Professional Documents
Culture Documents
ذكرى 64 نهائي 42
ذكرى 64 نهائي 42
في مثل صبيحة هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر فيفري 1959انتقل إلى الرفيق
األعلى المناضل من الرعيل األول المرحوم علي ابن المرابط الحاج أبوبكر عبد الكافي.
وتذكيرا لما نشر في مجلة شمس الجنوب بتاريخ 22مارس 2012
ألم يحن الوقت لحكوماتنا ،ألحزابنا ومنظماتنا ،بعد هذه الثورة بالتفاتة كريمة لهذا
المناضل وألمثاله من ضحايا األنظمة المستبدة الظالمة ،استرجاع كرامتهم ورد اعتبارهم ؟
المناضل علي عبد الكافي رفيق الدرب للزعيم الشهيد الهادي شاكر ،الذين حضرا معا
أول لقاء بالزعيم الحبيب بورقيبة بصفاقس لبعث نشاط الحزب الدستوري الجديد ولتدارس
الدعم المادي والبشري للحزب الموضوع الذي لقي التأييد والمساندة التامة.
انخرط علي عبد الكافي بالحزب بخطة أمين مال لشعبة الربط التي كان يترأسها
الزعيم الهادي شاكر الذي كان يعتمد عليه للمشورة والتشجيع في العديد من المواقف
النضالية آخرها تأمينه أسرار الحركة الوطنية عند إلقاء القبض على الزعماء.
علي عبد الكافي لم تلهه تجارته الواسعة وفالحته وأمواله الطائلة وال عائلته وال
أبنائه التسعة للقيام بواجباته الوطنية والمساهمة في الحركة المسلحة ،على غرار العديد
من األعيان حفاظا على مصالحهم ،وكان من السباقين في اإلنفاق ،زيارة المناضلين
والزعماء في المنافي والسجون ومؤازرة عائالت الموقوفين .كما كان ضمن من شاركوا
في المظاهرات واحتجزوا بالمحتشدات.
كان يعمل في صمت وفي السرية التامة مضحيا بالغالي والنفيس ،مجازفا بعرضه
وأمن أبنائه ونفسه وأمواله "أوقفت السلطة االستعمارية تجارته العصرية النتمائه إلى
الحركة الوطنية ومساندته أال مشروطة للزعيم الهادي شاكر " ،لم يبخل يوما على أحد
بخدماته ومساعداته.
كانت مقراته مفتوحة لالجتماعات والستضافة المناضلين والزعماء في عهد الحزب
الحر الدستوري وفي عهد األمانة العامة.
3
انتقل علي عبد الكافي إلى الرفيق األعلى بعد حوالي ثالثة سنين من المحاولة الفاشلة
الغتياله من طرف ميليشية الحبيب بورقيبة يوم 28جانفي 1956الختالفه الفكري
والسياسي والنتمائه لألمانة العامة.
المعاناة التي لحقت به سواء من طرف المستعمر لنضاله الوطني أو المتابعة من
طرف بورقيبة وإبعاده من موطنه الختالفه في السياسة 1والرأي ،رفضه لإلغراءات التي
عرضها عليه بورقيبة وتمسكه بمبادئه القومية والوطنية سببت له انعكاسات سلبية على
صحته وعلى معنوياته انتهت بوفاته على إثر سكتة قلبية.
ولد علي عبد الكافي سنة ،1904شب يتيما وعاش كافال لأليتام ،كريما جوادا
محسنا سخيا على كل من قصده ،عاش وطنيا مناضال مكافحا ،ومات غريبا عند قومه،
عزيزا عند ربه ،أدعو له بالرحمة والمغفرة وأسأل هللا أن يمن عليه بفسيح جنانه وأن
يلحقه بالشهداء والصالحين.
4
ساهم علي عبد الكافي كمناضل من الرعيل األول في بعث الحزب الدستوري الجديد
بصفاقس منذ سنة 1934ماديا وسياسيا حيث كان أول من مسك خطة أمين مال بشعبة
رفيقه الشهيد الهادي شاكر الذي بدأ نشاطه السياسي بمقر العمل المشترك بنهج المرابطين
والذي انتقل إلى مقرات السكنى للمناضلين األوفياء.
