You are on page 1of 442

‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته‬

‫في علوم األرض‬

‫تأليف‬
‫د‪ .‬محمود فاضل الجميلي‬
‫أستاذ مساعد‬
‫قسم علوم األرض التطبيقية‬
‫كلية العلوم \ جامعة تكريت‬

‫‪ 2020‬م‬ ‫‪ 1441‬ه‬
‫حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‬
‫أسم الكتاب‪ :‬تطبيقات االستشعار عن بعد في علوم األرض‬
‫أسم المؤلف‪ :‬الدكتور محمود فاضل الجميلي‬
‫الناشر‪:‬‬
‫عدد الصفحات‪442 :‬‬
‫رقم اإليداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ‪ 587‬لسنة ‪2020‬‬
‫قال تعاىل‬
‫إهداء‬

‫إىل كل طالب علم يف أي مكان‬

‫إىل كل طالب عربي يدرس اجليولوجيا‬

‫إىل زميل املهنة‬

‫أهدي إليه كتاب االستشعار عن بعد وتطبيقاته يف علوم األرض‬

‫داعيا اهلل عز وجل‬

‫أن يكون فيه العون‬

‫والوسيلة‪...‬‬

‫املؤلف‬
‫تمهيد‬
‫أحمد اهلل تعالى وأصلي واسلم على أشرف المرسلين " سيدنا محمد خاتم النبيين" وعلى آله‬
‫واصحابه اجمعين‪.‬‬
‫ي سعدني أن اقدم هذا الكتاب إلى كل من يهتم بعلم االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم‬
‫األرض من طالب وباحثين‪ ،‬ويزيدني سعادة أن أستشعر إفادتهم منه بقدر ما بذل فيه من جهد‪.‬‬
‫االستشعار عن بعد هو جمع وتفسير المعلومات عن أهداف دون أن يكون هناك اتصال مادي‬
‫مع هذه االهداف‪ .‬الطائرات واألقمار الصناعية ‪ ...‬إلخ هي المنصات الرئيسية لرصدات االستشعار‬
‫عن بعد‪ .‬وعلى عكس مسوحات الكهربائية والمغناطيسية والجاذبية التي تقيس مجاالت القوة‪ ،‬فإن‬
‫تقنية االستشعار عن ُبعد تشار عادة إلى الطرق التي توظف الطاقة الكهرومغناطيسية كموجات‬
‫الراديو والضوء والح اررة كوسيلة الكتشاف وقياس خصائص الهدف‪.‬‬
‫العلوم الجيولوجية هي الدراسة العلمية لكوكب األرض وأنظمته الجيولوجية الطبيعية المختلفة‪.‬‬
‫يمكن أن يساعد هذا الفرع من الدراسة على التخفيف من كوارث االنفجارات البركانية والفيضانات‬
‫واالنهيارات األرضية إلخ‪ ,‬المرعبة على حياة اإلنسان والمساعدة في تنمية المياه الجوفية والخامات‬
‫المعدنية والوقود األحفوري ومواد البناء‪ .‬كما أنه يدرس التفاعالت الفيزيائية والكيميائية لفهم توزيع‬
‫الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫شهد مجال االستشعار عن بعد نموا سريعا في السنوات األخيرة‪ .‬أتاح ظهور األقمار الصناعية‬
‫الفرصة الكتساب معلومات عالمية وشاملة عن البيئة والظواهر المرتبطة بها‪ .‬تتيح إمكانية التغطية‬
‫الواسعة مراقبة الظواهر السريعة التغير على نطاق واسع‪ .‬وتتيح القدرة المتكررة مراقبة التغيرات‬
‫الموسمية والسنوية والطويلة األجل‪ .‬تتيح اإلمكانية العالمية مشاهدة التراكيب اإلقليمية وذات المقياس‬
‫الكبير‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يسمح االستشعار عن بعد أيضا بقياس األعاصير وقاع المحيط‬
‫والتضاريس الجبلية ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬وهي مناطق خطرة قد يتعذر الوصول إليها بسهولة‪.‬‬
‫تعتمد عملية التفسير بشكل كبير على الخبرة الميدانية ؛ بمعنى أنه من المهم للمفسر مالحظة‬
‫المعالم على األرض‪ ،‬ويفضل أن يكون ذلك في ثالثة أبعاد‪ ،‬لفهم ما يتم مالحظته على الصور‪ .‬في‬
‫مجال االستشعار عن بعد الجيولوجي‪ ،‬يعتمد هذا بشكل كبير على الجيولوجيا التركيبية‬
‫والجيومورفولوجيا؛ وفي مجال االستشعار عن بعد البيئي‪ ،‬من المهم فهم مجتمعات النباتات (التركيب‬
‫والكثافة والتوزيع) ومعرفة توزيع وتأثير نوع التربة والمياه السطحية والمياه الجوفية والملوثات والمناخ؛‬
‫وفي التحريات الهندسية‪ ،‬من المفيد معرفة المنحدرات واستقرار المنحدر ونوع التربة وصخر األساس‬
‫(التركيب‪ ،‬وميل التطبقات) ‪ ،‬وظروف المياه الجوفية‪ .‬في حين أن التصوير المسحي‬
‫"‪ "photogrammetry‬هو القياس الدقيق أو المسح الدقيق للمعالم األرضية من الصور لعمل‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬خرائط طبوغرافية‪ ،‬يتعامل تحليل الصور مع التمييز وتحديد الطباقية والبنية واألشكال‬
‫األرضية وغطاء التربة والغطاء النباتي والتركيب السطحي والمعالم الثقافية وتحديد أهميتها‪ .‬يوفر‬
‫التحليل والتكامل معلومات حول الجيولوجيا السطحية وتحت السطحية‪ ،‬أو الحساسية البيئية‪ ،‬أو مدى‬
‫مالءمة مساحة إلنشاء مباني‪.‬‬
‫يغطي هذا الكتاب التطورات األخيرة والمستقبلية في نظرية وتطبيقات االستشعار عن بعد من‬
‫قبل العديد من العلماء والباحثين والخبراء‪ .‬يتالف الكتاب من ‪ 12‬فصل‪ .‬تناول الفصل األول والثاني‬
‫والثالث مقدمة في االستشعار عن بعد وأدوات وتقنيات تفسير الصور وأنظمة االستشعار عن بعد‪.‬‬
‫اما الفصل الرابع والخامس والسادس فشمل التعرف على أنواع الصخور والجيومورفولوجي والتراكيب‪.‬‬
‫وقد ركز الفصل السابع والثامن على أطياف المعادن والصخور والتنقيب عن المعادن‪ ،‬في حين‬
‫تناول الفصل التاسع دور االستشعار عن بعد في التنقيب عن البترول‪ .‬تناول الفصل العاشر‬
‫الهيدرولوجي‪ ،‬اما الفصلين الحادي عشر والثاني عشر فقد تناوال دور االستشعار عن بعد في‬
‫دراسات الجيولوجيا الهندسية والبيئية‪.‬‬

‫المؤلف‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المحتويات‬
‫‪ .1‬الفصل األول‪ .‬المقدمة‪1.........................................................‬‬
‫‪ 1.1‬تمهيد‪1...................................................................................‬‬
‫‪ 2.1‬الطيف الكهرومغناطيسي‪1.................................................................‬‬
‫‪ 1.2.1‬الطيف فوق البنفسجي‪5.................................................................‬‬
‫‪ 2.2.1‬الطيف المرئي‪7.........................................................................‬‬
‫‪ 3.2.1‬طيف األشعة تحت الحمراء‪8.............................................................‬‬
‫‪ 4.2.1‬طاقة المايكروويف‪9.....................................................................‬‬
‫‪ 3.1‬تأثيرات الغالف الجوي‪9....................................................................‬‬
‫‪ 1.3.1‬تشتت الغالف الجوي‪10.................................................................‬‬
‫‪ 2.3.1‬امتصاص الغالف الجوي‪12.............................................................‬‬
‫‪ 3.3.1‬انبعاث الغالف الجوي‪13................................................................‬‬
‫‪ 4.1‬آليات تفاعل الطاقة على األرض‪14.......................................................‬‬
‫‪ 1.4.1‬آلية االنعكاس‪15........................................................................‬‬
‫‪ 2.4.1‬آلية االنتقال‪17..........................................................................‬‬
‫‪ 3.4.1‬آلية االمتصاص‪19.....................................................................‬‬
‫‪ 5.1‬تطور االستشعار عن بعد‪20..............................................................‬‬
‫‪ 6.1‬المبدأ األساسي‪22........................................................................‬‬
‫‪ 7.1‬المزايا والتحديات‪23.......................................................................‬‬
‫‪ 8.1‬انبثاق المشروع والحصول على البيانات‪25................................................‬‬
‫‪ 9.1‬اختيار التصوير المناسب للعمل‪26........................................................‬‬
‫‪ 10.1‬الحصول على الصورة‪33................................................................‬‬
‫‪ .2‬الفصل الثاني‪ .‬أدوات وتقنيات تفسير الصورة‪35.................................‬‬
‫‪ 1.2‬تمهيد‪35..................................................................................‬‬
‫‪ 2.2‬األدوات‪35................................................................................‬‬

‫‪I‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.2.2‬مناضد إضاءة‪35.......................................................................‬‬
‫‪ 2.2.2‬نظارات مكبرة‪36........................................................................‬‬
‫‪ 3.2.2‬المجسمات (ستيريوسكوبات)‪36..........................................................‬‬
‫‪ 4.2.2‬مناظير التحويل‪38......................................................................‬‬
‫‪ 5.2.2‬المقاييس ومقاييس المساحة‪39...........................................................‬‬
‫‪ 6.2.2‬أذرع اختالف المنظر أو الموضع‪40.....................................................‬‬
‫‪ 7.2.2‬األغطية‪40.............................................................................‬‬
‫‪ 8.2.2‬خرائط األساس‪41.......................................................................‬‬
‫‪ 9.2.2‬المرشحات‪41...........................................................................‬‬
‫‪ 3.2‬خصائص الصورة‪42......................................................................‬‬
‫‪ 1.3.2‬تشطيب الصورة‪42......................................................................‬‬
‫‪ 2.3.2‬الورقة مقابل الفلم‪42.....................................................................‬‬
‫‪ 3.3.2‬النسخة المطبوعة في مقابل النسخة الرقمية‪42............................................‬‬
‫‪ 4.2‬ميكانيكية تحليل الصورة‪43................................................................‬‬
‫‪ 1.4.2‬تفسير الصورة‪43........................................................................‬‬
‫‪ 2.4.2‬تأثير المقياس‪45........................................................................‬‬
‫‪ 3.4.2‬تأثير اللون‪46...........................................................................‬‬
‫‪ 5.2‬التقنية‪47.................................................................................‬‬
‫‪ 1.5.2‬تأثير إتجاه النظر أو المنظور‪47.........................................................‬‬
‫‪ 2.5.2‬قصر المنظور المائل‪47.................................................................‬‬
‫‪ 3.5.2‬الترشيح‪47..............................................................................‬‬
‫‪ 4.5.2‬المعاينة ب "عيون جديدة"‪48.............................................................‬‬
‫‪ 5.5.2‬صور متعددة لنفس المنطقة‪48...........................................................‬‬
‫‪ 6.2‬معالجة الصورة‪48........................................................................‬‬
‫‪ 1.6.2‬تقوية التباين (واإلخماد)‪49..............................................................‬‬

‫‪II‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.6.2‬الترشيح‪50..............................................................................‬‬
‫‪ 3.6.2‬حساب النسب أو التعزيز اإلنتقائي للمكونات المختلفة للصورة ‪54.........................‬‬
‫‪ 4.6.2‬التحوالت ودمج النطاق الطيفي‪55........................................................‬‬
‫‪ 5.6.2‬التالعب بااللون‪58......................................................................‬‬
‫‪ 6.6.2‬تجزئة الكثافة‪58.........................................................................‬‬
‫‪ 7.6.2‬مؤشرات الغطاء النباتي‪58...............................................................‬‬
‫‪ 8.6.2‬التصنيف‪60............................................................................‬‬
‫‪ 9.6.2‬نظم المعلومات الجغرافية‪61.............................................................‬‬
‫‪ . 3‬الفصل الثالث‪ .‬أنظمة االستشعار عن بعد‪63.....................................‬‬
‫‪ 1.3‬تمهيد‪63..................................................................................‬‬
‫‪ 2.3‬أنظمة أجهزة القياس‪64...................................................................‬‬
‫‪ 1.2.3‬الكاميرات والتصوير الفوتوغرافي‪64......................................................‬‬
‫‪ 2.2.3‬التصوير الفوتوغرافي باألسود واألبيض‪66................................................‬‬
‫‪ 3.2.3‬التصوير الفوتوغرافي الملون‪68..........................................................‬‬
‫‪ 4.2.3‬التصوير الفوتوغرافي بالقمر الصناعي‪71................................................‬‬
‫‪ 5.2.3‬الماسحات الح اررية والتصوير الحراري‪72.................................................‬‬
‫‪ 6.2.3‬الرادار‪75...............................................................................‬‬
‫‪ 7.2.3‬رادار المقطع الجانبي \ مسابر الموجة المايكروية‪80......................................‬‬
‫‪ 8.2.3‬رادار مقاييس االرتفاع‪81................................................................‬‬
‫‪ 9.2.3‬رادار قياس التداخل‪81..................................................................‬‬
‫‪ 10.2.3‬مقياس إشعاع الموجة المايكروية الخامل‪83.............................................‬‬
‫‪ 11.2.3‬مقاييس الطيف‪ ،‬مقاييس الطيف الضوئي‪ ،‬ومقياس التداخل‪83...........................‬‬
‫‪ 12.2.3‬الماسحات الضوئية متعددة الطيف وفائقة الطيف‪84.....................................‬‬
‫‪ 13.2.3‬تصوير مقاييس طيف االمتصاص‪87..................................................‬‬
‫‪ 14.2.3‬مقاييس طيف الكسوف‪88.............................................................‬‬

‫‪III‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 15.2.3‬مقاييس تداخل ميتشيلسون‪88..........................................................‬‬


‫‪ 16.2.3‬ليزرات‪ ،‬ليدار ومقاييس ارتفاع ليدار‪88.................................................‬‬
‫‪ 17.2.3‬ليدار التشتت االرتدادي‪93.............................................................‬‬
‫‪ 18.2.3‬ليدار االمتصاص التفاضلي‪93........................................................‬‬
‫‪ 19.2.3‬ليدار التفلور‪93.......................................................................‬‬
‫‪ 20.2.3‬ليدار دوبلر‪94........................................................................‬‬
‫‪ 21.2.3‬ليدار الحزمة العريضة‪94..............................................................‬‬
‫‪ 22.2.3‬أنظمة حقول الجهد (أجهزة جاذبية ومغناطيسية)‪95......................................‬‬
‫‪ 23.2.3‬مقاييس الجاذبية‪95....................................................................‬‬
‫‪ 24.2.3‬مقاييس المغناطيسية‪99................................................................‬‬
‫‪ 25.2.3‬قياس طيف أشعة غاما وأشعة أكس‪101................................................‬‬
‫‪ 26.2.3‬المسوحات الكهرومغناطيسية المحمولة جوا‪105.........................................‬‬
‫‪ 27.2.3‬المسح الكهرومغناطيسي ذي التردد المنخفض جدا المحمول جوا‪105.....................‬‬
‫‪ 28.2.3‬المقاومة المحمولة جوا‪106.............................................................‬‬
‫‪ 29.2.3‬األستقطاب المستحث المحمول جوا‪107................................................‬‬
‫‪ 30.2.3‬الرادار مخترق األرض‪107............................................................‬‬
‫‪ 31.2.3‬أنظمة كهرومغناطيسية أخرى‪109......................................................‬‬
‫‪ 32.2.3‬سونار المسح الجانبي‪110.............................................................‬‬
‫‪ 3.3‬منصات أجهزة القياس‪112................................................................‬‬
‫‪ 1.3.3‬الماسح الضوئي متعدد األطياف باالشعة تحت الحمراء الح اررية‪113......................‬‬
‫‪ 2.3.3‬مطياف التصوير المحمول جوا‪114......................................................‬‬
‫‪ 3.3.3‬مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا‪114...............................‬‬
‫‪ 4.3.3‬مصور طيفي مدمج محمول جوا‪115....................................................‬‬
‫‪ 5.3.3‬محاكي راسم الخرائط الموضوعي‪116..................................................‬‬
‫‪ 6.3.3‬مطياف التصوير الرقمي المحمول جوا ‪116...................................... 7915‬‬

‫‪IV‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 7.3.3‬الندسات‪118...........................................................................‬‬
‫‪ 8.3.3‬القمر الصناعي الليزري الجيوديناميكي ‪ 1‬و ‪120......................................2‬‬
‫‪ 9.3.3‬بعثة رسم خرائط السعة الحرارية‪120.....................................................‬‬
‫‪ 10.3.3‬بعثة قياس هطول المطر المداري‪121..................................................‬‬
‫‪ 11.3.3‬جيسون ‪122........................................................................1‬‬
‫‪ 12.3.3‬جيسون ‪122........................................................................2‬‬
‫‪ 13.3.3‬أكوا (إيوس بي أم ‪123.............................................................)1‬‬
‫‪ 14.3.3‬استخالص الجاذبية واختبار المناخ‪124................................................‬‬
‫‪ 15.3.3‬أورا‪124...............................................................................‬‬
‫‪ 16.3.3‬كالود سات‪125.......................................................................‬‬
‫‪ 17.3.3‬أكواريوس\ ساك‪-‬دي‪125..............................................................‬‬
‫‪ 18.3.3‬سلسلة زييوان‪126.....................................................................‬‬
‫‪ 19.3.3‬إيرس بي ‪127......................................................................6‬‬
‫‪ 20.3.3‬القمر الصناعي المتقدم لمراقبة األرض‪128............................................‬‬
‫‪ 21.3.3‬القمر الصناعي لمراقبة غازات الدفيئة‪129..............................................‬‬
‫‪ 22.3.3‬الراصد‪ -‬إي‪129......................................................................‬‬
‫‪ 23.3.3‬جيو أي – ‪130.....................................................................1‬‬
‫‪ .4‬الفصل الرابع‪ .‬التعرف على أنواع الصخور‪133..................................‬‬
‫‪ 1.4‬تمهيد‪133................................................................................‬‬
‫‪ 2.4‬الصخور النارية‪133......................................................................‬‬
‫‪ 1.2.4‬صخور الغرانيت‪137....................................................................‬‬
‫‪ 2.2.4‬الصخور الجوفية القاعدية وفوق القاعدية‪138............................................‬‬
‫‪ 3.2.4‬الدوليرايت‪139..........................................................................‬‬
‫‪ 4.2.4‬الصخور الحامضية السطحية (الريواليت ‪ ،‬حجر الخفاف واألوبسيدين)‪139................‬‬
‫‪ 5.2.4‬البازلت‪140.............................................................................‬‬

‫‪V‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.4‬الصخور المتحولة‪143....................................................................‬‬
‫‪ 1.3.4‬الكوارتزايت‪144.........................................................................‬‬
‫‪ 2.3.4‬الرخام‪144..............................................................................‬‬
‫‪ 3.3.4‬الشست والفاياليت‪145..................................................................‬‬
‫‪ 4.3.4‬اإلردواز‪145............................................................................‬‬
‫‪ 5.3.4‬النيس‪145..............................................................................‬‬
‫‪ 4.4‬الصخور الرسوبية‪146....................................................................‬‬
‫‪ 1.4.4‬االحجار الرملية‪147....................................................................‬‬
‫‪ 2.4.4‬صخور الطفل‪149......................................................................‬‬
‫‪ 3.4.4‬الصخور الكاربونايتية‪150...............................................................‬‬
‫‪ 4.4.4‬المتبخرات‪153..........................................................................‬‬
‫‪ .5‬الفصل الخامس‪ .‬الجيومورفولوجي‪155..........................................‬‬
‫‪ 1.5‬تمهيد‪155................................................................................‬‬
‫‪ 2.5‬أشكال أرضية تكتونية‪157................................................................‬‬
‫‪ 3.5‬أشكال أرضية بركانية‪157.................................................................‬‬
‫‪ 4.5‬أشكال أرضية نهرية‪161..................................................................‬‬
‫‪ 5.5‬أشكال أرضية ساحلية ودلتاوية‪163.......................................................‬‬
‫‪ 6.5‬أشكال أرضية ريحية‪168..................................................................‬‬
‫‪ 7.5‬أشكال أرضية جليدية‪171.................................................................‬‬
‫‪ .6‬الفصل السادس‪ .‬التعرف على التراكيب‪175.....................................‬‬
‫‪ 1.6‬تمهيد‪175................................................................................‬‬
‫‪ 2.6‬تضاريس غير مشوهة‪175................................................................‬‬
‫‪ 3.6‬التعرف على الميل‪177....................................................................‬‬
‫‪ 4.6‬التطبق والطبقات بسيطة الميل‪184........................................................‬‬
‫‪ 5.6‬الطيات‪187...............................................................................‬‬

‫‪VI‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.5.6‬طيات سطحية‪187......................................................................‬‬
‫‪ 2.5.6‬طيات مدفونة‪188.......................................................................‬‬
‫‪ 3.5.6‬التعبير التضاريسي للطي‪189...........................................................‬‬
‫‪ 4.5.6‬شذوذات لونية تشير إلى طيات‪190......................................................‬‬
‫‪ 5.5.6‬شذوذات نباتية تشير إلى طيات‪191.....................................................‬‬
‫‪ 6.5.6‬أنماط كسور تشير إلى طيات‪191.......................................................‬‬
‫‪ 7.5.6‬طيات تحت رمال منجرفة‪192...........................................................‬‬
‫‪ 8.5.6‬طيات أنكشفت بفعل أنماط تصريف‪194.................................................‬‬
‫‪ 1.8.5.6‬تعديل عرض ‪ /‬عمق القناة والنحر‪194................................................‬‬
‫‪ 2.8.5.6‬إلتواءات نهرية مضغوطة‪195.........................................................‬‬
‫‪ 3.8.5.6‬نسيج التصريف‪195..................................................................‬‬
‫‪ 4.8.5.6‬تصريف شعاعي ومتحد المركز (حلقي)‪197...........................................‬‬
‫‪ 5.8.5.6‬قطاعات جدول مضفور‪197..........................................................‬‬
‫‪ 6.8.5.6‬إنحراف تصريف مزدوج‪198..........................................................‬‬
‫‪ 7.8.5.6‬تغير في مضرب التطبق‪198.........................................................‬‬
‫‪ 8.8.5.6‬إنحراف تصريف متوازي‪198..........................................................‬‬
‫‪ 9.8.5.6‬حفظ حاجز نهري‪199................................................................‬‬
‫‪ 9.5.6‬المقاطع الجانبية التضاريسية‪199........................................................‬‬
‫‪ 10.5.6‬تحاليل اتجاه السطح‪199..............................................................‬‬
‫‪ 11.5.6‬إزاحة معالم سطحية عن تركيب تحت سطحي‪200......................................‬‬
‫‪ 6.6‬الصدوع‪203..............................................................................‬‬
‫‪ 1.6.6‬صدوع اعتيادية‪ ،‬معكوسة ومجرفية (سفلية الميل)‪207....................................‬‬
‫‪ 2.6.6‬صدوع إنزالق مضربي‪212..............................................................‬‬
‫‪ 3.6.6‬صدوع اندفاعية‪214.....................................................................‬‬
‫‪ 7.6‬معالم تكتونية عالمية‪219.................................................................‬‬

‫‪VII‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.7.6‬منخفض عفار (إلتقاء ثالثي)‪219......................................................‬‬


‫‪ 2.7.6‬منطقة الصدع البركاني الحديث – أيسلندا‪220...........................................‬‬
‫‪ 8.6‬التراكيب الخطية‪221......................................................................‬‬
‫‪ 9.6‬المعالم الدائرية‪232.......................................................................‬‬
‫‪ 10.6‬عدم التوافق‪235........................................................................‬‬
‫‪ .7‬الفصل السابع‪ .‬أطياف المعادن والصخور‪237...................................‬‬
‫‪ 1.7‬تمهيد‪237................................................................................‬‬
‫‪ 2.7‬الترتيبات األساسية لمختبر التحليل الطيفي‪238............................................‬‬
‫‪ 3.7‬العمليات اإللكترونية‪240..................................................................‬‬
‫‪ 4.7‬العمليات االهتزازية‪242...................................................................‬‬
‫‪ 5.7‬الميزات الطيفية للمكونات المعدنية‪243....................................................‬‬
‫‪ 1.5.7‬المنطقة المرئية واألشعة تحت الحمراء القريبة ( ‪ 0.4 – 1.0‬مايكرون)‪243...............‬‬
‫‪ 2.5.7‬منطقة األشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ( ‪ 3-1‬مايكرون)‪243........................‬‬
‫‪ 3.5.7‬منطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية (حوالي ‪ 3-25‬مايكرون)‪246......................‬‬
‫‪ 6.7‬أطياف المعادن‪249.......................................................................‬‬
‫‪ 7.7‬أطياف الصخور‪250......................................................................‬‬
‫‪ 1.7.7‬منطقة االنعكاس الشمسي (االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ +‬االشعة تحت الحمراء قصيرة‬
‫الموجة)‪251....................................................................................‬‬
‫‪ 2.7.7‬منطقة االشعة تحت الحمراء الح اررية‪253................................................‬‬
‫‪ 8.7‬األطياف المختبرية مقابل االطياف الحقلية‪255............................................‬‬
‫‪ 9.7‬المكتبات الطيفية‪255.....................................................................‬‬
‫‪ 10.7‬أطياف أجسام شائعة أخرى‪255.........................................................‬‬
‫‪ 11.7‬تحديد التجمعات المعدنية من مؤشرات نسبة ‪257..............................ASTER‬‬
‫‪ 1.11.7‬أساليب حساب النسب الطيفية‪258.....................................................‬‬
‫‪ 2.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في المنطقة القريبة جدا من االشعة تحت الحمراء‪259.........‬‬

‫‪VIII‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في منطقة االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة‪261...........‬‬


‫‪ 4.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في منطقة االشعة تحت الحمراء ‪ IR‬الح اررية‪264............‬‬
‫‪ .8‬الفصل الثامن‪ .‬التنقيب عن المعادن‪269........................................‬‬
‫‪ 1.8‬تمهيد‪269................................................................................‬‬
‫‪ 2.8‬االستشعار عن بعد في االستكشاف المعدني‪269..........................................‬‬
‫‪ 3.8‬األنواع الرئيسية للترسبات المعدنية ومؤشراتها السطحية‪271..............................‬‬
‫‪ 1.3.8‬أدلة طباقية – صخارية‪271.............................................................‬‬
‫‪ 2.3.8‬أدلة جيومورفولوجية‪273.................................................................‬‬
‫‪ 3.3.8‬أدلة تركيبية‪274........................................................................‬‬
‫‪ 4.3.8‬أدلة تشكلت بواسطة التغيير الصخري‪276...............................................‬‬
‫‪ 5.3.8‬أدلة جيونباتية‪280......................................................................‬‬
‫‪ 4.8‬أمثلة تطبيقية‪283........................................................................‬‬
‫‪ .9‬الفصل التاسع‪ .‬التنقيب عن الهيدروكاربونات‪299...............................‬‬
‫‪ 1.9‬تمهيد‪299................................................................................‬‬
‫‪ 2.9‬شواذ جيومورفولوجية سطحية‪299........................................................‬‬
‫‪ 3.9‬تحكم معلم خطي‪ -‬تركيبي في توزيع تجمعات الهيدروكربونات‪301.........................‬‬
‫‪ 4.9‬تغيرات سطحية متعلقة بتسرب الهيدروكاربون‪302.........................................‬‬
‫‪ 1.4.9‬تغييرات معدنية‪302.....................................................................‬‬
‫‪ 2.4.9‬تغييرات الغطاء النباتي‪303..............................................................‬‬
‫‪ 5.9‬مؤشر الهيدروكاربون‪306.................................................................‬‬
‫‪ 6.9‬الشذوذات الحرارية‪307...................................................................‬‬
‫‪ 7.9‬بقع نفط محيطية‪310.....................................................................‬‬
‫‪ 8.9‬أمثلة تطبيقية أخرى‪312..................................................................‬‬
‫‪ .10‬الفصل العاشر‪ .‬الهيدرولوجي‪321.............................................‬‬
‫‪ 1.10‬تمهيد‪321..............................................................................‬‬

‫‪IX‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.10‬مؤشرات المياه الجوفية على صور االستشعار عن بعد‪321..............................‬‬


‫‪ 3.10‬تحديد مصادر المياه الجوفية‪322........................................................‬‬
‫‪ 4.10‬أمثلة تطبيقية‪327......................................................................‬‬
‫‪ 1.4.10‬اختيار بيانات الصورة‪327.............................................................‬‬
‫‪ 2.4.10‬رواسب غير متماسكة \ تضاريس " صخور رخوة "‪327.................................‬‬
‫‪ 3.4.10‬تضاريس "صخور صلبة "‪333.........................................................‬‬
‫‪ 5.10‬تحديد رطوبة التربة‪337.................................................................‬‬
‫‪ 6.10‬المياه السطحية وقياس األعماق‪339....................................................‬‬
‫‪ 7.10‬رسم خرائط األعماق وتضاريس قاع المحيط‪343.........................................‬‬
‫‪ .11‬الفصل الحادي عشر‪ .‬االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‪347........‬‬
‫‪ 1.11‬تمهيد‪347..............................................................................‬‬
‫‪ 2.11‬مشاريع وديان األنهار ‪ -‬السدود والخزانات‪348..........................................‬‬
‫‪ 3.11‬االنزالقات األرضية‪351..................................................................‬‬
‫‪ 1.3.11‬رسم خرائط االنزالق األرضي‪352......................................................‬‬
‫‪ 2.3.11‬رصد االنزالقات األرضية باستخدام ‪357.......................................InSAR‬‬
‫‪ 4.11‬موقع طريق (طرق سريعة وسكك حديدية) ومحاذاة القنوات وخطوط األنابيب‬
‫واألنفاق‪363...................................................................................‬‬
‫‪ 5.11‬البنية الجيولوجية‪364...................................................................‬‬
‫‪ 6.11‬المواد السطحية‪364.....................................................................‬‬
‫‪ 7.11‬االنحدار السطحي‪366..................................................................‬‬
‫‪ 8.11‬االستطالع‪366.........................................................................‬‬
‫‪ .12‬الفصل الثاني عشر‪ .‬االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‪369..............‬‬
‫‪ 1.12‬تمهيد‪369..............................................................................‬‬
‫‪ 2.12‬مراقبة تلوث الهواء‪370.................................................................‬‬
‫‪ 1.2.12‬كواشف الغاز والهباء الجوي‪374.......................................................‬‬

‫‪X‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.2.12‬مزايا مراقبة األقمار الصناعية‪376.....................................................‬‬


‫‪ 3.2.12‬الدخان من حرائق آبار النفط‪377.....................................................‬‬
‫‪ 3.12‬نوعية المياه‪379........................................................................‬‬
‫‪ 1.3.12‬األنهار‪ ،‬البحيرات والبرك‪379..........................................................‬‬
‫‪ 2.3.12‬نوعية المياه الجوفية‪385...............................................................‬‬
‫‪ 3.3.12‬مصبات األنهار واألراضي الرطبة‪390.................................................‬‬
‫‪ 4.3.12‬انسكابات النفط‪390...................................................................‬‬
‫‪ 1.4.3.12‬أنواع انسكابات النفط‪391...........................................................‬‬
‫‪ 2.4.3.12‬الخصائص الطيفية النسكابات النفط‪391............................................‬‬
‫‪ 4.12‬الزالزل والتسونامي‪395.................................................................‬‬
‫‪ 5.12‬النشاط البركاني‪400....................................................................‬‬
‫‪ 1.5.12‬كشف سحابة الثوران‪400.............................................................‬‬
‫‪ 2.5.12‬الظواهر الح اررية‪401.................................................................‬‬
‫‪ 3.5.12‬كشف التشوه‪403.....................................................................‬‬
‫‪ 6.12‬الفيضانات‪409.........................................................................‬‬
‫‪ 7.12‬استخدام األرض والتعدين‪414..........................................................‬‬
‫‪ 8.12‬تعرية التربة‪415.......................................................................‬‬
‫‪ .13‬المصادر‪419............................................................................‬‬

‫‪XI‬‬
‫المحتويات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪XII‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل األول‬
‫المقدمة‬
‫‪ 1.1‬تمهيد ‪Preface‬‬
‫يعني االستشعار عن بعد‪ ،‬بأبسط الكلمات‪ ،‬الحصول على معلومات حول كائن ما دون‬
‫االتصال بالكائن نفسه‪ .‬ولالستشعار عن بعد وجهان‪ :‬تقنية الحصول على البيانات من خالل جهاز‬
‫موجود على مسافة من الكائن‪ ،‬وتحليل البيانات لتفسير المعالم المادية للكائن‪ ،‬حيث يرتبط هذان‬
‫الجانبان ارتباطا وثيقا مع بعضهما البعض‪.‬‬
‫بأخذ التعريف أعاله حرفيا‪ ،‬يمكن تصنيف تقنيات مختلفة لجمع البيانات حيث ال يكون‬
‫المستشعر والكائن على اتصال مع بعضهما البعض على أنها استشعار عن ُبعد‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫النظر من خالل نافذة أو قراءة ملصق حائط‪ ،‬وكذلك العديد من تقنيات االستكشاف الجيوفيزيائية‬
‫القياسية (المغناطيسية الجوية‪ ،‬الحث الكهرومغناطيسي‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ ،‬ومجموعة من الطرق‬
‫األخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تقليديا‪ ،‬فإن مصطلح االستشعار عن بعد أصبح يشير إلى أن المستشعر والجسم‬
‫المحس يقعان بعيدان عن بعضهما تماما‪ ،‬فالمسافة بين الكائنين في حدود عدة كيلومترات أو مئات‬
‫الكيلومترات‪ .‬في مثل هذه الحالة‪ ،‬يتم ملء المساحة المتداخلة بالهواء (منصة جوية) أو‪ ،‬جزئيا‪،‬‬
‫بالفراغ (منصة فضائية) واإلشعاع الكهرومغناطيسي (‪ )EM‬هو فقط القادر على العمل كحلقة وصل‬
‫فعالة بين المستشعر والجسم‪.‬‬
‫من الناحية العملية‪ ،‬أصبح االستشعار عن بعد يعني ضمنا الحصول على البيانات من اإلشعاع‬
‫الكهرومغناطيسي (عادة بين نطاق الطول الموجي ‪ 0.4‬مايكرون و ‪ 30‬سم) من أجهزة االستشعار‬
‫التي تطير على منصات جوية أو فضائية ‪ ،‬وتفسيرها لفك تشفير خصائص األجسام األرضية‪.‬‬
‫‪ 2.1‬الطيف الكهرومغناطيسي ‪the electromagnetic spectrum‬‬
‫يتم توليد الطاقة الكهرومغناطيسية بواسطة عدة آليات‪ ،‬بما في ذلك التغيرات في مستويات‬
‫الطاقة لإللكترونات‪ ،‬وتسارع الشحنات الكهربائية‪ ،‬وتحلل المواد المشعة‪ ،‬والحركة الح اررية للذرات‬
‫والجزيئات‪ .‬وتنتج التفاعالت النووية داخل الشمس طيفا كامال من اإلشعاع الكهرومغناطيسي‪ ،‬الذي‬
‫ينتقل عبر الفضاء دون التعرض لتغيرات كبيرة‪ .‬مع اقتراب هذا اإلشعاع من األرض‪ ،‬يمر عبر‬
‫الغالف الجوي قبل الوصول إلى سطح األرض‪ .‬ينعكس بعضه صعودا من سطح األرض؛ وهذا هو‬

‫‪-1-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫اإلشعاع الذي يشكل األساس للصور الفوتوغرافية والصور المماثلة‪ .‬يتم امتصاص اإلشعاع الشمسي‬
‫اآلخر على سطح األرض ثم يتم إعادة إشعاعه كطاقة ح اررية‪ .‬يمكن أيضا استخدام هذه الطاقة‬
‫كبير عن الصور‬
‫ا‬ ‫الح اررية لتكوين صور مستشعرة عن ُبعد‪ ،‬على الرغم من أنها تختلف اختالفا‬
‫أخير ‪ ،‬اإلشعاع من صنع اإلنسان‪ ،‬مثل اإلشعاع الناتج عن‬
‫ا‬ ‫الجوية المتكونة من الطاقة المنعكسة‪.‬‬
‫رادارات التصوير‪ ،‬يستخدم أيضا لالستشعار عن بعد‪.‬‬
‫يتكون اإلشعاع الكهرومغناطيسي من مجال كهربائي (‪ )E‬يتغير في الحجم في اتجاه عمودي‬
‫على اتجاه االنتشار (الشكل ‪ .)1.1‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ينتشر مجال مغناطيسي (‪ )H‬موجه في زوايا‬
‫قائمة مع المجال الكهربائي في طور مع الحقل الكهربائي‪.‬‬

‫شكل ‪ 1.1‬المكونات الكهربائية (‪ )E‬والمغناطيسية (‪ )H‬لإلشعاع الكهرومغناطيسي‪ .‬يتم توجيه المكونات الكهربائية‬
‫والمغناطيسية في زوايا قائمة مع بعضها البعض وتختلف على طول محور يكون عمودي على محور االنتشار‪.‬‬
‫يمكن أن تتميز الطاقة الكهرومغناطيسية بعدة خصائص (الشكل ‪:)2.1‬‬
‫‪ .1‬الطول الموجي ‪ Wavelength‬هو المسافة من قمة موجة إلى أخرى‪ .‬ويمكن قياس الطول‬
‫الموجي بوحدات الطول العادية‪ ،‬على الرغم من أن األطوال الموجية القصيرة جدا لها مسافات‬
‫صغيرة بين ذروة الموجات التي تتطلب وحدات قياس قصيرة للغاية (وبالتالي أقل شهرة) (الجدول‬
‫‪.)1.1‬‬
‫‪ .2‬يتم قياس التردد ‪ Frequency‬كعدد القمم التي تمر بنقطة ثابتة في فترة زمنية معينة‪ .‬غالبا ما‬
‫يتم قياس التردد بالهرتز‪ ،‬وهي وحدات كل ما يعادل دورة واحدة في الثانية (الجدول ‪،)2.1‬‬
‫ومضاعفات الهرتز‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .3‬السعة ‪ Amplitude‬تعادل ارتفاع كل قمة (انظر الشكل ‪ .)2.1‬غالبا ما يتم قياس السعة على‬
‫أنها مستويات طاقة (تُعرف رسميا باسم اإلشعاع الطيفي)‪ ،‬ويتم التعبير عنها بالواط لكل متر مربع‬
‫لكل مايكرومتر (على سبيل المثال‪ ،‬كمستوى طاقة لكل فترة طول موجي)‪.‬‬
‫‪ .4‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يحدد طور ‪ phase‬الشكل الموجي مدى محاذاة قمم شكل موجة واحدة مع‬
‫نظيرتها األخرى‪ .‬يتم قياس الطور بوحدات الزاوية‪ ،‬مثل الدرجات أو زوايا نصف قطرية‪ .‬إذا تم‬
‫محاذاة موجتين‪ ،‬فإنهما يتأرجحان معا ويقال إنهما "في طور" (تحول طور من ‪ 0‬درجة)‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫إذا تمت محاذاة زوج من األمواج بحيث تتطابق القمم مع القمم‪ ،‬فيقال إنهما "خارج الطور" (تحول‬
‫طور قدره ‪ 180‬درجة) (انظر الشكل ‪.)2.1‬‬

‫شكل ‪ 2.1‬السعة والتردد وطول الموجة‪ .‬يمثل المخطط الثاني التردد العالي‪ ،‬الطول الموجي القصير؛ الثالث ‪ ،‬التردد‬
‫المنخفض‪ ،‬الطول الموجي الطويل‪ .‬يوضح الرسم التخطيطي السفلي شكلي موجة خارج الطور‪.‬‬
‫جدول ‪ 1.1‬وحدات الطول المستخدمة في االستشعار عن بعد‬

‫‪-3-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جدول ‪ 2.1‬الترددات المستخدمة في االستشعار عن بعد‬

‫إن سرعة الطاقة الكهرومغناطيسية (‪ )c‬تكون ثابتة عند ‪ 299،792‬كيلومتر (كم) في الثانية‪.‬‬
‫التردد (‪ )υ‬و الطول الموجي (‪ )λ‬يكونان مرتبطان‪:‬‬

‫لذلك‪ ،‬يمكن تحديد خصائص الطاقة الكهرومغناطيسية باستخدام التردد أو الطول الموجي‪.‬‬
‫تتبع التخصصات المختلفة والتطبيقات المتنوعة اصطالحات مختلفة لوصف اإلشعاع‬
‫الكهرومغناطيسي‪ ،‬إما باستخدام الطول الموجي (المقاس بوحدات أنغستروم [‪ ،]Å‬أو المايكروميتر‪،‬‬
‫أو النانومتر‪ ،‬أو المليمترات‪ ،‬إلخ‪ ،‬حسب االقتضاء) أو التردد (باستخدام هيرتز‪ ،‬كيلوهيرتز‪،‬‬
‫ميغاهيرتز‪ ،‬إلخ‪ ، ،‬حسب االقتضاء)‪ .‬على الرغم من عدم وجود معيار موثوق به‪ ،‬هناك ممارسة‬
‫شائعة في مجال االستشعار عن بعد تتمثل في تحديد مناطق الطيف على أساس الطول الموجي‪،‬‬
‫وغالبا باستخدام مايكرومتر‪ ،‬يرمز إلى ‪ ، )µm‬ملليمترات (مم)‪ ،‬ومتر (م) كوحدات طول‪.‬‬
‫التقسيمات الرئيسية للطيف الكهرومغناطيسي (الجدول ‪ ،)3.1‬في جوهرها‪ ،‬هي محددة أعتباطا‪ .‬ففي‬
‫الطيف الكامل للطاقة الشمسية‪ ،‬ال توجد فواصل حادة في التقسيمات كما هو موضح في الشكل‬
‫‪ .3.1‬يحدد الطيف البصري‪ ،‬من ‪ 0.30‬إلى ‪ 15‬مايكرون‪ ،‬وهي تلك األطوال الموجية التي يمكن‬
‫أن تنعكس وتنكسر مع العدسات والمرايا‪ .‬يمتد الطيف العاكس من حوالي ‪ 0.38‬إلى ‪3.0‬‬
‫مايكرومتر؛ وهو يحدد ذلك الجزء من الطيف الشمسي المستخدم مباشرة لالستشعار عن بعد‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جدول ‪ 3.1‬التقسيمات الرئيسية للطيف الكهرومغناطيسي‬

‫‪ 1.2.1‬الطيف فوق البنفسجي ‪The Ultraviolet Spectrum‬‬


‫ألغراض عملية‪ ،‬يمكن القول أن اإلشعاع ذي األهمية لالستشعار عن بعد يبدأ بمنطقة األشعة‬
‫فوق البنفسجية‪ ،‬وهي منطقة من اإلشعاع ذي طول موجي قصير تقع بين منطقة األشعة السينية‬
‫وحدود الرؤية البشرية‪ .‬غالبا ما تنقسم منطقة األشعة فوق البنفسجية إلى األشعة فوق البنفسجية‬
‫القريبة (المعروفة أحيانا باسم ‪ UV-A‬؛ ‪ 0.40–0.32‬مايكرون)‪ ،‬األشعة فوق البنفسجية البعيدة‬
‫(‪ UV-B‬؛ ‪ 0.28–0.32‬مايكرون)‪ ،‬واألشعة فوق البنفسجية القصوى (‪ UV-C‬؛ أقل من ‪0.28‬‬
‫مايكرون)‪ .‬تم اكتشاف منطقة األشعة فوق البنفسجية في عام ‪ 1801‬من قبل العالم األلماني يوهان‬
‫فيلهلم ريتر (‪ .)1810-1776‬حرفيا‪ ،‬األشعة فوق البنفسجية تعني "ما وراء البنفسجي"‪ ،‬وتعين على‬
‫أنها المنطقة الواقعة خارج المنطقة البنفسجية‪ ،‬وهي أقصر األطوال الموجية المرئية للبشر‪ .‬إن‬
‫األشعة فوق البنفسجية القريبة معروفة بقدرتها على حث التفلور‪ ،‬وهو انبعاث اإلشعاع المرئي‪ ،‬في‬
‫بعض المواد؛ ولها أهمية لشكل متخصص من االستشعار عن بعد‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تتشتت األشعة فوق‬
‫البنفسجية بسبب الغالف الجوي لألرض‪ ،‬لذلك ال يتم استخدامها بشكل عام لالستشعار عن بعد لمواد‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 3.1‬تقسيمات الطيف الكهرومغناطيسي‬

‫‪-6-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.2.1‬الطيف المرئي ‪The Visible Spectrum‬‬


‫صغير جدا من الطيف‪ ،‬إال أن له أهمية واضحة‬
‫ا‬ ‫على الرغم من أن الطيف المرئي يشكل جزءا‬
‫في االستشعار عن ُبعد‪ .‬يتم تعريف حدود الطيف المرئي بحساسية النظام البصري البشري‪ .‬تم دراسة‬
‫الخصائص البصرية لإلشعاع المرئي ألول مرة بواسطة إسحاق نيوتن (‪ ، )1727–1641‬الذي‬
‫أجرى خالل عامي ‪ 1665‬و ‪ 1666‬تجارب كشفت أن الضوء المرئي يمكن تقسيمه (باستخدام‬
‫المواشير‪ ،‬أو في عصرنا ‪ ،‬مشابك الحيود) إلى ثالثة أجزاء‪ .‬نعلم اليوم أن هذه األجزاء هي األلوان‬
‫األولية المضافة‪ ،‬والتي تم تحديدها تقريبا من ‪ 0.4‬إلى ‪ 0.5‬مايكرون (أزرق)‪ 0.5 ،‬إلى ‪0.6‬‬
‫مايكرون (أخضر)‪ ،‬ومن ‪ 0.6‬إلى ‪ 0.7‬مايكرون (أحمر) (الشكل ‪ .)4.1‬يتم تعريف األلوان‬
‫األساسية بحيث ال يمكن للون أساسي واحد ان يتشكل من مزيج من لونين آخرين‪ ،‬ويمكن تشكيل كل‬
‫األلوان األخرى عن طريق مزج األلوان األولية الثالثة بنسب مناسبة‪ .‬تتحد نسب متساوية من األلوان‬
‫األولية الثالثة المضافة لتشكل الضوء األبيض‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.1‬األلوان‬
‫يحدد لون كائن ما بواسطة لون الضوء الذي يعكسه (الشكل ‪ .)4.1‬وبالتالي فإن جسم "أزرق"‬
‫هو "أزرق" ألنه يعكس الضوء األزرق‪ .‬تتشكل األلوان الوسيطة عندما يعكس جسم اثنين أو أكثر من‬
‫األلوان األولية المضافة‪ ،‬والتي تتحد لخلق إحساس "أصفر" (أحمر وأخضر) أو "أرجواني" (أحمر‬

‫‪-7-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫وأزرق) أو ألوان أخرى‪ .‬تكون األلوان األولية المضافة مهمة عندما ننظر إلى ألوان الضوء‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬عند عرض أفالم فوتوغرافية‪.‬‬
‫في المقابل‪ ،‬تتشكل تمثيالت األلوان في األفالم واللوحات والصور المماثلة من خالل‬
‫مجموعات من األلوان األولية اإلسقاطية الثالثة التي تحدد مواد التلوين واألصباغ‪ .‬يمتص كل من‬
‫األلوان األولية اإلسقاطية الثالثة ثلث الطيف المرئي (الشكل ‪ .)4.1‬األصفر يمتص الضوء األزرق‬
‫(ويعكس اللون األحمر واألخضر)‪ ،‬ويمتص السماوي (اللون األزرق المخضر) الضوء األحمر‬
‫(ويعكس اللون األزرق واألخضر)‪ ،‬واألرجواني (األحمر المزرق) يمتص الضوء األخضر (ويعكس‬
‫الضوء األحمر واألزرق)‪ .‬يعطي مزيج من نسب متساوية من مواد التلوين لاللوان األولية اإلسقاطية‬
‫الثالثة اللون االسود (امتصاص كامل للطيف المرئي)‪ .‬إن األلوان األولية المضافة تكون مهمة في‬
‫األمور المتعلقة بالطاقة المشعة‪ ،‬في حين أن األلوان األولية اإلسقاطية تحدد ألوان مواد التلوين‬
‫واألصباغ المستخدمة في إعادة إنتاج األلوان على األفالم والمطبوعات الفوتوغرافية وغيرها من‬
‫الصور‪.‬‬
‫‪ 3.2.1‬طيف االشعة تحت الحمراء ‪The Infrared Spectrum‬‬
‫تم تصنيف األطوال الموجية األطول من الجزء األحمر من الطيف المرئي كمنطقة أشعة‬
‫تحت الحمراء‪ ،‬التي اكتشفت في عام ‪ 1800‬من قبل عالم الفلك البريطاني ويليام هيرشل (‪-1738‬‬
‫‪ .)1822‬هذا الجزء من الطيف كبير للغاية بالنسبة للمنطقة المرئية‪ ،‬حيث يمتد من ‪ 0.72‬إلى ‪15‬‬
‫مايكرون ‪ -‬مما يجعله أكثر ‪ 40‬مرة بعرض طيف الضوء المرئي‪ .‬وبسبب مداه الواسع‪ ،‬فإنه يشمل‬
‫اإلشعاع مع خصائص متنوعة‪ .‬يمكن التعرف على فئتين مهمتين هنا‪ .‬األول يتكون من األشعة‬
‫تحت الحمراء القريبة واألشعة تحت الحمراء المتوسطة ‪ -‬والتي تعرف بأنها مناطق طيف األشعة‬
‫تحت الحمراء األقرب إلى المرئية‪ .‬يتصرف اإلشعاع في منطقة األشعة تحت الحمراء القريبة‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق باألنظمة البصرية‪ ،‬بطريقة تشبه اإلشعاع في الطيف المرئي‪ .‬لذلك ‪ ،‬يمكن لالستشعار عن‬
‫بعد في المنطقة القريبة من األشعة تحت الحمراء استخدام األفالم والمرشحات والكاميرات ذات‬
‫التصميمات المشابهة لتلك المعدة لالستخدام مع الضوء المرئي‪.‬‬
‫الفئة الثانية من األشعة تحت الحمراء هي منطقة األشعة تحت الحمراء البعيدة ‪ ،‬التي تتكون‬
‫من أطوال موجية تتجاوز المرئي‪ ،‬وتمتد إلى المناطق المتاخمة لمنطقة المايكروويف (الجدول ‪.)4.1‬‬

‫‪-8-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫هذا اإلشعاع يختلف اختالفا جذريا عن اإلشعاع في المناطق المرئية واألشعة تحت الحمراء القريبة‪.‬‬
‫في حين أن االشعة تحت الحمراء القريبة هي أساسا إشعاع شمسي منعكس من سطح األرض‪،‬‬
‫تنبعث األشعة تحت الحمراء البعيدة بواسطة األرض‪ .‬تتكون األشعة تحت الحمراء البعيدة من "ح اررة"‬
‫أو "طاقة ح اررية"‪ .‬يشار أحيانا إلى هذا الجزء من الطيف باسم األشعة تحت الحمراء المنبعثة‪.‬‬
‫‪ 4.2.1‬طاقة المايكروويف ‪Microwave Energy‬‬
‫تمتد منطقة الميكروويف من ‪ 1‬مم إلى ‪ 1‬متر وهي أطول طول موجي يشيع استخدامه في‬
‫االستشعار عن ُبعد‪ .‬تشترك أقصر األطوال الموجية في هذا النطاق مع الطاقة الح اررية لمنطقة‬
‫األشعة تحت الحمراء البعيدة‪ .‬وينقسم كذلك إلى نطاقات تردد مختلفة تستخدم عادة في االستشعار‬
‫عن ُبعد (‪ 1‬جيجاهرتز = ‪ 109‬هرتز) (جدول ‪ .)4.1‬تنبع معرفتنا بمنطقة المايكروويف من عمل‬
‫عالم الفيزياء االسكتلندي جيمس كليرك ماكسويل (‪ )1879-1831‬والفيزيائي األلماني هاينريش‬
‫هيرتز (‪.)1894–1857‬‬
‫جدول ‪ 4.1‬بعض ترددات المايكروويف شائعة االستخدام‬

‫‪ 3.1‬تأثيرات الغالف الجوي ‪Atmospheric Effects‬‬


‫يمر اإلشعاع المنعكس والمنبعث بواسطة األرض عبر الغالف الجوي‪ .‬في هذه العملية‪،‬‬
‫يتفاعل االشعاع مع مكونات الغالف الجوي مثل الغازات (‪ ، CO2‬بخار الماء ‪ O3 ،H2O‬وما إلى‬
‫ذلك)‪ ،‬والمواد المعلقة مثل الهباء الجوي‪ ،‬جزيئات الغبار‪ ،‬إلخ‪ .‬أثناء التفاعل‪ ،‬ينتقل ويمتص ويتشتت‬
‫جزئيا‪ .‬تعتمد درجة التفاعل الجوي على طول المسار وطول الموجة‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إن طول المسار يعني المسافة التي يسافر بها اإلشعاع عبر الغالف الجوي‪ ،‬ويعتمد على موقع‬
‫مصدر الطاقة وعلى ارتفاع منصة المستشعر‪ .‬يشير االستشعار في منطقة االنعكاس الشمسي إلى‬
‫أن اإلشعاع ينتقل عبر الغالف الجوي مرتين ‪ -‬أوالﹰ من الشمس باتجاه األرض‪ ،‬ثم من األرض‬
‫باتجاه المستشعر ‪ ،‬قبل أن يتم استشعاره‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬يعبر اإلشعاع المنبعث من األرض‬
‫الغالف الجوي مرة واحدة فقط‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يعتمد طول المسار أيضا على ارتفاع المنصة ‪-‬‬
‫سواء كان ذلك على ارتفاع جوي منخفض أو ارتفاع جوي مرتفع أو ارتفاع فضائي‪.‬‬
‫يعتمد توهين اإلشعاع الناتج عن تفاعل الغالف الجوي أيضا على طول الموجة‪ .‬تنتقل بعض‬
‫األطوال الموجية بكفاءة أعلى ‪ ،‬في حين أن البعض اآلخر يكون أكثر عرضة للتشتت واالمتصاص‬
‫في الغالف الجوي‪ .‬إن نفاذية الغالف الجوي عند طول موجي معين هو مقياس لجزء من اإلشعاع‬
‫الذي ينبعث من األرض (بسبب انعكاس شمسي أو انبعاث ذاتي) ويمر عبر الغالف الجوي دون‬
‫التفاعل معه‪ .‬وهو يتغير من ‪ 0‬إلى ‪ .1‬وترتبط النفاذية بشكل عكسي بسمة أخرى تسمى السماكة‬
‫الضوئية للغالف الجوي‪ ،‬والتي تصف كفاءة الغالف الجوي في إعتراض اإلشعاع الكهرمغنطيسي‬
‫األرضي عن طريق االمتصاص أو التشتت‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الغالف الجوي يعمل كمشتت وماص لإلشعاع المنبعث من األرض‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬يعمل الغالف الجوي أيضا كمصدر لإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬بسبب حالته الح اررية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن تجميع التفاعالت بين اإلشعاع والغالف الجوي في ثالث عمليات فيزيائية‪ :‬وهي التشتت‬
‫واالمتصاص واالنبعاث‪.‬‬
‫يقوم المستشعر عن ُبعد بتجميع إجمالي اإلشعاع الذي يصل إلى المستشعر — الذي ينبعث‬
‫من األرض وكذلك بسبب التأثيرات الجوية‪ُ .‬يطلق على جزء اإلشارة المنبعثة من الغالف الجوي اسم‬
‫إشعاع المسار ‪ ،path radiance‬والذي يأتي من األرض بإشعاع األرض ‪.ground radiance‬‬
‫يميل إشعاع المسار إلى إخفاء اإلشارة األرضية ويعمل كضوضاء في الخلفية‪.‬‬
‫‪ 1.3.1‬تشتت الغالف الجوي ‪Atmospheric Scattering‬‬
‫التشتت في الغالف الجوي هو نتيجة االنعكاسات المتعددة المنتشرة لإلشعاع الكهرومغناطيسي‬
‫‪ EM‬بواسطة جزيئات الغاز والجزيئات المعلقة في الغالف الجوي‪ .‬هذه التفاعالت ال تجلب أي تغيير‬
‫في الطول الموجي لإلشعاع وتعتبر تشتتا مرنا‪ .‬وتم اقتراح عدة موديالت لشرح ظاهرة التشتت‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫هناك نوعان أساسيان من التشتت‪( :‬أ) تشتت غير انتقائي و (ب) تشتت انتقائي‪ .‬يحدث‬
‫التشتت غير االنتقائي ‪ Nonselective‬عندما تكون جميع أطوال الموجات متشتتة بشكل متساوي‪.‬‬
‫وهو ناجم عن الغبار والسحب والضباب ‪ ،‬بحيث تكون الجسيمات المشتتة أكبر بكثير من األطوال‬
‫نظر ألن جميع األطوال الموجية المرئية مشتتة بشكل متساوي‪ ،‬تظهر السحب‬
‫ا‬ ‫الموجية المعنية‪.‬‬
‫والضباب بيضاء‪.‬‬
‫من بين التشتت االنتقائي ‪ ،selective scattering‬األكثر شيوعا هو تشتت رايلي‬
‫‪ ،Raleigh‬والذي ُيطلق عليه أيضا التشتت الجزيئي ‪ ،‬والذي يحدث بسبب تفاعل اإلشعاع مع‬
‫جزيئات الغاز بشكل أساسي والجسيمات الصغيرة (أصغر بكثير من طول الموجة المعنية)‪ .‬تشتت‬
‫رايلي يتناسب عكسيا مع القوة الرابعة لطول الموجة‪ .‬وهذا يعني أن األطوال الموجية األقصر تتشتت‬
‫أكثر من األطوال الموجية األطول‪ .‬هذا النوع من التشتت يكون أشد في الطرف فوق البنفسجي‬
‫واألزرق من الطيف وال يكاد يذكر في األطوال الموجية التي تتجاوز ‪ 1‬مايكرومتر‪ .‬وهذا هو‬
‫المسؤول عن اللون األزرق من السماء‪ .‬إذا لم يكن هناك غالف جوي‪ ،‬ستظهر السماء كفضاء‬
‫مظلم‪.‬‬
‫في سياق االستشعار عن ُبعد‪ ،‬يعتبر تشتت رايلي هو أهم نوع من التشتت ويسبب إشعاعا‬
‫عاليا للمسار عند الطرف األزرق للطيف‪ .‬ويؤدي ذلك إلى تضبيب الصور والصور الفوتوغرافية ‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى تباين منخفض وصور غير محددة‪ .‬يمكن تقليل تأثير هذا النوع من التشتت باستخدام‬
‫مرشحات مناسبة إلزالة إشعاع طول موجي أقصر‪.‬‬
‫وهناك نوع آخر من التشتت هو تشتت الجسيمات الكبيرة‪ ،‬والذي ُيطلق عليه أيضا تشتت مي‬
‫‪ ،Mie scattering‬والذي يحدث عندما تكون الجسيمات كروية‪ .‬وهو ناتج عن جسيمات معلقة‬
‫خشنة بحجم أكبر من الطول الموجي المعني‪ .‬تتمثل المشتتات الرئيسية لهذا النوع في جسيمات‬
‫الغبار المعلقة وجزيئات بخار الماء ‪ ،‬والتي تعتبر أكثر أهمية في االرتفاعات المنخفضة للغالف‬
‫الجوي‪ ،‬بالقرب من سطح األرض‪ .‬يؤثر تشتت مي ‪ Mie‬على المنطقة الطيفية بأكملها بدءا من‬
‫األشعة فوق البنفسجية القريبة وحتى األشعة تحت الحمراء القريبة‪ ،‬ويكون له تأثير أكبر على‬
‫األطوال الموجية األكبر من تشتت رايلي ‪ .Raleigh‬يعتمد تشتت مي على عوامل مختلفة مثل نسبة‬

‫‪- 11 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نظر‬
‫حجم الجسيم المشتت إلى الطول الموجي الساقط‪ ،‬ومؤشر االنكسار للجسم وزاوية السقوط‪ .‬و ا‬
‫ألنه يتأثر ببخار الماء‪ ،‬فإن تأثير ‪ Mie‬يكون أكثر وضوحا في الظروف الجوية الملبدة بالغيوم‪.‬‬
‫‪ 2.3.1‬امتصاص الغالف الجوي ‪Atmospheric Absorption‬‬
‫تمتص غازات الغالف الجوي اإلشعاع الكهرومغناطيسي بشكل انتقائي‪ .‬تمتلك ذرات وجزيئات‬
‫الغازات حاالت طاقة معينة (مستويات طاقة دورانية‪ ،‬اهت اززية والكترونية)‪ .‬قد تكون طاقات الفوتون‬
‫للبعض من اإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬كافية لتسبب تغيرات في مستوى الطاقة المسموح بها في‬
‫جزيء الغاز مما يؤدي إلى امتصاص انتقائي لإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪( EM‬شكل ‪ .)b 5.1‬أهم‬
‫مكونات الغالف الجوي في هذا الصدد هي بخار الماء ‪( H2O‬االمتصاص عند ‪، 0.72 ،0.69‬‬
‫‪ 0.76‬مايكرون)‪( CO2 ،‬االمتصاص عند ‪ 2.055 ، 2.005 ، 1.6‬مايكرون) و ‪O3‬‬
‫(االمتصاص عند ‪ 9.6 ، 0.35‬مايكرون)‪ .‬تسمى المناطق الطيفية األقل امتصاصا بالنوافذ الجوية‬
‫‪ ،atmospheric windows‬حيث يمكن استخدامها للنظر في ظواهر سطح األرض من منصات‬
‫جوية أو فضائية عبر الغالف الجوي‪ .‬تدرج نوافذ الغالف الجوي المهمة لالستشعار المحمول في‬
‫الفضاء في الجدول ‪ .5.1‬يتميز الجزء المرئي من الطيف بوجود نافذة جوية ممتازة‪ .‬توجد النوافذ‬
‫البارزة في جميع أنحاء طيف االشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬على فترات‪ .‬في منطقة األشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية ‪ ،‬توجد نافذتان مهمتان عند ‪ 9.2-8.0‬و ‪ 12.4-10.2‬مايكرون يفصل بينهما‬
‫نطاق امتصاص بسبب األوزون الموجود في الغالف الجوي العلوي‪ .‬لالستشعار من المنصات‬
‫الجوية‪ ،‬يمكن استخدام القناة الح اررية من ‪ 8‬إلى ‪ 14‬مايكرون‪ .‬الغالف الجوي يكون غير شفاف‬
‫بشكل أساسي في منطقة الطول الموجي ‪ 22‬مايكرون إلى ‪ 1‬ملم‪ .‬تنتشر الموجات المايكروية ذات‬
‫الطول الموجي أكبر من ‪ 20‬ملم من خالل الغالف الجوي بأقل توهين‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 5.1‬الطاقة المتاحة لالستشعار عن بعد‪ .‬يتوافق منحنى اإلشعاع الشمسي مع اإلشعاع المشتت المرتد من‬
‫سطح األرض‪ ،‬بافتراض أن السطح هو المبرت وله ألبيدوا قيمته ‪ .0.1‬منحنى إشعاع الجسم األسود لألرض هو‬
‫‪ 300‬كلفن؛ ‪ b‬انتقال اإلشعاع من خالل الغالف الجوي ؛ الحظ وجود العديد من نطاقات امتصاص الغالف الجوي‬
‫ونوافذ الغالف الجوي‪ c .‬أنواع أجهزة االستشعار الرئيسية المستخدمة في أجزاء مختلفة من الطيف الكهرومغناطيسي‬
‫‪EM‬‬
‫‪ 3.3.1‬انبعاث الغالف الجوي ‪Atmospheric Emission‬‬
‫نظر لطبيعته الغازية‪،‬‬
‫يبعث الغالف الجوي أيضا إشعاع كهرومغناطيسي ‪ EM‬بسبب حالته الح اررية‪ .‬ا‬
‫مستمر)‪ .‬يميل‬
‫ا‬ ‫ال ينبعث من الغالف الجوي سوى نطاقات منفصلة من اإلشعاع (ال تشكل طيفا‬
‫انبعاث الغالف الجوي إلى زيادة إشعاع المسار‪ ،‬والذي سيكون بمثابة ضوضاء خلفية‪ ،‬متراكبة فوق‬
‫اإلشارة األرضية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبما أن االنبعاث الطيفي يساوي االمتصاص الطيفي‪ ،‬فإن النوافذ في‬
‫الغالف الجوي تتميز بانبعاثات منخفضة في الغالف الجوي‪ .‬لذلك‪ ،‬فيما يتعلق باالستشعار األرضي‪،‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يمكن تقليل تأثير االنبعاث الذاتي بسبب الغالف الجوي بدرجة كبيرة عن طريق قصر عمليات رصد‬
‫االستشعار عن ُبعد على النوافذ الجوية الجيدة‪.‬‬
‫جدول ‪ 5.1‬النوافذ الرئيسية في الغالف الجوي (النوافذ األكثر وضوحا موضحة بخط ثخين أسود)‬

‫‪ 4.1‬آليات تفاعل الطاقة على األرض ‪Energy Interaction Mechanisms‬‬


‫‪on the Ground‬‬
‫إن الطاقة الكهرمغنطيسية الساقطة على سطح األرض‪ ،‬قد تنعكس وتمتص أو تنتقل (الشكل‬
‫‪ .)6.1‬وفقا لقانون حفظ الطاقة‪ ،‬يمكن كتابة توازن الطاقة على النحو التالي‪:‬‬

‫حيث ‪ Eiλ‬هي طاقة السقوط الطيفي‪ Erλ ،‬و ‪ Eaλ‬و ‪ Etλ‬هي مكونات الطاقة المنعكسة‪،‬‬
‫الممتصة والمرسلة على التوالي‪ .‬المكونات ‪ Erλ‬و ‪ Eaλ‬و ‪ Etλ‬تختلف بالنسبة لكائنات مختلفة عند‬
‫أطوال موجية مختلفة‪ .‬هذه االختالفات الجوهرية تبني طرق التمييز بين األشياء عن طريق قياسات‬
‫االستشعار عن بعد‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 6.1‬آلية تفاعل الطاقة على األرض؛ ‪ Eiλ‬هي طاقة اإلشعاع الكهرومغناطيسي الساقط؛ ‪ Erλ‬و ‪ Eaλ‬و ‪Etλ‬‬
‫هي مكونات الطاقة المنعكسة‪ ،‬الممتصة والمرسلة على التوالي‬
‫‪ 1.4.1‬آلية االنعكاس ‪Reflection Mechanism‬‬
‫آلية االنعكاس لها صلة بالتقنيات في منطقة االنعكاس الشمسي واالستشعار النشط بالموجات‬
‫المايكروية‪ ،‬حيث تسجل أجهزة االستشعار شدة إشعاع كهرومغناطيسي ‪ EM‬منعكس من األرض‪.‬‬
‫في مجال االنعكاس ‪ ،‬يمكن كتابة الطاقة المنعكسة على النحو التالي‪:‬‬

‫لذلك ‪ ،‬تعتمد كمية الطاقة المنعكسة على طاقة السقوط‪ ،‬وآليات االنعكاس واالمتصاص‬
‫واالنتقال‪ .‬يعرف معامل االنعكاسية على أنه نسبة الطاقة الساقطة‪ ،‬والتي تنعكس‪:‬‬

‫عند النظر في مدى أوسع لطول الموجة ‪ ،‬يطلق عليه أيضا اسم ألبيدو ‪ .albedo‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬قد تؤدي التفاعالت بين اإلشعاع الكهرومغناطيسي واألجسام األرضية إلى انعكاس الموجة‬
‫واستقطابها وحيودها‪ ،‬والتي تحكمها عوامل فيزيائية مركبة مثل الشكل والحجم وخصائص السطح‬
‫والبيئة‪ .‬تحدث هذه الظواهر عند الحدود‪ ،‬وتفسر بشكل أفضل من خالل طبيعة موجة الضوء‪.‬‬
‫إذا كان سطح الجسم عبارة عن سطح مستو مثالي يشبه المرآة‪ ،‬يحدث انعكاس منتظم يتبع‬
‫قانون سنيل (الشكل ‪ .)a 7.1‬زاوية االنعكاس تساوي زاوية السقوط والشعاع الساقط العمودي‬
‫والشعاع المنعكس يكونان في نفس المستوى‪ .‬وهي في األساس نوع مرن أو متماسك لظاهرة ال‬
‫يحدث فيها أي تغيير في الطول الموجي لإلشعاع‪ .‬يمكن اعتبار األسطح غير المستوية مكونة من‬
‫عدة أسطح مستوية صغيرة غير متوازية وحواف دقيقة وال انتظامات‪ ،‬تكون أبعادها مرتبة حسب طول‬
‫موجة اإلشعاع الساقط‪ .‬ينتج عن هذا تعدد االنعكاسات في اتجاهات عديدة وحيود عند حواف دقيقة‬

‫‪- 15 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫والانتظامات صغيرة‪ ،‬مما يؤدي إلى مجموع اإلشعاع المتشتت من السطح (الشكل ‪ .)8.1‬الحالة‬
‫المثالية القصوى هي سطح المبرت الذي ينعكس فيه اإلشعاع بالتساوي في جميع االتجاهات‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن زاوية السقوط (الشكل ‪ .)b 7.1‬تقع معظم األجسام الطبيعية بين طرفي االنعكاس المنتظم‬
‫وانعكاس المبرت ‪ ،‬وتظهر نمط انعكاس شبه منتشر‪ .‬يتشتت اإلشعاع في اتجاهات مختلفة ‪ ،‬ولكن‬
‫يكون الحد أقصى في اتجاه‪ ،‬حيث يتوافق مع قانون سنيل ‪( Snell‬الشكل ‪.)c 7.1‬‬

‫شكل ‪ 7.1‬آليات االنعكاس‪ a .‬انعكاس منتظم من سطح مستو؛ ‪ b‬انعكاس المبرت من سطح خشن (انعكاس‬
‫منتشر) ؛ ‪ c‬انعكاس شبه منتشر (األجسام الطبيعية)‬

‫شكل ‪ 8.1‬آلية التشتت في اتجاهات متعددة من أسطح طبيعية غير مستوية‬


‫عالوة على ذلك‪ ،‬سواء كان سطح معين يتصرف كسطح منتظم أو خشن هذا يعتمد على ُبعد‬
‫طول الموجة المعنية والتضاريس المحلية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تتصرف طبقة مستوية تتكون من رمل‬
‫خشن (حجم الحبيبات‪ ،‬على سبيل المثال ‪ 1‬ملم) كسطح خشن ألطوال موجات االشعة تحت الحمراء‬
‫القريبة جدا ‪ VNIR‬وكسطح أملس للموجات المايكروية‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تعتمد كثافة اإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬المنعكس المستلم عند المستشعر عن ُبعد ‪،‬‬
‫بجانب عوامل أخرى ‪ ،‬على الهندسة – أي المشاهدة واإلضاءة‪ .‬في الممارسة العملية‪ ،‬يحدث عدد‬
‫من االختالفات‪( :‬أ) في استشعار االنعكاس الشمسي‪ ،‬عادة ما تضيء الشمس األرض بشكل‬
‫منحرف‪ ،‬ويراقب المستشعر عن بعد التضاريس شبه العمودية من األعلى (الشكل ‪( .)a 9.1‬ب)‬
‫وينطوي التصوير برادار الفتحة االصطناعية (‪ )SAR‬على اإلضاءة واالستشعار من اتجاه مائل‬
‫(الشكل ‪( .)b 9.1‬ج) في ليدار ‪ ، LIDAR‬تعمل المستشعرات في وضع شبه عمودي وتسجل‬
‫اإلشعاعات المتشتتة المرتدة (الشكل ‪ .)c 9.1‬من المهم أن تؤخذ الجوانب القياسية للزوايا في‬
‫االعتبار بشكل صحيح أثناء تفسير بيانات االستشعار عن بعد‪.‬‬

‫شكل ‪ 9.1‬نماذج هندسية شائعة في استشعار االنعكاس‪ a .‬استشعار انعكاس شمسي؛ ‪ b‬استشعار رادار الفتحة‬
‫االصطناعية ‪SAR‬؛ ‪ c‬استشعار ليدار‬
‫‪ 2.4.1‬آلية االنتقال ‪Transmission Mechanism‬‬
‫عندما يسقط شعاع من طاقة كهرومغناطيسية على حد‪ ،‬على سبيل المثال على سطح األرض‪،‬‬
‫فإن جزءا من الطاقة يتشتت من السطح (ُيطلق عليه التشتت السطحي) وقد ينتقل جزء منه إلى‬
‫الوسط‪ .‬إذا كانت المادة متجانسة‪ ،‬فإن هذه الموجة تنتقل ببساطة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إذا كانت المادة‬
‫تشتتا‪ ،‬مما يؤدي إلى تشتت حجمي في الوسط‪.‬‬
‫ﹰ‬ ‫غير متجانسة‪ ،‬فسوف يصبح الشعاع المنتقل أكثر‬
‫في الطبيعة‪ ،‬يحدث تشتت سطحي وحجمي‪ ،‬جنبا إلى جنب‪ ،‬وتسهم كلتا العمليتين في إجمالي‬
‫اإلشارة المستقبلة في المستشعر‪.‬‬
‫ُيعرف عمق االختراق على أنه ذلك العمق الموجود أسفل السطح حيث عنده تساوي مقدار‬
‫طاقة الموجة المنتقلة ل ‪ )e / 1( ٪36.8‬من الطاقة المنتقلة‪ ،‬عند نقطة أسفل السطح مباشرة‪.‬‬
‫ويعتقد أن هذا‬
‫ال تزال آلية انتقال طاقة االشعة الكهرومغناطسية ‪ EM‬غير مفهومة تماما‪ُ .‬‬
‫يعتمد بشكل أساسي على الخاصية الكهربائية للمادة‪ ،‬تسمى ثابت العزل الكهربائي المعقد (‪ .)δ‬وهذا‬
‫يتغير طيفيﹰا ويكون متفاوت لمواد مختلفة‪ .‬عندما يكون ثابت العزل الكهربائي منخفضا‪ ،‬يخترق‬

‫‪- 17 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫اإلشعاع عمقا أكبر وتنتقل الطاقة عبر حجم أكبر من المادة (وبالتالي يكون هناك تشتت سطحي‬
‫أقل وتشتت حجمي أكبر)‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬عندما يكون للكائن ثابت عزل كهربائي أعلى‪ ،‬فإن‬
‫الطاقة تكون محصورة في الطبقة السطحية العليا مع القليل من االختراق (مما يؤدي إلى تشتت‬
‫نظر لتغير ثابت العزل الكهربائي المعقد للمواد مع طول الموجة‪ ،‬يختلف‬
‫سطحي بشكل مهيمن)‪ .‬ا‬
‫تغلغل العمق أيضا تبعا لذلك‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تظهر األجسام المائية تغلغال في األطوال الموجية‬
‫المرئية ولكن بشكل أساسي تشتت سطحي عند ترددات الموجة المايكروية‪ ،‬بينما يحدث العكس‬
‫للصخور ‪ /‬الترب الجافة (الجدول ‪.)5.1‬‬
‫جدول ‪ 6.1‬تأثير ثابت العزل الكهربائي المعقد الطيفي (‪ )δλ‬للمادة على اختراق عمق (انتقال) اإلشعاع‬
‫الكهرومغناطيسي ‪EM‬‬

‫الشكل ‪ c ، b ، a 10.1‬عبارة عن مجموعة من ثالث صور لنفس الجسم المائي توضح‬


‫كيف يمكن أن يختلف تفاعل اإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬وفقا لطول موجة اإلشعاع الساقط الذي‬
‫ينتج عنه صور مختلفة‪ .‬الشكل ‪ b ، a 10.1‬عبارة عن صور في النطاقين األزرق واألشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة من طيف ‪ EM‬على التوالي‪ ،‬والشكل ‪ c 10.1‬عبارة عن صورة رادار‪ .‬يقدم الشكل‬
‫‪ d 10.1‬تفسيرات لجميع الحاالت الثالث‪ .‬في الجزء األزرق من الطيف‪ ،‬ينتشر اإلشعاع جزئيا من‬
‫سطح الماء‪ ،‬ويدخل (ينتقل!) جسم الماء ويظهر أيضا تشتت حجمي بسبب التفاعل مع الجسيمات‬
‫العالقة؛ لذلك ‪ ،‬يظهر الجسم المائي في ظالل رمادية‪ .‬في المدى القريب من األشعة تحت الحمراء‪،‬‬
‫يمتص جسم الماء اإلشعاع الساقط تماما‪ ،‬ويظهر جسم الماء مظلما للغاية على الصورة‪ .‬في حالة‬
‫الرادار‪ ،‬ال يوجد امتصاص أو انتقال لإلشعاع في الجسم المائي ولكن اإلشعاع ينعكس بشكل منتظم‬
‫من سطح الماء مع عدم وجود عودة للرادار في الهوائي مما ينتج عنه نغمات صور سوداء تقريبا‬
‫لجسم الماء‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.1‬آلية التفاعل لإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ EM‬ألطوال موجية مختلفة مما ينتج عنه صور مختلفة‪ .‬الشكل‬
‫‪ c – a‬عبارة عن مجموعة من ثالث صور لنفس الجسم المائي في نطاقات طول موجي ثالثة‪ = a :‬نطاق أزرق ‪-‬‬
‫أخضر ‪ = b ،‬نطاق أشعة تحت الحمراء القريبة و ‪ = c‬رادار الفتحة االصطناعية ‪ SAR‬؛ يشرح الشكل ‪ d‬بشكل‬
‫تخطيطي آليات التفاعل المطابقة‪( .‬صور ‪ AVNIR— ALOS‬و ‪ PALSAR‬للساحل الغربي لفلوريدا ‪ ،‬الواليات‬
‫المتحدة األمريكية)‬
‫‪ 3.4.1‬آلية االمتصاص ‪Absorption Mechanism‬‬
‫يؤدي التفاعل بين الطاقة الساقطة والمادة على المقياس الذري ‪ -‬الجزيئي إلى امتصاص‬
‫انتقائي لإلشعاع الكهرومغناطيسي ‪ .EM‬يتميز النظام الذري ‪ -‬الجزيئي بمجموعة من حاالت الطاقة‬
‫الكامنة (أي دوراني ‪ ،‬واهتزازي والكتروني)‪ .‬يتطلب كمية مختلفة من الطاقة لالنتقال من مستوى‬
‫طاقة إلى آخر لكل من هذه الحاالت‪ .‬يمتص الجسم اإلشعاع بطول موجي معين إذا كانت طاقة‬

‫‪- 19 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفوتون المقابلة كافية فقط للتسبب في مجموعة من التحوالت المسموح بها في مستويات الطاقة‬
‫الذرية الجزيئية للكائن‪ .‬ترتبط األطوال الموجية الممتصة بعدة عوامل‪ ،‬مثل الكاتيونات واألنيونات‬
‫السائدة ‪ ،‬واإلحالل الصلب‪ ،‬والشوائب‪ ،‬والعناصر النزرة‪ ،‬والشبكة البلورية ‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ 5.1‬تطور االستشعار عن بعد ‪Development of Remote Sensing‬‬
‫تطور االستشعار عن بعد أساسا من تقنيات التصوير الجوي وتفسير الصور‪ .‬وهو مجال‬
‫علمي يافع نسبيا‪ ،‬وهو مجال التكنولوجيا الصاعدة التي شهدت نموا هائال خالل العقود الخمسة‬
‫الماضية تقريبا‪ .‬ولقد عزز بشكل كبير قدرة اإلنسان على استكشاف الموارد ورسم خرائط ورصد بيئة‬
‫األرض على النطاقين المحلي والعالمي‪.‬‬
‫ومن المعالم الرئيسية في تاريخ االستشعار عن بعد قرار الهبوط على سطح القمر‪ .‬وتكملة‬
‫لذلك‪ ،‬بدأ سباق الفضاء بين الواليات المتحدة واالتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬مما أدى إلى التطور‬
‫السريع لألنظمة الفضائية‪ .‬قادت اإلدارة الوطنية األمريكية للمالحة الجوية والفضاء (ناسا)‬
‫)‪ National Aeronautics and Space Administration (NASA‬تطوير العديد من البرامج‬
‫الجوية والفضائية التي وفرت بيانات استشعار عن بعد في جميع أنحاء العالم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪،‬‬
‫طورت وكالة الفضاء األوروبية (‪ )ESA‬ووكاالت فضاء وطنية في عدد من البلدان ‪ ،‬مثل كندا‬
‫واليابان والهند والصين والب ارزيل وروسيا وكوريا الجنوبية ‪ ،‬أنظمة استشعار عن بعد‪ .‬وقد وفرت جميع‬
‫هذه المهام حاف از للتكنولوجيا وأسفرت عن بيانات وصور قيمة لألرض من الفضاء‪.‬‬
‫تم إرسال أول صور فضاء لألرض بواسطة إكسبلورر ‪ 6‬في عام ‪ .1959‬وأعقب ذلك برنامج‬
‫ميركوري )‪ ، )1960‬الذي قدم التصوير المداري (صيغة ملونة ‪ 70‬مم) من كامي ار أوتوماتيكية غير‬
‫مأهولة‪ .‬ووفرت مهمة الجوزاء (‪ )1965‬عددا من الصور الفوتوغرافية عالية الجودة المجسمة‬
‫والرأسية والمائلة‪ ،‬والتي أظهرت رسميا إمكانات تقنيات االستشعار عن ُبعد في استكشاف موارد‬
‫األرض‪ .‬فيما بعد‪ ،‬شملت التجارب في برنامج أبولو تغطية األرض من خالل التصوير الرأسي‬
‫المجسم والتصوير متعدد األطياف بمقاس ‪ 70‬ملم‪ .‬في النهاية ‪ ،‬مهدت سلسلة التجارب التصويرية‬
‫المذكورة أعاله الطريق أمام أجهزة استشعار فضائية غير مأهولة‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬تم تطوير أجهزة استشعار لرصد األرض ألغراض األرصاد الجوية (سلسلة‬
‫‪ TIROS-I‬و ‪ ITOS‬و ‪ )NOAA‬وكانت أيضا في مدار في أوائل الستينيات‪ .‬مع إطالق ‪ERTS-‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ ، 1‬في عام ‪( 1972‬سميت فيما بعد الندسات ‪ ، )1-‬بدأت حقبة جديدة في تاريخ االستشعار عن‬
‫بعد لألرض‪ .‬حمل ‪ ERTS-1‬على متنه نظام مسح متعدد األطياف ذو األربعة قنوات (‪)MSS‬‬
‫نظر ألن الفترة من ‪1970‬‬
‫وجهاز تسجيل‪ ،‬والذي سجل بيانات قيمة للغاية في جميع أنحاء العالم‪ .‬ا‬
‫إلى أوائل الثمانينيات تشمل أول توفر لبيانات صور ‪ MSS‬ونطاقات الصور بجودة هندسية‬
‫واشعاعية جيدة وتغطية عالمية وتكاليف منخفضة للمستخدم‪ ،‬فإنها تمثل مرحلة تطورية مهمة في‬
‫تاريخ االستشعار عن ُبعد‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬كانت البيانات القيمة تتراكم حول السلوك الطيفي‬
‫للغالف الجوي‪ ،‬وكذلك على التوقيعات الطيفية للمعادن والمواد الصخرية والتربة والغطاء النباتي‪.‬‬
‫بناء على هذه المعرفة‪ ،‬تم تطوير واطالق مستشعر جديد يسمى راسم الخرائط الموضوعي‬
‫)‪ Thematic Mapper (TM‬في عام ‪ 1982‬على متن ‪ .Landsat-4‬وفي نسخة معدلة أخرى‪،‬‬
‫تم إطالق أداة راسم الخرائط الموضوعي المعزز (‪ )+ ETM‬في السنوات الالحقة على ‪Landsat-‬‬
‫نظر لدقتها المكانية الجيدة وقنواتها الطيفية المختارة بشكل مناسب‪ ،‬تم استخدام بيانات مستشعر‬
‫‪ .7‬ا‬
‫القمر الصناعي ‪ + TM / ETM‬على نطاق واسع في االستشعار عن ُبعد في جميع أنحاء العالم‬
‫منذ عام ‪.1982‬‬
‫في الوقت نفسه‪ ،‬ظهرت تطورات في أنظمة النقل الفضائي والمكوكات الفضائية القابلة إلعادة‬
‫االستخدام‪ .‬توفر مكوكات الفضاء منصة مدارية تسمح بنهج معياري على متن الطائرة لمحاولة‬
‫تجريبية ألجهزة استشعار مختلفة‪ .‬وأهم هذه االجهزة هي الكامي ار المترية والكامي ار كبيرة التنسيق‬
‫والماسحة الضوئية االلكترونية ‪ MOMS‬وسلسلة رادار التصوير المكوكي )‪.(SIR-A, -B, -C‬‬
‫جنبا إلى جنب‪ ،‬خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬أحدثت التطورات في مجال اإللكترونيات الدقيقة ثورة‬
‫في مجال تحليل البيانات المحوسبة‪ .‬تم تقديم صور األقمار الصناعية من أجل المشاهدة المجانية‬
‫عبر الويب من خالل خدمات مثل ‪ ،Google Earth‬وتتوفر بيانات الصور من العديد من األقمار‬
‫الصناعية مجانا في جميع أنحاء العالم‪ .‬أصبحت مرافق معالجة الصور‪ ،‬التي اقتصرت سابقا على‬
‫مؤسسات بحثية رئيسية مختارة‪ ،‬متاحة اآلن على نطاق واسع‪ .‬وكانت هذه العوامل مسؤولة أيضا عن‬
‫زيادة نشر المعرفة والقدرة على معالجة صور االستشعار عن ُبعد في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 6.1‬المبدأ األساسي ‪Fundamental Principle‬‬


‫إن المبدأ األساسي الذي تنطوي عليه طرق االستشعار عن بعد هو أنه في مناطق الطول‬
‫الموجي المختلفة للطيف الكهرومغناطيسي‪ ،‬يعكس كل نوع من الكائنات أو ينبعث منه شدة معينة‬
‫من اإلشعاع‪ ،‬والتي تعتمد على السمات الفيزيائية أو التركيبية للكائن (الشكل ‪ .)11.1‬يوضح الشكل‬
‫‪ 12.1‬مجموعة من الصور متعددة األطياف في نطاقات زرقاء وحمراء وقريبة من األشعة تحت‬
‫الحمراء في نفس المنطقة ويوضح أن العديد من المعالم قد تظهر بشكل مختلف في نطاقات طيفية‬
‫مختلفة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬باستخدام معلومات من واحد أو أكثر من فترات الطول الموجي‪ ،‬قد يكون من‬
‫الممكن التمييز بين أنواع مختلفة من الكائنات (مثل التربة الجافة‪ ،‬التربة الرطبة‪ ،‬الغطاء النباتي‪ ،‬وما‬
‫إلى ذلك) ‪ ،‬وتعيين توزيعها على األرض‪.‬‬
‫إن المنحنيات التي تُظهر شدة اإلشعاع المنبعث أو المنعكس في األجسام بأطوال موجية مختلفة‪،‬‬
‫وتسمى بمنحنيات االستجابة الطيفية‪ ،‬تشكل المعلومات األساسية الالزمة للتخطيط الناجح لمهمة‬
‫االستشعار عن ُبعد‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.1‬منحنيات انعكاس طيفي نموذجي لكائنات طبيعية شائعة مختارة – وهي الماء‪ ،‬الغطاء النباتي‪ ،‬التربة‬
‫والليمونايت‬

‫‪- 22 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 12.1‬صور متعددة األطياف في ‪ a‬نطاقات زرقاء و ‪ b‬حمراء و ‪ c‬قريبة من األشعة تحت الحمراء في نفس‬
‫المنطقة ؛ الحظ االختالفات في الخصائص الطيفية للكائنات المختلفة في النطاقات الطيفية الثالثة (صور مستشعر‬
‫‪ IRS-LISS-III‬لجزء من سفوح جبال الهيمااليا وسهول الغانج)‬

‫‪ 7.1‬المزايا والتحديات ‪Advantages and Challenges‬‬


‫تتمثل المزايا الرئيسية لتقنيات االستشعار عن بعد فوق طرق البحث األرضي بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرة عامة إجمالية‪ :‬يسمح االستشعار عن بعد بدراسة مختلف الخصائص المكانية فيما يتعلق‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬وتحديد المعالم ‪ /‬االتجاهات ‪ /‬الظواهر اإلقليمية (الشكل ‪.)13.1‬‬
‫نظر ألن بعض المناطق قد ال تكون متاحة للمسح األرضي‪ ،‬فإن الطريقة الوحيدة‬
‫‪ .2‬جانب الجدوى‪ :‬ا‬
‫الممكنة للحصول على معلومات حول هذه المناطق قد تكون من منصات االستشعار عن ُبعد‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير الوقت‪ :‬توفر التقنيات الوقت واليد العاملة‪ ،‬حيث يتم جمع المعلومات حول مساحة كبيرة‬
‫بسرعة‪.‬‬
‫‪ .4‬النهج متعدد األطياف‪ :‬تتوفر البيانات في العديد من النطاقات الطيفية‪ ،‬مما يوفر معلومات‬
‫تتجاوز الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي ‪.EM‬‬
‫‪ .5‬تكرار توفر البيانات‪ :‬يوفر االستشعار عن بعد عبر األقمار الصناعية تغطية متكررة للمنطقة‬
‫المستهدفة نفسها مما يوفر إمكانية مراقبة سهلة واكتشاف التغيير‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .6‬التغطية العالمية‪ :‬تسهل بيانات القمر الصناعي التقدير الكمي للمعالم المادية لرسم الخرائط‬
‫والنمذجة العالمية‪.‬‬
‫‪ .7‬أرشيف دائم موثق‪ :‬توفر الصور أرشيفا دائما للبيانات والمعلومات األساسية التي يمكن مقارنة‬
‫المالحظات األكثر حداثة عليها‪.‬‬
‫‪ .8‬تطبيقات متعددة التخصصات‪ :‬يمكن استخدام نفس بيانات االستشعار عن بعد من ِقبل الباحثين‬
‫‪ /‬العاملين في تخصصات مختلفة‪ ،‬مثل الجيولوجيا وعلم الغابات واستخدام األراضي والزراعة‬
‫والهيدرولوجيا وما إلى ذلك‪ ،‬وبالتالي فإن نسبة الفائدة إلى التكلفة اإلجمالية تكون أعلى‪.‬‬
‫هناك مزايا محددة إضافية مرتبطة بأجهزة استشعار فردية‪ ،‬وهي‪ :‬أن األنظمة التصويرية تتميز‬
‫بتماثل للعين البشرية ولها دقة هندسية عالية؛ توفر الماسحات الضوئية بيانات استشعار عن ُبعد‪،‬‬
‫بحيث يتم التحكم عن ُبعد في المعلومات الرقمية مباشرة من الفضاء إلى األرض؛ وتمتلك رادارات‬
‫التصوير المزايا الفريدة لقدرة العمل في جميع األحوال الجوية وفي كل األوقات‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.1‬تكمن إحدى المزايا الرئيسية لالستشعار عن بعد في تقديم نظرة عامة شاملة ‪ -‬وهو مقياس مختلف تماما‬
‫للرصد‪ ،‬مما قد يعطي رؤى جديدة حول المشكلة؛ ويوضح هذا الرسم التوضيحي تركيب ريشات ‪ Richat‬في‬
‫موريتانيا‪ a .‬صورة فسيفسائية جوية و ‪ b‬صورة قمر صناعي‬

‫‪- 24 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تطرح تقنيات االستشعار عن بعد بعض التحديات المستمرة‪:‬‬


‫‪ .1‬تقنيات متغيرة‪ :‬تتطلب متابعة أحدث تقنيات االستشعار‪ ،‬واألجهزة الجديدة‪ ،‬وأدوات البرمجيات‪،‬‬
‫وتقنيات معالجة البيانات بذل جهد مستمر‪.‬‬
‫‪ .2‬إدارة البيانات‪ :‬تعد كمية البيانات من األقمار الصناعية السابقة والحالية ضخمة ولن تتطور إال‬
‫في المستقبل مما يجعل إدارة البيانات تحديا‪ .‬يعد تغيير تنسيقات البيانات وتعقيداتها ‪ ،‬وتطوير‬
‫تقنيات معالجة البيانات وتكاملها وتحليلها وعرضها‪ ،‬من مجاالت البحث المستمر‪.‬‬
‫‪ .3‬زيادة الدقة‪ :‬تطرح الرغبة في الحصول على بيانات في دقات مكانية وطيفية وزمانية واشعاعية‬
‫أعلى قضايا جديدة في تحليل البيانات وتفسيرها‪ .‬قد توفر الصور األحدث تفاصيل أكثر بكثير تكون‬
‫أفضل في تحديد معالم أكبر بكثير من الدقة المكانية لصورة المصدر‪.‬‬
‫‪ .4‬الفوائد المجتمعية‪ :‬ال يزال نقل تقنيات االستشعار عن ُبعد من بيئة بحث إلى إعدادات تشغيلية‬
‫مستمر‪.‬‬
‫ا‬ ‫حيث يمكن أن تكون المنتجات المشتقة مفيدة لصنع القرار الفعال في وقت فعلي يمثل تحديا‬
‫‪ 8.1‬إنبثاق المشروع والحصول على البيانات ‪Project Flow and Obtaining‬‬
‫‪Data‬‬
‫تبدأ جميع مشاريع االستشعار عن بعد بمشكلة نحاول حلها‪ :‬قد نرغب في معرفة أين يتواجد‬
‫النفط‪ ،‬أين يتم الحفر‪ ،‬وأفضل طريقة للوصول إلى موقع الحفر‪ ،‬وأين يبنى خط أنابيب أو معمل غاز‬
‫بأقل تكلفة وبحد أدنى من االزعاج البيئي‪ .‬قد نرغب في وضع برنامج زلزالي بأكبر قدر من الكفاءة‬
‫أو معرفة أين قام أحد المنافسين بإطالق برنامج زلزالي‪ .‬نحن بحاجة إلى مصدر مياه للحفر‪ ،‬ولنقل‬
‫الفحم على شكل مالط رقيق في خطوط أنابيب‪ ،‬أو لكبح الغبار في عملية التعدين‪ .‬إذا كنا معنيين‬
‫في التنقيب عن المعادن‪ ،‬سوف نبحث عن أي دليل على التمعدن في اقليم معدني جديد‪ ،‬أو في أي‬
‫اتجاه لتوسيع راسب معروف‪ .‬نحن بحاجة إلى معرفة حالة التضاريس قبل التعدين حتى نعرف كيفية‬
‫اعادته إلى حالته قبل التعدين‪ .‬هل كان هناك تصريف حامض طبيعي قبل التعدين أم أنه يأتي من‬
‫برك نفايات المنجم؟‪.‬‬
‫من أجل تحديد الصورة األفضل للتقييم‪ ،‬يجب أن نعرف ما الذي نبحث عنه‪ .‬هل المنطقة‬
‫كبيرة أم صغيرة؟ هل تتطلب مشكلتنا أن نرى تفاصيل دقيقة (دقة سنتمترات إلى ‪ 10‬م)‪ ،‬تفاصيل‬
‫معتدلة (دقة ‪ 100-20‬م)‪ ،‬أو معالم إقليمية (دقة ‪ 100‬م إلى ‪ 1‬كم أو أكثر)؟ ما هو المقياس الذي‬

‫‪- 25 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نرغب بالعمل به؟ هل نحن بحاجة إلى الكشف عن تغيرات لونية (على سبيل المثال‪ ،‬الصخارية‪،‬‬
‫التغير) أو اإلجهاد النباتي؟ هل المنطقة دائما تحت الغيوم؟ هل المنطقة في إقليم قطبي له موسم‬
‫مظلم ممتد؟ هل نحن نبحث عن تغيرات في ظروف الرطوبة؟ هل المنطقة تحت الماء؟ هل نطلب‬
‫أو نحتاج تاريخا محددا أو وقت محدد من السنة؟ هل نحتاج إلى تغطية متعددة (متكررة) أم تغطية‬
‫تاريخية؟ وأخيرا‪ ،‬كم من الوقت لدينا وما هو نوع الميزانية لدينا للعمل بها؟ هل ينبغي أن نذهب إلى‬
‫بائع‪ ،‬أو الحكومة‪ ،‬أو معالجة البيانات بأنفسنا؟ وستحدد اإلجابات على هذه األسئلة المنتجات التي‬
‫يتم الحصول عليها وأنواع التحليالت الممكنة‪.‬‬
‫هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند بدء مشروع جديد لالستشعار عن بعد‪.‬‬
‫وتشمل هذه التحديات‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ ،‬تحديد المشكلة التي يتعين حلها بوضوح‪ ،‬ونوع الصور‬
‫المطلوبة‪ ،‬وحجم المنطقة التي تحتاج إلى تحليل‪ ،‬ومقدار التفاصيل المطلوبة‪ ،‬واإلطار الزمني لحل‬
‫المشكلة‪ ،‬والميزانية المتاحة‪ .‬سوف تحدد اإلجابات على هذه األسئلة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ما إذا كانت‬
‫الصورة ملونة أو أبيض وأسود‪ ،‬على فيلم أو رقمي‪ ،‬والمقياس المطلوب‪ ،‬سواء كان من طائرة أو قمر‬
‫صناعي‪ ،‬أو صور تاريخية أو فورية‪ ،‬وما إذا كانت في الجزء المرئي أو الحراري أو المايكروويف‬
‫(الرادار) من الطيف‪ .‬هناك العديد من مجهزي الصور أو قواعد بيانات الصور التي تتوفر بمجرد‬
‫معرفة نوع الصور المطلوبة‪ .‬ويمكن العثور عليها بسرعة عبر اإلنترنت من خالل االنتقال إلى‬
‫محرك البحث وطباعة نوع الصور أو البيانات المطلوبة‪.‬‬
‫‪ 9.1‬اختيار التصوير المناسب للعمل ‪Choosing the Right Imagery for‬‬
‫‪the Job‬‬
‫إن الخطوة األولى في أي مشروع هي فهم المشكلة التي تحتاج إلى حل واضح وتحديد أفضل‬
‫نهج لحلها (الشكل ‪ .)14.1‬هناك عدد كبير من أنواع البيانات المتاحة لتناسب مختلف االحتياجات‪.‬‬
‫إذا كنا ندرس أحزمة إندفاعية‪ ،‬فقد نرغب بطلب صور ماسح متعدد األطياف من الندسات‬
‫)‪ Landsat multispectral scanner (MSS‬حزمة واحدة أسود \ أبيض بمقياس‬
‫‪ 1:1000,000‬بدقة ‪ 80‬متر وتغطية مساحة واسعة (‪ 185 × 185‬كم) لصنع فسيفساء لجزء من‬
‫قارة‪ .‬إذا كنا نقوم بتحليل حوض‪ ،‬عندئذ ينبغي لصورة ماسح متعدد األطياف ملونة عند مقياس‬
‫‪ 1:250,00‬أو ‪ 1:500,000‬أن تكون مقبولة‪ .‬إذا كنا نقوم بوضع تفاصيل التغيرات الصخارية‬

‫‪- 26 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫والسحنية‪ ،‬أو أنماط الغطاء النباتي ومواطن الحياة البرية‪ ،‬يمكننا استخدام صورة ملونة متعددة‬
‫األطياف من سبوت )‪ color SPOT multispectral (XS‬بدقة ‪ 20‬متر وتغطية ‪ 60 × 60‬كم‬
‫(منظر عمودي) عند مقياس ‪ 1:100,000‬أو ‪ .1:50,000‬كما ستعمل أيضا صورة ملونة من‬
‫راسم خرائط موضوعي من الندسات )‪ ،Color Landsat Thematic Mapper (TM‬تبلغ دقتها‬
‫‪ 30‬مترا‪ ،‬وتغطي ‪ 185 × 185‬كم بمقياس ‪ .1:100,000‬ولوضع خرائط التغير المرتبطة‬
‫بالرواسب المعدنية‪ ،‬فإن االختيار المثالي هو صورة عالية الدقة (‪ 10 - 1‬متر) فائقة الطيف‬
‫محمولة جوا ‪ .‬إذا كان هذا غير متوفر أو مكلف للغاية والمنطقة كبيرة ونائية‪ ،‬قد نرغب في استخدام‬
‫الندسات ‪ Landsat TM‬للحصول على نظرة استطالع‪ .‬إذا أردنا أن نعرف هل هناك مسارات‬
‫يمكن استخدامها للوصول إلى مناطق نائية‪ ،‬أو حيث تم حفر بئر قبل عدة سنوات في جزء من‬
‫العالم‪ ،‬نختار صورة بانكروماتية (حساسة لجميع ألون الطيف المرئي) عالية الدقة (‪ 10‬م) لقمر‬
‫سبوت ‪ P‬أو تصوير سويوزكارتا كفا‪ Soyuzkarta KFA 1000-‬مع دقة ‪ 5‬م‪ .‬للحصول على‬
‫تفاصيل دقيقة جدا‪ ،‬فإن صور جيوأي ‪ GeoEye‬أو ورلدفيو ‪ WorldView‬تمتلك دقة حوالي ‪1‬‬
‫متر‪ .‬ويمكن تكبير هذه الصور إلى ‪ 1:25,000‬ومع ذلك تبدوا واضحة وحادة‪.‬‬
‫من أجل تحديد نوع الصور التي تناسب احتياجات المشروع‪ ،‬يجب أن تؤخذ العوامل التالية في‬
‫االعتبار عند طلب البيانات‪.‬‬
‫‪ .1‬الكلفة ‪Cost‬‬
‫إذا لم يكن هناك اعتراض على الكلفة‪ ،‬فإن اإلجراء األفضل‪ ،‬الذي يوفر معظم المرونة في‬
‫النواتج النهائية‪ ،‬هو بشراء صورة رقمية ومعالجتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هذا يتطلب امتالك نظام معالجة‬
‫صور‪ ،‬ومعرفة كيفية تشغيله وتحديثه‪ ،‬وتوفر الوقت للقيام بالمعالجة‪ .‬بالنسبة ألولئك الذين لديهم‬
‫بعض حدود الصالحيات في المبلغ الذي يمكن أن ينفق‪ ،‬فإن هناك مجموعة متنوعة من المنتجات‬
‫المخصصة عالية الجودة المتاحة من البائعين مع مجموعة واسعة من التكاليف‪ .‬إذا كانت الميزانية‬
‫محدودة‪ ،‬فإن الخيار األقل كلفة هو الحصول على صور جاهزة من وكالة حكومية أو موزع رئيسي‪.‬‬
‫ومن العوامل التي يجب أخذها في االعتبار أنه كلما قلت المساحة المغطاة‪ ،‬زادت التكلفة لكل وحدة‬
‫مساحة‪ .‬وكثي ار ما تكلف الصور المحمولة جوا أكثر لكل وحدة مساحة من صور األقمار الصناعية‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 14.1‬مخطط إنسيابي لدراسة نموذجية لالستشعار عن بعد‬


‫‪ .2‬التوقيت ‪Timing‬‬
‫إذا كانت هناك حاجة إلى صورة فورية‪ ،‬فيمكن للمرء أن يحصل على صور منخفضة الجودة من‬
‫مصادر اإلنترنت مثل غوغل إيرث (وفقا إلتفاقية الترخيص) أو شراء بيانات جاهزة من وكالة‬
‫حكومية أو بائع‪ .‬يوجد أرشيف كبير للصور‪ ،‬ويمكن الحصول على البيانات بسرعة‪ .‬وستزداد التكلفة‬
‫إذا طلب عمل "نسخة مستعجلة"‪ .‬يمكن أن يستغرق شراء صور مخصصة من الموردين‬
‫والمستشارين‪ ،‬أو معالجة البيانات الرقمية في ورشتك الخاصة عدة أسابيع‪.‬‬
‫‪ .3‬التغطية ‪Coverage‬‬
‫يمكن الحصول على تغطية منطقة كبيرة باستخدام االقمار الصناعية للطقس مثل غوز ‪GOES‬‬
‫(يغطي نصف الكرة األرضية بالكامل)‪ ،‬ومقياس اإلشعاع عالي الدقة المتقدم جدا‪ ،‬والذي يغطي‬

‫‪- 28 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مسافة ‪ 2700‬كم على سطح األرض‪ ،‬أو أداة سي ويفس ‪ ، SeaWIFS‬مع رقعة بعرض ‪-1502‬‬
‫‪ 2801‬كم‪ .‬ويمكن تغطية مناطق متوسطة المقياس باستخدام بعض صور المكوك المحمولة يدويا‬
‫(تغطية منطقة متغيرة)‪ ،‬فضال عن صور الندسات ( ‪ MSS‬و‪ ) TM‬التي تغطي ‪ 185 × 185‬كم‪.‬‬
‫إن األنظمة التي تغطي ‪ 50 × 50‬إلى ‪ 500 × 500‬كم تشمل صور أم كي‪270-120( MK 4-‬‬
‫كم)‪ ،‬وصور كيت‪ 180 × 180( KATE 200-‬كم)‪ ،‬وصور كفا‪ 85-68( KFA 1000-‬كم)‪،‬‬
‫وأنظمة سبوت ( ‪ XS‬و ‪ )P‬التي تغطي ‪ 60 × 60‬كم‪ .‬وتغطي صور االقمار الصناعية عموما‬
‫مساحات أكبر من الصور المحمولة جوا‪ ،‬كما أن الرؤية الشاملة هي من أكبر مزاياها‪ .‬وبالنسبة‬
‫للدراسات اإلقليمية‪ ،‬يتطلب عادة تغطية مساحة كبيرة؛ وللد ارسات الحقلية أو المحلية‪ ،‬سوف توفر‬
‫المسوحات المحمولة جوا أو صور األقمار الصناعية لمنطقة صغيرة التكاليف و ‪ /‬أو توفير المزيد‬
‫من التفاصيل‪ .‬األقمار الصناعية الحديثة‪ ،‬مثل ورلدفيو ‪ 2‬و جيوأي‪ ،1-‬لها دقة عالية جدا (تصل‬
‫إلى ‪ 41‬سم للمستشعر البانكروماتي و ‪ 1.65‬مت ار لألداة متعددة األطياف) وتغطي تماثليا مناطق‬
‫أصغر (رقعة ‪ 16.4‬و ‪ 15.2‬كم على التوالي)‪.‬‬
‫‪ .4‬الدقة ‪Resolution‬‬
‫نظ ار ألن أجهزة االستشعار ذات الدقة العالية تخلق ملفات رقمية كبيرة جدا‪ ،‬فإنه يميل إلى‬
‫تصوير مناطق أكبر بواسطة أنظمة دقة أردأ‪ ،‬بينما يتم تصوير المناطق األصغر بتفصيل أدق‪.‬‬
‫دائما ما تكون األقمار الصناعية المتاحة للمستخدمين المدنيين أقل دقة من الصور‬
‫ﹰ‬ ‫تاريخيا‪،‬‬
‫المحمولة جوا‪ ،‬التي تطير أقرب إلى األرض‪ .‬وقد تغير هذا في العقد الماضي‪ .‬أمتلكت الصور‬
‫الفوتوغرافية دائما دقة أفضل من الصور الرقمية‪ ،‬ألن تحبب الفيلم أدق من ترتيب خاليا الصورة أو‬
‫"البكسل" التي ينتجها تباعد الكواشف‪ .‬وتتنافس أجهزة االستشعار الرقمية اآلن بنجاح مع التصوير‬
‫الفوتوغرافي فيما يتعلق بالدقة‪ ،‬سواء على منصات االقمار الصناعية أو المنصات المحمولة جوا‪.‬‬
‫سيكون مقياس الصورة النهائية إلى حد ما دالة لدقة نظام االستشعار‪ ،‬حيث ال يمكن للمرء‬
‫التكبير‪ ،‬لنقل‪ ،‬صورة بدقة ‪ 80‬م إلى مقياس ‪ 1:100,000‬دون أن تصبح الصورة "منقطة أو‬
‫مبكسلة"‪ ،‬أي‪ ،‬تشتيت في عناصر الدقة المستقلة والتي تظهر كترتيب من مربعات ملونة‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .5‬تغطية مجسمة ‪Stereoscopic Coverage‬‬


‫العرض المجسم هو تقنية تخلق عمق وهمي‪ .‬ينظر إلى صورتين متداخلتين من خالل مجسام‬
‫ويجمعان في عقل المحلل إلعطاء تصور لتمثيل ثالثي األبعاد لألرض‪.‬‬
‫إذا كانت هناك حاجة إلى تغطية مجسمة لرسم خرائط الميل لتراكيب جيولوجية‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬يمكن للمرء استخدام صورة جوية أو صور أقمار صناعية مع مساحات أرضية متراكبة‪.‬‬
‫يمكن لشاشات التصوير المحمولة جوا توفير مجسم باستخدام تقنية "ملتقط اإلطارات" “‪frame-‬‬
‫‪ .”grabber‬تستخدم هذه التقنية كاميرات فيديو للحصول على صور على فترات على طول مسار‬
‫الطيران بحيث يحصل المرء على التراكب المطلوب بالنسبة إلختالف المنظر‪ .‬توفر األقمار‬
‫الصناعية مثل الندسات مجسم فقط عندما تتراكب المدارات المجاورة‪ ،‬والمعروفة باسم التراكب‬
‫الجانبي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬قد يكون هناك تداخل بنسبة ‪ ٪10‬فقط بالقرب من خط االستواء ‪،‬ولكن هناك‬
‫تداخل يصل إلى ‪ ٪60‬أو أكثر في المناطق القطبية حيث تتالقى المدارات‪ .‬ويوفر القمر سبوت‬
‫وبعض األقمار الصناعية األخرى صور مجسمة باستعمال مستشعر رؤية امامية واحد وآخر‬
‫مستشعر شبه عمودي‪.‬‬
‫‪ .6‬اللون مقابل األسود ‪ /‬األبيض‬
‫ﹰ‬
‫وعموما‬ ‫يمكن معالجة جميع البيانات متعددة األطياف ومعظم األفالم لتوفير صور ملونة‪.‬‬
‫تعرض بيانات الصور الفوتوغرافية الجوية باألسود \ األبيض‪ ،‬سبوت ‪ ،P‬الرادار والح اررية المتألفة‬
‫من حزمة واحدة أو قناة كصور أسود \ أبيض‪ .‬وكثي ار ما يكشف اللون عن تفاصيل خفية فيما يتعلق‬
‫بالخصائص الصخرية أو الغطاء النباتي‪ ،‬أو تغير المعادن‪ ،‬أو عمق المياه التي ال تتوفر بسهولة من‬
‫الصور البانكروماتية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكن تلوين بيانات ‪ B / W‬بشكل مصطنع عن طريق تعيين‬
‫األلوان رقميا إلى كثافات مختلفة (مستويات رمادية) أو عن طريق دمجها مع أنواع أخرى من الصور‬
‫أثناء معالجة الصور‪ .‬وسيؤدي هذا في الغالب إلى تحسين المعالم التي ال تكون واضحة على صورة‬
‫‪ B / W‬األصلية‪.‬‬
‫‪ .7‬إخماد الضباب ‪Haze Suppression‬‬
‫كلما تزداد الرطوبة‪ ،‬تتكثف رطوبة على جسيمات الغالف الجوي وتزداد كمية الضوء الذي‬
‫يتشتت‪ .‬ولقد تبين أنه مع زيادة الرطوبة من ‪ ٪70‬إلى ‪ ،٪95‬تنخفض الرؤية األفقية بعامل قدره‬

‫‪- 30 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ستة‪ .‬تخترق األطوال الموجية األطول الضباب أكثر من األطوال الموجية األقصر (وهذا هو السبب‬
‫في أننا نتمتع بغروب شمس أحمر)‪ .‬وهكذا‪ ،‬تخترق صور الموجات الماكروية ذات الطول الموجي‬
‫الطويل (الرادار) السحاب‪ ،‬بينما صور األشعة تحت الحمراء الملونة أو األشعة تحت الحمراء االسود‬
‫\ االبيض‪ ،‬التي يتم إنشاؤها باستخدام أطوال موجية أطول من الضوء المرئي‪ ،‬تظهر غبار أو‬
‫ضباب متعلق بالرطوبة أقل من صور اللون الحقيقي أو الصور البانكروماتية المرئية‪ .‬ويمكن أيضا‬
‫أن يتالشى الضباب عن طريق الطيران بالقرب من األرض واستخدام مرشحات مختزلة للضباب‬
‫(عموما "بدون لون ازرق")‪.‬‬
‫‪ .8‬غطاء الغيوم ‪Cloud Cover‬‬
‫يمكن فقط لصور الرادار أن تخترق الغيوم كنتيجة للطول الموجي الطويل للموجات المايكروية‬
‫فيما يتعلق بحجم جسيم بخار الماء‪ .‬وهذا يكون مفيد بشكل خاص في المناخات المدارية أو المناطق‬
‫المعروف أن لديها فترات غائمة‪ .‬هناك طرق أخرى لتقليل الغيوم تتضمن توقيت الرحالت لتحدث في‬
‫وقت مبكر حتى منتصف الصباح‪ ،‬قبل أن تبدأ الغيوم في التشكل‪ ،‬أو بعد مرور جبهة باردة‪ ،‬عندما‬
‫تميل السماء لتكون صافية‪.‬‬
‫‪ .9‬مسوحات ليلية ‪Nighttime Surveys‬‬
‫يمكن للمسوحات الح اررية والرادارية أن تكون ذات قدرة خاصة في الليل ألن النظامين ال‬
‫يعتمدان على أشعة الشمس المنعكسة‪ :‬إذ أن أداة الرادار تضيء السطح من خالل توفير مصدر‬
‫طاقة خاص بها‪ ،‬وتشع الطاقة الح اررية من السطح‪ .‬ويكشف التصوير الحراري قبل وقت الفجر‪ ،‬من‬
‫بين أمور أخرى‪ ،‬التناقضات الصخارية المتعلقة بكثافة الصخور وكثافات التربة أو الدرجات اللونية‬
‫(اإلضاءة مقابل العتمة)‪ .‬ويمكن للصور الح اررية الليلية أن تكشف عن المياه الجوفية الضحلة والتربة‬
‫الرطبة‪ ،‬ويمكن أن تكشف عن انسكابات النفط على الماء‪ ،‬ويمكن أن تساعد في رسم خرائط لحرائق‬
‫مناجم الفحم تحت األرض‪ .‬ألن الرادار يضيء األرض بموجات مايكروية‪ ،‬يمكن أن ترسم خريطة‬
‫في الليل انسكابات النفط‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أو خالل ليلة قطبية لرسم خريطة حركة الجليد التي‬
‫يمكن أن تهدد منصة أو جهاز الحفر النفطي البعيد عن الشاطئ‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .10‬تغطية موسمية ‪ /‬متكررة ‪Seasonal/Repetitive Coverage‬‬


‫بعض المواسم تكون أفضل لمسوحات محددة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إن مشروع رسم خرائط‬
‫جيولوجية في منطقة تغطيها الغابات المعتدلة سيشهد المزيد من األرض في الربيع قبل أن تتساقط‬
‫أوراق النباتات النفضية أو في الخريف‪ ،‬بعد سقوط األوراق‪ .‬توفر زاوية ارتفاع الشمس العالية‬
‫(الصيف) صور ذات أفضل تشبع للون‪ ،‬والتي يمكن أن تكون مفيدة عند رسم خرائط الصخارية في‬
‫مناطق منخفضة التباين‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن الصور ذات الزاوية المنخفضة للشمس (عند الطيران‬
‫خاصة خالل الصباح أو في فصل الشتاء)‪ ،‬وخاصة مع غطاء ثلجي خفيف‪ ،‬يعزز المعالم‬
‫الجيولوجية في التضاريس المنخفضة‪.‬‬
‫إذا كانت هناك حاجة إلى تغطية متكررة لرصد تغيرات طبيعية (على سبيل المثال‪ ،‬فيضان‪ ،‬أو‬
‫جليد طاف) أو من صنع اإلنسان (على سبيل المثال‪ ،‬الحفر والطرق)‪ ،‬غالبا ما يكون استخدام‬
‫االقمار الصناعية أكثر فعالية من حيث التكلفة بسبب دورات تكرارها المنتظمة‪ .‬وتوفر المسوحات‬
‫المتكررة للطائرات مزيدا من التفاصيل ولكنها أكثر تكلفة بكثير‪.‬‬
‫‪ .11‬التضاريس ‪Relief‬‬
‫قد تتطلب أراضي التضاريس المنخفضة وجود زاوية منخفضة للشمس أو تصوير راداري لتعزيز‬
‫المعالم التضاريسية والتركيبية الدقيقة‪ .‬على الرغم من أن معظم مسوحات الصور الجوية تحلق‬
‫بعدسة ‪ 15.25‬سم (‪ 6‬إنج)‪ ،‬فإن الصور الجوية التي تم الحصول عليها بعدسة طولية بقياس ‪7.6‬‬
‫سم (‪ 3‬إنج) زادت المبالغة العمودية وبالتالي تضخيم المعالم الخفية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬تشكل‬
‫االرض ذات التضاريس العالية المشكلة المحتملة لمناطق مظللة واسعة والتي يمكن أن تحجب‬
‫مناطق أو تفاصيل مهمة‪ .‬وينبغي أن يتم الطيران فوق هذه المناطق خالل منتصف النهار أو‬
‫باستخدام الرادار مع زاوية انخفاض حادة للتقليل من الظالل‪ .‬سيكون للتصوير المرئي دائما بعض‬
‫المعلومات في المناطق المظللة بسبب الضوء المتناثر؛ حيث ال تمتلك ظالل الرادار بيانات لعدم‬
‫وجود معلومات منعكسة من المنطقة المظللة‪.‬‬
‫‪ .12‬الغطاء النباتي ‪Vegetation Cover‬‬
‫إن صور األشعة تحت الحمراء الملونة تكون حساسة جدا للتغيرات في نوع الغطاء النباتي أو‬
‫نشاطه‪ ،‬حيث أن ذروة االنعكاس للغطاء النباتي تقع في منطقة األشعة تحت الحمراء القريبة‪ .‬وقد‬

‫‪- 32 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫استخدمت توليفات من األطوال الموجية لألشعة تحت الحمراء والمرئية لرسم خريطة للتغيرات في‬
‫الغطاء النباتي ذات الصلة بأنواع الصخور اسفل الغطاء النباتي وحتى تسرب الهيدروكربونات‪.‬‬
‫ستخترق نطاقات الرادار األطول بضع طبقات من األوراق (تخترق الموجات المايكروية الطويلة أبعد‬
‫من الموجات المايكروية القصيرة)‪ ،‬ولكن الرادار غير مناسب بشكل خاص لرسم خرائط الغطاء‬
‫النباتي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فسيتم رسم خرائط التضاريس في المناطق المغطاة بغطاء نباتي حيث تتبع ظلة‬
‫الشجر خطوط الكفاف التضاريسية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬هو يشبه إلى حد كبير ليدار ‪ ،Lidar‬والذي‬
‫سيوفر أيضا صورة لقمة مظلة الغطاء النباتي التي تبدو مثل التضاريس‪ .‬هناك بعض طرق معالجة‬
‫الصور‪ ،‬وتسمى تقنيات "إخفاء الغطاء النباتي"‪ ،‬والتي يبدو أنها تزيل الغطاء النباتي وتكشف‬
‫التغيرات الطفيفة في التربة السفلية أو صخر األساس‪ .‬وتميل هذه الخوارزميات إلى إزالة اإلنعكاس‬
‫الذي يعزى إلى الغطاء النباتي وتعزيز أطوال الموجات المتبقية‪.‬‬
‫‪ .13‬المناطق المغطاة بالمياه ‪Water-Covered Areas‬‬
‫في مناطق ذات مياه صافية‪ ،‬أو مواد قاع متجانسة أو ذات ألوان فاتحة‪ ،‬أو القليل من الرواسب‬
‫المعلقة أو بدونها‪ ،‬واضاءة علوية‪ ،‬قد يتمكن الشخص من تعيين معالم مغمورة إلى ‪ 20‬أو ‪ 30‬مت ار‬
‫عن طريق قياس كمية الضوء المنعكس من القاع‪ .‬مواد قاع داكنة‪ ،‬ورواسب عالقة أو طحالب‪،‬‬
‫وانخفاض زاوية الشمس من شأنه أن يحد من اختراق الضوء للمياه‪ .‬تخترق األطوال الموجية األقصر‬
‫(الضوء األزرق واألخضر) المياه أبعد من األطوال الموجية األطول‪ .‬ومن المعروف أن نطاق‬
‫االختراق الضوئي يمتد إلى ‪ 30‬مت ار في مياه صافية‪ .‬ضوء األشعة تحت الحمراء‪ ،‬والذي لديه أطوال‬
‫موجية أطول من الضوء المرئي‪ ،‬يتم امتصاصه بواسطة الماء وال يوفر معلومات عن معالم القاع‪.‬‬
‫إن راسم الخرائط الموضوعي من الندسات‪ ،‬بحزمة زرقاء‪ ،‬يكون ممتاز لرسم خارطة معالم مياه‬
‫ضحلة مثل اسراب السمك‪ ،‬والشعاب المرجانية‪ ،‬أو التراكيب الجيولوجية‪ .‬ويتوفر سونار المسح‬
‫الجانبي لرسم خرائط المياه الضحلة والعميقة‪ ،‬وينتج صو ار إلنعكاس قاع البحر باستخدام الطاقة‬
‫الصوتية‪ ،‬وهو شبيه كثي ار بالرادار في استخدام طاقة الموجة المايكروية إلنتاج صورة‪.‬‬
‫‪ 10.1‬الحصول على الصورة ‪Acquiring Imagery‬‬
‫بعد تحديد النوع المناسب من الصورة‪ ،‬يجب على المستخدم الحصول عليها‪ .‬كما ذكر سابقا‪،‬‬
‫في كثير من األحيان يمكن الحصول على صور ذات جودة منخفضة عبر شبكة اإلنترنت‪ .‬هناك‬

‫‪- 33 -‬‬
‫المقدمة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ثالثة مصادر للصور عالية الجودة‪ :‬الوكاالت الحكومية وشركات الخدمة والجامعات‪ .‬ويمكن‬
‫الحصول على قائمة بشركات الخدمة من خالل االدبيات التقنية أو دليل الهاتف أو اإلنترنت تحت‬
‫عنوان المسوحات الجوية أو المسح التصويري أو الراداري أو الحراري أو أي نوع آخر من المسوحات‬
‫‪ ) http://virtual.vtt.f/virtual/space/rsvlib/‬أو من مختلف‬ ‫(أنظر على سبيل المثال‪،‬‬
‫المنظمات التصويرية‪ .‬ويمكن الحصول على قائمة بالوكاالت الحكومية من نفس المصادر‪ .‬تمتلك‬
‫الوكاالت عموما سجالت يمكن البحث من خاللها عن الصور التي تلبي متطلبات المستخدم‪ .‬سوف‬
‫تقوم شركات الخدمة بمسح لمواصفات المستخدم‪ .‬وهذا يتطلب عادة استثما ار أكبر للوقت والمال على‬
‫حد سواء من طلب صورة من الرف‪.‬‬
‫عند استالم الصور‪ ،‬من الضروري التحقق من الجودة وتأكيد أن المنطقة التي تتوقع تغطيتها‬
‫صحيحة‪ .‬عندئذ يمكن للشخص أن يكون على استعداد لبدء تحليل الصور‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الثاني‬
‫أدوات وتقنيات تفسير الصورة‬
‫‪ 1.2‬تمهيد ‪Preface‬‬
‫في هذا الفصل‪ ،‬نناقش المعدات الالزمة لتحليل الصور والنهج والتقنيات المختلفة التي تمارس‬
‫عادة‪ .‬تاريخيا‪ ،‬كان يتم تحليل الصورة على منتجات األفالم‪ .‬واليوم‪ ،‬يتم استخراج البيانات أساسا من‬
‫الصور على شاشة الكمبيوتر‪ .‬وسيتم هنا تناول كل من هذه التقنيات‪.‬‬
‫هناك العديد من األدوات التجارية التي تجعل تحليل الصور ممكنا وأدوات أخرى تجعلها أسهل‬
‫(الجدول ‪ .)1.2‬ومن بين األصناف التي تعتبر عموما ال غنى عنها هي المجسمات‪ ،‬والنظارات‬
‫المكبرة‪ ،‬وطاوالت اإلضاءة‪ .‬وتشمل المواد األخرى أنواعا مختلفة من أقالم التعليم‪ ،‬وأغطية مايلر‬
‫واضحة‪ ،‬ومرشحات‪ ،‬ومساطر بمقاييس مختلفة‪ ،‬وآالت لتغيير المقاييس من صور إلى خرائط‪.‬‬
‫تفسير الصور هو‪ ،‬بحكم التعريف‪ ،‬عملية ذاتية تستند إلى حد كبير على خبرة الفرد والتدريب‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬هناك تقنيات معالجة الصورة وتفسير الصورة مثل تكبير الصورة‪ ،‬والتصفية‪ ،‬وقصر‬
‫المنظور المائل التي تسمح للمفسر برؤية واستخراج المزيد من المعلومات من الصور الفوتوغرافية‬
‫والصور‪.‬‬
‫‪ 2.2‬األدوات ‪Tools‬‬
‫‪ 1.2.2‬مناضد إضاءة ‪Light tables‬‬
‫تستخدم مناضد اإلضاءة إلضاءة خلفية الشفافات‪ ،‬وهي صيغة شائعة للصور الجوية أو‬
‫الصور الفضائية‪ .‬عندما تستخدم مع الورق أو مطبوعات دوراترانز ‪( Duratrans‬غشاء شفاف‬
‫اللون)‪ ،‬فإن الخلفية المضيئة تجعل من السهل أن نرى التفاصيل مخبأة بخالف المناطق المظلمة من‬
‫الصورة‪ ،‬كما تظهر األلوان أيضا أكثر حيوية‪ .‬تساعد اإلضاءة الخلفية أيضا على منع تعب العين‪.‬‬
‫تتوفر طاوالت اإلضاءة بأحجام مختلفة وبأنواع مختلفة من اإلضاءة‪ .‬ومن المستحسن‬
‫الحصول على اإلضاءة بالتساوي قدر اإلمكان لتجنب تشتيت حزم اإلضاءة‪ ،‬والتي يمكن أن تكون‬
‫ناجمة عن أنابيب مستشععة‪ ،‬على سبيل المثال‪ .‬ويتم تحقيق هذا بشكل أفضل من خالل وجود‬
‫غطاء زجاجي "أوبال" أو "مصنفر" على صندوق اإلضاءة لنشر الضوء‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.2.2‬نظارات مكبرة ‪Magnifying glasses‬‬


‫تأتي النظارات المكبرة في مجموعة متنوعة من األحجام والقوة‪ ،‬وبعضها مضيئ‪ .‬تكون‬
‫المكبرات المضيئة مناسبة بشكل خاص عند عدم توفر طاولة إضاءة لمطبوعات اإلضاءة الخلفية‪.‬‬
‫األنواع األكثر شيوعا تعمل على تكبير الصورة ‪ 10-3‬مرات‪ .‬يجب أن يكون المستخدمون على علم‬
‫بأن االستخدام المطول للعدسات المكبرة يمكن أن يسبب إجهاد للعين‪.‬‬
‫جدول ‪ 1.2‬قائمة بعض المعدات األساسية الالزمة لبدء تفسير الصور‬
‫سطح عمل كبير مع إضاءة جيدة أو طاولة إضاءة‬
‫أقالم ملونة تكتب على الغشاء‬
‫أقالم رصاص ملونة تكتب على الصور‬
‫غشاء واضح للتراكبات‬
‫محايات بوليمر (لينة بما فيه الكفاية بحيث ال تخدش المستحلب الفوتوغرافي)‬
‫نظارات مكبرة (عادة ما بين تكبير ×‪ 3‬و ×‪)10‬‬
‫مجسام (ستريوسكوب) (جيب أو مرآة)‬
‫مساطر (متري أو إنجليزي)‬
‫مساطر قياس (مع مسافات معطاة لمختلف المقاييس)‬
‫مقياس مساحة ‪( Planimeter‬لقياس مناطق داخل مضلع مغلق)‬
‫خرائط طوبوغرافية أو مساحية كورق أو غشاء (الستخدامها كقاعدة للتفسير)‬
‫أوزان وشريط (لتثبيت الصور والخرائط)‬

