ِم ًنى‬
‫فال َغ ْبغ ِ‬
‫َب‬

‫فاتك‬
‫لتقيت بالوجعاء طعنة ٍ‬

‫ُم َّران أو لثويت غير ُمحسب‬

‫وله يقول قيس بن منقذ بن عبيد بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعي (ولدته امرأة من بني حداد من‬
‫الحدادية ُ‬
‫الخزاعي‪:‬‬ ‫كنانة‪ ،‬وناس يجعلونها من ُحداد ُمحارب) وهو قيس بن ُ‬
‫تلينا ببيت اهلل أول َحلَف ٍة‬

‫فأنصابيسرن بغبغب‬
‫ٍ‬ ‫وإال‬

‫تلبية ال ُع َّزى‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬كانت تلبية من نسك لل ُع َّزى‪” :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك وسعديك‪ =،‬ما أحبنَّا إليك“‪.‬‬
‫وكانت قريش‪ ،‬في رواية ابن الكلبي‪ ،‬تطوف= بالكعبة‪ ،‬وتقول‪ :‬والالت وال ُع َّزى= ومناة الثالثة األخرى!‬
‫فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! وكانوا يقولون لهن‪ :‬بنات اهلل‪ّ ،‬‬
‫وهن يشفعن إليه‪.‬‬
‫فلما بعث اهلل رسوله أنزل عليه‪( ،‬النجم‪ { :)23-19 :‬أَ َف َرأَ ْيتُ ُ=م الاَّل َت َو ْال ُع َّزى= َو َمنَا َة الثَّالَِث َة اأْلُ ْخ َرى أَلَ ُك ُم‬
‫ان}‪.‬‬ ‫وها أَ ْنتُ ْم َوآََبا ُؤ ُك ْم َما أَ ْن َز َل اهَّللُ ِب َها م ْ‬
‫ِن ُس ْل َط ٍ‬ ‫يزى إِ ْن ِه َي إِاَّل أَ ْس َما ٌء َس َّم ْيتُ ُم َ‬
‫ضَ‬ ‫الذ َك ُر َولَ ُه اأْلُ ْن َثى ت ِْل َك إِ ًذا ق ْ‬
‫ِس َم ٌة ِ‬ ‫َّ‬

‫هدم ال ُع َّزى‬
‫لما فتح رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم مكة بعث خالد بن الوليد إلى ال ُع َّزى‪ ،‬لعشر ليال بقين من شهر‬
‫رمضان‪ ،‬وفي= رواية لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان‪ ،‬فقطع الشجرة وهدم البيت وكسر الوثن‪ ،‬كما‬
‫جاء في رواية ابن حبيب‪ ،‬وفي= األزرقي وابن الكلبي‪ :‬قال صلّى اهلل عليه وسلّم لخالد‪ :‬إيت بطن نخلة فإنك‬
‫سمراتفاعضد األولى! فأتاها فعضدها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تجد ثالث‬
‫فلما جاء إليه صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬هل رأيت شيئاً؟ قال ‪:‬ال‪ .‬قال‪ :‬فاعضد الثانية! فأتاها فعضدها‪.‬‬
‫ثم أتى النبي‪ ،‬فقال‪ :‬هل رأيت شيئاً؟ قال ‪:‬ال‪ .‬قال‪ :‬فاعضد الثالثة! فأتاها‪.‬‬
‫فإذا هو بحبشية نافش ٍة شعرها‪ ،‬واضع ٍة يديها على عاتقها‪ ،‬تصرف بأنيابها‪ ،‬وخلفها دبية بن حرمى الشيباني‬
‫ثم السلمي وكان سادنها‪.‬‬
‫فلما نظر إلى خال ٍد قال‪:‬‬
‫أع َّزاء شدِّي شد ًة ال تكذبي‬
‫ُ‬

‫على خال ٍد! ألقى الخمار وشمري!‬


‫فإنك إال تقتلي اليوم خالداً‬

‫تبوئي= بذل عاج ً‬


‫ال وتنصري‬

‫فقال خالد‪:‬‬
‫يا ُع ُّز كفرانك ال سبحانك!‬

‫إني رأيت اهلل قد أهانك!‬

‫ثم أتى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬تلك ال ُع َّزى وال ُع َّزى بعدها للعرب! أما إنها لن تعبد بعد‬
‫اليوم!‬
‫ولما قتل سادن ال ُع َّزى يقول أبو ِخراش الهذلي يرثيه‪:‬‬
‫ما لدبية منذ اليوم لم أره‬

‫ف؟‬
‫وسط= الشروب ولم يلمم ولم َي ِط ِ‬

‫لو كان حياً‪ ،‬لغاداهم ب ُمترع ٍة‬

‫من الرواويق= من شيزى بني ال َهطف‬

‫الرماد عظيم القدر‪َ ،‬جفنته‬


‫ضخم َّ‬

‫حين الشتاء كحوض المنهل اللقف‬

‫أمسى سقام خال ًء ال أنيس به‬

‫ومر الريح بالغرف=‬


‫إال السباع ّ‬

‫ثابتلل ُع ّزى التي كانت بنخلة‪:‬‬


‫وقال حسان بن ٍ‬
‫شهدت بإذن اهلل أن محمداً‬

‫رسول الذي فوق السموات من َع ُل‪،‬‬


‫وأن أبا يحيى ويحيى كليهما‬

‫له عمل في دينه متقبّل‬

‫بالس ِّد في بطن نخلة‬


‫وأن التي ُّ‬

‫ومن دَانها َف ٌّل من الخير َم ِ‬


‫عزل!‬

‫وأن الذي عادى اليهود‪ ،‬ابن مريم‬

‫رسول أتى من عند ذي العرش‬


‫مرسل‬
‫َ‬

‫وأن أخا األحقاف إذ يعذلونه‬

‫يجاهد في ذات اإلله ويعدل‬

‫أبو لهب سادن ال ُع َّزى‬


‫عندما حضرت الوفاة سادن ال ُع َّزى أبو أحيحة (وهو في رواية ابن الكلبي سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد‬
‫لهب‬
‫شمس بن عبد مناف‪ ،‬وفي= رواية األزرقي أفلح ابن النضر السلمي من بني سليم)‪ ،‬دخل عليه أبو ٍ‬
‫فوجده يبكي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما يبكيك يا أبا أحيحة؟ أمن الموت تبكي‪ ،‬وال بد منه؟‬
‫قال ‪:‬ال‪ .‬ولكني أخاف أن ال تعبد ال ُع َّزى بعدي‪.‬‬
‫قال أبو لهب‪ :‬واهلل ما ُعبدت بحياتك ألجلك‪ ،‬وال تترك عبادتها بعدك لموتك!‬
‫فقال أبو أحيحة‪ :‬اآلن علمت أن لي خليفة!وأعجبه شدة نصبه في عبادتها‪.‬‬
‫فجعل أبو لهب يقول لكل من لقي‪ :‬أن تظهر ال ُع َّزى كنت قد اتخذت عندها يداً بقيامي عليها‪ ،‬وأن يظهر‬
‫محمد على ال ُع َّزى وما أراه يظهر= فابن أخي‪ .‬فأنزل اهلل تبارك وتعالى تبّت يدا أبي لهب ّ‬
‫وتب‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،44-27-23-22-21-20-19-18 –17‬معجم البلدان ياقوت ‪ ،5/5‬المحبر ابن حبيب ص‬
‫‪ ،315-311‬تاريخ اليعقوبي ‪ ،1/295‬المعاني الكبرى الدينوري ‪ ،492-1/491‬الروض اآلنف ‪-1/355‬‬
‫‪ ،356‬المستطرف= لألبشيهي ‪ ،2/175‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/491‬أخبار مكة‪ ،‬األزرقي= ‪ 1/198‬حتى‬
‫‪ ،202‬المغازي الواقدي= ‪ ،1/6‬راجع ” ُبس” في معجمنا) ‪.‬‬
‫عزيز‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬عثر على اسمه ضمن أسماء آلهتهم‪ ،‬وقد تقدم له الثموديون بالقرابين والنذور‪.‬‬
‫الزهرة‪ .‬وقد وصف في كتابة مد ّونة‬‫وذهب بعض الباحثين إلى أن اإلله ”عزيزو“ يمثل كوكب الصباح‪ ،‬أي ُّ‬
‫باليونانية أنه‪ :‬اإلله الجميل الل ّماع ذو األشعة البراقة التي تشبه في لمعانها لمعان الفوسفور‪.‬‬
‫وكان عزيز من آلهة عرب الجنوب‪ ،‬وتظهره نقوش المسند ملحقاً باإلله ”عثتر“‪ ،‬وكان (عثتر عزيز) من‬
‫اآللهة الخاصة عند الحميريين وكان معروفاً جيداً في نقوشهم‪ ،‬ويذكر= دائماً مع (ذات ظهران) كإلهين‬
‫خاصين بهم‪ ،‬وسيدين لمعبدهما في حصن (جبل كنن)‪.‬‬
‫وعزيز‪ /‬عزيزو من آلهة تدمر‪ ،‬وفي النقوش التدمرية عثر على نص ورد= فيه اسم اإلله ال” زيزو“ مع‬
‫اإلله ال” رصو“ ونعتا باإللهين الخيرين المجزيين‪ ،‬وقال صاحب التقدمة ويدعى ”بعكي بن ير حيبوال“‬
‫أنه قدّمه لإلله ”أزيزو الطيب الرحيم‪ ،‬لسالمته ولسالمة إخوته في شهر أكتور= من سنة ‪ ،“25‬كما عثر على‬
‫اسم اإلله ”أزيزوس“ واإلله ”مونيموس“ في كتابات عثر عليها في ”الرها“ وفي حوران‪ .‬وقد ظهر‬
‫اإللهان في نقش‪ ،‬حفر عليه موكب عربة الشمس‪ ،‬وظهر ”أزيزوس“ في النقش وهو يتقدم العربة‪،‬‬
‫تحرف فصار كذلك في الكتابات‬
‫وظهر“مونيموس“ يتبعها‪ .‬و”أزيزوس“ و”أزيزو“ هو اسم اإلله ”عزيز“ ّ‬
‫الالتينية واإلرمية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،312-311-310-6/309 ،3/130‬نقوش مسندية وتعليقاتها ص‬
‫‪)412‬‬

‫َعس‬
‫إله ثمودي‪ ،‬يعني االسم ”الذي يحرس لي ً‬
‫ال“‪ ،‬ويظهر= مرة واحدة في اسم العلم ”عس يغضب“ ويشير= اسمه‬
‫إلى طابعة القمري‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)133‬‬

‫عطار(عتار‪ ،‬عتار سمائي)‬


‫إله نجمي ُعبد في كل أنحاء الجزيرة العربية‪ ،‬غالباً ما يرد في صيغة ”عطر سمائي“‪ ،‬وكان العرب‬
‫يعبدونه في القرن التاسع قبل الميالد‪ ،‬تحت اسم ”عطار سمائين“‪ ،‬وكان من بين اآللهة التي أسرها‬
‫األشوريون‪.‬‬
‫وقد ورد اسمه في اللغة الثمودية ”عطر“ و”عتر“‪ .‬وترد صيغة ”عطر“ بخاصة العلم المركبة وهي‪ :‬بن‬
‫عطر‪ ،‬حياة عطر‪ ،‬لِعطر‪ .‬وهذه األخيرة تظهر مرة واحدة في صيغة دعاء‪ .‬وفي بعض أسماء العلم يرد‬
‫”ذو عطر“‪” ،‬حب عطر“‪” ،‬عبد عطر“‪” ،‬تيس عطر“‪.‬‬
‫وكان الثموديون يجدون لدى هذا اإلله ”الملجأ“ ويرون فيه ”اللطف“‪ ،‬وكانوا= يتوجهون إليه بشكل خاص‬
‫عندما يقعون في المرض‪ ،‬فهو إله شاف‪” :‬يا عطار سمائي ّ‬
‫لطف ألمي“ و”يا عطار سمائي‪ ،‬أشفيني!“‪،‬‬
‫كما كان يطلب إليه أن يذكر عباده وأن يساعدهم وأن يجعلهم كاملين وأن يسمع‪ .‬وكان يطلب منه أيضاً‬
‫الحب والراحة والنصر= والعطاء واالنتقام‪.‬‬
‫و”أتر“ هو ”عثتر“ ويدل ”عثتر السموات على أنه إله السماء‪ ،‬يرد اسمه أيضاً ”أترسمين“‬
‫و”أترسمائين“‪ .‬وقع هذا اإلله أسيراً في أيدي األشوريين أيام الملك ”أسرحدون“‪ ،‬وعندما توفي وانتقل‬
‫عرشه إلى ابنه ”أشور بانيبال“ جاء إليه أحد سادات القبائل العربية‪ ،‬وصالحه وأرضاه‪ ،‬فأعاد إليه أصنامه‬
‫ومنها هذا الصنم‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،134‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/63‬‬

‫عطارد‬
‫تعبدت له ”بنو أسد“‪.‬‬
‫يقول النويري في نهاية األرب‪ :‬قالوا في عطارد‪ :‬إنه النافذ في األمور‪ ،‬ولهذا ُس َّمي بالكاتب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/167‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،1/32‬راجع كاتب)‬
‫يحبالعطور“‪ .‬ونجده مرة واحدة في دعاء وقد وضع في عالقة مع ”روضا“‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عطير يعني االسم ”من‬
‫(تاريخ ثمود ‪)132‬‬

‫َع ّك‬
‫اسم إله تسمت به قبيلة َع ّك اليمانية‪.‬‬
‫حمل‪ ،‬مملوكين‪ ،‬قد ُج ّردا‪ ،‬فهما‬
‫عك إذا بلغوا مكة‪ ،‬يبعثون غالمين أسودين أمامهم‪ ،‬يسيران على ْ‬ ‫وكانت ّ‬
‫عريانان‪ .‬فال يزيدان على أن يقوال‪” :‬نحن ُغ َرا َبا َع ّك“‪.‬‬
‫وإذا نادى الغالمان بذلك فتقول َع ّك من بعدهما‪َ ” :‬ع ّك إليك عا ِن َي ْه‪ِ ،‬عبادُك ال َيمان َي ْه‪َ ،‬ك ْي َما ن ُ‬
‫َح َّج الثانية‪ ،‬على‬
‫الشداد الناجيه“‪.‬‬
‫حره‪ .‬أو من أيَّام العِكاك‬ ‫إما من قولهم‪َ :‬ع َّك يو ُمنا‪ ،‬إذا َّ‬
‫اشتد ُّ‬ ‫واشتقاق َع ٍّك كما يقول ابن دريد من أشياء‪َّ :‬‬
‫هيل‪ .‬وقالوا‪ :‬معتدِالت‪ ،‬بالدال والذال‪ ،‬وهي ثالث َة عشر يوماً‪ ،‬وفيها= طلوع ال ُع ْذرة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫معتدالت ُس ٍ‬ ‫وهي‬
‫وبهذا المعنى يكون َع ّك من العبادات الكوكبية‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،8‬المحبّر ‪ ،313‬معجم قبائل العرب ص‪ ،2/803‬االشتقاق البن دريد ‪)2/489‬‬

‫ال َع ْل ُ‬
‫س‬
‫كان صنماً ألهل الرس (والرس وا ٍد بنجد)‪ ،‬صنعوه بعد أن توفي ملك لهم يقال له‪ :‬ال َع ْل ُ‬
‫س‪ ،‬كان حسن‬
‫السيرة‪ ،‬ويعيشون في عهده عيشاً خصيباً‪ ،‬فقاموا بتحنيطه وعبادته‪ ،‬وكانوا يُكلّمون منه‪.‬‬
‫ال‪ :‬لما جاء العلس الموت‪ ،‬طلوه بدهن لتبقى صورته وال‬ ‫تدور حول هذا الصنم أسطورة يرويها الدميري قائ ً‬
‫يتغير‪ ،‬وكذلك كانوا يفعلون بموتاهم‪ =،‬إذا كانوا ممن يكرم= عليهم‪ ،‬فلما مات شق عليهم‪ ،‬ورأوا= أن أمرهم قد‬
‫وضجوا= بالبكاء‪ ،‬فاغتنمها= الشيطان منهم‪ ،‬فدخل في جثة الملك بعد موته بأيام كثيرة‪ ،‬وأخبرهم أنه لم‬
‫ّ‬ ‫فسد‪،‬‬
‫يمت وال يموت أبداً‪ .‬ثم قال‪ :‬ولكن تغيّبت عنكم حتى أرى صنيعكم‪ .‬ففرحوا أشد الفرح‪ ،‬وأمر خاصته أن‬
‫يضربوا= له حجاباً بينه وبينهم‪ ،‬ليكلّمهم من ورائه كي ال يعرف الموت في صورته‪ .‬فنصبوه صنماً من وراء‬
‫حجاب‪ ،‬وأخبرهم أنه ال يأكل وال يشرب وال يموت أبداً وأنه لهم إله‪.‬‬
‫نبي يُدعى حنظلة بن صفوان‪ ،‬فأعلمهم أن ما‬ ‫وقد ذكر القرآن الكريم= أصحاب الرس‪ ،‬وقد ظهر فيهم= ّ‬
‫يعبدونه صنم ال روح له‪ ،‬وأن الشيطان قد أضلّهم وأن اهلل سبحانه ال يمثل بالخلق‪ ،‬وأن الملك ال يجوز أن‬
‫يكون شريكاً= هلل تعالى‪ ،‬حتى قتلوه وطرحوه في بئر‪ .‬فعند= ذلك حلت عليهم النقمة‪ ،‬وجفت ماء البئر وشملهم‬
‫الهالك‪.‬‬
‫ويتضح من معاني ال َع ْلس في لغة العرب أنه كان آلهة الخصب عندهم‪ ،‬وأنه من تجليات اإلله القمر‬
‫وضرب من ال َق ْمح يكون‬
‫ْ‬ ‫يؤكل‬ ‫الشرب‪ ،‬وقيل األكل‪ ،‬وال َعلَس بفتح الالم َحب ْ‬ ‫سهو سواد= الليل‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫فال َع ْل ُ‬
‫الحنطة‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ضرب من ِ‬ ‫ص ْنعاء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ْ‬ ‫في الكِمام منه َحبتان‪ ،‬يكون بناحية اليمن‪ ،‬وهو طعام أَهل َ‬
‫السمين‪.‬‬ ‫الشواء َّ‬ ‫ضرب من البُ ِّر جيّد غير أَنه َع ِس ُر االس ِت ْنقاء‪ .‬وتقول العرب لل َعدَس ال َعلَس‪ .‬وال َعل ُ‪:‬‬
‫ِيس ِّ‬ ‫ْ‬
‫(حياة الحيوان الكبرى للدميري ص ‪ ،2/192‬لسان العرب ” علس”)‬

‫َعلَم‬
‫من آلهة حضرموت‪ ،‬وسبأ‪ ،‬واسم معبد‪ .‬وربما كان هو نفسه اإلله”األعلم“ الذي عبده العرب‪.‬‬
‫ُعثر على اسمه في لوح نحاسي= موجود= في المتحف البريطاني‪ ،‬وتحدث النص أن ملكاً من ملوك‬
‫حضرموت هو”صدق ذخر برن“ ووالده ”الشرح“ قدم نذوراً إلى اآللهة ”سين“ و”علم“ و”عثتر“ لخيره‬
‫ولخير شبوة ولخير أوالده وأفراد= أسرته‪.‬‬
‫وفي نص سبئي جنوبي هام جداً يعود تاريخه لسنة ‪ 29‬للميالد ذكر اسم ”سين ذو علم“ بين أسماء اآللهة‬
‫مع ”عثتر“ و”عم ذو دونم“ و”وعالن“‪ ،‬و”عم ذو مبروم= إله ”سليم“‪ ،‬و”عثتر ذو صنعتم“ و”ود إله منو“‬
‫و”ذات بعدان“ و”ذات ”ظهران“ و”عليت آلهة حررم‪/‬حرر“‪ .‬و”شمس آلهة وبنن وعلفقن“‪.‬‬
‫أرخ‬
‫وتأتي أهمية هذا النص كما يقول جواد علي من أنه أقدم نص مؤرخ وفق تقويم ثابت ومعروف= حيث ّ‬
‫ب”شهر صيد من سنة مئة وأربع وأربعين من التقويم السبئي“‪ ،‬الذي يقابل ‪ 29‬للميالد‪.‬‬
‫وكان لإلله ”سن ذ علم‪ /‬سين ذي علم“ معبد اسمه ”علم“ مشيد في مدينة شبّوة اليمنية‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،145-144-2/152‬راجع اإلله ” األعلم” في معجمنا)‬

‫عليا ‪ /‬علي‬
‫وهي من ربات العرب‪ ،‬اللواتي اشتهرن قبل اإلسالم‪ ،‬بأنهن ”بنات اهلل“‪ ،‬عبدها أهل كندة وحضرموت‪.‬‬
‫ويذكر نص سبئي يعود تاريخه إلى سنة ‪ 29‬بعد الميالد‪ :‬إلهة تدعى ”عليت“ آلهة حررم (حرر)‪.‬‬
‫الج ْل َسد عند العرب‪ ،‬وتحديداً= عندما نبَّه أهل كندة‬
‫مر ذكر اإللهة عليا في حديث ياقوت عن عبادة اإلله َ‬‫وقد َّ‬
‫وحضرموت إلى ظهور النبي محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫ً‬
‫صباحا ربنا‪ ،‬ال‬ ‫الج ْل َسد فخرج منه صوت وقال‪” :‬عم‬
‫يروي ياقوت= أن قوماً= خرجوا ليقدموا ذبيحة لإلله َ‬
‫مصد عنك‪ ،‬وال َم ِحيدَ‪ ،‬تشاجرت الشؤون‪ ،‬وساءت الظنون‪ ،‬فالعياذ من غضبك‪ ،‬واإلياب إلى صفحك“‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وع َّزاها والالت‪ ،‬وعلياها ومناة ‪ُ ،‬منعت األفق فال مصعد‪،‬‬
‫فإذا النداء من الصنم يقول‪” :‬قلبت البنات‪ُ ،‬‬
‫َجم‪ ،‬وهاجم هجم‪ ،‬وصامت زجم‪ ،‬وقابل= رجم‪ ،‬وداع‬ ‫وحرست فال مقعد‪ ،‬وأبهمت فال متلدد‪ ،‬وكان قد ناجم ن َ‬‫ُ‬
‫نطق‪ ،‬وحق بسق‪ ،‬وباطل زهق“‪.‬‬
‫واسم عليا من األسماء الشائعة والمعروفة عند عرب اليوم‪ ،‬ويعني اسمها ”السمو واالرتفاع“‪ ،‬وفي لسان‬
‫العرب‪ْ :‬‬
‫العليا اسم للمكان العالي‪ ،‬وربما كانت َعليا مؤنث اإلله َعلي‪ ،‬مثلما كان ال ُع ّزى مؤنث العزيز‪،‬‬
‫والالت مؤنث اهلل‪ ،‬واسم علي من األسماء العربية الجنوبية القديمة وقد تس ّمى فيه ملك من ملوك مملكة‬
‫لي العظيم“‪.‬‬
‫كمنه ب”نبط علي“ ومن صفات اهلل عند العرب أنه ” ال َع ُّ‬
‫(معجم البلدان ‪ ،2/152‬راجع الجلسد في معجمنا‪ ،‬لسان العرب شرح ” عال”‪ ،‬المفصل لجواد علي‬
‫‪)107-2/403‬‬

‫عم‪ُ /‬عما‪ /‬عمي‪ /‬عميانس‬


‫ُعما‪ ،‬بالضم اسم صنم لخوالن باليمن‪ ،‬ذكره الزبيدي في تاج العروس‪ ،‬وفي رواية أخرى هم بطن من‬
‫خوالن‪ ،‬يقال لهم‪ :‬األدُوم= وهم ُ‬
‫األسوم‪ .‬وكان الثور هو القربان المقدس الذي يقدم لهذا الصنم‪ .‬و”عم“ أو‬
‫”عميانس“ أو ”عم أنس“‪ ،‬كما يرد اسمه في المرويات العربية من آلهة الخصب عند العرب‪ ،‬يستمطرون‬
‫به‪ ،‬ويطلب إليه في الدعاء ”أن يُنعم عليهم“‪ ،‬وكانوا يتحاكمون إليه فيكلّمهم‪.‬‬
‫و”عم“ إله شعب قتبان‪ .‬وقصد= به اإلله القمر‪ ،‬كما كان ”ود“ إله معين‪ ،‬و”المقه“ إله سبأ‪ ،‬و”سن“ أو‬
‫”سين إله حضرموت الكبير“‪.‬‬
‫وكلمة ”عم“ من الكلمات السامية القديمة الواسعة االنتشار عند الساميين‪ ،‬وقد ذكرت في نص يقدّر أنه‬
‫كتب حوالي سنة ‪ 4500‬قبل الميالد‪ ،‬وهي من كلمات عهد األمومة‪ ،‬كما يقول جواد علي‪.‬‬
‫وفي جملة كتابات ترجع إلى عهد المكربيين كتابة دونت عند قيام= قبيلة ”هوزن“ ”هوزان“ تتحدث عن‬
‫بناء بيت في أرضها لإلله ”عم ذو دونم“‪ ،‬بنته بالخشب وبالحجارة والرخام ومواد= أخرى تقرباً إلى ذلك‬
‫اإلله‪ ،‬وإلى آلهة قتبان األخرى‪ :‬عم وأنبي وذات صنتم وذات ظهرن‪.‬‬
‫وعثر على نص قتباني للملك ”شهر هلل يهنعم بن يدع أب“ تحدث فيه عن معبد كان مخصصاً= لعبادة اإلله‬
‫”عم ذ دونم“‪.‬‬
‫ويظهر= في نصوص المسند القديمة أن ”معبد اإلله عم في ”ريمت“ كان عليه كاهنة‪ 11‬وهذا النص الذي‬
‫يشير إليه جواد علي يدل على أن النساء في العربية الجنوبية أنهن كن يصلن لدرجة ”كاهنة“ في ذلك‬
‫العهد‪ .‬وكانت تسمى ”رشوت‪/‬رشوة“ بلغتهم‪.‬‬
‫وعميانس‬ ‫وقد أورد ابن الكلبي وغيره من الرواة العرب اسم الصنم ” ُعميانِس“ وقالوا إنه صنم لخوالن‪ُ ،‬‬
‫ِس‪،‬‬
‫اسم مركب من إلهين قديمين هما اإلله ”عم“ واإلله ”أنس“‪ ،‬وقد ضبط تشكيلها صاحب القاموس ُع ْميان ُ‬
‫أما في األصنام= فضبطها المحقق ُع ْم َيانُس‪.‬‬
‫يقسمون له من أنعامهم وحروثهم= قسماً بينه وبين اهلل عز وجل بزعمهم‪ .‬فما‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬كانت خوالن ِ‬
‫دخل في حق اهلل من حق ُع ْم َيانُس ردوه عليه‪ ،‬وما دخل في حق الصنم من حق اهلل الذي س ّموه له تركوه له‪.‬‬
‫َصي ًبا َف َقالُوا َه َذا هَّلِلِ‬ ‫ِن ْال َح ْر ِث َواأْل َ ْن َع ِ=‬
‫ام ن ِ‬ ‫ِما َذ َرأَ م َ‬
‫وفيهم= نزل قوله تعالى (األنعام= ‪َ { )136 :‬و َج َعلُوا= هَّلِلِ م َّ‬
‫ِه ْم َسا َء َما‬ ‫ص ُل إِلَى ُش َر َكائ ِ‬ ‫ص ُل إِلَى اهَّللِ َو َما َك َ‬
‫ان هَّلِلِ َف ُه َو َي ِ‬ ‫ِه ْ=م فَاَل َي ِ‬ ‫ان ل ُ‬
‫ِش َر َكائ ِ‬ ‫ِه ْم َو َه َذا ل ُ‬
‫ِش َر َكا ِئنَا َف َما َك َ‬ ‫ِب َز ْعم ِ‬
‫َي ْح ُك ُمونَ}‪.‬‬
‫وفي بعض الروايات العربية يذكر اسمه ”عم أنس“‪ ،‬قال في عيون األثر‪ :‬في شهر شعبان سنة عشر‪ ،‬قدم‬
‫وفد خوالن إلى الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وهم عشرة‪ ،‬فقال لهم رسول اهلل‪ :‬ما فعل عم أنس‪ ،‬وهو صنم‬
‫خوالن الذي كانوا يعبدونه؟‪ ،‬قالوا‪ :‬أبشر بدّلنا اهلل به ما جئت به‪ ،‬وقد= بقيت منا بقايا‪ ،‬من شيخ كبير وعجوز‬
‫كبيرة‪ ،‬متمسكون به‪ ،‬ولو قدمنا عليه لهدمناه‪ ،‬إن شاء اهلل‪ ،‬فقد كنّا منه في غرور وفتنة‪.‬‬
‫فقال لهم رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬وما أعظم ما رأيتم من فتنته؟‬
‫قالوا‪ :‬لقد رأيتنا أَسنتنا حتى أكلنا ِّ‬
‫الرمة‪ ،‬فجمعنا ما قدرنا عليه‪ ،‬وابتعنا= به مائة ثور‪ ،‬ونحرناها= ”لعم أنس“‬
‫قربانا في غداة واحدة‪ ،‬وتركناها تردها السباع‪ ،‬ونحن أحوج إليها من السباع‪ ،‬فجاءنا الغيث من ساعتنا‪،‬‬
‫ولقد رأينا العشب يواري الرجال‪ ،‬ويقول قائلنا‪ :‬أَنعم علينا ”عم أنس“‪ .‬وذكروا= لرسول اهلل صلى اهلل عليه و‬

‫‪ 11‬وعنــد= عــرب الشــمال أيضــا اشــتهرت كــاهنات منــهن ”ســوداء بنــت زهــرة بــن كــالب“ التــي= رآهــا أبوهــا زرقـاء شـيماء فـأمر بوأدهـا‪،‬‬
‫لكـن هـاتفاً نـادى بوئـدها ‪:‬ال تئـدن= الصــبية‪ ،‬وخلــها فــي البريــة‪ .‬فعــاد= ألبيــها وأخبــره= فقــال‪ :‬إن لــها= شـأناً وتركـها‪ ،‬فكـانت كاهنـة قـريش‪ ،‬وهـي‬
‫التـي= قـالت لبنـي= زهـرة يومـاً‪ :‬إن فـيكم نـذيرة‪ ،‬أو تلـد= نـذيراً‪ ،‬وخبرت أن آمنة بنت وهب هي تلك المرأة‪( ..‬الروض اآلنف ‪)2/305‬‬
‫سلم ما كانوا يقسمون لصنمهم هذا من أنعامهم وحروثهم‪ ،‬وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له وجزءاً هلل‬
‫بزعمهم‪ ،‬قالوا‪ :‬كنا نزرع الزرع فنجعل له وسطه‪ ،‬فنس ّميه له‪ ،‬ونس ّمي= زرعا آخر حجرة هلل‪ ،‬فإذا مالت‬
‫الريح فالذي سميناه هلل جعلناه ل”عم أنس“‪ ،‬وإذا مالت الريح فالذي جعلناه ل”عم أنس“ لم نجعله هلل‪.‬‬
‫ِما َذ َرأَ م َ‬
‫ِن ْال َح ْر ِث‬ ‫فذكر لهم رسول اهلل صلى اهلل عليه سلم أن اهلل أنزل عليه في ذلك‪َ { :‬و َج َعلُوا هَّلِلِ م َّ‬
‫أْل َ‬
‫َصي ًبا} (األنعام‪ )136 :‬قالوا‪ :‬وكنا نتحاكم= إليه فيتكلم‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم‪” :‬تلك‬ ‫َوا ْن َع ِ‬
‫ام ن ِ‬
‫الشياطين تكلّمهم“‪ ،‬وسألوه عن فرائض الدين‪ ،‬فأخبرهم وأمرهم بالوفاء بالعهد‪ ،‬وأداء األمانة‪ ،‬وحسن‬
‫الجوار لمن جاوروا‪ ،‬وأن ال يظلموا أحداً‪ ،‬قال‪[ :‬فإن الظلم ظلمات يوم القيامة] ثم ودّعوه بعد أيام وأجازهم=‬
‫فرجعوا= إلى قومهم‪ =،‬فلم يحلوا عقدة حتى هدموا ”عم أنس“‪.‬‬
‫قال الشيخ أحمد البدوي= الشنقيطي في كتابه عمود النسب‪:‬‬
‫مطروا‪ ،‬وأعظم‬ ‫توسلوا إليه بالذبائح أن ُي َ‬ ‫ُ‬
‫الغيث عنهم احتبس ّ‬ ‫أضلّهم َ‬
‫صن ُمه ُم ” َع ُّم أنس“‪ ،‬كانوا إذا ما‬
‫تعي النصيب‪ ،‬أُعطي للصنم حظ اهلل وما له لم يُ َ‬
‫عط لإلله‪.‬‬ ‫القبائح أن جعلوا له وهلل نصيباً من مالهم‪ .‬وإن َّ‬
‫(األصنام= ‪ ،43‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪،211-187-2/186 =،333 - 299 – 6/202‬‬
‫ِس‪ ،‬زاد المعاد في هدي خير العباد ‪-3/622‬‬
‫معجم البلدان ‪ ،158 -4/149‬القاموس المحيط شرح ُع ْميان ُ‬
‫‪ ،663‬معجم قبائل العرب ‪ ،1/366‬تاج العروس= شرح عمى‪ ،‬وفي معجمنا ” همي”) ‪.‬‬

‫عمر‬
‫إله عربي قديم‪ ،‬به تسمت العرب ب”عبد عمر‪ ،‬وعمر“‪.‬‬
‫استمروا= بهذه التسمية حتى ظهور اإلسالم‪ ،‬فقد غيّر الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم أسماء بعض من‬
‫ّ‬ ‫وقد‬
‫تس ّمى ب”عبد عمر“ إلى ”عبد الرحمن“‪.‬‬
‫وذكر ابن األثير وابن حزم كثيراً ممن تسموا ب”عبد عمرو“ منهم ”عبد عمر بن نضلة ُ‬
‫الخزاعي‪ ،‬وعبد‬
‫عمرو بن بشر بن عمرو‪ ،‬عبد عمرو بن شريح بن األحوص‪ ،‬وعبد عمرو بن صيفي بن النعمان‪ ،‬عبد‬
‫عمرو بن عبيد بن مقاعس‪.‬‬
‫ويظهر= من تلك األسماء إضافة ”الواو“ إلى نهاية اسم عمر‪ ،‬والواو هنا تضام تصغيراً لقداسة اسم عمر‪،‬‬
‫فيُكتب ”عمرو“ وليس ”عمر“‪.‬‬
‫(راجع معجم المناهي ‪ ،377‬راجع جمهرة أنساب العرب‪ ،‬أسد الغابة ‪)3/502‬‬

‫عميانس‬
‫راجع حديثنا عن اإلله عم‪.‬‬
‫عوذ‬
‫إله عربي قديم‪ ،‬ورد اسمه في النصوص الصفوية ”جد عوذ“ وهو اسم قبيلة‪ ،‬وأيضاً يرد قبيل ظهور=‬
‫عيذ اهلل“‪ ،‬بكسر= الياء وياء مشددة‪.‬‬
‫اإلسالم اسم قبيلة“ ِّ‬
‫و”عوذ“ قبيلة وردت في كثير من الكتابات الصفوية‪ ،‬ويرى بعض الباحثين أن قبيلة ”آل عوذ“ و”عويذ“‬
‫تس ّمت باسم إلهها الحامي وهو أمر كان معروفاً= عند القدماء‪ ،‬كما يقول المستشرق الفرنسي رينه ديسو‪.‬‬
‫ويشير االسم إلى أن ”عوذ“ كان إلهاً للحماية وملجأ لطالب العون‪ .‬وإلى اليوم نقول ”العوذ باهلل‪ ،‬أو العياذ‬
‫ملجإي“‪.‬‬
‫باهلل“ أي ”اهلل يحميني“‪ ،‬أو ”اهلل ِ‬
‫الرقية ُي ْرقى بها‬ ‫وعياذاً و َمعاذاً‪ :‬الذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم‪ .‬وال ُعوذ ُة وال َم َعا َذ ُة والتَّ ْع ِو ُ‬
‫يذ‪ُّ :‬‬ ‫وعاذ به َي ُع ُ‬
‫وذ َع ْوذاً ِ‬
‫واإلبل والخيل وأيضاً النساء‬ ‫اإلنسان من فزع أَو جنون َ‬
‫ألنه يُعاذ بها‪ .‬وال ُع ُ‬
‫وذ‪ :‬الحديثات النتاج من الظباء ِ‬ ‫ِ‬
‫والصبيان‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،3/148-6/323‬لسان العرب ” عوذ”‪ ،‬راجع ” جد عوذ”)‬

‫عوس‪/‬عيسى‬
‫كان إلهاً في مجمع ”اآللهة اللحيانية“‪ ،‬وعوس من األسماء التي تسمى به بها قوم ثمود‪.‬‬
‫واشتقاق اسم ”عيسى“ وهو اسم المسيح عليه السالم برأي أهل اللغة من شيئين‪ :‬أحدهما ال َع َيس واآلخر‬
‫عيصو أيضاً هو ابن إبراهيم عليه السالم أبو الديانات التوحيدية‪.‬‬
‫السياسة‪ .‬وعيسو أو ُ‬
‫ال َع ْوس‪ ،‬وهو ِّ‬
‫وس بالضم‪ ،‬الكباش ال ِبيض‪،‬‬ ‫ويظهر من معاني االسم المختلفة أنه كان إلهاً خاصاً بالقبائل الرعوية‪ ،‬فال ُع ُ‪:‬‬
‫س‪ ،‬بالفتح‪ :‬ماء ال َف ْحل‪،‬‬
‫اإلبل‪ ،‬وال َع ْي ُ‬
‫وضرب من الغنم‪ ،‬وال ِع ْيس‪ ،‬بالكسر‪ :‬اإلبل البيض ويقال‪ :‬هي كرائم ِ‬
‫ِيسها َع ْيساً‪َ :‬‬
‫ض َربها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الفحل الناق َة َيع ُ‬ ‫ضراب الفحل‪ .‬عاس‬
‫وقيل‪ :‬ال َع ْيس ِ‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،133‬لسان العرب ” عوس عيس”‪ ،‬راجع ” عس” في معجمنا)‬

‫العوص‪/‬العيص‪/‬عيصو‬
‫من آلهة العرب القدماء‪ ،‬وبه تس ّمت ب”عبد العوص أو العيص“‪.‬‬
‫وبنو عبد العوص أو العيص هم فرع= من بني قيس بن مسعود‪ ،‬وهم فرع= من قبيلة ألمع في عسير تهامة‬
‫والنسبة إليهم ألمعي‪.‬‬
‫السدر والسلم والطلح‬ ‫ّ‬
‫الملتففي أصول بعض‪ ،‬مثل ِّ‬ ‫والعِيص في لغة العرب‪ :‬األصل‪ ،‬وهو الشجر الكثير‬
‫والس ُمر“‪ .‬والعوص‪ :‬الشديد والصعب ِّ‬
‫والشدة‪.‬‬
‫وإلى اليوم يُقال في عامية الشام عن األمر الصعب والشائك إنه أمر ”عويص“‪ ،‬أي أمر صعب حله‬
‫ّ‬
‫الملتففي أصول بعض‪.‬‬ ‫ومتشابك كالشجر‬
‫(لسان العرب ” عيص َع ِوص” القاموس المحيط ” العِيص عوص”‪ ،‬معجم قبائل المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬حمد الجاسر‪ ،‬راجع ” عوس” في معجمنا)‬

‫َع ْوض‬
‫اسم صنم لبكر بن وائل‪ ،‬وبه فسر= ابن الكلبي قول األعشى‪:‬‬

‫بمائرات َح ْو َل َع ْو ٍ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حلفت‬

