Professional Documents
Culture Documents
عرض - ذ سيدي أمين العلمي - القسمة بين الفقه و القانون على ضوء الاجتهاد القضائي
عرض - ذ سيدي أمين العلمي - القسمة بين الفقه و القانون على ضوء الاجتهاد القضائي
محتم وجد معينه يف كتب الفقه لقد جاءت مدونة الحقوق العينية باكورة مجهود
القضائ و ال جرم ان خروج هذه المدونة اىل حت الوجود كفت رجال القانون عامة
ي واالجتهاد
عن هنا السادة القضاة و المحامي – أقول كفتهم عنت التيه يف الكتب
وأرسة القضاء خاصة – أ ي
الفقهية أو كما يحلو للبعض تسميتها بالكتب الصفراء ،و معلوم مدى صعوبة الخوض يف هذه
الكتب المتسمة بتعقيد ألفاظها و مبانيها عىل نحو يتعذر معه أحيانا عىل الممحص فيها الوقوف
عىل ما خامر ذهن الفقهاء من أفكار و ما سطروه من أحكام ،أضف عىل ذلك أن مدونة الحقوق
ر
الن تطبع أحيانا روايات الفقهاء يف المسألة الواحدة .
العينية قطعت دابر الخالفات ي
ر
الن
لقد مكنت مدونة الحقوق العينية كذلك من تجاوز االزدواجية يف تطبيق القانون و ي
استمرت لردح من الزمن إذ كان االجتهاد القضائ يطبق قانون ر
االلتامات و العقود عىل العقارات ي
اإلسالم أما المدونة فقد نصت يف
ي المحفظة فيما تخضع العقارات غت المحفظة لقواعد الفقه
مادتها األوىل ":ترسي مقتضيات هذا القانون عىل الملكية العقارية ما لم تتعارض مع ر
ترسيعات
خاصة بالعقار و تطبق مقتضيات الظهت ال ـش ـريف الصادر يف 9رم ـض ـان 1331ـه 12اغسطس
1913بمثابة قانون ر
االلتامات و العقود فيما يرد به نص هذا القانون ،فإن لم يوجد نص يرجع إىل
المالك" ،و إذا كان ال مناص من أعمال القواعد
ي الراجح و المشهور و ما جرى به العمل يف الفقه
من تم االفتقار إىل نص رصي ــح إعماال لقاعدة ررسع ما قبلنا ررسع لنا فحسبنا أن مدونة
الفقهية ر
1
نفس لمعالجة موضوع القسمة ألكت من علة أوال أنه ال تكاد تخلو أية
ي و لقد رارسأبت
محكمة بالمملكة من قضايا القسمة سواء تم عرضها أمام الغرفة العقارية أو أمام غرفة األحوال
ر
الن تطرحها قضايا القسمة سواء
الشخصية و المتاث و ثانيا إن اإلشكاليات العملية و القانونية ي
بمناسبة عرضها أمام المحكمة أو يف مرحلة التنفيذ تجعلها جديرة بالبحث و االستقصاء.
و لقد ارتأيت تقسيم هذا الموضوع عىل النحو األ ر يئ ،يف المبحث األول سأعالج ماهية
الثائ سأتطرق لضوابط واشكاليات
القسمة و أنواعها و خصائص القسمة الرضائية ،و يف المبحث ي
القسمة القضائية فقها و قضاء.
2
وغ ـ ـي ـ ـرها ت ـ ـ ـ ـجوز مع تفصيل ثـ ـ ـ ـالث ال ـ ـ ـقسمة يف األصول
أي ان القسمة ثالثة أنواع يف األصول وغتها وذلك عىل الجملة وتجوز عىل تفصيل يذكره
المتحف و سنفصله عىل النحو األ ر يئ:
اقتق
ي مكيل أو موزون المنع وف
كذلك يف اختالف االجناس ي
1شرح التحفة للناظم ابي يحيا ابن عاصم الغرناطي ،صفحة . 150
3
وينقض بها الشياع ،أما
ي أو قسمة مهايأة ،فالقسمة البتية أداة لفرز نصيب كل ررسيك يف الملك
وه إما زمانية أو مكانية.