‫‪ 3.2.2‬المناظير المجسمة (ستريوسكوبات) ‪Stereoscopes‬‬


‫تسمح المناظير المجسمة برؤية ثالثية األبعاد لسطح األرض‪ ،‬وتزود محلل الصورة بأفضل‬
‫طريقة عن بعد لتقدير ميل الوحدات أو التضاريس في منطقة ما (ال سيما عندما تكون الخرائط‬
‫الطبوغرافية غير متوفرة)‪ .‬باستخدام المبالغة العمودية‪ ،‬يمكن للمرء أن يميز انخفاضات تصل إلى ‪1‬‬
‫– ‪ 2‬درجة وبخالف ذلك لن تكون واضحة‪ .‬بدون العرض المجسم‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬قد يكون من‬
‫الصعب في بعض الحاالت تحديد ما إذا كانت منطقة ما عبارة عن تل أو وادي‪ ،‬أو ما إذا كانت‬
‫منطقة مظلمة تتكون من مادة سطحية داكنة أو أنها مجرد منطقة في الظل‪ .‬على الرغم من أن‬
‫بعض العاملين قادرين على رؤية صور ثالثية األبعاد دون استخدام الستريوسكوب‪ ،‬ولكن لمعظم‬
‫المحللين فإن الستريوسكوب يجعل رؤية الصور أسهل بكثير‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يأتي المناظير المجسمة في جيب أو موديالت منضدية‪ ،‬ويتوفر فيه مختلف التكبيرات‪،‬‬
‫ويجعل تفسير الصور المجسمة أسهل وأكثر دقة‪ .‬تتطلب الرؤية المجسمة اختالف الموضع‪ ،‬أي‬
‫اإلزاحة الظاهرية لجسم كنتيجة للرؤية من موقعين مختلفين‪ .‬ويتحقق ذلك في التصوير الجوي عن‬
‫طريق تداخل الصور المتتالية التي تم الحصول عليها أثناء تحرك الطائرة على طول مسار رحلتها‪.‬‬
‫ويمكن الحصول على اختالف منظر القمر الصناعي باستعمال إحدى التقنيات الثالث التالية‪)1( :‬‬
‫تصوير جسم من مسارات مدارية مجاورة باستخدام ماسح ضوئي عمودي‪ )2( ،‬عن طريق تصوير‬
‫منطقة من زوايا رؤية مختلفة باستخدام ماسح ضوئي غير عمودي أو (‪ )3‬من خالل الحصول على‬
‫صور متراكبة او متداخلة في حالة التصوير المداري‪ .‬وتعتمد الرؤية المجسمة عموما على ‪٪60‬‬
‫تراكب طرفي للصور على طول خط طيران وعلى ‪ ٪20- ٪10‬تراكب جانبي للصور من خطوط‬
‫طيران مجاورة (الشكل ‪.)1.2‬‬

‫شكل ‪ 1.2‬رسم يوضح الفرق بين تراكب طرفي وتراكب جانبي‬


‫مجسمات الجيب مريحة للعمل الحقلي‪ ،‬ولكن قد يتطلب ثني صورة واحدة لرؤية كامل منطقة‬
‫التداخل‪ .‬مرآة المجسام تكون أكبر وضخمة جدا‪ ،‬ولكنها تسمح للمشاهد برؤية منطقة التداخل بأكملها‬

‫‪- 37 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫دون تحريك الصور (الشكل ‪ .)2.2‬جنبا إلى جنب مع العدسات المكبرة‪ ،‬يمكن لسطح المنضدة هذه‬
‫أن توفر الحد األقصى من التفاصيل مع الحد األدنى من إجهاد العين‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.2‬مجسمات (ستريوسكوبات)‪( .‬أ) مرآة ستريوسكوب‪( ،‬ب) ستريوسكوب جيب‬


‫‪ 4.2.2‬مناظير التحويل ‪Transferscopes‬‬
‫الغرض من أجهزة تغيير المقياس هذه هو نقل تفسير من الصورة إلى خارطة اساس تضاريسية‬
‫أو مساحية‪ .‬ويتحقق هذا في عدة طرق‪ ،‬ولكن عادة ما يكون هذا من خالل اإلسقاط‪.‬‬
‫تضيء أجهزة العرض الصورة ثم يتم عرض الصورة من خالل عدسة على سطح زجاجي‬
‫(شاشة)‪ .‬تكون الخارطة األساس على غشاء واضح أو مصنفر ويتم وضعه على الشاشة الزجاجية‪.‬‬
‫ويطابق هذا المقياس من خالل تغيير حجم اإلسقاط عن طريق تحريك الصورة األصلية أو مرآة‬
‫متوسطة أقرب أو أبعد إلى العدسة‪ .‬يجب أن يكون للشخص على األقل اثنين من المعالم أو "نقاط‬
‫التحكم األرضي" على كل من الصورة وخارطة االساس لمطابقة المقاييس‪ .‬التشويه في هذه االجهزة‬
‫يكون شعاعي‪ ،‬متزايد نحو الخارج من وسط الصورة المعروضة‪ ،‬بحيث يمكن استخدام الجزء المركزي‬
‫فقط بأي درجة من الدقة‪ .‬ومن أمثلة هذه األدوات جهاز إسقاط مزدوج االنعكاس أو جهاز إسقاط‬
‫عاكس‪.‬‬
‫تستخدم مناظير التحويل تكبير \ تصغير هذه‪ ،‬سواء منظار أحادي أو مجسم‪ ،‬شدة إضاءة‬
‫متباينة على الصور الفوتوغرافية والخريطة األساسية للسماح للمشاهد بأن يرى إما الصورة أو‬
‫الخريطة األساسية أو كليهما معا (الشكل ‪ .)3.2‬يتم عرض الصور من خالل منظار مزدوج‬
‫العدسات يمكنه تكبير الصور‪ ،‬وعدسات أخرى يمكن استخدامها لتكبير الخريطة األساسية‪ .‬هذه‬

‫‪- 38 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫العدسات تفرض تشوه شعاعي على الصورة المحولة‪ .‬إن التضاريس المسطحة أو المتموجة بإعتدال‬
‫تتأثر قليال بتشوه العدسات من المناطق عالية التضاريس‪.‬‬

‫شكل ‪ 3.2‬جهاز تحويل تكبير \ تصغير يمتلك عدسات مجزأة تسمح للمستخدم بعرض كل من الصور وخارطة‬
‫االساس في وقت واحد‬
‫جميع معدات تغيير المقياس هي أكثر دقة من تفسير "التحديق عن قرب" من صورة إلى خارطة‬
‫أساس‪ .‬تنشأ المشاكل مع تحويل البيانات من صورة إلى خريطة من التشوه الشعاعي المتأصل في‬
‫الصور الجوية‪ ،‬واالختالفات في اإلسقاط الخرائطي بين صور األقمار الصناعية وخرائط األساس‪،‬‬
‫ومقدار التضاريس‪ .‬إذا كان جهاز التحويل غير متوفر‪ ،‬فإن التقنية األفضل لتقليل التشويه هو‬
‫تركيب شبكة على الصورة ومطابقة المقياس والمعالم الرئيسية داخل كل خلية شبكة‪.‬‬
‫‪ 5.2.2‬المقاييس ومقاييس المساحات ‪Scales and Planimeters‬‬
‫ال تحمل مخازن التجهيزات الهندسية مساطر مترية ‪ /‬إنجليزية فقط‪ ،‬ولكنها تحمل في كثير من‬
‫األحيان جداول "مقياس مدرج" تعطي قياسات باألمتار ‪ /‬كيلومترات واألقدام ‪ /‬األميال وما إلى ذلك‬
‫لمقياس صورة أو خارطة معينة‪ .‬وهذه يمكن أن تكون مناسبة لقراءة المسافات مباشرة من الصور‬
‫عندما يعرف المقياس‪ .‬معظم برامج الرسم واإلعداد ورسم الخرائط لديها أدوات مسافة توفر أطوال‬
‫ومسافات في أي وحدة نظام‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مقاييس المساحات هي أجهزة‪ ،‬سواء ميكانيكية أو كهربائية‪ ،‬تقيس محيط الجسم وتوفر مساحة ذلك‬
‫الجسم‪ .‬وهذا غالبا ما يكون أسرع وأكثر دقة من تراكب شبكة من حجم معروف ومربعات محسوب‬
‫عددها‪.‬‬
‫‪ 6.2.2‬أذرع اختالف المنظر أو الموضع ‪Parallax Bars‬‬
‫تُعرف اإلزاحة الظاهرة لموضع الجسم فيما يتعلق بنقطة مرجعية أو نظام ناجم عن تحول في‬
‫نقطة المراقبة‪ ،‬باسم اختالف المنظر ‪ .Parallax‬مع الصور الجوية‪ ،‬هذه هي النقطة التي يتم فيها‬
‫التقاط الصور التي تتغير‪ .‬لذلك‪ ،‬في الجيولوجيا التصويرية‪ ،‬اختالف المنظر أو الموضع لنقطة هو‬
‫االختالف الواضح في موضع النقطة في صورتين متتاليتين‪ .‬تستخدم أذرع اختالف المنظر‪ ،‬أو‬
‫مقاييس التجسيم‪ ،‬لتحديد ارتفاع المعالم على أزواج فوتوغرافية مجسمة‪ ،‬وعموما بإطارات ‪23 × 23‬‬
‫سم (‪ 9 × 9‬إنج)‪ .‬متألفة من ذراع مع صفيحتين زجاجيتين صغيرتين‪ ،‬يوضع الجهاز بحيث أن‬
‫النقاط المنقوشة على الصفيحتين تسقط على نقاط أرضية متطابقة على الصورتين المتراكبتين‪ .‬تتحد‬
‫هذه النقاط بشكل مجسم في نقطة واحدة بحيث يبدو أنها تطفو في داخل الصورة المجسمة ثالثية‬
‫األبعاد‪ .‬عن طريق وضع النقطة عند قمة المعلم (على سبيل المثال‪ ،‬تلة أو مضرب حيد)‪ ،‬ثم عند‬
‫قاعدة المعلم‪ ،‬يمكن للشخص تحديد ارتفاع هذا المعلم أو اختالف المنظر التفاضلي‪ .‬ومما له أهمية‬
‫خاصة‪ ،‬يمكن استخدام هذا الجهاز للمساعدة في حساب السمك الطبقي‪ ،‬وتحديد قيمة الميل‪ ،‬أو‬
‫إنشاء مقاطع تضاريسية‪.‬‬
‫‪ 7.2.2‬األغطية ‪Overlays‬‬
‫استخدم مفسروا الصور قديما أقالم رصاص لينة أو أقالم زيتية للتأشير مباشرة على الصور‬
‫الفوتوغرافية‪ .‬وهذا له عيب تغطية المعلم الذي يجري رسمه ويجعل التصحيحات صعبة (المسح‬
‫يمكن أن يزيل طبقة الفيلم الحساسة للضوء)‪ .‬هذه العيوب يمكن التغلب عليها باستخدام أغطية من‬
‫غشاء شفاف‪ .‬يمكن قطع االغطية لتناسب الصورة الفوتوغرافية أو الصورة‪ ،‬وتربط بشريط على‬
‫طول حافة واحدة‪ ،‬ثم تدون مالحظات بأقالم خاصة تكتب على الغشاء‪ .‬يمكن محو العالمات دون‬
‫اإلضرار بالصورة‪ ،‬ويمكن رفع الغشاء لرؤية الصورة األصلية في االسفل‪ .‬يمكن إزالة االغطية واعادة‬
‫تفسير الصورة إذا كان هناك رأي آخر مطلوب‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 8.2.2‬خرائط األساس ‪Base Maps‬‬


‫تكون التفسيرات أسهل عند الرسم والتصنيف على خرائط طبوغ ارفية بسبب العدد الكبير من‬
‫المعالم المتطابقة على الصورة والخارطة‪ .‬تمتلك خرائط قياس المساحات المستوية عموما طرق‬
‫وممرات مائية الستخدامها فقط كمعالم رئيسية‪ .‬بغض النظر عن نوع الخريطة المتاحة‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون في شكل غشاء مصنفر (بلوري)‪ ،‬أو مايلر‪ ،‬بحيث يمكن تسقيط الصور عليها‪ ،‬أو حتى يمكن‬
‫وضعها مباشرة على صورة وتتبع الشرح أو نقلها إلى الخارطة‪ .‬يأخذ الغشاء المصنفر حبر السحب‬
‫أفضل من الغشاء الشفاف ويحافظ على مقياس صحيح أفضل من الورق‪ .‬في المناطق التي تتمتع‬
‫بتضاريس كبيرة أو على خرائط مشوشة‪ ،‬غالبا ما يكون من المفيد إعادة إنتاج الخارطة كتدرج ظلي‬
‫أو شبكي أو كنسخة مطبوعة‪ .‬وهذا يجعل خارطة االساس أفتح من الخطوط المحبرة للتفسير ويجعل‬
‫الحاشية التفسيرية أسهل للرؤية والقراءة‪.‬‬
‫‪ 9.2.2‬المرشحات ‪Filters‬‬
‫يتم استخدام الفالتر للمساعدة في عرض المعالم الخطية للخارطة والصور‪ .‬يمكن أن تكون‬
‫الفالتر فيزيائية أو رقمية‪ .‬وتناقش الفالتر الرقمية في فقرة "معالجة الصور"‪ .‬ومن بين المرشحات‬
‫الفيزيائية األفالم التي تسمح بالحفاظ على المعلومات ذات التردد العالي على حساب بيانات التردد‬
‫المنخفض (مرشح إمرار الترددات العالية ‪ )high-pass filter‬وتعزيز المعالم الخطية‪ .‬ويمكن‬
‫استخدام شبكة حيود خشنة (‪ 79‬زوجا في كل سم) على فلم‪ ،‬والمعروفة باسم مرشح رونشي‪ ،‬لعرض‬
‫صورة ما‪.‬‬
‫يتألف مرشح منخفض التمرير منخفض التكنولوجيا والذي يسمح للمفسر بالتركيز على التغيرات‬
‫اللونية التدريجية واستبعاد التغيرات الحادة أو المفاجئة ببساطة من إزالة نظارات الشخص (أو‬
‫العدسات الالصقة)‪ .‬وهذا ال يكون فعاال إال عندما يحتاج المفسر إلى عدسات تصحيحية ألن‬
‫المعلومات عالية التردد في الصورة تصبح غير مركزة‪ .‬ويناقش استخدام المرشحات كذلك في فقرة‬
‫"ميكانيكا تحليل الصور"‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.2‬خصائص الصورة ‪Image Characteristics‬‬


‫‪ 1.3.2‬تشطيب الصورة ‪Photo Finish‬‬
‫إن معظم الصور لها تشطيب مطفأ اللمعة أو شبه المع لتقليل الوهج والسماح للشخص بالتعليق‬
‫على الصورة باستخدام أقالم رصاص ملونة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يفضل بعض العاملين تشطيب المع ألن‬
‫التفاصيل تظهر أكثر حدة‪ .‬إن الصور التي يتم نقلها إلى الحقل غالبا ما تكون مغلفة لحماية طبقة‬
‫الفلم الحساسة للضوء من الخدوش والرطوبة ومع ذلك تسمح بالحاشية التفسيرية أو التذييل‪.‬‬
‫‪ 2.3.2‬الورقة مقابل الفلم ‪Paper versus Film‬‬
‫عادة ما تكون المطبوعات الورقية أكثر مالءمة لنقلها إلى الحقل وتدوين المالحظات عليها‬
‫ولكن يجب حمايتها من الرطوبة والمعاملة الخشنة‪ .‬غالبا ما تكون الشفافيات أسهل على العينين عند‬
‫استخدامها مع شفافات فيلم واضحة على طاولة إضاءة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن الصعب استخدامها وتتضرر‬
‫بسهولة في الحقل‪.‬‬
‫‪ 3.3.2‬النسخة المطبوعة في مقابل النسخة الرقمية ‪Hard Copy versus Digital‬‬
‫تقليديا‪ ،‬كان ينفذ استخراج المعلومات من التصوير على صور فوتوغرافية‪ ،‬إما أحادية واما‬
‫مجسمة‪ ،‬وذلك باستخدام منضدة عمل‪ .‬ربما يكون من االمن القول بأن اليوم يتم إجراء تحليل معظم‬
‫الصور إن لم يكن معظمها رقميا على شاشة الكمبيوتر‪ .‬وسواء أكان التحليل على شكل نسخة‬
‫مطبوعة أو رقميا قد ينتهي في نهاية المطاف إلى تفضيل المحلل‪ ،‬كما هو الحال في قراءة كتاب في‬
‫شكل رقمي أو مطبوع يتم تحديده من قبل تفضيل المستخدم‪.‬‬
‫تتمثل ميزة الطباعة الورقية في أنه يمكن حملها بسهولة إلى الحقل وتشكل سجل دائم تقريبا‬
‫لسطح األرض في لحظة زمنية معينة‪ .‬تشمل مزايا تحليل البيانات الرقمية القدرة على تكرار األصل‬
‫بسرعة وبتكلفة زهيدة‪ ،‬وارسالها إلى أي مكان بسرعة عبر اإلنترنت‪ ،‬والسماح بإجراء التحليل من قبل‬
‫أي عدد من المفسرين أو من قبل المحلل نفسه عدة مرات‪ .‬ويمكن تحسين الصور الرقمية أو‬
‫تصفيتها وتكاملها بسهولة مع أنواع أخرى من البيانات مثل التضاريس أو الجاذبية أو البيانات‬
‫الثقافية‪ .‬ويجري على نحو متزايد نقل البيانات إلى الحقل في شكل رقمي على أجهزة‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.2‬ميكانيكية تحليل الصور ‪Mechanics of Image Analysis‬‬


‫‪ 1.4.2‬تفسير الصورة ‪Image Interpretation‬‬
‫تفسير الصور‪ ،‬أو تحليل الصور‪ ،‬هو عملية عرض الصور واحالة المعنى إلى ما ينظر إليه‪.‬‬
‫ويشمل التحليل التعرف على األنماط‪ ،‬مع االعتراف باألهداف القائمة على الخبرة في الحقل والتدريب‬
‫السابق‪ ،‬ما قد أصطلح عليه "مقلة العين المعايرة" “‪ .”the calibrated eyeball‬ومن الضروري أن‬
‫نعرف ليس فقط ما يمكن أن يكون على األرض ولكن أيضا كيف تم إنشاء الصور لفهم ما يشاهده‬
‫الشخص بصورة صحيحة‪.‬‬
‫يمتلك مختلف الناس مهارات إدراكية مكانية مختلفة‪ .‬في علوم األرض‪ ،‬من المفيد التفكير‬
‫وادراك األشياء في ثالثة أبعاد‪ .‬وهذه هي القدرة على إدراك أن الكرسي هو نفس الجسم سواء كان‬
‫مواجها لك أو بعيدا عنك أو معلقا رأسا على عقب من السقف‪ ..‬وبهذه الطريقة يمكن للمرء أن يدرك‬
‫ما هو مقبول من الناحية المادية‪ ،‬وما هو غير مقبول (الشكل ‪ .)4.2‬بعض الناس يرون فقط ما‬
‫يتوقعون رؤيته‪ ،‬وبعض الناس يرون األشياء بشكل مختلف عن بقيتنا‪ .‬نحن جميعا مبرمجين بشكل‬
‫طبيعي للتركيز على أشكال معينة مثل الوجه البشري (على سبيل المثال‪" ،‬الوجه" المذكور في منطقة‬
‫سيدونيا المريخ المشاهد في صورة ناسا عام ‪1976‬؛ الشكل ‪ .)5.2‬تعمل أدمغتنا باستخدام حلقات‬
‫التغذية االسترجاعية لطبع األشياء في ذاكرتنا‪.‬‬
‫لهذا السبب فإن أولئك الذين شاهدوا معالم التطبق‪ ،‬الطي‪ ،‬أو تغير المعدن في الحقل سيكونون‬
‫أفضل في التعرف على هذه األشياء على الصور‪ .‬وبصرف النظر عن ذلك‪ ،‬ليس من الضروري أن‬
‫نرى في مجسم لتحليل صورة‪ ،‬ولكن ربما يساعد في حالة التفسير التركيبي ألن تمييز زاوية الميل‬
‫غالبا ما يكون مفتاح التفسير الصحيح‪.‬‬
‫التفسيرات عرضة لعدة أنواع من األخطاء‪ .‬فهي يمكن أن تفوت الهدف تماما؛ كأن ال ترى‬
‫شيئا موجود بالفعل‪ .‬ويمكنها رؤية شيء على صورة وهو غير موجود‪ .‬ويمكنها رؤية شيء موجود‪،‬‬
‫ولكن يحدد على أنه شيء خاطئ‪ .‬أو يمكنها التعرف على كائن وتحديده بشكل صحيح واسباغ‬
‫األهمية الخاطئة لهذا الكائن‪ ،‬مثل تحديد جرف انزالق أرضي‪ ،‬ولكن الشعور بعدم أهمية تحذير‬
‫صاحب المنزل الذي يعيش في اتجاه اسفل المنحدر من خطر محتمل‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 4.2‬العديد من األوهام‪( .‬أ) وجوه أو مزهرية؟ قد يرى محلالن ينظران إلى نفس الصورة أشياء مختلفة‪( .‬ب)‬
‫يبدو الفيل معقول للوهلة األولى‪ ،‬ولكن من المستحيل فيزيائيا إجراء فحص اقرب‪( .‬ج) مثلث بنروز‪ .‬أي قمة معينة‬
‫هي معقولة‪ ،‬لكن أخذها جميعا معا هي استحالة فيزيائية أخرى‬

‫شكل ‪ 5.2‬صورة فايكنغ من وكالة ناسا لمنطقة سيدونيا‪ ،‬المريخ‪ .‬وتظهر "الوجه المريخي" حيث بعض الناس مقتنعون‬
‫أنه قطعة أثرية ثقافية‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫من الناحية المثالية فإن محلل الصورة إما سوف يحدد الجسم بشكل صحيح أو يقدم قائمة‬
‫قصيرة من التفسيرات البديلة المحتملة لما ينظر إليه‪ .‬ويمكن للشخص أن يوفر مقياسا من الثقة في‬
‫تفسير شيء ما‪ ،‬كما يفعل المسح الجيولوجي عندما يحدد خطوطا سميكة أو مستمرة على الخريطة‬
‫حيث يكون الصدع أو سطح التماس واضحا‪ ،‬وخطوط رقيقة أو متقطعة أو منقطة حيث يكون‬
‫التفسير أقل وضوحا أو تكهني‪.‬‬
‫إن التحليل السليم لصورة ما هو نتيجة لعدة عوامل مترابطة‪ ،‬بما في ذلك التدريب والخبرة‪،‬‬
‫والمقياس المناسب لتفسير معين‪ ،‬ومعرفة السياق‪ ،‬والتعرف على الضوضاء وتصفيتها ("نسبة اإلشارة‬
‫إلى الضوضاء")‪ ،‬وفهم المنظور‪ ،‬اللون‪ ،‬التباين‪ ،‬وتركيب الصورة‪.‬‬
‫‪ 2.4.2‬تأثير المقياس ‪Influence of Scale‬‬
‫إن مقياس الصورة له تأثير كبير على مقدار التفاصيل التي تمت مالحظتها وتعيينها‪ .‬وكثي ار‬
‫‪Landsat Multispectral‬‬ ‫صور الماسح الضوئي متعدد األطياف من الندسات‬ ‫ما تفسر‬
‫)‪ ،Scanner (MSS‬على سبيل المثال‪ ،‬في أوائل السبعينيات‪ ،‬بمقاييس ‪ .1:1,000,000‬وبالنظر‬
‫إلى كمية التفاصيل المرئية في ‪ ، 1:250,000‬ناهيك عن سهولة إعداد الخرائط‪ ،‬فإنه ليس من‬
‫المستغرب أن التفسيرات الجديدة لنفس الصور على مقياس مكبر يمكن أن توفر ثروة من المعلومات‬
‫الجديدة‪ .‬مقاييس أكبر تعطي خرائط أفضل (تفاصيل أكثر)‪ .‬واذا كانت هناك حاجة لمعالم إقليمية‬
‫فقط‪ ،‬فمن الممكن دائما التراجع وعرض الصورة من مسافة بعيدة‪.‬‬
‫في كثير من األحيان يكون لدى الشخص خيار ما إذا كان يستخدم صور أقمار صناعية أو‬
‫صور جوية أكثر تفصيال‪ .‬ليس فقط ما تفعله معظم الصور الجوية في عرض مشاهدة مجسمة‪ ،‬فهي‬
‫أيضا توفر ثروة من التفاصيل تكون عموما غير متوفرة من ارتفاعات مدارية‪ .‬العيب الرئيسي عند‬
‫التعامل مع صور جوية هو أنه قد تكون هناك حاجة إلى أعداد كبيرة من الصور لتغطية مساحة ال‬
‫تغطيها سوى صورة واحدة أو عدد قليل من صور االقمار الصناعية الصغيرة‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫يتطلب أربع صور عند مقياس ‪ 1:25,000‬لتغطية نفس المنطقة التي تغطيها صورة واحدة عند‬
‫مقياس ‪ .1:50،000‬يجب على المفسر بعد ذلك النظر في المفاضلة بين التفاصيل مقابل الوقت‬
‫للتفسير والتكلفة المضافة لمزيد من الصور‪.‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.4.2‬تأثير اللون ‪Influence of Color‬‬


‫يمكن تقديم حجة مماثلة عند التفكير في استخدام الصور باأللوان مقابل الصور باألبيض‬
‫واألسود‪ .‬ادعى البعض أن المفسر ذو الخبرة يمكنه جمع أكبر قدر من المعلومات من الصور‬
‫باألبيض واألسود كما في الصور باأللوان‪ .‬معظم المفسرين الجيولوجيين يختلفون في الرأي‪ .‬ال يجعل‬
‫التصوير الفوتوغرافي الملون من التفسير أسرع وأسهل فقط ولكن أيضا يجعل من الممكن التعرف‬
‫على وحدات صخارية مهمة‪ ،‬وتتبعها أفقيا بمزيد من الثقة‪ ،‬وتمييز مقطع متكرر أو مقطع مفقود في‬
‫تضاريس أرضية متصدعة ومطوية‪ .‬وتتراوح تقديرات المعلومات اإلضافية على الصور باألبيض‬
‫واألسود من ‪ ٪10‬إلى ‪ ،٪25‬ولكن هذه المعلومات يمكن أن تكون حاسمة في التحليل النهائي‪ .‬ومرة‬
‫أخرى‪ ،‬المفاضلة الرئيسية هي في التكلفة‪ .‬يمكن أن يكلف التصوير الفوتوغرافي الملون ‪ 3-2‬مرات‬
‫بقدر التصوير باألبيض واألسود‪ .‬إن التصوير الرقمي يكون تقريبا بالكامل ملوناﹰ أو متعدد الطيف‪.‬‬
‫تتميز صورة القمر الصناعي باألبيض واألسود ببعض المزايا على الصورة الملونة‪ .‬فهي غالبا‬
‫ما تكون أسرع وأقل كلفة لتوليد نطاق واحد من البيانات من األنطقة الثالثة المطلوبة لمركب ملون‪.‬‬
‫يمكن أن يكون األبيض واألسود من الطيف األحمر أو األشعة تحت الحمراء القريبة (على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬الندسات أم أس أس حزمة ‪ ، 7‬أو راسم الخرائط الموضوعي ]أم تي[ ‪ ،4‬أو سبوت ‪ )P‬خيا ار‬
‫ممتا از بالنسبة ل "معاينة سريعة"‪ .‬ويرى المفسرون عموما معالم مختلفة على نطاقات مختلفة (أطوال‬
‫موجية)‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬يمكن للصورة باالسود واالبيض إبراز بعض المعالم المفقودة في خلفية‬
‫صورة مشهد ملون‪ .‬وبما أن لكل مشروع أهدافا فريدة‪ ،‬يجب النظر في كل حالة على حدة‪.‬‬
‫إن الصور الملونة الكاذبة‪ ،‬وخاصة األشعة تحت الحمراء الملونة‪ ،‬لديها م ازيا محددة على‬
‫اللون الحقيقي‪ .‬على الرغم من أنه من السهل التعرف على الوحدات التي تستخدم صور لون حقيقي‪،‬‬
‫فإن صور األشعة تحت الحمراء الملونة تبرز الجيولوجيا بشكل جيد جدا‪ ،‬فهي تزيل معظم تشتت‬
‫الغالف الجوي (الضباب) من خالل إزالة الحزمة الزرقاء‪ ،‬وتأكيد االختالفات في الغطاء النباتي‬
‫(األنواع ومرحلة النمو والتغيرات الموسمية واإلجهاد)‪ .‬ويمكن للتوليفات الملونة الكاذبة أن تؤكد على‬
‫المعالم األخرى‪ ،‬من تغيرات معدنية إلى تغيرات رطوبة‪ .‬العيب األساسي هو أن المفسر يجب أن‬
‫يكون مطلع على كل توليفة ملونة جديدة وما تمثله األلوان في ظل ظروف فريدة من تحصيل الصورة‬
‫ومعالجتها‪ .‬وقد يكون من الضروري الحصول على نقاط مراقبة في الحقل لتحسين دقة التفسير‪.‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 5.2‬التقنية ‪Technique‬‬
‫كل مفسر لديه تقنية مفضلة للعمل من خالل صورة فوتوغرافية أو صورة‪ .‬وعموما‪ ،‬يبدأ المرء‬
‫في منطقة معروفة‪ ،‬وهي منطقة فيها خرائط أو نقاط مراقبة حقلية‪ ،‬أو حيث ينكشف مقطع كامل‬
‫وهناك مكاشف صخرية جيدة‪ .‬ثم يعمل المرء خارجا في مناطق أقل معرفة أو منكشفة بشكل رديء‪.‬‬
‫وهذه هي عملية استقراء المعروف من المجهول‪.‬‬
‫في كثير من األحيان هناك مناطق واسعة لمكاشف رديئة أو رتيبة‪ ،‬أو ال شيء من المنطقة‬
‫معروف جيدا‪ .‬في مثل هذه الحاالت‪ ،‬يمكن للمرء أن يضع شبكة على الصورة والعمل في خلية‬
‫شبكة واحدة في وقت واحد‪ .‬وهذا له تأثير تركيز اهتمام الشخص على مناطق صغيرة بدال من‬
‫المشهد بأكمله‪ .‬يمكن أن تحتوي الصورة بأكملها على معلومات أكثر من استيعابها بسهولة في‬
‫لمحة‪.‬‬
‫‪ 1.5.2‬تأثير إتجاه النظر أو المنظور ‪Effect of Viewing Direction or Perspective‬‬
‫غالبا ما تعطي الصورة معلومات مختلفة اعتمادا على االتجاه الذي ينظر إليه‪ .‬لهذا السبب‪،‬‬
‫فإن العديد من العاملين يقومون بتدوير الصورة ومالحظتها من زوايا متعددة‪ .‬غالبا ما يكون لالتجاه‬
‫الذي تسقط فيه الظالل تأثير على تصور التضاريس‪ .‬يمكن أن يظهر مجرى مائي إما منخفض‬
‫(وادي) أو مرتفع (سلسلة تالل) اعتمادا على كيفية سقوط الظالل‪ .‬عموما‪ ،‬إذا كانت الصورة موجهة‬
‫بحيث تسقط الظالل نحو الناظر‪ ،‬فإن التضاريس تظهر بشكل صحيح‪.‬‬
‫‪ 2.5.2‬قصر المنظور المائل ‪Foreshortening‬‬
‫وهي تقنية غالبا ما تستخدم من قبل مفسري الزلزالية حيث يتم عرض الصورة في زاوية ضحلة‬
‫أو زاوية متممة لزاوية السقوط‪ .‬التأثير‪ ،‬المعروف باسم قصر المنظور المائل‪ ،‬يعزز التغييرات‬
‫الطفيفة في الشكل والكشف عن االستم اررية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬هو فعال بشكل خاص لوصل قطع‬
‫منفصلة من نطاق صدع في معلم خطي إقليمي‪.‬‬
‫‪ 3.5.2‬الترشيح ‪Filtering‬‬
‫ينجز الترشيح لتحسين "نسبة اإلشارة إلى الضوضاء"‪ ،‬أي محتوى المعلومات للتصوير‪.‬‬
‫المرشحات الفيزيائية مثل شبكة رونتشي يمكن أن تعزز المعالم الخطية دون معالجة الصورة‪ .‬عرض‬
‫صور باألسود واألبيض من خالل فلم أحمر يوفر وهم العمق‪.‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫عند عرض التصوير على شاشة‪ ،‬هناك العديد من المرشحات الرقمية التي يمكن تطبيقها‪ ،‬بما‬
‫في ذلك تلك التي تجعل الحواف حادة أو تزيل الضوضاء العشوائية‪ .‬بعض المرشحات تصقل‬
‫الترددات المكانية العالية أو المنخفضة أو ترشح أطوال موجية محددة‪.‬‬
‫‪ 4.5.2‬المعاينة ب "عيون جديدة" ”‪Viewing with “Fresh Eyes‬‬
‫قد تكون هناك حاجة إلى طرق متعددة في صورة ما قبل أن يتم استخراج جميع المعلومات ذات‬
‫الصلة‪ .‬في المرحلة األولى‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن للمرء أن يتتبع جميع التطبقات والبحث عن‬
‫مقطع متكرر‪ ،‬مقطع مفقود‪ ،‬وغيرها من االختالفات‪ .‬وقد تتضمن المرحلة الثانية رسم خرائط لجميع‬
‫آثار التكسر‪ .‬وقد تشمل المرحلة الثالثة البحث عن شذوذ لوني أو نباتي‪ ،‬وسوف يكون هناك طريق‬
‫نهائي إلعداد خرائط وتفسير أنماط التصريف‪.‬‬
‫إن االختالف في هذا الموضوع هو وجود شخص آخر يلقي نظرة على صورتك (رأي ثاني)‪.‬‬
‫عملية تحليل الصورة هي فردية للغاية‪ ،‬حيث أن كل شخص لديه مجموعة مختلفة من التجارب‬
‫والتدريب والطرق الطبيعية للنظر في األمور‪.‬‬

‫‪ 5.5.2‬صور متعددة لنفس المنطقة ‪Multiple Images of the Same Area‬‬


‫عندما تتداخل أو تتراكب عدة صور في منطقة ما‪ ،‬فإن مقارنة المنطقة المهمة على كل صورة‬
‫غالبا ما تكشف عن معلومات جديدة بسبب التغيرات في اإلضاءة أو الغطاء النباتي أو ميزة أخرى‬
‫(الغطاء الثلجي‪ ،‬تغير الرطوبة) تكون مرئية على الصور المكتسبة في أوقات مختلفة‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫نظر للقدرة المجسمة المستمدة من التراكب‪.‬‬
‫ذلك ‪ ،‬قد تكون تفاصيل السطح أكثر وضوحا ا‬
‫‪ 6.2‬معالجة الصورة ‪Image Processing‬‬
‫تتطلب معالجة الصورة ملف رقمي مثل صورة فوتوغرافية أو صورة قمر صناعي وانشاء صورة‬
‫أو التالعب بصورة لجعلها أسهل في التحليل‪ .‬تتكون الصور الرقمية من "عناصر الصورة" أو نقاط‬
‫الشاشة "بكسالت"‪ ،‬مكافئة للتحبب في الفيلم‪ ،‬التي لها قيمة سطوع في كل واحد من األلوان‬
‫(المعروفة أيضا بقنوات‪ ،‬نطاقات‪ ،‬أو مديات طول موجي) التي تصنع البكسل‪ .‬وليس القصد من هذا‬
‫النص هو الدخول في تفاصيل تقنيات معالجة الصور‪.‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يوجد العديد من حزم البرامج‪ ،‬بما في ذلك‪،MultiSpec ،SPRING ،ArcView ،ENVI ،‬‬
‫‪،DEM3d ،DLGView ،ER Viewer ،TNT Lite ،PCI Image Works ،GRASS‬‬
‫(أنظر‬ ‫‪Photoshop‬‬ ‫و‬ ‫‪،OpenEV‬‬ ‫‪،MrSID‬‬ ‫‪GeoExpress‬‬ ‫‪View‬‬
‫‪ http://www.cof.orst.edu/cof/teach/for421/Software.html‬لبرامج مجانية)‪.‬‬
‫ويمكن اآلن القيام بمعالجة الصور على الفور تقريبا على برامج متاحة عادة مثل فوتوشوب‬
‫وعلى أجهزة كمبيوتر شخصية قياسية ذات قدرات متوسطة‪ .‬على الرغم من ما تراه في األفالم‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن تكون الصورة "محسنة" إذا لم يكن هناك محتوى معلومات في البيانات‪ .‬ال يمكن ألي كمية‬
‫معالجة أو ترشيح إنشاء بيانات‪ :‬يجب أن تكون المعلومات موجودة هناك من أجل أن يتم تعزيزها‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬يخلق التكبير الرقمي وحدات بكسل أكثر أو أكبر بنفس محتوى المعلومات‪ .‬فهي ال تضيف‬
‫بيانات جديدة‪.‬‬
‫وفيما يلي موجز مختصر لبعض أكثر تقنيات معالجة الصور شيوعا وما تستخدم ألجله‪.‬‬
‫‪ 1.6.2‬تقوية التباين (واإلخماد) )‪Contrast Enhancement (and Suppression‬‬
‫يتيح تعزيز التباين للمستخدم بتكبير التباين بين قيم السطوع في صورة ما‪ .‬بالنسبة للبيانات‬
‫ثمانية البت (التي ال تزال أكثر الصيغ شيوعا)‪ ،‬يعني ذلك إعادة توزيع قيم السطوع ‪ ،256‬عادة في‬
‫مدرج غاوسي تكراري حيث يستخدم جزءا من المدى المتوفر فقط من "أعداد رقمية" أو قيم السطوع‪.‬‬
‫تحسين التباين‪ ،‬أو التمدد‪ ،‬يركز على الحصول على معظم المعلومات من حيث معظم قيم السطوع‪.‬‬
‫هذا له تأثير تغيير المدرج التكراري لقيم السطوع بحيث بدال من توزيع (غاوسي) الطبيعي هي اآلن‬
‫"ممدودة" لملء كامل النطاق الديناميكي المتاح (‪ .)255-0‬وهناك أثر جانبي مؤسف هو أن‬
‫المناطق التي تظهر فاتحة على الصورة األصلية قد تصبح باهتة والمناطق األصلية التي هي داكنة‬
‫قد تصبح سوداء‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬قد يركز تحسين التباين على المناطق الفاتحة فقط على حساب‬
‫الدرجة اللونية الوسطية والداكنة أو فقط على المناطق الداكنة وفقدان تباين المنطقة الفاتحة‬
‫والمتوسطة (الشكل ‪.)6.2‬‬
‫إخماد التباين‪ ،‬وهو عكس تقوية التباين‪ ،‬يمكن أن يكون مفيد في المناطق التي يوجد فيها‬
‫الكثير من التباين‪ ،‬ولنقل في مناطق ذات رمل أبيض فوق بازلت‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬يمكن تغيير‬

‫‪- 49 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫التباين لتعزيز المعلومات في المناطق المظلمة والفاتحة من الصورة (على سبيل المثال‪ ،‬ترشيح‬
‫معادلة المدرج التكراري)‪.‬‬

‫شكل ‪ 6.2‬صورة جوية ومدرجات تك اررية مناظرة تظهر (أ) ال تقوية للتباين و (ب) تمديد التباين‪ .‬الحظ كيف تظهر‬
‫بعض المناطق الفاتحة "باهتة" على الصورة المحسنة التباين‪( .‬تم تحسين االشكال باستخدام برنامج أدوب فوتوشوب)‬
‫‪ 2.6.2‬الترشيح ‪Filtering‬‬
‫كما ذكر في "الترشيح" تحت فقرة "التقنية"‪ ،‬يمكن ترشيح الصور الرقمية لتحقيق تأثيرات‬
‫مختلفة (على سبيل المثال‪ ،‬مساعد عناصر فوتوشوب المتصل باالنترنت)‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إن‬
‫مرشح "المعادل" يعيد توزيع قيم سطوع البكسالت في صورة ما بحيث تمثل بالتساوي النطاق الكامل‬
‫لمستويات السطوع المتاحة (الشكل ‪.)7.2‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 7.2‬صورة جوية ومدرجات تك اررية مناظرة تبين (أ) ال تقوية للتباين و (ب) أمتداد تسوية المدرج التكراري‪( .‬تم‬
‫تحسين االشكال باستخدام برنامج أدوب فوتوشوب)‪.‬‬
‫يسمح لك "مرشح العتبة" بتحديد مستوى معين كعتبة‪ :‬يتم تحويل جميع وحدات البكسل التي‬
‫تكون أفتح من العتبة إلى اللون األبيض ويتم تحويل جميع وحدات البكسل التي تكون أكثر قتامة من‬
‫العتبة إلى اللون األسود‪.‬‬
‫تنعم "مرشحات الضبابية" “‪ ”Blur filters‬كل الصورة أو جزء منها وهي مفيدة في اللمسات‬
‫االخيرة‪ .‬تعمل على تسهيل االنتقال عن طريق حساب متوسط البكسالت بجانب الحواف شديدة‬
‫التباين للخطوط والمساحات المظللة في صورة ما‪ .‬تعمل "ضبابية غوسي" ”‪“Gaussian blur‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫على تشويش مجموعة مختارة بمقدار قابل للتعديل‪ .‬يطبق برنامج فوتوشوب متوسط موزون على‬
‫البكسالت التي ينتج عنها مدرج تكراري غوسي‪ .‬يضيف هذا المرشح تفاصيل التردد المنخفض وينتج‬
‫تأثير غامضا‪ .‬تشوه "ضبابية صندوقية" ”‪ “Box blur‬صورة ما على أساس متوسط قيمة البكسالت‬
‫ا‬
‫المجاورة‪ .‬عن طريق ضبط نصف قطر البكسل المتأثر‪ ،‬يمكنك زيادة مقدار الضبابية‪.‬‬
‫إن "مرشحات الضوضاء" “‪ ”Noise filters‬عموما تزيل الضوضاء أو مستويات اللون‬
‫الموزعة عشوائيا‪ .‬فهي تمزج بكسل حاد التباين في بكسالت محيطة‪ .‬يقوم "فلتر ازالة التبقع"‬
‫”‪ “despeckle filter‬بالكشف عن الحواف في صورة ما حيث تحدث تغيرات كبيرة في اللون‬
‫وتطمس كل الصورة باستثناء تلك الحواف‪ .‬تقوم مرشحات الضوضاء بإزالة الضوضاء مع الحفاظ‬
‫على التفاصيل‪" .‬الفالتر المتوسطة" “‪ ”Median filters‬تقلل الضوضاء في الصورة عن طريق مزج‬
‫سطوع البكسالت داخل منطقة محددة‪.‬‬
‫يقوم الفلتر بالبحث في المنطقة عن بكسالت متماثلة السطوع‪ ،‬مع استبعاد تلك التي تختلف‬
‫كثي ار عن البكسالت المجاورة واستبدال البكسالت المركزية بمتوسط قيمة السطوع للبكسالت التي تم‬
‫البحث عنها‪.‬‬
‫تحتفظ " مرشحات إمرار الترددات العالية " “‪ ”High-pass filters‬بتفاصيل الحافة في دائرة‬
‫نصف قطرها محدد حول كل بكسل حيث تحدث تحوالت حادة في اللون أو الدرجة اللونية وتخمد‬
‫بقية الصورة (الشكل ‪ .)8.2‬يحتفظ هذا الفلتر بمعلومات عالية التردد ويزيل التفاصيل ذات التردد‬
‫المنخفض‪ .‬وهو يمتلك التأثير العكسي لمرشح الضبابية ويمكن أن يؤدي إلى صورة تبدو مبقعة‪.‬‬
‫”‪ “sharpening filters‬تحدد‬ ‫"تحسين الحافة" “‪ ”Edge enhancement‬أو "مرشحات الشحذ"‬
‫مساحات في الصورة ذات تحوالت كبيرة وتؤكد على الحواف‪ .‬فهي تسلط الضوء على الحواف أو‬
‫التحوالت اللونية المفاجئة مع خط من البكسالت المظلمة على خلفية أفتح‪ .‬يمكن تعديل هذه‬
‫المرشحات لشحذ الحواف فقط مع الحفاظ على النعومة الشاملة للصورة‪ .‬فهي مفيدة للعثور على‬
‫اتجاهات تركيبية مثل صدوع أو تقاطعات التطبق مع السطح‪ .‬عيب هذا النوع من الفالتر هو أنها‬
‫ستعزز أي ضجيج خطي في البيانات‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬يجب إزالة الضوضاء قبل تطبيق مرشح الشحذ‪.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 8.2‬صورة جوية تبين (أ) ال تعزيز للتباين و (ب) مرشح إمرار تردد عالي‪( .‬تحسين األشكال باستخدام أدوب‬
‫فوتوشوب‪).‬‬
‫سيقوم "مرشح إمرار تردد منخفض" “‪ ”low-pass filter‬بإزالة البيانات عالية التردد مع‬
‫الحفاظ على معلومات التردد المنخفض‪ .‬وهو عكس مرشح إمرار تردد عالي‪.‬‬
‫ال يسمح "مرشح تمرير الحزمة" “‪ ”band-pass filter‬إال بمدى محدد لتردد مستمر ليبقى‬
‫ويخمد أو يحذف قيم السطوع المتبقية‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.6.2‬حساب النسب أو التعزيز اإلنتقائي للمكونات المختلفة للصورة ‪Ratioing‬‬


‫حساب النسب هي تقنية معالجة حيث تقسم قيم السطوع (االنعكاسية) في قناة واحدة على قيم‬
‫نفس البكسل في قناة أخرى‪ .‬وتعزز النسب التباين بين المواد ذات االنعكاسية المختلفة عند أطوال‬
‫موجية محددة وتخمد آثار الظالل (التضاريس)‪ ،‬حيث تقسم قيم االنعكاس المنخفض على قيم‬
‫منخفضة في المناطق المظللة (الشكل ‪ .)9.2‬وعلى الرغم من أن مدى قيم النسب الممكنة يمتد من‬
‫صفر إلى ما ال نهاية‪ ،‬فإن معظم قيم النسبة تقع بين ‪ 0.5‬و ‪ 2.0‬ومن ثم تتمدد أو يتم تحجيمها‬
‫إلى المعدل الطبيعي من ‪( 255-0‬بالنسبة للبيانات ‪ 8‬بتات مثل الندسات و سبوت)‪ .‬إذا دمجت‬
‫ثالث مجموعات من النسب ويخصص لكل واحدة لون مختلف‪ ،‬فإنه تتولد صورة نسبة لون مركب‪.‬‬
‫تقنية النسبة هي واحدة من طرق معالجة الصور العديدة التي تستخدم بيانات منفصلة متعددة‬
‫األطياف متعددة الحزم‪ ،‬لتوليد صور إلظهار توزيع تجمعات معدنية محددة‪.‬‬

‫شكل ‪ 9.2‬صورة نسبة كليمنتاين للقمر‪ .‬النطاقات المستخدمة هي ‪ 415/750‬نانومتر تعرض باللون األحمر؛‬
‫‪ 950/750‬نانومتر األخضر؛ ‪ 750/414‬نانومتر األزرق‪ .‬األزرق يشير إلى مناطق مرتفعة التيتانيوم غنية بالحديد؛‬
‫األصفر والبرتقالي يشير إلى مناطق منخفضة التيتانيوم غنية بالحديد‪ .‬الحظ كيف تم إخماد تضاريس الفوهة‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.6.2‬التحوالت ودمج النطاق الطيفي ‪Transforms and Spectral Band Merging‬‬


‫هناك بعض التقنيات ال بد من ذكرها عند مناقشة طرق تعزيز المحتوى الطيفي للمعلومات من‬
‫الصور‪ .‬إن "المكونات الرئيسية )‪" ،"Principal components (PCs‬شدة تدرج اللون وتشبعه‬
‫)‪ "intensity–hue–saturation (HIS‬و "تحوالت امتداد ازالة االرتباط ‪decorrelation stretch‬‬
‫‪ "transformations‬تسهل على المفسر أن يميز بين مواد ذات تباين طيفي منخفض‪.‬‬
‫يستخدم تحول المكونات الرئيسية لتقليل كمية االرتباط بين نطاقات البيانات وتكبير االختالفات‬
‫بين النطاقات‪ .‬في معظم الصور‪ ،‬يكون محتوى المعلومات لنطاقات الطول الموجي المتجاورة‬
‫متطابق تقريبا (يرتبط ارتباطا كبيرا)‪ .‬إن الكائن الذي يكون عالي االنعكاسية في المنطقة الحمراء‬
‫للضوء المرئي هو على األرجح أيضا عالي االنعكاسية في الضوء األصفر أو حتى األخضر‪ .‬ومن‬
‫شأن وجود رسم ثالثي األبعاد لقيم االنعكاسية في ثالث نطاقات (تظهر باللون األحمر واألخضر‬
‫واألزرق والمعروفة باسم "مساحة ‪ )"RGB‬أن يولد عنقود إهليلجي من النقاط‪ .‬وعادة ما يكون هذ‬
‫المجسم اإلهليلجي غير موازي ألحد محاور االنعكاس‪ .‬ويشكل إحكام هذا العنقود مؤش ار على تكرار‬
‫مجاميع البيانات‪ :‬كلما زاد إحكام أو تراص العنقود (كلما اقترب اكثر من خط مستقيم) كلما زاد‬
‫الترابط بين النطاقات‪ .‬يولد تحول المكونات الرئيسية مجموعة جديدة من المحاور المتعامدة (غير‬
‫المترابطة) في الفراغ بحيث يتم توجيه المحور الرئيسي من خالل البعد الطويل للجسم اإلهليلجي‪،‬‬
‫والمحاور الثانوية والثالثية تحدد توزيعات أصغر أو كثافات أصغر لنقاط البيانات‪ .‬بشكل عام‪،‬‬
‫يحتوي المكون الرئيسي األول على معلومات سطوع الصورة؛ والمكون الثاني والثالث‪ ،‬وما إلى ذلك‪،‬‬
‫تحتوي على معلومات أقل تدريجيا؛ والمكونات األخيرة تميل إلى احتواء أوالﹰ الضجيج المنهجي ومن‬
‫ثم العشوائي في الصورة (الشكل ‪ .)10.2‬يمكن للمرء أن ينشأ صورة ملونة باستخدام أي ثالث‬
‫مكونات‪ .‬وعادة ما تستخدم المكونات الثالثة األولى‪ .‬ويميل المكون الثاني والثالث إلى الكشف عن‬
‫اختالفات غير ملحوظة في مواد سطحية‪ .‬هناك عيب واحد لهذه التقنية هو أنها‪ ،‬على عكس النسب‬
‫أو الصور الملونة القياسية‪ ،‬فإنه ليس من الممكن التنبؤ ما هي األلوان التي سوف تتوافق مع مواد‬
‫سطح محددة‪ ،‬ألن كل صورة مكون رئيسي هي دالة للتوزيع الفريد لقيم السطوع داخل الصورة‬
‫األصلية‪ .‬وهذا يعني أيضا أن تركيبات األلوان غير متناسقة من صورة إلى أخرى‪ ،‬أي أن األلوان‬

‫‪- 55 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المتولدة من الحجر الجيري في صورة واحدة ليست بالضرورة نفس األلوان الموجودة في نفس الحجر‬
‫الجيري في صورة الحقة‪ ،‬أو لنفس الحجر الجيري في صورة مجاورة بتوزيع مختلف من قيم السطوع‪.‬‬
‫إن أختالف صورة المكون الرئيسي هو أمتداد إلزالة االرتباط‪ .‬في أمتداد إزالة االرتباط‪ ،‬يتم إنشاء‬
‫صورة مكون رئيسي‪ ،‬ثم يعزز التباين باستخدام‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬امتداد المدرج التكراري‪ .‬ثم‬
‫تخضع هذه البيانات الجديدة لتحويل مكون رئيسي معكوس الذي يعيده إلى مساحة لون ‪RGB‬‬
‫األصلي‪ .‬البيانات الناتجة لديها نفس تركيبات األلوان كما في الصورة الملونة األصلية‪ ،‬ولكن تميل‬
‫األلوان إلى أن تكون مشبعة للغاية وتتكثف االختالفات الطيفية (الشكل ‪.)11.2‬‬

‫شكل ‪ 10.2‬المكونات الرئيسية األربعة األولى المستمدة من حزم الندسات ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪.5‬‬
‫يأخذ تحول شدة تدرج اللون وتشبعه صورة من المساحة اللونية أحمر – أخضر – أزرق المألوفة‬
‫إلى نظام جديد من شدة تدرج اللون وتشبعه‪ .‬الشدة هي دالة السطوع؛ ويمثل تدرج اللون لون الكائن؛‬
‫والتشبع هو نقاوة اللون‪ .‬تحول الصورة أوال إلى مساحة شدة تدرج اللون وتشبعه‪ ،‬حيث يعزز تباين‬
‫مكونات شدة تدرج اللون وتشبعه بشكل فردي‪ .‬ومن ثم تحول عائدة إلى مساحة اللون ‪RGB‬‬
‫األصلي ويؤدي إلى صورة بمدى ديناميكي أكبر في األلوان والتدرجات اللونية‪ .‬وهناك عدد من‬
‫االختالفات في هذا التحول‪ .‬في أحد االمثلة‪ ،‬والمعروف باسم "شدة تدرج اللون وتشبعه مع استبدال‬
‫النطاق" “‪ ، ”IHS with band substitution‬تحتوي صورة الندسات تي أم األصلية على نطاقات‬

‫‪- 56 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1-3-7‬باللون األحمر واألخضر واألزرق‪ .‬تحول هذه إلى مساحة شدة تدرج اللون وتشبعه وتمدد‪.‬‬
‫ومن ثم يزال نطاق الشدة ويستبدل بالنطاق ‪ 4‬تي أم ويعكس التحويل للعودة إلى مساحة ‪( RGB‬‬
‫الشكل ‪ .)12.2‬وقد عرضت هذه التقنية لتكبير االختالفات الطيفية الدقيقة في الصورة األصلية‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.2‬أمتداد إزالة األرتباط‪ ،‬فوهة قيصر‪ ،‬المريخ‪( .‬أ) صورة مقياس رمادي تعرض درجة ح اررة السطح‪( .‬ب)‬
‫مركب لون كاذب مصنع من ثالث نطاقات ثيميس ‪ THEMIS‬باستخدام امتداد إزالة االرتباط للتأكيد على التركيب‪.‬‬
‫كثبان رملية بازلتية هي وردية‪ /‬ارجوانية‪ 100 .‬م بيكسل‪ .‬بعثة أوديسا المريخ‬

‫شكل ‪ 12.2‬صورة راسم خرائط موضوعي من الندسات تي أم لمنطقة حقل هودنة‪ ،‬الجزائر‪ .‬تم إنشاء الصورة‬
‫باستخدام تحويل شدة تدرج اللون وتشبعه على نطاقات ‪ ،1-3-7‬ومن ثم استبدال الشدة مع النطاق تم ‪ 4‬وتحويلها‬
‫مرة أخرى إلى مساحة أحمر وأخضر وأزرق‪.‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ويدعى التحول الذي استخدم للحد من الضوضاء‪ ،‬وال سيما الضوضاء التي أدخلتها الغازات‬
‫الجوية‪" ،‬تحليل الحد االدنى لجزء الضوضاء" “‪ .”minimum noise fraction analysis‬يتم‬
‫إنشاء مصفوفة ارتباط لتقدير الضوضاء في التصوير‪ .‬إن التحول يقسم ويزيل ارتباط جزء الضوضاء‬
‫إلى درجات‪ ،‬ويخلق مكونات مع تباين المعلومات‪ ،‬ومن ثم يحول هذه المكونات مرة أخرى إلى‬
‫المساحة األصلية وعدد من القنوات باستخدام المكونات غير الضوضائية فقط‪.‬‬
‫‪ 5.6.2‬التالعب باال لون ‪Color Manipulation‬‬
‫يمكن أن يكون التالعب باأللوان بسيطا كتخصيص اختياري لألحمر أو األخضر أو األزرق‬
‫لمختلف نطاقات الطول الموجي‪ .‬ويمكن أن ينطوي على تالعب بالشدة‪ ،‬التدرج اللوني‪ ،‬والتشبع‬
‫لنطاقات منفردة وجماعية‪ .‬قد يكون من المفيد تغيير التباين والسطوع لنطاق لون محدد‪ .‬يمكن للمرء‬
‫إزالة لون معين أو استبداله مع آخر‪ .‬ويمكن للمرء ضبط توازن اللون‪ ،‬مما يجعل‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫صورة مع مسحة مائلة إلى األخضر (يظهر الغطاء النباتي أفضل في اللون الحقيقي) في واحدة مع‬
‫مسحة مائلة إلى االحمر (يظهر تغير الكبريتيد أفضل على صورة ملونة حقيقية)‪.‬‬
‫‪ 6.6.2‬تجزئة الكثافة ‪Density Slicing‬‬
‫تجزئة الكثافة‪ ،‬أو رسم خرائط متدرجة‪ ،‬هو تعيين سطوع بكسل إلى ألوان أو ظالل رمادية في‬
‫تدرج اختير سابقا (الشكل ‪ .)13.2‬يمكن أن يكون التدرج مستم ار أو تدريجيا (على سبيل المثال‪،‬‬
‫يمكن تقسيم مقياس رمادي مستمر إلى ‪ 8‬أو ‪ 10‬خطوات رمادية متقطعة)‪ .‬يمكن أن يكون التدرج‬
‫اللوني مفيدا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في تصور مناطق دافئة الى باردة على صورة ح اررية بمقياس‬
‫رمادي اسود وابيض اصال‪.‬‬
‫‪ 7.6.2‬مؤشرات الغطاء النباتي ‪Vegetation Indices‬‬
‫لقد تم إنشاء مؤش ارت الغطاء النباتي لتعزيز معالم محددة للغطاء النباتي‪ .‬مؤشر الغطاء‬
‫النباتي هو اختزال قياسات المسح المتعدد األطياف إلى قيمة واحدة للتنبؤ بخصائص النباتات‬
‫وتقييمها‪ .‬ويمكن أن يشمل ذلك قيم نباتات صحية مقابل نباتات مجهدة أو مساحة ورقة أو کتلة‬
‫حيوية أو محتوى کلوروفيل أو ارتفاع النبات أو نسبة الغطاء األرضي‪ .‬بالنسبة للغطاء النباتي‬
‫الصحي‪ ،‬يمكن أن يكون هذا بسيط بتقسيم النطاق القريب من األشعة تحت الحمراء على النطاق‬

‫‪- 58 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫األحمر‪ ،‬ألن النباتات الصحية تكون انعكاسية جدا في األشعة تحت الحمراء القريبة وأقل من ذلك‬
‫بكثير في الحمراء‪ .‬ومن ثم ستكون المعادلة لها هي‬

‫حيث ‪ NIR‬هي االنعكاسية في االشعة تحت الحمراء القريبة و ‪ R‬هي االنعكاسية في االطوال‬
‫الموجية الحمراء‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.2‬صورة تجزئة الكثافة‪ ،‬فوهة قيصر‪ ،‬المريخ‪.‬‬


‫‪Normalized Difference Vegetation‬‬ ‫يكشف مؤشر الفرق المعاير للغطاء النباتي‬
‫‪ )Index (NDVI‬المدى الذي يتأثر فيه االنعكاس بعملية التمثيل الضوئي‪ ،‬ويعني معامالت مثل‬
‫كمية الغطاء النباتي والكتلة الحيوية واإلنتاجية‪ .‬وتحسب‪:‬‬

‫وهناك بعض القيود على استخدام مؤشرات الغطاء النباتي‪ .‬وينبغي عدم استخدام المؤشر أعاله‬
‫للتحقيق في األحداث القصيرة األمد مثل الحرائق؛ فهي أكثر مالءمة للعمليات طويلة األمد مثل نمو‬
‫الغطاء النباتي طوال الموسم‪ .‬ويؤدي تشتت الغالف الجوي إلى زيادة كمية الضوء األحمر المقاس‬

‫‪- 59 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بواسطة جهاز استشعار‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليل قيم المؤشر أعاله‪ .‬إن بكسالت مؤشر الفرق المعاير‬
‫للغطاء النباتي ناد ار ما تغطي غطاء نباتي متجانس‪ ،‬وبالتالي فإن االستجابة هي متوسط جميع‬
‫النباتات الطبيعية والزراعية في المنطقة المغطاة ببكسل‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يؤثر انعكاس التربة والصخر على‬
‫قيم المؤشر اعاله‪ ،‬وانعكاس اكبر للتربة والصخر يعطي قيم منخفضة للمؤشر‪ ،‬وال سيما عندما يوجد‬
‫غطاء نباتي بين ‪ %40‬و ‪ .%75‬وأخيرا‪ ،‬يمكن أن يكون لمعايرة المتحسس تأثير كبير على قيم‬
‫المؤشر أعاله‪.‬‬
‫وقد تم تطوير تقنيات أخرى‪ ،‬بما في ذلك خوارزميات الطيف غير المختلطة‪ ،‬مثل "طرق‬
‫إخماد الغطاء النباتي" “‪ ”vegetation suppression methods‬للتقليل إلى أدنى حد من آثار‬
‫الغطاء النباتي وتعزيز محتوى المعلومات المتبقية من الصورة‪ .‬وهذه يمكن أن تكون مفيدة للغاية‬
‫لرسم خرائط التربة أو صخر األساس في المناطق الحرجية الكثيفة‪.‬‬
‫‪ 8.6.2‬التصنيف ‪Classification‬‬
‫إن الهدف من تصنيف الصورة الرقمية هو تصنيف الكائنات في الصورة‪ .‬قد نرغب في تقسيم‬
‫منظر طبيعي إلى فئات للمساعدة في فهم توزيع المعالم السطحية‪ .‬ويمكن أن تكون المعالم السطحية‬
‫هي الصخور‪ ،‬أو تغيير المعادن‪ ،‬أو التربة‪ ،‬أو الغطاء النباتي‪ ،‬أو المسطحات المائية‪ ،‬أو معالم‬
‫صنعها البشر (المناجم‪ ،‬مخلفات المناجم‪ ،‬الخ)‪ .‬ويستند التصنيف إلى المعرفة بأن المواد المختلفة‬
‫لها خصائص طيفية مختلفة‪ .‬إذا كان لدينا جهاز استشعار بنطاق طيفي ‪ ، n‬ينبغي أن نكون قادرين‬
‫على الحصول على التوقيع الطيفي (مدى السطوع) للمواد السطحية في كل من هذه النطاقات أو في‬
‫أبعاد ‪ n‬الطيفية‪ .‬إذا تمكنا من تحديد التوقيع الطيفي لكل مادة سطحية‪ ،‬يمكننا بعد ذلك تصنيف‬
‫جميع المواد في صورة‪.‬‬
‫يمكن أن يكون التصنيف إما غير خاضع إلشراف أو تحت إشراف‪ .‬ويستند "التصنيف غير‬
‫الخاضع لإلشراف" “‪ ”Unsupervised classification‬بشكل كامل إلى تحليل إحصاءات الصورة‬
‫دون معرفة مسبقة لما يوجد على األرض‪ .‬في تصنيف غير خاضع للرقابة‪ ،‬ينظر البرنامج إلى كل‬
‫بكسل في قنوات متعددة أو أطوال موجية (فضاء بعدي ‪ ،)n‬وتحدد منطقة في الفضاء البعدي ‪n‬‬
‫تتميز بتجمع من قيم السطوع‪ ،‬وتعيين مجموعة القيم هذه إلى أحد "الفئات"‪ .‬يحدد البرنامج إحصائيا‬

‫‪- 60 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫اي التجمعات لديها أفضل فصل في الفضاء البعدي ‪ .n‬ومن ثم يعود إلى المفسر ‪ /‬المحلل في‬
‫تحديد ما يمثل كل صنف بالضبط‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪" ،‬التصنيف الخاضع لإلشراف" “‪ ”supervised classification‬هو "إجراء‬
‫لتحديد المناطق المتشابهة من الناحية الطيفية في صورة ما عن طريق تحديد مواقع" تدريب" معروفة‬
‫األهداف ثم استقراء تلك التوقيعات الطيفية على مناطق أخرى من أهداف غير معروفة"‪ .‬يتطلب‬
‫التصنيف الخاضع لإلشراف مجموعة تدريبية أو مناطق على األرض تكون فيها المواد السطحية‬
‫معروفة‪ .‬ويحدد مدى قيم السطوع للمادة السطحية في فضاء البعد ‪ ، n‬حيث ‪ n‬هو عدد األطوال‬
‫الموجية أو النطاقات المتوفرة‪ .‬يقوم برنامج التصنيف بفحص ما تبقى من الصورة باحثا عن مواد‬
‫سطحية ذات خصائص سطوع مماثلة لتلك الموجودة في مناطق التدريب وتخصصها لفئات معروفة‬
‫من المواد‪ .‬وبمجرد إجراء تصنيف تحت اإلشراف‪ ،‬فمن الضروري تحديد دقة التصنيف‪ .‬ويتم ذلك‬
‫عادة عن طريق التحقق من االصناف خالل برنامج حقلي‪.‬‬
‫‪ 9.6.2‬نظم المعلومات الجغرافية ‪Geographic Information Systems‬‬
‫نظام المعلومات الجغرافية (‪ )GIS‬هو نظام حاسوبي مصمم إلدخال وتخزين ومعالجة واخراج‬
‫بيانات مرجعية جغرافيا‪ .‬إن أي بيانات ذات موقع (إحداثيات ‪ )x-y‬هي معلومات جغرافية‪ .‬جميع‬
‫الصور هي معلومات جغرافية‪ ،‬وكذلك البيانات الثقافية (الطرق والبنى التحتية األخرى‪ ،‬معلومات‬
‫استخدام األرض‪ ،‬والحدود البرية)‪ .‬الخرائط الجيولوجية وخرائط المخاطر والغطاء النباتي وخرائط‬
‫الترب والتضاريس وقياس األعماق ومواقع العينات الجيوكيميائية جميعها مؤهلة كمعلومات جغرافية‪.‬‬
‫ويجب أن تكون هذه األنواع المختلفة من المعلومات في شكل رقمي وتصحح إلى نظام إحداثي معين‬
‫قبل أن تكون متراكمة رقميا‪ ،‬ودمجها بألوان أو كثافات مختلفة‪ ،‬أو تدمج رياضيا في أنواع جديدة من‬
‫الخرائط‪.‬‬
‫يمكن أن تكون نظم المعلومات الجغرافية وصفية‪ ،‬تنبؤية‪ ،‬أو إلزامية‪ .‬يمكنها وصف السطح‬
‫في نقطة زمنية في إطار مجموعة معينة من الظروف‪ .‬يمكن تجميع االستنتاجات حول السطح‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في عمل خارطة جيولوجية أو خارطة رطوبة التربة‪ .‬ويمكن لنظام المعلومات الجغرافية أن‬
‫يساعد المحلل على التنبؤ بالظروف السطحية المستقبلية استنادا إلى معرفة الغطاء السطحي الحالي‬
‫والعمليات النشطة‪ .‬وهذا يمكن أن يشمل خرائط المخاطر حيث تظهر فيها احتماالت حدوث انزالقات‬

‫‪- 61 -‬‬
‫ادوات وتقنيات تفسير الصورة‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أرضية أو فيضانات‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يمكن لنظام المعلومات الجغرافية أن يدمج المعلومات والعمليات‬
‫السطحية الحالية في سيناريوهات متعددة‪ ،‬مثل اقتراح خرائط األثر البيئي األكثر اقتصادا في مقابل‬
‫االكثر خطورة في مقابل األقل أمانا بالنسبة لخطط تطوير المناجم ومخلفات المناجم‪.‬‬
‫كل مشكلة في علوم األرض لها مجموعة فريدة من األهداف‪ ،‬ومن المفيد التوقف أثناء‬
‫التحليل لمراجعة هذه األهداف وضمان استمرار العمل على المسار الصحيح‪ .‬ويرد في الجدول ‪2.2‬‬
‫بعض رموز تفسير الصور الجوية األكثر شيوعا‪.‬‬
‫جدول ‪ 2.2‬رموز خارطة جيولوجيا تصويرية االكثر استعماال‬

‫صدع مضربي انزالقي‪ ،‬االزاحة موضحة‬ ‫مضرب وميل التطبق؛ يميل ‪ 3 – 1‬درجة‬
‫صدع اندفاعي‪ ،‬االسنان على الصفيحة العليا‬ ‫مضرب وميل التطبق؛ يميل ‪ 10 – 4‬درجة‬
‫كسر أو تخطط‪ :‬صدع‪ ،‬فاصل‪ ،‬او نطاق قص‪ ،‬ازاحة‬
‫مضرب وميل التطبق؛ يميل ‪ 25 – 11‬درجة‬
‫غير محدد‬
‫طية محدبة‬ ‫مضرب وميل التطبق؛ يميل ‪ 45 – 26‬درجة‬

‫طية مقعرة‬ ‫مضرب وميل التطبق؛ يميل أكبر من ‪ 45‬درجة‬

‫تقوس او ارتفاع جيومورفي‬ ‫مضرب وميل طبقات أفقية‬

‫حوض او منخفض جيومورفي‬ ‫مضرب وميل طبقات شبه عمودية‬

‫سطوح تماس‬ ‫مضرب وميل طبقات مقلوبة‬


‫خطوط شكل تركيب‬ ‫مضرب وميل جيومورفي (ال توجد مكاشف)‬
‫صدع عادي‪ ،‬الكرة على جانب الرمية السفلى‪،‬‬
‫خط متقطع حيث يقع تقريبا؛ خط منقط حيث يختفي أو يتم‬
‫استقراءه‬

‫‪- 62 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الثالث‬
‫أنظمة االستشعار عن بعد‬
‫‪ 1.3‬تمهيد ‪preface‬‬
‫لقد استخدم معظمنا الكاميرات إللتقاط صور عائلية أو في نزهة‪ .‬وفي الماضي غير البعيد جدا‬
‫استخدمنا الكاميرات والفلم‪ .‬واليوم‪ ،‬أصبح أغلبيتنا ماهرين في استخدام الكاميرات الرقمية‪ .‬وقد رأى‬
‫مشاهدو األخبار‪ ،‬وربما دون أن يعرفوا ذلك‪ ،‬خرائط الطقس التي تنتجها صور األشعة تحت الحمراء‬
‫)‪ thermal infrared (TIR‬التي يتم الحصول عليها بواسطة األقمار الصناعية‬ ‫الح اررية‬
‫المتخصصة بالطقس‪ .‬وتظهر الخرائط توزيع الغيوم فوق سطح األرض‪ .‬وتكتشف األقمار الصناعية‬
‫الغيوم ألنها أكثر برودة من خلفية الصورة‪ .‬وتشير صور رادار الطقس الى مناطق هطول مطر‬
‫خفيف إلى غزير‪ ،‬ويمكن لرادار دوبلر تحذير المواطنين حول موقع واتجاه حركة االعاصير القمعية‪.‬‬
‫تستخدم األدوات الطبية ماسحات ح اررية (على سبيل المثال‪ ،‬التصوير الشعاعي للثدي)‪ ،‬ويستخدم‬
‫استشاريو كفاءة استخدام الطاقة التصوير الحراري لعرض المباني التي تتطلب العزل‪ .‬هناك تشكيلة‬
‫مهمة من األدوات‪ ،‬من كاميرات إلى ماسحات ضوئية وهوائيات‪ ،‬نشطة وخاملة على حد سواء‪ ،‬على‬
‫أقمار صناعية وطائرات‪ ،‬والتي هي قادرة على تسجيل مدى واسع من الطيف الكهرومغناطيسي‪.‬‬
‫وهذه المتحسسات متوفرة ألغراض االستكشاف‪ ،‬العمل البيئي والهندسي‪ ،‬البحث‪ ،‬واإلعالم‪.‬‬
‫ينقسم هذا الفصل إلى جزئين‪ .‬في أنظمة أجهزة القياس‪ ،‬يتم وصف فيزياء ما وراء أجهزة‬
‫االستشعار‪ ،‬وخصائصها المفيدة والتطبيقات‪ .‬وليس المقصود من ذلك مناقشة شاملة‪ .‬القسم الثاني‪،‬‬
‫ويشمل منصات أجهزة القياس‪ ،‬يسرد ويصف منصات االقمار الصناعية والمحمولة جوا‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من أن بعض المسوحات المحمولة جوا هي مسيرة من قبل الحكومات‪ ،‬إال أن الكثير منها مسيرة من‬
‫قبل مزودي الخدمات التجارية‪ .‬وعلى الرغم من أن االقمار الصناعية كانت في البداية هي المجال‬
‫الحصري للحكومات‪ ،‬فإن هناك اآلن العديد من األقمار الصناعية التجارية البحتة أو التي يجري‬
‫تطويرها كشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص‪ .‬إن األقمار الصناعية لرصد األرض (بما فيها تلك‬
‫التي تراقب المحيطات والغالف الجوي) تكون مدرجة زمنيا من قبل البلد أو الوكالة الرئيسية الراعية‪.‬‬
‫ويرد وصف الغرض من االقمار الصناعية واجهزة القياس الموجودة على متنها‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.3‬أنظمة أجهزة القياس ‪Instrument Systems‬‬


‫‪ 1.2.3‬الكاميرات والتصوير الفوتوغرافي ‪Cameras and Photography‬‬
‫"الصور الجوية" “‪ ”Airphotos‬هي صور فوتوغرافية تم الحصول عليها بواسطة الطائرات‬
‫باستخدام كاميرات مكيفة خصيصا بحيث يتزامن تقدم الفيلم وانكشاف مصراع الكامي ار مع سرعة‬
‫الطيران‪ .‬وهذا لضمان أن كل إطار لديه على األقل ‪ ٪60‬تراكب مطلوب من أجل عرض مجسم‪.‬‬
‫هناك عدة مصطلحات يجب ان تكون مألوفة للمستخدم الذي يعمل مع صور جوية‪:‬‬
‫"المقياس" “‪ ”Scale‬هو نسبة بعد الصورة إلى بعد األرض وهو دالة لالرتفاع والبعد البؤري للكامي ار‪:‬‬
‫المقياس = البعد البؤري \ ارتفاع الكامي ار‬
‫على سبيل المثال‪ :‬البعد البؤري لعدسة ‪ 6‬إنج (‪ 0.5‬قدم) \ االرتفاع ‪ 24،000‬قدم = المقياس‬
‫‪. 1:48,000‬‬
‫يتم استخدام البعد البؤري ‪ 15.25‬سم (‪ 6‬إنج) على معظم الكاميرات المحمولة جوا‪ .‬وتعني‬
‫المقاييس األكبر تفاصيل أكثر متوفرة على الصورة‪ ،‬ولكن تتضمن مساحة أقل في كل إطار‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬إن اإلطارات القياسية ‪ 22.9 × 22.9‬سم (‪ 9 × 9‬إنج) بمقياس ‪( 1:63،360‬تحلق‬
‫عند ارتفاع ‪ 9،748‬متر‪ ،‬أو ‪ 31،680‬قدم) تغطي مساحة ‪ 210‬كيلومتر مربع تقريبا (‪ 81‬ميل‬
‫مربع)‪ ،‬في حين نفس حجم اإلطار بمقياس ‪( 1:24،000‬تحلق عند ‪ 3،692‬متر‪ ،‬أو ‪12،000‬‬
‫قدم) يغطي فقط ‪ 30‬كم‪ 11.6( 2‬ميل‪ .)2‬تنصيف المقياس من ‪ 1:24،000‬إلى ‪1:48،000‬‬
‫يضاعف المنطقة المغطاة أربعة أضعاف‪ ،‬ويستخدم ربع عدد اإلطارات‪ .‬وهذا ينبغي أخذه بنظر‬
‫االعتبار من وجهة نظر التكلفة عند التخطيط للمسوحات‪.‬‬
‫تحدث "المبالغة العمودية" “‪ ”Vertical exaggeration‬عندما يكون المقياس العمودي لصورة‬
‫مجسمة هو ليس بنفس المقياس األفقي‪ .‬وهذا يمكن أن يساعد في تفسير المنحدرات‪ ،‬الميول‪ ،‬إزاحة‬
‫الصدوع‪ ،‬وسمك الوحدة الصخرية‪ .‬تتأثر المبالغة بالتغيرات في البعد البؤري‪ ،‬وارتفاع الكاميرا‪ ،‬وفصل‬
‫زوجي الصورة‪ ،‬والمسافة بين مراكز الصور المتجاورة‪ ،‬ومسافة المشاهدة‪ ،‬وفرز العين‪ .‬عادة تستخدم‬
‫عدسة بعد بؤري ‪ 7.6‬سم (‪ 3‬إنج) لزيادة المبالغة وتمييز االنحدارات بشكل أكثر وضوحا في‬
‫االراضي منخفضة التضاريس‪ .‬تزداد المبالغة عندما يتم الحصول على الصور بعيدا عن بعضها‬

‫‪- 64 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫البعض‪ ،‬أو على ارتفاعات منخفضة (ارتفاع أوطأ للكاميرا)‪ ،‬مع زيادة فصل الصور على الطاولة‬
‫المضيئة‪ ،‬أو مع زيادة مسافة العرض‪.‬‬
‫تمتلك الصور الجوية "تشوه شعاعي" “‪ ، ”radial distortion‬وهذا يعني أن الكائنات تبدو أنها‬
‫تميل إلى الخارج من النقطة المركزية لإلطار ("مركز الصورة") بسبب انحناء الضوء عندما يمر من‬
‫خالل السمك المتغير لعدسة الكاميرا‪ .‬في أراضي التضاريس العالية يمكن أن تصبح التشوهات‬
‫شديدة‪ .‬المنطقة الوحيدة الخالية أساسا من التشويه على زوج مجسم هي نقطة في منتصف الطريق‬
‫بين مركزي الصورتين‪ ،‬وتدعى "مركز منظور" ”‪.“perspective center‬‬
‫ويمك ن أيضا أن يحدث التشويه عن طريق التغيرات التدريجية أو المفاجئة في االرتفاع (تشوه‬
‫المقياس)‪ ،‬عن طريق إمالة الطائرة (تغيرات الدوران والتأرجح التي تسبب تشوه منحرف)‪ ،‬وعن طريق‬
‫الخربشة (اإلطارات في زاوية مع اتجاه الطيران‪ ،‬ويرجع ذلك عادة إلى تحليق في ريح متعامدة)‪.‬‬
‫"التشوه الطيفي" “‪ ”Spectral distortion‬ناجم عن نقص شعاعي في شدة الضوء الخارج من‬
‫وسط اللقطة الفوتوغرافية ويعرف باسم "التظليل" “‪ .”vignetting‬ومرة أخرى يكون هذا بسبب انحناء‬
‫العدسة‪ ،‬ويمكن تعويضه عن طريق استخدام مرشحات خاصة‪.‬‬
‫يتم الحصول على صور جوية بموازاة خطوط الطيران‪ ،‬والتي عادة ما تمتلك الحد األدنى من‬
‫التراكب الجانبي ‪ ٪10‬بين الخطوط المجاورة‪ .‬وعادة ما توضع خطوط الطيران شمال ‪ -‬جنوب أو‬
‫شرق ‪ -‬غرب لسهولة المالحة‪ ،‬ولكن يمكن أن تكون موجهة على طول مضرب الطبقة أو درجة‬
‫استعماالت االرض التركيبية لالستفادة من الجيولوجيا‪ ،‬أو على طول ممرات خطوط األنابيب‪ ،‬وهلم‬
‫جرا‪ ،‬حسب الحاجة‪.‬‬
‫معظم الصور الجوية تكون عمودية لتقليل التشويه‪" .‬الصور الفوتوغرافية الجوية العمودية"‬
‫“‪ ”Vertical airphotos‬تصوب مباشرة على السطح اسفل الطائرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في بعض الظروف‪،‬‬
‫من المفيد العمل مع "الصور المائلة" “‪ ، ”oblique photos‬وهي تلك الصور التي تعاين السطح‬
‫بزاوية قليلة بدال من عمودية‪ .‬وهذه يمكن أن تكون "مائلة قليال" (شبه عمودية) أو "مائلة جدا" (النظر‬
‫نحو األفق)‪ .‬ويمكن ان تكون الصور الجوية المائلة مفيدة بشكل خاص عند رسم خرائط المكاشف‬
‫على طول الجروف الصخرية أو ألغراض التوجيه‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يتم الحصول على صور منخفضة الزاوية الشمسية )‪Low Sun-Angle Photos (LSAPs‬‬
‫في وقت مبكر أو متأخر من اليوم‪ ،‬أو خالل فصل الشتاء عندما تكون الشمس منخفضة في‬
‫السماء‪ .‬وعلى ما يبدوا فإن للصور منخفضة زاوية الشمس ميزة المبالغة في المخالفات الطبوغرافية‬
‫الطفيفة في المناظر الطبيعية من خالل إطالة الظالل وزيادة التباين بين المنحدرات المظللة‬
‫والمضاءة‪ .‬ويكون هذا النوع من التصوير مفيد لتعزيز التراكيب في األحواض الداخلية‪ ،‬والسهول‬
‫الساحلية‪ ،‬وغيرها من المناطق منخفضة التضاريس‪ .‬كما أنها مفيدة لتعزيز التغيرات الطوبوغرافية‬
‫الدقيقة في المناطق ذات الغطاء الرتيب مثل التربة الموحدة‪ ،‬والنباتات‪ ،‬أو الثلوج‪.‬‬
‫غالبا ما تكون "فسيفساء الصور الجوية" “‪ ”Airphoto mosaics‬مفيدة عندما ال تتوفر صور‬
‫ﹰ‬
‫األقمار الصناعية ذات المساحة الكبيرة‪ .‬إن دمج الصور في خطوط الطيران ودمج الخطوط في‬
‫فسيفساء غالبا ما يوفر الصورة الكبيرة التي ال يمكن رؤيتها أو استخالصها من إطارات فردية‪.‬‬
‫والعيب هو أن هذا يزيل الصور من العرض المجسم‪ ،‬وغالبا ما تعرض الفسيفساء الناتجة تشتيت‪،‬‬
‫وهو عدم تساوي في الجودة واالداء شبيه بالزغب بسبب االختالفات في واجهة الطباعة والتظليل‪.‬‬
‫يمكن أن تكون الفسيفساء إما مسيطر عليها واما غير مسيطر عليها‪ .‬في "الفسيفساء المسيطر‬
‫عليها" “‪ ”controlled mosaics‬تبذل محاولة لمطابقة الصور معا للحد من التشويه‪ .‬وعموما‪ ،‬يتم‬
‫فقط استخدام الجزء المركزي من كل إطار‪ ،‬وتطابق جميع اإلطارات معاﹰ دون تعديالت واضحة على‬
‫طول الحواف‪" .‬الفسيفساء غير المسيطر عليها" “‪ ”Uncontrolled mosaics‬ال تبذل أي محاولة‬
‫في دقة االداء الهندسي‪ .‬يتم ببساطة تراكب اإلطارات ولصقها معا‪ .‬عادة‪ ،‬يتم فقط استخدام‬
‫الفسيفساء غير المسيطر عليها كخرائط فهرسة‪ ،‬للتحديد بسرعة أي اإلطارات تغطي منطقة معينة‪.‬‬
‫وتستخدم الفسيفساء المسيطر عليها لعرض وتقييم مساحة كبيرة‪.‬‬
‫‪ 2.2.3‬التصوير الفوتوغرافي باألسود واألبيض ‪Black-and-White Photography‬‬
‫إن الميزة الرئيسية للتصوير الفوتوغرافي باألبيض واألسود (‪ )B / W‬أو التصوير الفوتوغرافي‬
‫البانكروماتي (حساس لجميع ألوان الطيف المرئية) هو انخفاض كلفته‪ ،‬وغالبا ما تكون جزءا من‬
‫تكلفة الصور الملونة (جدول ‪ .)1.3‬كانت معظم المسوحات القديمة تحلق بشكل روتيني باستخدام‬
‫الصور الفوتوغرافية االسود‪ /‬االبيض؛ وقد تم استخدامها وما زالت تستخدم في برامج االستكشاف‬
‫بتأثير كبير (شكل ‪ .)1.3‬تميز الوحدات على أساس الدرجة اللونية (فاتح أو غامق) والنسيج (ناعم‪،‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مبقع‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ .‬إن العيب الرئيسي هو عدم القدرة على تحديد التربة‪ ،‬وحدات صخارية‪ ،‬أو‬
‫تغير معدني على أساس اللون‪ .‬إلى الحد الذي يتعذر فيه على أحد التعرف على المقطع المفقود أو‬
‫المتكرر بسبب نقص اللون‪ ،‬وسيكون تعيين نوع الصدع أكثر صعوبة بدون لون‪ .‬ومن الصعب‬
‫التمييز بين االختالفات في أنواع النباتات ونشاطها‪.‬‬
‫جدول ‪ 1.3‬خصائص الفيلم‬
‫القدرة على تعيين‬ ‫المدى‬
‫اختراق‬ ‫اختراق‬ ‫الكلفة‬ ‫المرشحات‬
‫الغطاء‬ ‫الطيفي‬ ‫نوع الفيلم‬
‫المياه‬ ‫الضباب‬ ‫التركيب‬ ‫الصخارية‬ ‫النسبية‬ ‫الشائعة‬
‫النباتي‬ ‫(مايكرومتر)‬
‫‪Wratten‬‬ ‫‪– 0.4‬‬ ‫بانوكروماتي‬
‫متوسطة‬ ‫متوسطة‬ ‫معتدلة‬ ‫جيدة‬ ‫معتدلة‬ ‫منخفضة‬
‫‪12‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫(اسود‪/‬ابيض)‬
‫‪Wratten‬‬ ‫‪– 0.4‬‬ ‫تحت الحمراء‬
‫ضعيفة‬ ‫جيدة‬ ‫جيجة‬ ‫جيدة‬ ‫معتدلة‬ ‫متوسطة‬
‫‪B89‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫(اسود‪/‬ابيض)‬
‫متوسطة‬ ‫‪Wratten‬‬ ‫‪– 0.4‬‬
‫متوسطة‬ ‫جيدة‬ ‫جيدة‬ ‫جيدة‬ ‫متوسطة‬ ‫ملون‬
‫إلى جيدة‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0.7‬‬
‫‪Wratten‬‬ ‫‪– 0.4‬‬ ‫ملون تحت‬
‫ضعيفة‬ ‫جيدة‬ ‫ممتازة‬ ‫جيدة‬ ‫جيدة‬ ‫عالية‬
‫‪12‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫الحمراء‬

‫شكل ‪ 1.3‬صورة جوية أسود\ ابيض لطية محدبة لجبل ميلنر‪ ،‬بالقرب من قلعة كولينز‪ ،‬كولورادو‬

‫‪- 67 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إن الفيلم البانوكروماتي أسود‪ /‬أبيض‪ ،‬مثل الفيلم الجوي كوداك ‪ 3414‬عالي الوضوح‪ ،‬يغطي‬
‫المنطقة الطيفية من ‪ 400‬إلى ‪ 700‬نانومتر‪ ،‬أو المدى المرئي‪ .‬عادة ما يزال التشتت الجوي‬
‫باستخدام مرشح ناقص اللون األزرق (على سبيل المثال‪ ،‬وراتن ‪ .)12‬في المقابل‪ ،‬تتوفر أفالم‬
‫األشعة تحت الحمراء باألبيض واألسود (‪ )IR B/W‬مثل ‪ SO-289‬التي تسجل الضوء المنعكس‬
‫في المدى ‪ 900-400‬نانومتر‪ .‬باستخدامها مع مرشح وراتن ‪ ،B89‬يتم تسجيل االطوال الموجية‬
‫من ‪ 700‬إلى ‪ 900‬نانومتر فقط‪ .‬هذا الفيلم يسمح بالكشف عن التغيرات الدقيقة في الغطاء النباتي‬
‫ألن انعكاس الذروة للغطاء النباتي تكون بالقرب من ‪ 800‬نانومتر‪ ،‬وهي تماما خارج المدى المرئي‪.‬‬
‫هذا الفيلم ال يسجل الضباب في الغالف الجوي (معظمه في الجزء األزرق من الطيف)‪ ،‬وهو حساس‬
‫ألجسام المياه الراكدة (أسود) التي تمتص ضوء األشعة تحت الحمراء‪ .‬وتكون التكلفة اقل عن أفالم‬
‫األشعة تحت الحمراء الملونة‪.‬‬
‫إن مجيء القمر الصناعي عالي الدقة ومنخفض التكلفة والماسحات الضوئية المحمولة جوا قد‬
‫جعل الصور الجوية اسود \ ابيض مهملة بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ 3.2.3‬التصوير الفوتوغرافي الملون ‪Color Photography‬‬
‫تتمثل الميزة الرئيسية للصور الملونة الحقيقية (تناظرية أو رقمية) في القدرة على التعرف على‬
‫الوحدات الجيولوجية في مناطق حيث تكون فيها الطبقات معروفة‪ ،‬وزيادة القدرة على تفسير الوحدات‬
‫الصخرية حيث يكون المقطع الجيولوجي غير معروف (الشكل ‪ .)2.3‬تتحسن المضاهاة من منطقة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬خاصة إذا تم التعرف على تتابع فريد من الوحدات‪ .‬إن التغير المعدني‪ ،‬المتصاحب‬
‫غالبا مع مغرة ‪( ocher‬أوكسيد الحديد االحمر أو األصفر أو البني أو أي اكاسيد معدنية ترابية‬
‫تستخدم في الصبغات أو الطالء) إلى غوسان ‪ gossan‬أحمر (ركاز سطحي مؤكسد (من معدن‬
‫كبريتيدي) يظهر بهيئة راسب حديد) أو قصر اللون (تبييض) ‪ ،bleaching‬قد ال يمكن التعرف‬
‫عليه دون لون‪ .‬تتمتع الصور الملونة أيضا بجودة جمالية تجعلها جذابة بشكل خاص لعمل العالقات‬
‫العامة‪ .‬عيب التصوير الفوتوغرافي الملون هو تكلفته بالنسبة إلى فلم اسود \ أبيض‪ .‬يجب على‬
‫المستخدم أن يزن التكلفة مقابل المزايا لتحديد الحاجة إلى اللون‪ .‬عيب التصوير القائم على الفيلم هو‬
‫عدم القدرة على التعامل معه رقميا وعرضه على جهاز كمبيوتر‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن معظم الصور الملونة‬
‫أصبحت رقمية اآلن‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تغطي األفالم الملونة مثل إكاتاكروم إيروغرافيك ‪ Ektachrome Aerographic 2448‬أو‬


‫‪ SO-242‬المنطقة الطيفية من ‪ 700-400‬نانومتر‪ .‬فيلم االشعة تحت الحمراء الملونة ("لون‬
‫كاذب" أو "فيلم كشف التمويه") مثل إيروكروم األشعة تحت الحمراء ‪ 2443‬يغطي نطاق ‪-400‬‬
‫‪ 900‬نانومتر ويستخدم مع مرشح وراتن ‪ 12‬إلزالة األطوال الموجية الزرقاء‪ .‬وهو حساس بشكل‬
‫خاص للتغيرات الطفيفة في الغطاء النباتي ورطوبة التربة ويقلل من آثار الضباب في الغالف‬
‫الجوي‪ .‬وتكون التكلفة عموما أعلى من تكلفة فيلم اللون الحقيقي‪ ،‬وهناك مشاكل متصاحبة مع‬
‫التعامل مع الفيلم‪ :‬يجب أن يتم تخزينه في منطقة باردة أو مبردة‪ ،‬وحساس إلى تغيرات طفيفة في‬
‫كيمياء معالجة الصورة‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.3‬صورة فوتوغرافية ملونة لطية الحيد الدائري المحدبة‪ ،‬وايومنغ‪ ،‬الواليات المتحدة‪.‬‬
‫يتطلب تفسير صور االشعة تحت الحمراء الملونة إجراء تعديل في الطريقة التي ينظر بها‬
‫المحلل إلى لون في صورة ما‪ .‬وقد تحولت حساسية أصباغ الفيلم بحيث ال يتم تسجيل الضوء‬
‫األزرق المرئي‪ ،‬ويخصص الضوء األخضر إلى صبغة الفيلم الزرقاء‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يتم تسجيل الضوء‬

‫‪- 69 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫األحمر على الفيلم كأخضر‪ ،‬ويتم تسجيل ضوء األشعة تحت الحمراء كأحمر‪ .‬تأثير هذا التحول هو‬
‫إستبعاد الضباب (معظم الضوء المشتت في الغالف الجوي هو األزرق)‪ ،‬ويجعل المياه العميقة تبدو‬
‫سوداء‪ .‬يظهر الصخر األخضر والمياه الضحلة أو العكرة باللون األزرق‪ ،‬وتظهر الصخور الحمراء‬
‫وجوسان في ظالل من لون أصفر إلى أخضر‪ ،‬ويظهر الغطاء النباتي كظالل حمراء (الشكل‬
‫‪ .)3.3‬معظم المحللين اعتادوا بسرعة على مخطط األلوان هذا‪.‬‬

‫شكل ‪ 3.3‬صورة جوية تحت حمراء ملونة من وكالة ناسا لجبل ميلنر‪ ،‬كولورادو‪.‬‬
‫هناك اعتقاد خاطئ على نطاق واسع أن التصوير الملون باالشعة تحت الحمراء يظهر توزيع‬
‫الح اررة‪ ،‬وأن المناطق الحمراء تكون دافئة‪ .‬في الواقع‪ ،‬هذا الفيلم يسجل فقط الضوء المنعكس في‬
‫المدى المرئي وما بعده قليال‪ .‬الطاقة الح اررية‪ ،‬أو اإلشعاع المنبعث‪ ،‬يمتلك أطوال موجية أطول من‬
‫‪ 3.0‬مايكرون ويتطلب كواشف كريستال خاصة نوقشت في فقرة "الماسحات الضوئية الح اررية‬
‫والتصوير"‪ .‬السبب في أن الغطاء النباتي يبدو أحمر على تصوير االشعة تحت الحمراء هو أن‬

‫‪- 70 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫النباتات تكون أكثر إشراقا في األشعة تحت الحمراء القريبة ( ‪ 900-700‬نانومتر) عنه في المنطقة‬
‫الخضراء (‪ 600-500‬نانومتر)‪ .‬وبما أن العين البشرية ليست حساسة لضوء األشعة تحت الحمراء‪،‬‬
‫فإننا نرى النباتات خضراء‪ ،‬حيث انها ألمع في النطاق المرئي (الشكل ‪.)4.3‬‬
‫مع القلي ل من الممارسة‪ ،‬فإن المحلل سيتكيف مع االختالفات بين فيلم االشعة تحت الحمراء الملون‬
‫وفيلم اللون الحقيقي‪ .‬وسيتحسن تفسير الصور من خالل الحدة والوضوح ومعلومات الغطاء النباتي‬
‫التي تتوفر مع صورة االشعة تحت الحمراء الملونة‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.3‬مقارنة اللون وأصباغ فيلم األشعة تحت الحمراء الملون ومنحنيات إنعكاس بعض المواد السطحية‬
‫النموذجية‪.‬‬
‫‪ 4.2.3‬التصوير الفوتوغرافي بالقمر الصناعي ‪Satellite Photography‬‬
‫بدأ تصوير األقمار الصناعية مع بعثات االستطالع العسكرية في أواخر الخمسينات وأوائل‬
‫الستينات من القرن الماضي‪ .‬أول تصوير لألقمار الصناعية كان متاح للجمهور تضمن صور مائلة‬
‫بلون حقيقي التقطت يدويا من البرامج االميركية ميركوري‪ ،‬الجوزاء‪ ،‬أبولو‪ ،‬ومن ثم برامج المكوك‪.‬‬
‫(يمكن الحصول على الكتالوجات من اإلدارة الوطنية للمالحة الجوية والفضاء (ناسا) ‪National‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ Aeronautics and Space Administration‬التابعة لمركز جونسون للفضاء‪ ،‬هيوستن‪ ،‬أو من‬
‫مركز تحليل بيانات األرض ]‪ ، Earth Data Analysis Center [EDAC‬جامعة نيو مكسيكو‪،‬‬
‫البوكيركي [‪ .)]/http://edac.unm.edu‬وعلى الرغم من أن التصوير الفوتوغرافي بالقمر‬
‫الصناعي ال يزال متاحا‪ ،‬فقد حل محله إلى حد كبير التصوير الرقمي الحكومي واالقتصادي الملون‬
‫والبانوكرومايتي عالي الدقة (متعدد األطياف والفوق الطيفي)‪.‬‬
‫إن الميزة الرئيسية للتصوير الفوتوغرافي باألقمار الصناعية على معظم الصور الرقمية هي‬
‫القدرة المجسمة‪ .‬في الماضي‪ ،‬كانت الدقة عموما أفضل للصور الفوتوغرافية من الصور الرقمية‪:‬‬
‫تلك الميزة قد اختفت تقريبا‪ ،‬وبعض األقمار الصناعية تحصل على صور مجسمة رقمية باستخدام‬
‫اثنين من الكاميرات‪ .‬وتشمل عيوب التصوير الفوتوغرافي الصعوبة التي ينطوي عليها إجراء‬
‫التصحيحات الهندسية والطيفية‪ ،‬وصعوبة تصفية البيانات ذات التردد العالي أو المنخفض‪ ،‬واجراء‬
‫تحسينات التباين‪ ،‬وعدم القدرة على تطبيق تحويالت رياضية تعزز الصخارية‪ ،‬البنية أو غيرها من‬
‫المعالم‪ .‬ويجب اتخاذ تدابير لتجديد واستعادة الفيلم المرفوع إلى المدار‪ .‬الكثير من هذا التصوير‬
‫القديم‪ ،‬وخاصة البيانات الروسية‪ ،‬متوفر اآلن في شكل رقمي‪.‬‬
‫‪ 5.2.3‬الماسحات الحرارية والتصوير الحراري ‪Thermal Scanners and Imagery‬‬
‫تقيس مقاييس اإلشعاع بشكل غير مباشر درجة ح اررة السطح من خالل تسجيل الطاقة الح اررية‬
‫المنبعثة من السطح‪ .‬وتقيس هذه األنظمة الخاملة االنبعاثات الح اررية من سطح األرض (يابسة ومياه‬
‫على حدا سواء)‪.‬‬
‫تعمل الماسحات الضوئية الح اررية في منطقتين طيفيتين‪ :‬من ‪ 3.0‬إلى ‪ 5.0‬مايكرون ومن ‪8‬‬
‫إلى ‪ 14‬مايكرون‪ .‬وهذه هي وظيفة تركيب أجهزة الكشف الخاصة بها‪ ،‬وحقيقة أن هناك امتصاص‬
‫قوي في الغالف الجوي إلشعاع االشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى جزيئات‬
‫الماء‪ ،‬في أطوال موجية بين ‪ 5‬و ‪ 8‬مايكرون‪ .‬هذه األجهزة ال تقيس درجة ح اررة األجسام‪ ،‬وانما‬
‫الطاقة الح اررية المشعة من الجسم‪ .‬ويرتبط هذا التدفق المشع (‪ )F‬بدرجة الح اررة (‪ )T‬من خالل‬
‫المعادلة‪:‬‬

‫حيث ‪ ε‬هي انبعاث المادة و ‪ S‬هو ثابت ستيفان بولتزمان‪ 12-10 x 5.67 ،‬واط \ سم‪ 2‬كيلفن‪.4‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إن "االنبعاثية" “‪ ”Emissivity‬هي دالة لقدرة المادة على امتصاص واعادة إشعاع الطاقة‪.‬‬
‫وتعرف بأنها نسبة التدفق اإلشعاعي من جسم إلى ذلك التدفق االشعاعي من جسم أسود عند نفس‬
‫درجة الح اررة الحركية ("الجسم األسود" هو ماص مثالي وباعث مثالي للطاقة المشعة)‪ .‬األجسام التي‬
‫تمتص وتعيد إشعاع كميات كبيرة من الطاقة لها انبعاثية تكون دائما أقل من ‪ .1.0‬فاألجسام ذات‬
‫االنبعاثية المنخفضة ال تمتص وتعيد إشعاع الطاقة بسهولة‪ .‬المياه النقية لديها أعلى إنبعاث طبيعي‬
‫(‪)0.993‬؛ بقعة نفطية بحرية لديها انبعاثية ‪ ،0.972‬اإلسفلت لديه انبعاثية ‪ ،0.959‬الغرانيت لديه‬
‫انبعاثية ‪ ،0.815‬وسطح ألومنيوم مصقول لديه انبعاثية ‪.0.06‬‬
‫إن األجسام التي تواجه الشمس تدفء أسرع من األجسام في الظالل‪ .‬لذلك‪ ،‬يميل التصوير‬
‫الحراري في النهار إلى التأكيد على التضاريس من خالل إظهار المنحدرات الدافئة والباردة‪ .‬وهذا‬
‫يمكن أن يكون مفيد لرسم خرائط التراكيب‪ ،‬ولكن أنواع أخرى من الصور (مثل الصور الجوية‬
‫باالسود واالبيض) هي أفضل لرسم خرائط التراكيب وتكون أقل تكلفة في الحصول عليها‪ .‬على‬
‫أسطح مستوية ومتجانسة‪ ،‬فإن الصورة الح اررية تكون أكثر حساسية للتغيرات في الرطوبة‪ ،‬حيث أن‬
‫الماء لديه انبعاثية عالية‪ .‬وهذا يمكن أن يساعد في تحديد مصادر المياه الالزمة في برامج الحفر‪،‬‬
‫ومصادر التسرب في خطوط األنابيب المدفونة‪ ،‬أو الصدوع التي تحجز المياه الجوفية في المراوح‬
‫الغرينية‪.‬‬
‫يتم التقاط الصور الح اررية األكثر فائدة لرسم الخرائط الجيولوجية قبل شروق الشمس مباشرة ‪،‬‬
‫ألن قلة اإلضاءة في الليل تمنح جميع المنحدرات والمواد السطحية فرصة لتبرد حتى تتوازن‪ .‬وهذا‬
‫عندما تُظهر الصور الح اررية تباينات في درجات الح اررة بدقة أكبر بسبب اختالف مواد السطح أو‬
‫محتوى الرطوبة‪ .‬إن درجات الح اررة في صور ما قبل الفجر هي ناتجة بشكل رئيسي من صخور أو‬
‫لون تربة وألبيدو ‪" .albedo‬البيدو" هو معامل إنعكاس المادة‪ ،‬أي نسبة اإلشعاع المنعكس إلى‬
‫اإلشعاع الساقط‪ .‬مادة أكثر اشراقا (أفتح) يعني قيمة بياضها (البيدو) أكبر‪ .‬وفيما يتعلق باإلشعاع‬
‫الحراري‪ ،‬تصبح الصخور الداكنة أكثر دفئا وتبقى أكثر دفئا من الصخور الفاتحة‪ .‬كثافة الصخور‬
‫هي أيضا عامل في أن الصخور الكثيفة تبرد ببطء أكثر (لديها قصور ذاتي حراري عالي) من‬
‫الصخور األقل كثافة‪" .‬القصور الذاتي الحراري" ”‪ “Thermal inertia‬هو المعدل الذي تقترب فيه‬
‫حررة الجسم من محيطه‪ ،‬وهي دالة على االمتصاصية‪ ،‬والح اررة النوعية للمادة‪ ،‬والتوصيل‬
‫درجة ا‬

‫‪- 73 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الحراري‪ ،‬وأبعادها‪ ،‬ولونها‪ ،‬وكثافتها‪ ،‬وعوامل أخرى‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يجب أن يظهر البازلت في‬
‫تصوير حراري قبل الفجر أدفئ من الغرانيت بسبب لونه الداكن‪ ،‬كما أن الحجر الرملي الرمادي‬
‫الكثيف سيكون أكثر دفئا من صخر الطفل الرمادي في تصوير قبل الفجر بسبب تباين الكثافة‬
‫(الشكل ‪ .)5.3‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يمكن للتصوير الحراري أن يميز الوحدات الصخرية وأن يساعد في‬
‫رسم خرائط التركيب (الشكل ‪.)6.3‬‬

‫شكل ‪ 5.3‬رسم تخطيطي لمنحنيات درجة الح اررة اإلشعاعية اليومية لبعض المواد الشائعة‪.‬‬
‫تتمتع العديد من المواد بمنحنيات طيفية فريدة من نوعها في الجزء الحراري من الطيف‪ .‬عندما‬
‫يتم الحصول على عدة نطاقات ضيقة من البيانات الح اررية‪ ،‬يمكن للمرء أن يطابق المنحنى الطيفي‬
‫المقاس مع منحنى مرجعي‪ .‬في المنطقة الح اررية‪ ،‬يمكن للمرء أن يبدأ في التمييز بين معادن سيليكية‬
‫على أساس هذه المنحنيات الطيفية‪.‬‬
‫وعادة ما يكون للكواشف الح اررية (مثل أنتيمونايد إنديوم ‪ )InSb‬أو ‪[ HgCdTe‬زئبق‪-‬‬
‫كادميوم‪-‬تليريوم] حساسيات من ‪ 0.1‬درجة مئوية إلى ‪ 1.0‬درجة مئوية‪ .‬هناك عموما ثالثة حواجز‬
‫مشبكية تسجل الطاقة في المدى المرئي والقريب من األشعة تحت الحمراء (من ‪ 500‬إلى ‪900‬‬
‫نانومتر)‪ ،‬واألشعة تحت الحمراء الح اررية قصيرة الموجة (‪ 2.0‬إلى ‪ 2.3‬مايكرون)‪ ،‬واألشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية متوسطة الموجة (‪ 3.0‬إلى ‪ 5.0‬مايكرون)‪ ،‬والمدى الحراري طويل الموجة (من‬
‫‪ 8.6‬إلى ‪ 11.3‬مايكرون)‪ .‬وعادة ما تكون الماسحات الضوئية الح اررية المحمولة جوا محلقة على‬
‫‪- 74 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ارتفاعات توفر دقة ‪ 20-15‬متر أو أفضل‪ .‬الماسحات الضوئية هي بوصلة جيروسكوبية مثبتة‬
‫لغرض التمايل‪ ،‬التأرجح والتعرج‪ ،‬وبالتالي فإن التشويه الوحيد هو نتيجة التشويش‪ .‬وتمتلك مقاييس‬
‫اإلشعاع للقمر الصناعي عموما دقة أرضية تتراوح بين عشرات ومئات األمتار‪.‬‬

‫شكل ‪ 6.3‬صورة ح اررية قبل الفجر لطية كريك ولفيرين المقعرة (السهم) تكوين أسبن الطفلي‪ ،‬أيداهو‪ ،‬الواليات‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪ 6.2.3‬الرادار ‪Radar‬‬
‫الكشف الراديوي وتحديد المدى (الرادار) )‪ Radio detection and ranging (Radar‬هو‬
‫نظام نشط من حيث أنه يضيء السطح بحزمة من إشعاع المايكروويف‪ .‬الرادار هو األكثر حساسية‬
‫لخشونة السطح؛ وأطوال موجات الرادار األقصر هي األكثر حساسية للتضاريس الصغيرة جداﹰ‪ ،‬في‬
‫حين أن األطوال الموجية الطويلة هي أكثر حساسية للتضاريس الكبيرة‪ .‬وتحدد أطوال موجات الرادار‬
‫كما هو مبين في الجدول ‪.2.3‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جدول ‪ 2.3‬تسميات نطاقات الرادر‬


‫طول الموجة (سم)‬ ‫التردد (غيغاهيرتز)‬ ‫النطاق‬
‫‪30 – 15‬‬ ‫‪2–1‬‬ ‫نطاق ‪L‬‬
‫‪15 – 7.5‬‬ ‫‪4–2‬‬ ‫نطاق ‪S‬‬
‫‪7.5 – 3.75‬‬ ‫‪8–4‬‬ ‫نطاق ‪C‬‬
‫‪3.75 – 2.5‬‬ ‫‪12 – 8‬‬ ‫نطاق ‪X‬‬
‫‪2.5 – 1.7‬‬ ‫‪18 – 12‬‬ ‫نطاق ‪Ku‬‬
‫‪1.67 – 1.13‬‬ ‫‪26.5 – 18‬‬ ‫نطاق ‪K‬‬
‫‪1.13 – 0.75‬‬ ‫‪40 – 26.5‬‬ ‫نطاق ‪Ka‬‬
‫‪1.0 – 0.60‬‬ ‫‪50 – 30‬‬ ‫نطاق ‪Q‬‬
‫‪0.75 – 0.50‬‬ ‫‪60 – 40‬‬ ‫نطاق ‪U‬‬
‫‪0.60 – 0.40‬‬ ‫‪75 – 50‬‬ ‫نطاق ‪V‬‬
‫‪0.50 – 0.33‬‬ ‫‪90 – 60‬‬ ‫نطاق ‪E‬‬
‫وهناك معادلة مفيدة لتحويل تردد الرادار إلى طول موجي هي‪:‬‬

‫جدا لفروقات الرطوبة السطحية‪ ،‬والتي تؤثر على ثابت العزل الكهربائي‬
‫ويكون الرادار حساس ﹰ‬
‫المعقد‪ ،‬وهو مقياس للخصائص الكهربائية للمواد السطحية‪.‬‬
‫كانت تدعى رادارات التصوير في وقت مبكر برادار الرؤية الجانبية المحمول جوا ‪side-‬‬
‫)‪ ، looking airborne radar (SLAR‬وكانت الدقة دالة لطول الهوائي‪ .‬يتم توجيه طاقة الرادار‬
‫إلى الخارج من طائرة متعامدة مع اتجاه الطيران‪ ،‬وهذا هو اتجاه "الرؤية" (الشكل ‪" .)7.3‬الرادار‬
‫االستقطابي" “‪ ”Polarimetric radar‬لديه القدرة على إرسال واستقبال الموجات الدقيقة المستقطبة‪.‬‬
‫ويمكن إرسال حزم الرادار وتلقيها إما "مستقطب مناظر" “‪ ”like polarized‬أو "مستقطب متقاطع"‬
‫“‪ .”cross polarized‬وتنتقل "الموجات المستقطبة المناظرة" أفقيا وتستقبل أفقيا (‪ )HH‬أو ترسل‬
‫عموديا وتستقبل عموديا (‪ .)VV‬و "الموجات المستقطبة المتقاطعة" إما ترسل أفقيا وتستقبل عموديا‬
‫(‪ )HV‬أو ترسل عموديا وتستقبل أفقيا (‪.)VH‬‬
‫مع تطور أجهزة الكمبيوتر على متن الطائرات جاء رادار الفتحة االصطناعية ‪synthetic‬‬
‫)‪ ، aperture radar (SAR‬والذي ينتج بشكل صناعي هوائي أكبر‪ ،‬وبالتالي يحقق قدر أكبر من‬
‫الدقة‪ .‬وتتوفر الصور من عدد من المصادر بما فيها المسح الجيولوجي االمريكي ومركز بيانات‬
‫إيروس والمركز الكندي لالستشعار عن بعد ومركز تحليل بيانات االستشعار عن بعد (إرسداك) في‬

‫‪- 76 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫اليابان ووكالة الفضاء األوروبية (إيسا) وغيرها‪ .‬تم إنشاء صور الرادار بواسطة االقمار الصناعية‬
‫األمريكية والكندية واأللمانية والفرنسية واليابانية والروسية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.3‬نظام رادار الرؤية الجانبية المحمول جوا‪.‬‬


‫وتتألف صورة الرادار من ثالثة أنواع من إشارات رادارية عائدة‪ :‬من عاكسات زاوية (مشرقة)‪،‬‬
‫وعاكسات منتشرة (ظالل من الرمادي)‪ ،‬ومن عاكسات منظارية وظالل (سوداء‪ ،‬بدون عودة)‪.‬‬
‫تتمثل مزايا التصوير الراداري على صور األقمار الصناعية المرئية والح اررية أو الصور الجوية‬
‫في القدرة على اختراق الغيوم (مهم في المناطق االستوائية) والظالم (مهم في القطب الشمالي وفي‬
‫الليل)‪ .‬على عكس االعتقاد السائد‪ ،‬فإن معظم أنظمة الرادار ال يمكن أن تخترق مظلة الغطاء‬
‫النباتي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حيث تتبع الظلة النباتية التضاريس‪ ،‬فإنها توفر عموما نفس المعلومات‬
‫التضاريسية كما لو لم يكن هناك غطاء نباتي (الشكل ‪ .)8.3‬يخترق الرادار سطح الطبقة الدقيقة‬
‫لألوراق أو الترب فقط‪ ،‬باستثناء الرمال في بيئات فائقة الجفاف‪ .‬وفي ظل ظروف قاحلة بشكل غير‬
‫عادي‪ ،‬أظهرت الموجات المايكروية قابليتها على اختراق من متر إلى مترين تحت سطح األرض‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ويمكن للرادار مخترق سطح األرض )‪ ،Ground-penetrating radar (GPR‬وهو أداة أرضية‪،‬‬
‫تخترق بين ‪ 20‬و ‪ 50‬مت ار تبعا لنوع التربة ومحتوى الرطوبة وطول الموجة‪.‬‬
‫ويعزز الرادار التضاريس األرضية وبالتالي األشكال األرضية المسيطر عليها تركيبيا‪ .‬في‬
‫التضاريس الوعرة‪ ،‬يمكن للمرء أن يخطط مسح مع "زاوية إنخفاض" حادة (الزاوية بين األفق وشعاع‬
‫الرادار) لتقليل الظالل؛ في تضاريس مستوية‪ ،‬فإن زاوية اإلنخفاض الضحلة أو الصغيرة تسلط‬
‫الضوء على التغيرات التضاريسية الطفيفة مثل طيات معتدلة أو صدوع صغيرة‪.‬‬
‫يمكن وضع خطوط طيران الرادار المحمول جوا بحيث تبرز االتجاهات التركيبية‪ .‬يتم الحصول‬
‫على أفضل النتائج عندما يكون التحليق عند حوالي ‪ 30‬درجة مع مضرب التراكيب‪ ،‬بحيث تضرب‬
‫حزمة االشعة االتجاه عند ‪ 60‬درجة مع المضرب‪.‬‬

‫شكل ‪ 8.3‬صورة فتحة رادار صناعية من قمر صناعي راداري ملون لتركيب اصطدام مانيكوغان‪ ،‬كندا‪ .‬تغطى هذه‬
‫المنطقة بغابة شمالية صنوبرية سوداء كثيفة‪ ،‬ولكن الصورة تبدو وكأنها صخر أساس منحوت‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫قد قامت بعض الشركات بتجربة "رادار ملون متعدد األطياف" “ ‪multispectral color‬‬
‫‪ ،”radar‬حيث عينت ألوانا ألطوال موجات رادارية مختلفة‪ ،‬ولكنها ليست شائعة‪ .‬وقد أظهرت‬
‫التجارب التي أجرتها وكالة ناسا ومختبر الدفع النفاث أن صور الرادار متعدد األستقطاب حساسة‬
‫لالختالفات في حجم الغطاء النباتي وكثافته وتوزيعه‪ ،‬فضال عن االختالفات في رطوبة التربة‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬التركيب‪ .‬واستخدمت هذه االختبارات رادار نطاق ‪ L‬على عدة مواقع ودمجت بين‬
‫صور مستقطبة مناظرة ومتقاطعة في اللون لتوليد خرائط معالم سطحية‪ .‬ووجد الباحثون أن الموجات‬
‫المستقطبة المناظرة هي األكثر حساسية للتأثيرات التضاريسية والمياه السطحية‪ ،‬في حين تستجيب‬
‫الموجات المستقطبة المتقاطعة للتغيرات في الغطاء النباتي ورطوبة التربة‪.‬‬
‫تشمل عيوب الرادار التكلفة العالية بالنسبة إلى الصور الجوية وتصوير األقمار الصناعية‬
‫باالشعة تحت الحمراء القريبة جدا وعدم وجود لون للمساعدة في رسم خرائط الصخارية‪" .‬توقف‬
‫مؤقت" “‪ ”Layover‬و "قصر المنظور المائل" “‪ ”foreshortening‬هي تشوهات هندسية فريدة من‬
‫نوعها تجعل من الصعب تقدير الميل‪ .‬وهذه التشوهات ناجمة عن حزم رادارية عائدة من أجسام‬
‫مرتفعة قبل أن تنعكس الحزم بعيدا عن أجسام منخفضة (توقف مؤقت) أو حزم رادارية تعود من‬
‫قاعدة تلة قبل عودتها من القمة (قصر المنظور المائل)‪ .‬سوف يؤدي التوقف المؤقت‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬إلى ظهور التالل مزاحة نحو المستشعر‪ ،‬في حين أن قصر المنظور المائل سوف يجعل‬
‫المنحدر يبدو مضغوط‪ .‬ويقل هذا التشويه إلى أدنى حد ممكن في االراضي المستوية‪ .‬يحاول معظم‬
‫البائعين تصحيح الصور لتقليل التشوهات الهندسية إلى أدنى حد‪.‬‬
‫في معظم الحاالت‪ ،‬ال يتوفر تراكب مجسم مع صور الرادار‪ .‬ويمكن الحصول على نوع من‬
‫مجسم كاذب ‪ pseudostereo‬عن طريق الحفاظ على جميع المعامالت كما هي ولكن الطيران مرة‬
‫أخرى في اتجاه آخر‪ ،‬أو عن طريق التحليق مع اتجاهي رؤية متعارضة‪ .‬أول هذه الخيارات يوفر‬
‫تضاريس منخفضة بسبب نسبة انخفاض القاعدة إلى االرتفاع التي تسيطر على المبالغة العمودية‪.‬‬
‫التقنية الثانية تولد ظالل على جانبي المعالم‪ ،‬مما يجعل المشاهدة صعبة‪ .‬وخالفا للتصوير‬
‫الفوتوغرافي‪ ،‬الذي تحتوي فيه الظالل على ضوء متشتت‪ ،‬فإن الرادار ليس لديه معلومات مفيدة في‬
‫المناطق المظللة‪ ،‬ألن هذه مناطق "بال بيانات" حقيقية‪ .‬أما في التضاريس المعتدلة إلى المرتفعة‪،‬‬
‫فإن التغطية الكاملة تستدعي إجراء مسح مع اتجاهات رؤية متعارضة لملء الظالل‪.‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 7.2.3‬رادار المقطع الجانبي \ مسابر الموجة المايكروية ‪Radar Profling/Microwave‬‬


‫‪Sounders‬‬
‫يستخدم رادار المقطع الجانبي لرسم خرائط الغيوم‪ ،‬ظلة النباتات‪ ،‬وحتى الرياح‪ .‬يمكن أن يتواجد‬
‫الجهاز على أرض‪ ،‬في طائرة‪ ،‬أو على أقمار صناعية‪ .‬بدأ أول رادار غيوم يعمل بالموجة المليمترية‬
‫في شمال أوكالهوما في تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ .1996‬وتستخدم هذه الوحدة هوائي قطره ‪ 3‬أمتار‬
‫في غطاء واقي؛ وعرض الشعاع ‪ 0.2‬درجة‪ .‬ويوفر معالج دوبلر للرادار تقديرات لإلنعكاسية‪،‬‬
‫السرعة العمودية‪ ،‬وعرض الطيف في وقت واحد عند ارتفاعات متعددة‪ ،‬تتراوح عادة بين ‪ 0.1‬و‬
‫‪ 15.1‬كم فوق سطح األرض‪.‬‬
‫يستخدم "محلل الرياح" “‪ ”wind profiler‬موجات الرادار أو الموجات الصوتية للكشف عن‬
‫سرعة الرياح واتجاهها في ارتفاعات مختلفة فوق سطح األرض‪ .‬يقوم المحلل بتسجيل عينات على‬
‫طول كل حزمة من خمس حزم‪ :‬يوجه احدها عموديا لقياس السرعة العمودية‪ ،‬وأربعة جانبا ومتعامدة‬
‫مع بعضها البعض لقياس المكونات األفقية للرياح‪ .‬الطاقة المنتشرة بواسطة دوامات الرياح والمستلمة‬
‫من قبل المحلل هي بمقادير أصغر من الطاقة المرسلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا كان يمكن تحديد الطاقة‬
‫المتشتتة بوضوح فوق ضوضاء خلفية الصورة‪ ،‬عندئذ يمكن تحديد متوسط سرعة الرياح واتجاهها‪.‬‬
‫تعمل محلالت الريح برادار دوبلر النبضي باستخدام إشارات كهرومغناطيسية إلستشعار الرياح العالية‬
‫عن بعد‪ .‬وينقل الرادار ‪ D4‬نبضات ترددات راديوية قصيرة على طول كل هوائي من الهوائيات‬
‫الخمس للكشف عن موقع الهدف وسرعته‪ .‬ويتطابق طول النبضة المنبعثة من الهوائي مع حجم‬
‫الهواء الذي يصادفه شعاع الرادار‪ .‬وتعزز التأخيرات في معالجة البيانات بحيث يستقبل الرادار‬
‫الطاقة المتشتتة من ارتفاعات منفصلة‪ .‬ويتم تحديد تغير تردد دوبلر لطاقة التشتت الخلفي‪ ،‬ويستخدم‬
‫لحساب موقع وسرعة الرياح التي تتحرك باتجاه الرادار أو بعيدا عنه على طول كل حزمة كدالة‬
‫لالرتفاع‪ .‬مصدر طاقة التشتت الخلفي هو اضطراب الرياح على نطاق صغير‪.‬‬
‫إن "مسابر الموجة المايكروية" “‪ ”Microwave sounders‬هي مقاييس إشعاعية على متن‬
‫الطائرات أو األقمار الصناعية التي تسجل بشكل خامل إشعاع موجة مايكروية سطحية أو جوية في‬
‫أطوال موجية متعددة‪ .‬ويقوم الجهاز بسبر الغالف الجوي لمستويات الح اررة والرطوبة من خالل‬
‫تسجيل عدة حزم من إشعاع الموجة المايكروية المتولد عن الغالف الجوي‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 8.2.3‬رادار مقاييس االرتفاع ‪Radar Altimeters‬‬


‫يقيس رادار مقياس االرتفاع المسافة بين طائرة أو قمر صناعي والتضاريس تحته‪ .‬يقوم الرادار‬
‫بنقل موجات الراديو نحو األرض ويسجل الوقت الستالم االنعكاس‪ .‬وبما أن سرعة الموجات الراديوية‬
‫معروفة‪ ،‬فإن وقت االنتقال في االتجاهين يستخدم لتحديد المسافة من السطح المنعكس‪ .‬مقياس‬
‫االرتفاع على الطائرات أو األقمار الصناعية هو رادار تصويب النظر (عمودي‪ ،‬بدال من المسح‬
‫الجانبي)‪ .‬وهي تستخدم لرسم خارطة سطح األرض والمحيط‪ ،‬ورسم خارطة ورصد توزيع الجليد‬
‫البحري‪ ،‬وقياس أرتفاع االمواج ومرتفعات اليابسة‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ .‬وعادة ما يعمل رادار‬
‫مقاييس االرتفاع في النطاق ‪ E‬أو النطاق ‪ Ka‬أو النطاق ‪ .S‬تقيس رادارات مقاييس االرتفاع المحلقة‬
‫فوق االرض "االرتفاع المطلق" “‪ ، ”absolute altitude‬وهو االرتفاع فوق مستوى سطح األرض‪،‬‬
‫بدال من "االرتفاع الحقيقي" “‪ ، ”true altitude‬وهو االرتفاع فوق مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫وهناك تقنية رادارية ثانية لقياس االرتفاع هي "رادار الموجة المستمرة ذات التردد المنظم"‬
‫“‪ .”frequency modulated continuous-wave radar‬يقاس تغير تردد الموجات الراديوية‬
‫وكلما زاد التغير كلما زادت المسافة المقطوعة‪ .‬هذه الطريقة‪ ،‬التي هي معيار الصناعة الحالية‪،‬‬
‫تحقق دقة أفضل من توقيت انعكاسات الرادار‪.‬‬
‫يعتمد قرار استخدام رادار أو ليدار مقياس االرتفاع على عدد من العوامل‪ ،‬بما في ذلك حجم‬
‫منطقة االهتمام والدقة المطلوبة‪ .‬سيكون رادار القمر الصناعي دائما أرخص‪ ،‬ولكن لديه خلية دقة‬
‫كبيرة‪ .‬ينتج تي ار سار أكس ‪ Terra SAR X‬حاليا موديل ارتفاع رقمي ‪ 30‬متر حول العالم ‪digital‬‬
‫)‪ .elevation model (DEM‬ويولد القمر سبوت أج أر أس ‪ SPOT HRS‬موديل ارتفاع رقمي‬
‫بدقة ‪ 30‬متر فوق مناطق محدودة‪ .‬لدى ليدار دقة أعلى (مم إلى سم عمودي وواحد إلى خمسة‬
‫أمتار أفقي‪ ،‬اعتمادا على ارتفاع الطيران)‪ ،‬ولكنه حاليا الخيار األكثر تكلفة‪ ،‬لذلك يستخدم عادة‬
‫لمناطق محدودة‪.‬‬
‫‪ 9.2.3‬رادار قياس التداخل ‪Radar Interferometry‬‬
‫وكما ذكرنا‪ ،‬فإن معرفة سرعة إشارة الرادار والوقت من اإلرسال إلى االستقبال يجعل من‬
‫الممكن حساب المسافة بين الرادار والسطح‪ .‬وهذا يسمح لنا بتوليد موديالت ارتفاعات رقمية‬
‫)‪ (DEM‬من صور الرادار وانشاء خرائط تضاريسية (الشكل ‪.) 9.3‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 9.3‬موديل ارتفاع رقمي ملون لجبل الغون والصدع االفريقي‪ ،‬أوغندا – كينيا مستمدة من بعثة رادار التضاريس‬
‫المكوكي‪.‬‬
‫يستخدم "رادار قياس التداخل" صور رادار الفتحة الصناعية المسجلة في أوقات مختلفة لقياس‬
‫التغيرات الصغيرة في ارتفاع السطح (حسب الترتيب من ‪ 1‬مم إلى ‪ 1‬سم) على مساحات كبيرة من‬
‫األرض‪ .‬يتم تسجيل الصورتين إلى دقة حوالي ‪ 8\1‬بكسل‪ ،‬وتطرح اطوار البكسل المتناظرة‪ ،‬والنتيجة‬
‫هي مخطط تداخل‪ .‬اختالفات الطور في مخطط التداخل يكون لها دورات بزاوية ‪ 360‬درجة ويجب‬
‫فكها الشتقاق طور مطلق‪ .‬بعد التفكيك‪ ،‬يتم استخدام الطور المطلق للحصول على معلومات‬
‫االرتفاع‪ .‬كلما اقتنيت صور أقرب في الزمان والمكان‪ ،‬كلما كانت دقة مقياس التداخل أكثر‪ .‬إن‬
‫االختالفات السطحية من اكتساب صورة إلى الصورة التالية تؤدي الى تغير طوري معروف باسم‬
‫"إزالة الترابط المؤقت" “‪ .”temporal decorrelation‬يجب أال تكون هناك تغيرات في الطور ما لم‬
‫غير المسافة من السطح إلى الهوائي‪ .‬ويمكن تحسين هذا‬‫يكن هناك تغير في ارتفاع السطح الذي ّ‬
‫الخطأ عن طريق إزالة الضوضاء المنهجية الناجمة عن حركة الطائرة وزيادة نسبة اإلشارة إلى‬
‫الضوضاء‪ .‬وقد طبقت هذه التقنية على كل من رادار القمر الصناعي والرادار المحمول جوا‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 10.2.3‬مقياس إشعاع الموجة المايكروية الخامل ‪Passive Microwave Radiometry‬‬


‫تقيس مقاييس إشعاع الموجات المايكروية اإلشعاع الطيفي المنبعث من سطح األرض في‬
‫منطقة الموجات المايكروية‪ ،‬أي أطوال موجية تتراوح بين ‪ 0.15‬و ‪ 30‬سم (أو ترددات تتراوح بين ‪1‬‬
‫و ‪ 200‬غيغاهيرتز)‪ .‬وتسجل هذه األنظمة الخاملة ترددات واستقطابات متعددة وتتطلب مجاال لحظيا‬
‫كبي ار للعرض وحزم عريضة ألن مصدر الطاقة ضعيف‪ .‬يطلق على اإلشعاع الطيفي المنبعث "درجة‬
‫ح اررة السطوع" “‪ .”brightness temperature‬يرتبط "اإلشعاع الطيفي" “‪”Spectral radiance‬‬
‫بدرجة الح اررة الحركية من خالل تقريب رايلي – جينز ‪:Rayleigh–Jeans‬‬

‫حيث ‪ Lλ‬هو إشعاع طيفي‪ k ،‬هو ثابت بالنك‪ c ،‬هو سرعة الضوء‪ ε ،‬هو االنبعاثية‪ Tkin ،‬هو‬
‫درجة الح اررة الحركية‪ ،‬و ‪ λ‬هو الطول الموجي‪.‬‬
‫الحررة الحركية بدرجة ح اررة السطوع من خالل العالقة‪:‬‬
‫ترتبط درجة ا‬

