You are on page 1of 23

‫ماستر التدبير اإلداري للموارد البشرية والمالية لإلدارة‬

‫مادة‪ :‬المالية العامة‬


‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫اختصاصات المالية للبرلمان المغربي‬

‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت اشراف‪:‬‬
‫• عمر خصبي‬
‫المصطفى منار‬
‫• فؤاد خيرة‬
‫• فرح اعضام‬
‫• سلمى تزاري‬

‫‪2024/2023‬‬
‫‪1‬‬
2
‫مقدمة‪:‬‬
‫بعد تحضير وإعداد مشروع القانون المالي‪ ،‬والمصادقة عليه في مجلسي الحكومة والوزراء‪،‬‬
‫الذي يرأسهما على التوالي رئيس الحكومة والملك‪ ،‬يصبح جاهزا لعرضه على قبة البرلمان‪،‬‬
‫العتماده من لدن نواب األمة ومستشاريها‪ ،‬ويعتبر هذا المشروع من أهم مشاريع القوانين‬
‫التي تعرض على الهيئة التشريعية‪ ،‬نظرا ألهمية التخصيصات واألعباء التي تحددها‬
‫الحكومة‪ ،‬والتي لها دور كبير في رهن مستقبل األمة لفترة قد تزيد عن سنة‪ ،‬لذا فعملية‬
‫اعتماد مشروع القانون المالي‪ ،‬تعتبر من أهم األحداث السياسية التي يعرفها الوطن‪ ،‬لما لها‬
‫من انعكاسات على جميع المجاالت‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وسياسية‪.‬‬

‫وعملية االعتماد والمصادقة على مشروع قانون المالية‪ ،‬هي عبارة عن إذن للسماح‬
‫للحكومة بمباشرة اإلنفاق وتنفيذ التزاماتها‪ ،‬كما أنها إذن في جباية إيرادات الدولة‪ ،‬لذلك ال بد‬
‫من صدور قانون لكل ميزانية في كل سنة جديدة‪ ،‬فهذا القانون هو الذي يفرض على السلطة‬
‫التنفيذية ضرورة االلتزام بعدم تجاوز ما هو محدد في سقف معين لإلنفاق‪ ،‬إال بعد موافقة‬
‫السلطة التشريعية مجددا‪ ،‬بهدف إعطاء رقابة فعالة للبرلمان على احترام ميزانية الدولة‬
‫(قانون المالية التعديلي)‪ .‬ولهذا ال يجوز بعد المصادقة عليها‪ ،‬إجراء أي تعديل أو إلغاء أو‬
‫إضافة لمحتويات الميزانية إال بموافقة البرلمان‪ .‬وعملية المصادقة تعتبر مراقبة سياسية‬
‫سابقة على تنفيذ المال العام‪ ،‬وهذا ما يعطيها أهمية قصوى داخل دواليب تدبير الشأن العام‪.‬‬

‫والتساؤل االشكالي المطروح هو كالتالي‪:‬‬

‫ما ا الضمانات الدستورية و القانونية المؤطر لصالحيات البرلمان في مجال القانوني للمالية؟‬

‫وما اليات العمل البرلماني في المجال المالي عبر اللجان؟‬

‫وما اليات المراقبة السياسية للعمل السلطة التنفيذية في صرف وتحصيل المال العمومي؟‬

‫‪3‬‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية اقترح التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني المؤطر االختصاصات البرلمان في‬


‫المجال المالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اليات العمل البرلماني في المالية من التصويت والرقابة‬


‫البرلمانية والسياسية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني المؤطر االختصاصات البرلمان في‬
‫المجال المالي‬
‫لقد جاء دستور ‪ 2011‬بمجموعة من المبادئ التي تهدف الى تحقيق الحكامة المالية وقد تجسد‬
‫ذلك في القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ 130.13‬الذي حاول الرفع من دور البرلمان وتعزيز‬
‫مكانته في المجال المالي‪ ،‬وفي هذا الصدد سنخصص (المطلب األول) األسس الدستورية‬
‫والتنظيمية المنظمة الختصاصات البرلمان في دراسة واعتماد القانون المالي بينما‬
‫سنخصص (المطلب الثاني) للمرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في التصويت‬
‫على مشروع القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي‪.‬‬

‫المنظمة‬ ‫والتنظيمية‬ ‫الدستورية‬ ‫األسس‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫الختصاصات البرلمان في دراسة واعتماد القانون المالي‬

‫ان تقوية دور البرلمان في مناقشة الميزانية العامة يتحقق بمجموعة من األمور من‬
‫أهمها اغناء المعطيات المالية والمحاسبية المقدمة له أثناء مناقشة مشروع القانون المالي وفي‬
‫الرفع من الحيز الزمني المخصص له في مرحلتي المناقشة والتصديق‪ ،‬وهذا ما قد جاء به‬
‫دستور ‪, 2011‬والقانون التنظيمي للمالية رقم ‪.130.13‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور مجلسي البرلمان في دراسة القانون المالي‬

‫تشكل مرحلة دراسة مشروع قانون المالية أهمية كبرى وفي هذا الصدد نص‬
‫الفصل‪ 75‬من الدستور في الفقرة األولى على أنه "يصدر قانون المالية الذي يودع باألسبقية‬
‫لدى مجلس النواب‪ ،‬بالتصويت من قبل البرلمان‪ ،‬وذلك طبقا للشروط المنصوص عليها في‬
‫قانون تنظيمي‪ .‬ويحدد هذا القانون التنظيمي طبيعة المعلومات والوثائق والمعطيات‬
‫‪1‬‬
‫الضرورية لتعزيز المناقشة البرلمانية حول مشروع قانون المالية"‪.‬‬

