Professional Documents
Culture Documents
Judicial Oversight of The Constitutionality of The Systems in The Kingdom of Saudi Arabia
Judicial Oversight of The Constitutionality of The Systems in The Kingdom of Saudi Arabia
الصــورة الثــاين :وهــي الرقابــة القضائيــة ،بحيــث ،ومنــه حتــرص النظــم الدســتورية احلديثــة عــى إجيــاد
يعهــد إىل هيئــة قضائيــة مهمــة مراقبــة دســتورية نــوع مــن الرقابــة عــى أعــال الســلطتني التنظيميــة و
القوانــن و األنظمــة ،أي أن يتــوىل القضــاء فحــص التنفيذيــة ،فيــا يصــدر عنهــا مــن تنظيــات و قــرارات
القوانــن و األنظمــة ليتحقــق مــن مطابقتهــا ألحــكام
ختالــف الدســتور ،وقــد اختلفــت النظم الدســتورية يف
الدســتور ،وهــي رقابــة بعديــة أو الحقــة إلصــدار حتديــد اهليئــة التــي يمكــن هلــا محايــة الدســتور(خطاب
القوانــن( رميــس 2020 .ص .)365 2017 .ص .)420
كــا تعتــر الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة والقوانــن
ومــن هــذا املنطلــق يتــوىل الدســتور وضــع اإلطــار
-ســواء أكانــت رقابــة قبليــة أم بعديــة -ضامنــة عمليــة
القانــوين العــام جلميــع أوجــه النشــاط القانــوين
الحــرام أحــكام الدســتور هبــدف محايــة احلريــات و يف الدولــة ،وذلــك عــن طريــق حتديــد االجتاهــات
احلقــوق ،وأن مبــدأ املســاواة يعتــر حجــر الزاويــة يف
املختلفــة ،ســواء أكانــت السياســية أم االجتامعيــة
القضــاء الدســتوري.
أم االقتصاديــة ،والتــي جيــب أن تعمــل يف نطاقهــا
وال شــك أن مــن أعظــم طاعــة اهلل ورســوله -صــى كافــة األنشــطة املختلفــة يف الدولــة احلكوميــة منهــا
اهلل عليــه وســلم -التحاكــم إىل رشيعتــه عنــد التنــازع،
أو الفرديــة ،فهــو الــذي يمنــح الســلطات واهليئــات
و القضــاء يقــوم بــدور مهــم يف تطبيــق أحــكام الــرع
احلاكمــة اختصاصــات حمــددة لــكل منهــا ،ال جيــوز
واإللــزام بــه ،ســواء منهــا مــا يتعلــق بعالقــة األفــراد
اخلــروج عليهــا؛ ألهنــا ال تعتــر حقوقــا شــخصية أو
مــع بعضهــم أو عالقــة الدولــة باألفــراد ،ومــن أهــم
مزايــا خاصــة ملــن يامرســها؛ لــذا فــإن قواعــده تعلــو
مــا يقــوم بــه القضــاء الرقابــة عــى تطبيــق مــا يصــدر
عــى مــا عداهــا مــن القوانــن واألنظمــة األخــرى،
مــن ويل األمــر أو مــن ينيبــه مــن أنظمــة ولوائــح،
والــذي ينتــج عنــه وجــوب أن تكــون هــذه القوانــن
فيحكــم بــا وافــق الــرع ،ويمتنــع عــن احلكــم بــااألنظمــة العاديــة الصــادرة مــن الســلطة التنظيميــة
خالفــه ،ولقــد قامــت اململكــة العربيــة الســعودية عــى
يف نطــاق مــا تتضمنــه القوانــن الدســتورية مــن
حتكيــم رشع اهلل ،و أكــد النظــام األســايس للحكــم قواعــد وأحــكام ،والــذي يطلــق عليــه (مبــدأ ســمو
عــى االحتــكام إىل الرشيعــة اإلســامية ،وأن الكتــابالدســتور) ،وبذلــك يمنــع أن ختالــف القوانــن
الكريــم والســنة النبويــة مهــا املرجــع يف القضــاء ،ومــن
العاديــة القوانــن الدســتورية ،بحيــث تصبــح باطلــة
ذلــك مــا نصــت عليــه املــادة الســابعة مــن النظــام
وغــر دســتورية لــو خرجــت عــى قواعــد وأحــكام
األســايس للحكم(:النظــام األســايس للحكــم ،املــادةالدســتور ،وهــو مــا يســمى بالرقابــة عــى دســتورية
7الصــادر باملرســوم امللكــي رقــم أ 90/بتاريــخ القوانــن.
1412/08/27هـــ). وأمــا الرقابــة عــى دســتورية القوانــن فإهنــا تتجــى يف
(يســتمد احلكــم يف اململكــة العربيــة الســعودية ســلطته صورتــن :
مــن كتــاب اهلل وســنة رســوله ،ومهــا احلاكــان عــىالصــورة األوىل :الرقابــة السياســية ،وهــذه تتــم
هــذا النظــام ومجيــع أنظمــة الدولــة)
عــن طريــق اهليئــات السياســية يف الدولــة التــي
تتــوىل فحــص القوانــن و مــدى مطابقتهــا للنــص أمهية البحث :
الدســتوري ،وهــي رقابــة ســابقة أو قبليــة ،أي قبــل 1.1تتجــى أمهيــة البحــث مــن خــال تســليط الضــوء
دخــول القانــون حيــز التطبيــق.
الســابقة ،التــي هتــم املوضــوع بشــكل أســايس؛ عــى دور القضــاء يف جمــال الدفــع بعــدم دســتورية
فإننــا نســجل نــدرة يف األبحــاث يف هــذا املوضــوع، األنظمــة املخالفــة للرشيعــة اإلســامية .
وباخلصــوص يف اململكــة العربيــة الســعودية ،بحيــث 2.2اململكــة العربيــة الســعودية تتميــز عــن باقــي دول
يمكننــا أن نســجل كدراســات ســابقة مايــأيت: العــامل بإقرارهــا أن الدســتور هــو القــرآن الكريــم
1.1ســلوى حســن حســن رزق ،الرقابــة عــى و الســنة النبويــة الرشيفــة ،وذلــك يســتوجب
دســتورية األنظمــة يف الســعودية -جملــة العلــوم أن تكــون هنــاك رقابــة عــى األنظمــة ومــدى
الرشعيــة ،جامعــة القصيــم العــدد 1املجلــد 12 توافقهــا مــع الدســتور األســمى للمملكــة.
يوليــوز 2018م. 3.3اإلشــادة بالــدور املهــم الــذي يلعبــه القضــاء
2.2عبــد اهلل بــن محــود بــن عبــد اهلل التوجيــري ، يف مبــدأ التــدرج يف القواعــد النظاميــة ،بحيــث
الرقابــة القضائيــة عــى دســتورية األنظمــة يف حيــرص عــى نبــذ أي خمالفــة القاعــدة األدنــى
اململكــة العربيــة الســعودية -دراســة مقارنــة - للقاعــدة األعــى .
بحــث تكميــي لنيل درجــة املاجســتري يف السياســة 4.4التعريــف بمبــدأ الدفــع بعــدم دســتورية األنظمــة
الرشعيــة -املعهــد العــايل للقضــاء 2012م. والقوانــن بــن عمــوم النــاس ،وأن العصمــة فقــط
ســأحاول مــن خــال بحثــي هــذا تقــي موضــوع للقــرآن والســنة.
الرقابــة القضائيــة عــى دســتورية األنظمــة يف اململكــة مشكلة البحث:
العربيــة الســعودية ومقارنتهــا بمجموعــة مــن أن املبــدأ األســايس هــو هرميــة التنظيــم؛ فيقتــي
الترشيعــات العربيــة ،و األجنبيــة؛ ألجــل خلــق إضافة األمــر أال تتناقــض األنظمــة ،بحيــث ال يتعــارض
نوعيــة للموضــوع. املصــدر األدنــى مــع ماهــو أعــى منــه ،وبذلــك
منهج البحث: يمكــن أن نجــد أنظمــة فيهــا مــواد خمالفــة للدســتور؛
اعتمــدت يف هــذه الدراســة باألســاس عــى املنهــج ممــا يســتوجب الوقــوف عندهــا وتفعيــل مبــدأ الرقابــة
التحليــي و االســتقرائي ،مــن خــال حتليــل جمموعــة عــى مــدى توافقهــا مــع النظــام األســايس و الدســتور
مــن الوقائــع واحلــاالت التــي تدخــل فيهــا القضــاء و حــدود تلــك الرقابــة.