‫ِير‬ ‫نصاب تُ ِر ْك َن لَدَى ُّ‬‫وأَ‬


‫السع ِ‬
‫‪12‬‬
‫ٍ‬

‫و”جد عوض“ إله من آلهة الصفويين‪.‬‬


‫األبد وهو للمستقبل من الزمان‪ ،‬يقول أهل اللغة‪َ :‬ع ْو ُ‬
‫ضهو الدهر‪ ،‬ومعناه‬ ‫ضمعناه َ‬ ‫وفي لغة العرب‪َ :‬ع ْو ُ‬
‫مضى جزء منه خلفه جزء آخر‬ ‫ص ُّر ُ=م أَجزائهما‪ ،‬وكلَّما َ‬
‫أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما= و َت َ‬
‫يكون ع َوضاً منه‪.‬‬
‫وفي عامية أهل الشام يقولون في عزائهم بالمصائب ”العوض باهلل أو العوض بالسالمة“‪.‬‬
‫(تكملة األصنام عن تاج العروس ‪ ،110‬لسان العرب ” عوض”‪ ،‬راجع ” جد عوض” و ” سعير”” في‬
‫معجمنا)‬

‫ال َع ْو ُ‬
‫ف‬
‫صنم‪.‬‬
‫وقد سمت العرب ”عبد عوف“ ومنهم عبد عوف بن أصرم الهاللي الذي غيّر اسمه صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫إلى ”عبد اهلل“‪.‬‬

‫‪ُّ 12‬‬
‫والسعــير= اســم= صــنم كــان لعــنزة خاصــة‪ ،‬كمــا فــي الصــحاح‪ .‬قـال الصـاغاني‪ :‬لـيس= البـيت لألعشـى= وإنمـا هـو لرشـيد= بـن رمـيض العـنزي‪.‬‬
‫عـن تـاج العـروس‪ ،‬ولسـان العرب شرح سعر‪.‬‬
‫قال ابن دريد‪ :‬ال َع ْوف‪ ،‬ذ َكر اإلنسان‪ ،‬تقول العرب للرجل صبيحة ُعرسه‪َ :‬ن ِع َم َعوفك! وذلك إذا دعا له أَن‬
‫يصيب الباءة التي تُ ْرضي‪ ،‬ويُ ْن َشد‪:‬‬
‫ذات َه ٍن كالنَّ ْو ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ية ُ‬‫جار ٌ‬
‫ِ‬

‫ف‬ ‫ُملَ ْملَ ٍم َت ْس ُ‬


‫تره ِب َح ْو ِ‬

‫يا لَ ْي َتني أَ ِشي ُم فيها َع ْوفي‬

‫أَي أُّول ُ‬
‫ِج فيها ذكري‪.‬‬
‫وسمي الرجل َع ْو َفاً‪.‬‬
‫والعوف= في لغة العرب‪ :‬األسد‪ُ ،‬‬
‫(العباب الزاخر‪ ،‬لسان العرب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد ” عوف”‪ ،‬القاموس المحيط ” العوف”‬
‫االشتقاق ابن دريد ‪ ،1/59‬تكملة األصنام عن تاج العروس= ‪ ،110‬معجم المناهي ص ‪)378‬‬

‫َعون‬
‫اسم صنم كان في اليمن‪ ،‬والحلف ”بال َعون“ كان منتشراً في ديار غامد‪ ،‬وزهران‪ ،‬وعسير‪.‬‬
‫ومن الفقهاء من فسر القول ”بال َعون“ من القسم بهذا الصنم‪ ،‬كقول الجاهلية األولى‪( :‬بالالت وال ُع َّزى)‪.‬‬
‫وعون‪ :‬اسم اشتقاقه من استغث به‪ ،‬فهو لي َعون‪ .‬وهو األسماء الشائعة حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫قال ابن دريد‪َ :‬‬
‫”عبد آل عون“‪ :‬من قبائل العرب في أيامنا‪ ،‬منهم فرع من العواتي من زريق بالعراق‪ ،‬ومنهم فرق‬
‫اللهيبات الساكنة في الجعارة بالعراق ومنهم فرع من البو هرموش ”الهرامشة“ من المشاهدة بالعراق‪.‬‬
‫(راجع معجم المناهي اللفظية ومعه فوائد في األلفاظ للشيخ بكر أبو زيد ‪ ،181‬الجمهرة ‪،3/144‬‬
‫القاموس المحيط ” عون“ معجم قبائل العرب ‪)5/20‬‬

‫عير‬
‫صنم كان ل” َعبد عمرو“ الذي سماه الرسول ب”بكر“‪ ،‬وهو بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن‬
‫عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الالت الكلبي‪.‬‬
‫وعير من األصنام التي ارتبط بأساطير= الهواتف= التي بشرت بمجيء الرسول محمد‪ ،‬قال عبد عمرو بن‬
‫جبلة‪ :‬كان لنا صنم يقال له‪ :‬عير‪ ،‬وكنا نعظمه‪ ،‬قال‪ :‬فعبرنا= عنده‪ ،‬فسمعت صوتاً= يقول‪ :‬يا بكر بن جبلة‬
‫تعرفون محمداً‪ ،‬فذكر القصة وفيها= قصة إسالمه‪.‬‬
‫والَع ْير السيّد وال َملِك‪.‬‬
‫(اإلصابة في تمييز الصحابة ‪ ،1/168‬لسان العرب ” عير وتد“)‬
‫حرف الغين‬

‫ال َغ ْبغَب‬
‫صنم كان يُذبح عليه في الجاهلية‪ ،‬قيل‪ :‬هو حجر يُنصب بين يدي الصنم‪ ،‬كان لمناف مستقبل ركن الحجر‬
‫األسود وكانا اثنين‪ ،‬وقال قوم من أهل اللغة‪ :‬هو العبعب بالمهملة‪ .‬وقيل‪ُّ :‬‬
‫كل َم ْذ َب ٍح بم ًنى َغ ْبغ ٌ‬
‫َب‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫ُ‬
‫الالتبالطائف‪.‬‬ ‫الموضع الذي كان فيه‬

‫قال الشاعر‪ :‬والراقِصات إِلى ِم ًنى فال َغ ْبغ ِ‬


‫َب‬
‫(القاموس المحيط ” الغب”‪ ،‬تكملة األصنام” عن تاج العروس ‪ ،110‬لسان العرب ” غبب”‪ ،‬وانظر‬
‫العبعب) ‪.‬‬

‫غد‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬يعني االسم ”حظاً سعيداً“‪ .‬و”غد“ إلهة تدمرية وهي معروفة لدى الصفويين‪ .‬ونجدها في‬
‫اسم العلم ”غديفة“ في اللغة الثمودية‪ ،‬كما يقول براندن‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)117‬‬

‫َر ُّي‬
‫الغ ِ‬
‫ُم َي من النُّ ُسك‪ .‬أَنشد ثعلب‬ ‫ُ‬
‫النسك‪ ،‬أو هو النُّ ُ‬
‫ص ُبالذي د ِّ‬ ‫ص ٌب‪ ،‬وقيل‪ :‬كان يُ ْذ َب ُح عليه‬
‫َم أو نُ ُ‬ ‫ص َن ٌم َ ُ‬
‫كان يطلى بد ٍ‬ ‫َ‬
‫اح‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫للط ِر َّم ِ‬
‫َت َر ْأ َسه‬
‫َر ٍّي أَ ْج َسد ْ‬
‫كغ ِ‬
‫ياس‬ ‫ُف ُر ٌع‪َ ،‬‬
‫بين ِر ٍ‬
‫وحام‬

‫ُ‬
‫ياسالفحول تُ َش ُّق أنو ُفها= عند الغ ِ‬
‫َر ِّي فيكون لبنها للرجال دون النساء‪.‬‬ ‫والر ُ‬
‫ِّ‬ ‫قال‪:‬‬
‫الغري‪ :‬الحامي الذي َحمى ظهره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قيل‬
‫(لسان العرب ” غرا“‪ ” ،‬ريس“)‬
‫غزاال الكعبة‬
‫كانا معبودين عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬وكان لهما شأن رفيع في قريش كما يذكر أهل األخبار‪.‬‬
‫وفي األساطير التي تدور= حول غزالي الكعبة‪ ،‬يقول الطبري وابن األثير في تاريخه‪ :‬كانت خزاعة قد‬
‫تفرق أوالد عمرو بن عامر من اليمن‪ ،‬فأرسل= اهلل على جرهم الرعاف أفناهم‪ ،‬فاجتمعت‬
‫أقامت بتهامة‪ ،‬بعد ّ‬
‫أحسعامر بن‬
‫ّ‬ ‫خزاعة على إجالء من بقي منهم‪ ،‬ورئيس خزاعة عمرو بن ربيعة بن حارثة فاقتتلوا‪ ،‬فلما‬
‫الحارث الجرهمي بالهزيمة خرج بغزالي الكعبة والحجر األسود يلتمس التوبة وهو يقول‪:‬‬
‫ال ه ّم إن جرهماً عبادك‬

‫الناس طرف= وهم تالدك‬

‫بهم قديماً عمرت بالدك‬

‫فلم تقبل توبته‪ ،‬فدفن غزالي الكعبة ببئر زمزم‪ ،‬وطمها وخرج بمن بقي من جرهم إلى أرض جهينة‪،‬‬
‫فجاءهم سيل فذهب بهم أجمعين‪.‬‬
‫ويذكر= ابن كثير في تاريخه‪ :‬أنه بعد أن أوحى اهلل إلى عبد المطلب بحفر زمزم بدأ بالحفر بين الوثنين‬
‫إساف ونائلة اللذين كانت قريش تنحر عندهما‪ ،‬وجد غزالين من ذهب كانت جرهم دفنتهما في ما ُذكر حين‬
‫أُخرجت من مكة‪ ،‬وأسياف= قلعية وأدراع= فجعل األسياف باباً للكعبة وضرب في الباب الغزالين صفائح من‬
‫ذهب‪ ،‬فكان أول ذهب حليته للكعبة‪.‬‬
‫وفي حديث غزال الكعبة يشرح ابن حبيب في ”من ّمقه“ كيف سرقه أبو لهب واشترى= هو وجماعته بثمنه‬
‫خمراً‪ ،‬يقول‪ :‬كان بيت مقيس بن عبد قيس بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم مألفاً لشباب قريش ينفقون‬
‫عنده ويشربون‪ ،‬منهم أبو لهب وقد= نفد شرابهم‪ ،‬فقال أبو لهب‪ :‬ويلكم أما عندكم نفقة؟ قالوا ال واهلل! قال‪:‬‬
‫فعليكم بغزال الكعبة! فإنما هو غزال أبي ‪ ،‬فقاموا فانطلقوا وهم يهابون وقد أصابتهم ليلة باردة ذات ظلمة‬
‫ومطر حتى انتهوا إلى الكعبة وليس حولها أحد‪ ،‬فحمل أبو مسافح وأبو لهب الحارث بن عامر على‬
‫ظهريهما حتى ألقياه على الكعبة‪ ،‬فضرب الغزال فوقع‪ ،‬فتناوله أبو لهب ثم أقبلوا به‪ ،‬فقال أبو لهب‪ :‬قد‬
‫علمتم أن الغزال غزال أبي (عبد المطلب) ولي ربعه ‪ ،‬فأخذ العنق والرأس والقرنين ودفع القرطين لقينتين‬
‫هما أسماء وعثمة‪ ،‬وانطلق فلم يقربهم‪ ،‬وذهب القوم فاشتروا كل خمر كانت باألبطح‪ .‬ثم جدّت قريش في‬
‫طلب الغزال وكان أشدهم فيه كالماً عبد اهلل بن جدعان سيد قريش ونديم= جد الرسول عبد المطلب ‪،13‬‬
‫وأثارت سرقة الغزال غضب الزبير وأبو طالب فقاال‪ .. :‬أي ّم اهلل لئن ثقفناه لنقطعن يده! وبعد= أن يكشف=‬
‫‪ 13‬الكامل في التاريخ كان عبد اهلل بن جدعان نديماً لعبد المطلب جد الرسول‪ ،‬وهو أبو زهير عبد اهلل بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم سيد‬
‫قريش في الجاهليــة‪ ،‬وتنســب إليــه= الــدار= المشــهورة= يومئــذ= بمكــة التــي شــهدت حلــف= الفضــول‪ .‬وقــد= مــدح أميــة= بــن أبــي= الصـلت‪/‬السلت‬
‫كـرم ابـن جـدعان كثـيراً= فـي أشـعاره ولقبـه بــاألبيض لجــوده وكرمــه= ورثــاه عنــد موتــه‪ ،‬واشــتهر ابــن جــدعان بحبـه للخمـر ولـه حادثـة‬
‫شـهيرة أنـه سـكر ليلـة مـن الخمـر فجعـل ليتنـاول= القمـر‪ =،‬فـأخبر= بـذلك فتـرك الشراب وقال‪:‬‬
‫شربت الخمر= حتى قال صحبي‬
‫ألست عن الشراب بمستفيق‬
‫وحتى ما أوسد في منام‬
‫أبيت به سوى الترب السحيق‬
‫العباس بن عبد المطلب وكان شاباً سر اختفاء الغزال يخبر أبا طالب فيغدو هو والزبير= وابن جدعان‬
‫ومخرمة بن نوفل والعوام= بن خويلد ومعهم أحالف الحلف األول‪ ،‬ولم تكن عبد شمس وال نوفل دخلوا في‬
‫ذلك الحلف‪ ...‬إلى بني سهم وقالوا‪ :‬يا بني سهم ! تعلمون أن غزال ربكم سرقه ندماء مقيس وهم في بيته ‪،‬‬
‫فادخلوا معنا نفتشه! فقاموا معهم فلما دخلوا وجدوا مقيساً غائباً‪ ،‬ووجدوا= جثة الغزال وهو غمده الذي يكون‬
‫فيه‪ ،‬فأخبرت= القينتان القوم بما كان من أمر الغزال وبدأ العقاب ّ‬
‫يحل بالمتورطين‪.‬‬
‫(تاريخ الطبري= ‪ ،305‬الكامل في التاريخ البن األثير ص ‪ ،200‬البداية والنهاية ابن كثير ‪،316 -289‬‬
‫المنمق البن حبيب ص ‪ ،54‬مروج الذهب للمسعودي= ‪)2/278‬‬

‫غضرن‪/‬ذت غضرن‬
‫غضرن وذات غضرن أو ذات غضران‪ ،‬من اآللهة التي ورد= ذكرها في نصوص المسند‪ ،‬وغضرن كناية‬
‫وغ ْ‬
‫ضران من األسماء التي تس ّمت بها العرب‪.‬‬ ‫عن الشمس‪ .‬وكان ُغ َ‬
‫ض ْي ٌر َ‬
‫تدل على الخصب والخير فهي األرض الطيبة ال َع ْذبة الماء‪ ،‬تقول العرب رجل مغضور‪ :‬أي‬ ‫وغضر كلمة ّ‬
‫ار َخ َز ٌ َ‬
‫ف أخضر يُ َعلَّق على ِ‬
‫اإلنسان َيقي ال َعين‪.‬‬ ‫َض ُ‬
‫ُمبارك ويعيش في خير ونعمة وخصب‪ .‬ومنها الغ َ‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/300 =،6/333‬لسان العرب ” غضر”‪ ،‬القاموس المحيط ”‬
‫الغضارة”)‬

‫َغاَل ب‬
‫صنم على هيئة امرأة رائعة الجمال‪.14‬‬
‫وأسطورة َغالب من األساطير= التي ورد فيها ذكر الهواتف التي نطقت بها األصنام= تبشر بمجيء الرسول‬
‫محمد صلّى اهلل عليه وسلّم يوردها= النويري في نهاية األرب‪ُ :‬روي= عن مالك بن نفيع أنه قال‪:‬‬
‫نجيبة وطلبته‪ ،‬حتى ظفرت به‪ ،‬فأخذته وانكفأت راجعًا إلى أهلي‪ ،‬فأسريت= ليلة حتى‬
‫ند بعير لي‪ ،‬فركبت َ‬ ‫َّ‬
‫الوسن سمعت‬‫كدت أص ِبح‪ ،‬فأنخت النجيبة والجمل وع َقلتُهما‪ ،‬وأضجعت في ذرى كثيب رمل‪ ،‬فلما كحلني َ‬
‫لس َّرك ما هنالك“‪ ،‬قال‪ :‬فثرت وأثرت‬ ‫هاتفاً يقول‪” :‬يا مالك‪ ،‬يا مالك‪ ،‬لو فحصت عن َم َبرك العود ِ‬
‫البارك‪َ ،‬‬
‫البعير عن َم ْب َركه‪ ،‬واحتفرت‪ ،‬وإذا صنم بصورة امرأة‪ ،‬من صفاة صفراء كالورس‪ ،‬مجلوة كالمرآة‪،‬‬
‫فاستخرجتها ومسحتها= بثوبي= ونصبتها‪ ،‬فاستوت قائمة‪ ،‬فما تمالكت أن خررت ساجداً لها‪ ،‬ثم قمت فنحرت‬
‫البعير لها ورششتها بدمه‪ ،‬وسميتها َغاَل ب‪ ،‬ثم حملتها على النجيبة وأتيت بها أهلي‪ ،‬فحسدني= كثير من‬
‫قومي عليها‪ ،‬وسألوني نصبها لهم ليعبدوها معي‪ ،‬فأبيت عليهم‪ ،‬فانفردت بعبادتها‪ ،‬وجعلت لها نفسي كل‬

‫‪ 14‬يــورد النويــري قصــة أخــرى عــن صــنم اسـمه َف َّراض‪ ،‬ويسـرد أسـطورة تشـابه أسـطورة َغاَل ب‪ ،‬سـنوردها أيضـا عنـدما‬
‫نتحـدث عـن الصـنم َف َّراض‪ ،‬وفـي األسـطورتين معاني طقسية ذات داللة بالغة األهمية في تسليط الضوء على طقوس صيد الثيران‬
‫والغزالن والظباء المقدسة‪ ،‬وكيف كان العرب القدماء يقدمون صيدهم قربانا لأللهة‪.‬‬
‫يوم عتيرة‪ ،‬وكانت لي ثلة من الضأن فأتيت على آخرها‪ ،‬وأصبحت يوماً وليس لي ما أعتره‪ ،‬وكرهت‬
‫تأس على‬
‫مال‪ ،‬ال َ‬
‫مال يا ِ‬
‫اإلخالف بنذري‪ ،‬فأتيتها فشكوت إليها ذلك‪ ،‬فإذا هاتف من جوفها‪ =،‬يقول‪” :‬يا ِ‬
‫ص ْد به َن َعم‪.‬‬
‫األسحم ‪ ،‬الوالغ في الدم‪ ،‬ثم ِ‬
‫َ‬ ‫طوي األرقم‪ ،‬فخذ الكلب‬
‫ّ=‬ ‫المال‪ ،‬سر إلى‬
‫طوي األرقم‪ ،‬فإذا كلب أسحم هائل المنظر‪ ،‬قد وثب على َقرهب ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫قال مالك‪ :‬فخرجت من فوري إلى‬
‫يعني ثوراً وحشياً ‪ -‬فصرعه وأنا أنظر إليه‪ ،‬ثم بقر بطنه‪ ،‬وجعل يلغ في دمه‪ ،‬قال‪ :‬فتهيبته‪ ،‬ثم أقدمت عليه‬
‫إلي‪ ،‬فشددت= في عنقه حب ً‬
‫ال‪ ،‬ثم جذبته فتبعني‪ ،‬فأتيت راحلتي فأثرتها‪،‬‬ ‫وهو مقبل على عقيرته‪ ،‬لم يلتفت ّ‬
‫وقدتها= إلى القرهب‪ ،‬فأنختها وجررته وحملته عليها‪.‬‬
‫ثم قدتها= قاصداً= إلى الحي‪ ،‬والكلب يلوذ بي فعنت لي ظبية‪ ،‬فجعل الكلب يثب ويجاذبني= المرس‪ ،‬فتردّدت=‬
‫فمر كالسهم حتى اختطفها فأتيته فجذبته إياها فأرسلها في يدي‪ ،‬فاستفزني السرور‪،‬‬ ‫في إرساله ثم أرسلته‪ّ ،‬‬
‫ووزعت لحم القرهب‪ ،‬و ِب ُّت بخير ليلة‪ ،‬ثم باركت به الصيد‪ ،‬فلم يفته‬
‫ُ‬ ‫وأتيت أهلي فعترت الظبية ل َغاَل ب‪،‬‬
‫حمار‪ ،‬وال ماطله ثور‪ ،‬وال اعتصم منه وعل‪ ،‬وال أعجزه ظبي‪ ،‬فتضاعف سروري به‪ ،‬وبالغت في‬
‫إكرامه‪ ،‬وسميته ُس َحاماً‪ ،‬فلبث بذلك ما شاء اهلل‪ ،‬فإني لذات يوم أصيد به‪ ،‬فبصرت بنعامة على أُدحيها‬
‫(موضع تبيض به النعامة)‪ ،‬وهي قريبة مني‪ ،‬فأرسلته عليها‪ ،‬فأجفلت أمامه‪ ،‬واتبعتها= على فرس جواد‪ ،‬فلما‬
‫فكر راجعاً نحوي فصحت به فما َك َّذب‪ ،‬وأمسكت‬ ‫كاد الكلب يثب عليها‪ ،‬انقضت عليه عقاب من الجو ّ‬
‫الفرس فجاء ُس َحام حتى دخل بين قوائمها‪ ،‬ونزلت العقاب أمامي على صخرة‪ ،‬وقالت‪ُ :‬س َحام‪ ،‬قال الكلب‪:‬‬
‫لبيك‪ ،‬قالت‪ :‬هلكت األصنام‪ ،‬وظهر اإلسالم‪ ،‬فاسلم تنج بسالم‪ ،‬وإال فلست بدار مقام‪ .‬ثم طارت العقاب‪،‬‬
‫وتبصرت سحاماً فلم أره‪ ،‬وكان آخر عهدي به‪.‬‬
‫(نهاية األرب في فنون األدب للنويري ‪ 18/97‬وما يليها‪ ،،‬حياة الحيوان الكبرى للدميري وقال إنها‬
‫غريبة وردت في كتاب البشر بخير البشر‪ ،‬عن مالك بن نفيع‪ ،‬راجع ” األسحم”)‬

‫ُغ ّم‬
‫إله قمري= ثمودي‪ ،‬تذكره النصوص في ثالثة أدعية يطلب منه فيها العون‪ ،‬ويعني االسم ”محتجب“ بالنسبة‬
‫للهالل‪.‬‬
‫تره الغَي ُم وغيره فلم يُ َر‪ٌ .‬‬
‫وليلة َغ َّماء‪ :‬آخر ليلة من الشهر‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫الهالل على الناس َغمًاّ‪َ :‬س َ‬ ‫ُ‬
‫وغ َّم ِ‬
‫ِس ِهاللُها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ليلة ُ ُغ َّمى طام ٌ‬

‫أَ ْو َغلتُها و ُم ْك َر ٌة‬


‫إيغالُها‬

‫ص ْمنا لل ُغ َّمى‪.‬‬
‫وكان العرب قبل اإلسالم يصومون للقمر المحتجب في هذه الليلة على غير رؤية‪ ،‬ويقولون‪ُ :‬‬
‫بالضم بالفتح‪ ،‬أو لل ُغ ِّم َّية‪ .‬واستمر= ذلك في اإلسالم لكن الرسول= محمد طالبهم برؤية الهالل‪ .‬قال‪ :‬صوموا=‬
‫لرؤيته وافطروا= لرؤيته فإن ُغ َّم عليكم فأَكملوا= العدة‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،135‬لسان العرب ” غمم“)‬
‫غمد‬
‫إله ثمودي‪ ،‬طلب إليه الثموديون العون في دعاءين‪ ،‬ويعني= الغمد في العربية ”بيت السيف“‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يعتبر هذا اإلله مظهراً قمرياً في أول مراحله‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)135‬‬

‫َغ ْنم‬
‫اسم صنم‪.‬‬
‫ومن شعر قاله عمر بن نفيل يظهر أن غنم كان رباً من أرباب العرب‪ ،‬يقول زيد بن عمرو بن نفيل وكان قد‬
‫تأله في الجاهلية وترك= عبادتها وعبادة غيرها من األصنام (قبل مبعث الرسول)‪:‬‬
‫عزلت الالت وال ُع ّزى جميعاً‬
‫ُ‬

‫كذلك يفعل الجلد الصبور=‬

‫فال ّ‬
‫عزى أدين وال ابنتيها‬

‫وال صنمي بني عمرو‬


‫أزور=‬

‫وال َغ ْنماً أدين وكان رباً لنا‬

‫في الدهر إذ حلمي يسير‬

‫حرم الرسول‬
‫وقد تس ّمت العرب ب”عبد غنم“ ومنهم= عبد غنم بن ذهل بن شيبان‪ ،‬وهو من األسماء التي ّ‬
‫تسميتها‪.‬‬
‫ِينة في أَهل ال َغنَم؛ قيل‪ :‬أراد بهم أَهل اليمن‪ ،‬ألن أَكثرهم= أَهل غنم بخالف ُمضر َ‬
‫وربيعة‬ ‫السك ُ‬‫وفي الحديث‪َّ :‬‬
‫ألنهم أَصحاب إبل‪.‬‬
‫َ‬

‫(تاج العروس غ ن م‪ ،‬األصنام ابن الكلبي‪ ،‬ومعجم= البلدان ‪ ،5/5‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،321‬معجم‬
‫المناهي ص ‪)378‬‬
‫غوت‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬ويرد في أسماء العلم اللحيانية والصفوية‪ ،‬بالطاء وليس بالتاء‪ ،‬حيث يعلن إلهاً‪” :‬غوط إيل“‪.‬‬
‫واقترح براندن‪ :‬أن يُقرأ هذا االسم اإللهي من اسم ”يغط“‪.‬‬
‫وتقدم اللغة الثمودية نماذج عدة منه‪ ،‬فلدينا ”غت“ و”يغط“‪ ،‬و”غوت“ و”غوط“‪ .‬كما نجده في أسماء علم‬
‫عدة ”بن غوت“ و”غوط دل“‪ ،‬وفي= دعاء واحد حيث اسم ”غوط“ متبوع= باسم علم لرجل‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)135‬‬
‫حرف الفاء‬

‫فخر‬
‫من آلهة شعب قتبان‪ ،‬ذكر اسمه مع اآللهة ”عم“ و”حوكم“ و”أثرت“ و”نسور“‪ .‬ويظهر= اسم هذا اإلله في‬
‫نصوصهم= ملحقاً باسم اإلله ”إيل“ أي من كلمتين ”أل فخر“‪ ،‬وربما كانت نعتاً من نعوت اآللهة عندهم‪.‬‬
‫و”فخر“ العربية‪ ،‬هي مثل ”بخرو“ في األشورية‪ ،‬ومنها اسم العلم المركب‪” :‬نبخر بلو“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)308-6/299‬‬

‫َف ّراص‬
‫صنم كان في بالد سعد العشيرة وضبطه ياقوت بفتح الفاء وتشديد= الراء‪.‬‬
‫وذكر النويري في نهاية األرب اسم هذا الصنم َف َّراض‪ ،‬بالضاد‪.‬‬
‫(معجم البلدان لياقوت= ‪ ،4/243‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،18/99‬راجع َف َّراض في معجمنا)‬

‫َف َّراض‬
‫صنم لسعد العشيرة‪ ،‬كانوا يعترون له ويلطخون الصنم بدم الذبيحة‪ ،‬ويظهر= من أسطورة سردها النويري=‬
‫كلب اسمه حيّاض كان من أوقاف الصنم يساعد أهل سعد‬ ‫في نهاية األرب نفهم منها أنه كان ل َف ّراض ٌ‬
‫العشيرة في الصيد‪ ،‬وكان يُعتر أمام هذا الصنم من الطرائد التي كان يشارك= حيّاض في صيدها‪.‬‬
‫وارتبطت= أسطورة هذا الصنم بأساطير= الهواتف التي بشرت بقدوم الرسول= محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫قال النويري‪ُ :‬روي عن قتادة عن عبد اهلل بن أبي ذباب عن أبيه‪ ،‬أنه قال‪ :‬كنت مولعاً بالصيد‪ ،‬وكان لنا‬
‫صنم اسمه َف َّراض‪ ،‬كنت كثيراً ما أذبح له‪ ،‬ولم أكن أتخذ جارحاً للصيد إال ُرمى بآفة‪ ،‬قلما أُدِخّل الحي‬
‫صيداً حيَّاً‪ ،‬ألني كنت ال أدركه إال وقد أشفى على الهالك‪ ،‬فلما طال بي ذلك أتيت َف َّراضاً‪ ،‬فعترت له‬
‫ولطخته من دمها‪ ،‬وقلت‪:‬‬ ‫عتيرة‪َّ ،‬‬

‫َف َّراض أشكو نكد الجوارح‬

‫من طائر ذي مخلب ونابح‬

‫وأنت لألمر الشديد الفادح‬

‫فافتح فقد أسهلت المفاتح‬

‫فأجابني مجيب من الصنم؛ فقال‪:‬‬


‫دونك كلباً جارحاً مباركا‬

‫أعد للوحوش سالحاً شابكا‬


‫َّ‬

‫يفر ُح ُزون األرض‬


‫والدَّكا ِد َكا=‬

‫أهر َت الشدقين‪ ،‬شابك األنياب‪ ،‬شئن‬ ‫ً‬


‫عظيما؛ َ‬ ‫قال‪ :‬فانقلبت إلى خبائي‪ ،‬فوجدت به كلباً خالسياً بهيماً‬
‫البراثن‪ ،‬أشعر‪ ،‬مهول المنظر‪ ،‬فصفرت به فأتاني‪ ،‬فالذ بي وبصبص‪ ،‬فس ّميته حياضاً‪ ،‬فاتخذت له مربطاً‬
‫بإزاء فراشي= وأكرمته‪ ،‬ثم خرجت به إلى الصيد‪ ،‬فإذا هو أبصر بالصيد مني‪ ،‬وكان ال يثبت له شيء من‬
‫الوحش‪ ،‬فقلت فيه‪:‬‬
‫حياض إنك مأمول منافع‬

‫وقد= جعلتك موقوفاً= لَِف َّراض‬

‫ال‪ ،‬وأكثرها ضيفاً‪ ،‬إلى‬‫وكنت أعتر ل َف َّراض من صيده ‪ ،‬وأقري= الضيف‪ ،‬فلم أزل به من أوسع العرب َرح ً‬
‫أن ظهر رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فنزل بي ضيف كان زار رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وسمع‬
‫حياضاً كأنه ينصت لحديثه‪ ،‬ثم إني غدوت أقتنص بحياض‪ ،‬فجعل‬ ‫َ‬ ‫منه القرآن‪ ،‬فحدثني= عنه‪ ،‬ورأيت‬
‫عن لي َت ْولَب ‪ -‬يعني جحشاً من حمير الوحش‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫يجاذبني‪ ،‬ويأبى= أن يتبعني= فأجذبه وأمسحه‪ ،‬إلى أن ّ‬
‫أل ‪ -‬يعني فرخ نعامة‬
‫فأرسلته عليه فقصده‪ ،‬حتى إذا قلت قد أخذه َحاد عنه‪ ،‬فساءني= ذلك‪ ،‬ثم أرسلته على َر ٍ‬
‫‪ -‬فصنع مثل ذلك‪ ،‬ثم أرسلته على بقرة‪ ،‬ثم على ِخشف‪ ،‬كل ذلك ال يأتي بخير‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫بحياضيحي ُد كأنما‬
‫ٍ‬ ‫أال ما‬

‫رأى الصي َد ممنوعاً بزرق=‬


‫ِم‬ ‫َّ‬
‫الل َهاذ ِ‬

‫قال‪ :‬فأجابني هاتف ال أراه‪:‬‬


‫َيحي ُد ألمر لو بدا لك عينه‬

‫لكنت صفوحاً عاذ ً‬


‫ال غير الئم‬ ‫َ‬

‫قال‪ :‬فأخذت الكلب وانكفأت راجعاً‪ ،‬فإذا شخص إنسان عظيم الخلق‪ ،‬قد ركب حماراً وحشياً‪ ،‬فتربع على‬
‫ظهره‪ ،‬وهو يساير= شخصاً مثله راكباً على قرهب‪ ،‬وخلفهما عبد أسود يقود كلباً عظيماً بساجور‪ ،‬فأشار=‬
‫أحد الراكبين إلى حياض وأنشد‪:‬‬
‫ويلك يا حياض ل َم تصيد‬

‫وحد عما َحوته ال ِبي ُد‬


‫اخنِس ِ‬

‫اهلل أعلى وله التوحيد‬

‫السديد‬
‫َّ‬ ‫حم ٌد‬
‫ُم َّ‬ ‫وعبده‬

‫سحقاً ل َف َّراض وما يكيد‬


‫قد ّ‬
‫ظل ال يبدي وال يعيد‬

‫فبتأتململ على فراشي‪،‬‬ ‫ً‬


‫مغموما كاسف البال‪ُّ ،‬‬ ‫قال‪ :‬ف ُملئت رعباً‪ّ ،‬‬
‫وذل الكلب فما يرفع رأساً‪ ،‬وأتيت أهلي‬
‫ثم خفت من آخر الليل فإذا نغمة‪ ،‬ففتحت عيني فرأيت الكلب الذي كان األسود= يقوده‪ ،‬وإذا حياض يقول له‪:‬‬
‫أحسب صاحبي= يقظان‪ ،‬قال‪ :‬فتناومت‪ ،‬ثم قصدني= فتأملني ورجع إليه‪ ،‬فقال‪ :‬قد نام‪ ،‬فال عين وال سمع‪،‬‬
‫وسمعتما قاال‪ ،‬قال حياض‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إنهما قد أسلما واتبعا محمداً‪ ،‬وقد ُسلِّطا على‬
‫ُ‬ ‫قال‪ :‬أرأيت العفريتين؟‬
‫علي موثقاً أال أقرب وثني‪،‬‬‫لوثن شيطاناً ‪ .‬وقد عذباني عذاباً شديداً‪ ،‬وأخذا ّ‬
‫ٍ‬ ‫شياطين األوثان‪ ،‬فما يتركان‬
‫وأنا خارج إلى جزائر الهند‪ ،‬فما رأيك لنفسك؟ قال حياض‪ :‬ما أمرنا إال واحد‪ ،‬وذهبا‪ .‬فقمت أنظر فال عين‬
‫وال أثر‪ ،‬فلما أصبحت أخبرت قومي= بما رأيت وسمعت‪ ،‬وقلت لهم‪ :‬تخيّروا من ينطلق معي إلى هذا النبي‬
‫من حلمائكم وخطبائكم؛ فقالوا لي‪ :‬أترغب عن دين آبائك ؟ فقلت لهم‪ :‬إذا كرهتم شيئاً كرهته‪ ،‬فما أنا إال‬
‫واحد منكم‪ ،‬ثم انسللت منهم فكسرت الصنم ‪ ،‬ثم قصدت المدينة‪ ،‬فأتيتها= ورسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫يخطب‪ ،‬فجلست بإزاء منبره فعقب خطبته بأن قال‪” :‬بإزاء منبري رجل من سعد العشيرة‪ ،‬قدم علينا راغباً‬
‫في اإلسالم‪ ،‬لم يرني ولم أره إال ساعتي هذه‪ ،‬ولم أكلّمه ولم يكلّمني قط‪ ،‬وسيخبركم= خبراً عجيباً“‪ ،‬ونزل‬
‫فصلّى‪ ،‬ثم قال‪ :‬أدن يا أخا سعد العشيرة‪ ،‬فدنوت فقال‪ :‬أخبرنا عن حياض و َف َّراض وما رأيت وما سمعت‪،‬‬
‫فسر النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬ودعاني‬‫قال‪ :‬فقمت على قدمي وقصصت= القصة‪ ،‬والمسلمون يسمعون‪ّ ،‬‬
‫علي القرآن فأسلمت‪ ،‬وقلت في ذلك‪:‬‬
‫إلى اإلسالم‪ ،‬وتال ّ‬
‫تبعت رسول اهلل إذ جاء بالهدى‬

‫وخلفت َف َّراضاً بدار هوان‬

‫فتركته‬ ‫شدة‬ ‫عليه‬ ‫شددت‬

‫كأن لم يكن والدهر ذو َحدَثان‬

‫بأمره‬ ‫يقوم‬ ‫كلباً‬ ‫له‬ ‫رأيت‬

‫والرجفان‬
‫َّ‬ ‫بالتَّنكيل‬ ‫فهدَّد‬

‫دينه‬ ‫أظهر‬ ‫اهلل‬ ‫رأيت‬ ‫ولما‬


‫أجبت رسول اهلل حين دعاني‬
‫وأصبحت لإلسالم ما عشت ناصراً‬

‫وجراني=‬
‫وألقيت فيه كلكلي ِ‬

‫فمن ُمبلغ سعد العشيرة أنني‬

‫َشريت الذي يبقى بما هو فاني=‬

‫لذباب وهو رجل من بني أنس اهلل‬ ‫قال النويري‪ :‬تقدم في خبر وفد سعد العشيرة ذكر هذه األبيات‪ ،‬وأنها ُ‬
‫بن سعد العشيرة‪ ،‬وأنه هو الذي كسر الصنم َف َّراض ثم وفد إلى النبي فأسلم‪ ،‬إال أنه لم يذكر البيت الذي فيه‬
‫ذكر الكلب‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬
‫(نهاية األرب في فنون األدب للنويري= ‪ ،14-18/99‬راجع ” فراص” في معجمنا‪ ،‬وراجع ” غالب”‪ ،‬و‬
‫” األسحم” فكلماهما= تحدّثا عن كلب يخدم الصنم)‬

‫ال َفرع‬
‫ضبطه صاحب اللسان بفتح الفاء‪ ،‬فهو= ال َف َر ُع‪ ،‬أما صاحب القاموس فضبطه بالض ّم‪ :‬وقال هو ُ‬
‫األفرع‪.‬‬
‫اإلبل والغنم‪ ،‬وكان أَهل الجاهلية يذبحونه آللِهتهم َي َت َب َّر ُعون بذلك‪ ،‬وينحرونه ألصنامهم= فنُ ِه َي‬ ‫َ‬
‫وهو أ َو ُل نتاج ِ‬
‫عنه المسلمون‪.‬‬
‫وجمع ال َف َر ِع ُف ُر ٌع؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫َت ْ‬
‫َر ّي أَ ْج َسد ْ‬
‫رأسه‬ ‫َكغ ِ‬
‫رئاس‬
‫ٍ‬ ‫ُف ُر ٌع َب ْي َن‬
‫ام‬
‫وح ِ‬
‫َ‬

‫رئاس وحام‪ :‬فحالن‬


‫وفي الحديث ‪:‬ال َف َر َع وال َعتِير َة‪ .‬تقول العرب‪ :‬أَ ْف َر َع القو ُم إِذا ذبحوا أَ َّو َل ول ٍد تُ ْن ُ‬
‫تجه الناقة آللِهتهم‪.‬‬
‫ِجوا‪.‬‬‫وأَ ْف َر ُعوا‪ :‬نُت ُ‬
‫ِراع‪.‬‬
‫اإلبل ما يتمناه صاحبها‪ ،‬وجمعهما ف ٌ‬ ‫والفر ُع وال َف َر ُ‬
‫عة‪ِ :‬ذ ْبح كان يُ ْذ َب ُح إِذا بلت ِ‬ ‫َ‬
‫الناسوال‬
‫َ‬ ‫لإلنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام‪ ،‬فأَ ْط َع َم‬
‫وال َف َر ُع‪ :‬بعير كان يُذبح في الجاهلية إِذا كان ِ‬
‫قدم= بكراً فنحره لصنمه‪ ،‬وهو ال َف َرع؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫َي ُذو ُقه هو وال أَهلُه‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنه كان إِذا ت ّمت له إِبله مائة َّ‬