‫الفصل ‪ 75‬من دستور ‪.2011‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫كما جاء في المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي للمالية على أنه ‪" :‬يودع مشروع قانون المالية‬
‫للسنة باألسبقية بمكتب مجلس النواب في ‪ 20‬أكتوبر من السنة المالية الجارية على أبعد‬
‫تقدير"‪.‬‬
‫كما نص هذا القانون التنظيمي في نفس المادة على أنه تعرض مذكرة لتقديم قانون‬
‫المالية والتي تتضمن معطيات حول االثار المالية واالقتصادية للمقتضيات الجمركية مرفقا‬
‫بمجموعة من التقارير والمذكرات ذات الطابع المالي‪ ،‬على اللجان البرلمانية المعنية قصد‬
‫االخبار رفقة مشاريع ميزانيات القطاعات الوزارية او المؤسسات العمومية والمقاوالت‬
‫العمومية الخاضعة لوصايتها والمستفيدة من موارد مرصدة أو اعانات من الدولة‪. 2‬‬
‫وقد منحت هذه المقتضيات القانونية امتيازا لمجلس النواب بإعطائه األسبقية في‬
‫دراسة مشروع قانون المالية وذلك للرفع من مكانته باعتباره ممثال لإلرادة العامة‪ ،‬مع تأكيده‬
‫على ضرورة ارفاق هذا األخير بالوثائق والمعلومات التي تبين مختلف جوانب الوضع‬
‫االقتصادي واالجتماعي على الصعيد الوطني والدولي والذي من شأنه التأثير على الوضع‬
‫المالي للبالد وذلك بهدف تمكين البرلمانيين من معطيات مالية دقيقة وصادقة تتيح لهم معرفة‬
‫فرضيات وتوجهات مشروع القانون المالي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المراحل العامة العتماد مشروع القانون المالي‬

‫في هذا السياق نصت المادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي للمالية في فقرتها األولى على‬
‫أن مجلس النواب يبث في مشروع قانون المالية للسنة داخل أجل ثالثين يوما الموالية لتاريخ‬
‫ايداعه‪ ،‬كما جاء في فقرتها الثانية أن الحكومة تعرض فور التصويت على المشروع أو عند‬
‫انصرام اآلجال المنصوص عليه في الفقرة السابقة‪ ،‬على مجلس المستشارين النص الذي تم‬
‫اقراره أو النص الذي قدمته في أول األمر مدخلة عليه ان اقتضى الحال التعديالت المصوت‬
‫عليها في المجلس النواب والمقبولة من طرف الحكومة‪.‬‬
‫بالتالي فان مجلس النواب له حيز زمني للبث في مشروع القانون المالي يمتد ل ‪ 30‬يوما‬
‫تبتدأ من تاريخ ايداعه‪ ،‬وبعد مرور هذا األجل سواء تم التصويت على المشروع أو لم يتم‬

‫‪ 2‬المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.62‬بتاريخ ‪ 14‬شعبان‬
‫‪ 2( 1436‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫‪6‬‬
‫ذلك فان الحكومة تعرض النص الذي تم التصويت عليه من طرف مجلس النواب أو النص‬
‫الذي قدمته في أول األمر مع ادخال التعديالت المصوت عليها من قبل هذا المجلس والتي‬
‫وافقت عليها‪ ،‬على مجلس المستشارين لمناقشته والتصويت عليه في أجل ‪ 22‬يوما من تاريخ‬
‫ايداعه‪.‬‬
‫ويرجع بعد ذلك مشروع القانون المالي الى مجلس النواب قصد دراسة التعديالت المصوت‬
‫عليها في مجلس النواب في أجل ال يتعدى ستة أيام من تاريخ ايداعه‪.‬‬
‫أما فيما يخص مشروع قانون المالية التعديلي فهو يختلف عن قانون المالية السنوي من حيث‬
‫الحيز الزمني الممنوح للبرلمان من أجل مناقشته والتصويت عليه اال أن االمتياز يظل دائما‬
‫لمجلس النواب‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 51‬من نفس القانون التنظيمي على أنه " يصوت البرلمان‬
‫على مشروع قانون المالية المعدل داخل أجل ال يتعدى خمسة عشر يوما الموالية إليداعه من‬
‫طرف الحكومة لدى مكتب مجلس النواب"‪ ,‬وهذه المدة تخصص فيها ثمانية أيام لمجلس‬
‫النواب‪ ،‬وأربعة أيام لمجلس المستشارين‪ ،‬ثم ثالثة أيام للبث النهائي من قبل مجلس النواب‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في‬
‫التصويت على مشروع القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي‬

‫الفقرة االولى‪ :‬مهام البرلمان في التصويت على مشروع القانون المالي‬

‫تخضع عملية التصويت على مشروع القانون المالي لمجموعة من الضوابط‪ ،‬فقد‬
‫نص الفصل ‪ 75‬من الدستور على أنه "يصوت البرلمان مرة واحدة على نفقات التجهيز التي‬
‫يتطلبها‪ ،‬في مجال التنمية‪ ،‬انجاز المخططات التنموية االستراتيجية‪ ،‬والبرامج متعددة‬
‫السنوات‪ ،‬التي تعدها الحكومة وتطلع عليها البرلمان‪ ،‬وعندما يوافق على تلك النفقات‪،‬‬
‫ويستمر مفعول الموافقة تلقائيا على النفقات طيلة مدة هذه المخططات والبرامج‪ ،‬وللحكومة‬
‫وحدها الصالحية لتقديم مشاريع قوانين ترمي الى تغيير ما تمت الموافقة عليه في اإلطار‬
‫‪3‬‬
‫المذكور"‪.‬‬
‫كما جاء في مضمون المادة ‪ 52‬من الفصل الثاني من القانون التنظيمي للمالية‬
‫‪ 130.13‬على أنه يقوم البرلمان بمجلسيه بالتصويت على الجزء األول لمشروع قانون‬
‫المالية قبل التصويت على الجزء الثاني‪ ،‬ورفض الجزء األول هو بمثابة رفض للمشروع‬
‫برمته‪ ،‬وفي حالة وقع الرفض من قبل مجلس المستشارين تتم احالته الى مجلس النواب‬
‫للقراءة الثانية للصيغة التي صوت عليها مجلس المستشارين بالرفض‪.‬‬
‫يقوم البرلمان بالتصويت على أحكام قانون المالية مادة مادة‪ ،‬اال انه يمكن ألحد‬
‫مجلسيه اجراء تصويت اجمالي على الجزء الثاني من مشروع القانون المالي بطلب من‬
‫الحكومة أو من مكتب المجلس ‪.4‬‬
‫أما بالنسبة للميزانية العامة وميزانيات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة فقد‬
‫خصص لها القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ 130,13‬المواد ‪ 54‬و‪ 55‬اذ يتم اجراء تصويت‬
‫اجمالي فيما يتعلق بالمداخيل بالنسبة للميزانية العامة وبالنسبة للنفقات يتم التصويت على كل‬
‫باب وعلى كل فصل داخل نفس الباب‪.‬‬