بالدفــع بعــدم دســتورية األنظمــة ،إىل جانــب اســتنباط ومنــه تتفــرع جمموعــة مــن التســاؤالت املحوريــة
األحــكام الرشعيــة و القضائيــة يف املوضــوع ،مــع حــول:
احلــرص عــى مقارنــة هــذه األحــكام باألنظمــة 1.1مــا املقصــود بالرقابــة عــى دســتورية األنظمــة يف
العربيــة و األجنبيــة األخــرى . اململكــة العربيــة الســعودية؟
خطة البحث 2.2مــا املصــادر و األســانيد التــي يمكــن مــن خالهلــا
املبحــث األول :ماهيــة الرقابــة عــى دســتورية األنظمة تفعيــل الرقابــة؟
و املحاكــم املختصــة بالنظــر فيهــا. 3.3من له احلق يف حتريك دعوى الرقابة؟
املطلــب األول :تعريــف ونشــأة الرقابــة القضائيــة و 4.4هل توجد تطبيقات قضائية عليها؟
الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة . الدراسات السابقة :
بعــد التقــي و البحــث حــول خمتلــف الدراســات الفقرة األوىل :مفهوم الرقابة القضائية .
التنظيــات األدنــى عــدم خمالفتــه ،فقــد كان البــد مــن الفقــرة الثانيــة :نشــأة الرقابــة القضائيــة والدســتورية
وجــود رقابــة آليــة تراقــب مــدى التــزام الســلطات عــى دســتورية األنظمــة .
فيــا تصــدره مــن تنظيــات بأحــكام النظــام األســايس املطلــب الثــاين :اإلجــراءات املتبعــة أمــام املحكمــة
للحكــم ،خاصــة بعــد انكــاش فكــرة الدولــة املختصــة بالرقابــة القضائيــة .
احلارســة ،وانتشــار سياســة التدخــل يف خمتلــف أوجــه الفقــرة األوىل :دور القضــاء اإلداري يف الرقابــة عــى
النشــاط االقتصــادي واالجتامعــي؛ ممــا أدى إىل وفــرة دســتورية األنظمــة .
التنظيــات ،األمــر الــذي خيشــى معــه أن تتعــارض مــع الفقــرة الثانيــة :دور القضــاء العــادي يف الرقابــة عــى
ً
شــكل أو مضمونًــا. النظــام األســايس دســتورية األنظمــة .
والرقابــة تعنــي معرفــة مــدى مطابقــة القوانــن املبحــث الثــاين :املصــادر األساســية للرقابــة عــى
واألنظمــة للدســتور مــن عدمهــا ،وعليــه فــإن الرقابــة دســتورية األنظمــة ،وطبيعــة الدفــوع املقدمــة يف
عــى دســتورية القوانــن تتــازم مــع مبــدأ ســمو املوضــوع.
الدســتور وتنتهــي بانتهائــه ،فالرقابــة عــى دســتورية املطلــب األوىل :األســانيد الدســتورية و القانونيــة
القوانــن مــا هــي إال نتيجــة للتفرقــة بــن القواعــد للرقابــة القضائيــة عــى األنظمــة .
الدســتورية والقوانــن العاديــة ،وبالتــايل فهــي ال الفقــرة األوىل :املصــادر الدســتورية للرقابة الدســتورية
تثــار إال يف ظــل الدســاتري املدونــة اجلامــدة ،وتأسيســا باململكة.
عــى مــا ســبق ،فقــد حظيــت الرقابــة باهتــام رجــال الفقــرة الثانيــة :املصــادر القانونيــة لرقابــة القــايض
الفقــه الدســتوري ،وحظيــت باهتــام دســاتري الــدول عــى دســتورية األنظمــة .
هبــا ،فقامــت معظمهــا بتنظيمهــا صونًــا لدســتورها املطلــب الثــاين :طبيعــة الدفــع بعــدم الدســتورية و
وحفا ًظــا عــى ســموه ،وقــد تنوعــت صــور الرقابــة تطبيقاتــه .
عــى دســتورية القوانــن ،فمنهــا رقابــة سياســية، الفقــرة األوىل :حــق الســلطة العامــة يف حتريــك دعــوى
ومنهــا رقابــة قضائيــة بطريــق الدعــوى األصليــة، الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة .
أو بطريــق الدفــع الفرعــي ،أو باملــزج بينهــا ،فمثــا الفقــرة الثانيــة :حــق األفــراد يف حتريــك دعــوى
الرقابــة يف األردن بقيــت رقابــة قــارصة خجولــة الرقابــة القضائيــة .
متواضعــة ،ال ترقــى إىل مســتوى الرقابــة القضائيــة الفقــرة الثالثــة :تطبيقــات قضائيــة عــى أنــواع
املثاليــة عــى الدســتورية ،ولكــن بعــد هــذه املرحلــة املخالفــات الدســتورية .
مــن الرقابــة عــى دســتورية القوانــن يف األردن التــي املبحــث األول :ماهيــة الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة
شــهدت إنــكار ًا وتــردد ًا ثــم أخــرا قبوالً(العــدوان واملحاكــم املختصــة بالنظــر فيهــا .
2018ص .)2016 مــن املســلم بــه أن النظــام األســايس هــو أعــى القواعد
قبــل اخلــوض يف موضــوع الرقابــة عــى دســتورية القانونيــة يف الدولــة؛ ولذلــك جيــب أن ختضــع لــه
األنظمــة ســواء يف اململكــة العربيــة الســعودية أو مجيــع تلــك القواعــد القانونيــة األدنــى منــه ،وأال
األنظمــة املقارنــة؛ البــد يل أن أســتهل بمجموعــة ختالفــه ،وهــذا مــا يســمى بســمو الدســتور ،وملــا كان
مــن التعاريــف خصوصــا املتعلقــة بالرقابــة القضائيــة للنظــام األســايس للحكــم هــذا الســمو ،وكان عــى
بصفــة عامــة ،و تليهــا الرقابــة القضائيــة عــى دســتورية
نظرهــم تعــدّ خر ًقــا ملبــدأ الفصــل بــن الســلطات، األنظمــة ( مطلــب أول ) ،ويف مطلــب ثــاين ســأعرج
لك ـ ْن ال بــدّ مــن وجــود نــوع مــن الرقابــة والتعــاون عــى النشــأة و تاريــخ الرقابــة عــى دســتورية األنظمة .
فيــا بــن هــذه الســلطات ؛حتــى يتــم حتقيــق أهدافهــا املطلــب األول :تعريــف ونشــأة الرقابــة القضائيــة و
وغاياهتــا التــي وجــدت مــن أجلهــا ،ومــن خــال الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة .
