Professional Documents
Culture Documents
اختصاص البرلمان
اختصاص البرلمان
2024/2023
1
2
مقدمة:
بعد تحضير وإعداد مشروع القانون المالي ،والمصادقة عليه في مجلسي الحكومة والوزراء،
الذي يرأسهما على التوالي رئيس الحكومة والملك ،يصبح جاهزا لعرضه على قبة البرلمان،
العتماده من لدن نواب األمة ومستشاريها ،ويعتبر هذا المشروع من أهم مشاريع القوانين
التي تعرض على الهيئة التشريعية ،نظرا ألهمية التخصيصات واألعباء التي تحددها
الحكومة ،والتي لها دور كبير في رهن مستقبل األمة لفترة قد تزيد عن سنة ،لذا فعملية
اعتماد مشروع القانون المالي ،تعتبر من أهم األحداث السياسية التي يعرفها الوطن ،لما لها
من انعكاسات على جميع المجاالت ،اقتصادية ،واجتماعية ،وسياسية.
وعملية االعتماد والمصادقة على مشروع قانون المالية ،هي عبارة عن إذن للسماح
للحكومة بمباشرة اإلنفاق وتنفيذ التزاماتها ،كما أنها إذن في جباية إيرادات الدولة ،لذلك ال بد
من صدور قانون لكل ميزانية في كل سنة جديدة ،فهذا القانون هو الذي يفرض على السلطة
التنفيذية ضرورة االلتزام بعدم تجاوز ما هو محدد في سقف معين لإلنفاق ،إال بعد موافقة
السلطة التشريعية مجددا ،بهدف إعطاء رقابة فعالة للبرلمان على احترام ميزانية الدولة
(قانون المالية التعديلي) .ولهذا ال يجوز بعد المصادقة عليها ،إجراء أي تعديل أو إلغاء أو
إضافة لمحتويات الميزانية إال بموافقة البرلمان .وعملية المصادقة تعتبر مراقبة سياسية
سابقة على تنفيذ المال العام ،وهذا ما يعطيها أهمية قصوى داخل دواليب تدبير الشأن العام.
ما ا الضمانات الدستورية و القانونية المؤطر لصالحيات البرلمان في مجال القانوني للمالية؟
وما اليات المراقبة السياسية للعمل السلطة التنفيذية في صرف وتحصيل المال العمومي؟
3
لإلجابة على هذه اإلشكالية اقترح التصميم التالي:
4
المبحث األول :اإلطار القانوني المؤطر االختصاصات البرلمان في
المجال المالي
لقد جاء دستور 2011بمجموعة من المبادئ التي تهدف الى تحقيق الحكامة المالية وقد تجسد
ذلك في القانون التنظيمي للمالية رقم 130.13الذي حاول الرفع من دور البرلمان وتعزيز
مكانته في المجال المالي ،وفي هذا الصدد سنخصص (المطلب األول) األسس الدستورية
والتنظيمية المنظمة الختصاصات البرلمان في دراسة واعتماد القانون المالي بينما
سنخصص (المطلب الثاني) للمرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في التصويت
على مشروع القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي.
ان تقوية دور البرلمان في مناقشة الميزانية العامة يتحقق بمجموعة من األمور من
أهمها اغناء المعطيات المالية والمحاسبية المقدمة له أثناء مناقشة مشروع القانون المالي وفي
الرفع من الحيز الزمني المخصص له في مرحلتي المناقشة والتصديق ،وهذا ما قد جاء به
دستور , 2011والقانون التنظيمي للمالية رقم .130.13
تشكل مرحلة دراسة مشروع قانون المالية أهمية كبرى وفي هذا الصدد نص
الفصل 75من الدستور في الفقرة األولى على أنه "يصدر قانون المالية الذي يودع باألسبقية
لدى مجلس النواب ،بالتصويت من قبل البرلمان ،وذلك طبقا للشروط المنصوص عليها في
قانون تنظيمي .ويحدد هذا القانون التنظيمي طبيعة المعلومات والوثائق والمعطيات
1
الضرورية لتعزيز المناقشة البرلمانية حول مشروع قانون المالية".
5
كما جاء في المادة 48من القانون التنظيمي للمالية على أنه " :يودع مشروع قانون المالية
للسنة باألسبقية بمكتب مجلس النواب في 20أكتوبر من السنة المالية الجارية على أبعد
تقدير".