‫االنبعاثية ‪ Emissivity‬هي دالة ثابت العزل الكهربائي للمادة‪ .‬ثابت العزل الكهربائي للماء هو‬
‫‪ ،80‬في حين للجليد هو ‪ ،3.2‬الغطاء النباتي هو ‪ ،3.0‬والهواء هو ‪ .1.0‬وبالتالي‪ ،‬رطوبة التربة‬
‫لها تأثير كبير على درجة ح اررة السطوع واإلشعاع الطيفي‪.‬‬
‫ويستخدم قياس اإلشعاع بالموجات المايكروية الخاملة لرسم خارطة بخار الماء الجوي عند‬
‫ترددات حيث توجد نطاقات امتصاص جوي‪ ،‬مثل التردد ‪ 85‬غيغا هيرتز‪ .‬وتستخدم أيضا مقاييس‬
‫االشعاع بالموجات المايكروية الخاملة لرصد درجات الح اررة السطحية (األرض والمحيطات) ورطوبة‬
‫التربة‪ .‬وقد كانت مقاييس االشعاع بالموجات المايكروية الخاملة متوفرة على متن طائرة ناسا منذ عام‬
‫‪.1972‬‬
‫‪Spectrometers,‬‬ ‫‪ 11.2.3‬مقاييس الطيف‪ ،‬مقاييس الطيف الضوئي‪ ،‬ومقياس التداخل‬
‫‪Spectrophotometers, and Interferometers‬‬
‫"قياس الطيف" “‪ ”Spectrometry‬و "التصوير الطيفي" “‪ ”spectrography‬يقيسان كثافة‬
‫اإلشعاع كدالة عن الطول الموجي‪ .‬ويشار إلى أجهزة القياس الطيفية على أنها مقاييس طيف أو‬

‫‪- 83 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مقاييس طيف ضوئي‪ .‬وتتميز أنواع التحليل الطيفي بالتفاعل بين طاقة كهرومغناطيسية ومادة ما‪.‬‬
‫وتشمل هذه التفاعالت‬
‫‪ ‬امتصاص‪ :‬عندما يتم امتصاص الطاقة من مصدر من قبل مادة‪.‬‬
‫‪ ‬انبعاث‪ :‬تنبعث طاقة مشعة من مادة ما‪ .‬يمكن أن يحث االنبعاث من مصادر أخرى للطاقة‬
‫أو عن طريق اإلشعاع الكعرومغناطيسي (في حالة التفلور)‪.‬‬
‫‪ ‬مطيافية اإلنعكاس‪ :‬يفحص كيف يتم إنعكاس إشعاع ساقط أو متشتت بواسطة مادة‪.‬‬
‫‪ ‬مطيافية المعاوقة‪ :‬قدرة وسط ما إلعاقة أو تبطيء طاقة منقولة‪ .‬وبالنسبة للتطبيقات‬
‫البصرية‪ ،‬يتميز هذا بمؤشر االنكسار‪.‬‬
‫‪ ‬ظاهرة التشتت غير المرن‪ :‬تنطوي على تبادل الطاقة بين اإلشعاع والمادة التي تغير الطول‬
‫الموجي لإلشعاع المتشتت‪.‬‬
‫‪Multispectral and‬‬ ‫‪ 12.2.3‬الماسحات الضوئية متعددة الطيف وفائقة الطيف‬
‫‪Hyperspectral Scanners‬‬
‫إن مقاييس الطيف تقيس معامل االنعكاسية لألرض (السطح والغالف الجوي) في المدى‬
‫الطيفي الشمسي (‪ 1040-390‬نانومتر) وتشمل الماسحات الضوئية متعددة األطياف والماسحات‬
‫الضوئية فوق الطيفية الموجودة على الطائرات واالقمار الصناعية‪ .‬وهذه هي أدوات التصوير األكثر‬
‫شيوعا على الطائرات واألقمار الصناعية‪ .‬وقد أعطيت الصور المنتجة من هذه االجهزة اسم "متعددة‬
‫األطياف" “‪ ”multispectral‬إذا كان هناك عدد قليل نسبيا نوعا ما من االنطقة الترددية الواسعة‪ ،‬أو‬
‫"فائقة الطيف" “‪ ”hyperspectral‬إذا كان هناك العديد من قنوات النطاق الترددي الضيق‪ .‬وتتوفر‬
‫هذه األنظمة أيضا للفيديو (التصوير بالفيديو‪ ،‬والقياس بالفيديو‪ ،‬واالستشعار عن بعد بالفيديو)‪.‬‬
‫وتدمج المسوحات متعددة األطياف الفيديوية عموما مع نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫إن الشركات التجارية المعنية في الحصول على بيانات االستشعار عن بعد هي متاحة من عدة‬
‫مصادر‪ ،‬بما في ذلك الجمعية األمريكية للمسح التصويري وعلى شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫توفر الماسحات الضوئية للتصوير معلومات رقمية مسجلة على محرك أقراص ثابت‪ ،‬على الرغم‬
‫من أنه يمكن للمرء أن يطلب من البائع تقديم نسخة مطبوعة في شكل ورق شفاف أو مطبوعات‬
‫ورقية‪ .‬ويمكن أن يكون المدى الطيفي قابل للتعديل أو مسبق الضبط‪ ،‬مع اختالف كبير في عدد‬

‫‪- 84 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫"القنوات" “‪( ”channels‬فترات طول موجي منفصل) و "عرض الحزمة" “‪( ”bandwidth‬مدى‬
‫الطول الموجي)‪.‬‬
‫بعض الماسحات الضوئية لديها القدرة على تشكيل جهاز استشعار لتسجيل معالم طيفية ذات‬
‫أهمية خاصة‪ ،‬مثل الطين‪ ،‬والكربونات‪ ،‬أو اإلجهاد النباتي (الشكل ‪ .)10.3‬ويمكن لألنظمة‬
‫المحمولة جوا أن تضبط توقيت البعثة لتفادي الطقس أو الظروف الجوية السيئة‪ ،‬أو االستجابة‬
‫ألزمة‪ ،‬في حين توفر نظم االقمار الصناعية تغطية متكررة في فترات زمنية محددة‪ .‬يمكن للمرء أن‬
‫يضبط معامالت البعثة المحمولة جوا لتغيير الدقة‪ ،‬والمقياس‪ ،‬وهلم جرا‪ .‬يجب مزامنة الماسحات‬
‫الضوئية المحمولة جوا مع سرعة الطيران‪ ،‬أو يحدث انحراف للصورة‪ .‬ويمكن تصحيح هذا التشويه‬
‫عن طريق معالجة الصور‪.‬‬
‫وتتوفر ماسحات التصوير مع نطاقات طيفية في مديات األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬واألشعة تحت‬
‫الحمراء المرئية‪ ،‬واالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة واالشعة تحت الحمراء الح اررية‪" .‬الدقة‬
‫المكانية" “‪( ”spatial resolution‬أصغر معلم يمكن تحليله أو كشفه أو تمييزه) لماسحات التصوير‬
‫هي دالة لجهاز حقل الرؤية الفوري وأرتفاع المنصة (الطائرات أو األقمار الصناعية)‪ .‬عموما هو في‬
‫حدود ‪ 20-1.0‬م‪ .‬والدقة الطيفية (العرض الطيفي لحزمة أو قناة) هي أيضا معامل جهاز‪ ،‬ويمكن‬
‫تصميمها ضيقة (على سبيل المثال‪ 10 ،‬نانومتر أو أقل) إلى عريضة (‪ 4‬مايكرون أو أكثر)‪.‬‬
‫ومعظم مسوحات الماسح الضوئي المحمولة جوا تمتلك "عرض رقعة" (عرض األرض الذي تصوره‬
‫األداة) في المدى من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬كم‪ .‬والماسحات الضوئية المستندة إلى االقمار الصناعية لديها‬
‫عموما عرض رقعة في عشرات إلى مئات الكيلومترات‪.‬‬
‫يسمح االكتساب المتزامن للعديد من النطاقات الضيقة للمحلل ببناء منحنيات إنعكاس طيفية (أو‬
‫منحنيات انبعاث في المدى الحراري) للمنطقة األرضية التي يغطيها أي عنصر صورة‪ .‬ويمكن بعد‬
‫ذلك مطابقة المنحنى الطيفي مع مجموعة من المنحنيات المرجعية لمختلف المعادن أو النباتات أو‬
‫التربة في محاولة لتحديد المواد السطحية‪ .‬كلما زادت الدقة الطيفية (عرض النطاق الترددي اضيق)‪،‬‬
‫كلما كان المنحنى الطيفي أكثر دقة‪ ،‬وكلما زادت فرصة تحديد المادة المعنية‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.3‬منحنيات نموذجية إلنعكاسية طيفية لبعض المواد الجيولوجية الشائعة‬

‫‪- 86 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تتمثل ميزة الماسحات الضوئية المتعددة األطياف وفائقة الطيف على التصوير الفوتوغرافي في‬
‫قدرتها على توليد منحنيات طيفية وتمييز أو تحديد بعض المعادن والترب والنباتات وغيرها من المواد‬
‫السطحية‪ .‬وتسمح معالجة الصورة بالعديد من الخيارات من معالجة الصورة الفوتوغرافية‪ .‬وتستخدم‬
‫الصور الناتجة للمساعدة في تحديد تغير حرمائي‪ ،‬تسرب نفط‪ ،‬مياه سطحية قريبة‪ ،‬صخور‬
‫مصدرية‪ ،‬أو تغير ترب وصخور متصاحب مع تسرب غازات هيدروكربونية‪ .‬وتشمل المزايا األخرى‬
‫لمعالجة الصورة الرقمية‬
‫‪ .1‬القدرة على تصفية وتعزيز التباين‪ ،‬وتطبيق التحوالت لزيادة محتوى المعلومات الجيولوجية إلى‬
‫الحد األقصى‬
‫‪ .2‬القدرة على تصحيح التشوهات الهندسية والطيفية‬
‫وتشمل مزايا تصوير القمر الصناعي‬
‫‪ .1‬يمكن للتغطية المتكررة أن توفر صو ار خالية من الغيوم لمواسم متعددة (ارتفاع عالي ومنخفض‬
‫للشمس‪ ،‬غطاء نباتي متفاوت‪ ،‬غطاء ثلجي‪ ،‬ظروف الرطوبة‪ ،‬وما إلى ذلك)‬
‫‪ .2‬عرض شامل (تغطية مساحة كبيرة) بتكلفة منخفضة نسبيا لكل وحدة مساحة‬
‫‪ .3‬الوصول إلى مناطق نائية و‪ ،‬في حالة األقمار الصناعية‪ ،‬مناطق مقيدة بغض النظر عن‬
‫التضاريس‪ ،‬والمناخ‪ ،‬أو السياسة‬
‫‪ .4‬االستكشاف السري والنشاط االستطالعي‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تولد الماسحات الضوئية متعددة األطياف وفائقة الطيف كمية كبيرة من‬
‫البيانات التي تتطلب المعالجة للحصول على صورة قابلة لالستخدام‪ .‬ويتعقد تحديد المواد السطحية‬
‫بسبب الخلط المعدني‪ ،‬والتغير‪ ،‬والتجوية‪ ،‬والغطاء النباتي‪ .‬تميل الصور إلى أن تكون أكثر فائدة في‬
‫المناخات القاحلة أو الشمالية حيث تكون التجوية والنباتات عند الحد األدنى‪.‬‬
‫‪ 13.2.3‬تصوير مقاييس طيف االمتصاص ‪Imaging Absorption Spectrometers‬‬
‫إن تصوير مقاييس طيف االمتصاص يقارن الضوء القادم من الشمس مع الضوء المنعكس‬
‫من األرض‪ ،‬وبالتالي توفير معلومات عن الغالف الجوي‪ .‬والهدف من ذلك هو رسم خريطة تركيز‬
‫الغازات والهباء الجوي‪ .‬يقيس مقياس طيف االمتصاص الضوء الذي ينتقل‪ ،‬يتشتت مرتدا‪ ،‬وينعكس‬
‫من الغالف الجوي‪ .‬يستخدم تصوير الماسح الضوئي بمقياس طيف االمتصاص ‪The Scanning‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ Imaging Absorption spectroMeter‬لرسم خرائط الغالف الجوي على القمر الصناعي البيئي‬
‫لوكالة الفضاء األوروبية (‪ )ENVISAT‬هذا النوع من الطيف لقياس الغازات النزرة في الغالف‬
‫الجوي بما في ذلك ‪ CO‬و ‪.O3‬‬
‫‪ 14.2.3‬مقاييس طيف الكسوف ‪Occultation Spectrometers‬‬
‫تكشف مقاييس طيف الكسوف الضوء من النجوم البعيدة ويقيس استنزاف ذلك الضوء في‬
‫مناطق طيفية محددة بواسطة غازات في الغالف الجوي لألرض‪ .‬وتشمل الغازات والمواد األكثر‬
‫شيوعا التي تم تحديدها باستخدام هذه التقنية هي ثاني أكسيد النيتروجين وثالث أكسيد النيتروجين‬
‫واألوزون والهباء الجوي‪.‬‬
‫‪ 15.2.3‬مقاييس تداخل ميتشيلسون ‪Michelson Interferometers‬‬
‫إن مقياس تداخل ميتشيلسون هو مقياس طيف ينتج نمط تداخل عن طريق تقسيم شعاع ضوء‬
‫إلى مسارين‪ ،‬وترتد الحزم مرة أخرى ويعاد تجميعها‪ .‬وقد تكون المسارات المختلفة من أطوال مختلفة‬
‫أو تنتقل من خالل مواد مختلفة إلنشاء حافات تداخل متناوبة على كاشف خلفي‪ .‬مقاييس التداخل‬
‫تسبر بشكل خامل الغالف الجوي بالنسبة لإلشعة تحت الحمراء ويمكن أن توفر مقاطع جانبية لدرجة‬
‫الح اررة والضغط الجوي‪ .‬كما أنها ترسم صورة جانبية لغازات طبقة الجو العليا النزرة بما في ذلك‬
‫ثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتروز والميثان وحامض النيتريك واألوزون والماء‪.‬‬
‫‪ 16.2.3‬ليزرات‪ ،‬ليدار وليدار مقاييس االرتفاع ‪Lasers, Lidar, and Lidar Altimeters‬‬
‫يستخدم ليدار (تحديد وكشف الضوء) )‪ Light Detection and Ranging (Lidar‬أشعة‬
‫فوق بنفسجية أو مرئية أو ليزرات االشعة تحت الحمراء القريبة لقياس المسافة إلى الهدف أو‬
‫خصائصه عن طريق إضاءة الهدف وقياس الضوء المنعكس أو الضوء المتشتت المرتد‪" .‬ليدار‬
‫مقاييس االرتفاع"‪ ،‬مثلها مثل الكثير من رادارات مقاييس ارتفاع‪ ،‬هي أشعة ليزر موجهة نحو األسفل‬
‫موجودة على متن الطائرات أو األقمار الصناعية (على سبيل المثال‪ ،‬نظام مقياس االرتفاع بالليزر‬
‫لعلوم االرض ]‪ Geoscience Laser Altimeter System [GLAS‬محلق على قمر صناعي‬
‫لقياس إرتفاع الجليد‪ ،‬السحاب واالرض)‪ .‬ويمكن استخدامها لقياس تضاريس السطح (خشونة‪ ،‬جانب‬
‫المنحدر‪ ،‬والميل)‪ ،‬وقياس ارتفاع السطح‪ ،‬أو توزيع وحجم الجليد البحري و معدل مستوى سطح‬
‫البحر‪ .‬ويمكن أيضا أن تستخدم لمسح المكاشف الصخرية‪ ،‬وقياس األعماق البحرية‪ ،‬واالرتفاعات‬

‫‪- 88 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫السحابية‪ ،‬والهباء الجوي في الغالف الجوي‪ ،‬والغطاء الثلجي‪ ،‬واالنعكاسية‪ ،‬وخصائص السطح‬
‫األخرى‪.‬‬
‫كما يمكن أن تستخدم منصات ليدار المحمولة جوا واألرضية في دراسات التكتونية النشطة‪.‬‬
‫وعادة ما يتم استخدام نوعين من المنصات في البحث التي تستخدم بيانات ليدار‪ .‬وتستخدم أنظمة‬
‫"ليدار المحمول جوا" “‪ ”Airborne Lidar‬ماسح ليزري مركب على طائرة يفحص التضاريس في‬
‫مساحات من جانب إلى جانب بمعدالت تتراوح بين عشرات وعشرات المئات من الكيلوهرتزات‬
‫(الشكل ‪ .)11.3‬يتم مراقبة توجيه (التعرج‪ ،‬الميل واالنحراف‪ ،‬والدوران) للطائرة بواسطة وحدة مالحة‬
‫قصورية على متن الطائرة‪ ،‬ويتم تحديد موقعها من خالل نظام تحديد المواقع العالمي الحركي عالي‬
‫الدقة‪ .‬تضع مرحلة ما بعد المعالجة بيانات ليدار ‪ Lidar‬في إطار مرجعي عالمي حيث تعود غمامة‬
‫نقطية من الليزر بكثافات التقاط نموذجية > ‪ \ 1‬م‪.2‬‬
‫تستخدم منصات "ليدار أرضية" “‪ ”Terrestrial Lidar‬ماسح ضوئي ليزري مثبت على حامل‬
‫ثالثي القوائم يمكن تشغيله من مختلف المواضع القريبة من الحقل لضمان تغطية مسح كاملة للمعلم‬
‫المهم (الشكل ‪ .)12.3‬ويحتاج األمر إلى أهداف انعكاسية ذات إحداثيات جغرافية معروفة لرصف‬
‫غمامة نقطية من مواقع مسح مختلفة إلى غمامة نقطية نهائية ضمن إطار مرجعي عالمي‪ .‬ويمكن‬
‫أن تصل كثافات الغمامة النقطية لليدار أرضي إلى ما يصل إلى > ‪ 104 \ 1‬م‪ 2‬تبعا لمسافة‬
‫المسح‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يوفر اقتناء هندسة أنظمة ليدار أرضي تمثيل ثالثي أبعاد (‪ )3D‬حقيقي‬
‫للمعلم الممسوح ضوئيا أو المكشف‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يمكن إنجاز تمثيل ثالثي األبعاد كامل للمعالم‬
‫التي تم مسحها بواسطة أداة ليدار أرضي‪ ،‬بدال من منصات ليدار محمولة جوا التي تفحص المعالم‬
‫التضاريسية في بعدين ونصف "‪."2.5D‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 11.3‬أجهزة ليدار المحمولة جوا والتنصيب‬

‫شكل ‪ 12.3‬نظام ليدار أرضي‬

‫‪- 90 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تظهر فائدة مجموعة بيانات ‪ Lidar‬المحمولة جوا واألرضية في تصور وتحليل البيانات‬
‫الطبوغرافية من خالل موديالت االرتفاع الرقمي ‪ DEMs‬المشبكة وكيف تكشف المعلومات التكتونية‬
‫(الشكل ‪ .)13.3‬وتتولد موديالت االرتفاع الرقمي هذه من الغمامات النقطية غير المتجانسة مكانيا‬
‫التي تم الكشف عنها من قبل الماسح ليدار‪ .‬وعندما يكون التباعد بين النقاط أقل من الدقة المطلوبة‬
‫لموديل االرتفاع الرقمي‪ ،‬تطبق خوارزمية توزيع خانات محلية لحساب القيم داخل نصف قطر بحث‬
‫محدد عند كل عقدة باستعمال دالة رياضية محددة مسبقا (على سبيل المثال‪ ،‬متوسط‪ ،‬حد أدنى‪ ،‬حد‬
‫أقصى)‪.‬‬
‫وفيما يلي قائمة بموارد شبكة االنترنيت المقترحة حيث تتوفر علنا بيانات ليدار وتتوفر قدرات‬
‫معالجة لمجموعات بيانات ليدار المحمولة جوا واألرضية‪:‬‬
‫‪http://Lidar.asu.edu ‬‬
‫‪http://www.opentopography.org ‬‬
‫‪http://www.ncalm.org ‬‬
‫‪http://facility.unavco.org/project_support/tls/tls.html#interface ‬‬
‫‪http://Lidar.cr.usgs.gov ‬‬
‫‪http://lvis.gsfc.nasa.gov ‬‬
‫تستخدم الشركات التجارية مقاييس ارتفاع ليدار لتوليد بيانات موديالت االرتفاع الرقمي للعمل‬
‫الهندسي الدقيق (خطوط الكهرباء وخطوط األنابيب والسدود ومسوحات المناجم والحفريات) ورصد‬
‫البيئة واألخطار (االنهيارات األرضية وزحف المنحدرات ونمو قبة الصهارة ومسوحات السهل‬
‫الفيضي)‪ .‬تقدم تقنية ليدار واحدة من أكثر الطرق دقة وفعالية من حيث التكلفة للحصول على‬
‫معلومات االرتفاع‪ .‬تتم معالجة بيانات ليدار عادة إلنتاج موديالت ارتفاع رقمية في صيغ ‪،LAS‬‬
‫‪ ESRI ،ASCII‬و ‪ .CAD‬تتراوح الدقة األفقية لمسوحات ليدار المحمولة جوا عادة بين ‪ 20.0‬و‬
‫‪ 100.0‬سم‪ .‬وتتراوح درجات الدقة العمودية عموما بين ‪ 9.0‬و ‪ 18.5‬سم للطائرات الثابتة األجنحة‬
‫و ‪ 1.0‬و ‪ 3.0‬سم باستخدام طائرة هليكوبتر‪ .‬وتشمل المنتجات باإلضافة إلى موديالت االرتفاع‬
‫الرقمية موديالت التضاريس الرقمية وخرائط المنحدرات والخرائط الطبوغرافية والخرائط المساحية‬
‫وتحليالت ارتفاع األشجار وتصحيح الصورة وقياس األعماق الضحلة والحفر وبناء موديل طمر‬

‫‪- 91 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫النفايات‪ .‬كما يوفر ليدار فرصة للكشف عن الغازات الجوية وقياسها‪ ،‬ومعظمها عادة ثاني أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬من خالل قياس االمتصاص الطيفي للضوء المنعكس أو المتشتت المرتد‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.3‬نظرة شاملة لعمليات نطاق صدع كما يتجلى على سطح وباطن األرض‪ .‬في باطن األرض‪ ،‬تنقل‬
‫الخواص الجيولوجية والزلزالية ألنطقة الصدع االنفعال من خالل طبقة زلزالية (مبينة باللون األحمر) على سطح‬
‫األرض‪ .‬على سطح األرض‪ ،‬توفر جيومورفولوجية انطقة الصدع أدلة على الزلزالية في العمق من خالل عرض‬
‫عناصر جيومورفية متصدعة‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 17.2.3‬ليدار التشتت االرتدادي ‪Backscatter Lidar‬‬


‫يتضمن ليدار التشتت االرتدادي (أيضا ليدار التشتت المرتد للغالف الجوي) إرسال حزمة ليزر‬
‫نابضة عالية القوة إلى الغالف الجوي أو إلى عمود رذاذ جوي وكشف اإلشارة المتشتتة المرتدة‪.‬‬
‫ويبث النظام عند طول موجي واحد ويكتشف التغيرات في الطول الموجي المتشتت المرتد بسبب‬
‫الهباء الجوي والغبار في الغالف الجوي‪ .‬تم استخدام ليدار التشتت االرتدادي في المقام األول لبحوث‬
‫الغالف الجوي واألرصاد الجوية‪ .‬وتستخدم أطوال موجية في مدى من الح اررية (حوالي ‪10‬‬
‫مايكرون) لألشعة فوق البنفسجية (‪ 250‬نانومتر)‪ .‬وينعكس الضوء المرسل من خالل "االستطارة‬
‫الخلفية" “‪ ، ”backscattering‬وهو االنعكاس المنتشر لإلشارة بسبب تشتت الجزيئات أو الهباء‬
‫الجوي‪ .‬وتتيح توليفات األطوال الموجية رسم خرائط عن بعد للمكونات الجوية عن طريق قياس‬
‫التغيرات التي تعتمد على الطول الموجي في شدة اإلشارة المعادة‪.‬‬
‫‪ 18.2.3‬ليدار االمتصاص التفاضلي ‪Differential Absorption Lidar‬‬
‫وهو يستخدم للكشف عن غازات معينة في الغالف الجوي‪ ،‬وال سيما األوزون‪ ،‬وثاني أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬وبخار الماء‪ .‬ينقل نظام تحديد وكشف الضوء اثنين من االطوال الموجية‪ ،‬واحد يمتص من‬
‫قبل الغاز المهم قيد الدراسة‪ ،‬واآلخر ال يمتص‪ .‬ويمثل االمتصاص التفاضلي بين طول الموجتين‬
‫مقياسا لتركيز الغاز كدالة للمدى (المسافة إلى الهدف)‪ .‬وتشمل الجزيئات المدروسة باستخدام ليدار‬
‫االمتصاص التفاضلي ‪( SF6 ،NO2 ،N2H4 ،NO ،HCL ،CO2 ،CO ،O3 ،NH3 ،SO2‬شكل‬
‫‪.)14.3‬‬
‫‪ 19.2.3‬ليدار التفلور ‪Fluorescence Lidar‬‬
‫يستخدم ليدار التفلور اثنين من األطوال الموجية ومقياس طيف لفصل تفلور طول موجي مزاح‬
‫من تبعثر مرتد قوي للغالف الجوي (رايلي)‪ .‬يضبط الليزر على حزمة امتصاص الجزيء المهم‪ ،‬ويتم‬
‫الكشف عن التفلور المعاد اشعاعه بواسطة تصفية طيفية لإلشعاع العائد‪ .‬التفلور يكون أكبر في‬
‫األشعة فوق البنفسجية مما عليه في األشعة تحت الحم ارء‪ ،‬ولكن بالنسبة لبعض التطبيقات هذا يحد‬
‫من فعالية النظام ألن الكاشف يخمد بواسطة إشعاع خلفية شمسية عادي‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن النظام يعمل‬
‫بشكل أفضل في الليل وعند ضبطه ألطوال موجية أقل من ‪ 1‬مايكرون‪ .‬تم استخدام ليدار التفلور‬
‫للكشف عن الفلزات النزرة في الغالف الجوي بما في ذلك ‪ ،Ca ،Li ،K ،Na‬وأيون الهيدروكسيل‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 14.3‬مقطع عرضي ألوزون الغالف الجوي فوق مدينة مكسيكو مشتق من ليدار امتصاص تفاضلي من ناسا‪.‬‬
‫قيم األوزون العالية موضحة باللون األحمر الى األسود‬
‫‪ 20.2.3‬ليدار دوبلر ‪Doppler Lidar‬‬
‫يستخدم ليدار دوبلر لقياس درجة الح اررة وسرعة الرياح على طول حزمة من االشعة من خالل‬
‫قياس تردد الضوء المتبعثر المرتد نسبة الى الضوء المرسل‪ .‬يوفر انحراف الدوبلر معلومات حول‬
‫سرعة الهواء‪ ،‬واالضطراب الجوي‪ ،‬وقص الرياح‪.‬‬
‫‪ 21.2.3‬ليدار الحزمة العريضة ‪Broadband Lidar‬‬
‫قامت شركة ‪ Goddard SFC‬التابعة لشركة ‪ NASA‬في غرين بلت ‪ ،Greenbelt‬والية‬
‫ماديسون ‪ ، MD‬بتطيير أداة "ليدار عريض النطاق" “‪ ”broadband Lidar‬على جهاز ‪DC-8‬‬
‫قبل تثبيتها في بعثة القمر الصناعي لالستشعار النشط النبعاثات ثاني أكسيد الكربون خالل الليالي‪،‬‬
‫األيام‪ ،‬و المواسم (‪Active Sensing of Carbon dioxide Emissions over )ASCENDS‬‬
‫‪ "ASCENDS" .Nights, Days, and Seasons‬هو قمر صناعي من ناسا سيتم إطالقه في‬
‫اإلطار الزمني ‪ .2020-2018‬والهدف من مهمة ‪ ASCENDS‬هو قياس المصادر والتوزيع‬

‫‪- 94 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫واالختالفات في ثاني أكسيد الكربون بدقة عالية في جميع أنحاء العالم‪ .‬تحدث غالبية تغاير ثاني‬
‫أكسيد الكربون في أول ‪ 100‬قدم فوق سطح األرض‪ .‬ولقياس الوفرة من قمر صناعي‪ ،‬يجب أن‬
‫ينظر الجهاز إلى الغالف الجوي لألرض بأكمله‪ .‬يستخدم ليدار النطاق العريض من ناسا ليزر أشعة‬
‫تحت حمراء مصوبة على سطح األرض‪ .‬تقوم جزيئات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬
‫بامتصاص بعض شعاع الليزر حيث يمر الضوء عبر الغالف الجوي قبل وبعد االنعكاس بعيدا عن‬
‫األرض‪ .‬تبعث أنظمة ليدار قياسية ضوء في أطوال موجية محددة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن جزيء ثاني أكسيد‬
‫الكربون يمتص ضوء عند عدة اطوال موجية تحت حمراء‪ .‬يبعث ليزر الحزمة العريضة ضوء مع‬
‫مجموعة من األطوال الموجية التي تكون عرضة المتصاص ثاني أكسيد الكربون‪ .‬وبما أن كمية‬
‫االمتصاص هي دالة لتركيز ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬يمكن استخدام هذه التقنية لقياس ورسم خارطة‬
‫ثاني أكسيد الكربون العالمي‪.‬‬
‫‪ 22.2.3‬أنظمة حقول الجهد (أجهزة الجاذبية والمغناطيسية) ‪Potential Fields Systems‬‬
‫)‪(Gravity and Magnetics Instruments‬‬
‫تستخدم أجهزة قياس المغناطيسية وقياس الجذبية المحمولة جوا اساسا من قبل الصناعة‬
‫المنجمية‪ ،‬ولكنها تستخدم أيضا في البحث عن الهيدروكربونات‪ ،‬ورصد المياه السطحية والمياه‬
‫الجوفية‪ ،‬والمسوحات البيئية‪ .‬تتوفر العديد من األنظمة التجارية ‪ ،‬وتوجد العديد من الشركات‬
‫للحصول على هذه البيانات ‪ ،‬بما في ذلك ‪ IIT‬و ‪ GEM Systems‬و ‪Airborne Petroleum‬‬
‫‪ Geophysics‬و ‪ Fugro‬و ‪ ARKeX‬و ‪ Sander Geophysics‬و ‪ Gravitec‬و ‪ SGL‬و‬
‫‪ ، ARETECH Group‬على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬
‫‪ 23.2.3‬مقاييس الجاذبية ‪Gravimeters‬‬
‫إن االختالفات في ارتفاع التضاريس (مثل وجود الجبال) والجيولوجيا (مثل كثافة الصخور)‬
‫تسبب اختالفات في حقل الجاذبية األرضية‪ .‬وعادة ما تعدل خرائط الجاذبية بالنسبة لتأثيرات‬
‫التضاريس وكثافة الصخور‪ ،‬وتظهر الخرائط الناتجة الجاذبية المصححة‪ .‬فالمادة الكثيفة (على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬صخر ناري قاعدي) تؤدي إلى مجال جذبي محلي عالي‪ ،‬مثلما تفعل الجبال‪ ،‬في حين أن‬
‫الخنادق المحيطية والصخور األقل كثافة (مثل الرسوبية) تؤدي إلى انخفاض الجاذبية‪.‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تقاس اختالفات الجاذبية بواسطة مقاييس جاذبية‪ .‬مقياس الجاذبية هو مقياس تعجيل متخصص‬
‫لقياس التعجيل الهابط للجاذبية‪ .‬على الرغم من أن التصميم هو نفسه كما هو الحال في مقاييس‬
‫التعجيل األخرى‪ ،‬تصمم مقاييس الجاذبية لقياس التغيرات الدقيقة في الجاذبية األرضية الناجمة عن‬
‫التغيرات في كثافة الصخور‪ ،‬من خالل شكل األرض‪ ،‬ومن خالل تغيرات المد والجزر‪ .‬قياسات‬
‫مقياس الجاذبية هي في وحدات "غال" “‪ ،”gals‬حيث يعرف الغال على أنه ‪ 1‬سنتيمتر لكل ثانية‬
‫تربيع (‪ 1‬سم \ ثا‪.)2‬‬
‫إن مقاييس الجاذبية المحمولة جوا هي مجموعة فرعية من مقاييس الجاذبية األرضية‪ :‬هناك‬
‫حاجة إلى تعديالت لعزل الجهاز عن تعجيل الطائرة‪ ،‬ويلزم إجراء معالجة الحقة إلزالة الضوضاء‬
‫عالية التردد‪ .‬وقد تم تكييف مقاييس الجاذبية األرضية الستخدامها في األنظمة المحمولة جوا‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يقوم مركز البحوث األلماني للعلوم الجيولوجية (بوتسدام) بتطيير موديل جاذبية جوي ‪/‬‬
‫بحري من طراز الكوست‪-‬رومبرغ موديل ‪ ،S124b‬وهو متحسس جذبي من النوع النابضي عالي‬
‫االخماد مثبت على منصة بوصلة جيروسكوبية مستقرة‪ .‬وهو مقياس جاذبية قائم على نابض‪ ،‬وهناك‬
‫وزن معلق بالنابض‪ ،‬ويتم قياس الجاذبية المحلية من خالل مراقبة مقدار الوزن الذي يطيل النابض‪.‬‬
‫هناك نوع آخر من مقياس جاذبية مدرج محمول جوا هو نظام مقياس الجاذبية المحمول جوا‬
‫‪Airborne Inertially Referenced Gravimeter system‬‬ ‫بقصور ذاتي مرجعي‬
‫)‪ (AIRGrav‬المرسل بواسطة ساندر جيوفيسيكس المحدودة ‪ .Sander Geophysics Ltd‬نظام‬
‫المنصة لديه ثالث مقاييس للتعجيل صنف مالحي واثنين من‬ ‫القصور الذاتي هذا من نوع‬
‫الجيروسكوبات مع درجتين من الحرية معلقة على كتلة في بيئة مسيطر على درجة ح اررتها‪ .‬مقاييس‬
‫التعجيل معزولة تماما عن حركات الطائرة الزاوية بواسطة ثالثة أجهزة تبقي الجسم أفقيا مسيطر‬
‫عليها بمحركات مؤازرة تستخدم جيروسكوبات لضبط حركة الطائرة‪ .‬صمم النظام للسماح لمقاييس‬
‫التعجيل ان تكون متوافقة مع متجه الجاذبية و ‪ 180‬درجة منه‪ .‬يراقب إنحراف الجيروسكوب‬
‫ويصحح‪ .‬تم اختبار النظام فوق أرض منبسطة وقورن مع قياسات الجاذبية األرضية‪ .‬وتجرى‬
‫تصحيحات الستمرار ارتفاع حقل الجاذبية إلى ارتفاع الطيران (متوسطه ‪ 575‬مترا‪ ،‬ولكن يصل إلى‬
‫‪ 1150‬مترا)‪ ،‬وتخضع قراءات الجاذبية لمرشحات امرار ترددات منخفضة إلزالة ضوضاء عالية‬
‫التردد‪ .‬وتستخدم بيانات نظام المواقع العالمي ‪ GPS‬إلزالة التعجيالت الحركية وتأثير كوريوليس‪.‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫وتظهر النتائج اتفاقا مع القياسات األرضية في حدود ‪ 1.0‬مليغال بالنسبة إلى دقة مكانية بنصف‬
‫طول موجي ‪ 2‬كم‪ .‬تباعد خط طيران هذه االختبارات كان ما بين ‪ 1‬و ‪ 10‬كم‪.‬‬
‫تستخدم االقمار الصناعية مقاييس الجاذبية لقياس سحب جاذبية األرض ألنها تؤثر على مدار‬
‫القمر الصناعي لتحديد الجهد الجذبي على طول المدار‪ .‬ثم يتم رسم قوة هذا السحب كخارطة جذبية‬
‫(الشكل ‪ .)15.3‬والطريقة الثانية التي يمكن أن تقيس فيها االقمار الصناعية الجاذبية هي تسجيل‬
‫تغيرات صغيرة في المسافة بين قمرين صناعيين متطابقين في نفس المدار‪ .‬عندما يمر القمر‬
‫الصناعي األول فوق منطقة ذات جاذبية أقوى قليال‪ ،‬يتم سحبه قليال الى االمام من القمر الصناعي‬
‫المتخلف‪ .‬وهذا يؤدي إلى زيادة المسافة بين االقمار الصناعية‪ .‬ومن ثم تجتاز المركبة الفضائية‬
‫االولى الشذوذ وتبطئ مرة أخرى؛ وفي الوقت نفسه تتسارع المركبة الفضائية الالحقة ثم تتباطأ فوق‬
‫نفس المنطقة‪ .‬من خالل قياس دقيق للمسافة المتغيرة بين القمرين الصناعيين (باستخدام نظام تحديد‬
‫المواقع) ومن الجمع بين تلك البيانات مع قياسات تحديد المواقع بدقة‪ ،‬يمكن للمرء بناء خريطة‬
‫مفصلة لجاذبية األرض‪ .‬إن أقمار ناسا الصناعية إلستخالص الجاذبية واختبار المناخ ‪Gravity‬‬
‫)‪ Recovery and Climate Experiment (GRACE‬تشتق الجاذبية من قياسات التغير في‬
‫المسافة بين االقمار الصناعية بين قمرين صناعيين في مدارات متطابقة على ارتفاع ‪ 200‬كم‪.‬‬
‫تقيس بعثة (‪ )GRACE‬تركيب الطول الموجي الطويل للجاذبية وشكل سطح االرض بدقة عالية‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن أن تكشف التغيرات في الجاذبية بمرور الوقت بسبب إعادة توزيع الكتلة (حركة الجليد‪،‬‬
‫تغيرات مستوى سطح البحر)‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن مهمة مستكشف انتشار المحيطات وحقل الجاذبية التابع لوكالة الفضاء‬
‫األوروبية )‪ ESA’s Gravity field and Ocean Circulation Explorer (GOCE‬له دقة‬
‫مكانية أعلى يمكن استخدامها لصياغة موديل المجسم االرضي كسطح لدراسات انتشار المحيطات‬
‫(مثل االنتفاخات المرتبطة بالتيارات) أو للديناميكا األرضية (حركات نهوض‪ ،‬إنخسافات‪ ،‬صدوع)‪.‬‬
‫يستخدم القمر الصناعي (‪" )GOCE‬قياس تدرج الجاذبية" “‪ ،”gravity gradiometry‬والذي‬
‫يقيس التغيرات في التعجيل بسبب الجاذبية‪ .‬تدرج الجاذبية هو المعدل المكاني لتغير التعجيل‬
‫الجذبي‪ .‬ويستخدم قياس الجاذبية لقياس معدل التغير في أنواع الصخور أو كثافاتها‪ .‬ومن هذا‪،‬‬
‫يمكن للشخص أن يبني خارطة لتغيرات الجاذبية التي يمكن استخدامها بعد ذلك الستهداف‬

‫‪- 97 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الهيدروكربون والرواسب المعدنية‪ ،‬ولتحديد كثافة عمود المياه‪ ،‬لتحديد االجسام المغمورة‪ ،‬أو رسم‬
‫خارطة قياس األعماق‪.‬‬

‫شكل ‪ 15.3‬خريطة الجاذبية العالمية المكتسبة بواسطة القمر الصناعي ‪ GOCE‬التابع لوكالة الفضاء األوروبية‪.‬‬
‫تظهر األلوان االختالفات في شكل سطح االرض بالسنتمتر‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة التي تقيس فيها االقمار الصناعية الجاذبية هي باستخدام مقاييس االرتفاع‬
‫بالليزر‪ .‬إن عاكس ليزر القمر الصناعي )‪ satellite laser reflector (SLR‬هو نظام يجمع‬
‫البيانات عن حقل الجاذبية ذو الطول الموجي الطويل وتغيراته الزمنية‪ .‬ومن الممكن تحديد استجابات‬
‫المد والجزر لألرض ولتحسين معرفة األطوال الموجية الطويلة للمد والجزر بواسطة القياس الدقيق‬
‫للمسافة بين القمر الصناعي والسطح باستعمال أشعة الليزر المحمولة على األقمار الصناعية‬
‫وعاكسات السطح‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تتوزع أشعة الليزر كجزء من شبكة دولية على األرض في حين‬
‫أن القمر الصناعي يحمل العاكس بشكل خامل‪ .‬وبعد ذلك يتم تصحيح القياس الدقيق للوقت ذي‬
‫االتجاهين لنبضة ليزر قصيرة جدا (‪ 150‬بيكو ثانية) بين محطة أرضية لعاكس ليزر قمر صناعي‬
‫وقمر صناعي مجهز بعاكس خلفي من أجل االنكسار الجوي باستخدام مستشعرات أرصاد جوية‬

‫‪- 98 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أرضية الموقع‪ .‬تختلف ارتفاعات األقمار الصناعية من ‪ 400‬إلى ‪ 20000‬كيلومتر ( ‪،GPS‬‬


‫‪ )GLONASS‬ودقة القياس في حدود ‪ 2-1‬مم‪.‬‬
‫توفر مقاييس الجاذبية طريقة واحدة لتحديد المجسم األرضي‪ .‬و "المجسم األرضي أو شكل‬
‫االرض" “‪ ”Geoid‬هو سطح نظري متساوي الجهد من شأنه أن يتزامن مع معدل سطح المحيط‬
‫وسطح األرض في حالة توازن‪ ،‬وهو سطح أملس غير منتظم ال يمثل سطح األرض الفعلي‪ ،‬ولكنه‬
‫سطحا انعكس بفعل جاذبية األرض‪ .‬يمكن اعتباره سطحا ذا جاذبية أرضية متساوية أو ثابتة عند‬
‫ارتفاع صفر‪ .‬يمكن للمرء تصور هذا من خالل التفكير في أرض افتراضية تكون كروية تماما‪.‬‬
‫وستظل الجاذبية تتغير من مكان آلخر بسبب االختالفات في كثافة الصخور والمياه‪ .‬إذا كان ذلك‬
‫الجسم الكروي المثالي مغطى بالماء‪ ،‬فإن عمق المياه لن يكون هو نفسه في كل مكان ألن المناطق‬
‫ذات الكثافة األكبر من شأنها أن تسبب عمود ماء أكثر سمكا من المناطق ذات صخر اساس‬
‫منخفض الكثافة‪ .‬إن سطح الماء ذلك سيكون تقريب جيد للمجسم الكروي‪.‬‬
‫تقوم معاهد البحوث مثل مركز البحوث األلماني للعلوم الجيولوجية بتطيير مقاييس جاذبية لقياس‬
‫شكل االرض‪ ،‬ورسم خارطة أنطقة الصدوع‪ ،‬والقباب الملحية‪ ،‬والتراكيب البركانية‪ ،‬ورواسب الخام‪ ،‬أو‬
‫رسم خارطة االزاحات التكتونية‪.‬‬
‫تتوفر مقاييس الجاذبية المحمولة جوا من عدد من مزودي الخدمات الجيوفيزيائية‪ .‬توفر المراجعة‬
‫السريعة لإلنترنت قائمة تشمل على سبيل المثال ‪ Aeroquest Ltd‬و ‪ Bell Geospace‬و‬
‫‪ Edcon PRJ‬و ‪ GeoData Solutions‬و ‪ GPX Surveys‬و ‪Fugro Airborne Surveys‬‬
‫و ‪ Fugro LCT‬و ‪ Helica srl‬و ‪ Sander Geophysics Ltd‬و ‪Universal Tracking‬‬
‫‪ ،GeoExplo( Systems Pty. Ltd‬مباشر على االنترنيت)‪.‬‬
‫‪ 24.2.3‬مقاييس المغناطيسية ‪Magnetometers‬‬
‫تستخدم مقاييس مغناطيسية على متن أقمار صناعية لقياس التغيرات في قوة واتجاه المجال‬
‫المغنطيسي لألرض‪ .‬وتستخدم مقاييس المغناطيسية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لتحديد الرواسب المعدنية‬
‫الحديدية‪ ،‬وتحديد التراكيب الجيولوجية مثل الصدوع‪ ،‬ولتحديد األحواض الجيولوجية‪ ،‬والمساعدة في‬
‫رسم خرائط االندساسات النارية‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ويمكن تقسيم مقاييس المغناطيسية إلى نوعين أساسيين‪" :‬مقاييس مغناطيسية عددية" “ ‪Scalar‬‬
‫‪ ”magnetometers‬تقيس القوة الكلية للمجال المغنطيسي‪ ،‬و "مقاييس مغناطيسية متجهة"‬
‫“‪ ، ”Vector magnetometers‬تقيس مكونا أو أكثر من مكونات المجال المغناطيسي في اتجاه‬
‫محدد‪ .‬تقيس مقاييس مغناطيسية متجهة كل من حجم واتجاه المجال المغناطيسي الكلي‪ .‬وتستخدم‬
‫ثالثة أجهزة استشعار متعامدة لقياس مكونات المجال المغناطيسي في ثالثة أبعاد‪ .‬ويمكن قياس كل‬
‫من السمت والميل للمجال المغناطيسي باستخدام ثالثة مقاييس مغناطيسية متعامدة‪ .‬ويمكن حساب‬
‫الشدة المغناطيسية الكلية عن طريق أخذ الجذر التربيعي لمجموع مربعات إجمالي شدة المجال‬
‫المغناطيسي للمكونات‪.‬‬
‫ومن األمثلة على مقاييس المغنطيسية المتجهية هي بوابات الدفق ‪ ، fluxgates‬وأجهزة التداخل‬
‫الكمومي فائقة التوصيل ‪ . superconducting quantum interference devices‬تخضع‬
‫مقاييس المغناطيسية المتجهة إلنحراف درجة الح اررة وعدم استقرار أبعاد لبابها الحديدي‪ .‬كما أنها‬
‫تتطلب التسوية للحصول على معلومات المكون‪ ،‬على عكس اجهزة الحقل (العددية)‪ .‬تقيس المقاييس‬
‫المغناطيسية العددية مجموع قوة المجال المغناطيسي فقط‪ ،‬وغالبا ما تستخدم لتوفير معايرة لمقاييس‬
‫المغناطيسية المتجهة‪ .‬تشتمل أنواع مقاييس المغناطيسية العددية على أدوات ‪Preon Precession‬‬
‫و ‪ overhauser‬و بخار قلويات (‪ Cs‬أو ‪ He‬أو ‪.)K‬‬
‫هناك عدد من الشركات التي تقوم بتطيير مقاييس مغناطيسية محمولة جوا‪ ،‬بما في ذلك‬
‫‪ Aeroquest Ltd.‬و ‪ Edcon ،Airmag Surveys Inc.‬و ‪GeoData Solutions Inc.‬‬
‫و ‪ Geophysics GPR International Inc.‬و ‪ GPX Airborne Pty. Ltd.‬و ‪Flux‬‬
‫‪Oracle Geoscience‬‬ ‫‪ Geophysics Ltd‬و ‪ New-Sense Geophysics Ltd‬و‬
‫‪ International‬و ‪ Pearson deRidder and Johnson, Inc.‬و ‪Precision Geosurveys‬‬
‫‪Tundra‬‬ ‫‪ Inc‬و ‪ Sander Geophysics Ltd‬و ‪ SkyTEM ApS‬و ‪ Terraquest‬و‬
‫‪ Airborne Surveys Ltd‬و ‪.UTS Geophysics‬‬
‫عادة ما تحلق فئة خاصة من البرامج المغناطيسية الجوية‪ ،‬وهي المسح المغناطيسي الجوي‬
‫عالي الدقة (‪ high-resolution aeromagnetic )HRAM‬باستخدام طائرات (تلف بشكل حر‬
‫فوق التضاريس) أو مروحيات تطير على ارتفاع ثابت فوق السطح‪ .‬عادة ما تحلق المسوحات الثابتة‬

‫‪- 100 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫متر فوق سطح األرض‪ ،‬في حين أن الطائرات المروحية‪ ،‬التي‬


‫الجناحين على ارتفاع ‪ 150-125‬ا‬
‫متر فوق‬
‫تستخدم لجمع البيانات عبر التضاريس الوعرة‪ ،‬تحلق عموما على مسافة تقل عن ‪ 50‬ا‬
‫سطح األرض‪ .‬يتراوح تباعد خطوط الطيران من ‪ 200‬إلى ‪ 800‬متر‪.‬‬
‫تم وضع أول مقياس مغنطيسي محمول على متن مركبة سبوتنيك ‪ 3‬الفضائية في عام ‪1958‬‬
‫‪ ،‬وقد تم جمع أكثر المالحظات المغناطيسية تفصيال لألرض حتى اآلن بواسطة القمر الصناعي‬
‫للمجال المغناطيسي ميغا سات (‪( )Magsat‬مقاييس مغناطيسية نوع بوابة تدفق وبخار السيزيوم ‪،‬‬
‫‪ )1980-1979‬وأقمار أوسترد الصناعية ‪( Orsted‬مقاييس مغناطيسية نوع بوابة تدفق و‬
‫أوفرهاوسر ‪ 1999 ،Overhauser‬إلى الوقت الحاضر) (شكل ‪ .)16.3‬أخذت المقاييس‬
‫المغناطيسية إلى القمر أثناء مهام أبولو‪ .‬تم استخدام العديد من األدوات لقياس قوة واتجاه خطوط‬
‫المجال المغناطيسي حول األرض‪ .‬تحمل المركبة الفضائية عموما مقياسين مغناطيسيين‪ :‬مقياس‬
‫شدة مجال مغناطيسي بغاز الهيليوم المؤين والذي يستخدم لمعايرة مقياس المغناطيسية لبوابة التدفق‬
‫‪ fluxgate‬للحصول على قراءات أكثر دقة‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.3‬المجال المغنطيسي لألرض من قياسات ماغسات ‪ .Magsat‬يتم عرض القيم العالية باللون االحمر‬
‫والقيم المنخفضة باللون االزرق‪.‬‬
‫‪Gamma Ray and X-Ray‬‬ ‫‪ 25.2.3‬قياس طيف أشعة غاما وأشعة أكس‬
‫‪Spectrometry‬‬
‫إن أجهزة قياس طيف أشعة غاما المحمولة جوا هي أجهزة كشف خاملة تقوم بقياس أشعة غاما‬
‫المنبعثة من سطح األرض‪ ،‬بمساهمة قليلة أو معدومة من تحت السطح‪" .‬أشعة غاما" “ ‪Gamma‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ ”rays‬تكون عالية التردد‪ ،‬وهو إشعاع كهرومغناطيسي عالي الطاقة‪ :‬األطوال الموجية هي في حدود‬
‫‪ 11-10‬متر أو أقل‪ .‬جميع الصخور والترب إلى حد ما تكون مشعة وتحتوي على كميات قابلة‬
‫للكشف من العناصر المشعة‪ .‬تم تصميم مطياف أشعة غاما للكشف عن أشعة غاما المرتبطة بهذه‬
‫العناصر المشعة وتحديد المعادن من خالل طاقات أشعة غاما المتصاحبة‪.‬‬
‫تقوم "المسوحات اإلشعاعية" “‪ ”Radiometric surveys‬بكشف ورسم خرائط أشعة غاما‬
‫الطبيعية المستمدة من الصخور والترب‪ .‬ويأتي إشعاع غاما من مواد األرض من تحلل ثالثة‬
‫عناصر‪ :‬اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم‪ .‬وتحدد المسوحات اإلشعاعية إما الكميات المطلقة أو‬
‫النسبية لليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم في الصخور السطحية والترب‪ .‬وتتأثر هذه القياسات بظروف‬
‫األرصاد الجوية‪ ،‬وتضاريس منطقة المسح‪ ،‬وتأثير األشعة الكونية‪ ،‬وارتفاع المتحسس فوق سطح‬
‫األرض‪ ،‬وسرعة الطائرة‪.‬‬
‫تنبعث أشعة غاما تلقائيا من خالل نظائر ثالثة‪ .‬وهي البيزموث ‪ ،( Bi214) 214‬الثاليوم ‪208‬‬
‫)‪ (Tl208‬و البوتاسيوم ‪ . (K40) 40‬يأتي البزموث ‪ 214‬من تحلل اليورانيوم ‪ 238‬وهو مؤشر‬
‫لليورانيوم‪ .‬يأتي الثاليوم ‪ 208‬من تحلل الثوريوم ‪ 232‬وهو مؤشر على محتوى الثوريوم‪ .‬بوتاسيوم‬
‫‪ 40‬هو نظير ثانوي للبوتاسيوم ولكن هو الوحيد المشع‪.‬‬
‫تصنف أشعة غاما من خالل طاقتها‪ ،‬وتقاس بإلكترون فولت (‪ .)eV‬واحد ‪ eV‬هو كمية الطاقة‬
‫التي حصل عليها اإللكترون في التحرك من خالل فرق الجهد الكهربائي لواحد فولت‪ .‬أشعة غاما من‬
‫ثاليوم ‪ 208‬لديها طاقة ‪ 2.62‬ميغا إلكترون فولت ‪ .)MeV( mega electron volt‬وتتميز أشعة‬
‫غاما لبزموث ‪ 214‬ب ‪(MeV) 1.76‬؛ وتلك التي من بوتاسيوم ‪ 40‬لها طاقة ‪ .(MeV) 1.46‬كل‬
‫هذه الطاقات الثالث ثابتة وتشكل قمم محددة جيدا في الطيف الكهرومغناطيسي للصخور‪.‬‬
‫ليست كل أشعة غاما المتصاحبة مع قمم الطاقة هذه تأتي من هذه المعادن الثالث‪ .‬السبب‬
‫األكثر أهمية للطاقة الخارجية هي استطارة كومبتون‪" .‬أستطارة أو تشتت كومبتون" “ ‪Compton‬‬
‫‪ ”scattering‬هو نتيجة لتخلي أشعة غاما عن بعض من طاقتها عندما تتصادم مع إلكترونات‪.‬‬
‫تنعطف أشعة گاما وتستمر مع طاقة أقل‪ ،‬أي بتردد أقل‪ .‬وأهم مصدر غير جيولوجي إلشعاع غاما‬
‫هو األشعة الكونية‪ .‬تصطدم جسيمات مشحونة من الفضاء مع نواة في الغالف الجوي لألرض وتنتج‬
‫‪ MeV 6-3‬أشعة غاما‪ .‬يتواجد غاز الرادون‪ ،‬الذي ينبعث بشكل طبيعي من األرض‪ ،‬بالتزامن مع‬

‫‪- 102 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫غبار بوتاسيوم ‪ 40‬في طبقات أو غيوم‪ ،‬وخصوصا عندما تكون الرياح قليلة أو معدومة‪ ،‬على‬
‫ارتفاعات تصل إلى ‪ 300‬متر فوق سطح األرض‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬مع تحرك كاشف أشعة غاما‬
‫بعيدا عن المصدر‪ ،‬يتم اكتشاف عدد أقل من أشعة غاما‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن الضروري تصحيح ارتفاع‬
‫المستشعر فوق األرض‪ .‬بعد معايرة النظام‪ ،‬يتم تحويل معدل العد المصحح في كل قناة إلى وفرة‬
‫النظائر المشعة على سطح األرض‪ .‬وكثي ار ما تكون نسب الوفرة‪ ،‬يورانيوم \ ثوريوم‪ ،‬يورانيوم \‬
‫بوتاسيوم‪ ،‬وثوريوم \ بوتاسيوم أكثر تشخيصا للتغيرات في أنواع الصخور‪ ،‬أو التغير‪ ،‬أو البيئة‬
‫الترسيبية من قيم وفرة النظائر المشعة نفسها‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬كثي ار ما تستخدم نسبة اليورانيوم \‬
‫الثوريوم في االستكشاف عن اليورانيوم ألنها تزداد بالقرب من خام اليورانيوم‪ .‬وغالبا ما تتصاحب‬
‫التغيرات في تركيز العناصر المشعة الثالثة ‪ ،Th ،U‬و ‪ K‬مع تغييرات كبيرة في الصخارية‪ ،‬وعلى‬
‫هذا النحو يمكن استخدام هذه الطريقة للمساعدة في عمل خرائط جيولوجية (الشكل ‪ .)17.3‬كما أن‬
‫االختالفات في نسب النظائر تميز الموائع المتمعدنة والعروق الناتجة عن ذلك‪ ،‬وغوسان‪ ،‬وشوائب‬
‫معدنية متحولة بالتالمس )‪ ،(skarns‬فضال عن الترشيح والتغير سطحي النشأة‪.‬‬
‫وغالبا ما يتم عرض نسب الوفرة اإلشعاعية كصور ثالثية بتخصيص لون أساسي لكل عنصر‬
‫من العناصر الثالثة‪ .‬عادة يخصص اللون األحمر للثوريوم‪ ،‬األخضر لليورانيوم واألزرق للبوتاسيوم‪.‬‬
‫وباستخدام نظام األلوان هذا‪ ،‬تشير المناطق الخضراء إلى اليورانيوم والزرقاء تشير إلى مناطق عالية‬
‫بالبوتاسيوم (على سبيل المثال‪ ،‬صخور الغرانايت)‪ .‬وعادة ما تحلق المسوحات على ارتفاع منخفض‬
‫عند ‪ 100‬متر أو أقل‪ .‬وقد قامت عدد من الشركات بتحليق مسوحات إشعاعية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫‪Airborne‬‬ ‫إيروكست ليميتد ‪ ،Aeroquest Limited‬جيوفيزياء البترول المحمولة جوا‬
‫‪ ،Petroleum Geophysics‬جيوداتا سوليوشنس ‪ ،GeoData Solutions‬مسوحات فوغرو‬
‫‪Goldak‬‬ ‫المحمولة جوا ‪ ،Fugro Airborne Surveys‬تكنولوجيا غولداك لإلستكشاف‬
‫‪ ،Exploration Technology‬ساندر جيوفيزياء المحدودة ‪،Sander Geophysics Ltd‬‬
‫وتيراكويست المحدودة ‪. Terraquest Ltd‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.3‬صورة إشعاعية لنيو ساوث ويلز‪ ،‬أستراليا‪ .‬تظهر صورة حمراء‪-‬خضراء‪-‬زرقاءبيانات كاشف وميضي‬
‫ألشعة غاما المحمول جوا نسب النظائر ‪( K40‬األحمر) و ‪( Th232‬األخضر) و ‪( U238‬األزرق) في الصخور أو‬
‫الترب عند السطح أو بالقرب منه‪ .‬يشار إلى مخاليط العناصر المشعة الثالث من خالل نسبة األلوان األساسية‬
‫الثالثة المتطابقة‪ ،‬بينما األبيض يساوي كميات عالية من جميع العناصر المشعة الثالثة‪.‬‬
‫وهناك نوع آخر من االستشعار عن بعد اإلشعاعي يستخدم أساسا في بعثات كوكبية‪ .‬وقد حلق‬
‫مطياف أشعة أكس لجسيمة ألفا )‪ alpha particle x-ray spectrometer (APXS‬في بعثة‬
‫مستكشف القمر وعلى العربات المريخية‪ .‬الهدف من (‪ )APXS‬على عربة االستطالع المريخية هو‬
‫وصف الجيولوجيا والتحري عن العمليات التي شكلت الصخور والترب‪ .‬تسمح حدود الكشف‬
‫المنخفضة‪ ،‬وخاصة لعناصر مثل الكبريت ‪ S‬والكلورايد ‪ Cl‬والبرومايد ‪ ،Br‬بتحديد حاالت الشذوذ‬
‫المحلية‪ .‬تساعد ‪ APXS‬في توصيف العينات بعد جمعها‪ .‬ويمكن استخدام البيانات األولية الستخراج‬
‫معدنية معيارية‪ .‬تستخدم تقنية جديدة قمم استطارة خلفية من األشعة السينية األولية للكشف عن‬
‫المركبات غير المرئية باألشعة السينية‪ ،‬مثل الماء المرتبط أو الكربونات‪ ،‬إذا كانت موجودة بكميات‬
‫تزيد عن ~ ‪ ٪5‬وزنا‪ .‬تتكون األداة من جهاز استشعار مثبت على ذراع آلي للعربة‪ .‬يتم إجراء‬
‫القياسات عن طريق وضع رأس المستشعر بالقرب من العينة‪ ،‬ووضع رأس المستشعر على اتصال‬

‫‪- 104 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مع أو في حدود ‪ 2‬سم من العينة ‪ ،‬وقياس طيف األشعة السينية المنبعثة لمدة ‪ 15‬دقيقة إلى ‪3‬‬
‫ساعات‪.‬‬
‫‪Airborne Electromagnetic‬‬ ‫‪ 26.2.3‬المسوحات الكهرومغناطيسية المحمولة جوا‬
‫‪Surveys‬‬
‫إن المسوحات الكهرومغناطيسية المحمولة جوا هي عبارة عن أداة استكشافية سريعة ومنخفضة‬
‫التكلفة نسبيا لتحديد مواقع الموصالت الفلزية‪ .‬تأتي االستجابات الكهرومغناطيسية االقوى من‬
‫الكبريتيدات الضخمة‪ ،‬تليها في شدة اإلشارة الغرافيت‪ ،‬والرواسب غير المتماسكة‪ ،‬والصخور النارية‬
‫يريت‪ ،‬و البيرهوتايت هي المسؤولة عن معظم االستجابات‬
‫والمتحولة‪ .‬الجرافيت‪ ،‬البا ا‬
‫الكهرومغناطيسية المالحظة‪.‬‬
‫تولد الكهرومغناطيسية المحمولة جوا بنشاط مجال مغناطيسي متناوب عن طريق تمرير تيار‬
‫من خالل ملف أو بموازاة سلك طويل‪ .‬ويقاس هذا الحقل بمستقبل يتألف من مضخم إلكتروني‬
‫ومقياس‪ .‬إذا كان المصدر والمستقبل بالقرب من شذوذ موصل‪ ،‬تنتج تيارات دوامة قوية داخل المادة‬
‫الموصلة ويتم إنشاء حقل مغناطيسي ثانوي قابل للقياس‪ .‬في األنظمة المحمولة جوا‪ ،‬تُسحب ملفات‬
‫االستقبال عادة باعتبارها " مقياس مغناطيسي طائر " “‪ ”bird‬ويكون جهاز اإلرسال عبارة عن ملف‬
‫كبير يحيط بالطائرة ذات األجنحة الثابتة‪ .‬في أنظمة طائرات الهليكوبتر هناك ملف صغير واحد أو‬
‫أكثر في نفس المقياس المغناطيسي الطائر الذي يضم ملفات اإلرسال‪.‬‬
‫يشير مسح سريع لإلنترنت إلى أن عددا من الشركات توفر مسوحات كهرومغناطيسية محمولة‬
‫جدا ومسوحات كهرومغناطيسية منخفضة التردد‪ ،‬بما في ذلك ‪ Aeroquest Ltd‬و ‪Airborne‬‬
‫‪ Petroleum Geophysics‬و ‪ Fugro Airborne Surveys‬و ‪GeoData Solutions‬‬
‫‪ .Inc‬و ‪ Geotech Ltd‬و ‪ SkyTEM ApS‬و ‪،GeoExplo( Tundra Airborne Surveys‬‬
‫مباشر عبر اإلنترنت)‪.‬‬
‫‪ 27.2.3‬المسح الكهرومغناطيسي ذي التردد المنخفض جدا المحمول جوا ‪Airborne Very‬‬
‫‪Low Frequency Electromagnetic Survey‬‬
‫تقنية المسح الكهرومغناطيسي ذي التردد المنخفض جدا "‪ "VLF-EM‬عبارة عن نظام نشط‬
‫لالستشعار عن بعد يستفيد من إشارات كهرومغناطيسية عالية الطاقة ذات تردد منخفض للغاية (‪-3‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 30‬كيلو هرتز) ناتجة عن أجهزة إرسال عسكرية بغرض التواصل مع الغواصات‪ .‬محسوسة على‬
‫بعد أكثر من بضع عشرات من الكيلومترات من جهاز إرسال‪ ،‬تعمل الطاقة الكهرومغناطيسية ذات‬
‫التردد المنخفض جدا كموجات مستوية تنتشر إلى الخارج أفقيا‪ .‬عندما تتقاطع هذه الموجات مع‬
‫موصل مدفون‪ ،‬فإنها تحفز تيارات دوامية تولد مجال مغناطيسي ثانوي حول مصدر التيارات‪ .‬قوة‬
‫التيارات الدوامة تكون أكبر عندما يكون المحور الطويل للموصل متوازيا مع اتجاه انتشار الموجة‪.‬‬
‫تجري األجهزة الكهرومغناطيسية الحديثة واطئة التردد جدا قياسات على عدد من الترددات‬
‫بالتتابع لضمان القياس األمثل لقوة إشارة المجال الثانوية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ينبغي أن تكون خطوط المسح‬
‫موجهة بشكل عمودي على اتجاه الهدف المتوقع‪ .‬إن المستقبل الكهرومغناطيسي واطئ التردد جدا‪،‬‬
‫والذي يتألف من ملفات والكترونيات داعمة والتي يتم سحبها في مقياس مغناطيسي طائر خلف‬
‫طائرة ثابتة الجناحين أو طائرة هليكوبتر‪ ،‬يقيس التغيرات في الموجات المنتشرة أثناء انتقالها عبر‬
‫مواد جيولوجية موصلة شاذة ويساعد في تحديد عمق هذه األجسام وتقديرها‪ .‬ويحتوي الجهاز عموما‬
‫على ثالثة ملفات متعامدة تقيس قوة المجال الكلية والمكون الرأسي لحقل التردد الواطئ جدا‪ .‬الدقة‪،‬‬
‫وهي قدرة النظام الكهرومغناطيسي على تمييز الموصالت القريبة وفصلها‪ ،‬تزداد مع انخفاض ارتفاع‬
‫الطيران وعزل الملف‪.‬‬
‫تستخدم طريقة التردد المنخفض جدا في المقام األول في أعمال التنقيب عن المعادن ولكن تم‬
‫تطبيقها أيضا بنجاح في المسوحات الهندسية والمياه الجوفية للكشف عن مناطق الصدع الموصلة‬
‫وغيرها من الموصالت شبه العمودية‪ .‬وتستخدم بيانات كهرومغناطيسية ذات تردد منخفض جدا‬
‫والمحمولة جوا أساسا لرسم خرائط جيولوجية‪ ،‬وتفسير معالم جيولوجية كبيرة مثل أنطقة القص‬
‫والصدوع‪ ،‬وتحديد موقع الغرافيت الموصل‪ ،‬ورواسب فلزية أساسية (كبريتيدات‪ ،‬نحاس‪ ،‬زنك)‪ ،‬أو‬
‫كيمبراليت‪ .‬تميل المسوحات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد جدا إلى عدم العمل بشكل جيد في‬
‫التضاريس البركانية القاعدية‪ ،‬والمناطق الساحلية ذات المياه الجوفية المالحة أو قليلة الملوحة‪ ،‬أو‬
‫المناظر الطبيعية الكربونايتية شديدة المقاومة‪.‬‬
‫‪ 28.2.3‬المقاومة المحمولة جوا ‪Airborne Resistivity‬‬
‫يمكن استخدام المقاومة المحمولة جوا الستكشاف رواسب الرمال والحصى والمياه الجوفية ورمال‬
‫النفط‪ ،‬والجليد‪ ،‬واألراضي الصقيعية‪ ،‬من بين أمور أخرى‪ .‬يتم تركيب المعدة في طائرات صغيرة أو‬

‫‪- 106 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫طائرات هليكوبتر وتستخدم لجمع البيانات عن موصلية الصخور على مساحات واسعة‪ .‬يتكون‬
‫النظام من هوائي كبير معلق تحت طائرة هليكوبتر أو حول طائرة‪ .‬وينتج الهوائي تيارات كهربائية‬
‫مركزة على األرض حيث يقاس فيها المجال المغناطيسي لتحديد مقاومة المواد تحت السطحية‪.‬‬
‫يستخدم الباحثون هذه البيانات لرسم خارطة ما تحت سطح األرض إلى أعماق ~ ‪ 300‬م‪.‬‬
‫‪ 29.2.3‬األستقطاب المستحث المحمول جوا ‪Airborne Induced Polarization‬‬
‫االستقطاب المستحث هو طريقة التصوير الجيوفيزيائي التي تقيس االستجابات الكهروكيميائية‬
‫للمادة تحت السطحية (خام كبريتيد‪ ،‬طين) إلى تيار محقون‪ .‬يدخل التيار من خالل أقطاب كهربائية‪،‬‬
‫ويرصد الجهد من خالل أقطاب أخرى‪.‬‬
‫‪ 30.2.3‬الرادار مخترق االرض ‪Ground-Penetrating Radar‬‬
‫الرادار مخترق االرض هي طريقة استشعار عن بعد أرضية نشطة تستخدم هوائي مسحوب‬
‫إلحداث نبضة طاقة كهرومغناطيسة مايكروية (عادة ‪ 1000-50‬ميغاهرتز) في باطن األرض‪.‬‬
‫بينما تنتقل النبضة المستقطبة نحو األسفل‪ ،‬فإنها تتفاعل مع المواد الموجودة في األرض‪ ،‬ويعود جزء‬
‫من الطاقة إلى هوائي السطح‪ .‬وتقيس وحدة رادار مخترق االرض سعة اإلشارة المستقبلة وتأخر‬
‫الوقت بين النبضات المرسلة والمستقبلة لرسم خارطة موقع وعمق المعالم تحت السطحية‪ .‬ويمكن‬
‫تغيير تردد الهوائي تبعا للعمق المطلوب لإلستكشاف وطبيعة الهدف المتوقع‪ .‬وقد تتفاعل اإلشارة مع‬
‫المواد تحت السطحية بطرق متنوعة (بما في ذلك التوهين واإلنعكاس واالنكسار والحيود والتشتت)‪.‬‬
‫أهم اثنين من الظروف الفيزيائية التي تؤثر على موجات الرادار هي الخواص العازلة للمادة‬
‫وموصليتها‪ .‬يحدد ثابت العزل سرعة الموجة الكهرومغناطيسية؛ ثابت عزل أوطأ يعني انتشار موجة‬
‫أسرع‪ .‬إن التغير المفاجئ في ثابت العزل الكهربائي‪ ،‬كما هو الحال عند الحدود الجيولوجية‪ ،‬ينتج‬
‫عنه تغير في السرعة وبالتالي إنعكاس بعض الطاقة‪ .‬موصلية المادة هي العامل األهم الذي يحدد‬
‫معدل توهين اإلشارة‪ .‬وتسبب المواد ذات التوصيالت العالية انتشار سريع للنبضة المرسلة‪ .‬وبالتالي‬
‫فإن خسارة اإلشارة تكون هي األكبر في الترب الطينية‪ .‬ويؤدي فقدان اإلشارة أيضا إلى تشتت‬
‫النبضة المرسلة أثناء التفاعل مع مواد مختلفة تحت سطح األرض‪.‬‬
‫يوفر رادار مخترق االرض نتاج يشبه إلى حد كبير خط زلزالي (الشكل ‪ .)18.3‬يستخدم ‪GPR‬‬
‫نبضة واحدة عريضة النطاق منخفضة الطاقة من ‪ 1‬إلى ‪ 6‬نانوثانية لإلرسال‪ ،‬تليها فترة تسجيل تبلغ‬

‫‪- 107 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 20000‬نانو ثانية‪ .‬ويتركز تردد شائع عند ‪ 120‬ميغاهرتز (‪ 250‬سم)‪ .‬توفر الترددات العالية‬
‫أفضل دقة‪ ،‬ولكنها ال تخترق عميقا‪ .‬تعتمد أعماق االختراق على نوع التربة ومحتوى الرطوبة‪ .‬ويبلغ‬
‫أقصى عمق للترددات المنخفضة ‪ 50‬مت ار في تربة رملية جافة‪ .‬وتخترق معظم األنظمة التي لها حزم‬
‫مركزة عند ‪ 100‬ميغا هيرتز إلى حوالي ‪ 20‬مترا‪ .‬وعادة ما يتم تحديد عمق االختراق الفعال من‬
‫خالل رطوبة التربة‪ :‬ينخفض عمق االختراق مع زيادة رطوبة التربة‪.‬‬

‫شكل ‪ 18.3‬صورة رادار مخترق األرض لبالوعة صغيرة في حجر ميامي الجيري من أواخر العصر الجليدي‪،‬‬
‫مستنقعات الحديقة الوطنية‪ ،‬فلوريدا‪.‬‬
‫يمكن لرادار مخترق االرض أن يكشف مجموعة متنوعة من المواد‪ ،‬بما في ذلك منسوب الماء‬
‫الجوفي‪ ،‬سطح بيني لصخر أساس ‪ -‬طمى‪ ،‬عدسات طينية أو رملية‪ ،‬وتسريب خطوط أنابيب‬
‫(الغاز أو السائل)‪ ،‬خشب أو أجسام فلزية‪ ،‬وهذا يتوقف على التباين مع خلفيات ترب أو صخور‪.‬‬
‫العامل األساسي الذي يسيطر على سعة العاكس هو التباين بين الخواص الكهربائية للهدف والمواد‬
‫المحيطة‪ .‬األهداف المعدنية مثل براميل النفط هي عواكس قوية في ظل معظم الظروف؛ واألهداف‬
‫غير المعدنية هي عموما عواكس ضعيفة‪ .‬ال يمكن الكشف عن أي هدف إذا كان مغطى بطبقة‬

‫‪- 108 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫رقيقة من الطين الرطب‪ .‬كما أن المياه الجوفية المالحة تحد من عمق االختراق‪ .‬الطين على حد‬
‫سواء عاكس جيد وماص قوي لموجات الرادار‪ ،‬وهو الوسط األقل مالءمة للكشف عن األجسام‬
‫المدفونة‪ .‬الرمال والحصى الجافة‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬هي مرسالت ممتازة إلشارات الرادار‪.‬‬
‫يتم عرض بيانات رادار مخترق االرض عموما كصور بمقياس رمادي تبين سعة طاقة الرادار‬
‫المنعكسة‪ .‬تظهر االنعكاسات القوية مشرقة على الصورة‪ .‬وعادة ما تكون هذه أجسام فلزية مدفونة‪.‬‬
‫حيثما يتوفر التحكم‪ ،‬يمكن تحويل زمن االنتقال إلى عمق تقريبي‪.‬‬
‫تتمثل ميزة رادار مخترق االرض على الطرق الجيوفيزيائية مثل قياسات الكهرومغناطيسية‬
‫لتوصيلية التضاريس األرضية في أن رادار مخترق االرض ال يتأثر بشكل كبير بالمعالم الثقافية‬
‫السطحية‪ .‬أحد قيود استخدام رادار مخترق االرض التقليدية هو أن الهوائي يجب سحبه على طول‬
‫األرض‪ ،‬مما يجعل التقدم بطيئا‪ .‬ويمكن أن تؤدي األرض الخشنة أو غير المستوية إلى صعوبة‬
‫إجراء المسوحات‪ .‬وقد بدأت تقنيات أحدث للتغلب على هذه المشكلة‪ ،‬ولكن رادار مخترق االرض‬
‫فعال فقط في ظل مجموعة ضيقة من الظروف‪ .‬رادار مخترق االرض محدود بشكل خاص فيما‬
‫يتعلق بالحساسية‪ ،‬الدقة‪ ،‬واالختراق‪ .‬يمكن أن يكون من الصعب تفسير البيانات التي تم الحصول‬
‫عليها حيث يكون للترب مجموعة واسعة من الخصائص الكهربائية كنتيجة للتركيب المعدني‬
‫والرطوبة‪.‬‬
‫‪ 31.2.3‬أنظمة كهرومغناطيسية أخرى ‪Other EM Systems‬‬
‫تتشابه عدد من المنتجات مع رادار مخترق االرض من حيث كونها أدوات أرضية توفر‬
‫معلومات عن سطح األرض‪ .‬وهذه أنظمة كهرومغناطيسية‪ ،‬نشطة وخاملة على حدا سواء‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أنه سيكون من الصعب ذكر كل نظام من هذا القبيل‪ ،‬يمكن أن ينفع ذكر زوجين بمثابة‬
‫أمثلة‪.‬‬
‫"رنين العازل الكهربائي الذري" “‪( ”Atomic Dielectric Resonance‬المتوفر من أدروك‪،‬‬
‫ادنبره‪ ،‬المملكة المتحدة) هو نظام كهرومغناطيسي نشط يبث نطاق من الذبذبات فائقة العرض‬
‫ومنخفضة الطاقة (أقل من ‪ 1‬واط)‪ ،‬وهي حزمة عريضة جدا لشعاع نابض مسدد اتجاهي لموجة‬
‫راديو‪ ،‬وموجة مايكروية‪ ،‬وطاقة كهرومغناطيسية ح اررية إلى األرض‪ .‬بدال من امتصاصها‪ ،‬تنتج‬
‫الطاقة إلكترونات في مسارها لترن (تنتج صدى) بطريقة مميزة‪ .‬الرنين يحرر طاقة‪ ،‬وجزء منها يتم‬

‫‪- 109 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إرساله مرة أخرى إلى كاشف السطح‪ .‬التحليل المتناسق للطاقة الرنانة يقارن اإلشارة مع مكتبة من‬
‫االستجابات المعروفة ويتم إجراء تصنيف لتحديد ما هي المادة التي يتم استشعارها‪ .‬ويستند العمق‬
‫على طول وقت عودة اإلشارة‪ .‬حتى تاريخ (‪ )2012‬يقال أن هذه التقنية يمكن أن تخترق ما يصل‬
‫إلى ‪ 4000‬متر من الصخور و ~ ‪ 75‬م من الماء‪ .‬ال يمكن لهذه التقنية تحديد المسامية أو‬
‫النفاذية‪ .‬تعمل أدروك على جعل هذه التكنولوجيا محمولة جوا وكذلك فعالة في المياه العميقة‪.‬‬
‫"تصوير الطاقة" “‪ ”Power Imaging‬هي طريقة كهرومغناطيسية خاملة تستخدم للكشف عن‬
‫الهيدروكربونات على اليابسة‪ .‬وتستخدم طريقة التنقيب الجيوفيزيائي هذه الشبكة العامة للطاقة‬
‫الكهربائية كمصدر متواصل للطاقة من أجل التحري عن بنية األرض تحت السطح‪ ،‬والطبقات‪،‬‬
‫واالحتمالية الهيدروكربونية‪ .‬تحفز شبكة الطاقة الكهربائية موجات كهرومغناطيسية في األرض‪.‬‬
‫وتنتشر الموجات إلى باطن األرض كموجات مستوية وتواجه حدودا جيولوجية مختلفة‪ .‬وتلك الحدود‬
‫التي لها عازل و ‪ /‬أو تباين موصلية تعكس جزء من الموجات إلى سطح األرض‪ .‬مع مصادر‬
‫مستمرة من شبكة الطاقة الكهربائية‪ ،‬يتردد صدى الموجات بين حدود الطبقة تحت السطحية و سطح‬
‫األرض‪ .‬ليس من المهم المسافة واالتجاه ألي خط كهرباء واحد ألن شبكة الطاقة ككل تنشئ الرنين‪.‬‬
‫ويتم تنظيم الموجات الناتجة عن شبكة الكهرباء بحيث تكون هناك عالقة مباشرة بين الترددات‬
‫الرنينية واألعماق إلى مختلف الحدود الجيولوجية‪ .‬يمكن كشف توقيع كهرومغناطيسي عن طريق‬
‫قياس الترددات الرنانة على سطح األرض التي تنتج عن التباين الكهربائي بين الصخور التي تحمل‬
‫الهيدروكربونات والتكاوين المحيطة بها‪ .‬ويعطي تفسير هذا التوقيع مؤشر هيدروكربون‬
‫كهرومغناطيسي يسمح للكشف المباشر عن الهيدروكربونات‪ ،‬جنبا إلى جنب مع العمق والسمك‬
‫التقريبي للفاصل الحامل للهيدروكربون‪.‬‬
‫‪ 32.2.3‬سونار المسح الجانبي ‪Side-Scan Sonar‬‬
‫سونار المسح الجانبي هو أداة نشطة للتصوير البحري عن بعد‪ .‬يقدم سونار التصوير عرضا‬
‫مشابها لتصوير رادار الرؤية الجانبية‪ ،‬أي‪ ،‬منظر مائل عمودي على مسار السفينة‪ .‬على عكس‬
‫الرادار‪ ،‬يستخدم هذا النظام الموجات الصوتية بدال من الموجات المايكروية‪ .‬يتم تحميل أداة السونار‬
‫في "سنادة" “‪ ”fish‬يتم سحبها في أعماق متفاوتة أسفل وخلف زورق المسح‪ ،‬ويمكن أن يكون لها‬
‫زوايا انخفاض قابلة للتعديل‪ .‬وقد تم مسح أعماق ضحلة تصل إلى ‪ 15‬متر (‪ 50‬قدم) أو عمق‬

‫‪- 110 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4000‬متر (‪ 13.000‬قدم)‪ .‬بشكل عام‪ ،‬تصبح الدقة أكثر رداءة مع زيادة األعماق‪ .‬وتتراوح‬
‫الترددات الصوتية المستخدمة في سونار المسح الجانبي عادة ما بين ‪ 100‬و ‪ 500‬كيلو هرتز؛‬
‫تعطي الترددات األعلى أفضل دقة ولكن لديها أقصر مدى فعال‪.‬‬
‫يمكن استخدام تصوير السونار على أي عمق‪ ،‬وقد تم استخدامه ليس فقط لتحديد مواقع حطام‬
‫السفن ولكن أيضا لرسم خارطة استقرار المنحدرات للمنصات النفطية وخط األنابيب وطرق الكابالت‪،‬‬
‫وتحديد ضرر خط األنابيب‪ ،‬ورسم خارطة التراكيب الجيولوجية الضحلة مثل الطيات المحدبة‬
‫والصدوع‪ .‬في أعماق تصل إلى ‪ 100‬متر‪ ،‬حيث تعرضت األسطح للتعرية خالل انخفاض مستويات‬
‫سطح البحر في عمر البليستوسين‪ ،‬يكون السونار جيدة بشكل خاص في رسم خرائط معالم‬
‫جيومورفية مثل طيات محدبة مثلومة وندوب الصدوع (الشكل ‪ .)19.3‬وقد تم التعرف على كتل‬
‫الطين والقباب الملحية‪ ،‬واكوام القطران‪ ،‬وتكون النضوحات واضحة ألن فقاعات الغاز تسبب تكسر‬
‫اإلشارة الصوتية في نمط عمودي توسعي صعودا‪ .‬تسرب الغاز من قاع البحر يترك أحيانا فوهات‬
‫يمكن تحديدها‪ .‬كما تم رسم خرائط حقول العقيدات المنغنيزية في أعماق البحار ورواسب التبر القريبة‬
‫من الشاطئ‪.‬‬
‫تقدم العديد من الشركات مسوحات سونار تجارية‪ .‬وهي عموما مدرجة ضمن المسوحات‬
‫الهندسية أو السونار ‪ Sonar‬في الشبكة العنكبوتية‪ .‬وكثي ار ما يتم الحصول على بيانات سونار‬
‫المسح الجانبي جنبا إلى جنب مع قياسات االعماق المسبورة وبيانات تحليل ما تحت القاع‪ ،‬وبالتالي‬
‫توفير لمحة عن التركيب الضحل لقاع البحر‪ .‬يستخدم السونار للكشف عن الحطام وغيرها من‬
‫المخاطر على قاع البحر والتي قد تكون ضارة للشحن أو منصات الحفر‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫يمكن رصد حالة خطوط األنابيب والكابالت الموجودة على قاع البحر‪ ،‬وال سيما في المناطق القطبية‬
‫الشمالية التي تخضع فيها لتنظيف جليد البحر‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يستخدم سونار المسح الجانبي لبحوث الثروة‬
‫السمكية‪ ،‬وعمليات التجريف‪ ،‬والدراسات البيئية‪ .‬خالل منتصف الثمانينيات‪ ،‬كانت صور سونار‬
‫المسح الجانبي التجاري تنتج على سجالت ورقية‪ .‬واآلن البيانات كلها الرقمية‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 19.3‬صورة سونار المسح الجانبي لطية محدبة مغمورة متعرية في حوض سانتا ماريا‪ ،‬كاليفورنيا‪.‬‬
‫يستخدم "سونار التداخل" “‪ ”Interferometric sonar‬لقياس عمق المياه‪ ،‬وتغيرات العمق‪،‬‬
‫وتصنيف أنواع قاع البحر‪ .‬ومن الممكن تحديد العمق الصوتي والسعة وتحليل هذه الميزات‬
‫لخصائص الرواسب‪ ،‬ثم تخصيصها إلى فئات واسعة مثل صخر األساس والحصى والرمل والغرين‪.‬‬
‫وتوجد تطبيقات في دراسات استقرار المنحدرات‪ ،‬وتحديد مواقع الحطام أو الذخائر الخطرة عند إجراء‬
‫مسح للمنصات البحرية أو اآلبار‪ ،‬أو لتعدين المعادن البحرية‪ ،‬أو مسوحات الكابالت أو خطوط‬
‫األنابيب‪ ،‬والمسوحات الزلزالية البحرية الضحلة (رسم خرائط المخاطر القاعية)‪.‬‬
‫‪ 3.3‬منصات أجهزة القياس ‪Instrument Platforms‬‬
‫قامت وكالة ناسا ‪ /‬مختبر الدفع النفاث في الواليات المتحدة ووكاالت فضاء في بلدان أخرى‬
‫بتطيير تصوير مطيافي على طائرات وأقمار صناعية‪ .‬وتستخدم مقاييس طيف متعددة األطياف‬
‫وفائقة الطيف على حدا سواء‪ .‬هذه الماسحات الضوئية متاحة تجاريا أيضا على متن الطائرات‬
‫واألقمار الصناعية‪ ،‬واألجهزة المحمولة باليد‪ ،‬أو لتقييم اللباب من اآلبار‪ .‬بعض مواقع شبكة‬
‫االنترنيت التي تدرج موارد االستشعار عن بعد الحالية تتضمن ما ياتي‪:‬‬
‫‪ ‬بعثات ناسا‪http://www.nasa.gov/missions/current/index.html :‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ ‬قائمة األقمار الصناعية من ناسا‪:‬‬


‫‪http://ilrs.gsfc.nasa.gov/satellite_missions/list_of_satellites‬‬
‫‪ ‬قائمة ويكيبيديا ألقمار رصد األرض الصناعية‪:‬‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Earth_observation_satellites‬‬
‫‪ ‬علوم أرض بيركلي ومكتبة الخرائط‪:‬‬
‫‪http://cluster3.lib.berkeley.edu/EART/aerial.html‬‬
‫‪ ‬مركز بيانات المسح الجيولوجي األمريكي‪http://eros.usgs.gov/error.html :‬‬
‫‪ ‬برنامج المسح الجيولوجي االمريكي للتصوير الجوي الوطني‪:‬‬
‫‪http://eros.usgs.gov/#/Find_Data/Products_and_Data_Available/NAP‬‬
‫‪P‬‬
‫‪ ‬مشروع الندسات من المسح الجيولوجي األمريكي‪http://landsat.usgs.gov :‬‬
‫‪ ‬المنصة البلجيكية لمراقبة األرض‪http://eo.belspo.be/directory/Sensors.asp :‬‬
‫‪ ‬بوابة مراقبة األرض األلمانية ‪:DLR‬‬
‫‪http://www.dlr.de/dlr/en/desktopdefault.aspx/tabid-10376‬‬
‫‪ ‬وكالة فضاء روسيا االتحادية‪http://eng.ntsomz.ru :‬‬
‫‪ ‬برنامج الكوكب الحي من وكالة الفضاء االوربية‪:‬‬
‫‪http://www.esa.int/esaLP/ESA3QZJE43D_LPswarm_0.html‬‬
‫‪http://www.esa.int/Our_Activities/Observing_the_Earth‬‬
‫‪ ‬بعثات منظمة أبحاث الفضاء الهندية‪:‬‬
‫‪http://www.isro.org/satellites/allsatellites.aspx‬‬
‫‪ 1.3.3‬الماسح الضوئي متعدد األطياف باالشعة تحت الحم ارء الحرارية ‪Thermal Infrared‬‬
‫‪Multispectral Scanner‬‬
‫ابتداء من عام ‪ ،1982‬بدأت وكالة ناسا بتطيير ماسح ضوئي متعدد االطياف باالشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية ‪ TIMS‬ذي القنوات الست في المدى ‪ 12.2-8.2‬مايكرون‪ .‬عرض النطاق هو‬
‫‪ 1.0 – 0.4‬مايكرون‪ .‬مطور من قبل شركة ‪ Daedalus Corporation‬مع مختبر الدفع النفاث‬

‫‪- 113 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ JPL‬وناسا ‪ ، NASA‬هذا المقياس اإلشعاعي لديه حساسية من ‪ 0.1‬درجة مئوية إلى ‪ 0.3‬درجة‬
‫متر ومسافة ‪ 31.3‬كم من‬
‫مئوية‪ .‬إن مجال الرؤية الفوري ‪ 2.5 IFOV‬ملي راد يوفر دقة ‪ 50‬ا‬
‫ارتفاع ‪ 19800‬متر (‪ 65000‬قدم)‪ .‬بسبب خصائص امتصاص السيليكا الموجودة في األطوال‬
‫الموجية للجهاز‪ ،‬فإن هذا الجهاز مناسب بشكل خاص لرسم خرائط المعادن الغنية بالسيليكا وعملية‬
‫التسلكت‪ .‬يتم تطيير مقياس اإلشعاع المتعدد األطياف لل ‪ TIMS‬على ‪ C-130‬و ‪ ER-2‬و‬
‫‪ Stennis Learjet‬التابعة لناسا‪.‬‬
‫‪ 2.3.3‬مطياف التصوير المحمول جوا ‪Airborne Imagining Spectrometer‬‬
‫تم تطوير مطياف التصوير المحمول جوا من قبل مختبر الدفع النفاث وأطلق من قبل وكالة‬
‫ناسا بدءا من عام ‪ .1983‬وكان مطياف التصوير المحمول جوا – ‪ 1‬أول ماسح ضوئي فائق‬
‫الطيف‪ ،‬مع ‪ 128‬نطاق في المدى ‪ 900‬نانومتر إلى ‪ 2.4‬مايكرون‪ ،‬كل نطاق يبلغ متوسط‬
‫عرضها ‪ 9.6‬نانومتر‪ .‬يعمل مطياف التصوير المحمول جوا ‪ 2 -‬من ‪ 800‬نانومتر إلى ‪2.4‬‬
‫مايكرون‪ .‬ويحلق جهاز مطياف التصوير المحمول جوا عموما على ارتفاعات من ‪ 3‬إلى ‪ 18‬كم‬
‫(‪ 60،000-9،000‬قدم)‪ :‬وهذا يوفر دقة أرضية بحدود من ‪ 20-2‬م‪.‬‬
‫‪ 3.3.3‬مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا ‪Airborne Visible/Infrared‬‬
‫‪Imaging Spectrometer‬‬
‫كان مطياف التصوير المرئي ‪ /‬تحت الحمراء المحمول جوا‪ ،‬المطور من قبل مختبر الدفع‬
‫النفاث وتشغيله من قبل وكالة ناسا‪ ،‬أول مطياف حلق في عام ‪ 1986‬ويواصل العمل في عام‬
‫‪( 2012‬الشكل ‪ .)20.3‬الجهاز فائق الطيف لديه ‪ 224‬نطاق في المدى ‪ 400‬نانومتر إلى ‪2.50‬‬
‫مايكرون‪ .‬كل نطاق هو بعرض ‪ 9.6‬نانومتر‪ .‬مع مجال رؤيا فوري ‪ IFOV‬من ‪ 1‬ملي راد‪ ،‬وعلى‬
‫ارتفاع ‪ 20‬كم يتمتع بمساحة ‪ 10‬كم و ‪ 20‬م بكسل‪ .‬الهدف الرئيسي لمشروع مطياف التصوير‬
‫المرئي‪ /‬تحت الحمراء المحمول جوا هو تحديد وقياس ورصد مكونات سطح األرض والغالف الجوي‬
‫استنادا إلى امتصاص الجزيئات وتوقيعات تشتت الجسيمات‪ .‬وقد استخدم هذا الجهاز الختبار‬
‫استراتيجيات التنقيب عن المعادن عن طريق تحديد التغير؛ لرسم خارطة المخلفات المنجمية‬
‫والتصريف الحامضي للمناجم؛ ورسم خرائط للغطاء النباتي والترب‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 20.3‬مكعب صورة محمولة جوا لبركان كيالويا ‪ Kilauea‬في جزيرة هاواي بجهاز مطياف التصوير المرئي\‬
‫تحت الحمراء‬
‫‪Compact Airborne Spectrographic‬‬ ‫‪ 4.3.3‬مصور طيفي مدمج محمول جوا‬
‫‪Imager‬‬
‫إن جهاز المصور الطيفي المضغوط المحمول جوا هو نظام تصوير تجاري تم إنشاؤه بواسطة‬
‫بحوث إيترس ‪ .ITRES‬حلق المصور الطيفي المدمج المحمول جوا في كل من الطائرات وطائرات‬
‫الهليكوبتر منذ عام ‪ 1988‬ويمكن أن يعمل في اسلوبين‪ :‬اسلوب مكاني لديه ‪ 19‬نطاق‪ ،‬في حين‬
‫أن االسلوب الطيفي لديه ‪ 288‬نطاق‪ ،‬كل منهما بعرض ‪ 1.8‬نانومتر‪ .‬وهو يسجل الطيف في‬
‫المدى من ‪ 403‬نانومتر إلى ‪ 1.00‬مايكرون‪ .‬يمكن أن تتراوح الدقة من ‪ 0.25‬إلى ‪ 10‬متر‪،‬‬
‫اعتمادا على االرتفاع‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 5.3.3‬محاكي راسم الخرائط الموضوعي ‪Thematic Mapper Simulator‬‬


‫تحاكي أجهزة االستشعار أجهزة رسم الخرائط الموضوعية الندسات التي أطلقت ألول مرة على‬
‫الندسات ‪ 4‬في عام ‪ .1982‬يحصل الجهاز على البيانات في ‪ 12‬نطاق طيفي‪ :‬نطاق ‪ 1‬من ‪420‬‬
‫إلى ‪ 450‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 2‬من ‪ 450‬إلى ‪ 520‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 3‬من ‪ 520‬إلى ‪ 600‬نانومتر‪،‬‬
‫نطاق ‪ 4‬من ‪ 620-600‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 5‬من ‪ 630‬إلى ‪ 690‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 6‬من ‪ 690‬إلى‬
‫‪ 750‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 7‬من ‪ 760‬إلى ‪ 900‬نانومتر‪ ،‬نطاق ‪ 8‬من ‪ 910‬نانومتر إلى ‪1.05‬‬
‫مايكرون‪ ،‬نطاق ‪ 9‬من ‪ 1.55‬إلى ‪ 1.75‬ميكرون‪ ،‬نطاق ‪ 10‬من ‪ 2.08‬إلى ‪ 2.35‬ميكرون‪ ،‬نطاق‬
‫‪ 11‬من ‪ 8.5‬إلى ‪ 14.0‬مايكرون‪ ،‬ونطاق ‪ 12‬من ‪ 8.5‬إلى ‪ 14.0‬مايكرون‪ .‬الدقة المكانية هي‬
‫‪ 25‬متر وعرض الرقعة ‪ 15.6‬كم من ارتفاع ‪ 20‬كم (‪ 65،000‬قدم)‪ .‬وقد استخدم الجهاز في‬
‫المقام األول لرسم الخرائط الجيولوجية‪ ،‬والتنقيب عن المعادن‪ ،‬ورسم خرائط الغطاء النباتي والغطاء‬
‫األرضي‪.‬‬
‫‪Digital Airborne Imaging‬‬ ‫‪ 6.3.3‬مطياف التصوير الرقمي المحمول جوا ‪7915‬‬
‫‪Spectrometer 7915‬‬
‫يغطي هذا المستشعر المدى الطيفي من االطوال الموجية المرئية إلى تحت الحمراء الح اررية‬
‫عند دقة مكانية متغيرة من ‪ 3‬إلى ‪ 20‬متر تبعا الرتفاع الطائرة‪ .‬وقد استخدم هذا النظام منذ ربيع‬
‫عام ‪ 1995‬من أجل الرصد البيئي للنظم اإليكولوجية البرية والبحرية‪ ،‬وتوصيات توزيع الغطاء‬
‫النباتي واإلجهاد‪ ،‬ورسم خرائط موارد الزراعة والغابات الحرجية‪ ،‬ورسم الخرائط الجيولوجية‪،‬‬
‫واستكشاف المعادن‪ ،‬فضال عن توفير بيانات المدخالت لنظم المعلومات الجغرافية ( الشكل ‪.)21.3‬‬
‫وتستخدم ستة قنوات طيفية في المنطقة ‪ 12-8‬مايكرون (الح اررية) للحصول على درجة الح اررة‬
‫وانبعاثية األجسام السطحية‪ .‬وترد في الجدول ‪ 3.3‬النطاقات وعرض النطاق والكواشف‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 21.3‬صورة مطياف التصوير الرقمي المحمول جوا لمنطقة جبل سيدوم قرب البحر االحمر‪ ،‬فلسطين‪ .‬القنوات‬
‫‪ 0.912 – 2.15 – 10.5( 25 – 50 – 76‬مايكرون) كأحمر – أخضر – أزرق تكشف تفاصيل الطي المتعلق‬
‫باختراق قبة ملحية نشطة في المنطقة‪.‬‬

‫جدول ‪ 3.3‬الخصائص الطيفية ألداة مطياف التصوير الرقمي المحمول جوا المرئي واألشعة تحت الحمراء‬
‫الكاشف‬ ‫عرض النطاق‬ ‫عدد القنوات‬ ‫مدى الطول الموجي‬
‫‪Si‬‬ ‫‪ 30 – 15‬نانومتر‬ ‫‪ 32‬حزمة‬ ‫‪ 1000 – 400‬نانومتر‬
‫‪InSb‬‬ ‫‪ 45‬نانومتر‬ ‫‪ 8‬حزمة‬ ‫‪ 1800 – 1500‬مايكرون‬
‫‪InSb‬‬ ‫‪ 20‬نانومتر‬ ‫‪ 32‬حزمة‬ ‫‪ 2500 – 2000‬مايكرون‬
‫‪InSb‬‬ ‫‪ 2.0‬مايكرون‬ ‫‪ 1‬حزمة‬ ‫‪ 5000 – 3000‬مايكرون‬
‫‪MCT‬‬ ‫‪ 900‬نانومتر‬ ‫‪ 6‬حزمة‬ ‫‪ 12600 – 8000‬مايكرون‬

‫‪- 117 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 7.3.3‬الندسات ‪Landsat‬‬
‫أتيحت صور األقمار الصناعية المدنية في شكل رقمي ألول مرة من قبل برنامج الندسات‬
‫التابع لمركز إيروس ابتداء من تموز ‪ .1972‬تدور أقمار الندسات الصناعية مع دورة تكرار لمدة‬
‫‪ 16‬يوما أو ‪ 18‬يوما على ارتفاع ‪ 918‬كم (الندسات ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ )3‬و ‪ 705‬كم (الندسات ‪ 4‬و ‪5‬‬
‫و ‪ .)7‬ويسمح المدار القطبي المتزامن مع الشمس للقمر الصناعي بالمرور فوق خطوط العرض‬
‫الوسطى في نفس وقت منتصف الصباح كل يوم‪ .‬ال تغطى المناطق شمال وجنوب خط العرض ‪81‬‬
‫درجة‪ .‬ويتراوح التراكب الجانبي بين المسارات المدارية من ‪ ٪7.6‬عند خط االستواء إلى حوالي ‪٪70‬‬
‫بالقرب من القطبين‪.‬‬
‫سجلت الماسحات الضوئية متعددة األطياف ضوءا منعكسا في أربعة اطوال موجية‪-500 :‬‬
‫‪ 600‬نانومتر (النطاق ‪ ،4‬الضوء األخضر)‪ 700-600 ،‬نانومتر (النطاق ‪ ،5‬الضوء األحمر)‪،‬‬
‫‪ 800-700‬نانومتر (النطاق ‪ ،6‬االشعة تحت الحمراء القريبة)‪ ،‬و ‪ 800‬نانومتر إلى ‪ 1.1‬مايكرون‬
‫(النطاق ‪ ،7‬االشعة تحت الحمراء القريبة)‪ .‬تغطي صورة الماسح الضوئي متعدد االطياف مساحة‬
‫‪ 176 × 176‬كم (‪ 110 × 110‬ميل) مع دقة ‪ 79‬متر (‪ 257‬قدم)‪.‬‬
‫لدى نظام راسم الخرائط الموضوعي سبع قنوات‪ :‬نطاق ‪ 520-450 ،1‬نانومتر‪ ،‬أو ضوء‬
‫أزرق؛ نطاق ‪ 600-510 ،2‬نانومتر‪ ،‬أو ضوء أخضر؛ نطاق ‪ 690-630 ،3‬نانومتر‪ ،‬ضوء‬
‫أحمر؛ نطاق ‪ 900-760 ،4‬نانومتر‪ ،‬أشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة؛ نطاق ‪1.75-1.55 ،5‬‬
‫مايكرون‪ ،‬أشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة؛ نطاق ‪ 2.35-2.08 ،7‬مايكرون‪ ،‬أشعة تحت‬
‫الحمراء قصيرة الموجة؛ ونطاق ‪ 12.5-10.4 ،6‬مايكرون‪ ،‬أشعة تحت الحمراء طويلة الموجة‪.‬‬
‫وتغطي الصور ‪ 170 × 176‬كم (‪ 105 × 110‬ميل)‪ ،‬وتبلغ دقتها ‪ 28.5‬متر (‪ 93‬قدم) في‬
‫القنوات المنعكسة‪ ،‬و ‪ 120‬مت ار (‪ 390‬قدم) في النطاق الحراري (الشكالن ‪ 22.3‬و ‪ .)23.3‬ويمكن‬
‫الحصول على التصوير الحراري خالل النهار (منتصف الصباح) والليل (في وقت متأخر من‬
‫المساء) على حدا سواء‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 22.3‬تم استخدام صور الندسات لتعيين المواقع ذات األهمية األثرية المحتملة‪ .‬ساعدت دراسة هذه الصورة‬
‫العلماء في تحديد موقع مدينة أوبر المفقودة في جنوب عمان ‪ ،‬في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫شكل ‪ 23.3‬صورة ح اررية لقطر والبحرين ذات كثافة لونية مشرحة من راسم خرائط موضوعي للقمر الصناعي‬
‫الندسات‪ .‬المناطق الدافئة هي الحمراء والصفراء؛ المناطق الباردة هي زرقاء فاتحة وغامقة‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يحتوي الندسات ‪ 7‬على راسم الخرائط الموضوعي المعزز‪ .‬النطاقات السبعة األولى هي نفسها‬
‫مثل تلك الموجودة في راسم الخرائط الموضوعي ‪ ،Thematic Mapper‬في حين أن الثامنة‪ ،‬هي‬
‫بانكروماتيك‪ ،‬وتغطي ‪ 900-520‬نانومتر مع دقة ‪ 15‬م‪ .‬ويمتلك القمر الصناعي تغطية متكررة‬
‫لمدة ‪ 16‬يوما ومسافة ‪ 185‬كم من مدار متزامن مع الشمس يبلغ طوله ‪ 705‬كم‪.‬‬
‫ويمتاز تصوير راسم الخرائط الموضوعي بالجمع بين دقة عالية معتدلة وتغطية واسعة النطاق وسبع‬
‫قنوات طيفية تسمح بالتمييز الجيد للمواد السطحية‪ .‬تمتلك حزمة الضوء األزرق قدرة جيدة على‬
‫اختراق المياه وتسمح للمرء بتوليد خرائط األعماق وصور ملونة حقيقية‪ .‬النطاق الحراري يكون مفيد‬
‫في رسم خرائط المياه الجوفية الضحلة‪ ،‬الصدوع التي توجه المياه الجوفية‪ ،‬والينابيع‪ ،‬والتيارات‬
‫البحرية‪ ،‬وتباين اللون ‪ /‬كثافة بين الوحدات الجيولوجية‪.‬‬
‫‪ 8.3.3‬القمر الصناعي الليزري الجيوديناميكي ‪ 1‬و ‪Laser Geodynamics Satellite 1 2‬‬
‫‪and 2‬‬
‫صممت وكالة الفضاء األمريكية (ناسا) القمر الصناعي الليزري الجيوديناميكي ‪ 1‬وأطلق في‬
‫عام ‪ 1976‬في مدار دائري يبلغ طوله ‪ 5860‬كيلومت ار (‪ 3600‬ميل)‪ .‬قامت وكالة الفضاء اإليطالية‬
‫ببناء طراز القمر الصناعي الليزري الجيوديناميكي ‪ ،2‬وهو مماثل للقمر الصناعي ‪ ،1‬وتم إطالقه‬
‫في عام ‪ 1992‬في مدار دائري يبلغ ‪ 5620‬كم (‪ 3370‬ميل)‪ .‬هذه األقمار الصناعية هي خاملة‬
‫تماما ومغطاة ب ‪ 426‬زاوية عاكسة‪ .‬وتجرى القياسات بإرسال أشعة ليزر نبضية من األرض إلى‬
‫االقمار الصناعية‪ .‬ثم تعود أشعة الليزر إلى األرض بعد أن تصل إلى األسطح المنعكسة؛ تقاس‬
‫أزمنة االنتقال في االتجاهين بدقة‪ ،‬مما يسمح للمحطات األرضية بتحديد انفصالهن إلى أكثر من ‪2‬‬
‫سم في آالف الكيلومترات‪ .‬وتشمل أهداف بعثة هذه االقمار ما يلي‪ )1( :‬لتوفير قياس دقيق لموقع‬
‫القمر الصناعي فيما يتعلق باألرض‪ )2( ،‬لتحديد شكل الكوكب‪ ،‬و (‪ )3‬لتحديد حركات الصفائح‬
‫التكتونية المرتبطة باالنجراف القاري‪.‬‬
‫‪ 9.3.3‬بعثة رسم خرائط السعة الحرارية ‪Heat Capacity Mapping Mission‬‬
‫بدأت بعثة رسم خرائط القدرة الح اررية في عام ‪ 1978‬وجمعت البيانات حتى عام ‪ .1980‬وكان‬
‫الهدف من ذلك هو رسم أنماط انتشار التيارات البحرية‪ ،‬ولكن تم تصوير أجزاء كبيرة من القارات‬
‫أيضا لرسم خريطة الرطوبة السطحية عن طريق قياس القصور الحراري للتربة‪ .‬وغطت كل صورة‬

‫‪- 120 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مساحة ‪ 700 × 700‬كم (‪ 420 × 420‬ميل)‪ ،‬وتم الحصول على صور ليال ونها ار (الشكل‬
‫‪ .)24.3‬والتغطية هي محدودة أساسا بأمريكا الشمالية‪ ،‬أوروبا الغربية‪ ،‬شمال أفريقيا‪ ،‬وشرق أستراليا‪.‬‬
‫يعد تصوير بعثة رسم خرائط القدرة الح اررية خيا ار جيدا للتغطية اإلقليمية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتطلب‬
‫‪ 16‬صورة الندسات لتغطية نفس المنطقة‪ .‬وتشمل العيوب تغطية محدودة ودقة منخفضة‪ .‬وهي أكثر‬
‫فائدة إلعادة بناء تكتونية الصفيح منه لإلستكشاف المفصل‪.‬‬
‫‪ 10.3.3‬بعثة قياس هطول المطر المداري ‪Tropical Rainfall Measuring Mission‬‬
‫بعثة قياس هطول المطر المداري هو قمر صناعي من ناسا أطلق في عام ‪( 1997‬والذي ال‬
‫يزال يعمل اعتبا ار من عام ‪ )2012‬الذي يوفر معلومات الختبار وتحسين الموديالت المناخية‪ .‬وهو‬
‫يحدد كميات األمطار في المناطق المدارية وشبه المدارية‪ .‬وتشكل هذه المناطق حوالي ثلثي مجموع‬
‫األمطار على األرض وهي مسؤولة عن تسيير مناخ األرض‪ .‬وهو يساهم في فهم أفضل عن مكان‬
‫هبوب الرياح‪ ،‬وكميتها‪ ،‬أين تتشكل الغيوم ويحدث المطر‪ ،‬أين تحدث الفيضانات والجفاف‪ ،‬والعالقة‬
‫بين الرياح وتيارات المحيطات‪ .‬وهو يفعل ذلك من خالل توفير بيانات هطول األمطار ومعلومات‬
‫عن الح اررة التي يتم تحررها في الغالف الجوي نتيجة لهطول األمطار (الح اررة الكامنة للتبخر)‪.‬‬

‫شكل ‪ 24.3‬صورة ح اررية من بعثة رسم خرائط السعة الح اررية للجزء الوسطي من كاليفورنيا بما في ذلك الوادي‬
‫الكبير‪ .‬المناطق الحارة غامقة؛ المناطق الباردة مشرقة‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 11.3.3‬جيسون ‪Jason-1 1‬‬


‫جيسون ‪ 1-‬هي بعثة قمر صناعي لرصد الدورة العالمية للمحيطات‪ ،‬ودراسة العالقات بين‬
‫المحيط والغالف الجوي‪ ،‬وتحسين التنبؤات المناخية العالمية‪ ،‬ورصد النينو ودوامات المحيط‪.‬‬
‫وقد تم تصميم جيسون ‪ 1-‬لقياس تغيرات مستوى سطح البحر العالمية‪ .‬وتسمح قياسات تضاريس‬
‫سطح البحر للعلماء بحساب سرعة واتجاه تيارات المحيطات ورصد الدورة العالمية للمحيطات‪ .‬تم‬
‫إطالق جيسون ‪ 1-‬في عام ‪ 2001‬ولديه دورة تكرار لمدة ‪ 10‬أيام‪ .‬وهناك نوعان من أجهزة رصد‬
‫األرض‪:‬‬
‫‪ ‬بوسيدون ‪ – 2‬باستعمال النطاق ‪ C‬والنطاق ‪ Ku‬لقياس االرتفاع فوق سطح البحر‪.‬‬
‫‪ ‬مقياس إشعاع جيسون ذي الموجة المايكروية ‪ -‬يقيس بخار الماء على طول مسار شعاع‬
‫مقياس االرتفاع لتصحيح تأخير النبض (الشكل ‪.)25.3‬‬

‫شكل ‪ 25.3‬خارطة بخار ماء الغالف الجوي تم إنشائها من قبل مقياس إشعاع جيسون ‪ 1‬ذو الموجة المايكروية‬
‫‪ 12.3.3‬جيسون ‪Jason-2 2‬‬
‫جهاز جيسون ‪ 2‬الرئيسي هو مقياس االرتفاع بوسيدون ‪( 3-‬الشكل ‪ .)26.3‬هذا الجهاز يرسل‬
‫نبض موجة مايكروية إلى سطح المحيط ويحسب كم من الوقت تستغرق للعودة‪ .‬مقياس االرتفاع‬
‫قادر على تحديد ارتفاع سطح البحر ضمن بضعة سنتيمترات‪ .‬وتوفر قوة وشكل اإلشارة معلومات‬

‫‪- 122 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫عن سرعة الرياح وارتفاع الموجة‪ .‬وتستخدم هذه البيانات في موديالت المحيطات لحساب سرعة‬
‫واتجاه التيارات ومقدار وموقع الح اررة المخزنة في المحيط‪ ،‬والذي بدوره‪ ،‬يرتبط بالتغيرات المناخية‬
‫العالمية‪ .‬ويقع القمر الصناعي في مدار دائري غير متزامن مع الشمس يبلغ طوله ‪ 1336‬كيلومت ار‬
‫(‪ 830‬ميال) يسمح له برصد ‪ 95‬في المائة من محيط األرض الخالي من الجليد كل ‪ 10‬أيام‪.‬‬

‫شكل ‪ 26.3‬بيانات ارتفاع بوسيدون ‪ 3‬التابع للقمر الصناعي جيسون ‪ 2‬من بعثة تضاريس سطح البحر‬
‫‪ 13.3.3‬أكوا (إيوس بي أم ‪AQUA (EOS PM 1) )1‬‬
‫أكوا هو مشروع مشترك بين الواليات المتحدة واليابان والب ارزيل لمراقبة محيطات األرض وأنظمة‬
‫المياه السطحية‪ .‬أطلق أكوا في عام ‪ 2002‬في مدار ‪ 708 × 691‬كم‪ ،‬وتحتوي على ستة أجهزة‬
‫لرصد األرض‪ .‬يقيس مسبار األشعة تحت الحمراء الجوي جنبا إلى جنب مع أمسو‪-‬أي ‪AMSU-‬‬
‫‪ A‬الرطوبة ودرجة الح اررة وخصائص الغيوم وكمية غازات الدفيئة في الغالف الجوي (شكل ‪.)27.3‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 27.3‬خرائط منتجات نموذجية مستمدة من أكوا ‪ /‬إيوس‪-‬بي أم ‪.1‬‬


‫‪Gravity Recovery and Climate‬‬ ‫‪ 14.3.3‬استخالص الجاذبية واختبار المناخ‬
‫‪Experiment‬‬
‫تعد بعثة استخالص الجاذبية واختبار المناخ مشروعا مشتركا بين ناسا ووكالة الفضاء األلمانية‪.‬‬
‫والهدف الرئيسي لهذه البعثة هو قياس مجال الجاذبية األرضية‪ .‬يتم تحديد الجاذبية بواسطة الكتلة‪:‬‬
‫من خالل قياس الجاذبية‪ ،‬يظهر استخالص الجاذبية واختبار المناخ كيف يتم توزيع الكتلة حول‬
‫الكوكب وكيف تختلف مع مرور الوقت (الشكل ‪ .)28.3‬تقوم هذه البعثة برسم خرائط حقول الجاذبية‬
‫األرضية من خالل إجراء قياسات دقيقة للمسافة بين اثنين من األقمار الصناعية باستخدام نظام‬
‫تحديد المواقع العالمي ونظام تحديد موجة مايكروية‪ .‬وتقدم نتائج هذه البعثة معلومات عن توزيع‬
‫وتدفق الكتلة داخل األرض‪.‬‬
‫‪ 15.3.3‬أو ار ‪Aura‬‬
‫القمر الصناعي أو ار هو بعثة مشتركة بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء األوروبية بهدف دراسة‬
‫كيمياء وديناميكية الغالف الجوي لألرض‪ .‬وهي ترصد بصفة خاصة غازات األوزون وغيرها من‬

‫‪- 124 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الغازات النزرة والملوثات التروبوسفيرية‪ .‬تم إطالق أو ار في عام ‪ 2004‬إلى مدار ‪ 705‬كم متزامن‬
‫مع الشمس مع دورة تكرار لمدة ‪ 16‬يوما‪.‬‬

‫شكل ‪ 28.3‬شكل األرض معتمد على قياسات جاذبية بعثة استخالص الجاذبية واختبار المناخ‬
‫‪ 16.3.3‬كالود سات ‪CloudSat‬‬
‫كالود سات هو قمر صناعي لمراقبة األرض تابع لوكالة ناسا أطلق في عام ‪ .2006‬نفذ كالود‬
‫سات أول دراسة ثالثية االبعاد ‪ D3‬للغيوم‪ .‬وهو يجمع البيانات عن بنية السحاب‪ ،‬والتردد‪ ،‬والحجم‪.‬‬
‫فهو يسبر الغيوم لتحديد سمكها‪ ،‬واالرتفاع عند القاعدة والذروة‪ ،‬وحجم المياه والجليد داخلها‪ .‬كما يقوم‬
‫كلودسات بتحليل طريقة امتصاص الضوء من قبل طبقات مختلفة من الغالف الجوي‪ ،‬وتأثير رذاذ‬
‫الغالف الجوي‪.‬‬
‫‪ 17.3.3‬أكواريوس\ ساك‪-‬دي ‪Aquarius/SAC-D‬‬
‫أكواريوس هو بعثة لقياس ملوحة سطح البحر وتوفير الرؤية العالمية لتقلب الملوحة الالزمة‬
‫للدراسات المناخية‪ .‬البعثة هي تعاون بين ناسا ووكالة الفضاء األرجنتينية‪.‬‬
‫يوفر أكواريوس‪ ،‬الذي أطلق في عام ‪ ،2011‬قياسات شهرية عالمية لكيفية تباين ملوحة البحر‬
‫على سطح المحيط‪ ،‬أي كيف تستجيب المحيطات لآلثار المجتمعة للتبخر‪ ،‬وهطول األمطار‪،‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫وذوبان الجليد‪ ،‬والجريان السطحي لمياه األنهار على جداول زمنية موسمية (الشكل ‪ .)29.3‬وتشمل‬
‫األجهزة مجموعة من ثالثة مقاييس راديوية حساسة للملوحة (‪ 1.413‬غيغاهيرتز) (نطاق ‪ )L‬ومقياس‬
‫تشتت يصحح خشونة سطح المحيط‪ .‬ويمكن قياس الملوحة ألن تركيز الملح يغير التوصيلية المائية‪،‬‬
‫مما يؤثر بدوره على االنبعاثات الح اررية على سطح الماء‪ .‬ويمكن لألجهزة قياس تغيرات ملوحة‬
‫منخفضة تصل إلى ‪ 0.5‬غم ‪ /‬كغم‪.‬‬

‫شكل ‪ 29.3‬بعثة أكواريوس ‪ /‬ساك‪-‬دي بيانات ملوحة سطح البحر على الصعيد العالمي‪ ،‬آب ‪ /‬أغسطس ‪ -‬أيلول ‪/‬‬
‫سبتمبر ‪ .2011‬وتظهر الملوحة العالية باللون األصفر واألحمر؛ وانخفاض الملوحة باللون األزرق إلى البنفسجي‪.‬‬
‫‪ 18.3.3‬سلسلة زييوان ‪Ziyuan Series‬‬
‫تم إطالق القمر الصناعي زييوان ‪2-1‬سي في مدار دائري يبلغ ‪ 780‬كم (‪ 470‬ميل) في‬
‫ديسمبر ‪ .2011‬ويوفر هذا القمر الصناعي المدني لالستشعار عن بعد صو ار لإلغاثة في حاالت‬
‫الكوارث‪ ،‬والتنمية الزراعية‪ ،‬وزراعة الغابات‪ ،‬وحفظ المياه‪ ،‬والتخطيط الحضري‪ ،‬والرصد البيئي‪،‬‬
‫ورسم خرائط الموارد الطبيعية‪ .‬وعلى الرغم من أن التفاصيل بقيت ضيقة‪ ،‬إال أن وسائل اإلعالم‬
‫الصينية أبلغت أن المركبة الفضائية تحمل اثنين من الكاميرات عالية الدقة مع دقة مكانية تبلغ‬
‫‪ 2.36‬مت ار (‪ 8‬قدم) ورقعة ‪ 54‬كم (‪ 32‬ميل) (الشكل ‪.)30.3‬‬
‫أطلقت الصين القمر الصناعي زييوان ‪( 3-‬زي‪ )3-‬خالل يناير ‪ .2012‬وهو قمر صناعي‬
‫مدني لالستشعار عن بعد يستخدم في رسم الخرائط الجيولوجية ولهذا السبب لديه قدرة مجسمة‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 30.3‬صورة كامي ار متعددة االطياف باألشعة تحت الحمراء من القمر الصناعي الصيني زييوان ‪ C2-1‬لنهر‬
‫اليانغتسى غرب ووهو‪ ،‬الصين‪ .‬الحظ التصريف الداكن بالقرب من الجزيرة الكبيرة‪ .‬ال تتوفر الكثير من المعلومات‬
‫لهذه الصور‪.‬‬
‫‪ 19.3.3‬إيرس بي‪IRS-P6 6‬‬
‫تم إطالق ريسورس سات‪( 1-‬إرس‪-‬بي‪ )6‬في عام ‪ ،2003‬ويحمل ثالثة أنظمة لرصد األرض‬
‫في مدار قطبي متزامن مع الشمس يبلغ ‪ 817‬كم (‪ 490‬ميل)‪ .‬ويوفر القمر الصناعي بيانات مفيدة‬
‫للتطبيقات الجيولوجية والنباتية ويسمح بالتمييز على مستوى المحاصيل واألنواع‪ .‬ويساعد القمر‬
‫الصناعي في التخطيط المتكامل لألراضي والموارد المائية والتطبيقات ذات الصلة (شكل ‪.)31.3‬‬

‫شكل ‪ 31.3‬يعرض الخانق الكبير في صورة القمر الصناعي الكاذبة اللون هذه من ريسورسسات ‪ 1-‬الهندي‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪Advanced Land Observing‬‬ ‫‪ 20.3.3‬القمر الصناعي المتقدم لمراقبة األرض‬


‫‪Satellite‬‬
‫لقد أطلق القمر الصناعي المتقدم لرصد األرض في ‪ 24‬يناير ‪ /‬كانون الثاني ‪ . 4006‬وشملت‬
‫أهداف البعثة رسم الخرائط‪ ،‬ورصد الكوارث‪ ،‬ومسوحات الموارد الطبيعية‪ ،‬والتطوير التكنولوجي‬
‫(الشكل ‪.)32.3‬‬
‫وقد أدى االستقطاب الكامل (االستقطاب المتعدد)‪ ،‬والتصويب خارج النظير‪ ،‬والوظائف األخرى‬
‫لمعدل االمتصاص النوعي إلى تحسين القدرة على تحليل البنية الجيولوجية وتوزيع الصخور‪ .‬وفي‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬كان تعدد األقطاب مفيدا للحصول على معلومات عن الغطاء النباتي‪ .‬وقد فشل القمر‬
‫الصناعي في ‪ 21‬نيسان ‪.2011‬‬

‫شكل ‪ 32.3‬صورة لون حقيقي من القمر الصناعي الياباني المتقدم لمراقبة األرض لدلتا نهر بيتسيبوكا‪ ،‬مدغشقر‬

‫‪- 128 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪Greenhouse Gases Observing‬‬ ‫‪ 21.3.3‬القمر الصناعي لمراقبة غازات الدفيئة‬


‫‪Satellite‬‬
‫يكرس القمر الصناعي لمراقبة غازات الدفيئة من أجل رصد غازات الدفيئة من ثاني أكسيد‬
‫الكربون والميثان (الشكل ‪ .)33.3‬أطلق القمر في عام ‪ 2009‬ويحمل متحسس مراقبة الغاز‬
‫ومتحسس سحابة الهباء الجوي‪ .‬يسجل متحسس مراقبة الغاز االطوال الموجية لالشعة تحت الحمراء‬
‫القريبة من خالل االشعة تحت الحمراء الح اررية ويستخدم مطياف لقياس استجابة العناصر‬
‫والمركبات إلى هذه االطوال الموجية‪.‬‬

‫شكل ‪ 33.3‬القمر الصناعي الياباني لمرافبة غازات الدفيئة‪ ،‬صور مصور الغيوم والهباء الجوي تظهر العمود‬
‫البركاني الشبيه بالريشة من جبل شينوميداك (مثلث احمر) في سلسلة جبال كيريشيمان اليابان‪.‬‬
‫‪ 22.3.3‬الراصد‪ -‬إي ‪Monitor-E‬‬
‫قد أطلق القمر الصناعي لرصد األرض في عام ‪ 2005‬في مدار متزامن مع الشمس يبلغ‬
‫‪ 540‬كيلومت ار (‪ 335‬ميال)‪ .‬والغرض من هذه البعثة هو المساعدة في رسم الخرائط الجيولوجية‬
‫والمراقبة البيئية‪ .‬يحمل القمر الصناعي كامي ار بانكروماتيك بدقة ‪ 8‬أمتار (‪ 26‬قدم) والتي تحتوي‬

‫‪- 129 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫على رقعة أرضية ‪ 90‬كم (‪ 56‬ميل)‪ .‬ويوجد لدى جهاز الراصد‪ -‬إي أيضا ماسح ضوئي متعدد‬
‫االطياف مع ثالث قنوات (‪ 590-540‬نانومتر‪ 680-630 ،‬نانومتر‪ ،‬و ‪ 900-790‬نانومتر؛‬
‫الشكل ‪.)34.3‬‬

‫شكل ‪ 34.3‬صورة لون حقيقي من الراصد – إي الروسي لنهر الدانوب‪ ،‬رومانيا‪.‬‬


‫‪ 23.3.3‬جيو أي ‪GeoEye-1 1 -‬‬
‫تم إطالق ‪( GeoEye-1‬المعروف سابقا باسم ‪ )OrbView-5‬في عام ‪ ، 2008‬وهو يوفر‬
‫وصور متعددة األطياف بدقة ‪1.65‬‬
‫ا‬ ‫صور بانوكروماتية ‪ panchromatic‬بدقة ‪ 41‬سم (‪ 1.3‬قدما)‬
‫ا‬
‫متر (‪ 5.4‬قدم) على رقعة أرض عريضة ‪ 15.2‬كم (‪ 9‬ميل) (شكل ‪ .)35.3‬تحلق المركبة‬
‫الفضائية في مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع ‪ 684‬كم (‪ 425‬ميال) ويمكنها التقاط صور تصل‬
‫إلى ‪ 60‬درجة خارج النظر‪ .‬الدقة األعلى هي متاحة فقط للحكومة االمريكية‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 35.3‬صورة ملونة حقيقية من ‪ GeoEye-1‬بدقة ‪ 1.65‬متر لمحمية تو ار بوينت الطبيعية‪ ،‬استراليا‪ ،‬تم‬
‫الحصول عليها في ‪ 19‬شباط ‪2012‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫انظمة االستشعار عن بعد‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 132 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الرابع‬
‫التعرف على أنواع الصخور‬
‫‪ 1.4‬تمهيد ‪preface‬‬
‫يمكن تصنيف أنواع الصخور عموما وفقا لخصائص مثل المقاومة للتعرية واللون والنسيج‬
‫والتمفصل ونوع تطور التصريف وشكل المقطع العرضي لألخاديد والوديان وتطور التربة والغطاء‬
‫النباتي وغيرها‪ .‬قد يكون التحزم اللوني هو نتيجة للتحول أو تطبق رسوبي‪ .‬يمكن أن يكون كل من‬
‫الحجر الجيري والحجر الرملي ذو فواصل‪ ،‬ولكن مناطق الحجر الجيري هي فقط التي سوف تمتلك‬
‫بالوعات وتصريف مشوش‪ .‬على الرغم من أن المرء عادة ال يستطيع تحديد وحدات سطحية‪ ،‬إال أنه‬
‫غالبا ما يكون من الممكن تصنيفها في فئات يمكن التعرف عليها مثل رسوبية أو نارية‪ ،‬أو متعرية‬
‫بسهولة أو مقاومة للتعرية‪.‬‬
‫عند بدء العمل في منطقة جديدة‪ ،‬قد ال يكون لدى المحلل ‪ /‬مفسر الصورة فكرة واضحة عن‬
‫الطباقية المحلية‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬من الضروري إنشاء عمود طباقي "جيوتصويري"‬
‫”‪ “photogeologic‬ال يعتمد على معايير العمر أو الحقل‪ ،‬ولكن على معالم يمكن تمييزها على‬
‫الصور‪ .‬تحدد الوحدات الجيوتصويرية من خالل درجاتها اللونية‪ ،‬نسيجها‪ ،‬لونها‪ ،‬خصائصها‬
‫التعروية‪ ،‬وموقعها الطباقي‪ .‬وينبغي أن يكون من الممكن التمييز بين صخاريات مختلفة مثل‬
‫األحجار الرملية وصخور الطفل (إذا كان الغطاء النباتي ليس كثيفا جدا)‪ ،‬ولكن قد ال يكون من‬
‫الممكن تحديد الصخاريات في كثير من الحاالت‪ .‬وال يزال يمكن استخدام هذه الوحدات‬
‫الجيوتصويرية لتقييم البنية لمنطقة أو افتراض خصائصها الهندسية (التسرب‪ ،‬استقرارية المنحدر‪،‬‬
‫ومقاومة التعرية)‪.‬‬
‫‪ 2.4‬الصخور النارية ‪Igneous Rocks‬‬
‫من المفيد رسم خارطة التواجد والتوزيع لصخور نارية في منطقة مهمة‪ .‬فالعديد من الصخور‬
‫الجوفية االندساسية‪ ،‬مثل البورفيرايت‪ ،‬تستضيف رواسب خام‪ .‬وتوفر أخرى المحاليل الحرمائية‬
‫الالزمة لتمعدن صخرة مضيفة‪ .‬تقوم القواطع النارية بتقسيم خزان بترول‪ ،‬ولكن عادة ال تسهم في‬
‫تدفق حراري كبير يتجاوز ‪ 1‬أو ‪ 2‬متر في الصخور المضيفة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن أن يسهم‬
‫مخزون جوفي اندساسي بح اررة كبيرة تساعد في توليد الهيدروكربونات أو ما هو أسوأ‪ ،‬مما يجعلها‬

‫‪- 133 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تصبح أكثر نضجا‪ .‬إن تدفقات البازلت تجعل من الصعب تفسير البيانات المغناطيسية والحصول‬
‫على طاقة زلزالية كافية في األرض من أجل إنعكاسات جيدة‪ .‬تحاول البرامج الزلزالية عموما تجنب‬
‫تدفق الحمم عند أو بالقرب من السطح‪.‬‬
‫تتميز الصخور النارية بغياب التطبق او التورق‪ .‬وتكون الصخور البركانية الجوفية عموما‬
‫كتلية‪ ،‬ومتساوية الخواص‪ ،‬ومتجانسة‪ ،‬وهي خصائص يمكن مالحظتها بسهولة على صور‬
‫االستشعار عن ُبعد‪ .‬قد تتواجد الصخور النارية الجوفية بابعاد وأشكال مختلفة‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫باثوليث‪ ،‬الكوليث‪ ،‬قواطع نارية‪ ،‬سدود نارية‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬وقد يساعد ذلك أيضا في التعرف عليها‬
‫(الشكل ‪ .)1.4‬وتميل الصخور النارية الجوفية إلى إمتالك غطاء نباتي موحد بسبب تكوينها‬
‫المتجانس‪ .‬قد تمتلك هذه الصخور صدوع أو فواصل تبريد مقوسة على طول حافاتها (مقعرة إلى‬
‫الداخل) وتتميز بأنظمة فواصل متعددة ومتعامدة في كثير من األحيان (الشكل ‪.)2.4‬‬