‫زال َقت ٌ‬
‫ِيل َت ْح َت را َيتِنا‪،‬‬ ‫إِ ْذ ال َي ُ‬

‫كما َت َش َّحط= َس ْق ُب ِ‬
‫الناس ِك ال َف َر ُع‬

‫اإلسالم ثم نسخ؛ ومنه الحديث‪َ :‬ف ِّر ُعوا إِن شئتم‪ ،‬ولكن ال َت ْذ َبحوه َغرا ًة‬
‫وقد= كان المسلمون يفعلونه في صدر ِ‬
‫حتى َي ْك َب َر أَي صغيراً لحمه كالغَراة‪ ،‬وهي القِطعة من الغِراء‪.‬‬
‫ْ‬

‫مخاض‪ ،‬أَو ابن لَبُ ٍ‬


‫ون خير‬ ‫ٍ‬ ‫ومنه الحديث اآلخر‪ :‬أَنه سئل عن ال َف َر ِع فقال‪َ :‬ح ٌّق‪ ،‬وأَن تتركه حتى يكون ابن‬
‫سلوال ِد المرأَة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كالخ ْر ِ‬ ‫اإلبل‬
‫َتاج ِ‬ ‫من أَن َت ْذ َب َحه َي ْل َ‬
‫ص ُق لحمه ِب َو َب ِره‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َف َر ُع طعا ٌم يُصنع لن ِ‬
‫راع‪ :‬أَوُلّ ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض أدْماها‪ ،‬وأ ْف َر َع ْتإِذا رأت دماً َق ْب َل الوالدة‪ِ ،‬‬
‫واإل ْف ُ‬ ‫الح ْي ُ‪َ :‬‬
‫حاض ْت‪ ،‬وأ ْف َر َعها= َ‬ ‫فر َع ِتالمرأَ ُة‪َ :‬‬‫وأَ َ‬
‫عة دمها‪،‬‬ ‫الدواب دماً‪ ،‬وأَ ْف َر َع لها الد ُم‪ :‬بدا لها‪ .‬وا ْف َت َر َع ال ِب ْك َر‪ْ :‬اق َت َّ‬
‫ضها‪ ،‬وال ُف ْر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ضمن النساء أَو‬ ‫الماخ ُ‬
‫ِ‬ ‫َت َرى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫راق دمه‪ .‬قال يزيد بن مرة‪ :‬من أمثالهم‪ :‬أوُلّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْي ٍد َف َر َعه أي أ َ‬ ‫َ‬
‫ماعها‪ ،‬وهذا أول َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقيل له ا ْفت ٌ‬
‫ِراع ألنه أوُلّ ِج ِ‬
‫َ‬
‫الص ْي ِد َف َر ٌع‪ ،‬قال‪ :‬وهو ُم َشبَّه بأ َّو ِل النِّ ِ‬
‫تاج‪.‬‬
‫تزو ُ‬
‫جتسيِّدة نسائهم‪.‬‬ ‫قال األزهري= في الصحاح‪َ :‬ت َف َّر ْع ُتبني ٍ‬
‫فالن‪ ،‬أي َّ‬
‫(لسان العرب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬الصحاح في اللغة ” فرع”‪ ،‬راجع ” الغري” في معجمنا) ‪.‬‬

‫ال َف ْل ُ‬
‫س‬
‫ورد اسم هذا الصنم في مجمع آلهة ثمود‪ .‬وهو من العبادات المعروفة عند العرب‪ .‬وكان الفلس بنجد قريباً‬
‫من فيد‪ ،‬تعبده طيء‪ ،‬وكان سدنته بنو بوالن‪.‬‬
‫النسابين على ضبطه بفتح الفاء وسكون الالم ال َف ْل ُ‪.‬‬
‫س أما ياقوت فقال‪ :‬ال ُفلُس بضم أوله‪ ،‬هكذا‬ ‫وأجمع ثقات ّ‬
‫وجدناه مضبوطاً= في الجمهرة عن ابن الكلبي في ما رواه السكري عن ابن حبيب‪ .‬وعن ياقوت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ووجدناه في كتاب األصنام بخط ابن الجواليقي‪ ،‬الذي نقله من خط ابن الفرات‪ ،‬وأسنده إلى الكلبي‪َ ،‬فلس‬
‫بفتح الفاء وسكون الالم‪ ،‬وهو ال ُف ْلس كما ضبطه صاحب العباب الزاخر‪ ،‬أما في االشتقاق البن دريد وفي‬
‫القاموس فكتب بكسر الفاء‪ :‬الف ِْلس‪.‬‬
‫قال صاحب األصنام‪ :‬كان لطي صنم يُقال له ال َف ْلس‪ .‬وكان أنفاً أحمر في وسط جبلهم الذي ُيقال له أجأ‪،‬‬
‫أسود كأنه تمثال إنسان‪ .‬وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم‪ ،‬وال يأتيه خائف إال أمن‬
‫عنده‪ ،‬وال يطرد أحد طريد ًة فيلجأ بها إليه إال ُتركت له ولم ُتخفر حويته‪ .‬وكان سدنته بنو بوالن‪ .‬وبوالن‬
‫هو الذي بدأ بعبادته‪ ،‬يقول ابن الكلبي‪ :‬كان آخر من َسدن ال َف ْلس رجل من بوالن يُقال له‪ :‬صيفي‪ .‬فأطرد=‬
‫عليم كانت جار ًة لمالك بن كلثوم= الشمجي‪ ،‬وكان شريفاً‪ .‬فانطلق بها حتى‬ ‫ناقة خليَّ ًة المرأ ٍة من ٍ‬
‫كلبمن بني ٍ‬
‫ً‬
‫وقفها بفناء ال َف ْلس‪ .‬وخرجت جارة ٍ‬
‫مالك فأخبرته بذهابه بناقتها‪.‬‬
‫فركب فرساً= عرياً‪ ،‬وأخذ رمحه وخرج في أثره‪ .‬فأدركه وهو عند ال َف ْلس والناقة موقوفة عن ال َف ْلس‪.‬‬
‫ِر إلهك؟‬ ‫خل سبيل ناقة جارتي!‪ ،‬فقال‪ :‬إنها لِربّك!‪ ،‬قال‪ِّ :‬‬
‫خل سبيلها!‪ ،‬قال‪ :‬أتُخف ُ‬ ‫فقال له‪ِّ :‬‬
‫فحل عقالها وانصرف بها مالك‪ .‬وأقبل السادن على ال َف ْلس‪ ،‬ونظر= إلى مالك ورفع= يده‪،‬‬
‫فب ّوأ= له الرمح‪ّ ،‬‬
‫وقال وهو يشير بيده إليه‪:‬‬
‫بناب ُعل ُكوم‬
‫ربإن مالك بن كلثوم أخفرك اليوم ٍ‬
‫يا ّ‬
‫وكنت قبل اليوم غير َمغشوم!‬
‫يحرضه عليه‪ .‬وعدي بن حاتم يومئذ قد َعتر عنده وجلس هو ونفر معه يتحدثون بما صنع مالك‪ .‬وفزع=‬‫ِّ‬
‫لذلك عدي بن حاتم‪ ،‬وقال‪ :‬أنظروا ما يصيبه في يومه هذا‪.‬‬
‫ًارّ حتى جاء اهلل‬
‫وتنصر‪ .‬فلم يزل متنص‬
‫فمضت له أيام لم يصبه شيء‪ .‬فرفض= عدي عبادته وعبادة األصنام= ّ‬
‫باإلسالم فأسلم‪.‬‬
‫فكان مالك أول من أخ َف َره‪ .‬وبعد ذلك كان السادن إذا أطرد طريد ًة أخذت منه‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬كان يقال‬
‫لمالك بن كلثوم= بن ربيعة ” ُم ْخفِر الفِلس“‪ ،‬وكانت ال تخفر ذمته‪ ،‬فأخفره مالك‪.‬‬
‫ولم يزل ال َف ْلس ُيعبد حتى ظهرت دعوة النبي “عليه السالم“ فبعث إليه علي بن أبي طالب فهدمه‪ ،‬وأخذ‬
‫ور ُسوب‪ ،‬وهما السيفان‬‫سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني= ملك غسان قلّده إياهما‪ ،‬يقال لهما‪ :‬مِخ َذم َ‬
‫اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة في شعره فقدم بهما علي بن أبي طالب على النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪،‬‬
‫فتقلد أحدهما‪ ،‬ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب فهو سيفه الذي كان يتقلده‪ ،‬وكان ابن الكلبي ذكر عند حديثه‬
‫عن الصنم مناة أن السيفين أخذهما بعد هدمه مناة‪.‬‬
‫قال ياقوت‪ :‬بعث إليه رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم علياً رضي= اهلل عنه ليهدمه سنة تسع‪ ،‬ومعه مائة‬
‫وخمسون من األنصار‪ ،‬فهدمه‪ ،‬وأصاب فيه السيوف= الثالثة مخذم ورسوب واليماني‪ ،‬وسبى بنت حاتم‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،15-59‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/334‬المحبر ‪ ،316‬معجم البلدان ‪،4/273‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬العباب الزاخر‪ ،‬القاموس المحيط شرح ” فلس”‪ ،‬راجع ” مناة”‪ ،‬االشتقاق ‪)2/394‬‬
‫حرف القاف‬

‫القابض‪/‬ذو القبض‬
‫من آلهة عرب الجنوب‪ ،‬ورد اسمه في نصوص المسند ”ذو قبضم‪ ،‬ذو قبض‪ ،‬ذو القبض‪ ،‬القابض“‪.‬‬
‫وفي لغة العرب القا ِبض‪ :‬من أسماء اهّلل تعالى‪ ،‬وهو الذي يُ ْم ِس ُك الرزق وغيره من َ‬
‫األشياء عن العِبا ِد بلُ ْطفِه‬
‫رضويقبض السماء أَي يجمعهما‪.‬‬ ‫ضاهّلل َ‬
‫األ َ‬ ‫واح عند ال َممات‪ .‬وفي الحديث‪َ :‬ي ْق ِب ُ‬ ‫ض َ‬
‫األ ْر َ‬ ‫وحكمته و َي ْق ِب ُ‬
‫ِ‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/334‬لسان العرب ” قبض”)‬

‫ُق َّرة ‪ُ /‬ق َّرة العين‬


‫صنم كان للعرب‪ ،‬ورد ذكره في شعر للطرماح قال فيه‪:‬‬
‫ف ُم َتلِّي َح َّج ٍة بين َع ْب َع ٍب‬ ‫َ‬
‫كط ْو ِ‬
‫ُ‬
‫وق َّرة‪ُ ،‬م ْس َو ٍّد من النَّ ْس ِك قات ِ‬
‫ِن‬

‫قال ابن منظور‪َ :‬ع ْب َع ٍب ُ‬


‫وق َّرة‪ :‬صنمان‪.‬‬
‫ويظهر من شعر الطرماح أن ” ُق َّرة “ كان بمِنى لقضاعة ومن داناها كما كان ال َعب َعب وكان الطائفون‬
‫يطوفون بينهما‪.‬‬
‫صلَح ْ‬
‫ويأكلها الناس‪ ،‬ويُقال لها‪ُ :‬ق َّرة العين‪.‬‬ ‫فتنحر‪ ،‬وتُ ْ‬ ‫وال ُق َّرة‪ :‬ناقة ْ‬
‫تؤخذ من ال َم ْغنَم قبل قسمة الغنائم‪َ ،‬‬
‫ويربط= ابن الكلبي ذكر ”ال ُق َّرة“ عند حديثه عن الصنم ”األقيصر“ ويذكرها= بمعنى ”قبضة من دقيق“ كما‬
‫ذكرنا سابقاً‪ ،‬لكن رواية أخرى البن الكلبي نقرأها لدى الجاحظ لم يذكر فيها ”األقيصر“ الصنم تختلف‬
‫قلي ً‬
‫ال عما قرأناه في كتاب األصنام‪ ،‬يقول فيها‪ُ :‬عيَّرت َهوازن وأسد بأكل ال ُق َّرةِ‪ ،‬وهما بنو القملة‪ ،‬وذلك أن‬
‫ض َة دقيق‪ِ ،‬فإذا حلقوا رؤوسهم‬ ‫كل رجل على ْ‬
‫رأسه ُق ْب َ‬ ‫ضع ُّ‬ ‫أَهل اليمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم= ً‬
‫بمنى‪َ ،‬و َ‬
‫سقط الشعر مع ذلك الدقيق‪ ،‬ويجعلون ذلك الدقيق صدقة‪ ،‬فكان ناس من أَسد وقيس= ْيأخذون ذلك الشعر‬
‫الج ْرمي‪:‬‬ ‫بدقيقه فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛ وأنشد لمعاوية بن أَبي معاوية َ‬
‫َت وأَبو ُك ُم‪،‬‬
‫أَلم َت َر َج ْرماً أَ ْن َجد ْ‬

‫صال ُملَبِدّ‪ِ ،‬‬


‫شار ُع‬ ‫مع َّ‬
‫الش ْع ِر‪ ،‬في َق ِّ‬

‫يقول‪ :‬لم أُ ِ‬
‫ص ْب بها‬ ‫ُ‬ ‫إِذا ُق َّر ٌة جاءت‬

‫ِسوى ال َق ْم ِل‪ ،‬إِني من َه ِ‬


‫واز َن‬
‫ضار ُع‬
‫ِ‬
‫وربما= عيّروهم= بذلك لسبب آخر غير ما ذكره ابن الكلبي‪ ،‬ففي لغة العرب تعني ” ُق ّرة و ُقرارة و ُق ُر َرة“‪،‬‬
‫طام تا ِب ٍل محترق= أَو سمن أَو غيره“‪ ،‬وال ُق َّرة‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬
‫بضم القاف والراء ” كل ما ل ِز َق بأسفل ال ِقدْر من َم َر ٍق أو ُح ِ‬
‫ون‬
‫ِر َ‬ ‫تعني ناقة تنحر للناس‪ ،‬كما أن للعرب يوماً يُسمى يوم ال َق ِّر هو اليوم الذي يلي عيد النحر‪َ ،‬‬
‫ألن الناس َيق ُّ‬
‫بمنى؛ عن كراع‪ ،‬أَي يسكنون ويقيمون‪ ،‬وبذلك يكون تعيير هوازن وأسد‬ ‫ِرون ً‬ ‫في منازلهم‪ ،‬وقيل‪َ :‬‬
‫ألنهم َيق ُّ‬
‫بأكل ما لزق بأسفل القدر من الناقة التي تقدم قرباناً= للصنم ”األقصير“‪ .‬خاصة أن يوم ال َق ّر كان له مكانة‬
‫األيام عند اهلل يو ُم النحر ثم يوم ال َق ِّر؛ قال أَبو عبيد‪ :‬أَراد‬
‫فضل َ‬‫عظيمة في الجاهلية واإلسالم‪ =،‬ففي الحديث‪ :‬أَ ُ‬
‫ألن أَهل ال َم ْو ِس ِم يوم التروية‬
‫بيوم ال َق ِّر ال َغ َد من يوم النحر‪ ،‬وهو حادي عشر ذي الحجة‪ُ ،‬سمي يو َم ال َق ِّر‪َ :‬‬
‫فسمي يو َم ال َق ِّر؛ ومنه‬‫بمنى ُ‬
‫ً‬ ‫ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج‪ِ ،‬فإذا كان الغ ُد من يوم النحر‪َ ،‬ق ُّروا=‬
‫األنفس حتى َت ْز َه َق‪ ،‬أَي َس ِّكنوا الذبائح حتى تُفارقها= أَرواحها‪ ،‬وال تُ ْع ِجلُوا َس ْلخها‬ ‫ِروا َ‬
‫حديث عثمان‪ :‬أَق ُّ‬
‫وتقطيعها‪.‬‬
‫ولخم‬
‫ٍ‬ ‫وفي روايتنا= عن الصنم األقصير= الذي ارتبطت عبادته ب”ال ُق ّرة“ كما يظهر‪ ،‬نجد أنه كان لقضاعة‬
‫وجذام وعاملة وغطفان وأهل الشأم في مشارف= الشام‪ ،‬وهناك رواية الفتة يقدمها األصفهاني= في كتابه‬
‫ّ‬
‫لطفالبّر ودير الجماجم‪ ،‬الذي يقع بظاهر الكوفة على‬ ‫الديارات تحدثنا عن ”دير ُق ّرة“ ويقول إنه مالصق=‬
‫طريق البر الذي يُسلك إلى البصرة‪.‬‬
‫(لسان العرب ” قتن” ” قرر”‪ ،‬القاموس ” القر”‪ ،‬األصنام= ‪ ،48‬الحيوان الجاحظ ‪ ،5/378‬معجم البلدان‬
‫‪ ،1/238‬الديارات‪ ،‬أبو الفرج األصبهاني‪ ” =،‬دير قرة”‪ ” ،‬أعياد الشعانين”‪ ،‬راجع صنم ” األقيصر” في‬
‫معجمنا)‬

‫ُق َ‬
‫زح‬
‫صنم‪ ،‬ومعبود= عربي قديم‪ ،‬ورد اسمه في نصوص المسند‪.‬‬
‫وقد يكون ل”قزح“ وهو من مواضع= الحرم بمكة‪ ،‬عالقة باسم هذا الوثن العتيق‪ .‬كما يقول جواد علي‪ ،‬وقد‬
‫تع ّبد بنو أدوم لصنم اسمه ”قزح“ مما يدل على ذلك‪.‬‬
‫حاب‪.‬‬ ‫و ُقزح كان اإلله المسؤول عن السحاب‪ ،‬فالرواة العرب يذكرون أن ُق َز ُح هو‪ :‬اسم َملَ ٍك ُم َو َّك ٍل َّ‬
‫بالس ِ‬
‫ويقول األخباريون‪ :‬إنه اسم َج َبل بال ُم ْز َدلِ َفةِ‪ ،‬والوقوف= عليه من شعائر الحج‪ ،‬إذ كانت الحلة والحمس يبيتون‬
‫بمزدلفة حتى إذا كانت في الغَلس وقفوا= على ”قزح“ وال يزالون عليه‪ ،‬حتى إذا طلعت الشمس وصارت‬
‫على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم دفعوا= من مزدلفة‪ ،‬وكانوا يقولون‪ :‬أَ ْش ِر ْق َثبير كيما‬
‫نُغِير‪.‬‬
‫ويريدون ب”أشرق= ثبير“ كما يقول ابن منظور‪ :‬ادْخل أيها الجبل في الشروق وهو ضوء الشمس‪ .‬ومن‬
‫قولهم ”كيما نُغِير“ أَي كيما ندفع للنحر‪ .‬وكانوا ال يُفِيضون حتى تطلع الشمس‪ ،‬فخالفهم رسول اهلل‪ ،‬صلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫واإلغار ُة هنا الدفع أَي ندفع للنفر‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫َ‬
‫وقيل في ” َك ْيما نُغِير“ أي َن ْنفِر ونُ ْس ِرع للنحر وندفع= للحجارة‪ِ ،‬‬
‫َور‪ ،‬وهو المنخفض من َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫النهب‪ ،‬وقيل‪َ :‬ندْخل في الغ ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫أرا َد نُغِير على لُحوم األضاحي‪ ،‬من ِ‬
‫اإلغارة‪:‬‬
‫وفي اإلسالم ُس ّمي ُقزح ب”الشيطان“ وساد االعتقاد أن ُق َ‬
‫زح‪ ،‬اسم شيطان ملحق ُ‬
‫بز َحل‪.‬‬

‫والعرب تس ّمي القضيب الذكري ب”القازح‪َ :‬ذ َكر ِ‬


‫اإلنسان‪ ،‬وهي صفة غالبة“‪.‬‬
‫متقوسة َت ْبدو في السما ِء أَيام الربيع‪ ،‬ويتضح من المرويات اإلسالمية أن اسم قوس‬
‫ٌ‬ ‫وقوس ُق َز َح‪ :‬طرائق=‬
‫ُ=‬
‫قزح صار في اإلسالم ”قوس اهلل“ وذلك الرتباط= ظهوره بطقوس الخصب التي كانت تمارس في الربيع‬
‫وكانت لهم عادات عند ظهوره منها التزين والتبرج على األرجح‪ ،‬ومن كلمة قزح قالت العرب‪ :‬تقزيح‬
‫الحديث تزيينه‪.‬‬
‫وقيل‪ُ :‬س ّمي القوس بقزح‪ :‬لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي‪ .‬وينقل الجاحظ عن ابن عباس أنه ”كره‬
‫قول أهل الجاهلية‪ :‬قوس ُق َزح‪ ،‬وقال‪ :‬قزح شيطان‪ ،‬وإنما ذهبوا إلى التعريج والتلوين‪ ،‬كأنه كره ما كانوا‬
‫أحب أن يُقال ”قوس اهلل“ فيرفع من قدره‪ ،‬وكراهة أن يعود الناس لعادات‬
‫ّ‬ ‫عليه من عادات الجاهلية‪ ،‬كما‬
‫الجاهلية‪.‬‬
‫(لسان العرب ” قزح – شرق ‪ -‬غور” القاموس المحيط ” القزح”‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم‬
‫‪ ،333-6/287‬الحيوان للجاحظ‪)1/341 ،‬‬

‫قس ّي‬
‫ِ‬
‫صنم‪.‬‬
‫ِس ٌّي و ُق ِس ٌّي جمع القوس ألن أصلها ياء‪ .‬و َق ِس ٌّي‪ :‬فعيل من ال َق ْسوة‪.‬‬
‫يقول أهل اللغة‪ :‬والق ِ‬
‫(كتاب الجيم ألبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني= ‪ ،3/71‬االشتقاق ابن دريد ‪ ،2/301‬راجع لسان‬
‫العرب ” قوس”) ‪.‬‬

‫قشح‬
‫من آلهة النبط‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/327‬‬

‫ال ُقلَّيس‬
‫بص ْنعاء ليضاهي به الكعبة المشرفة وهدمته ِحمير‪.‬‬
‫بيت بناه أبرهة األشرم َ‬
‫اختلف علماء اللغة في ضبطه ذكره بضم القاف وتشديد= الالم وفتحها ال ُقلَّيس‪ ،‬ومنهم= من ضبطه بفتح القاف‬
‫وكسر الالم‪.‬‬
‫ً‬
‫كنيسة سماها ال ُقلَّيس‪ُّ ،‬‬
‫بالرخام= وجيد الخشب‬ ‫قال ابن الكلبي‪ :‬كان أبرهة األشرم قد بنى بيتاً بصنعاء‬
‫ً‬
‫كنيسة لم يبين مثلها أحد قط‪ .‬ولست تاركاً العرب حتى‬ ‫ال ُمذهب‪ .‬وكتب إلى ملك الحبشة‪ :‬إني قد بنيت لك‬
‫أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه‪.‬‬
‫رجلين من قومه‪ ،‬وأمرهما= أن يخرجا حتى يتغ ّوطا فيها‪ .‬ففعال‪ .‬فلما‬
‫َسأة الشهور‪ ،‬فبعث ُ‬
‫فبلغ ذلك بعض ن َ‬
‫بلغه ذلك غضب وقال‪ :‬من أجترأ على هذا فقيل‪ :‬بعض أهل الكعبة‪ .‬فغضب وخرج بالفيل والحبشة‪ .‬فكان‬
‫من أمره ما كان‪.‬‬
‫ويقدم ياقوت في معجم البلدان وصفاً لل ُقلَّيس ويظهر= من كالمه أن القليس كان مدينة يحتفل بها بعيد خاص‬
‫ال‪ :‬لما ملك أبرهة بن الصباح اليمن بنى بصنعاء مدينة لم ير الناس أحسن منها‪ ،‬ونقشها بالذهب‬ ‫بها قائ ً‬
‫والفضة والزجاج والفسيفساء وألوان األصباغ وصنوف الجواهر‪ ،‬وجعل فيها خشباً له رؤوس كرؤوس=‬
‫الناس‪ ،‬ولككها بأنواع األصباغ‪ ،‬وجعل لخارج القبة برنساً‪ ،‬فإذا كان يوم عيدها كشف البرنس عنها فيتألأل‬
‫رخامها مع ألوان أصباغها حتى تكاد تلمع البصر‪ ،‬وسماها ال ُقلَّيس بتشديد الالم‪ .‬وروى= عبد الملك بن هشام‬
‫والمغاربة ال ُقلَّيس بفتح القاف وكسر= الالم‪ .‬قال السكري أبي سعيد الحسن بن الحسين‪ :‬حدثني= عبد اهلل بن‬
‫المبارك عن محمد بن زياد الصنعاني‪ ،‬قال‪ :‬رأيت مكتوباً على باب ال ُقلَّيس‪ ،‬وهي الكنيسة التي بناها أبرهة‬
‫على باب صنعاء‪ ،‬بالمسند‪ :‬بنيت هذا لك‪ ،‬من مالك ليذكر فيه اسمك‪ ،‬وأنا عبدك‪.‬‬
‫وعن اشتقاق التسمية يقول ياقوت عن عبد الرحمن بن محمد‪ :‬سميت ال ُقلَّيس الرتفاع بنيانها وعلوها ومنه‬
‫القالنس ألنها في أعلى الرؤوس‪ ،‬ويقال‪ :‬تقلنس الرجل وتقلس إذا لبس القلنسوة‪ ،‬جعل أبرهة على أعلى‬
‫الكنيسة خشباً كرؤوس= الناس ولككها كدليل على صحة هذا االشتقاق‪.‬‬
‫وربما كان القليس معبداً لإلله العربي القديم ”قيس“‪ ،‬والالم هنا زائدة كما هي عليه في اإلله ”الجلسد“ وهو‬
‫”الجسد“ كما يقول أهل اللغة‪ .‬ولنا ما يدعم ذلك وهو أن هذه المدينة المقدسة بنيت على أنقاض معبد الملكة‬
‫بلقيس ”بل قيس“ صاحبة سليمان أو قريباً= منه‪ ،‬يقول ياقوت‪ :‬استذل أبرهة أهل اليمن في بنيان هذه‬
‫الكنيسة‪ ،‬وجشمهم فيها أنواعاً من السخر ‪ ،‬وكان ينقل إليها آالت البناء‪ ،‬كالرخام المجزع والحجارة‬
‫المنقوشة بالذهب‪ ،‬من قصر بلقيس صاحبة سليمان عليه السالم وكان (أي قصر بلقيس) من موضع هذه‬
‫الكنيسة على فراسخ‪ ،‬وكان فيه بقايا من آثار ملكهم‪ ،‬فاستعان بذلك على ما أراده من بناء هذه الكنيسة‪،‬‬
‫وبهجتها‪ ،‬وبهائها‪ ،‬ونصب فيها صلباناً من الذهب والفضة ومنابر من العاج واآلبنوس‪.‬‬
‫وكان أراد أن يرفع= في بنيانها حتى يشرف منها على عدن‪ ،‬وكان حكمه في الصانع إذا طلعت الشمس قبل‬
‫أن يأخذ في عمله يقطع يده‪.‬‬
‫ومما يرويه ياقوت عن هذا الطقس الذي كان يمارسه أبرهة كل صباح رواية عن رجل من الصنّاع نام‬
‫ذات يوم حتى طلعت الشمس‪ ،‬فجاءت معه أمه وهي امرأة عجوز فتضرعت إليه تستشفع البنها‪ ،‬فأبى إال‬
‫أن يقطع يده‪ ،‬فقالت‪ :‬اضرب بمعولك اليوم‪ ،‬فاليوم لك‪ ،‬وغداً لغيرك‪ .‬فقال لها‪ :‬ويحك! ما قلت؟‪ ،‬قالت‪ :‬نعم!‬
‫كما صار هذا الملك إليك من غيرك‪ ،‬فكذلك سيصير منك إلى غيرك‪ .‬فأخذته موعظتها وعفا عن ولدها‪،‬‬
‫وعن الناس من العمل فيها بعد‪.‬‬
‫ولما استتم أبرهة بنيان ال ُقلَّيس‪ ،‬كتب إلى النجاشي‪ :‬إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان‬
‫حج العرب‪ ،‬فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة الذي أرسله إلى‬ ‫قبلك‪ ،‬ولست بمنته حتى أصرف= إليها ّ‬
‫النجاشي‪ ،‬غضب رجل من النسأة أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن‬
‫خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر‪ ،‬قال ابن إسحاق‪ :‬فخرج الفقيمي حتى أتى ال ُقلَّيس‪ ،‬وقعد فيها يعني‬
‫أحدث‪ ،‬وأطلى= حيطانها‪ ،‬ثم خرج حتى لحق بأرضه‪.‬‬
‫فأُخ ِبر أبرهة فقال‪ :‬من صنع هذا؟ فقيل له‪ :‬هذا فِعل رجل من أهل البيت الذي ّ‬
‫تحج إليه العرب بمكة‪ ،‬لما‬
‫سمع قولك غضب‪ ،‬فجاء فقعد فيها أي أنها ليست لذلك بأهل‪ ،‬فغضب أبرهة‪ ،‬وحلف ليسيرن حتى يهدمه‪،‬‬
‫وأمر الحبشة بالتجهيز‪ ،‬فتهيأت وخرج ومعه الفيل‪ ،‬فكانت قصة الفيل المذكورة في القرآن العظيم‪.‬‬
‫وبعد أن هلك أبرهة‪ ،‬ومزقت= الحبشة كل ممزق‪ ،‬وأقفر ما حول هذه الكنيسة‪ ،‬ولم يعمرها أحد‪ ،‬كثرت‬
‫حولها السباع والحيات‪ ،‬وكان كل من أراد أن يأخذ منها أصابته الجن‪ ،‬فبقيت من ذلك العهد بما فيها من‬
‫العدد واآلالت من الذهب والفضة ذات القيمة الوافرة والقناطير= من المال ال يستطيع أحد أن يأخذ منه شيئاً‬
‫فذكر= له أمرها‪ ،‬فبعث إليها خاله الربيع بن زياد الحارثي= عامله على اليمن‬ ‫إلى زمان أبي العباس السفاح‪ُ ،‬‬
‫وخربها‪ =،‬حتى عفا‬
‫ال من أهل الحزم والجلد‪ ،‬حتى استخرج ما كان فيها من اآلالت واألموال‪ّ ،‬‬ ‫وأصحبه رجا ً‬
‫رسمها وانقطع خبرها‪( ...‬راجع صنم ُك َعيب وامرأته) ‪.‬‬
‫الح َسم شاعر من أهل اليمن‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫من ال ُقلَّيس هالل كلما طلعا‬

‫كادت له فتن في األرض أن تقعا‬

‫حلو شمائله لوال غالئله‬

‫لمال من شدة التهييف فانقطعا‬

‫كأنه بطل يسعى إلى رجل قد‬

‫وأدرعا‬ ‫السدان‬ ‫أقبية‬ ‫شد‬

‫ولهدم القليس أخبار يتم ذكرها عند حديثنا عن الصنم ”كعيب“‪.‬‬


‫(األصنام= ‪ ،46‬معجم البلدان ‪ ،4/394‬لسان العرب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬العباب الزاخر شرح ” قلس”‪،‬‬
‫راجع ” القيس و ُك َعيب” في معجمنا)‬

‫ق َيس‪ /‬قوس‬
‫قوس وقيس وقس من اآللهة المعروفة عند العرب‪ ،‬وقوس= هو من آلهة بني أدوم‪ ،‬أي األدوميين‪ ،‬إذ كان‬
‫يعبد عندهم‪ .‬وجاء في المفصل أن اإلله قيس هو إله حماية الحدود‪ ،‬وكان رمزه الصقر‪.‬‬
‫ال حتى بصرى=‬ ‫وقد عثر على نقوش نبطية كثيرة ذكرت هذا اإلله‪ ،‬ليس في منطقة أدوم وحسب‪ ،‬بل شما ً‬
‫العاصمة النبطية الثانية‪ ،‬إذ ذكر قوس في نص من بصرى يشير إلى أن صقراً قد صنع لهذا اإلله‪ ،‬وكان‬
‫الصقر يرمز إلى هذا اإلله‪ .‬وفي خربة التنور= ”جنوب األردن“ تم العثور على نص مكرس له‪ .‬كما ورد‬
‫الحجر باسم ”قيش أو قيس“ ويبدو= أن قوس ُع ِبد‬
‫ذكر اإلله قيس في نصوص بصرى ”قيسو“‪ ،‬وفي نقوش ُ‬
‫في مراحل مبكرة من استيطان المنطقة األدومية‪ ،‬وراح مركزه يتراجع أمام اآللهة الثالثة األساسية لدى‬
‫األنباط ”ذي الشرى‪ ،‬الالت‪ ،‬العزى“‪.‬‬
‫وقد تسمى عبدته ب”عبد قيس“‪ ،‬وفي العرب بطن يسمى بنو عبد القيس بن أفصى بن دُعمى بن جديلة بن‬
‫اسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن قحطان‪ ،‬وكان موطنهم= بتهامة ثم خرجوا للبحرين‪ ،‬وقد اتصلت بنو عبد‬
‫القيس بإمارة اللخميين‪ ،‬وكانت أكثر عالقاتهم سلمية منها حربية‪ ،‬ومن أصنامهم كان اللّبّا بالمشقر‪.‬‬
‫ال‪” :‬مرحباً بالقوم‪ ،‬غير خزايا‪،‬‬
‫وفي العام ‪ 9‬للهجرة قدم وفد من ”عبد قيس“ على الرسول فاستقبلهم قائ ً‬
‫‪15‬‬
‫وال الندامى“ ونهاهم= عن أربع‪” :‬ما انتبذ من الدُّباء والنقير والحنتم والمزفت“‬
‫والقس أيضاً هو سادن األصنام= عند قوم ثمود‪ ،‬وكان يُ َ‬
‫عرف عندهم باسم ”قسو“‪ ،‬والقس إلى يومنا هذا‬
‫إحدى المراتب الدينية عند المسيحيين‪ ،‬كما أنه من أسماء العرب المعروفة‪.‬‬
‫(معجم قبائل العرب ‪ ،727-2/726‬المفصل‪ ،‬جواد علي ‪ ،332-6/331‬آلهة الحماية والدفاع= عند‬
‫العرب‪ ،‬راجع ال ُقلَّيس و ُك َعيب)‬

‫قين‬
‫وهو إله الحدادين‪ ،‬عند عرب الجنوب‪.‬‬
‫ويعني ”قين“ حداداً‪ِ ،‬ح َرفيًاّ‪ .‬ويذ ّكر= اسمه باسم اإلله البابلي ”قينو“‪.‬‬

‫وس ُطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذاً مسكراً‪،‬‬ ‫ِير أَصل النخلة يُ ْن َق ُر َ‬ ‫األثير‪ :‬النَّق ُ‬ ‫‪ 15‬لسان العرب نقر‪ ،‬حنتم‪” :‬قال ابن َ‬
‫الح ْنتَم؛‬ ‫ِير النخلة تُ ْن َق ُر فيجعل فيها الخمر وتكون عروقها ثابتة في َ‬ ‫ِير‪ ،‬وقال في موضع آخر‪ :‬النَّق ُ‬
‫األرض‪ .‬وفي َ‬ ‫والنهي واقع‪ ..‬نبيذ النَّق ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫للخ َزف كله َحنتم‪ ،‬واحدتها َحنتمة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫الخمر فيها إلى المدينة‪ ،‬ثم ات ِس َع فيها فقيل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الح ْنتَ ُم جرار مدهونة خضر كانت ت ْح َمل‬ ‫جاء في النهاية‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ألجل دهنها‪ ،‬وقيل‪ :‬ألنها كانت ُت ْعمل من طين يعجن بالدم والشعر‪ ،‬فنهى عنها ليُ ْمتنَع‬ ‫ألنها ُت ْسر ُع الشد ُة فيها َ‬ ‫وإنما نهى عن االنتباذ فيها َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واأل ول الوجه‪ .‬وفي القاموس شرح ”الحنتم“ هو شجرة الحنظل‪ ،‬أما المزفت فجاء في الصحاح في اللغة ”زفت“‪ :‬الزفت‪:‬‬ ‫من عملها‪َ ،‬‬
‫بالز ْفت‪ ،‬وفي لسان العرب‪ :‬ويقال لبعض أَوعية الخمر‪ :‬ال ُم َز َّف ُت‪ ،‬وهو‬ ‫بالكسر القير‪ ،‬ومنه ال ُم َز ِّف ُت؛ تَقول‪َ :‬ج َّر ٌة ُم َز َّفتَ ٌة‪ ،‬أي َم ْطلِي ٌ‬
‫َّة ِ‬
‫بالز ْف ِت‪ ،‬وهو نوع من القار‪ ،‬ثم ا ْنتُ ِبذ فيه‪ ،‬وقال ابن منظور ”شرح دبب“‪ :‬وفي الحديث عن النبي‪ ،‬صلى‬ ‫اإلنا ُء الذي ُط َ‬
‫لي ِّ‬ ‫ال ُم َقيَّر‪ .‬وهو ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِير؛ وهو أوعية كانوا يَنتَبِذون فيها َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُسكِر‪ .‬فنهاهم‬ ‫وض ِريَت فكان النبيذ فيها يغلي سريعا وي ْ‬ ‫والحنتَ ِم والنق ِ‬‫اهلل عليه وسلم‪ :‬أنه نهى عن الدُّبَّاء َ‬
‫ال ْنتِباذ فيها‪ ،‬ثم َر َّخص‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬في اال ْنتِباذ فيها بشرط أَن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر‪ ،‬وتحريم االنتباذ في هذه‬ ‫عن ا ْ‬
‫َ‬
‫الظروف كان في صدر اإلسالم‪ ،‬ثم نسخ‪ ،‬وهو المذهب‪ ،‬وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم‪.‬‬
‫ونجد اسمه لمرة واحد في نص صفوي‪ ،‬كما يظهر ”قين“ مرتين في اللغة الثمودية‪ ،‬في اسمي العلم ”ذو‬
‫ُ‬
‫الهالك ُ‬
‫بن‬ ‫ألن أَ َّول من َعم َ‬
‫ِل َع َم َل الحديد بالبادية‬ ‫قين“ و”قين يخاصم“‪ ،‬وكان يقال ل”بني أَسد“‪ :‬ال ُقيون َ‬
‫أَسد بن ُخ َزيمة‪.‬‬
‫والقين في الحضارة السبئية كان درجة كهنوتية رفيعة وكان موظفاً كبيراً مسؤو ً=‬
‫ال عن األمور= المالية للدولة‬
‫أو للمعبد‪ ،‬وكان يشرف على كل ما يصل إلى المعبد من حقوق ومعامالت وعقود من تأجير الحبوس‬
‫الموقوفة عليه‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،136‬لسان العرب قين‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/300‬‬

‫قينن‬
‫من آلهة العرب الجنوبيين ويرد= اسمه ”قينن‪ ،‬قينان“‪.‬‬
‫وهو إله قبيلة ”سخيم“ النازلة ب”شبام“‪” ،‬شبام سخيم“‪.‬‬
‫(تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/304‬‬