‫‪ 3‬الفصل ‪ 75‬من دستور ‪.2011‬‬


‫‪ 4‬المادتين ‪ 52‬و‪ 53‬من من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.62‬بتاريخ ‪14‬‬
‫شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫‪8‬‬
‫بالنسبة لمداخيل الحسابات الخصوصية للخزينة يتم التصويت عن كل صنف من أصنافها‪،‬‬
‫وبالنسبة لنفقاتها يتم التصويت كذلك بحسب كل صنف من أصناف هذه الحسابات‪.5‬‬
‫أما فيما يخص مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة فيتم التصويت على المداخيل بصورة‬
‫اجمالية وكذلك بالنسبة للنفقات فيتم اجراء تصويت اجمالي بحسب كل قطاع‪.6‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور البرلمان في الحفاظ على التوازن المالي‬

‫كرس دستور ‪ 2011‬لمبدأ التوازن في الفصل ‪ " :77‬يسهر البرلمان والحكومة على‬
‫‪7‬‬
‫الحفاظ على توازن مالية الدولة "‪.‬‬
‫ويهدف هذا المبدأ الدستوري الى تنظيم النشاط المالي للدولة‪ ،‬وقد جعل المشرع الدستوري‬
‫اختصاص المحافظة على توازن مالية الدولة مشتركا بين البرلمان والحكومة‪.‬‬

‫‪ 5‬المادتين ‪ 54‬و‪ 55‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.62‬بتاريخ ‪14‬‬
‫شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫‪ 6‬المادتين ‪ 54‬و‪ 55‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.62‬بتاريخ ‪14‬‬
‫شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫‪ 7‬الفصل ‪ 77‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني اليات العمل البرلماني في المالية من التصويت والرقابة‬
‫البرلمانية والسياسية‬
‫مهمة التصويت والمراقبة الميزانية‪ ،‬ميزتان أساسيتان للعمل البرلماني فاألولى تتجلى في‬
‫مسطرة المناقشة والتصويت على قانون مالية السنة (المطلب األول) ولضمان الحكامة المالية‬
‫الجيدة وتكريس الشفافية لبدا من الرقابة البرلمانية والسياسية (المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة المناقشة والتصويت على قانون مالية السنة‬


‫تخضع مناقشة مشروع قانون المالية والتصويت عليه لمسطرة طويلة ومعقدة‪ ،‬وتجري هذه‬
‫المناقشة وفقا لألصول العامة المرعية في المناقشة وإقرار القوانين بصفة عامة مع مراعاة‬
‫‪8‬‬
‫االحكام الخاصة بدراسة قوانين المالية والتصويت عليها‪.‬‬

‫سنتناول في هذا المطلب تقديم المشروع في جلسة واحدة (الفقرة األولى) ومناقشة مقتضيات‬
‫المشروع باللجان البرلمانية الدائمة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬تقديم المشروع في جلسة واحدة‬

‫بعد إيداع مشروع قانون المالية السنوي بمجلس النواب وعرضه على أنظار البرلمان تم‬
‫التصويت ليتم إصداره وفق قواعد وشروط وتطبيقا للفقرة الرابعة ‪ 04‬من الفصل ‪ 68‬من‬
‫دستور‪.2011‬‬

‫ورغم اعتماد قاعدة التداول في دراسة النص والتصويت عليه بين المجلسين؛ فإن هنالك‬
‫قواعد وآليات موحدة‪ ،‬تعتمد وتطبق من كال المجلسين سواء في جلسات مشتركة أو من‬
‫‪9‬‬
‫طرف كل مجلس على حدة‪.‬‬

‫عمل المشرع الدستوري على تجاوز وتفادي مجموعة من العيوب التي كانت تعتري‬
‫المسطرة التشريعية التي كانت في ظل الدساتير السابقة‪ .‬والتي كان منصوص عليا بدون‬
‫جدوى وكانت تحد من العمل البرلماني من خالل العمل على ضمان التناسق في وضع‬
‫‪ 8‬عسو منصور‪,‬قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة‪ ,‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ,‬الطبعة األولى أكتوبر ‪. 2017‬ص‪.126‬‬
‫‪ 9‬نجيب جيري ‪,‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي ‪,‬مطبعة امينة الرباط ‪,‬الطبعة‬
‫االولى‪.2023‬ص‪.125‬‬
‫‪10‬‬
‫مجلس النواب ومجلس المستشارين لنظامهما الداخلي‪ 10،‬سواء من حيث التنظيم أو العضوية‬
‫والجزاءات المطبقة على النواب والمستشارين البرلمانيين الذين ال يلتزمون بالحضور في‬
‫أشغال وجلسات مجلسي البرلمان‪.‬‬

‫هو توجيه ملزم يكمل ما كان معموال به في النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة ‪2004‬‬
‫والذي كان قد نص على العديد من الجزاءات المقررة في حق المتغيبين لكنها بقيت بدون‬
‫مع مراعاة االمتياز الذي خوله المشرع الدستوري لمجلس النواب هناك‬ ‫‪11‬‬
‫فعالية‬
‫اختصاصات عديدة يمارسها مجلس النواب‪ ،‬تشكل امتيازا على مجلس المستشارين تذكر من‬
‫بينها كونه غرفة البث النهائي في النص التشريعي في حال عدم االتفاق على نص مشترك‬
‫ومعارضته للحكومة في مواصلة تحمل مسؤوليتها بالتصويت على ملتمس الرقابة كما هو‬
‫مبين في الفصل ‪ 105‬من الدستور‪.‬‬

‫وإذا كان المشرع الدستوري قد كرس مقتضى دستوري يقضي بعقد جلسات مشتركة‬
‫بمجلسيه في حاالت محددة بمقتضى الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 68‬من دستور‪ 2011‬من بينها‬
‫عرض مشروع قانون المالية الذي يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للدولة‪ ،‬ويتم بخصوصية‬
‫تجعل منه أهم ما تعرفه الدورة الخريفية من كل سنة تشريعية‪ ،‬حيث يكون االهتمام اإلعالمي‬
‫والحضور السياسي لمختلف الفرق البرلمانية الممثلة بمجلسي البرلمان‪ .‬مع ثبات المواقف‬
‫‪12‬‬
‫الوطنية بخصوص المصالح العليا للبالد‪.‬‬

