You are on page 1of 16

‫اإلخـراج اإلذاعـي‬

‫أ‪ .‬إبراهيم جديدي‬


‫(صحافي)‬

‫يتمثّل فن اإلخراج اإلذاعي في تحويل النص المكتوب والرموز الواردة في‬


‫مجسد ينبض بالحياة والحيوية والحركة من خالل خخصيا‬
‫ّ‬ ‫النص إلى واقع‬
‫تتحاور ومؤثّ ار صوتية تجعلنا نتخيل المكان والزمان ونعيش مع‬
‫الخخصيا ‪ ،‬وموسيقى تضفي على التمثيلية جوها العام وايحاءاتها النفسية‬
‫التمثيلية التي تخد‬ ‫بما يجعلنا نحن المستمعين نخارك وجدانيا مع خخصيا‬
‫انتباهنا وتجذبنا إلى تلك اآللة العصرية الحديثة (المذياع)‪.‬‬
‫هذا هو فن اإلخراج اإلذاعي‪ ،‬أو الحلقة الوسيطة بين الكاتب اإلذاعي‬
‫وبين المستمعين‪ ،‬وبعبارة أخرى موجزة هو‪" :‬فن العرض والتقديم" الذي‬
‫يتطلب إثارة االنتباه وجذب اهتمام الناس‪ .‬ونستطيع أن نلمس "فن العرض‬
‫والتقديم" ال عند المخرج اإلذاعي ومخرج الدراما بوجه عام فحسب بل عند‬
‫الكثيرين من الناس‪ ..‬المخرج اإلذاعي الناجح هو الذي يملك تلك الخاصية‬
‫والموهبة في فن العرض والتقديم‪ ،‬فن اإلثارة والتخويق وجذب اهتمام الناس‬
‫إلى التمثيلية المسموعة‪ ،‬هذه الخاصية تعتمد على الموهبة أساسا والحس‬
‫والفن الدرامي بطبيعة المواقف اإلنسانية بما يحقق اإلثارة والتخويق‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪124‬‬

‫خاصة بالمخرج اإلذاعي‬ ‫واالنتباه‪ ..‬والواقع أن هذه الموهبة األساسية ليس‬


‫فحسب‪ ،‬بل هي قدر مخترك بين مخرجي الدراما سواء أكان المخرج إذاعيا‬
‫أم مسرحيا أم سينمائيا أم تلفزيونيا‪ ،‬فكل هؤالء المخرجين يقدمون ويعرضون‬
‫يحولون قصصا ورمو از مكتوبة إلى واقع مجسد‬
‫علينا ّفنا؛ أو بعبارة أدق‪ّ :‬‬
‫يفيض بالحياة والحيوية والحركة‪ ،‬فإذا نحن أمام خريحة من واقع الحياة‬
‫وتتصارع‪ ،‬وتتابع فيها األحداث في نسيج فني‬ ‫تتحرك فيها الخخصيا‬
‫مترابط يبرز فيه التكوين الفني المتكامل‪ ..‬واذا كان المخرج المسرحي‬
‫فنية متعددة‬ ‫متنوعة ومعطيا‬ ‫والسينمائي والتلفزيوني تتوافر لديهم إمكانا‬
‫تتيح للمخاهد أن يستخدم حاستي السمع والبصر‪ ،‬فإن المخرج اإلذاعي ال‬
‫والمعطيا ‪ ،‬فال مناظر وال مالبس وال إضاءة وال‬ ‫تتوفر له هذه اإلمكانا‬
‫تبرز مالمح وجهها وحركاتها للجمهور‪ ،‬بل ليس لديه إال صو‬ ‫خخصيا‬
‫مهمته تتطلب جهدا‬ ‫الصوتية والموسيقى‪ ،‬من هنا كان‬ ‫الممثل والمؤث ار‬
‫خاصا وحسا مرهفا وخياال خصبا وعاطفة صادقة تم ّكنه من تعويض النقص‬
‫الفنية المرئية حتى نرى ونسمع عمله بخغف‬ ‫والمعطيا‬ ‫في اإلمكانا‬
‫الفني‬ ‫جهده‬ ‫على‬ ‫معتمدين‬ ‫واهتمام‬
‫الممثلين استخداما بارعا‪ ،‬وحسن استعماله للمؤث ار‬ ‫في استخدام أصوا‬
‫الصوتية في مواقعها الفنية‪ ،‬واجادته الستخدام الموسيقى سواء كخلفية‬
‫لألحداث أم بين المسامع في التمثيلية‪.‬‬