‫القمر‬
‫عبدته كنانة‪.‬‬
‫وقد عرفت العرب عبادة القمر‪ ،‬وأطلقت أسماء مختلفة على أصنامه تتناسب على األرجح مع فترات‬
‫ظهوره‪ .‬وأسماء مختلفة أوردناها ُك ّل في موضعها‪ ،‬منها ”عم‪ ،‬المقه‪ ،‬سين‪ ،‬هالل‪ ،‬ود‪..‬إلخ“‪ ،‬وكان الثور‬
‫هو رمز اإلله القمر عند العرب وفي الهند أيضاً‪.‬‬
‫والحج إنما هو مأخوذ من‬
‫ّ‬ ‫ينقل ابن وحشية في كتابه الفالحة النبطية عن علوم القدماء‪ :‬أن أصل الطواف=‬
‫تقرب به من القمر‪ ،‬ويرضى= عن فاعل ذلك‬
‫دور الناس حول صنم القمر‪ ،‬إذ كان الدوران حوله سبع مرات يُ َّ‬
‫ِرضاً يقوم له مقام القربان العظيم‪.‬‬
‫ِحلِه عن طائفة في الهند كانت تسمى الجندريكينية وهم ُعبّاد القمر‪ ،‬وهم‬ ‫ويتحدث الشهرستاني= في ِملَلِ ِه ون َ‬
‫طائفة زعمت أن القمر ملك من المالئكة يستحق التعظيم= والعبادة‪ ،‬وإليه تدبير هذا العالم السفلي واألمور‬
‫الجزئية فيه‪ ،‬ومنه نُضج األشياء المتكونة وإيصالها= إلى كمالها‪ ،‬وبزيادته ونقصانه تُعرف األزمان‬
‫والساعات‪ ،‬وهو تلو الشمس وقرينها‪ =،‬ومنها نوره‪ ،‬وبالنظر إليها تكون زيادته ونقصانه‪ .‬ومن سنتهم أنهم‬
‫أخذوا لهم صنماً على شكل عجل يجره أربعة‪ ،‬وبيد الصنم جوهرة‪ .‬ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه‪ ،‬وأن‬
‫يصوموا= النصف من كل شهر وال يفطروا حتى يطلع القمر‪ ،‬ثم يأتوا صنمه بالطعام= والشراب واللبن ثم‬
‫استهل الشهر َعلَ ْوا السطوح‪ ،‬وأوقدوا الدخن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يرغبوا إليه‪ ،‬وينظروا إلى القمر‪ ،‬ويسألوه حوائجهم‪ ،‬فإذا‬
‫ودعوا عند رؤيته ورغبوا إليه‪ ،‬ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور‪ ،‬ولم ينظروا=‬
‫إليه إال على وجوه حسنة‪ .‬وفي نصف الشهر إذا فرغوا من اإلفطار= أخذوا في الرقص واللعب بالمعازف=‬
‫بين يدي الصنم والقمر‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/59‬ابن وحشية ‪ ،1/1290‬الملل والنحل ‪ ،610‬نهاية األرب‬
‫في فنون األدب ‪ ،51-1/50‬المفصل ‪)6/54‬‬
‫حرف الكاف‬

‫كاتب‬
‫من آلهة اللحيانيين‪.‬‬
‫ورد ذكره في نصوصهم= باسم ”هانئ كاتب‪/‬هني كتب“ ومعناه ”عبد كاتب‪ ،‬وحسب بعض المستشرقين فإن‬
‫اإلله ”كاتب“ يقابل اإلله ”توت“ عند المصريين إله الحكمة‪.‬‬
‫ويذكر النويري= في نهاية األرب أن الكوكب عطارد كان يُسمى كاتباً‪ ،‬فقد قالوا في عطارد‪ :‬إنه النافذ في‬
‫األمور‪ ،‬ولهذا ُس َّمي بالكاتب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/257‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،1/32‬راجع ” هاني” في‬
‫معجمنا)‬

‫َك ِبد‬
‫وهو من اآللهة الشمسية عند عرب الجنوب‪ ،‬لكونه صفة من صفات الشمس في مغيبها‪ ،‬كما يظهر من‬
‫معاني االسم‪.‬‬
‫ورد ذكر هذا اإلله في نص من العربية الجنوبية يعود إلى أيام الملك ”أنمار يهأمن“‪ .‬واختلف الباحثون في‬
‫حكم هذا الملك منهم من قال‪ :‬إنه حكم من ‪ 290‬حتى ‪ 270‬قبل الميالد‪ ،‬ومنهم= من يحدده في القرن األخير‬
‫قبل الميالد حوالي سنة ‪ 60‬ق‪.‬م‪ .‬نجد في النص تقدمة لإلله ”تألب ريام بعل كبد“ أما مقدم التقدمة فهو أحد‬
‫سادات ”ذي مليحم‪/‬ذي= مليح“ واسمه ”وهب ذ سموي أليف“ ويشير= في نصه إلى أن سبب التقدمة يعود‬
‫ألن إلهه هذا أجاب دعاءه‪ ،‬فحفظه وساعده‪.‬‬
‫تقول العرب‪ :‬و َك ِب ُد السما ِء‪ُ :‬‬
‫وسطها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال وموضعها= هذا يسمى ال ُك َب ْيداء‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،2/452‬لسان العرب ” كبد”)‬

‫كبش‬
‫هو الذبيحة واألضحية التي كانت تقدم تقرباً هلل‪ ،‬وهي األضحية التي أضحت بدي ً‬
‫ال عن األضحية البشرية‬
‫في تطور= الفكر الديني عند العرب‪ ،‬وغيرهم من األقوام‪.‬‬
‫معان يجسد فيها الطقس الديني رمزية الفداء والخالص البشري‪ .‬سيما أن الكبش في‬ ‫ٍ‬ ‫وألساطير= الكبش‬
‫الرموز اإلسالمية يرمز إلى الموت ففي الحديث‪ :‬يُ ْؤتى بالموت في صورة كبش أَ ْملَح أي فيه بياض وسواد=‬
‫ويكون البياض أكثر‪.‬‬

‫يقول تعالى في تنزيله (الصافات‪َ { :)107 :‬و َف َد ْينَا ُه ِب ِذ ْب ٍح َع ِظ ٍ‬


‫يم}‪ ،‬يقول المفسرون‪ :‬يعني كبش إبراهيم عليه‬
‫السالم‪ ،‬الذي أمره اهلل بافتدائه بابنه إسماعيل الذي كان يوشك أن يقدمه أضحية للرب‪.‬‬
‫وللداللة على مكانة الكبش المقدسة تشير المرويات العربية إلى أن قر َني= الكبش كانا من معلّقات الكعبة‬
‫منذ عهد إبراهيم حتى عهد الرسول= صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫وهذا ما تشير إليه رواية األزرقي عند ذكر إعادة بناء قريش للكعبة في الجاهلية‪ ،‬فقبيل إعادة البناء‬
‫أخرجوا ما كان في البيت من حلية ومال وقر َني= الكبش‪ ،‬وجعلوه عند أبي طلحة بن عبد اهلل بن عبد العزى‬
‫بن عثمان بن عبد الدار بن قصي‪ ..‬وبعد أن فرغوا من بناء البيت علقوا فيه الحلية وقر َني= الكبش‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى لألزرقي= نقرأ‪ُ :‬ذكِر أن امرأة من بني سليم َولَدَت عامتهم‪ ،‬قالت لعثمان بن طلحة‪ :‬ل َم‬
‫ُ‬
‫فنسيتأن آ َمرك‬ ‫ُ‬
‫رأيتقرنَي الكبش في البيت‪،‬‬ ‫دعاك النبي (ص) بعد خروجه من البيت؟ قال‪ :‬قال لي‪ :‬إني‬
‫أن تخ ّمرهما‪ ،‬فإنه ال ينبغي أن يكون في البيت شيء يُشغل مصلياً‪ .‬قال سفيان‪ :‬وهو الكبش الذي فدى= به‬
‫إسماعيل بن إبراهيم عليهما السالم‪ .‬ونقل األزرقي عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سليم بن مسلم عن عمر بن‬
‫قيس أنه كان يقول‪ :‬كان قرنا الكبش في الكعبة‪ ،‬فلما هدمها ابن الزبير وكشفها‪ ،‬وجدوهما= في جدار الكعبة‬
‫مسهما َه َمدا من األيدي‪.‬‬ ‫مطليين بم ْ‬
‫ِشق (هو ال َمغرة وهي طين يُصبغ به الثوب)‪ .‬قال‪ :‬فتناولهما‪ ،‬فلما ّ‬
‫وعن محمد بن يحيى عن هشام بن سليمان عن ابن جريح عن عبد اهلل بن شيبة عن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬سألته‪:‬‬
‫هل كان في الكعبة قرنا الكبش؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كانا فيها‪ ،‬قلت؟ ورأيتهما؟= قال‪ :‬حسبت أنه قال‪ :‬أخبرني أبي أنه‬
‫رآهما‪.‬‬
‫وعن ابن جريح‪ :‬عن عجوز قال‪ :‬رأيتهما= وبهما َمغرة‪.‬‬
‫وربما= كان ”مسجد الكبش“ ِبمنى‪ ،‬الذي يحدثنا عنه األزرقي في أخبار مكة‪ ،‬معبداً قديماً‪ .‬وقد خلط الرواة‬
‫العرب بين ”إسحاق وإسماعيل“ في مروياتهم= في بطل ”قصة الفداء“ فهو عند اليهود والمسيحيين إسحاق‪،‬‬
‫وفي اإلسالم فأغلب المرويات تقول إنه إسماعيل‪ ،‬وبعضها= يقول إنه إسحاق‪ ،‬في حديث عن ابن عباس أنه‬
‫قال‪ :‬الصخرة التي ِبمنى التي بأصل ثبير‪ ،‬هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء ابنه اسحاق‪ ،‬هبط‬
‫قربه ابن آدم َفتُقبل مِنه‪ ،‬وكان‬
‫عليه من ثبير كبش أعين‪ ،‬أقرن‪ ،‬له ثغاء‪ ،‬فذبحه‪ .‬قال‪ :‬وهو الكبش الذي ّ‬
‫قرب َحرثاً فلم يتقبل منه‪( .‬وهنا تذكير بقصة قابيل‬
‫مخزوناً حتى فدي به إسحاق‪ ،‬وكان ابن آدم اآلخر قد ّ‬
‫وهابيل)‪.‬‬
‫وفي حديث آخر أن إبراهيم ذبح الكبش الذي فدى اهلل به إسماعيل وأهبطه من (جبل) ثبير على العرق‬
‫يتعرض‬
‫األبيض الذي يلي باب شعب علي‪ ،‬فخلى إسماعيل وسعى يتلقى الكبش ليأخذه‪ ،‬فحاد عنه‪ ،‬فلم يزل ّ‬
‫له ويرده‪ ،‬حتى أخذه على أُقيصر‪ ،‬وهو الصفا الذي بأصل الجبل على باب شعب علي‪ ،‬الذي بنت عليه‬
‫”لبابة بنة علي بن عبد اهلل بن عباس“ المسجد الذي يُقال له‪ :‬مسجد الكبش‪ ،‬ثم اقتاده إبراهيم حتى ذبحه في‬
‫المنحر‪ ،‬يقول األزرقي‪ :‬ولقد سمعت من يذكر أنه ذبحه على أُقيصر‪.‬‬
‫وفي لغة العرب‪ :‬الكبش هو فحل الضأن في أي سن كان‪ ،‬وكبش القوم‪ :‬رئيسهم= وسيدهم= وقائدهم‪ .‬وإلى‬
‫اليوم تقدم الكباش في األعياد الدينية ويهتم= أصحابها= بتسمينها لتكون قرباناً‪.‬‬
‫(األزرقي ‪ ،770-2/769 ،323-322-1/249‬لسان العرب ” كبش”)‬

‫كاليل‬
‫إله يمني‪ ،‬وبه تسمى ”عبد كاليل“ بن ينوف‪.‬‬
‫قال وهب بن المنبه‪ :‬كان ”عبد كاليل“ ملكاً يمنياً مؤمنًا على دين عيسى وستر إيمانه‪ ،‬وكان ملكه أربعاً‬
‫وستين سنة‪ ،‬وكان حسن السيرة جيد العشرة‪ ،‬قليل الغزو‪.‬‬
‫وربما كان ”كاليل“ هو ذاته اسم اإلله ”كالل“ إذ يرد اسم الملك اليمني في صبح األعشى ”عبد كالل“‪.‬‬
‫(التيجان في ملوك حمير ص ‪ ،310‬وفي حاشية المحقق قال في صبح األعشى ورد عبد كالل بن مثوب)‪.‬‬

‫َك ْث َرى‬
‫ديس َ‬
‫وط ْس ٍم‪ ،‬وهو أنثى كما تدل الكلمة‪.‬‬ ‫ص َن ٌم َ‬
‫لج ٍ‬ ‫َ‬
‫بالنبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فأَ ْسلَ َم‪ ،‬وكتب له‬
‫ِّ‬ ‫س َك َس َر ُه‪ ،‬ولَ ِح َق‬ ‫تقول المرويات اإلسالمية‪ :‬إن َن ْه َش َل بن ُّ‬
‫الر َب ْي ِ‬
‫كتاباً‪.‬‬
‫قال عمرو بن صخر بن أشنع‪:‬‬
‫حلفت ب َك ْثرى ً‬
‫حلفة غير برة‬

‫لتُ ْس َتلََب ْن أثواب قس بن عازب‬

‫و َك ْث َرى‪ :‬تأنيث أكثر‪ ،‬كما أن كبرى تأنيث أكبر‪ ،‬كما يقول صاحب االشتقاق‪ ،‬ومن معاني االسم في لغة‬
‫الجنَّ ِة َت َت َف َّج ُر منه جمي ُع أ ْن ِ‬
‫هارها واسمه الكوثر‪.‬‬ ‫السيِّدُ‪ ،‬والنَّ ْه ُر‪ ،‬ون ْ‬
‫َه ٌر في َ‬ ‫العرب‪َّ :‬‬
‫(القاموس المحيط ” الكثرة” لسان العرب ” كثر”‪ ،‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،110‬االشتقاق‪ ،‬ابن‬
‫دريد ‪)2/393‬‬

‫ال ُك ْس ُ‬
‫عة‬
‫صنم كان يُع َبد‪.‬‬
‫حي من اليمن ُرما ٌة‪.‬‬
‫الن‪ ،‬وقيل‪ :‬هم ّ‬ ‫وال ُك َس ُع َح ٌّي من َق ْي ِ‬
‫س َع ْي َ‬
‫(لسان العرب‪ ،‬مقاييس اللغة ” كسع”‪ ،‬تكملة األصنام عن تاج العروس= ‪)110‬‬

‫الكعبات‪/‬ذو الكعبات‬
‫بيت كان لربيعة يطوفون فيه‪.‬‬
‫بس ْندادِ‪ ،‬لبكر‪ ،‬وتغلب‪ ،‬وإياد‪ .‬وكانوا‪ ،‬كما يقول ابن حزم‪ ،‬يصدرون إليها من‬
‫ويقول ابن حزم إنه كان ِ‬
‫حججهم‪ ،‬ال يأتون بيوتهم= حتى يمروا بها‪ ،‬وينسكوا لها‪.‬‬
‫(لسان العرب‪ ،‬مقاييس اللغة” كعب”‪ ،‬القاموس المحيط ” الكعب”‪ ،‬تكملة األصنام عن تاج العروس‬
‫‪ ،111‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/494‬صفة جزيرة العرب ‪)286‬‬

‫ال َك ْع َب ُة‬
‫وهي البيت العتيق والبيت الحرام‪ ،‬الذي يحج له المسلمون من أصقاع األرض‪.‬‬
‫وب”عبد الكعبة“ تسمى العرب ومنهم‪ :‬أبو بكر الصديق خليفة رسول اهلل‪.‬‬
‫قال السهيلي في الروض اآلنف‪ :‬كان أبو بكر يس ّمى‪ :‬عبد الكعبة إلى أن أسلم‪ ،‬فسماه الرسول= صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪ ،‬عبد اهلل وقيل س ّمي عتيقاً‪ ،‬وقيل‪ :‬كان ألبيه ثالثة من الولد‪ :‬معتق ومعيتق= وعتيق‪.‬‬
‫وهناك مروية َيج َمع فيها الرواة بين سبب تسمية أبو بكر ب”عتيق“ وب”عبد الكعبة“ تقول‪ :‬كانت أمه ال‬
‫يعيش لها ولد‪ ،‬فنذرت إن ولد لها ولد أن تسميه‪ :‬عبد الكعبة وتتصدق به عليها‪ ،‬فلما ولدته استقبلت به‬
‫البيت‪ ،‬وقالت‪ :‬اللهم إن هذا عتيقك من الموت‪ ،‬فه ْبه لي‪ .‬فلما عاش وشب س ّمي‪ :‬عتيقاً كأنه أعتق من الموت‪.‬‬
‫وكان األهل يعتقون أبناءهم للكعبة‪ ،‬وكانوا يس ّمون ”عبد الكعبة“‪ ،‬يدل على ذلك انتشار هذا االسم عند‬
‫العرب‪ ،‬ومنهم عبد الكعبة بن العوام‪ ،‬وأيضاً عبد الكعبة بن سمرة‪ ،‬وعبد الكعبة بن عوف‪ ،‬وصار اسمه في‬
‫اإلسالم ”عبد الرحمن“‪.‬‬
‫وروى= المسعودي= في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر أن الصابئة كانت تزعم أن البيت الحرام هيكل‬
‫ُز َحل‪ ،‬وإنما طال بقاء هذا البيت على مرور= الدهور‪ ،‬معظماً في سائر العصور‪ ،‬ألن ُزحل تواله‪ ،‬إذ من‬
‫شأنه الثبوت‪.‬‬
‫وحكي عن غير المسعودي= أن البيت األول على األرض هو الكعبة‪ ،‬ويذكرون أن إدريس عليه السالم‬ ‫ُ‬
‫أوصى به‪ ،‬وأوصى= أن يكون الحج إليه وهو عندهم بيت زحل‪.‬‬
‫والكعبة في المرويات= اإلسالمية هي مركز الكون‪ ،‬يروي= السيوطي= في درره أن الكعبة كانت َخش َفة على‬
‫الماء‪ ،‬عليها َملكان يُسبحان الليل والنهار ألفي سنة‪ ،‬فلما أراد اهلل أن يخلُق األرض‪ ،‬دحاها منها فجعلها= في‬
‫وسط األرض‪.‬‬
‫(أسد الغابة ‪ ،3/310‬معجم المناهي ص ‪ ،378‬مختصر تاريخ دمشق ‪ ،13/35‬الروض اآلنف ‪،3/19‬‬
‫نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،56-1/55‬طبعة الناشر رضا توفيق عفيفي‪ ،‬الدر المنثور ‪،1/252‬‬
‫القاموس المحيط ” الكعب”)‬

‫كعبة إياد‬
‫أرضبين الكوفة والبصرة في الظهر‪ ،‬وهي التي ذكرها األسود بن يعفر‪ .‬قال ابن‬ ‫ٍ‬ ‫كانت إليا ٍد بسنداد من‬
‫ال شريفاً فذكره‪.‬‬
‫الكلبي‪ :‬سمعت أن هذا البيت لم يكن بيت عبادة إنما كان منز ً‬

‫(األصنام= ‪)45‬‬

‫كعبة نجران‬
‫كعب يعظمونها‪ ،‬وهي التي ذكرها األعشى‪ ،‬وقد زعموا‪ ،‬فيما يروي ابن الكلبي‪،‬‬‫ٍ‬ ‫كانت لبني الحارث بن‬
‫أنها لم تكن كعبة عباد ٍة إنما كانت غرفة ألولئك القوم الذين ذكرهم‪.‬‬
‫(األصنام= ‪)44‬‬

‫ُك َعيب‪/‬كعب‬
‫صنم عبده أهل اليمن بُني عليه ال ُقلَّيس الذي بناه أبرهة األشرم= بصنعاء‪.‬‬
‫وكان في قبة ال ُقلَّيس أو البيت‪ ،‬فيما يروي= األزرقي‪ ،‬خشبة ساج منقوشة طولها= ستون ذراعًا ُيقال لها‪:‬‬
‫ُك َعيب‪ ،‬وخشبة من ساج نحوها في الطول يُقال لها‪ :‬امرأة ُك َعيب كانوا يتبركون بهما في الجاهلية وكان‬
‫يُقال ل ُك َعيب‪ :‬األحوزي‪ ،‬واألحوزي= بلسانهم‪ :‬الحبر‪ ،‬و ُك َعيب تصغير كعب وذكر بعض أهل األخبار أن‬
‫”كعباً“ و”كعيب“ المذكورين هما صنمان‪.‬‬
‫يقول صاحب أخبار مكة‪ :‬لم يزل ال ُقلَّيس على ما كان عليه‪ ،‬حتى ولّى أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين‪،‬‬
‫العباس بن الربيع بن عبيد اهلل الحارثي اليمن‪ ،‬فذكر العباس ما في ال ُقلَّيس من النقض والذهب والفضة‬
‫ال كثيراً وكنزاً‪ ،‬فتاقت= نفسه إلى هدمه‪ ،‬وأخذ ما فيه‪ ،‬فبعث إلى‬
‫وعظم ذلك عنده وقيل له‪ :‬إنك تصيب فيه ما ً‬
‫علي أن ال أهدمه‪،‬‬
‫ابن وهب بن منبه فاستشاره في هدمه‪ ،‬وقال‪ :‬إن غير واحد من أهل اليمن قد أشاروا ّ‬
‫علي أمر ُك َعيب‪ ،‬وذِكر أن أهل الجاهلية كانوا يتبركون به‪ ،‬وأنه كان يكلمهم‪ ،‬ويخبرهم بأشياء مما‬
‫وعظم َّ‬
‫َ‬
‫يحبون ويكرهون‪.‬‬
‫فقال ابن وهب‪ :‬كل ما بلغك باطل‪ ،‬وإنما ُك َعيب صنم من أصنام= الجاهلية ُفتِنوا به‪َ ،‬ف ُمر بالدّهل وهو الطبل‬
‫وبمزمار= فليكونا= قريباً‪ ،‬ثم أعله الهدّامين‪ ،‬ثم ُم ْر ُهم بالهدم‪ ،‬فإن الدّهل والمزمار= أنشط لهم‪ ،‬وأطيب‬
‫ال‪ ،‬مع أنك تثاب من الفسقة الذين حرقوا= غمدان‪ ،‬وتكون قد محوت عن‬ ‫ألنفسهم‪ ،‬وأنت تصيب من نقضه ما ً‬
‫قومك اسم بناء الحبش وقطعت ذكرهم‪.‬‬
‫يتقرب إليه‪ ،‬وقال له‪ :‬إن ملكاً يهدم‬
‫وكان بصنعاء يهودي= عالم‪ .‬قال‪ :‬فجاء قبل ذلك إلى العباس بن الربيع ّ‬
‫ال ُقلَّيس يلي اليمن أربعين سنة‪ ،‬فلما اجتمع له قول اليهودي ومشورة ابن وهب أجمع على هدمه‪.‬‬
‫ال عظيماً‪ ،‬ثم رأيته دعا‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬حدثني= الثقة‪ ،‬قال‪ :‬شهدت العباس وهو يهدمه‪ ،‬فأصاب= منه ما ً‬
‫بالسالسل فعلّقها في ُك َعيب والخشبة التي معه فاحتملها= الرجال‪ ،‬فلم يقربها أحد مخافة لما كان أهل اليمن‬
‫يقولون فيها‪ ،‬فدعا بالورديين وهي العجل فأعلق فيها السالسل ثم جبذاها الثيران وجبذها الناس معها حتى‬
‫مضرتها‪ ،‬وثب رجل من أهل العراق‬ ‫ّ‬ ‫أبرزوها من السور‪ ،‬فلما أن لم ير الناس شيئاً مما كانوا يخافون= من‬
‫كان تاجراً بصنعاء‪ ،‬فاشترى= الخشبة وقطعها لدار له‪ ،‬فلم يلبث العراقي أن ُجذم‪ ،‬فقال رعاع الناس‪ :‬هذا‬
‫لشرائه ُك َعيباً‪ .‬قال‪ :‬ثم رأيت أهل صنعاء بعد ذلك يطوفون بال ُقلَّيس فيلقطون منه قطع الذهب والفضة‪.‬‬
‫(األزرقي ‪ ،218-217-1/216‬المفصل ‪ ،6/289 =،1/331 – 3/501‬الروض اآلنف ‪ ،1/247‬معجم‬
‫البلدان ‪ ،4/395‬الروض المعطار في خبر األقطار= لمحمد الحميري‪ ،467 :‬راجع ال ُقلَّيس في هذا المعجم‪،‬‬
‫لسان العرب والصحاح شرح ” كعت”‪ ،‬القاموس المحيط شرح ” ال َكعت”‪ ،‬راجع ال ُقلَّيس والقيس)‬

‫َكالل‬
‫من آلهة العرب قبل اإلسالم‪ .‬ورد اسمه في لسان العرب والقاموس‪ :‬ال َك ُّل‪.‬‬
‫وقال‬ ‫وتس ّمت العرب ب”عبد ُكالل“ ومنهم عبد ُكالل بن َعريب بن ُمدرك بن ُرعين وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫ابن الكلبي‪ :‬وفيه يقول الشاعر‪:‬‬
‫وعبد ُكالل جاد كل عظيمة‬

‫ُ‬
‫سمعت بها حمير وكفيلها‬

‫ومنهم أيضاً عبد كالل بن سمرة‪ ،‬وقد غيّر النبي اسمه إلى ”عبد الرحمن“‪.‬‬
‫لة‪ ،‬ومن معاني ال َك ُّل وال َكاللة كما يقول أهل‬
‫يقول ابن دريد‪ :‬وكالل اشتقاقه من ت َكلُّل النَّ َسب‪ ،‬ومنه الكَاَل ُ‬
‫اللغة‪ :‬الرجل الذي ال ولد له وال والد‪.‬‬
‫بهذا المعنى يمكن أن نرى هذا الصنم تعبيراً عن فكرة اإلله الواحد األحد الذي ال والد له وال ولد‪ ،‬وهو‬
‫معنى يطابق= صفة اهلل في اإلسالم‪.‬‬
‫(القاموس المحيط ” الكل”‪ ،‬معجم المناهي ص ‪ ،378‬االشتقاق ‪ ،2/527‬نسب معد واليمن األكبر ‪،538‬‬
‫لسان العرب والصحاح في اللغة ” كلل”)‬

‫كهل‬
‫من آلهة ثمود ومعين وورد اسمه في النصوص التي عثر عليها في األقسام الشمالية من العربية الغربية‪.‬‬
‫وهو يرمز= إلى القمر‪ ،‬وقد نسب إليه الثموديون= صفة األب‪ ،‬وتلك صفة لإلله القمري في المجال الثمودي‪.‬‬
‫وكان المؤمنون يطلبون إليه في أدعيتهم‪ ،‬الكمال والقوة والحب والحياة والراحة والفرح‪ .‬وقد طلب إليه مرة‬
‫حماية مدينة ”غو“‪.‬‬
‫وقد ورد اسمه ”كهل‪/‬كاهل‪/‬كهلن“‪ ،‬وفي نص ثمودي= ورد مقروناً بأداة التعريف ”ه“ ”ها“ أي ”ه ك ه‬
‫ل“ ”هاكهل“‪ ،‬وتشير لفظة الكهل إلى المفهوم ذاته الذي تعنيه في عربيتنا ”من جاوز= الثالثين ووخطه‬
‫شيب“ كما تعني ”القدير“‪.‬‬
‫ٌ‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،124‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)312-6/295‬‬
‫حرف الالم‬

‫الالي‬
‫من اآللهة الثمودية والصفوية‪ ،‬وكان يطلب منه منح الشجاعة للمحاربين وأن يغدق الفرح على المؤمنين‬
‫به‪.‬‬
‫واسم العلم الوحيد الذي يدخل في تركيبه هو ”الالي يهب“ وهو معروف في اللغة الصفوية بهذه الصيغة‪.‬‬
‫وحسب رأي براندن فإن اسم هذا اإلله يشتق من ”إيل“‪ ،‬وهو عبارة عن متغيرة السم إله‪ ،‬على األرجح‪.‬‬
‫وذلك ألنه كان يحمل النعت ”أبتر“ مثل ”إله“ في نصوص هوبير الثمودية‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،113‬راجع إله)‬

‫الالت‬
‫كانت عبادة الالت ديانة رئيسية في جزيرة العرب‪ ،‬وانتشرت عبادتها انتشاراً واسعاً حتى أصبحت من‬
‫مواضع العبادة الشهيرة التي يحددها عالمة اليمن الهمداني‪ :‬مكة‪ ،‬وإيلياء‪ ،‬والالت بأعلى نخلة‪ ،‬وذو‬
‫الخلصة بناحية تبالة‪ ،‬وكعبة نجران‪ ،‬وريام في بلد همدان‪ ،‬وكنيسة الباغوتة بالحيرة‪.‬‬
‫قريشال ُع َّزى‬
‫ٍ=‬ ‫كانت الالت صخرة بالطائف تعظمها قريش وجميع العرب‪ ،‬لكن ثقيف كانت تخصها= كخاصة‬
‫الربّة“‪ .‬وكانت في موضع= منارة مسجد الطائف اليسرى= اليوم‪.‬‬
‫وتسميها ” ّ‬
‫وقد ذكر الرحالة االنكليزي جيمس هاملتون أن صخرة الالت كانت ال تزال في أيامه بالطائف (وكانت‬
‫رحلته العام ‪1852‬م) وقال إنه شاهدها فوصفها بأنها صخرة من الغرانيت ذات شكل خماسي‪ ،‬وأن طولها=‬
‫زهاء اثنتي عشرة قدماً‪.‬‬
‫السو ْيق‬ ‫ً‬
‫مربعة‪ ،‬يلت عندها يهودي= َّ‬ ‫والالت أحدث من مناة‪ ،‬كما يقول ابن الكلبي‪ ،‬وكانت صخر ًة‬
‫(الحنطة)‪ ،‬سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالكٍ‪ ،‬وكانوا قد بنوا عليها بنا ًء (في= المستطرف‪ :‬كان حجابها بنو‬
‫وحجابها= بنو ُمعتب من ثقيف‪ ،‬وفي رواية ياقوت‪:‬‬ ‫مغيث‪ ،‬أما صاحب الروض اآلنف فيقول‪ :‬كان سدنتها ُ‬
‫كان سدنتها آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف)‪ .‬والالت ذكرها اهلل في القرآن (النجم‪)19 :‬‬
‫فقال‪ { :‬أَ َف َرأَ ْيتُ ُ=م الاَّل َت َو ْال ُع َّزى}‪.‬‬
‫ولها يقول عمرو بن الجعيد‪:‬‬
‫كأسلك‬
‫فإني وتركي وصل ٍ‬
‫الذي‬

‫التوكان‬
‫تبرأ من ٍ‬
‫ّ‬
‫يدينها!‬
‫وله يقول المتل ّمس في هجائه عمرو بن المنذر‪:‬‬
‫أطردتني= حذر الهجاء‪،‬‬
‫وال‬

‫والالت واألنصاب= ال تئل!‬

‫ِقدَم عبادة الالت‬


‫والالت من اآللهة المعروفة المعبودة عند النبط‪ ،‬وكذلك عند العرب الشماليين‪ ،‬وعند عرب الحجاز‪ ،‬وأيضاً=‬
‫كانت من آلهة الصفويين ورد اسمها ”اللت‪ ،‬لت‪ ،‬هلت‪ . 16‬وهي إلهة أنثى ويراد بها الشمس (ورود اسم‬
‫اإلله ”هله“ في النصوص الصفوية وربما= كان مذكر هله مثل الالت واهلل‪ ،‬حسب جواد علي)‪ .‬وقد مثلت‬
‫في بعض النصوص الصفوية قطعة من الشمس رسمت بصورة بدائية‪ ،‬ورسمت في بعض النصوص‬
‫السامية الشمالية بشكل امرأة عارية‪ ،‬رمز إليها بصور فرس في النصوص العربية الجنوبية ‪ ،‬والفرس‬
‫على ما يقول جواد علي‪ :‬كان من الحيوانات المقدسة التي ترمز إلى الشمس عند قدماء الساميين وعند‬
‫غيرهم من الشعوب‪ ،‬ولذلك كان الناذرون لها يقدمون لها تماثيل مصنوعة على هيئة فرس‪ .‬كما اشتهرت‬
‫عبادتها في تدمر وكانت تمثل على أنها إلهة الحرب والقوافل‪ ،‬و”أسد الالت“ الذي يعود للقرن األول قبل‬
‫الميالد‪ ،‬من أهم المكتشفات األثرية الموجود في متحف تدمر الوطني وال يزال محافظاً= على صورته‪،‬‬
‫والنحت الذي عثر عليه في ”معبد الالت بتدمر“ يمثل أسداً جاثياً وصدره لألمام وهناك غزال بين قدميه‪،‬‬
‫وهناك رأي لعالم اللغة ابن سيده يقول فيه إن اشتقاق الالت جاء من الهة وهي الحية‪ .‬فربما كانت الحية‬
‫رمزاً لها‪.‬‬
‫وصنم= الالت‪ ،‬هو ”أليالت“ ”ألالت“ ‪ Alilat = Alelat‬المذكور= في تاريخ هيرودوت‪ ،‬وينقل جواد علي‬
‫عن باحثين أن النبط عدّوا الالت أماً لآللهة ‪ ،‬وهي في نظر ”روبرتسن سمث“ اإللهة األم لمدينة‬
‫بطر‪/‬بترا‪ ،‬وتقابل اإللهة أرتميس عند أهل قرطاجة‪ .‬وعبدت الالت أرض ”مدين“ عند اللحيانيين‪ .‬وقد‬
‫وصف ”أفيفانيوس“ معبد اإللهة الالت في مدينة بطرا‪ ،‬فذكر أنه معبد ”األم العذراء – ‪Virgin mother‬‬
‫“ كما أنها كانت معبودة عند أهل الوسة‪/‬الوس ‪ Elusa‬كذلك‪ .‬يقول صاحب المفصل‪ :‬يظهر= أن عبادتها‬
‫كانت قد انتقلت من النبط ومن القبائل العربية الشمالية إلى أهل الحجاز‪ ،‬ويقول ابن الكلبي‪ :‬سمعت العرب‬
‫س ّمت بالالت ومناة قبل ال ُع َّزى‪ ،‬فوجدت تميم بن ّ‬
‫مر سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة‪،‬‬
‫وعبد مناة بن أد‪ ،‬وباسم الالت سمى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم الالت‪ ،‬وتيم الالت بن رفيدة بن ثور‪ ،‬وزيد‬

‫‪ 16‬وقــد ورد اســم الــالت فــي نصــوص ”الحجــر“ و ”صــلخد“ و ”تــدمر“‪ ،‬وهــي مــن مواضــع النبــط‪ .‬وهــو ”ه ل ت“ ”ه لــت“‬
‫”هــا لــت“ فــي النصــوص الصــفوية‪ ،‬و منــها ”الالت“‪ ،‬ألن ”الهاء“ حرف تعريف في اللهجة الصفوية‪ .‬وقد ذكر أكثر من ستين‬
‫مرة في الكتابات الصفوية‪ .‬وهو أكثر آلهة الصفويين وروداً في نصوصهم‪ ،‬و يدل ذلك على شيوع عبادته بينهم‪( .‬المفصل لجواد علي)‬
‫الالت بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد ابن طابخة‪ ،‬وتيم الالت بن النمر بن قاسط‪ ،‬وعبد ال ُع َّزى بن‬
‫كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم‪ ،‬فهي أحدث من األولين‪.‬‬
‫وبنو= زيد الالت من القبائل العظيمة عند العرب وهم من قبائل كلب بن وبرة‪ .‬بالالت تسمى العرب منهم‬
‫وس َكن الالت‪ُ ،‬‬
‫وشكم= الالت‪ ،‬والشكم‪ :‬العطاء‪.‬‬ ‫كما يقول ابن دريد‪ ،‬وهب الالت‪ ،‬وسعد الالت‪َ ،‬‬

‫تلبية الالت‬
‫وكانت تلبية من نسك للالت‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك كفى ببيتنا بنية‪ ،‬ليس بمهجور= وال بلية‪ ،‬لكنه من تربة‬
‫زكية‪ ،‬أربابه من صالحي البرية“‪.‬‬
‫وكان الناس يعلّقون القالئد والسيوف= على الالت والعزى‪ ،‬ينسب لكعب بن مالك األنصاري أنه قال‪:‬‬
‫وننسى= الالت وال ُع َّزى‬
‫وودا=‬

‫ونسلبها القالئد والسيوفا‬

‫بيت الالت وحرمها= المقدس‬


‫قال ابن حبيب‪ :‬كانت الالت بالطائف لثقيف على صخرة‪ ،‬وكانوا= يسترون ذلك البيت ويضاهون به الكعبة‪.‬‬
‫وكان له حجبة وكسوة وكانوا= يحرمون واديه‪ ،‬كما يروي= ابن حبيب‪ ،‬فبعث رسول اهلل صلى اهلل عليه أبا‬
‫سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه‪ .‬وكان سدنته آل أبي العاص‪ ،‬من بني يسار بن مالك‪ ،‬من ثقيف‪.‬‬
‫أما حرم الالت فهو وادي َو ّج وقد ورد وصفه في كتاب األموال ألبي عبيد ومغازي الواقدي= وصفة‬
‫جزيرة العرب للهمداني‪ ،‬وقد حرم الرسول قطع عضاه والصيد فيه وعاقب من يخالفه بالجلد وخلع ثيابه‪.‬‬

‫اشتقاق كلمة الالت‬


‫لقد اختلفت الروايات حول الالت فهناك رأي يزعم‪ ،‬فيما يروي= جواد علي‪ ،‬أن الالت إنسان في األصل‬
‫مات ثم اتخذ قبره مزاراً وهذا يشير إلى عبادة القبور‪ ،‬ولهذا نهى اإلسالم عن اتخاذ القبور مزارات‪ .‬ورأي=‬
‫عن بعض أهل األخبار نجده في تفسير البيضاوي لسورة النجم من أن صنم الالت إنما ُس ّمي التا‪ ،‬من لوى‪،‬‬
‫ألنهم كانوا يلُون عليها‪ ،‬أي يطوفون‪ ،‬ويعتكفون للعبادة عنده‪ .‬ورأي ورد في تفسير ابن كثير يقول‪ :‬إن‬
‫تسمية الالت التاً‪ ،‬خالصته أن الناس اشتقوا الالت من اسم اهلل‪ ،‬فقالوا‪ :‬الالت يعنون مؤنثه منه‪ .‬وألحقت به‬
‫التاء فأنّث‪ ،‬مثل عمر‪ ،‬عمرة‪ ،‬وعباس عباسة‪ ،‬وهناك رأي ُيرجع عبادة الالت إلى ”الفتيشزم“ أي عبادة‬
‫األحجار في اصطالح علماء األديان‪ ،‬ويعنون بها عبادة األرواح التي يزعم المتعبدون أنها حلت في تلك‬
‫األحجار‪ ،‬أما ابن سيده فيقول في المح ّكم‪ :‬الالت صنم‪ ،‬أصله الهة‪ ،‬وهي الحية‪ ،‬كأن الصنم س ّمي بها‪ ،‬ثم‬
‫حذف منه الهاء‪ ،‬كما قالوا‪ :‬شاة وأصلها= شاهة‪.‬‬