‫ويتولى الوزير المكلف بالمالية تحت إشراف رئيس الحكومة عرض مشروع قانون المالية‬
‫في جلسة عامة يعقدها مجلس النواب ومجلس المستشارين‪ ،‬ويتم عقد هذه الجلسة وفق‬
‫برنامج متفق عليه بين مجلسي البرلمان والحكومة ويحضر في المنصة إلى جانب رئيس‬
‫مجلس النواب ومجلس المستشارين أمين عن كل مجلس حسب المادة ‪ 156‬من النظام‬

‫‪ 10‬انظر الفترة الثانية من الفصل ‪ 69‬من دستور ‪ 2011‬مرجع سابق والتي جاء فيا "يتعين على المجلسين في وضعهما‬
‫لنظاميهما الداخليين مراعاة تناسقهما وتكاملهما‪ ،‬ضمانا لنجاعة العمل البرلماني"‪ ،‬وهو اإللزام الذي كان غائبا في ظل‬
‫الدساتير السابقة عليه‪.‬‬
‫‪ 11‬نجيب جيري الوظيفة الرقابية للبرلمان في دستور ‪ 2011‬من رقابة الحكومة إلى رقابة الحكامة) مجلة سالك‪ .‬الطبعة‬
‫األولى‪ ,‬عدد ‪2014 ,26.25‬ص‪.54‬‬
‫‪12- Abdelali Darif Alaoui les Dessous d'un Incroyable coup diplomatique Magazine le‬‬

‫‪temps N° 268. du 23 janvier au 29 janvier 2015, p 21‬‬


‫‪11‬‬
‫الداخلي لمجلس النواب سنة ‪ 2013‬ويتم التطرق في هذا العرض ألهم المحاور التي يرتكز‬
‫عليه المشروع‪ ،‬وطبيعة اإلجراءات االجتماعية والضريبية والغايات التي يسعى إلى تحقيقها‬
‫‪13‬‬
‫كالتقليل من نسبة العجز والتضخم‪.‬‬

‫تتجلى االستفادة المشتركة بين مجلسي البرلمان في االستفادة من عروض مشتركة تنطلق‬
‫حتى قبل أن يعرض مشروع قانون المالية على أنظار البرلمان‪ .‬كما يستفيد المجلسان على‬
‫‪14‬‬
‫قدم المساواة من الخبرة التقنية لبعض المؤسسات‪:‬‬

‫عرض اإلطار العام إلعداد مشروع قانون المالية‪ :‬تنص المادة ‪ 47‬من القانون التنظيمي‬
‫على تقديم الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬قبل ‪ 31‬يوليوز‪ ،‬عرضا لإلطار العام إلعداد مشروع‬
‫قانون المالية للسنة الموالية أمام اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقدم‬
‫الوزير تطور الوضعية االقتصادية الوطنية تقدم تنفيذ قانون المالية للسنة الجارية حتى حدود‬
‫منتصف السنة المعطيات المتعلقة بالسياسة االقتصادية والمالية والبرمجة الميزانياتية‬
‫اإلجمالية لثالث سنوات‪.‬‬

‫عرض المشروع في الجلسة المشتركة‪ :‬تنص المادة ‪ 211‬من النظام الداخلي لمجلس النواب‬
‫على عقد مجلس النواب ومجلس المستشارين جلسة عامة مشتركة تعرض فيها الحكومة‬
‫مشروع قانون المالية‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 68‬من الدستور‪ .‬ويتم عقد هذه الجلسة العامة حسب‬
‫البرنامج المتفق عليه بين مجلسي البرلمان والحكومة‪.‬‬

‫االستفادة من الخبرة التقنية فلتمكين البرلمان بمجلسيه من ممارسة سلطته الرقابية على‬
‫العمل الحكومي‪ ،‬مكنهما الفصل ‪ 148‬من الدستور من االستفادة من مساعدة المجلس األعلى‬
‫للحسابات في مجاالت المراقبة التشريع والتقييم للمالية العامة‪ .‬أيضا‪ ،‬منح الفصل ‪ 152‬من‬
‫الدستور الحكومة والبرلمان إمكانية استشارة المجلس االقتصادي واالجتماعي في القضايا‬
‫ذات الطابع االقتصادي والتوجهات التنموية‪.‬‬

‫‪ 13‬سيعرف التضخم‪ ،‬المقاس بالمؤشر الضمني للناتج الداخلي اإلجمالي‪ ،‬تباطؤا ليستقر في حدود ‪1,8%‬سنة ‪2024‬‬
‫عوض‪ 2,8%‬سنة ‪. 2023‬سيسجل الطلب الداخلي مساهمة موجبة في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي خالل سنة ‪2024‬‬
‫تصل إلى ‪ 3,1‬نقط مقارنة بحوالي نقطة واحدة المقدرة سنة ‪.2023‬‬
‫‪ 14‬نجيب جيري‪ ،‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪.2023‬ص‪.126‬‬
‫‪12‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مناقشة مقتضيات المشروع باللجان البرلمانية الدائمة‬

‫تعتبر اللجان البرلمانية عموما القلب النابض للعمل التشريعي بالنظر إلى تكوينها الذي يضم‬
‫كل الفرق والمجموعات النيابية التي تقوم بانتخاب رؤسائها عن طريق االقتراع السري في‬
‫مستهل الفترة النيابية تم في سنتها الثالثة عند دورة أبريل لما تبقى من الفترة المذكورة‪ .‬ولها‬
‫يعود االختصاص في دراسة مشروع القانون المالي‪ .‬وتتشكل اللجان البرلمانية استنادا إلى‬
‫النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان ويبلغ عددها تسعة (‪ )9‬داخل مجلس النواب ‪15‬وستة‬
‫‪16‬‬
‫(‪ )6‬داخل مجلس المستشارين‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي لقانون المالية على إحالة مشروع قانون المالية السنوي‬
‫بمجرد إيداعه على اللجنة المكلفة بالمالية بمجلس النواب من أجل الدراسة‪.‬‬