فه تقترص عىل المنافع ي
قسمة المهايأة ي
ولقد استفاضت مدونة الحقوق العينية يف التعريف بأنواع قسمة المهايأة فنصت يف مادتها
" 327تكون المهايأة زمانية عندما يتفق ر
الرسكاء عىل ان يتناوبوا عىل انتفاع بجميع العقار المشاع
ر
الن يختص فيها كل منهم".
كل منهم مدة تتناسب مع حصته فيه ويجب فيها تعيي المدة ي
كما نصت المادة 328من نفس المدونة" :تكون المهايأة مكانية عندما يتفق ر
الرسكاء عىل
أ ن يختص كل واحد منهم باالنتفاع بجزء مفرز من العقار المشاع يتناسب مع حصته فيه عىل أن
ر
بباف أجزاءه.
يتنازل يف مقابل ذلك عن االنتفاع ي
و سيان كانت القسمة قسمة مهايأة زمنية أو مكانية أو ر
حن قسمة بتية فإن ذلك يتم إما
قضائ اعماال للفقرة األختة من المادة 313من المدونة .وهكذا يحل لنا القول اض أو بحكم ر
ي بالت ي
ر
الن عددتها المدونة تندرج تارة تحت لواء القسمة الرضائية و تارة أخرى تحت
بأن أنواع القسمة ي
المواىل للحديث عن خصائص القسمة الرضائية
ي لواء القسمة القضائية ،و سنخصص المطلب
الثائ للقسمة القضائية.
عىل أساس ان نتطرق يف المبحث ي
2إحالة على قضاء المجلس األعلى للقسمة خالل 40سنة سنة صفحة 6
4
بمقتض المادة 27االتفاق عىل البقاء عىل الشياع لمدة معينة مع حفظ حق ر
الرسيك يف معاودة
متر ر
مرسوع لذلك، القضاء لطلب فسخ ذلك االتفاق ر
من ظهر ر
لمجلس القسمة ،فقد جاء يف قرار محكمة النقض عدد 140الصادر بتاريـ ـخ 1984/10/31ملف
عقاري : 98045حيث انه مع ان النازلة تتعلق بعقار غت محفظ و المطبق فيها نصوص الفقه
ه تعتمد شهادة الشهود يف االثبات اذا جرت عىل قواعدها الفقهية كشهادة العدول لقول األمام
و ي
الزقاق :و كتن بغت عدول ،و هو يتناف مع ما جرى به العمل من قبول شهادة اللفيف يف المذهب
ال سيما ان اللفيف المذكور اعتمد عىل مستند خاص مما يجب عىل المحكمة مناقشته اعماال أو
. 3 ابطاال طبقا لما توجب قواعد الفقه
الرسم أو الثابت التاري ــخ كشكلية انعقاد للقسمة و اذا كانت المدونة ر
اشتطت المحرر
ي
العقارية إال أنها بمقتض المادة 311من مدونة الحقوق العينية اضافت ررسط نفاذها بي األطراف
وف غياب ذلك
و هو المصادقة عليها من طرف كافة أصحاب الحقوق العينية الواردة عىل العقار ،ي
ال يمكن أن يحتج بها و لو بي ر
الرسكاء عىل أن هذه المصادقة تطرح تساؤال حول كيفية إنجازها
ألن التوقيع عىل عقد القسمة بعد تلقيه من طرف العدلي أو الموثق سيصطدم مع الضوابط
تقتض الحضور أمام العدلي أو الموثق لإلشهاد عىل األطراف والرأي عندنا أنه مادام ر