‫من هي الالت؟‬
‫ان يسأل من‬ ‫ص ْخ َرة ِب َّ‬
‫الطا ِئف= َو َعلَ ْي َها لَ ُه غنم‪َ ،‬ف َك َ‬ ‫اهلِيَّة على َ‬ ‫ان رجل فِي ْال َج ِ‬ ‫اهد َق َ‬
‫ال‪َ :‬ك َ‬ ‫يروي الفاكهي َعن ُم َج ِ‬
‫َ‬
‫الناس فلَ َّما َم َ‬
‫ات‬ ‫يطعم من يمر ِب ِه من َّ‬ ‫يج َعل ِم ْن ُه َح ْي ًسا َو ْ‬ ‫َ‬
‫الطائِف واألقط ف ْ‬
‫‪17‬‬ ‫رسلها‪َ ،‬و َي ْأ ُخذ من زبيب َّ‬
‫ال ممن مضى كان يقعد على صخرة لثقيف يبيع السمن‬ ‫عبدوه ” ‪ ،‬وعن ابن عباس يروي األزرقي‪ :‬أن رج ً‬
‫من الحجاج إذا مروا‪ ،‬فيلت َسو ْيقهم= وكان له عليها غنم‪ .‬فسميت صخرة الالت فمات‪ ،‬فلما فقده الناس قال‬
‫لهم عمرو (بن لُ َح ّي)‪ :‬إن ربّكم كان الالت فدخل في جوف الصخرة‪ ،‬وقال‪ :‬إن ر ّبكم يتص ّيف بالالت لبرد‬
‫الطايف‪ ،‬ويشتو بال ُع َّزى لح ّر تهامة‪ .‬قال الكلبي‪ :‬وكانت الالت وال ُع َّزى= و َمناة في كل واحدة منهن شيطان‬
‫تكلمهم وتتراءى للسدنة‪ ،‬وهم الحجبة وذلك من صنيع ابليس وأمره‪.‬والالت= في رواية ياقوت‪ :‬صخرة كان‬
‫يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجاج في الزمن األول‪ ،‬وقال أيضاً‪ :‬إن الالت كان رج ً‬
‫ال من‬
‫ثقيف يلت السويق للحجاج على صخرة معروفة‪ ،‬تسمى صخرة الالت‪ .‬وقال‪ :‬الالت صنم كانت تعبده ثقيف‬
‫وتعطف عليه ال ُع َّزى‪.‬‬

‫هدم الالت‬
‫عندما أسلمت ثقيف‪ ،‬بعث رسول= اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم المغيرة بن شعبة‪ ،‬فهدمها‪ ،‬وحرقها بالنار‪ ،‬وفي‬
‫عارضالجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفاً عن العود إليها‪:‬‬‫ٍ‬ ‫ذلك يقول شداد بن‬
‫ال تنصروا الالت إن اهلل مهلكها!‬

‫ليس‬ ‫من‬ ‫نصركم‬ ‫وكيف‬


‫ينتصر؟‬

‫إن التي حرقت بالنار فاشتعلت‬

‫ولم تقاتل لدى أحجارها هدر‬

‫إن الرسول متى ينزل بساحتكم‬

‫يظعن وليس بها من أهلها بشر‬

‫‪17‬‬
‫ِحى مملوء‬
‫المغازي‪ ،‬الواقدي ‪ :2/869‬قدمت على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬إحدى نساء بني سعد بن بكر إما == خالة أو ع ّمة ِبن ٍ‬
‫سمناً ِ‬
‫وجراب أقِط‪..‬‬
‫الربّة“‪.‬‬
‫وهناك تفاصيل مهمة عن هدم الالت ذكرناها في حديثنا عن ” ّ‬
‫(األصنام ص ‪ ،27-17-16‬صفة جزيرة العرب للهمداني ‪ ،240‬آثار البالد‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب‬
‫قبل اإلسالم ‪ ،322-6/321‬القزويني= ” ذكر الطائف ‪ 97‬وما يليها”‪ ،‬المحبر البن حبيب ‪،315 -312‬‬
‫األموال ألبي عبيد ص ‪ 284‬طبعة دار الشروق= ‪ ،1989‬المغازي‪ ،‬الواقدي ‪ 3/971‬المفصل ‪- 6/230‬‬
‫حتى‪ ،233-1/232-235‬المحكم البن سيده شرح ” الهة”‪ ،‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/491‬أخبار مكة‬
‫األزرقي= ‪ ،199-1/198‬معجم البلدان ‪ ،5/4‬أخبار مكة الفاكهي ‪ ،164 -5/140‬المستطرف األبشيهي‪،‬‬
‫طبعة ‪ 1986 2‬دار الكتب العلمية ‪ ،2/175‬الروض اآلنف السهيلي ‪ ،1/356‬االشتقاق ابن دريد ‪،2/538‬‬
‫الربَّة” في معجمنا) ‪.‬‬
‫نسب معد واليمن األكبر ‪ ،644 -639‬راجع ” َّ‬

‫اهلل‬
‫كانت العرب تعبده في جاهليتها‪.‬‬
‫وكانت العرب قبل اإلسالم يسمون الكعبة ”بيت اهلل“‪ ،‬نقرأ في شعر ينقله ابن الكلبي للشاعر الجاهلي قيس‬
‫الحدادية ُ‬
‫الخزاعي‪:‬‬ ‫بن ُ‬
‫تلينا ببيت اهلل أول حلفة‬

‫فأنصاب يسرن بغَبغَب‬


‫ٍ‬ ‫وإال‬

‫وكان المسيحيون واليهود يس ّمون مكة ”دار اإلله“ ويرد في شعر للنابغة الذبياني ذكره الهمداني= عند ذكره‬
‫منازل قبيلة إياد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫محلَّتهم دار اإلله ودينهم=‬

‫قويم= فما يرجون غير العواقب‬

‫قال‪ :‬محلّتهم أي مكة من ديار خزاعة‪ ،‬فهم ما يخشون غير اآلخرة‪ .‬وروي= الشعر ”مجلَّتهم دار اإلله“‪.‬‬
‫كان قصي= بن كالب‪ ،‬فيما يروي الشهرستاني‪ ،‬ينهى عن عبادة غير اهلل من األصنام‪ ،‬وهو القائل‪:‬‬
‫رب‬ ‫أربًاّ واحداً أم َ‬
‫ألف ّ‬

‫أدين إذا تقسمت األمور=‬


‫والعزى= جميعاً‬
‫الالت ّ‬
‫َ‬ ‫تركت‬
‫كذلك يفعل الجلد الصبور‬

‫فال ِع ّزى أدين وال ابنتيها‬

‫وال صنمي بني عمرو‬


‫أزور‬

‫وقيل إن هذه األبيات لزيد بن عمر بن نفيل‪ ،‬فلقي في ذلك من قريش شراً حتى أخرجوه عن الحرم فكان ال‬
‫يدخله إال لي ً‬
‫ال‪.‬‬
‫ويؤكد= الرواة العرب أن األصنام كلّها في بالد العرب‪ ،‬كانت تعبد مع اهلل عز وجل‪ ،‬وأنهم كانوا ّ‬
‫يوحدون‬
‫اهلل بالتلبية‪ ،‬ويدخلون= معه آلهتم ويجعلون مِلكها بيده‪ ،‬حسب ابن الكلبي وابن حبيب‪ .‬يقول اهلل عز وجل‬
‫يوحدونني= بمعرفة حقي إال‬ ‫لنبيه صلّى اهلل عليه وسلّم‪{ :‬وما يؤمن أكثرهم باهلل إال وهم مشركون}‪ ،‬أي ما ّ‬
‫جعلوا معي شريكاً من خلقي‪ .‬وكانت قريش تقول إنما نعبد األصنام ”زلفى إلى اهلل“‪ ،‬لكن الرسول= وعلى‬
‫ِص َوالَّذ َ‬
‫ِين اتَّ َخ ُذوا م ْ‬
‫ِن‬ ‫ِّين ْال َخال ُ‬ ‫حرم اهلل مقولتهم تلك‪ ،‬فقال اهلل في كتابه العزيز= (الزمر‪ { )3 :‬أَاَل هَّلِلِ الد ُ‬ ‫لسانه ّ‬
‫دُو ِن ِه أَ ْولَِيا َء َما َن ْعبُد ُ‬
‫ُه ْم إِاَّل لِيُ َق ِّربُونَا إِلَى اهَّللِ ُز ْل َفى إِ َّن اهَّللَ َي ْح ُك ُم َب ْي َن ُه ْم فِي َما ُه ْم فِي ِه َي ْخ َتلِ ُف َ‬
‫ون إِ َّن اهَّللَ اَل َي ْهدِي َم ْن‬
‫ِب َك َّف ٌ‬
‫ار}‪.‬‬ ‫ُو َكاذ ٌ‬ ‫هَ‬
‫وقد سمت العرب ”عبد اهلل“ في الجاهلية ومنهم ”عبد اهلل بن عبد المطلب“ والد الرسول= محمد صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم‪ .‬وكما سمت ”تيم الالت“ سمت أيضاً ”تيم اهلل“‪ .‬وأسماء األعالم التي وردت في المؤلفات‬
‫اإلسالمية كان منها أشخاص عاشوا في الجاهلية القريبة من اإلسالم مثل‪” ،‬أحمس اهلل“‪” ،‬أنس اهلل“ ”أوس‬
‫اهلل“ و”عبد اهلل“ و” َعيِّذ اهلل“‪.‬‬
‫ألنه مأَلُوه أَي معبود‪ .‬وروى المنذري= عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم اهلل تعالى‬‫واهلل‪ ،‬أَصله إال ٌه‪َ ،‬‬
‫في اللغة فقال‪ :‬كان حقه إال ٌه‪ ،‬أُدخلت َ‬
‫األلف والالم تعريفاً‪ ،‬فقيل أَإلال ُه‪ ،‬ثم حذفت العرب الهمزة استثقا ً‬
‫ال لها‪،‬‬
‫األولى في‬ ‫إال ساكنة‪ ،‬ثم التقى المان متحركتان فأَدغموا= ُ‬ ‫فقالوا‪ :‬أَلِال ٌه‪َّ ،‬‬
‫فحركوا= الم التعريف= التي ال تكون َّ‬
‫ُم والل ُه َّم ٌ‬
‫بدل من حرف النداء‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬فقالوا‪ :‬اهلل‪ .‬قال الجوهري في صحاحه‪ :‬والميم في قولهم‪ :‬اله َّ‬
‫(المحبّر ‪ ،315‬األصنام ‪ ،21-7‬صفة جزيرة العرب ‪ ،295‬الملل والنحل ‪ ،2/598‬القرآن الكريم سورة‬
‫الزمر‪ ،‬أسد الغابة ‪ ،3/506‬نسب معد واليمن األكبر ‪ ،187-638‬المفصل لجواد علي ‪ ،6/16‬لسان‬
‫العرب ” أله ‪ -‬عيذ”‪ ،‬صفة جزيرة العرب‪. )275 ،188،230272 :‬‬

‫اإلالهة‪/‬االهة‬
‫إاله ًة‪ ،‬واألالهة هي مؤنث أَإلال ُه أصل كلمة اهلل‪.‬‬
‫سمت العرب الشمس لما عبدوها َ‬
‫اله ُة‪:‬‬ ‫الحار ُة‪ .‬وفي لغتهم‪ِ :‬‬
‫اإل َ‬ ‫الشمس َّ‬
‫ُ‬ ‫الشمساسم لها واآللهة‬
‫ُ‬ ‫واإلاله ُة وأُ َ‬
‫اله ُة‪ ،‬كلُّها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫اله ُة‬ ‫تقول العرب‪َ :‬‬
‫األ َ‬
‫الحية العظيمة‪ ،‬وكذلك هو معنى كلمة ”االهة“ التي اشتقت منها كلمة الالت مؤنث كلمة اهلل على رأي‬
‫بعض علماء اللغة‪.‬‬
‫األوثان َ‬
‫واألصنام= آلهة‪ ،‬وهي جمع إالهة؛ قال اهلل عز‬ ‫ون معبوداتهم= من َ‬ ‫ْع َ‬ ‫وكانت العرب في الجاهلية َيد ُ‬
‫َ‬
‫وجل (األعراف‪َ { )127 :‬و َي َذ َر َ=ك َوآَلِ َه َت َك}‪ ،‬وقرأها ابن عباس‪:‬‬
‫اله َتك‪ ،‬بكسر الهمزة‪ ،‬أَي وعبادتك‪ .‬وهي أَصنام َع َبدَها قوم فرعون معه‪.‬‬
‫و َي َذ َرك وإِ َ‬
‫(لسان العرب‪ :‬شرح ” أله”‪ ،‬القاموس المحيط شرح ” ال َه” و ” لَ ْو َه ُة”‪ ،‬الصحاح شرح ” ليه”‪ ،‬تكملة‬
‫األصنام عن تاج العروس= ‪)107‬‬

‫لخم‪/‬لخمو‪/‬لخامو‪/‬لخمون‪/‬لخامون‬
‫من كبار آلهة ”دلمون‪/‬البحرين“‪ ،‬وهي آلهة أنثى‪ ،‬وذكر اسمه في المفصل‪ :‬لخامو ولخامون‪.‬‬
‫ويشير النقش القديم الذي يحمل اسم لخمو‪ -‬لحمو إلى عبادة اإللهة األم عند العرب‪ ،‬وهي إلهة الخصب‬
‫نظراً لدالالت االسم فاللخم واللحم في العبرية هو القمح‪ ،‬واللحم في العربية‪ :‬القمح تقول العرب‪ :‬هل أَْل َح َم‬
‫القمح‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الزرع؟‪ :‬صار فيه‬
‫ُ‬
‫يقول الباحث العراقي فاضل الربيعي‪ :‬إن اإللهة لخم خلدتها القبائل العربية المهاجرة إلى جنوب الشام ‪-‬‬
‫فلسطين‪ ،‬في اسم قرية تدعى اليوم بيت لحم‪.‬‬
‫الربّة“‪.‬‬
‫وهو بهذا المعنى يعني ”بيت اإللهة“ أو ”بيت ّ‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،1/562‬حقيقة السبي البابلي‪ ،‬فاضل الربيعي‪ ،‬لسان العرب ”‬
‫لخم”)‬

‫ليل‪ /‬ليلى‬
‫اشتهرت عبادته في جزيرة العرب وبالد الرافدين‪ ،‬ودخل اسمه في تركيب أسماء اآللهة عند الرافديين‪ ،‬فقد‬
‫كان اإلله إنليل سيداً لمجمع اآللهة‪ ،‬ويعني= اسمه ”سيد الهواء“‪ ،‬وزوجته ننليل وهي أم اإلله القمر نانا‪.‬‬
‫وعند العرب أيضاً دخل االسم في تركيب بعض أسماء اآللهة العربية منها اإلله ”ياليل“ أو ”كاليل“‪ ،‬وليل‬
‫في لغتهم‪ :‬هو الظلمة عقب النهار‪ ،‬ولَ ْيلى‪ :‬هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة‪ ،‬وبه سميت المرأَة ليلى‪ ،‬والمدهش‬
‫أن هذا المعنى نجده في الديانة الرافدية فاآللهة ننليل تجمع اإلله ”نانا“ القمر الذي يولد من رحم ”ليل“ وهو‬
‫الظلمة‪.‬‬
‫(ديوان األساطير ‪ ،1/39‬لسان العرب ” ليل”‪ ،‬القاموس المحيط ” الليل”)‬
‫حرف الميم‬

‫مالك‪/‬ملك‬
‫ورد اسم مالك وملك في مجمع آلهة ثمود‪ .‬كما ورد اسمه في نصوص الصفويين واللحيانيين والقتبانيين‪.‬‬
‫في نصوص الثموديين ذكر اسم ”عبد ملكن“ أي ”عبد الملك“ وال ترد اللفظة بالمعنى السياسي وإنما كاسم‬
‫إله‪ ،‬كذلك وردت لفظة ”ملكن“ في نص قتباني= وأريد بها اسم إله‪ ،‬كما ينقل جواد علي عن المستشرق=‬
‫دتلف نلسن‪ ،‬وتسمى بعبادته العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ومنهم= ”عبد الملك بن أُكيدر صاحب دومة الجندل“ ذكره‬
‫ابن األثير‪.‬‬
‫نجد االسم لدى األنباط والتدمريين في صيغة ”مالوكو“ وكان من األسماء الشائعة‪ ،‬وهناك‪ ،‬حسب براندن‪،‬‬
‫عالقة بينه وبين اإلله ”مولوخ“ الكنعاني‪ ،‬وقد طلب إليه الكنعانيون الطمأنينة والحماية والعون‪ ،‬وترجوه‬
‫مرة أن يأمر‪ .‬ونجد في نقش إلى جانب ”عطار السماء“‪ ،‬يشير إلى أنه يشارك= هذه اإللهة في معد ”دومات“‬
‫على ما يبدو‪ .‬وذكر= في مجمع اآللهة ”ملك‪/‬بل“ ملك بعل“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،125‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،130-1/331 ،6/313‬أسد الغابة ‪)3/504‬‬

‫متب‬
‫من آلهة معين وهو إله الحصاد‪.‬‬
‫وفي قوائم= آلهتهم ذكر ضمن أسماء اآللهة المركبة ”متب قبط“‪ ،‬و”متب مذجب“ و”متب نطين“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)334-308-6/295‬‬

‫ُم ِح ٌّر‬
‫من آلهة لحيان‪.‬‬
‫حر“ في لغتهم شريعة أو قانون أو أمر أو سنة‪ ،‬وهو من اآللهة التي اختفى اسمها في‬
‫وتعني لفظة ” ُم ّ‬
‫الكتابات اللحيانية المتأخرة‪.‬‬
‫ورد اسمه في كتابة لحيانية ”محر“ ”ه محر“ ”همحر“ ويظهر= أنه من اآللهة التي كانت تُعبد في العربية‬
‫الجنوبية وعند المعينيين الشماليين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/317‬لسان العرب ” محر”)‬
‫محرضو=‬
‫من آلهة العرب القدماء‪ ،‬ورد اسمه في نص قديم مع أسماء آلهة أخرى محرضو“ و”مشرقيتن“ و”نسور“‪.‬‬
‫ويرى= بعض المستشرقين أن المراد ب”محرضو= ومشرقيتن“ الشمس‪ ،‬وذهب آخرون إلى أن المراد بهما‬
‫القمر ُّ‬
‫والزهرة‪ .‬وذهب فريق آخر إلى أن المراد بذلك غروب الشمس وشروقها‪.‬‬
‫ض الهالك َم َرضاً= والميؤوس= من شفائه‪،‬‬
‫معنى الفتاً في لغة العرب ف“ ال ُم ْح َر ُ“‬
‫ض ً‬ ‫حر ِ‬
‫ولكننا نجد ل ُم َ‬
‫ض الذي أَذابه الحزن أَو العشق‪ .‬وربما كان هذا اإلله إله ”الشفاء“ من أمراض البدن والعشق=‬ ‫وال ُم ْح َر ُ‪:‬‬
‫يتشفع أمامه عند المرض وتقدّم لها القرابين لتعين المريض على العودة للحياة‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/308‬لسان العرب ” حرض”)‬

‫ال ُم َح ِّرق‬
‫بس ْلمِان‪ ،‬لبكر بن وائل وسائر ربيعة‪ ،‬وسلمان موضع لماء قديم= جاهلي فوق الكوفة على الطريق=‬
‫صنم كان َ‬
‫إلى تهامة من العراق في الجاهلية‪ ،‬وكان سدنته آل األسود العجليون‪.‬‬
‫لمحرق‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك حجاً حقاً تعبداً ورقاً“‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وكانت تلبية من نسك‬
‫ويفيدنا ابن حبيب برواية تشير إلى أن العرب كانوا يجعلون ألصنامهم ولداً من أوالدهم‪ ،‬يقول في محبّره‪:‬‬
‫المحرق‪ .‬وكان في عميرة‬
‫ِّ‬ ‫للمحرق في كل حي من ربيعة له ولداً‪ ،‬وكان في عنزة (بلج) بن‬
‫ِّ‬ ‫وكانوا قد جعلوا‬
‫المحرق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وغفيلة (عمرو) بن‬
‫ار ُث ُ‬ ‫ً‬
‫بن َع ْم ٍرو‪،‬‬ ‫والح ِ‬
‫َ‬ ‫بن ِه ْندٍ‪ ،‬ألنه َح َّر َق م َئة من بني َت ٍ‬
‫ميم‪،‬‬ ‫قال صاحب القاموس وال ُم َح ِّرق‪ :‬لقب َع ْم ُرو ُ‬
‫ْع ْو َن‪َ :‬‬
‫آل ُم َح ِّر ٍق‪.‬‬ ‫الشأم ألنه أوُلّ من َح َّر َق ال َع َرب في د ِ‬
‫ِيار ِهم‪ ،‬فهم يُد َ‬ ‫ُ‬
‫و َملِك ِ‬
‫(المحبَّر ‪ ،317-312‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/493‬القاموس المحيط ” حرق” تكملة األصنام عن تاج‬
‫العروس ‪ ،111‬معجم البلدان ‪)2/239‬‬

‫ُم َخيَّس‬
‫صنم لبني ال َق ْي ِن‪ ،‬ض ْبطه‪ :‬بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الياء وفتحها‪.‬‬
‫واإلبل ال ُم َخيَّ َس ُة كما تقول العرب هي التي لم تُ َس َّر ْح‪ ،‬ولكنها ُخيِّ َس ْتللنحر أَو ال َق ْسم فظهر= لحمها وشحمها‬
‫ِ‬
‫من السمن‪ ،‬أنشد النابغة‪:‬‬
‫الج ُد ِد‬
‫ير ِة ُ‬
‫الح َ‬
‫برحال ِ‬
‫ِ‬ ‫ال َمرا ِف ُقها َمشدود ًة‬ ‫ُ‬
‫واأل ْد ُم قد ُخيِّ َس ْت ُف ْت ً‬
‫(لسان العرب شرح ” خيس”‪ ،‬تاج العروس ” خ ي س”‪ ،‬الجمهرة ابن دريد ” خ س ى” ‪)2/223‬‬

‫ال َمد ُ‬
‫َان‬
‫ص َن ٌم‪ .‬يضبط بفتح الميم والدال‪.‬‬
‫َ‬
‫واشتقاق ال َمدَان‪ ،‬كما يقول ابن دريد‪ ،‬من دان يدين‪ ،‬وإليه ينسب بنو ”عبد ال َمدان“‪ ،‬وهو أبو قبيلة من بني‬
‫الحرث وهم ٌ‬
‫بطن من العرب من رجال سعد ال َعشيرة‪ ،‬والبن الكلبي في ال َمدَان خبر‪.‬‬
‫والدِّين‪ :‬الجزاء‪ ،‬والدِّين‪ :‬الطاعة والدأب‪ ،‬ويرى علماء اللغة أن الميم في مدان قد تكون زائدة‪.‬‬
‫(االشتقاق= البن دريد ‪ ،2/398‬ومعجمه جمهرة اللغة شرح ” م د ن”‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،5/74‬تكملة األصنام‬
‫عن تاج العروس= ‪ ،111‬القاموس المحيط‪ ،‬لسان العرب ” مدن”)‬

‫َم ْر َحب‬
‫صنم كان بحضرموت= اليمن‪.‬‬
‫مرحب ربيعة بن معد يكرب‪ ،‬كان‬
‫وكانت تلبية من نسك له‪” :‬لبيك لبيك‪ ،‬إننا لديك‪ ،‬لبيك‪ ،‬حبنا إليك“‪ ،‬وذو= َ‬
‫سادنه أي حافظه‪.‬‬
‫والمرحب تدل على سعة العيش ورغده‪.‬‬
‫َ‬
‫رحب‬ ‫وإلى اليوم ال تزال التحية التي يتبادلها الناس فيما بينها هي ” َم ْر َح ًبا“‪ ،‬وفي= تحية البدو ال تزال ” َم َ‬
‫فاس َت ْأنِس‬ ‫ال‪ ،‬أي أََت ْي َتأَ ْه ً‬
‫ال‪ْ ،‬‬ ‫الرحب والسعة‪ ،‬ويقولون أيضاً‪ :‬مرحباً وأه ً‬ ‫رحب“‪ ،‬أي انزل في ّ‬ ‫بك“ أو ”يا َم َ‬
‫الظ َّل‪ .‬والسالم العربي إلى اليوم‪” :‬هال ومرحب“ ثم اختصر=‬ ‫ش وفي= اللسان‪ :‬أَبو َم ْر َح ٍب‪ :‬كنية ِّ‬
‫وال َت ْس َت ْو ِح ْ‪.‬‬
‫ليصبح ”هال“ أو ”أهال“ وفي لهجة أهل العراق ”هالو“ مع م ّد األلف‪ ،‬وأصبح هذا السالم سالماً عالمياً إذ‬
‫أن كلمة التحية والترحيب في اللغة اإلنكليزية وكثير من اللغات األوروبية هي كلمة ”هلو“ وهي ذاتها‬
‫”هالو أو هال“ بإسقاط األلف أو إبدالها بواو‪.‬‬
‫(المحبَّر= ‪ ،318 314‬معجم البلدان ‪ ،5/102‬تكملة األصنام عن تاج العروس= ‪ ،111‬جمهرة أنساب العرب‬
‫الر ْح ُب”)‬
‫‪ ،2/493‬لسان العرب ” رحب”‪ ،‬القاموس المحيط شرح ُّ‬

‫ِر َزم‬
‫الم ْ‬
‫عبدته قبائل ربيعة‪ .‬وهو من العبادات الكوكبية‪.‬‬
‫ِر َز ِم“‪ ،‬ويبدو= أن‬ ‫الرزم أيضاً‪ ،‬وبه سمي ” ن ْ‬
‫َو ُء الم ْ‬ ‫ِر َز ِ=م من الغيث والسحاب الذي ال ينقطع رعده‪ ،‬وهو َّ‬ ‫والم ْ‬
‫ِر َزمان نجمان من نجوم المطر‪،‬‬ ‫حرمه اإلسالم‪ ،‬والم ْ‬ ‫العرب كان تستسقي= بنَوئه‪ ،‬واالستسقاء بالنوء مما ّ‬
‫أحدهما في ِّ‬
‫الشعرى واآلخر في الذراع ويس ّمى ال ُغ َم ْيصا ُء‪.‬‬
‫وكانت العرب تقول للغيم والسحابة‪ :‬ما أخلقها للمطر! وسمع مالك بن أنس مرة يقول ذلك فكرهه‪ ،‬وذلك‬
‫من خوفهم عليهم العود في شيء من أمر الجاهلية كرهوه‪ ،‬فاحتاطوا في أمورهم‪ ،‬فمنعوهم من الكالم الذي‬
‫فيه أدنى متعلّق‪ ،‬كما يقول الجاحظ‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،59 /6‬الحيوان للجاحظ‪ ،1/341 ،‬لسان العرب ” رزم ‪ -‬شعر‪،‬‬
‫راجع ” سهيل والشعرى” في معجمنا)‬

‫المروة‬
‫كان صنماً على صورة امرأة‪.‬‬
‫تقول مروية إسالمية ذكرها صاحب نزهة المجالس‪ :‬إنه لما قدم جبريل البراق وكان بصحبته الرسول نفر‬
‫البراق‪ ،‬ألن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم لمس الصفا بيده‪ ،‬وقال‪ :‬إن من يعبد هذا لشقي‪ .‬والصفا كان صنماً‬
‫على صورة رجل‪ ،‬والمروة كانت صنماً على صورة امرأة“‪.‬‬
‫(نزهة المجالس ومنتخب النفائس للشيخ العالم العالمة عبد الرحمن الصفوري= الشافعي ‪ ،2/99‬الروض‬
‫المعطار محمد الحميري ‪ ،531‬راجع إساف ونائلة في معجمنا)‬

‫مطع ُم الطير‬
‫صنم نصب على المروة‪ ،‬وقد نصب هناك قبل نقل الصنم نائلة إلى الصفا بعد أن كان في جوف الكعبة‪.‬‬
‫قال اليعقوبي‪ :‬كان ُهبل أول صنم وضع بم ّكة ثم وضعوا= به إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من‬
‫أركان البيت‪ ،‬ونصبوا على الصفا صنماً يقال له‪ :‬مجاور= الريح‪ ،‬وعلى المروة صنماً يقال له‪ :‬مطعم‬
‫الطير‪.‬‬
‫ومطعم= الطير كان اسم بطن من بطون العرب‪ ،‬وكان لقباً ألجاويد= العرب وكرمائهم منهم ”عبد المطلب“‬
‫ج ّد الرسول= صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬كما أن أن ليلى بنت الخطيم عندما قدمت إلى النبي تعرض عليه نفسها‬
‫ليتز ّوجها‪ ،‬قالت له‪ :‬أنا بنت مطعم الطير مباري الريح‪.‬‬
‫(أخبار مكة ‪ ،1/196‬تاريخ اليعقوبي ‪ ،1/295‬االشتقاق ص ‪ ،55‬نهاية األرب ‪)18/132‬‬
‫ال ُم َّطل ٌ‬
‫ِب‬
‫وبه تس ّمت العرب ب”عبد المطلب“‪ ،‬ونعرف= أن ”طالب وطلب‪/‬تألب وتلب“ من آلهة العرب القدماء‪.‬‬
‫الطلب‪ .‬وهو بهذا المعنى يمكن أن يشير إلى أن ّ‬
‫المطلب كان إله الماء‬ ‫ِب‪ :‬تقال للماء إذا كان صعب ّ‬
‫وال ُم َّطل ٌ‬
‫والخصب عند العرب القدماء‪.‬‬
‫ِب“ وعمه ”أبو طالب“ ما يشير صراحة إلى أن اسميهما= على عالقة‬ ‫ولنا في حياة ج ّد الرسول ”عبد ال ُم َّطل ٌ‬
‫ِب“ كان له دور ديني وظيفي يتعلق ب”سقاية الحجيج“ وقبله كان عمه‬ ‫بهذا اإلله‪ ،‬ال سيما أن ”عبد ال ُم َّطل ٌ‬
‫”ال ُم َّطلب“‪ ،‬كما أن سيرة حياة ”عبد المطلب“ تشير إلى قدرته العجيبة في طلب المياه في األوقات= الصعبة‪،‬‬
‫واستسقاء المطر وإنزاله أيام القحط والمجاعات‪ .‬سواء من أسطورة حفر بئر زمزم والرؤيا= التي أوحى له‬
‫اهلل بها لحفره‪ ،‬أو طقوس االستسقاء المقدس الستنزال المطر التي كانت تتم من خالله في الجاهلية‪ ،‬وكان‬
‫ال مخصباً= للسماء‪.‬‬
‫ال خصيباً ”يطعم الناس والطير= والسباع“‪ .‬كما كان رج ً‬ ‫رج ً‬

‫قال أبو طالب يصفه‪:‬‬


‫وأبيض يستسقي الغمام بوجهه‬

‫عصمة‬ ‫اليتامى‬ ‫ثمال‬


‫لألرامل‬

‫وأيضاً قال‪:‬‬
‫ونطعم= حتى يأكل الطير فضلنا‬

‫إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد‬

‫وقد رويت أساطير= كثيرة حول سبب تسمية عبد المطلب بهذا االسم‪ ،‬لكن الالفت أن ربيعة بن الحارث بن‬
‫المطلب“ على اسم جده‪ ،‬وهو عبد َّ‬
‫المطلب بن‬ ‫سمى أحد أبنائه ب”عبد ّ‬ ‫عبد المطلب‪ ،‬وهو ابن عم الرسول‪َّ ،‬‬
‫البر أن عبد المطلب هذا كان‬
‫ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب‪ .‬ونقل ابن حجر العسقالني عن ابن عبد ّ‬
‫على عهد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم ولم يغير اسمه“‪ ،‬وكان الرسول يقول‪” :‬أنا ابن عبد المطلب“‪.‬‬
‫(نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،16/29‬االشتقاق ‪ 12-1/11‬معجم المناهي اللفظية ‪ ،382‬الملل والنحل‬
‫‪ ،586‬أسد الغابة ‪ 504-3/503‬راجع حديثنا في إساف ونائلة عن حفر زمزم‪ ،‬راجع باحر وعالقة‬
‫تضحية عبد المطلب بابنه مع بحر البحيرة)‬

‫معن‬
‫إله تدمري= يظهر في الكتابات باسم مانوس أو معن‪ ،‬ويقابله بالعربيّة سعدو الذي يظهر= عاد ًة على ظهر‬
‫ويرجح بعض الباحثين أن السادس عشر من آب كان عيداً لإلله معن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جمل‪،‬‬
‫ويظهر اإلله مانوس= أو معن نقش فريد بصورة رجل‪ ،‬ال يوجد= أية معالم في وجهه‪ ،‬وهو يمسك في يده اليمنى‬
‫كتابة تدمريّة تشير إلى اسم مانو أو معن ( ‪.)M'NW‬‬ ‫ٌ‬ ‫رمحاً واليسرى ترساً دائريًاّ صغيراً‪ ،‬وفي األسفل‬
‫ونصالتيني من تسعة أسطر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعثر في العام ‪ 2010‬على شاهدة قبر= تحتوي= على صورة المتو ّفى‬
‫معروضة اآلن في متحف دير عطيّة بريف دمشق في سوريا‪ ،‬وهي مقدّمة من شخص اسمه ألكسندر‬
‫لتخليد مناقب أخويه العسكريين من الفرقتين بارثيكا وسيفريانا‪ =،‬حيث مات أحدهما وعمره ( ‪ )32‬سنة‪.‬‬
‫مؤرخة بدون ّ‬
‫شك إلى القرن الثالث الميالدي‪ ،‬وهذا‬ ‫وكانت التقدمة على شرف= اإلله مانو أو معن وهي ّ‬
‫بالجيش والعسكر‪ ،‬وبقيت‬ ‫ْ‬
‫ارتبطت ّ‬ ‫الحربي‬
‫ّ‬ ‫يعني‪ ،‬حسب الباحث خالد كيوان‪ّ ،‬‬
‫أن عقيدة مانو (معن) اإلله‬
‫مستمرة في القرن الثالث الميالدي‪.‬‬
‫ّ‬
‫تدل كلمة معن على الخصب والوفرة‪ ،‬ومنها المعين‪ ،‬ومعين اسم حضارة بارزة من‬ ‫وفي لغة العرب ّ‬
‫ُ‬
‫الرجل إذا كثر ماله‪ ،‬ماء َم ْع ٌن و َمع ٌ‬
‫ِين‪ ،‬وقد َم ُع َن‪ ،‬ومنه‬ ‫حضارات اليمن القديم‪ ،‬يقول ابن منظور‪ :‬أَ ْم َع َن‬
‫َم َعن الرجل المرأة أي نكحها‪.‬‬
‫(آلهة الحماية والدفاع عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬لسان العرب ” معن”)‬

‫المقه‬
‫إله سبأ العظيم‪ ،‬وهو اإلله القمر فيها‪ ،‬مثل ”عم“ عند القتبانيين‪ .‬و” و ّد“ عند المعينيين“ و”سن أو سين“ عند‬
‫الحضارمة‪ .‬كان معبده في ”صرواح“‪.‬‬
‫وصرواح حصن باليمن أمر سليمان عليه السالم الجن فبنوه لبلقيس‪ ،‬ومنها انتشرت عبادته بانتشار=‬
‫السبئيين كما تذكر المرويات األخبارية‪.‬‬
‫وقد ُكني عن اإلله المقه ب”رأس ثور“ وكذلك= حصل مع اإلله“عم‪/‬عميانس“‪ ،‬ومعروف= أن اإلله القمر‬
‫كان يُرمز= له برأس الثور ال سيما أن قرنيه كانا داللة رمزية لشكل القمر‪ ،‬ومن هذه الصورة الهالة‬
‫المضيئة التي تظهر وراء رؤوس= القديسين في المسيحية للداللة على القدسية‪.‬‬
‫ووردت في بعض النصوص هذه الجملة‪” :‬المقه ثور بعل“ أي ”المقه الثور هو رب“‪ ،‬كما وردت جمل‬
‫مثل‪” :‬المقه ثهون“‪ ،‬بمعنى‪” :‬المقه المتكلم“‪.‬‬
‫وعثر في بعض الكتابات على صورة النعامة محفورة مع كتابة ورد فيها اسم اإلله ”المقه“ كما ُعثر على‬
‫كتابات ذكر فيها اسمه وحفرت فيها صورة ”نسر“‪.‬‬
‫وقد انتقلت عبادة المقه إلى أهل الحبشة من السبئيين الذين كان لهم نفوذ سياسي= وثقافي على الساحل‬
‫اإلفريقي المقابل لليمن‪ ،‬ويظهر= أثر ذلك في الخط الحبشي حتى اليوم‪ ،‬حسب جواد علي‪.‬‬
‫واسم ”المقه“ حيّر المستشرقين‪ ،‬فمنهم من رأى أن األصل من ”لمق“ بمعنى ”الالمع والثاقب“ وهو النجم‬
‫الذي كان يقسم به أهل الجاهلية‪ ،‬وورد= ذكره في القرآن الكريم‪ .‬ومنهم من ذهب إلى أن ”المقه“ تعني‬
‫”سيده“ ومنهم= من ذهب إلى أن اسمه أتى من ”مقهو“ بمعنى القوي‪ ،‬وقد ورد في اسم اإلله ”إيل مقهو“ أي‬
‫”إيل القوي“‪.‬‬
‫كما حار األخباريون العرب في ”المقه“ ولعل أبرز ما جاء في تفسير االسم كان للهمداني‪ ،‬حيث قال إنه‬
‫الزهرة“ ”ألن اسم ُّ‬
‫الزهرة في لغة حمير‪ :‬يلمقه والمق“‪.‬‬ ‫يعني ” ُّ‬
‫وجعل األخباريون ”يلمق“ اسماً من أسماء الملكة ”بلقيس“‪ ،‬وجعلها بعض آخر مصنعة من مصانع الجن‬
‫التي بنتها على عهد ”سليمان‪ ،‬وذكروا= أن بناء ”يلمقه“ ظل قائماً باقياً إلى أيام غزو الحبشة لليمن‪ ،‬فهدموه‪.‬‬
‫وقد حفظت لنا نصوص المسند أسماء جملة معابد خصصت بعبادة المقه‪ ،‬وللتمييز= بينها ذكرت أسماء‬
‫المواضع التي شيدت عليها تلك المعابد‪.‬‬
‫ويالحظ= أن أكثر األوثان والصور التي كان الناس يقدمونها= إلى معابد ”المقه“ وفاء لنذور= لها‪ ،‬اشتملت‬
‫على صور= ثيران‪ ،‬ويالحظ كذلك أن الثيران‪ ،‬كانت من أكثر الحيوانات التي كان المتعبدون يقدمونها ذبائح‬
‫لهذا اإلله‪ .‬وقد استنتج ”دتلف نلسن“ من هاتين المالحظتين ومن تسمي أشخاص وأسر وعشائر وقبائل‬
‫باسم ”ثور“‪ ،‬أن الثور رمز يراد به هذا اإلله ”المقه“‪ ،‬أي القمر‪.‬‬
‫وقد جاء في نص سبئي أن أحد سادات القبائل ثار على الملك‪ ،‬ثم عفا الملك عنه‪ .‬فذهب الى المعبد وتوسل‬
‫الى إله ”سبأ“ أن يغفر له ذنبه‪ .‬فأمر عندئذ بتقديم جارية إلى معبد ” المقه ” إله سبأ‪ ،‬تكفيراً مما قام به‬
‫من ذنب تجاه سيده ‪ ،‬وأن يتوب عما فعل من إثم‪ .‬وهناك أمثلة أخرى من هذا القبيل‪.‬‬
‫ال مؤنثاً= المرأة‪ ،‬ليحظوا برضى ملكه‬
‫ويشير نص آخر إلى أن عشيرة ”مربان“ قدمت إلى اإلله المقه تمثا ً‬
‫”الشرح يخصب“‪ ،‬ويشكو= فيه كاتبه كيف تخلّى عنه اإلله ”المقه“‪ ،‬ألنه لم يؤد فروض الخدمة والشعائر‬
‫له‪ ،‬لذلك ”لم يستطع أن يجمع غلة اليوم الثامن من المزرعة‪ ،‬فقدم تمثا ً‬
‫ال لمرأة كي يرضى عنه اإلله المقه‬
‫ويتيح له جني غلة المزرعة على نحو ما يرام“‪.‬‬
‫وأيضاً عثر في نص على تقدمة من أب وابنه ”مرثدم يهحمد“ لإلله المقه ّ‬
‫ليمن على سيدهما الملك بنعم‬
‫ويزيدها عليهما وعلى أهلهما‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب ‪ 6/296 ،5/583 ،6/54 ،452-3/308 ،304-2/303 ،1/119‬وما يليها)‬