احتضن مقر سكنى علي عبد الكافي العديد من مؤدبات واجتماعات حزب التحرير
بحضور الزعماء والمناضلين والمقاومين من ضمنهم مؤسس الحزب الزعيم محمود
الماطري والشهيد الهادي شاكر والزعيم الحبيب بورقيبة لم يقبل المالك الجديد لهذا المقر
(والذي عجزت "ورثة المناضل الراحل علي عبد الكافي " المحافظة على ملكيته) العروض
المغرية للتفويت فيه اعتبارا لقيمته الحضارية وقيمته النضالية.
( ما بقي مخلدا بذاكرتي واألحداث التي عشتها وأنا في السنة الرابعة أو الخامسة
ابتدائي وبعد الزيارة التي قام بها والدي علي عبد الكافي إلى القيروان حيث تم اللقاء بينه
وبين الشهيد صالح بن يوسف بمناسبة المولد النبوي الشريف)
5
أصبحت زيارات ليلية متكررة من طرف ثوار حاملين أسلحتهم أشعر بحضورهم إلى
منزلنا الكائن بنهج باب الجديد عـ17ـدد مع غروب الشمس ،تطول االجتماعات وكنت أدخل
عليهم ألداء واجب الضيافة وال أشعر بمغادرتهم ).
( كما أتذكر جيدا أنه قبل محاولة اغتيال والدي تلقينا بمنزلنا اآلنف ذكره والذي يعرف
ب"دار القاضي" حيث كان مقر المحكمة الشرعية بصفاقس ،علب كبيرة الحجم علمت في
ما بعد أنها تحتوي على بطاقات االنخراط باألمانة العامة وتأكد لي صحة ذلك بعد الثورة
أثناء حوار حول الحركة اليوسفية مع أحد المسنين " المنصف بالحسانة "بحثا عن
الحقيقة الذي صرح لي عفويا " دون الشعور وأنه يعلن على بعض األسرار النادرة
المصدر " أنه هو من قام بجلب هذه العلب من تونس إلى منزلنا بطلب من والدي ولما
شعر باهتمامي الخاص بالحركة اليوسفية سألني باستغراب عن مصدر علمي أنه كان من
أنصار صالح بن يوسف وشعرت منه الهروب من الخوض في هذا الموضوع معلنا وأنه
أبدى،حديثا ،عدم الرغبة في الرجوع إلى هذه األحداث عند زيارة له من طرف أحد
المسئولين ).
كان الحبيب بورقيبة مطلعا على جميع تحركات نشاط اليوسفية من طرف البعض من
العمالء الخونة من ضمنهم "الطاهر عبد الكافي" والذي كان يشتغل حالقا بباب الديوان
ومسئوال باتحاد الصناعة والتجارة وفي نفس الوقت الذي انظم تظتهر باالنتماء للحركة
اليوسفية كان ينقل األخبار إلى الحبيب بورقيبة الذي استغل المباغتة لمحاولة اغتيال
الشهيد صالح بن يوسف والعناصر األساسية الموالية له.
أحد المتعاطفين مع الشهيد والمطلعين على مخططات بورقيبة كـشف أخيرا عن هويته
وهو المرحوم المنجي سليم حذره من مغبة حضور االجتماع ونصحه بمغادرة البالد.
6
ونفس المخطط كان معدا للقضاء على اليوسفية بصفاقس من طرف ميليشية الحبيب
بورقيبة ا لذين داهموا المقر وحطموا جميع محتوياته من أثاث وتهجموا ضربا مبرحا على
جميع من تمكنوا من الحاضرين الذي تضرر العديد منهـم أخص بالذكر أحد العناصر
الناشطة المرحوم الهادي الحكيم تارزي بزقاق الذهب ،حدثت هذه الجرائم بحضور األمن
الفرنسي الذي بقي متفرجا دون التدخل إلحالة إتمام التهجم الغاشم.
ألم يحن الوقت لحكوماتنا ،ألحزابنا ومنظماتنا ،بعد هذه الثورة بالتفاتة كريمة لهذا
المناضل وألمثاله من ضحايا األنظمة المستبدة الظالمة ،استرجاع كرامتهم ورد اعتبارهم ؟
ألم يبق قليل من الحياء لمن أجرموا ولمن شاركوا في اإلجرام للمباشرة باالعتذار
لضحاياهم ؟
بصفتي نجل علي عبد الكافي المناضل من الرعيل األول الذي ساهم في تأسيس
الحزب الحر الدستوري الجديد بصفاقس منذ سنة ، 1934انتماؤه إلى الحركة الوطنية
سبب له فقدان تجارته تشفيا من السلطة االستعمارية وانتماؤه للحركة اليوسفية سبب له
التعرض لمحاولة اغتيال فاشلة واإلبعاد عن صفاقس وعن الجنوب التونسي ومعاناة عجلت
بوفاته بصدمة قلبية .