‫تقدم للجان البرلمانية المعنية‪ ،‬قصد اإلخبار‪ ،‬رفقة مشاريع ميزانية ميزانيات القطاعات‬
‫الوزارية أو المؤسسات وكذا للمؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية الخاضعة لوصايتها‬
‫والمستفيدة من موارد مرصدة أو إعانات من الدولة‪.‬‬

‫بالنسبة لمجلس النواب‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 213‬من النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة ‪،2017‬‬
‫تتولى لجنة المالية والتنمية االقتصادية مناقشة مشروع قانون المالية‪ ،‬وتبتدئ المناقشة‬
‫باالستماع إلى وزير المالية الذي يقدم بيانات إضافية حول المشروع؛ ثم يشرع في مناقشة‬
‫عامة للميزانية وللسياسة الحكومية تتلوها مناقشة تفصيلية للمشروع‪ .‬كما تشرع كل اللجان‬
‫الدائمة بدراسة ومناقشة مشاريع الميزانيات القطاعية بحسب مادة‪ .‬اختصاصها استنادا للمادة‬
‫‪ 214‬من النظام‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمجلس المستشارين‪ ،‬فتنص المادتين ‪ 216‬و‪ 217‬من النظام االساسي للمجلس‬
‫على الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية في دراسة‬
‫والتصويت على مشروع قانون المالي‪ ،‬حيث يتوفر أعضاؤها على حق االستيضاح‬

‫‪ 15‬المادة ‪ 55‬من النظام الداخلي لمجلس النواب ‪.2013‬‬


‫‪ 16‬المادة ‪ 52‬من النظام الداخلي لمجلس المستشارين‪.2014‬‬
‫‪13‬‬
‫واالستفسار وكذا طلب الوثائق الدستورية المرتبطة بالمشروع‪ .‬هذا‪ ،‬ويمكن للجنة المالية‬
‫والتخطيط والتنمية االقتصادية أن تستدعي الوزير المكلف بالمالية لتقديم توضيحات عن تنفيذ‬
‫قانون المالية الجاري‪.‬‬

‫وإذا كان النظام االساسي ينص على تولي اللجان الدائمة دراسة لمشاريع الميزانيات‬
‫القطاعية فإن المادة ‪ 218‬جسورا بين اللجان داخل المجلس‪ ،‬إذ يمكن لرئيس لجنة المالية أن‬
‫بطلب من رئيس لجنة أخرى أن ينتدب عضوا في اللجنة التي يرأسها للمشاركة بصفة‬
‫استشارية في أشغال لجنة المالية لدراسة موضوع مرتبط بالميزانية المعروضة على تلك‬
‫‪17‬‬
‫اللجنة‪.‬‬

‫ومن خصوصيات دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية السنوي‪ ،‬تجزئ التصويت على‬
‫مقتضياته‪ ،‬إذ ال يمكن الشروع في مناقشة والتصويت على الشق الثاني المرتبط بالميزانية‬
‫العامة ونفقات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ونفقات الحسابات الخصوصية للخزينة‪،‬‬
‫حتى يتم التصويت على المعطيات العامة للتوازن المالي الواردة في الجزء األول من‬
‫المشروع المعروض على البرلمان‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬تنص المادة ‪ 52‬من القانون التنظيمي لقانون المالية على‪" :‬ال يجوز في أي من‬
‫مجلسي البرلمان عرض الجزء الثاني من مشروع قانون المالية للسنة للتصويت قبل‬
‫التصويت على الجزء األول‪ .‬وفي حالة التصويت بالرفض على الجزء األول ال يمكن عرض‬
‫الجزء الثاني على التصويت‪ .‬ويعتبر رفض الجزء األول من قبل أحد مجلسي البرلمان‬
‫رفضا للمشروع برمته من نفس المجلس"‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫إن هذا األمر يبدو منطقيا بالنظر إلى أنه يتعين‪:‬‬

‫‪ 17‬نجيب جيري‪ ،‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪.2023‬ص‪.126.127‬‬
‫‪ 18‬سي محمد البقالى‪ :‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬مساهمة في رصد المرتكزات الدستورية والمالية الدولة‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪,‬الطبعة الثانية ‪.‬ص ‪.230 :‬‬
‫‪14‬‬
‫ضبط التوازن المالي‪ :‬فال يمكن عمليا الشروع في مناقشة الشق الثاني من مشروع قانون‬
‫المالية السنوي من دون ضبط معطيات التوازن المالي‪ ،‬أي القبول باألحكام الجديدة للموارد‬
‫والتكاليف العمومية وتحصيل الديون ومراقبة استعمال األموال العمومية‪.‬‬

‫تقييم الموارد والنفقات‪ :‬فالشروع في دراسة الميزانيات يقتضي الحرص على التوازن‬
‫المالي وهذا ال يتأتى إال عبر التقييم اإلجمالي للمداخيل وكذا تحديد الحدود المالية القصوى‬
‫للتحمالت العمومية‪ ،‬سواء تعلق األمر بالميزانية العامة‪ ،‬مجموع ميزانيات مرافق‬
‫االعتمادات السنوية الدولة المسيرة بصورة مستقلة أو الحسابات الخصوصية للخزينة بحسب‬
‫كل صنف‪.‬‬

‫ضرورة الحصول على الترخيص البرلماني للتصرف في وبرمجة التعاقدات وااللتزامات‬


‫متعددة السنوات فالتصويت على الجزء األول هو بمثابة قبول بالتوازن الموازني الذي‬
‫يؤسسه المشروع المعروض واطالع على كافة عناصره التي تحدد احتياجات التمويل‬
‫المترتبة ليس هذا فقط‪ ،‬بل إن الترخيص البرلماني هو أيضا ً اعتماد للتوجهات العامة التي‬
‫يتوخاها المشروع وللحدود القصوى للنفقات المرتبطة بها‪:‬‬