‫ال ُمل َتزم=‬


‫صنم كان بجانب الكعبة‪ ،‬كانوا يتوجهون إليه بالدعاء وبقربه كان يجلس ”عبد المطلب“ ج ّد الرسول‪،‬‬
‫ويقضي بين الناس‪ .‬قال الشهرستاني‪ :‬كان عبد ال ُم َّطلب يأمر أوالده بترك الظلم والبغي‪ ،‬فكان يوضع له‬
‫وسادة عند الملتزم‪ ،‬فيستند= إلى الكعبة‪ ،‬وينظر= حكومات القوم‪.‬‬
‫ونقل ابن أبي الدنيا عن عثمان بن صخر أنه قال‪ :‬رأيت سالماً الدورقي بمكة‪ ،‬وكان من أبناء الملوك‪،‬‬
‫فرأيت عليه قشاش‪ ،‬وقد أتى الملتزم وهو يقول‪ :‬إلهي! إلى كم أسألك وأطلب إليك أن تجيرني= من نفسي ما‬
‫أرى منها؟‬
‫(الملل والنحل ‪ ،587‬األولياء ابن أبي الدنيا ‪)45‬‬
‫ملوخ‬
‫إله كان اليهود الوثنيون يقربون الصبيان قرابين له‪.‬‬
‫وكانت الذبائح تقدّم محروقة إكراماً لهذا اإلله‪ ،‬فيما يروي جواد علي‪ ،‬في موضع يس ّمى ”توفيث“ في وا ٍد‬
‫ُيسمى ”وادي الربابي“‪ ،‬فيما يروي جواد علي‪ ،‬كان اسم الوادي كما يقول علماء الساميات ”وادي‬
‫ال تُرمى فيه أقذار= المدينة وجثث الحيوانات‪ ،‬وتحرق= هناك لئال تنتشر‬ ‫جهينوم“ ثم صار الموضع مح ً‬
‫األوبئة‪ ،‬وصار الموضع رمزاً للجحيم‪.‬‬
‫والالفت أن كلمة ملخ في لغة العرب تعني فيما تعنيه ”زنخ الطعام“ أي رائحة الطعام= الفاسد‪ ،‬وملخ الشيء‬
‫مزقه وكسره وانتزعه بشدة‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/679‬القاموس المحيط ” الملخ”)‬

‫مِنى‬
‫صنم من أصنام إسرائيل‪ ،‬ووادي= مِنى على اسم هذا الصنم اإلسرائيلي‪ ،‬حسب جواد علي‪ ،‬و”منى“ هو إله‬
‫القدر عند الكنعانيين‪.‬‬
‫ولفظة (منا) تؤدي معنى القدر‪ ،‬ومنها ”الماني“ بمعنى القادر‪ ،‬والمنية بمعنى الموت‪ ،‬وهي من الكلمات‬
‫السامية المشتركة‪ ،‬ولها صلة بالصنم ”منوات“ ”منوت“ من أصنام ثمود‪ ،‬وب”مناة“ من أصنام‬
‫الجاهليين‪.‬‬
‫فس ّميت منى بذلك‪ ،‬وأقبلت من جدة‬
‫حواء بمنى‪ُ ،‬‬
‫وفي خبر ينقله الهمداني‪ :‬أن آدم عليه السالم تمنى رؤية َّ‬
‫فتعارفا= بعرفات‪.‬‬
‫ال من المرويات العربية على أن مِنى كان صنماً‪ .‬قال ابن‬
‫وفي شعر ذكره ابن الكلبي في أصنامه‪ ،‬يقدم دلي ً‬
‫الكلبي‪ :‬قال نهيكة الفزاري= لعامر بن الطفيل‪:‬‬
‫يا عام! لو قدرت عليك رماحنا‪،‬‬

‫ِم ًنى‬ ‫إِلى‬ ‫والراقِصات‬


‫فال َغ ْبغ ِ‬
‫َب‬

‫فاتك‬
‫ٍ‬ ‫لتقيت بالوجعاء طعنة‬

‫ُم َّران أو لثويت غير ُمحسب‬


‫هنا نجد في طقوس العبادات أن الراقصات كنا يتقدمن موكب الحجاج إلى مِنى ثم ينتقلون منه إلى صنم‬
‫وج َب ْي ٌل ِب ِم ًنى‪ .‬وفي= هذا الشعر ال يشير إلى جبل وإنما إلى‬
‫ص َن ٌم‪ُ ،‬‬ ‫الغبغب‪ ،‬قال صاحب القاموس‪ :‬وال َغ ْبغ ُ‬
‫َب‪َ :‬‬
‫طقس كانت تتقدّمه الراقصات في التنقل بين أكثر من صنم‪ ،‬يدعم وجهة نظرنا= أن في مِنى كان هناك سبعة‬
‫أصنام كما ذكر الفاكهي واألزرقي= في أخبار مكة‪.‬‬
‫وأصنام= مِنى يحدثنا عنها األزرقي عن محمد بن إسحاق= قال‪ :‬إن عمرو بن لُ َح ّي نصب بمنى سبعة أصنام‪،‬‬
‫نصب صنماً على القرين الذي بين مسجد منى والجمرة األولى على بعض الطريق‪ ،‬ونصب على الجمرة‬
‫األولى صنماً‪ ،‬وعلى المدعا صنماً‪ ،‬وعلى الجمرة الوسطى صنماً‪ ،‬ونصب على شفير الوادي صنماً‪ ،‬وفوق‬
‫الجمرة العظمى صنماً‪ ،‬وعلى الجمرة العظمى= صنماً‪ ،‬وقسم عليهن حصى الجمار إحدى وعشرين حصاة‬
‫يرمى كل وثن منها بثالث حصيات‪ ،‬ويقال للوثن حين يرمى ‪ :‬أنت أكبر من فالن‪ ،‬الصنم الذي يرمى‬
‫قبله ‪.‬‬
‫ِني‪ ،‬بالتشديد‪ :‬ماء‬ ‫نقيضي الوجود البشري‪ :‬في ال ِمنَى‪ :‬الموت‪ ،‬والم ُّ‬ ‫وفي= لغة العرب تجمع كلمة ”منى“ َ‬
‫ِي‪ ،‬أي يُ َقدَّر منه ِخ ْل َقتُه‪ ،‬والمنيَّة‪:‬‬
‫الرجل والمرأة (منيهما)‪ ،‬وهو الحياة‪ ،‬قال ابن فارس‪ :‬وما ُء اإلنسان َمن ٌّ‬
‫الموت ألنَّها مقدَّرة على ٍّ‬
‫كل‪.‬‬
‫يقول أبو هالل العسكري‪ :‬والمني‪ :‬يفيد أن الولد ي ّقدر منه‪ ،‬وهو من قولك‪ :‬منى اهلل له كذا‪..‬أي‪ :‬قدره‪.‬‬
‫(األزرقي ‪ ،2/771‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،157-6/567‬األصنام ‪ ،20‬صفة جزيرة‬
‫العرب للهمداني ص ‪ ،341‬القاموس المحيط ” الغب”‪ ،‬راجع الغبغب‪ ،‬الفروق اللغوية للعسكري ‪)311‬‬

‫َمنَاة‬
‫كانت مناة صخرة لهذيل وخزاعة‪ ،‬تعبدها األنصار واألوس والخزرج وغسان من األزد‪ ،‬وأزد شنوءة‪،‬‬
‫ومن دان بدينهم من أهل يثرب وأهل الشام‪ ،‬وسعد هذيم وسائر قضاعة‪ ،‬إال بني وبرة‪ ،‬وكانت منصوبة‬
‫على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة‪ ،‬وسدنتها‪ :‬الغطاريف‪..‬‬
‫الثالَِث َة اأْلُ ْخ َرى}‪ .‬وكانت العرب جميعاً تعظمها‬
‫وهي التي ذكرها اهلل تعالى فقال (النجم‪َ { :)20 :‬و َمنَا َة َّ‬
‫وتذبح حولها‪ .‬لكن لم يكن أحد أشد إعظاماً لها من األوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من‬
‫عظمت ثقيف الالت وقريش= ال ُع َّزى‪.‬‬ ‫المواضع‪ ،‬يعظمونه ويذبحون له ويهدون له‪ .‬كما ّ‬

‫ومناة أقدم األصنام التي صنعها عمر بن لُ َح ّي‪ ،‬وأقدم من دانت لها العرب وعبدوها= واتخذوها‪ ،‬برواية‬
‫ابن الكلبي‪ ،‬وبها سمت ”عبد مناة“ و” زي َد مناة“‪ .‬وفي رواية للسهيلي‪ :‬كانت مناة صنم يعبده عمر بن‬
‫الجموح‪ ،‬ووزن مناة من فعلة من منيت الدم وغيره‪ :‬إذا صببته ألن الدماء كانت تمنى عنده تقرباً إليه ومنه‬
‫ُسميت األصنام الدمى‪.‬‬

‫عبادة مناة‬
‫ينقل ابن الكلبي عن أبي عبيدة بن عبد اهلل بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر‪ ،‬وكان أعلم الناس باألوس‬
‫يحجون فيقفون‬
‫والخزرج‪ ،‬قال‪ :‬كانت األوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها‪ّ ،‬‬
‫مع الناس المواقف كلها وال يحلقون رؤوسهم‪ ،‬فإذا نفروا أتوه فحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا= عنده ‪.‬ال يرون‬
‫لحجهم تماماً إال بذلك‪ ،‬فعن إعظام األوس والخزرج يقول عبد ال ُع َّزى بن وديعة المزني أو غيره من‬ ‫ّ‬
‫العرب‪:‬‬
‫صدق برًةّ‬
‫ٍ‬ ‫إني حلفت يمين‬

‫بمناة عند محل آل الخزرج!‬

‫وقال الكميت بن زيد أحد بن أسد بن ُمدركة‪:‬‬

‫وقد آلت قبائل ال ُت ِّ‬


‫ولى‬

‫مناة ُظ ُهورها ُم َت ِّ‬


‫حرقينا‬

‫يحجونها= ويعظمونها‪ ،‬فإذا طافوا= بالبيت‪ ،‬وأفاضوا من عرفات وفرغوا= من مِنى لم‬‫وكانت األزد وغسان ّ‬
‫أه ّل لها لم يطف بين الصفا والمروة لمكان الصنمين اللذين‬‫يحلقوا إال عند مناة وكانوا= يهلّون لها‪ .‬ومن َ‬
‫عليهما ”نهيك“‪ ،‬مجاور الريح ومطعم الطير‪ ،‬فكان هذا الحي من األنصار يهلّون بمناة‪ ،‬برواية األزرقي‪.‬‬
‫حجته أو عمرته‪ ،‬وكان الرجل‬ ‫سقفبيت حتى يفرغ من ّ‬ ‫ُ‬ ‫وكانوا= إذا أهلوا بحج أو عمرة لم يظل أحداً منهم‬
‫إذا أحرم لم يدخل بيته‪ ،‬وإن كانت له فيه حاجة تس ّور= من ظهر بيته ألن ال يجز رتاج الباب رأسه‪ ،‬يقول‬
‫س ْال ِب ُّر ِبأَ ْن َت ْأتُوا‬
‫صاحب أخبار مكة‪ :‬فلما جاء اهلل باإلسالم وهدم أمر الجاهلية أنزل اهلل تعالى في ذلك‪َ { :‬ولَ ْي َ‬
‫ِن ْال ِب َّر َم ِن اتَّ َقى} (البقرة‪.)189:‬‬ ‫ِن ُظ ُه ِ‬
‫ور َها َولَك َّ‬ ‫ْالبُيُ َ‬
‫وت م ْ‬

‫تلبية مناة‬
‫وكانت تلبية من نسك مناة‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك لوال أن بكراً دونك يبرك الناس ويهجرونك= ما زال حج‬
‫عثج يأتونك إنا على عدوائهم من دونك= “‪.‬‬

‫هدم مناة‬

‫لم تزل العرب تعظم مناة حتى خرج رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم من المدينة سنة ٍ‬
‫ثمان من الهجرة وهو‬
‫ليال بعث علياً إليها فهدمها= وأخذ ما كان لها‪،‬‬
‫ليال أو خمس ٍ‬
‫عام فتح اهلل عليه‪ ،‬فلما سار من المدينة أربع ٍ‬
‫شمر الغساني ملك‬
‫ٍ‬ ‫فأقبل به إلى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث بن أبي‬
‫غسان أهداهما لها‪ :‬أحدهما يسمى مخذماً واآلخر رسوباً‪ ،‬وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة في‬
‫شعره فقال‪:‬‬
‫مظاهر ِسر َبالي= حدي ٍد عليهما‬

‫سيوف مخذم ورسوب=‬


‫ٍ‪:‬‬ ‫عقيال‬

‫فوهبهما النبي صلّى اهلل عليه وسلّم لعلي‪ ،‬فيقال‪ :‬إن ذا الفقار سيف على أحدهما‪ .‬ويقال إن علياً وجد هذين‬
‫السيفين في ال َف ْلس وهو صنم طي‪ ،‬حيث بعثه النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فهدمه‪.‬‬

‫انتشار عبادتها‬
‫تعني مناة ”القدر“ إنها إلهة الحظ السعيد‪ ،‬ومثلت‪ ،‬كما يقول براندن‪ ،‬على شكل حجر كبير‪ ،‬وقد انتشرت‬
‫عبادتها لدى كل شعوب الجزيرة العربية الشمالية‪ ،‬ونجد آثاراً لها لدى الديدانيين واللحيانيين واألنباط=‬
‫والتدمريين‪ .‬ونجد صورتها= على تذكرة اكتشفت في تدمر‪ ،‬وتبدو= جالسة تحمل الصولجان في يدها‪ ،‬وقد‬
‫اسماها الثموديون ”مناة“ ”منة“ و”منوت“ واستعاروا= الصيغة األخيرة من األنباط على األرجح‪ ،‬وكان‬
‫هؤالء يكتبونها= ”منوتو“‪ ،‬أما التدمريون فقد كتبوها ”منوة“‪.‬‬

‫سيدة السالم‬
‫يدخل اسم مناة في العديد من أسماء العلم منه ”هبة مناة“‪ ،‬و”ابن مناة“ و”مختار مناة“ وآخر يدعى ”إيل‬
‫مناة“‪ ،‬و”ذو مناة“ و”قطيع= مناة“ وقد اسمتها األدعية ”سيدة السالم“‪ ،‬كما لقبت بالعالية‪ ،‬وطلبت إليها‬
‫منحة الحياة والكالم مما يوحي بوجود عراف في معبدها‪.‬‬
‫وعرفت عبادة مناة عند اللحيانيين‪ ،‬وورد في أسمائهم المركبة منها ”عبد مناة وعبد منت وعبمنت“‬
‫و”اسمنت وأوس منت“‪ ،‬و”عبدة مناة“‪ ،‬و”عذ منت وعوذ منت“ و”عابد مناة“ ”و“هون منت‪ ،‬هون‬
‫مناة“‪ ،‬و”نسمنت‪ ،‬نسأ مناة“‪ ،‬و”قن منت‪ ،‬قمنت أي قين مناة“‪” ،‬سنفمنت‪ ،‬سنف مناة“‪ ،‬و”تهمنت‪ ،‬تهنأ‬
‫مناة“‪ ،‬و”نعم منت ونعمت“ أي ”نعم مناة“‪.‬‬
‫ويالحظ أن االسم األخير نعمت من األسماء العربية الشائعة إلى اليوم‪.‬‬

‫إلهة الموت والحياة‪/‬ال َمني= والمنية‬


‫وجذر كلمة مناة ” َمني“ وهو ماء الرجل‪/‬ماء الحياة‪ ،‬وال َمني هو جذر كلمة ”ال َمنية“ التي تعني الموت‪.‬‬
‫وكأن مناة تجمع فيها كإلهة للقدر الحياة والموت‪. 18‬‬
‫(األصنام= ‪ ،27-16-15-14-13‬أخبار مكة لألزرقي= ‪ ،197-1/196‬المحبَّر‪ ،‬ابن حبيب ص ‪،316-313‬‬
‫أخبار مكة للفاكهي ‪ ،5/163‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/492‬الروض اآلنف السهيلي ‪ ،1/357‬تاريخ‬
‫ثمود ‪ ،100-127-126‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،320 /6‬لسان العرب ” مني”)‬

‫َم َّن ٌ‬
‫اع‬
‫صنم عبده زيد الخيل بن مهلهل الطائي الشاعر وقومه‪.‬‬
‫ورد ذكر الصنم منّاع في حديث الرسول صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬لزيد الخيل (سماه الرسول= زيد الخير) إذ‬
‫جاءه ليسلم قال‪” :‬أنا خير لكم من منَّاع ومن الحجر األسود الذي تعبدونه من دون اهلل“‪.‬‬
‫قال ابن دريد‪ :‬ويقال لمنّاع ف ِْلس أيضاً‪ ،‬والفلس صنم ورد= في معجمنا‪.‬‬
‫وقد س ّمت العرب َمنَّاعاً ومانعاً ومنيعاً وأمنع‪.‬‬
‫(األغاني ‪ ،16/47‬جمهرة اللغة ” ع م ن” ‪( 3/142‬طبعة حيدر آباد)‪ ،‬تاج العروس م ن ع”)‬

‫مناف‬
‫صنم‪ ،‬واشتقاقه من ناف ينوف‪ ،‬وأناف ينيف إذا ارتفع وعال‪.‬‬
‫توجه إليه الثموديون= بالدعاء مرات عدة‬
‫واالسم يعني العالي والمرتفع‪ ،‬وكان مناف من اآللهة الثمودية وقد ّ‬
‫وكان يطلب إليه اإلرث والعون‪ ،‬يقول براندن‪ :‬كانت عبادته منتشرة جداً‪ .‬ونجد اسمه في أسماء العلم‬
‫الصفوية واللحيانية‪ .‬وقد وجدنا في حوران مذبحاً يعود لإلله ”زيوس مناف“‪ ،‬كتبت عليه العبارة التالية‪” :‬يا‬
‫زيوس مناف امنح الحظ األفضل“‪ .‬وجهز المذبح بتمثال نصفي لهذا إلله‪ .‬وجاء وصفه كالتالي‪” :‬الوجه‬
‫ذكري دون لحية وقد أحاط به طرفا الشعر المستعار المدالن‪ ،‬ذلك الشعر الذي يرمز لآللهة الشمسية‪ .‬أما‬
‫األجفان والبؤبؤ= فقد أحيطت بخطوط‪ .‬وزين العنق بعقد اآللهة السورية‪ .‬ونالحظ طيات الجلباب على‬
‫الصدر“‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫َو ٌّي ‪ ،‬فهل لهذا االسم عالقة بالديانة البابلية الشهيرة ”المانوية“ التي يرجع نسبها إلى ماني (أسقف من‬
‫الغريب أن النسبة إلى َمناة هي َمن ِ‬
‫بابل ادعى أنه المسيح)‪.‬‬

‫والماني من األسماء= العربية المعروفة ويعني ” ال ُم َقد ُ‬


‫ِّر والقادر“‪ ،‬وهي ديانة نشأت في القرن الثالث الميالدي‪.‬‬
‫وبه س ّمت العرب الرجل عبد مناف‪ .‬وعبد مناف هو ال ُمغيرة بن قصي= بن كالب بن مرة‪ ،‬وكان يلقب قمر‬
‫البطحاء ‪ -‬فيما ذكر الطبري ‪ -‬وكانت أمه ُحبَّى قد أخدمته مناة وكان صنماً عظيماً لهم وكان ُس ّمي به عبد‬
‫مناة ثم نظر قصي= فرآه يوافق= عبد مناة بن كنانة فح ّوله عبد مناف‪.‬‬

‫هدم مناف‬
‫كان مناف في بيت عمرو بن الجموح سيد بني سلمة‪ ،‬كما يروي السهيلي‪ ،‬فلما قدم مصعب بن عمير‬
‫المدينة‪ ،‬بعث إليهم عمرو‪ :‬ما هذا الذي جئتمونا= به؟‪ ،‬قالوا‪ :‬إن شئت جئنا وأسمعناك‪ =،‬فواعدهم فجاءوا‪،‬‬
‫فقرأ عليه مصعب ”ألر تلك آيات الكتاب المبين“‪ ،‬فقرأ ما شاء اهلل أن يقرأ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن لنا مؤامرة في قومنا فخرجوا‪ ،‬فدخل على مناف‪ ،‬فقال‪ :‬يا مناف‪ ،‬تعلم واهلل ما يريد القوم غيرك‪،‬‬
‫فهل عندك من نكير؟‪ ،‬فقلّده سيفاً‪ ،‬فخرج فقام أهله فأخذوا السيف‪ ،‬فجاء فوجدهم أخذوا السيف فقال‪ :‬يا‬
‫ويحك؟! إن العنز لتمنع أستها‪ ،‬واهلل ما أرى في أبي جعار غداً من خير‪ .‬ثم قال لهم‪ :‬إني‬
‫مناف أين السيف َ‬
‫ذاهب إلى مالي فاستوصوا= بمناف خيراً‪ .‬فذهب‪ ،‬فكسروا= مناف وربطوه مع كلب ميت‪.‬‬
‫ولما جاء رأى مناف‪ ،‬فبعث إلى قومه فجاءوه‪ ،‬فقال‪ :‬ألستم على ما أنا عليه؟‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى أنت سيدنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أحد‪ ،‬قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪” :‬قوموا إلى جنة‬ ‫فإني أشهدكم أني قد آمنت بمحمد‪ .‬فلما كان يوم ُ‬
‫عرضها السموات واألرض“‪ ،‬فقام وهو أعرج‪ ،‬فقاتل حتى قتل‪ ،‬رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫(االشتقاق= ابن دريد ‪ ،1/16‬تاريخ ثمود ‪ ،126‬الروض اآلنف ‪)49-1/47‬‬

‫ال َمنَّ ُ‬
‫ان‬
‫معبود عند العرب قبل اإلسالم تس ّمى به عبد المنّان‪ ،‬ابن الشاعر الجاهلي المتلمس‪.‬‬
‫الحسنى‪ ،‬وال ُمنَّ ُة‪ ،‬بالضم‪َّ :‬‬
‫القوة‪.‬‬ ‫وال َمنَّ ُ‬
‫ان‪ :‬ال ُم ْع ِطي‪ ،‬وهو من أسماء اهلل ُ‬
‫(جمهرة أنساب العرب ‪ ،293‬لسان العرب ” منن” القاموس المحيط ” ّ‬
‫من”)‬

‫ال ُم ْنذِر‬
‫تس ّمت العرب بعبادته ب”عبد ال ُمنذر“‪.‬‬
‫منهم بنو عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية‪ ،‬وعبد ال ُم ْنذِر بن َعْلقمة بن َكلَدة‪ ،‬وقد= َّ‬
‫سمت العرب ُمنذِراً‪،‬‬
‫و َنذِيراً‪ ،‬و ُمنيذِراً‪.‬‬
‫وفي لغة العرب ال ُم ْنذِر‪ :‬هو النذير وهو ال ُمعلِم الذي ي ُع ِّرف القوم بما يكون قد َ‬
‫ده َمهم من عدو أو غيره‪،‬‬
‫المخوف= أيضاً‪ ،‬وال ُمتناذر‪ :‬األسد‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وهو‬
‫(االشتقاق= البن دريد ‪ ،157‬جمهرة أنساب العرب ‪)334‬‬

‫منضح‬
‫إله الري عند الثموديين‪ ،‬وإله الماء والري والحدود عند المعينيين‪.‬‬
‫يذكر اسمه مرات عديدة في النقوش العربية الجنوبية‪ ،‬ويظهر= منضح في دعاء ثمودي‪ ،‬تصعب معرفة‬
‫خصائصه لعدم توفر الفحوى‪ .‬في الكتابات المعينية يرد االسم ”منضح‪ ،‬منضحت‪ ،‬منضحة“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،125‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/295‬‬

‫المنطبق‬
‫راجع المنطيق‪.‬‬

‫ال ِم ْن ِطيق‬
‫وعك‪ ،‬والشعرين‪ ،‬يكلمون من جوفه بكالم لم يُسمع مثله‪ ،‬كذلك يروي ابن‬ ‫صنم من نحاس كان للسلف‪ّ ،‬‬
‫حبيب‪ ،‬لكنه يقول إن اسم الصنم هو ”المنطبق“ وعنه ينقل ياقوت‪ ،‬لكن ابن حزم الذي أخذ اسم الصنم عن‬
‫محبَّر ابن حبيب‪ ،‬ذكره ”ال ِم ْن ِطيق ”‪ ،‬وهو بهذه التسمية يتطابق= مع البعد الديني لهذا اإلله‪ ،‬فالمنطيق في لغة‬
‫العرب ”البليغ“‪ .‬وأَنشد= ثعلب‪:‬‬
‫ينتز ُ=ع ال َعصا من‬
‫ِ‬ ‫والنَّ ْو ُ=م‬
‫ربِّها‬
‫و َي ُ‬
‫لوك‪ِ ،‬ث ْن َي لسانه ال ِم ْن ِطيق‬

‫واس َت ْنطقه أَي كلَّمه َ‬


‫وناط َقه‪ ،‬تقول العرب‪ِ ” :‬م ْن ِط ٌ‬
‫يق ُم َف َّو ٌه“‪.‬‬ ‫وقد= أَ ْن َط َقه اهلل ْ‬
‫وكانت تلبية من نسك لمنطيق‪” :‬لبيك اللهم لبيك‪ .‬لبيك“‪.‬‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬فلما كسرت األصنام= وجدوا= فيه سيفاً‪ ،‬فاصطفاه رسول اهلل صلى اهلل عليه‪ ،‬فسماه‬
‫”مخذماً“‪( ،‬قيل إنه السيف الذي وجد عند هدم ال ُعزى‪ ،‬وقيل= في الفلس)‪.‬‬
‫(المحبّر البن حبيب ‪ ،318-313‬جمهرة أنساب العرب ‪ ،2/494‬لسان العرب ” نطق”‪ ،‬القاموس المحيط‬
‫” فاه”‪ ،‬راجع ال ُع َّزى والفلس)‬

‫ِم ْن َهب‬
‫صنم ذكره الجاحظ‪.‬‬
‫و ِم ْن َه ٌب‪ :‬الفرس الفائق في ال َعدْو‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬

‫وف‬
‫َج ُر ِ‬ ‫ب َن ْي َط ٍل‬ ‫ناه ْبتُهم‬
‫َ‬

‫ِم ْن َه ٌب‬ ‫وفرس‬


‫ٌ‬

‫(تكملة األصنام عن الجاحظ في التربيع والتدوير ‪ ،111‬لسان العرب ” نهب”‪ ،‬القاموس المحيط ” النهب”)‬

‫ميّاس‪/‬ميس‬
‫من آلهة ثمود‪ ،‬تعني الكلمة ”اهتزاز نوس القمر“‪ .‬ويبدو أن هذا اإلله مظهر لإلله القمري‪ .‬نجده في اس َمي‬
‫العلم ”ميس عبد“ و”قطعان ميس“‪.‬‬
‫ِي“‪ ،‬وفي هذا قريب شبه باللفظ الثمودي‪ ،‬فالميس ضرب من‬
‫ِي و َم ْي َسنَان ٌّ‬
‫والعرب تس ّمي ”ليلة البدر ْي َسان ٌّ‬
‫األسد‪.‬‬
‫الميسان في تبختر وتهادٍ‪ ،‬والنسبة إلى ميسان ميساني وميسناني‪ ،‬والميّاس‪َ :‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،125‬العباب الزاخر ” ميس”‪ ،‬القاموس المحيط ” الميس”‪ ،‬تهذيب اللغة ” موس”)‬
‫حرف النون‬
‫ناهي‬
‫من آلهة ثمود وكان إله النجدة لديهم‪ .‬ارتبط اسمه بمجمع اآللهة العربية القديمة في واحة دومة في العهد‬
‫اآلشوري‪ ،‬حيث رحلت صورته إلى أشور‪.‬‬
‫ويعني االسم ”الذكي“‪ ،‬وقد أسندت إلى اإلله ”ناهي“ العظمة والمعرفة واألبوة‪ ،‬وكان الثموديون يتوجهون‬
‫بالدعاء إليه كثيراً‪ ،‬طلباً للسعادة‪ ،‬وبقربه الصداقة والحنان والسند‪ .‬وتوضع= تحت حمايته الجمال والقطن‬
‫واآلبار والقربة والقبيلة واالزدهار= والغنى والشبع والغذاء والمطر= والراحة والحب والفضل والسالم‬
‫والفرح والنقاء‪.‬‬
‫ونجد اسمه في أسماء العلم الثمودية‪” :‬ذو ناهي“ و”هب ناهي“ و”صبر ناهي“‪.‬‬
‫يقول براندن‪ :‬اقتصرت عبادة ناهي على ثمود ألسباب ال نعرفها‪ .‬وال يظهر ”ناهي“ في النصوص‬
‫الثمودية إال بدءاً من القرن الخامس قبل الميالد‪ .‬وكان الثموديون قد أنجزوا غزو مملكة أدماتو في تلك‬
‫الفترة‪ ،‬وقد= ظهرت معه اآللهة ”رضو“ و”عطار السماء“ التي كانت تشكل جزءاً من المجمع اإللهي‬
‫العربي في أداماتو‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،129-127‬راجع اإلله ” نهى” في معجمنا)‬

‫نَجم‬
‫النجم من العبادات الكوكبية‪ ،‬وقد تس ّمت العرب ب”عبد نجم“‪.‬‬
‫وسورة النجم هي السورة ‪ 53‬من القرآن الكريم‪ ،‬وبالنجم يفتح اهلل تعالى سورته‪ ” :‬والنَّ ْج ِم إِذا َه َوى“ قال‬
‫أَبو إِسحق‪ :‬أَ ْق َس َم اهلل تعالى بالنجم‪ ،‬وجاء في التفسير أَنه الثُّ َريّا‪ ،‬وكذلك سمتها العرب‪ .‬والنَّ ْج ُم هو ال َك ُ‬
‫وكب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/59‬لسان العرب ” نجم”‪ ،‬راجع ” الثريا” في معجمنا)‬

‫نرو‬
‫من آلهة عرب الجنوب‪ ،‬ورد اسمه في نصوص المسند‪.‬‬
‫وربَّما ُذ ِّكي‬ ‫أبيض ٌ‬
‫رقيق‪ُ =،‬‬ ‫ُ‬ ‫ونجد لهذا اإلله بقايا في لغة العرب إذ نقرأ في القاموس المحيط‪ :‬النَّ ْر َو ُة‪َ :‬ح َج ٌر‬
‫به‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/334‬لسان العرب ” النروة”)‬
‫نسر‬
‫بموضع من أرض سبأ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من األوثان القديمة‪ ،‬وكان على صورة نسر‪ ،‬حسب الجاحظ والواقدي‪ ،‬وكان نسر‬
‫يقال له‪ :‬بلخع‪ ،‬تعبده حمير ومن واالها‪ .‬فلم يزل يعبدونه حتى ه ّودهم ذو نواس‪ ،‬كما يروي ابن الكلبي‪.‬‬
‫فيما يروي ابن حبيب أن حمير كانت تنسك لنسر وتعظمه وتدين له‪ ،‬وأنه كان في ُغمدان وهو قصر ملك‬
‫اليمن‪.‬‬
‫تقول المرويات= العربية أن حمير أجابت عمرو بن لُ َح ّي في دعوته لعبادة األصنام‪ ،‬فدفع إلى رجل من ذي‬
‫رعين يقال له معد يكرب نسراً‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َس ًرا} (نوح ‪)24‬‬ ‫وث َو َي ُع َ=‬
‫وق َون ْ‬ ‫وفي التنزيل يقول تعالى‪ { :‬اَل َت َذ ُر َّن آَلِ َه َت ُك ْم َواَل َت َذ ُر َّن َودًّا َواَل ُس َو ً‬
‫اعا َواَل َي ُغ َ‬

‫و”نسور“‪ ،‬كما يرد في النصوص السبئية‪ ،‬هو ”نسر“ على رأي بعض الباحثين‪ ،‬ويرمز إلى ”القمر“‪.‬‬
‫ويظن أنه إله ”ذ قلع“‪” ،‬ذو قالع“‪ ،‬اسم موضع أو قبيلة‪ ،‬وحصل المنقبون على أحجار حفرت عليها‬
‫صورة النسر‪ ،‬فعلوا ذلك على سبيل التيمن والتبرك بهذا اإلله‪ ،‬وقد= ورد في أحد النصوص السبئية هذا‬
‫التعبير‪” :‬أهل نسور“ مؤدياً معنى ”قوم نسور“ و”ملة نسور“‪ ،‬ويراد بهم جماعة هذا اإلله التي كانت‬
‫وعرف أحد أشهر السنة في النصوص السبئية المتأخرة ب ”ذ نسور“‪ ،‬ولعله‬ ‫تتعبّد له‪ ،‬حسب جواد علي‪ُ .‬‬
‫أريد بذلك نسبة الشهر المذكور إلى هذا اإلله‪.‬‬
‫ُعي ”نشراً“‪ ،‬ويقصد به ”نسر“‪ ،‬كما يقول صاحب المفصل‪.‬‬
‫وفي التلمود ذكر اسم صنم عربي د ِ‬
‫(الحيوان ‪ ،53-7/52‬المستطرف= من كل فن مستظرف‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية تحقيق مفيد قميحة‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2/176 1986 =،2‬األصنام ‪ ،57-11‬المحبر ‪ ،317-314‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم‬
‫‪)1/652 ،308-6/307‬‬

‫النَّ ِس ُئ‬
‫َخره في الجاهلية‪ ،‬فنَهى اهّلل عز وجل‪ ،‬عنه‪.‬‬
‫النَّ ِسئ‪ :‬شهر كانت العرب تُؤ ِّ‬
‫وظهر= في العرب قوم سموا ”نسأة الشهور“ والنسأة‪ ،‬هم الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في‬
‫ويحرمون مكانه الشهر‬ ‫ّ‬ ‫يؤخرون الشهر من األشهر الحرم إلى الذي بعده‪،‬‬ ‫الجاهلية‪ ،‬أي يحلّونها‪ ،‬وكانوا ّ‬
‫حرم من األشهر الحرم‪ ،‬فيحللون فيه القتال ويحرمونه‬ ‫من أشهر الحل‪ ،‬ويؤخرون ذلك الشهر‪ ،‬مثاله أن ال ُم َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ألنهم كانوا َيكرهون أن َيتوالى عليهم ثالثة أشهر ُح ُر ٍم‪ ،‬ال‬ ‫ص َفر وكانت العرب تقول‪ :‬أَ ْن ِس ْئنا شهراً‪َ ،‬‬ ‫في َ‬
‫المحرم‪ ،‬وفيه قال اهلل تعالى {إِنَّ َما النَّ ِسي ُء ِز َيا َد ٌة فِي‬
‫َّ‬ ‫عاشهم كان من الغارة‪ ،‬فيُ ِح ُّل لهم‬ ‫ِيرون فيها َ‬
‫أل َّن َم َ‬ ‫يُغ ُ‬
‫ْال ُك ْف ِر} (التوبة‪.)37 :‬‬
‫(معجم البلدان ‪ ،4/394‬لسان العرب ” نسأ”)‬
‫النُّ ُ‬
‫صب‬

‫ص ُب َفيُ َه ُّل عليها‪ ،‬ويُ ْذ َب ُح ِ‬


‫لغير اهَّللِ تعالى‪.‬‬ ‫جار ٌة كانت َح ْو َل ال َك ْع َب ِة تُ ْن َ‬ ‫جمعها األ ْن ُ‬
‫صابوهي ِح َ‬
‫صب بدم الذبائح‪ .‬ومنه حديث أبي‬ ‫صنَم أَو َح َج ٌر‪ ،‬وكانت الجاهلية َت ْن ِ‬
‫صبُه‪َ ،‬ت ْذ َب ُح عنده ف َي ْح َم ُّر النُّ ُ‬ ‫صب َ‬‫والنُّ ُ‬
‫صب أحمر‪ .‬يريد أنهم ضربوه حتى أدموه‬ ‫علي ثم ارتفعت كأني نُ ُ‬ ‫ذر في إسالمه‪ .‬قال‪ :‬فخرجت= مغيشاً ّ‬
‫فصار كالنُصب المح ّمر بدم الذبائح‪.‬‬
‫األ ْنصاب‪،‬‬‫ص ٍبمن َ‬ ‫وفي حديث زيد بن حارثة قال‪ :‬خرج رسول اهّلل ‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ُ ،‬م ْردِفي إِلى نُ ُ‬
‫بح لغير اهّلل‪.‬‬
‫السفرةَ‪ ،‬فقال ‪:‬ال آكل مما ُذ َ‬ ‫ف َذبحنا له شا ًة‪ ،‬وجعلناها= في ُس ْفرتِنا‪ ،‬فلَ ِق َينا زي ُد بن َع ْمرو‪ ،‬ف َق َّد ْمنا له ُّ‬
‫وفي رواية أَن زيداً بن عمرو َم َّر برسول اهّلل ‪ ،‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فدعاه إِلى الطعام‪ ،‬فقال زي ٌد‪ :‬إِنَّا ال‬
‫صب‪.‬‬ ‫ْنأكل مما ُذ َ‬
‫بح على النُّ ُ‬
‫(لسان العرب ” نصب”‪ ،‬تكملة األصنام عن تاج العروس ‪)111‬‬

‫نصر‬
‫من آلهة لحيان‪ ،‬ورد اسمه في نصوصهم‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/314‬‬

‫نكرح‬
‫من آلهة معين‪ ،‬وهو إله البغض والحرب‪ .‬ويرمز إلى الشمس‪ ،‬كما يرى بعض الباحثين‪ ،‬ويعتقدون أنه في‬
‫منزلة ”ذت حمم‪ /‬ذات حميم“ عند السبئيين‪.‬‬
‫يرد اسمه عند البابليين ”نكرو“ أو ”مكرو“ وهو على طرفي النقيض مع اإلله ”ود“‪.‬‬
‫وقد= وجد من دراسة الكتابات المعينية أن آلهة المعينيين ترد مرتّبة على هذه الصورة في بعض األحيان‪:‬‬
‫”عثتر“ يليه ”ود“ ثم ”نكرح“‪ ،‬وتذكر= بعدها جملة (أ ل ل ات معن) بمعنى ”آلهة معين“‪.‬‬
‫وفي لغة العرب كلمة ”نكرح“ تعني فسد‪ ،‬يقول العسكري في فروقه‪” :‬قيل خبز قمين إذا بدأ ينكرح كأنه دنا‬
‫من الفساد“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،333-6/295‬الفروق= اللغوية في الفرق بين قولك قمين به‬
‫وقولك هو حري به وخليق به)‬

‫نُ َهى‬
‫كان من آلهة العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ذكرت في كتابات ثمود‪ ،‬وكانت من بين األصنام= التي أعادها الملك‬
‫األشوري= أسرحدون ل”دومة الجندل“ بعد موت أبيه سنحاريب= ويكتب اسمها أيضاً ”نوهيا“ و”نهيا“‪.‬‬
‫والنُّهى من أسماء اإلله الحسنى قبل اإلسالم‪ ،‬فكانت تلبية جذام‪ :‬لبيك عن جذام ذي النُّ َهى واألحالم‪.‬‬
‫ات أِل ُولِي النُّ َهى}‪( .‬طه‪)128 :‬‬
‫ِك آَلَ َي ٍ‬
‫وفي لغة العرب يعني النُّ َهى‪ :‬ال َع ْقل‪ ،‬وفي التنزيل العزيز ‪{ :‬إِ َّن فِي َذل َ‬
‫األحالم والنُّ َهى؛ هي العقول َ‬
‫واأللباب‪.‬‬ ‫وفي الحديث‪ :‬لَِيلَِينِّي منك أُولو َ‬

