You are on page 1of 28

‫‪1‬‬

‫المنجي عبد الكافي ‪.‬جوال ‪24034100:‬‬


‫‪abdelkafimongi@yahoo.fr‬‬
‫‪abdelkafimongi@gmail.com‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية‬
‫وادخلي في عبادي وادخلي جنتي‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫إحياء للذكرى ‪ 64‬لوفاة‬


‫المرحوم علي عبد الكافي‬
‫مناضل وطني‬
‫من الرعيل األول‬
‫‪2‬‬

‫في مثل صبيحة هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر فيفري ‪ 1959‬انتقل إلى الرفيق‬
‫األعلى المناضل من الرعيل األول المرحوم علي ابن المرابط الحاج أبوبكر عبد الكافي‪.‬‬
‫وتذكيرا لما نشر في مجلة شمس الجنوب بتاريخ ‪22‬مارس ‪2012‬‬

‫ألم يحن الوقت لحكوماتنا‪ ،‬ألحزابنا ومنظماتنا‪ ،‬بعد هذه الثورة بالتفاتة كريمة لهذا‬
‫المناضل وألمثاله من ضحايا األنظمة المستبدة الظالمة‪ ،‬استرجاع كرامتهم ورد اعتبارهم ؟‬

‫المناضل علي عبد الكافي رفيق الدرب للزعيم الشهيد الهادي شاكر‪ ،‬الذين حضرا معا‬
‫أول لقاء بالزعيم الحبيب بورقيبة بصفاقس لبعث نشاط الحزب الدستوري الجديد ولتدارس‬
‫الدعم المادي والبشري للحزب الموضوع الذي لقي التأييد والمساندة التامة‪.‬‬
‫انخرط علي عبد الكافي بالحزب بخطة أمين مال لشعبة الربط التي كان يترأسها‬
‫الزعيم الهادي شاكر الذي كان يعتمد عليه للمشورة والتشجيع في العديد من المواقف‬
‫النضالية آخرها تأمينه أسرار الحركة الوطنية عند إلقاء القبض على الزعماء‪.‬‬

‫علي عبد الكافي لم تلهه تجارته الواسعة وفالحته وأمواله الطائلة وال عائلته وال‬
‫أبنائه التسعة للقيام بواجباته الوطنية والمساهمة في الحركة المسلحة‪ ،‬على غرار العديد‬
‫من األعيان حفاظا على مصالحهم‪ ،‬وكان من السباقين في اإلنفاق‪ ،‬زيارة المناضلين‬
‫والزعماء في المنافي والسجون ومؤازرة عائالت الموقوفين ‪.‬كما كان ضمن من شاركوا‬
‫في المظاهرات واحتجزوا بالمحتشدات‪.‬‬
‫كان يعمل في صمت وفي السرية التامة مضحيا بالغالي والنفيس‪ ،‬مجازفا بعرضه‬
‫وأمن أبنائه ونفسه وأمواله "أوقفت السلطة االستعمارية تجارته العصرية النتمائه إلى‬
‫الحركة الوطنية ومساندته أال مشروطة للزعيم الهادي شاكر "‪ ،‬لم يبخل يوما على أحد‬
‫بخدماته ومساعداته‪.‬‬
‫كانت مقراته مفتوحة لالجتماعات والستضافة المناضلين والزعماء في عهد الحزب‬
‫الحر الدستوري وفي عهد األمانة العامة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫انتقل علي عبد الكافي إلى الرفيق األعلى بعد حوالي ثالثة سنين من المحاولة الفاشلة‬
‫الغتياله من طرف ميليشية الحبيب بورقيبة يوم ‪ 28‬جانفي ‪ 1956‬الختالفه الفكري‬
‫والسياسي والنتمائه لألمانة العامة‪.‬‬
‫المعاناة التي لحقت به سواء من طرف المستعمر لنضاله الوطني أو المتابعة من‬
‫طرف بورقيبة وإبعاده من موطنه الختالفه في السياسة ‪1‬والرأي‪ ،‬رفضه لإلغراءات التي‬
‫عرضها عليه بورقيبة وتمسكه بمبادئه القومية والوطنية سببت له انعكاسات سلبية على‬
‫صحته وعلى معنوياته انتهت بوفاته على إثر سكتة قلبية‪.‬‬
‫ولد علي عبد الكافي سنة ‪ ،1904‬شب يتيما وعاش كافال لأليتام‪ ،‬كريما جوادا‬
‫محسنا سخيا على كل من قصده ‪ ،‬عاش وطنيا مناضال مكافحا‪ ،‬ومات غريبا عند قومه‪،‬‬
‫عزيزا عند ربه‪ ،‬أدعو له بالرحمة والمغفرة وأسأل هللا أن يمن عليه بفسيح جنانه وأن‬
‫يلحقه بالشهداء والصالحين‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ساهم علي عبد الكافي كمناضل من الرعيل األول في بعث الحزب الدستوري الجديد‬
‫بصفاقس منذ سنة ‪ 1934‬ماديا وسياسيا حيث كان أول من مسك خطة أمين مال بشعبة‬
‫رفيقه الشهيد الهادي شاكر الذي بدأ نشاطه السياسي بمقر العمل المشترك بنهج المرابطين‬
‫والذي انتقل إلى مقرات السكنى للمناضلين األوفياء‪.‬‬