مــا ســبق فــإن مفهــوم الرقابــة القضائيــة يعنــي ّأنــا مــن املعــروف أن الســلطات يف الدولــة تتكــون
الرقابــة التــي متارســها هيئــة قضائيــة خمتصــة للرقابــة مــن ثــاث ســلطات ،وهــي :الســلطة التنظيم ّيــة
عــى مــدى مرشوعيــة ترصفــات وقــرارات اإلدارة، والتنفيذ ّيــة والقضائ ّيــة -)،تنــص املــادة 44مــن
كــا أهنــا تفــرض رقابتهــا عــى مــدى مالءمــة القوانــن النظــام األســايس للحكــم عــى " تتكــون الســلطات يف
ألحــكام النظــام األســايس للحكــم) الطهــراوي الدولــة مــن :الســلطة القضائيــة ،الســلطة التنفيذيــة،
2014ص .) 364-363 الســلطة التنظيميــة ،وتتعــاون هــذه الســلطات يف أداء
الفقــرة الثانيــة :نشــأة الرقابــة القضائيــة والدســتورية وظائفهــا وفقــا هلــذا النظــام وغــره مــن األنظمــة،
عــى دســتورية األنظمــة . وامللــك هــو مرجــع هــذه الســلطات، ( ".ورغــم ّ
أن
مــن خــال هــذه الفقــرة ســأحتدث حــول حموريــن: ـم وجيــب مبــدأ الفصــل بــن الســلطات هــو مبــدأ مهـ ّ
األول :يتعلــق بمعنــى الرقابــة القضائيــة عىل دســتورية العمــل بــه ،إال أن هــذا الفصــل ال يمنــع مــن وجــود
األنظمــة ،ويف حمــور ثــان لنشــأة هــذه الرقابــة. تعــاون نســبي بــن هــذه الســلطات لتحقيــق أهــداف
أوال :معنى الرقابة القضائية عىل دستورية األنظمة. الدولــة والســمو هبــا ،وبالتــايل فــإن الرقابــة القضائيــة
مــن خــال بيــان مفهــوم الرقابــة القضائيــة يتضــح تُفــرض عــى أعــال الســلطة التنظيم ّيــة لفحــص مــدى
أن الســلطة القضائيــة تتمتــع بمؤهــات قانونيــة لنــا ّ تقيــد مــن يســن القوانــن ألحــكام النظــام األســايس
عاليــة جتعلهــا قــادرة وحدهــا دون غريهــا عــى الرقابــة للحكــم ،وعــى أعــال الســلطة التنفيذيــة "اإلدارة
عــى دســتورية األنظمــة ،كــا أن هــذه الســلطة متتــاز العامــة" بــا يصــدر عنهــا مــن قــرارات وترصفــات؛
باحليــاد واالســتقالل والثقــة املمنوحــة مــن األفــراد للتأكــد مــن احلفــاظ عــى املصلحــة اخلاصــة لألفــراد
جتاههــا ،فهــذه اهليئــة هدفهــا األســمى التأكيــد عــى بصيانــة حقوقهــم وحرياهتــم ،واملصلحــة العامــة
وتنوعــت األســاليب املتبعــة للمجتمــع.
احــرام مبــادئ الدســتورّ ،
يف الرقابــة القضائيــة يف خمتلــف دول العــامل ،إال ّأنــا الفقرة األوىل :مفهوم الرقابة القضائية.
تتفــق يف هدفهــا ،وهــو التأ ّكــد مــن مال َء َمــة القانــون يعــد عمـ ً
ـا قانون ًّيــا يتــم بواســطة هيئــة قضائيــة تتســم
وتتنــوع هــذه
ّ ألحــكام النظــام األســايس للحكــم، ومؤهــاتّ بالكفايــة القانونيــة واخلــرة الواســعة
الرقابــة إىل رقابــة اإللغــاء ورقابــة االمتنــاع( اخلطيــب علميــة جتعلهــم قادريــن عــى التصــدي ألي عمــل
. 2011ص.)554-555 قضائــي يواجههــم ،وتتــم الرقابــة القضائيــة عــى
أيضــاتســمى ً
ّ أمــا بالنســبة لرقابــة اإللغــاء التــي أعــال اإلدارة ودســتورية القوانــن ،وذلــك يــدل
بالرقابــة عــن طريــق الدعــوى األصل ّيــة ،وتعنــي هــذه عــى التأكيــد عــى مبــدأ التعــاون فيــا بــن الســلطات
ـرر حيــق لــه الطعــن الرقابــة أن صاحــب الشــأن املتـ ّ الثــاث :التنظيم ّيــة والتنفيذ ّيــة والقضائ ّيــة ،رغــم أن
أمــام املحاكــم املختصــة أن أحــد األنظمــة ســارية ـارض مثــل هــذه الرقابــة؛ ألهنــا مــن وجهــة البعــض عـ َ
مــا يعــرض عليهــم مــن قضايــا ،و ذلــك وفــق القــرآن املفعــول خمالفــة ألحــكام النظــام األســايس للحكــم ،
الكريــم و الســنة النبويــة الرشيفــة ،باإلضافــة إىل فتنظــر املحكمــة بجديــة هــذا الطعــن ،فــإن كان ُم ًّقــا
األنظمــة ،بــرط عــدم تعارضهــا مــع القــرآن و الســنة فإهنــا تقــوم بإلغــاء النظــام الــذي خيالــف يف أحكامــه
( تنــص املــادة 48مــن النظــام األســايس للحكــم يف لقواعــد النظــام األســايس ،أ ّمــا إذا كان الطعــن غــر
اململكــة العربيــة الســعودية عــى " :تطبــق املحاكــم ـق فــرد ويبقــى النظــام ســاري املفعول(بعــي 2005 حمـ ّ
عــى القضايــا املعروضــة أمامهــا أحــكام الرشيعــة ص .) 45
اإلســامية ،وفقــا ملــا دل عليــه الكتــاب والســنة، وتســمى بالرقابــة عــن طريــق ّ أمــا رقابــة االمتنــاع
ومــا يصــدره ويل األمــر مــن أنظمــة ال تتعــارض مــع الدفــع بعــدم دســتور ّية األنظمــة ،حيــث يكــون هنــاك
الكتــاب والســنة) ،ويف حالــة تعــارض النظــام يمكــن نــزاع معـ ّـن بــن أحــد اخلصــوم ،فيقــدم أحــد اخلصــوم
للمحكمــة مراجعــة األنظمــة ،إذ يمكــن للقــايض دف ًعــا بعــدم دســتورية النظــام ا ُملــراد تطبيقــه عليــه حمـ ّـل
رفــض تطبيــق أي نظــام ،إذا مــا اقتنــع أنــه مناقــض النــزاع املعــروض ،ف ُيوقــف القــايض الدعــوى األصلية
مــع الرشيعــة اإلســامية( التوجيــري 2012ص . )18 للنظــر بالدفــع املقــدّ م لــه ،فــإذا تبــن لــه عدم دســتورية
ثانيا :نشأة الرقابة عىل دستورية األنظمة. القانــون فــا يتــم تطبيقــه عــى النــزاع املعــروض ،وإن
يعتــر املســلمون مــن األوائــل الذيــن عرفــوا بعــدم كان النظــام غــر خمالــف ألحــكام الدســتور فــرد
الدســتورية ،يف العديــد مــن احلــاالت كانــوا يدفعــون الدفــع ويســتمر بالنظــر بالدعــوى األصل ّيــة.
بعــدم الدســتورية ملجــرد غلبــة الظــن أن هنــاك خمالفــة ويف اململكــة العربيــة الســعودية نالحــظ وجــود رقابــة
مــن قبــل املجلــس التنظيمي(الشــورى) أو رئيــس دســتورية سياســية ســابقة والحقــة ،ورقابــة قضائيــة
الدولــة ،كــا أن القضــاة كانــوا متخصصــن بالنظــر يف واألخــرة متــارس رقابــة االمتنــاع وليــس اإللغــاء؛ إذ
هــذه الدفــوع. إن رقابــة االمتنــاع يف اململكــة ختتلــف عــن الــدول
وبذلــك ســبق اإلســام إىل تقريــر نظريــة " رشعيــة التــي توجــد فيهــا حماكــم دســتورية.
القوانــن أو نظريــة دســتورية القوانــن" و التــي تعتــر فالقــايض الســعودي يفصــل يف القضيــة بعــد مبارشتــه
حاليــا مــن النظريــات احلديثــة النشــأة يف جمتمعنــا. لصالحيــة رقابــة االمتنــاع ،التــي جيــد مــا يؤيدهــا يف
ومــن تطبيقــات الدفــع بعــدم الدســتورية نجــد أن املــادة الســابعة مــن النظــام األســايس للحكــم ،حيــث
اخلليفــة أبــا بكــر الصديــق أصــدر أمــرا بإعــان احلرب تنــص هــذه املــادة عــى " يســتمد احلكــم يف اململكــة
عــى املرتديــن و مانعــي الــزكاة ،وأعلنــه للصحابــة، العربيــة الســعودية ســلطته مــن كتــاب اهلل تعــاىل
فبــادر عمــر بــن اخلطــاب -ريض اهلل عنــه -إىل خمالفــة وســنة رســوله ،ومهــا احلاكــان عــى هــذا النظــام
هــذا األمــر والقــرار الصــادر عــن الصديــق؛ ملخالفتــه ومجيــع أنظمــة الدولــة".