كما نص هذا القانون التنظيمي في نفس المادة على أنه تعرض مذكرة لتقديم قانون
المالية والتي تتضمن معطيات حول االثار المالية واالقتصادية للمقتضيات الجمركية مرفقا
بمجموعة من التقارير والمذكرات ذات الطابع المالي ،على اللجان البرلمانية المعنية قصد
االخبار رفقة مشاريع ميزانيات القطاعات الوزارية او المؤسسات العمومية والمقاوالت
العمومية الخاضعة لوصايتها والمستفيدة من موارد مرصدة أو اعانات من الدولة. 2
وقد منحت هذه المقتضيات القانونية امتيازا لمجلس النواب بإعطائه األسبقية في
دراسة مشروع قانون المالية وذلك للرفع من مكانته باعتباره ممثال لإلرادة العامة ،مع تأكيده
على ضرورة ارفاق هذا األخير بالوثائق والمعلومات التي تبين مختلف جوانب الوضع
االقتصادي واالجتماعي على الصعيد الوطني والدولي والذي من شأنه التأثير على الوضع
المالي للبالد وذلك بهدف تمكين البرلمانيين من معطيات مالية دقيقة وصادقة تتيح لهم معرفة
فرضيات وتوجهات مشروع القانون المالي.
في هذا السياق نصت المادة 49من القانون التنظيمي للمالية في فقرتها األولى على
أن مجلس النواب يبث في مشروع قانون المالية للسنة داخل أجل ثالثين يوما الموالية لتاريخ
ايداعه ،كما جاء في فقرتها الثانية أن الحكومة تعرض فور التصويت على المشروع أو عند
انصرام اآلجال المنصوص عليه في الفقرة السابقة ،على مجلس المستشارين النص الذي تم
اقراره أو النص الذي قدمته في أول األمر مدخلة عليه ان اقتضى الحال التعديالت المصوت
عليها في المجلس النواب والمقبولة من طرف الحكومة.
بالتالي فان مجلس النواب له حيز زمني للبث في مشروع القانون المالي يمتد ل 30يوما
تبتدأ من تاريخ ايداعه ،وبعد مرور هذا األجل سواء تم التصويت على المشروع أو لم يتم
2المادة 48من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14شعبان
2( 1436يونيو .)2015
6
ذلك فان الحكومة تعرض النص الذي تم التصويت عليه من طرف مجلس النواب أو النص
الذي قدمته في أول األمر مع ادخال التعديالت المصوت عليها من قبل هذا المجلس والتي
وافقت عليها ،على مجلس المستشارين لمناقشته والتصويت عليه في أجل 22يوما من تاريخ
ايداعه.
ويرجع بعد ذلك مشروع القانون المالي الى مجلس النواب قصد دراسة التعديالت المصوت
عليها في مجلس النواب في أجل ال يتعدى ستة أيام من تاريخ ايداعه.
أما فيما يخص مشروع قانون المالية التعديلي فهو يختلف عن قانون المالية السنوي من حيث
الحيز الزمني الممنوح للبرلمان من أجل مناقشته والتصويت عليه اال أن االمتياز يظل دائما
لمجلس النواب ،فقد نصت المادة 51من نفس القانون التنظيمي على أنه " يصوت البرلمان
على مشروع قانون المالية المعدل داخل أجل ال يتعدى خمسة عشر يوما الموالية إليداعه من
طرف الحكومة لدى مكتب مجلس النواب" ,وهذه المدة تخصص فيها ثمانية أيام لمجلس
النواب ،وأربعة أيام لمجلس المستشارين ،ثم ثالثة أيام للبث النهائي من قبل مجلس النواب.
7
المطلب الثاني :المرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في
التصويت على مشروع القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي
تخضع عملية التصويت على مشروع القانون المالي لمجموعة من الضوابط ،فقد
نص الفصل 75من الدستور على أنه "يصوت البرلمان مرة واحدة على نفقات التجهيز التي
يتطلبها ،في مجال التنمية ،انجاز المخططات التنموية االستراتيجية ،والبرامج متعددة
السنوات ،التي تعدها الحكومة وتطلع عليها البرلمان ،وعندما يوافق على تلك النفقات،
ويستمر مفعول الموافقة تلقائيا على النفقات طيلة مدة هذه المخططات والبرامج ،وللحكومة
وحدها الصالحية لتقديم مشاريع قوانين ترمي الى تغيير ما تمت الموافقة عليه في اإلطار
3
المذكور".
كما جاء في مضمون المادة 52من الفصل الثاني من القانون التنظيمي للمالية
130.13على أنه يقوم البرلمان بمجلسيه بالتصويت على الجزء األول لمشروع قانون
المالية قبل التصويت على الجزء الثاني ،ورفض الجزء األول هو بمثابة رفض للمشروع
برمته ،وفي حالة وقع الرفض من قبل مجلس المستشارين تتم احالته الى مجلس النواب
للقراءة الثانية للصيغة التي صوت عليها مجلس المستشارين بالرفض.