‫(اليعقوبي= ‪ ،1/296‬المفصل ‪ ،592-1/331‬لسان العرب ” نهى” راجع حديثنا عن اإلله ” ناهي” و ”‬


‫عقل”)‬

‫نُ ْهم‬
‫صنم لمزينة‪ ،‬وبه كانت تس ّمى العرب ”عبد نُ ْه ٍم“‪ ،‬وكان سادن نُ ْه ٍم يس ّمى خزاعي بن عبد نُ ْه ٍم من مزينة ثم‬
‫من بني عدا ٍء‪ .‬قال ابن حبيب‪ :‬أخبرني= أبو عبيدة‪ :‬تميم كلها كانت تسمى في الجاهلية عبد نُ ْه ٍم‪ ،‬ونُ ْه ٌم صنم‬
‫كانوا يعبدونه‪.‬‬
‫وفي حادثة إسالم سادن نُ ْهم‪ ،‬يقول ابن الكلبي‪ :‬لما سمع خزاعي بالنبي صلّى اهلل عليه وسلّم ثار إلى الصنم‬
‫فكسره وأنشأ= يقول‪:‬‬
‫ذهبت إلى نُ ْه ٍم ألذبح عنده‬

‫نسك كالذي كنت أفعل‬


‫عتيرة ٍ‬

‫فقلت لنفسي حين راجعت علقها‪:‬‬

‫أهذا إله أيكم ليس يعقل‬

‫ُ‬
‫أبيت‪ ،‬فديني اليوم دين محمد‬

‫ِّ‬
‫المتفضل‬ ‫إله السماء الماجد‬

‫ثم لحق بالنبي صلّى اهلل عليه وسلّم فأسلم‪ ،‬وضمن له إسالم قومه مزينة‪ .‬وله يقول أيضاً أمية بن األسكر‪:‬‬
‫إذا لقيت راعيين في غنم‬

‫أسيدين يحلفان بنُ ُهم‪،‬‬

‫لحم مقتسم‪،‬‬
‫بينهما أشالء ٍ‬
‫فامض وال يأخذك باللحم القرم!‬
‫قال الزبيدي‪ :‬يقال وفد على النبي صلى اهلل تعالى عليه وسلم حي من العرب‪ ،‬فقال‪ :‬من أنتم؟‪ ،‬فقالوا‪ :‬بنو‬
‫نُ ْهم‪ ،‬فقال‪ :‬نُه ٌم شيطان أنتم بنو عبد اهلل‪.‬‬
‫(األصنام= ‪ ،40-39‬معجم البلدان ‪ ،5/327‬سمط الآللي في شرح أمالي القالي ألبي عبيد البكري= األوني‬
‫‪ ،1/122‬تاج العروس الزبيدي شرح (ن ه م)‪ ،‬لسان العرب شرح ” نهم”‪ ،‬القاموس المحيط شرح النَّ َه ُم)‪.‬‬

‫النُّون‬
‫هو الحوت‪ ،‬والدَّواة‪ .‬معبود يدل على الحكمة والمعرفة‪.‬‬
‫ون‪ :‬لَ َق ُب يُونُ َ‬
‫سعليه الصال ُة والسالم‪ ،‬وبنو ذي النون من بيوتات البربر= في األندلس‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وذو النُّ ِ‬
‫وكان الحوت من معبودات= العرب القدماء‪ ،‬ومن معبودات المصريين القدماء‪.‬‬
‫(القاموس المحيط ” النون” جمهرة أنساب العرب البن حزم ‪ ،499/500‬راجع حوت‪/‬تحوت)‬

‫َهيك ُمجاو ُد الريح‬


‫نِ‬
‫من أقدم األصنام التي عبدها العرب‪ ،‬كان صنماً منصوباً= على الصفا عندما كان إساف في جوف الكعبة‪،‬‬
‫يضبط بفتح النون وكسر الهاء‪ ،‬وورد اسم الصنم في تاريخ اليعقوبي ”مجاور الريح“‪.‬‬

‫َهيك‪ :‬الشجاع‪ ،‬األسد‪ ،‬وولد النَّسر والسيف= القاطع الماضي‪ :‬واشتقاق ”ن ِ‬


‫َهيك“ حسب ابن‬ ‫قال أهل اللغة‪ :‬ن ِ‬
‫دريد‪ ،‬من النَّهاكة‪ ،‬وهو الجرأة واإلقدام‪.‬‬

‫َهيك بن التّرجمان‪ ،‬وكان أبوه مترجم= كسرى‪ ،‬وكان ن ِ‬


‫َهيك هذا َولي في زمان‬ ‫وقد تس ّمت العرب به منهم‪ :‬ن ِ‬
‫َهيك بن الهيثم‪ ،‬صاحب علي بن أبي طالب‪،‬‬ ‫عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬ومنهم كميل بن زياد بن ن ِ‬
‫قتله الحجاج‪ ،‬ومنهم= عبَّاد بن نَهيك الخطمي الذي أنذر قومه حين وجدهم يصلون إلى البيت المقدس‪،‬‬
‫وأخبرهم أن القبلة قد ح ّولت‪.‬‬
‫(األزرقي= ‪ ،1/196‬تاريخ اليعقوبي ” أصنام العرب” ‪ 1/295‬طبعة ليدن‪ ،‬االشتقاق ابن دريد ‪،405-209‬‬
‫أسد الغابة ‪ ،3/155‬لسان العرب ” نهك” القاموس المحيط ” نهكه”‪ ،‬راجع ” مطعم الطير” في معجمنا)‪.‬‬
‫حرف الهاء‬

‫هادي‬
‫إله ثمودي‪ ،‬والهادي اسم فاعل من ”هدى = قاد“‪ .‬يقول براندن‪ :‬إن هادي هو اإلله القائد‪ .‬ويظهر طابعه‬
‫النجمي من خالل دعاء يُطلب إليه فيه أن ”يلمع“‪.‬‬
‫والهادي= من أسماء اهلل الحسنى في اإلسالم‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)120‬‬

‫هاني‪/‬هانئ‬
‫من آلهة لحيان‪ ،‬ذكر اسمه في كتابة لحيانية مع اإلله ”محر“‪ ،‬وفي= كتاباتهم يرد‪” :‬هنا كتب‪/‬هانئ كاتب‪،‬‬
‫هني‪/‬هاني‪ ،‬هنى كتب‪/‬هاني كتب“‪.‬‬
‫دخل هاني في أسماء األعالم المركبة عند اللحيانيين مثل ”جرم هنا كتب“ و”زيد هنا كتب“‪ ،‬ومعنى‬
‫”جرم وزيد“ خادم أو عبد‪ ،‬فيكون االسم ”عبد هنا كتب“ و”عبد هنا كاتب“‪.‬‬
‫ص ّورا على صورة‬
‫ويرى= المستشرق كاسكل أنه يشابه اإلله المصري توت‪ ،‬واإلله البابلي نبو‪ ،‬اللذين ُ‬
‫قرد‪ ،‬ولكن ال يوجد أي دليل على أن هاني ص ّور على شكل قرد‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،318-6/317‬راجع ” كاتب في معجمنا”)‬

‫الهبا‪ /‬هباء‬
‫صنم لقوم عاد‪.‬‬
‫قال الطبري‪ :‬من أهل األنساب من يزعم أن هوداً هو عابر بن شالخ بن أرفخشد= بن سام بن نوح‪ ،‬وكانوا‬
‫أهل أوثان ثالثة يعبدونها‪ ،‬يقال إلحداها‪ :‬صداء‪ ،‬ولآلخر صمود‪ ،‬للثالث الهباء‪.‬‬
‫عصت عاد رسولهم فأمسوا=‬

‫عطاشاً ما تبلّهم السماء‬

‫صمود‬
‫لنا صنم يقال له َ‬

‫يقابله صداء والهباء‬


‫فأبصره الذين له أنابوا‬
‫وأدرك= من ّ‬
‫يكذبه الشقاء‬

‫وقد ورد اسم الصنم في تاج العروس ”بغاء“‪.‬‬


‫(تكملة األصنام عن مروج الذهب وفي المروج ‪ ،2/145‬تاريخ الطبري= ص ‪ ،78-1/76‬تاج العروس‬
‫‪ ،8/298‬راجع ” بغاء” في معجمنا)‬

‫ُه َبل‬
‫من أقدم األصنام التي عبدها العرب‪ ،‬وكان أعظم أصنام قريش مصنوعاً من عقيق أحمر على صورة‬
‫ذهب‪ ،‬حسب األزرقي= وابن‬
‫ٍ‬ ‫اإلنسان مكسور اليد اليمنى‪ ،‬وقد= أدركته قريش= كذلك‪ ،‬فجعلوا له يداً من‬
‫الكلبي‪ .‬ويقول ابن حبيب‪ :‬إن ُه َبل كان لبني بكر‪ ،‬ومالك‪ ،‬وملكان وسائر= بني كنانة‪ .‬وكانت قريش تعبد‬
‫صاحب بني كنانة‪ ،‬وبنو كنانة يعبدون صاحب قريش‪.‬‬
‫ويعود= ذكر هذا ُهبل إلى قوم ثمود‪ ،‬حيث كان معبوداً عندهم‪ ،‬ودخل في أسماء األعالم المركبة لديهم‪،‬‬
‫نجده في اسمي علم‪” :‬بن ُهبل“ و”خصي ُهبل“‪.‬‬
‫واالسمان يشيران إلى أن الثموديين كانوا ينذرون أحد األبناء لهذا اإلله‪ ،‬كما أن من عباده من كان يقدّم‬
‫ذكورته قرباناً له‪ ،‬لينضم إلى خصيان معبده‪.‬‬
‫استمرت عبادة ُهبل عند العرب حتى مجيء اإلسالم‪ ،‬يقول الواقدي‪ :‬كان حول الكعبة ثالثمائة صنم‪،‬‬
‫وستون صنماً ُمرصصة بالرصاص‪ ،‬وكان ُه َبل أعظمها‪ ،‬وهو وجاه الكعبة على بابها‪ .‬وكانت له خزانة‬
‫للقربان‪ ،‬فيما يروي األزرقي‪.‬‬
‫نُصب ُهبل على البئر في بطن الكعبة‪ ،‬واسم= البئر األخسف‪ ،‬وتس ّميها= العرب األخشف‪ ،‬حسب األزرقي‪.‬‬
‫وكانت أمامه حفرة اسمها ”بغبغ“‪ ،‬وتذكر رواية عربية في أصل البغبغ‪ ،‬أن إبراهيم عليه السالم حفر جبًاّ‬
‫الجب الذي نصب‬‫ّ‬ ‫في بطن البيت على يمين من دخله يكون خزانة للبيت يلقى فيه ما ُيهدى للكعبة‪ ،‬وهو‬
‫عليه عمرو بن لُ َح ّي‪ُ ،‬ه َبل‪ ،‬فيما يروي ابن الكلبي‪ :‬أن أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر‪.‬‬
‫وكان يُقال له‪ُ ” :‬ه َبل خزيمة“‪.‬‬

‫أصل هُبل‬
‫وعن المكان الذي أُحضر منه ُهبل‪ ،‬يقول األزرقي‪ :‬إن عمراً بن لحي جاء ب ُه َبل من هيت من أرض‬
‫الجزيرة وفي رواية ابن الكلبي من ح ّمة كانت في البلقاء من الشأم‪ ،‬فيما يشير ابن إسحاق إلى أن عمراً‬
‫أحضره من مآب من أرض البلقاء‪.‬‬

‫تلبية ُه َبل ونسكه‬


‫كانت تلبية من نسك ُه َبل‪” :‬لبيك اللهم لبيك إننا لقاح‪ .‬حرمتنا= على أسنة الرماح‪ ،‬يحسدنا الناس على‬
‫النجاح“‪.‬‬
‫وكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت‪ْ ،‬‬
‫وحل ِق رأسه عنده‪.‬‬
‫وكان قربانه ماية بعير‪ ،‬وكان له حاجب‪ ،‬وكانوا= إذا جاؤوا= ُه َبل بالقربان‪ ،‬ضربوا بالقداح وقالوا‪:‬‬
‫إنّا اختلفنا فهب السراحا‬

‫فصاحا=‬ ‫ُه َبل‬ ‫يا‬ ‫ثالثة‬

‫الميت والعذرة والنكاحا‬

‫والبرء في المرضى= وفي‬


‫الصحاحا‬

‫إن لم تقله ف ُمر القداحا‬

‫االستقسام باألزالم عند ُه َبل‬


‫كانت ل ُهبل سبعة قداح يُضرب بها على المولود والميت والعذرة والنكاح‪ ،‬و”ثالثة لم تفسر لي“ كما يقول‬
‫ابن الكلبي‪ ،‬وقد كتب في أول األقداح‪ :‬صريح واآلخر‪ُ :‬ملصق‪ ،‬فإذا ش ّكوا في مولود‪ ،‬أهدوا له ً‬
‫هدية‪ ،‬ثم‬
‫ضربوا بالقداح‪ .‬فإن خرج‪ :‬صريح ألحقوه‪ ،‬وإن خرج‪ُ :‬ملصق‪ ،‬دفعوه‪.‬‬
‫ال أتوا ُهبل فاستقسموا بالقِداح عنده‪ .‬فما خرج‬ ‫أمر أو أرادوا= سفراً أو عم ً‬
‫وكان العرب إذا اختصموا= في ٍ‬
‫عملوا به وانتهوا= إليه‪ .‬وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد اهلل والد النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫‪.‬‬
‫وتعد رواية محمد بن إسحاق األكثر تفصي ً‬
‫ال في ”أقداح ُهبل“ يقول‪ :‬كان عند ُه َبل في الكعبة سبعة قِداح‪،‬‬
‫كل قدح منها فيه كتاب‪ .‬قدح فيه ” العقل “ إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا= بالقِداح السبعة‬
‫عليهم فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله‪ .‬وقدح فيه ” نعم “ لألمر إذا أرادوه يضرب به في القداح‪ ،‬فإن‬
‫خرج قدح فيه نعم عملوا به‪ ،‬وقدح فيه ” ال “ فإذا أرادوا األمر ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم‬
‫يفعلوا ذلك األمر‪ ،‬وقدح فيه ” منكم “‪ ،‬وقدح فيه ” ُملصق “ وقدح فيه ” من غيركم “‪ ،‬وقدح فيه ” المياه‬
‫“‪ ،‬فإذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح‪ ،‬وفيها ذلك القدح‪ ،‬فحيث ما خرج به عملوا به‪.‬‬
‫وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غالماً أو ينكحوا منكحاً‪ ،‬أو يدفنوا ميتاً‪ ،‬أو ش ّكوا في نسب أحدهم‪ ،‬ذهبوا به‬
‫إلى ُه َبل وبمائة درهم وجزور‪ ،‬فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها‪ ،‬ثم ّ‬
‫قربوا= صاحبهم= الذي يريدون‬
‫به ما يريدون‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬يا إلهنا هذا فالن أردنا به كذا وكذا فاخرج الحق فيه‪ ،‬ثم يقولون لصاحب القداح‪:‬‬
‫اضرب فإن خرج عليه ”منكم“ كان منهم وسيطاً= وإن خرج عليه ”من غيركم“ كان حليفاً‪ ،‬وإن خرج عليه‬
‫”ملصق“ كان ملصقاً على منزلته فيهم ال نسب له وال حلف‪ ،‬وإن خرج عليه شيء مما سوى هذا مما‬
‫أخروه عامه ذلك‪ ،‬حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون في أمرهم‬ ‫يعملون به ”نعم“ عملوا به‪ ،‬وإن خرج ال”“ ّ‬
‫ذلك إلى ما خرجت به القداح‪ .‬وبذلك فعل عبد المطلب بابنه حين أراد أن يذبحه‪.‬‬

‫هدم ُه َبل‬
‫حرب حين ظفر يوم أُ ُح ٍد‪ْ :‬‬
‫أع ُل ُه َبل! أي عال دينك‪ ،‬فقال رسول اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫و ُه َبل هو الذي يقول له أبو سفيان بن‬
‫ّ‬
‫وأجل!‬ ‫صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬اهلل أعلى‬
‫ينقل الرواة العرب عن ابن عباس في هدم أصنام الكعبة أن رسول اهلل كان ما يزيد على أن يشير‬
‫بالقضيب إلى الصنم فيقع لوجهه‪ ،‬فطاف= رسول اهلل سبعاً على راحلته يستلم الركن األسود بمحجنه‪ ،‬فلما‬
‫فرغ من سبعه نزل عن راحلته‪ ،‬ثم انتهى رسول اهلل إلى المقام‪ ،‬وجاءه معمر بن عبد اهلل بن فضلة فأخرج=‬
‫راحلته‪ ،‬والدرع عليه والمغفر وعمامته بين كتفيه‪ ،‬فصلّى= ركعتين ثم انصرف= إلى زمزم‪ ،‬فاطلع فيها‬
‫وقال‪ :‬لوال أن تغلب بنو عبد المطلب لنزعت منها دلواً‪ .‬فنزع= له العباس بن عبد المطلب دلواً فشرب‪ ،‬وأمر‬
‫به َبل ف ُك ِسر‪ ،‬وهو واقف عليه ‪ ،‬فقال الزبير بن العوام ألبي سفيان بن حرب‪ :‬يا أبا سفيان قد ُك ِسر ُه َبل‪ ،‬أما‬
‫ُ‬
‫إنك قد كنت منه يوم أُ ُحد في غرور حين تزعم أنه قد أنعم عليك؟‪ ،‬فقال أبو سفيان‪ :‬دع هذا عنك يا بن‬
‫العوام‪ ،‬فقد أرى أن لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،120‬األصنام ‪ 27-7‬وما يليها‪ ،‬المغازي= ‪ ،2/832‬المحبر ابن حبيب ‪ ،318-315‬أخبار‬
‫مكة ‪ ،193-189-188-1/187‬الملل والنحل ‪ ،2/580‬الروض المعطار= ‪)517‬‬

‫هجم‬
‫بزي أشوري تم استيراده من‬
‫صنم قديم عثر عليه في خربة قرب ”تيماء“‪ ،‬كان له معبد وخادم‪ .‬وهو صنم ِّ‬
‫بالد أشور‪.‬‬
‫وتيماء هي المدينة التي نقل إليها الملك البابلي نبونيد (‪ 538-555‬قبل الميالد) عاصمته من بابل‪ ،‬واتخذها=‬
‫مقراً له‪ ،‬عندما حمل على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه‪.‬‬
‫وعثر على الصنم ”هجم“ في خربة فيها أحجار ضخمة مربعة على مقربة من تيماء‪ ،‬وكان في الخربة‬
‫بقايا عمران قديم= يظن بعض العلماء‪ ،‬كما يشير جواد علي‪ ،‬أنه موضع معبد عتيق‪ ،‬ويسمي الناس هذه‬
‫الحجر‪ ،‬وعثر فيها على كتابات أشورية‬
‫المنطقة ”توما“‪ ،‬ويرى بعض من زارها أنها ال تقل ضخامة عن ُ‬
‫وبابلية ويونانية وغرمية وعربية تدل على أثر هذه المنطقة في االتصال الثقافي التي يشير إلى أن هذه‬
‫المنطقة كانت محطة للقوافل والتجار والثقافات‪.‬‬
‫كما عثر في هذه الخربة على حجر مكتوب بلغة بني إرم‪ ،‬يرجح تأريخه إلى القرن الخامس قبل الميالد‪،‬‬
‫ورد فيه أن أحد الكهان استورد= صنماً جديداً إلى تيماء‪ ،‬وبنى له معبداً‪ ،‬وعين له كها ًنا توارثوا= خدمة ”صلم‬
‫هجم“ أي ”صنم هجم“ وكان الصنم في زي أشوري‪ ،‬وظهر في أسفل الرسم= رسم الكاهن الذي شيّد ذلك‬
‫النصب‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)613-612 ،1/610‬‬

‫هدد‬
‫اسم إله تعبّدت له شعوب عديدة من شعوب الساميين‪ ،‬منهم بنو إرم والعرب الجنوبيون والشماليون‪ ،‬كما‬
‫تعبد له األشوريون‪ ،‬وقد= اقترن اسمه عند األشوريين والبابليين ب”رمان“‪ ،‬ودخلت عبادته إليهم من بني‬
‫إرم الغربيين‪.‬‬
‫ويمثل هدد مثل ”رمان“ ”رمون“ إله الهواء والرعد والعواصف‪ ،‬ويظهر أنه من أصل عربي هو ”هد“‪.‬‬
‫ومن اسم هذا الصنم جاء االسم ”بنهدد“ ”بن هدد“ ”بنحدد“ المذكور= في التوراة‪ ،‬ويرى جواد علي أنه ال‬
‫بد أن تكون لهذا اإلله صلة باإلله ”ج ّد“‪ ،‬ومن هذا االقتران ظهر ”جد هدد“ في كتابات قوم ثمود‪.‬‬
‫وفي المتحف الوطني بدمشق هناك تمثال لإلله ”هدد“ بهيئة ثور قرونه مرتفعة نحو األعلى كالهالل الذي‬
‫يخصالشمس وعلى خصره سيف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واحتفظت لغة العرب بالمعاني التي كان هذا اإلله تعبيراً عنها‪ ،‬إذ تس ّمي العرب الرعد ”هادّة“‪ ،‬تقول‬
‫والهاد‪ :‬صوت يسمعه أَهل السواحل‬
‫ُّ‬ ‫العرب‪ :‬وما سمعنا العا َم هادًةّ أَي َر ْعداً‪ .‬وال َه ُّد وال َه َد ُد‪ :‬الصوت الغليظ‪،‬‬
‫الز ْل َز ُ‬
‫لة‪.‬‬ ‫األرض وربما= كانت منه َّ‬ ‫َو ٌّي في َ‬ ‫ْ‬
‫يأتيهم من ِق َب ِل البحر له د ِ‬
‫َر ْت؛ ال َه َّد ُة صوت ما يقع من السماء‪.‬‬ ‫وفي حديث االستسقاء‪ :‬ثم َهد ْ‬
‫ّتود َّ‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/311‬لسان العرب ” هدد”)‬

‫هدى‬
‫من آلهة ثمود‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)1/331‬‬

‫هالل‬
‫من آلهة ثمود وقتبان‪.‬‬
‫توجه الثموديون بالدعاء وعثر في كتاباتهم على دعاءين طلب فيها صاحب الدعوة من اإلله‬
‫ولهذا اإلله ّ‬
‫”هالل“ أن يرزقه‪.‬‬
‫وكان هالل من آلهة شعب قتبان في اليمن القديم‪ ،‬وعثر في نص قتباني= على أمر ملكي يشرح كيفية جباية‬
‫الضرائب ل”أربي عم لبخ“‪ ،‬وجاء في النص أنها تنفيذاً لوحي اآللهة ”شمس“ و”هالل“ و”ربع شمس“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،120‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)2/202‬‬

‫َه َمى‬
‫اسم صنم ورد ذكره في معاجم اللغة‪ ،‬ويكتب أيضاً بألف ممدودة َه َما‪ ،‬ويُضبط بفتح أوله أو ض ّمه‪.‬‬
‫والسكب‪ .‬تقول العرب‪ :‬همى وعمى وصهى=‬
‫الصب والسيالن ّ‬
‫ّ‬ ‫ومعنى االسم في لغة العرب يفيد معنى‬
‫وضهى كل ذلك إذا سال‪.‬‬
‫(التهذيب لألزهري‪ ،‬لسان العرب ” همي”‪ ،‬تاج العروس ” ه م ى”‪ ،‬راجع ” َع َمى‪ ،‬عميانس”)‬

‫ِهند‬
‫هند صنم‪ ،‬ذكره ابن دريد في جمهرته‪ ،‬وقد تس ّمت العرب ”عبد هند“‪ ،‬كما س ّموا عبد يغوث‪ .‬قال‪ :‬وفي=‬
‫العرب بطون ينسبون إلى أمهات يس ّمين هنداً‪ :‬وقد= س ّموا الرجل هنداً منهم‪ :‬هند بن أبي هالة‪ ،‬أمه خديجة‬
‫زوج النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫وهند من العبادات القديمة عند العرب‪ ،‬ونجد التسمية في عبادته ب ”عبد هند“ في نسب القاضي‬
‫المعتزلي الشهير أحمد بن داوود= وكان قاضي= القضاة في عهد المعتصم‪ ،‬وكان محظياً عند المأمون‪ ،‬وهو‬
‫الذي حمل السلطان على امتحان الناس في خلق القرآن‪ :‬هو أبو عبد اهلل أحمد بن أبي دؤاد فرج بن جرير بن‬
‫مالك بن عبد اهلل بن عباد بن سالم بن مالك بن عبد هند بن عبد نجم بن مالك بن فيض بن منعة بن برجان‬
‫بن دوس الهذلي بن أمية بن حذيفة بن زهير بن إياد بن أد بن معد بن عدنان‪.‬‬
‫(الجمهرة ابن دريد ” د ن ه”‪ ،2/305 ،‬البداية والنهاية ‪)1612‬‬
‫هوبس‪/‬هبس‬
‫اسم إله سبئي ورد= في نصوصهم= ”هوبس“ ”هبس“‪ ،‬كانت تقدّم له التقدمات‪ ،‬وقد= ذكر اسمه في نصوص‬
‫مكتشفة عدة‪ ،‬منها واحد من أهم النصوص القديمة التي تؤرخ لحكام الجاهليين‪ ،‬ومما ذكر في النص‪،‬‬
‫حسب جواد علي‪ ،‬أنه ”نحر ثالث ذبائح إلى اإلله ”عثتر“‪ ،‬إظهاراً لشكره هذا وتقرباً إليه‪ ،‬وكسا صنمي=‬
‫اإللهين ”عثتر“ وهوبس‪/‬هبس‪ ،‬تقرباً إليهما وشكراً لهما على نعمهما عليهم“‪.‬‬
‫نصآخر يتش ّفع مقدّمه بحق عثتر وهوبس= والمقه وبذات حميم وبذات بعدان وبحق شمس ملك تنف‪/‬‬ ‫وفي ّ‬
‫شمس آلهة الملك تنف أن ينعم عليه الملك ويعطيه أثماراً وحصاداً= جيداً كثيراً من كل أرضه‪.‬‬
‫وقد ذكر هذا اإلله منفرداً كما ذكر مع اإلله ”المقه“‪ .‬و ُقصد به اإلله القمر‪ ،‬وقد= أشار الهمداني إلى أن اسم‬
‫القمر ”هيبس“‪ ،‬والظاهر أن هذه التسمية للقمر ظلت معروفة في اليمن بعد اإلسالم‪.‬‬
‫وورد= اسمه في بعض النصوص ”المقه ذ هوبس“‪ ،‬بمعنى اليابس‪ .‬وذكر= بعض العلماء أن معنى ذلك‪:‬‬
‫”المقه“ الذي يؤثر= في المد والجزر‪ ،‬وذلك لما الحظه المتعبّدون له من وجود أثر له في أحداث المد‬
‫والجزر‪.‬‬
‫يعلق جواد علي على نص من نصوص العربية الجنوبية جاء فيه ”ورخ ذ هبس وعثتر“ أن ذلك يدل إلى‬
‫وجود شهر اسمه شهر ”هوبس وعثتر“ أو شهر اسمه ”هوبس“ نسبة إلى اإلله ”هوبس“ وشهر آخر اسمه‬
‫”عثتر“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)8/451 ،6/298 ،467-466-287-156 /2‬‬

‫هياغ‬
‫يعني االسم ”سقى األرض بالمطر“‪ .‬وقد ُطلبت إليه المساعدة في الدعاء‪ .‬يقول براندن‪” :‬هياغ“ هي‬
‫الصيغة الثانية لفعل ”هغ“‪.‬‬
‫األ ْه َي ُغ‪ :‬الماء الكثير‪ ،‬وأَ ْر َغ ُد‬
‫تدل على الخصب ورغد العيش‪ ،‬يقول ابن منظور‪َ :‬‬ ‫والهيغ في لغة العرب ّ‬
‫صبُه َ‬
‫واأل ْه َيغ ِ‬
‫َان‪ :‬الشرب والنكاح وقيل األكل والنكاح‪.‬‬ ‫شوأَ ْخ َ‬
‫ال َع ْي ِ‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،120‬لسان العرب ” هيغ”)‬

‫َه ْيج‬
‫ورد اسمه في مجمع آلهة ثمود‪.‬‬
‫ومطر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ويظهر= من معاني اسمه أنه كان إله المطر والعواصف‪ .‬تقول العرب‪ :‬يو ُمنا يو ُم َه ْي ٍج أَي يوم َغ ْي ٍم‬
‫ويو ُمنا= يو ُم َه ْي ٍج أيضاً أَي يوم ريح؛ قال الراعي‪:‬‬

‫ونار َودِي َقةٍ‪ ،‬في ِ‬


‫يوم َه ْي ٍج من‬ ‫ِ=‬

‫َص ْب ُت له َ‬
‫الحنِينا‬ ‫ِّ‬
‫الش ْع َرى‪ ،‬ن َ‬

‫وهذا البيت يشير إلى وجود ارتباط بين اإلله ”هيج“ واإلله ” ِّ‬
‫الشعرى“‪.‬‬
‫ويروى البيت‪ :‬يوم ريح‪ .‬ويقال للسحاب أَ ّول ما َي ْن َشأُ‪َ :‬‬
‫هاج له َه ْي ٌج َح َس ٌن‪ ،‬وأَنشد للراعي‪:‬‬
‫واغ ُة ِّ‬
‫كل‬ ‫تُ ِ‬
‫راو ُحها َر َ‬
‫َه ْي ٍج‪،‬‬

‫واح أَ َط ْل َن بها َ‬
‫الحنِينا‬ ‫وأَ ْر ٌ‬

‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،1/331‬لسان العرب ” هيج”)‬


‫حرف الواو‬

‫واط‪/‬وطن‬
‫إله ثمودي‪ =،‬وجد اسمه ست مرات في أسماء الثموديين المركبة ”واط يحب‪ ،‬واط يعيِّر‪ ،‬واط يحطم‪ ،‬واط‬
‫عال‪ ،‬هبة واط“‪ ،‬ونجده في صيغة ”وطن“ في اسم علم يعني ”وطن يشعل“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)121‬‬

‫و ّد‬
‫إله الحب عند العرب‪ ،‬وإحدى أقدم عباداتهم‪.‬‬
‫رجل كأعظم ما يكون من الرجال قد ذبر‬ ‫ٍ‬ ‫كان ود صنماً لكلب بدومة جندل ولبني وبرة‪ ،‬كان ود تمثال‬
‫عليه حلتان‪ ،‬متّزر بحلة ومرت ٍ=د بأخرى‪ .‬عليه سيف قد تقلده وقد= تن ّكب قوساً= وبين يديه حربة فيها لواء‬
‫ووفضة أي جعبة فيها نَبل‪ ،‬كذلك وصفه الواقدي‪.‬‬
‫وفي قصة عبادة و ّد تقول المرويات إن عوف بن عذرة بن زيد الالت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة‬
‫بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة‪ ،‬أجاب عمرو بن لُ َح ّي إلى عبادة األصنام فدفع إليه‬
‫وداً ‪ .‬فحمله إلى وادي القرى فأمره بدومة الجندل‪ .‬وسمى= ابنه ”عبد ود“‪ .‬فهو= أول من س ّمى به‪ .‬ثم سمت‬
‫العرب به بعد‪( .‬يقول ياقوت‪ :‬إن زيد الالت ُس ّمي بالالت التي كانوا يعبدونها فهو أقدم من ود‪ ،‬واهلل أعلم)‪.‬‬
‫قال ابن الكلبي‪ :‬جعل عوف ابنه عامراً الذي يقال له عامر األجدار سادناً له‪ .‬فلم يزل بنوه يسدُنونه حتى‬
‫جاء اهلل باإلسالم‪ ،‬فيما يروي ابن حبيب أن سدنته بنو الفرافصة بن األحوص من كلب‪ ،‬كما يقول ابن‬
‫حبيب‪.‬‬
‫انتشرت عبادة ود على مساحة واسعة في منطقتنا‪ ،‬ويشير= المستشرق= براندن إلى ورود= اسم ود مرات‬
‫عديدة في النصوص الثمودية‪ ،‬كما ورد تركيب ”ود أب“ مراراً في الجنوب‪ .‬وإضافة إلى إعالنه أباً فقط‬
‫تم إعالنه إلهاً‪” :‬ود إيل“‪ ،‬ووجد ”ود“ مرات عديدة في النقوش الشمالية على شكل اسم علم أيضاً‪ ،‬وكان‬
‫الناس يسمون‪” :‬مطر ود‪ ،‬عطاء ود‪ ،‬خادم ود” ‪ .‬وقد شكر في أحد األدعية بوصفه ينقذ العشاق‬
‫ويرعاهم‪ ،‬جاء في الدعاء‪ ” :‬لقد أنقذت‪ ،‬يا ودّ‪ ،‬حبيبي ” ‪.‬‬
‫كما ُعرفت عبادة ”ود“ في الحضارة المعينية‪ ،‬وبرى= جواد علي أن ”الحية هي رمز لهذا اإلله“‪ ،‬وقد=‬
‫ورد في نصوص معين اسم ”نحس طب‪ ،‬نحسطب“‪ .‬و”نحس“ بمعنى ”نحش“ أي الحيّة“‪ ،‬و”طب“‬
‫بمعنى طيب‪ ،‬فيكون المعنى ”الحية الطيبة“‪ .‬والحية رمز لو ّد‪ .‬فيكون المراد من ”نحس طب“ اإلله ود‪.‬‬
‫و”نحشتان“ هي ”حية النحاس“ عند بني إسرائيل‪.‬‬
‫تلبية ود ونسكه‬
‫قال ابن حبيب‪ :‬وكانت تلبية من نسك لو ّد‪ :‬لبيك الله ّم لبيك‪ ،‬لبيك معذرة اليك“‪.‬‬
‫ويفهم من بيت شعر أورده ابن الكلبي في أصنامه‪ ،‬أن عباده في أيام الحج كانوا ال يقربون النساء‪ ،‬يقول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ح ّياك و ّد! فإنا ال َّ‬
‫يحل لنا‬
‫‪19‬‬
‫له ُو النساء وإن الدين قد عزما‬

‫وينقل ابن الكلبي عن مالك بن حارثة األجداري أنه رآى ودًاّ‪ .‬قال‪ :‬وكان أبي يبعثني باللين إليه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫اِسقه إلهك‪ .‬قال‪ :‬فأشربُ ُه‪ .‬قال‪ :‬ثم رأيت خالد بن الوليد بعد كسره فجعله ُجذاذاً‪.‬‬
‫وكان العرب يلحفون به‪ ،‬أنشد الشاعر‪:‬‬
‫ِّك‪ ،‬ما َق ْومي= على ما‬ ‫ِب َود ِ‬
‫َت َر ْكت ِ‬
‫ِه ْم‬

‫ريحها‬ ‫ُسلَ ْي َمى إِذا َهبَّ ْت َش ٌ‬


‫مال َو ُ‬

‫أراد‪ :‬بحق صنمك عليك‪.‬‬

‫َمن هو ود؟‬
‫اختلف الرواة العرب في و ّد فمنهم= من جعله أكبر أبناء آدم عليه السالم‪ ،‬ومنهم من قال إنه رجل أحبه قومه‬
‫ال تقديراً لحبهم له‪ .‬يروي= اإلمام السيوطي= عن ابن أبي حاتم عن عروة قال‪:‬‬ ‫وبعد وفاته نصبوا له تمثا ً‬
‫وسواع‪ ،‬ونَسر‪ ،‬وكان َو ّد أكبرهم َّ‬
‫وأبرهم به‪ .‬وفي=‬ ‫اشتكى آدم عليه السالم‪ ،‬وعنده بنوه‪َ ،‬ودٌّ‪ ،‬ويعوق‪ُ ،‬‬
‫ال مسلماً من أهل‬
‫الروض المعطار‪ :‬قال محمد الحميري‪ :‬أول صنم يعبد من دون اهلل‪ ،‬تعالى ودّ‪ ،‬وكان رج ً‬
‫بابل‪ ،‬وكان محبباً في قومه‪ ،‬فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه‪ ،‬فلما رأى‬
‫الشيطان جزعهم عليه تشبه بصورة إنسان‪ ،‬وقال‪ :‬أرى جزعكم على هذا الرجل‪ ،‬فهل لكم في أن أص ّور‬
‫ال فجعلوا يقبلون عليه ويعظمونه‪ ،‬حتى‬‫لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه؟‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‪ .‬فصنع لهم تمثا ً‬

‫‪ 19‬وفي شعراء النصرانية ص ‪ :705‬يرد البيت مختلفاً‪ :‬يقول األب لويس شيخو ومن آثار َّ‬
‫عفة النابغة الذبياني الشاهدة له على‬
‫دينه النصراني وإيمانه باآلخرة قوله‪:‬‬
‫َّاك ربّي فأنَّا ال ُّ‬
‫يحل لنا‬ ‫حي َ‬
‫الدين قد عزما‬ ‫له ُو النسا ِء َّ‬
‫وإن َ‬
‫مزمم ٍة‬
‫خوص َّ‬ ‫ٍ‬ ‫مش ّمرين على‬
‫ُّ‬
‫البر والطعما‬‫نرجو اإلله ونرجو َّ‬
‫(ورد هذا البيت في تاج العروس شرح ش م ر‪ ،‬ولسان العرب شمر)‬
‫ال في منزله يعظمه ويتبرك به‪ ،‬ثم تناسلوا على ذلك حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من‬
‫اتخذ كل واحد منهم تمثا ً‬
‫دون اهلل تعالى“‪.‬‬

‫ود في لغة العرب‬


‫ُعرف و ّد في كتب العرب بأسماء عدة تؤدي كلها معنى اسمه‪ ،‬يقول أهل اللغة‪ :‬ومنهم= من يهمز في اسم ود‬
‫فيقول أد وبه سمي أد بن طابخة‪ ،‬ومنهم من يس ّميه أدد مثل أدد جد معد بن عدنان‪.‬‬
‫الح ُّب‪ .‬وأرسل خالد بن الوليد من غزوة تبوك لهدمه‪ ،‬فحالت بينه وبين هدمه‬ ‫ُّ‬
‫ووالود‪ :‬مصدر المودَّة‪ .‬وهو ُ‬
‫بنو عبد ود وبنو= عامر األجدار‪ .‬فقاتلهم حتى قتلهم‪.‬‬
‫فهدمه وكسره‪ .‬وكان ممن قتل يومئ ٍذ رجل من بني عبد ود يقال له‪ :‬قطن بن شريح‪ ،.‬فأقبلت أمه فرأته‬
‫مقتو ً‬
‫ال فأشارت= تقول‪:‬‬
‫أال تلك المودّة ال تدوم‬