الن
ي التوثيقية ي
ر
المرسع متشوفا اىل حماية أصحاب الحقوق العينية خاصة الدائني وأصحاب الرهون الرسمية
3قرار منشور في قضاء المجلس األعلى للقسمة خالل 40سنة سنة صفحة 35
5
كاألبناك و أصحاب االمتياز كالخزينة العامة فاألجدر ان تكون الموافقة يف شكل مراسلة أو اشهاد
يستشف من خالله عدم الممانعة يف القسم وهو ما يجب االستظهار به لدى العدلي أو الموثق
العين باألصالة أو بواسطة لضمان نفاذ عقد القسمة بي ر
الرسكاء ،كما أن حضور صاحب الحق
ي
من يمثله ف مجلس عقد القسمة يضمن رسيان هذا العقد اتجاه كافة ر
الرسكاء دون الحاجة اىل ي
يضق عليه األثر النافذ بل ان محكمة النقض ذهبت أبعد من ذلك و هو ما
ي البحث الحقا عن من
المدئ عدد
ي يتضح من خالل قرارها عدد 3519الصادر بتاري ــخ 2005/12/28يف الملف
2003/1/582و الذي حصنت فيه أيضا الحاجز تحفظيا و أوجبت حضوره مجلس عقد القسمة
ر
و إن كان هذا األخت ال يرف اىل مصاف ذوي الحقوق العينية ،فقد جاء يف القرار المذكور :ر
يعتت
القانوئ حينما اعتد بالحكم الذي صادق عىل عقد الصلحي القرار المطعون فيه عديم األساس
الن لم يكن الطاعن طرفا فيها رغم انه صاحب حجز ر ر
المتم بي الرسكاء بشأن القسمة الرضائية ير
تحفظ عىل حقوق بعض ر
الرسكاء يف عقار التاع موضوع الرسم العقاري و دون ان تبي ما اذا كانت ي
تلك القسمة قد الحقت به رصرا أم ال.4
و يف األخت ال يفوتنا أن نشت أن القسمة الرضائية و ان ابرمت وفق الشكل المتطلب قانونا
غي فاق ر
الن يمكن ان تنالها من تدليس أو غلط أو اكراه أو ر
فإنها تظل غت محصنة ضد القوادح ي
الثلث ،فهذه الحاالت تخول طبقا للفصل 315من م ح ع لمن أصابته عيوب الرض ان يطلب
ابطال عقد القسمة عىل ان ر
المرسع و حفاظا عىل استقرار المعامالت أوجب إقامة دعوى القسمة
تحت طائلة التقادم داخل اجل السنة من تاري ــخ ابرام العقد .و حري بالذكر ان القضاء اىل جانب
الفقه كان لهما دور جوهري يف وضع ثلة من القواعد أضحت رصوحا قامت عليها مدونة الحقوق
الثائ من هذا
ي العينية ،و هذا االمر سيسطع بجالء عند معالجتنا للقسمة القضائية يف المبحث
العرض .
محىل
ي أوال :يف االختصاص و هو :إما ي
نوع أو
ر
الن يجب ان نرفع أمامها دعوى
النوىع يطرح التساؤل حول الجهة ي
ي فق االختصاص
ي
القسمة هل أمام الغرفة العقارية أو أمام غرفة األحوال الشخصية و المتاث ،و رب قائل يقول أنه
ما دام أن اإلرث أحد أهم مصادر الشياع فانه يف حالة القسمة بي الورثة يجب أن تقدم دعوى