يقوم البرلمان بالتصويت على أحكام قانون المالية مادة مادة ،اال انه يمكن ألحد
مجلسيه اجراء تصويت اجمالي على الجزء الثاني من مشروع القانون المالي بطلب من
الحكومة أو من مكتب المجلس .4
أما بالنسبة للميزانية العامة وميزانيات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة فقد
خصص لها القانون التنظيمي للمالية رقم 130,13المواد 54و 55اذ يتم اجراء تصويت
اجمالي فيما يتعلق بالمداخيل بالنسبة للميزانية العامة وبالنسبة للنفقات يتم التصويت على كل
باب وعلى كل فصل داخل نفس الباب.
كرس دستور 2011لمبدأ التوازن في الفصل " :77يسهر البرلمان والحكومة على
7
الحفاظ على توازن مالية الدولة ".
ويهدف هذا المبدأ الدستوري الى تنظيم النشاط المالي للدولة ،وقد جعل المشرع الدستوري
اختصاص المحافظة على توازن مالية الدولة مشتركا بين البرلمان والحكومة.
5المادتين 54و 55من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14
شعبان 2( 1436يونيو .)2015
6المادتين 54و 55من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14
شعبان 2( 1436يونيو .)2015
7الفصل 77من دستور .2011
9
المبحث الثاني اليات العمل البرلماني في المالية من التصويت والرقابة
البرلمانية والسياسية
مهمة التصويت والمراقبة الميزانية ،ميزتان أساسيتان للعمل البرلماني فاألولى تتجلى في
مسطرة المناقشة والتصويت على قانون مالية السنة (المطلب األول) ولضمان الحكامة المالية
الجيدة وتكريس الشفافية لبدا من الرقابة البرلمانية والسياسية (المطلب الثاني)
سنتناول في هذا المطلب تقديم المشروع في جلسة واحدة (الفقرة األولى) ومناقشة مقتضيات
المشروع باللجان البرلمانية الدائمة (الفقرة الثانية).
بعد إيداع مشروع قانون المالية السنوي بمجلس النواب وعرضه على أنظار البرلمان تم
التصويت ليتم إصداره وفق قواعد وشروط وتطبيقا للفقرة الرابعة 04من الفصل 68من
دستور.2011
ورغم اعتماد قاعدة التداول في دراسة النص والتصويت عليه بين المجلسين؛ فإن هنالك
قواعد وآليات موحدة ،تعتمد وتطبق من كال المجلسين سواء في جلسات مشتركة أو من
9
طرف كل مجلس على حدة.
عمل المشرع الدستوري على تجاوز وتفادي مجموعة من العيوب التي كانت تعتري
المسطرة التشريعية التي كانت في ظل الدساتير السابقة .والتي كان منصوص عليا بدون
جدوى وكانت تحد من العمل البرلماني من خالل العمل على ضمان التناسق في وضع
8عسو منصور,قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ,مطبعة المعارف الجديدة الرباط ,الطبعة األولى أكتوبر . 2017ص.126
9نجيب جيري ,تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي ,مطبعة امينة الرباط ,الطبعة
االولى.2023ص.125
10
مجلس النواب ومجلس المستشارين لنظامهما الداخلي 10،سواء من حيث التنظيم أو العضوية
والجزاءات المطبقة على النواب والمستشارين البرلمانيين الذين ال يلتزمون بالحضور في
أشغال وجلسات مجلسي البرلمان.
هو توجيه ملزم يكمل ما كان معموال به في النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة 2004
والذي كان قد نص على العديد من الجزاءات المقررة في حق المتغيبين لكنها بقيت بدون
مع مراعاة االمتياز الذي خوله المشرع الدستوري لمجلس النواب هناك 11
فعالية
اختصاصات عديدة يمارسها مجلس النواب ،تشكل امتيازا على مجلس المستشارين تذكر من
بينها كونه غرفة البث النهائي في النص التشريعي في حال عدم االتفاق على نص مشترك
ومعارضته للحكومة في مواصلة تحمل مسؤوليتها بالتصويت على ملتمس الرقابة كما هو
مبين في الفصل 105من الدستور.
وإذا كان المشرع الدستوري قد كرس مقتضى دستوري يقضي بعقد جلسات مشتركة
بمجلسيه في حاالت محددة بمقتضى الفقرة الرابعة من الفصل 68من دستور 2011من بينها
عرض مشروع قانون المالية الذي يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للدولة ،ويتم بخصوصية
تجعل منه أهم ما تعرفه الدورة الخريفية من كل سنة تشريعية ،حيث يكون االهتمام اإلعالمي
والحضور السياسي لمختلف الفرق البرلمانية الممثلة بمجلسي البرلمان .مع ثبات المواقف
12
الوطنية بخصوص المصالح العليا للبالد.