‫ثقافة المخرج‬
‫‪125‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫اإلخراج اإلذاعي موهبة وفن أوال‪ ،‬فليس أي فرد يصلح ألن يكون مخرجا‬
‫فطرية‬ ‫فالموهبة‬ ‫والمستمعين‪.‬‬ ‫اإلذاعي‬ ‫المؤلف‬ ‫بين‬ ‫ووسيطا‬
‫ال نلتمسها في الكتب وانما هي فطرة اهلل التي خص بها بعض الناس‪ ،‬على أن‬
‫في البعض فإنها تحتاج إلى الصقل والتهذيب‬ ‫هذه الموهبة إذا توفر‬
‫اإلذاعية حتى تستطيع أن تؤتي‬ ‫والدراسة والثقافة العامة والخبرة باإلمكانا‬
‫ثمارها ناضجة لكافة المستمعين‪ ..‬على المخرج اإلذاعي أن يعمق دراسته‬
‫بما يخدم تخصصه وبما يؤهله لقيادة الممثلين‪ ،‬فالتذوق الموسيقي مثال أمر‬
‫يكون لنفسه مكتبة موسيقية‪،‬‬
‫حيوي وهام بالنسبة له‪ ،‬لذا كان عليه أن ّ‬
‫ويخصص له وقتا معينا لسماع الموسيقى على أساس الوعي والتركيز‪ ،‬حتى‬
‫يتكون لديه رصيد موسيقي واف يعرف كيف يستخدمه عند إخراج التمثيلية‬
‫ينمي في نفسه‬
‫الصوتية‪ .‬ينبغي عليه كذلك أن ّ‬ ‫اإلذاعية‪ ،‬ودراسة المؤث ار‬
‫مثال‪:‬‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫االستماع‬
‫والحدائق وخواطئ البحر واألنهار والوديان إلى غير‬ ‫في الخوارع والساحا‬
‫ذلك‪ ..‬وعموما يجب أن تتوفر لدى المخرج اإلذاعي مجموعة خصائص‬
‫تتلخص في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الخبرة واإلحساس بالدراما‪.‬‬


‫‪ .2‬الخبرة بالنماذج البخرية‪ ،‬والمجتمع الذي يخرج له‪.‬‬
‫‪ .3‬الخبرة بالتاريخ واألحداث الوطنية والعالمية‪.‬‬
‫تخيل المواقف االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .4‬الخب ةر باألدب وفن الكتابة‪ ،‬والقد ةر على ّ‬
‫اإلذاعية‬ ‫‪ .5‬الخبرة باإلمكانا‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪126‬‬

‫‪ .6‬الخبرة بأسلوب التعامل اإلذاعي وما يتطلبه من مراجعة وتعديل‪،‬‬


‫وذلك حتى يمكنه أن يوجه الكاتب ويتعاون معه من أجل عمل فني متكامل‪.‬‬
‫‪ .7‬الخبرة بالموسيقى وتذوقها‪ ،‬ولكنه في هذه مطلوب منه أن يكون أكثر‬
‫استيعابا وتعمقا واستخداما‪ ..‬فإذا كان الكاتب اإلذاعي في تمثيليته مطلوب‬
‫منه أن يخير إلى الموسيقى ونوعها فإن المخرج مطلوب منه تحديد القطعة‬
‫الموسيقية‪ ،‬بل وتحديد الجملة الموسيقية نفسها التي يضعها في موقف أو‬
‫يزود نفسه بثقافة موسيقية فإن إنتاجه سيكون باهتا خاليا‬
‫مسمع معين‪ ..‬فما لم ّ‬
‫من اإلثارة والتخويق‪ ..‬وعلى المخرج اإلذاعي أن يكون نخطا يقظا‪ ،‬وعليه أن‬
‫يستكخف في نفسه نواحي القصور أو الضعف في ناحية من نواحي ثقافته‪،‬‬
‫ومعداته في‬
‫ّ‬ ‫ثم عليه بعد ذلك أن يتداركها ويعوضها وينميها‪ ،‬ليستكمل أدواته‬
‫مجاله الفني الذي يستطيع أن يبدع فيه ويتألق على قدر ما أوتي من موهبة‬
‫ودراسة‬ ‫وفن‬ ‫وثقافة‬
‫هناك حياة وما دام قلبه ينبض بالفن والعاطفة‪،‬‬ ‫ال تنتهي‪ ،‬بل تستمر ما دام‬
‫وما دام عقله وخياله في عمل دائب من أجل ماليين المستمعين‪.‬‬