‫شكل ‪ 1.4‬هضبة األثير التي تشكل االمتداد الجنوبي لجبال ‪ ، Hoggar‬شمال أفريقيا ‪ ،‬هي كتلة صخرية ما قبل‬
‫الكمبري تقع على حدود رمال الصحراء االفريقية‪ .‬تشاهد العديد من االندساسات الغرانيتية القلوية الكبيرة (أواخر‬
‫الباليوزويك أو الميزوزويك)‪ .‬هناك عدة صدوع واسعة النطاق مع حركات جانبية هي أيضا واضحة‪ .‬تحتوي المنطقة‬
‫على رواسب من اليورانيوم ‪ ،‬التنغستين ‪ ،‬النحاس ‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 2.4‬صورة باأللوان الحقيقية لصخور غرانايتية بعمر ماقبل الكامبري لشبه جزيرة سيناء‪ ،‬بالقرب من شرم الشيخ‪،‬‬
‫مصر‪ .‬الحظ مجاميع فواصل متعامدة عديدة ‪ ،‬صدوع وقواطع نارية‪.‬‬
‫يمكن تحديد الصخور النارية السطحية بمساعدة األشكال البركانية المرتبطة بها‪ ،‬وتدفقات الحمم‬
‫البركانية‪ ،‬والمخاريط‪ ،‬والفوهات‪ ،‬واالعناق البركانية والقواطع النارية وما إلى ذلك‪ .‬التدفقات لها‬
‫تضاريس سطحية خشنة وسطوح تماس متعارضة مع صخر األساس‪ .‬قد تتداخل تدفقات حمم‬
‫بركانية مع رواسب غير بركانية‪ ،‬وقد ينقل عدد من التدفقات مجتمعة انطباعا بوجود تطبق شبه أفقي‬
‫تقريبي‪ .‬تتميز الصخور النارية السطحية األقدم بامتالكها تربة أسمك وغطاء نباتي بسبب التجوية‬
‫المطولة‪ ،‬مما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة؛ من السهل نسبيا تحديد الصخور النارية السطحية‬
‫األحدث‪ .‬مثال بسيط على استخدام موديل االرتفاع الرقمي (‪ )DEM‬إلظهار التضاريس في ظالل‬
‫رمادية ولون ينفع لتوضيح كيف يمكن تفسير االشكال االرضية من التضاريس وحدها (الشكلين ‪3.4‬‬
‫و ‪ .)4.4‬هذه األمثلة تظهر براكين متطبقة كالسيكية مخروطية الشكل‪ .‬موديل االرتفاع الرقمي لجبل‬
‫إلغون يظهر بوضوح المخروط المركب للبركان وكذلك الفوهة المركزية‪ .‬إن صورة المغناطيسية‬
‫الجوية وموديل االرتفاع الرقمي المدمجة لجبل سانت هيلين هي مثال إلندماج البيانات المستخدمة‬
‫لتحديد معلم جيولوجي‪ .‬تميل الصخور الجوفية الحامضية إلى أن تكون فاتحة اللون‪ ،‬في حين تكون‬
‫الصخور الجوفية القاعدية داكنة اللون (الشكل ‪.)5.4‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 3.4‬موديل ارتفاع رقمي لبركان جبل إلغون‪ ،‬كينيا وأوغندا‪ ،‬أنشأت بواسطة بعثة مكوك رادار التضاريس‪ .‬الحظ‬
‫البركان المركب على شكل مخروط كالسيكي مع كالدي ار مركزية‬

‫شكل ‪ 4.4‬موديل ارتفاع رقمي مدمج مع مغناطيسية جوية فوق جبل سانت هيلين‪ ،‬أوريغون‪ .‬تتزامن االرتفاعات‬
‫المغناطيسية‪ ،‬التي تظهر باألحمر واألصفر‪ ،‬مع القمة في جبل سانت هيلين كذلك تشير إلى صخور جوفية اخرى‬
‫مدفونة‬

‫‪- 136 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 5.4‬إندساسات فاتحة (حامضية) وغامقة (قاعدية)‪ ،‬شبه جزيرة سيناء شمال غرب جبل سيناء‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ 1.2.4‬صخور الغرانيت ‪Granites‬‬
‫خصائص تجوية صخور الغرانيت تختلف اختالفا كبي ار؛ ففي المناخات الدافئة الرطبة‪ ،‬يكون‬
‫الغرانيت أكثر عرضة للتجوية منه في المناخات الباردة الجافة‪ .‬من حيث الشكل األرضي‪ ،‬تتواجد‬
‫صخور الغرانيت كأجسام ذات أبعاد عمالقة تتشكل إما كأجسام اندساسية (الشكل ‪ )1.4‬أو كنواتج‬
‫لعملية تكوين الميغماتايت ‪Migmatization‬؛ في المناخات الرطبة الدافئة‪ ،‬تظهر عادة أشكاال‬
‫عموما تكون منخفضة؛ ويمكن مالحظة جالميد‬
‫ﹰ‬ ‫مستديرة ناعمة بسبب التجوية الكروية؛ والتضاريس‬
‫ضخمة من الغرانايت في الوديان؛ في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬تتطور أشكال حادة وشديدة‬
‫االنحدار ومسننة؛ وقد تظهر أيضا أشكال حادة وشديدة االنحدار بسبب التآكل السريع في المناطق‬
‫المدارية‪ .‬التصريف يكون ناتج عن التآكل السريع في المناطق المدارية‪ ،‬وعموما تتشكل على صخور‬
‫الغرانيت كثافة تصريف شجيرية منخفضة إلى متوسطة؛ وفي بعض األحيان يتطور تصريف شبيه‬
‫بالمنجل؛ قد تتطور أنماط تصريف مستطيلة وزاوية عندما تكون جيدة التمفصل‪ .‬وتتميز بغياب‬
‫التطبق التركيبي‪ .‬من حيث التمفصل‪ ،‬غالبا ما يرى ثالث الى اربع مجموعات من الفواصل؛ وقد‬
‫تعرض صخور الغرانيت تصفح (فواصل ممتدة شبه افقية)‪ .‬قد يكون غطاء التربة ‪ -‬سميكا جدا في‬
‫المناخات الرطبة الدافئة‪ .‬الغطاء النباتي – يكون متغير من مزروع بشكل فقير إلى مزروع بشكل‬
‫كثيف؛ والمنحدرات المتجوية تكون مناسبة للزراعة‪ .‬الخصائص الطيفية للغرانيت على صور الطيف‬

‫‪- 137 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المرئي واالشعة تحت الحمراء القريبة واالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة تكون ذات تدرج لوني‬
‫فاتح إلى متوسط؛ على صور االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬تظهر صخور الغرانيت أكثر‬
‫برودة (أغمق)؛ وتحدث نطاقات انبعاث منخفضة بسبب الكوارتز والفلسبار عند تقريبا أو يساوي ‪9‬‬
‫مايكرون؛ قد تؤثر الرطوبة السطحية والتربة والغطاء النباتي بشكل كبير على االستجابة الطيفية فوق‬
‫الغرانيت‪ .‬يمكن تمييز الصخور الغرانايتية عن طريق المسوحات اإلشعاعية نظ ار لمحتواها العالي من‬
‫البوتاسيوم‪ .‬قد تبدو جميع األجسام الجوفية االندساسية كبيرة الحجم متشابهة تماما؛ وتكون الصخور‬
‫القاعدية والفوق قاعدية أكثر قتامة في المنطقة المرئية‪ ،‬وأصغر في الحجم‪ ،‬ولها غطاء نباتي فقير‬
‫نسبيا‪ ،‬وتعرض نطاقات انبعاث منخفضة في أطوال موجية أطول نسبيا (‪ 11.5 − 10‬ميكرون) في‬
‫منطقة االشعة تحت الحمراء الح اررية‪.‬‬
‫‪ 2.2.4‬الصخور الجوفية القاعدية وفوق القاعدية ‪Basic and ultrabasic intrusives‬‬
‫الصخور القاعدية وفوق القاعدية (الغابرو والبيريدوتايت) تكون معرضة بدرجة كبيرة للتجوية‬
‫والتغير‪ ،‬خاصة في الظروف الرطبة؛ وهي عادة ما تسفر عن رواسب التيرايتية متبقية وتربة‬
‫مونتموريلونايتية‪ .‬هذه األجسام لها أبعاد أصغر من االندساسات الحامضية وتوجد على شكل‬
‫الكوليث ولوبوليث وسدادات أو غير ذلك؛ وهي تشكل عادة تضاريس متموجة في المناخات الدافئة‬
‫الرطبة؛ في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬تكون االشكال المرتفعة بحدة والخشنة والمسننة شائعة؛ قد‬
‫تشير التراكيب القبوية والمنخفضات الدائرية الى االندساس‪ .‬عادة أنماط التصريف تكون شجيرية‬
‫خشنة؛ وأنماط مستطيلة وزاوية في الصخور الحاوية على فواصل؛ محليا‪ ،‬تترافق األنماط الشعاعية‬
‫والمركزية مع تحدب قبوي؛ ويتواجد تصريف شجيري دقيق فوق غطاء تربة (مونتموريلونايتية)‬
‫متجوية‪ .‬التطبق يكون غائب‪ ،‬قد تشبه الطبقات المتكونة بواسطة التفاضل األولي التطبق‪ .‬غالبا ما‬
‫يكون التمفصل متطور جيدا؛ وتختلف الفواصل في االتجاه مع شكل الجسم البركاني‪ .‬في المناخات‬
‫الرطبة الدافئة‪ ،‬تكون التربة متطورة بشكل جيد؛ وغطاء التربة هو أكثر سمكا على الصخور فوق‬
‫القاعدية‪ .‬الغطاء النباتي يكون هزيل على الصخور القاعدية؛ قد تكون الصخور فوق القاعدية جرداء‬
‫من النباتات بسبب اآلثار السامة لبعض الفلزات؛ قد تحدث انتقائية للنبات‪ ،‬أي النمو التفضيلي‬
‫لبعض النباتات على وحدة ليثولوجية معينة‪ .‬بالنسبة للخصائص الطيفية في نطاق االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة جدا ‪ ، VNIR‬تكون الصخور القاعدية وفوق القاعدية ذات لون غامق إلى حد ما؛ قد‬

‫‪- 138 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تشتمل نواتج التغيير على طين يمتلك نطاقات امتصاص في منطقة االشعة تحت الحمراء قصيرة‬
‫الموجة )‪ 2.1−2.4‬مايكرون)؛ وتحدث نطاقات امتصاص السيليكات في منطقة االشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية ( ‪ 11.5 – 10‬مايكرون)‪.‬‬
‫‪ 3.2.4‬الدوليرايت ‪Dolerite‬‬
‫الدولياريت هي صخور قاعدية جوفية من نوع متوسطة العمق ‪ ، hypabyssal‬توجد كقواطع‬
‫نارية وسدود نارية‪ .‬ولذلك‪ ،‬باستثناء اسلوب التواجد‪ ،‬تتشابه معظم ميزات الدوليرايت مع تلك الميزات‬
‫للغابرو‪ .‬يصعب تحديد السدود النارية للدوليرايت على بيانات االستشعار عن ُبعد ‪ ،‬حيث يمكن فهم‬
‫هذه األجسام على أنها طبقات في الصخور المضيفة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن تعيين القواطع النارية‬
‫بسهولة من خالل عالقتها المتنافرة فيما يتعلق بالصخور المضيفة‪ ،‬والشكل الشبيه بالصفيحة الرقيق‬
‫نسبيا (الشكل ‪)6.4‬؛ في حالة التضاريس‪ ،‬تبرز القواطع النارية عادة فوق الصخور المكتنفة‪ ،‬وتظهر‬
‫كجدران ‪ ،‬ولكنها قد تشكل أيضا خنادقا من حين آلخر‪.‬‬
‫‪Acidic‬‬ ‫‪ 4.2.4‬الصخور الحامضية السطحية (الريواليت‪ ،‬حجر الخفاف واألوبسيدين)‬
‫)‪extrusive rocks (rhyolite, pumice and obsidian‬‬
‫تكون معرضة بدرجة كبيرة للتجوية‪ ،‬مما يعني طمس المعالم واالشكال األرضية المميزة في التدفقات‬
‫األقدم‪ .‬والحمم الحامضية تكون لزجة وبالتالي تمتلك تضاريس خشنة وسطح بارز غير منتظم؛‬
‫وتترافق معها االشكال البركانية‪ .‬يكون التصريف غائب أو رديء جدا بسبب المسامية العالية في‬
‫التدفقات الحديثة؛ وتعرض الالفا األقدم كثافة أعلى للتصريف وتصريف شجيري؛ ويرتبط التصريف‬
‫الشعاعي بالتراكيب البركانية‪ .‬التطبق يكون غائب‪ .‬والتمفصل يكون متطور بشكل ضعيف في بعض‬
‫تدفقات الحمم‪ .‬قد يكون غطاء التربة سميكا في التدفقات القديمة‪ .‬الغطاء النباتي يكون متناثر في‬
‫حالة التدفقات األحدث؛ تدعم التدفقات األقدم في كثير من األحيان غطاء نباتي جيد‪ .‬ومن حيث‬
‫خصائصها الطيفية‪ ،‬فهي عموما تكون ذات لون قاتح على صور النطاق المرئي والقريبة من االشعة‬
‫تحت الحمراء واالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة؛ وقد يكون للتجوية وغطاء التربة والغطاء النباتي‬
‫تأثير كبير؛ قد تكون "األشرطة الصلصالية" ‘‪( ’clay bands‬طبقة طينية ذات لون فاتح في حجر‬
‫حديد طيني) في االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬موجودة في حالة التدفقات المتغيرة‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 6.4‬قواطع نارية تسبب سد للمجاري المائية السطحية؛ ‪ b‬تفسير الخارطة‪ a( .‬مركب الوان زائفة من راسم‬
‫الخرائط الموضوعي من الندسات لجزء من وسط الهند ‪ ،‬مطبوع باألبيض واألسود)‬
‫‪ 5.2.4‬البازلت ‪Basalt‬‬
‫تكون صخور البازلت شديدة التعرض للتجوية؛ ويصعب تحديد األشكال األرضية األصلية بعد‬
‫التجوية‪ .‬تمتلك الحمم البازلتية لزوجة منخفضة وعادة ما تكون من النوع الحبلي؛ ووجود تراكيب‬
‫تدفقية؛ مع تضاريس خشنة ومسطحة‪ .‬وهي في األساس سوداء ومائعة جدا‪ ،‬وبالتالي فإنها تتدفق‬
‫خالل المناسيب التضاريسية المنخفضة (الشكل ‪ .)7.4‬فهي تتدفق من فوهات بركانية ضخمة‬
‫واعناق بركانية وتشكل براكين درعية واسعة ذات انحدار معتدل بدال من مخاريط مركبة حادة‬
‫االنحدار‪ .‬في كثير من األحيان يتم الحفاظ على إلتواءات نهرية كقمم تضاريسية بسبب تدفقات‬
‫بازلت تملء قناة المجرى المائي‪ .‬وفي مناطق أخرى‪ ،‬تشكل فيضانات البازلت طبقات داكنة مقاومة‬

‫‪- 140 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تغطي مئات الكيلومترات المربعة‪ .‬ويمكن تحديد العمر النسبي للتدفقات من خالل اإلشارة إلى كثافة‬
‫النباتات التي تنمو عليها‪ :‬عدم وجود غطاء نباتي يشير إلى عمر حديث نسبيا ( بضع عشرات إلى‬
‫مئات السنين)؛ يشير الغطاء النباتي الكثيف إلى عمر أقدم نتيجة للتجوية‪ .‬وترافق معظم التضاريس‬
‫البركانية ترب مائلة إلى اللون األحمر تتشكل نتيجة للتجوية السريعة للمعادن الحديدية‪ .‬التصريف قد‬
‫يكون غائبا تقريبا في المراحل األولية بسبب النفاذية العالية؛ ويتطور تصريف دقيق شجيري على‬
‫بازلت الهضبة المتجوية بسبب النفاذية المنخفضة؛ قد يكون التصريف الشعاعي والحلقي مرتبطا‬
‫بالمخاريط البركانية‪ .‬التطبق يكون غائب؛ وقد تشبه التدفقات المتتالية المتداخلة مع رواسب غير‬
‫غالبا ما يتواجد تمفصل عمودي نموذجي‪.‬‬
‫ﹰ‬ ‫بركانية تطبقا خشنا يظهر على وجوه الجروف الحادة‪.‬‬
‫تتطور ترب مونتموريلونايتية داكنة اللون نتيجة للتجوية‪ .‬خصائصها الطيفية تكون داكنة في النطاق‬
‫المرئي ‪ ، VIS‬خاصة في الطرف األزرق ؛ ودرجات لونية متوسطة في نطاقات االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة – االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ NIR-SWIR‬؛ ومظهر منقط بسبب التباين‬
‫في الرطوبة؛ ونطاقات امتصاص للمعادن المافية ‪ mafic‬في مدى االشعة تحت الحمراء الح اررية‬
‫‪ TIR‬؛ التربة تكون داكنة جدا في النطاق المرئي – االشعة تحت الحمراء القريبة ‪VIS-NIR‬‬
‫وتعرض نطاقات الطين في نطاق االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪.SWIR‬‬

‫شكل ‪ 7.4‬صورة باللون الحقيقي لتدفقات بازلت عند فوهة بركانية بالقرب من جبل غراي‪ ،‬أريزونا‪ .‬صخور البازلت‬
‫االحدث عم ار تكون داكنة أكثر ألنها تمتلك الغطاء النباتي والتجوية األقل‪ .‬بعض التدفقات تنشأ عند مخاريط جمر‪،‬‬
‫واآلخرى عند صدوع‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يوضح الشكل ‪ a 8.4‬صورة ‪ AIRSAR‬لبركان كيلوا ‪ ، Kilauea‬هاواي‪ .‬يمكن التمييز بين‬


‫تدفقات الحمم البازلتية ذات األعمار المختلفة والتي لها اختالفات في خصائص السطح‪ .‬الشكل ‪8.4‬‬
‫‪ b‬هو صورة أخرى تُظهر العديد من المعالم البركانية وتدفقات الحمم البركانية في جزء من جبال‬
‫األنديز‪.‬‬

‫شكل ‪ 8.4‬تدفقات بركانية؛ ‪ a‬صورة ‪ AIRSAR‬تُظهر بركان كيلوا‪ ،‬هاواي؛ يمكن رؤية الكالدي ار الرئيسية على الجانب األيمن‬
‫من الصورة؛ وتظهر تدفقات الحمم البركانية من مختلف األعمار اختالفات في التبعثر المرتد بسبب التباين في خشونة السطح‬
‫(الصورة متعددة النطاقات مع تشفير اللون‪ R = P-band HV :‬؛ ‪ ( )B = C-band HV ،G = L-band HV‬من‬
‫‪)NASA / JPL‬؛ ‪ b‬صورة مركب لون كاذب ‪ FCC‬من أستر ‪ ASTER‬لجزء من جبال األنديز‪ .‬يسيطر على المشهد معقد‬
‫حمم ‪( Pampa Luxsar‬الجزء العلوي األيمن من المشهد)‪ .‬تتوزع تدفقات الحمم البركانية حول بقايا المخاريط الكبيرة المجزأة‪.‬‬
‫على الحافة اليسرى الوسطى تظهر البراكين المتطبقة ‪ Olca‬و ‪ Paruma‬باللون األزرق بسبب االفتقار إلى الغطاء النباتي‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.4‬الصخور المتحولة ‪Metamorphic Rocks‬‬


‫يتم التعرف على الصخور المتحولة من خالل طي غير متناسق ‪ ،‬انسيابي ‪ ptygmatic‬أو‬
‫تدفق تعرجي أو من خالل تخططات متغلغلة متوازية ( تورق أو إنفصام)‪ .‬وحدات الصخور المتحولة‬
‫تكون متبلورة وبالتالي مقاومة عموما للتعرية‪ .‬وعلى النقيض من الوحدات الجوفية االندساسية‪ ،‬فإنها‬
‫تميل إلى أن تكون غير متجانسة‪ ،‬وبالتالي ال يكون لها نسيج سطحي منتظم‪ ،‬أو لون‪ ،‬أو خصائص‬
‫تعروية (الشكل ‪ .)9.4‬ويمكن الكشف عن هذه الصخور من خالل نسيج متغلغل متراصف بمقياس‬
‫ناعم وغالبا ما يكون مقوس‪ .‬وقد تكون أقسى أو أكثر ليونة من التضاريس المحيطة‪ ،‬اعتمادا على‬
‫تركيب ومستوى التحول‪.‬‬

‫شكل ‪ 9.4‬صورة باللون الحقيقي لمكاشف متحولة قرب شبوة‪ ،‬اليمن‪ .‬الحظ التطبق‪ ،‬والتصدع والطي المعقد‪.‬‬
‫ليس من الممكن دائما التمييز بين تحزم في صخور متحولة (بسبب تغيرات تركيبية أو انفصام)‬
‫وتطبق رسوبي ما لم يكن هناك تورق يمكن التعرف عليه أو طي متحول معقد‪ .‬كما يمكن الخلط بين‬
‫التورق وبين انجراف جليدي أو تحززات في تضاريس شمالية أو كانت جليدية سابقا‪ .‬وقد ال يمكن‬
‫تمييز صخور متحولة واطئة الدرجة عن صخور رسوبية‪ ،‬في حين أن التضاريس ذات درجة التحول‬
‫العالية قد تبدو متطابقة تقريبا مع المناظر الطبيعية النارية الجوفية‪ .‬تتميز الصخور المتحولة بالتورق‬
‫وبعض التطبق‪ .‬في ظروف شبه جافة‪ ،‬تتحكم الكسور في التصريف والغطاء النباتي‪.‬‬
‫‪- 143 -‬‬
‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.3.4‬الكوارتزايت ‪Quartzite‬‬
‫هي صخرة عالية المقاومة سواء في المناخات الرطبة أو الجافة‪ .‬وتشكل صخور الكوارتزايت‬
‫أشكال أرضية كالتالل‪ ،‬والحيود والجروف والمعالم البارزة تضاريسيا‪ .‬وهو ذو كثافة تصريفية‬
‫منخفضة إلى متوسطة بسبب المنحدرات الحادة‪ ،‬على الرغم من أن النفاذية منخفضة للغاية؛ تتشكل‬
‫عليه أنماط تصريف زاوية ومستطيلة متكررة؛ ونمط متشابك في تتابعات مقحمة‪ .‬تكون صخور‬
‫الكوارتزايت كتلية وتفتقر الى التورق‪ .‬ويكون التمفصل متطور بشكل بارز جدا‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األحيان من ثالث إلى أربع مجموعات‪ .‬تمتلك صخور الكوارتزايت الكتلية غطاء تربة ضئيل؛‬
‫وتتجوى صخور الكوارتزايت غير النقية لتعطي غطاء تربة جيد‪ .‬وتكون صخور الكوارتزايت النقية‬
‫الكتلية خالية من الغطاء النباتي‪ ،‬في حين تدعم صخور الكوارتزايت غير النقية المتجوية غطاء‬
‫نباتي جيد‪ .‬بالنسبة للخصائص الطيفية لصخور الكوارتزايت تكون عموما ذات تدرج لوني فاتح على‬
‫الصور المرئية \ تحت الحمراء القريبة \ تحت الحمراء قصيرة الموجة؛ ونطاقات منخفضة االنبعاث‬
‫تكون بارزة عند حوالي ‪ 9‬مايكرون في المنطقة تحت الحمراء الح اررية بسبب الكوارتز ‪ /‬الفلسبار؛ قد‬
‫أحيانا قد يشبه الرخام‬
‫ﹰ‬ ‫يؤثر الليمونايت والطين والغطاء النباتي بشكل كبير على االستجابة الطيفية‪.‬‬
‫جدا وله نطاقات امتصاص في المنطقة‬
‫في المناطق القاحلة؛ ومع ذلك‪ ،‬يعتبر الرخام صخرة مشوهة ﹰ‬
‫تحت الحمراء قصيرة الموجة؛ قد يشبه الحجر الرملي أيضا‪ ،‬لكن الحجر الرملي يقع في األماكن‬
‫الرسوبية‪.‬‬
‫‪ 2.3.4‬الرخام ‪Marble‬‬
‫في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪ ،‬يعتبر الرخام مقاوما تماما للتجوية؛ وفي المناخات الرطبة‬
‫الدافئة‪ ،‬قد يكون عرضة لنشاط اإلذابة‪ .‬يشكل الرخام حيود وتالل في المناطق القاحلة؛ وقد يظهر‬
‫معالم كارست في المناخات الرطبة‪ ،‬وغالبا ما تظهر صخور الرخام أسطحا مستديرة ناعمة‪ .‬كثافة‬
‫التصريف للرخام تكون رديئة عموما‪ .‬قد تشير األنطقة المتداخلة من األمفيبواليت والصخور‬
‫الشستوزية إلى اتجاه التورق؛ قد يظهر الرخام نمط مشوه ومطوي للغاية بسبب التشوه اللدن‪ .‬في كثير‬
‫متغير‬
‫ا‬ ‫من االحيان يكون تمفصل الرخام جيدا‪ .‬وقد يتواجد غطاء تربة رقيق‪ .‬يكون الغطاء النباتي‬
‫اعتمادا على التركيب‪ ،‬والتجوية وغطاء التربة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬تكون صخور الرخام ذات تدرج لوني‬
‫فاتح على الصور المرئية وتحت الحمراء القريبة وتحت الحمراء قصيرة الموجة؛ ويؤدي االختالف في‬

‫‪- 144 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫محتوى الرطوبة إلى التبقع؛ ويظهر نطاق امتصاص في المنطقة تحت الحمراء قصيرة الموجة‬
‫(‪ 2.35‬مايكرون)‪.‬‬
‫‪ 3.3.4‬الشست والفاياليت ‪Schist and phyllite‬‬
‫عموما هي صخور ضعيفة‪ .‬تشكل الوديان والمنحدرات السفلى للتالل؛ تطور أشكال مستديرة‬
‫في المناخات الرطبة ومنحدرات شديدة االنحدار نسبيا في المناخات القاحلة‪ .‬هذه الصخور ذات‬
‫تصريف شجيري متطور في كثير من األحيان؛ لها كثافة تصريف عالية؛ أحيانا يمكن السيطرة على‬
‫التصريف عن طريق التورق‪ .‬يكون التورق متطور بشدة ولكن قد يكون منحجب تحت غطاء التربة‪.‬‬
‫وعموما تكون جيدة التمفصل والتكسر‪ .‬غالبا ما يكون غطاء التربة سميك‪ .‬يدعم كل من الشست‬
‫والفاياليت غطاء نباتي جيد إلى حد ما في المناخات الرطبة‪ ،‬بينما في المناطق القاحلة قد تكون‬
‫النباتات متناثرة؛ وهذه الصخور مناسبة للزراعة‪ .‬خصائصها الطيفية تكون ذات تدرجات لونية خفيفة‬
‫الكلوريت واألمفيبول قد تنتج تدرجات لونية‬
‫إلى معتدلة؛ المعادن الغنية بالحديد مثل البايوتايت و ا‬
‫متوسطة؛ تحدث نطاقات امتصاص بارزة في المنطقة تحت الحمراء قصيرة الموجة (‪2.4 – 2.1‬‬
‫مايكرون)‪ .‬تشبه صخور الشست والفايالت صخور النيس‪ ،‬التي تكون إلى حد ما أقل تورقا وخشنة‬
‫الطبقات؛ قد تشبه عوامل التجوية واألشكال األرضية والخصائص الطيفية تلك العوامل واالشكال‬
‫والخصائص لصخور الطفل التي تحدث في البيئات الرسوبية‪.‬‬
‫‪ 4.3.4‬اإلردواز ‪Slate‬‬
‫تتشابه صخور اإلردواز مع صخور الشست والفاياليت في خصائص الصورة‪ ،‬إال أنها تكون‬
‫مظلمة جدا في المنطقة المرئية ومنفصمة ومتورقة بشدة‪.‬‬
‫‪ 5.3.4‬النيس ‪Gneiss‬‬
‫يمتلك مقاومة أكبر للتجوية مقارنة بصخور الشست والفاياليت‪ ،‬ومقاومة أقل من صخور‬
‫تزيت‪ .‬عموما تشكل صخور النيس تضاريس منخفضة متموجة؛ وأسطح ملساء مدورة‪ .‬كثافة‬
‫الكوار ا‬
‫التصريف لصخور النيس تكون عالية؛ وتكون ذات أنماط تصريف شبه متوازية؛ شبه شجرية‬
‫ومستطيلة‪ .‬وهي عادة ما تتداخل مع طبقات صخارية أخرى مثل صخور الشست المايكية‪،‬‬
‫تزيت؛ وهذا يؤدي إلى تطوير نمط مخطط على الصور الفوتوغرافية والصور‪.‬‬
‫األمفيبواليت والكوار ا‬
‫وهي جيدة التمفصل‪ .‬وغطاء تربتها متغير جدا‪ ،‬وذات غطاء نباتي جيد عموما‪ .‬خصائصها الطيفية‬

‫‪- 145 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫متغيرة بدرجة كبيرة‪ ،‬حسب التركيب المعدني‪ ،‬حيثما يتكون الصخر من طبقات من الكوارتز ‪+‬‬
‫كلوريت؛ يكون النطاق الطيفي (النطاقات الداكنة والفاتحة) بارز‬
‫ا‬ ‫الفلسبار والمايكا ‪ +‬األمفيبول ‪+‬‬
‫بشكل عام‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬قد تبدو صخور النيس مماثلة للصخور الجوفية الحامضية‪ ،‬ويمكن‬
‫تمييزها عن األخيرة على أساس التورق‪ ،‬والنمط الشريطي والوضعية التحولية؛ قد تظهر أيضا مشابهة‬
‫لصخور الشيست والفاياليت‪ ،‬والتي يمكن تمييزها على أساس التورق الخشن والتدرج الصخاري ‪/‬‬
‫التدرج اللوني الباهت‪.‬‬
‫‪ 4.4‬الصخور الرسوبية ‪Sedimentary Rocks‬‬
‫إن المعلم األكثر وضوحا في الصخور الرسوبية هو التطبق الترسيبي‪ .‬وتتميز الصخور‬
‫الرسوبية بتناوب طبقات ضعيفة ومقاومة من سمك ولون متفاوتين‪ .‬يعتمد التعرف على التطبق على‬
‫التغايرات في الحجم الحبيبي‪ ،‬واللون‪ ،‬ومقاومة التعرية‪ ،‬والتركيب المعدني‪ ،‬والتي تتأثر بدورها ببيئة‬
‫التجوية والتعرية والغطاء النباتي‪.‬‬
‫تتميز طبقات التجمعات المعدنية المختلفة بسمات مادية مختلفة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ظهور معالم‬
‫خطية منتظمة وغالبا ما تكون بارزة على الصور‪.‬‬
‫تتميز الصخور الرسوبية بتطبق تركيبي (شكل ‪ .)10.4‬تتميز طبقات التجمعات المعدنية‬
‫المختلفة بسمات فيزيائية مختلفة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ظهور معالم خطية منتظمة وغالبا ما تكون بارزة‬
‫على الصور‪ .‬قد ينشأ التحزم على صور االستشعار عن ُبعد نتيجة لما يلي‪ )1( :‬نطاقات تركيبية‬
‫معدنية مختلفة لها خصائص طيفية مختلفة؛ (‪ )2‬االختالفات في القابلية للتآكل والتجوية ألحزمة‬
‫مختلفة‪ ،‬مما يؤدي إلى تآكل متباين بين الصخور الصلبة والرخوة‪ ،‬أي الطبقات القوية تبرز في‬
‫التضاريس فوق الطبقات غير القوية؛ (‪ )3‬محتوى رطوبة مختلف‪ ،‬حسب التركيب المعدني؛ و (‪)4‬‬
‫التطبق الصخاري المرتبط بتحزم الغطاء النباتي‪.‬‬
‫في كثير من األحيان‪ ،‬كل المعالم المذكورة أعاله تؤدي مجتمعة إلى التحزم على الصور‬
‫الفوتوغرافية والصور‪ .‬المعالم الخطية الناتجة تكون طويلة ومتساوية التباعد‪ ،‬وقليلة العدد (بالمقارنة‬
‫مع تلك الناتجة عن التورق في الصخور المتحولة) ‪ ،‬وتشكل تالل ووديان مستمرة نوعا ما‪ .‬هذا النوع‬
‫من التحزم هو الميزة األكثر تشخيصا للتضاريس الرسوبية‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.4‬تطبق رسوبي منتظم نموذجي (صورة ‪ SAR‬نطاق ‪ x‬لمنطقة في الب ارزيل)‬
‫‪ 1.4.4‬االحجار الرملية ‪Sandstones‬‬
‫الحجارة الرملية‪ ،‬التي تتكون بشكل كبير من كوارتز‪ ،‬فلدسبار‪ ،‬وشظايا حجرية‪ ،‬تميل إلى‬
‫تشكيل تالل مقاومة (الشكل ‪ .)11.4‬هذا‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬يعتمد على درجة اللصق ونوع المادة‬
‫الالصقة‪ .‬في معظم البيئات‪ ،‬تكون المادة الالصقة المؤلفة من سيليكا أكثر مقاومة من المادة‬
‫الالصقة المؤلفة من كالسايت أو أكسيد الحديد‪ ،‬وكالهما أكثر مقاومة من المادة الالصقة المؤلفة من‬
‫طين أو جبسم‪ .‬وتسبب المسامية العالية نسبيا المتصاحبة مع الحجر الرملي ارتفاع معدالت التسرب‬
‫وانخفاض الجريان السطحي للهطول المطري وتؤدي إلى تصاريف متباعدة على نطاق واسع‪ .‬كما أن‬
‫التسرب العالي يعزز الغطاء النباتي مثل أشجار الصنوبر ذات انظمة الجذور العميقة‪ :‬فكل مقاطعة‬
‫في غرب الواليات المتحدة شبه القاحلة تبدو وكأنها تمتلك "سلسلة تالل من الصنوبر" والذي عادة ما‬
‫يكون مكشف من الحجر الرملي تحيط به الوديان العشبية والطفل‪ .‬تظهر االحجار الرملية تكسر‬
‫بشكل بارز ألنها تميل إلى أن تكون مقاومة وهشة‪ ،‬والكسور تتجوى بسهولة أكبر‪ .‬وعادة ما تكون‬
‫األخاديد على شكل ‪ V‬في المقطع العرضي‪ ،‬وتصبح على شكل حرف ‪ U‬قليال في التربة ذات‬
‫النسبة االعلى من الغرين‪ .‬المدملكات ونواتج تعريتها‪ ،‬التي تخلف الحصى‪ ،‬تميل أيضا إلى أن تكون‬
‫مقاومة جدا للتعرية‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يمكن ان تكون االحجار الرملية نحيفة التطبق‪ ،‬متداخلة مع صخور الطفل أو صخور‬
‫كربوناتية‪ ،‬أو تكون كتلية‪ .‬في التصوير عالي الدقة‪ ،‬قد يكون من الممكن تمييز تطبق متقاطع‪،‬‬
‫وخاصة في األحجار الرملية الكتلية‪ .‬االحجار الرملية هي عموما أكثر مقاومة للتعرية في البيئات‬
‫القاحلة وبيئات القطب الشمالي‪ .‬أما في المناخات الرطبة والمدارية‪ ،‬فإنها تشكل مكاشف صخرية‬
‫مستديرة أكثر‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.4‬يشكل الحجر الرملي المقاوم من عمر الكريتاسي هضبة بارزة شرق غرب إلى الجنوب من دورانغوا‪،‬‬
‫كولورادو (السهم)‪ .‬منظر مائل باتجاه الشرق – الشمال الشرقي‬
‫فيما يتعلق بالخصائص الطيفية للحجر الرملي في صور الطيف المرئي واالشعة تحت الحمراء‬
‫القريبة واالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ ،VIS-NIR-SWIR‬تكون المنحدرات العارية من‬
‫الحجر الرملي النقي ذات لون فاتح ؛ في نطاق االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ ، TIR‬يبدو غالبا‬
‫أكثر برودة (لون داكن) بسبب انخفاض االبتعاثية والموقع الطبوغرافي العالي؛ االنبعاثية الطيفية‬
‫تكون منخفضة عند ‪ 9‬ميكرون تقريباﹰ؛ قد تكون االستجابة الطيفية الكلية على الصخر شديدة التباين‪،‬‬
‫اعتمادا على وجود معادن أخرى (مثل ليمونايت‪ ،‬كربونات واألطيان)‪ ،‬التجوية‪ ،‬غطاء التربة‪ ،‬الغطاء‬
‫النباتي واالتجاه‪ .‬قد يبدو الحجر الرملي مشابها للحجر الجيري في التضاريس القاحلة‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كان ضخم‪ ،‬على بيانات االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬؛ ومع ذلك‪ ،‬فإن الحجر الجيري‬
‫لديه نطاق امتصاص واسع في االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة (‪ 2.35‬مايكرون)‪.‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.4.4‬صخور الطفل ‪Shales‬‬


‫صخر الطفل‪ ،‬وهو من الصخور الرسوبية األكثر شيوعا‪ ،‬يمكن أن يتكون إما من حبيبات بحجم‬
‫الطين (<‪ 3.90625‬مايكرون أو <‪ 0.00015‬إنج) أو من معادن طينية‪ .‬الحجم الحبيبي الصغير‬
‫والتركيب المعدني يجعلها من السهل أن تتعرى‪ ،‬والمناظر الطبيعية الناتجة هي إما أراضي وعرة جدا‬
‫في مناخ جاف أو وديان متموجة منبسطة إلى قليلة االنحدار وهضاب مدورة في مناخ رطب‪ .‬التطبق‬
‫النحيف الذي قد يكون موجودا على فترات كبيرة يسهم أيضا في تسهيل التعرية‪ .‬يتباعد التصريف‬
‫ألن الترشيح يكون منخفض والجريان السطحي مرتفع (الشكل ‪ .)12.4‬الفواصل ليست متطورة جيدا‬
‫ألن الوحدات تميل إلى أن تكون مطيلة (مطاوعة)‪ .‬تمتد األخاديد من شكل ‪ U‬في مقطع عرضي‬
‫إلى مستديرة بلطف مع زيادة الطين في التربة‪ .‬يمكن أن تكون المكاشف متناثرة‪ .‬التحزم هو نتيجة‬
‫طبقات ملونة مختلفة أكثر من مقاومة متفاوتة للتعرية‪.‬‬
‫تتعرض صخور الطفل بشكل كبير إلى اإلنهيارات األرضية‪ ،‬الهطول‪ ،‬والزحف اسفل المنحدر‪،‬‬
‫خاصة عندما تحتوي على معادن الطين المتمددة كالمونتموريلونايت‪ ،‬السمكتايت‪ ،‬البنتونايت‬
‫واإلاليت‪ .‬منحدرات بحدود ‪ 1‬إلى ‪ 2‬درجة في أنطقة غنية بالطفل قد عرفت باالنهيار عندما تغمرها‬
‫المياه‪.‬‬

‫شكل ‪ 12.4‬تتطور أراضي وعرة في صخر طفلي وتشكيل تضاريس شديدة التجزء في مناخات قاحلة‪ .‬الحظ‬
‫التصريف المتباعد بانتظام في األراضي الوعرة في شمال داكوتا‪.‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بالنسبة للخصائص الطيفية للطفل في صور الطيف المرئي وتحت الحمراء القريبة وتحت‬
‫الحمراء قصيرة الموجة‪ ،‬تظهر الصخور العارية الجافة ذات لون فاتح‪ ،‬إال في منطقة ‪2.4–2.1‬‬
‫مايكرون‪ ،‬حيث تكون مظلمة بسبب نطاق االمتصاص؛ تكون الصخور الرطبة ذات لون غامق في‬
‫صور االنعكاس الشمسي؛ في صور تحت الحمراء الح اررية ‪ ، TIR‬يظهر الطفل عموما ذو لون‬
‫فاتح (أكثر دفئا)‪ ،‬على الرغم من أن الدرجة اللونية قد تكون شديدة التغير بسبب المتغيرات األخرى‬
‫والغطاء السطحي‪.‬‬
‫‪ 3.4.4‬الصخور الكاربونايتية ‪Carbonates‬‬
‫الصخور الكربوناتية تكون متبلورة‪ ،‬والتركيب البلوري المتشابك يساعدها على مقاومة التجوية‬
‫الفيزيائية‪ .‬في مناخات قاحلة ومناخات قطبية شمالية‪ ،‬حيث تهيمن التجوية الفيزيائية‪ ،‬تشكل‬
‫منكشفات صخرية تتكسر بسهولة بواسطة العمليات التكتونية أو التجميد والذوبان‪ .‬في مناخات رطبة‪،‬‬
‫فإنها مع ذلك تكون مقاومة‪ ،‬ولكن يكون شكلها مستدير أكثر‪ .‬تتجوى الصخور الكاربونايتية عادة الى‬
‫صخور ملونة فاتحة‪ ،‬على الرغم من أنها يمكن تكون غامقة جدا‪ .‬المعلم المميز لصخور الكربونايت‬
‫في جميع المناخات هي الكارست أو البالوعة الناجم عن ذوبان الصخور عن طريق المطر قليل‬
‫الحامضية والمياه السطحية‪ .‬وتشكل معالم الذوبان هذه تضاريس منقطة ومثقبة (الشكالن ‪ 13.4‬و‬
‫‪ ،)14.4‬وفي نهاية المطاف تالل في مناخات رطبة‪ .‬تعتبر أنماط التصريف "مشوشة" نتيجة لمجاري‬
‫مياه تنتهي فجأة في بالوعات‪ .‬قد ال يكون هناك نمط تصريف يمكن التعرف عليه‪ ،‬ألن جميع‬
‫التساقط يتسرب من خالل الفواصل‪ .‬تمتلك الصخور الكاربونايتية المتموضعة بشكل منبسط وغير‬
‫المخلخلة أنماط فواصل معينية الشكل إلى متعامدة في جميع المقاييس‪ .‬في مناطق قاحلة‪ ،‬تطور‬
‫الصخور الكربوناتية تربة قليلة‪ ،‬وتتشكل وديان ذات جوانب شديدة االنحدار‪ ،‬يتركز الغطاء النباتي‬
‫في بالوعات حيث تتراكم الرطوبة وتتطور بعض الترب (الشكل ‪ .)15.4‬في المناطق الرطبة‪ ،‬يمكن‬
‫أن يكون الغطاء النباتي كثيفا‪ .‬وغالبا ما يشكل الطين المتبقي المتصاحب مع الصخور الكربوناتية‬
‫في مناطق رطبة "تي ار روزا" ”‪ “terra rosa‬أو تربة حمراء‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالخصائص الطيفية للصخور الكاربونايتية في صور الطيف المرئي وتحت الحمراء‬
‫القريبة وتحت الحمراء قصيرة الموجة‪ ،‬تظهر المنحدرات العارية من الحجر الجيري بشكل عام فاتحة‬
‫اللون (باستثناء األطوال الموجية تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬األطول‪ ،‬حيث قد تكون داكنة‬

‫‪- 150 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بسبب نطاق امتصاص الكربونات عند ‪ 2.35‬مايكرومتر)؛ في كثير من األحيان‪ ،‬تكون مبرقشة‬
‫بسبب التباين في محتوى الرطوبة؛ تظهر ‪ terra-rosa‬كشرائط داكنة على طول المفاصل أو كبقع‪،‬‬
‫وقد تظهر نطاقات امتصاص ‪ Fe-O‬في منطقة األشعة فوق البنفسجية الزرقاء؛ قد تظهر صور‬
‫‪ SAR‬خشونة السطح ‪ ،‬وتغيرات طبوغرافية (االنهيار واالنخساف وما إلى ذلك)؛ يمكن تمييز الحجر‬
‫الجيري عن الدولومايت على صور تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬بسبب االختالفات في القصور‬
‫الذاتي الحراري (الشكل ‪.)16.4‬‬

‫شكل ‪ 13.4‬تعد تضاريس الكارست والتصريف المشوش نموذجا من تضاريس الكربونات‪ .‬هذه الصورة باللون الحقيقي‬
‫ألرض كارست استوائية منخفضة التضاريس بالقرب من كونجي‪ ،‬المكسيك تظهر تضاريس منبسطة مع سينوتي‬
‫(ارتباطات سطحية بأجسام مائية تحت أرضية) )‪ (cenote‬عرضية (بالوعة)‪ .‬ال يوجد نمط تصريف جاري‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.4‬يمكن التعرف على مرتفعات كاربونايت كارستية من خالل نتوء أو نسيج مثقب في هذه المنطقة المرتفعة‬
‫المطوية في تشياباس‪ ،‬غواتيماال‬

‫‪- 151 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 15.4‬األحجار الجيرية في تكوين السد االعلى من عمر المايوسين في شبه الجزيرة هذه في غرب قطر تشكل‬
‫كارستات خطية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي التي يبدو أنها التحمت على طول مناطق الصدع المحتملة‪.‬‬
‫هذه الكارستات الخطية تشكل سطح "طيات مقعرة" مع طبقات تميل إلى الداخل‪ ،‬ويبدو أنها أفتح من الخلفية عندما‬
‫ملئت بالرمال‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.4‬التمييز بين الحجر الجيري والدولوميت‪ a .‬صورة جوية لمنطقة في أوكالهوما‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ؛ تتكون أنواع الصخور من الحجر الجيري (‪ ، )L‬والدولوميت (‪ ، )D‬والغرانيت (‪ )G‬؛ تظهر هذه الصخور‬
‫متشابهة في الدرجة اللونية في االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬وتظهر اختالفات نسيجية محدودة‪ b .‬صورة‬
‫األشعة تحت الحمراء الح اررية (قبل الفجر) ؛ التمييز بين هذه الصخور ممكن على صورة االشعة تحت الحمراء‬
‫الح اررية ‪ TIR‬؛ الدولومايت لديه قصور حراري أعلى من الحجر الجيري والغرانيت ‪ ،‬وبالتالي فهو أكثر إشراقا (أكثر‬
‫دفئا) من الصخرين اآلخرين ؛ الغرانيت تبدو داكنة (باردة)‬

‫‪- 152 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.4.4‬المتبخرات ‪Evaporites‬‬
‫تتواجد المتبخرات مثل الهااليت والجبسم ‪ /‬أنهيدرايت على السطح في مناخات قاحلة ألنها قابلة‬
‫للذوبان في الماء‪ .‬وهي معروفة ألنها عموما ساطعة جدا‪ ،‬ويمكن أن يكون لونها أبيض تقريبا‪ .‬تتراكم‬
‫المتبخرات كرواسب حديثة أو قديمة في طبقات بحيرة جافة وبحار ضحلة متبخرة‪ .‬وهي تظهر‬
‫كطبقات متطبقة‪ ،‬قباب ملحية اختراقية‪ ،‬وناد ار ككثبان رملية (على سبيل المثال‪ ،‬االرمال البيضاء‪،‬‬
‫نيو مكسيكو)‪ .‬أما الرواسب تحت السطحية فهي ذات أهمية أكبر ألنها تعمل كأختام وطيات‬
‫انفصالية‪ ،‬ويمكن أن تولد مصائد تركيبية لتراكم الهيدروكربونات‪.‬‬
‫يتم التعرف على المتبخرات تحت األرض من خالل األشكال األرضية التي تولدها‪ .‬يمكن أن‬
‫تؤدي اإلذابة على طول الصدوع إلى حدوث انهيار في الوحدات الصخرية العلوية (الشكل ‪.)15.4‬‬
‫يصبح الملح متحركا تحت ضغط ويميل إلى تشكيل قباب ملحية اختراقية (قباب متحدة المركز‬
‫تقريبا) أو طيات محدبة واال فطبقات مسطحة تقريبا (على سبيل المثال‪ ،‬خليج المكسيك والخليج‬
‫العربي)‪ .‬في أراضي مطوية‪ ،‬يمكن أن تسهل المتبخرات الطي التحدبي فوق صدوع قاعدية من خالل‬
‫تدفق مطاوع وانزالق مستوي تطبق (على سبيل المثال‪ ،‬حوض بارادوكس‪ ،‬يوتا)‪ .‬وهي موجودة في‬
‫اللب المتنقل للطيات االندفاعية‪ ،‬وتصل أحيانا إلى السطح في لب الطيات المتعرية أو ككتل جليدية‬
‫مالحة (على سبيل المثال‪ ،‬زاغروس في إيران‪ ،‬أو أطلس في الجزائر؛ الشكل ‪ .)17.4‬على طول‬
‫الجناح الجنوبي لسالسل جبال الملح في باكستان‪ ،‬ينكشف الملح من عمر الكامبري الذي يعمل‬
‫بمثابة بنية إنفصالية لالندفاع كنطاق خطي ساطع على طول الجبهة الجبلية‪ .‬في مناطق قد تم فيها‬
‫إذابة طبقات المتبخرات بواسطة مياه جوفية‪ ،‬يمكن أن ينشأ نمط فوضوي من تراكيب إنهيار مقعرة‬
‫غير منتظمة (على سبيل المثال‪ ،‬قطر‪ ،‬الشكل ‪ ،)18.4‬ومعالم انهيار مقعرة خطية طويلة على طول‬
‫أنطقة كسور (وادي بارادوكس‪ ،‬يوتا)‪ ،‬أو قباب ذات لباب منهار (أقترحت إحداها أصل لقبة أبهيفيل‪،‬‬
‫يوتا)‪.‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫التعرف على انواع الصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.4‬طيات محدبة لبابها ملحي وكتلها الجليدية المالحة في هذا الجزء القاحل من حزام طية زاجروس بالقرب‬
‫من جيراش بإيران‪ .‬وقد خرقت المتبخرات في لباب هاتين الطيتين السطح لتشكيل كتل جليدية ملحية (المناطق‬
‫المظلمة‪ ،‬وسط الصورة ووسط يمين الصورة)‪.‬‬

‫شكل ‪ 18.4‬انهيار فوضوي لتكوين السد األعلى من عمر المايوسين ويمكن رؤية الحجر الجيري حيث قد تم إذابة‬
‫جبسم تكوين السد األسفل بواسطة المياه الجوفية تحت سطح األرض بالقرب من سلوى‪ ،‬قطر‪.‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الخامس‬
‫الجيومورفولوجي‬
‫‪ 1.5‬تمهيد ‪preface‬‬
‫تتناول الجيومورفولوجيا دراسة األشكال‪ ،‬بما في ذلك وصفها ونشوئها‪ .‬يعرف الشكل األرضي‬
‫‪ Landform‬على أنه المنتج النهائي الناتج عن تفاعالت قوة السطح الطبيعية والصفات الصخرية‪.‬‬
‫يعتمد ذلك على ثالثة عوامل رئيسية‪( :‬أ) الوضع المناخي‪ ،‬بما في ذلك تباينه في الماضي‪( ،‬ب)‬
‫صخر األساس السفلي (نوع الصخور والبنية) و (ج) االمتداد الزمني (الشكل ‪ .)1.5‬أحد أكبر‬
‫تطبيقات بيانات االستشعار عن بعد كان في مجال الجيومورفولوجيا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ثالثة أسباب‪.‬‬

‫شكل‪ )1.5( :‬مخطط تصوري يوضح تأثير الخصائص الصخرية والعمليات السطحية على العناصر الجيوتكنيكية وعناصر‬
‫تفسير الصورة‬

‫تقدم نواتج بيانات االستشعار عن ُبعد (الصور الجوية وصور األقمار الصناعية) معلومات‬
‫مباشرة عن المناظر الطبيعية —المعالم السطحية لألرض‪ ،‬وبالتالي فإن إجراء التحريات‬
‫الجيومورفولوجية يكون سهل للغاية استنادا إلى هذه البيانات‪.‬‬
‫يمكن دراسة معالم الشكل األرضي بشكل أفضل على نطاق إقليمي باستخدام التغطية اإلجمالية‬
‫التي توفرها بيانات االستشعار عن ُبعد‪ ،‬وليس في الحقل‪.‬‬
‫تتيح القدرة المجسمة تقييم المنحدرات والتضاريس واألشكال؛ إن المبالغة العمودية في العرض‬
‫المجسم تبرز التفاصيل المورفولوجية‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .1‬الدقة المكانية ‪ .Spatial resolution‬تتضمن الجيومورفولوجيا دراسة عدد من المعامالت‪،‬‬


‫وهي‪ :‬أمتداد وتدرج المنحدرات؛ اختالفاتها وشكلها وحجمها ونمطها؛ ما إذا كانت المنحدرات قاحلة‬
‫مستقر أم غير مستقر؛‬
‫ا‬ ‫أو مغطاة بتربة أو غطاء نباتي؛ نوع المادة السطحية؛ ما إذا كان المنحدر‬
‫والعالقات المشتركة بين المنحدرات‪ .‬في حين يفضل دراسة األشكال األرضية المحلية على صور‬
‫فوتوغرافية مجسمة كبيرة المقياس إلى متوسطة المقياس‪ ،‬فإنه يكون من األفضل تقييم الوضع‬
‫اإلقليمي ألشكال األرض الممتدة فوق عدة كيلومترات وعالقاتها المتبادلة على صور فضائية ذات‬
‫دقة أردأ‪ .‬يشار أحيانا إلى دراسة األشكال األرضية على صور األقمار الصناعية باسم‬
‫الجيومورفولوجيا الضخمة ‪.mega-geomorphology‬‬
‫‪ .2‬الدقة الطيفية ‪ .Spectral resolution‬تم استخدام بيانات النطاق العريض لالشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬على نطاق واسع للتحريات الجيومورفولوجية‪ ،‬ألنها توفر دقة مكانية‬
‫أعلى وقادرة على إبراز االختالفات في التضاريس والغطاء النباتي والتربة والرطوبة والتصريف‪ .‬يبدو‬
‫أن اإلمكانات التطبيقية لبيانات األشعة تحت الحمراء الح اررية محدودة بسبب الدقة المكانية األردأ‪.‬‬
‫يمكن استخدام الرادار بشكل مفيد لجمع البيانات المتعلقة بالتضاريس الدقيقة‪ ،‬بما في ذلك خشونة‬
‫السطح والغطاء النباتي ورطوبة التربة والتصريف‪.‬‬
‫‪ .3‬الدقة الزمنية ‪ .Temporal resolution‬على الرغم من أن معالم سطح األرض هي مستقرة‪ ،‬إال‬
‫أن مظهرها وكشفها على صور االستشعار عن ُبعد تتأثر في الغالب بمعامالت السطح الزمنية‪ ،‬وهي‬
‫رطوبة التربة والغطاء النباتي والغطاء األرضي والتصريف (قنوات جافة ‪ /‬رطبة)‪ .‬لذلك‪ ،‬من المهم‬
‫تمييز مناسبا بين المعالم المهمة‪.‬‬
‫ا‬ ‫أن يتم الحصول على بيانات االستشعار عن بعد في وقت يوفر‬
‫في كثير من الحاالت‪ ،‬تكون األشكال األرضية مميزة لنوع معين من التضاريس‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫(‪ )1‬تشير تراكيب البالوعات واالنهيار إلى تضاريس حجر جيري‪ )2( ،‬االنهيارات األرضية‪ ،‬زحف‬
‫التربة‪ ،‬السقوط الصخري وما إلى ذلك تشير إلى انهيار كتلي ومنحدرات غير مستقرة‪)3( ،‬‬
‫المدرجات‪ ،‬السدود الطبيعية‪ ،‬المراوح‪ ،‬الحواجز الرملية والبحيرات الهاللية ‪ oxbow‬تشير إلى وجود‬
‫بيئة نهرية‪ )4( ،‬يشير الركام المثلجي والتلول المثلجية والوديان الواسعة على شكل حرف ‪ U‬إلى بيئة‬
‫جليدية‪ )5( ،‬الكثبان الرملية واللوس تحدد التضاريس الريحية‪ )6( ،‬الدلتا‪ ،‬حواجز اللسان البحري‪،‬‬
‫البحيرات والشواطئ وما إلى ذلك تشير إلى عمليات بحرية‪ )7( ،‬المخاريط البركانية‪ ،‬كالدي ار‬

‫‪- 156 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نظر لمالحظة أشكال األرض مباشرة على نواتج‬


‫ا‬ ‫والتدفقات البركانية تميز بيئة نارية‪ ،‬وهلم ج ار‪.‬‬
‫بيانات االستشعار عن ُبعد‪ ،‬فمن المهم أن يكون لمفسر الصور معرفة جيدة بالمبادئ والعمليات‬
‫الجيومورفولوجية‪.‬‬
‫فيما يلي وصف المعالم البارزة لمختلف األشكال األرضية على صور االستشعار عن بعد‪ ،‬تم‬
‫تنظيم الوصف باستخدام التصنيف المنشأي‪ .‬إن العديد من األشكال األرضية‪ ،‬أو باألحرى معظمها‪،‬‬
‫ناتجة عن عمليات متعددة‪ ،‬وبالتالي قد يبدو التصنيف المعمول هنا تعسفيا في بعض األماكن‪.‬‬
‫‪ 2.5‬أشكال أرضية تكتونية ‪Tectonic Landforms‬‬
‫يمكن تعريف األشكال األرضية التكتونية على أنها أشكال أرضية تركيبية ذات مدى إقليمي‬
‫(شكل ‪ .)2.5‬اعتبر دبليو‪ .‬م‪ .‬ديفيس في عام ‪ 1899‬أن التركيب والعمليات والوقت تكون أهم ثالثة‬
‫عوامل تشكل مورفولوجيا األرض‪ .‬من بين العناصر الثالثة‪ ،‬فإن التركيب‪ ،‬أي نمط التشوه ‪ ،‬لديه‬
‫سيطرة أعمق وهذه الفكرة أدت إلى مفهوم تكتونية االشكال ‪ .morphotectonics‬في جميع الحاالت‬
‫تقريبا‪ ،‬يكون لبنية الصخرة تأثير جوهري على األشكال األرضية بسبب التآكل التفاضلي االنتقائي‬
‫والتعرية على امتداد المناطق األضعف بنيويا‪.‬‬
‫‪ 3.5‬أشكال أرضية بركانية ‪Volcanic Landforms‬‬
‫إن األشكال األرضية البركانية هي بناءة في المقام األول‪ ،‬وهي ناتجة عن قذف الصهارة على‬
‫طول مراكز فجوات انبوبية أو كسور على سطح األرض‪ .‬تقتصر الثورات البركانية الجديدة من النوع‬
‫المركزي على حدود الصفائح‪ ،‬ويتركز معظمها على الحواف المتقاربة حول المحيط الهادئ‪ .‬وينتج‬
‫عنها أشكال أرضية مثل الجبال المخروطية (الشكل ‪ .)3.5‬تخلق االنفجارات من النوع الشقي‬
‫صفائح من التدفقات التي تشكل الهضاب (الشكل ‪ .)4.5‬كثي ار ما تتميز األسطح البازلتية المتجوية‬
‫بتربة القطن األسود وأنماط تصربف شجرية ومستطيلة عالية الكثافة (الشكل ‪ .)5.5‬إلى جانب ذلك‪،‬‬
‫قد يلتقط االستشعار عن بعد المداري المتكرر نشاط بركاني (انظر الشكلين ‪ 6.5‬و ‪.)7.5‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 2.5‬صورة األقمار الصناعية للجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا ‪ ،‬والتي تبين الصدع األلبي‪.‬‬

‫متر ‪ ،‬هو أعلى بركان في اليابان‬


‫شكل ‪ 3.5‬جبل فوجي‪ ،‬الذي يبلغ ارتفاعه ‪ 3776‬ا‬

‫‪- 158 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 4.5‬زوج مجسم بانوكروماتي ‪ MOMS-02P‬يظهر شكل هضبة بركانية في الصومال‬

‫شكل ‪ 5.5‬شكل أرضي تشكل بواسطة فيضان بازلت ‪ -‬هضبة ديكان‪ ،‬الهند‪ .‬الطبوغرافيا عبارة عن هضبة مسطحة‬
‫القمة‪ ،‬ذات لون داكن بشكل عام في نطاق االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ ، VNIR‬بسبب تربة القطن األسود‪.‬‬
‫الغطاء النباتي متناثر وتتميز التضاريس بتصريف شجيري عالي الكثافة يمتد برتابة على مساحات كبيرة (صورة‬
‫األشعة تحت الحمراء ‪).Landsat MSS4‬‬

‫‪- 159 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 6.5‬صورة لبركان ساريتشيف‪ ،‬في جزيرة ماتوا في جزر كوريل ‪ ،‬أندلع في ‪ 12‬يونيو ‪ ، 2009‬كما يتضح من‬
‫محطة الفضاء الدولية (‪ .)ISS‬تدور المحطة الفضائية الدولية حول األرض على ارتفاع يتراوح بين ‪ 347‬و ‪360‬‬
‫كم‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.5‬التقط القمر الصناعي "أكوا" التابع لناسا هذه الصورة في ‪ 6‬أكتوبر ‪ ، 2012‬والتي تظهر عمودا يخرج من‬
‫بركان شيفيلوتش الروسي وينجرف بعيدا في مهب الريح‪ ،‬خالل ساعتين فقط‪.‬‬

‫‪- 160 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.5‬أشكال أرضية نهرية ‪Fluvial Landforms‬‬


‫المياه الجارية هي واحدة من أبرز عوامل نحت االشكال األرضية‪ ،‬والتي تتضح آثارها في كل‬
‫مكان تقريبا‪ .‬تتم إزالة كميات هائلة من الرواسب أو المواد الصخرية‪ ،‬ويتم نقلها من مكان إلى آخر‬
‫وطرحها بواسطة األنهار‪ ،‬وبالتالي تعديل الشكل السطحي لألرض‪ .‬يضم المشهد الطبيعي النهري‬
‫وديان وطرق قنوات وشبكات تصريف‪.‬‬
‫نمط التصريف هو الترتيب المكاني للمجاري المائية‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬هو سمة من سمات‬
‫التضاريس‪ .‬تمتلك شبكات التصريف المختلفة انتظاما هندسيا ألنواع مختلفة‪ ،‬مما يكشف عن طبيعة‬
‫التضاريس الجيولوجية‪ ،‬ويساعد أيضا في فهم النظام النهري‪ .‬ويرد في (الجدول ‪ 1.5‬و الشكل ‪)8.5‬‬
‫األهمية الجيولوجية ألنماط تصريف مختلفة‪ .‬تم اعتبار ستة أنواع من أنماط التصريف كأنواع‬
‫أساسية‪ ،‬أي أن الخصائص اإلجمالية يمكن تمييزها بسهولة عن أنماط أساسية أخرى‪ ،‬وهي شجيري‪،‬‬
‫مستطيلي‪ ،‬موازي‪ ،‬عريشي‪ ،‬شعاعي وحلقي‪ .‬كما تم وصف عدد من األنماط األساسية المعدلة‪.‬‬
‫جدول ‪ 1.5‬أنماط التصريف الشائعة وأهميتها الجيولوجية‬
‫األهمية الجيولوجية‬ ‫الوصف‬ ‫النوع‬
‫تفرع غير منتظم من الجداول‪ ،‬بشكل مواد متجانسة وصخور متبلورة؛ طبقات‬ ‫شجيري‬
‫أفقية؛ إنحدار إقليمي لطيف‬ ‫عشوائي‪ ،‬تشبه شجرة‬ ‫‪Dendritic‬‬
‫سيطرة بنيوية ثانوية‬ ‫شجيري نمط ممدود قليال‬ ‫شبه‬
‫‪Subdendritic‬‬
‫مواد دقيقة الحبيبات مثل اللوس‬ ‫ريشي ‪ Pinnate‬نمط تصريف عالي الكثافة؛ يشبه الريشة‬
‫صخور حاوية على فواصل ‪ /‬متصدعة‪،‬‬ ‫جداول لها انطقة بزاوية قائمة‬ ‫مستطيلي‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬الحجر الرملي‪،‬‬ ‫‪Rectangular‬‬
‫الكوارتزيت الخ‬
‫الفواصل ‪ /‬الكسور في زوايا حادة مع‬ ‫تمفصل الجداول عند زوايا حادة‬ ‫زاوي‬
‫بعضها البعض‬ ‫‪Angulate‬‬
‫تسير القنوات بالتوازي تقريبا مع بعضها منحدرات حادة؛ أيضا في مناطق استطالة‬ ‫متوازي‬
‫متوازية‬ ‫البعض‬ ‫‪Parallel‬‬
‫الجداول الرئيسية تسير متوازية وتنظم صخور رسوبية غاطسة أو مطوية أو‬ ‫عريشي‬
‫الروافد الثانوية بالجداول الرئيسية تقريبًا صخور رسوبية متحولة منخفضة الدرجة؛‬ ‫‪Trellis‬‬
‫مناطق كسور متوازية‬ ‫عند زوايا قائمة‬
‫شعاعي ‪ Radial‬الجداول تنشأ من نقطة مركزية من براكين‪ ،‬قباب‪ ،‬اندساسات بركانية؛ معالم‬
‫تعرية متبقية‬ ‫المنطقة‬
‫منخفض‪ ،‬فوهة أو حوض‪ ،‬بالوعات‬ ‫المركز جداول متقاربة إلى نقطة مركزية‬ ‫نحو‬
‫‪Centripetal‬‬
‫قباب بنيوية‬ ‫حلقي ‪ Annular‬نمط شبيه بالحلقة‬

‫‪- 161 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 8.5‬أنواع مهمة من أنماط التصريف‪ a :‬شجيري؛ ‪ b‬مستطيلي وزاوي؛ ‪ c‬متوازي؛ ‪ d‬عريشي؛ ‪ e‬حلقي وشبه‬
‫شعاعي؛ ‪ f‬تعرجي؛ ‪ g‬تفرعي؛ ‪ h‬تفاغري؛ ‪ i‬مشوش؛ ‪ j‬مجدول؛ ‪ k‬شائك؛ ‪ l‬مستقيم‬
‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬أيضا تم تحديد العديد من أنماط التصريف ‪ /‬القنوات الخاصة‪ .‬وترد‬
‫بعض األمثلة في الشكل ‪ .8.5‬يشير كل من أنماط التصريف هذه إلى خاصية جيولوجية محددة‬
‫للتضاريس‪ .‬التعرج ‪ Meandering‬هو نمط القناة األكثر شيوعا‪ .‬تتخذ مثل هذه األنهار شكال‬
‫متعرجا‪ ،‬فتطور منحنيات متناوبة ذات تباعد غير منتظم بموازاة الطول‪ .‬تحتوي هذه األنهار على‬
‫قنوات عميقة ضيقة نسبيا وضفاف مستقرة‪ ،‬وهذا النمط يكون أكثر تطور على نطاق واسع في سهول‬
‫الفيضانات‪ .‬يتكون النمط التفرعي ‪ distributory pattern‬من عدة قنوات متفرعة‪ ،‬تنشأ من نفس‬
‫المصدر‪ .‬فهو يشير إلى انتشار المياه والرواسب عبر الحوض الترسبي ويتطور عبر المراوح الغرينية‬
‫والدلتا‪.‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يتكون النمط التفارغي ‪ anastomotic pattern‬من قنوات توصيل مشتركة متعددة‪ ،‬مفصولة‬
‫بمناطق مستقرة نسبيا من السهول الفيضية‪ .‬النمط المشوش ‪ deranged pattern‬هو نمط غير‬
‫منظم من برك وجداول عشوائية غير منتظمة في مناطق مستنقعية وركام مثالج وسهول الغسل‪ .‬يتم‬
‫التحكم في النمط المجدول او المضفور ‪ braided pattern‬بواسطة الحمل الذي يحمله المجرى‬
‫المائي ويتميز بقناة ضحلة مفصولة بحواجز قناة وجزر‪ .‬النمط الشائك ‪ barbed pattern‬هو النمط‬
‫الذي تنضم فيه الروافد إلى الجدول الرئيسي في انحناءات تشير إلى أعلى التيار‪ .‬فهو يشير إلى‬
‫التحكم البنيوي والتكتوني القوي والرفع‪.‬‬
‫األشكال األرضية المترافقة مع التعرية النهرية هي الخوانق واألودية والوديان على شكل حرف‬
‫‪ V‬ومنحدرات التالل شديدة االنحدار والشالالت والسفوح الجبلية وغيرها‪ .‬عند خروج الجدول المائي‬
‫من الجبل‪ ،‬تقل سرعة التدفق؛ ويؤدي ذلك إلى تكوين مراوح غرينية قد تكون ذات أبعاد صغيرة إلى‬
‫ضخمة (الشكل ‪ .)9.5‬تشمل االشكال الترسبية النموذجية األخرى السهول الغرينية‪ ،‬والسهول‬
‫الفيضية‪ ،‬والسدود الطبيعية‪ ،‬وشرفات األنهار‪ ،‬وجروف التعرجات النهرية‪ ،‬والمواد المالئة للقنوات‪،‬‬
‫والحواجز الرملية‪ ،‬والمستنقعات الخلفية‪ ،‬والدلتا‪ .‬اعتمادا على األبعاد المعنية‪ ،‬يمكن تحديد األشكال‬
‫األرضية على بيانات االستشعار عن بعد الجوية والفضائية‪ .‬أحد التطبيقات المهمة لبيانات‬
‫االستشعار عن بعد المتكررة هو دراسة المعالم الديناميكية‪ ،‬مثل التغيرات في هجرة األنهار ومساقطها‬
‫من األعلى (الشكالن ‪ 10.5‬و ‪ ،)11.5‬وتحديد القنوات القديمة والهيدرولوجيا القديمة‪.‬‬
‫‪ 5.5‬أشكال أرضية ساحلية ودلتاوية ‪Coastal and Deltaic Landforms‬‬
‫كبير من األرض وتحيط بالقارات‪ .‬الخط الساحلي هو الحد بين األرض‬
‫تغطي المحيطات جزءا ا‬
‫والمحيط‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يشير الساحل إلى منطقة ذات عرض غير محدد على جانبي الخط الساحلي‪.‬‬
‫األشكال األرضية الساحلية هي تلك التي تتأثر ويتحكم بها القرب من البحر‪ .‬يمكن التعرف على عدة‬
‫أنواع من أشكال التعرية الساحلية‪ ،‬مثل المنحدرات والمدرجات والمقاعد والرفوف والكهوف والجزر‬
‫وغيرها ‪ ،‬واألشكال األرضية الترسبية‪ ،‬مثل الشواطئ واأللسن الساحلية والحواجز الرملية ومسطحات‬
‫المد والجزر والدلتا‪ ،‬على الصور الجوية وصور األقمار الصناعية‪ ،‬اعتمادا على األبعاد المعنية‬
‫والمقياس الذي يوفره المستشعر‪.‬‬

‫‪- 163 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 9.5‬تزدهر مروحة غرينية واسعة (طولها ‪ 60‬كم) عبر المناظر الطبيعية المقفرة بين سالسل جبال كونلون‬
‫والتون التي تشكل الحدود الجنوبية لصحراء تاكالماكان في شينجيانغ‪ ،‬الصين‪ .‬الجانب األيسر هو الجزء النشط من‬
‫المروحة‪ ،‬ويظهر باللون األزرق من مياه متدفقة في العديد من الجداول الصغيرة‬
‫تقوم األنهار بنقل كميات هائلة من الرواسب من األرض إلى شاطئ البحر‪ ،‬وقد تتطور مجموعة‬
‫متنوعة من التضاريس األرضية‪ ،‬وتصنف عادة تحت مصطلح دلتا (األشكال ‪ 12.5‬و ‪ 13.5‬و‬
‫‪ .)14.5‬في بعض األحيان تتشكل دلتا عمالقة عن طريق أنهار عظيمة‪ .‬تشمل الدلتا قنوات‬
‫متفرعة‪ ،‬مصبات أنهار‪ ،‬حواجز‪ ،‬مسطحات المد والجزر‪ ،‬مستنقعات‪ ،‬أهوار‪ ،‬إلخ‪ ،‬وغالبا ما تتميز‬
‫بنمط تصريف تفاغري‪.‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 10.5‬صورة ‪ Landsat MSS4‬لجزء من حوض الجانج األوسط‪ b .‬خريطة تفسير تبين مختلف األشكال‬
‫األرضية النهرية‪ c .‬الهجرة المتعاقبة جنوبا لنهر الجانج على عدة مراحل كما تم تفسيرها من صور الندسات‬

‫‪- 165 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 11.5‬نمط مسقط علوي لقناة لنهري الغانج وبورهيجانداك‪ ،‬ويتغير على مدار األعوام ‪ .1984-1935‬أنماط‬
‫تستند إلى ‪ a‬خرائط طبوغرافية (‪ b ، )1935‬صور جوية (‪ c ، )1966‬و ‪ d‬صور الندسات (‪ )1983‬و (‪)1984‬‬

‫شكل ‪ 12.5‬صورة ‪ SIR-B‬تغطي جزءا من السهول الفيضية في نهر الغانج‪ ،‬بنغالديش‪ .‬المساحات المزروعة‬
‫باللون الرمادي واألسود على اليمين عبارة عن حقول مزروعة متصلة بقنوات ري وتصريف واسعة‪ .‬تتوافق المساحات‬
‫الرمادية الموحدة على اليسار مع السهل الفيضي‪ ،‬المعرضة للفيضانات المتكررة واعادة ترسيب كبيرة‬

‫‪- 166 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 13.5‬صورة ‪ MERIS‬لدلتا نهر الجانج‪ ،‬الهند ‪ /‬بنغالديش‪ .‬الحظ حمولة الرواسب العالية ونمط التصريف‬
‫المتفرع‬

‫شكل ‪ 14.5‬مسطحات المد والجزر في شمال ألمانيا (صورة ‪ .)X-band aerial SAR‬الحظ التصريف الشجيري‬
‫عالي الكثافة والتباين في رطوبة السطح فوق مسطحات المد والجزر‬
‫العديد من األشكال الساحلية هي نواتج مركبة‪ ،‬وقد تطورت نتيجة لعمليات متعددة‪ ،‬بسبب‬
‫تغيرات المنسوب البحري‪ .‬الخط الساحلي البارز هو جزء مكشوف من قاع البحر‪ ،‬ويخضع لقوى‬

‫‪- 167 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫سطحية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن الخط الساحلي الغاطس هو مجرد جزء مغمور بالماء لمنظر طبيعي سطحي‪،‬‬
‫يخضع اآلن لقوى تحت بحرية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن اعتبار الشكل ‪ 15.5‬شكال ساحليا من‬
‫النوع المركب‪.‬‬

‫شكل ‪ 15.5‬ظهور صدع ناجار‪-‬باكار بارز طويل (~ ‪ 200‬كم) تقريبا اتجاه شرق ‪ -‬غرب‪ b .‬خارطة تفسير‪.‬‬
‫وكثي ار ما تجتاح كتلة الصدع الجنوبية بمياه ساحلية‪ ،‬باليا ‪ playas‬وسبخات ‪ salinas‬وتشكل جانب الصدع‪ .‬الكتلة‬
‫الشمالية مغطاة بكثبان رملية‪ .‬التضاريس جافة‪ ،‬عارية من النباتات وغير مأهولة تماما‪( .‬صورة األشعة تحت الحمراء‬
‫‪)Landsat MSS‬‬

‫‪ 6.5‬أشكال أرضية ريحية ‪Aeolian Landforms‬‬


‫كبير من سطح األرض‪ .‬وهي عموما‬
‫ا‬ ‫تغطي الصحاري‪ ،‬حيث يسود النشاط الريحي‪ ،‬جزءا‬
‫مناطق نائية وغير مضيافة‪ .‬إن توزيع الصحارى في العالم ليس مقيدا باالرتفاع أو خطوط الطول أو‬
‫دوائر العرض‪ .‬تؤدي التعرية والنقل والترسيب إلى إنشاء األشكال األرضية في الصحاري‪ ،‬وخاصة‬
‫بواسطة الرياح‪.‬‬
‫تتميز التضاريس الريحية بعدم احتوائها على نباتات أو تواجدها بشكل شحيح ورطوبة سطحية‬
‫قليلة‪ .‬لذلك‪ ،‬على الصور الفوتوغرافية وصور االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ ، VNIR‬تحتوي‬
‫المنطقة على تدرجات لونية فاتحة جدا للصورة‪ .‬الكثبان النشطة ال يوجد بها نباتات والكثبان الثابتة‬
‫قد يكون لها غطاء عشبي ضئيل‪ .‬يمكن تمييز أشكال األرض المختلفة على أساس الشكل‬
‫والتضاريس والنمط‪.‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تؤدي عمليات التعرية الريحية إلى تشكيل مجموعة متنوعة من األشكال األرضية مثل حزوز‬
‫أحيد أو نتوءات صخرية طولية‪ ،‬غير منتظمة‪ ،‬حادة القمم ومتعاقبة بشكل‬
‫الرياح ‪( yardangs‬وهي ُ‬
‫عام‪ ،‬ولها قيعان مستديرة تشكلت نتيجة تعرية الريح)‪ ،‬وانفجارات (أحواض تذرية)‪ ،‬ورصيف صحراوي‬
‫(صحراء حجرية)‪ ،‬ورنيش الصحراء (بقع سطحية المعة داكنة)‪ .‬تعمل عملية النقل على إزالة‬
‫حبيبات الرمل والطمي الرخوة إلى أماكن بعيدة‪ .‬العواصف الترابية ‪ Dust storms‬هي تيارات ريحية‬
‫عكرة‪ .‬رواسب اللوس ‪ Loess‬هي غرين غير متماسك وغير متطبق محمول بالرياح‪ .‬وهي عرضة‬
‫للتخديد ويمكن أن تطور أنماط تصريف شجيرية وريشية‪ .‬منحدرات اللوس الجافة قادرة على الوقوف‬
‫منتصبة وتشكيل تضاريس حادة‪ .‬يؤدي الترسيب الريحي إلى صفائح رملية‪ ،‬وأنواع مختلفة من‬
‫الكثبان مثل كثبان هاللية ‪ crescent dunes‬وكثبان خطية ‪ linear dunes‬وكثبان نجمية ‪star‬‬
‫‪ dunes‬وكثبان معكوسة ‪ parabolic dunes‬وكثبان معقدة ‪ complex dunes‬وتموجات‬
‫‪( ripples‬الشكالن ‪ 16.5‬و ‪ .)17.5‬يمكن أن تكون األشكال األرضية األخرى في الصحاري ناتجة‬
‫عن النشاط النهري‪ ،‬مثل المراوح وقنوات األنهار الجافة والبحيرات‪ .‬البحيرات الصحراوية (‪)playas‬‬
‫عادة تكون مالحة‪ ،‬ضحلة ومؤقتة‪ ،‬وتشكل مصادر للثروة المعدنية مثل األمالح الناتجة عن التبخر‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.5‬تتناوب الكثبان الرملية الكبيرة ذات اللون البني المحمر مع مسطحات ملحية بين الكثبان أو سبخات‪ .‬يقع‬
‫اتجاه الكثبان الرملية الخطية في الزاوية اليمنى للرياح الشمالية الغربية التجارية التي تنشأ في العراق ‪ ،‬والمعروفة باسم‬
‫رياح الشمال‪ .‬صحراء الربع الخالي‪ ،‬سلطنة عمان‪.‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.5‬يقع ‪( Isaouane Erg‬البحر الرملي) في شرق الجزائر بين هضبة تينهرت من الشمال وهضبة فادنون‬
‫من الجنوب‪ .‬تشكل هذه الكثبان المعقدة الحدود الجنوبية الغربية النشطة للبحر الرملي‪ .‬األشكال األكثر شيوعا في‬
‫الصورة هي الكثبان النجمية وكثبان البرخان (أو الهاللية)‪ .‬تظهر كثبان خطية صغيرة في أعلى اليسار‪ .‬تتشكل‬
‫الكثبان النجمية عندما يتم نقل الرمال من اتجاهات رياح متغيرة‪ ،‬في حين تتشكل كثبان البرخان في نظام رياح واحد‬
‫مهيمن‪.‬‬
‫هناك القليل من النباتات في التضاريس الصحراوية‪ ،‬واألنواع الشائعة هي نباتات جفافية‬
‫‪( xerophytes‬نباتات مقاومة للجفاف أو الملح)‪ ،‬ونباتات ماصة ‪( succulents‬تخزن المياه في‬
‫نظامها) ونباتات مائية جوفية ‪( phreatophytes‬ذات جذور طويلة تصل إلى متسوب المياه‬
‫الجوفية)‪ .‬النباتات التي تكون موجودة تمسك التربة‪ ،‬وتمنع التذرية‪ ،‬وتحد من سرعة السطح وتوفر‬
‫مواقع للترسيب‪ .‬ناد ار ما يحدث هطول األمطار في الصحاري‪ ،‬لكن عندما يحدث ذلك‪ ،‬قد يكون‬
‫عنيفا ويؤدي إلى عمليات بحيرية نهرية على نطاق واسع (الشكل ‪.)18.5‬‬
‫يمكن أن تساعد بيانات االستشعار عن ُبعد في مراقبة التغييرات في الصحاري وشكلها األرضي‬
‫وحركتها وما إلى ذلك وتحديد مواقع الواحات والقنوات المدفونة‪.‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 18.5‬جزء من صحراء ستيوارت ‪ ،‬أستراليا ‪ ،‬حيث أدت العاصفة المفاجئة إلى فيضانات مفاجئة على نطاق‬
‫واسع وتشكيل العديد من البحيرات (صورة ‪)Landsat MSS4‬‬

‫‪ 7.5‬أشكال أرضية جليدية ‪Glacial Landforms‬‬


‫المثالج هي معالم تشبه األنهار من الجليد والثلوج‪ ،‬والتي تتحرك إلى أسفل المنحدرات تحت‬
‫تأثير الجاذبية‪ .‬تتواجد األنهار الجليدية عند خطوط طول ودوائر عرض عالية‪ ،‬وحوالي ‪ ٪10‬من‬
‫سطح األرض مغطى بالجليد‪ .‬يصعب قياس المدى المساحي للمثالج بالطرق الحقلية‪ ،‬وتوفر صور‬
‫بيانات االستشعار عن ُبعد معلومات ذات فائدة عملية كبيرة في هذا الصدد‪.‬‬
‫إن األشكال التعروية النموذجية ذات األصل الجليدي هي الوديان الواسعة على شكل حرف ‪U‬‬
‫‪ ،‬ووديان معلقة ‪ ،hanging valleys‬ومعابر ‪ ،fords‬ومدرجات جليدية ‪ ،cirques‬وأحواض جليدية‬
‫‪ .glacial troughs‬يوضح الشكل ‪ 19.5‬البحيرات المحاذية بسبب التجريف الجليدي (وربما بنية‬
‫الصخر األساس)‪ .‬تنحت كتل الجليد والثلوج المتحركة الضخمة وتلتقط كميات هائلة من المواد‬
‫المجزأة وتنقلها لمسافات مختلفة قبل الترسيب‪ .‬عادة ما تكون الرواسب الجليدية غير متجانسة‪،‬‬
‫وتتألف من كتل ضخمة إلى غرين ناعم أو طحين الصخور‪ ،‬وتسمى أرضية راسب جليدي ‪till‬‬
‫‪ ، moraines‬كثيبات جليدية‬ ‫‪ .matrix‬تشمل األشكال األرضية الترسيبية الركام المثلجي‬
‫‪ ، drumlins‬حريث جليدي ‪ ، till‬مجروف جليدي‪ ،‬إلخ‪ .‬أسفل خط الثلج (خط الثلج الدائم)‪ ،‬يذوب‬

‫‪- 171 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الجليد ويؤدي إلى جداول‪ .‬في هذه المنطقة‪ ،‬إلى حد ما على مسافة في إتجاه مجرى النهر‪ ،‬تكون‬
‫لألشكال األرضية خصائص مثلجية ونهرية معا‪ ،‬وتسمى نهري ثلجي ‪ .fluvioglacial‬تشمل‬
‫األشكال األرضية النهرية – المثلجية النموذجية سهول غسل‪ ،‬أضلع كثيب مثلجي ‪ ، eskers‬ومراوح‬
‫ودلتاوات ‪ deltas‬ومعالم بحيرية جليدية (الشكل ‪.)20.5‬‬

‫شكل ‪ 19.5‬زوج صورة مجسمة للنطاق الطيفي القريب من األشعة تحت الحمراء التي تُظهر بحيرات محاذية بسبب‬
‫التجريف الجليدي (وربما بنية صخر أساس) في الدرع الكندي شرق أونتاريو‪ ،‬كندا (صور الكامي ار الرقمية الجوية التي‬
‫تم الحصول عليها باستخدام كامي ار ‪ ، Kodak DCS 460 CIR‬مع صيغة ‪ 12 ×2036 ×3060‬بت‪ ،‬تباعد‬
‫البكسيل هو ‪ 60‬سم)‬

‫شكل ‪ 20.5‬تميل األنهار الجليدية إلى ظهور خطوط سوداء على أسطحها ‪ -‬وهي رواسب ركام مثلجي وسطية‬
‫تتشكل عندما تتساقط الصخور على رأس األنهار الجليدية وتستمر هذه العملية على مر السنين ‪ ،‬بحيث يتدفق‬
‫الحطام على شكل شرائط تتحرك على مر السنين‪ُ .‬يظهر هذا النهر الجليدي في أالسكا‪ ،‬الذي تم تصويره من الفضاء‬
‫بواسطة قمر ‪ KH-7‬العسكري‬

‫‪- 172 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫على نطاق واسع‪ ،‬تنتج التضاريس الجليدية تضاريس ناتئة أو متموجة بإعتدال مع نمط‬
‫تصريف مشوش أو حفرة جليدية ‪ .kettle-hole‬تظهر الصور نمطا مبقعا بسبب تباين رطوبة التربة‬
‫ووجود عدد كبير من البرك والبحيرات‪.‬‬
‫يتم وصف أشكال أرضية خاصة مترافقة مع أنواع محددة من صخور جيولوجية‪ ،‬مثل‬
‫الكارستات في الحجر الجيري‪ ،‬واالندساسات في الصخور النارية‪ ،‬وما إلى ذلك مع األنواع‬
‫الصخارية الخاصة بكل منها‪.‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫االجيومورفولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 174 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل السادس‬
‫التعرف على التراكيب‬
‫‪ 1.6‬تمهيد ‪Preface‬‬
‫من أجل التعرف على التراكيب‪ ،‬من الضروري أن نبدأ بفهم كيفية تشكل التراكيب وكيف أنها‬
‫تؤثر على العمليات السطحية‪ .‬يتم فحص التراكيب البسيطة أوال‪ ،‬تليها األشكال المعقدة أكثر فأكثر‪.‬‬
‫وتكون نتيجة التحليل التركيبي هي خارطة تركيبية أو خارطة شكل تركيبي خطي تدمج مع ما ينظر‬
‫إليه على السطح (الجيومورفولوجيا) وما هو معروف أو مفترض حول باطن األرض من بيانات أبار‬
‫وبيانات زلزالية وبيانات حقلية‪ .‬يجب أن تكشف هذه الخريطة النسيج التركيبي للمنطقة وتظهر معالم‬
‫فردية على مقياس توقعي‪ .‬التركيب هو جزء أساسي من الخرائط الجيولوجية األساسية‪ ،‬وسوف يساعد‬
‫على تخطيط البرامج الزلزالية‪ ،‬والجيوكيميائية وبرامج أخذ العينات الجيوكيميائية من خالل توفير‬
‫موقع واتجاه الطيات والصدوع‪ .‬وسيساعد التحليل التركيبي أيضا في تفسير بيانات هذه المسوحات‬
‫واآلبار‪.‬‬
‫وتراقب معظم أنظمة تصوير االستشعار عن بعد سطح األرض وباطن االرض القريب من‬
‫السطح‪ .‬إن موديالت التضاريس الرقمية )‪ Digital Terrain Models (DTMs‬هي تمثيالت‬
‫لتضاريس السطح‪ .‬بيانات الحقل الجيوفيزيائية تتحسس أعمق تحت سطح األرض‪ .‬كل هذه األنظمة‬
‫مفيدة في فهم التركيب العميق والسطحي‪.‬‬
‫‪ 2.6‬تضاريس غير مشوهة ‪Undeformed Terrain‬‬
‫قد ال يكون هناك وجود لتضاريس أرضية غير مشوهة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مثل هكذا مشهد أرضي يمكن‬
‫أن يكون بمثابة نهاية سلسلة لنطاق من التشوه البسيط إلى تشوه شديد‪ .‬ما الذي يمكن توقعه في‬
‫منطقة ذات طبقات غير مطوية مسطحة وغير متصدعة؟‬
‫في هذه الحالة سوف يتطور التصريف إلى شبكة شجيرية على سهل مستوي (شكل ‪ .)1.6‬كلما‬
‫تتقدم التعرية باتجاه المنسوب القاعدي‪ ،‬سوف تتطور شرفات على طول حافات السهول الفيضية‪.‬‬
‫هذه الشرفات تتوافق مع الطبقات المتنوعة للصخور التي يجري إنكشافها‪ .‬كلما تتعرى الشرفات‪ ،‬تترك‬
‫بقايا تعروية تقف بمثابة هضاب وموائد صخرية ‪ ،mesas‬ثم على شكل روابي ‪ ،buttes‬وأخي ار‬

‫‪- 175 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫كمرتفعات صغيرة‪ .‬والمثال الذي يعبر عن ذلك هو صخرة من دهر الحياة الوسيطة في وادي‬
‫النصب‪ ،‬أريزونا (الشكل ‪.)2.6‬‬

‫شكل ‪ 1.6‬رسم بياني يوضح تطور التصريف الشجيري على سطح مائل قليال أو مستوي ومتجانس‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.6‬روابي وموائد صخرية تمثل بقايا تعروية لطبقات مستوية‪ ،‬كما في هذا المثال من نهوض النصب‬
‫التذكاري‪ ،‬شمال أريزونا‪.‬‬
‫في مناطق ذات مكاشف جيدة‪ ،‬يظهر أثر التطبق في وحدات مستوية كأنطقة أو أشرطة لونية‬
‫مضلعة إلى دائرية على منحدرات وجوانب التالل (الشكل ‪.)3.6‬‬

‫‪- 176 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫من الممكن اآلن أن نبدأ بالتعرف على التركيب الجيولوجي القائم على التحول عن الحالة غير‬
‫المشوهة المبينة أعاله‪.‬‬

‫شكل ‪ 3.6‬تشير االشرطة اللونية غير النظامية المغلقة إلى تطبق مستوي في منطقة الحافة البيضاء‪ ،‬حديقة أراضي‬
‫كانيون الوطنية‪ ،‬يوتا‪ ،‬بالقرب من التقاء نهر الكولورادو والنهر االخضر‪.‬‬

‫‪ 3.6‬التعرف على الميل ‪Recognizing Dip‬‬


‫"الميل" ”‪ “Dip‬هي الزاوية التي تميل فيها طبقة صخرية عن األفق‪ .‬قد تختلف الميول من‬
‫معتدلة إلى عمودية ومقلوبة‪ ،‬مع تعبيرات تضاريسية مختلفة لكل منطقة جبلية‪ .‬تميل الطبقات المائلة‬
‫بلطف لتشكيل تصاريف منحدر ميل طويلة (تعرف باسم تصريف "تابع" ”‪ )“consequent‬تعارضه‬
‫روافد قصيرة تتدفق نحو أسفل جرف الصخر االساس (تعرف باسم تصريف "مضاد"‬
‫”‪ .)“obsequent‬فوق منطقة واسعة‪ ،‬يعرف تصريف منحدر ميل طويل شبه متوازي بنمط "تصريف‬
‫تشابكي أو عريشي" ”‪( “trellis drainage‬الشكل ‪ .)4.6‬الشكل األرضي المتصاحب عادة مع‬
‫ميل معتدل هو الكويستا (الشكل ‪ .)5.6‬كويستا ‪ cuesta‬هو تَــل غـير متنـاظر الجوانــب حيـث‬
‫ينحـدر أحــد جوانبـه إنحـدا ار معتــدال يتوافــق مــع ميــل طبقاتــه‪ ،‬بينمــا ينحــدر جانبــه اآلخــر إنحــدا ار‬
‫الج ـرف ‪ Cliff‬فيكـون الجانـب الشـديد اإلنحـدار أكثـر مقاوم ـ ــة للتجوي ـ ــة م ـ ــن‬‫شــديدا بشـكل يشـبه ُ‬
‫الجان ـ ــب المعت ـ ــدل اإلنح ـ ــدار‪.‬‬
‫جميع الصور الجوية المجسمة لديها درجة من المبالغة العمودية يجب النظر فيها عند تقدير‬
‫الميل‪ .‬إن المبالغة العمودية تجعل االجسام تبدو أطول أو أكثر حدة مما هي عليه بالفعل‪ ،‬ويمكن أن‬

‫‪- 177 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تكون مفيدة في تقدير الميول في التضاريس المنخفضة (الشكلين ‪ 6.6‬و ‪ .)7.6‬المبالغة هي دالة‬
‫لكل من البعد البؤري للكامي ار و قاعدة الصورة‪ ،‬وهي المسافة بين مراكز الصور المجاورة‪ .‬طول بؤري‬
‫أقصر أو قاعدة صورة أطول يوفر تضاريس واضحة أكبر‪ .‬على تصوير غير مجسم‪ ،‬مثل الندسات‪،‬‬
‫فإنه ليس من الصعب جدا التعرف على منحدرات واسعة مضاءة مقترنة مع منحدرات قصيرة مظللة‬
‫(أو العكس بالعكس) وتقدير ميل الطبقات‪ .‬تمتلك أنظمة أقمار صناعية عديدة (مثل سبوت) قدرة‬
‫تجسيم‪ ،‬مما يجعل من األسهل تقدير الميل‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.6‬نمط تصريف عريشي‪ ،‬ربما تعزز من خالل تمفصل‪ ،‬تطور على تكوين أوينتا من عمر االيوسين جنوب‬
‫غرب مييكير‪ ،‬كولورادو في حوض بيسينس‪ .‬تطور التصريف على منحدرات ميل معتدلة‪.‬‬

‫شكل ‪ 5.6‬الكويستا‪ ،‬وهو سطح منحدر طويل يعارضه جرف‪ ،‬وهو عموما (ولكن ليس دائما) منحدر ميل‪.‬‬

‫‪- 178 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 6.6‬رسم بياني متعلق بمتوسط عامل المبالغة في مقدار التراكب بين زوج مجسم مجاور وحجم الطباعة (بين‬
‫قوسين)‪ ،‬والبعد البؤري للكامي ار باإلنج‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.6‬رسم بياني يوضح العالقة بين المنحدر الحقيقي (أو الميل)‪ ،‬عامل المبالغة (المحور العمودي)‪ ،‬والمنحدر‬
‫المبالغ فيه (الميل)‪.‬‬
‫في طبقات مائلة بلطف (‪ 30-5‬درجة)‪ ،‬يمكن تقدير اتجاه الميل والقيمة النسبية باستخدام ''‬
‫قاعدة فس '' ‘‘‪( ’’Rule of Vs‬الشكل ‪ .)8.6‬تنص هذه القاعدة على أن أثر التطبق (إما مكشف‬

‫‪- 179 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أو أشرطة ملونة) في وادي أو مخنق مائي ‪( water gap‬فجوة يحفرها الماء عبر صخور صلبة‬
‫وهي أيضا ممر عميق في حيد جبليّ شقه النهر في األرض أثناء تكون الجبل) يشكل شكل يشبه‬
‫حرف ‪ V‬يشير إلى اتجاه الميل‪ .‬وهذا صحيح في جميع الحاالت ما لم تكن التضاريس أكبر من ميل‬
‫الوحدات (على سبيل المثال‪ ،‬وحدات تميل بلطف تنكشف في موازاة جرف صخري حاد)‪ .‬في مثل‬
‫هذه الحاالت‪ ،‬يجب رسم أثر التطبق على خرائط طوبوغرافية ويمكن حساب الميل الحقيقي من خالل‬
‫حل مسألة النقاط الثالث (الشكل ‪ .)9.6‬عند وجود موديالت االرتفاع الرقمي‪ ،‬يمكن إجراء حساب‬
‫الميل يدويا أو باستخدام جهاز كمبيوتر‪.‬‬

‫شكل ‪" 8.6‬قاعدة فس"‪( .‬أ) أثر الطبقات التي تميل أعلى المجرى المائي تشكل حرف "‪ "v‬الذي يشير إلى المنبع‪.‬‬
‫(ب) الطبقات التي تميل باتجاه أسفل النهر تشكل حرف "‪ "v‬تشير إلى المصب‪( .‬ج) عندما تكون التضاريس أكثر‬
‫حدة من ميل التطبق‪ ،‬فإن "‪ "v‬تشير في اتجاه المنبع بغض النظر عن الميل‪ .‬عندئذ حل تمرين النقاط الثالث يكون‬
‫مطلوب لتحديد الميل‪.‬‬
‫كلما تصبح الطبقات أكثر ميال‪ ،‬يصبح منحدر الميل أضيق ويصبح الجرف المقابل أوسع‪ ،‬حتى‬
‫في حدود حوالي ‪ 90-45‬درجة‪ ،‬يكون التل أو السنام الذي تشكل متناظر تقريبا‪" .‬السنام أو حيد‬
‫ظهر الخنزير" “‪ ”hogback‬هو تل ذو منحدرات متساوية تقريبا في شدة االنحدار‪" .‬مكاوي صخرية‬
‫أو حيود سنامية" ‘‘‪ ”Flatirons‬هي ظهور خنازير قصيرة مثلثة الشكل تشكل سلسلة تالل‪ ،‬على‬
‫جناح الجبل عموما‪ ،‬والتي هي خصائص صخر مقاوم يميل بحدة‪.‬‬
‫‪- 180 -‬‬
‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 9.6‬حل مسألة الثالث نقاط يتطلب معرفة ارتفاع ثالث نقاط على األقل على طول أثر طبقة دالة‪ ،‬والمسافات‬
‫بين تلك النقاط‪ .‬ويمكن الحصول على هذا بشكل أفضل عندما يتم تتبع الطبقة أو نقلها إلى خارطة تضاريسية‪.‬‬
‫في طبقات شبه عمودية‪ ،‬يكون من الصعب تحديد الميل باستخدام أثر التطبق على شكل ‪ .V‬أما‬
‫في حالة الوحدات المتطبقة بسمك أقل‪ ،‬مثل الحجر الرملي والطفل‪ ،‬فقد يكون من الممكن رؤية أثر‬
‫الطبقات المتعددة على الجرف‪ ،‬ولكن ليس على منحدر الميل (الشكل ‪ .)10.6‬وقد لوحظ أن ارتفاع‬
‫أظهر الخنازير ‪ hogbacks‬يقل مع زيادة الميل (الشكل ‪ .)11.6‬ويمكن أن يشير تنحيف وتسميك‬

‫‪- 181 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مكشف ما على طول مضرب إلى حدوث تغيرات في الميل (انحدار أو تسطيح‪ ،‬على التوالي) أو قد‬
‫يكون راجعا إلى تغير سحني أو تغير السمك الحقيقي‪ .‬إذا حدث التغير في العديد من الوحدات‬
‫المجاورة‪ ،‬فمن المحتمل أن يكون تغير تركيبي (تغير في ميل أو تسميك عبر صدع أو خط‬
‫مفصل)‪ .‬إذا ظهر أن هناك وحدة تميل في اتجاه واحد‪ ،‬وعندما يتحرك المرء على طول مضرب‪،‬‬
‫ينحف المكشف ثم يثخن ويظهر أنه يميل في االتجاه المعاكس‪ ،‬قد تصبح الطبقة عمودية ومن ثم‬
‫مقلوبة‪ .‬إن الجناح المشترك لبعض أزواج طية محدبة – طية مقعرة يبدوا أنه يتغير على طول‬
‫المضرب بحيث يبدو أن جميع التطبقات تميل في نفس االتجاه‪ .‬وهذا ناجم عن جناح مشترك مقلوب‬
‫حيث يكون مفصل الطية محكم جدا بحيث ال يمكن التعرف عليه‪.‬‬

‫شكل ‪ 10.6‬على تالل متناظرة تقريبا‪ ،‬يتشكل أثر الطبقة "‪ "v‬على منحدر الميل وخطوط متعددة مستقيمة أو أنطقة‬
‫لونية على الجرف المقابل‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.6‬يقل األرتفاع النسبي لظهر خنزير كلما يقل الميل‪.‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يتميز سطح مائل بإعتدال مفتقر إلى مكاشف (كما هو الحال في منطقة طفل أو طين‬
‫صفائحي) ب "ميل جيومورفي" “‪ .”geomorphic dip‬وغالبا ما يتوافق الميل الجيومورفي مع الميل‬
‫الحقيقي‪ ،‬خاصة بالنسبة لألسطح المعتدلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن الممكن أن يكون له سطح مستوي مائل‬
‫بإعتدال ال عالقة له تماما بميل التطبق‪ .‬وهذا أمر شائع في حالة "أسطح سفح جبلي" “ ‪pediment‬‬
‫‪ ، ”surfaces‬حيث تنحت األنهار أو السيول سطوح مائلة بإعتدال في صخر أساس بين جبهة‬
‫الجبل وقاع الوادي (الشكل ‪ .)12.6‬وعادة ما تكون هذه األسطح مائلة بإعتدال نحو قاع الوادي‪.‬‬
‫ويمكن أيضا أن تكون األسطح الملساء المائلة بإعتدال نتيجة "المدرجات الغرينية" “ ‪alluvial‬‬
‫‪ ”terraces‬التي تشكلها العمليات النهرية داخل األحواض وتحفظ كبقايا تعروية بسبب غطاء من‬
‫حصى متخلف مقاوم (الشكل ‪ 13.6‬أ)‪" .‬المدرجات الطباقية" “‪ ”Stratigraphic terraces‬هي‬
‫نتيجة ألسطح التطبق المنكشفة تباعا‪ .‬وتشكل "مدرجات قطع الموجة" ”‪“Wave-cut terraces‬‬
‫أسطحا ناعمة ومائلة بإعتدال على طول خط ساحلي أو حول بحيرات داخلية مجففة (الشكل ‪13.6‬‬
‫ب)‪.‬‬

‫شكل ‪ 12.6‬أسطح طباقية وتعروية‪( .‬أ) أسطح سفح جبلي منحوتة بقطع سفلي لنهر‪( .‬ب) مدرجات طبقية تشكلت‬
‫بفعل أسطح تطبق مكشوفة تباعا‪.‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 13.6‬أمثلة على المدرجات‪( .‬أ) حصى شرفة نهرية من عمر الثالثي يشكل حافة ميتيتس على طول نهر‬
‫غريبول‪ ،‬حوض بيغورن‪ ،‬وايومنغ‪( .‬ب) شرفة قطع الموجة على طول الساحل السابق لبحيرة بونيفيل الجليدية‪ ،‬مأخوذة‬
‫من الحدود بين أيداهو ويوتا في آب ‪ /‬أغسطس ‪.2010‬‬

‫‪Bedding and Simple-Dipping‬‬ ‫‪ 4.6‬التطبق والطبقات بسيطة الميل‬


‫‪Strata‬‬
‫التطبق هو االنقطاع الرئيسي في الصخور الرسوبية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى التطبق المعدني‪ .‬قد‬
‫تختلف الطبقات الرسوبية المتناوبة في الخواص الفيزوكيميائية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ظهور معالم خطية‬

‫‪- 184 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫منتظمة وغالبا ما تكون بارزة‪ ،‬متميزة بتغاير التضاريس والدرجة اللونية والنسيج والغطاء النباتي إلخ‪،‬‬
‫على الصور والصور الفوتوغرافية (الشكلين ‪ 14.6‬و ‪ .)15.6‬المعالم الخطية الناتجة عن التطبق‬
‫تكون طويلة ومتساوية التباعد ومنتظمة‪ ،‬على عكس تلك التي ينتجها التورق أو الفواصل‪.‬‬
‫أمر مهما‪ ،‬ألن الهدف الرئيسي في التفسير التركيبي هو تحديد وضعية‬
‫يعد اتجاه التطبق ا‬
‫الطبقات (أي المضرب والميل) واستنباط عالقاتها التركيبية‪ .‬قد تكون الطبقات شبه أفقية أو مائلة أو‬
‫عمودية وقد تشكل أجزاء لتراكيب طي أكبر‪.‬‬
‫‪ .1‬يتم التعرف على الطبقات المستوية من خالل عدد من المعالم‪ ،‬مثل التحزم الذي يمتد على‬
‫طول خطوط كنتورية طبوغرافية أو نمط حلقة مغلقة (الشكل ‪ ، )16.6‬وتصريف شجيري على‬
‫طبقات أفقية‪ ،‬وأشكال أرضية للموائد الصخرية ‪.mesa‬‬
‫‪ .2‬عادة ما تشكل الطبقات المائلة مرتفعات صغيرة ووديان طويلة بسبب التجوية التفاضلية (الشكل‬
‫‪ .)17.6‬وغالبا ما يتم تحديد نمط المكشف الصخري حسب البنية والتضاريس في المنطقة‪ .‬األشكال‬
‫الشائعة هي‪ :‬أحيد ظهر الخنزير ‪ ، hogbacks‬كويستا ‪ ، cuestas‬منحدرات الميل ‪،dip slopes‬‬
‫‪trellis‬‬ ‫وديان مضربية ‪ ،strike valleys‬وفي بعض األحيان تصريف عريشي أو تشابكي‬
‫‪ .drainage‬يعطى اتجاه مضرب الطبقات من خالل اتجاه المرتفعات الصغيرة‪ ،‬وأنطقة الغطاء‬
‫النباتي‪ ،‬واألنطقة اللونية والمعالم الخطية الموافقة للتدرج الصخاري‪ .‬غالبا يمكن تطبيق قاعدة (فيس)‬
‫)‪ (V‬بنجاح لتحديد اتجاه الميل (الشكل ‪.)17.6‬‬

‫شكل ‪ 14.6‬مظهر للتطبق كمعالم خطية بارزة ومنتظمة متميزة بتغاير التضاريس والدرجة اللونية والنسيج والغطاء‬
‫النباتي‪ .‬تشير المكاشف الصخرية المتوازية المستقيمة إلى اتجاه شبه عمودي للتطبق (صورة ‪(SIR-A‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 15.6‬يتميز التطبق بتحزم ثابت منتظم‪ .‬تشير المكاشف الصخرية المستقيمة إلى االتجاه شبه العمودي للتطبق‪.‬‬
‫الصخور الموجودة عبارة عن حجر جيري ذي طبقات رقيقة وحجر رملي وحجر طيني؛ نهر أوغاب ‪ Ugab‬ناميبيا‪.‬‬
‫(صورة أستر ‪ ، ASTER‬مطبوعة باألبيض واألسود من ألوان مركبة)‬

‫شكل ‪ 16.6‬طبقات شبه أفقية مفضية إلى نمط مكشف من حلقات متراكزة وقطوع ناقصة‪ .‬المنطقة التي تشكل جزءا‬
‫من تنزروفت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬هي قاحلة ‪ ،‬جرداء تماما من النباتات‪ ،‬منبسطة تماما ‪ ،‬وهي صحراء حصوية بشكل أساسي‪.‬‬
‫الصخور الرسوبية الباليوزوية‪ ،‬التي تشكل صخر األساس‪ ،‬مشوهة بشكل خفيف‪ .‬لقد تسببت تعرية الرياح والتذرية في‬
‫نقش نمط المكشف المتكرر الغريب‪( .‬صورة الندسات ‪)MSS4‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.6‬طبقات مائلة بحدة‪ُ .‬يظهر زوج المجسم للصورة الفوتوغرافية الجوية طبقات قوية (حجر رملي) وغير قوية‬
‫(الطفل) ‪ ،‬والتي تكون متداخلة‪ .‬تشكل األحجار الرملية حيد ظهر خنزير ‪ hogback‬مع منحدرات ميل على جانب‬
‫ومنحدرات تالوس شديدة االنحدار على الجانب اآلخر؛ تشكل صخور الطفل وديان مضربية‪ .‬يشكل مكشف الحجر‬
‫الرملي‪ ،‬حيث يلتقي بالنهر‪ ،‬حرف "‪ ، "V‬حيث تشير الثلمة نحو اتجاه الميل إلى األسفل‪.‬‬
‫‪ .3‬تحدد الطبقات العمودية عن طريق سطوح تماس مستقيمة‪ ،‬تسير بالتوازي مع مضرب الطبقات‪،‬‬
‫بصرف النظر عن تضاريس السطح (االشكال ‪ 14.6‬و ‪)15.6‬؛ كما قد يكون التصريف العريشي‬
‫شائعا‪.‬‬
‫‪ 5.6‬الطيات ‪Folds‬‬
‫يمكن تحديد طية ما من خالل تتبع التطبق ‪ /‬مستوى دال على طول المضرب المتذبذب‪،‬‬
‫والتعرف على ميول الطبقات‪ .‬يسهل تحديد موقع الطيات العريضة والمفتوحة والطولية على صور‬
‫األقمار الصناعية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬من الصعب نسبيا تحديد طيات مقفلة‪ ،‬مقلوبة ومتساوية الميل‬
‫نظر للمدى المساحي الصغير من المناطق المفصلية (التي توفر‬
‫ا‬ ‫على صور األقمار الصناعية‪،‬‬
‫القرائن الوحيدة لوجودها)؛ لذلك‪ ،‬يجب دراسة هذه الطيات كما ينبغي على نطاق أوسع على صور‬
‫األقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية الجوية‪.‬‬
‫‪ 1.5.6‬طيات سطحية ‪Surface Folds‬‬
‫يعبر عن القباب والطيات المحدبة على السطح من خالل ميول متقابلة في مكاشف صخرية‬
‫على أجنحة التركيب المتقابلة‪ .‬في كثير من الحاالت‪ ،‬يمكن للمرء أن يتتبع التطبق على طول مسار‬
‫دائري إلى بيضاوي الشكل‪ ،‬في حين في ظروف أخرى‪ ،‬يغير التطبق من مضربه بضع درجات ال‬
‫غير‪ .‬ويمكن النظر إلى تقاطع التطبق مع سطح األرض كخطوط شكل تركيبي تشبه خطوط تساوي‬

‫‪- 187 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ارتفاع التركيب‪ .‬إن "اإلنغالق" “‪ ”Closure‬هو أحد مكونات المصيدة التركيبية للهيدروكاربونات‪:‬‬
‫يشير اإلنغالق رباعي االتجاه إلى ميل في جميع االتجاهات‪ .‬ال يلزم أن يكون التركيب طية مغلقة‪:‬‬
‫فإن تغير سحنة الميل العلوي للتركيب أو صدع يقطع التركيب يكون مطلوب إلنغالق كامل (الشكل‬
‫‪.)18.6‬‬
‫إن تحديد الميل على صورة هو أحد الطرق للتعرف على الطي السطحي‪ .‬وهناك طريقة أخرى‬
‫هي بتعيين االنحناء على موديالت االرتفاع الرقمي‪ .‬الطرق التحليلية الحديثة يمكنها حساب االنحناء‬
‫في حال انكشفت وحدة صخرية مقاومة على السطح وتكون التضاريس مشابهة للتركيب‪ .‬وقد وصفت‬
‫هذه التقنية لرسم خرائط الطيات في شمال العراق باستخدام موديل االرتفاع الرقمي التي تم إنشاؤها‬
‫بواسطة بعثة مكوك رادار التضاريس ‪ .Shuttle Radar Topography Mission‬تحليل االنحناء‬
‫يكون مفيد بشكل خاص لرسم خرائط الطيات‪ ،‬مفاصل الطية‪ ،‬وأنطقة الكسور المحتملة على السطح‬
‫كدليل على المصائد التركيبية في األعماق‪.‬‬

‫شكل ‪ 18.6‬يتطلب الطي المفتوح‪ ،‬الموضح هنا من خالل خطوط هيئة التركيب‪ ،‬صدع أو نوع آخر من إنغالق ميل‬
‫علوي (ميل صاعد) الستكمال مصيدة الهيدروكربون‪ ،‬كما هو موضح من خالل رمز البئر‪.‬‬
‫‪ 2.5.6‬طيات مدفونة ‪Buried Folds‬‬
‫تتواجد الطيات المحدبة المدفونة أو "الطيات المحدبة الخفية" ”‪ “blind anticlines‬في مناطق‬
‫تفتقر إلى مكاشف سطحية‪ .‬وتتطلب الطيات المدفونة دليل تضاريسي من أجل التعرف عليها‪ .‬هناك‬
‫ثالثة أسباب يتم التعبير عن هذه التراكيب جيومورفولوجيا‪:‬‬
‫‪ .1‬التجعد كنتيجة إلنضغاط تفاضلي‪ .‬اإلنضغط التفاضلي للرواسب شبه المتماسكة أو غير‬
‫المتماسكة هو نتيجة إلزالة الماء من صخور الطفل‪ .‬يسبب اإلنضغاط تجعد المادة العلوية فوق‬

‫‪- 188 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تراكيب موجودة مسبقا‪ .‬ويعتمد مقدار اإلنضغاط إلى حد كبير على نوع المادة والسماكة الطبقية‬
‫للمادة فوق التركيب (على سبيل المثال‪ ،‬يتم ضغط أحجار الطفل والجبسم وازالة المياه منها بسهولة‬
‫أكبر‪ ،‬وهي أكثر عرضة للتدفق اللدن من األحجار الرملية والكربونايتية)‪ .‬كما أن مظهر السطح هو‬
‫أيضا دالة لعدد من عدم التوافقات بين التركيب والسطح‪ .‬وربما يكون مظهر سطح الطية المحدبة‬
‫المخفية مزاح قليال عن الموضع الحقيقي للتركيب في العمق‪ ،‬خاصة إذا كان التركيب مضطجع‬
‫(مستوي محوري مائل) أو يكون التطبق فوق الطية المدفونة مائل (وفي هذه الحالة‪ ،‬سوف تهاجر‬
‫القمة التركيبية في انحدار صاعد)‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة التنشيط‪ .‬تميل الطيات إلى التشكل في مناطق مهيأة للتشوه‪ ،‬أي في نقاط ضعف‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫فإنها تخضع إلعادة تنشيط بنشاط تكتوني متجدد‪ .‬في الواقع‪ ،‬يمكن للمكاشف الصخرية وخطوط‬
‫تساوي سمك الطبقة أن تظهر حوادث متكررة من الطي في تركيب واحد (على سبيل المثال‪ ،‬طية‬
‫مارش كريك المحدبة‪ ،‬المنحدر الشمالي‪ ،‬أالسكا)‪ .‬في أراضي تجلدت سابقا‪ ،‬قد يتم إعادة تنشيط‬
‫تراكيب قديمة عن طريق االرتداد التوازني‪.‬‬
‫‪ .3‬التأثير على المواد الفوقية‪ .‬يمكن أن تؤثر الطيات المدفونة أحيانا على المواد الفوقية عن طريق‬
‫التأثير على تطور التربة‪ ،‬وأنماط الغطاء النباتي‪ ،‬والترسب أو التعرية الحالية‪.‬‬
‫‪ 3.5.6‬التعبير التضاريسي للطي ‪Topographic Expression of Folding‬‬
‫يمكن التعبير عن األرتفاعات التركيبية المدفونة كأرتفاعات تضاريسية معتدلة في غطاء غريني‬
‫(الشكل ‪ .)19.6‬وهذا نتيجة إما اإلنضغاط على التركيب أو إعادة تنشيط للطي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون المرء حذر على عدم تفسير كل بقايا تعروية باعتبارها تركيب مدفون‪ .‬قد ال يكون من الممكن‬
‫دائما التمييز بين بقايا تعروية وتركيب مدفون‪ .‬في أراضي دائمة التجمد‪ ،‬يجد المرء تالل مثلجية‬
‫‪ ،pingos‬أو إنتفاخات صقيعية‪ ،‬تبدو وكأنها مرتفعات قبوية متناظرة‪ .‬وهذه آثار سطحية محضة‬
‫وغير ذات صلة بالتركيب‪ .‬العديد من البقايا التعروية‪ ،‬وحتى المعالم البركانية المدفونة \ معالم‬
‫اندساسية مدفونة‪ ،‬تبدو مماثلة لتراكيب مرتفعة‪.‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 19.6‬يمكن أن تتضح التراكيب المدفونة كارتفاعات تضاريسية خفية‪ .‬تتوضح طية مارش كريك المحدبة‬
‫(السهم) في مأوى الحياة البرية الوطني في القطب الشمالي‪ ،‬المنحدر الشمالي أالسكا‪ ،‬من خالل تصريف محفور في‬
‫غطاء غريني وانعطاف مجرى النهر‪.‬‬
‫‪ 4.5.6‬شذوذات لونية تشير إلى طيات ‪Color Anomalies Indicating Folds‬‬
‫قد يرتبط الشذوذ اللوني أو التدرج اللوني الشاذ بالمرتفعات‪ .‬قد تكون هذه التغيرات في التدرجات‬
‫اللونية الدائرية إلى البيضاوية في كثير من األحيان ناتجة عن مادة قديمة يجري تعرضها للتعرية في‬
‫لب المرتفع‪ ،‬أو من خالل التغيرات في نوع التربة‪ ،‬كيمياء التربة‪ ،‬اختالفات الرطوبة‪ ،‬أو تغير أنماط‬
‫الغطاء النباتي عندما يتقدم الشخص من منطقة منخفضة إلى منطقة مرتفعة‪ .‬إن العديد من شذوذ‬
‫التدرج اللوني "ضبابي" المتصاحب مع حقول النفط التي شوهدت على بعض صور األقمار‬
‫الصناعية السابقة تبين أنها كانت نتيجة لالضطرابات السطحية (مسارات‪ ،‬منصات حفر‪ ،‬أحواض‬
‫طين الحفر) والتي كانت صغيرة جدا ليتم تحليلها على الصورة‪ ،‬ومع ذلك ساهمت في درجة لونية‬
‫شاملة أفتح في منطقة اإلنتاج‪ .‬أعطى خطأ التعرف هذا سمعة سيئة لمفهوم شذوذ الدرجة اللونية‪.‬‬
‫وقد كشفت أمثلة كالسيكية لشذوذ لون التربة على صور جوية باألسود واألبيض لمظهر سطح‬
‫قبة برادوك‪ ،‬حقل نوتنغهام‪ ،‬وغيرها من المناطق في حوض ويليستون ساسكاتشوان‪ .‬وكان يعتقد أن‬
‫هذه تعكس تغير من خلفية األفق ‪( A‬أفتح لونا) إلى أفق التربة ‪( B‬أكثر قتامة) على طول حواف‬
‫مرتفع تضاريسي (طية مدفونة)‪ ،‬أو تغير من رطوبة عالية (أكثر قتامة) جانب التركيب إلى رطوبة‬

‫‪- 190 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫منخفضة (أفتح لونا) فوق التركيب‪ .‬وقد تم وصف العديد من األمثلة المماثلة لشذوذات الدرجة اللونية‬
‫المكتشفة من ارتفاعات األقمار الصناعية‪.‬‬
‫‪ 5.5.6‬شذوذات نباتية تشير إلى طيات ‪Vegetation Anomalies Suggesting Folds‬‬
‫غالبا ما تتصاحب مرتفعات تضاريسية متعلقة بتراكيب موجبة مع تغيرات في مجتمعات الغطاء‬
‫النباتي أو كثافات الغطاء النباتي‪ .‬قد يكون هذا نتيجة لتغير ظروف الرطوبة (كما ذكر أعاله) من‬
‫أكثر رطوبة في األرضية إلى أكثر جفافا على المرتفع؛ قد يكون نتيجة للتغير في كيمياء التربة أو‬
‫خصائص الترشيح التي تؤثر على نوع أو كثافة الغطاء النباتي؛ أو قد يكون ببساطة نتيجة للتغير‬
‫من منحدرات مواجهة للشمال إلى مواجهة للجنوب عبر المرتفع‪ .‬ففي خطوط العرض الوسطى من‬
‫نصف الكرة الشمالي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬غالبا ما تكون المنحدرات التي تواجه الشمال في الظل‪.‬‬
‫ولذلك فإن معدالت التبخر أقل‪ ،‬إذ يذوب الثلج ببطء أكثر‪ ،‬وتتطور التربة بشكل أفضل وتحتوي على‬
‫رطوبة أكبر‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن المنحدرات الشمالية تدعم مجتمعا نباتيا أكثر قوة من المنحدرات التي تواجه‬
‫الجنوب والتي تتلقى أشعة شمس مباشرة‪.‬‬
‫يعد رسم خرائط أنماط الغطاء النباتي واحداﹰ من عدة طرق لالستشعار عن بعد تستخدم لتحديد‬
‫القباب الملحية‪ .‬وقد تم تحديد التركيب مونتي ريل الملحي‪ ،‬الذي يقع في وسط غرب البرتغال‪،‬‬
‫باستخدام مجموعة من الصور البصرية والح اررية والرادارية جنبا إلى جنب مع رسم خرائط الجاذبية‪.‬‬
‫استخدم هذا التحليل متعدد األوجه مكاشف‪ ،‬ونسيج تربة‪ ،‬وتضاريس جنبا إلى جنب مع أنماط‬
‫النباتات لتحديد قبة ملحية ضحلة وصدوعها وكسورها المرتبطة بها‪ .‬تم تطبيق تصنيف مراقب على‬
‫تصوير الندسات ‪ 7‬إي تي أم ‪ +‬إلنشاء خريطة جيولوجية رقمية للسطح‪ .‬تم استخدام تصوير بصري‬
‫لرسم خارطة غطاء نباتي متعلق بالطبقات السفلية المتغيرة‪ .‬خفضت النباتات الموجودة على القبة‬
‫الملحية من الكلوروفيل أو فطريات إكتوميكوريزهال ‪( ectomycorrhizal‬الكائنات التي تدعم‬
‫امتصاص المواد الغذائية من خالل أنظمة الجذور)‪ .‬ويعتقد أن هذه النباتات حساسة لملوحة التربة‬
‫العالية‪ .‬سمح هذا النهج المتكامل بتمييز التركيب الملحي السفلي‪.‬‬
‫‪ 6.5.6‬أنماط كسور تشير إلى طيات ‪Fracture Patterns Indicating Folds‬‬
‫قد استخدمت كثافة واتجاهات الكسور لتحديد موقع طيات مدفونة‪ .‬وقد رسم العديد من العاملين‬
‫خرائط أنطقة تكسر شديد من أجل تحديد موقع أنطقة ميل متغيرة بسرعة المرتبطة بأجنحة الطيات‪.‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫سوف تمتلك طية مقفلة نطاق تكسر واحد بموازاة قمة الطية‪ ،‬في حين ستمتلك طية ذات قمة معتدلة‬
‫وأجنحة شديدة االنحدار هالة من التمفصل الشديد فوق األجنحة‪ .‬هذه الفواصل هي نتيجة طي‬
‫إنثنائي‪ ،‬وتمتد أنطقة الفواصل من تحت السطح إلى فوق كنتيجة إنضغاط تفاضلي و ‪ /‬أو إعادة‬
‫تنشيط‪.‬‬
‫في أرض غرينية‪ ،‬قد تظهر المجاري المائية زاوية ملحوظة فوق مرتفعات تركيبية مدفونة‪ .‬ويبدو‬
‫أن الكسور التي تنتشر أعلى المقطع بسبب الثنى أو إعادة التنشيط تتحكم في اتجاه قناة المجرى‬
‫المائي أكثر من األجزاء األخرى للحوض (الشكالن ‪ 20.6‬و ‪.)21.6‬‬
‫‪ 7.5.6‬طيات تحت رمال منجرفة ‪Folds beneath Drifting Sand‬‬
‫عندما تغطي الصفائح الرملية الرقيقة غير المستمرة السطح‪ ،‬فإن المرتفعات التضاريسية‬
‫(والتركيبية) تميل إلى أن تكون مكشوفة للرياح وصافية من غطاء رملي إلى حد ما‪ ،‬في حين تتراكم‬
‫سماكة كبيرة من الرمل على السفح المحجوب من المرتفع‪ .‬ويعمل المرتفع كمصائد للرياح‪ ،‬مما يبطئ‬
‫من سرع الهواء ويسبب اضطرابات‪ ،‬مما يجبر الرمال على السقوط على جانب اتجاه الريح (الشكل‬
‫‪ .)22.6‬ومن أمثلة التراكيب المعبر عنها في هكذا بيئة هي قبة صفير في شمال اليمن والبورما في‬
‫الجزائر‪ .‬وتظهر هذه التراكيب كإنتفاخات عريضة‪ ،‬ناعمة بيضاوية الشكل بين موجات الرمال‬
‫(الشكل ‪ .)23.6‬يمكن أن يكشف التصوير الحراري عن طيات إما عن طريق التغيرات في الرطوبة‬
‫والتبريد التبخري أو عن طريق االختالفات في القصور الذاتي الحراري في طبقات مطوية لديها تباين‬
‫قليل أو معدوم في النطاق المرئي‪.‬‬

‫شكل ‪ 20.6‬يمكن أن يتحكم التمفصل في التصريف فوق مرتفعات إلى حد أكبر مما في المناطق المجاورة‪ .‬وهذا‬
‫ناتج عن المكاشف والتربة الرقيقة على المرتفعات التي تعكس بشكل افضل تمفصل ضحل بسبب الضغط واالندماج‬
‫بالمقارنة مع المناطق ذات التربة السميكة في األراضي المنخفضة المحيطة بها‪.‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 21.6‬نهر الغزال االحمر بالقرب من درومهيرال‪ ،‬ألبيرتا‪ .‬الحظ التصريف المتعامد والشائك الذي يقترح تصدع‬
‫شمال شرق وشمال غرب في هذا المشهد االرضي ما بعد الجليدي‪.‬‬

‫شكل ‪ 22.6‬تدفق الرياح وتراكم الرمال حول مرتفعات تضاريسية (وتركيبية)‪.‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 23.6‬تطور الكثبان الرملية الكبيرة على قبة سفير‪ ،‬اليمن‪ ،‬حيث تنكشف الوحدات الجوراسية (السهم)‪ .‬القبة هي‬
‫مكشوفة للرياح وتظهر كتغير لوني في هذه الصورة الملونة الكاذبة‪.‬‬
‫‪ 8.5.6‬طيات أنكشفت بفعل أنماط تصريف ‪Folds Revealed by Drainage Patterns‬‬
‫أنماط الجداول هي مؤشرات حساسة بشكل خاص للتراكيب الخفية في سهول منبسطة مترسبة‬
‫نهريا‪ .‬ويمكن لتغير جزئي في إنحدار إقليمي نتيجة تجعد أو إعادة تنشيط أن يؤثر على مسار‬
‫الجريان السطحي فوق تراكيب غير ملحوظة جدا بحيث يكون واضحاﹰ خالل رسم الخرائط الحقلية‪.‬‬
‫توفر القائمة التالية بعض مؤشرات التصريف عن الطي‪ .‬يستجيب التصريف للعديد من العوامل‪،‬‬
‫والتركيب المدفون هو واحد من هذه العوامل‪.‬‬
‫‪ 1.8.5.6‬تعديل عرض ‪ /‬عمق القناة والنحر ‪Channel Width/Depth Adjustment‬‬
‫‪and Incision‬‬
‫تزداد نسبة العرض \ العمق لقناة جدول ما كلما يقل االنحدار أعلى النهر من قمة التركيب‪.‬‬
‫عندما يتسطح االنحدار‪ ،‬يمكن للمرء أن يالحظ "تحويض طموي" “‪ ، ”alluvial ponding‬وهي‬
‫منطقة شاذة من الطمى تحدث في القناة األوسع أعلى النهر من التركيب‪ .‬كلما يمر فوق قمة الطية‪،‬‬
‫تضيق القناة وتصبح محفورة بين قطع ضفاف مرتفعة‪ .‬في إتجاه مجرى النهر من الطية‪ ،‬يستقيم‬
‫الجدول كنتيجة لإلنحدار المتزايد‪ .‬أمثلة هكذا معالم يمكن ان تالحظ جيدا خاصة في الغطاء الرملي‬

‫‪- 194 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫والطموي فوق كتل ضهر )‪ (horst‬على طول خليج السويس وقرب الرياض بالمملكة العربية‬
‫السعودية وفي طية كيكايا المحدبة في حوض تاريم بالصين (الشكل ‪.)24.6‬‬

‫شكل ‪ 24.6‬نحت جدول (السهم) وترسبات نهرية مائلة تكشف عن طية كيكيا المحدبة في جنوب غرب حوض تاريم‪،‬‬
‫الصين‪.‬‬
‫‪ 2.8.5.6‬إلتواءات نهرية مضغوطة ‪Compressed Meanders‬‬
‫تظهر الجداول إنضغاط محلي لإللتواءات النهرية (تقصير الطول الموجي وزيادة السعة‬
‫تدريجيا)‪ ،‬حيث يقل اإلنحدار أعلى النهر من قمة الطية (الشكلين ‪ 25.6‬و ‪ .)26.6‬في إتجاه‬
‫مجرى النهر من قمة الطية تستقيم القناة عندما ينحدر االنحدار قليال‪ ،‬ومن ثم يستأنف الجدول مساره‬
‫الطبيعي عندما يعود إلى االنحدار اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ 3.8.5.6‬نسيج التصريف ‪Drainage Texture‬‬
‫يمكن أن يستند رسم خرائط الصخارية جزئيا على نسيج التصريف‪ .‬وتميل الوحدات الفتاتية‬
‫الخشنة إلى إمتالك تسرب أفضل وجريان سطحي أقل‪ ،‬مما يتسبب في تصريف متباعد على نطاق‬
‫واسع‪ ،‬في حين أن الوحدات ذات الحبيبات الناعمة‪ ،‬وخاصة الطين الصفائحي‪ ،‬لها أنماط تصريف‬
‫ذات نسيج ناعم ومتقارب‪ .‬وقد استخدم هذا المعيار في حوض أوكايالي‪ ،‬بيرو‪ ،‬لوضع خريطة في‬
‫منطقة تضاريس منخفضة مغطاة بترسبات نهرية وغطاء نباتي مستمر (شكل ‪.)27.6‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 25.6‬إلتواءات نهرية مضغوطة تشكل أعلى النهر (المنبع) من إنثناء فوق قمم شعاب‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫حوض ساالواتي‪ ،‬اندونيسيا‪.‬‬