أرسل إليكم هذه المصافحة بمناسبة إحياء الذكرى 64لوفاة علي عبد الكافي اعترافا
له بما قدمه من تضحيات في سبيل أن تعيش أجيال ما بعد االستقالل حياة العزة والكرامة.
وتخليدا لذكرى العديد من المناضلين المنسيين في الحركة الوطنية سأقدم مقتطف من
كتاب محمود الفريخة "مناضل شاهد على عصره "ومقتطف من كتاب محمد سعيدي
شوشان " أوالد حفوز قلعة حضارة ونضال "التي تتعلق بالبعض من أحداث الحركة
الوطنية .
اعتمدت في مصافحتي على ما عشته في طفولتي حسب المقولة الشعبية "الصغير
ثبات "كما حاولت البحث عن الحقيقة لدى المعاصرين للحركة الوطنية لكن دون جدوى
تذكر ألسباب مرور ستة عقود من الزمن لألنظمة المستبدة كانت كافية للقضاء على جميع
المعارضين المقيمين بالجمهورية وغسل أدمغة الفئة البسيطة من الشعب واألجيال
الصاعدة من الشباب التي شبت في المدارس البورقيبية التي زيفت التاريخ إلبراز بورقيبة
في صورة الزعيم الوطني والمجاهد األكبر طبقا لما خططت له السلطة االستعمارية خدمة
لمصالحها والذين استمروا إلى يومنا هذا يمجدون ويمدحون من تسببوا في الوضعية التي
أصبحت عليها تونس اآلن وما بقي من أسالفنا وخاصة المطلعين منهم إال اإلقطاعيين
والخونة ومن شاركوا أو استفادوا من منظومة الفساد المبنية على الرشوة والمحسوبية
واالنتماءات الحزبية.
وإصراري على كشف الحقيقة بعد الصمت الرهيب الذي أخرس ألسن أغلب
اإلعالميين رغم الحرية التي حضي به اإلعالم بعد 14جانفي اطلعت على أول دليل
لعالقة علي عبد الكافي بالنضال الوطني من جهة خارج جهة صفاقس في كتاب "محمد
سعيدي شوشان "وينتمي إلى مجموعة يذكر ضمنها الزعيم الشهيد فرحات حشاد والزعيم
الشهيد الهادي شاكر والدكتور علولو وشيخ المقاومين المرحوم الحاج محمد ابن رئيس
نقابات الرصيف علي الزواري ،بذكر علي عبد الكافي في العديد من الموقف النضالية في
كتاب "محمود الفريخة " ومع الذكر وأن صاحب الكتاب هو من العناصر المناهضة للحركة
7
اليوسفية حسب ذكره في كتابه "مناضل شاهد على عصره "والذي يؤكد مشاركة علي عبد
الكافي بالحركة الوطنية كما صنفه على رأس قائمة مناضلي صفاقس بعد الزعيم الشهيد
الهادي شاكر.
وما وصلت إليه أن بورقيبة والعناصر الموالية له كذبوا على الشعب بتزوير
الحقائق وإقصاء جميع من اختلفوا معه وكل من ينافسه في النضال والقيادة والزعامة
باالغتيال والنفي والهجرة والسجون.
هل تعرفون هذا الرجل ؟
علــــي عبد الكافـــــــي
8
• ومن كتاب محمد سعيدي شوشان "الذكرى الخمسون الستشهاد األخوين الطاهر
وعلي حفوز".
25
26
27
.بعض ما تم نشره باإلعالم ..ما نشرته مجل ة " شمس الجنوب " ثانيا
حيث قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وسلم ) » :إذا مات ابن
آدم انقطع عمله إال من ثالث ( صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد
صالح يدعو له )
إني ألتوجه لجميع القراء بالدعاء له ولجميع الشهداء
والمضطهدين
خالل العهد االستعماري وعهود الحكام المستبدين الظالمين
بالرحمة والمغفرة