ويتولى الوزير المكلف بالمالية تحت إشراف رئيس الحكومة عرض مشروع قانون المالية
في جلسة عامة يعقدها مجلس النواب ومجلس المستشارين ،ويتم عقد هذه الجلسة وفق
برنامج متفق عليه بين مجلسي البرلمان والحكومة ويحضر في المنصة إلى جانب رئيس
مجلس النواب ومجلس المستشارين أمين عن كل مجلس حسب المادة 156من النظام
10انظر الفترة الثانية من الفصل 69من دستور 2011مرجع سابق والتي جاء فيا "يتعين على المجلسين في وضعهما
لنظاميهما الداخليين مراعاة تناسقهما وتكاملهما ،ضمانا لنجاعة العمل البرلماني" ،وهو اإللزام الذي كان غائبا في ظل
الدساتير السابقة عليه.
11نجيب جيري الوظيفة الرقابية للبرلمان في دستور 2011من رقابة الحكومة إلى رقابة الحكامة) مجلة سالك .الطبعة
األولى ,عدد 2014 ,26.25ص.54
12- Abdelali Darif Alaoui les Dessous d'un Incroyable coup diplomatique Magazine le
تتجلى االستفادة المشتركة بين مجلسي البرلمان في االستفادة من عروض مشتركة تنطلق
حتى قبل أن يعرض مشروع قانون المالية على أنظار البرلمان .كما يستفيد المجلسان على
14
قدم المساواة من الخبرة التقنية لبعض المؤسسات:
عرض اإلطار العام إلعداد مشروع قانون المالية :تنص المادة 47من القانون التنظيمي
على تقديم الوزير المكلف بالمالية ،قبل 31يوليوز ،عرضا لإلطار العام إلعداد مشروع
قانون المالية للسنة الموالية أمام اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان .في هذا اإلطار ،يقدم
الوزير تطور الوضعية االقتصادية الوطنية تقدم تنفيذ قانون المالية للسنة الجارية حتى حدود
منتصف السنة المعطيات المتعلقة بالسياسة االقتصادية والمالية والبرمجة الميزانياتية
اإلجمالية لثالث سنوات.
عرض المشروع في الجلسة المشتركة :تنص المادة 211من النظام الداخلي لمجلس النواب
على عقد مجلس النواب ومجلس المستشارين جلسة عامة مشتركة تعرض فيها الحكومة
مشروع قانون المالية ،طبقا للفصل 68من الدستور .ويتم عقد هذه الجلسة العامة حسب
البرنامج المتفق عليه بين مجلسي البرلمان والحكومة.
االستفادة من الخبرة التقنية فلتمكين البرلمان بمجلسيه من ممارسة سلطته الرقابية على
العمل الحكومي ،مكنهما الفصل 148من الدستور من االستفادة من مساعدة المجلس األعلى
للحسابات في مجاالت المراقبة التشريع والتقييم للمالية العامة .أيضا ،منح الفصل 152من
الدستور الحكومة والبرلمان إمكانية استشارة المجلس االقتصادي واالجتماعي في القضايا
ذات الطابع االقتصادي والتوجهات التنموية.
13سيعرف التضخم ،المقاس بالمؤشر الضمني للناتج الداخلي اإلجمالي ،تباطؤا ليستقر في حدود 1,8%سنة 2024
عوض 2,8%سنة . 2023سيسجل الطلب الداخلي مساهمة موجبة في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي خالل سنة 2024
تصل إلى 3,1نقط مقارنة بحوالي نقطة واحدة المقدرة سنة .2023
14نجيب جيري ،تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة
الرباط ،الطبعة االولى.2023ص.126
12
الفقرة الثانية :مناقشة مقتضيات المشروع باللجان البرلمانية الدائمة
تعتبر اللجان البرلمانية عموما القلب النابض للعمل التشريعي بالنظر إلى تكوينها الذي يضم
كل الفرق والمجموعات النيابية التي تقوم بانتخاب رؤسائها عن طريق االقتراع السري في
مستهل الفترة النيابية تم في سنتها الثالثة عند دورة أبريل لما تبقى من الفترة المذكورة .ولها
يعود االختصاص في دراسة مشروع القانون المالي .وتتشكل اللجان البرلمانية استنادا إلى
النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان ويبلغ عددها تسعة ( )9داخل مجلس النواب 15وستة
16
( )6داخل مجلس المستشارين.