‫شكل ‪ 26.6‬إلتواءات نهرية مضغوطة لنهر واشيتا تظهر أعلى النهر من حقل باترلي‪ ،‬أوكالهوما (السهم)‪.‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 27.6‬ينكشف الطي من خالل تغيرات في نسيج التصريف في حوض أوكايالي‪ ،‬بيرو‪.‬‬
‫‪ 4.8.5.6‬تصريف شعاعي ومتحد المركز (حلقي) )‪Radial and Concentric (Annular‬‬
‫‪Drainage‬‬
‫كل المرتفعات التضاريسية لديها تصريف يتدفق بعيدا عن القمة في نمط شعاعي تقريبا‪ .‬إذا كان‬
‫النمط شعاعي في ‪ 360‬درجة‪ ،‬وله روافد متحدة المركز‪ ،‬فمن المرجح أن يمثل مادة متطبقة مقببة‬
‫(الشكل ‪ .)28.6‬النمط المتحد المركز هو نتيجة وديان مقوسة المضرب‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬يمكن أن‬
‫تمثل الجداول المتدفقة شعاعيا إلى الداخل تركيب طية تقعرية‪.‬‬

‫شكل ‪ 28.6‬يتصاحب تصريف شعاعي ومتحد المركز مع طيات تحدبية وتقعرية‪.‬‬


‫‪ 5.8.5.6‬قطاعات جدول مضفور ‪Braided Stream Segments‬‬
‫يصبح أي جدول مضفور عندما تتجاوز الحمولة قدرة الجدول على حمل المواد‪ .‬وهناك طريقة‬
‫واحدة لحدوث هذا هو حصول انخفاض موضعي في اإلنحدار‪ ،‬كما هو متوقعا على تركيب مدفون‪.‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 6.8.5.6‬إنحراف تصريف مزدوج ‪Double Drainage Deflection‬‬


‫يعتبر إنحراف جدولين متوازيين تقريبا في اتجاهات متعاكسة دليال على وجود مرتفع تضاريسي‬
‫غير ملحوظ أو تركيب مدفون‪ .‬تتالقى الجداول عادة على جانب أسفل مجرى نهر من معلم (الشكل‬
‫‪.)29.6‬‬

‫‪ 29.6‬يحدث إنحراف جدول مزدوج عندما تعدل الجداول مسارها لتعليل التركيب المتخلل‪.‬‬
‫‪ 7.8.5.6‬تغير في مضرب التطبق ‪Change in Strike of Bedding‬‬
‫تشير أنماط التصريف الطويلة التي تعارضها روافد قصيرة إلى الميل والمضرب للتطبق في‬
‫الكويستا‪ .‬التغيرات في المضرب يمكن أن يكون مؤش ار خفيا للطي‪.‬‬
‫‪ 8.8.5.6‬إنحراف تصريف متوازي ‪Parallel Drainage Deflection‬‬
‫يمكن أن يكون وجود جدولين أو أكثر متوازيين في نفس االتجاه دليال على طية غاطسة (الشكل‬
‫‪ .)30.6‬تنحني الجداول حول األنف التركيبي وتصبح منحوتة على نحو متزايد مع تقدم التعرية‪.‬‬

‫شكل ‪ 30.6‬تحدث إنعطافات تصريف متوازية عندما تنحرف الجداول عن مسارها لتالئم األتف الغاطس للطية‪.‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 9.8.5.6‬حفظ حاجز نهري ‪Levee Preservation‬‬


‫في سهل دلتا ينحسر بنشاط‪ ،‬قد تكون هناك مناطق حيث تبقى مقاطع قصيرة من حواجز نهرية‬
‫مزدوجة فوق الماء على طية أو قبة (شكل ‪.)31.6‬‬

‫شكل ‪ 31.6‬تغمر حواجز نهرية منخفضة مهجورة في منطقة المستنقعات إال في الحاالت التي تشكل فيها "حواجز‬
‫نهرية مرتفعة" ”‪“flying levees‬على التركيب‪.‬‬
‫‪ 9.5.6‬مقاطع جانبية تضاريسية ‪Topographic Profiles‬‬
‫قد يؤدي رسم مقاطع جانبية تضاريسية عبر منطقة ذات أهمية إلى الكشف عن تراكيب غير‬
‫واضحة (الشكل ‪ .)32.6‬قد يكون ظهور المنحدرات غير المتماثلة‪ ،‬مما يشير إلى كويستا‪ ،‬مرتبة‬
‫على جانبين متقابلين لتركيب مفترض‪ ،‬مؤش ار على تطبق مطوي‪ ،‬وخاصة في مناطق مغطاة بغطاء‬
‫نباتي حيث تكون المكاشف ضئيلة‪ .‬يتيح توافر موديالت االرتفاع الرقمي الجاهزة إمكانية إنشاء‬
‫مقاطع جانبية تضاريسية‪.‬‬
‫‪ 10.5.6‬تحاليل اتجاه السطح ‪Trend Surface Analyses‬‬
‫لقد تم تحديد تراكيب بعمق ‪ 1830‬متر على السطح من خالل واحد أو أكثر من عدم التوافقات‬
‫المتداخلة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تم تعيين شعاب ليدوك المرجانية من عمر الديفوني في حوض غرب‬
‫كندا (ألبرتا) باستخدام تحليل اتجاه السطح على عدم توافق ما قبل الطباشيري‪ .‬يزيل التحليل تأثير‬
‫الميل اإلقليمي‪ ،‬مما يسمح لشواذ أصغر بسبب اإلنبعاج فوق الشعاب المرجانية أن تصبح واضحة‪.‬‬
‫يمكن عمل نفس هذا النوع من التحليل على سطح تضاريس‪ :‬قد يكشف تنعيم الشواذ منخفضات‬
‫ومرتفعات إقليمية واسعة‪.‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 32.6‬مقاطع جانبية تضاريسية فوق طيات‪( .‬أ) مقطع جانبي خالل طية محدبة مثلومة متناظرة‪( .‬ب) مقطع‬
‫جانبي خالل طية محدبة غير متناظرة‪( .‬ج) مقطع جانبي خالل طية مقعرة ذات تضاريس مقلوبة‪ ،‬يعني‪ ،‬محور‬
‫الطية التقعري مرتفع تضاريسيا ألن الوحدات الصخرية األحدث مقاومة للتعرية‪.‬‬
‫‪ 11.5.6‬إزاحة معالم سطحية من تركيب تحت سطحي ‪Surface Features Offset‬‬
‫‪from Subsurface Structure‬‬
‫يحدث األثر السطحي لمحور طية فوق المرتفع تحت السطحي فقط عندما تكون الطية متناظرة‪.‬‬
‫لقد تعلم العديد من مستكشفي البترول على ترددهم من أن أي مرتفع تركيبي عميقا يمكن أن يعوض‬
‫كمية كبيرة من قمة السطح‪ .‬أفضل دليل لمستوي محوري مائل هو طية غير متناظرة‪ ،‬وهذا يعني‪،‬‬
‫حيث يكون أحد الجناحين أشد إنحدا ار من الجناح اآلخر للطية‪ .‬إن المستوي المحوري غالبا ما‬
‫(ولكن ليس دائما) ينصف الزاوية بين الجناح‪ ،‬وبالتالي يميل بعيدا عن الجناح األكثر انحدارا‪ .‬في‬
‫كثير من الحاالت‪ ،‬يزال لب طية غير متناظرة عبر صدوع معكوسة أو إندفاعية‪ ،‬مما يزيد من تعقيد‬
‫التنبؤ بالمرتفع التركيبي عميقا (الشكل ‪33.6‬أ)‪.‬‬
‫عندما تعلو طبقات مائلة بإعتدال طية (أو شعاب مرجانية‪ ،‬وما إلى ذلك) عميقا‪ ،‬فإن األثر‬
‫السطحي للمرتفع سوف يعوض عن ميل علوي‪ ،‬كما هو مبين في حقل نفط ماكلوثد‪ ،‬كانساس‬
‫(الشكل ‪33.6‬ب)‪.‬‬

‫‪- 200 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 33.6‬طيات غير متناظرة‪( .‬أ) إندفاع يسبب مستوي محوري مائل‪ ،‬وبالتالي األثر السطحي لمحور الطية‬
‫يعوض من قمة الطية عميقا (خط متقطع)‪( .‬ب) في طبقات تميل بإعتدال‪ ،‬يعوض األثر السطحي عن ميل علوي‬
‫من قمة الطية تحت السطح‪ ،‬كما في حقل ماكلوثد‪ ،‬كانساس‪.‬‬
‫فيما يلي بعض األمثلة المثيرة لالهتمام عن تراكيب طيات‪.‬‬
‫‪ .1‬تركيب ريشات ‪ ، Richat‬موريتانيا‪ .‬إن بنية ‪ Richat‬هي مثال كالسيكي على إمكانات بيانات‬
‫االستشعار عن بعد في رسم الخرائط التركيبية (الشكل ‪ .)34.6‬دخل هذا التركيب إلى دائرة الضوء‬
‫من خالل صور ‪ ، Gemini-4‬على الرغم من أنه تبين الحقا أن بعض المتحرين الفرنسيين عرفوا‬
‫به حتى قبل ذلك‪ .‬داخل الصحراء الكبرى‪ ،‬يقع تركيب ريشات ‪ Richat‬في جزء بعيد من موريتانيا‪،‬‬
‫ويقع على هضبة على بعد حوالي ‪ 200‬متر فوق الرمال الصحراوية المجاورة‪ .‬تتكون التضاريس‬
‫المجاورة من صخور رسوبية شبه أفقية من العصر األوردوفيشي‪ ،‬تماثل مائدة صخرية واسعة‬
‫تزيت متحدة المركز‪ ،‬مفصولة بوديان‬
‫النطاق‪ .‬يتكون تركيب ‪ Richat‬من مرتفعات صغيرة من الكوار ا‬
‫متحدة المركز مزودة بطبقات سفلية من صخور الطفل‪ .‬يشتمل نمط المكشف الصخري المستدير‬
‫على شكل عين ثور عمالقة حوالي ‪ 30 × 40‬كم‪ .‬توجد أنماط تصريف حلقية وشعاعية‪ ،‬على الرغم‬
‫لغز جيولوجيا دائما‪،‬‬
‫من أنها رديئة التطور بسبب الظروف القاحلة في المنطقة‪ .‬كان أصل التركيب ا‬
‫حيث كانت وجهات النظر المختلفة هي‪( :‬أ) أصل أصطدام (تم تجاهلها اآلن إلى حد كبير)‪( ،‬ب)‬
‫اقتحام صهارة في العمق‪ ،‬ربما كسدادة‪( ،‬ج) أختراق قبوي لصخور الطفل و (د) ربما مجرد رفع‬
‫متماثل (طية محدبة دائرية) أنكشفت بفعل التعرية‪.‬‬

‫‪- 201 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 34.6‬تركيب ‪ Richat‬الموجود في موريتانيا‪ .‬وهي تتألف من مرتفعات صغيرة متحدة المركز (الكوارتزيت)‬
‫لغز جيولوجيا قديما‪.‬‬
‫ووديان (الطفل) ‪ ،‬وتبلغ أبعادها حوالي ‪ 30 × 40‬كم‪ .‬كان أصلها ا‬
‫‪ .2‬تراكيب في أجزاء من محمية تانج خور‪ ،‬إيران‪ .‬تضم منطقة تانج خور المحمية (بالقرب من‬
‫صخور رسوبية نموذجية جيدة التطبق والتي تشوهت إلى طيات محدبة ومقعرة‬
‫ا‬ ‫الميرد‪ ،‬إيران)‬
‫عريضة مفتوحة طولية مزدوجة الغطس‪ .‬صورة ‪ Radarsat-2‬تبرز بوضوح المعالم التركيبية‬
‫المورفولوجية بما في ذلك التطبق وانغالق الطيات (الشكل ‪.)35.6‬‬

‫شكل ‪ 35.6‬سلسلة من صخور رسوبية مطوية في منطقة محمية تانج خور‪ ،‬بالقرب من المرد‪ ،‬إيران؛ الحظ الغياب‬
‫العام للنباتات الذي يجعل من السهل تحديد التدرج الصخاري الدقيق وانغالق الطيات في سالسل التل الطولية؛ تحتوي‬
‫األودية المتداخلة المسطحة على حقول زراعية متناثرة وتتميز بندرجات لونية داكنة بسبب االنعكاس شبه المنتظم؛‬
‫الصورة ‪Radarsat-2‬‬

‫‪- 202 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .3‬تراكيب طيات في أجزاء من تالل أرافالي‪ ،‬الهند‪ .‬تطورت بعض الطيات المفتوحة ذات الطول‬
‫الموجي الكبير في المنطقة المحيطة بألوار وتالل أرافالي‪ ،‬راجستان‪ ،‬الهند (الشكل ‪ .)36.6‬تقع‬
‫المنطقة في الجزء الشمالي الغربي من درع ما قبل الكمبري الهندي‪ ،‬وتتألف الصخور في الغالب من‬
‫الكوارتزيت والفاياليت والشست‪ ،‬التابعة لمجموعة دلهي سوبر‪ .‬تشكل صخور الكوارتزايت مرتفعات‬
‫صغيرة مضربية وتشكل صخور الفاياليت والشست المتصاحبة المنحدرات والوديان‪.‬‬

‫شكل ‪ .a 36.6‬نمط طي إقليمي في صخور دلهي سوبر جروب بالقرب من الوار‪ ،‬راجستان؛ ويالحظ أيضا عدد من‬
‫الصدوع‪ .b .‬خريطة تفسير لما سبق؛ الحظ التباين اإلقليمي في الطول الموجي للطيات في جميع أنحاء المنطقة كما‬
‫هو موضح في الصورة اإلجمالية بالمقياس الصغير (صورة ‪).Landsat MSS4‬‬
‫ُيظهر الشكل ‪ a36.6‬معالم تركيبية عديدة ‪ -‬طيات وصدوع‪ .‬المضرب العام للصخور هو‬
‫شمال شمال شرق – جنوب جنوب غرب ‪ NNE-SSW‬وتكشف الطيات عن انغالقات باتجاه‬
‫الشمال والجنوب‪ .‬هناك تباين منتظم واضح في الطول الموجي للطيات‪ ،‬حيث تكون الطيات عريضة‬
‫ومفتوحة في الشرق‪ ،‬وتصبح تدريجيا أضيق نحو الغرب (الشكل ‪.)b 36.6‬‬
‫‪ 6.6‬الصدوع ‪Faults‬‬
‫واحدة من أعظم مزايا بيانات االستشعار عن بعد للمنصات الجوية والفضائية تكمن في تحديد‬
‫الصدوع الرأسية إلى صدوع الميل العالي أو الصدوع المشتبه فيها‪ .‬يشار إلى هذه الصدوع على‬
‫الصور الفوتوغرافية والصور الفضائية عن طريق واحد أو أكثر من المعايير التالية‪ )1( :‬إزاحة‬

‫‪- 203 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫طبقات أو مستويات طبقية دالة‪ )2( ،‬انقطاع الطبقات‪ )3( ،‬آثار سحب‪ )4( ،‬وجود الجروف‪)5( ،‬‬
‫األسطح المثلثية الشكل ‪ )6( ، triangular facets‬اصطفاف التضاريس بما في ذلك السروج‬
‫‪ saddles‬والتالل الصغيرة ‪ knobs‬وما إلى ذلك‪ )7( ،‬إزاحة الجداول‪ )8( ،‬اصطفاف البرك أو‬
‫المنخفضات المغلقة ‪ )9( ،‬اصطفاف الينابيع‪ )10( ،‬اصطفاف الغطاء النباتي‪ ) )11( ،‬جزء مستقيم‬
‫من جداول مائية‪ )12( ،‬شالالت عبر مسارات مجرى مائي‪ )13( ،‬نقاط إنقطاع تحدر طباقي أو‬
‫انحدار محلي لتدرج مجرى مائي‪ ،‬و (‪ )14‬تخلخل قنوات الوادي‪.‬‬
‫نظر ألن صور األقمار‬
‫ا‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يصعب تفسير الصدوع ذات الميل المنخفض‪،‬‬
‫الصناعية توفر مناظر مستوية من األعلى‪ .‬هذه الصدوع لها تقويس قوي أو مكشف صخري غير‬
‫منتظم ويمكن استنتاجها على أساس الخالف بين مجاميع الصخور‪ ،‬على سبيل المثال فيما يتعلق‬
‫بوضعية الطبقات ودرجة التشوه ودرجة التحول وما إلى ذلك‪.‬‬
‫تتميز الصدوع بإزاحات تضاريسية أو صخارية‪ ،‬جداول مزاحة‪ ،‬جداول تتدفق حول زوايا حادة‪،‬‬
‫أو تتدفق ضد إنحدار إقليمي‪ .‬ضمن سهل فيضي‪ ،‬تشير حلقات متعرجة تظهر جدول معكوس يجري‬
‫‪ 180‬درجة من اإلنحدار اإلقليمي إلى أن قاع الوادي كان قد مال موضعيا قليال إلى أعلى الجدول‬
‫عن طريق صدع يقطع الوادي (الشكل ‪ .)37.6‬أثر الصدع قد يكون بالغ الدقة كإتجاه ينابيع‪ ،‬أو‬
‫بالغ الوضوح كتجاور نوعين مختلفين من الصخر بشكل كبير‪ .‬وفي غابات مطيرة‪ ،‬قد تكون محاذية‬
‫لغطاء نباتي‪ .‬في الدلتا‪ ،‬يمكن أن يشير أمتداد خطي لنهر إلى صدع‪.‬‬
‫تصنف الصدوع عن طريق إزاحتها أو انزالقها‪" .‬االنزالق" “‪ ”Slip‬هي إزاحة ثالثية األبعاد لنقطة‬
‫على سطح الصدع‪ .‬ما لم تقاس اإلزاحة على طبقة رئيسة أو معلم رئيسي تخترق الصدع (على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬قاطع ناري)‪ ،‬فإن االزاحة المفسرة تكون ظاهرية وتستند إلى المظهر التضاريسي‬
‫للصدع الذي يمكن أن يكون مضلال (الشكل ‪.)38.6‬‬
‫يتم وصف الحركة على مستويات صدع مائلة من حيث "الجدار المعلق" ”‪“hanging wall‬‬
‫(صخور فوق الصدع) و "جدار القدم" ”‪( “footwall‬صخور تحت الصدع)‪" .‬صدوع اعتيادية"‬
‫”‪“Normal faults‬هي تلك التي يتحرك فيها الجدار المعلق أسفل مستوي الصدع‪ .‬إن الصدع‬
‫"اعتيادي مجرفي (سفلي الميل)" ”‪ “listric normal‬هو صدع أعتيادي يتسطح في العمق‪ ،‬وعادة‬
‫ما يتالشى في التطبق‪ .‬في "صدع معكوس" ”‪ ،“reverse fault‬يتحرك الجدار المعلق إلى اعلى‬

‫‪- 204 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫فيما يتعلق بجدار القدم ويضع الصخور األقدم فوق الصخور األحدث‪" .‬صدوع اندفاعية" ‪“Thrust‬‬
‫”‪ faults‬هي صدوع معكوسة تميل أقل من ‪ 45‬درجة وغالبا ما تكون مسطحة تقريبا‪.‬‬

‫شكل ‪ 37.6‬جداول متدفقة مقابل إنحدار إقليمي تشير إلى تحكم الصدع‪ .‬إلتواء يعكس إتجاه جريان ‪ 180‬درجة (أ)‬
‫تشير إلى أن الصدع أمال الترسبات الغرينية قليال‪ .‬رافد شائك (ب) يظهر ايضا سيطرة صدع‪.‬‬

‫شكل ‪ 38.6‬تضاريس طبوغرافية على طول صدع‪( .‬أ) جروف صدع تعطي إشارة مباشرة إلنزالق ميل‪( .‬ب) غالبا‬
‫ما تعطي جروف خط صدع داللة مضللة على إنزالق ميل‪ .‬كلما تتعرى الكتلة في (أ)‪ ،‬تصبح الطبقة المقاومة على‬
‫جانب رمية الصدع اعلى تضاريسيا (ب)‪.‬‬
‫تكون صدوع "إنزالق مضربي" ”‪( “Strike-slip‬أو "ملوي" ”‪ )“wrench‬شبه عمودية عميقا‪،‬‬
‫كما أن الكتل على جانبي الصدع تتحرك أفقيا في اتجاهات متعاكسة تقريبا بالتوازي مع الصدع‪.‬‬
‫وهي تعتبر إنزالق مضربي جانبي يميني أو جانبي يساري تبعا لالتجاه الذي تتحركه الكتلة عبر‬
‫الصدع بحسب المراقب الذي ينظر إليها (الشكل ‪ .)39.6‬وتقتصر فئة خاصة من صدع انزالق‬
‫مضربي‪ ،‬وتدعى "صدع تمزقي" ”‪ ،“tear fault‬على الجدار المعلق لصدع إندفاعي‪ ،‬وتسمى أيضا‬

‫‪- 205 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫لوح إندفاعي‪ .‬الصدوع التمزقية تسمح للتشوه في اللوح االندفاعي بالتباين في الكثافة عبر الصدع‬
‫(الشكل ‪.)40.6‬‬

‫شكل ‪ 39.6‬صدوع إنزالق مضربي‪ ،‬أو ملتوي‪( .‬أ) إزاحة جانبية يسارية‪( .‬ب) إزاحة جانبية يمينية‪.‬‬

‫شكل ‪ 40.6‬صدوع تمزقية في ألواح إندفاعية تسمح لحركة تفاضلية عبر الصدع‪ ،‬غالبا ما تؤدي إلى تغيرات في‬
‫تقالب الطية‪.‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫معظم الصدوع لديها مزيج من إزاحة انزالق ميلي وانزالق مضربي‪ ،‬وتصنف على أساس المكون‬
‫المهيمن‪ .‬بعضها دوراني‪ ،‬يتغير من إزاحة اعتيادية إلى معكوسة على طول المضرب‪ .‬وتنشق بعض‬
‫صدوع انزالق مضربي وتنحني إلى أعلى والى الخارج من مستوي صدع واحد عميقا‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫تكوين هندسيات "زهرية" أو "شجرة نخيل" التي تكون أساسا صدوع اندفاعية في مقطع عرضي‬
‫(الشكل ‪.)41.6‬‬

‫شكل ‪ 41.6‬تراكيب "زهرية" ناجمة عن تصدع إنزالق مضربي تقاربي‪.‬‬


‫‪Normal, Reverse, and‬‬ ‫‪ 1.6.6‬صدوع اعتيادية‪ ،‬معكوسة ومجرفية (سفلية الميل)‬
‫‪Listric Faults‬‬
‫غالبا ما تكون الصدوع االعتيادية والمعكوسة شبه عمودية على السطح‪ ،‬وبالتالي فهي تتميز‬
‫بأثر صدع خطي‪ ،‬وال يمكن تقريبا أو كليا تمييزها عن بعضها البعض‪ .‬وتتسم العديد من هذه‬
‫الصدوع بإزاحة تضاريسية أو جرف‪ ،‬حيث يتراوح جانب المرمى العلوي للصدع من جبهة جبلية حادة‬
‫إلى شرفة تركيبية بإرتفاع بضع أمتار فقط (انظر الشكل ‪ .)42.6‬وكثي ار ما تتميز كتل قاعدة‬
‫صخرية مرتفعة بوجيهات مثلثة على طول الجرف‪ ،‬في حين يسبب السحب على طول الصدع ميل‬
‫شبه متوازي لطبقات رسوبية مع مستوي الصدع وتشكل أحيد سنامية واضحة (الشكالن ‪ 43.6‬و‬
‫‪ .)44.6‬وكثي ار ما تزيح الصدوع أشكال أرضية مثل الجداول أو السواحل أو قمة سلسلة جبلية‪.‬‬

‫‪- 207 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 42.6‬صدع أعتيادي على طول الجانب الشرقي من سلسلة تيتون‪ ،‬وايومنغ‪ ،‬ترتفع فجأة قاعدة صخرية غرانيتية‬
‫عدة آالف من االمتار على طول هذا الجرف‪.‬‬

‫شكل ‪ 43.6‬جرف صدع يشكل وجيهات ثالثية (أ) حيث يتم قطع التالل‪ ،‬وأحيد سنامية (ب) حيث التطبق يميل‬
‫بشكل حاد إلى داخل الصدع‪.‬‬
‫عادة ما يتجاور اثنان من صخاريات مختلفة ومتباينة بسبب صدع‪ ،‬مثل قاعدة صخرية متبلورة‬
‫وحجر رملي‪ ،‬كربونات وصخور بركانية‪ ،‬أو مكشف صخري وترسبات غرينية‪ .‬من الصعب التعرف‬
‫على الصدوع في حال ظهور نفس الوحدة على كال الجانبين‪ :‬في مثل هذه الحالة‪ ،‬فإن أي تغير‬
‫مفاجئ في اتجاه التطبق سوف يشير إلى تصدع‪ .‬إن الصدوع النامية على طول خليج السهل‬
‫الساحلي في تكساس تكون الفتة للنظر كميول طفيفة في السطح ( الشكل ‪ 45.6‬أ )‪ .‬إذا كانت‬
‫االزاحة كبيرة‪ ،‬يمكن عندئذ أن يكون هناك تغير مفاجئ في المضرب أو الميل أو كليهما عبر أثر‬

‫‪- 208 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الصدع (الشكل ‪45.6‬ب)‪ .‬وقد تصاحبت صدوع اعتيادية عالية الزاوية مع كتل قشرة مائلة أو‬
‫تضاريس نجد و خسفة‪ .‬ويقترح اقتحام قواطع نارية بازلتية على طول أثر صدع إلى أن هذه الصدوع‬
‫تخترق القشرة السفلى (مثل صدع اإلعصار‪ ،‬شمال غرب أريزونا)‪ .‬قد تظهر صدوع متمعدنة إما‬
‫كهضاب مدورة وأحيد مقاومة أو منخفضات خطية‪ ،‬اعتمادا على المواد في نطاق الصدع‪ .‬الكسور‬
‫المتسلكتة تقاوم التعرية؛ إن وجود أكاسيد الحديد سوف يجعلها أنطقة خطية ذات مسحة محمرة‪.‬‬
‫ستتجوى الصدوع المملوءة بمادة صخرية مسحوقة طينية بسرعة وقد تشكل منخفضات مملوءة بترب‬
‫سيئة التصريف‪ .‬وقد تكون واضحة بسبب تغير في غطاء نباتي من مناطق محيطة‪.‬‬

‫شكل ‪( 44.6‬أ) مظاهر ثالثية حيث تقطع التالل على طول خط سان أندرياس في سهل كاريزو بوالية كاليفورنيا‪.‬‬
‫(ب) أحيد سنامية في تكوين النافورة البنسلفاني بالقرب من بولدر بوالية كولورادو‪ ،‬حيث يميل التطبق بشكل حاد في‬
‫صدع الحوض‪.‬‬

‫‪- 209 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 45.6‬منحدرات صدعية‪( .‬أ) صدوع نامية مثل تلك الموجودة على طول ساحل الخليج‪ ،‬عموما لها تضاريس‬
‫من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬أمتار‪( .‬ب) العديد من صدوع اعتيادية عالية الزاوية لها تغيرات مفاجئة في التركيب‬ ‫بإرتفاع‬
‫والتضاريس عبر الصدع‪.‬‬
‫عندما ال تكون هناك مكاشف صخرية‪ ،‬أو تكون مغطاة بغطاء نباتي‪ ،‬قد تظهر صدوع شبه‬
‫عمودية كاصطفافات لونية للتربة أو الغطاء النباتي (الشكل ‪ .)46.6‬حفاروا آبار المياه في كاروالينا‬
‫الشمالية يتسلقون التالل في فصل الربيع بحثا عن خطوط خضراء من العشب المبكر في الحقول‪.‬‬
‫فهم عرفوا من الخبرة أن هذه هي المناطق التي لديها أفضل فرصة للعثور على المياه‪ .‬ويمكننا أن‬
‫نشك في أن هذه مناطق قامت الصدوع فيها بجلب المياه الجوفية بالقرب من السطح‪ .‬تقترح أجزاء‬
‫جداول خطية أو وديان خطية ممتدة لعدة كيلومترات تصدعا‪ ،‬حيث يتجوى ويتعرى الصخر المحطم‬
‫بسهولة أكثر إلى الوديان‪ .‬إن الروافد التي تكون مصطفة على جانبي جدول رئيسي أو عبر تخوم‬
‫تصريف تقترح بشدة سيطرة تركيبية‪ ،‬كما تفعل التصاريف الشائكة والجداول المزاحة (الشكل ‪.)47.6‬‬
‫يمكن للينابيع أن تشير إلى مياه جوفية تحتجز بشكل بركة على جانب واحد من صدع‪ ،‬وتشير‬
‫نضوحات مصطفة إلى نطاق صدع يعمل كقناة مياه جوفية‪ .‬على صور ح اررية‪ ،‬هذه الصدوع تظهر‬
‫ابرد من الترب والصخور المجاورة بسبب التبريد التبخيري خالل النهار والليل على حدا سواء‪.‬‬

‫‪- 210 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 46.6‬يشير الغطاء النباتي (األحمر) إلى ينابيع‪ ،‬تتماشى مع الصدوع التي تحيط بالجانب الغربي من سبرنغ‬
‫فالي في والية نيفادا‪ .‬الحظ الباليا (بحيرة جافة) وخطوط ساحل قديمة في الطرف الشمالي من الوادي‪.‬‬

‫شكل ‪ 47.6‬مؤشرات تصريف للتصدع‪ .‬جداول مصطفة عبر تخوم تصريف (أ) أو على جانبي التصريف الرئيسي‬
‫(ب) تقترح سيطرة صدعية‪ .‬تصريف شائك (ج) ووديان خطية طويلة (د) تقترح أيضا تصدع‪.‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 2.6.6‬صدوع إنزالق مضربي ‪Strike-Slip Faults‬‬


‫إن تفاعل االجزاء المنفصلة لنظام صدع انزالق مضربي أو صدع ملتوي يولد تشوه إقليمي‬
‫ومحلي يمكن كشفه على الصور وبيانات الجاذبية‪ .‬يتم التعرف على صدوع مضربية عن طريق‬
‫إزاحة جانبية متناسقة لوحدات صخارية‪ ،‬سحنات‪ ،‬جداول‪ ،‬مرتفعات جبلية‪ ،‬مراوح غرينية‪ ،‬أو أي‬
‫معلم مقطوع بصدع (أجسام خام‪ ،‬طرق‪ ،‬أسيجة‪ ،‬منازل)‪ .‬وعادة ما تكون صدوع االنزالق المضربي‬
‫شبه عمودية على السطح‪ ،‬وبالتالي لها مكاشف طويلة وخطية (الشكل ‪ .)48.6‬ويمكن أن يسبب‬
‫السحب على طول الصدع معالم تعبر الصدع لتنحني أو تدور في داخل الصدع‪.‬‬

‫شكل ‪ 48.6‬جرف صدع سان اندرياس على الجانب الشرقي لسهل كاريزو‪ ،‬كاليفورنيا‪ .‬الحظ أثر الصدع الخطي‬
‫وازاحة جانبية يمينية لجداول تجتاز الصدع‪.‬‬
‫هناك مجموعة من معالم جيومورفية ثانوية تتطور مع هذه الصدوع وتساعد على التعرف عليها‪.‬‬
‫وهذه تشمل طيات ذات نسق سلمي ‪ en echelon‬موجهة ‪ 45-30‬درجة مع الصدع وعمودية‬
‫على اتجاه االنضغاط األفقي األقصى (الشكل ‪ .)49.6‬تبدأ الطيات ذات النسق السلمي في التطور‬
‫قبل التصدع وتكون أكثر شدة (أعلى سعة) في محاذاة الصدع‪ .‬عندما يتطور صدع انزالق مضربي‪،‬‬
‫تقطع وتزاح الطيات األصلية‪ ،‬وتتشكل طيات جديدة ذات نسق سلمي على طول أجنحة نطاق‬
‫الصدع‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 49.6‬طيات ذات نسق سلمي تتطور عموديا على اإلجهاد االنضغاطي االفقي االقصى‪ ،‬وعند ‪ 30‬إلى ‪45‬‬
‫درجة مع صدع اللي الرئيسي‪.‬‬
‫التغيرات في مضرب أثر صدع ينتج معالم مميزة أخرى‪ .‬عندما ينحني صدع‪ ،‬سيجد المرء إما‬
‫أنطقة أحواض مسحوبة ‪ ( pull-apart‬تصدع مائل‪ ،‬برك منخفضة؛ الشكل ‪ )50.6‬أو مناطق‬
‫انضغاط (طيات منبعجة‪ ،‬تراكيب زهرية؛ الشكل ‪ .)51.6‬ويمكن التعرف على أحواض ممزقة‬
‫ومرتفعات انحناء مقيد باستخدام خرائط الجاذبية (انخفاض الجاذبية يشير إلى أحواض؛ ارتفاع‬
‫الجاذبية يشير إلى مرتفعات) جنبا إلى جنب مع الصور‪.‬‬

‫شكل ‪ 50.6‬بحيرة سان اندرياس وبحيرة ينابيع الكريستال هما برك منخفضة على طول صدع سان اندرياس جنوب‬
‫سان فرانسيسكو‪ ،‬كاليفورنيا‪.‬‬

‫‪- 213 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 51.6‬انثناءات متحررة تميل لتشكيل احواض؛ انثناءات مقيدة تنتج مرتفعات على طول صدوع انزالق مضربي‪.‬‬
‫‪ 3.6.6‬صدوع اندفاعية ‪Thrust Faults‬‬
‫يتم التعرف على معظم الصدوع من خالل تغيرات مفاجئة في مضرب‪ ،‬ميل‪ ،‬أو نوع صخري‪،‬‬
‫وغالبا ما تتصاحب مع جرف أو منحدر صخري‪ .‬إن أثر الصدع عالي الميل أو شبه العمودي يميل‬
‫إلى أن يكون خطيا‪ ،‬ومن هنا جاء مصطلح "تركيب خطي" ”‪ .“lineament‬وعلى النقيض من ذلك‪،‬‬
‫فإن أثر الصدع االندفاعي هو عادة غير منتظم‪ ،‬يتبع خطوط الكنتور التضاريسية‪ ،‬ويجعل تحديد‬
‫هذه الصدوع تحديا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك معايير مباشرة وغير مباشرة للتعرف على صدوع اندفاعية على‬
‫الصور والخرائط‪.‬‬
‫تشمل المؤشرات المباشرة لالندفاع تغيرات مفاجئة في مضرب أو ميل‪ ،‬مما يمثل تجاور تراكيب‬
‫مختلفة في الجدار المعلق وجدار القدم (الشكالن ‪ 52.6‬و ‪ .)53.6‬وعادة ما يكون الجدار المعلق‬
‫للصدع االندفاعي أعلى تضاريسيا من جدار القدم‪ ،‬وفي هكذا حالة عادة ما يسير اثر الصدع على‬
‫طول انقطاع في منحدر عند قاعدة اللوح المندفع‪ .‬عندما يكون هناك بروز تضاريسي قليل أو‬
‫معدوم‪ ،‬يمكن التعرف على الجدار المعلق ألن مضرب التطبق في الطيات المحمولة بواسطة‬
‫االندفاع (طيات انحناء صدع وطيات انتشار صدع) عادة ما تكون موازية لجبهة االندفاع‪ .‬ميل‬
‫االطراف الخلفية للحافة االمامية لطيات مندفعة هي تقريبا متوازية مع سطح الصدع‪ .‬وكثي ار ما يكون‬
‫أثر الصدع في المنظر العلوي محدبا في اتجاه النقل (الشكل ‪.)54.6‬‬

‫‪- 214 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 52.6‬حافات امامية لطيات محدبة على طول جبهات دفع تميل لتكون غير منتظمة مع اثار صدع مقوس وقد‬
‫تكون لها كتل صخرية منعزلة تعروية‪ .‬ويمكن التعرف عليها بسبب التغير المفاجئ في مضرب وميل الوحدات‬
‫الصخرية على جانبي الصدع‪ .‬يكون مضرب الطبقات في الجدار المعلق عموما موازي ألثر اإلندفاع والميل يكون‬
‫موازي للصدع‪.‬‬

‫شكل ‪ 53.6‬صورة حقيقية لجزء من حوض تسيدام‪ ،‬هضبة التبت‪ ،‬الصين‪ ،‬والتي توضح العديد من الواح اندفاع‬
‫موجهة نحو الشمال الشرقي مع حافات امامية لطيات محدبة‪.‬‬
‫من الصعب التنبؤ بعمق الصدع االندفاعي أو االنفصال اعتمادا على تفسير صورة لوحدها‪.‬‬
‫يمكن ان تساعد معرفة السماكات الطبقية والوحدات الصخرية الموجودة على السطح‪ .‬وعادة ما‬
‫تحدث االنفصاالت على آفاق ضعيفة ميكانيكيا أو مفرطة الضغط مثل الطفل أو الجبسم أو الملح‪.‬‬
‫طيات عالية السعة (مقفلة) وعالية التردد تشير إلى إنفصال أقرب إلى السطح من طيات مفتوحة‬
‫واسعة‪.‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 54.6‬سلسلة سليمان الجنوبية من باكستان هي سلسلة موجهة جنوبا لطيات مندفعة‪ .‬وهذا يوضح كيف أن‬
‫جبهة الدفع غالبا ما تكون محدبة في اتجاه النقل‪.‬‬
‫تمتلك عدم التوافقات الزاوية بعض الخصائص نفسها كما الصدوع االندفاعية‪ .‬فهي تتميز‬
‫بتغيرات مفاجئة في المضرب و ‪ /‬أو الميل عبر عدم التوافق‪ .‬الطي الذي يتواجد فوق عدم التوافق‬
‫يتواجد أيضا أسفل عدم التوافق (ولكن ليس بالضرورة العكس صحيح)‪ .‬التطبق فوق عدم توافق هو‪،‬‬
‫بحكم تعريفه‪ ،‬أقل تشوه من أسفله‪ ،‬في حين عادة ما يكون اللوح االندفاعي اكثر تشوها من الوحدات‬
‫الصخرية السفلية‪ .‬الصدوع االندفاعية تكرر المقطع؛ وعدم التوافقات تزيل المقطع‪.‬‬
‫تؤدي الصدوع العكسية إلى تراكب الصخور القديمة على األصغر سنا‪ ،‬كما تفعل الصدوع‬
‫االندفاعية‪( ،‬إال في ظروف خاصة‪ ،‬كما قد يحدث عندما يكون االندفاع خارج التتابع)‪ .‬يؤدي الميل‬
‫العالي لمستوي الصدع العكسي إلى أثر صدع خطي‪ ،‬ويميز هذه الفئة عن الصدوع االندفاعية‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬فإن نطاق الصدع االندفاعي نفسه يكون رقيق ومملوء بطحين الصدع وال ينفع كقناة‬
‫لسوائل تمعدن او هجرة هيدروكاربونات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد تكون صدوع التمدد في الصفيحة العلوية‬
‫قنوات ممتازة للهجرة العمودية للسوائل‪ .‬كما أنها قد تسمح للسوائل بخرق مصيدة محتملة‪ ،‬لذا فإن‬
‫تقييم هندسة وازاحة الصدع أمر بالغ األهمية لتقييم مصيدة هيدروكاربونية‪.‬‬
‫فيما يلي بعض األمثلة عن الصدوع التي لوحظت في صور االستشعار عن ُبعد متعدد األطياف‪.‬‬
‫‪ .1‬تصدع يتسم بآثار إزاحة وسحب – صدع يامونا ‪ ، Yamuna‬شبه جبال الهيمااليا‪ ،‬الهند‪.‬‬
‫ينبع نهر ‪ Yamuna‬من جبال الهيمااليا على طول صدع‪ ،‬ويسمى صدع ‪ Yamuna‬أو صدع‬

‫‪- 216 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫باونتا ‪( Paonta‬الشكل ‪ .)55.6‬من الناحية الجيولوجية‪ ،‬تشتمل التضاريس على مجموعة سيواليك‬
‫‪ Siwalik‬الصخرية‪ ،‬والتي تحتوي على فتاتيات جيدة التطبق (أحجار رملية‪ ،‬وأحجار طينية‪،‬‬
‫وصخور طفل ومدملكات) من عصر المايوسين ‪ -‬العصر الجليدي‪ .‬تمثل هذه الرواسب تتابع‬
‫الموالس لجبال الهيمااليا وتحد جبال الهيمااليا من الجنوب بموازاة طول مضربها شرق ‪ -‬غرب ‪E-‬‬
‫‪ .W‬مجموعة سيواليك ‪ Siwalik‬مقطوعة بصدع ‪ ، Yamuna‬حيث يجري قطعها وازاحتها (انزالق‬
‫مضربي> ‪ 10‬كم)‪ .‬شوهدت آثار السحب على نطاق واسع لبضعة كيلومترات‪ .‬قبل دراسات‬
‫الندسات‪ ،‬كان يعتبر اتجاه االزاحة على طول هذا الصدع يميني جانبي على أساس التفسير‬
‫الفوتوغرافي الميداني والجوي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن صورة الندسات‪ ،‬بمناظرها الشاملة‪ ،‬تشير بوضوح إلى‬
‫االتجاه اليساري الجانبي لإلزاحة على طول هذا الصدع‪.‬‬

‫‪ 55.6‬صدع يامونا ‪Yamuna‬؛ مجموعة سيواليك ‪ Siwalik‬الصخرية المتاخمة لجبال الهيمااليا من الجنوب‪ ،‬جيدة‬
‫التطبق وتتألف أساسا من الحجر الرملي والطفل وتقطع وتزاح بسبب صدع ‪ .Yamuna‬تأثيرات السحب واسعة‬
‫النطاق‪ ،‬مع اتجاه يساري جانبي لإلزاحة‪ ،‬تكون متميزة‪.‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .2‬صدوع متسمة بإصطفاف النباتات‪ ،‬شيتورجاره‪ ،‬راجستان‪ ،‬الهند‪ .‬في التضاريس شبه القاحلة‪ ،‬قد‬
‫يحدث إصطفاف قوي للنباتات على طول آثار الصدع‪ .‬يقدم الشكل ‪ 56.6‬مثاال على إزاحة الطبقات‬
‫الرسوبية من األحجار الرملية والطفل (مجموعة سوبر فينديان ‪)Vindhyan Super Group‬‬
‫بواسطة صدعين متوازيين‪ ،‬بحيث تتميز آثار الصدع بالنمو التفضيلي للنباتات‪.‬‬

‫شكل ‪ 56.6‬مجموعة من صدعين عموديين متوازيين يؤديان إلى إزاحة الطبقات الرسوبية من األحجار الرملية والطفل‬
‫(مجموعة سوبر فينديان ‪ ، Vindhyan Super‬بالقرب من شيتورجاره ‪ ، Chittaurgarh‬الهند)؛ تتمتع المنطقة‬
‫بمناخ شبه جاف؛ تتميز آثار الصدوع بالنمو التفضيلي للغطاء النباتي على طول المضرب بشكل واضح بسبب‬
‫تسرب المياه الجوفية؛ طبقات الحجر الرملي والطفل تعرض أيضا نطاقات الغطاء النباتي (صورة ‪.)IKONOS‬‬
‫‪ .3‬صدوع عمودية متعددة متوازية بمقياس كبير‪ ،‬حوض كوداباه‪ ،‬الهند‪ .‬يوضح الشكل ‪57.6‬‬
‫مثير لالهتمام عن صدوع متعددة متوازية بمقياس كبير تقطع وتزيح الصخور الرسوبية‪.‬‬
‫ا‬ ‫مثاال‬
‫الصدوع هي شبه عمودية وتمتد لتصل إلى حوالي ‪ 10-8‬كم في طول المضرب‪ .‬بالقرب من‬
‫األطراف الجنوبية من الصدوع تحدث إصطفاف للنباتات بوضوح بسبب حركة المياه الجوفية‪.‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 57.6‬صدوع متعددة متوازية واسعة النطاق تؤدي إلى إزاحة الطبقات الرسوبية في حوض كوداباه‪ ،‬الهند؛ يمكن‬
‫تتبع الصدوع لطول المضرب البالغ حوالي ‪ 10-8‬كم؛ الحظ المحاذاة المفضلة للنباتات على طول األجزاء الجنوبية‬
‫من مناطق الصدع تشير إلى تسرب المياه الجوفية (صورة ‪ IKONOS‬مطبوعة باألبيض واألسود)‪.‬‬

‫‪ 7.6‬معالم تكتونية عالمية ‪Features of Global Tectonics‬‬


‫كثي ار ما تقع حدود الصفائح المتباعدة تحت المحيطات على هيئة حواجز وسط المحيط‪ .‬يتم‬
‫إيالء الكثير من االهتمام لهذه الحدود في البحث عن الفهم الصحيح والتحقق من صحة المفاهيم‬
‫الموجودة عن تكتونية الصفائح‪ .‬تعد برامج الحفر في أعماق البحار على بعض منحدرات حواجز‬
‫منتصف المحيط دليل على األهمية العلمية لهذه المعالم الطبيعية‪ .‬يوفر منخفض عفار ومنطقة‬
‫الصدع في أيسلندا أمثلة حيث يمكن مالحظة حواجز وسط المحيط على اليابسة‪.‬‬
‫‪ 1.7.6‬منخفض عفار (إلتقاء ثالثي) )‪Afar Depression (Triple Junction‬‬
‫منخفض عفار هو إتصال ثالثي للصفائح التكتونية حيث تبرز الحواجز الممتدة التي تشكل‬
‫البحر األحمر وخليج عدن على اليابسة وتلتقي بالصدع اإلفريقي الشرقي‪ .‬يوضح الشكل ‪58.6‬‬
‫صورة تقاطع عفار الثالثي‪ .‬ويظهر بوضوح كخسفة‪ .‬داخل المثلث‪ ،‬تتصدع قشرة األرض ببطء‬
‫بمعدل ‪ 2-1‬سم في السنة على طول كل من مناطق الصدع الثالثة التي تشكل "أرجل" التقاطع‬
‫الثالثي‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تحدث الزالزل في كثير من األحيان مصحوبة بتشققات عميقة في التضاريس‬

‫‪- 219 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بطول مئات األمتار وتغرق قيعان الوادي‪ .‬االنفجارات البركانية تكون شائعة أيضا‪ .‬يتكون قاع‬
‫منخفض عفار من حمم بازلتية‪ .‬لقد تم استنتاج أن منخفض عفار (تقاطع ثالثي) هو أيضا موقع‬
‫عمود الجبة‪ ،‬وهو صعود كبيرة من الجبة الذي ينصهر إلنتاج البازلت أثناء اقترابه من السطح‪.‬‬

‫‪ 58.6‬منخفض عفار؛ هو تقاطع ثالثي الصفائح التكتونية حيث تبرز الحواجز الممتدة التي تشكل البحر األحمر‬
‫وخليج عدن على اليابسة وتقابل الصدع األفريقي الشرقي؛ تظهر الصورة بوضوح تقاطع ثالثي التكتونية ووجود‬
‫الخسفة ‪graben‬‬
‫‪ 2.7.6‬منطقة الصدع البركاني الحديث – أيسلندا ‪Neovolcanic rift zone—Iceland‬‬
‫كما ذكر أعاله‪ ،‬تنكشف حواجز وسط المحيط األطلسية في أيسلندا‪ .‬تمت تغطية جزء من‬
‫منطقة الصدع التكتوني الحديث‪ -‬البركاني الحديث بواسطة ‪ Seasat-SAR‬من مدارين مختلفين‬
‫ولكن متوازيين‪ ،‬على بعد ‪ 20‬كم فقط‪ .‬بالمقارنة مع ارتفاع المستشعر حوالي ‪ 800‬كم‪ ،‬توفر‬
‫مجموعة المشهدين تأثير مجسم معتدل (الشكل ‪ .)59.6‬توضح الصور أن المنطقة تتميز ببعض‬
‫الخصائص التركيبية والمورفولوجية المتميزة‪.‬‬
‫نظر للتضاريس الوعرة لألراضي وزاوية النظر المنخفضة لرادار الفتحة االصطناعيةـ ‪، SAR‬‬
‫ا‬
‫فإن تأثيرات التوقف المؤقت وقصر المنظور المائل تكون مميزة ‪ ،‬خاصة في المنظر المجسم‪ .‬تظهر‬
‫منحدرات التالل التي تواجه حزمة الرادار مشرقة وقصيرة‪ ،‬وتلك المنحدرة بعيدا مظلمة وممدودة‪.‬‬
‫ُينظر إلى المشهد بزاوية ‪ 20‬درجة تقريبا مع مضرب المنطقة البركانية الحديثة‪ ،‬والتي تتميز باالتجاه‬

‫‪- 220 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫العام للصدوع وحواجز الباالجونيت ‪ .palagonite‬ويبدو أن الباالجونايت قد تراكمت خالل ثوران‬


‫الشقوق تحت الجليدية في البليستوسين العلوي‪ .‬إن التضاريس المتكسرة الوعرة النموذجية‬
‫للباالجونايت تجعلها قابلة للتخطيط بسهولة على صور الرادار‪.‬‬

‫شكل ‪ 59.6‬زوج مجسم تم الحصول عليه بواسطة ‪ Seasat-SAR‬من مدارات مجاورة ومتوازية‪ُ .‬يظهر منطقة‬
‫الصدع البركاني الجديد في جنوب غرب أيسلندا؛ تتميز منطقة الصدع بالعديد من الصدوع المتوازية ‪ ،‬وحواجز‬
‫الباالجونايت‪ ،‬وتدفقات الحمم البركانية في عصر الهولوسين‪ .‬على الصورة اليمنى‪ ،‬الحظ سطح الماء المضطرب‬
‫لبحيرة ‪ ، Thingvallavatn‬مما أدى إلى استطارة خلفية قوية‪.‬‬

‫‪ 8.6‬التراكيب الخطية ‪Lineaments‬‬


‫استخدم مصطلح التركيب الخطي على نطاق واسع في اآلونة األخيرة ‪ ،‬وغالبا بدرجات مختلفة‬
‫من المعنى‪ .‬تعد الخطيات الصورية‪ ،‬أي المحاذاة الخطية للمعالم على الصور الفوتوغرافية والصور‪،‬‬
‫واحدة من أكثر المعالم وضوحا على الصور الجوية والفضائية على ارتفاعات عالية‪ ،‬وبالتالي انتشر‬
‫استخدام مصطلح التركيب الخطي في أدب جيولوجيا االستشعار عن ُبعد في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫تم تطبيق هذا المصطلح أيضا ليشمل محاذاة معالم جيولوجية مختلفة‪ ،‬مثل (‪ )1‬أنطقة القص‪/‬‬
‫الصدوع؛ (‪ )2‬وديان الصدع؛ (‪ )3‬إنقطاع المكاشف الصخرية؛ (‪ )4‬آثار طية محورية؛ (‪ )5‬آثار‬

‫‪- 221 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫كسور وفواصل؛ (‪ )6‬إصطفاف الشقوق واألنابيب والقواطع النارية واإلندساسات الصخرية؛ (‪)7‬‬
‫االتجاهات الخطية بسبب التطبق الصخاري؛ (‪ )8‬خطوط تغير السحنات الرسوبية الكبيرة؛ (‪)9‬‬
‫محاذاة الجداول والوديان؛ (‪ )10‬المحاذاة الطبوغرافية – اإلنخسافات والحيود؛ (‪ )11‬محاذاة حقول‬
‫النفط والغاز؛ (‪ )12‬وجود السخانات والمداخن والينابيع بموازاة خط؛ (‪ )13‬المعالم الخطية التي‬
‫شوهدت على بيانات الجاذبية والبيانات المغناطيسية وغيرها من البيانات الجيوفيزيائية؛ (‪ )14‬محاذاة‬
‫الغطاء النباتي؛ (‪ )15‬تغييرات تدرج لون التربة وما إلى ذلك؛ (‪ )16‬الحدود الطبيعية لتوزيع معالم‬
‫معينة لسطح األرض‪.‬‬
‫مظهر أي تركيب خطي يعتمد على مقياس المالحظة واألبعاد المعنية‪ .‬قد تكون التراكيب‬
‫الخطية ذات طبيعة وبعد معين أكثر وضوحا على مقياس خاص‪ ،‬ولهذا السبب يجب دراسة المعالم‬
‫التكتونية بحجم مئات الكيلومترات على الصور ذات المقياس األصغر‪.‬‬
‫تظهر التراكيب الخطية كمعالم مستقيمة أو منحنية أو متوازية أو ذات نسق سلمي (االشكال‬
‫‪ 60.6‬و ‪ 61.6‬و ‪ .)62.6‬بشكل عام‪ ،‬ترتبط التراكيب الخطية بأنظمة الكسر‪ ،‬ومستويات‬
‫االنقطاع‪ ،‬ومستويات الصدع ومناطق القص في الصخور‪ .‬يشمل المصطلح أيضا آثار الكسر‬
‫الموصوفة من التفسير الفوتوغرافي الجوي‪ .‬قد تبدوا القواطع النارية والعروق كتراكيب خطية‪ .‬نمط‬
‫التركيب الخطي هو مهم على الصورة؛ تشير التراكيب الخطية ذات المحاذاة األكثر استقامة إلى‬
‫أسطح مائلة بحدة؛ وبشكل ضمني‪ ،‬فمن المحتمل أن تمتد أعمق تحت سطح األرض‪.‬‬
‫ظاهر‬
‫ا‬ ‫في بعض األحيان‪ ،‬قد يكون اإلحساس النسبي بالحركة على طول الصدع ‪ /‬التركيب الخطي‬
‫على الصورة؛ على سبيل المثال‪ ،‬يمكن رؤية اإلزاحة عبر بعض معالم التراكيب الخطية بوضوح في‬
‫االشكال ‪ 60.6‬و ‪.61.6‬‬
‫على صورة فوتوغرافية أو صورة معينة‪ ،‬دائما ما يتم مالحظة كل من التراكيب الخطية الرئيسية‬
‫والثانوية‪ .‬قد تتوافق التراكيب الخطية الرئيسية مع أنطقة قصية هامة‪ ،‬وصدوع وكسور وحدود أو‬
‫تراكيب تكتونية رئيسية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬قد تتوافق التراكيب الخطية الثانوية مع صدوع بسيطة‬
‫نسبيا‪ ،‬أو فواصل‪ ،‬وكسور وآثار تطبق وما إلى ذلك‪ .‬قد يتم التعبير عن هذه التغييرات على أنها‬
‫تغييرات في درجة لون التربة‪ ،‬ومحاذاة غطاء نباتي‪ ،‬وينابيع‪ ،‬وفجوات في مرتفعات صغيرة‪،‬‬
‫ومنخفضات وهبوطات سطحية متراصفة‪ ،‬ونقل الطبيعة النسيجية في مشهد صورة أكبر‪.‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 60.6‬رسم خرائط ألنواع مختلفة من التراكيب الخطية على صورة ‪ IRS-1C LISS-III‬لمنطقة كوداباه ‪،‬‬
‫الهند‬

‫شكل ‪ a 61.6‬مثال على تراكيب خطية شدية وقصية واسعة النطاق (كسور) ممتدة لعدة كيلومترات في جزء من‬
‫حوض بريزبامباد كوداداه‪ ،‬الهند؛ صورة ‪ IKONOS‬مطبوعة باألبيض واألسود؛ ‪ b‬خريطة تفسير للصورة المجاورة؛‬
‫الكسور التي تحمل عالمة ‪ T‬هي كسور شد مفتوحة والتي تحتوي على تسرب للمياه الجوفية؛ ‪ S‬هي كسور قصية‬
‫التي تظهر إزاحة نسبية جانبية في أماكن‬

‫‪- 223 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 62.6‬مركب ‪ُ IRS-LISS-IV CIR‬يظهر عدة مناطق خطية متقاطعة رئيسية (مناطق القص) تمتد لمسافات‬
‫طويلة (طول المضرب يصل إلى ‪ 25-20‬كم) وتتميز بنطاق تجوية وغطاء نباتي‪ ،‬بعرض يصل إلى كيلومتر واحد‪،‬‬
‫في التضاريس الغرانيتية الصلبة في كارناتاكا‪ ،‬الهند‬
‫يعتمد العنصر األرضي المطابق للتركيب الخطي على مقياس بيانات االستشعار عن بعد‪ .‬على‬
‫مقاييس إقليمية (لنقل ‪ ،)1:250،000‬قد تكون معالم التراكيب الخطية بطول أكثر من حوالي ‪ 5‬كم‪،‬‬
‫وتمثل وديان طويلة وأنطقة متكسرة معقدة‪ .‬على مقاييس أكبر (على سبيل المثال الصور الجوية أو‬
‫صور ‪ ، Ikonos‬ولنقل بمقياس ‪ ،)1:5000‬قد تبدو معالم تصريف محلية قصيرة‪ ،‬وآثار كسور‬
‫منفردة كمعالم تراكيب خطية‪.‬‬
‫نظر ألن التراكيب الخطية هي آثار سطحية للكسور والصدوع وأنطقة القص وما إلى ذلك‪ ،‬فقد‬
‫ا‬
‫تصبح معالم سطحية مثل الطبوغرافيا والتصريف والغطاء النباتي ورطوبة التربة والينابيع وما إلى‬
‫ذلك متراصفة بموازاة التراكيب الخطية‪ .‬من المحتمل أن تمتد التراكيب الخطية العمودية أو شديدة‬

‫‪- 224 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫االنحدار إلى عمق أكبر تحت سطح األرض‪ ،‬مما يؤدي إلى تجوية محلية أكثر عمقا العميقة وزيادة‬
‫سماكة الثرى ‪( regolith‬الشكالن ‪ 62.6‬و ‪.)63.6‬‬

‫شكل ‪ 63.6‬تمثيل تخطيطي لتركيب خطي؛ يظهر المظهر السطحي من حيث اصطفاف التضاريس‪ ،‬التصريف‪،‬‬
‫الغطاء النباتي‪ ،‬إلخ؛ يمتلك نطاق التركيب الخطي عمقا أكبر للتجوية‬
‫يمكن إجراء رسم خارطة للتراكيب الخطية على جميع أنواع صور االستشعار عن بعد‪ :‬صور‬
‫فوتوغرافية بانكروماتية مجسمة وصور تحت الحمراء متعددة األطياف وح اررية وصور رادار الفتحة‬
‫االصطناعية ‪ .SAR‬تحتوي الصور البانكرومايتية وتحت الحمراء قصيرة الموجة وتحت الحمراء‬
‫القريبة وتحت الحمراء الح اررية على معلومات بالقرب من السطح‪ ،‬بينما قد توفر صور رادار الفتحة‬
‫االصطناعية ‪ SAR‬اختراقا محدودا للعمق (بحدود بضعة أمتار على األكثر) في ظروف قاحلة‪.‬‬
‫يرتبط مظهر التراكيب الخطية بالظروف األرضية ونطاق الطيف الحساس‪.‬‬
‫يمكن تعيين التراكيب الخطية على نواتج بيانات بسيطة‪ ،‬وكذلك على صور معالجة ‪ /‬محسنة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أيضا تطبيق أنواع مختلفة من التقنيات الرقمية‪ ،‬التي تهدف إلى تعزيز‬
‫المعالم الخطية‪ ،‬في شكل مرشحات موحدة الخواص ومتباينة الخواص‪.‬‬
‫على صورة ما‪ ،‬يمكن التعرف على التراكيب الخطية بسهولة عن طريق التفسير البصري‬
‫باستخدام التدرج اللوني واللون والنسيج والنمط والتجمع وما إلى ذلك‪ ،‬بمعنى عناصر تفسير الصورة‪.‬‬
‫بدال من ذلك‪ ،‬يمكن أيضا تطبيق تقنيات رقمية تلقائية لكشف الشفرة للكشف عن التراكيب الخطية‪.‬‬

‫‪- 225 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تقنيات كشف الشفرة‪ ،‬مع العديد من االختالفات المحتملة‪ ،‬تؤدي إلى العديد من النتاجات الصناعية‬
‫أو الخطيات التي ال معنى لها‪ ،‬والتي قد تنشأ نتيجة لإلضاءة والطوبوغرافيا والظالل إلخ‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫يفضل بشكل عام تقنية التفسير البصري وتطبيقها على نطاق واسع‪.‬‬
‫أقترحت طريقة تعرف تلقائي على تركيب خطي بمساعدة حاسوب حديث‪ ،‬وهي خوارزمية تتبع‬
‫جزء ‪ .)STA( Segment Tracing Algorithm‬مبدئها هو اكتشاف سطر من البكسالت كعنصر‬
‫متجه من خالل فحص التباين المحلي للمستوى الرمادي في الصورة الرقمية‪ ،‬وتوصيل عناصر‬
‫الخطوط المحتجزة على طول اتجاهاتها المتوقعة‪ .‬قد يكون أكثر فائدة نسبيا في المناطق المظللة‪.‬‬
‫يتضمن التفسير البصري للتراكيب الخطية درجة من الذاتية‪ ،‬ولهذا السبب قد تختلف النتائج من‬
‫شخص آلخر‪.‬‬
‫تمتلك التراكيب الخطية المعينة على صورة االستشعار عن ُبعد تباينا مكانيا في االتجاه والتردد‬
‫والطول‪ .‬لغرض التحليل اإلحصائي‪ ،‬غالبا ما يتم تصنيف التراكيب الخطية في مديات من الزوايا‬
‫(عادة فاصل ‪ 10‬درجات)‪ .‬يمكن معالجة بيانات التركيب الخطي يدويا‪ ،‬والتي تكون مملة جدا‪ ،‬أو‬
‫بدال من ذلك يمكن ترقيم خارطة التركيب الخطي‪ .‬يمكن تركيب خريطة التركيب الخطي على قرص‬
‫رقمي‪ ،‬وربطه بجهاز كمبيوتر‪ ،‬ويمكن قراءة نقاط النهاية لكل تركيب خطي بالتسلسل باستخدام قلم‬
‫محمول باليد متحرك أو مؤشر‪ ،‬لترقيم كل تركيب خطي‪ .‬بمجرد جمع بيانات جميع التراكيب الخطية‪،‬‬
‫يمكن إعادة تنسيقها ومعالجتها لتوفير المعلومات اإلحصائية‪.‬‬
‫هناك عدد من الطرق لتقييم التوزيع اإلحصائي للتراكيب الخطية في المنطقة‪ .‬أحدها هو عن‬
‫طريق النظر في عدد التراكيب الخطية في وحدة مساحة؛ والثاني‪ ،‬عن طريق قياس الطول الكلي‬
‫للتراكيب الخطية لكل وحدة مساحة؛ والثالث‪ ،‬عن طريق حساب عدد تقاطعات التراكيب الخطية لكل‬
‫وحدة مساحة‪ .‬تكون طريقة تقاطع التركيب الخطي لكل وحدة مساحة (الكثافة) أسرع بشكل عام‬
‫وأكثر مالءمة (الشكل ‪ .)64.6‬يتم رسم تقاطعات اثنين (أو أكثر) من التركيب الخطية كنقاط‪ .‬يتم‬
‫حساب عدد النقاط التي تقع داخل منطقة شبكة محددة‪ .‬يتم احاطة البيانات إلعطاء خريطة كنتورية‬
‫لكثافة تقاطع التركيب الخطي‪ .‬هذا يعطي مناطق بدرجات مختلفة من التكسر في المنطقة‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬يمكن تنقيط خرائط كثافة تقاطع التراكيب الخطية وتحويلها إلى صورة لكثافة تقاطع‬

‫‪- 226 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫التركيب الخطي‪ .‬بنفس الطريقة‪ ،‬من الممكن إنشاء صور بطول التراكيب الخطية وصور بعدد‬
‫التراكيب الخطية‪ .‬توفر نواتج البيانات المعالجة هذه معلومات إحصائية عن توزيع األنطقة المتكسرة‪.‬‬

‫شكل ‪ a 64.6‬خريطة تفسير تركيب خطي لتضاريس غرانيتية؛ ‪ b‬رسم بياني لنقطة تقاطع تركيب خطي؛ ‪ c‬خطوط‬
‫كنتورية‬
‫في الصخور‪ ،‬تنشأ الكسور أو الفواصل بطرق مختلفة‪ .‬هناك نوعان رئيسيان من الكسور‬
‫المميزة‪( :‬أ) كسور قصية‪ ،‬والتي تنشأ بسبب فشل قصي في الصخور‪ ،‬و (ب) كسور توسعية‪ ،‬والتي‬
‫هي ذات أصل شدي (تمددي)‪ .‬أما النوع الثالث "المختلط أو الهجين" فيظهر معالم ذات أصل قصي‬
‫وتوسعي‪ .‬بالنسبة لبعض التطبيقات‪ ،‬من المهم التمييز بين األنواع التكوينية للكسور ‪ /‬التراكيب‬
‫الخطية؛ على سبيل المثال‪ ،‬النوع التوسعي يكون أكثر انفتاحا وأكثر إنتاجية للمياه الجوفية‪ .‬يمكن في‬
‫بعض األحيان إجراء التمييز التكويني بين التراكيب الخطية المختلفة على بيانات االستشعار عن‬
‫بعد‪ ،‬على أساس اعتبارين‪( :‬أ) الحركة النسبية على طول انقطاع فردي‪ ،‬و (ب) االتجاه والتوزيع‬
‫اإلحصائي للتراكيب الخطية‪ .‬من المستحسن دائما أن يكون كال النوعين من األدلة يدعم كل منهما‬
‫اآلخر‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬يمكن رؤية الحركات النسبية على طول التراكيب الخطية لإلشارة إلى‬
‫صدوع وكسور قصية (انظر الشكلين‪ 60.6‬و ‪)61.6‬؛ في المقابل‪ ،‬ال تظهر التراكيب الخطية‬
‫المتعلقة بالكسور التوسعية أي إزاحة نسبية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬في بعض المناطق‪ ،‬يمكن للتحليل‬
‫اإلحصائي التجاهات التركيب الخطي أن يميز بين كسور ذات منشأ قصي وتلك ذات األصل‬
‫التوسعي‪ ،‬بطريقة معممة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يعرض الشكل ‪ a 65.6‬خريطة تفسير تركيب خطي‬
‫لمقطع ميونيخ ‪ -‬ميالنو في جبال األلب الشرقية‪ .‬يشاهد عدد كبير من التراكيب الخطية؛ أعطيت‬
‫اتجاهاتهم اإلحصائية من خالل مخطط الوردة في الشكل ‪ .b 65.6‬استنادا إلى العالقات الزاوية‬
‫المتبادلة‪ ،‬يمكن استنتاج أن مجموعات ‪ S1‬و ‪ S2‬عبارة عن كسور فصية وأن المجموعة ‪ T‬من‬
‫النوع التوسعي‪.‬‬

‫‪- 227 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 65.6‬خريطة تركيب خطي لجبال األلب الشرقية كما تم تفسيرها من صور ‪Landsat MSS‬؛ مخطط‬
‫الوردة في الشكل ‪ a 56.5‬بوضوح ثالثة اتجاهات رئيسية تبرز إحصائيا‪ N45−25 ° (S1) )1( :‬؛ (‪N15- )2‬‬
‫)‪ 195 ° (T‬؛ و (‪N345−165 ° (S2) )3‬‬
‫لقد وجدت دراسات التراكيب الخطية تطبيقات في مجاالت مختلفة من علوم األرض – التكتونية‬
‫الحديثة‪ ،‬وخطر الزالزل‪ ،‬والدراسات التكتونية العالمية‪ ،‬وتحليل أنماط التشوه التركيبي‪ ،‬إلخ‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬تمثل التراكيب الخطية مناطق تشوه وتكسر‪ ،‬مما يعني أنها مناطق ذات مسامية ثانوية‬
‫نظر ألن هذه المناطق أصبحت قنوات هامة لهجرة السوائل‪ ،‬فإن التراكيب الخطية تشكل أدلة‬
‫عالية‪ .‬ا‬
‫مهمة الستكشاف الرواسب المعدنية‪ ،‬وآفاق البترول‪ ،‬والمياه الجوفية ‪ ،‬إلخ‪ .‬فيما يلي بعض األمثلة‬
‫لتوضيح أنواع ومجاالت دراسات التراكيب الخطية‬
‫‪ .1‬التركيب الخطي المطابق لمنطقة االندساس ‪ -‬نطاق درز أندوس ‪ ، Indus‬جبال الهيمااليا‪.‬‬
‫تشكل جبال الهيمااليا واحدة من أحدث األنظمة الجبلية وأكثرها نشاطا على سطح األرض‪ ،‬والتي‬

‫‪- 228 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تشكلت نتيجة تصادم صفيحتين قشريتين ‪ -‬الصفيحة األوراسية في الشمال والصفيحة الهندية في‬
‫الجنوب‪ .‬تسمى منطقة التصادم باسم نطاق درز أندوس ‪ ، Indus‬تيمنا باسم نهر ‪ ، Indus‬والذي‬
‫يتبع الحدود المشتركة للصفيحة لمسافة طويلة‪ .‬يقدم الشكل ‪ 66.6‬منظو ار إقليميا للمعالم التكتونية‪،‬‬
‫والتي تظهر كنطاق تركيب خطي رئيسي يتجه شمال غرب – جنوب شرق ‪ NW-SE‬يمكن تتبعه‬
‫كخط مستقيم ألكثر من ‪ 100‬كيلومتر‪ .‬تتعلق المنطقة ذات األلوان الداكنة ( ‪ )ISZ‬في الصورة‬
‫بمجموعة األفيواليت الفوق قاعدية من الصخور المتموضعة على طول منطقة االندساس‪.‬‬

‫شكل ‪ 66.6‬التركيب الخطي البارز المتجه ‪ -NW-SE‬هو نطاق درز أندوس (‪ ،)ISZ‬والذي يشكل منطقة‬
‫االندساس في تصادم صفائح الهند وأوراسيا وتشكل حدودا تكتونية كبيرة في جبال الهيمااليا‪ .‬وهو يمتد ألكثر من مائة‬
‫كيلومتر كخط مستقيم في التضاريس الوعرة في جبال الهيمااليا‪ .‬يتبع نهر أندوس هذه المنطقة لمدة طويلة‪ .‬األجسام‬
‫ذات األلوان الداكنة هي اندساسات اوفيواليتية على طول خط الدرز (صورة األشعة تحت الحمراء ‪)Landsat MSS‬‬
‫‪ .2‬تحديد تراكيب معالم خطية مدفونة ‪ -‬جبال الحجار‪ ،‬الجزائر‪ .‬يهيمن على الجزء الجنوبي من‬
‫الجزائر ظروف مناخية جافة الى شديدة الجفاف‪ .‬الشكل ‪ a 67.6‬و ‪ b‬يعرض صورة الكامي ار المترية‬
‫(بانوكروماتية) وصورة ‪ ، SIR-A‬على التوالي‪ ،‬لجزء من جبال ‪ Hoggar‬الجنوبية ‪ ،‬الصحراء‬
‫الجزائرية‪ .‬عادة ما تكون التضاريس جافة مع قنوات جافة ومنحدرات عارية ورمال‪ .‬من الناحية‬
‫الشكلية‪ ،‬تتميز المنطقة الموضحة في الصورة بتالل تتجه نحو شمال شرق – جنوب غرب ‪NE-‬‬
‫‪ SW‬وسهل مستوي مغطى بالرمال‪ ،‬يقع بين مرتفعين صغيرين مهيمنين‪ .‬تُظهر الصورة‬

‫‪- 229 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫البانوكروماتية ‪ panchromatic‬االتجاه التركيبي للتكوينات (‪ )NE – SW‬ووجود العديد من المعالم‬


‫الخطية في التضاريس الجبلية؛ ومع ذلك‪ ،‬يتم الحصول على القليل من المعلومات في المنطقة‬
‫المسطحة المغطاة بالرمال‪ .‬تُظهر صورة ‪ SIR-A‬المقابلة أن عودة الرادار تتأثر‪ ،‬كلها‪ ،‬بالبروز‬
‫التضاريسي‪ ،‬والغطاء الرمل المغطي‪ ،‬والتضاريس تحت السطحية لصخر األساس وربما التباين في‬
‫نظر لقدرة أجهزة استشعار الميكروويف النشطة على التغلغل في األعماق في الظروف‬
‫رطوبة التربة‪ .‬ا‬
‫القاحلة شديدة الجفاف‪ ،‬يمكن تحديد العديد من التراكيب المدفونة في صور الرادار‪.‬‬

‫شكل ‪ a 67.6‬مقارنة لصورة الكامي ار المترية (‪ )panchromatic‬و ‪ SIR-A‬صورة لجبال ‪ Hogger‬الجنوبية في‬
‫الجزائر‪ .‬تظهر صورة الكامي ار المترية التفاصيل الهيكلية في المناطق الجبلية؛ ومع ذلك‪ ،‬لم يتم تقديم معلومات عن‬
‫السهل المنبسط المغطى بالرمال الجافة‪( .‬ب) صورة ‪ SIR-A‬المقابلة؛ نالحظ وجود العديد من تراكيب المعالم‬
‫الخطية المدفونة تحت الغطاء الرملي‪ ،‬والتي أُخرجت على صورة الرادار (وكالة الفضاء األوروبية)‬
‫‪ .3‬إزاحة معالم جيومورفولوجية نشطة على طول نطاق صدع – معلم خطي في تيان شان‪ .‬تعد‬
‫منطقة التقارب ‪ Pamir-Tian Shan‬مثاال فريدا على تصادم الهند ‪ -‬أوراسيا المستمر وبناء‬
‫الجبال‪ .‬أجرى باحثين تحليال تفصيليا لصور األقمار الصناعية جنبا إلى جنب مع مشاهدات‬

‫‪- 230 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جيولوجية وجيومورفولوجية حقلية واسعة النطاق‪ ،‬وتم رسم صدوع وطيات دهر السينوزويك المتأخر‬
‫في المنطقة‪ .‬وكشفت تحرياتهم عن وجود العديد من الصدوع والطيات الكبيرة التي تؤثر على رواسب‬
‫الرباعي ‪ -‬السينوزويك‪ .‬يوضح الشكل ‪ 68.6‬أن بعض العيوب تقطع وتُزيح أنظمة تصريف نشطة‬
‫مع إزاحة منهجية (يمينية في هذه الحالة)‪ ،‬مما يشير إلى نشأتها التكتونية الحديثة‪.‬‬

‫شكل ‪ a 68.6‬صورة ‪ Landsat ETM‬لجزء من سلسلة جبال ‪ Tian-Shan‬؛ ‪ b‬خريطة تفسير للصورة توضح‬
‫إزاحة الجداول على طول الجزء الشمالي الغربي من الصدع؛ تجدر اإلشارة إلى أن المجاري المائية الرئيسية ‪،a-a‬‬
‫‪ ′ c-c ،b-b ′‬قد تم إزاحتها بشكل منتظم يمينيا‪ ،‬وأن مقدار اإلزاحة هي ‪ 8000‬و ‪ 3430‬و ‪ 1700‬م على طول‬
‫الصدع على التوالي؛ تم تفسير ذلك من حيث عمر المجرى المائي ‪ -‬فكلما كانت قناة المجرى المائي أقدم ‪ ،‬كلما‬
‫كانت اإلزاحة أكبر‪.‬‬

‫‪- 231 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 9.6‬المعالم الدائرية ‪Circular Features‬‬


‫غالبا ما تسترعي المعالم الدائرية عين الجيولوجي على صور االستشعار عن ُبعد‪ .‬ويرجع ذلك‬
‫إلى األهمية الخاصة المتعلقة بالمعالم الدائرية في الجيولوجيا‪ .‬المعالم الدائرية ‪ -‬شبه الدائرية قد‬
‫تترافق مع‪ )1( :‬إندساسات؛ (‪ )2‬قباب وأحواض تركيبية؛ (‪ )3‬براكين؛ (‪ )4‬تكسر شدي حلقي؛ و‬
‫(‪ )5‬نيازك‪ .‬خصائصها البارزة هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬االندساسات‪ :‬قد تظهر المعالم الدائرية إلى شبه الدائرية على صور األقمار الصناعية بسبب‬
‫االندساسات النارية (الشكالن ‪ 69.6‬و ‪ .)70.6‬قد يظهر هذا نمطا "دفعا جانبيا" للصخر المضيف‬
‫وأيضا قطع األخير‪.‬‬

‫شكل ‪ 69.6‬االندساس الغرانيتي الكبير على شكل قبة هو كتلة براندبرج الصخرية الموجودة في صحراء ناميبيا؛ وهي‬
‫تشكل المعلم الجغرافي المهيمن الذي يغطي مساحة ‪ 650‬كم‪ 2‬وترتفع إلى ارتفاع> ‪ 2500‬متر فوق الصحراء‬
‫المحيطة‪.‬‬

‫‪- 232 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 70.6‬إن االندساس المثالي ذي الشكل الدائري‪ ،‬الذي يبلغ قطره حوالي ‪ 10‬كيلومترات وحيد تضاريسي يصل‬
‫ارتفاعه إلى ‪ 600‬متر ‪ ،‬هو كتلة كوندور الصخرية ‪ ، Kondyor Massif‬شرق سيبيريا‪ ،‬روسيا؛ إنها كتلة صخرية‬
‫قلوية ومليئة بالفلزات والمعادن النادرة بما في ذلك بلورات خشنة من سبائك ‪ Pt-Fe‬والمغلفة بالذهب؛ النهر الذي‬
‫يتدفق منه يشكل رواسب معدنية تبرية‬
‫‪ .2‬يمكن التعرف على القبب واألحواض التركيبية التي تتشكل بواسطة الطي المتقاطع من االتجاه‬
‫التركيبي للتطبق (على سبيل المثال الشكلين ‪ 35.6‬و ‪.)36.6‬‬
‫‪ .3‬البراكين لها تعبيرات مورفولوجية بارزة وكثي ار ما تحدث في مجموعات (الشكل ‪.)71.6‬‬
‫‪ .4‬قد تؤدي كسور تشبه الحلقة بسبب قوى شدية أيضا إلى معالم دائرية على الصور؛ يجب تحديد‬
‫نوعها التكويني من الوضعية التكتونية للمنطقة‪.‬‬
‫‪ .5‬تتميز الفوهات ذات االصطدام النيزكي بالتوزيع العشوائي‪ ،‬التباين في الحجم والشكل ‪ ،‬ولكن‬
‫االنتظام في الشكل وتفتقر إلى أي نوع من المصاحبة التكتونية (الشكل ‪ .)72.6‬قد تترافق أدلة‬
‫حقلية من ارتفاع الضغط أو تحول صدمي‪ ،‬واألقماع المحطمة وانصهار اصطدامي‪ .‬أظهرت بيانات‬
‫االستشعار عن بعد أن هناك العديد من التراكيب الدائرية التي قد تكون ناجمة عن اصطدامات‬
‫نيزكية على األرض مما كان يعتقد سابقا‪.‬‬

‫‪- 233 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 71.6‬براكين متطبقة جنوب جاكرتا ‪ ،‬اندونيسيا‪ .‬اتجاه النظر من األعلى‪ .‬يبلغ عرض الكالدي ار الدائرية الكبيرة‬
‫(أسفل اليمين) أكثر من كيلومتر واحد‪ .‬التصريف الشعاعي جيد التطور‪.‬‬

‫شكل ‪ 72.6‬منظر مجسم لتركيب اصطدام نيزكي محتمل‪ ،‬يسمى تركيب ‪ ، Iturralde‬في بوليفيا؛ وهو تركيب دائري‬
‫عرضه ‪ 8‬كم‪ ،‬ويوجد في رواسب ناعمة كثيفة النباتات وسهوب في بوليفيا‬

‫‪- 234 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 10.6‬عدم التوافق ‪Unconformity‬‬


‫يعتمد تحديد عدم التوافق في بيانات االستشعار عن ُبعد في الغالب على أدلة غير مباشرة‪ ،‬مثل‬
‫انقطاع الوحدات الصخارية والمعالم التركيبية أو االختالفات في درجة التشوه‪ .‬قد يكون التعبير عن‬
‫عدم التوافق الزاوي (الشكل ‪ )73.6‬مشابها تماما للتعبير عن صدع منخفض الزاوية‪.‬‬

‫شكل ‪ 73.6‬عدم التوافق الزاوي‪ ،‬تشيلي ألتيبالنو‪ .‬توجد على الجانب األيمن من الصورة ترسبات طباشيري تميل‬
‫بزاوية تبلغ حوالي ‪ 50‬درجة شرقا‪ .‬على الجانب األيسر تظهر ترسبات مقذوفات بركانية منبسطة (صورة ‪، ASTER‬‬
‫مطبوعة باألبيض واألسود من اللون المركب)‬

‫‪- 235 -‬‬


‫التعرف على التراكيب‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 236 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل السابع‬
‫أطياف المعادن والصخور‬
‫‪ 1.7‬تمهيد ‪preface‬‬
‫تؤدي تفاعالت اإلشعاع الكهرمغناطيسي مع المادة في مقياس جزيئي ذري إلى امتصاص‬
‫انتقائي وانبعاث وانعكاس‪ ،‬والتي يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خالل الطبيعة الجزيئية للضوء‪.‬‬
‫تسمى العالقة بين شدة اإلشعاع الكهرومغناطيسي وطول الموجة بمنحنى االستجابة الطيفية أو‬
‫التوقيع الطيفي (الشكل ‪ .)1.7‬يمكن أن يكون معلم واحد أو مجموعة من المعالم (النمط) في‬
‫المنحنى تشخيصية في تحديد الكائن‪ .‬في سياق االستشعار عن بعد‪ ،‬يمكن تمييز الكائنات بأنواع‬
‫السلوك الطيفي التالية‪.‬‬
‫‪ .1‬امتصاص انتقائي‪ .‬تمتص بعض االنطقة الموجية بشكل انتقائي وتتميز الطبيعة الطيفية بانعكاس‬
‫ضعيف نسبيا؛ وهذه الظاهرة تالحظ على نطاق واسع في منطقة االنعكاس الشمسي‪.‬‬
‫‪ .2‬انعكاس انتقائي‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬ينعكس طول موجي معين بقوة‪ ،‬مما يؤدي إلى ظاهرة "تشبه‬
‫الرنين"؛ قد يكون االنعكاس االنتقائي شديدا لدرجة أنه قد يؤدي إلى فصل حزمة أحادية اللون (تسمى‬
‫األشعة المتبقية أو ‪ .)Reststrahlen‬يتواجد هناك العديد من االشعة المتبقية في المنطقة تحت‬
‫الحمراء الح اررية‪.‬‬
‫‪ .3‬انبعاث انتقائي أعلى أو أوطأ‪ .‬قد تظهر بعض الكائنات أو االجسام انبعاثا أعلى أو أقل انتقائية‬
‫عند أطوال موجية معينة‪.‬‬
‫من الواضح أن التوقيعات الطيفية تشكل المعلومات األساسية الالزمة لتصميم أي تجربة‬
‫استشعار عن بعد أو لتفسير البيانات‪ .‬خالل العقود الثالثة الماضية أو نحو ذلك‪ ،‬تلقى هذا الموضوع‬
‫قد ار كبي ار من االهتمام‪ .‬في الصفحات التالية‪ ،‬نقدم أوال مقدمة مختصرة عن الطرق الطيفية المختبرية‬
‫لجمع البيانات الطيفية ثم نناقش العمليات الجزيئية الذرية التي تؤدي إلى معالم طيفية‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬يتم‬
‫أخير ‪،‬‬
‫ا‬ ‫تلخيص أطياف مكونات أيونية مختارة ومعادن وصخور ومناقشة الجوانب الحقلية والمخبرية‪.‬‬
‫يتم تقديم بعض جوانب االستجابة الطيفية للكائنات الشائعة األخرى مثل الغطاء النباتي والماء‬
‫والخرسانة وغيرها‪.‬‬

‫‪- 237 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 1.7‬المخططات المختبرية للدراسة الطيفية والمنحنيات الطيفية الناتجة‪ a .‬انعكاس ‪ b ،‬انبعاث ‪ c ،‬امتصاص‬
‫‪ /‬انتقال (‪ = S‬مصدر لإلشعاع ؛ ‪ = D‬كاشف)‬

‫‪ 2.7‬الترتيبات األساسية لمختبر التحليل الطيفي ‪Basic Arrangements for‬‬


‫‪Laboratory Spectroscopy‬‬
‫لقد تم تطوير عدد من الطرق لقياس البيانات الطيفية مختبريا‪ .‬وتختلف هذه الطرق فيما يتعلق‬
‫بمديات الطول الموجي (المرئي‪ ،‬األشعة تحت الحمراء‪ ،‬أو األشعة تحت الحمراء الح اررية) وكذلك‬
‫الظاهرة الفيزيائية (االنعكاس‪ ،‬االمتصاص أو االنبعاث) المستخدمة في التحري‪ .‬هنا‪ ،‬سنناقش فقط‬
‫بعض المفاهيم األساسية‪ ،‬بحيث يكون التباين في منحنيات االستجابة الطيفية بسبب اختالف‬
‫الترتيبات الطيفية مفهوما‪ .‬يمكن تصور الترتيبات الطيفية المختبرية على أنها من ثالثة أنواع‪:‬‬
‫االنعكاس واالنبعاث واالمتصاص (وتسمى أيضا اإلرسال) (الشكل ‪ .)1.7‬ال تزال العالقات المتبادلة‬
‫الدقيقة بين أطياف االنبعاث واالنعكاس واالمتصاص غير مفهومة جيدا‪.‬‬
‫‪ .1‬ترتيب االنعكاس‪ .‬كان هذا هو الترتيب األكثر استخداما على نطاق واسع في المنطقة البصرية‪.‬‬
‫يصطدم اإلشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من مصدر خارجي (الشمس أو مصدر ضوء‬
‫اصطناعي) على عينة الكائن وتنعكس على كاشف (الشكل ‪ .)a 1.7‬من المعتاد التعبير عن‬
‫االنعكاس الطيفي كنسبة مئوية من انعكاس أوكسيد المغنيسيوم‪ ،‬من أجل توفير المعايرة‪.‬‬

‫‪- 238 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .2‬ترتيب اإلنبعاث‪ .‬يمكن أن تشكل الظاهرة األساسية ‪،‬حيث تبعث جميع األجسام فوق درجة ح اررة‬
‫صفر كيلفن (‪ )K‬إشعاعا‪ ،‬األساس للتحليل الطيفي (الشكل ‪ .)b 1.7‬من أجل قياس اإلشعاع‬
‫المنبعث من عينة الكائن في درجات ح اررة الغرفة‪ ،‬يجب تبريد األجهزة إلى درجات ح اررة منخفضة‬
‫للغاية (حتى ال تشكل أداة القياس نفسها مصد ار لالنبعاثات)‪ .‬واالحتمال اآلخر هو تسخين العينة‪،‬‬
‫من أجل قياس اإلشعاع المنبعث؛ ومع ذلك‪ ،‬هناك مشاكل عملية من التسخين غير المتجانس‪.‬‬
‫بسبب الصعوبات المذكورة أعاله‪ ،‬عموما‪ ،‬يتم حساب أطياف االنبعاث من القياسات الطيفية‬
‫لالنعكاس أو اإلرسال‪.‬‬
‫‪ .3‬ترتيب اإلرسال‪ .‬هذا هو األكثر مالءمة للغازات والسوائل؛ يمكن أيضا دراسة المواد الصلبة‬
‫الجسيمية الدقيقة المعلقة في الهواء أو المدمجة في حبيبات شفافة مناسبة بموجب هذا الترتيب‪ .‬يتم‬
‫وضع العينة أمام مصدر لإلشعاع؛ تقاس شدة اإلشعاع التي تنتقل عبر العينة بواسطة كاشف‬
‫نظر ألن الظاهرة الفيزيائية المعنية تتمثل في االمتصاص الطيفي‪ ،‬فإنها تسمى‬
‫(الشكل ‪ .)c 1.7‬ا‬
‫أيضا ترتيب االمتصاص‪.‬‬
‫يعتمد نوع الترتيب المختبري المستخدم في الدراسات الطيفية أيضا على مدى الطول الموجي‬
‫لالشعة الكهرومغناطيسية قيد الدراسة‪ .‬في المنطقة المرئية القريبة من األشعة تحت الحمراء (‪)VNIR‬‬
‫– االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ ، SWIR‬يكون االنعكاس هو الترتيب األكثر استخداما على‬
‫الرغم من اإلبالغ عن أطياف إرسال أيضا‪ .‬سيتطلب ترتيب االنبعاث في هذه المنطقة تسخين العينة‬
‫إلى عدة آالف من الدرجات‪ ،‬وهو أمر غير عملي‪ .‬في نطاق األشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬كل‬
‫الثالثة‪ ،‬بمعنى‪ ،‬ترتيب االنعكاس واالنبعاث واالرسال قد تم استخدامها من قبل مختلف العاملين‪.‬‬
‫إذا أظهر كائن ما انعكاسا عاليا انتقائيا عند طول موجي معين‪ ،‬فسيظهر نفس المعلم كإرسال‬
‫منخفض انتقائي وامتصاص منخفض انتقائي (أو إرسال عالي) في نفس النطاق الطيفي في ترتيبات‬
‫أخرى‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن شكل ونمط أي منحنى طيفي يعتمد على الترتيب الطيفي المستخدم‪.‬‬
‫يظهر المنحنى الطيفي كشكل موجي يشتمل على منحدرات وقمم موجبة وسالبة‪ .‬تسمى القمم‬
‫السالبة في جميع أنواع المنحنيات الطيفية بنطاقات االمتصاص‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كانت‬
‫مرتبطة باالنعكاس أو االمتصاص أو البث أو اإلرسال أو قد تنطوي على امتصاصية طيفية مرتفعة‬
‫أو منخفضة‪.‬‬

‫‪- 239 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.7‬العمليات اإللكترونية ‪Electronic Processes‬‬


‫تحدث العمليات اإللكترونية (التحوالت) في الغالب في منطقة األشعة فوق البنفسجية – المرئية‬
‫‪ -‬القريبة من األشعة تحت الحمراء‪ .‬وقد تم تصور العديد من الموديالت والظواهر لشرح العمليات‬
‫اإللكترونية التي تؤدي إلى امتصاص انتقائي‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير نقل الشحنة‪ .‬في بعض المواد‪ ،‬قد يتم امتصاص الطاقة الساقطة‪ ،‬مما يرفع مستوى طاقة‬
‫اإللكترونات بحيث تهاجر بين األيونات المجاورة‪ ،‬ولكن ال تصبح متحركة بالكامل‪ .‬وهذا ما يسمى‬
‫تأثير نقل الشحنة وقد يحدث بسبب فوتونات المنطقة المرئية ‪ -‬األشعة فوق البنفسجية‪ .‬وهو عادة‬
‫ما يعرض عن طريق أكسيد الحديد‪ ،‬وهو مكون واسع االنتشار للصخور‪ .‬يمتص ‪ Fe-O‬إشعاع‬
‫طاقة الطول الموجي األقصر‪ ،‬بحيث يكون هناك انخفاض حاد في االنعكاس نحو اللون األزرق‬
‫(الشكل ‪)2.7‬؛ لذلك يحتوي على لون أحمر في النطاق المرئي‪ .‬مثال آخر على تأثير نقل الشحنة‬
‫هو ايون ثاني أوكسيد اليورانيوم )‪ (UO2+2‬في معدن الكارنوتايت ‪ ،carnotite‬الذي يمتص كل‬
‫الطاقة األقل من ‪ 0.5‬مايكرون‪ ،‬مما ينتج عنه لون أصفر للمعدن‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.7‬منحنيات انعكاس طيفي للجاروسايت والهيماتايت والجيوثايت تُظهر انخفاضا حادا في االنعكاس في‬
‫منطقة األشعة فوق البنفسجية ‪ -‬الزرقاء بسبب تأثير نقل الشحنة؛ نالحظ أيضا ميزة أيون الحديديك عند ‪0.87‬‬
‫مايكرون موجودة في الثالثة‬

‫‪- 240 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ ‬تأثير امتصاص حزمة التوصيل‪ .‬في بعض أشباه الموصالت مثل الكبريتيدات‪ ،‬يتم تقريبا‬
‫امتصاص جميع فوتونات الطاقة األكبر من قيمة عتبة معينة‪ ،‬مما يرفع طاقة اإللكترونات إلى‬
‫مستوى نطاق التوصيل‪ .‬وهكذا‪ ،‬تظهر األطياف تأثير حافة حاد (الشكل ‪.)3.7‬‬

‫شكل ‪ 3.7‬أطياف انعكاس لعينات حبيبية من ستبنايت ‪ stibnite‬وسنبار ‪ cinnabar‬وريلغار ‪ realgar‬والكبريت‪،‬‬


‫تعرض تأثير حافة امتصاص حزمة توصيل حاد‬
‫‪ ‬انتقال إلكتروني في فلزات انتقالية‪ .‬تحدث العمليات اإللكترونية بشكل متكرر في الفلزات االنتقالية‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪:‬‬
‫أيون الحديدوز‪ 1.0 :‬مايكرون ‪ 2.0–1.8 ،‬مايكرون و ‪ 0.57–0.55‬مايكرون‬
‫أيون الحديديك‪ 0.87 :‬مايكرون و ‪ 0.35‬مايكرون‪.‬‬
‫المنغنيز‪ 0.34 :‬مايكرون ‪ 0.37 ،‬مايكرون ‪ 0.41 ،‬مايكرون ‪ 0.45 ،‬مايكرون و ‪ 0.55‬مايكرون‬
‫النحاس‪ 0.8 :‬مايكرون‬
‫النيكل‪ 0.4 :‬مايكرون ‪ 0.74 ،‬مايكرون و ‪ 1.25‬مايكرون‬
‫الكروم‪ 0.35 :‬مايكرون ‪ 0.45 ،‬مايكرون و ‪ 0.55‬مايكرون‬

‫‪- 241 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يؤدي وجود هذه العناصر إلى نطاقات امتصاص عند أطوال موجية مناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير المجال البلوري‪ .‬قد يكون مستوى الطاقة لنفس األيون مختلفا في مجاالت بلورية مختلفة‪.‬‬
‫وهذا ما يسمى تأثير المجال البلوري‪ .‬في حالة العناصر االنتقالية‪ ،‬مثل ‪ Ni‬و ‪ Gr‬و ‪ Cu‬و ‪ Co‬و‬
‫‪ Mn‬إلخ ‪ ،‬فإن إلكترونات الغالف ‪ 3d‬هي التي تحدد مستويات الطاقة بشكل أساسي‪ .‬هذه‬
‫اإللكترونات هي ليست محمية (الغالف الخارجي المداري)‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تتأثر مستويات طاقتها‬
‫بالحقل الخارجي للبلورة‪ ،‬وقد تكتسب اإللكترونات قيم طاقة جديدة حسب المجاالت البلورية‪ .‬في‬
‫مثل هذه الحاالت‪ ،‬يتم تحديد مستويات الطاقة الجديدة‪ ،‬واالنتقال بينها‪ ،‬وبالتالي أطياف‬
‫االمتصاص الخاصة بها‪ ،‬بشكل أساسي من خالل حالة التكافؤ لأليون (مثل ‪ Fe+2‬أو ‪)Fe+3‬‬
‫ورقم تناسقها وتماثل الموقع و لمدى محدود‪ ،‬نوع اللجند ‪ ligand‬المتشكل (مثل فلز ‪ -‬أكسجين)‬
‫ودرجة تشويه الشبكة‪.‬‬
‫في بعض الحاالت‪ ،‬قد ال يكون تأثير المجال البلوري على الخصائص الطيفية كبيرا‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال في حالة الذرات األرضية النادرة ‪ ،‬حيث تكون االغلفة غير المملوءة هي اإللكترونات‬
‫‪ ،4f‬المحمية جيدا من التأثير الخارجي‪ ،‬وال تظهر تأثير كبير للمجال البلوري‪.‬‬
‫‪ 4.7‬العمليات االهتزازية ‪Vibrational Processes‬‬
‫تتميز معظم المعادن المكونة للصخور (بما في ذلك السيليكات واألكاسيد والهيدروكسيل‬
‫والكربونات والفوسفات والكبريتات والنترات وما إلى ذلك) بعمليات اهتزاز ذرية جزيئية تحدث في‬
‫أجزاء االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬واالشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬من الطيف‬
‫الكهرومغناطيسي‪ .‬وهذه نتيجة انحناء وتمدد الحركات الجزيئية ويمكن تمييزها على أنها درجات‬
‫أساسية‪ ،‬ودرجات مفرطة وتوليفات من الدرجات‪ .‬تحدث الدرجات األساسية بشكل أساسي في منطقة‬
‫األشعة تحت الحمراء الح اررية (> ‪ 3.5‬مايكرون) وتوليفاتها ودرجاتها المفرطة في منطقة االشعة‬
‫تحت الجمراء قصيرة الموجة ( ‪ 3-1‬مايكرون)‪.‬‬

‫‪- 242 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪Spectral Features of‬‬ ‫‪ 5.7‬الميزات الطيفية للمكونات المعدنية‬


‫‪Mineralogical Constituents‬‬
‫‪ 1.5.7‬المنطقة المرئية واألشعة تحت الحمراء القريبة (‪ 1.0 – 0.4‬مايكرون) ‪Visible and‬‬
‫‪)Near-Infrared (VNIR) Region (0.4–1.0 µm‬‬
‫يتم السيطرة على الميزات الطيفية في هذا الجزء من الطيف الكهرمغنطيسي من خالل عمليات‬
‫إلكترونية في فلزات انتقالية (أي ‪ Fe Mn‬و ‪ Cu‬و ‪ Ni‬و ‪ Cr‬إلخ)‪ .‬بعض العناصر مثل ‪ Si‬و ‪Al‬‬
‫ومجموعات أنيونية مختلفة مثل السيليكات وأكاسيد وهيدروكسيدات وكربونات وفوسفات وما إلى ذلك‪،‬‬
‫والتي تشكل الجزء األكبر من صخور سطح األرض‪ ،‬تفتقر إلى الميزات الطيفية في هذه المنطقة‪.‬‬
‫الحديد هو أهم المكونات الذي له خصائص طيفية في هذه المنطقة‪ُ .‬يظهر أيون الحديديك في ‪Fe-‬‬
‫‪ ، O‬وهو مكون واسع االنتشار في الصخور‪ ،‬امتصاصا قويا لألطوال الموجية لألشعة فوق‬
‫نظر لتأثير نقل الشحنة‪ .‬وهو يؤدي إلى انخفاض حاد في االنعكاس نحو اللون األزرق ‪،‬‬
‫البنفسجية‪ ،‬ا‬
‫وارتفاع عام نحو األشعة تحت الحمراء (الشكل ‪ ،)2.7‬مع وجود قمة في منطقة ‪1.6-1.3‬‬
‫مايكرون‪ .‬تم ذكر ميزات االمتصاص الناتجة عن الحديد والمنغنيز والنحاس والنيكل والكروم أعاله‪.‬‬
‫‪ 2.5.7‬منطقة األشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة (‪ 1-3‬مايكرون) ‪Shortwave-Infrared‬‬
‫‪)(SWIR) Region (1–3 µm‬‬
‫تعد هذه المنطقة مهمة ألنها تتميز بالسمات الطيفية للهيدروكسيل والكربونات‪ ،‬والتي تتواجد‬
‫عادة في قشرة األرض‪ .‬قد يتغير الموقع الدقيق للقمم بسبب تأثيرات المجال البلوري‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن رؤية أنطقة االمتصاص هذه على صور االنعكاس الشمسي‪.‬‬
‫‪ .1‬أيون الهيدروكسيل‪ .‬يعتبر أيون الهيدروكسيل مكونا واسع االنتشار يتواجد في المعادن المكونة‬
‫الكلوريت إلخ‪ .‬وهو ُيظهر نطاق امتصاص أهتزازي أساسي عند‬
‫للصخور مثل األطيان والمايكا و ا‬
‫حوالي ‪ 2.77-2.74‬مايكرون ‪ ،‬ونطاق توافقي عند ‪ 1.44‬مايكرون‪ .‬تتداخل كل من الميزات‬
‫األساسية (‪ 2.77‬مايكرون) والتوافقية (‪ 1.44‬مايكرون) مع ميزات مماثلة لوحظت في جزيء الماء‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬عندما تتواجد أيونات الهيدروكسيل باالشتراك مع األلومنيوم والمغنيسيوم ‪ ،‬مثل ‪Al - OH‬‬
‫و ‪ ، Mg – OH‬والذي يصادف أن يكون شائعا للغاية في االطيان والسيليكات المائية‪ ،‬تظهر العديد‬
‫من ميزات االمتصاص الحادة في منطقة ‪ 2.4 - 2.1‬مايكرون (الشكل ‪.)4.7‬‬

‫‪- 243 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫عادة ما يحدث النطاق االهتزازي لل ‪ Al-OH‬عند ‪ 2.2‬مايكرون والنطاق االهتزازي للـ ‪Mg – OH‬‬
‫عند ‪ 2.3‬مايكرون‪ .‬إذا كانت كلتا التوليفات ‪ Mg – OH‬و ‪ Al-OH‬موجودة‪ ،‬فإن ذروة االمتصاص‬
‫تحدث عموما عند ‪ 2.3‬مايكرون ونطاق أضعف عند ‪ 2.2‬مايكرون‪ ،‬مما يؤدي إلى خط ثنائي‪،‬‬
‫على سبيل المثال في الكاؤولينايت (شكل ‪ .)4.7‬بالمقارنة مع هذا‪ ،‬عادة ما يظهر كل من‬
‫المونتموريلونايت والمسكوفايت نطاق واحد فقط عند ‪ 2.3‬مايكرون‪ ،‬بسبب ‪ .Mg-OH‬قد يحل‬
‫الحديد محل األلمنيوم أو المغنيسيوم‪ ،‬وهذا االستبدال اإلزديادي في األطيان يقلل هيكليا من شدة‬
‫نطاق ‪ 2.2( Al – OH‬مايكرون) أو النطاق ‪ 2.3( Mg – OH‬مايكرون) (ويزيد من األنطقة‬
‫اإللكترونية للحديد في المنطقة ‪ 1.0 – 0.4‬مايكرون)‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.7‬أطياف انعكاس لبعض المعادن الطينية الشائعة‬

‫‪- 244 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تؤدي ظاهرة االمتصاص ضمن نطاق ‪ 2.4–2.1‬مايكرون بسبب ‪ Al-OH‬و ‪ Mg-OH‬إلى‬


‫انخفاض حاد في االنعكاس الطيفي إلى ما بعد ‪ 1.6‬مايكرون‪ ،‬في حال كانت األطيان موجودة‪ .‬يتم‬
‫استخدام ميزة امتصاص النطاق العريض هذه عند ‪ 2.4–2.1‬مايكرون لتشخيص المناطق الغنية‬
‫بالطين‪ .‬بما أن ذروة االنعكاس تحدث عند حوالي ‪ 1.6‬مايكرون (الشكل ‪ ،)4.7‬فإن نسبة النطاقات‬
‫الطيفية الواسعة ‪ 1.75-1.55‬مايكرون ‪ 2.24-2.2 /‬مايكرون‪ ،‬تعد معامل قوي جدا في تحديد‬
‫تجمعات المعادن الطينية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإنه مفيد أيضا في تحديد أنطقة التغير الحرمائي مثل‬
‫العديد من المعادن الطينية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تتصاحب معادن الكاؤولينايت‪ ،‬المسكوفايت‪،‬‬
‫البايروفاياليت‪ ،‬األلونايت‪ ،‬الديكايت‪ ،‬المونتموريلونايت والدياسبور مع هذه األنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬جزيئات الماء‪ .‬تحدث نطاقات امتصاص مهمة بسبب جزيئات الماء عند ‪ 1.4‬مايكرون و ‪1.9‬‬
‫مايكرون (الشكل ‪ .)5.7‬تشير القمم الحادة إلى أن جزيئات الماء تحدث في مواقع محددة جيدا‪،‬‬
‫وعندما تكون القمم واسعة‪ ،‬فهذا يعني أنها تحدث في مواقع غير مرتبة‪.‬‬

‫شكل ‪ 5.7‬أطياف انعكاس لمعادن حاملة للمياه مختارة‪ .‬الحظ نطاقات االمتصاص عند ‪ 1.4‬و ‪ 1.9‬مايكرون‬
‫‪ .3‬الكاربونات‪ .‬تتواجد الكربونات بشكل شائع في قشرة األرض‪ ،‬في شكل كالسايت (‪،)CaCO3‬‬
‫مغنسايت (‪ ،)MgCO3‬دولومايت [‪ ](Ca – Mg) CO3‬وسيدرايت )‪ .(FeCO3‬تحدث النطاقات‬
‫المهمة المتصاص الكربونات في االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬عند ‪ 1.9‬و ‪ 2.35‬و‬
‫‪ 2.55‬مايكرون (الشكل ‪ .)6.7‬إن الجمع بين ‪ 1.9‬و ‪ 2.35‬مايكرون وأيضا ميزة إضافية عند ‪2.5‬‬

‫‪- 245 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مايكرون يعتبر تشخيصا للكربونات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬وجود السيدرايت يكون مصحوب بنطاق‬
‫امتصاص إلكتروني بسبب الحديد‪ ،‬ويحدث بالقرب من ‪ 1.1‬مايكرون (الشكل ‪.)6.7‬‬

‫شكل ‪ 6.7‬أطياف انعكاس للكربونات؛ الحظ نطاق امتصاص الكربونات عند ‪ 2.35‬مايكرون‬
‫‪ 3.5.7‬منطقة األشعة تحت الحمراء الحرارية (حوالي ‪ 25-3‬مايكرون) ‪Thermal-Infrared‬‬
‫‪)(TIR) Region (Approx. 3–25 µm‬‬
‫يتميز هذا الجزء من الطيف الكهرومغناطيسي بخصائص طيفية تعرضها العديد من المجموعات‬
‫المعدنية المكونة للصخور‪ ،‬على سبيل المثال السيليكات‪ ،‬الكربونات‪ ،‬األكاسيد‪ ،‬الفوسفات‪،‬‬
‫الكبريتات‪ ،‬النترات‪ ،‬النتريت‪ ،‬الهيدروكسيل‪ .‬ميزات االهتزاز األساسية للمجاميع األنيونية أعاله تحدث‬
‫في منطقة األشعة تحت الحمراء ‪ -‬الح اررية‪ .‬يمكن أن تؤدي الخصائص الفيزيائية مثل حجم‬
‫الحبيبات والرص إلى حدوث تغييرات في أطياف االنبعاث من حيث العمق النسبي لالمتصاص‪،‬‬
‫ولكن ليس في موقع النطاق الطيفي‪.‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 7.7‬األطياف النموذجية للمجموعات األنيونية الممثلة‪ ،‬المرسومة كنسبة مئوية‬
‫لإلنبعاث‪ .‬تشير القمم السالبة (المعروفة باسم نطاقات االمتصاص) في هذه المنحنيات إلى انخفاض‬
‫االنبعاث الطيفي‪ ،‬مما يعني انخفاض االمتصاص الطيفي أو‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬انعكاسية طيفية عالية‪.‬‬

‫‪- 246 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تظهر الكربونات ميزة امتصاص بارزة عند ‪ 7‬مايكرون‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ألن هذا خارج النافذة الجوية‬
‫(‪ 14-8‬مايكرون)‪ ،‬ال يمكن استخدامه لالستشعار عن بعد؛ بدال من ذلك‪ ،‬يمكن اكتشاف الميزة‬
‫الضعيفة حول ‪ 11.3‬مايكرون‪ .‬تعرض الكبريتات نطاقات بالقرب من ‪ 9‬و ‪ 16‬مايكرون‪ .‬لدى‬
‫الفوسفات أيضا ميزات أساسية بالقرب من ‪ 9.25‬و ‪ 10.3‬مايكرون‪ .‬تشغل الخصائص الموجودة في‬
‫األكاسيد عادة نفس المدى كما في النطاقات في ‪ ، Si-O‬أي من ‪ 8‬إلى ‪ 12‬مايكرون‪ .‬النترات لها‬
‫ميزات طيفية عند ‪ 7.2‬مايكرون والنتريت عند ‪ 8‬و ‪ 11.8‬مايكرون‪ .‬تعرض أيونات الهيدروكسيل‬
‫نطاقات اهتزاز أساسية عند ‪ 11‬مايكرون‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.7‬أطياف األشعة تحت الحمراء الح اررية للمجموعات المعدنية األنيونية الرئيسية‪( .‬البيانات في جميع األشكال‬
‫هي أطياف انعكاس محولة إلى أطياف انبعاث باستخدام قانون كيرشوف)‬

‫‪- 247 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تعرض السيليكا‪ ،‬التي تشكل المعادن األكثر وفرة في قشرة األرض‪ ،‬ميزات طيفية اهت اززية في‬
‫المنطقة تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬بسبب وجود ‪ -SiO4‬رباعي االسطح‪ .‬بالنظر إلى أطياف‬
‫السيليكات الشائعة مثل الكوارتز‪ ،‬الفلسبار‪ ،‬المسكوفايت‪ ،‬األوجايت‪ ،‬الهورنبلند‪ ،‬األوليفين‪ ،‬يمكن‬
‫تحديد السمات العامة التالية (شكل ‪.)8.7‬‬

‫شكل ‪ 8.7‬أطياف انبعاث لمعادن سيليكية مختارة توضح االرتباط بين موقع النطاق (الطاقة االهت اززية) والبنية‬
‫المعدنية‬
‫‪ ‬في المنطقة ‪ 9-7‬مايكرون يحدث الحد األقصى‪ ،‬يسمى ذروة كريستانسين؛ تهاجر موقعها بشكل‬
‫منتظم مع التركيب‪ ،‬ويكون بالقرب من ‪ 7‬مايكرون للمعادن الحامضية وحوالي ‪ 9‬مايكرون‬
‫للمعادن فوق قاعدية‪.‬‬
‫‪ ‬في المنطقة ‪ 12-8.5‬مايكرون يحدث نطاق امتصاص سيليكي شديد‪ ،‬يتمحور إجماال حول ‪10‬‬
‫‪Si-O‬‬ ‫مايكرون؛ لذلك‪ ،‬يتم تحديد ‪ 10‬مايكرون بشكل عام كمنطقة امتصاص االهتزاز‬
‫)‪ (Reststrahlen‬؛ ومع ذلك‪ ،‬فإن موقعها الدقيق حساس للبنية السيليكية وينتقل من حوالي ‪9‬‬

‫‪- 248 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مايكرون (السيليكات الهيكلية أو المعادن الحامضية) إلى ‪ 11.5‬مايكرون (السيليكات المتسلسلة‬


‫أو المعادن القاعدية)‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة ‪ 15-12‬مايكرون تكون حساسة إلى البنية السيليكية والسيليكية ألومنية من نوع‬
‫تيكوسيليكات؛ السيليكات األخرى التي لها هياكل من أنواع الصفائحية أو السالسل أو األورثو ال‬
‫تظهر ميزات االمتصاص في هذه المنطقة؛ تختلف أنماط االمتصاص في شكل أرقام ومواقع القمم‬
‫باختالف الفلسبار‪ ،‬مما يسمح بإمكانية التحديد‪.‬‬
‫من الناحية الجيولوجية‪ ،‬فإن األشعة تحت الحمراء الح اررية هي أهم منطقة طيفية لالستشعار‬
‫عن بعد بهدف إجراء تحريات تركيبية لمواد األرض‪.‬‬
‫‪ 6.7‬أطياف المعادن ‪Spectra of Minerals‬‬
‫تتكون المعادن بشكل طبيعي من مواد غير عضوية وتتكون من مجموعات من الكاتيونات‬
‫واألنيونات‪ .‬قد تكون بسيطة كيميائيا أو معقدة للغاية‪ .‬قد تتواجد بعض األيونات كمكونات رئيسية أو‬
‫ثانوية أو أثرية‪ .‬يخضع طيف المعدن إلى التأثير الكامل للعوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أطياف أنيونات مهيمنة‪،‬‬
‫‪ -‬أطياف كاتيونات مهيمنة‪،‬‬
‫‪ -‬أطياف األيونات التي تتواجد كمكونات نزرة‪ ،‬و‬
‫‪ -‬تأثير المجال البلوري‪.‬‬
‫فيما يلي بعض األمثلة لتوضيح ما سبق‪.‬‬
‫‪ُ .1‬يظهر الليمونايت ‪( Limonite‬أكسيد الحديد) نطاق امتصاص عريضا في منطقة األشعة فوق‬
‫البنفسجية ‪ -‬الزرقاء ‪ ،‬بسبب تأثير نقل الشحنة ‪ Fe-O‬؛ باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تحدث ميزة امتصاص‬
‫الحديديك في المنطقة القريبة من األشعة تحت الحمراء (‪ 0.87‬مايكرون) (الشكل ‪ .)2.7‬إذا تم‬
‫ترطيب المعدن‪ ،‬فإن نطاقات جزيء الماء تحدث عند ‪ 1.44‬و ‪ 1.9‬مايكرون‪.‬‬
‫‪ .2‬يتكون الكوارتز من رباعي سيليكات بسيط وأنطقة امتصاصه تحدث فقط في األشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن وجود الشوائب في الكوارتز يؤدي إلى نطاقات امتصاص في‬
‫المنطقة المرئية وبالتالي التلوين‪ ،‬على سبيل المثال الشوائب الحديدية تعطي األلوان البني واألخضر‬
‫للمعادن‪.‬‬

‫‪- 249 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .3‬في البيروكسينات‪ ،‬تحدث أنطقة امتصاص ناتجة عن أيونات الحديد في منطقة االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬وتلك الناتجة عن أيون السليكات في األشعة تحت الحمراء الح اررية‪.‬‬
‫يخضع موضع وشدة نطاقات االمتصاص إلى تأثير المجال البلوري‪.‬‬
‫‪ .4‬في األمفيبواليت والمايكا واألطيان‪ ،‬توجد أنطقة االمتصاص بسبب الحديد في منطقة االشعة‬
‫تحت الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬؛ وتلك الناتجة عن أيون الهيدروكسيل في منطقة االشعة تحت‬
‫الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬وتلك الناتجة عن السيليكات في منطقة األشعة تحت الحمراء‬
‫الح اررية‪.‬‬
‫‪ .5‬في جميع معادن الكربونات‪ ،‬تحدث أنطقة امتصاص أيونات الكربونات في مناطق االشعة تحت‬
‫الحمراء فصيرة الموجة ‪ SWIR‬واالشعة تحت الحمراء ‪ -‬الح اررية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن ميزات‬
‫االمتصاص الناتجة عن الحديد في السيدرايت‪ ،‬وبسبب المنغنيز في الرودوكروسايت‬
‫‪ rhodochrosite‬تُرى في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا‪.‬‬
‫‪ .6‬تعرض األطيان األنطقة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬المميزة لـ ‪Al-OH / Mg – OH‬‬
‫(االنطقة في ‪ 2.3–2.2‬مايكرون) ونطاقات جزيء الماء عند ‪ 1.4‬مايكرون‪ .‬في منطقة األشعة‬
‫تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬تظهر ميزة ‪ Al-OH‬عند ‪ 11‬مايكرون‪ .‬يؤدي وجود الحديد إلى نطاقات‬
‫انتقالية إلكترونية في المنطقة القريبة من األشعة تحت الحمراء‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن أن نستنتج بإيجاز أن طيف المعدن ناتج عن مزيج من أطياف مكوناته وتأثيرات المجال‬
‫البلوري‪.‬‬
‫‪ 7.7‬أطياف الصخور ‪Spectra of Rocks‬‬
‫غير من المعادن‪ .‬ومن‬
‫الصخور عبارة عن مجاميع من المعادن وهي تركيبيا أكثر تعقيدا وت ا‬
‫الصعب تحديد المنحنيات الطيفية التشخيصية للصخور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الممكن وصف الخصائص‬
‫الطيفية للصخور على نطاق واسع‪ ،‬بناء على الخصائص الطيفية للمعادن المكونة‪ .‬تنقسم المناقشة‬
‫هنا إلى قسمين‪( :‬أ) منطقة االنعكاس الشمسي و (ب) منطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية‪.‬‬

‫‪- 250 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.7.7‬منطقة االنعكاس الشمسي (االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ +‬االشعة تحت الحمراء‬
‫قصيرة الموجة) )‪Solar Reflection Region (VNIR + SWIR‬‬
‫تعتمد أطياف الصخور على أطياف المعادن المكونة والخواص النسيجية مثل حجم الحبيبات‬
‫والرص والخلط إلخ‪ .‬تم اقتراح العديد من الموديالت والطرق شبه التجريبية واإلجراءات التحليلية لفهم‬
‫أطياف الخالئط متعددة المعادن‪.‬‬
‫‪ .1‬الصخور النارية‪ .‬يوضح الشكل ‪ a 9.7‬األطياف المختبرية التمثيلية للصخور النارية في‬
‫المناطق المرئية والقريبة من األشعة تحت الحمراء وتحت الحمراء قصيرة الموجة‪ .‬يعرض الرسم‬
‫البياني لصخور الغرانيت نطاقات امتصاص عند ‪ 1.9 ، 1.4‬و ‪ 2.2‬مايكرون‪ ،‬مماثلة لنطاقات‬
‫االمتصاص الخاصة بـ ‪ OH‬و ‪ .H2O‬تحتوي صخور غرانيت بايوتيت وصخور الغرانيت على كمية‬
‫أقل من المياه‪ ،‬وبالتالي فإن نطاقات االمتصاص لل ‪ OH‬تكون أضعف‪ .‬تحتوي الصخور القاعدية‬
‫على الحديد‪ ،‬البيروكسينات‪ ،‬األمفيبول‪ ،‬والمغنتايت‪ ،‬وبالتالي تظهر نطاقات امتصاص مطابقة‬
‫أليوني الحديدوز والحديديك عند ‪ 0.7‬و ‪ 1.0‬مايكرون‪ .‬تحتوي الصخور فوق القاعدية على كميات‬
‫أكبر من المعادن غير الشفافة والمعادن الحاملة لل ‪ ، Fe+2‬وبالتالي فإن النطاقات الحديدوزية ال‬
‫تزال أكثر بروزا‪ ،‬على سبيل المثال في البيروكسينايت‪ .‬الدونايت ‪ Dunite‬أو صخر األوليفين كونه‬
‫يتكون من معدن االوليفين بشكل رئيسي‪ ،‬وبالتالي هناك نطاق امتصاص واحد عريض عند ‪1.0‬‬
‫مايكرون‪.‬‬
‫‪ .2‬الصخور الرسوبية‪ .‬يظهر الشكل ‪ b 9.7‬االستجابة الطيفية المختبرية ألنواع من الصخور‬
‫الرسوبية المهمة في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا – االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة‪.‬‬
‫تحتوي جميع الصخور الرسوبية بشكل عام على نطاقات امتصاص الماء عند ‪ 1.4‬و ‪1.9‬‬
‫مايكرون‪ .‬صخور الطفل الطينية لديها ميزة امتصاص إضافية عند ‪ 2.3-2.1‬مايكرون‪ .‬تنتج‬
‫األيونات الحديدوزية والحديديكية ميزات امتصاص في االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪.VNIR‬‬
‫وتكون صخور الطفل الكربونية بال ميزات‪ .‬الحجر الرملي السيليكي النقي هو أيضا بال ميزات‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬تحتوي األحجار الرملية عادة على بعض البقع من أكسيد الحديد‪ ،‬والتي تنتج ميزات طيفية‬
‫مطابقة ل (‪ 0.87‬مايكرون)‪ .‬تتميز األحجار الجيرية والصخور الكلسية بنطاقات امتصاص‬

‫‪- 251 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫للكربونات (عند ‪ 1.9‬و ‪ 2.35‬مايكرون ‪ ،‬واألخير أكثر كثافة)؛ النطاقات األيونية الحديدية عند‬
‫‪ 1.0‬مايكرون هي أكثر شيوعا في الدولومايت‪ ،‬بسبب استبدال ‪ Mg+2‬بواسطة ‪.Fe+2‬‬
‫‪ .3‬الصخور المتحولة‪ .‬أطياف مختبر نموذجية ألنواع من الصخور المتحولة الشائعة مبينة في‬
‫الشكل ‪ .c 9.7‬االمتصاص الواسع بسبب أيون الحديد هو بارز في صخور مثل صخور‬
‫التريمواليت‪ .‬تم العثور على أنطقة ماء وهيدروكسيل (في ‪ 1.4‬و ‪ 1.9‬مايكرون) في صخور الشست‬
‫تزيت‪ .‬أنطقة الكربونات (عند ‪ 1.9‬و ‪ 2.35‬مايكرون) تحدد الرخام‪.‬‬
‫والرخام والكوار ا‬

‫شكل ‪ 9.7‬أطياف انعكاس مختبري لصخور شائعة مختارة‪ a .‬صخور نارية‪ b ،‬صخور رسوبية‪ c ،‬صخور متحولة‪.‬‬
‫‪ .4‬أنطقة التغيير‪ .‬عادة ما تتميز أنطقة التغيير‪ ،‬والتي تشكل أدلة مهمة للتنقيب عن المعادن‪ ،‬بوفرة‬
‫معادن مثل الكاؤولينايت‪ ،‬المونتموريلونايت‪ ،‬السريسايت‪ ،‬المسكوفايت‪ ،‬البايوتايت‪ ،‬الكلوريات‪،‬‬
‫اإلبيدوت‪ ،‬البايروفاياليت‪ ،‬األلونايت‪ ،‬الزيواليت‪ ،‬الكوارتز‪ ،‬األلبايت‪ ،‬الجيوثايت‪ ،‬الهيماتايت‪،‬‬

‫‪- 252 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الجاروسايت‪ ،‬هيدروكسيل الفلزات‪ ،‬الكالسايت والكربونات األخرى‪ ،‬أكتينواليت‪-‬تريمواليت‪ ،‬سربنتين‪،‬‬


‫التلك إلخ‪.‬‬
‫يمكن تنظيم معادن التغيير هذه على نطاق واسع إلى خمس مجموعات‪:‬‬
‫(أ) الكوارتز ‪ +‬الفلسبار (سيليكات هيكلية)‪ ،‬التي ال تظهر أي ميزة طيفية في نطاق االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة جدا – االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة وتؤدي إلى زيادة االنعكاس العام؛‬
‫(ب) األطيان (سيليكات صفائحية)‪ ،‬تتميز بأنطقة امتصاص عند ‪ 2.3-2.1‬مايكرون؛‬
‫(ج) الكربونات‪ ،‬التي تمتلك ميزات طيفية عند ‪ 1.9‬و ‪ 2.35‬مايكرون؛‬
‫(د) الهيدروكسيالت‪ ،‬الماء وهيدروكسيدات الفلزات‪ ،‬والتي تنتج ميزات امتصاص عند ‪ 1.4‬و ‪1.9‬‬
‫مايكرون؛‬
‫(ه) أكاسيد الحديد‪ ،‬التي لها ميزات طيفية في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪.VNIR‬‬
‫‪ 2.7.7‬منطقة االشعة تحت الحمراء الحرارية ‪Thermal-Infrared Region‬‬
‫بالنسبة لمنطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬فإن األطياف المعدنية تكون مضافة بطبيعتها‬
‫(انظر الشكل ‪ .)10.7‬لذلك‪ ،‬يمكن بسهولة تفسير أطياف الصخور في منطقة تحت الحمراء‬
‫الح اررية ‪ TIR‬من حيث الوفرة النسبية المعدنية‪.‬‬
‫يعرض الشكل ‪ 11.7‬أطياف األشعة تحت الحمراء الح اررية لصخور نارية مختارة‪ ،‬مرتبة في‬
‫انخفاض محتوى السيليكا من األعلى إلى األسفل‪ .‬يمكن مالحظة أن مركز النطاق األدنى لالنبعاث‬
‫ينتقل تدريجيا من حوالي ‪ 9‬مايكرون في الغرانيت إلى حوالي ‪ 11‬مايكرون في أوليفين‪-‬بيردوتايت‪.‬‬
‫ويرجع ذلك إلى التحول المقابل في نطاق امتصاص ‪( Si-O‬الشكل ‪ )8.7‬في المجموعات المعدنية‬
‫التي تشكل السيليكات السائدة في الصخور النارية أعاله‪.‬‬
‫ترتبط النطاقات التشخيصية اإلضافية في منطقة االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪TIR‬‬
‫بالكربونات‪ ،‬الهيدروكسيل‪ ،‬الفوسفات‪ ،‬الكبريتات‪ ،‬النتريت‪ ،‬النترات والكبريتيدات‪.‬‬

‫‪- 253 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.7‬نمذجة أطياف انبعاث لمخاليط معدنية‪ .‬يتم عرض أطياف االنبعاث لثالثة معادن وهي أوليفين وأوجايت‬
‫والبرادورايت‪ .‬عندما يتم خلط هذه المعادن فعليا لتشكيل صخرة اصطناعية تتكون من ‪ 3/1‬من كل من هذه المكونات‪ ،‬يظهر‬
‫طيف االنبعاث المرصود على أنه خليط فيزيائي‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬إذا تم الجمع بين أطياف المعادن الفردية (مرجحة بالكميات‬
‫النسبية المذكورة أعاله)‪ ،‬يتم الحصول على منحنى طيفي متطابق تقريبا‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.7‬أطياف األشعة تحت الحمراء الح اررية للصخور الشائعة التي تتراوح من ‪ SiO2‬عالية (الغرانيت) إلى ‪SiO2‬‬
‫منخفضة (البيردوتايت)‪ .‬الحظ التحول المنهجي في نطاق االمتصاص مع محتوى ‪ SiO2‬متباين‬

‫‪- 254 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 8.7‬األطياف المختبرية مقابل االطياف الحقلية ‪Laboratory Versus Field‬‬


‫‪Spectra‬‬
‫تكون بيانات المختبر عموما خالية من التعقيدات والتداخل الناجم عن عوامل مثل التجوية‬
‫وغطاء التربة والمياه والغطاء النباتي والمواد العضوية والمعالم التي من صنع اإلنسان والتي تؤثر‬
‫على األطياف في الموقع الطبيعي‪ .‬قد يكون مدى مطابقة األطياف في الموقع لألطياف المختبرية‬
‫متغي ار إلى حد كبير‪ ،‬وبالتالي يلزم تفسير األطياف الحقلية بعناية‪ .‬بشكل عام‪ ،‬تُظهر األسطح‬
‫المقطوعة حديثا انعكاسا أعلى من األسطح المتجوية‪ .‬يميل الغطاء العشبي الجاف الضئيل‪ ،‬والتربة‬
‫النحيفة والمحتوى العضوي الفقير في التربة إلى زيادة التشابه بين أطياف الحقل والمختبر‪.‬‬
‫في منطقة االنعكاس الشمسي‪ ،‬تأتي المعلومات من نطاق الطبقة السطحية العلوية حوالي ‪50‬‬
‫مايكرون‪ .‬في مثل هذه الحاالت‪ ،‬قد تكون المطابقة بين بيانات االنعكاس المختبرية والحقلية‬
‫(الجيولوجية) محدودة ويجب التحقق منها بعناية‪.‬‬
‫في منطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬ترتبط المعلومات بالنطاق السطحي األعلى بسماكة‬
‫‪ 10‬سم‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الميزات الطيفية لصخر األساس يمكن مالحظتها بسهولة أكبر على بيانات‬
‫االستشعار عن بعد لـالشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ ، TIR‬حتى لو كانت االغلفة السطحية والقشرة‬
‫الصلبة وما إلى ذلك موجودة‪.‬‬
‫‪ 9.7‬المكتبات الطيفية ‪Spectral Libraries‬‬
‫تستضيف المكتبات الطيفية مجموعة كبيرة من المنحنيات ‪ /‬البيانات الطيفية ألنواع مختلفة من‬
‫األشياء مثل المعادن والصخور والنباتات واألشجار والمواد العضوية وما إلى ذلك‪ .‬أمثلة على هذه‬
‫المكتبات هي تلك الخاصة بـ ‪ ، (http://speclab.cr.usgs.gov) USGS‬جامعة جون هوبكنز‬
‫‪ -‬مختبر الدفع النفاث (‪ ،)http://speclib.jpl/nasa.gov‬وكالة ناسا – مختبر الدفع النفاث‬
‫(‪.)http://asterweb.jpl.nasa.gov‬‬
‫‪ 10.7‬أطياف أجسام شائعة أخرى ‪Spectra of Other Common Objects‬‬
‫من وجهة نظر تمييز الكائن وتفسير البيانات‪ ،‬فمن الضروري أمتالك فكرة عن أطياف األشياء‬
‫الشائعة األخرى‪.‬‬