احلديــث الثابــت عــن رســول اهلل -صــى اهلل عليــه و مــن خــال اســتقراء هــذه املــادة يتبــن لنــا أهنــا
ســلم " -أمــرت أن أقاتــل النــاس حتــى يشــهدوا أن متثــل وثيقــة دســتورية ،هلــا طابــع الســمو الشــكيل
ال إلــه إال اهلل وأن حممــدً ا رســول اهلل ويقيمــوا الصــاة واملوضوعــي يف التــدرج التنظيمــي املعمــول بــه يف
ويؤتــوا الــزكاة ،فــإذا فعلــوا ذلــك عصمــوا منــي اململكــة ،ويكتفــي بالفصــل يف القضيــة املاثلــة دون أن
دماءهــم وأمواهلــم إال بحــق اإلســام وحســاهبم عــى يتدخــل يف واليــة اإللغــاء( العيــي . 2009ص .) 45
والقضــاة ملزمــون بتطبيــق الرشيعــة اإلســامية يف كل
إذا مــا كان الطعــن يتعلــق باملنازعــات التــي تدخــل حديثــا يف نظامــه القانــوين ،ويعتــر أغلــب الفقــه
يف اختصــاص املحاكــم اإلداريــة مــن قبيــل القــرارات فرنســا مهــدا لــه ،حيــث يرونــه امتــدادا متطــورا
اإلداريــة ،ووجــود اإلدارة طرفــا ،ومنازعــات العقــود وحديثــا لنظــام جملــس امللــك الــذي كان ســائدا قبــل
اإلداريــة ،باإلضافــة إىل اختصاصــات أخــرى حددهــا الثــورة الفرنســية ،وهنــاك مــن يــرى يف قضــاء املظــامل
نظــام القضــاء وفــق املــادة 11منــه . الــذي عرفتــه احلضــارة العربيــة اإلســامية نظامــا يعــد
ومــن أهــم االختصاصــات األخــرى للمحكمــة نموذجــا فريــدا ومتجاوبــا مــع مقتضيــات وظيفــة
اإلداريــة العليــا هــي النظــر يف دســتورية األنظمــة الدولــة ،وهــو نظــام يفــرض رقابتــه عــى الــوالة
التــي تعتــر خمالفــة للدســتور العــام للدولــة أو النظــام وعــال الدولــة ،وذوي الســلطة ،بخــاف القضــاء
األســايس للحكــم ،باإلضافــة إىل رقابتهــا عــى مجيــع العادي(حلــرش 2012ص .)54
األنظمــة و اللوائــح. أمــا يف اململكــة العربيــة الســعودية فيعــد ديــوان املظــامل
مــن خــال اســتقراء نــص املــادة 11مــن نظــام القضاء هــو اهليئــة القضائيــة املســتقلة و املرتبطــة مبــارشة
نجــد أن الســؤال الــذي يطــرح نفســه هــو هــل يمكــن بامللــك ،حيــث يتمتــع قضــاة ديــوان املظــامل بكافــة
اعتبــار اختصــاص املحكمــة العليــا حــرا وفــق مــا الضامنــات املنصــوص عليهــا يف القضــاء العــام ،كــا
ذكــر ســابقا ؟ أم أن مــا جــاءت بــه املــادة 11هــو فقــط يلتزمــون يف املقابــل بالواجبــات املنصــوص عليهــا(-
عــى ســبيل املثــال و احلــر؟ املــادة األوىل مــن نظــام القضــاء الصــادر بموجــب
أرى أن املنظــم مــن خــال نظــام القضــاء قــد أفــرد مرســوم ملكــي رقــم م 78/بتاريــخ 1428 / 9 / 19
هــذه االختصاصــات عــى ســبيل احلــر خصوصــا هـــ والــذي ينــص عــى:
حينــا بــدأ بكلمــة " ختتــص " و انتهــى بكلمــة " مــا ييل" -ديــوان املظــامل هيئــة قضــاء إداري مســتقلة ،يرتبــط
وهــذه الصياغــة تفيــد اجلــزم واحلــر و ليــس املثــال؛ مبــارشة بامللــك ،ويكــون مقــره مدينــة الريــاض.
لذلــك أقــول :إن اختصــاص املحكمــة العليــا حــر -ويتمتــع قضــاء الديــوان وقضاتــه بالضامنــات
فيــا ذكــر ســابقا ،وال يمكنهــا النظــر يف القضايــا املنصــوص عليهــا يف نظــام القضــاء ،ويلتزمــون
األخــرى . بالواجبــات املنصــوص عليهــا فيــه.).
ب :حماكم االستئناف اإلدارية . ومــن مجلــة الضامنــات املمنوحــة للقضــاة؛ ألجــل
تعتــر االســتئناف درجــة ثانيــة مــن درجــات ضــان احليــاد وعــدم التدخــل يف أمــور الســلطة
القضائيــة :هــي أنــه ال ســلطان عليهــم يف قضائهــم
التقــايض؛ إذ تضمــن حت ُّقــق القضــاء مــن حــدوث ّ
أي
نقــص أو خلــل حمتمــل لألحــكام ،وذلــك عــن طريــق لغــر أحــكام الرشيعــة اإلســامية واألنظمــة املرعيــة،
إعــادة نظــر الدعــوى مــرة ثانيــة أمــام حمكمــة أخــرى وهــو مــا يقــرر حــق املحاكــم اإلداريــة يف الرقابــة عــى
،بحيــث تكــون منفصلــة عــن األوىل وقضــاة مســتقلني دســتورية األنظمــة.
عــن املرحلــة األوىل يكونــون أصحــاب خــرة وجتربــة وتتألف حماكم ديوان املظامل من:
بصــورة أكــر . أ :املحكمة اإلدارية العليا .
وتتــوىل هــذه املحكمــة النظــر يف الطعــون عــى إذ تتــوىل حماكــم االســتئناف اإلداريــة النظــر بمختلــف
األحــكام التــي تصدرهــا حماكــم االســتئناف اإلداريــة األحــكام التــي تقبــل االســتئناف والتــي تصــدر مــن
ومــن ناحيــة أخــرى يمكننــا أن نثــر إشــكاال يتعلــق املحاكــم اإلداريــة ،فهــي حتكــم بعــد أن تســمع أقــوال
بمــدى إمكانيــة إثــارة الدفــع بعــدم دســتورية نظــام اخلصــوم تبعــا لإلجــراءات ا ُملقـ َّـررة نظامــا ،كــا ختتــص
يتعلــق بــاإلدارة أو بقــرار إداري ،مــع العلــم أن اإلدارة حماكــم االســتئناف اإلداريــة بالنظــر يف األحــكام
هلــا مــن األطــر مــا يمكنهــا أن تقــف عــى خبايــا أي القابلــة لالســتئناف الصــادرة عــن املحاكــم اإلداريــة.
نظــام و معرفــة هــل هــو متوافــق مــع الدســتور أو ويتجــى التــدرج اهلرمــي ملــا تطبقــه حماكــم االســتئناف
يعــارض يف شــق منــه ،وأرى كذلــك أن الدفــع بعــدم اإلداريــة هــو أوال مــا دل عليــه الكتــاب و الســنة ،ثــم
الدســتورية أمــام القضــاء اإلداري و يف مواجهة اإلدارة مــا يصــدره ويل األمــر مــن أنظمــة ،والتــي تفــرض
يعتــر مــن أهــم الضامنــات املمنوحــة لألفــراد؛ ألجــل أهنــا ال تتعــارض مــع الكتــاب و الســنة.
الدفــاع عــن مصاحلهــا يف مواجهــة اإلدارة ،ودر ًءا ألي وهــذا األخــر هــو مــا يعطــي الرشعيــة هلــذه املحكمــة
خلــل يف التنظيــم البــري ،والــذي يمكنــه أن حيتمــل لكــي متــارس حــق الرقابــة القضائيــة عــى دســتورية
اخلطــأ ،و بالتــايل ضيــاع احلقــوق أمــام اإلدارة ،فهــذه األنظمــة (.املــادة 1مــن نظــام املرافعــات الرشعيــة،
الضامنــة مــن أســمى مــا يمكــن أن يوفــره القضــاء ألي واملــادة 1مــن نظــام اإلجــراءات اجلزائيــة).