‫ضرورة الحصول على اإلذن البرلماني الذي يعطي الضوء األخضر للحكومة الستخالص‬
‫المداخيل وإصدار االقتراضات وإنجاز عمليات الخزينة‪ .‬أيضا‪ ،‬يمكن هذا اإلذن الجهاز‬
‫التنفيذي من وسائل التصرف للمحافظة على استمرارية المرافق العمومية خاصة خالل‬
‫الظروف الطارئة وحاالت الضرورة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة البرلمانية والسياسية‬
‫تتعدد وسائل الرقابة البرلمانية الالحقة على العمل الحكومي‪ .‬وتتراوح ما بين أدوات تؤدي‬
‫وبين‬ ‫‪19‬‬
‫إلى إثارة لمسؤولية السياسية للحكومة بشكل مباشر كملتمس الرقابة وسحب الثقة‪،‬‬
‫آليات أخرى ال تفضي إلى إقالة الحكومة وإن كانت تسهم في مراقبة عملها‪ .‬وتتسم هذه‬
‫الوسائل األخيرة بالتنوع‪ ،‬حيث تشمل ألسئلة الكتابية والشفوية واآلنية وأيضا اللجان‬
‫البرلمانية الدائمة والمؤقتة كلجان تقصي الحقائق‪ .‬في مقابل تنوع آليات الرقابة الالحقة‪ ،‬ال‬
‫تضم الرقابة السابقة سوى آلية واحدة تتمثل في التصويت البرلماني على البرنامج الحكومي‬
‫‪20‬‬
‫الذي يمنح الثقة المبدئية للحكومة حتى تتمكن من تنفيذ برنامجها‪.‬‬

‫سنتناول هذا المطلب رقابة السياسية على تدبير العمليات المالية (الفقرة األولى) وإحداث‬
‫لجان تقصي الحقائق (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة السياسية على تدبير العمليات المالية‬

‫تعد المراقبة المالية مسألة مهمة بالنسبة للسلطة التشريعية‪ ،‬ألنها تشكل أحد مهامها ألساسية‬
‫التي نص عليها الدستور في فصله ‪ 75‬وتتجسد هذه المراقبة أوال في التصويت على القانون‬
‫المالي (الميزانية السنوية) بحيث يحق دستوريا للبرلمان أن يرخص للحكومة بتحديد طبيعة‬
‫ومقدار موارد الدولة وتوزيع النفقات العمومية وتحقيق التوازن بين الموارد والنفقات‪،‬‬
‫وتتجسد كذلك المراقبة المالية في متابعة تنفيذ بنود الميزانية بكيفية مستمرة في االستخبار‬
‫‪21‬‬
‫حول تدبير المؤسسات العمومية والشبه العمومية‪.‬‬

‫حيث يتضح أن دور المشرع ال ينحصر فقط في إعداد النصوص التشريعية‪ ،‬بل يجب أن‬

‫‪ 19‬ملتمس الرقابة‪ ،‬حيث إنه يمكن لمجلس النواب أن يعارض في مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها وذلك بالموافقة‬
‫على ملتمس الرقابة ‪ ،‬وال يقبل هذا الملتمس إال إذا وقعه على األقل ربع األعضاء الذين يتألف منهم المجلس‪ ،‬كما ال تصح‬
‫الموافقة على ملتمس الرقابة من لدن مجلس النواب إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم‪ ،‬وال يقع‬
‫التصويت إال بعد ُمضي ثالثة أيام كاملة على إيداع الملتمس‪ ،‬وتؤدي الموافقة على ملتمس الرقابة إلى استقالة الحكومة‬
‫استقالة جماعية‪.‬‬
‫‪ 20‬وفاء الفياللي‪ ،‬تأمالت حول البرلمان والمواطنة دار ابي رقراق للطباعة والنشر ‪,‬الطبعة األولى غشت ‪,2012‬ص‪.99‬‬
‫‪ 21‬سهيل المعطي‪ :‬المراقبة المالية البرلمانية‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق واالستشارة والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪8‬و‪ 9‬لسنة‬
‫‪1998‬ص‪.27‬‬
‫‪16‬‬
‫‪22‬‬
‫يمتد إلى التنفيذ حتى يكون على علم بما يقوم به الجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫ومن اليات العمل البرلماني الرقابة تمارسها السلطة التشريعية(البرلمان) على العمل المالي‬
‫الحكومي رقابة عامة وشاملة يمارسها البرلمان وتتخذ ثالثة أشكال‪ :‬رقابة سابقة ورقابة‬
‫مواكبة ورقابة الحقة‪.‬‬

‫وهي التي يقوم بها البرلمان سواء عبر اللجن البرلمانية او الجلسة العامة على النشاط‬
‫الحكومي حينما يكون بصدد دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية والتصويت له امام‬
‫البرلمان والحكومة ملزمة بتمكينه من معطيات دقيقة تمكنه من القيام بدوره الرقابي‪ .‬وتتم‬
‫عبر آليات‪:‬‬

‫في إطار مطالبة البرلمان الحكومة بتوضيحات حول‬ ‫‪23‬‬


‫• القانون المالي التعديلي‪:‬‬
‫ظروف تنفيذ الميزانية‪.‬‬
‫• تشكيل لجان تقصي الحقائق‪ :‬بطلب من ثلث اعضاء البرلمان وهي مؤقتة بطبيعتها‪.‬‬
‫• ملتمس الرقابة‪ :‬اجراء سياسي هام يتيح للبرلمان امكانية تجريد الحكومة من مهامها‬
‫ودواعيه تتعلق باختالل التوازنات المالية وتدهور أوضاع المالية العمومية تتحقق من‬
‫خالل مناقشة المشروع السنوي للحساب الختامي الذي تتولى الحكومة ابداعه بمكتب‬
‫البرلمان في نهاية السنة الثانية الموالية لسنة تنفيذ القانون المالي على ابعد تقدير‪.‬‬
‫ويصادق البرلمان عليه بقانون يسمى قانون التصفية‪ .‬وهو بيان تثبت فيه المبالغ‬
‫النهائية للنفقات المأمور بصرفها والواردات المستخلصة والمتعلقة بنفس السنة المالية‬
‫ويحصر فيه حساب نتيجة السنة‪.‬‬
‫كما ذكرنا سابقا فإن تنفيذ المال العمومي يخضع لمراقبة إدارية مزامنة الهدف منها هذه‬
‫المراقبة تعد غير كافية لحماية المال العام من الضياع‪ ،‬ألنها تجري داخل دواليب الحيلولة‬