‫‪- 255 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يظهر الشكل ‪ 12.7‬أطياف كائنات طبيعية شائعة مختارة في منطقة االشعة تحت الحمراء‬
‫القريبة جدا – االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة‪ .‬يعرض جسم الماء الصافي العميق انعكاسا‬
‫منخفضا بشكل عام‪ .‬المياه الضحلة العكرة لها انعكاس أعلى في الطرف األزرق‪ ،‬بسبب التشتت‬
‫المتعدد لإلشعاع بواسطة الطمي المعلق‪ ،‬وبسبب انعكاس القاع‪ .‬الثلوج الحديثة لديها عموما انعكاس‬
‫عالي‪ .‬يطور ذوبان الثلج ‪ /‬الجليد غشاءا مائيا على سطحه‪ ،‬وبالتالي يقلل االنعكاس في األشعة‬
‫تحت الحمراء القريبة‪ .‬يحكم انعكاس التربة عددا من العوامل مثل الصخور األم ونوع ودرجة التجوية‬
‫ومحتوى الرطوبة والكتلة الحيوية‪ .‬تُظهر التربة الرملية الشائعة انعكاسا متساويا في المنطقة المرئية‬
‫وتزيد عموما من االنعكاس نحو األشعة تحت الحمراء القريبة‪ ،‬والتي قد يتم تعديلها بشكل كبير من‬
‫خالل وجود مكونات أخرى مثل أكسيد الحديد والماء‪ .‬تُظهر الخرسانة واألسفلت انعكاسا متوسطا‬
‫ومنخفضا على التوالي‪ ،‬وهو موحد تقريبا في جميع أنحاء منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا –‬
‫االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة‪.‬‬

‫شكل ‪ 12.7‬أطياف معممة لكائنات شائعة مختارة‬

‫‪- 256 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 11.7‬تحديد التجمعات المعدنية من مؤشرات نسبة ‪Identification of ASTER‬‬


‫‪Mineral Assemblages from ASTER Ratio Indices‬‬
‫يعتمد تحديد التجمعات المعدنية بشكل أساسي على الخصائص الطيفية للمعادن والصخور‪.‬‬
‫ويقدم الشكل ‪ 13.7‬نظرة عامة على نطاقات االمتصاص المعدنية العريضة‪ .‬تحدث نطاقات‬
‫امتصاص الحديد في االشعة تحت الحمراء القريبة جدا ‪ VNIR‬؛ توجد نطاقات امتصاص مثبتة على‬
‫أطوال موجية مختلفة تميز أنواعا مختلفة من معادن السيليكات الحاملة للهيدروكسيل والكربونات في‬
‫االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ SWIR‬؛ وأنطقة منخفضة االنبعاثية (‪ )reststrahlen‬تميز‬
‫صخور سيليكية مختلفة من حامضية إلى فوق قاعدية وكربونات تتواجد في منطقة األشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.7‬نطاقات امتصاص في المنطقة البصرية (مرئية إلى األشعة تحت الحمراء الح اررية) التي تتيح رسم‬
‫خرائط االستشعار عن بعد للتجمعات المعدنية والصخور‪ .‬تتوافق النطاقات في ‪ VIS-NIR-SWIR‬مع االنعكاس‬
‫المنخفض‪ ،‬وتلك الموجودة في ‪ TIR‬مع شدة االنبعاث المنخفض‬
‫سيكون من المناسب ذكر الماسح متعدد األطياف باألشعة تحت الحمراء الح اررية (‪)TIMS‬‬
‫(‪ (Thermal Infrared Multispectral Scanner‬هنا أوال‪ .‬في الثمانينيات والتسعينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬كان ‪ TIMS‬بمثابة مستشعر مهم‪ ،‬كونه رائد تجريبي محمول جوا على ‪ .ASTER‬حلق‬
‫‪ TIMS‬في العديد من المواقع التجريبية إلظهار قدرة بيانات االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪TIR‬‬
‫التعرف على الصخارية ‪ -‬المعدنية‪.‬‬
‫متعددة األطياف على ّ‬
‫أثناء النظر في تطبيقات ‪ ، ASTER‬يكون من الجدير باالهتمام ذكر القيود والمشاكل‪ .‬أحد‬
‫متر في االشعة تحت الحمراء‬
‫القيود المهمة هو أن ‪ ASTER‬له حجم بكسل رديء نسبيا (‪ 30‬ا‬
‫متر في االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ )TIR‬مما يؤدي غالبا إلى‬
‫قصيرة الموجة ‪ SWIR‬و ‪ 90‬ا‬

‫‪- 257 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بكسالت مختلطة؛ ثانيا‪ ،‬هو ليس جهاز استشعار فائق الطيفية؛ وثالثا‪ ،‬قد تتأثر استجابة البكسل في‬
‫بعض األحيان بتشويش تداخلي (نوع من الضوضاء)‪.‬‬
‫لحساب النسب الطيفية‪ ،‬يمكن للمرء استخدام إما بيانات ‪ ASTER‬الخام‪ ،‬أي قيم ‪ DN‬البسيطة‬
‫في النطاقات الطيفية‪ ،‬أو بدال من ذلك بيانات ‪ ASTER‬المعالجة‪ ،‬بمعنى القيمة المحسوبة مثل‬
‫اإلشعاع في المستشعر أو قمة إشراق الغالف الجوي أو انعكاس السطح المصحح جوا أو درجة‬
‫الح اررة المشعة أو االنبعاثية السطحية‪ .‬قد يؤدي استخدام القيم المصححة والمحتسبة فعليا إلى تقليل‬
‫التأثيرات المسببة للتداخل لعوامل أخرى مثل الغالف الجوي والتضاريس في الصور‪.‬‬
‫‪Approaches for Computing Spectral‬‬ ‫‪ 1.11.7‬أساليب حساب النسب الطيفية‬
‫‪Ratios‬‬
‫تم اتباع ثالث طرق مختلفة لحساب النسب الطيفية‪:‬‬
‫‪ .1‬المنحدر الطيفي الخطي‬
‫‪ .2‬عمق نطاق (االمتصاص) النسبي (‪)RBD‬‬
‫‪ .3‬المنحدرات الطيفية المتعددة‬
‫‪ .1‬المنحدر الطيفي الخطي‪:‬‬
‫هذا هو النهج األبسط القديم‪ .‬يبين الشكل ‪ a 14.7‬منحنى االستجابة الطيفية إلى جانب نطاقين‬
‫طيفيين (‪ A‬و ‪ )B‬لمستشعر‪ .‬قيم ‪ DN‬المقابلة للنطاقين هما ‪ DNA‬و ‪ DNB‬على التوالي‪ .‬على‬
‫افتراض انحدار خطي بسيط ‪ ،‬يمكن حساب النسبة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .2‬عمق نطاق (االمتصاص) النسبي (‪)RBD‬‬


‫يستخدم هذا النهج االنخفاض النسبي في المنحنى الطيفي الناتج بسبب االمتصاص‪ ،‬كمقياس للنسبة‬
‫الطيفية‪ُ .‬يظهر الشكل ‪ b 14.7‬طيف معدن مع انخفاض بسبب االمتصاص بجانب منحنيين على‬
‫كال الجانبين‪ .‬يمكن ان تكون نطاقات المستشعر مدروسة عند ‪ A‬و ‪ B‬و ‪ .C‬قيم ‪ DN‬المطابقة‬
‫لنطاقات المستشعر هي ‪ DNA‬و ‪ DNB‬و ‪ DNC‬على التوالي‪ .‬وفقا للشكل أعاله‪ ،‬يمكن اعتبار‬
‫العمق النسبي لالمتصاص عند ‪ B‬هو ‪ .(RBDB) = h1 / h2‬حساب النسبة الطيفية هو صيغة‬

‫‪- 258 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بسيطة من ثالث نقاط‪ .‬البسط هو مجموع النطاقات األقرب إلى المنحنيين والمقام هو النطاق األقرب‬
‫للحد األدنى لميزة االمتصاص‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.7‬أساليب حساب النسب الطيفية‪ a :‬ميل طيفي خطي بسيط و ‪ b‬عمق نطاق (االمتصاص) النسبي‬
‫)‪ (RBD‬و ‪ c‬منحدرات طيفية متعددة‬
‫‪ .3‬المنحدرات الطيفية المتعددة‬
‫في هذا النهج‪ ،‬يتم حساب المنحدرات الطيفية لنطاق االمتصاص من كال المنحنيين ثم مضاعفتها‪،‬‬
‫بمعنى استخدام ناتج المنحدرات الطيفية الخطية من احد المنحنيين إلى نطاق االمتصاص‪ .‬يتوضح‬
‫مثال من خالل الشكل ‪ .c 14.7‬الحد األدنى لميزة االمتصاص هو األقرب إلى النطاق الطيفي ‪B‬‬
‫وتقع المنحنيات بالقرب من النطاقين الطيفيين ‪ A‬و ‪ .C‬المنحدرات الطيفية المحسوبة من كال‬
‫الجانبين هي ‪ DNA / DNB‬و ‪ .DNC / DNB‬يمكن إعطاء النسبة الطيفية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 2.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في المنطقة القريبة جدا من االشعة تحت الحمراء ‪VNIR‬‬
‫‪ASTER Ratio Indices in the VNIR Region‬‬
‫‪ .1‬مؤشر الحديد الحديديكي ‪ .Ferric Iron Index‬أكسيد الحديد هو المكون الوحيد ذو األهمية‬
‫من حيث التواجد السطحي والوفرة التي لها ميزات طيفية في االشعة المرئية – القريبة من االشعة‬
‫تحت الحمراء ‪ .VIS-NIR‬وهو عنصر شائع في األكسدة المعدنية وانطقة التغيير ويوجد على‬

‫‪- 259 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫السطح في كل مكان‪ .‬يؤدي وجود أكسيد الحديد (أيون الحديديك في الهيماتايت والجيوثايت‬
‫والجاروسايت) إلى امتصاص قوي في منطقة األشعة فوق البنفسجية‪-‬الزرقاء ‪ ،‬مما يؤثر على ميل‬
‫منحنى االنعكاس في هذه المنطقة‪ .‬يوضح الشكل ‪ 15.7‬نطاق امتصاص الحديديك مع النطاقات‬
‫الطيفية ل ‪ .ASTER‬بناء على هذا ‪ ،‬يمكن صياغة مؤشر الحديد الحديديكي كما يلي‬

‫إن قيم أعلى لهذه النسبة تعني كمية أكبر من الحديد الحديديكي‪ .‬من الناحية النظرية ‪ ،‬تشبه هذه‬
‫النسبة نسبة النطاق ‪ MSS2 / MSS1‬المستخدمة في ‪ MSS‬لرسم خرائط أكسيد الحديد ‪/‬‬
‫الليمونايت‪ ،‬أو ‪ TM3 / TM2‬المستخدمة لمستشعر ‪ ، TM / ETM‬أو بطريقة معممة نسبة (نطاق‬
‫احمر) ‪( /‬نطاق أخضر) للبيانات من أجهزة االستشعار األخرى‪.‬‬

‫شكل ‪ 15.7‬منحنيات االنعكاس الطيفي للجاروسايت‪ ،‬الهيماتايت و الجيوثايت مع نطاقات ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬من‬
‫‪ ASTER‬؛ الخطوط العمودية تشير إلى مواقع مركز نطاق ‪ASTER‬‬
‫‪ .2‬مؤشر الحديد الحديدوزي ‪ .Ferrous iron index‬ناد ار ما يستخدم ‪ ،‬بقدر ما يتعلق األمر‬
‫ببيانات ‪ُ .ASTER‬يظهر الحديد الحديدوزي ميزة امتصاص عند حوالي ‪ 10‬مايكرون حيث ال يوجد‬
‫لدى ‪ ASTER‬أي نطاق تمرير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لوحظ بعض تأثير ميزة االمتصاص هذه في النطاق ‪3‬‬

‫‪- 260 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫من ‪ ASTER‬من قبل باحثين‪ ،‬الذين يقترحون أن ‪ B5 / B3‬و ‪ B1 / B2‬يمكن أن تعطي فكرة عن‬
‫الحديد الحديدوزي‪.‬‬
‫‪ .3‬مؤشر غوسان ‪ .Gossan index‬يستخدم االنعكاس العالي العام في ‪ B4‬وانعكاس أقل في‬
‫‪ .B2‬قد تتداخل النباتات مع الليمونايت (غوسان) من حيث االستجابة الطيفية‪ .‬ويرد مؤشر غوسان‬
‫كما يلي‬

‫‪ 3.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في منطقة االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪SWIR‬‬
‫‪ASTER Ratio Indices in the SWIR Region‬‬
‫كما ذكرنا في البداية‪ ،‬توجد نطاقات امتصاص متمركزة على أطوال موجية مختلفة تتميز بأنواع‬
‫مختلفة من معادن السيليكات الحاملة للهيدروكسيل والكربونات في االشعة تحت الحمراء قصيرة‬
‫الموجة ‪ .SWIR‬تتواجد هذه المعادن في كثير من األحيان في مناطق التغيير الحرمائية المرتبطة‬
‫برواسب كبريتيدية ذات أساس فلزي؛ لذلك ‪ ،‬تركز الكثير من أبحاث االستشعار عن بعد على مواقع‬
‫مناطق التغير الحرمائي‪ ،‬وخاصة رواسب النحاس البورفيري التي تشكل رواسب كبيرة‪.‬‬
‫عادة ما يمتلك راسب نحاس بورفيري بنية ممنطقة‪ .‬هناك نطاق أعمق حامل لفلسبار كوارتز ‪-‬‬
‫بوتاسيوم‪ ،‬ويحيط به نطاق فايلي ‪ ،phyllic‬ونطاق صلصالي‪ argillic‬ونطاق بروبيلتي ‪.propylitic‬‬
‫تمتلك كل من هذه االنطقة مجموعة معدنية فريدة من نوعها تظهر ميزات امتصاص مميزة في‬
‫‪ .SWIR‬ويناقش أدناه مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬لتحديد هذه المجموعات المعدنية‪.‬‬
‫‪ .1‬تغير الهيدروكسيل المعمم ‪ .Generalized hydroxyl alteration‬يمكن تحديد تغيير‬
‫الهيدروكسيل المعمم باستخدام تجميع ‪ ، ASTER B5 + B6 + B7‬ويمكن صياغة النسبة على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .2‬مجموعة بروبيليتية ‪ .Propylitic group‬يمتلك نطاق التغيير البروبيليتي مجموعة معدنية‪:‬‬


‫كلوريت ‪ -‬إبيدوت ‪ -‬أكتينواليت (أمفيبول) ‪ -‬كالسايت ‪ ،‬ويشار إلى هذه المجموعة المعدنية أيضا‬
‫كلوريت" في هذا السياق‪ .‬يوضح الشكل ‪ 16.7‬أن كل هذه المعادن تظهر ميزات‬
‫ا‬ ‫باسم "مجموعة‬

‫‪- 261 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫امتصاص عند ‪ 2.35‬مايكرون والتي تتزامن مع النطاق ‪ .ASTER 8‬لذلك ‪ ،‬يعطى مؤشر نطاق‬
‫االمتصاص هذا كـ‬

‫من الجدير بالذكر أن ميزة االمتصاص في السيليكات هنا ترجع إلى ‪Mg-OH ،Fe‬؛ لذلك ‪،‬‬
‫فإن معادن ‪ Fe‬و ‪ Mg-OH‬األخرى مثل البايوتايت والفلوغوبايت ‪ phlogopite‬وما إلى ذلك التي‬
‫تتواجد في الصخور القاعدية – فوق القاعدية‪ ،‬تظهر أيضا ميزة امتصاص عند ‪ 2.35‬مايكرون‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬فإن هذا المؤشر له أهمية في تحديد مجموعة الصخور القاعدية – فوق القاعدية‪.‬‬

‫كلوريت ‪ ،‬إبيدوت‪ ،‬أكتينواليت وكالسايت مع نطاقات‬


‫ا‬ ‫شكل ‪ 16.7‬منحنيات االنعكاس الطيفي للمعادن البروبيليتية ‪-‬‬
‫‪ ASTER 1-9‬؛ الخطوط العمودية تشير إلى مواقع مركز النطاق؛ البيانات الطيفية التي تم الحصول عليها من‬
‫المكتبة الطيفية ‪USGS‬‬

‫‪- 262 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .3‬مجموعة فايلية ‪ .Phyllic group‬يحتوي نطاق التغيير الفايلي على مجموعة معدنية من‬
‫المسكوفايت‪-‬سريسايت‪-‬إياليت‪-‬سمكيتايت ‪ ،‬والمعروف أيضا باسم "مجموعة اإلاليت" هنا‪ .‬تمتلك‬
‫كل هذه المعادن نطاق امتصاص ‪ Al - OH‬مكثف عند ‪ 2.20‬مايكرون‪ ،‬والذي يتزامن مع النطاق‬
‫‪( ASTER 6‬الشكل ‪ .)17.7‬تحدد النسب البسيطة (‪ )B4 / B6‬و (‪ )B5 / B6‬و (‪)B7 / B6‬‬
‫نطاق االمتصاص ‪ 2.20‬مايكرون‪ .‬وقد أعطي مؤشر الفايليك ‪ phyllic‬ك‬

‫المسكوفايت‪-‬سريسايت هي معادن شائعة في مجموعة الصخور الغرانيتية (الحامضية)‪ ،‬وبالتالي فإن‬


‫المؤشر الفايلي هو مهم في تحديد الصخور الحامضية‪.‬‬

‫شكل ‪ a 17.7‬و ‪ b‬منحنيات االنعكاس الطيفي لمعادن فايلية وصلصالية مختارة‪ :‬بايروفاياليت‪ ،‬كالسايت‪،‬‬
‫مسكوفايت‪ ،‬الجبس‪ ،‬كاولينايت‪ ،‬مونتموريلونايت واأللونايت؛ خطوط عمودية تتوافق مع مواقع مركز النطاق ‪ASTER‬‬

‫‪- 263 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .4‬المجموعة الصلصالية ‪ .Argillic group‬تشتمل معادن التغيير المشمولة في هذه المجموعة‬


‫على بايروفياليت وكاولينايت وألونايت (ألونايت عبارة عن كبريتات ولكن ال تزال مدرجة في هذه‬
‫المجموعة بسبب ارتباطها الوثيق في أنطقة تغيير الكبريتيدات)؛ هذه المجموعة تسمى شعبيا‬
‫"مجموعة البايروفياليت"‪ .‬كل هذه المعادن تظهر امتصاص قوي في النطاق ‪2.17( ASTER 5‬‬
‫مايكرون) (الشكل ‪ .)17.7‬لذلك‪ ،‬يعطى المؤشر الصلصالي كما يلي‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا إلى أن المعادن مثل الكاولينايت واأللونايت تمتلك ميزات امتصاص في كل‬
‫من ‪ 2.17‬و ‪ 2.20‬مايكرون؛ لذلك تظهر في كل من صور المؤشرات الفايلية والصلصالية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تم إعطاء مؤشر ألونايت أيضا بشكل منفصل‬

‫‪ .5‬الكالسايت ‪ .Calcite‬يتميز الكالسايت بخاصية امتصاص قوية عند ‪ 2.35‬مايكرون ( ‪ASTER‬‬


‫‪( )Band 8‬الشكل ‪ ، )16.7‬مما يؤدي إلى صيغة لمؤشر كالسيت كما يلي‬

‫من الواضح أن معادن السيليكات البروبيلية مع ميزة امتصاص ( ‪ (Mg –OH ،Fe‬عند ‪B8‬‬
‫سوف تتداخل مع مؤشر الكالسيت هذا‪.‬‬
‫‪ 4.11.7‬مؤشرات نسبة ‪ ASTER‬في منطقة االشعة تحت الحمراء ‪ IR‬الحرارية ‪ASTER‬‬
‫‪Ratio Indices in the Thermal IR Region‬‬
‫في منطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬تُظهر المعادن المكونة للصخور المختلفة المهمة‬
‫(بمعنى السيليكات والكربونات) نطاقات ‪ Reststrahlen‬المميزة (= انبعاثية منخفضة)‪ .‬ينتقل موقع‬
‫النطاق منخفض االنبعاثية بشكل منتظم من ‪ 9‬مايكرون تقريبا في الغرانيت إلى ‪ 11‬مايكرون تقريبا‬

‫‪- 264 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫في البيردوتايت‪ .‬وهذا يجعل من الممكن تحديد التجمعات المعدنية ‪ /‬الصخور باستخدام بيانات‬
‫االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬متعددة األطياف‪.‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 18.7‬المنحنيات الطيفية للصخور المهمة في ‪ TIR‬مع نطاقات ‪ .ASTER‬بناء‬
‫على هذا‪ ،‬تم تصور وصياغة العديد من مؤشرات الصخور‪:‬‬
‫‪ .1‬دليل الكوارتز )‪ .Quartz Index (QI‬الكوارتز هنا يشير إلى معدن الكوارتز‪ ،‬أي‪ ،‬السيليكا‬
‫الحرة في الصخور النارية (وليس السيليكا الكلية!)‪ .‬يظهر المنحنى الطيفي للكوارتازيت المكون من‬
‫الكوارتز في الغالب قمة صغيرة عند ‪ B11‬وميزات امتصاص في ‪ B10‬و ‪ B12‬المجاورتين (الشكل‬
‫‪ .)18.7‬هذه الميزة الفريدة للكوارتز تستخدم لمؤشر الكوارتز‪ .‬يحدد مؤشر الكوارتز من‬

‫يوريت ‪ e ،‬غابرو‪ ،‬و ‪f‬‬


‫شكل ‪ 18.7‬أطياف انبعاثية ‪ a‬صخور الكربونات‪ b ،‬صخور كوارتزية‪ c ،‬غرانيت ‪ d ،‬دا ا‬
‫مركز األنطقة‬
‫بيردوتايت مع أنطقة ‪ ASTER 10-14‬؛ الخطوط العمودية تشير إلى موقع ا‬

‫‪- 265 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نظر ألن‬
‫ا‬ ‫لذلك وبشكل عام‪ ،‬ستكون قيمة ‪ QI‬عالية للبكسالت الغنية بالكوارتز‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫الفلسبار له خاصية طيفية تقابل الكوارتز في ‪ B10‬حتى ‪ ، B12‬فإن ‪ QI‬مفيد لتقدير الكوارتز في‬
‫الصخور الفقيرة بالفلسبار‪ .‬الصخور البركانية مثل الغرانيت الغني بكل من بوتاسيوم فلسبار وكوارتز‬
‫لها قيم ‪ QI‬منخفضة‪ .‬إن قيمة عالية جداﹰ لمؤشر الكوارتز ‪ QI‬يعني صخور منخفضة الفلسبار‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يعمل ‪ QI‬أيضا كمؤشر على الصخور الرسوبية والمتحولة الغنية بالكوارتز (األحجار‬
‫الرملية النقية‪ ،‬واألورثوكوارتزايت‪ ،‬والكوارتزيت)‪ .‬يمكن اإلشارة هنا إلى أن قيم ‪ QI‬المنخفضة للغاية‬
‫قد تكون مؤش ار على الكبريتات‪ ،‬وعادة ما يكون الجبس‪.‬‬
‫‪ .2‬مؤشر السيليكا )‪ .Silica Index (SI‬يتعلق هذا المعامل بمحتوى السيليكا الكلي في الصخر‪،‬‬
‫سواء في شكل سيليكا حرة (كوارتز) أو كمحتوى في السيليكات (على سبيل المثال في الفلسبار‪،‬‬
‫المايكا‪ ،‬األمفيبول‪ ،‬البيروكسينات‪ ،‬األوليفين‪ ،‬إلخ)‪ .‬إذا فحصنا أطياف الصخور المختلفة‪ ،‬فهناك‬
‫نمط استجابة متميز من ‪ B12‬إلى ‪ B14‬للصخور الحامضية إلى فوق القاعدية (الشكل ‪،)18.7‬‬
‫ويمكن أن يرتبط هذا النمط بمحتوى السيليكا الكلي في الصخور‪ ،‬كما يأتي‬

‫إن قيم ‪ SI‬تكون أعلى بالنسبة للبكسالت الغنية بالسيليكا‪ .‬مؤشر السيليكا األول ‪(B13 /‬‬
‫)‪ B12‬هو مجرد عكس مؤشر مافي ‪ Mafic‬الموضح أدناه وقد يكون أيضا حساسا للكربونات التي‬
‫تمتلك نطاق امتصاص قويا في ‪ .B14‬مؤشر السيليكا الثاني (‪ )B14 / B12‬يكون صالح‬
‫للتضاريس الخالية من الكربونات فقط بسبب االمتصاص القوي مرة أخرى للكربونات في ‪.B14‬‬
‫‪ .3‬مؤشر الكاربونايت )‪ .Carbonate Index (CI‬تحمل الكربونات (الكالسايت والدولومايت)‬
‫امتصاص متميز عند ‪ B14‬؛ هذا يكافأ ‪ CI‬الذي يحدد من خالل‬

‫ستكون قيمة ‪ CI‬عالية للبكسالت الغنية بالكربونات‪.‬‬

‫‪- 266 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .4‬مؤشر مافي )‪ .Mafic Index (MI‬يتم إعطاء ‪( MI‬والذي كان يدعى أيضا في وقت سابق‬
‫بمؤشر الدرجة القاعدية )‪ )Basic Degree Index )BDI‬كـ‬

‫ستزداد قيمة ‪ MI‬مع زيادة الطبيعة المافية للصخور‪ .‬يرتبط ‪ MI‬بشكل عكسي بمحتوى السيليكا‬
‫الكلي في الصخور البركانية ويميز الصخور المافية عن الصخور الفلسية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬من‬
‫المحتمل أن تتداخل النباتات مع ‪ .MI‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وبسبب قربه من نطاق امتصاص كربونات‬
‫قوي وعريض عند ‪ ، B14‬فإن ‪ )B12 / B13( MI‬لديه ميل إلى أن يكون حساسا للكربونات‪.‬‬
‫‪ .5‬مؤشر فوق القاعدية )‪ .Ultramafic Index (UMI‬لوحظ أن الصخور فوق القاعدية تتميز‬
‫بامتصاص قوي عند ‪ B13‬؛ هذا يحدد طريقة لتحديد الصخور فوق القاعدية ‪ ultramafic‬على‬
‫صورة النسبة التالية‬

‫يحتوي ‪ UMI‬على قيم أعلى للبكسالت التي تحتوي على صخور فوق قاعدية‪ .‬تجدر اإلشارة‬
‫إلى أن ‪ B14‬عبارة عن نطاق امتصاص عميق للكربونات‪ ،‬وبالتالي فإن هذه العالقة تكون صالحة‬
‫فقط للتضاريس الخالية من الكربونات‪.‬‬

‫‪- 267 -‬‬


‫أطياف المعادن والصخور‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 268 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الثامن‬
‫التنقيب عن المعادن‬
‫‪ 1.8‬تمهيد ‪preface‬‬
‫تتوفر تواريخ حاالت عن استكشاف الذهب الحرمائي‪ ،‬والنحاس البورفيري وصخور كيمبراليت ‪/‬‬
‫الماس‪ .‬وفي جميع الحاالت‪ ،‬تكون هذه البرامج متكاملة‪ ،‬بمعنى أن الصور الجوية أو تصوير‬
‫األقمار االصطناعية تتحد مع تحصيل األطياف الحقلية‪ ،‬ورسم الخرائط الحقلية‪ ،‬وتحليل نواتج نظام‬
‫االستشعار األخرى‪ ،‬وال سيما موديالت االرتفاع الرقمي والمغناطيسية الجوية‪ .‬في االستكشاف‬
‫المعدني‪ ،‬يكون التركيز في معظم الحاالت على رسم خرائط التغير بدال من الطبقات‪ .‬غير أن‬
‫التركيب يظل مهما‪ :‬فأنطقة الصدوع والكسور توفر مسارات اندساس وموائع حرمائية تحمل المعادن‬
‫ذات األهمية وتسبب التغيير‪.‬‬
‫‪Remote Sensing in‬‬ ‫‪ 2.8‬االستشعار عن بعد في االستكشاف المعدني‬
‫‪Mineral Exploration‬‬
‫دور مهما للغاية في تحديد مواقع الرواسب المعدنية وتخفيض‬
‫تلعب تقنيات االستشعار عن بعد ا‬
‫تكاليف التنقيب بشكل فعال والتطوير المعدني‪ .‬وعلى الرغم من وجود مختلف العناصر المفيدة‬
‫والمعادن في مجموعة واسعة من التصاحبات النشوئية‪ ،‬إال أن الرواسب التجارية للمعادن تكون‬
‫محدودة في األنواع النشوئية وطريقة تواجدها‪ .‬وهذا يشكل أساس التنقيب القائم على المفهوم‪.‬‬
‫باستخدام موديالت تواجد الخامات التجارية المعروفة‪ ،‬يمكن أن تساعد تقنيات االستشعار عن بعد‬
‫في تحديد المقاطعات ‪ /‬األحزمة ‪ /‬المواقع المعدنية واألدلة المعدنية بسرعة أكبر على أرض أكبر‪.‬‬
‫يمكن أن يؤدي ذلك إلى عزل المناطق المحتملة عن المناطق غير المثيرة لالهتمام لمزيد من‬
‫االستكشاف بطريقة فعالة من حيث التكلفة‪.‬‬
‫في معظم األحوال‪ ،‬يتميز برنامج االستكشاف بأربع مراحل‪ )1( :‬مرحلة التنقيب‪ )2( ،‬مرحلة‬
‫االستكشاف اإلقليمي‪ )3( ،‬مرحلة االستكشاف المفصل و (‪ )4‬مرحلة االستكشاف المنجمي‪ .‬يعد‬
‫االستشعار عن بعد مفيدا في جميع المراحل‪ ،‬رغم أنه مفيد للغاية في المرحلة األولى‪ ،‬أي مرحلة‬
‫التنقيب ويصبح أقل أهمية نسبيا في المراحل الالحقة‪.‬‬

‫‪- 269 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تشمل مرحلة التنقيب االستطالعات والتحريات األولية‪ .‬وخالل هذا‪ ،‬يكون الغرض هو في‬
‫تحديد "األهداف"‪ .‬في هذا المسعى‪ ،‬تشكل صور األقمار الصناعية صغيرة المقياس (تقريبا‬
‫‪ ،)1:100000‬المستكملة ببيانات صور متعددة األطوار بمقياس أكبر محدود (تقريبا ‪1:50000‬‬
‫إلى ‪ )1:25000‬ومسوحات جيوفيزيائية محمولة جوا‪ ،‬أقوى مدخالت البيانات لتحديد األهداف‪.‬‬
‫االستشعار عن بعد هو بمثابة ممهد السبيل‪.‬‬
‫أثناء مرحلة االستكشاف اإلقليمي‪ ،‬يتم إنجاز خرائط جيولوجية سطحية شاسعة (عادة بمقياس ~‬
‫‪ ،)1:25000–1:50000‬ويتم مسح بعض المواقع المختارة باستخدام التقنيات الجيوفيزيائية‬
‫والجيوكيميائية‪ .‬خالل هذه المرحلة‪ ،‬يوفر التحليل المفصل لبيانات االستشعار عن بعد مدخالت قيمة‬
‫الستكمال رسم الخرائط الجيولوجية للسطح‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن يساعد إنشاء قاعدة بيانات‬
‫في نهج نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬والمعالجة المتكاملة للبيانات وتحسين المؤشرات في برنامج‬
‫االستكشاف‪.‬‬
‫أثناء االستكشاف المفصل‪ ،‬يتم إجراء التحريات بمقاييس أكبر بكثير (~ مقياس ‪ 1:10،000‬إلى‬
‫‪ .)1:5000‬قد تكون بيانات االستشعار عن بعد عالية الدقة المكانية والطيفية مفيدة في هذه‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬تبدأ مرحلة االستكشاف المنجمي التي تهدف إلى تحديد الرواسب المعدنية في‬
‫العمق‪ ،‬وهذا يؤدي في النهاية إلى برامج التطوير والتعدين واالستغالل‪ .‬يمكن استخدام االستشعار‬
‫عن بعد عالي الدقة المكاني والطيفي لمراقبة التعدين المفتوح (مثل الفحم وخام الحديد والبوكسايت‬
‫وما إلى ذلك)‪ ،‬والتأثيرات السطحية للتعدين تحت السطحي‪ .‬هناك تحديد واحد مهم لبيانات‬
‫االستشعار عن بعد في االستكشاف المعدني ينبغي تقديره وهو جانب العمق‪ .‬تتواجد معظم الرواسب‬
‫المعدنية على عمق معين وال يتم تحديد موقعها على سطح األرض‪ .‬تمتلك بيانات االستشعار عن‬
‫بعد تغلغل عميق لما يقرب من بضعة مايكرومترات في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا‬
‫‪ ، VNIR‬إلى بضعة سنتيمترات في االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ TIR‬وبعض األمتار (في‬
‫المناطق شديدة الجفاف) في منطقة المايكروويف‪ .‬لذلك‪ ،‬في معظم الحاالت‪ ،‬يتعين على عالم‬
‫األرض المتخصص باالستشعار عن بعد االعتماد على أدلة غير مباشرة‪ ،‬مثل الوضعية الجيولوجية‬
‫العامة‪ ،‬وأنطقة التغير‪ ،‬والصخور المرتبطة بها‪ ،‬والبنية اإلقليمية والمحلية‪ ،‬والمعالم الخطية‪ ،‬ونواتج‬

‫‪- 270 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نادر ما يكون من الممكن تحديد‬


‫نظر ألنه ا‬
‫األكسدة‪ ،‬والمورفولوجيا‪ ،‬والتصريف‪ ،‬وشذوذ النباتات‪ ،‬إلخ‪ ،‬ا‬
‫تواجد ومعدنية راسب ما بشكل مباشر استنادا إلى بيانات االستشعار عن ُبعد فقط‪.‬‬
‫‪ 3.8‬األنواع الرئيسية للترسبات المعدنية ومؤشراتها السطحية ‪Main Types of‬‬
‫‪Mineral Deposits and Their Surface Indications‬‬
‫يعتمد نجاح تقنيات االستشعار عن بعد في تحديد موقع الرواسب المعدنية القابلة للتطبيق على‬
‫المعرفة األساسية حول الراسب – نوعه المنشأي‪ ،‬تجمعه ‪ ،‬طريقة تكونه وتواجده‪ .‬ولذلك‪ ،‬نستعرض‬
‫هنا موجز لألنواع الرئيسية من الرواسب المعدنية ذات الصلة (جدول ‪ .)1.8‬غالبا ما يتم تمييز‬
‫أنواع الرواسب هذه بمؤشرات سطحية معينة‪ ،‬يمكن مالحظة بعضها على صور االستشعار عن ُبعد‪.‬‬
‫لقد تم تمييز عدد من األدلة أو المعايير الجيولوجية الرئيسية من أجل التنقيب عن المعادن‪ .‬من بين‬
‫تلك األشياء‪ ،‬التي يمكن مالحظتها على بيانات االستشعار عن بعد هي‪ )1( :‬طباقية ‪ -‬صخارية‪،‬‬
‫(‪ )2‬جيومورفولوجية‪ )3( ،‬بنيوية‪ )4( ،‬تغيير صخري و (‪ )5‬جيونباتية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يمكن‬
‫أن توفر الشذوذات الجيوكيميائية والجيوفيزيائية وغيرها من البيانات المساعدة مدخالت قيمة أثناء‬
‫التنقيب ويمكن دمجها في نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫‪ 1.3.8‬أدلة طباقية – صخارية ‪Stratigraphical–Lithological Guides‬‬
‫تشير المعايير (العمرية) للطبقة الجيولوجية إلى الوضع الجيولوجي والموضع الطبقي للوحدة‬
‫نظر ألن بعض أنواع الرواسب المعدنية محصورة في‬
‫الجيولوجية (مثل الطبقات أو االندساسات)‪ .‬ا‬
‫فئات عمرية معينة ‪ /‬آفاق صخارية (مثل رواسب الفحم والحديد والمنغنيز والفوسفوريت وما إلى‬
‫ذلك)‪ ،‬فإن هذه المعايير تعد بمثابة أدلة مفيدة أثناء االستكشاف‪ .‬يمكن الحصول على فكرة عن نوع‬
‫التضاريس‪ ،‬ونعني نارية أو رسوبية أو متحولة‪ ،‬والموقع الطباقي للوحدات الجيولوجية الرئيسية من‬
‫بيانات االستشعار عن بعد على مقياس مناسب‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن تركيز االهتمام على المناطق‬
‫الفرعية التي قد يكون لها احتمال أكبر‪.‬‬

‫‪- 271 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جدول ‪ 1.8‬األنواع الرئيسية من الرواسب المعدنية ومؤشرات سطحها يمكن مالحظتها على بيانات االستشعار عن‬
‫بعد‬

‫‪- 272 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بعض الرواسب المعدنية تكون حبيسة بشكل تفضيلي في صخارية معينة‪ ،‬والذي يشكل دليال‬
‫صخارياﹰ مفيدا‪ .‬قد تكون الرواسب متزامنة النشأة ‪( syngenetic‬تشكل جزءا أصليا من الكتلة‬
‫الصخرية) أو متأخرة النشأة ‪( epigenetic‬أدخلت في الصخرة)‪ .‬تكون الرواسب الرسوبية متزامنة‬
‫النشأة عادة منتظمة وممتدة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تكاوين الحديد المشرطة‪ ،‬البوكسايت‪ ،‬الفحم‬
‫الفوسفوريت‪ .‬تكون الرواسب النارية المتزامنة النشأة أقل انتظاما نسبيا وتظهر في االندساسات‬
‫ا‬ ‫و‬
‫المتفاضلة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬الكرومايت‪ ،‬المغنتايت‪ ،‬الخ‪ .‬تتشكل الترسبات متأخرة النشأة المقيدة‬
‫صخاريا بسبب التفضيل القوي لسوائل التمعدن المهاجرة إلى صخور مضيفة معينة‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬الكربونات أو التدفقات البركانية‪ .‬يمكن أن تساعد بيانات االستشعار عن ُبعد ذات الدقة‬
‫المكانية والطيفية الكافية في تحديد مكان وجود أدلة ليثولوجية‪ .‬هناك أمثلة عديدة لهذا النوع من‬
‫التطبيق معروفة في األدبيات‪.‬‬
‫‪ 2.3.8‬أدلة جيومورفولوجية ‪Geomorphological Guides‬‬
‫األدلة الجيومورفولوجية تكون مهمة بشكل خاص في التنقيب عن الرواسب المعدنية التي هي‬
‫نتاج للتجوية والتعرية المتواصلة‪ .‬يمكن تحديد المواقع المحتملة للرواسب الناشئة عن اإلغناء سطحي‬
‫النشأة والمتبقية بمعايير جيومورفولوجية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬التالل‪ ،‬والحيود‪ ،‬والهضاب والوديان‪،‬‬
‫في مناطق التجوية والترشيح المتواصل‪ .‬يتم البحث عن كل هذه الرواسب في غطاء العصر‬
‫الرباعي‪ .‬في جميع هذه الحاالت‪ ،‬تعد أنماط التضاريس والتصريف والمنحدرات حيوية‪ ،‬ويمكن‬
‫الحصول على معلومات حول كل هذه الجوانب من بيانات االستشعار عن بعد وموديل االرتفاع‬
‫المونازيت وما إلى ذلك) نتيجة‬
‫ا‬ ‫الرقمي ‪ .DEM‬وبالمثل‪ ،‬تتشكل رواسب التبر (مثل الماس والذهب و‬
‫للتركيز الميكانيكي للعمليات النهرية والريحية والتفتتية ‪ eluvial‬والبحرية‪ .‬يمكن للمواقع المناسبة‬
‫لترسبها وتواجدها أن يحدد موقعها بشكل أفضل على بيانات االستشعار عن ُبعد‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫في حالة رواسب التبر النهرية‪ ،‬عن طريق تحديد قنوات مدفونة‪ ،‬وندوب تعرجات مهجورة‪.‬‬
‫يعرض الشكل ‪ 1.8‬صورة ‪ SIR-C‬لرواسب الماس الناميبية في جنوب إفريقيا‪ ،‬والتي تشكل‬
‫منطقة تعدين نشط للماس‪ .‬يتواجد الماس كترسبات تبرية على طول القنوات القديمة لنهر أورانج‪ ،‬بعد‬
‫اشتقاقها من أنابيب كيمبرلي الشهيرة‪ .‬تركز عمليات التنقيب والتعدين على القنوات القديمة‪ ،‬التي تقع‬
‫نظر ألن ‪ SAR‬لديها القدرة على اختراق الصفائح الرملية‬
‫تحت طبقات سميكة من الرمل والحصى‪ .‬ا‬

‫‪- 273 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫في المناطق الصحراوية‪ ،‬فإن هذا النوع من بيانات االستشعار عن بعد له أهمية كبيرة في مثل هذه‬
‫الحاالت‪.‬‬
‫‪ 3.3.8‬أدلة تركيبية ‪Structural Guides‬‬
‫إن الشواهد التركيبية لتكوين الخام‪ ،‬والتي أصبحت في نهاية المطاف أدلة تركيبية أثناء‬
‫االستكشاف‪ ،‬يمكن أن تكون بأبعاد ومقاييس مختلفة‪ .‬إن التركيب يمكن أن يحكم‪( :‬أ) توزيع األقاليم‬
‫المعدنية داخل األرصفة ‪ platforms‬أو األحزمة البانية للجبال‪( ،‬ب) توزيع المناطق والحقول‬
‫الحاملة للخامات داخل األقاليم المعدنية و (ج) تموضع رواسب الخام في حقل خام معين‪ .‬يمكن‬
‫لبيانات االستشعار عن ُبعد على مقاييس مناسبة أن تلقي ضوءا مهما على عالقة المعالم التركيبية‬
‫العالمية والضخمة والثانوية مع الرواسب المعدنية‪.‬‬

‫شكل ‪ 1.8‬صورة رادار ‪ SIR-C‬من حقل الماس ناميبيا‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ .‬رواسب الماس‪ ،‬المشتقة من أنابيب‬
‫كيمبراليت‪ ،‬تظهر كرواسب تبر على طول القنوات القديمة لنهر أورانج‪ .‬المنطقة مغطاة بطبقات سميكة من الرمل‬
‫والحصى دفنت تحتها قنوات قديمة‪ .‬يمكن رؤية بعض البحيرات القوسية على صورة الرادار (مطبوعة باألبيض‬
‫واألسود من ألوان زائفة مركبة)‬

‫‪- 274 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إن استنباط المعلومات المتعلقة بتموضع الرواسب المعدنية بواسطة أنواع معينة من األحزمة‬
‫التركيبية الجيولوجية أو أنطقة القص أو الصدوع أو الكسور أو سطوح التماس أو الطيات أو‬
‫أمر مهما في تخطيط استراتيجية االستكشاف‪ .‬تتشكل‬
‫الفواصل أو تقاطعات معالم تركيبية محددة يعد ا‬
‫رواسب المعادن متأخرة األصل ‪ Epigenetic‬عن طريق ترسيب المحاليل الحاملة للمعادن في‬
‫فراغات الكسور ‪ /‬الفجوات البينية واحالل الصخور المضيفة‪ ،‬وبالتالي تظهر عادة شاهدا تركيبيا‬
‫مثير لالهتمام‪ .‬هنا تنتمي الصخور‬
‫قويا‪ .‬يقدم حزام خيتري ‪ Khetri‬النحاسي (راجستان‪ ،‬الهند) مثاال ا‬
‫إلى مجموعتي ‪ Alwar‬و ‪ Ajabgarh‬ما قبل الكمبري وتمتلك مضرب إقليمي شمال شمال شرق –‬
‫جنوب جنوب غرب ‪ .NNE-SSW‬تم العثور على تمعدن كبريتيد متعدد الفلزات في المنطقة يقع‬
‫بالقرب من سطح التماس بين مجموعتي ‪ Alwar‬و ‪ .Ajabgarh‬وهذا يوفر شاهد تركيبي – طباقي‬
‫لتمعدن الكبريتيد في المنطقة‪ .‬على صورة األقمار الصناعية‪ ،‬يظهر سطح التماس باعتباره معلم‬
‫خطي إقليمي مضربه تقريبا من شمال شمال شرق – جنوب جنوب غرب إلى شمال شرق – جنوب‬
‫غرب (شكل ‪.)2.8‬‬

‫شكل ‪ a 2.8‬صورة ‪( Landsat MSS4‬األشعة تحت الحمراء القريبة) لحزام ختري النحاسي‪ ،‬الهند‪ b .‬خريطة‬
‫التفسير التركيبي للصورة أعاله‪ .‬كما يظهر توزيع التواجدات الكبريتيدية الرئيسية‪.‬‬

‫‪- 275 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.3.8‬أدلة تشكلت بواسطة التغير الصخري ‪Guides Formed by Rock Alteration‬‬


‫غالبا ما تصاحب أنطقة التغير رواسب معدنية وتشكل واحدة من أهم أدلة استكشاف المعادن‪.‬‬
‫وهذه لها أهمية خاصة في حالة رواسب الكبريتيد الحرمائية‪ ،‬والتي تشمل فلزات مثل النحاس‬
‫والرصاص والزنك والكوبالت والموليبدينوم والذهب والفضة وما إلى ذلك‪ .‬تحتوي مناطق التغير عادة‬
‫على وفرة من المعادن مثل السريسايت‪ ،‬المسكوفايت‪ ،‬الجيوثايت‪ ،‬الهيماتايت‪ ،‬الجاروسايت‪،‬‬
‫الكلوريت‪ ،‬األبيدوت‪ ،‬البايروفاياليت‪ ،‬األلونايت‪،‬‬
‫ا‬ ‫الكاؤولينايت‪ ،‬المونتموريلونايت‪ ،‬البايوتايت‪،‬‬
‫الكوارتز‪ ،‬األلبايت‪ ،‬هيدروكسيدات الفلزات‪ ،‬الكالسايت والكاربونات األخرى‪ ،‬أكتينواليت – تريمواليت‪،‬‬
‫سربنتاين والتالك‪ .‬قد يؤثر التغير على الصخر المضيف وكذلك الارسب‪ .‬في كثير من األحيان‪،‬‬
‫تشكل مناطق التغير أهدافا محاطة أو مقسمة (الشكل ‪ ،)3.8‬أي قد يكون الجسم الخام محاطا بهالة‬
‫من الصخور المتغيرة بحيث يكون هناك اختالف في التوزيع المكاني لنوع وكمية المعادن‪.‬‬

‫شكل ‪ 3.8‬أهداف محاطة ومقسمة شكلتها هاالت التغير ‪ -‬رسم تخطيطي مثالي يوضح االكتشاف الطيفي ألهداف‬
‫مقسمة‬

‫‪- 276 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يمكن تصنيف معادن التغير على نطاق واسع إلى أربع مجموعات‪ )1( :‬أكاسيد الحديد‪)2( ،‬‬
‫معادن حاملة للهيدروكسيل‪ )3( ،‬كربونات‪ )4( ،‬كوارتز ‪ -‬فلسبار (سيليكات هيكلية)‪.‬‬
‫‪ .1‬أكاسيد الحديد ‪Iron oxides‬‬
‫أكاسيد الحديد هي مكون شائع ألنطقة التغير المتصاحبة مع رواسب كبريتيدية حرمائية‪ .‬يؤدي وجود‬
‫أكاسيد الحديد (‪ )limonite‬إلى امتصاص قوي في منطقة األشعة فوق البنفسجية ‪ -‬الزرقاء‪ ،‬مما‬
‫يؤثر على ميل منحنى االنعكاس في منطقة االشعة فوق البنفسجية – المرئية – تحت الحمراء‬
‫القريبة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن نسبة ‪( TM2 / TM1‬أخضر ‪ /‬أزرق)‪( TM3 / TM1 ،‬أحمر ‪ /‬أزرق)‪،‬‬
‫‪( ASTER B2 / B1‬أحمر ‪ /‬أخضر) أو )‪ ASTER B4 / B2 (NIR / red‬تعطي قيما عالية‬
‫للبكسالت الحاملة ألكسيد الحديد‪ .‬تم تطبيق هذه الخاصية الطيفية على نطاق واسع بشكل أو بآخر‬
‫لرسم خرائط أكسيد الحديد‪.‬‬
‫يتكون الليمونيت من ثالثة معادن‪ :‬جاروسايت (وهو أصفر شاحب)‪ ،‬جيوثايت (أصفر ‪-‬‬
‫برتقالي) وهيماتايت (أحمر ‪ -‬برتقالي) متواجدة بنسب متفاوتة‪ .‬إن إلقاء نظرة فاحصة على‬
‫المنحنيات الطيفية للجاروسايت والجيوثايت والهيماتايت ُيظهر أن الهيماتايت له انعكاس أقل بكثير‬
‫في النطاقين األخضر واألحمر من الجاروسايت أو الجيوثايت (الشكل ‪ ،)a 4.8‬وانعكاسه في‬
‫الشريط األحمر يكون قريبا تماما من الغطاء النباتي‪ .‬لذلك‪ ،‬على نسبة ‪ TM3 / TM2‬أو ‪TM3 /‬‬
‫‪ ، TM1‬على الرغم من أن الجاروسايت والجوثايت سيظهران على هيئة بكسالت ساطعة واضحة‪،‬‬
‫فمن المحتمل أن يتم خلط الهيماتايت مع الغطاء النباتي‪ .‬وهذا يشير إلى أنه في بعض المناطق التي‬
‫يكون فيها الهيماتايت هو أكسيد الحديد المهيمن‪ ،‬وهناك أيضا نباتات موجودة‪ ،‬سوف لن تسفر هذه‬
‫النسب عن نتائج واضحة‪ .‬يعرض الشكل ‪ b 4.8‬منحنيات طيفية من الجيوثايت والجاروسايت‬
‫والهيماتايت والغطاء النباتي إلى جانب مواقع مركز النطاق الطيفي لـ ‪ .ASTER B1 – B4‬من‬
‫الواضح أن الغموض بين الليمونايت والغطاء النباتي سيستمر في نسب نطاق ‪( ASTER‬بمعنى‬
‫‪ B2 / B1‬أو ‪.)B4 / B2‬‬

‫‪- 277 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 4.8‬منحنيات االنعكاس الطيفي للجاروسايت‪ ،‬الجيوثايت والهيماتايت جنبا إلى جنب مع النطاقات الطيفية‬
‫‪ TM1‬و ‪ TM2‬و ‪ TM3‬؛ الحظ انعكاس الهيماتايت بدرجة أقل بكثير من الجاروسايت والجيوثايت في ‪TM2-‬‬
‫‪ TM3‬؛ ‪ b‬منحنيات االنعكاس الطيفي للجاروسايت‪ ،‬الجيوثايت‪ ،‬الهيماتايت والغطاء النباتي؛ تمثل الخطوط العمودية‬
‫مواقع مركز النطاق ‪ASTER B1-B4‬‬
‫توجد معالم امتصاص أيون الحديديك في كل من غوسان حقيقي (يتكون من الليمونايت نتيجة‬
‫تحلل الكبريتيدات) وغوسان كاذب (تشكل الحقا نتيجة لتجوية معادن حديديومغنيسية)‪ .‬التمييز بين‬
‫االثنين‪ ،‬على الرغم من أهميته لالستكشاف‪ ،‬غير ممكن على أساس الطابع الطيفي ألكسيد الحديد‬

‫‪- 278 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫وحده‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تتمثل أحد قيود طريقة نسبة النطاق ‪ TM / ASTER‬في أنه قد ينتج إنذارات‬
‫خاطئة‪ ،‬وبالتالي يجب التحكم في الطريقة من خالل بيانات حقلية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إذا كان هناك‬
‫اعتماد كبير للغاية على هذا المعيار وحده‪ ،‬فقد يتم التغاضي عن بعض الرواسب التي تكون فيها‬
‫معادن ‪ Fe-O‬ضعيفة التطور (على سبيل المثال في بيئة مختزلة)‪.‬‬
‫‪ .2‬معادن حاملة للهيدروكسيل ‪Hydroxyl-bearing minerals‬‬
‫تتميز مناطق التغير الحرمائي بوفرة األطيان والسيليكات والهيدروكسيدات التي تحتوي على‬
‫‪ Al-OH‬و ‪ .Mg-OH‬في هذا السياق‪ ،‬يمكن اإلشارة بشكل خاص إلى رواسب النحاس البورفيري‬
‫التي تم التحري عنها من قبل علماء االستشعار عن بعد باهتمام كبير في جميع أنحاء العالم بسبب‬
‫إمكاناتها الهائلة‪ .‬توفر رواسب النحاس البورفيري حاليا كمية كبيرة من النحاس في العالم‪ ،‬و ‪ Mo‬و‬
‫‪ Au‬و ‪ Ag‬و ‪ Pd‬و ‪ Te‬و ‪ Se‬و ‪ Bi‬و ‪ Zn‬و ‪ Pb‬بدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫رواسب النحاس البورفيري هي رواسب ضخمة منتشرة تشكلت بفعل النشاط الحرمائي‪ .‬تؤدي‬
‫المحاليل الحرمائية المتبقية الحاملة للنحاس والمستمدة من الصهارة المقحمة المبردة إلى جانب‬
‫المحاليل الجوية إلى تغييرات واسعة في معدنية وكيمياء الصخور المضيفة واالندساس‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫التمعدن‪.‬‬
‫عادة ما يكون راسب النحاس البورفيري عبارة عن تركيب مقسم الى مناطق‪ ،‬يمتلك لب من‬
‫كوارتز ‪ +‬معادن حاملة لل ‪( K‬نطاق بوتاسي) ومحاط بأنطقة متعددة لتجمعات معدنية حرمائية‪ .‬من‬
‫الوسط إلى الخارج‪ ،‬يوجد نطاق فايلك ‪ phyllic‬واسع‪ ،‬ونطاق طيني أضيق ونطاق بروبيليتي‬
‫‪ propylitic‬خارجي يشكل الغطاء او القلنسوة‪ .‬ألغراض االستكشاف‪ ،‬من المهم التفريق بين األنطقة‬
‫الثالث لنكون قادرين على استهداف نطاق الفايلك بشكل خاص‪ ،‬الذي هو مؤشر على اإلمكانات‬
‫االقتصادية العالية لتمعدن النحاس داخل الغالف المركزي من التمعدن‪.‬‬
‫‪ .3‬الكاربونات ‪Carbonates‬‬
‫يؤدي وجود الكربونات إلى زيادة االنعكاس العام في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا‬
‫‪ VNIR‬؛ ومع ذلك‪ ،‬لديها ميزات امتصاص في منطقة االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة )‪2.35‬‬
‫مايكرون‪ )ASTER B8 ،‬واالشعة تحت الحمراء الح اررية (‪ 11.5‬مايكرون ‪،)ASTER B14 ،‬‬
‫والتي يمكن استخدامها لتحديد هذه المعادن‪.‬‬

‫‪- 279 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .4‬السيليكات الهيكلية ‪Tectosilicates‬‬


‫ال يحتوي الكوارتز والفلدسبار على ميزات امتصاص في منطقة االنعكاس الشمسي‪ ،‬وبالتالي‬
‫يؤدي وجودهما أيضا إلى انعكاس متزايد عام في منطقة االشعة تحت الحمراء القريبة جدا – االشعة‬
‫تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ .VNIR-SWIR‬هذه المعادن لديها ميزات امتصاص في األشعة تحت‬
‫الحمراء الح اررية؛ لذلك‪ ،‬يمكن تطبيق بيانات االشعة تحت الحمراء الح اررية متعددة األطياف لتقييم‬
‫محتوى السيليكا والتمييز بين أنواع مختلفة من السيليكات‪ .‬في حالة االستشعار الفائق الطيفية‪ ،‬قد‬
‫يكون من الممكن تحديد معادن محددة قد تكون بمثابة أدلة تغيير الستكشاف المعادن‪.‬‬
‫‪ 5.3.8‬أدلة جيونباتية ‪Geobotanical Guides‬‬
‫تسمى دراسة الغطاء النباتي ذات الصلة بالجيولوجيا بالجيونبات ‪ .geototany‬في االستشعار‬
‫عن بعد الجيونباتي‪ ،‬نناقش السلوك الطيفي للغطاء النباتي من أجل فك شفرة المعلومات الجيولوجية‪.‬‬
‫في الدراسات الجيولوجية‪ ،‬تم اعتبار الغطاء النباتي عموما بمثابة ضوضاء أو عائق يخفي‬
‫المعلومات الجيولوجية‪ .‬يتم الحصول على معظم إنتاج المعادن في العالم من أسطح يابسة مغطاة‬
‫كبير من سطح اليابسة على األرض مغطى‬
‫ا‬ ‫بغطاء نباتي قليل إلى معتدل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن جزءا‬
‫بغطاء نباتي معتدل إلى كثيف‪ ،‬وأكبر الرواسب المعدنية التي لم تكتشف بعد‪ ،‬ربما تبقى اآلن في‬
‫مناطق الغطاء النباتي‪ .‬لذلك‪ ،‬تكتسب األدلة النباتية الستكشاف المعادن‪ ،‬والتي يمكن مالحظتها‬
‫بسهولة من منصات االستشعار عن ُبعد‪ ،‬أهمية‪.‬‬
‫يستجيب السلوك الطيفي للنباتات لالختالفات في خصائص التربة ‪ -‬الصخارية (الشكل ‪.)5.8‬‬
‫إن األنواع المختلفة ألنواع الصخارية مثل الطفل‪ ،‬والحجر الرملي‪ ،‬والحجر الجيري‪ ،‬والصخور‬
‫البركانية المتوسطة‪ ،‬والصخور البركانية الحامضية إلى فوق القاعدية‪ ،‬قد تدعم الغطاء النباتي الذي‬
‫قد يختلف في النوع والكثافة وأوراق الشجر‪.‬‬
‫قد تؤدي الفلزات الموجودة في التربة إلى إجهاد النباتات‪ .‬ألغراض االستكشاف المعدني‪ ،‬فإن‬
‫التغيرات الجيونباتية في النباتات هي ثالثة أنواع‪ :‬هيكلية‪ ،‬تصنيفية وطيفية‬
‫‪ .1‬التغيرات الهيكلية في الغطاء النباتي تعني تغيرات في التشكل‪ ،‬أي كثافة الغطاء النباتي‪ ،‬تحول‬
‫وراثي مفاجئ في األوراق‪ ،‬الزهور‪ ،‬الفواكه وتغيرات فينولوجية ‪( phenological‬التغيرات في توقيت‬
‫أو موسمية األحداث الفسيولوجية)‪ .‬على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪- 280 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 5.8‬مفهوم األدلة الجيونباتية‪ a .‬تمنطق الغطاء النباتي ‪ -‬ترتبط كثافة الغطاء النباتي بالصخارية‪ b .‬شذوذ‬
‫نباتي فيما يتعلق بوجود فلزات سامة؛ نمو األشجار يعوقها الفلزات السامة في التربة المستمدة من صخر األساس‬
‫(أ) يعتبر صفار األوراق ‪ Chlorosis‬أو فقدان أصباغ الكلوروفيل في النباتات الخضراء وما ينتج‬
‫عنها من اصفرار األوراق استجابة شائعة بسبب التأثيرات السامة للفلزات في التربة‪.‬‬
‫(ب) قد يحدث خلل في الشكل من معادن مشعة أو البورون في التربة‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى تغيرات‬
‫في لون الزهور‪.‬‬
‫(ج) قد يظهر الغطاء النباتي التقزم أو النمو المتوقف‪ ،‬بسبب تغيرات في الظروف الجيوكيميائية؛‬
‫نادر ما تحدث العملقة (النمو الزائد) عند وجود البيتومين أو البورون‪.‬‬
‫ا‬
‫(د) قد تتغير كثافة الكتلة الحيوية النباتية الكلية‪ ،‬اعتمادا على خصائص التربة؛ على سبيل المثال‪،‬‬
‫تم وصف الغطاء النباتي الذي ينمو في التربة الحاملة للسربنتين بأنه متناثر ومتقزم ويصلح للبيئة‬

‫‪- 281 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الجافّة‪ ،‬في حين أن نفس النوع في المناطق المجاورة قد يكون وسطي؛ وبالمثل‪ ،‬لوحظت‬ ‫الصحراوية ّ‬
‫ّ‬
‫فروق في الكثافة النباتية على النحاس البورفيري وفوق االندسايت المتغير حرمائيا‪.‬‬
‫(ه) قد يتغير توقيت األحداث الفسيولوجية مثل اإلزهار‪ ،‬اإلثمار والشيخوخة وتحدث في وقت سابق‬
‫ألوانه أو متأخرة بسبب إجهاد النبات‪ .‬بالنسبة للنباتات التي تنمو فوق رواسب كبريتيدية فلزية‪ ،‬فقد‬
‫وجد أن البراعم تفتحت في وقت الحق وكانت األوراق أصغر من تلك التي تنمو في تربة ذات‬
‫مستويات خلفية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فقد حدثت الشيخوخة في وقت مبكر نسبيا في هذه النباتات‬
‫المجهدة أكثر من النباتات الطبيعية األخرى‪ .‬توفر هذه الظاهرة "نوافذ خريف وربيع" ‘ ‪autumn‬‬
‫‪ ’and spring windows‬للكشف عن ظروف التربة وكيمياء صخر األساس‪ .‬وهذا يعني أن موسم‬
‫النمو للغطاء النباتي في التربة الغنية بالفلزات هو أقصر من موسم النمو للغطاء النباتي في ترب‬
‫ذات تراكيز خلفية للفلزات‪ .‬يمكن استخدام هذه الظاهرة لرسم خرائط للرواسب المعدنية بصور‬
‫مستشعرة عن بعد‪.‬‬
‫‪ .2‬االختالفات التصنيفية في الغطاء النباتي تعني وجود أو عدم وجود بعض األنواع النباتية (نباتات‬
‫دالة) أو تغيرات في بنية المجتمع‪ ،‬أي الوفرة النسبية‪ .‬بعض النباتات بمثابة "مؤشرات عالمية"‬
‫‘‪ ’universal indicators‬وتوجد فقط على ترب متمعدنة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ينمو كاالمين‬
‫البنفسجي (فيوال كاالميناريا) فقط على ترب ذات محتوى شاذ من الزنك؛ تنمو زهرة النحاس‬
‫‪A.‬‬ ‫(‪ )Becium homblei‬فوق رواسب النحاس‪ ،‬وتستخدم ‪ Astragalus pattersoni‬و‬
‫‪ preussi‬لإلشارة إلى تمعدن السيلينيوم‪ ،‬وعادة ما تتصاحب مع اليورانيوم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن‬
‫أن يكون هناك "مؤشرات محلية" ‘‪ ،’local indicators‬أي النباتات التي تنمو بشكل تفضيلي على‬
‫أراضي متمعدنة في منطقة‪ ،‬ولكنها قد تنمو على أراضي غير متمعدنة في مناطق أخرى‪ .‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬يشير الخشخاش المكسيكي (‪ )Eschscholzia mexicana‬إلى تمعدن النحاس في والية‬
‫أريزونا ولكن ليس بالضرورة في مناطق أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬تشير االختالفات الطيفية إلى تغيرات في الخصائص الطيفية‪ .‬لقد تم اإلبالغ عن أن الغطاء‬
‫النباتي (الصنوبريات) الذي ينمو فوق مناطق متمعدنة يظهر تغي ار طفيفا في الخصائص الطيفية‬
‫بسبب إجهاد الغطاء النباتي‪ ،‬بحيث يتحول موضع الحافة الحمراء بحوالي ‪ 10-7‬نانومتر‪.‬‬

‫‪- 282 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يمكن التعرف على االختالفات المورفولوجية والتصنيفية في تجمعات النباتات من خالل بيانات‬
‫االستشعار عن بعد ذات الدقة المكانية الجيدة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬التصوير الفوتوغرافي‬
‫البانوكروماتي واسع النطاق والصور من أجهزة استشعار منخفضة االرتفاع‪ .‬من أجل اكتشاف‬
‫االختالفات الفينولوجية ‪ ،phenological‬يجب جمع بيانات االستشعار عن ُبعد على فترات زمنية‬
‫متكررة (دقة زمنية عالية) حتى يمكن اكتشاف هذه الظاهرة عندما تكون نشطة‪ .‬يمكن استخدام‬
‫تقنيات االستشعار عن ُبعد الفائق الطيفية للكشف عن االختالفات الطيفية الناجمة عن إجهاد‬
‫النباتات‪.‬‬
‫‪ 4.8‬أمثلة تطبيقية ‪Application Examples‬‬
‫‪ .1‬رسم خرائط التغيير المعدني‪ ،‬رواسب إسكونديدا البورفيرية‪ ،‬تشيلي‪ :‬يقع راسب ايسكونديدا‬
‫‪( Escondida‬أو ‪ )La Escondida‬في صحراء أتاكاما‪ ،‬جبال األنديز‪ ،‬تشيلي‪ .‬إنها رواسب من‬
‫النوع البورفيري وتنتج النحاس والذهب والفضة‪ .‬يرتبط التمعدن بفترة التصدع‪ ،‬الطي والنشاط الناري‪،‬‬
‫والذي رافق اندساس باثوليث األنديز خالل أزمنة الميزوزويك – الثالثي المبكر‪ .‬لقد حدث تغيير‬
‫واسع النطاق جوفي المنشأ ‪ hypogene‬وسطحي النشأة ‪ .supergene‬تشمل أنطقة التغيير‬
‫المعدني الحرمائي أنطقة بروبيلية وفايلية وبوتاسية‪ .‬يعلو غطاء سطحي النشأة عالي الجودة خام‬
‫الكبريتيد األولي‪.‬‬
‫يجري استخراج رواسب ‪ Escondida‬بطريقة المنجم المفتوح وبدأ اإلنتاج في عام ‪.1990‬‬
‫الشكل ‪ a 6.8‬هو صورة ‪ ASTER‬من نطاقات االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ 4‬و ‪ 6‬و ‪8‬‬
‫مشفرة في ‪ R‬و ‪ G‬و ‪ B‬على التوالي‪ .‬وهو يصور المنجم ويظهر االختالف الصخاري – المعدني‬
‫في السطح‪ .‬يعمل ‪ ASTER B4‬في النطاق الطيفي من ‪ 1.6‬إلى ‪ 1.7‬مايكرون‪ ،‬وهو نطاق عالي‬
‫االنعكاسية‪ ،‬ومشفّر باللون األحمر‪ .‬تمتص ‪ 2.245-2.225( ASTER B6‬مايكرون) بواسطة‬
‫المعادن الفايلية (‪ ،)Al - OH‬في حين يتوافق ‪ 2.365-2.295( ASTER B8‬مايكرون) مع‬
‫امتصاص المعادن البروبيلية (معادن (‪ (Mg – OH‬والكربونات) (الشكل ‪ .)7.8‬يتم تسهيل تفسير‬
‫األلوان من خالل مخطط األلوان الثالثي (الشكل ‪ .)b6.8‬في نظام الترميز اللوني الموجود‪ ،‬تظهر‬
‫التغيرات الفايلية (الحاملة لل ‪ )Al-OH‬في ظالل من اللون األزرق األرجواني؛ تظهر التغييرات‬

‫‪- 283 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫البروبيلية ( الحاملة لل ‪ )Mg – OH‬في ظالل من اللون األخضر – األصفر؛ وتغييرات فايلية ‪+‬‬
‫بروبيلية ( حاملة لل ‪ )Al-Mg-OH‬تظهر في ظالل حمراء‪.‬‬

‫شكل ‪ .a .b ،a 6.8‬صورة ‪ ASTER‬تُظهر منجم إسكونديدا المفتوح في شيلي‪ .‬يتم ترميز نطاقات ‪ASTER-‬‬
‫االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ 4‬و ‪ 6‬و ‪ 8‬بالرمز ‪ RGB‬على التوالي‪ .‬تظهر المعادن الحاملة لـ ‪ Al-OH‬في‬
‫ظالل من اللون األزرق األرجواني ‪ ،‬بينما تظهر المعادن التي تحمل ‪ Mg-OH‬في ظالل باللون األخضر واألصفر‬
‫وتظهر المعادن الحاملة لل ‪ Al-Mg-OH‬في ظالل حمراء (لتفسير اللون ‪ ،‬راجع الشكل ‪ .b .)b 6.8‬رسم‬
‫تخطيطي ثالثي األلوان مطابق لـ ‪ ASTER FCC‬في الشكل ‪a6.8‬‬

‫شكل ‪ 7.8‬ملخص لميزات االمتصاص ألنطقة تغيير بروبيلية وفايلية وطينية مع منحنيات طيفية نموذجية للمعادن‬
‫الحاملة لـ ‪ Al-OH‬و ‪Mg-OH‬‬

‫‪- 284 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .2‬رسم خرائط التغيير المعدني في رواسب سار‪ -‬ششمه النحاسية‪ ،‬إيران‪ :‬يحتوي الحزام البركاني‬
‫اإليراني المركزي على العديد من رواسب نحاس بورفيرية مهمة ‪ ،‬مثل ‪ Sar-Cheshmeh‬و‬
‫‪ Meiduk‬و ‪ ، Seridune‬إلخ‪ .‬ترتبط رواسب النحاس البورفيري بالنشاط الحرمائي المتزامن على‬
‫نطاق واسع مع االندساس شبه الغرانيتي‪ ،‬والذي يؤدي في جوهره إلى تمعدن الكبريتيد مع تغيير واسع‬
‫النطاق‪ .‬كان التغير الحرمائي المب ّكر بوتاسيي وبروبيلي بالدرجة األولى وتاله تغيرات فايلية وسليكية‬
‫وطينية‪.‬‬
‫باستخدام صور نسبة نطاق ‪ ، ASTER‬تبين وجود تجمعات معدنية مختلفة من تغيرات‬
‫الهيدروكسيل (بروبيلية وفايلية وطينية ومخاليطها) في ‪ Sar-Chashmeh‬والمنطقة المجاورة من‬
‫خالل توليد مركب نسبة اللون (الشكل ‪ ) a 8.8‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪(B6*2) \ (B5+B7) = RBD6 ‬؛ مشفرة باللون األحمر؛‬
‫‪(B5*2) \ (B4+B6) = RBD5 ‬؛ مشفرة باللون األخضر؛‬
‫‪(B8*2) \ (B7+B9) = RBD8 ‬؛ مشفرة باللون األزرق‪.‬‬
‫من الواضح من المناقشة السابقة أن صورة ‪ RBD6‬لها قيم عالية للمعادن الفايلية‪ ،‬و ‪RBD5‬‬
‫للمعادن الطينية‪ ،‬و ‪ RBD8‬للمعادن البروبيلية‪ .‬يقدم الشكل ‪ ، b8.8‬شرحا منطقيا لأللوان من حيث‬
‫التجمعات المعدنية‪.‬‬
‫‪ .3‬استكشاف اليورانيوم‪ ،‬وادي ليسبون‪ ،‬يوتا‪ .‬وجد أن اليورانيوم يتواجد في مجموعة متنوعة من‬
‫الوضعيات الجيولوجية‪ .‬وهو متحرك جدا وقابل للذوبان في بيئة مؤكسدة ويترسب بمجرد دخول‬
‫المحاليل الغنية باليورانيوم إلى بيئة مختزلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يحدث العكس مع الحديد‪ ،‬الذي يترسب في‬
‫بيئة أكسدة كحديد حديديكي (‪ )Fe+3‬ويصبح متنقال في بيئة مختزلة كحديد حديدوزي (‪ .)Fe+2‬لذلك‪،‬‬
‫يمكن تمييز تمعدن اليورانيوم من خالل قصر اللون (إزالة اللون) ‪ ،‬بسبب إزالة الحديد من التكوينات‬
‫الصخرية المجاورة ‪ -‬كما يحدث في وادي ليسبون‪ ،‬يوتا‪.‬‬

‫‪- 285 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 8.8‬مركب نسبة اللون المتولدة من نطاقات ‪ ASTER-SWIR‬لتعيين أنواع مختلفة من التغييرات‬
‫الهيدروكسيلية في سار شاشمة والمناطق المجاورة‪ ،‬إيران‪ .‬نظام الترميز اللوني هو‪، RBD5 = G ،RBD6 = R :‬‬
‫و ‪ RBD8 = B‬؛ ‪ b‬يبين الرسم البياني الثالثي اللون المطابق؛ ‪ c‬شرح التجمعات المعدنية المترافقة مع ألوان‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪- 286 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫في وادي ليسبون‪ ،‬يحدث تمعدن اليورانيوم كرواسب داخل تتابع رسوبي من األحجار الرملية‬
‫واألحجار الطينية والمدملكات‪ .‬يقتصر التمعدن على عضو صخاري يسمى عضو ‪،Moss Back‬‬
‫والذي يشكل جزءا من تكوين جينلي الترياسي‪ .‬ينكشف تكوين جينلي بشكل ضئيل في مسقط افقي‬
‫وهو مغطى عموما بحجر وانغيت الرملي األحمر‪ .‬إن االرتباط المكاني الوثيق للغاية بين تمعدن‬
‫اليورانيوم في عضو ‪ Moss Back‬والمقاطع مقصورة اللون لتكوين وانغيت العلوي معروف في‬
‫المنطقة‪ .‬يعزى ذلك إلى إزالة الحديد من تكوين وانغيت العلوي تحت ظروف االختزال‪ ،‬والتي يجب‬
‫أن تكون مصاحبة لترسب اليورانيوم‪ .‬من منظور استكشاف االستشعار عن بعد ‪ ،‬من السهل بعد‬
‫ذلك اكتشاف أحجار وانغيت الرملية المقصورة اللون‪ ،‬والتي لها مكشف أكثر اتساعا‪ ،‬من رسم‬
‫خريطة مباشرة للتكوينات الحاملة لليورانيوم‪ ،‬التي يكون مكشفها في المسقط االفقي محددا للغاية‬
‫(الشكل ‪.)9.8‬‬

‫شكل ‪ a9.8‬رسم تخطيطي ُيظهر نطاق التغيير – قصر اللون في حجر وانغيت الرملي العلوي المرتبط بتمعدن‬
‫اليورانيوم في العمق‪ b .‬صورة ملونة زائفة لوادي ليسبون‪ ،‬تم إنشاؤها من بيانات ماسح هوائي محول قانونيا؛ اللون‬
‫األحمر – األخضر الزيتوني = األجزاء المبيضة لتكوين وينغيت العلوي؛ ظالل رمادية وبيجي = تكوين وينغيت غير‬
‫مقصور اللون‪.‬‬
‫‪ .4‬رسم خارطة كالدي ار قمة كريزلي‪ ،‬كولورادو‪ :‬كالدي ار قمة كريزلي هي تركيب انهيار بركاني متفجر‬
‫من عمر األوليغوسين بأبعاد ‪ 20 × 15‬كم تقع بين ارتفاع ‪ 3500‬و ‪ 4000‬متر في بيئة جبال‬
‫االلب ذات التضاريس العالية‪ .‬معظم الكالدي ار هي فوق النطاق الشجري (حيث ال تنمو االشجار)‬
‫ومنكشفة بشكل جيد‪ ،‬على الرغم من أن المناطق السفلى هي مغطاة جزئيا بالعشب وبعض‬
‫‪- 287 -‬‬
‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المنحدرات تكون مغطاة بالغابات‪ .‬وتتألف الرواسب البركانية من تدفقات وقواطع نارية رايواليتية‬
‫ممعنة في القدم‪ ،‬وقبة بركانية رايواليتية إلى داسايتية‪ .‬ويتكون التمعدن في هذه الرواسب غير‬
‫نحاس بورفيري من كبريتيدات الموليبدينوم (‪ )MoS2‬والنحاس‬ ‫المستثمرة من موليبدينوم ‪-‬‬
‫(‪ )CuFeS2‬والحديد (‪ )FeS2‬الذي يتواجد أساسا في عروق وكتلة من الكوارتز متشابكة العروق‬
‫‪ .quartz stockworks‬وقد تم تحديد االنطقة التي تصل إلى ‪ ٪15‬لمحتوى الكبريتيد‪.‬‬
‫يتم التعرف على أربعة أنواع من التغيرات الحرمائية‪ )1( :‬تغير كوارتز ‪ -‬سيريسيات يتكون من‬
‫صخور سمراء فاتحة إلى بنية اللون مع بايرايت طفيف وأنطقة كوارتز‪-‬سيريسايت متغيرة بشكل‬
‫يريت‪ ،‬وتتكون من ‪ ٪15- ٪2‬بايرايت مع كوارتز و سيريسايت‪،‬‬
‫كبير‪ )2( ،‬كوارتز‪ -‬سيريسايت‪ -‬با ا‬
‫(‪ )3‬تغير صلصالي يضم كاؤلينايت وسيريسايت مع كميات ثانوية من مونتموريلونايت داخل أو‬
‫كلوريت‪ ،‬إيبيدوت‪،‬‬
‫ا‬ ‫محيطة بإنطقة تغير أخرى‪ ،‬و (‪ )4‬تغير بروبيليتي في الكالدي ار يتميز من خالل‬
‫يريت‪ .‬تركز رسم الخرائط المعدنية والتعيين على معدن اإلاليت في أنطقة تغير الكوارتز‪-‬‬
‫وبا ا‬
‫السيريسايت‪ .‬المعادن المهيمنة في نطاق التغير الصلصالي هي الكاؤلينايت‪ ،‬الديكايت‪،‬‬
‫والبايروفاياليت‪ ،‬وكذلك الجاروسايت‪ ،‬الجوثايت‪ ،‬والهيماتايت‪ .‬وتركز عملية التقاط الصور ومعالجتها‬
‫على معادن التغير هذه‪ .‬تتميز المعادن الحديدية من خالل امتصاصها الطيفي للضوء المرئي إلى‬
‫القريب من األشعة تحت الحمراء عند ‪ 900‬نانومتر‪ .‬يحدد معدن اإلاليت من خالل االمتصاص عند‬
‫‪ 2.20‬مايكرون؛ الديكايت لديه امتصاص مزدوج عند ‪ 2.18‬و ‪ 2.21‬مايكرون؛ كاؤلينايت لديه حد‬
‫أمتصاص أدنى عند ‪ 2.20‬مايكرون؛ و بايروفاياليت لديه الحد األدنى عند ‪ 2.15‬مايكرون‬
‫(األشكال ‪ 10.8‬و ‪.)11.8‬‬
‫إن التصوير فوق الكالدي ار شمل تصوير اإلدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغالف الجوي‬
‫المحمول جوا\ مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا من مختبر الدفع النفاث‬
‫وتصوير هايبر سبيك تير ‪ HyperSpecTIR‬باالشعة تحت الحمراء الح اررية وكذلك التصوير‬
‫الفوتوغرافي الجوي الرقمي الملون المملوك من قبل البرنامج الوطني للتصوير الزراعي لو ازرة الزراعة‬
‫االمريكية‪ .‬وكانت أداة مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء الح اررية المحمول جوا محلقة عند‬
‫ارتفاع رمزي ‪ 4‬كم موفرة ‪ 4‬م بيكسيل‪ .‬يقوم تصوير هايبر سبيك تير باالشعة تحت الحمراء‬
‫الح اررية ‪ ،‬الذي تم بناؤه وتشغيله من قبل شركة سبيكتر من رينو‪ ،‬نيفادا‪ ،‬بجمع ‪ 227‬قناة بيانات بين‬

‫‪- 288 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 450‬نانومتر و ‪ 2.45‬مايكرون مع عرض نطاق قدره ‪ 10‬نانومتر‪ .‬حلق هايبر سبيك تير على‬
‫ارتفاع ‪ 2.5‬كم فوق التضاريس وامتلك حجم بكسل ‪ 2.5‬متر‪ .‬البيانات من كال االداتين تم‬
‫تصحيحهما من الناحية اإلشعاعية والهندسية على حد سواء أثناء وبعد التحليق‪.‬‬

‫شكل ‪ 10.8‬أطياف مرئية وقريبة من االشعة تحت الحمراء لمعادن الحديد‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.8‬أطياف األشعة تحت الحمراء قصير الموجة لمعادن طينية‪.‬‬

‫‪- 289 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تصوير القمر الصناعي كان متوف ار بواسطة أداة مقياس االشعاع االنعكاسي واالنبعاث الحراري‬
‫المتقدم المحمول فضائيا (‪ )ASTER‬على القمر الصناعي تي ار‪ .‬حجم البيكسل لهذا النظام ذو الدقة‬
‫المعتدلة تباين من ‪ 15‬متر في الجزء المرئي إلى ‪ 30‬متر في األشعة تحت الحمراء الح اررية قصيرة‬
‫الموجة إلى ‪ 90‬متر في االشعة تحت الحمراء الح اررية‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬كان من المفيد رسم خرائط‬
‫لمجاميع معدنية واسعة‪ .‬موديل االرتفاع الرقمي بدقة ‪ 10‬متر كان متوف ار عبر مجموعة بيانات‬
‫االرتفاع الوطنية‪ .‬واستخدم موديل االرتفاع الرقمي وصور جوية مصححة عموديا من البرنامج‬
‫الوطني للتصوير الزراعي ونقاط مراقبة أرضية للتصحيح الهندسي‪.‬‬
‫شمل تحليل البيانات عكس (فصل مخاليط) البيانات فوق الطيفية في النسب واالصناف المعدنية‪.‬‬
‫وحيث ان االدوات فوق الطيفية تجد معدل أطياف كل المعادن داخل بيكسل‪ ،‬كان من الضروري‬
‫تحديد اي المعادن تكون متوقعة في منطقة االهتمام واستخدامها ك ‪( end – members‬واحد من‬
‫اثنين أو أكثر من مركبات كيميائية نقية تدخل في محلول صلب مع مركبات كيميائية نقية أخرى‬
‫لتشكل سلسلة من معادن ذات تركيب بلوري متماثل (أي ‪ ،‬سلسلة إحالل صلب متماثل التبلور))‬
‫لخوارزمية فصل المخاليط المعدنية‪ .‬تم تحديد معادن ال ‪ end-member‬عن طريق جمع أطياف‬
‫حقلية ومطابقة أطياف الصورة مع المكتبة الطيفية للمسح الجيولوجي األمريكية‪ .‬وكانت ال ‪end-‬‬
‫‪ member‬المستخدمة في هذا العمل هي المعادن الطينية بايروفاياليت‪ ،‬ديكايت‪ ،‬كاؤلينايت‪ ،‬إاليت‬
‫منخفض األلمنيوم‪ ،‬إاليت متوسط األلمنيوم‪ ،‬إاليت مرتفع األلمنيوم‪ ،‬فضال عن معادن الحديد‬
‫جاروسايت‪ ،‬جوثايت‪ ،‬وهيماتايت‪ .‬واستخدمت الصورة المرئية القريبة من تحت الحمراء لفصل‬
‫مخاليط المعادن الحديدية‪ ،‬في حين تم استخدام صورة االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة لفصل‬
‫مخاليط المعادن الطينية‪.‬‬
‫صورة هايبر سبيك تير لخليط هيماتايت – جوثايت ‪ -‬جاروسايت من غطاء الترشيح المعروف‬
‫باسم الغرب األحمر يظهر توزيع هذه المعادن (الشكل ‪ .)12.8‬تقع تسربات الحامض الطبيعي في‬
‫‪ A‬و ‪ B‬و ‪ .C‬صورة نسبة جاروسايت \ جوثايت تسلط الضوء على موقع التمعدن األكثر شدة‬
‫(الشكل ‪ .)13.8‬ويهيمن على المنحدرات الغربية الجاروسايت والجوثايت‪ .‬وتحتوي المنحد ارت‬
‫الشرقية أساسا على جوثايت وهيماتايت‪ .‬وتتفق الخرائط المشتقة من تصوير مطياف التصوير المرئي‬
‫\ تحت الحمراء المحمول جوا في معظمها مع بيانات هايبر سبيك تير‪.‬‬

‫‪- 290 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 12.8‬تحليل هايبر سبيك تير لفصل مخاليط جزئي لمعادن الحديد لغطاء الترشح المعروف باسم الغرب‬
‫األحمر‪ ،‬كالدي ار قمة كريزلي‪ ،‬كولورادو‪ .‬تقع تسربات الحمض الطبيعي في ‪ A‬و ‪ B‬و ‪ .C‬مفتاح المعادن في أسفل‬
‫اليمين‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.8‬صورة نسبة جاروسايت \ جوثايت للغرب األحمر المركبة على صورة جوية باللون الحقيقي‪ .‬مستوي‬
‫عالي من الجاروسايت موضح باللون األحمر؛ مستوي عالي من الجوثايت معروض باللون البنفسجي‪.‬‬

‫‪- 291 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يحدث تغير صلصالي وسيريسيتي (إاليت) على حد سواء عند الغرب األحمر‪ .‬وتستند صور‬
‫فصل المخاليط على ‪ end-members‬من كاؤلينايت‪ ،‬ديكايت‪ ،‬وبايروفاياليت‪ .‬تحدد أنطقة‬
‫البايروفاياليت في نفس المنطقة (‪ )A‬على كل من الخرائط المعدنية لهايبر سبيك تير ومطياف‬
‫التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا (االشكال ‪ 14.8‬و ‪ .)15.8‬ترسم خارطة منطقة ‪B‬‬
‫كما الديكايت على صورة هايبر سبيك تير‪ ،‬ولكن كخليط من بايروفاياليت وكاؤلينايت على خارطة‬
‫مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا‪ .‬تظهر منطقة ‪ C‬كاؤلينايت ضعيف على‬
‫خريطة هايبر سبيك تير وعدم وجود كاؤلينايت على خريطة مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء‬
‫المحمول جوا‪ .‬نتائج اإلاليت لكال النظامين متشابهة‪.‬‬
‫تظهر الصور فوق الطيفية والمعالجة والخرائط الناتجة في هذا العمل بوضوح توزيع معادن‬
‫تغير ال ‪ end-members‬والمناطق ذات التغيرات الشديدة والطفيفة المترافقة مع نظام مولبيدنيوم‪-‬‬
‫نحاس البورفيري‪ .‬خرائط المعادن والتغيير‪ ،‬جنبا إلى جنب مع أنماط مناطق التغير المقسمة ورسم‬
‫خرائط التركيب‪ ،‬تسلط الضوء على الكالدي ار باعتبارها رواسب معدنية غير مستغلة‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.8‬تحليل هايبر سبيك تير لعدم خلط جزئي لمعادن طينية تظهر مركبات كيميائية تشكل نهاية متطرفة‬
‫لسلسلة احالل صلب تشكل مجموعة معدنية صلصالية‪ ،‬الغرب األحمر‪ .‬تتم مقارنة المعادن المنسوبة إلى المناطق ‪A‬‬
‫و ‪ B‬و ‪ C‬في الشكلين ‪ 14.8‬و ‪.15.8‬‬

‫‪- 292 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 15.8‬تحليل مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا لعدم خلط جزئي لمعادن طينية تظهر‬
‫مركبات كيميائية تشكل نهاية متطرفة لسلسلة احالل صلب تشكل مجموعة معدنية صلصالية‪ ،‬الغرب األحمر‪ .‬تتم‬
‫مقارنة المعادن المنسوبة إلى المناطق ‪ A‬و ‪ B‬و ‪ C‬في الشكلين ‪ 14.8‬و ‪.15.8‬‬
‫‪ .5‬التغير المتصاحب مع تمعدن الذهب في غولدفيلد‪ ،‬نيفادا‪ :‬منطقة التعدين غولدفيلد‪ ،‬التي تقع في‬
‫جنوب والية نيفادا‪ ،‬لديها مناخ جاف مع غطاء نباتي محدود‪ ،‬يتألف أساسا من نبات الميرمية‪ ،‬نبات‬
‫فرشاة األرنب‪ ،‬نبات الصبار‪ ،‬أشجار جوشوا‪ ،‬وأعشاب‪ .‬غولدفيلد هو راسب ذهب تكون بفعل ح اررة‬
‫سطحية من نوع كوارتز‪ -‬ألونايت في براكين متوسطة التركيب متسلكتة من عمر المايوسين المبكر‪.‬‬
‫قد يكون الراسب المسيطر عليه تركيبيا هو في كالدي ار منهارة‪ .‬العروق المتمعدنة‪ ،‬التي تحتوي أيضا‬
‫على كميات كبيرة من الفضة والنحاس‪ ،‬تعرف باسم منكشفات ركاز فلزي ‪ ، ledges‬وتتصاحب مع‬
‫أنطقة كسور مقوسة وتغير حرمائي شديد‪ .‬وتشمل معادن التغير األولية الكوارتز‪ ،‬ألونايت‪،‬‬
‫كاؤلينايت‪ ،‬ديكايت‪ ،‬دياسبور‪ ،‬بايروفاياليت‪ ،‬وااليت‪ .‬بعض منكشفات الركاز الفلزي تكون عقيمة‪،‬‬
‫في حين أن البعض اآلخر يحمل الخام‪ .‬وقد انتج هذا المنجم اكثر من ‪ 4‬ماليين اوقية من الذهب‬
‫منذ بدء االنتاج فى عام ‪.1910‬‬
‫توجد عدة حفر مفتوحة داخل منطقة التعدين وتكشف مناطق التغير المقسمة الى مناطق‪ .‬وتشمل‬
‫المعادن في نطاق الخام المركزي ديكايت مع سيليكا ‪ ±‬دياسبور؛ يتواجد األلونايت على طول‬
‫الحواف والكاؤلينايت في الغالف الصلصالي‪ .‬وكشف هذا العمل أن الذهب من المرجح أن يكون‬

‫‪- 293 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫موجود متى ما يظهر معدن ديكايت في منكشف ركاز فلزي كوارتز‪-‬ألونايت‪ .‬على ما يبدو‪ ،‬إن‬
‫ألونايت‪-‬كاؤلينايت‪ -‬كوارتز لوحدها هي ليست حاملة للذهب‪ .‬ويعتبر الكاؤلينايت مؤش ار على صخور‬
‫ذات درجة منخفضة أو غير متمعدنة‪ .‬وقد بذلت محاولة لتأكيد هذه المالحظات من خالل استخدام‬
‫بيانات االستشعار عن بعد‪.‬‬
‫لقد استخدمت أربعة أنواع من البيانات في هذا المشروع‪ .‬وشملت هذه البيانات بيانات راسم‬
‫الخرائط الموضوعي الندسات‪ ،‬وبيانات مطياف الحقل المحمول‪ ،‬و مطياف التصوير المرئي \ تحت‬
‫الحم ارء المحمول جوا‪ ،‬ومجموعة بيانات مصور الطيف الكامل ذو االشعة تحت الحمراء قصيرة‬
‫الموجة‪ .‬أوال‪ ،‬تم إنشاء صورة راسم خرائط موضوعي من الندسات لتوفير نظرة عامة إقليمية (الشكل‬
‫‪.)16.8‬‬
‫تمت معالجة هذه الصورة إلى مركب نسبة لونية مكون من نسب الحزمة ‪( 1\3‬أحمر) و ‪4\5‬‬
‫(أخضر) و ‪( 7\5‬أزرق)‪ .‬وتمتد كل نسبة حزمة بشكل مستقل للحصول على التباين والتوازن اللوني‬
‫االفضل (الشكل ‪ .)17.8‬وقد استخدم مركب النسبة للتنبؤ بمناطق التغير والتركيب العام للتغير في‬
‫منطقة التعدين‪ .‬كانت النباتات والمياه محجوبة لتعزيز التمعدن‪ .‬المعادن الغنية بالحديد هي األحمر‬
‫والبرتقالي؛ الصخور الغنية بالسيليكا خضراء؛ الطين هي ظالل من اللون األزرق؛ ويظهر التغير‬
‫المتوقع كظالل فاتحة من الوردي واألصفر واألزرق إلى األبيض‪ .‬ويالحظ أن نطاق التغير المقوس‬
‫هو شرق وشمال غولدفيلد‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.8‬راسم الخرائط الموضوعي من الندسات ‪( 7-4-1‬أزرق – أخضر – أحمر) لمنطقة تعدين غولدفيلد‪.‬‬

‫‪- 294 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.8‬مركب نسبة لونية لراسم الخرائط الموضوعي من الندسات باستخدام الحزم ‪( 1\3‬األحمر)‪4\5 ،‬‬
‫(األخضر)‪ ،‬و ‪( 7\5‬األزرق)‪ .‬وتظهر التوزيعات المعدنية المقترحة‪.‬‬
‫تم جمع أطياف أرضية (الشكل ‪ )18.8‬باستخدام المحلل المعدني باألشعة تحت الحمراء‬
‫المحمول الثاني (‪ Portable Infrared Mineral Analyzer II )PIMA-II‬وهو مطياف حقلي‬
‫محمول‪ .‬ويوفر هذا الجهاز منحنى إنعكاس طيفي للمناطق الصغيرة التي لديها تقريبا معدنية‬
‫متجانسة و ‪ /‬أو غطاء سطحي‪ .‬وهي تستخدم لمعايرة الصور فوق الطيفية عن طريق توفير نقاط‬
‫تحكم طيفية حيث تكون المعدنية‪ ،‬التغير‪ ،‬التربة‪ ،‬والغطاء األرضي معروفة‪ .‬يتم استخدام قاعدة‬
‫بيانات المعايرة هذه لتوليد خرائط صور فوق طيفية‪.‬‬

‫‪- 295 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 18.8‬أطياف أرضية من المحلل المعدني باألشعة تحت الحمراء المحمول الثاني وهو مطياف حقلي محمول‬
‫جمعت في منطقة غولدفيلد بواسطة الشركة الطيفية الدولية‪ .‬أطياف األشعة تحت الحمراء للمحلل المعدني لمعادن‬
‫التغير المشترك هي مبينة هنا‪ )A( :‬ألونايت‪ )B( ،‬كاؤلينايت‪ )C( ،‬ديكايت‪ )D( ،‬بايروفاياليت؛ (‪ )E‬فايليك إياليت؛‬
‫(‪ )F‬إياليت حرمائي؛ (‪ )G‬مونتموريلونايت‪ )H( ،‬جاروسايت‪ ،‬و (‪ )I‬دياسبور‪.‬‬
‫صنعت خرائط التصنيف من صور مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جوا وصور‬
‫مصور الطيف الكامل باالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪.SWIR Full Spectrum Imager‬‬
‫واعتمد التصنيف على أطياف التحكم األرضي‪ .‬يمكن لمطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء‬
‫المحمول جوا بدقة ‪ 20‬م بكسل وعرض حزمة ‪ 15-12‬نانومتر تمييز األنواع المعدنية‪ ،‬ولكن تمييز‬
‫معدن الديكايت كان صعبا باستخدام مطياف التصوير المرئي \ تحت الحمراء المحمول جول‪ ،‬ألن‬
‫المنحني الطيفي مماثل للمنحني الطيفي للكاؤلينايت في دقة اداة مطياف التصوير المرئي \ تحت‬
‫الحمراء المحمول جوا‪ .‬كانت أداة مصور الطيف الكامل باالشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة أكثر‬
‫قدرة على حل هذه االختالفات والتنبؤ بموقع تغير الديكايت‪ .‬تظهر الصور الناتجة باللون األسود‬
‫واألخضر حيث من المرجح أن يتواجد الذهب (الشكل ‪ .)19.8‬تظهر هذه الصور أن الديكايت هو‬
‫معدن تغير مهيمن في االنطقة المنتجة للذهب‪.‬‬

‫‪- 296 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 19.8‬خارطة معدنية لمنطقة تعدين غولدفيلد‪ .‬يظهر اللون األسود واالخضر تغير الديكايت‪ .‬ويعتبر الديكايت‬
‫المؤشر الرئيسي لتمعدن الذهب‪.‬‬
‫كبير في‬
‫ا‬ ‫خالل العقود األربعة الماضية تقريبا‪ ،‬قطعت تقنية االستشعار عن ُبعد شوطا‬
‫استكشاف المعادن‪ .‬منذ عام ‪ ،1999‬تُستخدم بيانات ‪ ASTER‬على نطاق واسع في التنقيب عن‬
‫المعادن‪ ،‬ال سيما وأن البيانات تتميز بدقة استبانة مكانية وطيفية مناسبة للكشف عن مناطق التغيير‬
‫الحرمائي‪ ،‬ولديها تغطية عالمية‪ ،‬وتتوفر البيانات مجانا‪.‬‬
‫وجدت بيانات ‪ ASTER‬تطبيقات الستكشاف رواسب النحاس البورفيرية؛ الستكشاف تمعدن‬
‫كبريتيد كتلي في تضاريس ما قبل الكمبري؛ ورواسب ذهب عالية الح اررة؛ ورواسب خام الحديد؛‬
‫ورواسب الكرومايت؛ والعديد من التطبيقات الجيولوجية األخرى‪.‬‬

‫‪- 297 -‬‬


‫التنقيب عن المعادن‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 298 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل التاسع‬
‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬
‫‪ 1.9‬تمهيد ‪preface‬‬
‫تتواجد تجمعات النفط والغاز على أعماق كبيرة‪ ،‬على بعد بضعة كيلومترات من السطح‪،‬‬
‫وتتمركز في معالم جيولوجية تسمى مصائد‪ .‬تعتمد استراتيجية التنقيب عن الهيدروكربونات اعتمادا‬
‫كبير على تحديد المصائد المناسبة‪ ،‬في تضاريس حاملة للنفط‪ .‬يمكن أن تكون المصائد من النوع‬
‫ا‬
‫التركيبي أو الطبقي‪ .‬تتكون المصائد التركيبية عادة من معالم تركيبية مثل الطيات والصدوع وعدم‬
‫التوافقات‪ .‬عادة ما تتولد المصائد الطبقية عن طريق التغاير السحني أثناء عملية الترسيب‪.‬‬
‫تهدف تقنيات االستشعار عن بعد أساسا إلى تحديد األهداف المناسبة من اجل مزيد من‬
‫االستكشاف بواسطة الطرق الجيوفيزيائية وطرق الحفر‪ ،‬وقد تم تطبيقها بشكل مفيد الستكشاف‬
‫الهيدروكربون لبعض الوقت‪ .‬تحاول هذه الطرق الكشف عن حاالت شاذة ‪ /‬أدلة قد تكون ذات صلة‬
‫بتواجد الهيدروكربونات في العمق ‪ -‬على سبيل المثال‪ ،‬شواذ جيومورفولوجية سطحية‪ ،‬وسيطرة معلم‬
‫خطي – تركيبي في توزيع تجمعات الهيدروكربونات‪ ،‬وتغيرات سطحية مرتبطة بتسرب‬
‫الهيدروكربونات‪ ،‬وشذوذات ح اررية وبقع نفط محيطية‪.‬‬
‫‪ 2.9‬شواذ جيومورفولوجية سطحية ‪Surface Geomorphic Anomalies‬‬
‫من وجهة نظر االستشعار عن بعد‪ ،‬فإن الشواذ الجيومورفولوجية السطحية لها أهمية خاصة في‬
‫استكشاف الهيدروكربونات‪ .‬عندما يتواجد النفط والغاز على عمق كبير‪ ،‬فمن خالل هذه المعالم‬
‫يمكن التعرف على أهداف االستكشاف مبدئيا بسهولة أكبر‪.‬‬
‫قد تظهر الشواذ الجيومورفولوجية السطحية على سمتين‪( :‬أ) الشكل التركيبي‪ ،‬و (ب) الدرجة‬
‫اللونية‪ ،‬وأحيانا كالهما بشكل متزامن‪ ،‬وفي هذه الحالة من المحتمل أن تمتلك فرصة نجاح أكبر‪.‬‬
‫تظهر الحاالت الشاذة عموما كمعالم دائرية إلى مستطيلة يمكن تمييزها على صور مستشعر األقمار‬
‫الصناعية‪ .‬قد تختلف عن المنطقة المجاورة (الخلفية) من حيث التضاريس‪ ،‬والدرجة اللونية‪ ،‬والغطاء‬
‫النباتي‪ ،‬والتربة‪ ،‬ورطوبة التربة‪ ،‬وخشونة السطح‪ ،‬إلخ‪ ،‬مع وجود حدود ضبابية ‪ /‬غير واضحة في‬
‫كثير من األحيان‪ .‬يمكن تمييز بعض الحاالت الشاذة المورفوتركيبية من خالل أنماط تصريف‪ ،‬مما‬
‫يعكس تعديالت على التراكيب الضحلة المدفونة تحت سطح األرض‪.‬‬

‫‪- 299 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يعرض شذوذ التصريف في بانسكاندي ‪ ، Banskandi‬آسام مثاال جميل‪ .‬توجد العديد من‬
‫تجمعات النفط والغاز في التتابع الثالثي في والية أسام والمناطق المجاورة لها‪ ،‬شمال شرق الهند‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬تم مسح هذه المنطقة على نطاق واسع للتنقيب عن المواد الهيدروكربونية‪ .‬على صور‬
‫االستشعار عن بعد للمنطقة‪ ،‬يمكن تحديد عدد من المعالم الدائرية والشواذ‪ ،‬والتي تأكد الكثير منها‬
‫الحقا من خالل المسوحات الجيوفيزيائية والحفر‪ .‬واحدة من هذه المعالم هي شذوذ بانسكاندي‬
‫‪( Banskandi‬الشكل ‪ ، )1.9‬الذي لوحظ ألول مرة على صورة ‪.Landsat MSS‬‬

‫شكل ‪ a 1.9‬نمط تصريف يشير إلى شذوذ بانسكاندي‪ ،‬قطره حوالي ‪ 20‬كم (مطبوع باألبيض واألسود من الندسات‬
‫‪ MSS‬القياسية ‪ )FCC‬؛ ‪ b‬خريطة تفسير توضح الشذوذ فيما يتعلق بمعالم جيولوجية أخرى مخططة حقليا في‬
‫المنطقة‪ .‬بناء على شذوذ الندسات‪ ،‬تم إجراء مزيد من التحريات؛ ينتج التركيب الغاز الهيدروكربوني‬
‫في منطقة بانسكاندي‪ ،‬ال توجد مكاشف جيولوجية على السطح‪ ،‬حيث تغطى المنطقة بالتربة‬
‫والنباتات‪ُ .‬يظهر التصريف (نهر باراك) شذوذ دائري الفت للنظر (الشكل ‪ )a1.9‬يتحكم به بوضوح‬
‫تركيب تحت سطحي‪ .‬تُظهر بيانات الحقل وجود طيات مقعرة طولية تسير شمال – جنوب تقريبا‬
‫على جانبي الشذوذ‪ ،‬وتنكشف طية مقعرة إلى الجنوب من منطقة الشذوذ (الشكل ‪ .)b 1.9‬استنادا‬
‫إلى المؤشرات المذكورة أعاله‪ ،‬يمكن استنتاج أن شذوذ التصريف في بانسكاندي يمثل تركيبا قبويا‬
‫محدبا مدفونا بشكل ضحل‪ ،‬والذي يمكن أن يكون موقعا محتمال في هذه المنطقة لتراكيب حاملة‬
‫ﹰ‬
‫للهيدروكربونات‪ .‬أكدت المسوحات الزلزالية الالحقة أن التركيب والحفر أنتجا الغاز الهيدروكربوني في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪- 300 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.9‬تحكم معلم خطي‪ -‬تركيبي في توزيع تجمعات الهيدروكربونات ‪Lineament-‬‬


‫‪Structural Control on the Distribution of Hydrocarbon Pools‬‬
‫يعتبر تحليل المعلم الخطي ‪ -‬البنيوي المستند إلى بيانات الصور الجوية وصور األقمار‬
‫الصناعية من األساليب المستخدمة على نطاق واسع في استكشاف البترول‪ .‬يمكن اعتبار المعالم‬
‫الخطية مناطق كسر في قشرة األرض يمكن أن تتحكم في هجرة وتراكم الهيدروكربونات‪ .‬كشفت‬
‫الدراسات في العديد من المواقع أن االنقطاعات ‪ /‬الكسور اإلقليمية تنشأ أساسا بسبب العمليات‬
‫التكتونية واسعة النطاق في صخور القاعدة و ‪ /‬أو الصخور تحت السطحية العميقة‪ ،‬وقد تتجدد هذه‬
‫االنقطاعات في األزمنة الجيولوجية الالحقة‪ .‬في كثير من األحيان‪ ،‬تم العثور على عالقة كبيرة بين‬
‫المعالم الخطية السطحية والتراكيب عميقة الجذور‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن المعالم الخطية والكسور التي لوحظت‬
‫على السطح يمكن أن تسلط الضوء (بعناية) على ما في باطن األرض الستنتاج البنية الجيولوجية‬
‫تحت السطحية المحتملة‪ ،‬واإلفصاح عن قنوات محتملة لهجرة السوائل وتراكمها‪ .‬وهذا قد يوفر أدلة‬
‫مثيرة لالهتمام الستكشاف المواد الهيدروكربونية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يوضح الشكل ‪ 2.9‬العالقة بين‬
‫المعالم الخطية الرئيسية وتوزيع تجمعات النفط والغاز في جزء من كولورادو‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.9‬معالم خطية لالندسات وتوزيع حقول النفط والغاز في جزء من كولورادو بالواليات المتحدة األمريكية‬

‫‪- 301 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪Surface Alterations‬‬ ‫‪ 4.9‬تغيرات سطحية متعلقة بتسرب الهيدروكاربون‬


‫‪Related to Hydrocarbon Seepage‬‬
‫تتواجد تجمعات النفط والغاز في خزانات صخور طبيعية والتي هي ليست محكمة تماما ولكنها‬
‫مسربة إلى حد ما‪ ،‬بسبب الكسور والفواصل واالنقطاعات في الصخور الخازنة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن بعض‬
‫المواد الهيدروكربونية تهرب دائما من الخزانات وتصل إلى السطح لتظهر كتسربات‪ .‬عادة ما تتسرب‬
‫الهيدروكربونات الخفيفة (الميثان واإليثان والبروبان والبيوتان والبنتان) عموديا إلى أعلى في شكل‬
‫فقاعات غاز غروية عائمة وتدفق طور مستمر للغاز من خزان البترول عميقا على طول شبكة قابلة‬
‫للنفاذ (شقوق وفواصل وصدوع في الصخور الفوقية) إلى السطح‪ .‬يشار إلى تسربات النفط التي‬
‫يمكن اكتشافها بالعين المجردة على أنها "تسربات كبيرة" ‘‪ ،’macro-seeps‬وتلك التي يمكن‬
‫اكتشافها فقط بأدلة ‪ /‬تقنيات خاصة تسمى "تسربات دقيقة" ‘‪ .’micro-seeps‬يشار إلى الهجرة‬
‫العمودية للنفط والغاز على طول الكسور أيضا باسم "تأثير المدخنة" ‘‪.’chimney effect‬‬
‫تتسبب الهيدروكربونات الخارجة من الخزانات الموجودة تحت األرض في تفاعالت أكسدة –‬
‫اختزال على طول مسارات الهجرة العمودية وتؤدي إلى شذوذات معدنية في التربة ‪ /‬الصخور على‬
‫السطح وتغيرات في نمط الغطاء النباتي على السطح‪ .‬يمكن أن تشير المعادن السطحية الشاذة‬
‫والغطاء النباتي إلى مناطق تعاني من تسرب النفط‪ .‬تتمثل ميزة االستشعار عن ُبعد في أنه يوفر أداة‬
‫سريعة فعالة من حيث التكلفة إلجراء االستطالع للتغيرات الناجمة عن الهيدروكربونات‪.‬‬
‫في سياق االستشعار عن بعد‪ ،‬يمكن تصنيف األدلة ‪ /‬التغييرات السطحية المتعلقة بتسرب‬
‫الهيدروكربونات تحت (‪ )1‬تغييرات معدنية‪ ،‬و (‪ )2‬تغييرات الغطاء النباتي‪.‬‬
‫‪ 1.4.9‬تغييرات معدنية ‪Mineralogical Alterations‬‬
‫إن تسرب الهيدروكربونات وأكسدتها الميكروبية في التربة ‪ /‬الرواسب القريبة من السطح يؤدي‬
‫إلى إنتاج ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وكبريتيد الهيدروجين ‪ ، H2S‬واألحماض العضوية التي تخلق ظروفا‬
‫حامضية خفيفة إلى حد ما‪ .‬هذا يؤدي إلى العديد من التغييرات المعدنية‪ ،‬واحدة من أهمها هو قصر‬
‫لون الطبقات الحمراء التي تظهر كلما كانت السوائل الحامضية أو المختزلة موجودة لتغيير الحديد‬
‫الحديديكي (الهيماتايت األحمر) إلى حالة حديدوزية‪ .‬تدعم هذه الظروف أيضا تكون البايرايت‬
‫(‪ )FeS2‬والسيد اريت (‪ )FeCO3‬من الحديد المتحرر أثناء إذابة الهيماتايت‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬

‫‪- 302 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يعتبر الكالسايت الثانوي معدنا آخر تم اإلبالغ عنه في مناطق التغيير هذه‪ .‬كما تعمل هذه الظروف‬
‫البيئية المختزلة على تعزيز تجوية الفلسبار إلنتاج األطيان (كاؤولينايت) وتحويل اإلياليت إلى‬
‫الكاؤولينايت‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن التعبير السطحي للتغيير المعدني الناجم عن الهيدروكربون للترب ‪ /‬الصخور يمكن‬
‫أن يتخذ األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬قصر ألوان األسطح الحمراء (اختزال أكسيد الحديديك) (انظر مثال صورة االستشعار عن‬
‫بعد لقصر ألوان األسطح الحمراء الواردة في الشكل ‪ 9.8‬في سياق استكشاف اليورانيوم)‬
‫‪ ‬وفرة أكبر نسبيا من الكاؤولينايت بسبب تكونها من كل من معادن الفلدسبار واإلاليت‬
‫‪ ‬زيادة في محتوى الكربونات الثانوية‬
‫‪ ‬وجود معادن مثل البايرايت والكبريتيدات والكبريت األولي واليورانيوم والسيدرايت إلخ‪.‬‬
‫يمكن استخدام بيانات صور ‪ ASTER‬متعددة األطياف للكشف عن العديد من التغييرات المعدنية‬
‫المذكورة أعاله الذي يحدثه تسرب الهيدروكربونات‪ .‬تعتبر نسبة ‪ ASTER B2⁄B1‬حساسة الكتشاف‬
‫الصخور الحاملة ألكسيد الحديد الحديديكي‪ ،‬والتي يمكن استخدامها للكشف عن األسطح الحمراء‬
‫مقصورة اللون وغير مقصورة اللون‪ .‬نسبة ‪ ASTER B4⁄B8‬تكون مفيدة في تحديد معادن‬
‫الكربونات‪ ،‬والنسبة ((‪ ))B4 * B7) / (B5 * B5‬قادرة على تحديد المناطق الغنية بالكاؤلينايت‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬يمكن استخدام بيانات ‪ ASTER‬لرسم خريطة للتغيرات الطيفية الدقيقة التي لها عالقة‬
‫مباشرة بالتغيرات المعدنية الناجمة عن الهيدروكربون‪.‬‬
‫‪ 2.4.9‬تغييرات الغطاء النباتي ‪Vegetation Changes‬‬
‫تحفز الهيدروكربونات الموجودة في التربة نشاط البكتيريا المؤكسدة للهيدروكربون التي تقلل من‬
‫محتوى األكسجين في التربة وتزيد من محتواها من ثاني أكسيد الكربون واألحماض العضوية‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن التسرب الدقيق للهيدروكربونات يؤدي إلى تطور بيئة مختزلة في التربة‪ .‬تؤثر التغيرات‬
‫الكيميائية ‪ -‬المعدنية في التربة على الرقم الهيدروجيني وجهد األكسدة واالختزال‪ ،‬والتي تؤثر بدورها‬
‫على العناصر الغذائية النباتية التي تتحكم في كثافة وصحة ونشاط الغطاء النباتي‪ .‬وهذا بدوره يؤثر‬
‫على االستجابة الطيفية للغطاء النباتي ويمكن أن يؤدي إلى إجهاد النبات‪.‬‬

‫‪- 303 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تمت مناقشة المؤشرات الجيونباتية للتنقيب عن المعادن في فقرة ‪ 5.3.8‬وهي من الناحية‬


‫النظرية هي نفسها أيضا الستكشاف المواد الهيدروكربونية‪ .‬يمكن أن يكون هناك تغييرات هيكلية في‬
‫الغطاء النباتي (إصفرار األوراق‪ ،‬التقزم‪ ،‬النمو المتوقف‪ ،‬تغير في كثافة الكتلة الحيوية النباتية وما‬
‫إلى ذلك)‪ ،‬واختالفات تصنيفية (وجود أو عدم وجود بعض األنواع النباتية)‪ ،‬واختالفات طيفية ‪/‬‬
‫شذوذ (تغير في االستجابة الطيفية بسبب اإلجهاد النباتي)‪ .‬يمكن استخدام مؤشرات طيفية مثل‬
‫المؤشر المعاير الختالف الغطاء النباتي ‪normalized difference vegetation index‬‬
‫(‪ ، )NDVI‬ومؤشر تربة الغطاء النباتي المعدل ‪،)SAVI( soil adjusted vegetation index‬‬
‫ومؤشر مساحة الورقة ‪ ،)LAI( leaf area index‬والعديد من مؤشرات االخضرار عريضة النطاق‬
‫األخرى التي تستغل التغيرات في االستجابة الطيفية للغطاء النباتي‪.‬‬
‫كما هو موضح أدناه‪ ،‬لوحظ وجود شذوذ جيونباتي في موقع باتريك درو‪ ،‬وايومنغ‪ ،‬في إطار‬
‫التحري المشترك بين ناسا وجيوسات ‪ Patrick Draw .Geosat‬وهو موقع منتج للنفط من مصيدة‬
‫طباقية‪ .‬تتمتع المنطقة بمناخ شبه جاف‪ ،‬وتضاريس منخفضة‪ ،‬ونباتات تتكون من مريمية محلية‬
‫وعشب في المقام األول‪ .‬يتم إنتاج النفط من عدسة من الحجر الرملي‪ ،‬محصورة بين صخور طفل‪،‬‬
‫والتي تشكل المصيدة الطبقية‪.‬‬
‫إن الشكل ‪ a3.9‬هو عبارة عن صورة زائفة اللون لموقع اختبار ‪ Patrick Draw‬الذي تم‬
‫إنشاؤها من الماسح الجوي المحاكي من راسم الخرائط الموضوعي‪ .TM‬تم إنشاء مركبات االلوان‬
‫الزائفة ‪ FCC‬من تحويل المكون الرئيسي (‪ = PC1‬أحمر ‪ = PC2 ،‬أخضر ‪ ،‬و ‪ = PC3‬أزرق)‪.‬‬
‫يمكن تمييز عدد من الوحدات الطيفية على الصورة الملونة الزائفة‪ ،‬والتي يمكن ربطها بنوع الترب‬
‫المتبقية المتطورة في المنطقة‪ .‬هناك معلم فريد من نوعه‪ ،‬دائري في الشكل وأخضر‪ -‬ليموني في‬
‫المظهر على الصورة‪ ،‬كان موجود على صورة زائفة اللون‪ .‬هذه المنطقة كانت تعتبر شاذة‪ ،‬بسبب‬
‫حجمها وشكلها وموقعها وخصائصها الطيفية‪ .‬فحص الصور الفوتوغرافية الجوية للمنطقة (الشكل‬
‫‪ )b 3.9‬ال يمكن أن يقدم أي تفسير لهذا المعلم الفريد‪ .‬أشارت المالحظات األرضية (الشكل ‪3.9‬‬
‫‪ )c,d‬إلى أن هذه المنطقة تتميز بشجيرات ميرمية متقزمة أصغر وأقل كثافة وأقل نشاطا من المريمية‬
‫في المناطق المجاورة‪ .‬وقد وجد أن المنطقة الشاذة تتوافق مع المنطقة عموديا فوق تجمع الغاز‬

‫‪- 304 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المعروف؛ لذلك تم استنتاج أن تسرب الهيدروكربونات من الخزان السفلي أدى إلى إجهاد الغطاء‬
‫النباتي والشذوذ الجيونباتي‪.‬‬

‫شكل ‪ a 3.9‬صورة زائفة األلوان لموقع اختبار ‪ Patrick Draw‬بناء على تحويل المكون الرئيسي لبيانات محاكي‬
‫هوائي من ‪ TM‬؛ الحظ البقعة شبه الدائرية الغريبة ذات لون ليموني ‪ -‬خضراء على الصورة الملونة ‪ ،‬والتي تُفسر‬
‫على أنها ناتجة عن شذوذ جيونباتي‪ b .‬صورة فوتوغرافية جوية للمنطقة؛ كما تم تحديد مساحة الميزة الطيفية الشاذة‬
‫في (‪ d ،c .)a‬صور فوتوغرافية أرضية لشجيرات ميريمية واهنة وصحية في باتريك درو‬

‫‪- 305 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 5.9‬مؤشر الهيدروكاربون )‪Hydrocarbon Index (HI‬‬


‫يمكن اكتشاف وجود الهيدروكربون في الترب ‪ /‬الصخور عن طريق االستشعار عن بعد الفائق‬
‫الطيفية‪ .‬لقد تبين أن المواد الحاملة للهيدروكربون تظهر نطاقات امتصاص مميزة عند ‪ 1.73‬و‬
‫نظر ألن نطاقات االمتصاص‬
‫‪ 2.31‬مايكرون في االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ .SWIR‬ا‬
‫هذه فريدة بالنسبة للهيدروكربونات‪ ،‬يمكن اكتشاف وجود الهيدروكربونات بشكل ال لبس فيه‪.‬‬
‫تكشف نظرة فاحصة أن النطاق ‪ 1.73‬مايكرون يقع بالقرب من نطاق امتصاص الماء؛ لذلك‪،‬‬
‫قد يكون النطاق ‪ 2.31‬مايكرون أكثر مالءمة ألغراض اكتشاف الهيدروكربونات‪ .‬بالنسبة لبيانات‬
‫القمر الصناعي ‪ ،Hyperion‬تمت صياغة مؤشر الهيدروكاربون على النحو التالي (أرقام النطاق‬
‫الطيفي هذه خاصة بـ ‪:)Hyperion‬‬

‫بيانيا‪ .‬يتم اشتقاق ‪RBD‬‬


‫ﹰ‬ ‫حيث ‪ RBi‬هو االنعكاس في النطاق ‪ .i‬يوضح الشكل ‪ 4.9‬حساب ‪HI‬‬
‫باستخدام نفس المفهوم كما هو موضح في الشكل ‪ .b 14.7‬يشار إلى هيدروكربونات إذا كان مؤشر‬
‫الهيدروكاربون > ‪ .1‬يرتبط عمق االمتصاص بالكمية النسبية للهيدروكربون؛ كلما كان الحد األدنى‬
‫في المنحنى أعمق‪ ،‬زاد محتوى الهيدروكربون‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.9‬رسم تخطيطي يوضح مفهوم "مؤشر الهيدروكربون"‪ .‬يحدث امتصاص الهيدروكربون عند ‪ 2.31‬مايكرون‬
‫(‪ .)Hyperion B116‬يتم حساب العمق النسبي المتصاص النطاق (‪ )RBD‬باستخدام االنعكاس الطيفي في‬
‫‪ B115‬و ‪ B116‬و ‪B117‬‬

‫‪- 306 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 6.9‬الشذوذات الحرارية ‪Thermal Anomalies‬‬


‫قام علماء الجيولوجيا في مجال االستكشاف باإلبالغ عن وجود حاالت شذوذ حراري سلبي على‬
‫تجمعات النفط واقترحوا أن التشخيص الحراري يمكن أن يكون أداة فعالة من حيث التكلفة الستكشاف‬
‫النفط‪ .‬يعتبر سبب هذا الشذوذ الحراري هو الخاصية الح اررية الفيزيائية للنفط في العمق‪ .‬يتميز النفط‬
‫بموصلية ح اررية منخفضة بشكل مميز وح اررة نوعية أعلى وانتشار حراري أقل من صخور الخزان‪.‬‬
‫من المعروف أن هناك تدفقا عاما للطاقة الح اررية األرضية من العمق صعودا إلى سطح األرض‪.‬‬
‫سيؤدي وجود النفط في الخزان إلى تغير التوصيل الحراري الفعال الكلي‪ ،‬مما يسبب اختالفات مكانية‬
‫في نقل الح اررة‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض الشذوذ الحراري على سطح األرض فوق اآلفاق الحاملة‬
‫للنفط (الشكل ‪.)5.9‬‬

‫شكل ‪ 5.9‬مخطط تمثيلي إلظهار تدفق الح اررة على سطح األرض‪ Qs .‬هو تدفق الح اررة الشمسية؛‪ QE‬هو تدفق‬
‫الح اررة بسبب عملية تسخين القشرة الداخلية التي تختزل الى ‪ (QE < QÉ) QÉ‬في النطاق الحامل للهيدروكاربون‪.‬‬
‫االستخدام المتنوع لألرض ‪ /‬غطاء األرض‪ ،‬رطوبة التربة السطحية‪ ،‬التضاريس‪ ،‬الغطاء النباتي‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬إلخ‪ .‬يميل‬
‫إلى إخضاع ‪ /‬إخفاء تأثير التباين في تدفقات الح اررة التراكمية على سطح األرض‬
‫كشفت نمذجة الشذوذ الحراري على األحواض البترولية أن عالقة العمق الحراري تعتمد بشكل‬
‫أساسي على التوصيل الحراري للوسط‪ .‬تُظهر بيانات الحقل التي تمت مالحظتها حول درجة الح اررة‬
‫مقابل العمق والتي تم الحصول عليها من اآلبار وجود نقطة انقالب‪ ،‬أي تغيير في التدرج عند‬
‫المستوى الذي من المعروف أن تجمعات الهيدروكربونات تتواجد فيه؛ ينخفض التدرج الحراري قليال‬
‫فوق الطبقة الحاملة للنفط (الشكل ‪.)6.9‬‬

‫‪- 307 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫وهذا يستدعي إجراء مسوحات ح اررية لمواقع االستكشاف على الشاطئ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن مهمة‬
‫إجراء مسوحات لدرجات ح اررة الحقل على مساحات شاسعة ومقاطع جانبية طويلة تكتنفها العديد من‬
‫العقبات‪ ،‬مثل‪ )1( :‬الصعوبات اللوجستية في جمع بيانات درجة ح اررة الحقل المتزامنة فوق مناطق‬
‫شاسعة؛ (‪ )2‬حركة المعدات الحقلية لقياس درجات الح اررة في األماكن البعيدة تؤدي إلى رصدات‬
‫غير متزامنة لدرجة ح اررة الحقل‪ ،‬وبالتالي اختالف درجة الح اررة النهارية الطبيعية‪ ،‬كما يجب دراسة ‪/‬‬
‫معايرة التغيرات االرصادية ‪ -‬الجوية المحتملة؛ (‪ )3‬قد تختلف التضاريس‪ ،‬وغطاء األرض واستخدام‬
‫األرض‪ ،‬واألهم من ذلك الغطاء النباتي والرطوبة السطحية المحلية من مكان إلى آخر‪ ،‬كما تؤثر‬
‫على درجة ح اررة السطح المحلية ‪ -‬وبالتالي يصبح اختزال البيانات إلى قاعدة عامة للمقارنة الجانبية‬
‫مهمة هائلة‪.‬‬

‫شكل ‪ 6.9‬مقطع جانبي لدرجة ح اررة – العمق مالحظ في بئر بترولية؛ الحظ وجود نقطة انعطاف ونقصان في‬
‫التدرج الحراري فوق الطبقات الحاملة للنفط عند عمق ‪ 2000 - 1900‬متر‬
‫في هذا السياق‪ ،‬يبدو أن االستشعار عن بعد عبر األقمار الصناعية هو أداة قوية قابلة‬
‫للتطبيق‪ ،‬حيث يتم جمع بيانات درجة الح اررة على ماليين البكسالت في غضون دقائق قليلة‪ ،‬ويمكن‬
‫اعتبار اإلضاءة الشمسية وظروف األرصاد الجوية في الغالف الجوي متجانسة إلى حد كبير فوق‬
‫المنظر لجميع األغراض العملية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن استخدام البيانات البصرية متعددة األطياف‬
‫للتعامل مع مشاكل الغطاء النباتي والرطوبة السطحية إلى مدى عملي معقول‪.‬‬

‫‪- 308 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أجرى باحثون دراسة منهجية في حوض كامباي‪ ،‬الهند‪ ،‬للكشف المحتمل عن الشذوذات الح اررية‬
‫من بيانات ‪ .ASTER‬ويعد كامباي ‪ Cambay‬حوضا هامشيا داخل مجن ‪ cratonic‬يشتمل على‬
‫تتابع من الطفل ‪ /‬رمل رسوبي من عمر الثالثي مع أكثر من ‪ 90‬حقال من حقول غاز ‪ -‬نفط‪،‬‬
‫ويغطى التتابع بأكمله بواسطة رواسب طموية على وتيرة واحدة واسعة النطاق‪.‬‬
‫كشف تحليل لتوزيع درجة الح اررة المشتقة من االستشعار عن بعد في ثالثة حقول نفطية منتجة‬
‫مثير لالهتمام ‪ -‬أن درجة الح اررة تكون أدنى في البيكسل المركزي‬
‫ا‬ ‫كبيرة معروفة أن هناك نمطا‬
‫وتتزايد تدريجيا من الوسط إلى الخارج‪ ،‬وفي جميع الحاالت‪ ،‬تقترب من متوسط المشهد ‪ 306.3‬كلفن‬
‫(جدول ‪.)1.9‬‬
‫جدول ‪ 1.9‬درجات الح اررة السطحية المستمدة من بيانات ‪ ASTER‬فوق حقول نفط معروفة في حوض ‪، Cambay‬‬
‫الهند‬
‫درجة حرارة السطح (كلفن)‬ ‫الموقع‬ ‫اسم حقل النفط‬ ‫رقم التسلسل‬
‫‪d‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪b‬‬ ‫‪a‬‬
‫‪306.1‬‬ ‫‪305.4‬‬ ‫‪303.8‬‬ ‫‪299.9‬‬ ‫‪23°03´ N‬‬ ‫ساناند‬ ‫‪1‬‬
‫‪72°30´ E‬‬
‫‪305.2‬‬ ‫‪304.6‬‬ ‫‪303.2‬‬ ‫‪301.3‬‬ ‫‪23°16´ N‬‬ ‫كالو‬ ‫‪2‬‬
‫‪72°30´ E‬‬
‫‪305.5‬‬ ‫‪305.2‬‬ ‫‪303.7‬‬ ‫‪300.6‬‬ ‫‪22°55´ N‬‬ ‫ناوغام‬ ‫‪3‬‬
‫‪72°35´ E‬‬
‫مالحظة‪ :‬تشتق درجات الح اررة في أربعة نوافذ مكانية‪ ،‬ويعطي ‪ a‬درجة ح اررة البكسل المركزي؛ ‪ d – b‬تعطي معدل‬
‫درجات الح اررة لمصفوفة ‪ ،3×3‬مصفوفة ‪7×7‬؛ مصفوفة ‪ 11×11‬على التوالي؛ الحظ أن درجة الح اررة تكون أدنى‬
‫في البيكسل المركزي وتزداد تدريجيا من الوسط إلى الخارج في جميع الحاالت؛ متوسط درجة ح اررة المشهد هو‬
‫‪ 306.3‬كلفن‬
‫أتاحت معالجة الصور المخصصة القائمة على المشهد إخفاء واقصاء وحدات البكسل التي‬
‫تحمل تأثيرات محتملة من صنع االنسان (مناطق حضرية‪ ،‬وطرق‪ ،‬إلخ) ‪ ،‬ومسطحات مائية‬
‫(بحيرات‪ ،‬وقنوات‪ ،‬وحقول رطبة) وغطاء نباتي أرضي (غابات‪ ،‬حقول زراعية‪ ،‬حدائق عامة ونباتات‬
‫أخرى)‪ .‬أدى ذلك إلى استخراج صورة درجة ح اررة تظهر بكسالت "مبردة" ‘‪ ’cooler‬غير عادية‪،‬‬
‫والتي تم طليها على مركب تصوير تحت الحمراء الملون ‪( CIR‬الشكل ‪ .)7.9‬ويالحظ أن هناك‬
‫تركيز أكبر للبكسالت المبردة الشاذة الموجودة في مجموعات ضمن حقول النفط المعروفة‪ .‬بناء على‬
‫ا‬
‫العالقة التجريبية المذكورة أعاله‪ ،‬يمكن تحديد احتمال جديد محتمل لمزيد من التحريات‪.‬‬