شــخص ،وألجــل إثارتــه جيــب أال خيــرج عــن إطــار ومــن جهــة أخــرى كثــر احلديــث حــول مــدى إثــارة
الصفــة و املصلحــة والرشعيــة . الدفــع بعــدم دســتورية النظــام ألول مــرة أمــام حماكــم
الفقــرة الثانيــة :دور القضــاء العــادي يف الرقابــة عــى االســتئناف اإلداريــة ،وهــل يمكننــا القــول عــى أن
دســتورية األنظمــة. ذوي املصلحــة يمكــن هلــم التمســك بعــدم دســتورية
يعتــر القضــاء أحــد الســلطات العليــا يف الدّ ولــة ،فإنــه أي نظــام ســيطبق يف النازلــة املعروضــة أمــام حمكمــة
يتــوىل مهمــة فــض اخلالفــات و املنازعــات التــي تنشــأ االســتئناف ألول مــرة دون إثارتــه أمــام املحاكــم
بــن أفــراد الدولــة. اإلداريــة ؟
وتنتــر يف كل دولــة أنــواع عديــدة مــن املحاكــم، وهنــا أقــول بــأن األمــر وارد وغــر ممنــوع بتاتــا ،فــا
و ختتــص كل حمكمــة بنــوع معــن مــن الدعــاوى. دامــت املحكمــة اإلداريــة العليــا يمكــن هلــا النظــر يف
ويرجــع الســبب يف تعــدد واختــاف أنــواع املحاكــم و عــدم دســتورية أي نظــام ألول مــرة أمامهــا؛ فينطبــق
اختصاصاهتــا للتخفيــف عــى كاهــل املرفــق القضائي، نفــس الــيء عــى حمكمــة االســتئناف اإلداريــة .
و الفصــل يف الدعــاوى عــى وجــه الرسعــة. ج :املحاكم اإلدارية .
وتتكــون حماكــم القضــاء العــام يف اململكــة مــن انطالقــا مــن املــادة الثالثــة عــرة مــن نظــام القضــاء
املحكمــة العليــا ،و حماكــم االســتئناف ،و حماكــم يتبــن لنــا أن املحاكــم اإلداريــة ختتــص بالفصــل يف
الدرجــة األوىل ،و ختتــص كل منهــا يف مســائل حمــددة و جمموعــة مــن الدعــاوى ،والتــي تتعلــق أساســا باملجال
بالنظــر يف القضايــا املعروضــة عليهــا. اإلداري والقــرارات اإلداريــة وباقــي الدعــاوى التــي
أ -حماكم الدرجة األوىل . تكــون اإلدارة طرفــا يف النــزاع ،ومــن جهــة أخــرى
حماكــم الدرجــة األوىل هــي أوىل درجــات التقــايض، ختتــص كذلــك بالرقابــة عــى دســتورية األنظمــة ،و
يتــم مــن خالهلــا نــر الدعــوى يف بدايتهــا للنظــر هلــا احلــق يف الرقابــة القضائيــة كاحلــق املمنــوح ملحاكــم
فيهــا وإصــدار األحــكام يف مجيــع الدعــاوي التــي تقــع القضــاء العــام .
األوىل التــي تقــع يف دائرهتــا والتــي تكــون قابلــة يف اختصاصهــا املــكاين والنوعــي ،وهــذه األحــكام
لالســتئناف . ال تكــون هنائيــة بشــكل قطعــي ينهــي النــزاع ،وإنــا
وتطبــق هــذه املحاكــم يف القضايــا املعروضــة عليهــا تكــون قابلــة لالســتئناف ،باســتثناء األحــكام الصــادرة
أحــكام الرشيعــة اإلســامية ،ومــا يصــدره ويل األمــر يف الدعــاوى اليســرة التــي حيددهــا املجلــس األعــى
مــن أنظمــة رشط أال تتعــارض مــع الكتــاب و الســنة للقضــاء ،وبالبحــث يف هيكليــة النظــام القضائــي
( املــادة 1مــن نظــام املرافعــات الرشعيــة ،و املــادة 1 وأمهيــة مرفــق القضــاء يف أمــن اململكــة؛ دعــت
مــن نظــام اإلجــراءات اجلزائيــة) ،وهــذا األخــر هــو الــرورة النتشــار حماكــم الدرجــة األوىل يف مجيــع
بيــت القصيــد يف موضوعــي ،و هــو الــذي يعطــي حمافظــات ومــدن اململكــة العربيــة الســعودية.
احلــق ملحاكــم االســتئناف باحلــق يف الرقابــة القضائيــة وباســتقراء املــواد مــن 19إىل 22مــن نظــام القضــاء
عــى دســتورية األنظمــة كدرجــة ثانيــة مــن درجــات يتبــن لنــا أن حماكــم الدرجــة األوىل تتكــون مــن
التقــايض. املحاكــم العامــة و اجلزائيــة وحمكمــة األحــوال
ج -املحكمة العليا . الشــخصية ،باإلضافــة إىل املحكمــة التجاريــة و
وهــى بحســب نظــام القضــاء حمكمــة واحــدة يف املحكمــة العامليــة ،ونظــرا الختصــاص كل حمكمــة
اململكــة ،ومقرهــا مدينــة الريــاض ،وهدفهــا هــو و الدعــاوى التــي تنظــر فيهــا؛ فقــد يتبــادر إىل الذهــن
مراقبــة ســامة تطبيــق أحــكام الرشيعــة اإلســامية، ســؤال حمــوري يتعلــق بمــدى إمكانيــة الدفــع بعــدم
ومــا يصــدره ويل األمــر مــن أنظمــة ال تتعــارض معها ، الدســتورية أمــام أي مــن هــذه املحاكــم ،أم هنــاك
يف القضايــا التــي تدخــل ضمــن واليــة القضــاء العــام. اســتثناءات عــى هــذا األمــر.
وتقــع يف الرتبــة األوىل مــن التسلســل اهلرمــي أرى بــأن هــذه املحاكــم ختتــص باإلضافــة إىل
للمحاكــم ،وتعترباملــادة احلاديــة عــرة مــن نظــام اختصاصاهتــا األصليــة كمحاكــم الدرجــة األوىل
القضــاء هــي خارطــة الطريــق لعمــل املحكمــة بالفصــل يف كل القضايــا ،فــإىل جانــب ذلــك هــي
العليــا ،حيــث نصــت عــى اختصاصاهتــا باإلضافــة إىل صاحبــة االختصــاص ابتدائيــا يف الرقابــة عىل دســتورية
االختصاصــات املنصــوص عليهــا يف نظــام املرافعــات األنظمــة يف اململكــة ،ويف أي جمــال كان ســواء تعلــق
الرشعيــة ونظــام اإلجــراءات اجلزائيــة. األمــر بنــص إداري أو مــدين أو جتــاري ،فمن حســنات
باإلضافــة إىل اختصــاص آخــر يتعلــق بجملــة هــذا التوجــه هــو أن الرقابــة عــى األنظمــة تبــدأ منــذ
اختصاصــات املحكمــة العليــا ،هــي الفصــل يف أول النــزاع أمــام املحكمــة ،أي أن الفــرد لــه احلــق
دســتورية األنظمــة التــي يقــدح فيهــا بمخالفتهــا بالدفــع بعــدم دســتورية أي نظــام يف أي حمكمــة.
للدســتور العــام للمملكــة أو النظــام األســايس ب -حماكم االستئناف.
للحكــم ،ويكــون هلــا احلــق يف الرقابــة عــى مجيــع بحســب نظــام القضــاء يوجــد يف كل منطقــة مــن
األنظمــة و اللوائح(املــادة 11مــن نظــام القضــاء ). مناطــق اململكــة حمكمــة اســتئناف أو أكثــر ،وتتــوىل
ومــن هــذا املنطلــق نثمــن دور املحكمــة العليــا هــذه املحاكــم -والتــي يطلــق عليهــا "حماكــم الدرجــة
باعتبارهــا املحكمــة األعــى رتبــة يف جمــال الســلم الثانيــة".
اهلرمــي للمحاكــم ،وهــذا يعطينــا ضامنــات إضافيــة -النظــر يف األحــكام الصــادرة عــن حماكــم الدرجــة
الفقــرة األوىل :املصــادر الدســتورية للرقابة الدســتورية للخــروج بحكــم أكثــر عدالــة نظــرا لطبيعــة تكويــن
با ململكة . هــذه املحكمــة و جــودة القضــاة العاملــن هبــا.