‫‪ 22‬نجيب جيري‪ ،‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪.2023‬ص‪187‬‬
‫‪ 23‬تقدم قوانين المالية المعدلة ويتم التصويت عليها وفق نفس الكيفية التي يقدم ويصوت بها على قانون المالية للسنة‪ ،‬مع‬
‫مراعاة أحكام المادة ‪ 51‬أعاله ‪ .‬االعتمادات المفتوحة محدودة‪ .‬ال يجوز االلتزام بالنفقات واألمر بصرفها وأدائها إال في‬
‫حدود االعتمادات المفتوحة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫دون وقوع السلطات المكلفة بالتحصيل واإلنفاق في الخطأ أثناء التنفيذ‪24 .‬إال أن السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬األمر الذي يمكن معه التغاضي عن األخطاء واالختالسات التي قد تشوب أموال‬
‫االمة وهذا ما يبرر فرض المشرع لمراقبة سياسية مزامنة مستقلة عن السلطة التنفيذية والتي‬
‫تتمثل في األسئلة الشفوية والكتابية ألعضاء البرلمان واالختصاصات الموكلة للجان المالية‬
‫‪25‬‬
‫بالبرلمان والمصادقة على القوانين المعدلة القوانين المالية‪.‬‬

‫تعتبر األسئلة البرلمانية من الوسائل المهمة لمتابعة السياسة العامة للحكومة‪ .‬خصوصا في‬
‫المجال المالي‪ ،‬ذلك أن الفقرتين ‪ 1‬و‪ 2‬من الفصل ‪ 100‬من دستور ‪ .2011‬أشار إلى أنه‪":‬‬
‫‪ ....‬تخصص باألسبقية جلسة في كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلس البرلمان وأجوبة‬
‫الحكومة‪ ،‬ويجب أن تدلي الحكومة بجوابها خالل العشرين يوما التالية إلحالة السؤال‬
‫‪26‬‬
‫إليها"‪.‬‬

‫وتنقسم األسئلة كوسيلة من وسائل المراقبة غير المثيرة للمسؤولية السياسية للحكومة إلى‬
‫نوعين‪ :‬أسئلة شفوية وأخرى كتابية‪.‬‬

‫هذا وتحظى كل من األسئلة الكتابية والشفوية بمكانة خاصة سواء عند العضو البرلماني الذي‬
‫يطرح السؤال‪ ،‬أو الوزير المضطر لإلجابة عليه أو المواطن المهتم بالقضايا الماسة بحياته‬
‫‪27‬‬
‫اليومية أو باهتماماته السياسية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إحداث لجان تقصي الحقائق‬

‫نصت المادة ‪ 67‬من دستور ‪ 2011‬إلى أنه‪" :‬عالوة على اللجان الدائمة المشار إليها في‬
‫الفقرة السابقة‪ ،‬يجوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب أو‬
‫ثلث أعضاء مجلس المستشارين‪ ،‬لجان نيابية لتقصي الحقائق‪ ،‬يناط بها جمع المعلومات‬

‫‪ 24‬عبد النبي اظريف‪" :‬المالية العامة‪ ،‬أسس وقواعد تدبير الميزانية العامة ومراقبتها «دار ابي رقراق للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الرباط ‪, 2012,‬ص‪.143‬‬
‫‪ 25‬عبد القادر نيعالتي‪ :‬المالية العامة والمقارنة‪ :‬قانون الميزانية الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة دار النشر الجسور وجدة‬
‫‪ ،2002‬ص ‪215‬‬
‫‪ 26‬خالد الشرقاوي السموني‪« :‬مؤسسة الحكومة في النظام الدستوري المغربي والفرنسي»‪ ،‬دراسة مقارنة سالة لنيل دبلوم‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس اكدال الرباط‪.1997-1996,‬ص‪.197‬‬
‫‪ 27‬خالد الشرقاوي السموني‪ :‬نفسه‪ ،‬ص‪198 :‬‬
‫‪18‬‬
‫المتعلقة بوقائع معينة‪ ،‬أو بتدبير المصالح أو المؤسسات والمقاوالت العمومية وإطالع‬
‫المجلس الذي شكلها على نتائج أعمالها"‪28 .‬وتطبيقا ألحكام هذا الفصل ينص النظامان‬
‫الداخليان للمجلسين على إمكانية تشكيل هذه اللجان وفق الشروط الواردة في الدستور‪ ،‬وفي‬
‫القانون التنظيمي المحدد لطريقة تسييرها‪ ،‬حيث يتم هذا التشكيل على أساس التمثيل النسبي‬
‫للفرق وتنتهي مهامها بإيداع تقاريرها لدى رئاسة المجلس الذي شكلها‪ ،‬ليبث فيها وفق‬
‫‪29‬‬
‫مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بها‪.‬‬

‫كما تعد دسترة هذه اللجان مكسبا للبرلمان المغربي‪ ،‬وذلك على الرغم من أنها لجان مؤقتة‬
‫للتحقيق في وقائع معينة‪ ،‬وليست لجان مراقبة‪.‬‬

‫يمكن القول بأن هذه اللجان تلعب دورا كبيرا في تتبع السياسة المالية العامة للحكومة حيث‬
‫خول لها المشرع االطالع على جميع الوثائق والمستندات التي من شأنها أن تسهل مهمتها‪،‬‬
‫وقد لعبت دورا كبيرا في كشف أهم القضايا المالية التي عرفتها المملكة‪ ،‬وندرج على‬
‫الخصوص قضايا نهب المال العام قضية القرض العقاري والسياحي وصندوق الضمان‬
‫االجتماعي و تقرير المحروقات ‪ ،‬إال أن المالحظ هو أن هناك العديد من العراقيل تحول دون‬
‫قيام هذه اللجان بمهامها‪ ،‬ومن أهمها تعقد مسطرة تنفيذ هذا االختيار والتي تستلزم التوافق‬
‫الداخلي ذي الطابع السياسي المحض ‪.‬‬