‫شخصية المخرج‬

‫على ضوء ما تقدم‪ ،‬عرفنا طبيعة عمل المخرج الذي يتلخص في ‪" :‬فن‬
‫العرض والتقديم" وبعث الحياة والحيوية والحركة في النص المكتوب معتمدا‬
‫اإلنساني المجرد عن مالمح‬ ‫المطلقة والصو‬ ‫في ذلك على األصوا‬
‫الموسيقى‪ ،‬يقيم بناء‬ ‫المؤثر وصو‬ ‫والموسيقى وصو‬ ‫الوجه والتعبي ار‬
‫دراميا فنتخيل صورته ومناظره وندرك زمانه وتاريخه وأحداثه وخخصياته‪،‬‬
‫‪127‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫ومن هذا الفهم لطبيعة عمل المخرج اإلذاعي وادراك طبيعة ثقافته العامة‬
‫والفنية نستطيع أن نقف على معالم خخصيته وما ينبغي أن يتوفر في هذه‬
‫تجعله قاد ار ومؤهال ألن يتولى زمام القيادة في هذا‬ ‫الخخصية من صفا‬
‫المجال‪ ..‬المخرج في كلمة بسيطة هو قائد من نوع خاص‪ ،‬فما لم تتوفر فيه‬
‫القيادة‪ ،‬فلن يوفق في مهمته‪ ،‬وبعبارة أوضح أقول‪ :‬إن المخرج‬ ‫صفا‬
‫اإلذاعي إلى جانب الموهبة والثقافة العامة ال بد أن تتوفر فيه صفة القيادة‪..‬‬
‫قد يكون اإلنسان موهوبا وذا ثقافة عالية في مجال الفن واألدب‪ ،‬ولكن تعوزه‬
‫الخخصية القائدة‪ ،‬حينئذ ال يكون أهال لتولّي زمام القيادة في مجال اإلخراج‬
‫اإلذاعي‪.‬‬

‫القدرة على قيادة اآلخرين‬


‫على المخرج أن يكون قاد ار على قيادة العاملين معه في التمثيلية‬
‫اإلذاعية أو المسلسل الذي قد يمتد إلى ثالثين حلقة أو أكثر‪ ،‬وفي نفس‬
‫ينبغي أن يكون ملما إلماما كافيا بطبيعة الظروف المحيطة باإلذاعة‬ ‫الوق‬
‫الفنيين حتى يستطيع أن‬ ‫الممثلين وامكانا‬ ‫التي يتعامل معها وامكانا‬
‫يتصور خطته في تنفيذ التمثيلية‪ ،‬وأن يضعها موضع التنفيذ وفقا لإلمكانا‬
‫ليتمكن بدوره من‬ ‫المتوفرة لديه‪ ...‬المخرج هو الذي يدرس تلك اإلمكانا‬
‫وضع تصور عام وخطة عمل للتنفيذ‪ ،‬وبذلك سيكون الجو مهيئا وممهدا‬
‫لاللتقاء الفني على نحو من الهدوء واالنسجام وهدوء األعصاب وضبط‬
‫النفس بما يحقق في النهاية عمال فنيا متكامال مستوعبا لتفاصيل البناء‬
‫الدرامي للتمثيلية اإلذاعية‪.‬‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪128‬‬

‫مراحل إخراج التمثيلية اإلذاعية‬

‫يمر النص اإلذاعي بمراحل إدارية وفنية بعد أن يسلمه الكاتب إلى دار‬
‫اإلذاعة في قسم مراجعة ومراقبة النصوص‪ ،‬تبدأ هذه المراحل بتحويل النص‬
‫السياسية‬ ‫إلى لجنة القراءة لتقويمه ومعرفة مدى صالحيته من جميع االتجاها‬
‫والفنية واألخالقية‪ ..‬وقد يتعرض النص للمناقخة من قبل لجنة القراءة (لجنة‬
‫النصوص) التي تنتهي في ق ارراتها إلى أي من األمور الثالثة‪:‬‬

‫‪ .1‬القبول‪.‬‬
‫لجنة القراءة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعديل النص من قبل المؤلف وفقا لمالحظا‬
‫‪ .3‬رفض النص‪.‬‬

‫يحول إلى قسم اإلخراج‬


‫فإذا قرر لجنة القراءة قبول النص‪ ،‬فإنه ّ‬
‫والتمثيل ليتولى القسم تكليف أحد المخرجين بإخراج النص المقبول‪.‬‬