عرفــت الرقابة عــى دســتورية القوانــن بأهنــا " التحقق املبحــث الثــاين :املصــادر األساســية للرقابــة عــى
مــن خمالفــة القوانــن للدســتور ،متهيدا لعــدم إصدارها دســتورية األنظمــة وطبيعــة الدفــوع املقدمــة يف
إذا مل تصــدر ،أو إلغائهــا ،أو االمتنــاع عــن تطبيقهــا إذا املوضــوع.
كان قــد تــم إصدارهــا"( احللــو 2005ص .) 438 ســأتوىل يف هــذا املبحــث تقســيم الدراســة إىل مطلبــن،
وهــو مــا يعنــي بــرورة وجــود إمــا هيئــة ذات األول :يتعلــق باألســانيد القانونيــة و الدســتورية
صبغــة سياســية ،أو جهــة قضائيــة تكــون مهمتهــا للرقابــة القضائيــة عــى األنظمــة ،و يف مطلــب ثــان
النظــر يف مــدى دســتورية القوانــن ،أي مــا مــدى لطبيعــة الدفــع بعــدم دســتورية النظــام وتطبيقاتــه.
توافــق القوانــن مــع الدســتور؟ وهــذا مــا يــؤدي
املطلــب األول :األســانيد الدســتورية و القانونيــة
بنــا إىل احلديــث عــن التنظيــم الدســتوري للرقابــة
للرقابــة القضائيــة عــى األنظمــة.
عــى دســتورية األنظمــة ،وهــو مــا يعنــي أن النظــام
يعتــر الدســتور أســمى تعبــر إلرادة األمــة يف كل
األســايس للحكــم هــو الــذي يبــن كيفيــة الرقابــة ،و
الــدول ،كــا ان أســمى قانــون أو نظــام يف أي دولــة هو
كيفيــة تكوينهــا ،و تنظيــم أعامهلــا ،ومــن هــي اجلهــة
الدســتور أو النظــام األســايس للحكــم كــا يف اململكــة
املخــول هلــا احلــق بالدفــع بعــدم الدســتورية إن تعلــق
العربيــة الســعودية؛ ممــا يتأتــى منــه احــرام كافــة
األمــر بنظــام أو نــص قانــوين ،وكذلــك لإلمكانيــة
الســلطات باململكــة هلــذا الدســتور ،وهــو مــا يطلــق
املعــدة هلــذا الغــرض ،هــل عــن طريــق القضــاء أم
عليــه مبــدأ ســمو الدســتور(العصار 1996ص .)80
جهــة أخــرى متخصصــة يف ذلــك؟ باإلضافــة إىل
ومــن هنــا يتبــن لنــا أنــه إن تعــارض أي نظــام أو نــص
حتديــد هــل هــذه الرقابــة تكــون قبليــة أي قبــل إصــدار
قانــوين مــع النــص الدســتوري كان الدســتور مرجحــا
النظــام ،أم بعديــة أي بعــد إصــدار هــذا النظــام؟( رزق
عليــه( عبيــد 2002ص ،) 144والرقابــة الدســتورية،
2018ص.) 539
وبمعنــى أوضــح الرقابــة عــى دســتورية القوانــن هــي
باإلضافــة إىل األشــخاص املخــول هلــم الطعــن بعــدم
النتيجــة احلتميــة هلــذا املبــدأ ،و الــذي يعــد مظهــرا مــن
الدســتورية ،هــل مؤسســات عموميــة ،أم أفــراد
مظاهــر املرشوعيــة يف اململكــة ،والــذي يعنــي ســيادة
عاديــون ،أو املحاكــم.
حكــم القانــون أي خضــوع مجيــع الســلطات ألحــكام
وبنظــرة إىل خمتلــف الترشيعــات املقارنــة أجــد لــكل
الدســتور يف كل ترصفاهتــا و أنشــطتها(Burdeau
دولــة طريقتهــا ونظامهــا اخلــاص الــذي تتبعــه مــن
1948ص .) 83
حيــث رقابتهــا الدســتورية ،فمنهــا مــا يتبــع الرقابــة
وللتعمــق أكثــر يف هــذا املجــال سنقســم هــذه الفقــرة
القبليــة ،أي قبــل إصــدار القانــون ،ومنهــا مــا يتبــع
إىل حموريــن :األول يتعلــق باألســانيد الدســتورية
الرقابــة البعديــة ،أي بعــد إصــدار القانــون.
للرقابــة الدســتورية باململكــة ،و الثــاين لألســانيد
ومــن الــدول التــي اعتمــدت نظــام الرقابــة القبليــة
القانونيــة للرقابــة عــى الدســتورية باململكــة.
عــى دســتورية قوانينهــا نجــد النظــام الفرنــي ،و
التــي انتهجــت أســلوب الرقابــة السياســية( العجمــي
2010ص .) 172
دول العــامل ،أمــا بالنســبة للمملكــة العربيــة الســعودية ولــذا أرى أنــه ال جــدال يف أن هــذه ا إلمكانيــة تعــد
فــا يوجــد هبــا مــا يشــر اىل أي تنظيــم للرقابــة مــن أهــم الوســائل الرائــدة التــي اعتمدهتــا فرنســا،
الدســتورية يف أنظمتهــا األساســية التــي تعــد بمثابــة و التــي نــص عليهــا الدســتور الفرنــي كــا ســبق
وثائــق دســتورية هلــا ســواء القديمــة أو احلديثــة( ،وبعــد التعديــل الدســتوري األخــر متــت بموجبــه
العجمــي 2020ص ،) 369لكــن مــن جهــة أخــرى إضافــة الرقابــة البعديــة عــى الدســتورية إىل جانــب
هنــاك رقابــة متــارس مــن طــرف القضــاء دون تنظيــم الرقابــة الســابقة ،وذلــك عــن طريــق إحالــة القوانــن
قانــوين رصيــح بذلــك ،ومــؤدى ذلــك هــو وجــود للمجلــس الدســتوري بعــد صدورهــا ودخوهلــا
الرقابــة الدســتورية فيهــا عــى الرغــم مــن غيــاب حيــز التنفيــذ؛ ألجــل الرقابــة عليهــا و مراقبــة مــدى
التنظيــم الدســتوري الرصيــح هلــا ،أو إفــراد مــا يســمى موافقتهــا مــع الدســتور( -وهــذا اإلجــراء تــم بإضافــة
بالقضــاء الدســتوري أو تنظيــم للدعــوى الدســتورية املــادة 1 - 61مــن الدســتور ،والتــي تنــص عــى )
بكافــة أشــكاهلا وإجراءاهتــا. عنــد ،مناســبة النظــر يف دعــوى مقامــة أمــام القضــاء،
وقدأغفــل النظــام األســايس للحكــم يف اململكــة ودفــع أحــد أطــراف الدعــوى بــأن حكــا ترشيعيــا
الطعــن أو التعــرض ،أو حتــى اإلشــارة ملوضــوع ينتهــك احلقــوق واحلريــات التــي كفلهــا الدســتور،
دســتورية األنظمــة ،إال أنــه تــرك هــذا املجــال عامــا، يســتطيع املجلــس الدســتوري النظــر يف هــذه املســألة
وفتــح البــاب أمــام القضــاء؛ ألجــل اخلــوض فيــه بنــاء عــى إحالتهــا إليــه مــن جملــس الدولــة ،أو حمكمــة
دونــا التنصيــص بشــكل رصيــح ،كــا أنــه ال توجد أي النقــض الذيــن يتخــذان قرارمهــا خــال فــرة حمــددة
نصــوص رصحيــة تفيــد الوقــوف عــى كيفيــة خاصــة ،وحيــدد بقانــون تنظيمــي رشوط تطبيــق هــذه املــادة(،
للنظــر يف الدعــاوى املتعلقــة بالرقابــة الدســتورية. واســتنادا إىل ذلــك صــدر قانــون تنظيمــي يف / 10 / 9
لــذا فليــس هنــاك أي مانــع أن يعيــد املنظــم يف اململكــة 2009م ،والــذي ســمى هــذه الرقابــة مســألة األولويــة
العربيــة الســعودية النظــر يف مســألة تنظيــم الرقابــة الدســتورية ).