‫‪- 309 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 7.9‬صورة ‪ ASTER‬معالجة ( ‪ (CIR composite‬لجزء من حوض ‪ ،Cambay‬غرب الهند؛ الصفراء هي‬
‫البيكسالت الشاذة ح ارريا (المبردة) المطلية على مركب ‪ CIR‬؛ تعرف الخطوط الخضراء (‪ )7 - 1‬بحقول النفط ؛‬
‫تظهر النوافذ ‪ a-d‬تجميع وحدات البكسل األكثر برودة في مناطق حقول النفط ؛ ‪ e‬ه يعتبر احتمال ممكن‬
‫وبالتالي‪ ،‬توجد بالفعل بيانات ميدانية عن وجود شذوذ حراري سلبي على حقول النفط‪ ،‬كما‬
‫تعرض بيانات مستشعر األقمار الصناعية المعالج في هذه الحالة تجميعا تفضيليا لوحدات البكسل‬
‫المبردة الشاذة فوق حقول النفط المعروفة‪ .‬على ما يبدو‪ ،‬توجد إمكانات جيدة في بيانات مستشعر‬
‫القمر الصناعي التي يجب التحقيق فيها واستغاللها بالكامل في مهام االستكشاف‪ .‬هذا النهج يمكن‬
‫على األقل أن يقلل تكاليف االستكشاف غير الجديرة بالثقة والخسائر‪.‬‬
‫‪ 7.9‬بقع نفط محيطية ‪Oceanic Oil Slicks‬‬
‫هناك تطبيق مهم آخر لالستشعار عن بعد وهو اكتشاف البقع النفطية التي تحدث كأغشية‬
‫رقيقة على سطح مياه المحيط ‪ /‬البحر‪ .‬يكون لغشاء النفط الموجود على سطح المحيط تأثير ضعيف‬
‫على األمواج‪ ،‬مما يقلل من االستطارة الخلفية (درجة لونية أغمق)؛ وفي بعض األحيان‪ ،‬قد يكون‬
‫التأثير المبلل واضحا لدرجة أنه قد يؤدي إلى "عدم ظهور" في االضطراب البحري المحيط بالبقعة‬
‫النفطية‪ .‬تنبع البقع النفطية من المصادر الطبيعية والمصادر التي يسببها اإلنسان‪ .‬البقع النفطية‬

‫‪- 310 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الطبيعية في المحيطات هي مهمة لالستكشافات الهيدروكربونية تحت البحرية‪ .‬تشكل العديد من‬
‫الخزانات الهيدروكربونية في األحواض البحرية بقعا‪ ،‬مثل تلك الموجودة في حوض سانتا باربرا‪،‬‬
‫والعديد من األحواض في إندونيسيا‪ ،‬إلخ‪ .‬يمكن أن تشير بقع النفط المستمرة أو المتكررة إلى وجود‬
‫تسربات نفطية تحت سطح البحر‪ .‬يوضح الشكل ‪ 8.9‬صورة ‪ ERS-SAR‬لبقعة نفط طبيعية‬
‫مشتبه بها‪ .‬تتشكل البقع النفطية التي يسببها اإلنسان في المحيط بسبب التلوث الناجم عن ناقالت‬
‫أخطار بيئية على‬
‫ا‬ ‫النفط‪ ،‬ومعدات الحفر‪ ،‬والنفايات البلدية وما إلى ذلك‪ .‬تشكل هذه البقع النفطية‬
‫الحيوانات والنباتات البحرية وتحتاج إلى اكتشافها ومراقبتها من أجل المراقبة البيئية (شكل ‪.)9.9‬‬
‫تسرب النفط البحري بسبب األنشطة التي يسببها اإلنسان أكثر شيوعا (‪ )٪93‬من التسربات الطبيعية‬
‫(‪.)٪7‬‬

‫شكل ‪ 8.9‬صورة ‪ ERS-SAR‬تظهر توقيع غشاء نفطي على سطح البحر والتي تم تفسيرها على أنها ناتجة عن‬
‫تسرب النفط الطبيعي من قاع البحر (اتجاه الرحلة واتجاه النظر)‬

‫‪- 311 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 9.9‬صورة ‪ SAR‬حصل عليها القمر الصناعي ‪ ERS-1‬في ‪ 20‬مايو ‪ 1994‬في تمام الساعة ‪14:20‬‬
‫بالتوقيت العالمي فوق المحيط الهادي شرق تايوان تُظهر انسكاب نفطي يتخلف عن سفينة (نقطة مضيئة في الجزء‬
‫األمامي من الخط األسود)‪ .‬يشتت النفط مع الوقت مما تسبب في اتساع أثر النفط‪ .‬منطقة التصوير‪ 100 :‬كم ×‬
‫‪ 100‬كم‪.‬‬

‫‪ 8.9‬أمثلة تطبيقية أخرى ‪Another Application Examples‬‬


‫‪ .1‬نهج متكامل يجلب حياة جديدة إلى حوض قديم ‪An Integrated Approach Brings‬‬
‫‪New Life to an Old Basin‬‬
‫الجزء البري من حوض فينتورا‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬تم استكشافه ودراسته وانتاجه على نطاق واسع منذ‬
‫عام ‪ .1861‬تم اكتشاف حوالي ‪ 100‬حقل نفط وغاز‪ ،‬مع إنتاج تراكمي من الحوض يتجاوز أربعة‬
‫مليارات برميل من النفط‪ .‬على الرغم من تباطؤ النشاط في العقود األخيرة ‪ ،‬يعتقد العديد من عاملي‬
‫شركة االستكشاف واالنتاج أن االكتشافات ال تزال قائمة وتعمل على تحديد األهداف التي تم تجاوزها‬
‫والتي تحجبها جيولوجية فينتو ار ‪ Ventura‬المعقدة‪ ،‬وتحدي التضاريس‪ ،‬والمخاوف البيئية‪.‬‬
‫بسبب البيئة الصعبة‪ ،‬ال يعد التحصيل الزلزالي القائم على األرض بديال عمليا في معظم أجزاء‬
‫الحوض‪ .‬في عام ‪ 2000‬قام باحثون بوصف أحد البرامج التي استخدمت الصور فائقة الطيفية في‬
‫جنوب كاليفورنيا لرسم خرائط لتسرب الهيدروكربونات البرية بشكل مباشر وغير مباشر‪ .‬لقد كانوا‬
‫قادرين على تأكيد التسربات والتربة المخلوطة بالنفط والتربة المتغيرة وتجمع نباتي فريد مرتبط بطية‬
‫محدبة مزروعة بكثافة‪ .‬في عام ‪ ،2011‬حصلت ‪ NEOS GeoSolutions‬التي تتخذ من هيوستن‬
‫مق ار لها على مسح محمول جوا بمقياس الحوض ‪ 3330‬كم‪ 1300( 2‬ميل مربع)‪ .‬تم دمج البيانات‬

‫‪- 312 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫من هذا االستطالع مع جميع البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية والبتروفيزيائية المتاحة‬
‫لتوفير تفسير متكامل متعدد القياس يستخدم لتحديد فرص جديدة في هذا الحوض الذي تم استكشافه‪.‬‬
‫الستكمال الخطوط الزلزالية ثنائية األبعاد الموجودة وسجالت اآلبار والخرائط الجيولوجية المتاحة‪،‬‬
‫اكتسبت ‪ NEOS‬سلسلة من القياسات الجيوفيزيائية الجديدة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫‪ ‬الجاذبية‪ :‬لتحديد معمارية الحوض العميق والمعالم البنيوية على نطاق الحوض‬
‫‪ ‬المغناطيسية‪ :‬لتحديد شبكات الصدوع والكسور اإلقليمية‬
‫‪ ‬فوق الطيفية‪ :‬للكشف عن تسربات النفط وتأثيرات التسرب الدقيق ‪ microseepage‬على‬
‫الغطاء النباتي للسطح‬
‫كما يتم الحصول أيضا على مجموعة بيانات إضافية‪ ،‬مثل المسوحات اإلشعاعية‬
‫والكهرومغناطيسية‪ ،‬في بعض مشاريع الحوض‪ ،‬على الرغم من أنها لم تكن موجودة في مسح حوض‬
‫فينتو ار ‪.Ventura‬‬
‫قدمت مجموعة البيانات الجديدة هذه رؤى لوكالء البرنامج ‪ ،‬حتى عندما تفسر بشكل فردي‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬أظهرت بيانات الجاذبية (الشكل ‪ )10.9‬وجود عمود رواسب أعمق بكثير من‬
‫المتوقع في أجزاء من الحوض كان لها اختراقات بئرية محدودة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سلطت قياسات‬
‫الجاذبية الضوء على العديد من األحواض الصغيرة غير المعروفة وغير المختبرة على طول حواف‬
‫مركز ذروة اإلرساب للحوض الرئيسي‪.‬‬
‫قدم تحليل البيانات المغناطيسية مزيد من بصيرة االستكشاف‪ .‬تتراصف الغالبية العظمى من‬
‫الحقول في حوض فينتو ار مع الحاالت الشاذة المغناطيسية التي يمكن تحديدها والتي تتوافق مع‬
‫أنظمة الصدوع عميقة الجذور غير المعينة سابقا (الشكل ‪ ، )11.9‬كما قد يكون متوقعا في حوض‬
‫تكتونيا‪ ،‬وموجه تركيبيا‪.‬‬
‫ﹰ‬ ‫نشط‬
‫كبير من التسربات المحتملة‪ ،‬كما هو موضح بالنقاط‬
‫ا‬ ‫أبرز تحليل الصور فائقة الطيفية عددا‬
‫الحمراء في الشكل ‪ .12.9‬أكد برنامج حقلي أن المسح فائق الطيفية لم يحدد فقط التسربات المرئية‪،‬‬
‫مثل برك النفط عند الطرقات وفي األنهار‪ ،‬ولكن أيضا التسربات التي ال يمكن رؤيتها بالعين‬
‫المجردة‪ .‬هذه التسربات "غير المرئية" هي مناطق اختلطت فيها الهيدروكربونات مع التربة السطحية‪.‬‬
‫قدم المسح الفائق الطيفية خريطة تسرب دقيقة وقوية ارتبطت بعد ذلك بالصدوع والكسور التي تخترق‬
‫السطح القريب‪ ،‬مما يؤكد وجود نظام هيدروكربوني نشط ويوفر نظرة ثاقبة على مسارات الهجرة‬
‫والحمل المحتمل (والتصريف) للخزانات في األسفل‪ .‬باإلضافة إلى تحديد موقع التسربات ‪ ،‬تم‬

‫‪- 313 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫استخدام بيانات فائقة الطيفية إلجراء تحليل "جيونباتي" للصحة النباتية في جميع أنحاء الحوض‪.‬‬
‫توضح أطياف ‪ end-member‬االختالف العاكس بين الغطاء النباتي الصحي والمجهد (الشكل‬
‫‪ .)13.9‬عينت هذه االختالفات مقياس لوني لتوثيق توزيع الغطاء النباتي الصحي والمجهد فوق‬
‫المنطقة‪ .‬اللون األخضر يظهر النباتات الصحية واللون األحمر يدل على النباتات المجهدة‪ .‬يوفر‬
‫هذا المسح الجيونباتي مدخالت قيمة في المسوحات البيئية األساسية‪ .‬يظهر التحليل بوضوح أن‬
‫معظم إجهاد الغطاء النباتي في الحوض ال ينجم عن تسربات النفط ولكن يمكن أن يكون بسبب‬
‫عوامل مرتبطة بتغيرات التربة أو الرطوبة أو تأثير المناطق المكتظة بالسكان المحيطة بحقول النفط‪.‬‬
‫قد تثبت مثل هذه الرؤى شكال قيما من أشكال "التأمين" في المستقبل‪ ،‬إذا أكد مالك األرض أن‬
‫الغطاء النباتي يتعرض لضغوط بسبب أنشطة تطوير حقل النفط مقابل أسباب أخرى تحدث من‬
‫صنع اإلنسان أو بشكل طبيعي‪.‬‬

‫شكل ‪ 10.9‬تشير بيانات الجاذبية إلى وجود عمود أكثر ُسمكا مما كان متوقعا في أجزاء من حوض ‪ Ventura‬مع‬
‫اختراقات جيد متناثرة‪ .‬إن قياسات الجاذبية تسلط الضوء على عدة أحواض صغيرة على طول حافة مركز ذروة‬
‫االرساب الرئيسي‪ .‬االلون الحمراء تمثل مستويات عالية من الجاذبية‪ ،‬بينما المستويات الواطئة من الجاذبية تكون‬
‫باللون االرجواني‪ .‬النقاط الزرقاء هي حفر جافة؛ النقاط السوداء هي ابار منتجة‪.‬‬

‫‪- 314 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 11.9‬تترافق معظم الحقول في حوض ‪ Ventura‬مع حاالت شاذة مغناطيسية تتوافق مع صدوع عميقة‬
‫الجذور‪ .‬المناطق الحمراء هي مرتفعة الجاذبية؛ المناطق األرجوانية هي أدنى مستوياتها من المغناطيسية‪ .‬الخطوط‬
‫البيضاء هي صدوع غير معينة سابقا تم تفسيرها من البيانات المشتقة مغناطيسيا‪.‬‬

‫شكل ‪ 12.9‬تصوير فائق الطيفية يسلط الضوء على إجهاد النباتات‪ .‬تظهر التسربات كنقاط حمراء‪ .‬تشير البيانات‬
‫إلى أن التسربات ليست السبب الرئيسي إلجهاد النبات‪ .‬تم حجب المناطق الحضرية والمتطورة باللون الرمادي‪.‬‬

‫‪- 315 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 13.9‬أطياف االنعكاس للنباتات الصحية (الخضراء) والمجهدة (البنفسجي)‪ ،‬حوض فينتو ار‪ .‬تعين منحنيات‬
‫االنعكاس الواقعة بين هذه ال ‪ end members‬ألوان مختلفة في الشكل ‪.12.9‬‬
‫مزودين بمواقع مراكز ذروة اإلرساب الجديدة المحددة من خالل الجاذبية‪ ،‬والقدرة على تحديد‬
‫أنظمة الصدوع اإلقليمية باستخدام البيانات المغناطيسية‪ ،‬ووجود مؤشرات هيدروكربونية مباشرة وغير‬
‫مباشرة على السطح من التصوير فائق الطيف‪ ،‬أصبح بمقدور علماء االستكشاف اآلن وبشكل نوعي‬
‫تحديد أدلة جديدة وأنواع حقول نفطية في جميع انحاء حوض فينتورا‪.‬‬
‫توفر منهجية القياس المتعدد المستخدمة لتحليل حوض ‪ Ventura‬للمحللين أداة إضافية‬
‫للمساعدة في البحث عن الهيدروكربونات‪ .‬تعتمد هذه األداة على عملية بحث مدعومة باإلحصاء‬
‫الجيولوجي وكذلك بالبرمجيات للبحث عن القياسات والسمات الفريدة التي ترتبط بحقول معروفة (أو‬
‫آبار ذات معدالت إنتاج عالية) في حوض أو منطقة محددة من التحري‪ .‬بمجرد تحديد هذه "الحاالت‬
‫الشاذة المتاربطة" (حاالت شاذة مترافقة مع حقول أو آبار معروفة)‪ ،‬يمكن استخدام خوارزمية التعرف‬
‫على األنماط لتحديد حاالت شاذة مماثلة‪ .‬في األساس‪ ،‬تبحث الخوارزميات عن أجزاء غير مستغلة‬
‫من الحوض تشترك في نفس مجموعة ميزات الجاذبية والمغناطيسية والطيفية الفائقة كما لوحظ في‬
‫حقول معروفة بالمنطقة وآبار مرتفعة االنتاج‪ .‬في حوض ‪ ،Ventura‬تم األخذ في االعتبار ما يقرب‬
‫من ‪ 50‬من السمات الخام والمحسوبة‪ ،‬بما في ذلك عناصر مثل جاذبية بوجير ‪Bouguer gravity‬‬
‫والمشتق الرأسي األول للبيانات المغناطيسية المختزلة إلى القطب‪ .‬ساعدت هذه المنهجية المتكاملة‬
‫متعددة القياس المطبقة على مجموعات بيانات ‪ Ventura‬على تحديد األهمية اإلحصائية لكل قياس‬
‫وسمة‪ ،‬واقصاء قياسات وسمات لم تكن ذات صلة‪ ،‬وتحديد عوامل الترجيح لتطبيقها على كل‬

‫‪- 316 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مجموعة بيانات وسمات ذات صلة إحصائيا‪ .‬والنتيجة هي خريطة موضوعية ومساقة رياضيا‬
‫للحوض بأكمله‪ ،‬مع إبراز المناطق التي ينبغي أن تكون أكثر آفاقا أو إنتاجية نسبيا‪ .‬كما هو الحال‬
‫مع أي قياس أو أداة‪ ،‬فإن المحلل ال يتبع المخرجات بشكل أعمى‪ ،‬ولكنه يستخدم بدال من ذلك‬
‫الروئ المتوفرة للتخلص من مفاهيم مخاطر االستكشاف وتحديد أدلة جديدة محتملة‪.‬‬
‫طبقت شركة ‪ NEOS‬منهجيتها الجيو إحصائية على أربعة آفاق جيولوجية منفصلة تنتج اليوم‬
‫في حوض فينتو ار‪ .‬كما هو متوقع‪ ،‬كان للمناطق الضحلة اختراقات واكتشافات أكثر من الفواصل‬
‫األعمق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حتى تكوين بيكو الضحل يحتوي على العديد من أدلة االستكشاف ذات‬
‫اإلمكانات العالية التي لم يتم حفرها بعد (الشكل ‪ .)14.9‬تصبح النتائج أكثر إثارة لالهتمام حيثما‬
‫نذهب اعمق‪ ،‬حيث يكون عدد اختراق االبار في الحاالت الشاذة المحددة جيواحصائيا أقل‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن إمكانات االستكشاف المقابلة تكون أعلى‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.9‬تقييم جيواحصائي الحتمال وجود الهيدروكربونات السائلة في تكوين بيكو الضحل‪ ،‬مقاطعة فينتورا‪،‬‬
‫كاليفورنيا‪ .‬األلوان الساخنة تتوافق مع احتمال كبير للنفط‪ .‬النقاط السوداء هي آبار منتجة من تكوين بيكو‪.‬‬
‫‪Offshore Barbados Petroleum‬‬ ‫‪ .2‬االستكشاف النفطي لحقل باربادوس البحري‬
‫‪Exploration‬‬
‫في عام ‪ ،1996‬حصلت كونوكوفيليبس على ترخيص الستكشاف باربادوس في البحر‪ .‬تقع هذه‬
‫المنطقة ضمن الجسم الصخري الوتدي التراكمي باربادوس بسمك ‪ 20‬كم متصاحب مع قوس األنتيل‬
‫األصغر على الحافة االمامية للصفيحة التكتونية الكاريبية‪ .‬وقد رسبت عكورات النيوجين رمال‬
‫المكمن في منطقة بعيدة عن دلتا بروتو أورينوكو‪ .‬ويوفر الطي واالندفاع تراكيب صائدة‪ .‬الصخور‬

‫‪- 317 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المصدرية مكافئة لسحنات ال لونا من الكريتاسي االعلى في فينزويال والتي ستكون مولدة للنفط و ‪/‬‬
‫أو الغاز‪.‬‬
‫استخدمت عدة مجموعات من البيانات في هذا التقييم‪ ،‬ومن بينها سونار متعدد الحزم عالي الدقة‪،‬‬
‫وسون ار استطارة خلفية‪ ،‬والرادار ذو الفتحة االصطناعية‪ ،‬وزلزالية ثنائية األبعاد وثالثية األبعاد‪،‬‬
‫ولباب (الشكل ‪ .)15.9‬وكان من المتوقع أن يكون لتسربات قاع البحر إشارة تشتت خلفية مختلفة‬
‫عن قاع البحر العادي بسبب تراكم الكربونات حول مجتمعات متعلقة بالتخليق الكيميائي‬
‫‪ .chemosynthetic‬وسيحدد قياس األعماق متعدد الحزم هذه المناطق الشاذة‪ .‬وفر اللباب تحديد‬
‫إيجابي لتسربات قاع البحر وأظهر التحليل الجيوكيميائي أن تسربات النفط والغاز من نوع‬
‫الهيدروكاربونات الح اررية الناضجة المشتقة من الكيروجين النوع الثاني (الطحالب البحرية)‪ .‬قام رادار‬
‫الفتحة االصطناعية برسم دوري لخرائط بقع سطح البحر النفطية المتعلقة بالتسرب‪ .‬واستخرجت‬
‫عملية التجريف حجر رملي كوارتزي ذو حبيبات ناعمة على طول المكشف التحتي للمكمن‪ .‬وكشفت‬
‫الخطوط الزلزالية ثنائية االبعاد أن التركيب عبارة عن طيات مندفعة‪.‬‬
‫كشفت الزلزالية عن حلقات متعددة من الطي واالندفاع مع محاور طية شمال شرقي ‪ -‬جنوب‬
‫غربي (الشكل ‪ .)16.9‬إن سالمة الختم أمر بالغ األهمية في مناطق ذات سلسلة متعددة من التشوه‬
‫المعقد‪ .‬واعتبر توافق السعات الزلزالية مع التراكيب أفضل مؤشر على سالمة الختم‪.‬‬
‫في عام ‪ ،2002‬تم حفر ممر رملي ‪ 1-‬على أفضل االحتماالت‪ .‬على الرغم من أنه ليس‬
‫اكتشاف تجاري‪ ،‬إال أن هذا البئر أكد وجود رمال سميكة جيدة التطور في مراوح راسب عكر‬
‫صفائحي‪ .‬لم ترى أي مظاهر نفطية‪ ،‬ولكن تم مصادفة الميثان‪ :‬أكدت نظائر الكربون المستقرة‬
‫انخفاض تشبع الغاز الحراري في التركيب‪ .‬وقد حدد تقييم ما بعد البئر أن آلية الفشل األكثر احتماال‬
‫هي اختراق صدع مصيدة الطية الذي سمح للهيدروكربونات بالتسرب بعيدا (الشكل ‪ .)17.9‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬يشعر العاملون بأن دمج قياس األعماق المتعرج وسونار التشتت الخلفي لتحديد تسربات قاع‬
‫البحر‪ ،‬جنبا إلى جنب مع تحديد رادار الفتحة االصطناعية لبقع النفط السطحية‪ ،‬وجيوكيميائية اللباب‬
‫والتفسير الزلزالي للتركيب‪ ،‬كل ذلك يوفر نظرة ثاقبة والحد من مخاطر التنقيب في هذه المنطقة‬
‫المعقدة تركيبيا‪.‬‬

‫‪- 318 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 15.9‬تم دمج عدة أنواع من البيانات لتحديد مواقع اللباب ‪ ،‬بربادوس البحري‪( .‬أ) بيانات زلزالية تبين القناة‬
‫المحتملة للت سرب‪( .‬ب) بقع نفطية من رادار الفتحة االصطناعية‪( .‬ج) تشتت خلفي خام‪( .‬د) تشتت خلفي معالج‪.‬‬
‫(ه) قياس أعماق متعدد الحزم وتشتت خلفي مدموج‪( .‬و) الموقع النهائي لمسح اللباب‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.9‬مقاطع زلزالية توضح براكين طينية (‪ )’A-A‬وجريان طفلي في قاع البحر (‪.)’B-B‬‬

‫‪- 319 -‬‬


‫التنقيب عن الهيدروكاربونات‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.9‬التفسير التركيبي ما بعد البئر إلحتمالية الممر الرملي‪( .‬أ) البليوسين المبكر‪( ،‬ب) أواخر العصر‬
‫الجليدي البليستوسيني المبكر‪ ،‬و (ج) العصر البليستوسيني المتأخر‪.‬‬

‫‪- 320 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل العاشر‬
‫الهيدرولوجي‬
‫‪ 1.10‬تمهيد ‪preface‬‬
‫إن أسعار السلع ترتفع وتنخفض‪ ،‬ويمكن ألي شخص يعمل في قطاع صناعات النفط والتعدين‬
‫أن يؤكد ذلك‪ .‬وبالنسبة للمياه فهي ال تزال سلعة واحدة يتزايد الطلب عليها في كل مكان‪ .‬قد تتمكن‬
‫شركة نفط تقوم بحفر بئر من استخدام مياه مالحة أو قليلة الملوحة لخلط طين الحفر الخاص بها‪،‬‬
‫ولكن المياه الصالحة للشرب ضرورية للمجتمعات والزراعة وال تتوفر دائما‪ .‬ونرى بالفعل منافسة بين‬
‫المجتمعات والمزارعين على موارد المياه النادرة‪ .‬يمكن أن يساعد االستشعار عن بعد في تحديد‬
‫مصادر المياه الجوفية‪ ،‬وقياس كمية المياه السطحية وتوزيعها‪ ،‬وفي بعض الحاالت يمكن أن يستنتج‬
‫ما إذا كانت مياه عذبة أو معتدلة الملوحة‪ .‬ومن المهم أن نكون قادرين على مراقبة المياه السطحية‬
‫للتغيرات في الملوحة (الزراعة)‪ ،‬أو درجة الح اررة (التنبؤ بالطقس)‪ ،‬أو العكورة (االستهالك البشري)‪،‬‬
‫سواء على اليابسة أو في المناطق البحرية‪.‬‬
‫‪ 2.10‬مؤشرات المياه الجوفية على صور االستشعار عن بعد ‪Indicators for‬‬
‫‪Groundwater on Remote Sensing Images‬‬
‫بينما توفر بيانات االستشعار عن بعد معلومات سطحية‪ ،‬تتواجد المياه الجوفية في العمق‪ ،‬ربما‬
‫بعمق بضعة أمتار أو عدة عشرات من األمتار‪ .‬ال يتعدى عمق اختراق اإلشعاع الكهرومغناطيسي‬
‫أجزاء من الملليمتر في المنطقة المرئية‪ ،‬وفي أحسن األحوال‪ ،‬بالكاد يصل إلى بضعة أمتار في‬
‫منطقة المايكروويف (في الظروف شديدة الجفاف)‪ .‬ولذلك‪ ،‬في معظم الحاالت ال تستطيع بيانات‬
‫االستشعار عن بعد توفير أي معلومات مباشرة عن المياه الجوفية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن دراسة النظام‬
‫المورفولوجي ‪ -‬الهيدرولوجي – الجيولوجي السطحي‪ ،‬الذي يحكم بشكل أساسي ظروف المياه تحت‬
‫السطحية‪ ،‬جيدا ورسم خرائطه على منتجات بيانات االستشعار عن ُبعد‪ .‬لذلك‪ ،‬يعمل االستشعار عن‬
‫ُبعد كأداة فعالة للغاية الستكشاف المياه الجوفية على الصعيدين اإلقليمي والمحلي‪ ،‬ال سيما كرائد‬
‫بطريقة فعالة من حيث التكلفة‪.‬‬
‫في إطار استكشاف المياه الجوفية‪ ،‬يمكن تصنيف المعالم أو المؤشرات السطحية المختلفة إلى‬
‫فئتين‪ )1( :‬مؤشرات من الدرجة األولى أو مباشرة‪ ،‬و (‪ )2‬مؤشرات من الدرجة الثانية أو غير‬
‫مباشرة‪ .‬ترتبط مؤشرات الدرجة األولى مباشرة بنظام المياه الجوفية (بمعنى مناطق التغذية ومناطق‬

‫‪- 321 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫التصريف ورطوبة التربة والغطاء النباتي)‪ .‬مؤشرات الدرجة الثانية هي تلك المعامالت‬
‫الهيدروجيولوجية التي تشير إقليميا إلى نظام المياه الجوفية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أنواع الصخور ‪/‬‬
‫الترب‪ ،‬التراكيب‪ ،‬بما في ذلك الكسور الصخرية واألشكال األرضية وخصائص التصريف وما إلى‬
‫ذلك (جدول ‪.)1.10‬‬
‫جدول ‪ 1.10‬مؤشرات مهمة للمياه الجوفية على بيانات االستشعار عن بعد‬
‫(أ) مؤشرات الرتبة األولى أو المباشرة‬
‫(‪ )1‬معالم مرتبطة بمناطق التغذية‪ :‬أنهار وقنوات وبحيرات وبرك وغيرها‪.‬‬
‫(‪ )2‬معالم مرتبطة بمناطق التصريف‪ :‬ينابيع وما إلى ذلك‬
‫(‪ )3‬رطوبة التربة‬
‫(‪ )4‬الغطاء النباتي (شاذ)‬
‫(ب) مؤشرات الرتبة الثانية أو غير المباشرة‬
‫(‪ )1‬معالم تضاريسية واالنحدار السطحي العام‬
‫(‪ )2‬االشكال األرضية‬
‫(‪ )3‬عمق التجوية والثرى‬
‫(‪ )4‬الصخارية‪ :‬مناطق الصخور الصلبة والصخور الرخوة‬
‫(‪ )5‬البنية الجيولوجية‬
‫(‪ )6‬المعالم الخطية‪ ،‬الفواصل والكسور‬
‫(‪ )7‬الصدوع واالنطقة القصية‬
‫(‪ )8‬أنواع الترب‬
‫(‪ )9‬رطوبة التربة‬
‫(‪ )10‬الغطاء النباتي‬
‫(‪ )11‬خصائص التصريف‬
‫(‪ )12‬معالم جيولوجية خاصة‪ ،‬مثل الكارست‪ ،‬والمراوح الغرينية‪ ،‬والقواطع النارية والشعاب المرجانية‪ ،‬وعدم‬
‫التوافقات‪ ،‬والقنوات المدفونة‪ ،‬والتكسية الملحية‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬والتي قد يكون لها تأثير فريد على تواجد المياه‬
‫الجوفية وحركتها‬

‫‪ 3.10‬تحديد مصادر المياه الجوفية ‪Locating Sources of Groundwater‬‬


‫تشكل المياه الجوفية مصد ار هاما إلمدادات المياه ألغراض مختلفة‪ ،‬مثل االحتياجات المحلية‬
‫واإلمدادات المحلية للصناعات والزراعة وما إلى ذلك‪ .‬وهي باردة عموما‪ ،‬منعشة‪ ،‬صحية‪ ،‬صالحة‬

‫‪- 322 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫للشرب ومتوفرة على نطاق واسع‪ ،‬وال يختلف مدى توفرها عموما مع الموسم كما هو الحال مع المياه‬
‫السطحية‪ .‬وبالتالي فإن المياه الجوفية تكون مفضلة عادة لتطبيقات مختلفة‪.‬‬
‫تشكل المياه الجوفية عنص ار هاما في الدورة الهيدرولوجية‪ .‬تسمى اآلفاق الحاملة للمياه بالمكامن‬
‫المائية‪ .‬تتمتع المكامن المائية الجيدة بمسامية جيدة ونفاذية جيدة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن الصخور‬
‫التي ال تمتلك مسامية ونفاذية تكون غير قادرة على االحتفاظ بالمياه وانتاجها‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن اعتبار‬
‫المكامن المائية خزانات مياه واسعة تحت سطح األرض‪ .‬تتمثل المصادر الرئيسية لتغذية المياه‬
‫الجوفية في هطول األمطار وتدفق المجرى (تسرب متدفق)‪ ،‬وتشمل مصادر التصريف تسرب المياه‬
‫المتدفقة في الجداول والبحيرات والينابيع والتبخر والضخ‪.‬‬
‫المكامن المائية تكون على نوعين‪ :‬محصورة وغير محصورة‪ .‬في المكامن المائية غير‬
‫المحصورة ‪ ،‬والتي تسمى أيضا بمكامن منسوب الماء الجوفي ‪ ،‬يكون منسوب المياه الجوفية مستقر‬
‫في ظل الظروف الجوية؛ وفي المكامن المائية المحصورة‪ ،‬يتم احتواء الماء تحت ضغط أكبر من‬
‫الضغط الجوي‪ ،‬بسبب الطبقات العلوية والسفلية الغير نفاذة نسبيا‪.‬‬
‫هناك عدد من الطرق التي يمكن بها استخدام االستشعار عن ُبعد للمساعدة في البحث عن‬
‫مصادر المياه‪ .‬واألبسط منها هو استخدام الصور الجوية أو صور األقمار الصناعية‪ ،‬سواء الملونة‬
‫أو أسود ‪ /‬أبيض‪ ،‬لتحديد الغطاء النباتي الكثيف واألخضر‪ .‬ويمكن أن يكون هذا على جانب تل‪،‬‬
‫حيث يتصرف نبع من مياه جوفية‪ ،‬أو على سفح صخري أو مروحة غرينية‪ ،‬أو في قاع أخاديد أو‬
‫في قيعان جداول جافة‪ .‬في المناطق المعتدلة‪ ،‬تكون األشجار واألعشاب أكثر خضرة حيث تقع‬
‫المياه الجوفية بالقرب من السطح‪ .‬يتضح النمو القوي للنبات بشكل خاص على صور األشعة تحت‬
‫الحمراء الملونة‪ ،‬حيث تظهر النباتات بلون أحمر ساطع‪.‬‬
‫الفريتوفايتيز "‪ "Phreatophytes‬هي نباتات لها جذور عميقة قادرة على الوصول إلى منسوب‬
‫المياه الجوفية‪ .‬تعيش هذه النباتات في مناطق بها مياه دائمة أو جارية‪ ،‬وفي مناطق قاحلة وعلى‬
‫طول قيعان األنهار وفي أماكن يبدو انها جافة‪ ،‬ولكن حيثما يكون منسوب المياه الجوفية بالقرب من‬
‫السطح‪ .‬بعض الفريتوفايتز لديها درجة تحمل منخفضة للملح‪ ،‬مما يشير إلى مكمن مياه عذبة‪ .‬يمكن‬
‫أن تكون هذه النباتات دليال لموقع مياه الشرب والمياه الزراعية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‪.‬‬
‫تشمل أمثلة الفريتوفايتز المسكيت العسلي (‪ )Prosopis glandulosa‬وأشجار مثل الدردار ‪،Ash‬‬
‫والحور الرومي ‪ ،Alder‬والصفصاف‪ ،‬وخشب الحور اللين ‪ ،Cottonwood‬وشجر الحور ‪.Poplar‬‬

‫‪- 323 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تنمو هذه األشجار في مكامن مياه عذبة‪ ،‬حيث ال يزيد منسوب المياه الجوفية عن سطح األرض‬
‫بمقدار ‪ 10‬أمتار‪.‬‬
‫بالتأكيد إذا تواجدت ينابيع محليا‪ ،‬فستظهر هذه الينابيع على الصور الجوية أو صور األقمار‬
‫الصناعية كألوان تربة داكنة (رطبة) مقترنة بنباتات خضراء كثيفة وصحية‪ .‬إن النباتات الصحية‬
‫التي تظهر باللون األخضر في التصوير الفوتوغرافي باللون الحقيقي ستكون باللون األحمر الساطع‬
‫على صور األشعة تحت الحمراء الملونة أو التصوير الفوتوغرافي ألن الوانها الحمراء تكون في‬
‫تناقض كامل مع الترب والصخور والنباتات ذات الخلفية األغمق‪.‬‬
‫قد تكون المياه الجوفية محجوزة بصدوع‪ ،‬وتشكل اصطفافات من الينابيع التي يمكن رؤيتها على‬
‫الصور‪ ،‬وعادة ما يتم التعبير عنها كنباتات خضراء حيث يكون الماء بالقرب من السطح (الشكل‬
‫‪ .)46.6‬تتجمع المياه الجوفية أيضا في أنطقة الكسور التي توفر مسامية متزايدة ونفاذية معززة‪ .‬كما‬
‫تتعرى أنطقة الكسور بسهولة وتميل إلى تكوين مناطق تضاريس منخفضة تعمل كمناطق طبيعية‬
‫لتجمع المياه السطحية والقريبة من السطح‪ .‬غالبا ما تظهر المياه الجوفية القريبة من السطح على‬
‫صور االشعة تحت الحمراء القريبة ‪ NIR‬كمناطق تحتوي على نباتات أكثر نشاطا في الصيف‬
‫والخريف‪ ،‬وكمناطق انتاج مبكر لألوراق في الربيع‪ ،‬وشيخوخة متأخرة لألوراق في الخريف‪ .‬بشكل‬
‫عام‪ ،‬من المرجح أن يواجه المرء مياه جوفية بالقرب من السطح في المناطق المنخفضة تضاريسياﹰ‪،‬‬
‫خاصة إذا تواجدت على طول صدع‪ .‬تبين أن اكتشاف المياه الجوفية عن طريق رسم خرائط المعالم‬
‫الخطية (مناطق الصدوع) هي وسائل فعالة لضمان إمدادات مياه عذبة‪ ،‬وخاصة في التضاريس‬
‫األرضية المتبلورة‪ .‬تتمتع بعض الصدوع بقدرة أكبر على تخزين المياه الجوفية عن غيرها‪ :‬قد يكون‬
‫هذا نتيجة للكسور والصدوع المفتوحة الموازية ألقصى قدر من االجهاد االنضغاطي اإلقليمي‪.‬‬
‫يمكن أن يساعد التصوير الحراري أيضا في تحديد موقع المياه الجوفية‪ .‬سوف تغلب تأثيرات‬
‫اإلضاءة الشمسية على أي إشارة مستمدة من التبريد التبخيري في المناطق ذات التضاريس المعتدلة‬
‫أو العالية‪ ،‬ولكن في المناطق ذات التربة الرطبة منخفضة التضاريس تبدو أكثر برودة من المناطق‬
‫الجافة المحيطة‪ .‬في التصوير قبل الفجر‪ ،‬تكون تأثيرات التسخين الشمسي التفاضلي مخففة‪ .‬وتبدو‬
‫مناطق الترب الرطبة دافئة على التصوير الليلي بسبب القصور الحراري العالي للمياه‪.‬‬
‫قد تكون القنوات النهرية المهجورة أو القديمة المدفونة‪ ،‬مصادر ممتازة للمياه الجوفية‪ .‬قد تكون‬
‫هذه القنوات مغطاة بصفائح رملية رقيقة أو رواسب طينية وقد يكون لديها انخفاض تضاريسي بسيط‬
‫أو نسيج مختلف قليال على السطح‪ .‬يمكن أن تكتشف الصور الح اررية النمط الشجيري الدال لترب‬

‫‪- 324 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أكثر برودة فوق القنوات القديمة‪ .‬يعود الفضل إلى الرادار في اكتشاف األنماط الداكنة (الرطبة)‬
‫للقنوات القديمة في األقاليم "مفرطة الجفاف" عن طريق اختراق الغطاء الرملي إلى أعماق ‪ 1‬أو ‪2‬‬
‫متر (الشكل ‪ .)1.10‬يمكن لمسوحات الرادار المخترق لألرض (‪ )GPR‬اكتشاف مستوى المياه‬
‫وكذلك سطح التماس بين المياه العذبة والمياه المالحة أو المياه والسوائل األخرى مثل البنزين‪ .‬يحدث‬
‫هذا بسبب تباين التوصيل الكهربائي بين السوائل تحت السطحية ويبدو مشابها لتباين المعاوقة‬
‫الصوتية على الخطوط الزلزالية‪ .‬تم استخدام مسح ‪ GPR‬لتحديد موقع المياه الجوفية في رمال‬
‫وحصى غير متماسكة على أعماق تصل إلى حوالي ‪ 60‬متر في منطقة سيناء القاحلة بالقرب من‬
‫دير سانت كاترين‪.‬‬

‫صور‬
‫شكل ‪ 1.10‬يكشف الرادار والتضاريس عن قنوات نهرية قديمة مدفونة تحت الرمال في الصحراء الشرقية‪ (a) .‬بالكاد تُ َّ‬
‫فروع وادي الثالثة بمنطقة جلف كبير على صورة ‪ .+ Landsat ETM‬شبكات التصريف هذه واضحة للعيان في كل من‬
‫بيانات ‪ (b) RadarSat-1‬و )‪ (d) .)c( Shuttle Radar Topography Mission (SRTM‬تحتوي المناطق المظلمة‬
‫‪( RadarSat‬ابيضاض) معتلي قنوات مشتقة من ‪( SRTM‬خطوط داكنة)‪ .‬تقع القنوات المشتقة على الجانب الشمالي لميزة‬
‫مباشر بالرواسب النهرية‪ ،‬ولكنها ترجع بدال‬
‫ا‬ ‫الرادار الداكنة‪ ،‬مما يشير إلى أن إشارات الرادار المظلمة قد ال تكون مرتبطة ارتباطا‬
‫من ذلك إلى رمل محمول بالرياح ومواد دقيقة‪ ،‬أي اختالف النسيج‬

‫‪- 325 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫في بعض المناطق‪ ،‬يكون الماء أكثر قيمة من النفط‪ .‬كجزء من طلب الحصول على تصريح‬
‫للتنقيب عن النفط في البحرين‪ ،‬سئلت شركة أموكو ما إذا كان يمكن العثور على مياه عذبة كجزء‬
‫نهار وليال‪ ،‬عولجت الصور الح اررية لراسم الخرائط الموضوعي من الندسات‬
‫من جهود االستكشاف‪ .‬ا‬
‫لتحديد ما إذا كان يمكن العثور على مصادر مياه عذبة‪ .‬الدقة المكانية هي ‪ 120 × 120‬م‪ ،‬وتقدر‬
‫الدقة الح اررية عند حوالي ‪ 2‬درجة مئوية‪ .‬تم الحصول على صور ليلية حوالي الساعة ‪ 9:30‬مساء‪.‬‬
‫تم تفسير الصور الح اررية والمرئية كدليل على وجود تصدع‪ .‬تم فحص المناطق البرية والبحرية وتم‬
‫تحديد أن الصور الليلية تظهر بقعا باردة قبالة الساحل الشرقي للجزيرة بالقرب من صدوع محتملة‬
‫(الشكل ‪ .)2.10‬كان هناك شعور بأن هذه المناطق الباردة قد تشير إلى ينابيع مياه عذبة تحت‬
‫سطح البحر‪ .‬ستكون الينابيع المغمورة أكثر برودة من المياه الدافئة للخليج العربي الضحل وسترتفع‬
‫إلى السطح بسبب انخفاض كثافة المياه العذبة‪ .‬صادف غواصو اللؤلؤ وآخرون انبعاثات مياه عذبة‬
‫قبالة ساحل البحرين‪ ،‬لكن من غير المعروف ما إذا كانت البقع الباردة التي تم تحديدها في هذه‬
‫الدراسة قد تم اختبارها للمياه العذبة‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.10‬مياه بارد وربما عذبة (من األزرق إلى السماوي) في مياه الخليج العربي األكثر دفئا (من األخضر إلى‬
‫األحمر) قبالة الساحل الشرقي للبحرين (المنطقة الزرقاء الباردة داخل الخطوط العريضة)‪ .‬يشير التغير المفاجئ في‬
‫درجات الح اررة إلى صدع قبالة الشاطئ في اتجاه شمال غربي ‪ -‬جنوب شرقي يتحكم في عمق الماء‪ .‬ينابيع المياه‬
‫العذبة قبالة الشاطئ تقترحها بقع باردة محلية‪ .‬صورة ليلية من الحزمة ‪ 6‬لراسم الخرائط الموضوعي من الندسات (‬
‫صورة معالجة من قبل شركة اإلنتاج ‪(Amoco‬‬

‫‪- 326 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.10‬أمثلة تطبيقية ‪Application Examples‬‬


‫إن الغرض من البحث عن المياه الجوفية هو استهداف موارد المياه لإلمداد المحلي‪ .‬يمكن أن‬
‫توفر تقنيات االستشعار عن بعد بيانات لمعلومات حيوية‪ ،‬والتي يمكن استكمالها والتحقق منها‬
‫بواسطة تقنيات حقلية أخرى (جيوفيزيائية‪ ،‬حفر وما إلى ذلك)‪ .‬عمليا‪ ،‬كان النهج المنظم المتكامل‬
‫"لصور أقمار صناعية على نطاق إقليمي ‪ -‬صور أقمار صناعية على نطاق كبير‪ /‬صور‬
‫فوتوغرافية ‪ -‬جيوفيزيائية ‪ -‬حفر" ناجحا للغاية في استكشاف المياه الجوفية وتطبيقها على نطاق‬
‫واسع‪ .‬في األساس‪ ،‬فهو يقلل الوقت والمخاطر والنفقات في تنمية المياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ 1.4.10‬اختيار بيانات الصورة ‪Image Data Selection‬‬
‫يجب أن يتم اختيار بيانات االستشعار عن بعد لتطبيقات المياه الجوفية بحذر شديد حيث أن‬
‫اكتشاف المعالم المثيرة لالهتمام يرتبط بالدقة المكانية والطيفية للمستشعر وكذلك الظروف الموسمية‬
‫القتناء البيانات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تعد بيانات الصورة صغيرة المقياس جيدة لتقييم الوضع اإلقليمي‬
‫لألشكال األرضية‪ ،‬في حين أن الصور الفوتوغرافية ذات المقياس الكبير تكون مطلوبة لتحديد مواقع‬
‫فعلية لآلبار‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن فهم االستجابة الطيفية لألجسام أمر حاسم الختيار بيانات االستشعار عن‬
‫بعد وتفسيرها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تؤثر الظروف الزمنية (هطول األمطار‪ ،‬رطوبة التربة‪ ،‬الغطاء‬
‫النباتي وما إلى ذلك) بشكل كبير على مظهر المعالم‪ .‬يقدم الشكل ‪ 3.10‬مثاال على نفس المنطقة‬
‫(تضاريس غرانيتية في وسط الهند) التي تم تصويرها بواسطة نفس المستشعر (‪ )IRS-LISS-II‬في‬
‫موسمين مختلفين‪ :‬ما بعد الرياح الموسمية وما قبل الرياح الموسمية‪ .‬تُظهر صورة ما بعد الرياح‬
‫الموسمية غطاء نباتي رفيع على نطاق واسع‪ ،‬وبالتالي فإن توزيع مختلف األشكال األرضية والمعالم‬
‫الخطية هو غير واضح في هذه الصورة؛ وتظهر على الصورة الصيفية (التي تسبق الرياح الموسمية)‬
‫بوضوح أشكال مختلفة من األرض مثل سفوح جبلية مدفونة ومواد مالئة للوديان وتراكيب خطية‪.‬‬
‫‪Unconsolidated‬‬ ‫‪ 2.4.10‬رواسب غير متماسكة \ تضاريس " صخور رخوة"‬
‫‪Sediments/‘Soft Rock’ Terrain‬‬
‫تتميز الرواسب غير المتماسكة بوجود نفاذية ومسامية أولية عالية‪ .‬تغطي هذه المواد مساحات‬
‫شاسعة مثل الرواسب ذات األصل النهري أو الريحي أو الجليدي أو البحري ‪ ،‬أو كغطاء سطحي‬
‫ُمتجوي‪ .‬بشكل عام‪ ،‬هي تشكل خزانات جيدة للمياه الجوفية‪ ،‬ويحكم نظام تدفق المياه الجوفية الوضع‬
‫الهيدرولوجي اإلقليمي والتطور المورفولوجي ‪ -‬الجيولوجي للمنطقة‪.‬‬

‫‪- 327 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 3.10‬مجموعة من صور الحزمة الحمراء ‪ IRS-LISS-II‬ل ‪ a‬ما بعد الرياح الموسمية و ‪ b‬ما قبل الرياح‬
‫الموسمية لجزء من صخور بدلخاند ‪ Budelkhand‬الغرانيتية في وسط الهند‪ .‬الحظ أنه يتم فك تشفير األشكال‬
‫األرضية المختلفة (سفوح جبلية مدفونة‪ ،‬مواد مالئة للوادي وما إلى ذلك) وتراكيب خطية على صورة ما قبل الرياح‬
‫الموسمية (الصيفية)‬

‫‪- 328 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .1‬أنماط تسرب المياه الجوفية في التضاريس الغرينية ‪ -‬سهل الغانج الهندي الشمالي‪.‬‬
‫بالنسبة لدراسات المياه الجوفية‪ ،‬من المهم للغاية تحديد مناطق التسرب إلى الداخل (التغذية)‬
‫ومناطق تسرب المياه الجوفية إلى الخارج (التصريف)‪ .‬الصور القريبة من األشعة تحت الحمراء‬
‫وصور االشعة تحت الحمراء الح اررية ورادار الفتحة االصطناعية ‪ SAR‬تكون حساسة للغاية‬
‫للرطوبة السطحية ويمكن أن توفر مدخالت لرسم خرائط نمط التسرب‪ .‬الشكل ‪ 4.10‬عبارة عن‬
‫مخطط انعكاس االشعة تحت الحمراء القريبة )‪ (Landsat MSS4‬مقابل عمق منسوب المياه‪.‬‬
‫مناطق تصريف المياه الجوفية لها منسوب مياه جوفي ضحل وانعكاس اشعة تحت حمراء قريبة‬
‫‪ NIR‬أقل من مناطق التغذية‪.‬‬

‫شكل ‪ 4.10‬العالقة بين انعكاس االشعة تحت الحمراء القريبة ‪( NIR‬قيم ‪ )DN MSS4‬وعمق منسوب المياه‬
‫الجوفية؛ يشار إلى توزيع مناطق تغذية وتصريف المياه الجوفية‬
‫يمكن لبيانات الصور متعددة األطياف التي تصور الخصائص المكانية ونمط وشكل‬
‫المسطحات المائية السطحية أن تشير إلى ما إذا كانت الجداول المائية تغذي المياه الجوفية أو أن‬
‫المياه الجوفية تغذي الجداول المائية‪ .‬توفر المنطقة الشمالية الغرينية في سهول الغانج الهندية مثاال‬
‫مثير لالهتمام على نمط تسرب المياه الجوفية‪ ،‬سواء كان متدفقا الى الداخل أو الى الخارج‪.‬‬
‫ا‬
‫إن السهول الهندية الغانجية الواسعة‪ ،‬المؤلفة من رواسب نهرية غير متماسكة‪ ،‬تحدها من‬
‫الشمال سالسل تالل مجاورة للهيمااليا (سيواليك)‪ .‬يكون االنحدار العام للتضاريس وتدفق المياه‬

‫‪- 329 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الجوفية هو من الشمال إلى الجنوب‪ .‬تمتلك مناطق أقدام التالل وسالسل جبال مجاورة للهيمااليا‬
‫والجزء الشمالي من سهول الغانج الهندية رواسب خشنة الحبيبات جدا‪ ،‬وجالميد‪ ،‬وحصى ورمال ‪،‬‬
‫تسمى محليا منطقة بهابهار‪ .‬تسرب المياه الجوفية في هذه المنطقة هو تدفق إلى الداخل‪ ،‬وتكون‬
‫رطوبة التربة السطحية منخفضة للغاية عموما‪ ،‬ولهذه المنطقة تدرجات لونية فاتحة على صورة‬
‫االشعة تحت الحمراء القريبة ‪( NIR‬الشكل ‪ .)5.10‬يترشح الماء‪ ،‬وينتقل إلى أسفل االنحدار‪،‬‬
‫ويظهر في شكل ينابيع على بعد حوالي ‪ 15-10‬كم جنوبا‪ .‬إن الشكل ‪ 5.10‬يظهر بوضوح صورة‬
‫تسرب مياه جوفية متدفقة إلى الخارج وتراكم تدريجي للجداول المائية على صورة نطاق االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة ‪. NIR‬‬

‫شكل ‪ 5.10‬نمط تسرب المياه الجوفية في سهول الغانج الشمالية الغرينية‪ a .‬صورة ‪( Landsat MSS4‬األشعة‬
‫تحت الحمراء) لجزء من سهول الغانج والجبال المجاورة للهيمااليا‪ b .‬خريطة التفسير التي تبين أنماط التسرب‬
‫المتدفقة الى الداخل والى الخارج‬
‫‪ .2‬قنوات األنهار المدفونة ‪ -‬الصحراء الشرقية وليبيا‬
‫جدا‪ ،‬تعد القنوات المدفونة ذات أهمية إضافية‪ ،‬بسبب ظروف ندرة‬
‫في المناطق القاحلة والقاحلة ﹰ‬
‫المياه‪ .‬أظهرت تجربة ‪ ،SIR-A‬ألول مرة‪ ،‬قابلية تطبيق بيانات رادار الفتحة االصطناعية ‪SAR‬‬
‫لتحديد القنوات المدفونة في المناطق شديدة الجفاف‪ .‬تغطى الصحراء الشرقية برواسب سطحية لرمال‬
‫ناتجة عن هبوب الرياح‪ ،‬والتي غالبا ما تكون أرضياتها عبارة عن تكوين النوبة الطباشيري (الحجر‬
‫الرملي والطفل) وصخور غرانايت ما قبل الكمبري‪ .‬شهدت المنطقة العديد من الدورات المناخية‬
‫خالل أزمنة الرباعي‪ .‬يستنتج بشكل عام أن الجفاف استقر في هذه المنطقة خالل العصر‬
‫البليستوسيني المبكر‪ ،‬على الرغم من أن العديد من البحيرات السبخية والجداول الصغيرة استمرت في‬

‫‪- 330 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الوجود حتى وقت متأخر للغاية ‪ -‬حتى األزمنة الحديثة ‪ -‬وأنه قبل حوالي ‪ 5000‬عام‪ ،‬تموضع‬
‫الجفاف الشديد في الصحراء الشرقية‪ ،‬مما أدى إلى توقف العمليات النهرية في المنطقة‪.‬‬
‫تُظهر صور ‪ Landsat MSS‬أن التضاريس مغطاة بصفائح رملية وكثبان رملية وهي قاحلة‬
‫وعديمة المعالم تماما (الشكل ‪ .)a 6.10‬تكشف صورة ‪ SIR-A‬وجود قنوات مدفونة تحت سطح‬
‫األرض ‪ -‬مقاطع من أنظمة أنهار بائدة (الشكل ‪ .)b 6.10‬يتم تفسير بعض الوديان الكبيرة على‬
‫أنها بقايا نظام نهر عصر ثالثي أقدم من ذلك بكثير‪ ،‬وبالتالي يمكن أن تكون مرتبطة بعدة حلقات‬
‫سابقة من النشاط النهري‪.‬‬
‫تظهر قنوات النهر المدفونة كمناطق ذات تدرج لوني داكن على صورة رادار الفتحة‬
‫االصطناعية وهذا يستدعي مزيدا من التوضيح‪ .‬ال تحتوي الصفائح الرملية الرقيقة على خشونة‬
‫متناهية الصغر في األعلى وتفتقر إلى المشتتات‪ ،‬فهي متجانسة في مناطق واسعة‪ .‬في هذه الحالة‪،‬‬
‫قد تؤثر التضاريس الدقيقة للطبقة تحت السطحية على عودة الرادار‪ ،‬إذا تم اختراق غطاء الرمل‬
‫بالكامل بواسطة طاقة الرادار الساقطة‪ .‬في المناطق التي توجد فيها قنوات مدفونة‪ ،‬يكون الغطاء‬
‫نظر لتآكل الصخر األساس مقارنة‬
‫ا‬ ‫الرملي‪ ،‬الذي هو ناعم الحبيبات ومتجانسا‪ ،‬أكثر سماكة‬
‫بالمناطق المجاورة‪ .‬يؤدي هذا إلى عودة أضعف من مناطق القنوات المدفونة (حيث يكون الصخر‬
‫األساس أعمق)؛ على النقيض من ذلك‪ ،‬هناك عودة رادار أعلى نسبيا من المناطق المجاورة (حيث‬
‫يكون الصخر األساس ضحل) (الشكل ‪.)c,d 6.10‬‬
‫ومن األمثلة األخرى المثيرة لالهتمام صورة ‪ SIR-C SAR‬من واحة كوفره‪ ،‬ليبيا (الشكل‬
‫‪ .)7.10‬أصبحت المنطقة شديدة الجفاف اآلن حيث يتم دفن الوديان واألودية الجافة أو القنوات‬
‫تحت الرمال المحمولة بالرياح‪ .‬تكشف صورة ‪ SIR-C‬نظام وادي جدول قديم‪ ،‬غير نشط اآلن (قناة‬
‫قديمة)‪ .‬قبل صور ‪ ، SIR-C‬كان من المعروف وجود فرع غربي لوادي الكفره فقط‪ .‬كشفت بيانات‬
‫‪ SIR-C‬ألول مرة عن وجود فرع شرقي أوسع (بعرض ‪ 5‬كيلومترات وطول ‪ 100‬كيلومتر) لوادي‬
‫الكفره‪.‬‬
‫‪ .3‬دلتا نهر باليو ‪ -‬صحراء ثار ‪ ،‬راجستان‪.‬‬
‫صحراء ثار ‪ Thar‬هي منطقة كبيرة وجافة في الجزء الشمالي الغربي من شبه القارة الهندية‬
‫وهي تاسع أكبر صحراء شبه استوائية في العالم‪ .‬ال يزال عمر صحراء ثار موضع نقاش‪ ،‬لكنه يعتبر‬
‫عموما حوالي ‪ 4000‬عام‪ .‬من المعتقد أنه ربما منذ حوالي ‪ 1500-2000‬قبل الميالد‪ ،‬لم يعد نهر‬

‫‪- 331 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نهر رئيسيا بسبب التكتونية الحديثة التي أدت إلى تعديالت كبيرة في مسارات‬
‫الغجر ‪ /‬ساراسواتي ا‬
‫التصريف التي تؤثر على تدفق الجداول في هذا الجزء من المنطقة‪.‬‬

‫شكل ‪ a 6.10‬صورة الندسات لجزء من الصحراء الليبية تُظ ِهر رواسب واسعة محمولة بالرياح؛ ‪ b‬صورة ‪ SIR-A‬المقابلة تبين‬
‫القنوات تحت السطحية؛ ‪ c‬الدرجة النسبية للتشتت الخلفي عبر المنطقة و‪ d‬المقطع العرضي التخطيطي (‪ a‬و ‪ b‬مختبر الدفع‬
‫النفاث‪ ،‬باسادينا)‬

‫‪- 332 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 7.10‬صورة ‪ SIR-C‬تُظهر القناة المحفورة في وادي الكفره ‪ ،‬ليبيا‪ .‬قبل صورة ‪ ، SIR-C‬لم يتم التعرف إال‬
‫على الفرع الغربي من التصريف القديم‪ ،‬المعروف باسم وادي الكفره؛ لم ُيعرف الفرع الشرقي األوسع (عرضه ‪ 5‬كم ‪،‬‬
‫وطوله حوالي ‪ 100‬كيلومتر) إال بعد هذه البيانات من ‪( SIR-C‬المطبوعة باألبيض واألسود من ‪)FCC‬‬
‫مثير لالهتمام على وجود دلتا نهر ‪ paleo‬التي تم تسليط الضوء‬
‫يوضح الشكل ‪ a8.10‬مثاال ا‬
‫عليها بواسطة صورة ‪ .RISAT SAR‬المنطقة هي جزء من صحراء ثار‪ ،‬راجستان‪ ،‬وهي مغطاة إلى‬
‫حد كبير بالكثبان الرملية‪ .‬الشكل ‪ b8.10‬هو خريطة التفسير التي توضح العديد من القنوات القديمة‬
‫التي تمتلك خاصية نمط فرع نهري لدلتا النهر‪ .‬هذا يعني أن البحر في الجنوب ‪ /‬الجنوب الغربي‬
‫امتد بالقرب من هنا في الماضي‪ .‬هذا له تأثير واضح على الهيدرولوجيا القديمة في المنطقة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانات استكشاف الهيدروكربونات في المنطقة الدلتاوية القديمة‪.‬‬
‫‪ 3.4.10‬تضاريس "صخور صلبة"‬
‫تتميز تضاريس "الصخور الصلبة" بخصائص مياه جوفية تختلف تماما عن تضاريس "الصخور‬
‫نظر ألن المسامية السائدة في مثل هذه المناطق من النوع الثانوي‪ ،‬فإن نمط توزيع المياه‬
‫الرخوة"‪ .‬ا‬
‫الجوفية يتميز بالتدفق غير المنتظم‪ .‬إستراتيجية االستكشاف األكثر شيوعا في مثل هذه المناطق هي‬
‫تحديد المناطق ذات المسامية الثانوية األعلى (على سبيل المثال أنظمة كسور وصدوع وأنطقة قص‬
‫وفواصل وما إلى ذلك)‪ ،‬وآفاق متجوية‪ ،‬ونباتات‪ ،‬وشذوذ تصريف وأشكال أرضية مناسبة‪.‬‬

‫‪- 333 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 8.10‬صورة ‪ RISAT SAR‬تظهر وجود دلتا نهرية ممتدة تحت الرمال الصحراوية المحمولة بالرياح في‬
‫صحراء ثار‪ ،‬راجستان؛ ‪ b‬خريطة تفسير توضح القنوات القديمة مع خصائص نمط تصريف فرع نهري لدلتا النهر‬
‫‪ .1‬آثار كسور وتراكيب خطية في مناطق صخور صلبة‪.‬‬
‫المعالم الخطية هي آثار سطحية ألنطقة قص وكسور وصدوع وما إلى ذلك‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫تكون بمحاذاة مع التضاريس‪ ،‬والتصريف‪ ،‬والغطاء النباتي‪ ،‬ورطوبة التربة‪ ،‬والينابيع والخ‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أن تمتلك المنطقة سمكا أكبر من الثرى‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬قد تظهر المعالم الخطية‬
‫بشكل أفضل على صور األشعة تحت الحمراء الح اررية أو صور رادار الفتحة االصطناعية ‪SAR‬‬
‫(انظر الشكلين ‪ 67.6‬و ‪.)9.10‬‬
‫تم تطوير تقنية تعيين آثار الكسور والمعالم الخطية المحلية من الصور الفوتوغرافية الجوية‪،‬‬
‫والتي امتدت اآلن لتشمل صور األقمار الصناعية لتحديد المناطق ذات النفاذية العالية في‬
‫التضاريس الصخرية الصلبة‪ .‬في حين أن التراكيب الخطية لها أهمية في دراسات المياه الجوفية‪،‬‬
‫ليست كل التراكيب الخطية هي من نفس النوع ومن المهم التمييز بين أنواع مختلفة من المعالم او‬
‫التراكيب الخطية لفهم أهميتها الهيدروجيولوجية‪ .‬وعموما تكون التراكيب الخطية الشدية مفتوحة ولديها‬
‫توصيل هيدروليكي أعلى من التراكيب الخطية القصية التي تكون ضيقة ومغلقة وقد تكون لها‬
‫إمكانيات هيدروجيولوجية قليلة‪.‬‬

‫‪- 334 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ a 9.10‬صورة اشعة تحت حمراء ح اررية ‪ TIR‬تظهر العديد من المعالم التركيبية مثل التطبق والمعالم الخطية؛ ‪b‬‬
‫الصورة الجوية المقابلة‪ ،‬والتي هي تقريبا بدون معالم‪.‬‬
‫‪ .2‬ينابيع المياه العذبة في المناطق الساحلية‪.‬‬
‫غالبا ما تواجه المناطق الساحلية مشكالت فريدة وأحيانا شديدة الخطورة إلمدادات المياه العذبة‪،‬‬
‫خاصة في تضاريس الصخور الصلبة‪ .‬في كثير من الحاالت ‪ ،‬قد تكون الجداول السطحية قليلة أو‬
‫متقطعة أو غير كافية‪ ،‬وقد يكون من الضروري االستفادة من موارد المياه الجوفية لتلبية احتياجات‬
‫المياه في المنطقة‪.‬‬
‫في التضاريس الصخرية الصلبة‪ ،‬تتواجد المياه الجوفية في الكسور ومناطق المسامية الثانوية‪.‬‬
‫تتحرك المياه الجوفية‪ ،‬وهي مياه عذبة‪ ،‬إلى أسفل المنحدر‪ ،‬وتضيع في النهاية في البحر في شكل‬
‫ينابيع تحت بحرية‪ .‬تتميز مياه البحر بكثافة أعلى نسبيا بسبب ارتفاع إجمالي المواد الصلبة الذائبة‪.‬‬
‫وبسبب تباين الكثافة‪ ،‬ترتفع المياه العذبة وتنتشر فوق سطح البحر‪ ،‬وتشكل عمودا‪ ،‬حيث تستمر‬
‫عملية خلط المياه العذبة مع مياه البحر بشكل متزامن‪.‬‬
‫الشكل ‪ 10.10‬يقدم مثاال‪ .‬توفر البيانات الح اررية شذوذات ح اررية (الشكل ‪ .)a10.10‬خالل‬
‫الليل‪ ،‬تكون األرض أكثر برودة من البحر‪ ،‬وبالتالي فإن المياه العذبة‪ ،‬التي لها درجة ح اررة توافق‬
‫درجة ح اررة األرض‪ ،‬تكون أكثر برودة من مياه البحر‪ ،‬ويكون الفرق في درجة الح اررة عموما ما بين‬
‫‪ 3‬إلى ‪ 5‬درجات مئوية‪ .‬بعد إزالة األنماط الح اررية بسبب تصريف السطح‪ ،‬قد تعزى المواقع المتبقية‬
‫من األعمدة الح اررية فقط إلى التصريف تحت السطحي‪ .‬يمكن تفسير صورة نطاق االشعة تحت‬
‫الحمراء القريبة ‪ NIR‬للتركيب الجيولوجي ‪ -‬الخطي‪ ،‬والذي يمكن أن يساعد في تحديد الكسور التي‬
‫تتحكم فيما يبدو في تصريف المياه العذبة إلى البحر (الشكل ‪.)b,c 10.10‬‬

‫‪- 335 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.10‬الكشف عن ينابيع ساحلية تحت بحرية في موقع اختبار في إيطاليا باستخدام بيانات االستشعار عن‬
‫بعد‪ a .‬الماسح الهوائي لالشعة تحت الحمراء الح اررية (ما قبل الفجر) والتي تبين تصريف المياه الجوفية األكثر‬
‫برودة (أغمق) في البحر األكثر دفئا (األفتح)‪ b .‬صورة فوتوغرافية جوية لنطاق االشعة تحت الحمراء القريبة لنفس‬
‫المنطقة المكتسبة عند الظهر‪ c .‬خارطة تفسير‪ .‬يمكن تحديد عدد من الكسور التي تتحكم في تصريف المياه العذبة‬
‫إلى البحر‬
‫‪ .3‬معالم الكارست‪.‬‬
‫معالم الكارست تستحق الذكر بشكل خاص في سياق المياه الجوفية‪ .‬تتميز أراضي الكارست‬
‫بانتشار المياه الجوفية‪ .‬عندما يتم إذابة الصخور الكلسية عن طريق الماء‪ ،‬يتم تكوين حفر‪،‬‬
‫تجاويف‪ ،‬منخفضات‪ ،‬بالوعات وكهوف‪ .‬سطح هكذا تضاريس كارستية يكون غير مستو للغاية‬
‫ويتميز برطوبة وتضاريس غير متساوية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن تكون هناك حاالت يمكن فيها‬
‫رؤية جداول مائية مفاجئة تظهر وتختفي (الشكل ‪ ،)a,b 11.10‬مما يشير إلى انتشار تحت‬
‫سطحي للمياه‪.‬‬

‫‪- 336 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ a 11.10‬تسرب مياه جوفية متدفقة في تضاريس كارست بالقرب من إمندينغن‪ ،‬ألمانيا؛ يتدفق نهر الدانوب من‬
‫جنوب شرق إلى شمال غرب؛ الحظ القناة الجافة في منطقة المنبع (جنوب شرق) والقناة الحاملة للمياه في المصب‬
‫(شمال غرب)؛ ‪ b‬كارست في سهل نوالربور‪ ،‬أستراليا؛ إنها منطقة مسطحة شبه خالية من األشجار أو شبه قاحلة‬
‫وأكبر قطعة من الحجر الجيري في العالم؛ بسبب عدم وجود الغطاء النباتي‪ ،‬يمكن مالحظة التراكيب الكارستية‬
‫بسهولة؛ تظهر الصورة نباتات قليلة للغاية‪ ،‬وكل ما هو موجود يكون محاذي على طول قنوات التصريف التي تتحكم‬
‫فيها الكسور؛ يمكن تفسير تصريف المياه الجوفية المتدفق بوضوح من خالل االختفاء المفاجئ للمياه السطحية؛ من‬
‫المحتمل أن تتواجد بالوعات عند تقاطع الكسور‬

‫‪ 5.10‬تحديد رطوبة التربة ‪Soil Moisture Determination‬‬


‫رطوبة التربة هي إجمالي كمية المياه في المنطقة غير المشبعة‪ ،‬أي فوق منسوب المياه‬
‫الجوفية‪ .‬تستخدم معرفة ظروف رطوبة التربة في تخطيط المحاصيل‪ ،‬عمل التنبؤات حول التسرب‬
‫(تغذية المكمن المائي) والجريان السطحي (الفيضان والتعرية وسعة الخزان والري)‪ .‬تؤثر رطوبة‬
‫التربة أيضا على انتقال الح اررة والمياه بين األرض والغالف الجوي‪ ،‬ولهذا السبب يتم استخدامها‬
‫كمدخالت في موديالت التنبؤ بالطقس‬

‫‪- 337 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫محتوى رطوبة التربة يكون متغير بدرجة كبيرة في الزمان والمكان‪ .‬تظهر أشكال الرطوبة‬
‫كتغيرات في لون التربة على الصور باألبيض واألسود أو الملونة أو باألشعة تحت الحمراء الملونة‪:‬‬
‫تكون التربة الرطبة أغمق عموما‪ ،‬والتربة الجافة تكون أفتح بشكل عام في المظهر‪ .‬فيلم األشعة‬
‫تحت الحمراء األيروكرومي ‪ Aerochrome‬يكون حساس بشكل خاص لرطوبة التربة‪ .‬يختلف‬
‫التعبير عن التربة الرطبة والمياه السطحية في التصوير الحراري تبعا للوقت من اليوم وكمية الرطوبة‬
‫نظر لتبريدها‬
‫ا‬ ‫(الشكل ‪ .)12.10‬تبدو التربة الرطبة أكثر برودة من ترب خلفية الصورة الجافة‬
‫التبخري في التصوير النهاري والليلي‪ .‬تم استخدام التصوير الحراري لرسم خرائط للمياه الجوفية شبه‬
‫السطحية في الكسور‪ ،‬ويمكن استخدامها لرسم خرائط للتسربات في خطوط األنابيب أو السدود‪.‬‬

‫شكل ‪ 12.10‬صورة ح اررية لمياه سطحية (دافئة = بيضاء) وأرض رطبة (باردة = مظلمة‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫التعرجات المتقطعة)‪ ،‬بالقرب من تقاطع خليج تينكوب ونهر سالت‪ ،‬مقاطعة بونفيل‪ ،‬أيداهو‪( .‬صورة قبل الفجر على‬
‫ارتفاع ‪ 2100‬متر بواسطة شركة مارس‪ ،‬فينيكس‪).‬‬
‫تعد قياسات المايكروويف لرطوبة التربة والنتح التبخري بمثابة مدخالت قيمة لنمذجة تغذية‬
‫المياه الجوفية وجريان مياه األمطار‪ .‬يقوم تصوير المايكروويف يإيجاد متوسط قيم الرطوبة فوق‬
‫مناطق واسعة‪ ،‬ومع بيانات األقمار الصناعية‪ ،‬يتم تكرارها على فترات زمنية محددة‪ .‬الرادار المحمول‬
‫جوا ورادار األقمار الصناعية يكون حساس للتغيرات في محتوى الرطوبة إذا كانت المنطقة مسطحة‬
‫نسبيا‪ ،‬ولديها غطاء نباتي منخفض إلى معتدل‪ ،‬ونسيج ومواد سطحية متجانسة‪ .‬وذلك ألن موجات‬
‫الرادار تتفاعل مع التغيرات في الخواص الكهربائية للمواد‪ ،‬والرطوبة لها تأثير كبير على الخواص‬
‫الكهربائية للتربة‪ .‬تتميز مناطق التربة الرطبة عموما بمظهر أكثر إشراقا (معامل استطارة خلفية‬

‫‪- 338 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أعلى) على صور الرادار‪ .‬تم استخدام الرادار المحمول جوا (‪ )SIR-C‬والرادار المحمول جوا‬
‫(‪ )AIRSAR‬لقياس رطوبة التربة بخطأ معياري أقل من ‪ .٪4.2‬يعتبر رادار النطاق ‪ L‬عموما‬
‫األنسب لقياس رطوبة التربة‪.‬‬
‫لقد ُبذل الكثير من الجهد في إنشاء مؤشرات رطوبة تربة مختلفة‪ ،‬والتي ترتبط عادة بقياسات‬
‫الغطاء النباتي ودرجة الح اررة‪ .‬استخدم باحثون في سنة ‪ 2003‬بيانات ‪NOAA / AVHRR‬‬
‫)‪ (MWR‬لتطوير مؤشر شدة الجفاف الذي يربط الرطوبة النسبية للتربة في أعماق الجذور بالتبخر‬
‫النسبي‪ .‬وقد أدعى الباحثون أن قياسات التربة تؤكد فعالية هذا المؤشر‪ .‬تم تطوير مؤشر جفاف‬
‫معاير متعدد النطاقات لمراقبة رطوبة التربة‪ .‬يستخدم هذا المؤشر القنوات الفائقة الطيفية المتمركزة‬
‫عند ‪ 860‬نانومتر (النطاق المرجعي)‪ 1640 ،‬نانومتر (امتصاص الماء) و ‪ 2130‬نانومتر‬
‫(االمتصاص)‪:‬‬

‫حيث ‪ R‬هو االنعكاس في النطاق المرجعي ونطاق االمتصاص‪ .‬يدعي واضعوا المؤشر أن هذا‬
‫المؤشر مناسب تماما لتقدير رطوبة التربة والغطاء النباتي‪.‬‬
‫‪Cropland Soil Moisture Index‬‬ ‫تم تطوير مؤشر رطوبة تربة األراضي المزروعة‬
‫)‪ (CSMI‬لمراعاة رطوبة التربة الضحلة والعميقة للحد من عدم استقرار المؤشرات التي تنتج عن‬
‫تقلب الغطاء النباتي‪:‬‬

‫حيث ‪ R‬هي انعكاس لنطاقات ‪ .MODIS‬يذكر مطوروا المؤشر أنه يمكنهم التنبؤ برطوبة التربة في‬
‫الطبقة من ‪ 0‬إلى ‪ 50‬سم باستخدام ‪ CSMI‬بدرجة عالية من الدقة‪.‬‬
‫‪ 6.10‬المياه السطحية وقياس األعماق ‪Surface Waters and Bathymetry‬‬
‫تخترق األطوال الموجية القصيرة المياه أبعد من األطوال الموجية الطويلة‪ ،‬والضوء األزرق‬
‫يخترق أبعد‪ .‬في المياه الصافية‪ ،‬تبين أن الضوء يخترق ما بين ‪ 20‬و ‪ 30‬م‪ .‬إن استجابة المستشعر‬
‫هي دالة لعمق المياه والمواد العالقة (العكورة) ولون مادة القاع (على سبيل المثال‪ ،‬الرمال البيضاء‬
‫ستعكس أفضل من عشب البحر)‪ ،‬والى حد ما زاوية السقوط وخشونة السطح‪ .‬تم تطوير موديال‬
‫إشعاعيا لتقييم المسطحات المائية الضحلة مثل األنهار باستخدام ماسحات محمولة جوا‪ .‬حاكى‬

‫‪- 339 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫برنامج كمبيوتر تدفق الطاقة الكهرومغناطيسية من الغالف الجوي خالل الماء‪ ،‬مما ينعكس قبالة‬
‫القاع والعودة إلى السطح‪ .‬تناول البرنامج تأثير الماء وتأثيرات سطح الماء والغالف الجوي على‬
‫انتقال اإلشعاع الشمسي عبر الزمان والمكان‪ .‬وشملت المدخالت ثابت االشعاع الشمسي‪ ،‬ومعامالت‬
‫االنطفاء‪ ،‬وانعكاس نوع القاع‪ .‬يمكن التنبؤ بعمق المياه حتى عمق ‪ 3.7‬متر‪ .‬ومن المثير لالهتمام‪،‬‬
‫أن األطوال الموجية الزرقاء أعطت نتائج سيئة بسبب تناثر هذه األطوال الموجية في الماء‪ .‬أظهرت‬
‫األطوال الموجية األزرق ‪-‬األخضر واألخضر واألحمر أفضل ارتباط مع أعماق المياه‪.‬‬
‫تظهر المياه الضحلة باللون الرمادي الفاتح على فيلم بانوكروماتي ‪ panchromatic‬وأسود‬
‫على صور األشعة تحت الحمراء باألبيض واألسود وأخضر فاتح إلى أزرق فاتح على التصوير‬
‫باللون الحقيقي وأزرق فاتح على صور األشعة تحت الحمراء الملونة‪ .‬تظهر المياه العميقة باللون‬
‫الرمادي الداكن على صور بانوكروماتية ‪ ، panchromatic‬وأسود على صور األشعة تحت‬
‫الحمراء باالبيض ‪ /‬االسود‪ ،‬وأزرق داكن إلى أخضر داكن على الصور الملونة‪ ،‬وأسود على صور‬
‫نظر ألن الضوء ينعكس من الجزيئات المعلقة القريبة من السطح‪ ،‬فإن‬
‫األشعة تحت الحمراء الملونة‪ .‬ا‬
‫المياه العكرة لها نفس مظهر المياه الضحلة‪ .‬تنعكس أطوال موجات الرادار (مايكروويف) إما بواسطة‬
‫ماء هائج أو تنعكس بعيدا عن الهوائي (أسود‪ ،‬بال عودة) على ماء مستقر (الشكل ‪.)13.10‬‬
‫يستشعر التصوير الحراري عموما المياه السطحية على أنها أكثر دفئا من خلفية الصورة في الليل‬
‫وأكثر برودة من خلفية الصورة أثناء النهار‪ .‬يتم مراقبة درجة ح اررة المياه السطحية بسهولة باستخدام‬
‫أجهزة استشعار ح اررية‪ .‬في التصوير الحراري الليلي‪ ،‬تبدو المياه السطحية أكثر دفئا من الخلفية‬
‫نتيجة للقصور الذاتي العالي للمياه‪ ،‬أي قدرة الماء على االحتفاظ بالح اررة لفترة أطول من الصخور‬
‫والتربة‪.‬‬
‫عادة ما ترتبط العكورة بالمياه المتدفقة‪ ،‬خاصة مياه الفيضان أو الجريان السطحي للينابيع‪.‬‬
‫تحتوي األنهار التي تدخل البحيرات أو المحيطات على درجة عكورة أعلى من جسم الماء الذي‬
‫تتدفق إليه (على سبيل المثال‪ ،‬بحيرات إيري وسانت كلير بالقرب من ديترويت‪ ،‬الشكل ‪.)14.10‬‬
‫تظهر البحيرات عموما تدرج في العكورة من المدخل إلى المخرج يظهر بلون أزرق فاتح إلى أسود‬
‫على صور األشعة تحت الحمراء الملونة (على سبيل المثال‪ ،‬بحيرة كابو ار باسا‪ ،‬موزمبيق؛ الشكل‬
‫‪ .)15.10‬يمكن أن يكون لزيادة الملوحة نفس تأثير العكورة‪ ،‬مما يزيد من انعكاس جسم الماء‬
‫(جنوب خليج سان فرانسيسكو‪ ،‬الشكل ‪ 16.10‬؛ بحيرة سولت العظمى‪ ،‬الشكل ‪.)17.10‬‬

‫‪- 340 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 13.10‬صورة رادار ‪ ENVISAT‬فوق جزر غاالباغوس تُظهر تفاصيل سطح البحر‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.10‬صورة ملونة حقيقية لراسم الخرائط الموضوعي من الندسات ‪ 7‬لديترويت بوالية ميشيغان‪ ،‬تم الحصول‬
‫عليها في ‪ 11‬ديسمبر ‪.2001‬‬

‫‪- 341 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 15.10‬يشير اللون األزرق الفاتح إلى العكورة في هذه الصورة الملونة باألشعة تحت الحمراء ‪ TM‬لبحيرة‬
‫‪ ، Cabora Bassa‬موزمبيق‪.‬‬

‫شكل ‪ 16.10‬تشير ظالل الماء باللون األزرق الفاتح واألخضر واألصفر ‪ -‬البني واألبيض الفاتح إلى زيادة الملوحة‬
‫والعكورة والمياه الضحلة في جنوب خليج سان فرانسيسكو بالقرب من سان خوسيه ‪ ،‬كاليفورنيا‪.‬‬

‫‪- 342 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 17.10‬يتغير وضوح الماء مع زيادة الملوحة شمال ممر السكة الحديد الذي يعبر ‪ ، Great Salt Lake‬يوتا‪.‬‬
‫(صورة ‪ Landsat-2 MSS 4-2-1‬التي تمت معالجتها بواسطة ‪[ ERIM‬اآلن معهد أبحاث التكنولوجيا في‬
‫ميشيغان بجامعة ميشيغان التكنولوجية]‪).‬‬

‫‪ 7.10‬رسم خرائط األعماق وتضاريس قاع المحيط ‪Bathymetric Mapping‬‬


‫‪and Ocean Floor Topography‬‬
‫يستخدم قياس األعماق بالليزر لقياس أعماق المياه في البحيرات واألنهار وعلى طول الساحل‪.‬‬
‫عادة‪ ،‬تحلق األنظمة على ارتفاع منخفض (على سبيل المثال‪ 400 ،‬م) على متن طائرة ثابتة‬
‫الجناحين‪ .‬يحتوي النظام النموذجي على ليزر ثنائي النبضة بأطوال موجية خضراء (‪ 530‬نانومتر)‬
‫متر في المياه الصافية‪ ،‬أو أقل من‬
‫قادر على اختراق ‪ 50-40‬ا‬
‫وأشعة تحت حمراء (‪ 1060‬نانومتر) ا‬
‫متر في المياه العكرة‪ .‬الدقة العمودية هي في حدود ‪ 20‬سم‪ ،‬والدقة الموقعية هي ‪ 1.5‬متر‬
‫‪ 20‬ا‬
‫(الشكل ‪.)18.10‬‬
‫تم اشتقاق أول قياسات أعماق للقمر الصناعي من بيانات مقياس ارتفاع رادار ‪ .SeaSat‬يجب أن‬
‫تسمى هذه الخرائط بالخرائط الطبوغرافية لقاع البحر بدال من الخرائط الباثيمترية‪ .‬إذا كان سطح‬
‫المحيط في حالة سكون‪ ،‬ولم يكن هناك أي مد وجزر أو رياح تعمل عليه‪ ،‬فإن سطح الماء سيقع‬
‫بموازاة المجسم األرضي‪ ،‬وهو سطح تساوي الجهد الجذبي عند ارتفاع صفر‪ .‬تخلق المعالم الموجودة‬

‫‪- 343 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تحت سطح البحر‪ ،‬مثل حواجز وسط المحيط والجبال البحرية‪ ،‬سحب جذبي‪ ،‬ومعالم مثل خنادق‬
‫المحيط يكون لها جاذبية أقل‪ .‬تؤثر التغيرات في الجاذبية على سطح المحيط وتسبب في حدوث‬
‫انتفاخات وانخفاضات في المجسم األرضي‪ .‬ان خرائط األعماق المستندة إلى مقياس االرتفاع‬
‫بواسطة القمر الصناعي تمتلك ميزة فوق السونار وقياس أعماق قائم على السبر من حيث أنها‬
‫تغطي المحيط بأكمله بنفس الدقة وبنفس المعالجة‪.‬‬

‫شكل ‪ 18.10‬قياس األعماق بالليزر في مولوكاي ‪ ،‬في هاواي ‪ ،‬الذي أنشأته هيئة المسح الجيولوجي األمريكية‪.‬‬
‫الخط الساحلي في األعلى‪ ،‬واألعماق الضحلة أفتح‪ ،‬واألعمق األكثر عمقا أغمق‪.‬‬
‫تمكن العاملون من استخدام بيانات سطح البحر هذه لرسم خرائط تعكس بدقة النسيج التكتوني‬
‫لقاع البحر‪ .‬قدمت بيانات ‪ SeaSat‬أول خرائط دقيقة لطبوغرافيا قاع البحر بدقة ‪ 70-60‬كم‪ .‬يمكن‬
‫تتبع حواجز وسط المحيط آلالف األميال‪ ،‬جنبا إلى جنب مع صدوع التحول المزاحة‪ ،‬والتقاطعات‬
‫الثالثية‪ ،‬وخنادق المحيط (الشكل ‪ .)19.10‬تم تعيين العشرات من البراكين البحرية والجبال البحرية‬
‫التي لم تكن معروفة من قبل‪ .‬يمكن رؤية التضاريس التكتونية حتى عند دفنها تحت الرواسب‬
‫البحرية‪.‬‬

‫‪- 344 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 19.10‬تقدم التضاريس البحرية لقاع البحر معلومات متعلقة بقياس األعماق‪ .‬تُظهر هذه الخريطة شذوذات‬
‫الجاذبية البحرية المستمدة من قياس االرتفاع بواسطة القمر الصناعي‬
‫تحسنت دقة قياس األعماق البحرية بدرجة كبيرة مع ظهور رادار األقمار الصناعية ‪ERS-1‬‬
‫في عام ‪ ،1991‬يليه ‪ ERS-2‬و ‪ Envisat‬و ‪ Geosat‬وغيرها (الشكل ‪ .)20.10‬تكشف خرائط‬
‫األعماق المستمدة من الجاذبية البحرية اآلن عن تراكيب على بعد ‪ 10‬كم‪ .‬تُظهر معدالت االنتشار‬
‫العالية (على سبيل المثال‪ ،‬ارتفاع شرق المحيط الهادئ) سعة جاذبية وطبوغرافية منخفضة؛ وتظهر‬
‫معدالت االنتشار المنخفضة (حاجز وسط المحيط األطلسي) سعات جاذبية وطبوغرافية عالية‪ .‬يمكن‬
‫لخشونة السطح كما هو مقدر من مقياس االرتفاع بواسطة القمر الصناعي أن تحلل معالم في حدود‬
‫‪ 50-30‬متر (الشكل ‪ .)21.10‬باإلضافة إلى المساعدة في رسم خرائط المعالم التكتونية‪ ،‬فإن‬
‫خرائط األعماق المستمدة من األقمار الصناعية مفيدة الستكشاف البترول (حدود الحوض‪ ،‬والنمط‬
‫التركيبي‪ ،‬والمصائد ذات المقياس الكبير‪ ،‬ومعالم الملح) ‪ ،‬وموديالت الدوران المحيطي‪ ،‬وفهم توزيع‬
‫العملية البركانية‪ ،‬ونمذجة تسونامي‪ ،‬وتخطيط طريق الكابل عابر المحيط‪.‬‬

‫‪- 345 -‬‬


‫الهيدرولوجي‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 20.10‬تم الكشف عن كاربونات ضحلة في مياه صافية بشكل استثنائي لخليج تاربوم جنوب غرب جزيرة‬
‫إليوثي ار ‪ ،‬جزر البهاما‪.‬‬

‫شكل ‪ 21.10‬تكشف التضاريس البحرية المستمدة من الجاذبية عن تراكيب وتسمح بتحديد حاجز وسط المحيط نسبة‬
‫إلى معدالت االنتشار كدليل على خشونة السطح (يوفر االنتشار األسرع سطحا أكثر سالسة)‪ .‬مقياس اللون يشير‬
‫إلى خشونة قاع البحر‪.‬‬

‫‪- 346 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الحادي عشر‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬
‫‪ 1.11‬تمهيد ‪preface‬‬
‫تُستخدم اآلن تقنيات االستشعار عن ُبعد بشكل روتيني في التحريات الجيولوجية الهندسية ‪/‬‬
‫الجيوتكنيكية‪ .‬تكمن القيمة الكبيرة لبيانات االستشعار عن ُبعد في مثل هذه الحاالت في وجهة نظرها‬
‫اإلجمالية‪ ،‬والتي يمكن أن تكون مفيدة للغاية في التنبؤ بالمخاطر واألخطار الجيولوجية الهندسية‬
‫المحتملة‪ ،‬واقتراح اإلمكانيات والحلول البديلة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬توفر تغطية األقمار الصناعية‬
‫المتكررة بيانات حيوية عن التغيرات الجيوبيئية التي تحدث مع مرور الوقت‪ .‬عادة‪ ،‬تتطلب المراحل‬
‫المختلفة من التحريات الهندسية بيانات على مستويات مختلفة ويمكن لتقنيات االستشعار عن بعد‬
‫الحالية أن توفر مدخالت على مختلف المقاييس المطلوبة بسهولة‪ .‬تعتمد الخصائص الجيولوجية‬
‫التي يتعين دراستها على نوع المشروع الهندسي ‪ -‬المعامالت المطلوبة عموما هي الشكل األرضي‪،‬‬
‫والتضاريس‪ ،‬والتصريف‪ ،‬والصخارية‪ ،‬والبنية‪ ،‬واتجاه االنقطاعات‪ ،‬والتربة‪ ،‬والرطوبة السطحية‬
‫وخصائص التجوية‪.‬‬
‫يمكن تجميع األنشطة الهندسية التي يغطيها االستشعار عن ُبعد على نطاق واسع في الفئات‬
‫الثالث التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬رسم خرائط االستطالع والبنية التحتية‪ :‬يشمل تحديد موقع المخلفات المنجمية القديمة‪ ،‬ومواقع‬
‫اآلبار‪ ،‬والخطوط الزلزالية‪ ،‬والمرافق‪ ،‬والطرق‪ ،‬وخطوط األنابيب‪ ،‬باإلضافة إلى العثور على مصادر‬
‫المواد الخام مثل الركام للبناء‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد الموقع‪ :‬تحديد أكثر المواقع أمانا واألكثر فعالية من حيث التكلفة للمحطات ومرافق‬
‫التخزين وخطوط األنابيب والطرق ومرافق الميناء‪.‬‬
‫‪ .3‬النقل‪ :‬العثور على أقصر وأقل تكلفة وصول إلى موقع الحفر‪ ،‬وتحديد أرخص وسيلة إلدخال‬
‫المنتجات إلى أو خارج المنطقة‪ ،‬وتحديد حركات الجليد وأنماط الطقس التي قد تتداخل مع حركة‬
‫الشاحنات أو الناقالت‪ ،‬وتحديد مواقع المياه الضحلة الخطرة‪.‬‬
‫يجب أن تكون الخطوة األولى ألي تطبيق هندسي هو اختيار موقع بحذر وتقييمه‪ .‬وهناك العديد من‬
‫العوامل التي تدخل في اختيار الموقع للمصانع ومرافق التخزين وطرق خطوط األنابيب والطرق‪ .‬من‬

‫‪- 347 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بين هذه العوامل هي مالءمة البناء للمواد السطحية واستقرار المنحدر وتصريف الفيضان أو‬
‫العواصف والحساسية البيئية والقرب من شبكات النقل‪ .‬والهدف من برنامج اختيار الموقع هو تقييم‬
‫المواد السطحية لتحديد ما إذا كانت نفاذة ومتماسكة ومستقرة؛ ولتقييم الترب وسمكها ومدى مالءمتها‬
‫للزراعة أو غيرها من االستخدامات المنافسة؛ ولتقييم التصريف المحلي‪ ،‬صخر األساس‪ ،‬واستخدام‬
‫األرض‪ .‬يوفر االستشعار عن ُبعد‪ ،‬سواء أكان مستمدا من األقمار الصناعية أو قائما على الصور‬
‫الجوية أو مزيجا آخر من المستشعرات‪ ،‬وسيلة اقتصادية وسريعة للحصول على هذه المعلومات‪.‬‬
‫يمكن إنشاء خرائط توضح المواد السطحية والجيولوجيا السطحية والترب والمخاطر المحتملة وشبكات‬
‫التصريف الهيدروغرافية والغطاء النباتي واستخدام األرض‪ .‬يمكن للمحلل استخدام خرائط الصور‬
‫والمشتقات للتنبؤ بالتأثير على البيئة المحلية واعداد برنامج ألخذ العينات السطحية لتأكيد‬
‫المالحظات واختبار قوة المواد السطحية‪.‬‬
‫يوفر تحليل الصور وسيلة لتقييم أي منطقة بسرعة وبتكلفة منخفضة‪ .‬هناك حاجة إلى أنواع‬
‫معينة من المعلومات لتحديد موقع‪ ،‬سواء كانت الخطة هي البناء على السطح أو نفق عبر األرض‬
‫أو الحفر فيه أو قلعه وتعدينه‪ .‬ومن بينها بيانات عن الجيولوجيا السطحية بما في ذلك التربة‬
‫والصخور والبنية‪ .‬تشمل البيانات المهمة سمك التربة ونفاذيتها واستق ارريتها وتماسكها؛ نوع الصخور‬
‫السطحية وتحت السطحية‪ ،‬ووضعيتها‪ ،‬وما إذا كانت حاوية على كسور‪ .‬وتعد المصادر المحلية‬
‫للرمال والحصى مهمة للبناء‪ .‬تعتبر المخاطر المحلية‪ ،‬مثل الكهوف القريبة من السطح أو االنهيارات‬
‫األرضية أو المناطق الزلزالية النشطة‪ ،‬ذات أهمية قصوى‪.‬‬
‫‪ 2.11‬مشاريع وديان األنهار ‪ -‬السدود والخزانات —‪River Valley Projects‬‬
‫‪Dams and Reservoirs‬‬
‫توفر تقنيات االستشعار عن بعد ثروة من البيانات‪ ،‬والتي تعد ضرورية لتخطيط وبناء وصيانة‬
‫مشاريع وديان األنهار‪ .‬وتكون البيانات ذات فائدة خاصة فيما يتعلق بدراسة المعامالت التالية أثناء‬
‫اختيار موقع‪ )1( :‬تضاريس مواقع مختلفة محتملة؛ (‪ )2‬شكل الوادي؛ (‪ )3‬حجم مستجمعات المياه‬
‫وعلى األرجح تصريف النهر؛ (‪ )4‬مقدار سعة التخزين المحتمل توليدها؛ (‪ )5‬خطر التعرية في‬
‫مستجمعات المياه ونتاج الطمي؛ (‪ )6‬طبيعة منحدرات الوادي ومناطق االنهيارات األرضية المحتملة؛‬
‫(‪ )7‬نوع صخر األساس (‪ )8‬العمق إلى صخر األساس أو سماكة الغطاء الصخري؛ (‪ )9‬بنية‬

‫‪- 348 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫واتجاه مستويات التطبق‪ /‬التورق؛ (‪ )10‬وجود صدوع وأنطقة قص وفواصل وما إلى ذلك؛ (‪)11‬‬
‫مواقع الطمي في الخزان؛ (‪ )12‬عدم نفاذية المياه في الخزان ووجود مناطق تسرب وتجاويف وغيرها؛‬
‫(‪ )13‬توافر مواد البناء المناسبة؛ (‪ )14‬مواقع لتراكيب ثانوية؛ (‪ )15‬إمكانية الوصول إلى الموقع‬
‫بواسطة طريق (‪ )16‬الموارد التي من المحتمل أن يتم غمرها في الخزان‪ ،‬مثل الطرق االستراتيجية‬
‫والموارد المعدنية‪ ،‬وما إلى ذلك؛ و (‪ )17‬الحالة الزلزالية للمنطقة‪ .‬أخيرا‪ ،‬يمكن للصور الفوتوغرافية‬
‫والصور ذات المقياس الكبير أن تساعد في تخطيط الموقع الفعلي وتصميم هياكل السدود‪ ،‬مثل‬
‫محاذاة محور السد وموقع المجرى المائي وأنفاق التحويل ومصنع الطاقة والقنوات إلخ‪ .‬يمكن أن‬
‫تساعد الصور متعددة األطياف أيضا في تحديد مشكالت جيوتكنيكية محددة‪.‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 1.11‬خزان بحيرة ناصر الذي نتج عن بناء السد العالي في أسوان‪ ،‬مصر‪ .‬تم‬
‫متر على نهر النيل‪.‬‬
‫االنتهاء من السد في عام ‪ ،1970‬ويبلغ طوله حوالي ‪ 3.8‬كم وارتفاعه ‪ 111‬ا‬
‫يبلغ طول خزان بحيرة ناصر حوالي ‪ 550‬كم‪ .‬يوضح الشكل ‪ 2.11‬سد الخوانق الثالثة‪ ،‬الذي تم‬
‫بناؤه فوق نهر اليانغتسي‪ ،‬الصين‪ ،‬وهو أكبر مشاريع الطاقة المائية في العالم‪ .‬سمي "الخوانق‬
‫الثالثة" “‪ ”Three Gorges‬ألن النهر يمر عبر ثالثة مضائق خالبة في هذا الجزء من امتداده‪.‬‬
‫تم االنتهاء من السد في عام ‪ ،2006‬ويمتد أكثر من كيلومترين عبر النهر‪ ،‬ويبلغ ارتفاعه ‪200‬‬
‫متر‪ ،‬وقد أنشأ خزانا يمتد لمسافة ‪ 600‬كم‪.‬‬

‫شكل ‪ 1.11‬صورة فضائية تظهر المنطقة الواقعة غرب بحيرة ناصر‪ ،‬السد العالي بأسوان‪ ،‬جنوب مصر؛ تم إنشاء‬
‫العديد من البحيرات الجديدة من مياه ناصر الزائدة‪.‬‬

‫‪- 349 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 2.11‬سد الخوانق الثالثة الذي ُشيد فوق نهر اليانغتسي‪ ،‬الصين‬
‫ترتبط العديد من الفوائد بالسدود الكبيرة – وهي السيطرة على الفيضانات‪ ،‬زيادة مساحة‬
‫األراضي الزراعية والمروية‪ ،‬توليد الطاقة الكهرومائية‪ ،‬إمدادات المياه المنظمة للمناطق الحضرية‪،‬‬
‫إدارة الجفاف‪ ،‬الزيادة في صناعة الصيد‪ ،‬النقل البحري‪ ،‬إلخ‪ .‬تشمل المشاكل الرئيسية عادة‪ :‬ترحيل‬
‫وغمر المستوطنات والمواقع التاريخية والثقافية في الخزان‪ ،‬وخطر الطمي في الخزان‪ ،‬وتسرب المياه‪،‬‬
‫وانخفاض إمدادات المياه في منطقة المصب‪.‬‬
‫غالبا ما يكون لمشاريع وديان األنهر الكبيرة آثار بيئية مرتبطة بها‪ ،‬والتي يجب مراقبتها‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬في حالة سد أسوان (الشكل ‪ ،)1.11‬تم إنشاء العديد من البحيرات الجديدة من المياه‬
‫الزائدة لبحيرة ناصر‪ .‬لقد جلب هذا الماء إلى هذا الجزء من الصحراء ألول مرة منذ حوالي ‪6000‬‬
‫عام‪ .‬كما يتضح من الصورة‪ ،‬تشتمل التضاريس على كثبان طولية بشكل أساسي‪ ،‬والتي سيكون لها‬
‫نفاذية منخفضة‪ .‬لذلك‪ ،‬من المحتمل أن تؤدي البحيرات الجديدة إلى مشاكل في التشبع بالمياه‬
‫والمخاطر المرتبطة بها‪ .‬يمكن أن تتيح بيانات االستشعار عن ُبعد المتكررة الرصد طويل المدى لهذه‬
‫الجوانب البيئية‪.‬‬
‫قبل دقيقتين ونصف من منتصف ليلة ‪ 12‬مارس ‪ ،1928‬انهار سد القديس فرانسيس (الشكل‬
‫‪ .)3.11‬كان السد‪ ،‬وهو عبارة عن هيكل تثاقلي خرساني منحني تم بناؤه الحتواء خزان في لوس‬
‫متر ويحتوي على ‪ 45‬مليون متر مكعب من المياه‪ .‬كانت موجة‬
‫أنجلوس‪ ،‬على ارتفاع ‪ 56.4‬ا‬
‫الفيضان على ارتفاع حوالي ‪ 43‬مت ار عندما واجهت الضحايا األوائل‪ ،‬وهم حارس السد وعائلته‪ ،‬على‬

‫‪- 350 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بعد ‪ 400‬متر في مجرى خانق سان ف ارسسكويتو‪ .‬بعد خمس دقائق‪ ،‬بعد أن انتقلت ‪ 2.4‬كم في‬
‫حوالي ‪ 30‬كم ‪ /‬ساعة‪ ،‬هدمت موجة الفيضان البالغة ‪ 33.5‬متر محطة توليد الكهرباء وقتلت ‪65‬‬
‫عامال وعائالتهم‪ .‬بحلول ذلك الوقت‪ ،‬وصلت المياه إلى المحيط الهادئ في الساعة ‪ 5:30‬صباحا‪،‬‬
‫على بعد ‪ 87‬كم من السد‪ ،‬وكان الفيضان عرضه ‪ 3‬كم وانتقل ‪ 8‬كم ‪ /‬ساعة‪ .‬لقد دمرت ست بلدات‬
‫وقتل ما ال يقل عن ‪ .450‬حددت التحريات واالستفسارات الالحقة أن أساس السد كان غير كاف‪.‬‬
‫حجر تكوين فاكيروس ‪ Vaqueros‬الرملي من عمر أوليغوسين – مايوسين لديه ميل إلى الضعف‬
‫عندما يتشبع‪ .‬الدعامة اليسرى للسد كانت مثبتة في انزالق أرضي لصخر أساس قديم في صخرة‬
‫شست‪ .‬تشير الدالئل إلى أن الدعامة اليسرى انفصلت عندما اعيد تنشيط االنزالق األرضي بسبب‬
‫التخفيض في االحتكاك ووزن الماء‪ .‬كان المهندسون الذين صمموا السد إما غير مدركين للصدع‬
‫واالنزالق األرضي والتورق المائل في الشست أو تجاهلوها‪ .‬يجب أن يكون االستشعار عن ُبعد‬
‫قادر على اكتشاف هذه المعالم‪.‬‬
‫الحديث عالي الدقة ا‬

‫شكل ‪ 3.11‬انهيار سد القسيس فرانسيس‪ ،‬كاليفورنيا‪1929 ،‬‬

‫‪ 3.11‬االنزالقات األرضية ‪Landslides‬‬


‫االنزالقات األرضية هي واحدة من األخطار الجيولوجية الخطيرة التي تهدد وتؤثر على الظروف‬
‫االجتماعية واالقتصادية في العديد من البلدان‪ .‬على الصعيد العالمي‪ ،‬تسبب االنهيارات األرضية ما‬
‫يقرب من ‪ 1000‬حالة وفاة كل عام مع أضرار في الممتلكات بنحو ‪ 4‬مليارات دوالر أمريكي‪ .‬تشكل‬

‫‪- 351 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫االنزالقات األرضية تهديدات خطيرة للمستوطنات والهياكل التي تدعم النقل وادارة الموارد الطبيعية‬
‫والسياحة‪ .‬وهي تسبب أض ار ار كبيرة للطرق السريعة والسكك الحديدية والمجاري المائية وخطوط‬
‫األنابيب‪ .‬وتحدث عادة مع كوارث طبيعية كبيرة أخرى مثل الزالزل والنشاط البركاني والفيضانات‬
‫الناجمة عن هطول األمطار الغزيرة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تحدث االنزالقات األرضية الناجمة عن‬
‫الزالزل في بيئات جيولوجية مختلفة‪ ،‬بدءا من المنحدرات الصخرية شديدة االنحدار إلى المنحدرات‬
‫المعتدلة ذات الرواسب غير المتماسكة‪ .‬ترتبط المنطقة المتأثرة باالنزالقات األرضية بحجم الزلزال‬
‫والظروف الجيولوجية وعمق البؤرة الزلزالية وخصائص حركة أرضية محددة‪ .‬في بعض األحيان‪،‬‬
‫تجاوزت األضرار الناجمة عن االنهيارات األرضية وغيرها من حاالت االنهيار األرضي األضرار‬
‫المرتبطة مباشرة بالزالزل‪ .‬في كثير من الحاالت‪ ،‬يمكن أن يؤدي التوسع في التنمية والنشاط البشري‪،‬‬
‫مثل المنحدرات المعدلة في المناطق الحضرية وازالة الغابات‪ ،‬إلى زيادة حدوث كوارث االنهيارات‬
‫األرضية‪.‬‬
‫من األفضل دراسة االنزالقات األرضية على مقياس يتراوح بين ‪ 1:10000‬إلى ‪1:25000‬‬
‫والتي توفر دقة مكانية لحوالي ‪ 10-5‬م على األرض‪ .‬ويتم اآلن استخدام بيانات مستشعر األقمار‬
‫الصناعية عالية الدقة المكانية بشكل روتيني لمثل هذه التحريات‪ .‬أثناء دراسة بيانات االستشعار عن‬
‫بعد لالنزالقات األرضية‪ ،‬تتمثل اإلستراتيجية األكثر فائدة في تحديد الوضعيات والظواهر التي تؤدي‬
‫إلى عدم استقرار المنحدرات‪ ،‬على سبيل المثال‪ )1( ،‬وجود مواد صخرية ضعيفة وغير متماسكة‪،‬‬
‫(‪ )2‬مستويات فواصل وتطبق تميل باتجاه الوادي‪ )3( ،‬وجود مستويات صدع وأنطقة قص وما إلى‬
‫ذلك؛ (‪ )4‬قطع سفلي بواسطة االنهار وجعل المنحدرات اشد انحدار‪ )5( ،‬تسرب الماء وتشبع المياه‬
‫في المواد الصخرية‪ ،‬و (‪ )6‬زيادة الغطاء الصخري الناجم عن النشاط البشري مثل حركة اآلالت‬
‫نظر ألن بيانات االستشعار عن ُبعد توفر رؤية إقليمية‪ ،‬يمكن تحديد المناطق‬
‫الثقيلة‪ ،‬والبناء‪ ،‬إلخ‪ .‬ا‬
‫التي من المحتمل أن تتأثر باالنهيارات األرضية بسهولة إلجراء مزيد من التحريات الميدانية‬
‫التفصيلية‪.‬‬
‫‪ 1.3.11‬رسم خرائط االنزالق األرضي ‪Landslide Mapping‬‬
‫إطار لتطوير استراتيجيات رسم الخرائط التي ستساعد في‬
‫ا‬ ‫توفر تقنيات الجيولوجيا التصويرية‬
‫تفسير بيانات االستشعار عن ُبعد‪ .‬حاليا‪ ،‬يتم استخدام الصور الجوية على نطاق واسع إلنتاج خرائط‬

‫‪- 352 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫بيانات مفصلة لالنزالقات األرضية‪ ،‬ألنها تأخذ بنظر االعتبار معالم توضح حركة المنحدر التي‬
‫تتراوح من مسالك الغنم‪ ،‬مما يشير إلى زحف التربة‪ ،‬إلى االنهيارات األرضية الكبيرة التي يتعين‬
‫تحليلها (شكل ‪ .)4.11‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن تفسير الوحدات الجيولوجية والجيومورفولوجية على‬
‫أساس الخصائص المورفولوجية والنسيجية والبنيوية باستخدام الصور الجوية المجسمة وصور‬
‫االستشعار عن بعد‪ .‬غالبية بحوث االنزالقات األرضية المنجزة بواسطة االستشعار عن بعد حتى‬
‫اآلن تندرج في فئة رسم خرائط جرد‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يتم تحديد نطاق العمل لرسم خرائط البيانات‬
‫المفصلة وتحليل عدم استقرار المنحدر من خالل متطلبات المستخدم‪ .‬يستخدم المخططون‬
‫والمهندسون األمثلة التالية من المقاييس‪:‬‬
‫‪ ‬يوفر المقياس الوطني ( < ‪ )1:1000000‬فهرسة عامة في المناطق التي تعاني من‬
‫المشاكل لبلد بأكمله‪ ،‬والتي يمكن استخدامها إلعالم صانعي السياسات الوطنيين وعامة‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم المقياس اإلقليمي (‪ )1:500000 – 1:100000‬في المراحل المبكرة من مشاريع‬
‫التنمية اإلقليمية لتقييم القيود المحتملة‪ ،‬بسبب عدم االستقرار‪ ،‬في تطوير المشاريع الهندسية‬
‫الكبيرة وخطط التنمية اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم المقياس المتوسط (‪ )1:50 000 - 1:25000‬لتحديد مناطق الخطر في المناطق‬
‫المتأثرة بالهياكل الهندسية الكبيرة والطرق وخطط التوسع العمراني‪.‬‬
‫‪ ‬يتم استخدام المقياس الكبير (‪ )1:15000 – 1:5000‬على مستوى التحريات في الموقع‬
‫قبل مرحلة تصميم األعمال الهندسية‪.‬‬
‫مفصلة وصور أقمار صناعية عالية الدقة‬‫ّ‬ ‫صور جوية‬
‫ا‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬يتطلب جرد التفاصيل‬
‫لمساعدة المفسر في تقديم استنتاجات حول أنواع وأسباب االنهيار األرضي‪ .‬في اآلونة األخيرة‪،‬‬
‫وفرت صور األقمار الصناعية عالية الدقة من غوغل مصدر رخيص وقيم لتحديد االنهيارات‬
‫األرضية قبل وبعد الزلزال المدمر في هايتي في يناير ‪( 2010‬شكل ‪.)5.11‬‬
‫تعد األنظمة البصرية عالية الدقة األخرى (من ‪ 1‬إلى ‪ 5‬أمتار) مثل صور ‪ IKONOS‬و‬
‫‪ Quickbird‬و ‪ IRS‬والقدرة المجسمة لـ ‪ SPOT 5‬مفيدة للتعرف على االنزالقات األرضية ورسم‬
‫خرائط استخدام األرض ذات الصلة‪ .‬كلما كان ذلك ممكنا‪ ،‬يجب استخدام الصور ذات الدقة األعلى‬

‫‪- 353 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫لتحديد وتفسير األشكال الجيومورفية والمعالم المرتبطة بها الموضحة في الشكل ‪ .6.11‬يمكن‬
‫التعرف بسهولة على االنهيارات األرضية الكبيرة من صور ‪ Landsat TM‬ذات الدقة المتوسطة‬
‫متر‪.‬‬
‫البالغة ‪ 30‬ا‬

‫شكل ‪ a 4.11‬تفسير صور جوية مجسمة إلنتاج خرائط جرد انزالقات ارضية بمقياس ‪ 100000 :1‬في إيطاليا‪.‬‬
‫‪ b‬تشير الوحدات المظللة المختلفة إلى أنواع االنزالقات األرضية و ‪ c‬األعمار‪.‬‬
‫أظهرت األبحاث الحديثة أن الرادار المجسم عالي الدقة والصور البصرية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المعلومات التضاريسية والجيولوجية‪ ،‬ساعدت في تحديد خصائص األشكال الجيومورفولوجية‬
‫لالنهيارات األرضية العميقة الالزمة إلنتاج خرائط جرد االنهيارات األرضية‪ .‬تعد الزاوية المتعددة‬
‫السقوط والصور الفوتوغرافية المجسمة والقدرات عالية الدقة لمختلف سواتل الرادار مفيدة بشكل‬
‫خاص في توفير المعلومات الجيومورفولوجية والتضاريسية الالزمة إلنتاج خرائط جرد االنهيارات‬
‫األرضية‪.‬‬

‫‪- 354 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 5.11‬انزالقات أرضية بالقرب من بورت أو برنس ‪ ،‬قبل وبعد زلزال هايتي‪.‬‬

‫شكل ‪ 6.11‬أجزاء انزالق أرضي‬


‫لتقييم مدى مالءمة صور االستشعار عن بعد لجرد االنزالقات األرضية‪ ،‬فإن حجم انهيارات‬
‫المنحدر الفردية بالنسبة لخلية الدقة األرضية له أهمية بالغة‪ .‬إن مساحة الخارطة الكلية إلنهيار تبلغ‬
‫مساحته ‪ 42000‬متر مربع تطابق ‪ 20 × 20‬بكسل على صورة ‪ SPOT Pan‬و ‪10 × 10‬‬
‫بكسل على صور ‪ SPOT‬متعددة األطياف‪ .‬وسيكون هذا كافيا لتحديد االنزالق األرضي الذي يظهر‬

‫‪- 355 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫كبير ‪ ،‬لكنه غير كاف إلجراء تحليل مناسب للعناصر المتعلقة بالفشل في تحديد خصائص‬
‫ا‬ ‫تباينا‬
‫ونوع االنهيار األرضي‪ .‬من المعتقد أنه إذا كان مقياس ‪ 1:15000‬هو األنسب‪ ،‬فينبغي اعتبار‬
‫‪ 1:25000‬أصغر مقياس لتحليل ظواهر عدم استقرار المنحدر على الصور الجوية‪ .‬باستخدام‬
‫كبير‬
‫ا‬ ‫مقاييس أصغر‪ ،‬قد يتم التعرف على انهيار منحدر على هذا النحو إذا كان الحجم والتباين‬
‫بدرجة كافية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن كمية المعلومات التحليلية التي تمكن المفسر من التوصل إلى‬
‫استنتاجات حول نوع وأسباب االنزالق األرضي ستكون محدودة للغاية في المقاييس األصغر من‬
‫‪ .1:25000‬لهذا السبب‪ ،‬ستكون الصور المجسمة بدقة ‪ 3‬أمتار مفيدة للغاية في التفسير التفصيلي‪.‬‬
‫تتميز االنزالقات األرضية بعدد من الخصائص الضوئية على الصور البانوكروماتية والصور‬
‫الفوتوغرافية‪ ،‬بمعنى‪ ،‬خطوط حادة من االنقطاعات في التضاريس‪ ،‬تضاريس ناتئة على الجانب‬
‫السفلي من المنحدر‪ ،‬تغييرات مفاجئة في الدرجة اللونية والغطاء النباتي‪ ،‬وشذوذات تصريف مثل‬
‫عدم وجود تصريف مناسب على الحطام المنزلق‪ .‬يقدم الشكل ‪ 7.11‬مثاال على االنهيار األرضي‬
‫الذي حدث في نهر غوال (كومون ‪ ،‬جبال الهيمااليا)‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.11‬صورة ‪ IRS-1D PAN‬توضح حدوث انزالق أرضي في وادي نهر غوال (جبال الهيمااليا)‪ .‬الحظ أن‬
‫نهر غوال‪ ،‬الذي يتدفق من الشرق إلى الغرب في هذا الجزء ‪ ،‬قد تم حجزه بواسطة الحطام األرضي الناشئ من‬
‫المنحدر الجنوبي للوادي‪ .‬تتوضح بشكل جيد الخصائص الصورية النموذجية المختلفة لالنزالقات األرضية (خطوط‬
‫حادة من االنقطاع‪ ،‬تغير مفاجئ في الدرجة اللونية‪ ،‬الغطاء النباتي ‪ ،‬االفتقار إلى التصريف في الحطام)‬

‫‪- 356 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تشتمل االستجابة للكوارث على التقييم السريع لألضرار وعمليات اإلغاثة بمجرد وقوع الكارثة‪.‬‬
‫حاليا‪ ،‬يتم إجراء تقييم لألضرار المتعلقة باالنهيارات األرضية والكوارث األخرى باستخدام التصوير‬
‫الجوي والفيديو والفحوصات األرضية‪ .‬من أجل التمكن من استخدام بيانات المراقبة األرضية البصرية‬
‫‪ optical Earth Observation EO‬لتقييم األضرار الناجمة عن االنهيارات األرضية‪ ،‬ينبغي‬
‫استيفاء معيارين‪ :‬دقة زمانية عالية ودقة مكانية عالية (حوالي ‪ 3‬إلى ‪ 10‬أمتار) تكون ضرورية‬
‫لتقييم األضرار الناجمة عن االنهيارات األرضية وجهود اإلغاثة‪ .‬تعد الصور الملتقطة في وقت‬
‫الكارثة أو بعد أيام من وقوع الحدث على غرار المخاطر الجيولوجية األخرى ‪ -‬الزالزل والبراكين ‪-‬‬
‫من متطلبات دعم جهود اإلغاثة‪ .‬يوضح الشكل ‪ )d ، c ، b ، a( 8.11‬استخدام صور‬
‫‪ IKONOS‬عالية الدقة (‪ 2.5‬م) وصور رادارسات ذات الوضع الدقيق (‪ 8‬أمتار) لتقييم األضرار‬
‫وانتاج خرائط جرد منقحة تتعلق بتدفقات طين عالية السرعة ناتجة عن سرعة هطول أمطار عالية‬
‫على المنحدر الشمالي لجبل أفيال على ساحل فنزويال‪ .‬تسبب االنهيار األرضي الذي وقع في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ 1999‬في مقتل ‪ 50‬ألف شخص وتسبب في أضرار في الممتلكات بلغت قيمتها ‪ 1.5‬مليار‬
‫دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ 2.3.11‬رصد االنزالقات األرضية باستخدام ‪Landslide Monitoring using InSAR‬‬
‫‪InSAR‬‬
‫‪Interferometric‬‬ ‫تُستخدم تقنيات الرادار ذي الفتحة االصطناعية التداخلية (‪)InSAR‬‬
‫‪ Synthetic Aperture Radar‬لقياس اإلزاحة الملليمترية الصغيرة في االنهيارات األرضية البطيئة‬
‫الحركة‪ .‬تمثل صورة التداخل اختالفات الطور بين إشارات االستطارة الخلفية في صورتي ‪ SAR‬تم‬
‫الحصول عليهما من مواقع مماثلة في الفضاء‪ .‬في حالة ‪ SAR‬المحمول في الفضاء‪ ،‬يتم الحصول‬
‫على الصور من مدارات مرور متكررة‪ .‬تنجم فروق الطور بين صورتي مرور متكرر عن تضاريس‬
‫وعن تغيرات في مسافة خط البصر (المدى) إلى الرادار بسبب إزاحة السطح أو التغير في طول‬
‫مسار االنتشار الجوي‪ .‬بالنسبة للهدف غير المتحرك‪ ،‬يمكن تحويل اختالفات الطور إلى خريطة‬
‫ارتفاع رقمي في حالة توفر بيانات دقيقة للغاية عن مدار القمر الصناعي‪.‬‬
‫هناك عائقان مهمان لتطبيق ‪ InSAR‬على مراقبة حركة المنحدر‪ )1( :‬يقيس ‪InSAR‬‬
‫االزاحات في المدى المائل فقط‪ ،‬وال يمكن قياس مكون متجه السرعة في اتجاه الرحلة‪ )2( .‬ال يمكن‬

‫‪- 357 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫لـ ‪ InSAR‬سوى تعيين الحركة على مقاييس زمنية ومكانية مميزة‪ ،‬تتعلق بالدقة المكانية للمستشعر‬
‫وفاصل تكرار التصوير‪ .‬تتراوح المقاييس النموذجية لتطبيق قياس التداخل ‪ SAR‬على حركات‬
‫االنهيار األرضي من ملليمتر إلى سنتيمتر في الشهر (مع صور تكرار مرور ‪ 35‬يوما) وصوال إلى‬
‫ملليمترات إلى سنتيمترات في السنة (مع فترات زمنية سنوية تقريبا)‪.‬‬

‫شكل ‪ )e-a( 8.11‬انهيارات أرضية في فنزويال ناتجة عن هطول أمطار بكثافة عالية وتدفق المياه والحطام بسرعة‬
‫عالية والتي دفنت المناطق السكنية مما أسفر عن مقتل ‪ 50‬ألف شخص و ‪ 1.5‬مليار من األضرار على المنحدر‬
‫الشمالي لسلسلة جبال أفيال‪ (a) .‬الصورة‪ )b) .‬و )‪ (c‬تعرضان تصوير ‪ Ikonos‬عالي الدقة ‪ 2.5‬م‪ )d( .‬تُظهر‬
‫ندبات االنهيار األرضي الناتجة على المنحدرات الحادة‪e( .‬ـ) ُيظهر مخطط تداخل تنازلي ‪ 8‬م من رادارسات‪.‬‬
‫المنطقة ‪ 1‬هي المنطقة المستقرة نسبيا لمدينة كاراباليدا‪ ،‬والمنطقة ‪ 2‬هي منطقة تدفق الطين‪ ،‬والمنطقة ‪ 3‬تشير إلى‬
‫منحدرات غير مستقرة‬

‫‪- 358 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫ال يمكن إجراء تحليل للحركة في المناطق المزروعة إال في حالة وجود عدد قليل من الكائنات‬
‫المستقرة (عادة ما تكون إنشاءات من صنع اإلنسان مثل المنازل والطرق وما إلى ذلك) داخل هذه‬
‫المناطق‪ .‬باستخدام سلسلة زمنية طويلة من صور ‪ SAR‬التداخلية (عادة حوالي ‪ 30‬أو أكثر من‬
‫صور مرور متكررة على مدى عدة سنوات)‪ ،‬يتم تحديد الكائنات ذات طور استطارة خلفية مستقر‬
‫بواسطة التحليل اإلحصائي‪ .‬هناك فقط بعض كائنات من صنع اإلنسان تكشف عن استق اررية‬
‫المرحلة على المدى الطويل‪ .‬يتيح تحليل السالسل الزمنية ‪ SAR‬باستخدام تقنية المشتت الدائم‬
‫اكتشاف حركات صغيرة للغاية لألشياء المنفردة (على سبيل المثال منازل فردية)‪ .‬هناك حاجة إلى‬
‫كثافة عدد معين من األجسام المستقرة (على األقل حوالي ‪ 5‬لكل كيلومتر مربع) لتمكين التصحيح‬
‫الدقيق لمساهمات الطور الجوي‪ .‬تم تطبيق هذه الطريقة على خريطة انخساف في مناطق حضرية‬
‫وريفية في مختلف البلدان‪.‬‬
‫نظر للمدارات المتكررة ل ‪ SAR‬التي تتراوح مدتها بين ‪ 25‬و ‪ 35‬يوما‪ ،‬يعد ‪ InSAR‬مناسبا‬
‫ا‬
‫بشكل أساسي لمراقبة الحركات البطيئة جدا للمنحدرات واألجسام الفردية ولرسم خرائط االنخساف‪.‬‬
‫وبالتالي فهي قادرة على تلبية االحتياجات المحددة من المعلومات لرصد االنهيار األرضي‪ ،‬ومكملة‬
‫لمصادر المعلومات األخرى‪ .‬تتمثل الميزة الرئيسية للتقنيات التقليدية في إمكانية إجراء قياسات دقيقة‬
‫للغاية لإلزاحة على مناطق كبيرة بتكاليف معقولة‪ ،‬وبالتالي توفير أداة ممتازة لالستطالع‪.‬‬
‫تقدم دراسة حالة فرانك روك أفاالنش إثبات لقدرة ‪ InSAR‬على مراقبة الحركة التدريجية في‬
‫انهيار صخري كبير في جبال الروكي الكندية‪ .‬حدث الفرانك ساليد‪ ،‬وهو انهيار جليدي صخري‬
‫مساحته ‪ 106 × 30‬ا‬
‫متر مكعبا من حجر جيري من حقبة الحياة القديمة‪ ،‬في أبريل عام ‪ 1903‬على‬
‫الوجه الشرقي لجبل السالحف في جنوب ألبرتا‪ ،‬كندا‪ .‬تم تسجيل سبعين حالة وفاة‪ .‬هذا االنزالق ال‬
‫يزال نشط‪ .‬تم تحديد العوامل التي تساهم في االنزالق على أنها التركيب الجيولوجي للجبل‪،‬‬
‫واالنخساف الناجم عن تعدين الفحم عند مقدمة الجبل‪ ،‬والزالزل الناجمة عن التفجير‪ ،‬وهطول‬
‫األمطار فوق المعدل في السنوات السابقة لالنزالق‪ ،‬ودورات االنجماد ‪ -‬الدفئ‪ .‬قامت حكومة ألبرتا‬
‫بتركيب محطات ‪ GPS‬والعديد من المراقبات في الموقع لمراقبة نشاط ما بعد االنزالق في مواقع‬
‫محددة (الشكل ‪ ،)9.11‬وتستكمل مراقبة ‪ InSAR‬الحالية القياسات في الموقع‪ .‬أظهرت أحدث نتائج‬
‫‪( InSAR‬الشكل ‪ )9.11‬أنه خالل الفترة من أبريل ‪ 2004‬إلى أكتوبر ‪ ، 2006‬وجد أن سفح‬

‫‪- 359 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المنحدر الشرقي لجبل السالحف‪ ،‬وهو سطح األرض فوق منجم الفحم‪ ،‬يهبط بمعدل يبلغ حوالي‬
‫‪ 3.1‬ملم في السنة مما يدعم التكهنات بأن تعدين الفحم تحت األرض تسبب في انزالق الفرانك‪.‬‬

‫شكل ‪ 9.11‬مراقبة ‪ InSAR‬إلنزالق فرانك‪ ،‬كندا‪.‬‬


‫هناك ميزة أخرى ذات صلة تحتاج إلى اهتمام في هذا السياق هي مسار تدفق الحطام‪ .‬تستمد‬
‫تدفقات الحطام مصدرها من االنزالقات األرضية‪ ،‬وتتحرك في سيول‪ ،‬وليس بطريقة مستمرة‪ .‬قد تظل‬
‫غير نشطة وجافة تقريبا لمعظم أجزاء السنة‪ ،‬ولكنها قد تحمل كمية كبيرة من الحطام خالل موسم‬
‫األمطار‪ ،‬وهو ما يكفي لحجز شبكة النقل‪ .‬لذلك من الضروري تحديد مسارات تدفق الحطام ورسم‬
‫خرائط لها أثناء تخطيط األنشطة التنموية‪ ،‬خاصة للطرق السريعة‪ ،‬في التضاريس الجبلية (الشكل‬
‫‪.)10.11‬‬
‫يعد تقييم خطر االنهيار األرضي مهمة معقدة حيث أن حدوث االنهيار األرضي يعتمد على‬
‫العديد من العوامل‪ .‬بفضل ظهور تقنية االستشعار عن ُبعد وتكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية‪،‬‬
‫أصبح من الممكن جمع ومعالجة ودمج مجموعة متنوعة من البيانات المكانية‪ ،‬مثل الخريطة‬
‫الصخارية والبيانات التركيبية (التراكيب الخطية والصدوع وما إلى ذلك)‪ ،‬وغطاء األرض واستخدام‬

‫‪- 360 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫األرض‪ ،‬والظروف السطحية‪ ،‬وخصائص المنحدر للمنطقة‪ ،‬والتي يمكن استخدامها لتقسيم المناطق‬
‫األرضية الخطرة‪.‬‬

‫شكل ‪ 10.11‬مجموعة من االنهيارات األرضية ومسارات تدفق الحطام بالقرب من أوتاركاشي‪ ،‬في جبال الهيمااليا‬
‫(صورة ‪IRS-1D PAN‬؛ الشريط في الزاوية اليسرى السفلى = ‪ 400‬متر)؛ حافات الندوب ذات التدرجات اللونية‬
‫الفاتحة في المناطق المرتفعة ذات قمة مروحة لألسفل هي مناطق المصدر‪ ،‬والمعالم الخطية الرفيعة ذات التدرجات‬
‫اللونية الفاتحة هي مسار تدفق الحطام‪.‬‬
‫مثال على منهجية تكامل البيانات المستندة إلى نظم المعلومات الجغرافية المعروضة هنا هي طريقة‬
‫بسيطة ومباشرة وتتعلق بدراسة جزء من وادي بهاجيراثي‪ ،‬في جبال الهيمااليا (الشكل ‪ .)11.11‬وقد‬
‫استخدمت أنواعا مختلفة من البيانات‪ ،‬بما في ذلك الخرائط الطبوغرافية وموديل االرتفاع الرقمي‬
‫‪ DEM‬وخرائط الصخارية والتركيبية وبيانات االستشعار عن بعد متعددة األطياف وبيانات ‪PAN‬‬
‫والمالحظات الحقلية‪ .‬تم تنفيذ مجموعات البيانات الجغرافية المتعددة في بيئة نظام المعلومات‬
‫الجغرافية النقطية لتوليد طبقات البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬خارطة عازلة للصدوع االندفاعية‬
‫‪ ‬خارطة عازلة للمعلم الخطي التصويري‬
‫‪ ‬خارطة صخارية‬

‫‪- 361 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ ‬خارطة استعمال األرض \ غطاء األرض‬


‫‪ ‬خارطة عازلة للتصريف‬
‫‪ ‬خارطة زاوية المنحدر‬
‫‪ ‬خارطة تضاريس نسبية‬
‫‪ ‬خارطة توزيع االنزالقات األرضية (منطقة التدريب)‪.‬‬
‫نظر ألن االنزالقات األرضية تكون ناجمة عن تفاعل جماعي للعوامل المذكورة أعاله‪ ،‬تم تقدير‬
‫ا‬
‫األهمية النسبية لهذه العوامل‪ .‬تم تبني طريقة بسيطة تضمنت وضع جميع البيانات على مقياس‬
‫ترتيبي ثم تطبيق نظام تصنيف الوزن من أجل التكامل (الشكل ‪ .)11.11‬تم استخدام تردد مؤشر‬
‫خطر االنهيار األرضي (‪ Landslide Hazard Index )LHI‬لتحديد مختلف مناطق مخاطر‬
‫جدا‪ ،‬والتي تم التحقق من‬
‫جدا ومنخفضة ومعتدلة وعالية وعالية ﹰ‬
‫االنهيارات األرضية‪ ،‬وهي منخفضة ﹰ‬
‫صحتها من البيانات الحقلية‪.‬‬

‫شكل ‪ 11.11‬مخطط تكامل البيانات في نظم المعلومات الجغرافية لتقسيم مناطق مخاطر االنهيارات األرضية‬