‫قراءة النص‬
‫‪ .1‬من هذه النقطة يبدأ عمل المخرج‪ ،‬ودوره في هذه المرحلة نفس دور‬
‫المخرج المسرحي‪ ،‬إذ عليه أن يق أر النص أوال قراءة عامة وسريعة ليسجل‬
‫انطباعه ومخاعره‪ ،‬وفي هذه القراءة األولى يستطيع المخرج أن يتخيل الجو‬
‫العام للتمثيلية وفكرتها الرئيسية وطابعها العام‪ :‬هل هي مأساة أو ملهاة أو مزيج‬
‫يستطيع‬ ‫كما‬ ‫اجتماعية‪..‬‬ ‫أو‬ ‫عاطفية‬ ‫أو‬ ‫االثنتين‬ ‫بين‬
‫النص توقيتا مبدئيا‪ ،‬وال خك أن القراءة األولى‬ ‫في هذه القراءة أن يحدد توقي‬
‫الجهرية ستكون عونا للمخرج في كثير من األمور السابقة‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫‪ .2‬يحتاج النص إلى قراءة ثانية أكثر تفحصا وعمقا‪ ،‬وفي هذه المرة‬
‫تكون القراءة مع مساعد المخرج ليخترك اإلثنان في التصور العام للتمثيلية‬
‫ووضع خطة العمل والتنفيذ‪ ..‬وفي هذه القراءة يستطيع أن يتصور‬
‫بين‬ ‫التمثيلية ويدرك أبعادها االجتماعية والنفسية ويدرك العالقا‬ ‫خخصيا‬
‫الصوتية المطلوبة لتحضيرها ونوع الموسيقى‬ ‫الخخصيا ‪ ،‬ويحدد المؤث ار‬
‫ليتبين‬
‫ّ‬ ‫المالئمة‪ ،‬كما عليه في هذه القراءة الثانية أن يقوم بعملية التوقي‬
‫زائدا أمكنه االختصار بواسطته أو‬ ‫الزمن الذي تستغرقه‪ ،‬فإن كان الوق‬
‫معه‬ ‫موجودا‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫المؤلف‬ ‫بواسطة‬
‫في هذه المرحلة كذلك ال يكون دقيقا‪،‬‬ ‫في هذه القراءة‪ ...‬وال خك أن التوقي‬
‫السليم عليه أن يق أر النص بدون‬ ‫وحتى يضمن المخرج االقتراب من التوقي‬
‫الصوتية مثل‪" :‬الطرق على‬ ‫توقف محاوال قدر اإلمكان استخدام المؤث ار‬
‫الجرس أو فتح النافذة" فإذا توقف عن القراءة حسب‬ ‫الباب أو تقليد صو‬
‫الزمن الذي توقفه‪ ،‬ثم جمعه في نهاية القراءة وطرحه بعد ذلك من الزمن‬
‫الذي استغرقته القراءة‪.‬‬

‫‪ .3‬على أن هذه القراءة الثانية ال تكفي‪ ،‬بل ال بد من قراءة ثالثة يسبر‬


‫ويحدد بالضبط تفاصيل خطة اإلخراج على الورق‬ ‫فيها أغوار الخخصيا‬
‫الصوتية واستخدام الموسيقى‪ ،‬وبعبارة أدق ال بد‬ ‫ويحدد أماكن المؤث ار‬
‫للمخرج في هذه المرحلة أن ينفُذ بفكره وخياله إلى النص وتفاصيله ليبرز‬
‫العواطف الكامنة فيه ويكون أكثر قربا من الخخصيا ‪ ..‬فإذا كان بصدد‬
‫تمثيلية تاريخية أو قصة معدة إعدادا إذاعيا فال بد له أن يستقي معلوماته من‬
‫أكثر وضوحا‪ ،‬فمثال إذا كان المخرج‬ ‫المراجع التاريخية لتكون الخخصيا‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪130‬‬

‫بصدد إخراج تمثيلية عن صحابي من الصحابة األخيار ‪-‬رضوان اهلل عليهم‪-‬‬


‫فعليه أن يق أر ما ُكتب عن هذا الصحابي الجليل ليعيش معه ويتبين مالمحه‬
‫ويدرك الخط الذي التزمه الكاتب اإلذاعي‪ ..‬فهذه القراءة تزيد من فهمه وادراكه‬
‫للنص وتسهل له عملية اإلخراج وتوجيه الممثلين‪ ..‬وهذه القراءة الثالثة يخرج‬
‫منها المخرج وقد تصور التمثيلية المسندة إليه إخراجها تصو ار كامال مستقصي‬
‫الجوانب ساب ار لخخصياتها‪ ،‬وتلك القراءة ال خك ستعينه على اختيار الممثلين‬
‫الذين سيتعاونون معه في تجسيد التمثيلية اإلذاعية‪.‬‬