القسمة وجوبا أمام غرفة المتاث خاصة أن قضايا المتاث ال يمكن أن تنظر فيها سوى هذه الغرفة
القضائ الذي نص يف فقرته األختة " :يمكن لكل غرفة أن
ي اعماال للفصل 2من قانون التنظيم
تبحث و تحكم يف كل القضايا المعروضة عىل المحكمة كيفما كان نوعها باستثناء ما يتعلق بأقسام
المغرئ لم يعرف قضايا المتاث و أود يف المرسع قضاء االرسة" ،لكن بالمقابل ر
يستىع انتباهنا ان ر
ري ي
ه كلتعريق الخاص لهذه الزمرة من القضايا ،فقضايا المتاث يف نظري ي
ي هذا االطار أن أضع
ر
الن تكون يف الصفة االرثية كأن يدفع أحد األطراف بأن خصمه ليس بوارث معه بل هو
المنازعات ي
مجرد ابن متكفل به و كذلك عندما تنصب المنازعة عىل النصيب يف اإلرث كأن يدفع الخصم بأن
خصمه ال حق له يف الهبة المنجزة له من مورثه لعلة من العلل .و عىل هدي هذا التعريف فإنه
ر
من كان مدخل الملك الشائع هو اإلرث يف دعاوى القسمة ال نكون بالرصورة أمام نزاع يف المتاث
الطبيع
ي بهذا المفهوم يستوجب عرضه أمام غرفة األحوال الشخصية و المتاث بل يكون مكانه
أمام الغرفة العقارية ،و يف هذا الصدد صدر قرار محكمة النقض عدد 357الصادر بتاري ــخ
التكة الالرسىع 2009/1/2/366و الذي جاء فيه" :أن دعوى قسمة ر
2011/06/21ف الملف ر
ي ي
ه ال تدخل ضمن مدلول
تخرج عن نطاق مثيالتها من الدعاوى الرامية اىل انهاء حالة الشياع و ي
7
قضايا األرسة المحدد اجل تقديم استئناف األحكام بشأنها داخل اجل 15يوما و انما تخضع لنفس
اجل استئناف األحكام االبتدائية المحدد يف 30يوم ،و يتجىل من هذا القرار ان دعوى القسمة ال
تقدم وجوبا أمام غرفة األحوال الشخصية و المتاث وفق ما سلف ذكره.
المحىل :ترفع دعوى القسمة العقارية أمام محكمة موطن العقار المتنازع عليه
ي االختصاص
التكة طبقا للفصل 28من ق م م. و اذا تعلق األمر بقسمة تركة فإنها تقدم أمام محكمة افتاح ر
تقدم دعوى القسمة أمام المحكمة المختصة بواسطة مقال مؤدى عنه الرسوم القضائية
و ال تسمع هذه الدعوى إال إذا وكل فيها محام اعماال للفصلي 30و 31من القانون المنظم لمهنة
المحاماة ،و تكون فيها المسطرة كتابة و ثمة ررسوط أخرى يتعي مراعاتها لقبول دعوى القسمة
العقارية ،فقد جاء ف المادة 314من مدونة الحقوق العينية " :ر
يشتط إلجراء القسمة ان يكون ي
الملك مملوكا عىل الشياع ر
للرسكاء عند اجرائها ."....
كما جاء ف المادة " :316ال تقبل دعوى القسمة اال اذا وجهة ضد جميع ر
الرسكاء و تم ي
تقيدها تقيدا احتياطيا اذا تعلقت بعقار محفظ .