‫‪- 362 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 4.11‬موقع طريق (طرق سريعة وسكك حديدية) ومحاذاة القنوات وخطوط األنابيب‬
‫واألنفاق ‪Route Location (Highways and Railroads) and Canal,‬‬
‫‪Pipeline and Tunnel Alignments‬‬
‫الطرق السريعة والسكك الحديدية والقنوات وخطوط األنابيب واألنفاق كلها تراكيب هندسية‬
‫خطية‪ ،‬بمعنى تركيب هندسي واحد يمتد فوق مسافة كبيرة طوال‪ ،‬ومسافة أصغر نسبيا عرضاٴ‪ ،‬بحيث‬
‫يكون للتحريات جوانب معينة مشتركة‪ .‬تُعد بيانات االستشعار عن ُبعد أداة مساعدة قوية في تخطيط‬
‫واستكشاف وتعمير وصيانة هكذا تراكيب‪.‬‬
‫خالل مرحلة الجدوى والتخطيط األولي‪ ،‬بمجرد إعطاء النقاط النهائية من خالل اعتبارات‬
‫استراتيجية ‪ /‬سياسية ‪ /‬اقتصادية‪ ،‬يمكن اختيار الطرق البديلة المختلفة الممكنة للطرق السريعة أو‬
‫السكك الحديدية أو القنوات أو خطوط األنابيب أو األنفاق على صور األقمار الصناعية بدال من‬
‫تحديدها على األرض‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يمكن أن تؤدي التحريات التفصيلية‪ ،‬ويفضل أن يكون ذلك‬
‫باستخدام بيانات االستشعار عن بعد المجسمة‪ ،‬إلى إلقاء الضوء على الجوانب ذات الصلة التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬شكل التضاريس والتدرجات السطحية؛ (‪ )2‬أنواع الترب والصخور؛ (‪ )3‬التركيب الجيولوجي‬
‫(صدوع ‪ ،‬أنطقة قص‪ ،‬إلخ)؛ (‪ )4‬استقرار المنحدر؛ (‪ )5‬حجم األعمال الترابية؛ (‪ )6‬صفات‬
‫التصريف السطحي ومعابر قناة المياه؛ (‪ )7‬ظروف المياه الجوفية؛ (‪ )8‬توافر مادة البناء المناسبة؛‬
‫(‪ )9‬كمية ونوع اإلزالة أو التنظيف المطلوب؛ و (‪ )10‬تعويض قيمة العقار‪ .‬هذا يمكن أن يعطي‬
‫فكرة عن الطول الكلي للتركيب واالقتصاديات المتضمنة‪.‬‬
‫بالنسبة لمشاريع مثل الطرق السريعة والسكك الحديدية والقنوات وخطوط األنابيب‪ ،‬فإن األبحاث‬
‫الجيوتكنيكية السطحية‪ ،‬والتي يمكن أن يكون أساسها االستشعار عن بعد والحقل‪ ،‬كافية إلى حد‬
‫كبير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن األنفاق‪ ،‬ألنها تقع على بعد عدة مئات من األمتار تحت السطح‪ ،‬تحتاج إلى‬
‫استراتيجية مختلفة للتحريات‪ .‬فهي تحتاج إلى الحصول على البيانات تحت السطحية التي يتم‬
‫الحصول عليها من خالل الحفر‪ ،‬الخنادق إلخ‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬من الضروري أن يتم دمج وتخطيط‬
‫المعالم الجيوتكنيكية وظروف الكتلة الصخرية (أنطقة قص‪ ،‬صدوع‪ ،‬فواصل‪ ،‬تطبق‪ ،‬أنواع الصخور‪،‬‬
‫ظروف المياه الجوفية وما إلى ذلك) كما هي مالحظة في الحقل‪ ،‬ومفسرة من صور أقمار صناعية‬

‫‪- 363 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أو مستنتجة من الحفر‪ ،‬مع محور النفق من اجل تقييمها السليم‪ .‬وقد مهد هذا الطريق إلى نظم‬
‫معلومات جغرافية ببعدين وثالث ابعاد‪.‬‬
‫‪ .5.11‬البنية الجيولوجية ‪Geologic Structure‬‬
‫كما يوضح انهيار سد القديس فرنسيس المذكور آنفا‪ ،‬فإن البنية الجيولوجية هي جزء أساسي‬
‫من تحديد مدى مالءمة موقع البناء‪ .‬هذا السد كان مثبت على انزالق أرضي من جانب وصدع على‬
‫دور في‬
‫الجانب اآلخر‪ .‬إن ميل التورق في صخرة الشست‪ ،‬والذي ينزلق عند التزييت‪ ،‬قد لعب ا‬
‫انهيار السد‪ .‬تقع محطة ديابلو كانيون للطاقة الذرية على ساحل كاليفورنيا بجوار العديد من الصدوع‬
‫التي أعتقد أنها غير نشطة‪ .‬أشار التقرير‪ ،‬عادة ما يكون عن طريق حفر الخنادق‪ ،‬إلى أن الصدع‬
‫كان غير نشط لمدة ‪ 10،000‬عام‪ ،‬وال يمكن ضمان أنه سيبقى غير نشط‪ .‬التراكيب الجيولوجية‬
‫(الصدوع‪ ،‬مجموعة الفواصل‪ ،‬ميل التطبق أو التورق‪ ،‬االنهيارات األرضية) هي معالم يمكن‪ ،‬في‬
‫معظم الحاالت‪ ،‬تحديدها وتعيينها باستخدام صور عالية الدقة‪ .‬يمكن لليدار ‪ Lidar‬أن يساعد في‬
‫تحديد شدة وتواتر الزالزل األخيرة‪.‬‬
‫التراكيب الجيولوجية مهمة أيضا عند تحديد مواقع تطوير الطاقة البحرية‪ .‬تتطلب المسوحات‬
‫السيزمية للمياه الضحلة معرفة المياه الضحلة‪ ،‬في حين أن المنصات‪ ،‬واإلكماالت تحت سطح‬
‫البحر‪ ،‬وخطوط األنابيب البحرية تتطلب معلومات حول استق اررية القاع‪ .‬يمكن اكتشاف وتصوير‬
‫االنهيارات تحت البحرية والصدوع والبراكين الطينية والجروف والمنحدرات شديدة االنحدار وحطام‬
‫السفن باستخدام مركبات مستقلة تعمل تحت الماء (‪ )UAVs‬مزودة بأدوات استشعار عن ُبعد مثل‬
‫سونار المسح الجانبي وأنظمة قياس األعماق المتعددة الحزم‪ .‬لقد أثبتت هذه األنظمة فعاليتها في‬
‫عمق مياه حتى ‪ 4500‬متر في خليج المكسيك‪.‬‬
‫‪ 6.11‬المواد السطحية ‪Surface Materials‬‬
‫ال ينبغي بناء المرافق والطرق واحزمة النقل في المناجم وخطوط الطاقة وخطوط األنابيب في‬
‫مناطق تنطوي على مخاطر محتملة مثل المنحدرات غير المستقرة وفيضانات األنهار واالنخساف‬
‫والتعرية النهرية والشاطئية‪ .‬من الممكن تحديد الخطر وامتداد هذه المخاطر من خالل الحصول على‬
‫تصوير متعدد األزمنة والتحقق‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من حجم الفيضان على مدى عقد من الزمن أو‬

‫‪- 364 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫أكثر‪ .‬عادة يمكن اكتشاف االنزالقات األرضية الشاسعة والمناطق المعرضة لخطر الحرائق عن‬
‫طريق مراجعة الصور التاريخية‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يفضل أن يقوم الشخص بالبناء على سطح صلب ثابت‪ .‬إن صخر األساس يكون‬
‫جيد بمعنى أنه عادة يكون مستقر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب على المرء تحديد أن التطبق أو التورق ينبغي أن‬
‫ال يتوازى مع منحدر السطح أو يقطع سفليا بمنحدر السطح‪ ،‬حيث قد يبدأ بعد ذلك في االنفصال او‬
‫االنزالق‪ .‬من السهل عموما العمل مع ترب يمكن حفرها وتشكيل سطحها‪ ،‬إال أنها تخضع لالنضغاط‬
‫والهبوط بشكل غير متساو ‪ ،‬وبالتالي قد يتطلب تقنيات بناء خاصة ومراقبة مستقبلية‪.‬‬
‫تتميز الترب المختلفة بخصائص هندسية متنوعة يجب مراعاتها عند التخطيط لتطوير موقع ما‪.‬‬
‫إن الترب الرملية لديها تسريب جيد للمياه وبالتالي تقلل الحاجة إلى حساب جريان مياه األمطار‪ .‬من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬فإن االنسكابات يمكن أن تجد طريقها بسرعة إلى منسوب المياه الجوفية في مواد‬
‫رملية‪ .‬الترب الرملية تكون أقل عرضة لحركة الكتل نحو اسفل المنحدر من الترب الغنية بالطين‪.‬‬
‫يمكن أن تفشل الترب الغنية بالطين على المنحدرات الضحلة كدرجة أو درجتين عند تشبعها‪ .‬تتعزز‬
‫القدرة على االنزالق على المنحدر نتيجة للجاذبية من خالل أنواع الحبيبات وكمية المياه في التربة‪.‬‬
‫تتمتع الحبيبات الكبيرة غير المنتظمة (الرمال ‪ ،‬المدملكات) عموما بمقاومة أكثر لالنزالق من‬
‫الحبيبات المسطحة ناعمة الحبيبات (الطين)‪ .‬جميع المواد لديها مقاومة أقل لالنزالق عندما تكون‬
‫مشبعة بالماء‪ ،‬والذي يعمل كعامل تزييت‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن أن يكون استخدام الصور لتحديد المواقع‬
‫ذات التصريف الطبيعي الجيد مفيدا‪.‬‬
‫يجب أن يكون من الممكن تفسير الترب الرملية مقابل الترب الغنية بالطين على أساس‬
‫التسرب والتباعد النسبي للتصريف‪ ،‬وشدة انحدار قنوات التصريف‪ ،‬ونوع الغطاء النباتي الذي ينمو‬
‫في منطقة ما‪ .‬الترب الرملية لديها تسريب أفضل‪ ،‬وبالتالي لديها شبكة تصريف متباعدة أكثر من‬
‫التربة الغنية بالطين‪ .‬وهي تمتلك أيضا أخاديد على شكل ‪ ، V‬في حين تميل التربة الطينية والغنية‬
‫بالطين إلى وجود أخاديد على شكل حرف ‪ .U‬تحتوي الترب الغنية بالطين على أعشاب وأشجار‬
‫ذات جذور ضحلة وشجيرات‪ ،‬بينما تحتوي الترب الرملية على مجتمعات نباتية ذات جذور عميقة‪.‬‬
‫ستظهر المناطق ذات المياه الجوفية القريبة من السطح كتدرجات لونية أغمق (رطبة) على التصوير‬
‫المرئي أو بالقرب من األشعة تحت الحمراء وتكون بها نباتات خضراء أكثر في جميع أنواع الترب‪.‬‬

‫‪- 365 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 7.11‬االنحدار السطحي ‪Surface Slope‬‬


‫في الغالب‪ ،‬يحاول المرء تجنب المنحدرات شديدة االنحدار عند بناء منشآت أو طرق ‪ ،‬ألن‬
‫تكاليف تهيئة الموقع ترتفع مع مقدار التربة التي يتطلب تحريكها‪ .‬تعتبر المنحدرات شديدة االنحدار‬
‫بطبيعتها أقل ثباتا من المنحدرات المعتدلة‪ ،‬مما يتطلب مزيدا من العمل لجعل حاجز طريق أو مرور‬
‫خط أنابيب أو جدران منجم مفتوح أو موقع محطة غاز آمنا‪ .‬من السهل مراقبة انحدار نسبي على‬
‫صورة‪ .‬مع التغطية المجسمة أو موديل االرتفاع الرقمي‪ ،‬يكون من الممكن تحديد الميل الدقيق‪.‬‬
‫يمكن إنشاء موديالت ارتفاع رقمي ‪ DEMs‬من الصور المجسمة باستخدام طرق المسح التصويري‬
‫لتحديد االرتفاع في نقاط مختلفة‪ ،‬أو يمكن اشتقاقها باستخدام مقياس ارتفاع رادار قمر صناعي أو‬
‫طرق مقياس ارتفاع ‪ Lidar‬المحمول جوا (شكل ‪.)12.11‬‬

‫شكل ‪ 12.11‬موديل ارتفاع رقمي لمنجم ‪ Bingham‬جنوب غرب ‪ ، Salt Lake City‬يوتا‪.‬‬

‫‪ 8.11‬االستطالع ‪Reconnaissance‬‬
‫قبل الذهاب إلى منطقة معينة‪ ،‬ال سيما في بلد أجنبي‪ ،‬من المهم معرفة ماهية البنية التحتية‪،‬‬
‫بما في ذلك مكان تواجد اإلنتاج‪ ،‬وأين توجد خطوط األنابيب ومرافق التخزين‪ ،‬وأين توجد الطرق‬
‫وخطوط الطاقة والمصافي والمصاهر‪ .‬وهذا النوع من المعلومات غير متاح في كثير من األحيان‪،‬‬
‫إما ألنه غير موجود أو غير مقدم من قبل البلد المضيف‪ .‬يمكن للمرء أن يتعلم‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫شيئا ما عن كمية النفط المنتج في منطقة ما عن طريق حساب خزانات تخزين النفط (الشكل‬

‫‪- 366 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .)13.11‬حتى أنه من الممكن تقدير مدى امتالء هذه الخزانات باستخدام التصوير الحراري الذي‬
‫تشير إلى مستويات السائل الداخلي‪ :‬الخزانات الفارغة جزئيا تكون أكثر برودة من الخزانات المكتملة‬
‫بسبب الغازات األكثر برودة في األعلى‪ .‬يعد وجود أو عدم وجود خط أنابيب عامال حاسما في‬
‫تحديد اقتصاديات االستثمار في منطقة معينة‪ .‬إذا كانت هناك بوادر على حفر بئر في منطقة ما‪،‬‬
‫ومع ذلك ال توجد طريقة واضحة إليصال النفط إلى السوق ‪ ،‬فهذا يشير إلى أن البئر ربما يكون قد‬
‫فشل اقتصاديﹰا وأن المنطقة تستحق مخاطر استكشاف أكبر‪ .‬يمكن أن تكشف المخلفات المنجمية‬
‫القديمة عن المكان الذي حدث فيه نشاط تعدين في الماضي‪.‬‬

‫شكل ‪ 13.11‬صهاريج تخزين النفط وأرصفة الميناء وناقالت بترول‪ ،‬جنوب جزيرة الخرج ‪ ،‬إيران‪.‬‬
‫دقيقا على الخرائط الموجودة‪ .‬يمكن أن‬
‫ﹰ‬ ‫عند اإلعالن عن اكتشاف جديد‪ ،‬قد ال يكون موقعه‬
‫تظهر صور األقمار الصناعية التفصيلية ليس فقط مكان االكتشاف بالضبط‪ ،‬ولكن يمكنها أيضا‬
‫تقديم معلومات مثل ما إذا كان قد تم حفر بئر على تركيب سطحي أو ما إذا كان الراسب متموضع‬
‫عن طريق تصدع‪ .‬إذا لم يكن هناك بنية سطحية واضحة‪ ،‬فإن هذا يشير إلى وجود تطور معين في‬
‫برنامج الزالزل (أو التنقيب تحت السطحي) المستخدم لتحديد موقع االكتشاف‪ .‬إذا كان هناك تركيب‬
‫سطحي‪ ،‬يمكن للمرء أن يتعلم شيئا عن نوع التراكيب التي تنتج في المنطقة‪ .‬ويمكن استخدام هذه‬
‫المعلومات الستكشاف تراكيب مماثلة في الحوض المحيط‪ .‬إذا كان هناك جسم خام يقع على طول‬

‫‪- 367 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الجيولوجيا الهندسية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫نطاق قص‪ ،‬فقد يكون من الممكن االستكشاف على طول ذلك النطاق‪ ،‬أو للبحث عن معالم مشابهة‬
‫للنطاق في المنطقة المحيطة‪.‬‬
‫يوفر عدد اآلبار في حقل ما‪ ،‬ودرجة ارتباطها بشبكات طرق وخطوط أنابيب‪ ،‬معلومات مهمة‬
‫للشركات التي تقيم صفقات الشراكة والمشاريع المشتركة (شكل ‪ .)14.11‬وبالمثل‪ ،‬يمكن أن يكشف‬
‫مدى امتالك منطقة ما حفر تنقيب عن مدى المناطق الممعدنة‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.11‬جزء من حقل نفط ‪ ، Aneth‬جنوب والية يوتا ‪ُ ،‬يظهر البنى التحتية بما في ذلك اآلبار وخطوط‬
‫األنابيب والطرق‪( .‬صورة ملونة حقيقية مقدمة من ‪ GeoEye‬و ‪).© 2012 Google ،Google Earth‬‬

‫‪- 368 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الفصل الثاني عشر‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬
‫‪ 1.12‬تمهيد ‪preface‬‬
‫إن العلوم الجيولوجية البيئية هي مجال متعدد التخصصات للغاية ذات فروع تمتد إلى جميع‬
‫التخصصات العلمية تقريبا‪ .‬تنبع إمكانات تطبيق تقنيات االستشعار عن بعد للمراقبة البيئية من‬
‫مزاياها الفريدة‪ :‬وهي نهج متعدد األطياف‪ ،‬ونظرة عامة شاملة وتغطية متكررة‪ ،‬بمعنى إمكانية فحص‬
‫الكائنات في نطاقات طيفية مختلفة‪ ،‬من منظور الوضع اإلقليمي‪ ،‬وعند فترات زمنية بشكل متكرر‪.‬‬
‫وعلى نطاق واسع‪ ،‬يمكن أن ترتبط مختلف المشاكل الجيوبيئية بتغيرات أو تدهور موارد األرض أو‬
‫الماء أو الهواء أو الغطاء النباتي‪ .‬يمكن ان تكون هناك عدة جوانب للدراسة‪ ،‬على سبيل المثال ما‬
‫يلي‪.‬‬
‫‪ .1‬تغييرات استخدام األراضي المرتبطة بالتعدين السطحي‪.‬‬
‫‪ .2‬آثار التعدين تحت األرضي‪ ،‬مثل االنخساف الخ‪.‬‬
‫‪ .3‬تطور أراضي إلقاء النفايات‪.‬‬
‫‪ .4‬انتشار وتشتت أعمدة الدخان من الصناعات ومحطات الطاقة‪.‬‬
‫‪ .5‬تصريف األعمدة الح اررية من محطات الطاقة والصناعات إلى األنهار والبحيرات‪.‬‬
‫‪ .6‬إزالة الغابات والتعرية في مستجمعات األنهار ودراسات حمل الرواسب‪.‬‬
‫‪ .7‬االحترار العام للبيئة في المناطق الصناعية‪.‬‬
‫‪ .8‬التصريف من محطات الطاقة النووية والمخاطر البيئية المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ .9‬تدهور في نوعية الغطاء النباتي‪ ،‬بسبب التلوث الجوي في المناطق الصناعية والمدن الحضرية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬يهتم جزء كبير من االستشعار عن بعد البيئي بإنشاء خرائط أساسية‬
‫من خالل عملية رسم خرائط لمختلف مكونات السطح مثل الغطاء النباتي والتربة وشبكات التصريف‬
‫والمياه والمعالم التي هي من صنع اإلنسان‪ .‬يتم مساعدة مشاريع استصالح المناجم و المخلفات‬
‫المنجمية بواسطة مراقبة دورية منتظمة‪ .‬تتم مراقبة المياه السطحية والجوفية بحثا عن دليل على‬
‫التلوث ومناطق التغذية والتصريف وللمدخالت من صنع اإلنسان (على سبيل المثال‪ ،‬مياه تبريد‬
‫محطة توليد الطاقة واألسمدة ومياه المناجم الحامضية)‪ .‬على الرغم من صعوبة رصد تلوث الهواء‪،‬‬

‫‪- 369 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إال أنه في ظل ظروف معينة‪ ،‬يمكن رؤية ذلك‪ .‬يمكن أن يكون تلوث الهواء نتيجة للحرائق وأعمدة‬
‫الصهر والعواصف الترابية والبراكين والضباب الدخاني في المناطق الحضرية‪ .‬كل هذه الخرائط‬
‫والمالحظات مستمدة كليا أو جزئيا من تحليل متكامل ألنواع مختلفة من الصور‪.‬‬
‫‪ 2.12‬مراقبة تلوث الهواء ‪Air Pollution Monitoring‬‬
‫تشمل المراقبة الجوية تحديد وتتبع االنبعاثات الصناعية مثل الدخان والجسيمات والغازات‬
‫الناتجة من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم والمصاهر والمحارق وحرائق الغابات‪ .‬كما تتم‬
‫مراقبة الغازات المتواجدة بشكل طبيعي‪ ،‬مثل ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬والمتورطة في ظاهرة االحتباس‬
‫الحراري‪ ،‬واألوزون الذي يحمي األرض من األشعة فوق البنفسجية الضارة‪ .‬إن المطر الحامضي هو‬
‫مشكلة بشرية فريدة‪ .‬يؤدي حرق الوقود األحفوري (بشكل أساس الفحم والنفط) في محطات الطاقة‬
‫وبعض الصناعات إلى إطالق الكبريت في الهواء الذي يتحد مع األكسجين لتكوين ثاني أكسيد‬
‫الكبريت (‪ .)SO2‬وتساهم عوادم السيارات بأكاسيد النيتروجين‪ .‬تتحد هذه الغازات مع الرطوبة الجوية‬
‫لتشكيل حامض الكبريتيك (‪ )H2SO4‬وحامض النيتريك (‪ )HNO3‬المحموالن بالجو‪ .‬يتم حمل غازات‬
‫المطر الحامضي على بعد مئات األميال عن طريق الرياح‪ .‬على الرغم من أن البيئة يمكن أن‬
‫تتكيف مع كميات قليلة من األمطار الحامضية‪ ،‬وأن الصخور القاعدية قليال (الحجر الجيري)‬
‫والترب تنظم بشكل طبيعي هذا التساقط الحامضي‪ ،‬إال أن الغابات والبحيرات يمكن أن تتضرر‬
‫عندما يتجاوز المطر الحامضي الحد األدنى من التعرض‪ .‬قد يؤدي انخفاض منسوب األس‬
‫الهيدروجيني إلى إلحاق الضرر بالغابات (خاصة الصنوبريات ؛ الشكل ‪ )1.12‬والبحيرات‪ ،‬بما في‬
‫ذلك بعض الكائنات األكثر حساسية التي تعيش في تلك البيئات (األسماك والضفادع)‪ .‬في وقت‬
‫مبكر من عام ‪ ،1983‬أجري بحث حول تحديد وتتبع المطر الحامضي‪ .‬ولوحظ أن ‪ SO2‬و ‪ H2S‬و‬
‫‪ COS‬و ‪ N2O‬و ‪ O3‬و ‪ H2CO‬و ‪ CO‬وحامض النتريك الغازي ‪ HNO3‬تحمل ال إنفاذية‬
‫مايكروويف كبيرة‪ .‬كما تم فحص ال انفاذية المايكروويف في السحب الحاملة للحامض‪ .‬وقد استنتج‬
‫أن االستشعار عن بعد اإلشعاعي لالإنفاذية الغازات المتصلة بالغيوم‪ ،‬والغيوم نفسها‪ ،‬يمكن أن يوفر‬
‫معلومات عن إنتاج األمطار الحامضية‪ .‬أدى هذا العمل مباشرة إلى أقمار صناعية تراقب الغازات‬
‫في الغالف الجوي (الجدولين ‪ 1.12‬و ‪.)2.12‬‬

‫‪- 370 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 1.12‬مطر حامضي أجهد شجرة التنوب (غابة بنية إلى حمراء) بالقرب من بحيرة لونغ‪ ،‬حديقة أديرونداك‪،‬‬
‫نيويورك‪( .‬صورة ملونة حقيقية من ‪)GeoEye and Google Earth, © 2012 Google‬‬
‫جدول ‪ 1.12‬قائمة جزئية باألقمار الصناعية التي تراقب األوزون ومركبات كلوروفلوروكاربون ومركبات النيتروجين‬
‫وثاني أكسيد الكبريت‬

‫‪- 371 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫جدول ‪ 2.12‬قائمة جزئية باألقمار الصناعية التي تراقب غازات الدفيئة والهباء الجوي‬

‫يمكن للصور األسود \ األبيض ‪ B / W‬أو الملونة أو باألشعة تحت الحمراء اكتشاف أعمدة‬
‫الدخان‪ ،‬ويكون التصوير الفوتوغرافي الملون حساس بشكل خاص للضباب الجوي (األطوال الموجية‬
‫الزرقاء) مثل الضباب الدخاني والدخان الناتج عن المركبات (الشكالن ‪ 2.12‬و ‪ .)3.12‬تظهر هذه‬
‫الصور‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬المناطق األكثر عرضة لألمطار الحامضية نتيجة لمصانع حرق الفحم‬
‫أو مصاهر النحاس أو محطات توليد الطاقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يمكن ألي من أجهزة االستشعار المذكورة‬
‫حتى اآلن اكتشاف أو تحديد االنبعاثات الغازية الواضحة مثل ثاني أكسيد الكربون أو المركبات‬
‫العضوية المتطايرة المنبعثة من المصانع أو المعامل‪.‬‬
‫يعتمد تشتت التلوث في الغالف الجوي على شدة التصريف الصناعي‪ ،‬ونوع التصريف‪،‬‬
‫والظروف الجوية‪ .‬أثبتت بيانات مستشعر األقمار الصناعية فعاليتها في رسم خرائط أنماط تشتت‬
‫وانتشار الملوثات الجوية في المنطقة‪ .‬يختلف اتجاه وحجم عمود التلوث‪ ،‬وتشتت الملوث مع اتجاه‬
‫الرياح السائدة ويمكن تعيين مدى المنطقة المحتمل أن تتأثر بسبب تشتت الدخان‪ .‬حقيقة أن بعض‬
‫أعمدة التلوث يمكن أن تحمل لمسافات طويلة لم يتم كشفها في الواقع إال من خالل بيانات‬

‫‪- 372 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫االستشعار عن بعد‪ .‬مع أجهزة استشعار مثل ‪ ، ASTER-TIR‬يمكن تقدير تركيب الغازات‬
‫الموجودة في األعمدة إلى حد ما‪ .‬يقدم الشكل ‪ 4.12‬مثاال على عمود ناتج عن حريق في مصنع‬
‫للكبريت في الموصل‪ ،‬العراق‪ .‬تظهر نطاقات ‪ ASTER-TIR‬وجود ‪ SO2‬باللون األرجواني‪.‬‬

‫شكل ‪ 2.12‬عمود دخان ينبعث من شعلة بئر نفطية في منطقة الربع الخالي بالمملكة العربية السعودية‪ .‬على الرغم‬
‫من أن مشاعل البئر ليست شائعة ‪ ،‬إال أن صورة ‪ Landsat MSS‬توضح بشكل كبير قدرة صور األقمار الصناعية‬
‫على الكشف عن أعمدة الدخان وبعض أنواع انبعاثات المداخن الصناعية‪.‬‬

‫شكل ‪ 3.12‬صورة أشعة تحت حمراء ملونة لحرائق مارس ‪ 2012‬فوق بولدر ‪ ،‬كولورادو‪.‬‬

‫‪- 373 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 4.12‬دخان منبعث من حريق في مصنع للكبريت في الموصل‪ ،‬العراق؛ تظهر انطقة ‪ ASTER-TIR‬وجود‬
‫‪ SO2‬باللون األرجواني‬
‫‪ 1.2.12‬كواشف الغاز والهباء الجوي ‪Gas and Aerosol Detectors‬‬
‫يتالف الغالف الجوي من النيتروجين (‪ )٪ 78‬واألكسجين (‪ ،)٪ 21‬مع مساهمة بسيطة من‬
‫الغازات األخرى (‪ ،)٪ 1‬والتي تسمى الغازات النزرة بسبب وفرتها المنخفضة‪ .‬على الرغم من أن وفرة‬
‫دور رئيسيا في تغير المناخ ونوعية الهواء‪.‬‬
‫هذه الغازات منخفضة‪ ،‬إال أن الغازات النزرة تلعب ا‬
‫األوزون (‪ )O3‬هو واحد من الغازات النزرة األكثر وفرة‪ .‬يتواجد األوزون بشكل رئيسي في‬
‫الستراتوسفير ‪ -‬ما يسمى بطبقة األوزون ‪ -‬يحمينا من األشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من‬
‫دور مهما في طبقة‬
‫الشمس ألنه يمتص هذا اإلشعاع عالي الطاقة بكفاءة‪ .‬يلعب األوزون أيضا ا‬
‫التروبوسفير‪ ،‬حيث إنه أحد غازات الدفيئة وكذلك كملوث هواء‪ .‬الغازات النزرة التروبوسفيرية المهمة‬
‫األخرى هي ثاني أكسيد الكربون (‪ ،)CO2‬بخار الماء (‪ ،)H2O‬الميثان (‪ ،)CH4‬أكاسيد النيتروجين‬
‫(‪ ،)NOx‬أكاسيد الكبريت (‪ ،)SOx‬أول أكسيد الكربون )‪ ،(CO‬االمونيا ‪ NH3‬و ‪( VOCs‬المركبات‬
‫العضوية المتطايرة) مثل الفورمالديهايد (‪ CO2 .)HCHO‬و ‪ H2O‬هما غازات دفيئة هامة‪ .‬يلعب‬
‫دور رئيسيا في الدورة الهيدرولوجية وهو الغاز الذي بتفاعله مع األوزون يشكل جذر‬
‫‪ H2O‬ا‬

‫‪- 374 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الهيدروكسيل شديد التفاعل‪ OH .‬هو النوع الرئيسي في تطهير ملوثات الغالف الجوي‪ .‬تلعب جميع‬
‫الغازات األخرى المذكورة دور غازات دفيئة أو ملوثات هواء و ‪ /‬أو كسلف لغاز دفيئة أو هباء جوي‬
‫أو ملوث هواء‪ .‬على سبيل المثال‪ NO2 ،‬هو ملوث هواء وسلف مهم ألوزون غاز الدفيئة والهباء‬
‫الجوي‪ ،‬كما أن ملوث الهواء ‪ SO2‬هو أيضا سلف هام للهباء الجوي‪.‬‬
‫هناك أدوات متوفرة وأخرى قيد التطوير يمكنها اكتشاف وربما تحديد االنبعاثات الهاربة‪ .‬يستخدم‬
‫"مقياس طيف أشعة تحت حمراء غير تشتتي" للكشف عن أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون‬
‫في عادم السيارة‪ .‬يتم وضع مصدر أشعة تحت الحمراء (عنصر تسخين) على جانب من الطريق‪،‬‬
‫ويتم وضع كاشف أشعة تحت الحمراء على الجانب اآلخر‪ .‬عندما تمر مركبة عبر شعاع األشعة‬
‫تحت الحمراء‪ ،‬يقيس الجهاز قوة امتصاص أول أكسيد الكربون عند ‪ 4.3‬مايكرون وثاني أكسيد‬
‫الكربون عند ‪ 4.6‬مايكرون‪ .‬يمكن استخدام نسبة أول أكسيد الكربون إلى ثاني أكسيد الكربون‬
‫لحساب االنبعاثات من حيث النسبة المئوية أو الغرام لكل غالون‪ .‬توجد أنطقة امتصاص مماثلة‬
‫لألبخرة الهيدروكربونية مثل البنزين والتولوين والزيلين والعطريات األخرى‪.‬‬
‫يتم استخدام تقنية ذات صلة‪ ،‬مطيافية تحويل فوريير باالشعة تحت الحمراء ‪FTIR fourier‬‬
‫‪ transform infrared spectroscopy‬للكشف عن انبعاثات الهيدروكربون الصناعي وأكسيد‬
‫النيتروز‪ FTIR .‬هو أساسا محلل كيميائية "عينة عشوائية" الهواء والتي يمكن تعديلها لقياس تراكيز‬
‫أنواع الغاز فوق عتبة التحمل‪ .‬تشمل الغازات التي تم قياسها‪ ،CO ،CO2 ،H2O :‬الميثان‬
‫(‪ ،)CH4‬إيثاين (‪ ، )C2H2‬إيثين (‪ ،)C2H4‬بروبين (‪ ،)C3H6‬فورمالدهايد (‪ ،)HCHO‬حمض‬
‫الفورميك (‪ ، )HCOOH‬الميثانول (‪ ، )CH3OH‬حمض األسيتيك (‪ ،)CH3COOH‬الفينول‬
‫(‪ ،)C6H5OH‬سيانيد الهيدروجين (‪ ،)HCN‬حمض النيتروز (‪ ،)HONO‬األمونيا (‪ ،)NH3‬نترات‬
‫البيروكسي أسيتيل (‪ ، )CH3COONO2‬واألوزون (‪ .)O3‬في الدراسات البركانية‪ ،‬تم استخدام‬
‫‪ FTIR‬لتحديد معدالت انبعاث الغازات المتطايرة بما في ذلك ‪ ، HCl ،CO‬و ‪ .HF‬طورت العديد‬
‫من الشركات إصدارات محمولة ومحمولة جوا تستخدم للكشف عن انبعاثات متنوعة مثل األعمدة‬
‫البركانية ودخان حرائق الغابات وايثيل إيثير المحمول جوا‪ ،‬وهو منتج ثانوي لإلنتاج غير المشروع‬
‫للعقاقير‪.‬‬

‫‪- 375 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تم استخدام ليدار ‪ Lidar‬لقياس حركة وتركيز تلوث الهواء في المناطق الحضرية ولتحديد‬
‫تركيبة االنبعاثات بالقرب من المنشآت الصناعية‪ .‬تتكون هذه التقنية من إسقاط نبضة ليزر قصيرة‬
‫يتبعها استقبال لإلشعاع المنعكس أو المعاد انبعاثه من مكونات الغالف الجوي مثل جزيئات الغاز‬
‫والهباء الجوي والغيوم أو الغبار‪ .‬يتفاعل اإلشعاع الساقط مع هذه المكونات ويسبب تغيي ار في الشدة‬
‫والطول الموجي‪ .‬هناك عدة أنواع من أنظمة ‪ .Lidar‬األنظمة األكثر شيوعا للكشف عن التلوث‬
‫تشمل ليدار االستطارة الخلفية الجوي )‪ ، Atmospheric Backscatter Lidar (ABL‬ليدار‬
‫التفلور‬ ‫ليدار‬ ‫‪،Differential‬‬ ‫‪Absorption‬‬ ‫‪Lidar‬‬ ‫)‪(DIAL‬‬ ‫التفاضلي‬ ‫االمتصاص‬
‫‪Fluorescence Lidar‬‬
‫‪ 2.2.12‬مزايا مراقبة األقمار الصناعية ‪The advantages of satellite observations‬‬
‫أصبحت قدرة أجهزة األقمار الصناعية على قياس التلوث التروبوسفيري واضحة ألول مرة‬
‫بواسطة قياسات ‪ GOME‬على ‪ NO2‬و ‪ MOPITT‬على ‪ .CO‬أتاحت هذه األدوات ألول مرة‬
‫قياسات عالمية للملوثات في التروبوسفير في شكل خرائط لتراكيز المتوسط الشهري أو السنوي‪ .‬حتى‬
‫هذه النقطة‪ ،‬فقط هي الموديالت التي قدمت هذه المعلومات‪ ،‬وكانت البيانات المستقلة للتحقق من‬
‫صحة هذه الموديالت قليلة‪ .‬تم إطالق القمر الصناعي ‪ GOSAT‬في عام ‪ 2009‬وهو مخصص‬
‫لقياس ‪ CH4‬و ‪ CO2‬بدقة عالية للغاية‪.‬‬
‫نظر لصغر حجم البكسل والتغطية العالمية اليومية‪ ،‬توفر أجهزة مراقبة األوزون ‪ OMI‬قياسات‬
‫ا‬
‫للتروبوسفير أكثر بكثير من األجهزة السابقة مما كانت عليه في السابق‪ .‬بدال من خرائط المتوسط‬
‫الشهري‪ ،‬فإن ‪ OMI‬قادرة على توفير خرائط يومية‪ .‬في الشكل ‪ ، 5.12‬تظهر أربعة إطارات متتالية‬
‫لقياسات ‪ .OMI‬يوضح الشكل بوضوح تراجع تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في يوم االحد بسبب‬
‫انخفاض حركة المرور خالل عطلة نهاية األسبوع مما أدى إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫النيتروجين‪.‬‬
‫كيمياء التروبوسفير معقدة وتتضمن العديد من الغازات النزرة والتفاعالت الكيميائية‪ .‬وبالتالي‬
‫فإن جمع مراقبات الغازات النزرة من أجهزة األقمار الصناعية يعد ميزة كبيرة‪ .‬يوضح الشكل ‪6.12‬‬
‫القيمة المضافة من مراقبات األقمار الصناعية لألنواع الرئيسية‪ .‬ويوضح هذا الشكل التأثير العالمي‬
‫البارز لألنشطة البشرية على تركيب طبقة التروبوسفير‪ .‬يوضح الشكل ‪ 6.12‬خرائط األقمار‬

‫‪- 376 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫الصناعية لتراكيز ‪ NO2‬و ‪ CO‬و ‪ CH4‬و ‪ HCHO‬والجسيمات‪ .‬يظهر أيضا خريطة لكثافة‬
‫السكان‪ .‬مصادر ‪ NO2‬و ‪ CO‬هي احتراق الوقود األحفوري بواسطة محطات الطاقة والصناعة‬
‫وحركة المرور‪ .‬بالنسبة إلى غاز الميثان‪ ،‬فإن المصادر المهمة هي األراضي الرطبة (بما في ذلك‬
‫زراعة األرز)‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والماشية‪ ،‬ومكبات النفايات والفضالت‪ ،‬وحرق الكتلة الحيوية‪ .‬تشمل مصادر‬
‫الفورمالديهايد االنبعاثات الحيوية‪ ،‬وكذلك حرق الكتلة الحيوية وحرق الوقود األحفوري‪ .‬تتشكل معظم‬
‫المواد الجسيمية في الغالف الجوي من الغازات النزرة‪.‬‬

‫شكل ‪ 5.12‬أربعة إطارات متتالية من قياسات ‪ NO2‬التروبوسفيرية‪ .‬يوضح الشكل بوضوح تراجع يوم األحد في‬
‫تركيز ثاني أكسيد النيتروجين نتيجة لتقليل حركة المرور مما أدى إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين‬
‫‪ 3.2.12‬الدخان من حرائق آبار النفط ‪Smoke from Oil Well Fires‬‬
‫حرائق آبار النفط شائعة جدا في حقول النفط‪ ،‬بسبب االنفجار‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أيضا‬
‫أن تضبط الحرائق الستنفاد فائض من الغازات الموجودة في الخزان‪ .‬في العقود الماضية‪ ،‬كانت‬
‫هناك أيضا حاالت لحرق آبار النفط بسبب أنشطة الحرب‪ ،‬كما في حالة الحرب بين العراق‬
‫نظر ألن‬
‫والكويت‪ .‬كل حرائق آبار النفط تؤدي إلى تكوين دخان داكن كثيف ينتشر من المصدر‪ .‬ا‬

‫‪- 377 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫لتكرار المراقبة أهمية قصوى في مراقبة ديناميكيات عمود الدخان ‪ ،‬فقد أثبتت أقمار األرصاد الجوية‬
‫(مثل ‪ )NOAA-AVHRR‬ومستشعر ‪ ، MODIS‬مع دورة تغطية كافية تبلغ حوالي ‪ 12‬ساعة ‪،‬‬
‫أنها مفيدة للغاية لهذا الغرض‪ .‬من أجل استخراج توقيع دخان حريق النفط من الصور ‪،AVHRR‬‬
‫من الضروري اجراء معالجة مسبقة وتحليل تركيبي‪.‬‬

‫شكل ‪ 6.12‬خرائط التركيز العالمية‪ .‬تتراوح تراكيز مقياس األلوان من األحمر‪ ،‬عبر األصفر واألخضر‪ ،‬إلى األزرق‪ ،‬والتي تمثل‬
‫قيما عالية جدا وعالية ومتوسطة ومنخفضة جدا‪ ،‬على التوالي‪ .‬بالنسبة إلى السكان (أسفل اليمين) يمثل اللون األبيض صغيرا‪،‬‬
‫والبني الداكن واللون األحمر يمثالن أعدادا كبيرة من السكان‪ .‬من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين‪( :‬أ) عمود ‪ NO2‬التروبوسفيري‬
‫من جهاز مراقبة األوزون ‪ ، OMI‬المعدل لعام ‪( ، 2007‬ب) السماكة البصرية لألهباء الجوية دقيقة الشكل من ‪POLDER /‬‬
‫‪ ، PARASOL‬يونيو ‪ -‬أغسطس ‪( ، 2006‬ج) متوسط نسبة خلط اول أوكسيد من ‪ MOPITT‬بين ‪ 2-0‬كم و ارتفاع ‪ 7‬كم‬
‫‪ ،‬متوسط ‪ 7‬سنوات (‪( ،)2007-2000‬د) نسبة خلط متوسط عمود الميثان من مطياف امتصاص التصوير الماسح لرسم‬
‫خرائط الغالف الجوي‪ ، SCIAMACHY‬يناير ‪ - 2003‬أكتوبر ‪( ، 2005‬هـ) تركيز الفورمالديهايد من مطياف امتصاص‬
‫التصوير الماسح لرسم خرائط الغالف الجوي ‪ ، SCIAMACHY‬متوسط عام ‪( ، 2004‬و) خريطة سكان العالم من المركز‬
‫‪Centro Internacional de Agricultura‬‬ ‫لشبكة معلومات علوم األرض الدولية (‪ ،)CIESIN‬وجامعة كولومبيا‪ ،‬و‬
‫‪.Tropical‬‬

‫‪- 378 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫على صور األقمار الصناعية‪ ،‬يظهر دخان النفط في الطيف المرئي باللون األسود‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب الطبيعة الماصة العالية للدخان والعمق البصري العالي‪ .‬ويالحظ بشكل بارز على الكتل‬
‫نظر لحقيقة‬
‫األرضية (الشكل ‪ .)7.12‬قد ال يتم الكشف عن دخان النفط على المسطحات المائية‪ ،‬ا‬
‫أن دخان النفط وسطح البحر يظهران داكنين في األطوال الموجية المرئية‪.‬‬

‫شكل ‪ 7.12‬صورة الندسات ‪ TM‬تظهر دخانا داكنا واسع النطاق من حرائق آبار النفط في الكويت (صورة مؤرخة‬
‫في ‪ 1‬يوليو ‪ ، 1991‬مطبوعة باألبيض واألسود من لون مركبات ملونة زائفة ‪)FCC‬‬
‫لدخان حرائق آبار النفط آثار مناخية ‪ -‬بيئية ألنه يعيق العزل الشمسي‪ ،‬ويؤثر على الموازنة‬
‫الح اررية لألرض ويترك آثا ار سامة لالنبعاثات الغازية‪ .‬في حالة الحرائق الكبيرة‪ ،‬من الضروري وضع‬
‫تقديرات دقيقة حول انتشار أعمدة الدخان حتى يتم التمكن من اتخاذ احتياطات طيران ‪ /‬مدنية ‪/‬‬
‫بيئية‪.‬‬
‫‪ 3.12‬نوعية المياه ‪Water Quality‬‬
‫‪ 1.3.12‬األنهار‪ ،‬البحيرات والبرك ‪Rivers, Lakes, and Ponds‬‬
‫من السهل نسبيا رصد المياه السطحية بسبب الخلفية الموحدة التي تعرضها المياه النظيفة على‬
‫الصور‪ .‬تشتمل الميزات التي يمكن مراقبتها على البقع السطحية والمستحلبات‪ ،‬والجسيمات العالقة‪،‬‬
‫والتغيرات في عمق الماء‪ ،‬وضوح المياه‪ ،‬وازهار الطحالب‪ ،‬والنفايات السائلة بعد المعالجة‪،‬‬
‫والتصريفات الح اررية (الساخنة أو الباردة) ومناطق الخلط‪.‬‬

‫‪- 379 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تكون التغيرات في مناطق البحيرات مرئية بوضوح من خالل صور السالسل الزمنية؛ على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يوضح الشكل ‪ 8.12‬البحر الميت الذي يقع على حدود إسرائيل والضفة الغربية‬
‫متر في ارتفاع منسوب المياه منذ الخمسينيات‪ .‬السبب‬
‫واألردن والذي انخفض بأكثر من ‪ 40‬ا‬
‫الرئيسي هو تحويل مياه النهر‪ ،‬التي كانت تتدفق إلى البحر‪ ،‬واستخدامها للنمو السكاني في المنطقة‬
‫والصناعة والري‪ .‬إن مقارنة الشكل ‪ a 8.12‬و ‪ b‬يوضح أن المنطقة الشمالية األكبر تتقلص‪ ،‬في‬
‫حين تم تقسيم المنطقة الجنوبية األصغر لدعم إنتاج الملح‪.‬‬

‫شكل ‪ 8.12‬صور الندسات تظهر التغير في البحر الميت‪ ،‬من خالل مجموعة من األلوان الزائفة الحقيقية من (‪)a‬‬
‫بيانات الندسات ‪ MSS 5‬التي تم الحصول عليها في عام ‪ 1984‬و (‪ )b‬مصور األرض التشغيلي من الندسات ‪8‬‬
‫في عام ‪.2014‬‬
‫تشمل المعدات المستخدمة لرصد المياه السطحية الكاميرات والماسحات الضوئية باألبيض‬
‫واألسود (‪ ، )B / W‬الملونة‪ ،‬أو تحت حمراء ملونة‪ ،‬الماسحات فوق البنفسجية (‪ ،)UV‬مستشعرات‬
‫فلورو ليزرية محمولة جوا‪ ،‬رادار ‪ ،‬ماسحات ضوئية ح اررية و ليدار ‪ .Lidar‬يمكن للتصوير باألسود‬

‫‪- 380 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫واألبيض والملون وباألشعة تحت الحمراء أن يظهر أعمدة الرواسب بسبب تعرية ضفة النهر أو‬
‫التآكل الساحلي‪ ،‬وازهار الطحالب الناتج عن الجريان السطحي الزائد لألسمدة أو تصريف مياه‬
‫الصرف الصحي (تسرب عرضي أو مقصود) ‪ ،‬وتغيرات وضوح المياه بسبب التغيرات في الملوحة‬
‫أو العكورة (الشكالن ‪ 9.12‬و ‪ .)10.12‬تكشف الماسحات الضوئية فوق البنفسجية ومستشعرات‬
‫الليزر الفلوري عن وجود بقع سطحية طبيعية أو من صنع اإلنسان وأنواع عديدة من النفايات السائلة‬
‫العضوية‪ .‬يكشف الرادار عن خشونة السطح التي قد تشير إلى مكان حدوث التصريف‪ .‬تستطيع‬
‫الماسحات الح اررية اكتشاف البقع النفطية (الشكل ‪ )11.12‬وكذلك تصريف المياه الساخنة من‬
‫المواقع الصناعية مثل المصافي أو محطات توليد الطاقة (الشكل ‪ .)12.12‬يمكن للماسحات‬
‫الضوئية الفائقة الطيفية اكتشاف رواسب معدنية في قاع نهر ناتجة عن تصريف المناجم‪ ،‬كما هو‬
‫موضح في المثال التالي‪.‬‬

‫شكل ‪ 9.12‬تزهر الطحالب (الحمراء) في البحر األدرياتيكي بالقرب من رافينا ‪ ،‬إيطاليا‪ .‬صورة األشعة تحت الحمراء‬
‫‪ Landsat TM‬من ‪ 9‬يوليو ‪.1989‬‬

‫‪- 381 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 10.12‬يتغير وضوح الماء مع زيادة الملوحة شمال منصة السكة الحديد التي تعبر ‪، Great Salt Lake‬‬
‫يوتا‪ .‬صورة ‪ Landsat-2 MSS 4-2-1‬التي تمت معالجتها بواسطة ‪ERIM‬‬

‫شكل ‪ 11.12‬صورة قمر صناعي لتلوث نفطي في خليج المكسيك وفقا لبيانات ‪ MODIS Terra‬في الساعة‬
‫‪ 16:50‬بالتوقيت العالمي المنسق في ‪ 29‬أبريل ‪ .2010‬مركب القنوات ‪ 1‬و ‪ 4‬و ‪ 3‬؛ الدقة ‪ 250‬متر (فريق‬
‫االستجابة السريعة ‪ .)MODIS‬تم الحصول على الصورة في منطقة التألق الشمسي‪ .‬تتميز منطقة الحادث بعالمة‬
‫النجمة‪.‬‬

‫‪- 382 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 12.12‬تصوير حراري محمول جوا لمياه ساخنة متصرفة إلى أراضي المد‪ .‬جزر البحر يمينا‪ ،‬وارتفاع المد‬
‫حار واألسود‬
‫يسارا‪ .‬تشير األلوان إلى اختالفات في درجة الح اررة ( الدقة ‪ 0.5‬درجة مئوية) مع كون اللون األحمر ا‬
‫باردا‪.‬‬
‫‪ -‬تأريخ حالة‪ :‬تصريف صخري حامضي‪ ،‬نهر أركنساس العلوي ‪ ،‬كولورادو ‪Case History:‬‬
‫‪Acid Rock Drainage, Upper Arkansas River, Colorado‬‬
‫يمتلك مستجمع المياه في بحيرة كريك ‪ ،‬في أعلى حوض نهر أركنساس‪ ،‬كولورادو‪ ،‬تصريف‬
‫صخري حامضي بشكل طبيعي مستمد من نظام بورفيري غني بالكبريتيد في منابعه‪ .‬تؤثر المستويات‬
‫العالية من الفلزات والحامض على الجداول المائية لمسافة تصل إلى ‪ 30‬كم من المصدر‪ .‬وضع‬
‫مشروع تعاوني بين وكالة ناسا والمسح الجيولوجي في كولورادو لرسم خريطة لتوزيع التصريف‬
‫الحامضي الطبيعي في مستجمعات المياه هذه‪.‬‬
‫تحتوي المقاطع الحامضية في هذه الجداول على أغلفة معدنية من الجاروسايت والكوبيوبايت‬
‫على الحصى النهرية‪ .‬في مستجمع مياه بحيرة كريك‪ ،‬ترسب المياه كبريتات (جاروسايت ‪،‬‬
‫كوبيوبايت‪ ،‬ميالنتيرايت)‪ ،‬أكاسيد (ليبيدوكروسايت‪ ،‬جوثايت‪ ،‬ماجيمايت‪ ،‬فيريهيدريت)‪ ،‬ومعادن‬
‫هيدروكسيدية‪ .‬تحتوي المقاطع المتعادلة إلى القلوية في مستجمع المياه على أغلفة معدن جيوثايت‬
‫نظر ألن المعادن المحددة تكون مستقرة فقط في مديات معينة من األس‬
‫ا‬ ‫وليبيدوكروسايت‪.‬‬
‫الهيدروجيني‪ ،‬فإن هذه المعادن تدل على تغيير درجة حموضة المياه (الشكل ‪ .)13.12‬تصبح‬
‫الجداول المائية محايدة إلى قلوية قليال باتجاه المصب ألنها تختلط وتخفف مع روافد أخرى‪.‬‬

‫‪- 383 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 13.12‬أثرت المعادن الحديدية التي شوهدت في التصريف الصخري الحمضي الطبيعي على الجداول المائية‬
‫لمستجمع بحيرة كريك‪.‬‬
‫يمتلك مستشعر القمر الصناعي المتقدم لالنبعاث الحراري ومقياس اإلشعاع االنعكاسي المحمول‬
‫‪Advanced Spaceborne Thermal Emission and Reflection‬‬ ‫في الفضاء‬
‫متر ( تحت الحمراء)‪ .‬تم استخدام‬
‫متر (الطيف المرئي) و ‪ 30‬ا‬
‫)‪ Radiometer (ASTER‬دقة ‪ 15‬ا‬
‫‪ ASTER‬لتحديد أصناف المعادن‪ ،‬ولكن ليس معادن محددة‪ .‬يمكن التعرف على بعض أكاسيد‬
‫الحديد في مقاطع أوسع من قاع النهر‪ .‬حلق المستشعر الفائق الطيفي لمطياف التصوير المرئي \‬
‫تحت الحمراء ‪ AVIRIS‬المحمول جوا على ارتفاع يوفر دقة ‪ 4‬أمتار‪ .‬سمحت النطاقات البالغ عددها‬
‫‪ 225‬نطاقا وعرض النطاق الترددي ‪ 15-12‬نانومتر لهذا التصوير بالتعرف على الجاروسايت‬
‫والمعادن األخرى عالية الحموضة (الشكالن ‪ 14.12‬و ‪ .)15.12‬كما حلق أيضا المستشعر فائق‬
‫الطيفية ‪ ، HST-1‬الذي قامت شركة ‪ SpecTIR Corp‬بتركيبه وتشغيله‪ .‬بفضل دقة ‪ 0.5‬إلى‬
‫‪ 2.5‬متر و ‪ 240‬نطاقا (عرض النطاق الترددي ‪ 10‬نانومتر)‪ ،‬تمكنت صور ‪ HST‬من التعرف‬
‫على تمنطق المعادن‪ ،‬من جاروسايت – شويرتمنايت )‪jarosite-schwertmannite (pH 3–6‬‬
‫إلى فيريهايدرايت )‪ (pH 4.5‬إلى جيوثايت )‪ .(pH 7+‬سمح التصوير المصاحب ألخذ العينات‬

‫‪- 384 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المعدنية والمائية بتحديد نوعية المياه في حوض نهر أركنساس العلوي (الشكل ‪ .)16.12‬يستخدم‬
‫وصف ورسم خرائط حموضة المياه للتخطيط وتحديد أولويات المعالجة‪.‬‬

‫شكل ‪ 14.12‬المنحنيات الطيفية ألكاسيد الحديد والكبريتات الموجودة كترسبات في مستجمع بحيرة كريك‪.‬‬

‫‪ 2.3.12‬نوعية المياه الجوفية ‪Groundwater Quality‬‬


‫معظم تكنولوجيا االستشعار عن بعد تفحص الطبقة السطحية الدقيقة فقط‪ .‬ال يمكن تحديد‬
‫عمق المياه الجوفية أو تحديد موقع تلوث المياه الجوفية باستخدام تكنولوجيا تصوير االستشعار عن‬
‫بعد التقليدية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ال توجد تقنيات تصوير تقليدية تحدد موقع أو تتقفى اثر تراكمات‬
‫الهيدروكربون على سطح المياه الجوفية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن تعيين مناطق الرطوبة السطحية والينابيع‬
‫ومناطق الكسور والغطاء السطحي المتعلق بالمياه الجوفية‪.‬‬

‫‪- 385 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ )a( 15.12‬مقارنة بين تصوير ‪( AVIRIS‬دقة ‪ 4‬أمتار) و ‪( SpecTIR HST-1‬دقة ‪ 1‬م) عند التقاء‬
‫ساوث فورك ونهر سايريس باول‪ .‬التغييرات في ترسيب المعادن على طمى قاع النهر تدل على درجة حموضة النهر‪.‬‬
‫(‪ )b‬تسمح الدقة المكانية األفضل لتصوير ‪ HST-1‬بمراقبة التمنطق المعدني على حواجز الحصى ‪ ،‬مما يشير إلى‬
‫تغير ظروف األس الهيدروجيني للنهر من مراحل تدفق عالية إلى تدفق منخفضة للنهر‪.‬‬

‫‪- 386 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 16.12‬خريطة تخطيطية لمستجمعات المياه في بحيرة كريك (المرحلة ‪ )1‬التي تربط األس الهيدروجيني العام‬
‫للنهر مع توزيع ترسيب المعادن على قاع النهر‪ .‬المناطق المتغيرة حرمائيا ‪ ،‬وهي مصادر تصريف الصخر‬
‫الحامضي‪ ،‬تحمل عالمة "‪."alt‬‬
‫في الفصل ‪ 10‬تحت فقرة "تحديد مصادر المياه الجوفية" ‪ ،‬ناقشنا استخدام تصوير األقمار‬
‫الصناعية والصور الجوية لتحديد الينابيع والتسربات والمياه القريبة من السطح‪ .‬يمكن ألجهزة‬
‫االستشعار الح اررية اكتشاف تربة باردة ورطبة في تصوير ما قبل الفجر وفي تصوير خالل النهار‪.‬‬
‫يمكن للرادار المنقول بالطائرات أو األقمار الصناعية اختراق الرمال الجافة والحصى حتى عمق‬
‫يصل إلى ‪ 2‬متر في ظل ظروف مثالية (شديدة الجفاف)‪ .‬يمكن لنظام ‪ ، GPR‬وهو نظام غير‬
‫تصويري‪ ،‬الكشف عن منسوب المياه حتى عمق ‪ 50‬متر كحد أقصى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه األنظمة‬
‫ال تخبرنا أي شيء عن نوعية المياه الجوفية‪.‬‬
‫في المناطق القاحلة‪ ،‬من المحتمل أن يكون الماء قليل الملوحة إلى مالح في حالة تم مشاهدة‬
‫قشور بيضاء أو مناطق فاتحة اللون على الترب أو في مناطق منخفضة (المتبخرات‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الملح والجبس أو الرواسب القلوية)‪ .‬في المناطق المعتدلة‪ ،‬تقل كثافة النبات وتنوعه‪ ،‬ويكون نمو‬
‫النبات أقل شدة حيث تكون المياه السطحية القريبة ليست عذبة‪ .‬القليل من النباتات (باستثناء غابات‬
‫المانغروف وبعض النخيل واألعشاب الساحلية والشجيرات) يمكن أن تحتمل كميات كبيرة أو متوسطة‬

‫‪- 387 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫من األمالح في مياهها‪ .‬فتصبح تعاني من التقزم أو الموت مع زيادة الملوحة‪ .‬في جنوب فلوريدا‪،‬‬
‫تتعدى المياه المالحة البحرية على آبار المياه العذبة البلدية والزراعية‪ .‬تستخدم مقاطعة جنوب فلوريدا‬
‫المائية تصوير األقمار الصناعية إليجاد الحدود بين المياه المالحة والعذبة من خالل مراقبة النباتات‪،‬‬
‫مثل أشجار المانغروف واألعشاب المالحة‪ ،‬التي تنمو فقط في المياه المالحة أو بالقرب منها (الشكل‬
‫‪.)17.12‬‬

‫شكل ‪ 17.12‬صور فسيفساء الندسات على جنوب فلوريدا ايفرجليدز تظهر أنماط الزراعة والغطاء النباتي الطبيعي‪.‬‬
‫الصورة اليسرى هي ‪ 1988-1987‬؛ الصورة اليمنى هي ‪.2011-2010‬‬
‫تتضح إمكانية تقييم تلوث المياه الجوفية في دراسة أجراها قسم الجيولوجيا بجامعة بايلور‪ .‬يوفر‬
‫مكمن بالوكسي المائي من الطباشيري األسفل في شمال وسط تكساس المياه لألغراض المنزلية‬
‫والزراعية‪ .‬تم تقييم مدى تعرض طبقة المياه الجوفية للتلوث باستخدام نظام المعلومات الجغرافية‬
‫لدمج العمق الى منسوب المياه الجوفية‪ ،‬والتغذية الصافية‪ ،‬ونوع المكمن المائي‪ ،‬ونوع التربة ‪،‬‬
‫والتضاريس‪ ،‬وتأثير منطقة الفادوز او التهوية‪ ،‬والتوصيلية‪ .‬تم وزن هذه المعايير بناء على أهميتها‬
‫في تحديد جودة المياه الجوفية اإلقليمية‪ .‬تم الجمع بين استخدام األرض والغطاء األرضي المستمد‬
‫من صور األقمار الصناعية مع المعايير األخرى لتحديد إمكانية تلوث المياه الجوفية النهائي في‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫يمكن أن تحدد مسوحات المقاومة المحمولة جوا ما إذا كانت المياه الجوفية عذبة أو مالحة‬
‫قليال أو ملحية في ظروف معينة‪ .‬إن مفتاح نجاح دراسات موارد المياه الجوفية هو فهم أن المقاومة‬
‫تتأثر بنوع الرواسب ونوعية المياه‪ .‬تكون الرواسب الرملية أكثر مقاومة من الرواسب الطينية‪ ،‬والمياه‬
‫العذبة أكثر مقاومة من المياه المالحة‪ .‬المياه الجوفية العذبة في رواسب فتاتية خشنة لها مقاومة‬
‫عالية نسبيا في حين أن المياه المالحة والترب الغنية بالطين لها مقاومة كهربائية منخفضة نسبيا‪.‬‬

‫‪- 388 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يسمح هذا برسم خرائط إلقتحام المياه المالحة في المنطقة الساحلية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في حال‬
‫كانت تركيبة التربة القريبة من السطح معروفة‪ .‬تم مضاهاة خرائط الموصلية اإلقليمية مع تغذية‬
‫المياه الجوفية‪ .‬تم اكتشاف قنوات قديمة حيثما يكون هناك موصلية كهربائية على النقيض من التربة‬
‫أو الصخور المحيطة‪.‬‬
‫استخدم مشروع مشترك بين هيئة المسح الجيولوجي بالواليات المتحدة والعديد من الجامعات‬
‫مسوحات مجال تردد ‪ EM‬القائم على طيران الهليكوبتر لجمع بيانات المقاومة على وادي نهر شمال‬
‫بالت في غرب نبراسكا‪ .‬وكان الهدف من ذلك هو رسم خرائط لطبقات المياه الجوفية وتضاريس‬
‫صخر األساس في المنطقة لتحسين فهم العالقات بين المياه الجوفية والسطحية‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫موديالت مياه جوفية دقيقة وق اررات إدارة مياه محسنة‪ .‬تم استخدام االنقالب العددي لتحويل البيانات‬
‫المقاسة إلى موديل مقاومة تحت سطحية معتمد على العمق‪ .‬يستخدم هذا الموديل المقلوب‪ ،‬جنبا إلى‬
‫جنب مع بيانات حفرة البئر وخرائط الجيولوجيا السطحية ‪ ،‬لوصف نظام المياه الجوفية‪ .‬ولقد حسن‬
‫هذا العمل من فهم مسارات تدفق المياه الجوفية من خالل توفير موقع القنوات القديمة وارتفاعات‬
‫صخر األساس المرتبطة بها‪ .‬تمثل موديالت المياه الجوفية الناتجة الهيدرولوجيا الواقعية بشكل‬
‫أفضل من مجموعات البيانات السابقة‪.‬‬
‫تم تطوير نظام كهرومغناطيسي محمول جوا ‪ airborne electromagnetic AEM‬بثالثة‬
‫ترددات من قبل المعهد الصيني لالستكشاف الجيوفيزيائي والجيوكيميائي‪ .‬تم استخدام الترددات‬
‫المنخفضة والمتوسطة (‪ 0.4‬كيلو هرتز و ‪ 1.5‬كيلو هرتز‪ ،‬على التوالي) لتحديد الموصالت‪ ،‬والتردد‬
‫األعلى (‪ 8.3‬كيلو هرتز) هو األنسب للتطبيقات البيئية والهندسية ذات األهداف الضحلة‪ .‬حلقت‬
‫هذه األداة في عام ‪ 2001‬في ‪ ، Qian’an‬مقاطعة ‪ ، Jilin‬الصين ‪ ،‬لرسم خريطة الملوحة‪ ،‬وتحديد‬
‫السطح البيني للمياه العذبة ‪ /‬المياه المالحة ‪ ،‬وتحديد موقع المياه العذبة‪ .‬تم استخدام تردد ‪ 8.3‬كيلو‬
‫هرتز لدراسة الملوحة‪ .‬تم تحديد موقع وكثافة المياه الجوفية المالحة من خالل مقارنة المقاومة من‬
‫بيانات كهرومغناطيسية محمولة جوا مع بيانات هيدرولوجية متاحة‪ .‬تم استخدام الترددات المنخفضة‬
‫الستكشاف المياه العذبة‪ .‬تم العثور على منطقتين للمياه الجوفية العذبة ضمن ‪ 100‬متر من عمق‬
‫التحري للنظام‪ .‬يوفر ناتج أداة التردد الثالثة أساسا لتفسيرات تفصيلية لتوزيع المقاومة تحت‬
‫السطحية‪.‬‬

‫‪- 389 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 3.3.12‬مصبات األنهار واألراضي الرطبة ‪Estuaries and Wetlands‬‬


‫يشبه االستشعار عن بعد في المياه البحرية ومصبات األنهار واألراضي الرطبة في معظم‬
‫النواحي االستشعار عن بعد في األنهار والبحيرات والبرك‪ .‬غالبا ما يكون استخدام تصوير األقمار‬
‫الصناعية أسهل وأقل تكلفة من أجهزة االستشعار المحمولة جوا بسبب اقتصاديات المقياس المتضمنة‬
‫مسح مساحات كبيرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تتطلب األحداث‪ ،‬مثل االنسكابات‪ ،‬تغطية يومية مفصلة من قبل‬
‫مجموعة متنوعة من أجهزة االستشعار لتحديد االنسكاب أو تحديد حجم االنسكاب أو تتبع االنسكاب‪.‬‬
‫يتم توفير هذه التغطية والتفاصيل من قبل كل من األقمار الصناعية واألجهزة المحمولة جوا‪.‬‬
‫بيئيا قد تتطلب مراقبة دورية ‪ ،‬خاصة‬
‫مصبات األنهار واألراضي الرطبة والدلتا هي مناطق حساسة ﹰ‬
‫إذا كانت حقول النفط أو المنشآت الكيميائية تقع في مكان قريب‪ .‬لغرض مراقبة أو إحصاء التغييرات‬
‫في هذه المناطق‪ ،‬من المناسب استخدام صور األقمار الصناعية الملونة أو باألشعة تحت الحمراء‬
‫أو الصور الفوتوغرافية الجوية‪ .‬وهذه يمكن شراؤها في مجموعة متنوعة من المقاييس والدقة‪ ،‬وهذا‬
‫يتوقف على التفاصيل المطلوبة‪.‬‬
‫‪ 4.3.12‬انسكابات النفط ‪Oil Spills‬‬
‫يعد تلوث المياه البحرية الناجم عن تسرب النفط ظاهرة شائعة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫المصادر المختلفة للتلوث المائي بالنفط هي‪( :‬أ) الحوادث البحرية التي تنطوي على تصادم ناقالت‬
‫النفط وما إلى ذلك ‪( ،‬ب) التخلص من النفايات الحاملة للنفط في البحر ‪( ،‬ج) عمليات التنقيب عن‬
‫النفط البحرية ‪( ،‬د) تسرب تحت بحري طبيعي‪ .‬تؤدي انسكابات النفط إلى عدد من اآلثار البيئية‪،‬‬
‫مثل التأثيرات السامة على الحيوانات والنباتات البحرية ‪ ،‬وتلوث المأكوالت البحرية ‪ ،‬والتلف المحتمل‬
‫للسلسلة الغذائية كتأثير بيولوجي طويل األمد‪ .‬يمكن أن تتأثر سبل معيشة العديد من سكان الساحل‬
‫بانسكابات النفط ‪ ،‬ال سيما اعتمادا على الصيد والسياحة لكسب عيشهم‪ .‬النفط المتسرب على‬
‫األراضي الزراعية يمكن أن يضعف خصوبة التربة ويلوث موارد المياه‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن اكتشاف‬
‫انسكابات النفط أمر مهم ‪ ،‬بالنسبة لإلدارة البيئية‪ ،‬حيث أن الكشف المبكر عن االنسكابات النفطية‬
‫يمكن أن يتيح اتخاذ تدابير الحماية في الوقت المناسب‪ .‬يمكن استخدام االستشعار عن بعد للكشف‬
‫عن تسرب النفط ومراقبته‪.‬‬

‫‪- 390 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 1.4.3.12‬أنواع انسكابات النفط ‪Types of Oil Spills‬‬


‫يأخذ االنسكاب النموذجي للنفط في الماء شكل ريشي‪ ،‬ينتشر في اتجاه التيارات المائية‬
‫والريحية (الشكل ‪ .)18.12‬قد يتفاوت تركيز التسرب النفطي وسمكه ولونه عبر الشكل الريشي‪،‬‬
‫وتستخدم مصطلحات مختلفة لهذه االختالفات‪ .‬موس ‪ Mousse‬هو أثقل نوع من تسرب النفط؛ وهي‬
‫تشكل خطوطا وشرائطا سميكة وتتكون من مستحلب بني من النفط والماء والهواء‪ .‬البقعة ‪ Slick‬هي‬
‫طبقة نفطية بنية أو سوداء اللون ‪ ،‬سميكة نسبيا ولكنها أقل سمكا من الموس‪ .‬اللمعان ‪ /‬قوس قزح‬
‫‪ Sheen/rainbow‬هما المصطلحان المستخدمان لوصف طبقة رقيقة من النفط الفضي‪ ،‬والتي‬
‫تُظهر عادة أشرطة متعددة األلوان قزحية األلوان ‪ ،‬بدون لون بني ‪ /‬أسود‪.‬‬

‫شكل ‪ 18.12‬انسكاب نموذجي للنفط ‪ -‬الشكل والمصطلحات‬


‫‪Spectral Characteristics of Oil‬‬ ‫‪ 2.4.3.12‬الخصائص الطيفية النسكابات النفط‬
‫‪Spills‬‬
‫‪ .1‬صور االشعة فوق البنفسجية‪.‬‬
‫التصوير باألشعة فوق البنفسجية هو وسيلة حساسة للغاية وفعالة لالستشعار عن بعد للكشف‬
‫عن النفط على سطح مائي وقادر على اكتشاف أغشية نفطية نحيفة للغاية‪ .‬اإلشعاع فوق البنفسجي‬
‫الساقط من الشمس (أو مصدر اصطناعي) يحفز التفلور على سطح النفط‪ ،‬ولكن ليس على سطح‬
‫الماء‪ .‬لذلك‪ ،‬في األطوال الموجية في حدود ‪ 0.30‬إلى ‪ 0.45‬مايكرون (المنطقة فوق البنفسجية ‪-‬‬
‫الزرقاء)‪ ،‬يظهر سطح الزيت توقيعا أكثر إشراقا من الماء‪ ،‬بسبب التفلور (الجدول ‪.)3.12‬‬

‫‪- 391 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫هناك نوعان من أنظمة األشعة فوق البنفسجية قيد االستخدام ‪ -‬خاملة ونشطة‪ .‬تسجل أنظمة األشعة‬
‫فوق البنفسجية الخاملة الطاقة التي تحفزها الشمس‪ ،‬وبالتالي ال يمكن تشغيلها إال في النهار‪ .‬تسجل‬
‫أنظمة األشعة فوق البنفسجية النشطة (مثل جهاز مستشعر الفلور الليزري المحمول جوا) الطاقة‬
‫المحفزة بواسطة الليزر ويمكنها الحصول على صور في الليل والنهار‪ .‬تقوم المستشعرات النشطة‬
‫بتسجيل التفلور كطيف بدال من صورة ‪ ،‬والتي يمكن مقارنتها بمكتبة مرجعية لألطياف لتحديد‬
‫االنسكابات النفطية غير المعروفة‪.‬‬
‫جدول ‪ 3.12‬االستشعار عن بعد النسكابات النفط‬
‫التوقيع الزائف‬ ‫الكشف عن الخاصية متطلبات التصوير‬ ‫التوقيع النفطي‬ ‫المنطقة الطيفية‬
‫النفطية‬
‫تفلور تحفزه الشمس \ خامل نهارا؛ نشط رغوة ‪ /‬األعشاب‬ ‫البنفسجية ناصع‬ ‫فوق‬
‫الوقت؛ البحرية‬ ‫طوال‬ ‫الليزر‬ ‫‪0.4‬‬ ‫–‬ ‫(‪0.3‬‬
‫غالف جوي صاق‬ ‫مايكرون)‬
‫غالف مياه متغير لونها‬ ‫وامتصاص النهار؛‬ ‫مرئية وتحت حمراء عموما أكثر إشراقا انعكاس‬
‫جوي صاف‬ ‫ومع أشعة الشمس‬ ‫الماء؛‬ ‫منعكسة من‬ ‫قريبة‬
‫‪ 3.0‬ذلك‪ ،‬التمييز ليس‬ ‫–‬ ‫(‪0.4‬‬
‫ممكن دائما‬ ‫مايكرون)‬
‫مشع ليال و نهارا؛ طقس تيارات باردة‬ ‫ح اررة‬ ‫درجة‬ ‫تحت حمراء ح اررية موس ناصع‬
‫عليها جيد‬ ‫تسيطر‬ ‫‪ 14‬بقعة نفطية داكنة‬ ‫–‬ ‫(‪8‬‬
‫االنبعاثية‬ ‫مايكرون)‬
‫األمواج كل الوقت‪ ،‬جميع أنماط الموجة‬ ‫ترطيب‬ ‫الفتحة داكنة‬ ‫رادار‬
‫األحوال الجوية‬ ‫الشعرية‬ ‫االصطناعية (‪– 3‬‬
‫‪ 30‬سم)‬

‫نظر ألن طاقة األشعة فوق البنفسجية تكون مبعثرة بشدة‪ ،‬يلزم توفير جو واضح تماما ومسح‬
‫ا‬
‫على ارتفاع أقل من ‪ 1000‬متر‪ .‬على صور األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬توجد أيضا بقع عائمة من‬
‫الرغوة واألعشاب البحرية تمتلك تواقيع أشعة فوق بنفسجية ساطعة‪ ،‬لكن يمكن تمييزها عن النفط‬
‫على بيانات صور النطاق المرئي‪.‬‬

‫‪- 392 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .2‬صور نطاق مرئي‪ ،‬اشعة تحت حمراء قريبة واشعة تحت حمراء قصيرة الموجة‪.‬‬
‫في النطاق الطيفي األزرق‪ ،‬يكون للغشاء الرفيع من النفط على سطح الماء انعكاس أعلى من‬
‫الماء الذي قد يؤدي إلى توقيع أكثر إشراقا لألغشية النفطية عن الماء في صور النطاق المرئي‬
‫والصور الفوتوغرافية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ليس من الممكن دائما التمييز بين غشاء نفطي والماء على الصور‬
‫المرئية والقريبة من األشعة تحت الحمراء‪.‬‬
‫في منطقة االشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة ‪ ،SWIR‬تحدث نطاقات االمتصاص‬
‫الهيدروكربونية المميزة عند ‪ 1.73‬و ‪ 2.31‬مايكرون‪ ،‬حيث يمكن استخدام نطاق ‪ 2.31‬مايكرومتر‬
‫بشكل أفضل في تطبيق تقنيات االستشعار عن ُبعد الفائق الطيف مثل بيانات هايبيريون‬
‫‪.Hyperion‬‬
‫‪ .3‬صور االشعة تحت الحمراء الح اررية‪.‬‬
‫وجود غشاء نفطي على سطح الماء يؤدي إلى انخفاض االنبعاثية‪ .‬على الرغم من أن درجة‬
‫الح اررة الحركية لغشاء النفط ‪ /‬الماء الصافي هي نفسها‪ ،‬فإن الفرق في االنبعاثية ينتج فرقا في درجة‬
‫نظر ألن معظم كاشفات األشعة تحت الحمراء الح اررية‬
‫الح اررة المشعة تصل إلى ‪ 1.5‬درجة مئوية‪ .‬ا‬
‫لها حساسية درجة ح اررة تصل إلى ‪ 0.1‬درجة مئوية‪ ،‬يمكن بسهولة قياس هذا االختالف في درجة‬
‫الح اررة المشعة بين النفط والماء‪ .‬على صورة األشعة تحت الحمراء الح اررية‪ ،‬تظهر بقعة النفط أكثر‬
‫برودة بسبب انخفاض االنبعاثية (أغمق) من الماء المحيط (توقيع أكثر إشراقا)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد‬
‫تتصرف البقع السميكة (موس) كجسم أسود‪ ،‬وتمتص كميات أكبر من اإلشعاع‪ ،‬ونتيجة لذلك قد‬
‫تظهر كشرائط أكثر دفئا‪ .‬قد ال يتم اكتشاف لمعان رقيق في االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪.TIR‬‬
‫يمكن أن توفر منطقة األشعة تحت الحمراء الح اررية بيانات مفيدة في الليل والنهار‪ ،‬على الرغم من‬
‫أن األمطار والضباب قد يفرضان قيودا في الحصول على البيانات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬على صورة‬
‫االشعة تحت الحمراء الح اررية ‪ ، TIR‬قد تكون البقع النفطية متشابكة مع تيارات الماء البارد؛ ويمكن‬
‫حل هذا الغموض باستخدام صور االشعة فوق البنفسجية ‪ UV‬وتحت الحمراء قصيرة الموجة‬
‫‪.SWIR‬‬

‫‪- 393 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .4‬صور رادار الفتحة االصطناعية‪.‬‬


‫ظر للتوتر السطحي للغشاء النفطي‪ ،‬فإن األمواج السطحية صغيرة الحجم تكون مخمدة في‬
‫ن ا‬
‫البحر‪ ،‬مما يقلل ‪ /‬يزيل خشونة سطح مياه البحر‪ .‬يؤدي ذلك إلى انعكاس شبه منتظم لموجات رادار‬
‫الفتحة االصطناعية ‪ ، SAR‬مما يؤدي إلى انخفاض االستطارة الخلفية (توقيع مظلم)‪ ،‬محاطة‬
‫باضطراب البحر (استطارة خلفية قوية‪ ،‬وتوقيع أكثر إشراقا) من مياه بحر نظيفة‪ .‬حساسات الرادار‬
‫المحمولة في الفضاء مثل ‪ Seasat‬و ‪ ERS −1 / −2‬بسبب زوايا نظرتها المنخفضة‪ ،‬تكون‬
‫حساسة بشكل خاص لالختالفات في خشونة سطح الماء‪ .‬الشكل ‪ 19.12‬هو صورة رادار ‪SIR-C‬‬
‫تُظهر بقعة نفطية في حقل الحفر البحري (بومباي هاي) على بعد حوالي ‪ 150‬كم غرب بومباي‪.‬‬

‫شكل ‪ 19.12‬صورة ‪ SIR-C‬تظهر بقعة نفطية في حقل "بومباي هاي" للحفر البحري ‪ ،‬على بعد حوالي ‪ 150‬كم‬
‫غرب مومباي ‪ ،‬الهند‪ .‬تظهر بقع النفط مظلمة وتظهر منصات الحفر كنقاط بيضاء ساطعة‪ .‬الحظ أيضا األمواج‬
‫الداخلية (يسار المركز) وامواج المحيط الطويلة (المناطق الزرقاء المتاخمة لألمواج الداخلية)‬
‫على صورة رادار الفتحة االصطناعية (‪ ، )SAR‬قد يكون سبب ظهور الخطوط المظلمة هو‬
‫قنوات مائية ملساء (على سبيل المثال‪ ،‬تتعلق بالموجات الداخلية ومعالم األعماق البحرية الضحلة)‪،‬‬
‫وليس فقط بسبب النفط‪ .‬يمكن حل هذا الغموض من خالل مقارنة صور الرادار مع بيانات الصورة‬
‫في نطاقات الطول الموجي األخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬استشعار المايكروويف الخامل‪.‬‬
‫يمكن أيضا استخدام مقاييس إشعاع الموجات المايكروية الخاملة ‪microwave radiometers‬‬
‫(‪ )MWR‬للكشف عن االنسكاب النفطي وقياسات سماكة النفط على أجسام المحيطات‪ .‬يبعث النفط‬
‫أشعاع موجة مايكروية أقوى من الماء ويظهر أكثر إشراقا من الماء (الذي يكون مظلما في الخلفية)‪.‬‬
‫ونهار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫ا‬ ‫يمكن أن يعمل هذا المستشعر بشكل جيد في الظروف الجوية السيئة ‪ ،‬ليال‬

‫‪- 394 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫العيب الهام الستخدام ‪ MWR‬هو الدقة المكانية المنخفضة‪ ،‬والتكاليف العالية كما هو مطلوب في‬
‫المسوحات الجوية‪.‬‬
‫‪ 4.12‬الزالزل والتسونامي ‪Earthquakes and Tsunamis‬‬
‫تمتلك العديد من مناطق العالم أعداد كبيرة من السكان تعيش في أماكن نشطة تكتونية‪ .‬عادة ما‬
‫تكون المواقع المعرضة للتميع أثناء الزالزل موجودة في مناطق مسطحة أو منخفضة على طول خط‬
‫ساحل أو بحيرة تحتوي إما على مواقع دفن نفايات طبيعية أو من صنع اإلنسان ومشبعة بالمياه‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬حافات خليج سان فرانسيسكو)‪ .‬يجب أن يأخذ البناء في أماكن مثل كوبي‪،‬‬
‫اليابان‪ ،‬ومنطقة لوس أنجلوس‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬أو أنكوراج‪ ،‬أالسكا‪ ،‬سواء للطرق والجسور أو المكاتب‬
‫الشاهقة والمصافي‪ ،‬في االعتبار الزالزل والتصدع (الشكل ‪ .)20.12‬تحتوي بعض المناطق على‬
‫قوانين تتعلق بتحديد مواقع محطات الطاقة التي تتطلب‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أن الصدوع في المنطقة‬
‫المجاورة لم تكن نشطة خالل السنوات العشرة آالف الماضية أو أكثر‪ .‬وهذا يتطلب حفر الخنادق‬
‫وتاريخ عمر الترب لتحديد الطبقة االحدث المقطوعة بصدع‪ .‬في المراحل األولية للتقييم‪ ،‬من المريح‬
‫استخدام صور االستشعار عن ُبعد لرسم خرائط لمؤشرات التصدع في منطقة ما‪ .‬هناك عدد من‬
‫المعايير المستخدمة للتعرف على الصدوع في الصور‪ ،‬بما في ذلك جروف خطية وأنماط تصريف‬
‫مزاحة وتغيرات مفاجئة في أنواع الصخور أو الترب‪.‬‬

‫شكل ‪ 20.12‬منظر جوي لمنطقة باندا آتشيه الساحلية بإندونيسيا ‪ ،‬قبل وبعد الزلزال الذي بلغت قوته ‪ 9.2‬درجة‬
‫على المحيط الهندي في ‪ 26‬ديسمبر ‪ )a( .2004‬قبل تسونامي‪ )b( .‬بعد الزلزال وما خلفه تسونامي من تدمير‬
‫للمناطق المنخفضة‪ .‬هكذا صور ليست مثيرة فقط ‪ ،‬ولكن يمكن أن تساعد في تحديد حجم الزلزال والمساعدة في‬
‫تحديد أولويات جهود اإلغاثة‪.‬‬

‫‪- 395 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫يوفر تداخل الرادار طريقة فورية تقريبا لمراقبة الزحف على طول الصدوع النشطة‪ .‬في سنة‬
‫شهر لرسم خريطة زحف على‬
‫ا‬ ‫‪ 1998‬استخدم باحثون صور رادار ‪ ERS-1‬تم التقاطها لمدة ‪14‬‬
‫طول صدع سان أندرياس بالقرب من باركفيلد ‪ ،‬كاليفورنيا‪ .‬رصد الرادار الصدع من حوالي ‪800‬‬
‫كم‪ .‬تم تقدير اإلزاحة على طول مقطع بطول ‪ 170‬كم من الصدع من الصور إلى حوالي ‪ 32‬مم ‪/‬‬
‫سنة‪ ،‬مع انخفاض إلى الصفر في المقطع المغلق جنوب شرق باركفيلد‪ .‬أي تغيير في الحركة من‬
‫خط متواز إلى صدع من شأنه أن يشير إلى زيادة في االنفعال عبر الصدع‪.‬‬
‫هناك دراسة مماثلة فحصت ازاحات لحظية تقريبا لسطح األرض بالقرب من كوبي ‪ ،‬اليابان‪.‬‬
‫ومدمر كوبي في ‪ 17‬يناير ‪ ، 1995‬مما أسفر عن مقتل أكثر من ‪5000‬‬ ‫ّ‬ ‫ضرب زلزال كبير‬
‫شخص واصابة ‪ 40.000‬شخص‪ .‬قام المعهد الوطني الياباني لعلوم األرض والوقاية من الكوارث ‪،‬‬
‫وهو المسؤول عن التحقيق في مثل هذه الكوارث ‪ ،‬بتحليل التشوه من أجل التحضير بشكل أفضل‬
‫لحوادث مستقبلية‪ .‬تم استخدام صورتين لرادار الفتحة االصطناعية ‪ JERS-1‬تم تجميعهما لمدة عام‬
‫ونصف العام ‪ ،‬باإلضافة إلى موديل االرتفاع الرقمي ‪ ، DEM‬لقياس تشوه السطح‪ .‬تم استخدام‬
‫‪ DEM‬لطرح معلومات االرتفاع الطبوغرافية من مخطط تداخل الرادار الناتج عن الصورتين‪ .‬كشف‬
‫التداخل التفاضلي الناتج عن تشوه أفقي بحد أقصى يبلغ حوالي ‪ 1.5‬متر باتجاه الجنوب الغربي‬
‫كنتيجة للحركة على طول الصدع الشمالي الغربي في المنطقة‪ .‬حدث الحد األقصى لإلزاحة الرأسية‬
‫في الطرف الشمالي لجزيرة أواجي‪ ،‬حيث ارتفع السطح تسع دورات ملونة‪ ،‬أو حوالي ‪ 1‬متر‬
‫(الشكالن ‪ 21.12‬و ‪.)22.12‬‬

‫‪- 396 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 21.12‬صورة ‪ JERS-1 OPS‬الملونة باألشعة تحت الحمراء ألوساكا وجزيرة أواجي الشمالية الشرقية ‪،‬‬
‫اليابان ‪ ،‬تم التقاطها في ‪ 31‬أكتوبر ‪.1992‬‬
‫ان االستجابة اإلنسانية لزلزال هايتي في ‪ 12‬يناير ‪ ، 2010‬أحدثت استخدام واسع في أنظمة‬
‫االستشعار عن بعد والمعلومات الجغرافية‪ .‬في عام ‪ ، 1999‬أطلقت وكالة الفضاء األوروبية الميثاق‬
‫الدولي بشأن الفضاء والكوارث الكبرى‪ .‬وشاركت معظم الدول مع برامج الفضاء‪ .‬يمكن للحكومات أو‬
‫وكاالت اإلغاثة التي تستجيب للكوارث أن تطلب صور ومفسرين متدربين على استخراج المعلومات‬
‫المطلوبة‪ .‬تم تفعيل الميثاق خالل أزمة هايتي‪ ،‬حيث تم توفير صور رادار وصور نطاق مرئي‬
‫وقريبة من االشعة تحت الحمراء عالية الدقة‪ .‬من بين أشياء أخرى تم استخدامها لتحديد موقع‬
‫المباني المنهارة وطرق الوصول إلى الطرق والتخطيط لجهود اإلغاثة‪.‬‬

‫‪- 397 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 22.12‬تداخل رادار مشتق من رادار الفتحة االصطناعية ‪ JERS-1‬فوق شمال شرق جزيرة أواجي ‪ ،‬اليابان‪.‬‬
‫النزوح هو نتيجة لزلزال هيوغو‪-‬نانبو في ‪ 17‬يناير ‪ .1995‬تمثل اإلزاحة الرأسية لحوالي تسع دورات لونية تقريبا ‪1‬‬
‫متر‪.‬‬
‫يجب أن تكون المجتمعات الساحلية مهتمة بآثار التسونامي‪ .‬على الرغم من أن هذه الجدران‬
‫المائية الناتجة عن الزالزل أقل شيوعا من الزالزل الكبيرة ‪ ،‬فإنها يمكن أن تدمر الممتلكات وتقتل‬
‫أعدادا كبيرة من الناس‪ .‬في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ، 2004‬أودى تسونامي في المحيط الهندي بحياة‬
‫‪ 300000‬شخص‪ .‬تسبب زلزال اليابان في ‪ 11‬مارس ‪ 2011‬في نزوح ‪ 400000‬شخص ‪ ،‬وقتل‬
‫حوالي ‪ ، 20،000‬ودمر محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية‪ .‬لالستشعار عن بعد دور في‬
‫تحديد المناطق المعرضة للخطر ‪ ،‬والتنبؤ بحجم تسونامي ‪ ،‬وفي جهود اإلغاثة بعد الفيضانات‬
‫وتقييم األضرار (الشكل ‪.)23.12‬‬

‫‪- 398 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 23.12‬صورة ‪ Digital Globe‬لمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬تم الحصول عليها في‬
‫‪ 14‬مارس ‪ ، 2011‬والتي أظهرت أضرار الزلزال وأمواج التسونامي في المنشأة‪.‬‬
‫يجب أن يكون األشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية المنخفضة مدركين لخطر‬
‫حدوث موجة مد أو تسونامي‪ .‬اعتمادا على زاوية الساحل فيما يتعلق بمركز الزلزال والمسافة‪ ،‬قد‬
‫تكون أي مناطق بالقرب من مستوى سطح البحر في خطر‪ .‬يجب مراجعة الصور التاريخية بحثا عن‬
‫مؤخر (على سبيل المثال‪ ،‬رواسب حطام عند عالمة مائية عالية) ‪،‬‬
‫ا‬ ‫أدلة على حدوث تسونامي‬
‫ومدى المناطق المتأثرة ‪ ،‬ومقدار ونوع الضرر الذي لحق بها‪ .‬عند دمجها مع ‪ DEM‬ومعلومات‬
‫قياس األعماق‪ ،‬يمكن تحديد أقصى مساحة معرضة للخطر ويمكن للمناطق المعرضة للخطر بناء‬
‫أبراج تحذير‪ ،‬وتعزيز قوانين البناء وأنظمة الطاقة‪ ،‬وبناء مباني اإليواء ‪ ،‬واعداد طرق اإلخالء‪ .‬تسمح‬
‫القياسات القريبة من الوقت الفعلي من شبكة ‪ GPS‬تفاضلية عالمية‪ ،‬باإلضافة إلى معلومات حول‬
‫ارتفاع سطح البحر من ارتفاع القمر الصناعي ‪ ،‬وموقع الزلزال وحجمه للوكاالت الحكومية بتقدير‬
‫مقدار األضرار ومتى يحدث ذلك‪.‬‬
‫في أعقاب كارثة تسونامي‪ ،‬يساعد االستشعار عن ُبعد في تقييم تأثير الموقع والهندسة الهيكلية‬
‫(الشكل ‪ .)23.12‬تم استخدام صور عالية الدقة للمساعدة في تنسيق االستجابة من خالل توجيه‬
‫وتحديد أولويات جهود اإلغاثة واعادة اإلعمار في زلزال هايتي عام ‪ 2010‬وزلزال اليابان عام‬
‫‪.2011‬‬

‫‪- 399 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ 5.12‬النشاط البركاني ‪Volcanism‬‬


‫إن النشاط البركاني هو مجموعة من العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى نفث الحمم البركانية‬
‫والمقذوفات البركانية والغازات على سطح األرض‪ .‬وهي العملية التي يتم من خاللها نقل الصهارة‬
‫والغازات من باطن األرض إلى السطح‪.‬‬
‫تشير التقديرات إلى أن أكثر من ‪ 500‬مليون شخص يعيشون على أو بالقرب من البراكين‬
‫النشطة في جميع أنحاء العالم‪ .‬إن النواتج االنفجارية جدا التي تشكل خط ار واضحا ومتكر ار على‬
‫السكان هي السبب الرئيسي لوجود الترب البركانية الخصبة‪ .‬حاليا‪ ،‬هناك ما يقرب من ‪ 1000‬من‬
‫البراكين في جميع أنحاء العالم والتي تعتبر نشطة‪ ،‬وقد اندلعت في السنوات العشرة آالف الماضية‪.‬‬
‫وهذا أكثر من عدد علماء البراكين النشطين‪ ،‬مما يشير إلى أن تكنولوجيا االستشعار عن بعد يمكن‬
‫أن تحل محل المراقبين من البشر أو األدوات األرضية لمراقبة البراكين النشطة مع مرور الوقت‪.‬‬
‫هناك العديد من الظواهر البركانية التي تفسح المجال للكشف والمراقبة عن ُبعد‪ :‬أعمدة االنفجارات‪،‬‬
‫المحملة بالرماد‪ ،‬ثاني أكسيد الكبريت‪ ،‬والماء ؛ والشذوذ في درجات الح اررة المنخفضة مثل بحيرات‬
‫الفوهات البركانية والمداخن؛ وشذوذ درجات الح اررة المرتفعة‪ ،‬مثل تدفقات الحمم البركانية وتدفقات‬
‫المقذوفات البركانية وقباب الحمم البركانية؛ وتشوه الصرح البركاني‪.‬‬
‫‪ 1.5.12‬كشف سحابة الثوران ‪Eruption cloud detection‬‬
‫أظهرت التقارير األولى عن عمليات الرصد الناجحة لالنفجارات البركانية أعمدة ثوران التقطت‬
‫بواسطة سواتل الطقس‪ ،‬مثل ‪( GOES‬الساتل البيئي التشغيلي الثابت بالنسبة إلى األرض) أو‬
‫‪( GMS‬ساتل االرصاد الجوي الثابت بالنسبة إلى االرض) أو ‪( AVHRR‬مقياس إشعاع متقدم عالي‬
‫الدقة جدا)‪ .‬هذه األدوات عادة ما يكون لها دقة مكانية من ‪ 15-1‬كم وتكرار فترات مراقبة قصيرة‬
‫تصل إلى ‪ 15‬دقيقة‪ .‬يتم استخدام هذه األقمار الصناعية حاليا بشكل روتيني بواسطة مرصد بركان‬
‫‪National‬‬ ‫االسكا )‪ Alaska Volcano Observatory (AVO‬وخدمات الطقس الوطنية‬
‫‪ Weather Service‬لكشف ومراقبة درجات ح اررة األرض المرتفعة وغيوم الثوران في البراكين في‬
‫منطقة شمال المحيط الهادئ‪ .‬تشمل البراكين في هذه المنطقة تلك الموجودة في أالسكا وشبه جزيرة‬
‫كامشاتكا وجزر كوريل الشمالية‪ .‬توفر هذه البيانات مراقبات عدة مرات في اليوم ألكثر من ‪100‬‬
‫بركان نشط في هذه المنطقة‪ .‬تتم معالجة بيانات النطاق المرئي واألشعة تحت الحمراء تلقائيا إلنشاء‬

‫‪- 400 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫صور تعمل على تحسين اكتشاف االنفجارات‪ ،‬بما في ذلك التصحيح الهندسي واإلشعاعي‪ ،‬وتقسيمها‬
‫إلى تسعة قطاعات محددة مسبقا‪ .‬يتضمن كل قطاع براكين متعددة‪ .‬ثم تتم معالجة البيانات لتحسين‬
‫الكشف عن االنفجارات بما في ذلك التباين أحادي النطاق ومجموعات متعددة النطاقات وتراكبات‬
‫الخط الساحلي‪ .‬يتم إنشاء صور ‪ JPEG‬و ‪ GIF‬للوصول إليها من أجهزة الكمبيوتر البعيدة عبر‬
‫شبكة االنترنيت العالمية‪ .‬يتم أيضا مسح البيانات تلقائيا إلنشاء رسوم بيانية لدرجات الح اررة في‬
‫براكين محددة الكتشاف التغيرات الح اررية‪ .‬يقوم المحللون بمراجعة البيانات بشكل روتيني وتقديم‬
‫تقارير المراقبة مرتين يوميا‪ .‬أثناء اإلنذارات المتصاعدة‪ ،‬يتم تحليل البيانات وتقديم تقارير المراقبة‬
‫أربع مرات على األقل يوميا‪ .‬تقوم ‪ AVO‬باإلبالغ عن االنفجارات عبر شبكة االتصال الخاصة بها‬
‫إلى المسؤولين الحكوميين وعامة الناس عبر الصوت والفاكس والبريد اإللكتروني‪ .‬يتم إدخال جميع‬
‫المراقبات المتعلقة بالبراكين في قاعدة بيانات يمكن الوصول إليها عبر الويب‪.‬‬
‫هناك أداة أخرى لألقمار الصناعية يتم استخدامها تشغيليا للكشف عن االنفجارات ومراقبتها‬
‫وهي ‪( MODIS‬مقياس إشعاعي طيفي للتصوير متوسط الدقة) على منصات ‪ Terra‬و ‪Aqua‬‬
‫التابعة لناسا‪ .‬تم إنشاء موقع شبكة ‪ MODIS‬لإلنذار الحراري كأداة فورية لمراقبة االنفجارات‬
‫البركانية‪ .‬إن مراجعة بعض الحاالت الشاذة الح اررية المرتبطة بالنشاط البركاني التي تم اكتشافها‬
‫تتضمن ثورات انفجارية واسعة النطاق مثل تلك التي وقعت في نياموراغي ار في إفريقيا وكيالوي في‬
‫هاواي‪ ،‬والتي تقدم أمثلة على فائدة مراقبة المخاطر على أساس يومي‪ .‬خالل سلسلة من االنفجارات‬
‫األخيرة في شيتن‪ ،‬شيلي ‪ ،‬التقطت ‪ MODIS‬العديد من الصور‪ ،‬بما في ذلك واحدة في ‪ 31‬مايو‬
‫‪ ،2008‬كما هو موضح في الشكل ‪ .24.12‬يتم استخدام مركبات تحذير ‪ MODIS‬الشهرية‬
‫لتلخيص النشاط البركاني العالمي‪ .‬يغطي انذار ‪ MODIS‬الحراري حاليا الكرة األرضية أربع مرات‬
‫يوميا من قمرين صناعيين ‪ ،‬لكل منهما أداة ‪.MODIS‬‬
‫‪ 2.5.12‬الظواهر الحرارية ‪Thermal phenomena‬‬
‫يتطلب اكتشاف ومراقبة الظواهر الح اررية المرتبطة بالبراكين‪ ،‬من الفضاء‪ ،‬دقة مكانية كافية لتحليل‬
‫المعالم‪ ،‬ومناطق طول موجي كافية للكشف عن الطاقة الح اررية‪ ،‬والتغطية الزمنية لنكون في "المكان‬
‫المناسب في الوقت المناسب"‪ .‬تعرض البراكين ظواهر منذرة‪ ،‬وكذلك معالم ح اررية مرتبطة‬
‫باالنفجارات‪.‬‬

‫‪- 401 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 24.12‬صورة مرئية ل ‪ MODIS‬لبركان شيتين ‪ ،‬تشيلي ‪ ،‬تم التقاطها في ‪ 31‬مايو ‪ .2008‬يعد المربع‬
‫االحمر الصغير شذوذا ح ارريا في قمة البركان‪ .‬تغطي الصورة حوالي ‪ 500‬كم شرق ‪ -‬غرب‪.‬‬
‫يستمر استخدام بيانات األشعة تحت الحمراء الح اررية متوسطة الدقة (أقل من ‪ 100‬متر) في‬
‫مراقبة البراكين‪ .‬تجري تجربة كبيرة فوق شمال المحيط الهادئ باستخدام بيانات األقمار الصناعية‬
‫منخفضة الدقة ( ‪ )AVHRR ،MODIS‬كمحفزات لجدولة اقتناء بيانات ‪ ASTER‬الح اررية (دقة‬
‫‪ 90‬م) على البراكين المنفجرة‪ .‬تم الحصول على تسلسل زمني طويل لبركان كليتشيفيسكوي‬
‫نظر لموقعه على دوائر العرض العليا‪ ،‬فإن األقمار‬
‫‪ Kliuchevskoi‬في كامجاتكا ‪ .Kamchatka‬ا‬
‫الصناعية التي تدور حول القطب الجنوبي لها فرصا شبه يومية للحصول على البيانات هناك‪ .‬من‬
‫يناير ‪ 2005‬إلى مايو ‪ ، 2005‬تم الحصول على ‪ 15‬صورة خالية من الغيوم وتظهر في الشكل‬
‫‪ .25.12‬المناطق المشرقة هي األكثر سخونة‪ .‬يتجلى بشكل واضح التطور المبكر لشذوذ حراري‬
‫لقمة فوهة بركانية‪ ،‬إما قبة حمم بركانية أو بحيرة حمم بركانية‪ .‬في أوائل فبراير‪ ،‬تموضعت أول‬
‫تدفقات الحمم البركانية‪ .‬من الواضح أيضا أن أعمدة "باردة" تخرج من القمة‪ .‬فهي أبرد من األرض‬
‫ألنها ارتفعت من العنق البركاني وتبرد كلما ارتفعت‪.‬‬

‫‪- 402 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 25.12‬صور أشعة تحت حمراء ح اررية من ‪ ASTER‬فوق بركان ‪، Kamchatka ،Kliuchevskoi‬‬
‫مؤخر) تكون مشرقة (ساخنة)‪.‬‬
‫ا‬ ‫روسيا‪ .‬المناطق الساخنة (قبة حمم بركانية‪ ،‬بحيرة حمم بركانية ‪ ،‬وتدفقات تموضعت‬
‫أعمدة االنفجار تكون مظلمة وباردة‪ .‬تم الحصول على السلسلة الزمنية من يناير إلى مايو ‪.2005‬‬
‫‪ 3.5.12‬كشف التشوه ‪Deformation detection‬‬
‫يعد رادار الفتحة االصطناعية التداخلي ‪، Interferometric synthetic aperture radar‬‬
‫والذي يختصر أيضا بـ ‪ ، InSAR‬أحد تقنيات الرادار التي تستخدم صورتين أو أكثر من صور‬
‫‪ SAR‬إلنشاء خرائط للتشوه السطحي‪ ،‬باستخدام االختالفات في مرحلة الموجات العائدة إلى القمر‬
‫الصناعي‪ .‬يمكن لهذه التقنية أن تقيس التغيرات في مقياس سنتيمتري في التشوه مع مرور الوقت من‬
‫أيام إلى سنوات‪ .‬يمكن استخدام ‪ InSAR‬في مجموعة متنوعة من االماكن البركانية ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التشوه المرتبط باالنفجارات‪ ،‬والضغط البيني الناتج عن التغيرات في توزيع الصهارة في العمق‪،‬‬
‫وانتشار الجاذبية للصروح البركانية ‪ ،‬واشارات التشوه البركانية التكتونية‪ .‬تُستخدم هذه التقنية اآلن‬
‫على نطاق واسع في البحث األكاديمي حول التشوه البركاني‪ ،‬على الرغم من أن استخدامه كتقنية‬

‫‪- 403 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫رصد تشغيلية لمراقبة البراكين قد تم تحديدها بسبب مشكالت مثل أوقات تكرار المدارات ‪ ،‬ونقص‬
‫البيانات المؤرشفة‪ ،‬والترابط ‪ ،‬واألخطاء الجوية‪.‬‬
‫قد تكون معدالت تدفق ثاني أكسيد الكبريت مؤش ار يمكن االعتماد عليه للثورات الوشيكة‪ .‬يتم‬
‫استخدام كاميرات االستشعار عن بعد باألشعة فوق البنفسجية (‪ )UV‬لقياس تدفق ثاني أكسيد‬
‫الكبريت من المداخن في جزيرة فولكانو‪ ،‬إيطاليا (الشكل ‪ .)26.12‬كما تستخدم أنظمة كاميرات‬
‫األشعة فوق البنفسجية لمراقبة تدفقات أعمدة ثاني أكسيد الكربون في بركان سترومبولي بإيطاليا‬
‫(الشكل ‪ .)27.12‬لقد ثبت أن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هي مقدمة لبركان متفجر‪.‬‬

‫شكل ‪ )a( 26.12‬تدفق ثاني أكسيد الكربون لألشعة فوق البنفسجية (كثافة العمود المائل ‪ ،‬جزء في المليون م) من‬
‫فوهة ال فوسا بجزيرة فولكانو‪ ،‬ويتم القياس عن ُبعد باستخدام أداة لألشعة فوق البنفسجية األرضية‪ )b( .‬صورة ضوئية‬
‫مرئية لنفس المشهد‪.‬‬
‫عندما اندلع بركان ‪ El Chichón‬في المكسيك في عام ‪ ،1982‬اكتشف تصوير األقمار‬
‫الصناعية تدفق الرماد (الشكل ‪ )28.12‬واكتشف مطياف خرائط األوزون الكلي (‪ )TOMS‬على‬
‫القمر الصناعي ‪ Nimbus 7‬سحابة ‪ SO2‬المنبعثة من الثوران‪ .‬تمكنت أجهزة األقمار الصناعية‬
‫األخرى‪ ،‬بما في ذلك أداة مراقبة األوزون (‪ ، )OMI‬ومسبار األشعة تحت الحمراء للغالف الجوي‬
‫(‪ ،)AIRS‬ومقياس اإلشعاع الحراري المنعكس لالنبعاثات الح اررية واالنعكاس المتقدم (‪، )ASTER‬‬
‫ومقياس الطيف الضوئي للتصوير متوسط الدقة (‪ ،)MODIS‬وتجربة مراقبة األوزون العالمية‬

‫‪- 404 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫(‪ )GOME‬من قياس ثاني أكسيد الكبريت والغازات األخرى المنبعثة من البراكين باستخدام نطاقات‬
‫االمتصاص باألطوال الموجية لألشعة فوق البنفسجية واألشعة تحت الحمراء (الشكل ‪.)29.12‬‬
‫تحول الدقة الرديئة وأوقات التكرار الطويلة لألنظمة الساتلية دون اكتشاف أعمدة ‪ SO2‬الصغيرة أو‬
‫األحداث القصيرة العمر‪ .‬يوفر جهاز التصوير المحسن المرئي واألشعة تحت الحمراء (‪)SEVERI‬‬
‫على ‪ Meteosat‬بيانات ثاني أكسيد الكبريت كل ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬ولكنه يقتصر على تغطية أوروبا‬
‫وأفريقيا‪.‬‬

‫شكل ‪ 27.12‬صورة بانوكروماتية بدقة ‪ 1.8‬متر من ‪ EROS-A‬لبركان سترومبولي ‪ ،‬إيطاليا‪.‬‬

‫‪- 405 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 28.12‬تدفق الحطام البركاني (أبيض ‪ ،‬في وادي النهر ؛ انظر السهم) من ثوران بركان ‪El Chichón‬‬
‫‪ ، 1982‬تشياباس ‪ ،‬المكسيك ‪ ،‬ال يزال من الممكن رؤيته بعد ‪ 30‬عاما‪.‬‬

‫شكل ‪ 29.12‬عمود ثاني أكسيد الكبريت من جبل إتنا الذي الحظه جهاز مسبار األشعة تحت الحمراء للغالف‬
‫الجوي (‪ )AIRS‬على القمر الصناعي ‪ AQUA‬في ‪ 28‬أكتوبر ‪ .2002‬تظهر الصورة بوضوح عمود ثاني أكسيد‬
‫الكبريت (األزرق الداكن) المنبعث من جبل إتينا‪ .‬تم إنشاء الصورة من خالل مقارنة البيانات من قناتين وانشاء صورة‬
‫تبرز االختالفات بينهما‪.‬‬

‫‪- 406 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫تأريخ حالة‪ :‬رصد االضطراب البركاني في كينيا ‪Monitoring Volcanic Unrest in Kenya‬‬
‫في الصدع الكيني‪ ،‬حيث البراكين عديدة ولكن ال توجد ثورات تاريخية موثقة‪ ،‬حددت رصدات‬
‫األقمار الصناعية اضطرابات في المراكز البركانية‪ .‬تكشف صور الرادار أن أنظمة الصهارة الضحلة‬
‫قد تكون نشطة في ظل ما ال يقل عن أربعة من البراكين في كينيا‪ ،‬ولكن يبقى تحديد ما إذا كانت‬
‫اإلشارات مدفوعة بتدفق صهارة جديدة‪ .‬األدلة على صهارة واسعة النطاق منتشرة في جميع أنحاء‬
‫وادي الصدع ‪( Rift Valley‬الشكل ‪ .)30.12‬تغطي تدفقات الحمم البركانية المنتشرة األرضية‬
‫المتصدعة‪ ،‬وتغطي رواسب سقوط الرماد الناتجة عن االنفجارات المتفجرة مسافات طويلة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫لم تسجل في كينيا أي انفجارات في تاريخ البشرية‪.‬‬

‫شكل ‪ 30.12‬صورة ملونة باألشعة تحت الحمراء من ‪ SPOT-5‬لبركان لونغونوت ‪ ، Longonot‬الصدع الكيني‪،‬‬
‫تُستخدم إلنتاج خريطة مخاطر جيولوجية وبركانية‪ .‬مزيج النطاق ‪ RGB 321‬؛ يمثل اللون األحمر الغطاء النباتي ‪،‬‬
‫وهو ينمو في الغالب على رواسب رماد لونغونوت‪ ،‬وتشير األلوان الخضراء إلى رواسب تراخايت ‪ .trachyte‬تظهر‬
‫تدفقات الحمم البركانية األخيرة ‪ ،‬المذكورة في النص‪ ،‬سوداء تقريبا‪ ،‬حيث تصل إلى الشمال الغربي والجنوب الغربي‬
‫من الكالدي ار‪ .‬تتحدد المعالم المورفولوجية لتدفقات الحمم البركانية ‪ ،‬وخاصة على الجانب الشرقي‪ ،‬بوضوح في‬
‫الصورة‪.‬‬

‫‪- 407 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫مؤخر عن فترات تشوه أرضية‬


‫ا‬ ‫كشفت مالحظات رادار الفتحة االصطناعية التداخلي ‪InSAR‬‬
‫في أربعة براكين كينية‪ .‬بين عامي ‪ 1997‬و ‪ ، 2008‬حدث ارتفاع قدره ‪ 9‬و ‪ 21‬سم في لونغونوت‬
‫وباكا‪ ،‬في حين شوهد هبوط في مينينجاي وسوسوا ‪ 3‬و ‪ 4.6‬سم ‪ ،‬على التوالي‪ .‬يعني هذا‬
‫االكتشاف أن األنظمة الصهارية تحت هذه البراكين الكينية قد تكون أكثر نشاطا مما كان يعتقد‬
‫سابقا‪ .‬يركز هذا العمل على فهم ديناميكيات هذه البراكين (الشكل ‪.)31.12‬‬

‫شكل ‪ 31.12‬رادار التداخل لتشوه األرض لوحظ في بركان باكا بين يوليو وأغسطس ‪ .2006‬يقع ‪ Paka‬في‬
‫المنطقة الوسطى من الصدع الكيني‪ .‬تتمثل الكالدي ار من خالل النقطة السوداء المركزية والحافات كل منها تمثل‬
‫‪ 2.83‬سم من االرتفاع تتمركز في الجهة الشمالية الشرقية من البركان‪ .‬تتم معالجة التداخل باستخدام صور‬
‫‪ ENVISAT‬مع برنامج ‪.ROI_PAC‬‬
‫من بين البراكين األربعة التي أظهرت ازاحات بركانية لألرض ‪ ،‬يشكل لونغونوت خط ار كبي ار‬
‫على المجتمع الكيني وصادراته االقتصادية‪ ،‬وخاصة مزارع الزهور التي تقع على بعد ‪ 10‬كيلومترات‬
‫من القمة‪ .‬لونغونوت هو بركان متطبق صغير ‪ 70‬كم شمال غرب نيروبي وجنوب بحيرة نيفاشا‪ .‬إن‬
‫األجنحة البركانية متكدسة مع تدفقات حمم بركانية لزجة وتغطي المنطقة المحيطة بها رواسب رماد‬

‫‪- 408 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫متساقط‪ ،‬وهو رماد ‪ ، Longonot‬الذي يعود إلى ‪ 3200‬سنة مضت‪ .‬من المحتمل أن يكون الثوران‬
‫االنفجاري الذي أحدث سقوط الرماد متزامنا مع تشكيل حفرة الكالدي ار الدائرية التي تشاهد اليوم‬
‫(الشكل ‪ .)32.12‬تدفقات الحمم السوداء المميزة‪ ،‬التي تغطي بشكل واضح رواسب الرماد‪ ،‬تمثل‬
‫آخر نشاط ثوران للونغونوت‪ .‬على الرغم من أن تدفقات الحمم البركانية لم يتم تأريخها ‪ ،‬إال أنها‬
‫تقدر بأقل من ‪ 1000‬عام‪.‬‬

‫شكل ‪ 32.12‬منظر بانورامي لكالدي ار ‪ Longonot‬المطلة على الجنوب الشرقي‪ .‬يبلغ قطرها كيلومترين على ارتفاع‬
‫متر فوق مستوى سطح البحر ‪ ،‬وتحتوي الكالدي ار على جدران شديدة االنحدار تؤدي إلى أرضية كالدي ار ذات‬
‫‪ 2776‬ا‬
‫قاع مسطح ومغطاة بالنباتات‪.‬‬

‫‪ 6.12‬الفيضانات ‪Flooding‬‬
‫يتم التعرف على السهول الفيضية لألنهار باعتبارها تلك المناطق المسطحة المنخفضة على‬
‫جانبي النهر والتي تمتد إلى الخارج حتى يصادف المرء جروف وأرض مرتفعة (الشكل ‪.)33.12‬‬
‫تحتوي السهول الفيضية على منخفضات مستنقعية وتعرجات مهجورة تعرف باسم بحيرات هاللية‬
‫(الشكل ‪ .)34.12‬يجب أن يكون البناء في هذه المناطق مسؤوال عن الفيضانات الدورية والتربة غير‬
‫المستقرة بسبب مناسيب المياه الجوفية القريبة من السطح‪ .‬قد تحتاج مستويات الطرق والسكك‬
‫الحديدية إلى رفع‪ .‬قد يكون من الضروري رفع المنشآت على دعائم‪ ،‬وقد يتعين وضع آبار النفط‬
‫على جزر اصطناعية من الحصى‪ .‬يجب أن يؤخذ في االعتبار تحول قناة النهر وتآكلها على‬
‫ضفاف النهر‪ .‬يجب جرد السدود المعرضة لالنهيار‪ ،‬خاصة إذا كان االنهيار والفيضان الالحق‬
‫سيؤدي إلى خسائر في األرواح والممتلكات‪ .‬قد تتعرض المناطق الساحلية المنخفضة لموجات‬
‫العواصف والفيضانات المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪- 409 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 33.12‬صورة توضح جزءا من نهر أوب ‪ ،‬روسيا‪ .‬يمتد حقل بريوبسكوي النفطي إلى السهل الفيضي (السهم)‬
‫ويجب حفر اآلبار من جزر الحصى‪ .‬يتم الكشف عن السهول الفيضية من خالل المناطق المنخفضة التي تحتوي‬
‫على حواجز رملية وتفتقر إلى األشجار‪.‬‬

‫شكل ‪ 34.12‬بحيرة هاللية ‪ Oxbow‬على السهل الفيضي لنهر يازو ‪ Yazoo‬جنوب غرب يازو‪ ،‬ميسيسيبي‪.‬‬

‫‪- 410 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫إن أفضل طريقة لتحديد مدى المناطق المتأثرة بالفيضانات هي البحث عن مؤشرات على‬
‫الحواجز الرملية الحديثة و ‪ /‬أو نقص الشجيرات واألشجار الناضجة‪ .‬يتطلب تحديد المناطق المتأثرة‬
‫بالفيضانات الكبرى فحص الصور المتعددة األزمنة على مدى عدة سنوات إلى عقود‪ .‬تُظهر هذه‬
‫الصور تلك المواقع التي تكون فيها القنوات أكثر عرضة للتغيير‪ ،‬وتوفر تقدي ار التجاه ومعدل هجرة‬
‫القناة‪.‬‬
‫يمكن مراقبة المياه السطحية (الخزانات والبحيرات واألنهار والجداول) للتنبؤ بالفيضانات‬
‫والسالمة العامة‪ ،‬وتخطيط الري‪ ،‬ومصايد األسماك‪ ،‬واألنشطة الترفيهية‪ .‬وتشمل المساهمات الرئيسية‬
‫لالستشعار عن بعد مراقبة التراكم الثلجي‪ ،‬والعواصف الوشيكة‪ ،‬والجريان السطحي من ذوبان الثلوج‬
‫والعواصف‪ .‬تستخدم خدمات الطقس سواتل ثابتة بالنسبة إلى األرض مثل سالسل ‪ NOAA‬و‬
‫‪ GOES‬و ‪ .Meteosat‬توفر أجهزة االستشعار مثل ‪ Hyperion‬على القمر الصناعي ‪EO-1‬‬
‫اكتشافا قريب من الوقت الفعلي للفيضان‪ .‬تقلل تكنولوجيا المركبات الفضائية اآللية الوقت الالزم‬
‫للكشف عن أحداث الفيضان والرد عليها لبضع ساعات‪ .‬تستخدم ناسا والمسح الجيولوجي األمريكي‬
‫مراقبات األقمار الصناعية لهطول األمطار واألنهار والتضاريس السطحية إلنشاء أنظمة إنذار مبكر‪.‬‬
‫يمكن ألجهزة استشعار المايكروويف باألقمار الصناعية تحديد تدفق النهر من خالل قياس التغيرات‬
‫في عرض النهر وتقديم تقديرات تستند إلى القمر الصناعي لهطول األمطار كمدخالت في أنظمة‬
‫اإلنذار هذه‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تم استخدام ‪ RadarSat‬للمراقبة الفورية تقريبا لفيضانات ‪2009‬‬
‫على طول النهر األحمر في مينيسوتا وداكوتا الشمالية ومانيتوبا‪.‬‬
‫تعد صور األقمار الصناعية مناسبة بشكل خاص لرسم خريطة لمدى التراكم الثلجي على مر‬
‫الزمن (الشكل ‪ .)35.12‬يمكن لسبر صدى الراديو المحمول جوا تحديد سماكة التراكم الثلجي‪ .‬في‬
‫حالة وجود نقاط تحكم أرضي‪ ،‬يجب أن يكون من الممكن استخدام الصور الستنباط سمك الثلج‬
‫على مساحة الغطاء الثلجي المعروف‪ .‬معلومات إضافية عن شدة انحدار المنحدر والسمت (تحتفظ‬
‫المنحدرات المواجهة للشمال بمزيد من الثلج في نصف الكرة الشمالي) المستمدة من موديل‬
‫التضاريس الرقمي‪ ،‬فيجب زيادة تحسين الحسابات‪ .‬بعد عدة سنوات من التصوير‪ ،‬يمكن تجميع‬
‫قاعدة بيانات تاريخية توضح حجم المياه المرتبطة بمدى معين وسمك الثلوج‪ .‬ويحتاج مديرو خزانات‬
‫التحكم في الفيضان إلى هذه المعلومات للتخطيط لموعد خفض مستويات المياه تحسبا لجريان‬

‫‪- 411 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫سطحي أعلى من المعدل الطبيعي‪ .‬يرغب المزارعون‪ ،‬وخاصة أولئك الذين يزرعون األراضي الدنيا‬
‫الغنية‪ ،‬في معرفة فرصة الفيضان قبل الزراعة‪ .‬ويريد المزارعون الذين يعتمدون على الري معرفة ما‬
‫إذا كانت المياه ستكون متاحة في عام معين‪ .‬يمكن لمصايد األسماك التي تستخدم المصب أن‬
‫تستخدم معلومات عن ملوحة المياه والعكورة المرتبط بحجم النهر أعلى أو أقل من المعتاد‪.‬‬

‫شكل ‪ 35.12‬يظهر تراكم ثلجي باللون األزرق على صورة )‪ Landsat TM 5-4-3 (RGB‬لجبال ألتن ‪، Altun‬‬
‫الصين‪ .‬يمكن استخدام التراكم الثلجي للتنبؤ بالجريان السطحي والفيضانات‪.‬‬
‫يمكن أن يتسبب تساقط الثلوج في وقت متأخر مصحوبا بأمطار طويلة أو غزيرة ودرجات ح اررة‬
‫سريعة االحترار في جريان سطحي وفيضانات‪ .‬الفيضانات األخرى هي نتيجة بحتة لفترات طويلة من‬
‫األمطار الغزيرة‪ .‬قد ال تفعل مراقبة الفيضانات الشيء الكثير للمتضررين من مياه الفيضان ‪ ،‬ولكن‬
‫يمكن أن تظهر المناطق المعرضة للفيضانات (األشكال ‪ 36.12‬إلى ‪ .)38.12‬ويسمح ذلك بإعالن‬
‫تلك المناطق خارج حدود التطوير‪ ،‬ويسمح بالتخطيط الحكيم لتطوير السهول الفيضية‪ .‬تهتم شركات‬
‫التأمين بحدود الفيضانات‪ ،‬حتى تتمكن من تحديد معدالت التأمين على الفيضانات‪ ،‬وتحتاج المدن‬
‫وحكومات المقاطعات إلى هذه المعلومات إلعداد مجاري العواصف ومشاريع التصريف التي تقلل من‬
‫األضرار والسيطرة على الجريان السطحي‪.‬‬

‫‪- 412 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 36.12‬صور الندسات لمنطقة سانت لويس تُظهر التقاء نهري ميسوري وميسيسيبي‪ .‬األولى‪ ،‬التقطت في ‪4‬‬
‫يوليو ‪ ، 1988‬تظهر التدفق الطبيعي ؛ الثانية‪ ،‬من ‪ 18‬يوليو ‪ ، 1993‬تظهر األنهار في مرحلة الفيضان‪.‬‬

‫شكل ‪ 37.12‬فيضان في نيو مدريد ‪ ،‬ميسوري ‪ 5 ،‬مايو ‪.2011‬‬

‫‪- 413 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫شكل ‪ 38.12‬يمكن أن تساعد خرائط تأثير الفيضانات ‪ ،‬مثل هذه الخريطة لجنوب غرب بنجالديش ‪ ،‬في تخطيط‬
‫البنية التحتية والزراعة‪ .‬يشير اللون األزرق الداكن إلى المسطحات المائية الدائمة ؛ تدل األلوان الفاتحة تدريجيا على‬
‫فرصة أقل للفيضان‪ .‬تم إنشاؤها من جهاز ‪ PALSAR‬على القمر الصناعي ‪.ALOS‬‬

‫‪ 7.12‬استخدام األرض والتعدين ‪Land Use and Mining‬‬


‫يمكن تصنيف الموجودات التي تم الحصول عليها من سطح األرض ضمن موارد األرض‪ .‬يتعامل‬
‫استخدام األرض مع استخدام سطح األرض‪ ،‬مثل مساحة األرض المتضمنة الغابات والمحاصيل‬
‫الزراعية وأراضي الرعي وخزانات المياه ومواقع التخلص من النفايات والسكن وما إلى ذلك‪ .‬قد ينجم‬
‫تدهور األراضي عن االستخدام العشوائي لألراضي والتعدين واالنخساف والقاء النفايات‪ .‬وتكون‬
‫التغطية المتكررة من أنظمة االستشعار عن بعد مفيدة لمراقبة النشاط السطحي (الشكل ‪.)39.12‬‬
‫ُيعد الحفر المكشوف طريقة شائعة للتنقيب عندما تكون الرواسب مائلة مسطحة‪ ،‬ويكون غطائها‬
‫الصخري نحيف‪ ،‬وال تمتلك التضاريس السطحية الكثير من التضاريس‪ .‬تتضمن هذه الطريقة إزالة‬
‫الغطاء الصخري (التقشير) عن طريق الحفريات المفتوحة على السطح‪ ،‬من أجل الوصول إلى‬
‫الموارد المعدنية عميقا واستخراجها‪ .‬عادة ما يتم التعدين على مصاطب‪ ،‬وحيث يتم استخراج األجزاء‬
‫السابقة ‪ ،‬يتم تجريد مناطق جديدة على التوالي‪ .‬يرافق ذلك العديد من المشكالت البيئية ‪ ،‬مثل ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪- 414 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪ .1‬تدهور استخدام األراضي بسبب إلقاء المخلفات المنجمية‪.‬‬


‫‪ .2‬تآكل منحدرات مقلب المخلفات المنجمية الجرداء أو المزروعة بشكل رقيق‪.‬‬
‫‪ .3‬تغيرات محلية في الشكل‪ ،‬والمناظر الطبيعية والتصريف‪.‬‬
‫‪ .4‬تصريف مياه متمعدنة جدا من مستنقعات منجمية‪ ،‬وتلوث المياه السطحية وتحت السطحية‪.‬‬

‫شكل ‪ 39.12‬صور نطاق االشعة تحت الحمراء القريبة ‪ NIR‬متتابعة تظهر زيادة في التعدين المفتوح‪ ،‬حقل الفحم‬
‫‪ ، Jharia‬الهند ؛ )‪ (a‬صورة ‪ Landsat MSS‬لعام ‪ 1975‬؛ (‪ )b‬صورة ‪ IRS-LISS-II‬لعام ‪ 1990‬؛ (‪)c‬‬
‫صورة ‪ Landsat TM‬لعام ‪1994‬‬
‫يمكن لبيانات األقمار الصناعية عالية الدقة المكانية على فترات متكررة أن تساعد في رصد‬
‫وتخطيط ومراقبة تطوير المناجم والبيئة المرتبطة بها بطريقة فعالة من حيث التكلفة (الشكل‬
‫‪.)40.12‬‬
‫‪ 8.12‬تعرية التربة ‪Soil Erosion‬‬
‫يؤدي تآكل التربة إلى إزالة الغطاء العلوي الخصب الحامل للدبال وهذه المشكلة حادة جدا في‬
‫بعض األماكن‪ .‬للتخطيط واإلدارة‪ ،‬يطلب علماء التربة معلومات حول عدد من المعامالت مثل‪:‬‬
‫التضاريس‪ ،‬والمنحدرات‪ ،‬ونوع التربة‪ ،‬والغطاء األرضي والتصريف‪ .‬يمكن أن يوفر االستشعار عن‬
‫بعد بيانات عن عدد من الجوانب‪.‬‬
‫والتعرية هي دالة لعدة عوامل تشمل هطول األمطار‪ ،‬والتيارات‪ ،‬واالنحدار‪ ،‬وميل الطبقات‪،‬‬
‫والغطاء النباتي‪ ،‬والمواد السطحية‪ ،‬وتواتر العواصف وعرام العواصف‪ .‬يمكن أن تسهم الصور‪ ،‬سواء‬
‫كانت مشتقة من صورة جوية أو صورة قمر صناعي‪ ،‬في تحديد مخاطر التعرية‪ .‬توفر موديالت‬

‫‪- 415 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫التضاريس الرقمية مقياسا كميا للمنحدر‪ ،‬في حين أن تفسير الصورة ال يوفر سوى مقياسا نوعيا‬
‫(على سبيل المثال‪ ،‬منحدر هو أكثر أو أقل عرضة لالنهيار)‪ .‬يمكن أيضا لرسم خرائط االنجرافات‬
‫وقطع الضفاف على طول األنهار ‪ ،‬والرؤوس البحرية والحواجز على طول الخط الساحلي تقديم‬
‫معلومات عن مكان حدوث التعرية تاريخيا‪ .‬يجب بذل الجهد من أجل عدم بناء الطرق والسدود‬
‫والهياكل األخرى التي من المحتمل أن تقوضها المياه الجارية أو األمواج ‪ ،‬حيث يكون الميل أكبر‬
‫من زاوية الرقاد للترب المشبعة‪ ،‬أو عندما يكون ميل التطبق موازي للمنحدر‪.‬‬

‫شكل ‪ 40.12‬صورة ذات دقة مكانية عالية (‪ 0.5‬متر) من منجم سطحي لخام الحديد‪ ،‬ماركونا ‪ ، Marcona‬بيرو ‪،‬‬
‫التي حصل عليها القمر الصناعي ‪GeoEye‬‬
‫منظر طبيعيا نموذجيا به مشكلة تآكل التربة‪ .‬والمنطقة مغطاة بغطاء‬
‫ا‬ ‫يوضح الشكل ‪41.12‬‬
‫سميك من اللوس‪ .‬عادة ما يكون التصريف على اللوس شجيريا عالي الكثافة ‪ ،‬بسبب الطبيعة‬

‫‪- 416 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المتجانسة للتربة والطبيعة غير المنفذة‪ .‬يظهر تشريح دقيق لغطاء اللوس في صورة أخاديد جرداء‬
‫ذات أبعاد مختلفة‪ ،‬مما يشير إلى تآكل التربة على نطاق واسع‪.‬‬

‫شكل ‪ 41.12‬تعرية التربة في منطقة مغطاة باللوس (راجستان ‪ ،‬الهند) ؛ صورة ‪( Landsat MSS2‬نطاق احمر)؛‬
‫المناطق الداكنة هي مناطق مزروعة؛ المناطق ذات األلوان الفاتحة في نمط شجيري هي جرداء من النباتات وتتوافق‬
‫مع مناطق تعرية التربة بواسطة عمل الوديان‬

‫‪- 417 -‬‬


‫االستشعار عن بعد في الدراسات البيئية‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫‪- 418 -‬‬


‫المصادر‬ ‫االستشعار عن بعد وتطبيقاته في علوم االرض‬

‫المصادر‬

- CampBell, J.B, and Wynne, R.H, 2011, Introduction to Remote Sensing,


The Guilford Press. P 718.

- Dwivedi, R.S, 2017, Remote Sensing of Soils, Springer-Verlag GmbH


Germany. P 518.

- GLADE, T., ANDERSON, M and CROZIER, M. J., 2005, Landslide


Hazard and Risk, John Wiley & Sons Ltd. P 834.

- Gupta, R. P., 2018, Remote Sensing Geology, Third Edition, Springer-


Verlag GmbH Germany. P 438.

- Lavender, S, and Lavender A, 2016, Practical Handbook of Remote


Sensing, Taylor & Francis Group, LLC. P 268.

- Lillesand, T. M., Kiefer, R. W, and Chipman, J. W., 2015, IMAGE


REMOTE INTERPRETATION, Seventh Edition, John Wiley & Sons, Inc. p
770.

- NJOKU, E. G., 2014, ENCYCLOPEDIA OF REMOTE SENSING,


Springer Science+Business Media New York. P 957.

- PROST, G. L., 2014, REMOTE SENSING FOR GEOSCIENTISTS


IMAGE ANALYSIS AND INTEGRATION, Third Edition, Taylor & Francis
Group, LLC. P 652.

- Sassa, K and Canuti, P., 2009, Landslides – Disaster Risk Reduction,


Springer-Verlag Berlin Heidelberg. P 638.

- 419 -

You might also like