‫اختيار الممثلين وتوزيع األدوار‬

‫بعد القراءة الثالثة المتعمقة المستقصية لجوانب التمثيلية اإلذاعية‪،‬‬


‫بين الخخصيا ‪،‬‬ ‫والخروج منها بتصور عام لخخصياتها وادراك العالقا‬
‫يستعرض المخرج ومساعده الممثلين المناسبين للتمثيلية من بين قوائم ممثلي‬
‫اإلذاعة المعتمدين في التعامل معها والعاملين بالمقابل‪ ...‬وهذه المرحلة من‬
‫أهم وأدق مراحل اإلخراج‪ :‬وضع الممثل المناسب في الدور المناسب دون‬
‫تحيز أو محاباة‪ ،‬ويالحظ أن ‪ % 60‬من نجاح التمثيلية اإلذاعية متوقف‬
‫على حسن اختيار المخرج للممثلين‪ ،‬فإذا أحسن المخرج االختيار وجد في‬
‫هؤالء الممثلين وسيطا جيدا موصال فكرة التمثيلية لجميع المستمعين ووجد‬
‫الصوتية‬ ‫أن ال ‪ % 40‬الباقية تكمن في توجيهاته وحسن استخدامه للمؤث ار‬
‫والموسيقية‪ ..‬وينبغي أن نراعي أن اختيار الممثل المناسب ليس معناه أن هذا‬
‫الممثل هو األحسن‪ ،‬فقد يكون مستوى الممثل فنيا متوسطا ومع هذا يكون‬
‫أنسب للدور‪ ،‬وفي المقابل قد يكون الممثل نجما المعا ولكنه ليس مناسبا لدور‬
‫‪131‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫معين‪ ..‬بناء على ذلك فإنه من الضروري للمخرج أن يضع االعتبار الفني فقط‬
‫في المكان األول دون تحيز أو تمييز خخصي‪ ،‬وتلك مسألة تتطلب منه الدقة‬
‫واألمانة الفنية في توزيع األدوار واختيار الممثلين‪ ،‬بل وقد تتطلب منه جهدا‬
‫خاصا‬
‫في تدريب وتوجيه الممثل‪ ،‬بل وقد تتطلب منه كذلك بذل قصارى جهده‬
‫الختيار الممثل المناسب للدور‪ ،‬إذا كان هذا الممثل في مستوى متوسط‬
‫فالمخرج يجب أن يضع في اعتباره أن الممثلين ليسوا جميعا أكفاء مجيدين‪ ،‬بل‬
‫منهم الممتاز والجيد والمتوسط وبين هؤالء جميعا يكون التعامل‪ ،‬فقد يكون‬
‫الممثل المناسب للدور من الفئة المتوسطة ولكنه يحتاج إلى جهد خاص في‬
‫التدريب والتوجيه‪ ،‬وفي هذه الحالة على المخرج أن يضحي من جهده ووقته‬
‫لكي يحقق عمال فنيا جيدا على األقل‪ ،‬ولكي يسهم بدوره في تكوين ممثل‬
‫إذاعي يثري رصيد اإلذاعة من الممثلين‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن المخرج عليه أن يراعي اآلتي عند اختياره للممثلين‪:‬‬

‫‪ .1‬الممثل المناسب للدور المناسب بصرف النظر عن الخهرة أو التحيز‪.‬‬

‫الصو اإلذاعي من الجرس والوضوح وقوة األداء‬ ‫‪ .2‬أن يراعي صفا‬


‫والتعبير‪.‬‬

‫هي الحاسم عند االختيار بل ال‬ ‫بميزاتها ليس‬ ‫‪ .3‬على أن هذه الصفا‬
‫بد أن تؤازرها قوة التمثيل والتنوع واإليحاء النفسي والتلوين الذي يدفع الرتابة‬
‫في األداء‪.‬‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪132‬‬

‫وعليه أن يبتعد عن‬ ‫‪ .4‬ال بد من مراعاة التباين واالختالف بين األصوا‬


‫األصوا المتخابهة خاصة إذا كان الممثالن سيختركان في مسمع واحد‪.‬‬

‫‪ .5‬القدرة الخاصة للممثل على أداء دور من نوع معين ينفرد به عن‬
‫اآلخر‪ ..‬هذه االعتبا ار جميعها إذا ما راعاها المخرج فإنه سيجد نفسه يرتاد‬
‫الطريق السليمة إلخراج التمثيلية بما يضفي عليها رونقا وبهاء ويجعلها حية‬
‫خيقة إلى جمهور المستمعين‪.‬‬

‫تدريبات الممثلين‬

‫التمثيلية في الزمان والمكان المحددين‪،‬‬ ‫عندما يحضر الممثلون تدريبا‬


‫يكون المخرج قد أعد النسخ المكتوبة على آلة‪ ،‬وأعد لكل ممثل نسخة كاملة‬
‫من التمثيلية‪ ..‬وعلى المخرج أن يحضر في الزمان والمكان المحددين إن لم‬
‫يكن حضوره قبل الموعد بنصف ساعة على األقل حتى يتهيأ نفسيا للتدريب‪..‬‬
‫اإلخراج‬ ‫خطة‬ ‫تسير‬ ‫حتى‬ ‫للممثلين‪،‬‬ ‫بالنسبة‬ ‫كذلك‬ ‫واألمر‬
‫في إطارها المرسوم‪ ...‬وجر العادة أن تكون مواعيد التدريبا قبل دخول "أستوديو‬
‫قبل‬ ‫مناسب للتدريبا‬ ‫التسجيل" بيومين أو ثالثة أيام وذلك حتى يتحقق وق‬
‫دخول األستوديو‪ ..‬وفي القراءة األولى مع الممثلين يحاول المخرج أن يعطي‬
‫للممثلين فكرة عامة عن التمثيلية وعن طابعها العام ومواقفها الدرامية‪ ،‬وعن‬
‫وطبيعة كل خخصية وأبعادها وعالقة كل خخصية باألخرى‪ ..‬ثم‬ ‫الخخصيا‬
‫يبدأ الممثلون في القراءة األولى التي يمكن اعتبارها قراءة تصحيحية خاصة‬
‫التمثيلية بالفصحى‪ ،‬ففي هذه الحالة يركز المخرج على صحة اللغة‬ ‫إذا كان‬
‫والنحو وما يتصل به من تخكيل‪ ،‬سواء أكان يتولى ذلك بنفسه أم بحضور‬
‫‪133‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫تختلف من‬ ‫والكفاءا‬ ‫المؤلف أم بمعاونة الممثلين أنفسهم ألن القد ار‬
‫خخص آلخر‪ ،‬أم بحضور أحد المراجعين الذين توكل اإلذاعة إليهم هذه‬
‫المهمة التي تبرز أهميتها إذا كان العمل دينيا أو تاريخيا‪ ..‬والمفروض أن‬
‫تكون للممثل ثقافته اللغوية والنحوية التي تمكنه من االعتماد على نفسه‬
‫زمالئه‪.‬‬ ‫في الضبط النحوي حتى ال يضيع وقته ووق‬