تنص المادة 48من القانون التنظيمي لقانون المالية على إحالة مشروع قانون المالية السنوي
بمجرد إيداعه على اللجنة المكلفة بالمالية بمجلس النواب من أجل الدراسة.
تقدم للجان البرلمانية المعنية ،قصد اإلخبار ،رفقة مشاريع ميزانية ميزانيات القطاعات
الوزارية أو المؤسسات وكذا للمؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية الخاضعة لوصايتها
والمستفيدة من موارد مرصدة أو إعانات من الدولة.
بالنسبة لمجلس النواب ،وطبقا للمادة 213من النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة ،2017
تتولى لجنة المالية والتنمية االقتصادية مناقشة مشروع قانون المالية ،وتبتدئ المناقشة
باالستماع إلى وزير المالية الذي يقدم بيانات إضافية حول المشروع؛ ثم يشرع في مناقشة
عامة للميزانية وللسياسة الحكومية تتلوها مناقشة تفصيلية للمشروع .كما تشرع كل اللجان
الدائمة بدراسة ومناقشة مشاريع الميزانيات القطاعية بحسب مادة .اختصاصها استنادا للمادة
214من النظام.
أما بالنسبة لمجلس المستشارين ،فتنص المادتين 216و 217من النظام االساسي للمجلس
على الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية في دراسة
والتصويت على مشروع قانون المالي ،حيث يتوفر أعضاؤها على حق االستيضاح
وإذا كان النظام االساسي ينص على تولي اللجان الدائمة دراسة لمشاريع الميزانيات
القطاعية فإن المادة 218جسورا بين اللجان داخل المجلس ،إذ يمكن لرئيس لجنة المالية أن
بطلب من رئيس لجنة أخرى أن ينتدب عضوا في اللجنة التي يرأسها للمشاركة بصفة
استشارية في أشغال لجنة المالية لدراسة موضوع مرتبط بالميزانية المعروضة على تلك
17
اللجنة.
ومن خصوصيات دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية السنوي ،تجزئ التصويت على
مقتضياته ،إذ ال يمكن الشروع في مناقشة والتصويت على الشق الثاني المرتبط بالميزانية
العامة ونفقات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ونفقات الحسابات الخصوصية للخزينة،
حتى يتم التصويت على المعطيات العامة للتوازن المالي الواردة في الجزء األول من
المشروع المعروض على البرلمان.
هكذا ،تنص المادة 52من القانون التنظيمي لقانون المالية على" :ال يجوز في أي من
مجلسي البرلمان عرض الجزء الثاني من مشروع قانون المالية للسنة للتصويت قبل
التصويت على الجزء األول .وفي حالة التصويت بالرفض على الجزء األول ال يمكن عرض
الجزء الثاني على التصويت .ويعتبر رفض الجزء األول من قبل أحد مجلسي البرلمان
رفضا للمشروع برمته من نفس المجلس".
18
إن هذا األمر يبدو منطقيا بالنظر إلى أنه يتعين:
17نجيب جيري ،تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة
الرباط ،الطبعة االولى.2023ص.126.127
18سي محمد البقالى :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مساهمة في رصد المرتكزات الدستورية والمالية الدولة ،مطبعة
المعارف الجديدة ،الرباط ,الطبعة الثانية .ص .230 :
14
ضبط التوازن المالي :فال يمكن عمليا الشروع في مناقشة الشق الثاني من مشروع قانون
المالية السنوي من دون ضبط معطيات التوازن المالي ،أي القبول باألحكام الجديدة للموارد
والتكاليف العمومية وتحصيل الديون ومراقبة استعمال األموال العمومية.
تقييم الموارد والنفقات :فالشروع في دراسة الميزانيات يقتضي الحرص على التوازن
المالي وهذا ال يتأتى إال عبر التقييم اإلجمالي للمداخيل وكذا تحديد الحدود المالية القصوى
للتحمالت العمومية ،سواء تعلق األمر بالميزانية العامة ،مجموع ميزانيات مرافق
االعتمادات السنوية الدولة المسيرة بصورة مستقلة أو الحسابات الخصوصية للخزينة بحسب
كل صنف.
ضرورة الحصول على اإلذن البرلماني الذي يعطي الضوء األخضر للحكومة الستخالص
المداخيل وإصدار االقتراضات وإنجاز عمليات الخزينة .أيضا ،يمكن هذا اإلذن الجهاز
التنفيذي من وسائل التصرف للمحافظة على استمرارية المرافق العمومية خاصة خالل
الظروف الطارئة وحاالت الضرورة.