‫احتضن مقر سكنى علي عبد الكافي العديد من مؤدبات واجتماعات حزب التحرير‬
‫بحضور الزعماء والمناضلين والمقاومين من ضمنهم مؤسس الحزب الزعيم محمود‬
‫الماطري والشهيد الهادي شاكر والزعيم الحبيب بورقيبة لم يقبل المالك الجديد لهذا المقر‬
‫(والذي عجزت "ورثة المناضل الراحل علي عبد الكافي " المحافظة على ملكيته) العروض‬
‫المغرية للتفويت فيه اعتبارا لقيمته الحضارية وقيمته النضالية‪.‬‬
‫( ما بقي مخلدا بذاكرتي واألحداث التي عشتها وأنا في السنة الرابعة أو الخامسة‬
‫ابتدائي وبعد الزيارة التي قام بها والدي علي عبد الكافي إلى القيروان حيث تم اللقاء بينه‬
‫وبين الشهيد صالح بن يوسف بمناسبة المولد النبوي الشريف)‬
‫‪5‬‬

‫أصبحت زيارات ليلية متكررة من طرف ثوار حاملين أسلحتهم أشعر بحضورهم إلى‬
‫منزلنا الكائن بنهج باب الجديد عـ‪17‬ـدد مع غروب الشمس‪ ،‬تطول االجتماعات وكنت أدخل‬
‫عليهم ألداء واجب الضيافة وال أشعر بمغادرتهم )‪.‬‬
‫( كما أتذكر جيدا أنه قبل محاولة اغتيال والدي تلقينا بمنزلنا اآلنف ذكره والذي يعرف‬
‫ب"دار القاضي" حيث كان مقر المحكمة الشرعية بصفاقس‪ ،‬علب كبيرة الحجم علمت في‬
‫ما بعد أنها تحتوي على بطاقات االنخراط باألمانة العامة وتأكد لي صحة ذلك بعد الثورة‬
‫أثناء حوار حول الحركة اليوسفية مع أحد المسنين " المنصف بالحسانة "بحثا عن‬
‫الحقيقة الذي صرح لي عفويا " دون الشعور وأنه يعلن على بعض األسرار النادرة‬
‫المصدر " أنه هو من قام بجلب هذه العلب من تونس إلى منزلنا بطلب من والدي ولما‬
‫شعر باهتمامي الخاص بالحركة اليوسفية سألني باستغراب عن مصدر علمي أنه كان من‬
‫أنصار صالح بن يوسف وشعرت منه الهروب من الخوض في هذا الموضوع معلنا وأنه‬
‫أبدى‪،‬حديثا ‪،‬عدم الرغبة في الرجوع إلى هذه األحداث عند زيارة له من طرف أحد‬
‫المسئولين )‪.‬‬