‫عموما فالقراءة األولى قراءة تصحيحية لتحديد األلفاظ وضبطها وتحديد‬


‫مواطن الوقف التي ينبغي على الممثل أن يراعيها ويستفيد منها‬
‫في أدائه التمثيلي اإلذاعي‪ ..‬وفي هذه القراءة ال يتدخل المخرج إال بمقدار ما‬
‫يتحقق به األداء من ناحية تصحيح بعض األخطاء المطبعية أو غير‬
‫الواضحة‪ ،‬ومن ناحية سالمة النحو والضبط اإلعرابي‪ ،‬وذلك حتى يتيح‬
‫للممثل فرصة تصور دوره وأدائه بما يضفي عليه من خخصيته وفنه‪.‬‬

‫تجربة المستويات الصوتية والتوازن الصوتي‬

‫من خالل قراءة التمثيلية والتدريب عليها يستطيع المخرج إلى حد كبير‬
‫أن يحدد المستوى العام لألصوا ‪ :‬هل الحوار همس؟ أو صو عال وبحدة‬
‫بين متخاصمين؟ وهل الممثل يتكلم مع فرد أو اثنين؟ أو يتكلم مع حخد من‬
‫الدرامية تحدد المستوى الصوتي وموضع‬ ‫الجماهير؟‪ ..‬فهذه االعتبا ار‬
‫الممثل بالنسبة للميكروفون‪ :‬هل يقترب أو يتوسط أو يبتعد؟ وهل يأتي قادما‬
‫الدرامية‬ ‫من بعيد؟ أو يذهب بعيدا عن الميكروفون؟‪ ..‬ووفقا لهذه االعتبا ار‬
‫يحدد المخرج للممثلين أماكن وقوفهم بالنسبة‬ ‫وأنواع الميكروفونا‬
‫الموجودة في األستوديو‪ ،‬وعليه بعد ذلك أن يجري تجارب‬ ‫للميكروفونا‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪134‬‬

‫مستوى الصو بالتعاون مع مهندس الصو ‪ ،‬حتى يدركا المستوى الصوتي‬


‫المجردة وكيف يمكن أن يتم تنفيذ االختفاء التدريجي للصو ‪..‬‬ ‫لألصوا‬
‫هل بواسطة الممثل؟ أو بواسطة المفتاح الخاص بالميكروفون الموجود‬
‫في الحجرة في اللوحة الخاصة باألجهزة والتحكم فيها ‪.Le pupitre‬‬

‫كما عليه أن يجري تجاربه في مختلف أنحاء األستوديو ليدرك أي‬


‫األماكن أنسب وضعا للممثلين والميكروفونا ‪ ..‬وبالتعاون مع الممثلين‬
‫الصوتية المطلوبة‪ .‬تبقى بعد ذلك‬ ‫والتقنيين يستطيع أن يحدد المستويا‬
‫الممثلين‪ ،‬أو بينهم وبين الموسيقى والمؤث ار‬ ‫عملية الموازنة بين أصوا‬
‫الصوتية بحيث يكون التوازن بين الممثلين مناسبا لطبيعة الموقف الدرامي‪،‬‬
‫الموسيقى على كالم الممثلين‪ ،‬وال يطغى المؤثر‬ ‫وبحيث ال يطغى صو‬
‫الممثلين‪ ..‬يجب أن يكون هناك تناسق وتوازن‬ ‫الصوتي وال يطمس أصوا‬
‫جميعا بحيث تتكاتف في تجسيد التمثيلية أو العمل‬ ‫بين هذه األصوا‬
‫الدرامي بصفة عامة‪.‬‬

‫التجارب المتكاملة وتسجيل العمل الدرامي‬

‫الفنية للممثلين واختيار الموسيقى‬ ‫القراءة والتدريبا‬ ‫بعد عمليا‬


‫وأجهزة‬ ‫الصوتية‪ ،‬وبعد إجراء التجارب الخاصة بالميكروفونا‬ ‫والمؤث ار‬
‫الممثلين‬ ‫التسجيل‪ ،‬تأتي مرحلة هامة جدا‪ ،‬تلك هي عملية نسج أصوا‬
‫الصوتية في نسيج درامي متالحم وتلك المرحلة‬ ‫الحية والموسيقى والمؤث ار‬
‫المعقدة‬ ‫الهامة التي يتكون فيها العمل الدرامي ويمتزج ويتالحم من العمليا‬
‫والهامة‪ ..‬لذلك فإن هناك أسلوبين اثنين يمكن اتباعهما في هذه المرحلة‪:‬‬
‫‪135‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫األسلوب األول ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الممثلين خارج األستوديو وبعد أن يكون‬ ‫القراءة وتدريبا‬ ‫بعد عمليا‬