15
المطلب الثاني :الرقابة البرلمانية والسياسية
تتعدد وسائل الرقابة البرلمانية الالحقة على العمل الحكومي .وتتراوح ما بين أدوات تؤدي
وبين 19
إلى إثارة لمسؤولية السياسية للحكومة بشكل مباشر كملتمس الرقابة وسحب الثقة،
آليات أخرى ال تفضي إلى إقالة الحكومة وإن كانت تسهم في مراقبة عملها .وتتسم هذه
الوسائل األخيرة بالتنوع ،حيث تشمل ألسئلة الكتابية والشفوية واآلنية وأيضا اللجان
البرلمانية الدائمة والمؤقتة كلجان تقصي الحقائق .في مقابل تنوع آليات الرقابة الالحقة ،ال
تضم الرقابة السابقة سوى آلية واحدة تتمثل في التصويت البرلماني على البرنامج الحكومي
20
الذي يمنح الثقة المبدئية للحكومة حتى تتمكن من تنفيذ برنامجها.
سنتناول هذا المطلب رقابة السياسية على تدبير العمليات المالية (الفقرة األولى) وإحداث
لجان تقصي الحقائق (الفقرة الثانية).
تعد المراقبة المالية مسألة مهمة بالنسبة للسلطة التشريعية ،ألنها تشكل أحد مهامها ألساسية
التي نص عليها الدستور في فصله 75وتتجسد هذه المراقبة أوال في التصويت على القانون
المالي (الميزانية السنوية) بحيث يحق دستوريا للبرلمان أن يرخص للحكومة بتحديد طبيعة
ومقدار موارد الدولة وتوزيع النفقات العمومية وتحقيق التوازن بين الموارد والنفقات،
وتتجسد كذلك المراقبة المالية في متابعة تنفيذ بنود الميزانية بكيفية مستمرة في االستخبار
21
حول تدبير المؤسسات العمومية والشبه العمومية.
حيث يتضح أن دور المشرع ال ينحصر فقط في إعداد النصوص التشريعية ،بل يجب أن
19ملتمس الرقابة ،حيث إنه يمكن لمجلس النواب أن يعارض في مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها وذلك بالموافقة
على ملتمس الرقابة ،وال يقبل هذا الملتمس إال إذا وقعه على األقل ربع األعضاء الذين يتألف منهم المجلس ،كما ال تصح
الموافقة على ملتمس الرقابة من لدن مجلس النواب إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم ،وال يقع
التصويت إال بعد ُمضي ثالثة أيام كاملة على إيداع الملتمس ،وتؤدي الموافقة على ملتمس الرقابة إلى استقالة الحكومة
استقالة جماعية.
20وفاء الفياللي ،تأمالت حول البرلمان والمواطنة دار ابي رقراق للطباعة والنشر ,الطبعة األولى غشت ,2012ص.99
21سهيل المعطي :المراقبة المالية البرلمانية ،المجلة المغربية للتدقيق واالستشارة والتنمية ،عدد مزدوج 8و 9لسنة
1998ص.27
16
22
يمتد إلى التنفيذ حتى يكون على علم بما يقوم به الجهاز التنفيذي.
ومن اليات العمل البرلماني الرقابة تمارسها السلطة التشريعية(البرلمان) على العمل المالي
الحكومي رقابة عامة وشاملة يمارسها البرلمان وتتخذ ثالثة أشكال :رقابة سابقة ورقابة
مواكبة ورقابة الحقة.
وهي التي يقوم بها البرلمان سواء عبر اللجن البرلمانية او الجلسة العامة على النشاط
الحكومي حينما يكون بصدد دراسة ومناقشة مشروع قانون المالية والتصويت له امام
البرلمان والحكومة ملزمة بتمكينه من معطيات دقيقة تمكنه من القيام بدوره الرقابي .وتتم
عبر آليات:
22نجيب جيري ،تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة
الرباط ،الطبعة االولى.2023ص187
23تقدم قوانين المالية المعدلة ويتم التصويت عليها وفق نفس الكيفية التي يقدم ويصوت بها على قانون المالية للسنة ،مع
مراعاة أحكام المادة 51أعاله .االعتمادات المفتوحة محدودة .ال يجوز االلتزام بالنفقات واألمر بصرفها وأدائها إال في
حدود االعتمادات المفتوحة.
17
دون وقوع السلطات المكلفة بالتحصيل واإلنفاق في الخطأ أثناء التنفيذ24 .إال أن السلطة
التنفيذية ،األمر الذي يمكن معه التغاضي عن األخطاء واالختالسات التي قد تشوب أموال
االمة وهذا ما يبرر فرض المشرع لمراقبة سياسية مزامنة مستقلة عن السلطة التنفيذية والتي
تتمثل في األسئلة الشفوية والكتابية ألعضاء البرلمان واالختصاصات الموكلة للجان المالية
25
بالبرلمان والمصادقة على القوانين المعدلة القوانين المالية.