الدســتورية بنــص رصيــح وواضــح ؛نظــرا ملــا يتمتــع ويف الواليــات املتحــدة االمريكيــة فإهنــا تتبــع نظــام
بــه هــذا املوضــوع مــن أمهيــة بالغــة ،وال يكتفــي فقــط الرقابــة البعديــة عــى الدســتورية ،وتعــد هــي الرائــدة
بإقرارهــا مــن الناحيــة الضمنيــة ،ومنــه اقــرح إنشــاء يف اتبــاع هــذا األســلوب مــن الرقابــة ،والــذي اتبعتــه
حمكمــة دســتورية خاصــة تتــوىل مســألة البــت يف مــدى بعدهــا معظــم دول العــامل ،إال أهنــا اختلفــت يف
دســتورية األنظمــة و القوانــن ،وهــذا حتــا ســيرتتب طــرق تنظيــم الرقابــة الدســتورية القضائيــة ،فمنهــا
عنــه آثــار مهمــة ،منهــا :إقــرار مبــدأ ســمو الدســتور، مــن نــص عــى إنشــاء حمكمــة دســتورية عليــا تــم
ومحايــة مبــدأ الرشعيــة و املرشوعيــة. ختصيصهــا فقــط ملامرســة الرقابــة ،ومنهــا مــن
الفقــرة الثانيــة :املصــادر القانونيــة لرقابــة القــايض أســند هــذه املهمــة للمحكمــة االحتاديــة ،بحيــث
عــى دســتورية األنظمــة. متارســها بجانــب باقــي اختصاصاهتــا األخــرى
لقــد بــادر القضــاء يف إقــرار مبــدأ الرقابــة عــى ،ومنهــا مــن أوكل إىل املحاكــم العاديــة بكافــة
دســتورية األنظمــة انطالقــا مــن إغفــال جمموعــة مــن درجاهتــا و أنواعهــا( رزق 2018ص .) 542
الترشيعــات لتنظيــم مبــدأ الرقابــة الدســتورية عــى نستشــف ممــا ســبق مــدى أمهيــة التنظيــم الدســتوري
للرقابــة عــى دســتورية القوانــن و األنظمــة يف خمتلــف
و جتــد فكــرة ســمو الدســتور يف الواقــع أساســها يف قوانينهــا؛ فألجــل إبعــاد اجلــدل قــام القضــاء بمامرســة
كتابــات مفكــري نظريــة العقــد االجتامعــي يف القرنــن الرقابــة الدســتورية و النظــر يف الطعــون املقدمــة
الســابع عــر والثامــن عــر األوريب (إال إهنــا مل يف هــذا املجــال؛ اســتنادا إىل جمموعــة مــن األمــور
تتبلــور كمبــدأ يف عــامل الواقــع والقانــوين) إال بعــد القانونيــة املهمــة ،ومنهــا:
انتصــار الثورتــن األمريكيــة والفرنســية( البحــري أ -مبدأ استقالل القضاء .
2009ص .) 50 يعتــر القضــاء مســتقال عــن الســلطات األخــرى،
وقــد أعلــن املبــدأ ألول مــرة يف الدســتور األمريكــي وال خيضــع ألي ضغوطــات مــن أي كان ،فالقــايض
لعــام ،1787حيــث نصــت املــادة ( )6منــه عــى أن: يفــرض فيــه حتقيــق العدالــة و الدفــاع عليهــا ،ومــن
(يكــون هــذا الدســتور وقوانــن الواليــات املتحــدة هــذا املنطلــق نجــد نظــام القضــاء يف اململكــة يمنــح
التــي تصــدر بموجبــه ،ومجيــع املعاهــدات املربمــة أو للقضــاة كافــة الضامنــات ألجــل ممارســة مهامهــم
التــي ســتربم بموجــب ســلطة الواليــات املتحــدة، باســتقاللية بعيــدا عــن كل أشــكال الضغــط ،فــا
القانــون األعــى للبــاد ،ويلــزم بذلــك القضــاة يف كل يمكــن للســلطة التنفيذيــة أو التنظيميــة التدخــل يف
واليــة ،بغــض النظــر عــا يناقــض هــذا يف دســتور أو عمــل القضــاء ،أو أن جتربهــا عــى اتبــاع أي أوامــر
قوانــن أيــة واليــة). أو تعليــات ،فتبقــى الســلطة القضائيــة حمتفظــة
وبعــد الثــورة الفرنســية ســاد مبــدأ ســمو الدســتور باســتقالهلا و ســلطتها الكاملــة إزاء القانــون املخالــف،
يف الفقــه الدســتوري األوريب ،ومــن الدســاتري فكلتــا الســلطتني ختضعــان ألحــكام الدســتور وملزمــة
األوربيــة التــي نصــت عليــه رصاحــة الدســتور باحرتامــه( بــاز 2012ص .) 42
التشيكوســلوفاكي لعــام 1920م ،وكذلــك الدســتور
ب -ســمو القواعــد الدســتورية عــن النظــم و
اإليطــايل عــام 1947م ،إذ نصــت هــذه الدســاتري عــى
القوانــن.
أهنــا تتمتــع بقــوة تكــون ملزمــة جلميــع الســلطات
ويقصــد بمبــدأ ســمو الدســتور هــو علــو القواعــد
العامــة يف الدولــة( غــايل 1990ص .) 87غــر أن
الدســتورية عــى غريهــا مــن القواعــد القانونيــة املطبقة
مبــدأ ســمو الدســتور مل يقتــر فقــط عــى دســاتري
يف الدولــة ،وهــذا يعنــي أن أي قانــون تصــدره الدولــة
الديمقراطيــات الغربيــة ،بــل امتــد وشــمل دســاتري
جيــب أال يكــون خمالفــا للدســتور ،وال فــرق يف كــون
الــدول االشــراكية أيضــا ،ومنهــا دســتور االحتــاد
الدســتور مكتو ًبــا أو عرف ًّيــا.
الســوفيتي لعــام 1977م ،إذ نصــت املــادة ()173
ويــراد بســمو الدســتور أيضــا أن النظــام القانــوين
منــه عــى أن (لدســتور االحتــاد الســوفيتي قــوة
للدولــة بأكملــه يكــون حمكومــا بالقواعــد الدســتورية،
القانــون األعــى -ومجيــع القوانــن وســائر مقــررات
إن أيــة ســلطة مــن ســلطات الدولــة ال يمكــن أن
هيئــات الدولــة تصــدر عــى أســاس دســتور االحتــاد
متــارس إال الســلطة التــي منحهــا إياهــا الدســتور أو
الســوفيتي ووف ًقــا لــه) .وقــد نصــت الفقــرة ( )3مــن
النظــام األســايس للحكــم ،وباحلــدود التــي رســمها.
املــادة ( )88مــن دســتور أملانيــا الديمقراطــي الصــادر
ويعتــر مبــدأ الســمو مــن املبــادئ املســلم هبــا يف فقــه
يف نيســان عــام 1968م ،عــى أنــه (ال جيــوز للتعاليــم
القانــون الدســتوري ،حتــى يف حالــة عــدم النــص
القانونيــة أن تتعــارض مــع الدســتور .ويقــرر جملــس
عليــه يف صلــب الوثيقــة الدســتورية.