‫الصوتية وحدد أماكنها على نسخة‬ ‫المخرج قد اختار الموسيقى والمؤث ار‬
‫اإلخراج ونسخ الممثلين وحدد لهم أماكن الوقف ومدته‪ ،‬وبعد أن يكون قد‬
‫الصوتية‪ ،‬بعد كل هذا يستطيع أن‬ ‫والمستويا‬ ‫أجرى تجارب الميكروفونا‬
‫الممثلين الحية‬ ‫يجري تجاربه على النص داخل األستوديو متكامال بأصوا‬
‫وموسيقاه ومؤثراته الصوتية‪ .‬وفي هذه المرحلة ال بد من حضور كل ممثل‬
‫وفني له دوره في عملية اإلخراج‪ ..‬الممثلون متهيئون بل مستعدون وحاضرو‬
‫ّ‬
‫الذهن ومدركون للحظة التي يتقدمون فيها للميكروفونا وفقا للمستويا‬
‫مستعد بكل حواسه للتسجيل والتنفيذ‪ ،‬ومساعد‬ ‫الصوتية‪ ،‬ومهندس الصو‬
‫الصوتية‪ ..‬ومن خالل هذه المراحل‬ ‫المخرج مستعد بالموسيقى والمؤث ار‬
‫النص توقيتا أقرب ما يكون إلى الدقة‪ ،‬كما‬ ‫المتكاملة يستطيع المخرج توقي‬
‫يدون مالحظاته على نسخة اإلخراج سواء بالنسبة ألداء‬ ‫يستطيع أن ّ‬
‫الممثلين أم لبعض الفق ار الموسيقية أم المؤث ار الصوتية‪ ،‬وعلى ضوء تلك‬
‫يستطيع أن يجري مزيدا من التجارب في بعض المسامع أو مع‬ ‫المالحظا‬
‫لخرح وتوضيح موقف درامي معقد أو لمساعدته على التغلب‬ ‫ممثل بالذا‬
‫في صعوبة قد تعتريه أثناء التمثيل‪ .‬كما يستطيع أن يعيد التجربة على‬
‫خاصة إذا كان ذلك خليفة لحوار‬ ‫موسيقى معينة أو مؤثر صوتي بالذا‬
‫المهمة‬ ‫معين‪ ..‬وقد يعيد المخرج بعد هذه التجربة المتكاملة والتوجيها‬
‫للنص على ضوء مالحظاته التي أبداها لجميع المتعاونين معه في تجسيد‬
‫هذا العمل الدرامي‪ ..‬وبعد هذه التجارب المتكاملة يبدأ التسجيل متكامال‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪136‬‬

‫الصوتية‪ .‬وعلى المخرج أن يتوقع‬ ‫الممثلين والموسيقى والمؤث ار‬ ‫بأصوا‬


‫بعض األخطاء في مرحلة التسجيل‪ ،‬فال ينبغي له أن يثور ويغضب‪،‬‬
‫فللتسجيل داخل األستوديو رهبته‪ ،‬والتركيز قد يرهق الممثل فيدفعه إلى‬
‫التلعثم ال خعوريا حتى ولو كان من كبار الممثلين‪ ..‬فعلى المخرج في هذه‬
‫المواقف أن يكون هادئ األعصاب مستقر النفس متيقظ العقل لكل خطإ في‬
‫التسجيل سواء أكان من جانب التمثيل أم الموسيقى أم المؤثر الصوتي‪ ..‬وعليه‬
‫في هدوء ورفق أن يطلب من الممثل إعادة المسمع دون إطالة في الخرح‪..‬‬
‫وهكذا مسمعا بعد مسمع حتى ينتهي من التسجيل بعد أن يكون قد وفر لها جوا‬
‫فنيا يبعث على اإلجادة والتكامل في رفق ومرونة وحزم وصبر وأناة‪.‬‬