‫كان الحبيب بورقيبة مطلعا على جميع تحركات نشاط اليوسفية من طرف البعض من‬
‫العمالء الخونة من ضمنهم "الطاهر عبد الكافي" والذي كان يشتغل حالقا بباب الديوان‬
‫ومسئوال باتحاد الصناعة والتجارة وفي نفس الوقت الذي انظم تظتهر باالنتماء للحركة‬
‫اليوسفية كان ينقل األخبار إلى الحبيب بورقيبة الذي استغل المباغتة لمحاولة اغتيال‬
‫الشهيد صالح بن يوسف والعناصر األساسية الموالية له‪.‬‬
‫أحد المتعاطفين مع الشهيد والمطلعين على مخططات بورقيبة كـشف أخيرا عن هويته‬
‫وهو المرحوم المنجي سليم حذره من مغبة حضور االجتماع ونصحه بمغادرة البالد‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ونفس المخطط كان معدا للقضاء على اليوسفية بصفاقس من طرف ميليشية الحبيب‬
‫بورقيبة ا لذين داهموا المقر وحطموا جميع محتوياته من أثاث وتهجموا ضربا مبرحا على‬
‫جميع من تمكنوا من الحاضرين الذي تضرر العديد منهـم أخص بالذكر أحد العناصر‬
‫الناشطة المرحوم الهادي الحكيم تارزي بزقاق الذهب ‪،‬حدثت هذه الجرائم بحضور األمن‬
‫الفرنسي الذي بقي متفرجا دون التدخل إلحالة إتمام التهجم الغاشم‪.‬‬

‫ألم يحن الوقت لحكوماتنا‪ ،‬ألحزابنا ومنظماتنا‪ ،‬بعد هذه الثورة بالتفاتة كريمة لهذا‬
‫المناضل وألمثاله من ضحايا األنظمة المستبدة الظالمة‪ ،‬استرجاع كرامتهم ورد اعتبارهم ؟‬
‫ألم يبق قليل من الحياء لمن أجرموا ولمن شاركوا في اإلجرام للمباشرة باالعتذار‬
‫لضحاياهم ؟‬

‫بصفتي نجل علي عبد الكافي المناضل من الرعيل األول الذي ساهم في تأسيس‬
‫الحزب الحر الدستوري الجديد بصفاقس منذ سنة ‪ ، 1934‬انتماؤه إلى الحركة الوطنية‬
‫سبب له فقدان تجارته تشفيا من السلطة االستعمارية وانتماؤه للحركة اليوسفية سبب له‬
‫التعرض لمحاولة اغتيال فاشلة واإلبعاد عن صفاقس وعن الجنوب التونسي ومعاناة عجلت‬
‫بوفاته بصدمة قلبية ‪.‬‬
‫أرسل إليكم هذه المصافحة بمناسبة إحياء الذكرى ‪ 64‬لوفاة علي عبد الكافي اعترافا‬
‫له بما قدمه من تضحيات في سبيل أن تعيش أجيال ما بعد االستقالل حياة العزة والكرامة‪.‬‬
‫وتخليدا لذكرى العديد من المناضلين المنسيين في الحركة الوطنية سأقدم مقتطف من‬
‫كتاب محمود الفريخة "مناضل شاهد على عصره "ومقتطف من كتاب محمد سعيدي‬
‫شوشان " أوالد حفوز قلعة حضارة ونضال "التي تتعلق بالبعض من أحداث الحركة‬
‫الوطنية ‪.‬‬
‫اعتمدت في مصافحتي على ما عشته في طفولتي حسب المقولة الشعبية "الصغير‬
‫ثبات "كما حاولت البحث عن الحقيقة لدى المعاصرين للحركة الوطنية لكن دون جدوى‬
‫تذكر ألسباب مرور ستة عقود من الزمن لألنظمة المستبدة كانت كافية للقضاء على جميع‬
‫المعارضين المقيمين بالجمهورية وغسل أدمغة الفئة البسيطة من الشعب واألجيال‬
‫الصاعدة من الشباب التي شبت في المدارس البورقيبية التي زيفت التاريخ إلبراز بورقيبة‬
‫في صورة الزعيم الوطني والمجاهد األكبر طبقا لما خططت له السلطة االستعمارية خدمة‬
‫لمصالحها والذين استمروا إلى يومنا هذا يمجدون ويمدحون من تسببوا في الوضعية التي‬
‫أصبحت عليها تونس اآلن وما بقي من أسالفنا وخاصة المطلعين منهم إال اإلقطاعيين‬
‫والخونة ومن شاركوا أو استفادوا من منظومة الفساد المبنية على الرشوة والمحسوبية‬
‫واالنتماءات الحزبية‪.‬‬
‫وإصراري على كشف الحقيقة بعد الصمت الرهيب الذي أخرس ألسن أغلب‬
‫اإلعالميين رغم الحرية التي حضي به اإلعالم بعد ‪ 14‬جانفي اطلعت على أول دليل‬
‫لعالقة علي عبد الكافي بالنضال الوطني من جهة خارج جهة صفاقس في كتاب "محمد‬
‫سعيدي شوشان "وينتمي إلى مجموعة يذكر ضمنها الزعيم الشهيد فرحات حشاد والزعيم‬
‫الشهيد الهادي شاكر والدكتور علولو وشيخ المقاومين المرحوم الحاج محمد ابن رئيس‬
‫نقابات الرصيف علي الزواري‪ ،‬بذكر علي عبد الكافي في العديد من الموقف النضالية في‬
‫كتاب "محمود الفريخة " ومع الذكر وأن صاحب الكتاب هو من العناصر المناهضة للحركة‬
‫‪7‬‬