وحيث أنه من المعلوم أنه ال يجوز رفع دعوى من ميت وال عليه ،و أن دعاوى القسمة ال
تقبل التجزئة و تستلزم ادخال كافة الخصوم ،ألجله قضت المحكمة بإلغاء الحكم المستأنف
و ان كنا قد اسهبنا يف الحديث عن قسمة العقار المحفظ فإننا لن نبخس العقار الغت
فالرسكة فيه تثبت يف األصل بواسطة رسم الملكية متوفر عىل ررسوط الملك المتطلبة
محفظ حقه ر
ررسعا من يد و ترصف المالك يف ملكه و نسبتها لنفسه و الناس اليه و عدم المنازعة و مرور المدة
الن تختلف حسب األحوال ،إضافة اىل ررسط عدم التفويت الذي يعد ررسط صحة ر ر ر
المعتتة رسعا ي
للىح ،و نستحرص هنا قول المتحف : ر
للميت و رسط كمال ي
6
قرار غير منشور
7قرار منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد 84صفحة 16
10
القضائ تواتر عىل هذا المنىح خاصة بالنسبة
ي اجت لها الكل ان انتفع الكل" كما أن االجتهاد
"و ر
إلقامة دعوى القسمة يف المرحلة االبتدائية و هذا ما يتضح من خالل ثلة من القرارات الصادرة
عن محكمة النقض نرسد منها عىل سبيل المثال ال الحرص القرار عدد 914الصادر بتاري ــخ
المدئ عدد 2001/7/1/1227الذي جاء فيه :قواعد اإلرث و أحكامه
ي 2005/03/30يف الملف
يشتط لقبول دعوى اإلرث إثبات المعتتة ررسعا من النظام العام تثار ف جميع مراحل التقاض و ر
ي ي ر
الوفاة و الورثة و الملك للموروث و المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما أمرت بإجراء قسمة
المدىع فيه قبل أن تتحقق من دفع المستأنف أمامها بوجود وارث آخر لم يدخل يف الدعوى
فإنها تكون قد خالفت قاعدة فقهية آمرة تمس النظام العام و عرضت بذلك قراراها للنقض،8
لكن ما ر
استىع انتباهنا هو وجود تأرجح ف موقف محكمة النقض بشأن وجوب إدخال كافة ر
الرسكاء ي
يف المرحلة االستئنافية فتارة ذهبت يف قراراها عدد 235الصادر يف تاري ــخ 2018/04/17ملف
عدد 2017/2/32أنه اذا كان مبدأ ادخال ر
الرسكاء يف دعوى القسمة يف المرحلة االبتدائية صحيح
االستئناف الذي يجب أن يقدم يف مواجهة
ي عىل اطالقه فان األمر ليس كذلك فيما يخص المقال
القاض بالقسمة 9و يف توجه آخر تشبثت بقاعدة جمع الخصوم و
ي الطرف المستفيد من الحكم
هو ما يعكسه القرار رقم 3588الصادر بتاري ــخ 1995/07/04يف الملف 91/1190و الذي جاء
فيه ان دعوى القسمة بطبيعتها غت قابلة للتجزئة و ان قبول االستئناف الموجه ضد بعض
ر
باف األطراف الذين رضوا
األطراف يتيح لمحكمة االستئناف النظر يف القضية من جديد يف غيبة ي
بالحكم و لم يستأنفوه و من شأن القرار الصادر عن محكمة االستئناف ان يغت مراكزهم القانونية
دون أن يكونوا أطرافا فيه و يتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم 10و بإمعان النظر يف القرارين يتبلج
يكق المدعي
الثائ له قدر كبت من الوجاهة لكونه يصون حقوق المتقاسمي برمتهم و ي
أن القرار ي
االبتدائ يمس بمصالحهم أن يضعوا يف المرحلة االستئنافية من ينتمون
ي اعتتوا أن الحكم
الذين ر
اىل طائفتهم كمدعي يف خانة المقام بحضورهم الدعوى ما دام ليس بوسعهم مخاصمتهم
القانوئ.