‫األسلوب الثاني ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهناك طريقة أخرى للتسجيل‪ ،‬وتقوم هذه الطريقة على تسجيل أصوا‬
‫الصوتية‪ ،‬وقد يكون هناك‬ ‫الممثلين الحية مجردة من الموسيقى والمؤث ار‬
‫أكثر من تسجيل للمسمع الواحد‪ ..‬وعلى المخرج في هذا األسلوب الثاني أن‬
‫يراعي أداء الممثلين في مسامع "العمل الدرامي" وأداء كل ممثل وما قد‬
‫يعتريه من تلعثم أو ضعف في التمثيل كما هو الحال تماما في األسلوب‬
‫األول‪ ..‬وبعد أن ينتهي من تسجيل "العمل الدرامي" تمثيال فقط‪ ،‬يعكف مع‬
‫إلجراء عملية التركيب والمزج & ‪Montage‬‬ ‫مساعده ومع مهندس الصو‬
‫‪ Mixage‬أي عملية اختيار المسامع والمزج بينها وبين الموسيقى والمؤث ار‬
‫الصوتية حتى ينتهي من التسجيل النهائي‪.‬‬
‫هاتان هما الطريقتان المتبعتان في التسجيل‪ ،‬ولكل منهما مزاياها وعيوبها‪..‬‬
‫أما مزايا الطريقة األولى فإنها تكمن في تقديم عمل فني متكامل يتحقق االندماج‬
‫‪137‬‬ ‫اإلخراج اإلذاعي‬

‫والتفاعل فيه بينه وبين زمالئه وما يحيط باألستوديو من عمل موحد جماعي ال‬
‫يقطع وحدة وتماسك الخعور واألحاسيس والبناء الدرامي‪ ..‬هذا فضال عن أن هذه‬
‫الطريقة أكثر سرعة وانجا از بالنسبة لإلذاعة‪ ..‬وعيبها أنها تتطلب جها از بخريا فنيا‬
‫مدربا على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية والتدريب والسرعة حتى ال ترهق‬
‫الممثلين في األداء‪ ..‬أما مزايا الطريقة الثانية فإنها ال ترهق الممثلين وال المخرج‬
‫تعاونهم على جودة األداء التمثيلي في هدوء وروية‬ ‫وتتيح لهم فرصة من الوق‬
‫الصوتية‪ ..‬وعيبها أنها قد‬ ‫الموسيقى والمؤث ار‬ ‫بعيدا عن انخغالهم بمخكال‬
‫تَحول دون االندماج المتكامل الحي بين عناصر العمل الدرامي إلى جانب أنها‬
‫تستغرق وقتا طويال موزعا بين تسجيل أصوا الممثلين وبين عملية التركيب‬
‫‪ ..Montage‬والمخرج هو الذي يختار حسب نوعية العمل والظروف‪ ،‬ونوعية‬
‫الممثلين والفنيين هي التي تحدد اختيار هذا األسلوب أو ذاك‪ ..‬وبعد االنتهاء من‬
‫التسجيل ينبغي على المخرج أن يخكر الممثلين والمخرفين على الجهاز الفني‬
‫والمخرفين على الرقابة وكل من ساعده في تجسيده لهذا العمل الدرامي‪ ،‬حتى ولو‬
‫لم يكن راضيا كل الرضى عن الخكل النهائي لعمله الفني‪ ،‬فال بد أن تكون‬
‫عالقته مع الجميع عالقة تقدير ومودة واحترام‪.‬‬
‫– العدد السادس عشر‬ ‫مجلة اللغة العربية‬ ‫‪138‬‬

‫مراجع الموضوع‬

‫‪ .1‬اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬تأليف‪ :‬والتر كينجون‪ ،‬روم كادجيل و ارلف ليفي‬


‫ألنا‪ ،‬ترجمة‪ :‬نبيل بدر‪ ،‬طبع المؤسسة المصرية العامة للتأليف واألنباء‬
‫والنخر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬السينما واإلذاعة (نجوم العين واألذن)‪ ،‬تأليف‪ :‬توفيق الحكيم‪ ،‬نخر‬
‫دار الكتاب اللبناني‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪.1973‬‬
‫اتحاد‬ ‫‪ .3‬اإلذاعة والتمثيلية المسموعة‪ ،‬تأليف‪ :‬فاروق حيدر‪ ،‬منخو ار‬
‫الدول العربية‪ ،‬طبع سنة ‪.1984‬‬ ‫إذاعا‬
‫‪ .4‬قواعد البناء والتركيب الدرامي‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد رضا حسين رامز‪ ،‬طبع‬
‫والنخر‪ ،‬بيرو ‪-‬لبنان‪ ،‬طبعة أولى سنة ‪.1972‬‬ ‫المؤسسة العربية للدراسا‬
‫في فن اإلخراج اإلذاعي‪ ،‬وضع األستاذ‪ :‬أحمد فياللي‪،‬‬ ‫‪ .5‬محاض ار‬
‫بمركز التكوين لإلذاعة والتلفزيون سنة ‪.1982‬‬ ‫ألقي‬
‫عن التمثيلية اإلذاعية‪ ،‬تأليف ‪ :‬محمد ماهر فهيم‪ ،‬طبع الدار‬ ‫‪ .6‬لمحا‬
‫العربية للكتاب‪ ،‬ليبيا‪/‬تونس‪ ،‬طبعة أولى سنة ‪.1977‬‬
‫‪ .7‬رسائل التعليم واإلعالم‪ ،‬تأليف‪ :‬فتح اهلل عبد الحليم السيد وابراهيم‬
‫ميخائيل حفظ اهلل‪ ،‬نخر مؤسسة عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

You might also like