‫‪ 28‬الغالي محمد‪" :‬التحقيق البرلماني عبر التجارب السياسية والدستورية المغربية»‪ ،‬المجلة المغربية" لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج‪ ،49-48 ،‬ص‪59-49 :‬‬
‫‪ 29‬نجيب جيري‪ ،‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪.2023‬ص‪192‬‬
‫‪19‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫في إطار العقلنة البرلمانية أصبح دور الفعلي للبرلمان مقيد ومحاصر بترسانة قانونية من‬
‫دستور وقانون التنظيمي للمالية والبرلمان والتي قلصت فعال من االختصاص المالي‬
‫للبرلمان وتزكية دور السلطة التنفيذية في تذبير المادة المالية‪ ،‬فإعداد وتحضير مشروع‬
‫القانون المالي يعتبر من األهمية بمكان بالنسبة لمختلف مرافق الدولة ولي اإلرادة الحكومية‬
‫وانعكاسات مباشرة على مختلف الوظائف التي تمارسها الدولة للتحقيق برامجها‪ .‬ففي هذه‬
‫المرحلة تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي من حيث تكليفها بإعداد وتحضير الميزانية‬
‫على نحو مالئم للظروف االقتصادية التي تمر بها كل دولة ويكون من المؤكد أنها ستقوم‬
‫‪30‬‬
‫بهذه المهمة بكل دقة وعناية‪.‬‬

‫إذن هل دور البرلمان هنا أصبح محصور في المناقشة والتصويت وإحداث للجان لتقصي‬
‫واالسئلة الشفوية والكتابية؟ وما القيود القانونية التي وضعت البرلمان في العقلنة والحد من‬
‫صالحياته؟‬

‫‪ 30‬منار المصطفى ‪":‬واقع األموال العمومية بين ضعف البرلمان وهيمنة الحكومة "‪.‬المجلة المغربية لألنظمة القانونية‬
‫السياسية ‪.‬عدد‪,7‬يونيو‪,2006‬ص‪.28‬‬
‫‪20‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫نجيب جيري‪ ،‬تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء‬ ‫▪‬
‫المالي العمومي مطبعة امينة الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪.2023‬‬
‫▪ عبد النبي اظريف‪" :‬المالية العامة‪ ،‬أسس وقواعد تدبير الميزانية العامة ومراقبتها "‬
‫دار ابي رقراق للطباعة والنشر ‪,‬الرباط ‪.2012,‬‬
‫▪ وفاء الفياللي ‪,‬تأمالت حول البرلمان والمواطنة ‪,‬دار ابي رقراق للطباعة والنشر‬
‫‪,‬الطبعة األولى غشت ‪.2012‬‬
‫▪ سي محمد البقالى‪ :‬الكتلة الدستورية للمالية العمومية‪ ،‬مساهمة في رصد المرتكزات‬
‫الدستورية والمالية الدولة ‪,‬مطبعة المعارف الجديدة ‪,‬الرباط ‪,‬الطبعة الثانية ‪.2019‬‬
‫▪ عسو منصور‪,‬قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة‪ ,‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة الرباط‪ ,‬الطبعة األولى أكتوبر ‪.2017‬‬
‫▪ عبد القادر نيعالتي ‪ :‬المالية العامة والمقارنة ‪ :‬قانون الميزانية الجزء األول‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة دار النشر الجسور وجدة ‪،2002‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪▪ Abdelali‬‬ ‫‪Darif Alaoui les Dessous d'un Incroyable coup‬‬


‫‪diplomatique Magazine le temps N° 268. du 23 janvier au 29‬‬
‫‪janvier 2015,‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫الغالي محمد‪" :‬التحقيق البرلماني عبر التجارب السياسية والدستورية المغربية"‪،‬‬ ‫▪‬
‫المجلة المغربية" لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج‪،49-48 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫▪ منار المصطفى‪" :‬واقع األموال العمومية بين ضعف البرلمان وهيمنة الحكومة‬
‫"‪.‬المجلة المغربية لألنظمة القانونية السياسية ‪.‬عدد‪,7‬يونيو‪2006‬‬
‫▪ سهيل المعطي‪ :‬المراقبة المالية البرلمانية‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق واالستشارة‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪8‬و‪ 9‬لسنة ‪1998‬ص‪.27‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫خالد الشرقاوي السموني ‪« :‬مؤسسة الحكومة في النظام الدستوري المغربي‬ ‫▪‬


‫والفرنسي»‪ ،‬دراسة مقارنة سالة لنيل دبلوم رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس اكدال الرباط‪1997-1996,‬‬

‫النصوص القانونية ‪:‬‬

‫▪ الدستور المغربي المراجع بتاريخ ‪ 1‬يوليوز ‪ 2011‬نشر في الجريدة الرسمية عدد‬


‫‪ 5964‬مكرر الصادرة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 2011‬الظهير الشريف عدد ‪1,11,91‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪.2011‬‬
‫▪ ظهير شريف رقم ‪ 1-15-62‬صادر في ‪ 14‬من شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪)2015‬‬
‫المالية‪.‬‬ ‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 130-13‬لقانون‬

‫‪22‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪3 ...................................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني المؤطر االختصاصات البرلمان في المجال المالي‪5 ...........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس الدستورية والتنظيمية المنظمة الختصاصات البرلمان في دراسة‬
‫واعتماد القانون المالي ‪5 ...............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور مجلسي البرلمان في دراسة القانون المالي ‪5 ...........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المراحل العامة العتماد مشروع القانون المالي ‪6 ............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في التصويت على مشروع‬
‫القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي ‪8 ........................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مهام البرلمان في التصويت على مشروع القانون المالي وتحقيق‬
‫التوازن المالي حسب دستور ‪8 ............................................................ 2001‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور البرلمان في الحفاظ على التوازن المالي ‪9 ...............................‬‬
‫المبحث الثاني اليات العمل البرلماني في المالية من التصويت والرقابة البرلمانية‬
‫والسياسية‪10 ................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مسطرة المناقشة والتصويت على قانون مالية السنة ‪10 .....................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬تقديم المشروع في جلسة واحدة‪10 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مناقشة مقتضيات المشروع باللجان البرلمانية الدائمة ‪13 .................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة البرلمانية والسياسية ‪16 ..................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة السياسية على تدبير العمليات المالية ‪16 ...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إحداث لجان تقصي الحقائق ‪18 ..................................................‬‬
‫خاتمة‪20 .................................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع ‪21 ......................................................................................... :‬‬

‫‪23‬‬

You might also like