ي كمستأنف عليهم التحاد مركزهم
قرار منشور في مجلة الحكام الصادرة عن محكمة االستئناف الشرعي المجلد 7صفحة 136 11
12
مدىع االختصاص بما يثبت ان من استقر
ي 1997/04/29يف الملف رقم 91/2304اذا لم يدل
اعتتت الدار من تركة
البائ ر
ي يف ارض مبنية فوق أراضية جماعية تكون خاصة به دون بقية ورثة
الهالك،12
يقول المتحف:
حن تثبت القسمة بحجة قانونية فاألصل بي ورثة وجود حالة الشياع و استصحابها ر
ر
االستعائية بل بالشهادة األصلية و يعضد قولنا هذا والقسم كما اسلفنا ال يمكن اثباته بالشهادة
اجتهاد محكمة النقض عدد 45الصادر بتاري ــخ 1994/01/25يف الملف عدد 88/9314الذي
جاء فيه" :ال يثبت قسمة المشاع إال بحجة صحيحة متنا وسندا و ال يتم ذلك إال بما يتم به
التفويت" ،13كما يمكن أن يثبت القسم أيضا باإلقرار ألن إقرار المرء عىل نفسه أقوى من إقامة
الدليل عليه ،و يف هذا االطار نحيل عىل قرار محكمة النقض عدد 6بتاري ــخ 1988/01/06يف
ىع 92/5163ومضمنه " :إقرار المدعية يف جلسة البحث بوجود قسمة يف بعض ر
الملف الرس ي
يعق المدىع عليه من اثبات المتوك يمنع من سماع الدعوى ف قسمة نفس ر
المتوك و ر
ي ي
القسمة".14
ثالثا اإلشكاليات العملية المتعلقة بتطبيق بعض النصوص الخاصة المرتبطة بدعوى
القسمة:
المبدأ العام أنه ال يصار اىل قسمة التصفية إال إذا تعذرت القسمة العينية سواء واقعيا أو
قانونيا ،فقد نصت المادة 318من مدونة الحقوق العينية " :إذا كان العقار غت قابل للقسمة
العينية أو كان من شأن قسمته مخالفة القواني والضوابط الجاري بها العمل أو إحداث نقص كبت
رابعا:
ر
والن جاء فيها" :يتم البيع بالمزاد
ثمة اشكال تطرحه المادة 319من مدونة الحقوق العينية ي
القاض بالقسمة طرق الطعن العادية والنقض عند االقتضاء وتطبق
ي العلن بعد استنفاد الحكم
ي
عىل المحرص المتعلق به مقتضيات المادة 221من هذا القانون".
المقض به للقيام بتنفيذه ،يبدو يىل أنه وتناغما مع الفصل 361من قانون السءحيازته لقوة ر
ي ي
اشتاطالمسطرة المدنية الذي يعتت الطعن بالنقض موقف للتنفيذ ف قضايا التحفيظ العقاري أن ر
ي ر
المقض به يكون كلما تعلق األمر بقسمة عقار محفظ ،أما إذا ر
السء
ي حيازة الحكم بالقسمة لقوة ي
فنكتق بنهائية الحكم بالقسمة .وحري بالذكر أن اإلشكال يدق بشدة
ي تعلق األمر بعقار غت محفظ
حينما ينصب القسم قضاء عىل عقارات محفظة وأخرى غت محفظة ويصدر بشأنها حكم واحد
المقض به قبل تنفيذه أم ننفذ الشق المتعلق ر
السء
ي بفض الشياع فهل ننتظر حيازة الحكم لقوة ي
بالعقارات غت المحفظة؟
ر
المرسع لتعديل المادة 319من مدونة الحقوق لك يتدخل
الرأي عندنا أنه آن األوان ي
المقض به السء العينية بحذف عبارة "عند االقتضاء" ،وحبذا أن ر
يشتط حيازة الحكم لقوة ر
ي ي
14
ليس فقط عندما يتعلق األمر بقسمة تصفية ولكن أيضا عندما يصار إىل األمر بقسمة عينية،
وبذلك نصون من جهة مندرجات الصكوك العقارية خاصة إذا علمنا أن يف صيانتها حماية لالئتمان
ر
الن تطرح بعد النقض
مناط الدورة االقتصادية ،ومن جهة أخرى نحول دون اإلشكاليات العملية ي
العلن ىع أو تم بيع العقار بالمزاد ر
ي واإلحالة خاصة إذا خرج ملك المتقاسمي من يدهم بأي ناقل رس ي
ر