‫وال يبقى على الدهر النعيم!‬

‫وال يبقى على الحدثان غفر‬

‫رءو ُم!‬ ‫بشاهق ٍة‬ ‫أم‬


‫ٌّ‬ ‫له‬

‫ثم قالت‪:‬‬
‫يا جامعاً جامع األحشاء والكب ِد!‬

‫يا ليت أمك لم تولد ولم تل ِد!‬

‫ً‬
‫شهقة فماتت‪.‬‬ ‫ثم أكبّت عليه فشهقت‬
‫وقتل أيضاً حسان بن مصا ٍد ابن عم األكيدر‪ ،‬صاحب دومة الجندل‪.‬‬
‫(المستطرف من كل فن مستظرف= ‪ ،176-2/175‬تاريخ ثمود ‪ ،121‬المفصل في تاريخ العرب قبل‬
‫اإلسالم ‪ ،290-6/295‬األصنام ابن الكلبي ‪ 54 =،10‬وما يليهما‪ ،‬المحبَّر‪ ،‬ابن حبيب ‪ ،316- 312‬معجم‬
‫البلدان‪ 5/366 :‬حتى ‪ ،268‬الروض المعطار‪ ،‬محمد الحميري ص ‪ ،73‬الدر المنثور السيوطي‬
‫‪ ،14/713‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور شرح ” وتد”‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬للزبيدي شرح ” ودد” و ” وتد”‪،‬‬
‫والقاموس‪ ،‬للفيروزآبادي شرح ” الوتد”‪ ،‬الصحاح لألزهري شرح ” الود” و ” وتد”‪ ،‬مقاييس اللغة شرح‬
‫” ود” و ” أ ّد”) ‪.‬‬
‫ال َودْع‬
‫وثن‪ .‬ويفهم من معاني االسم أنه كان اإلله حامي الموتى والقبور‪.‬‬
‫ِن فيه القو ُم موتاهم‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫حائط َي ْدف ُ‬ ‫ِر يُ ُ‬
‫حاط عليه‬ ‫ْع‪ ،‬بسكون الدال‪ :‬جائ ٌ‬
‫ففي لغة العرب الود ُ‬
‫وح ّي‪:‬‬ ‫وتتحدث مروية عربية عن أسطورة تتعلق ب”الودع“ حكاه ابن َ‬
‫األعرابي عن ال َم ْس ُر ِ‬
‫َ‬ ‫ال من بني رويبة بن ُق َ‬
‫سمعت رج ً‬
‫ص ْيب َة بن نصر بن سعد بن بكر يقول‪ :‬أ ْو َفى رجل منا على ظهر َود ٍ‬
‫ْع‬
‫بالج ْم ُهورةِ‪ ،‬وهي حرة لبني سعد بن بكر‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت قائ ً‬
‫ال يقول‪:‬‬ ‫ُ‬
‫عشيًةّ‬
‫ف ِ‬ ‫لَ َع ْم ِري‪ ،‬لقد أَ ْوفى= ُ‬
‫ابن َع ْو ٍ‬

‫ص َ=‬
‫ف صا ِن ُع ْه‬ ‫ْع‪ ،‬أَ ْت َق َن َّ‬
‫الر ْ‬ ‫َ‬
‫على ظ ْه ِر َود ٍ‬

‫ف‬ ‫ْع‪ ،‬لو َيدْري ُ‬


‫ابن َع ْو ٍ‬ ‫وفي= ال َود ِ‬
‫عشيًةّ‬
‫ِ‬

‫الده ِر أَو َح ْت ٌ‬
‫ف لِ َم ْن هو طالِ ُع ْه‬ ‫ِغنى ْ‬

‫ال من قريش‪ ،‬فأَرسل= معه بضعة عشر رج ً‬


‫ال‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫قال‪ :‬فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً‪ ،‬فأَخبر= بها رج ً‬
‫واقلَ ُعوه‪ ،‬فأَتوه‪ ،‬فقلعوا منه‪ ،‬فمات ستة منهم أَو سبعة‪ ،‬وانصرف= الباقون‬ ‫ِروه واقرؤوا القرآن عنده ْ‬ ‫احف ُ‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ذاهبة عقولهم َف َزعا‪ ،‬فأخبروا صاحبهم ف َك ُّفوا عنه‪ ،‬قال‪ :‬ولم َي ُع ْد له بعد ذلك أحد‪.‬‬
‫َع اهلل له“‪ ،‬وإِنما‬ ‫والودع= أيضاً ما يُعلّق مخافة العين‪ ،‬وجاء تحريمه في حديث نبوي ”من َت َعلَّ َق ود ً‬
‫َعة ال َود َ‬
‫َن َهى عنها َ‬
‫ألنهم كانوا ُي َعلُِّقونَها َمخاف َة العين‪.‬‬
‫(لسان العرب شرح ” ودع”‪ ،‬راجع ” ذات الودع”)‬

‫ورخ‬
‫من آلهة شعب قتبان‪ ،‬ويُقصد= به اإلله القمر‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/333‬‬

‫ورفو‬
‫اإلله حارس الحدود في الحضارة المعينية‪.‬‬
‫وفي لغة العرب الورف= يعني ”التمدّد واالتساع“‪ .‬ومنه وصف المكان الذي يبعث على الطمأنينة واألمان‬
‫ب”وارف= الظالل“‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،6/295‬لسان العرب ” ورف”)‬

‫ّ‬
‫الوضاح‬
‫من نعوت اآللهة عند العرب‪ ،‬أو نداء استغاثة يُستنجد به عند الخوف والمحن‪ ،‬والوضاح من أسماء القمر‬
‫عند العرب‪.‬‬
‫الج ْل َسد بالدعاء‪ ،‬عندما خرج صوت من صنمه‪ ،‬يبشرهم= بمجيء الرسول= محمد صلّى‬
‫توجه ُعبّاد اإلله َ‬
‫إليه ّ‬
‫اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫للج ْل َسد وكان صخرة بيضاء عليها رأس أسود=‬‫قال ياقوت‪ :‬ذبح يوماً رجل من بني اآلمري بن مهرة ذبحاً َ‬
‫بصورة وجه إنسان‪َ ،‬ع َبدتُه كانوا من كندة وحضرموت‪ ،‬إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد‪ ،‬فأصغينا فإذا قائل‬
‫وضاح“!‬‫وضاح ّ‬ ‫يقول‪” :‬شعار أهل عدم‪ ،‬أنه قضاء حتم‪ ،‬إن بطش سهم‪ ،‬فقد فاز= سهم“‪ ،‬فقلنا‪” :‬ربّنا ّ‬
‫الج ْل َسد” في معجمنا‪ ،‬القاموس‬
‫(معجم البلدان‪ ،2/152 ،‬نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،1/45‬راجع ” َ‬
‫المحيط ” الوضح”)‬
‫حرف الياء‬

‫يزيد‬
‫تسمى العرب ب”عبد يزيد“ ويبدو من اسمه أنه كان يدل على الكثرة والنمو والعطاء‪.‬‬
‫يقول ابن حبيب في المحبر‪ :‬وفي بني المطلب‪ :‬عبد يزيد بن هاشم بن المطلب‪ ،‬وعبد يزيد هذا هو ”المحض‬
‫ال قذى فيه“‪ ،‬وأمه الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف‪ .‬وكذلك كانوا يسمون من كانت أمه بنت عم أبيه‪ ،‬كما‬
‫يقول البالذري‪ ،‬وفي= اللسان ”محض‪ :‬خالص النسب“‪.‬‬
‫(المحبر ‪ ،170 ،165‬أنساب األشراف= ‪)1/87‬‬

‫يطيع‬
‫إله معروف في الشمال لدى الصفويين تحت اسم ”اطع“ و”يطع“‪ ،‬وهو غير موجود= في مجمع اآللهة‬
‫الجنوبي‪ ،‬يعني االسم ”منقذ“‪ ،‬وقد= مثّله الثموديون بالرمز ‪ُ ، +‬‬
‫وطلب إليه الشفاء في دعاءين‪.‬‬
‫دخل ”يطيع“ في تركيب العديد من أسماء العلم‪ ،‬ويظهر= من هذه التراكيب أن هذا اإلله يأمر ويعطي‬
‫ويضعف‪ .‬ويقال إنه حمو‪ .‬وكان الناس يس ّمون‪ :‬ابن يطيع‪ ،‬وخادم يطيع‪ ،‬وفرح يطيع‪ ،‬وأبي يطيع‪.‬‬
‫وممن تس ّمى به الملكة ”يطيعه“ التي خلفت الملكة شمسي وكان أخوها ”بسكامو“ ممن انهزم في حملة‬
‫الملك األشوري= سنحاريب بن سرجون (‪ 681-705‬قبل الميالد) على جزيرة العرب‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪)89-20-19-124‬‬

‫يعوق‬
‫كان يعوق= على صورة فرس‪ ،‬حسب الواقدي‪ .‬تعبده همدان ومن واالها من أرض اليمن‪ ،‬بقرية يقال لها‪:‬‬
‫خيوان من صنعاء على ليلتين مما بلى مكة‪ ،‬وهو صنم دفع (عمرو بن لُ َح ّي)‪ ،‬إلى مالك بن مرثد بن جشم‬
‫بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان‪ ،‬فيما يروي ابن الكلبي‪ ،‬أما ابن حبيب فيقول‪ :‬كان يعوق‬
‫لهمدان وخوالن‪ ،‬وكان في أرحب‪.‬‬
‫وكانت تلبية من نسك ليعوق‪” :‬لبيك اللهم لبيك لبيك‪ ،‬ب ّغض إلينا الشر‪ ،‬وحبب إلينا الخير‪ ،‬وال تبطرنا=‬
‫فنأشر وال تفدحنا بعثار“‪.‬‬
‫وإلى اليوم في اليمن ال تزال النسوة في صنعاء وعدن إذا ما أصاب إبنها حادثة مفاجأة تنده ”يا عوقي“‬
‫والقاف تلفظ جيما المصرية‪ ،‬وهي هنا بمعنى ”يا ربي أو يا إلهي“‪.‬‬
‫المحبر البن حبيب ‪)314‬‬
‫َّ‬ ‫(المستطرف من كل فن مستظرف= ‪ ،2/176‬األصنام ‪،57-10‬‬
‫ال َي ْعبُوب‬
‫ِجديلة ‪َ 20‬طيء‪ .‬وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد‪ .‬فتبدلوا= ال َي ْعبُوب بعده‪.‬‬
‫صنم ل َ‬
‫قال عبيد‪:‬‬
‫وتبدَّلوا= ال َي ْعبُوب بعد إلههم‬

‫صنَماً ف َق ُّروا يا َجديل وأع ِذ ُبوا‬


‫َ‬

‫أي ال تأكلوا على ذلك وال تشربوا‪.‬‬


‫والسريع‬
‫ُ‬ ‫الفرسالكري ُم‬
‫ُ‬ ‫وربما= كان هذا الصنم على هيئة فرس‪ ،‬فال َي ْعبُوب في لغة العرب يعني فيما يعنيه‬
‫الج ْر ِي‪ ،‬وبه ُس ّميت أفراس مشهورة لهم‪ ،‬وبه أيضاً شبهت العرب فرسانها= إذ‬ ‫ْر في َ‬ ‫ُ‬
‫الطويل وال َبعي ُ=د ال َقد ِ‬
‫وب“‪.‬‬
‫فارس َي ْع ُب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تقول‪” :‬‬
‫(األصنام= ‪ :63‬ذكر في نسخة األصنام في ذيل بآخر النسخة‪ ،‬مقاييس اللغة ” عذب”‪ ،‬لسان العرب شرح ”‬
‫عبب‪ ،‬ربب”‪ ،‬القاموس المحيط شرح ” ال َع ُّب‪ ،‬نسب الخيل ابن الكلبي ص ‪ ،71‬تحقيق جرجس لولى دال‬
‫ويدا‪ ،‬طبعة لندن ‪. )1928‬‬

‫َي ُغوث‬
‫صنم معروف عبدته مذحج كلها ومن واالها كما عبده أهل جرش‪.‬‬
‫وكان يغوث بأ َك َمة باليمن‪ ،‬يقال لها‪َ :‬م ِ‬
‫ذحج‪ ،‬برواية ابن الكلبي‪ ،‬أما رواية ابن حبيب فتقول‪ :‬إنه كان في‬
‫أنعم‪ ،‬فقاتلتهم= عليه ُغطيف من مراد‪ ،‬حتى هربوا به الى نجران‪ّ ،‬‬
‫فأقروه عند بني النار من الضباب من بني‬
‫الحارث بن كعب‪ ،‬واجتمعوا= عليه جميعاً‪.‬‬
‫يغوثصنماً‬
‫َ‬ ‫كان يغوث على صورة أسد‪ ،‬حسب الواقدي‪ ،‬فيما ينقل السيوطي= عن أبي عثمان قال‪ :‬رأيت‬
‫من رصاص يُحمل على جمل أجرد‪ ،‬فإذا رك قالوا‪ :‬قد َرضى ربُّكم هذا المنزل‪.‬‬
‫وذكر ابن الكلبي أن مذحج أجابت عمراً بن لُ َح ّي في دعوته لعبادة األصنام= فدفع= إلى أنعم بن عمرو‬
‫المرادي َي ُغوث‪.‬‬
‫وكانت تلبية من نسك ليغوث‪” :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك أحبنا بما لديك‪ ،‬فنحن عبادك‪ ،‬قد صرنا اليك“‪.‬‬
‫ويرد= اسم يغوث في اللغة الثمودية بأسماء مركبة‪” :‬رفيق يغوث‪ ،‬ابن يغوث‪ ،‬ذو يغوث‪ ،‬عبد يغوث“‪،‬‬
‫المضيّح ‪ 21‬بالقرب من غوراش في شمالي‬
‫َ‬ ‫ويعني االسم المساعد‪ .‬قال براندن‪ :‬وكان حرمه على هضبة‬
‫اليمن‪.‬‬
‫في‪.‬‬ ‫حي من طيء وهو اسم أُمهم َجدِيلة بنت ُسَبيْع بن عمرو بن ِح َميْر‪ ،‬إِليها ينسبون‪ ،‬والنسبة إِليهم َجد ٌّ‬
‫َلي مثل َث َق ٍّ‬ ‫‪ 20‬جدِيلة ٌّ‬
‫(راجع جدل لسان العرب)‬
‫المضيّح“ وهي هضاب‪ ،‬ص ‪.346‬‬ ‫‪ 21‬ورد االسم ”مد ضيح“ في تاريخ ثمود وقد وثقته من صفة جزيرة العرب للهمداني ” َ‬
‫أما غوراش فلم أجدها وربما كانت ”جرش“‪.‬‬
‫(تاريخ ثمود ‪ ،125‬المستطرف= من كل فن مستظرف ‪ ،2/176‬األصنام ‪ ،57 -10‬المحبّر ‪،317-314‬‬
‫الدر المنثور= السيوطي= ‪ ،14/713‬االشتقاق ابن دريد ‪ ،1/153‬لسان العرب غوث)‬

‫يال َ‬
‫ِيل‬
‫صنَم‪ ،‬يذكره ابن دريد‪.‬‬
‫ونحوه‪ .‬وبه‬
‫يل ِ‬ ‫عز ّ‬
‫وجل‪ ،‬مثل ُش َر ْح ِب َ‬ ‫منسوب إلى اهلل ّ‬
‫ٌ‬ ‫كل اسم كان فيه ُ‬
‫إيل فهو‬ ‫قال قو ٌ=م من أهل اللغة إن‪ّ :‬‬
‫ِيل‪ .‬وعبد ياليل بن ناشب الليثي‪ ،‬وهو حليف بني عدي بن كعب‬ ‫فيان بن عبد يال َ‬
‫تسمى جابر بن َو ْهب بن ُس َ‬
‫بن لؤي‪ .‬وعبد ياليل بن عمر بن ُعمير الثقفي كان وجهاً من وجوه ثقيف‪.‬‬
‫(االشتقاق= ابن دريد ‪ ،2/301‬تكملة األصنام= عن تاج العروس ‪ ،111‬أسد الغابة ‪)508-3/507‬‬

‫يهرهم‬
‫إله المطر عند المعينيين‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)6/308‬‬

‫يهوه‬
‫ورد اسمه في مجمع آلهة ثمود ولحيان‪ ،‬وهو اإلله الكبير المعروف عند العبرانيين‪.‬‬
‫واالسم يه أو يهو ورد في األعالم المركبة للحيانيين مثل أوس يه‪/‬أوس يهو‪ ،‬وعزريه‪/‬عزز يهو‪ ،‬أما‬
‫القسم الثاني من األسماء ”يه“ ”يهو“ قريب من يهوه‪.‬‬
‫وكان قدماء بني إسرائيل يطوفون حول خيمة اإلله ”يهوه“ إله إسرائيل‪ ،‬ومنهم تعلّم الجاهليون واتبعوه في‬
‫طوافهم= بالبيت‪ .‬كما يقول جواد علي‪.‬‬
‫(المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪)566-316-6/334‬‬
‫فهرس الكتب‬

‫آثار البالد وأخبار العباد‪ ،‬تصنيف= اإلمام العالم زكريا بن محمد بن محمود= القزويني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫صادر بيروت‪.‬‬
‫أخبار الزمان‪ ،‬و َم ن أباده الحدثان‪ ،‬وعجائب البلدان‪ ،‬والغامر بالماء والعمران‪ ،‬تصنيف= المؤرخ الكبير‬
‫أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي= المتوفى= ‪ 346‬ه‪ ،‬مطبعة عبد الحميد أحمد حنفي مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.1938‬‬
‫أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه‪ ،‬تصنيف= اإلمام أبي عبد اهلل محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي‬
‫المكي‪ ،‬من علماء القرن الثالث الهجري‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪ .‬عبد الملك عبد اهلل بن دهيش‪ ،‬الحقوق للمحقق‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪.1994‬‬
‫أخبار مكة وما جاء فيها من اآلثار ‪ ،‬تصنيف= اإلمام أبي الوليد محمد بن عبد اهلل بن أحمد األزرقي ت‬
‫دهيش‪ ،‬حقوق النشر للمحقق‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2003‬‬ ‫‪ 250‬ه‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ ،‬د‪ .‬عبد الملك بن عبد اهلل بن َ‬
‫أسد الغابة في معرفة الصحابة ‪ ،‬تأليف عز الدين ابن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري المتوفى=‬
‫‪ 630‬ه‪ ،‬تحقيق الشيخ علي محمد معوض‪ ،‬الشيخ عادل األحمد عبد الموجود‪ =،‬دار الكتب العلمية بيروت‬
‫الطبعة األولى ‪.1996‬‬
‫االشتقاق ‪ ،‬تصنيف الشيخ اإلمام أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ ،‬دار الجيل بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1991‬‬
‫األصنام ‪ ،‬أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي‪ ،‬ت ‪204‬ه‪ 819/‬م‪ ،‬تحقيق أحمد زكي ط ‪ ،3‬دار‬
‫الكتب المصرية ‪( .1995‬وفيه تكملة األصنام= التي وضعها= المحقق)‪.‬‬
‫األغاني ‪ ،‬لإلمام أبي الفرج األصفهاني‪ ،‬تصحيح الشيخ أحمد الشنقيطي‪ ،‬الطبعة األولى‪1223 ،‬ه‪ ،‬بوالق‪.‬‬
‫اإلكليل من أنساب اليمن وأخبار حمير ‪ ،‬أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني‪ ،‬نسخة ‪،DOC‬‬
‫التحميل من الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫آلهة الحماية والدفاع عند العرب قبل اإلسالم ‪ ،‬إعداد الدكتور خالد كيوان‪ ،‬دار أطلس‪ ،‬دمشق ‪.2012‬‬
‫األموال ‪ ،‬تأليف إمام الحديث والفقه واللغة واألدب أبو عبيد القاسم بن سالم ‪ 224 157‬ه‪ ،‬تحقيق الدكتور‬
‫محمد سالمة‪ ،‬طبعة دار الشروق= ‪.1989‬‬
‫أنساب األشراف ‪ ،‬تصنيف= أحمد بن يحيى بن جابر المعروف بالبالذري‪ =،‬المتوفى ‪ 279‬ه‪ ،‬حققه الدكتور=‬
‫سهيل زكال‪ ،‬رياض زركلي‪ ،‬دار الفكر الطبعة األولى ‪.1996‬‬
‫البداية والنهاية ‪ ،‬اإلمام الحافظ= المفسر المحدث الفقيه المؤرخ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير‬
‫القرشي الشافعي‪ ،‬الشهير بابن كثير‪ 774 701 ،‬ه‪ ،‬اعتنى به حسان عبد المنان‪ ،‬بيت األفكار الدولية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫اإلصابة في تمييز الصحابة ‪ ،‬تأليف شيخ اإلسالم وعلم األعالم قاضي= القضاة شهاب الدين أبي الفضل‬
‫أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقالني المصري الشافعي‪ ،‬المعروف بابن حجر‬
‫‪ 852-773‬ه‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪.‬‬
‫تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ،‬للسيد محمد مرتضى= الحسيني= الزبيدي‪ ،‬طبعة ‪ 1994- 2‬وزارة‬
‫اإلرشاد واألنباء في الكويت تحقيق الدكتور= عبد العزيز مطر‪ ،‬راجعه عبد الستار أحمد فرج بإشراف لجنة‬
‫فنية من وزاة اإلعالم‪( .‬وأيضاً البحث في تاج العروس على موقع= الموسوعة الشاملة)‪.‬‬
‫تاريخ األمم والملوك ‪ ،‬لإلمام الفقيه المفسر المؤرخ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ‪ 310 224‬ه‪،‬‬
‫اعتنى به أبو صهيب الكرمي‪ ،‬بيت األفكار الدولية السعودية‪.‬‬
‫تاريخ بغداد مدينة السالم‪ ،‬وأخبار= محدثيها وذكر قطانها= العلماء من غير أهلها ووارديها= ‪ ،‬تأليف اإلمام‬
‫الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ‪463 392‬ه‪ ،‬تحقيق بشار عواد معروف‪ ،‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2001‬‬
‫تاريخ ثمود ‪ ،‬د‪ .‬ألبير فان دين براندن‪ ،‬ترجمة نجيب غزاوي‪ ،‬دار األبجدية ط‪.1996 ،1‬‬
‫تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تأليف جالل الدين عبد الرحمن السيوطي‪ ،‬دار ابن حزم الطبعة األولى ‪2003‬م‪.‬‬
‫تاريخ المدينة المنورة ‪ ،‬البن شبّة‪ ،‬أبو زيد عمر بن شبّة النميري البصري= ‪173‬ه ‪ 262‬ه‪ ،‬حققه فهيم‬
‫محمد شلتوت‪ ،‬جدة ‪ 1403‬ه‪.‬‬
‫تاريخ هيرودت ‪ ،‬ترجمة عبد اإلله المالح‪ ،‬مراجعة د‪ .‬أحمد السقاف‪ ،‬د‪.‬حمد= بن صراي‪ ،‬أبو ظبي‬
‫المجمع الثقافي ‪.2001‬‬
‫تاريخ اليعقوبي ‪ ،‬تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المعروف=‬
‫باليعقوبي‪ ،‬طبعة جامعة ليدن هولندا ‪ 1883‬م‪.‬‬
‫التعريف باألنساب والتنويه بذوي األحساب ‪ ،‬ألبي الحسن اليمني القرطبي‪ ،‬التحميل من موقع=‬
‫الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫تهذيب األثر وتفصيل الثابت عن رسول اهلل من األخبار ‪ ،‬ألبي جعفر الطبري محمد بن جرير بن يزيد‬
‫‪ 310-224‬ه‪ ،‬تحقيق محمود محمد شاكر‪ ،‬مكتبة الخانجي القاهرة‪.‬‬
‫التيجان في ملوك حمير ‪ ،‬عن وهب بن المنبه رواية أبي محمد عبد الملك بن هشام عن أسد بن موسى‬
‫عن أبي إدريس بن سنان عن جده ألمه وهب بن منبه‪ ،‬رضي= اهلل عنهم‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1347‬تحقيق‬
‫ونشر مركز الدراسات واألبحاث اليمنية صنعاء‪.‬‬
‫جامع التواريخ المس ّمى نشوار المحاضرة ‪ ،‬القاضي أبي علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم‬
‫التنوخي المتوفى ‪ 384‬ه‪ ،‬النسخة محملة من موقع الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫جمهرة أنساب العرب ‪ ،‬ألبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي ‪384‬ه ‪ 456‬ه‪ ،‬تحقيق عبد السالم‬
‫هارون‪ ،‬دار المعارف سلسلة ذخائر العرب ‪ ،2‬الطبعة الخامسة‪.‬‬
‫جمهرة اللغة ‪ ،‬تأليف الشيخ الجليل إمام اللغة واألدب أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي= المتوفى=‬
‫ببغداد ‪321‬ه‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1344‬دار المعارف حيدر آباد‪.‬‬
‫الجيم ‪ ،‬ألبي عمر الشيباني‪ ،‬حققه إبراهيم األنباري= راجعه محمد خلف اهلل أحمد‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪،‬‬
‫القاهرة ‪.1974‬‬
‫حقيقة السبي البابلي ‪ ،‬فاضل الربيعي‪ ،‬دار جداول بيروت= الطبعة األولى ‪.2011‬‬
‫الحور العين‪ ،‬عن كتاب العلم الشرائف دون النساء العفايف ‪ ،‬لألمير عالمة اليمن أبو سعيد نشوان‬
‫الحميري المتوفى ‪ 573‬ه‪ ،‬حققه كمال مصطفى‪ ،‬دار آزال بيروت‪ ،‬المكتبة اليمنية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1985‬‬
‫حياة الحيوان الكبرى ‪ ،‬الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الدميري الشافعي= المتوفى= ‪808‬ه‪ ،‬طبعة دار‬
‫الطباعة المصرية سنة ‪1284‬ه‪ ،‬بتصحيح الشيخ محمد قطة العدوي‪( .‬وأيضاً= االعتماد حياة الحيوان‬
‫المحملة على موقع الموسوعة الشاملة)‪.‬‬
‫التحميل من موقع الموسوعة الشاملة ‪.‬‬
‫الحيوان ‪ ،‬تأليف أبي عثمان بن بحر الجاحظ‪ ،‬تحقيق عبد السالم هارون‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1965‬‬
‫الدر المنثور في التفسير بالمأثور ‪ ،‬لجالل الدين السيوطي ‪849‬ه ‪911‬ه‪ ،‬تحقيق الدكتور= عبد اهلل بن عبد‬
‫المحسن التركي بالتعاون مع مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية القاهرة الطبعة األولى‬
‫‪.2003‬‬
‫الديارات ‪ ،‬أبو الفرج األصفهاني‪ ،‬التحميل من موقع المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ديوان األساطير ‪ ،‬نقله إلى العربية قاسم الشواف‪ ،‬قدم له وأشرف عليه‪ :‬أدونيس‪ ،‬دار الساقي بيروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.1996‬‬
‫ديوان أمية بن أبي الصلت ‪ ،‬دار مكتبة الحياة بيروت‪ ،‬من التراث العربي‪ ،‬قدم له وعلق على حواشيه‬
‫سيف الدين الكاتب‪ ،‬أحمد عصام الكاتب‪.‬‬
‫الروض اآلنف‪ ،‬في شرح السيرة النبوية البن هشام ‪ ،‬لإلمام المحدث عبد الرحمن السهيلي ‪581 508‬‬
‫ه‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن الوكيل‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1967‬‬
‫الروض المعطار في خبر األقطار ‪ ،‬تأليف محمد بن عبد المنعم الحميري‪ ،‬حققه الدكتور إحسان عباس‪،‬‬
‫مكتبة لبنان الطبعة الثانية ‪.1984‬‬
‫زاد المعاد في هدي خير العباد ابن قيم الجوزية ‪ ،‬اإلمام المحدث المفسر الفقيه شمس الدين أبي عبد اهلل‬
‫محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي ‪ 751 691‬ه‪ ،‬تحقيق شعيب األرناؤوط‪ ،‬عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬ط‬
‫‪ 27‬سنة ‪ ،1994‬مؤسسة الرسالة بيروت‪.‬‬
‫شعراء النصرانية ‪ ،‬األب لويس شيخو‪ ،‬التحميل موقع المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫األونبي‪ ،‬تحقيق عبد العزيز= الميمني‪ ،‬طبعة‬
‫ّ‬ ‫سمط الآللئ في شرح آمالي القالي ‪ ،‬ألبي عبيد البكري‬
‫جامعة عليكرة الهند ‪.1936‬‬
‫صفة جزيرة العرب ‪ ،‬تأليف لسان اليمن‪ ،‬الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني‪ ،‬تحقيق محمد بن علي‬
‫األكوع الحوالي‪ ،‬مكتبة اإلرشاد صنعاء‪/‬اليمن‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1990‬‬
‫العقوبات ‪ ،‬تأليف أبي بكر عبد اهلل بن محمد بن أبي الدنيا المتوفى= ‪281‬ه‪ ،‬تحقيق محمد خير رمضان‬
‫يوسف‪ ،‬دار ابن حزم بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1996‬‬
‫عيون األثر في فنون المغازي والشمائل والسير ‪ ،‬تأليف الحافظ أبي الفتح محمد بن محمد بن محمد بن‬
‫سيد الناس اليعمري المتوفى ‪ 734‬ه‪ ،‬تحقيق محمد العيد الخطراوي‪ ،‬محيي الدين مستو‪ ،‬مكتبة دار التراث‬
‫المدينة المنورة‪ ،‬دار ابن كثير دمشق بيروت‪.‬‬
‫غرائب اللغة العربية ‪ ،‬األب رفائيل نخلة اليسوعي‪ ،‬دار المشرق بيروت الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫غريب الحديث للخطابي طبعة جامعة أم القرى ‪ ،‬التحميل من موقع= الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫فتوح البلدان ‪ ،‬تصنيف= اإلمام أبي العباس أحمد بن يحيى بن جابر البالذري‪ ،‬حققه عبد اهلل أنيس الطباع‪،‬‬
‫عمر أنيس الطباع‪ ،‬مؤسسة المعارف= بيروت ‪.1987‬‬
‫الفروق اللغوية ‪ ،‬لإلمام األديب اللغوي أبي هالل العسكري= أحد أعالم القرن الرابع الهجري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد إبراهيم سليم‪ ،‬دار العلم والثقافة القاهرة‪( .‬وتم الرجوع= أيضاً للنسخة الموجودة على موقع الموسوعة‬
‫الشاملة)‪.‬‬
‫الفالحة النبطية ‪ ،‬أبو بكر ابن وحشية‪ ،‬تحقيق توفيق= فهد‪ ،‬المعهد الفرنسي للدراسات االستشراقية‪ ،‬دمشق‬
‫‪.1993‬‬
‫قبائل المملكة العربية السعودية ‪ ،‬حمد الجاسر‪ ،‬التحميل من موقع الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫الكامل في التاريخ ‪ ،‬تاريخ ابن األثير‪ ،‬األمام العالمة المحدث النسابة عز الدين أبو الحسن بن محمد بن‬
‫محمد بن عبد الكريم الجزري الشيباني الشهير بابن األثير ( ‪630-555‬ه)‪ ،‬اعتنى به أبو صهيب الكرمي‪،‬‬
‫طبعة بيت األفكار الدولية‪.‬‬
‫كشف الظنون ‪ ،‬حاجي خليفة‪ ،‬التحميل من موقع= الموسوعة الشاملة‪.‬‬
‫مجلة الجمعية التاريخية السعودية ‪ ،‬العدد السادس‪ /‬السنة الثالثة يوليو ‪ 2002‬دراسة بعنوان من تدمر‬
‫إلى جوف اليمن‪ :‬نقش عربي جنوبي أصحابه من تدمر للدكتور= سعيد بن فايز= السعيد‪.‬‬
‫المح ّبر ‪ ،‬للعالمة األخباري= النسابة‪ ،‬أبو جعفر محمد بن حبيب ابن أمية بن عمر الهاشمي البغدادي=‬
‫المتوفى ‪ ،245‬برواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري‪ ،‬تحقيق‪ ،‬الدكتورة إيلزه ليختن شتيرتر‪=،‬‬
‫سلسلة ذخائر التراث العربي‪ ،‬دار اآلفاق= الجديدة بيروت‪.‬‬
‫مكرم المعروف= بابن منظور ‪ 630‬ه ‪ 711‬ه‪،‬‬ ‫مختصر تاريخ دمشق البن عساكر ‪ ،‬لإلمام محمد بن ّ‬
‫تحقيق روح ّية النحاس‪ ،‬رياض عبد الحميد مراد‪ ،‬محمد مطيع الحافظ‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.1984‬‬
‫مروج الذهب ومعادن الجوهر‪ ،‬تصنيف الرحالة الكبير‪ ،‬والمؤرخ الجليل أبي الحسن علي بن الحسين بن‬
‫علي المسعودي‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الفكر الطبعة الخامسة ‪.1973‬‬
‫مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم أهل الجاهلية ‪ ،‬ألف أصلها اإلمام‬
‫وتوسع= فيها على هذا الوضع ”عالمة العراق“ السيد محمود شكري األلوسي‪،‬‬‫ّ‬ ‫الشيخ محمد بن عبد الوهاب‬
‫المطبعة السلفية القاهرة ‪.1347‬‬
‫مستظرف ‪ ،‬شهاب الدين محمد األبشيهي‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬تحقيق مفيد‬
‫َ‬ ‫المستطرف من كل فن‬
‫َ‬
‫قميحة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫المعاني الكبير في أبيات المعاني ألبي محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1984‬‬
‫معاهد التنصيص على شواهد التخليص ‪ ،‬تأليف األديب العالمة األريب الفهامة الشيخ عبد الرحيم بن‬
‫عبد الرحمن بن أحمد العباسي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬المطبعة المصرية ‪ 1316‬ه‪.‬‬
‫معجم أسماء األشياء‪ ،‬المسمى‪ :‬اللطائف في اللغة ‪ ،‬للبابيدي أحمد بن مصطفى= الدمشقي ‪ 1900‬م‪ ،‬تحقيق‬
‫أحمد عبد التواب عوض‪ ،‬دار الفضيلة القاهرة‪.‬‬
‫معجم البلدان ‪ ،‬للشيخ اإلمام شهاب الدين أبي عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الحموي الرومي= البغدادي‪ ،‬دار‬
‫صادر بيروت ‪.1977‬‬
‫معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ‪ ،‬تأليف عمر رضا كحالة‪ ،‬مؤسسة الرسالة بيروت‪ ،‬الطبعة الثامنة‬
‫‪.1997‬‬
‫معجم ما استعجم‪ ،‬من أسماء البالد والمواضع= ‪ ،‬تأليف الوزير= الفقيه‪ :‬أبي عبيد‪ ،‬عبد اهلل بن عبد العزيز‬
‫البكري األندلسي‪ ،‬المتوفى= سنة ‪ 487‬ه‪ ،‬حققه مصطفى السقا‪ ،‬عالم الكتب بيروت‪.‬‬
‫معجم المناهي اللفظية ‪ ،‬بقلم بكر بن عبد اهلل أبو زيد‪ ،‬دار العاصمة الرياض‪/‬السعودية‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪.1996‬‬
‫المع ّمرين من العرب ُ‬
‫وط َرف من أخبارهم وما قالوه في منتهى أعمارهم ‪ ،‬تأليف اإلمام أبي حاتم سهل‬
‫بن محمد بن عثمان السجستاني البصري المتوفى سنة ‪ 235‬ه‪ ،‬رواية أبي روق= الهمداني عنه رحمة اهلل‬
‫عليهما‪ ،‬عني بتصحيحه األستاذ اللغوي األديب الشيخ أحمد بن األمين الشنقيطي‪ ،‬طبعة السعادة بجوار=‬
‫محافظة مصر الطبعة األولى ‪.1905‬‬
‫المغازي ‪ ،‬أبو عبد اهلل بن عمر الواقدي= ‪ 130‬ه ‪ 206‬ه‪ ،‬تحقيق مارسدن جونس‪ ،‬دار الكتب الطبعة الثالثة‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫مغامرة العقل‪ w‬األولى‪ ،‬فراس السواح‪ ،‬الطبعة الحادية عشرة‪ ،‬دار عالء الدين دمشق‪.‬‬
‫المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،‬تأليف جواد علي‪ ،‬ساعدت بنشره جامعة بغداد‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪.1993‬‬
‫نقوش مسندية وتعليقاتها ‪ ،‬مطهر علي اإلرياني‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث= اليمني‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪.1990‬‬
‫الملل والنحل ‪ ،‬تأليف أبي الفتح محد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني= ‪ 429‬ه ‪ 548‬ه‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد األمير علي مهنا‪ ،‬علي حسن فاعور‪ ،‬دار المعرفة بيروت الطبعة الثالثة‪.1993 ،‬‬
‫المن ّمق في أخبار قريش‪ ،‬لمحمد بن حبيب البغدادي المتوفى ‪ 245‬ه‪ ،‬تحقيق خورشيد= أحمد فاروق‪ =،‬عالم‬
‫الكتب بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1985‬‬
‫المن ّمق في أخبار قريش ‪ ،‬لمحمد بن حبيب البغدادي المتوفى= ‪ 245‬ه‪ ،‬تحقيق خورشيد= أحمد فاروق‪ =،‬طبعة‬
‫حيدر آباد ‪ 1964‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫الميثولوجيا السورية أساطير آرام ‪ ،‬د‪ .‬وديع بشور‪ ،‬مؤسسة الفكر لألبحاث والنشر‪ =،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫تشرين الثاني ‪ ،1981‬ص ‪.192‬‬
‫نزهة المجالس ومنتخب النفائس ‪ ،‬للشيخ العالم العالمة عبد الرحمن الصفوري= الشافعي‪ ،‬طبعة المطبعة‬
‫الكاستلية مصر سنة ‪1283‬ه‪.‬‬
‫نسب معد واليمن الكبير‪ ،‬ألبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى ‪204‬ه‪ ،‬تحقيق الدكتور‬
‫ناجي حسن‪ ،‬عالم الكتب الطبعة األولى ‪.1988‬‬
‫نهاية األرب في فنون األدب ‪ ،‬تأليف شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري= المتوفى ‪ 733‬ه‪ ،‬تحقيق‬
‫مفيد قميحة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2004‬‬
‫الهواتف‪ ،‬تأليف أبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي‪ ،‬المعروف= بابن أبي الدنيا‪،‬‬
‫المتوفى ‪ 281‬ه‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية بيروت الطبعة األولى ‪.1993‬‬
‫حول الكتاب‬

‫نبذة عن الكتاب‬
‫للمرة األولى‪ ،‬يصدر معجم يرتّب معبودات وآلهة العرب القدماء على حروف الهجاء‪ .‬وتأتي أه ّمية هذا‬ ‫ّ‬
‫المعجم من كون الحياة الدينية لإلنسان لم تعرف تنوًاعّ وتعدًادّ كما هي عليه الحال في «جزيرة العرب»‪.‬‬
‫وكان لهذه البقعة الجغرافية من العالم تجارياً وسياسياً= ما م ّكنها من أن تصهر معتقدات الشعوب‬
‫والحضارات التي زارتها= تجارة أو غزواً منذ مراحل مبكرة من التاريخ البشري‪.‬‬
‫في دين العرب القدماء نجد آلهة كوكبية ونجد آلهة الخصب وآلهة الموت ‪ ...‬ويأتي هذا التن ّوع كصيرورة‬
‫طبيعية لتط ّور الفكر الديني العربي الذي ش ّكل اإلسالم آخر حلقاته‪ ،‬وامت ّد من جزيرة العرب إلى العالم‬
‫بأسره‪.‬‬
‫في هذا المعجم استطاع المؤلّف أن يجمع أسماء مئات األصنام= والمعبودات‪ ،‬منها ما هو متداول بحكم‬
‫تركيز الباحثين عليه‪ ،‬لكن كثيراً منها ّ‬
‫ظل مجهو ً‬
‫ال‪.‬‬

‫قيل في الكتاب‬
‫" ترد كل اآللهة في تنوع مدهش جعل منها موزاييك= أضفت بعداً جديداً لنظرتنا= إلى مجتمعهم= قبل آالف‬
‫السنين " – جريدة السفير‬

‫نبذة عن المؤلف‬
‫جورج كدر كاتب وباحث وإعالمي سوري‪ ،‬من مواليد حمص ‪ .1978‬خريج جامعة دمشق‪ ،‬كلية‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫كتب أخرى للمؤلف‬
‫صدر له دراسات ومقاالت في العديد من وسائل اإلعالم العربية منها‪ :‬مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬مجلة‬
‫فكر‪ ،‬مجلّة اآلداب‪..‬‬

You might also like