تعتبر األسئلة البرلمانية من الوسائل المهمة لمتابعة السياسة العامة للحكومة .خصوصا في
المجال المالي ،ذلك أن الفقرتين 1و 2من الفصل 100من دستور .2011أشار إلى أنه":
....تخصص باألسبقية جلسة في كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلس البرلمان وأجوبة
الحكومة ،ويجب أن تدلي الحكومة بجوابها خالل العشرين يوما التالية إلحالة السؤال
26
إليها".
وتنقسم األسئلة كوسيلة من وسائل المراقبة غير المثيرة للمسؤولية السياسية للحكومة إلى
نوعين :أسئلة شفوية وأخرى كتابية.
هذا وتحظى كل من األسئلة الكتابية والشفوية بمكانة خاصة سواء عند العضو البرلماني الذي
يطرح السؤال ،أو الوزير المضطر لإلجابة عليه أو المواطن المهتم بالقضايا الماسة بحياته
27
اليومية أو باهتماماته السياسية.
نصت المادة 67من دستور 2011إلى أنه" :عالوة على اللجان الدائمة المشار إليها في
الفقرة السابقة ،يجوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب أو
ثلث أعضاء مجلس المستشارين ،لجان نيابية لتقصي الحقائق ،يناط بها جمع المعلومات
24عبد النبي اظريف" :المالية العامة ،أسس وقواعد تدبير الميزانية العامة ومراقبتها «دار ابي رقراق للطباعة والنشر،
الرباط , 2012,ص.143
25عبد القادر نيعالتي :المالية العامة والمقارنة :قانون الميزانية الجزء األول ،الطبعة الثالثة دار النشر الجسور وجدة
،2002ص 215
26خالد الشرقاوي السموني« :مؤسسة الحكومة في النظام الدستوري المغربي والفرنسي» ،دراسة مقارنة سالة لنيل دبلوم
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس اكدال الرباط.1997-1996,ص.197
27خالد الشرقاوي السموني :نفسه ،ص198 :
18
المتعلقة بوقائع معينة ،أو بتدبير المصالح أو المؤسسات والمقاوالت العمومية وإطالع
المجلس الذي شكلها على نتائج أعمالها"28 .وتطبيقا ألحكام هذا الفصل ينص النظامان
الداخليان للمجلسين على إمكانية تشكيل هذه اللجان وفق الشروط الواردة في الدستور ،وفي
القانون التنظيمي المحدد لطريقة تسييرها ،حيث يتم هذا التشكيل على أساس التمثيل النسبي
للفرق وتنتهي مهامها بإيداع تقاريرها لدى رئاسة المجلس الذي شكلها ،ليبث فيها وفق
29
مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بها.
كما تعد دسترة هذه اللجان مكسبا للبرلمان المغربي ،وذلك على الرغم من أنها لجان مؤقتة
للتحقيق في وقائع معينة ،وليست لجان مراقبة.
يمكن القول بأن هذه اللجان تلعب دورا كبيرا في تتبع السياسة المالية العامة للحكومة حيث
خول لها المشرع االطالع على جميع الوثائق والمستندات التي من شأنها أن تسهل مهمتها،
وقد لعبت دورا كبيرا في كشف أهم القضايا المالية التي عرفتها المملكة ،وندرج على
الخصوص قضايا نهب المال العام قضية القرض العقاري والسياحي وصندوق الضمان
االجتماعي و تقرير المحروقات ،إال أن المالحظ هو أن هناك العديد من العراقيل تحول دون
قيام هذه اللجان بمهامها ،ومن أهمها تعقد مسطرة تنفيذ هذا االختيار والتي تستلزم التوافق
الداخلي ذي الطابع السياسي المحض .
28الغالي محمد" :التحقيق البرلماني عبر التجارب السياسية والدستورية المغربية» ،المجلة المغربية" لإلدارة المحلية
والتنمية ،عدد مزدوج ،49-48 ،ص59-49 :
29نجيب جيري ،تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء المالي العمومي مطبعة امينة
الرباط ،الطبعة االولى.2023ص192
19
خاتمة:
في إطار العقلنة البرلمانية أصبح دور الفعلي للبرلمان مقيد ومحاصر بترسانة قانونية من
دستور وقانون التنظيمي للمالية والبرلمان والتي قلصت فعال من االختصاص المالي
للبرلمان وتزكية دور السلطة التنفيذية في تذبير المادة المالية ،فإعداد وتحضير مشروع
القانون المالي يعتبر من األهمية بمكان بالنسبة لمختلف مرافق الدولة ولي اإلرادة الحكومية
وانعكاسات مباشرة على مختلف الوظائف التي تمارسها الدولة للتحقيق برامجها .ففي هذه
المرحلة تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي من حيث تكليفها بإعداد وتحضير الميزانية
على نحو مالئم للظروف االقتصادية التي تمر بها كل دولة ويكون من المؤكد أنها ستقوم
30
بهذه المهمة بكل دقة وعناية.