المشتي محصنا بمحرص المزاد الذي يعد سندا للملكية. وأضىح
خامسا:
قد يخاطب السيد رئيس المحكمة من طرف أحد المالكي عىل الشياع يف عقار بحسبانه
لم يكن ممثال يف دعوى القسمة كأن يقدم موض له بالثلث دعوى تعرض الغت الخارج عن
الخصومة ثم يلتمس من رئيس المحكمة إيقاف التنفيذ إىل حي البت يف دعوى تعرض الغت
الخارج عن الخصومة ،يف هذا اإلطار دأب اجتهادنا عىل االستجابة للطلب اهتداء بما ذهبت إليه
محكمة النقض يف قرارها عدد 927بتاري ــخ 2008/03/12منشور يف كتاب دعوى الصعوبة
القضائ لألستاذ عبد العزيز وقيدي الصفحة 109والذي جاء فيه " :لما
ي الوقتية من خالل العمل
قدر الرئيس الوقائع المعروضة عليه واستخلص من ظاهر المستندات المدىل بها يف الملف أن ما
تمسك به طالبوا إيقاف التنفيذ جدي وأن من شأن األخذ به من طرف محكمة الموضوع أن يؤثر
عىل حقوق الطرفي ،وأن جدية المنازعة تشكل صعوبة قانونية رتتر وقف إجراءات تنفيذ القرار
المستشكل يف تنفيذه إىل حي البت يف تعرض الغت الخارج عن الخصومة لم تخرق األمر المطعون
وف السياق ذاته أصدرنا أمرنا يف الملف عدد2019/1123/25 :
فيه المقتضيات المحتج بها" ،ي
بتاري ــخ 2019/03/13 :جاء يف علله " :حيث ي
ترم المدعية اىل الحكم بإيقاف بيع العقار المومأ
له أعاله اىل حي صدور حكم يف تعرضها تعرض الغت الخارج عن الخصومة الذي أقامته أمام
ابتدائية وزان:
و حيث انه بتلمسنا لوثائق الملف خاصة رسم الكراء المستظهر به يتضح أن المدعية
العرئ بن أحمد بن المقدم الذي هو مورث المدىع
ري بن منصورة بوزان للسيد
بىح ي
أكرت عقارا كائن ي
عليهما حسب اإلراثة عدد 370الملفاة بالملف.
15
وحيث ان العقار المنصب عليه الكراء تشبتت المدعية بملكيتها ألرضه وما فوقه يف حي
تمسكت المدىع عليها األوىل أن ملكية مورثها ثابتة بمقتض رسم الملكية عدد 586و هو أمر لن
الطبيع لمناقشة هذا األمر هو المحكمة المعروض عليها التعرض
ي نخوض فيه ألن المكان
و حيث أنه رعيا للعلل أعاله و للطعن المقدم من طرف المدعية و المعضد بعقد كراء و لكون
الجتي للعقار المتعرض ر
وقن و درءا لوقوع رصر المتمثل يف البيع ر
االجراء المطلوب هو مجرد اجراء ي
المدىع يف محله استجاعه مما ر
يبق معه طلب بشأنه و انتقاله اىل ذمة الغت عىل نحو يتعذر معه ر
ي
بالتاىل الترصي ــح بوجود صعوبة يف الملف التنفيذي عدد 19/6101/3ونأمر تبعا لذلك
ي و يتعي
المدىع بتاري ــخ
ي بإيقاف البيع اىل حي البت يف تعرض الغت الخارج عن الخصومة المقدم من طرف
2019/3/5أمام ابتدائية وزان
وف الختام يطيب يىل أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم االمتنان إىل السيد نقيب هيئة المحامي
ي
بالقنيطرة األستاذ محمد زكيات والسادة أعضاء مجلس الهيئة الذين أتاحوا يىل المساهمة ولو بتر
أئ بدوري سأنهل من معي
قليل يف تأطت هذه الثلة المتمتة من المحامي المتمرني واألكيد ي
وأمىل أن يكون لهذا اللقاء ما بعده وأنا أعلم
ي علمهم ألن من تالقح األفكار يسطع وميض المعرفة،
علم اليقي مدى حرص السيد النقيب عىل توطيد جسور التواصل داخل أرسة القضاء باعتبارها
القضائ المولد السام الذي نسع له جميعا وهو تكريس األمن همزة الوصل ر
حن نحقق الهدف
ي ي
االجتماىع.
ي للسلم
16