‫اليوسفية حسب ذكره في كتابه "مناضل شاهد على عصره "والذي يؤكد مشاركة علي عبد‬
‫الكافي بالحركة الوطنية كما صنفه على رأس قائمة مناضلي صفاقس بعد الزعيم الشهيد‬
‫الهادي شاكر‪.‬‬

‫وما وصلت إليه أن بورقيبة والعناصر الموالية له كذبوا على الشعب بتزوير‬
‫الحقائق وإقصاء جميع من اختلفوا معه وكل من ينافسه في النضال والقيادة والزعامة‬
‫باالغتيال والنفي والهجرة والسجون‪.‬‬
‫هل تعرفون هذا الرجل ؟‬
‫علــــي عبد الكافـــــــي‬
‫‪8‬‬

‫سأكتفي بعرض ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬مقتطفات من كتاب محمود الفريخة " مناضل شاهد على عصره"‬
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
‫‪24‬‬

‫• ومن كتاب محمد سعيدي شوشان "الذكرى الخمسون الستشهاد األخوين الطاهر‬
‫وعلي حفوز‪".‬‬
25
26
‫‪27‬‬

‫‪.‬بعض ما تم نشره باإلعالم ‪..‬ما نشرته مجل ة " شمس الجنوب "‬ ‫ثانيا‬

‫أصدقايي وأحبابي األعزاء‬


‫أنشر ما تمكنت من جمعه ليس للتنديد أو للتشهير‬
‫ولكن للتعريف ببعض الحقائق وإعطاء كل ذي حق حقه‬
‫قد ذكر هللا عز وجل في كتابه الجليل‬
‫وما جزاء اإلحسان إال اإلحسان‬
‫حيث رفض المناضل علي عبد الكافي‬
‫إغراءات بورقيبة معلال أن ما قدمه طوال حياته‬
‫هو من باب الوطنية‬
‫فإننا ال نستجدي حسنة لوجه هللا وال مقابل تضحية‬
‫‪28‬‬

‫فقد من هللا علينا بعنايته اإللهية‬


‫وألهمنا القناعة والصبر حتى ال يشعر أحد من العائلة المقربة والعائلة‬
‫النضالية التي كان ينتمي إليها ما مرت به أرملة وأيتام المناضل علي عبد الكافي‬
‫والحمد هلل على ما من وعطا‬
‫وبعد االطالع على ما نشرته إني ألتمس من السيد محمد شاكر نجل الشهيد‬
‫الهادي شاكر وأعطيه حق الرد إلعالمنا ّ"تجارة من تم الحد لها من‬
‫السلطة االستعمارية لما رجع الشهيد الهادي شاكر من المنفى ؟ّ"‬

‫حيث قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وسلم ) ‪ » :‬إذا مات ابن‬
‫آدم انقطع عمله إال من ثالث ( صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد‬
‫صالح يدعو له )‬
‫إني ألتوجه لجميع القراء بالدعاء له ولجميع الشهداء‬
‫والمضطهدين‬
‫خالل العهد االستعماري وعهود الحكام المستبدين الظالمين‬
‫بالرحمة والمغفرة‬

‫المنجي بن علي بن الحاج أبو بكر عبد الكافي‬


‫رئيس قسم متقاعد من الشركة التونسية‬
‫للكهرباء والغاز‬
‫طريق األفران كم ‪ 3062 -4‬صفاقس‬
‫‪24.03.41.00‬‬

You might also like