إذن هل دور البرلمان هنا أصبح محصور في المناقشة والتصويت وإحداث للجان لتقصي
واالسئلة الشفوية والكتابية؟ وما القيود القانونية التي وضعت البرلمان في العقلنة والحد من
صالحياته؟
30منار المصطفى ":واقع األموال العمومية بين ضعف البرلمان وهيمنة الحكومة ".المجلة المغربية لألنظمة القانونية
السياسية .عدد,7يونيو,2006ص.28
20
الئحة المراجع:
الكتب:
نجيب جيري ،تدبير مالية الدولة بالمغرب دينامية حقل معرفي ورهان حكامة األداء ▪
المالي العمومي مطبعة امينة الرباط ،الطبعة االولى.2023
▪ عبد النبي اظريف" :المالية العامة ،أسس وقواعد تدبير الميزانية العامة ومراقبتها "
دار ابي رقراق للطباعة والنشر ,الرباط .2012,
▪ وفاء الفياللي ,تأمالت حول البرلمان والمواطنة ,دار ابي رقراق للطباعة والنشر
,الطبعة األولى غشت .2012
▪ سي محمد البقالى :الكتلة الدستورية للمالية العمومية ،مساهمة في رصد المرتكزات
الدستورية والمالية الدولة ,مطبعة المعارف الجديدة ,الرباط ,الطبعة الثانية .2019
▪ عسو منصور,قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ,مطبعة المعارف
الجديدة الرباط ,الطبعة األولى أكتوبر .2017
▪ عبد القادر نيعالتي :المالية العامة والمقارنة :قانون الميزانية الجزء األول ،الطبعة
الثالثة دار النشر الجسور وجدة ،2002
المقاالت:
الغالي محمد" :التحقيق البرلماني عبر التجارب السياسية والدستورية المغربية"، ▪
المجلة المغربية" لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج،49-48 ،
21
▪ منار المصطفى" :واقع األموال العمومية بين ضعف البرلمان وهيمنة الحكومة
".المجلة المغربية لألنظمة القانونية السياسية .عدد,7يونيو2006
▪ سهيل المعطي :المراقبة المالية البرلمانية ،المجلة المغربية للتدقيق واالستشارة
والتنمية ،عدد مزدوج 8و 9لسنة 1998ص.27
الرسائل الجامعية:
22
الفهرس
مقدمة3 ...................................................................................................... :
المبحث األول :اإلطار القانوني المؤطر االختصاصات البرلمان في المجال المالي5 ...........
المطلب األول :األسس الدستورية والتنظيمية المنظمة الختصاصات البرلمان في دراسة
واعتماد القانون المالي 5 ...............................................................................
الفقرة األولى :دور مجلسي البرلمان في دراسة القانون المالي 5 ...........................
الفقرة الثانية :المراحل العامة العتماد مشروع القانون المالي 6 ............................
المطلب الثاني :المرتكزات الدستورية المؤطرة لدور البرلمان في التصويت على مشروع
القانون المالي والحفاظ على التوازن المالي 8 ........................................................
الفقرة االولى :مهام البرلمان في التصويت على مشروع القانون المالي وتحقيق
التوازن المالي حسب دستور 8 ............................................................ 2001
الفقرة الثانية :دور البرلمان في الحفاظ على التوازن المالي 9 ...............................
المبحث الثاني اليات العمل البرلماني في المالية من التصويت والرقابة البرلمانية
والسياسية10 ................................................................................................
المطلب األول :مسطرة المناقشة والتصويت على قانون مالية السنة 10 .....................
الفقرة األول :تقديم المشروع في جلسة واحدة10 ..............................................
الفقرة الثانية :مناقشة مقتضيات المشروع باللجان البرلمانية الدائمة 13 .................
المطلب الثاني :الرقابة البرلمانية والسياسية 16 ..................................................
الفقرة األولى :رقابة السياسية على تدبير العمليات المالية 16 ...............................
الفقرة الثانية :إحداث لجان تقصي الحقائق 18 ..................................................
خاتمة20 .................................................................................................... :
الئحة المراجع 21 ......................................................................................... :
23