الشــعب صحــة دســتورية التعليــم القانونيــة يف حالــة
أن قواعــد الدســتور ويســتفاد مــن ذلــك كلــه َّ الشــك فيهــا) ( بســيوين 2006ص ) 50هــذا وقــد
تســتوي عــى القمــة مــن البنــاء القانــوين للدولــة، تبنــت دســاتري دول عربيــة مبــدأ ســمو الدســتور
وتتبــوأ مقــام الصــدارة بــن جممــل قواعــد النظــام ونصــت عليــه بعــض دســاتريها ،مــن ذلــك دســتور
العــام التــي يتعــن عــى الدولــة بســلطاهتا الثــاث مجهوريــة الصومــال (الصــادر يف عــام 1960م ،حيــث
التزامهــا ومراعاهتــا ،باعتبارهــا أســمى القواعــد أوجبــت املــادة ( )98منــه رضورة مطابقــة القوانــن
اآلمــرة ،وأحقهــا بالنــزول عــى أحكامهــا ،وإهــدار مــا ألحــكام الدســتور ،وألزمــت مجيــع اهليئــات احلاكمــة
خيالفهــا مــن ترشيعــات( الدبــس 2014ص .) 220 ومجيــع األشــخاص التابعــن للدولــة باحلفــاظ عــى
ومن نتائج سمو الدستورماييل: الدســتور .وكذلــك نصــت املــادة ( )3مــن دســتور
1.1تكــون قواعــد الدســتور أكثــر ثباتــا مــن القواعــد الســودان االنتقــايل لعــام 1985م ،عــى أن (تســود
القانونيــة العاديــة . أحــكام هــذا الدســتور عــى مجيــع لقوانينــه ويلغــى
2.2ال يمكــن إلغــاء القواعــد الدســتورية إال بقواعــد مــن أحــكام هــذه القوانــن مــا يتعــارض مــع أحــكام
دســتورية . هــذا الدســتور بالقــدر الــذي يزيــل ذلــك التعــارض)(
3.3وجــوب انســجام القواعــد القانونيــة العاديــة مــع الشــكري 2004ص .) 12
القواعــد الدســتورية وعــدم تعارضهــا معهــا . ويف تفســر هــذا املبــدأ تقــول املحكمــة الدســتورية
ج :طبيعــة عمــل القضــاء يف اململكة العربية الســعودية . العليــا املرصيــة (يف حكمهــا الصــادر باجللســة املنعقــدة
يعتــر القضــاء ملزمــا باتبــاع النــص القانــوين األعــى يــوم الســبت 12فرباير/شــباط 1994م يف القضيــة
قيمــة حــن تعارضــه مــع تنظيــم أدنــى منــه ،وذلــك "إن القواعد رقــم 23لســنة 14قضائيــة "دســتورية")َّ :
يفــرض عــى القــايض حينــا يطبــق النظــم و القوانــن الدســتورية حتتــل مــن القواعــد القانونيــة مكا ًنــا َع ِل ًّيــا
املتفاوتــة يف القيمــة القانونية اســتحضار تطبيــق القاعدة تتوســد منهــا املقــام األســمى كقواعــد آمــرة، ألهنــا َّ
األعــى ،ومن هــذا املنطلق نستشــف صالحيــة القايض ال تبديــل فيهــا إال بتعديــل الدســتور ذاتــه" ،وتقــول
يف النظــر بدســتورية القوانــن ،فهــذه الصالحية مشــتقة أيضــا يف حكــم آخــر هلــا (صــادر باجللســة املنعقــدة ً
مــن صالحيتــه بالفصــل يف املنازعــات النامجــة عــن يــوم الســبت 8يوليو/متــوز ســنة 2000م يف القضيــة
االختــاف يف القوانــن ؛إذ إن الدســتور ماهــو إال رقــم 11لســنة 13قضائيــة "دســتورية")" :وحيــث إن
قواعــد قانونيــة تتصــف بســموها عــى مــا عداهــا مــن رقابــة هــذه املحكمــة للنصــوص الترشيعيــة املطعــون
نظــم و قوانــن أخرى،وبالتــايل تكــون األحقيــة لــه يف عليهــا إنــا تتغ َّيــا ر َّدهــا إىل أحــكام الدســتور ،تغلي ًبــا
التطبيــق إذا مــا تعارضــت هــذه القوانــن ونصوصــه، هلــا عــى مــا دوهنــا ،وتوكيــدً ا لســموها عــى مــا
ســواء كانــت يف مبادئهــا أو أحكامهــا ،فتكــون مهمــة عداهــا ،لتظــل الكلمــة العليــا للدســتور ،باعتبــاره
القــايض هــي الرتجيــح بــن الدســتور و القانــون القانــون األســايس األعــى الــذي يــريس القواعــد
العــادي ،وال يمكــن لــه يف هــذه احلالــة ،فحــن واألصــول التــي يقــوم عليهــا نظــام احلكــم ،فيحــدّ د
تقــع قناعــة القــايض باتبــاع النــص القانــوين األوىل للســلطات الترشيعيــة والتنفيذيــة والقضائيــة
باالتبــاع و التطبيــق ،ويســتبعد القاعــدة األدنــى رغــم صالحياهتــا ،واض ًعــا احلــدود التــي تق ّيــد أنشــطتها،
بقائهــا قائمــة وســارية املفعــول كــا يمكــن تطبيقهــا وحتــول دون تدخــل كل منهــا يف أعــال األخــرى،
مقـ ّـر ًرا احلقــوق واحلريــات العامــة ،مرتّبــا ضامناهتــا".
تأويلهــا ،بــا يف ذلــك خمالفــة مبــدأ قضائــي تقــرر يف حــاالت أخــرى( العجمــي 2016ص . )216
يف حكــم صــادر مــن املحكمــة اإلداريــة العليــا. فــإذا كان القضــاء يف العديــد مــن دول العــامل يعطــي
.بصدوره عن حمكمة غري خمتصة. لنفســه الصالحيــة ألجــل الرقابــة عــى دســتورية
.جصدوره عن حمكمة غري مكونة وف ًقا للنظام. األنظمــة؛ فالقضــاء الســعودي هــو أيضــا يمكنــه
.داخلطأ يف تكييف الواقعة ،أو يف وصفها. ممارســة الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة ،فانطالقــا
.هفصلــه يف نــزاع خال ًفــا حلكــم آخــر ســبق أن صــدر مــن أن التنظيــم النافــذ يف اململكــة هــو عبــارة عــن
بــن طــريف الدعوى. جمموعــة مــن األحــكام واملبــادئ التــي تتســم بطابــع
.وتنازع االختصاص بني حماكم الديوان. الــدوام و اخللــود( الطهــراوي 2008ص ، )410فــا
وممــا ذكــر أعــاه نستشــف أن املنظــم يقــر برقابــة يســع للســلطات مســها أو حتويرهــا أو اخلــروج عليهــا
القضــاء عــى دســتورية األنظمــة لكــن دون وضــع ،حيــث إن النظــام األســايس للحكــم يف اململكــة يعتمد
تنظيــم خــاص لــه ،ولذلــك فــإن القضــاء الســعودي عــى الرشيعــة اإلســامية ،حيــث تنــص املــادة األوىل
ملــزم بمامرســة حــق الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة، منــه عــى " اململكــة العربيــة الســعودية دولــة إســامية
ســواء كانــت أنظمــة عاديــة أو لوائــح تنفيذيــة ،والتــي ذات ســيادة تامــة ،دينهــا اإلســام ،ودســتورها كتــاب
يتبــن أهنــا تتعــارض مــع الكتــاب و الســنة. اهلل -تعــاىل -وســنة رســوله صــى اهلل عليــه و ســلم"
وأضيــف كذلــك عــى أن الرقابــة القضائيــة التــي وبالتــايل فــإن األنظمــة جيــب أن تســتند إىل الدســتور
تنهجهــا اململكــة هــي األكثــر تطبيقــا بــن دول العــامل األســمى ،وهــو كتــاب اهلل والســنة النبوية ،وتســتوحي
عــى عكــس الرقابــة السياســية ،ومــن هــذا املنطلــق منهــا أحكامهــا وفروضهــا.
فــإن الرقابــة القضائيــة تدخــل يف صلــب االختصــاص ومــن جانــب التنظيــم القضائــي للمملكــة،
القضائــي باملــوازاة مــع اختصاصــه بالفصــل يف وخصوصــا يف آخــر تعديالتــه لســنة 2008م ،والــذي
املنازعــات األخــرى ،وفــق التــدرج اهلرمــي لألنظمــة نــص عــى إعــادة ترتيــب املحاكــم باإلضافــة إىل
و القوانــن ،بمعنــى أوضــح إذا وجــد نــص تنظيمــي إنشــاء املحكمــة العليــا ،و التــي تشــبه يف اختصاصاهتــا
يتعــارض مــع النظــام األســايس للحكــم فإنــه ملــزم املحاكــم الدســتورية املوجــودة يف باقــي الــدول ،وهــذه
باســتبعاده ،وهــذا مــا يســمى بمنطــق العدالــة و األخــرة تعتــر أعــى اهلــرم القضائــي( املــادة 9مــن
املرشوعيــة(رزق 2018ص .) 574 نظــام القضــاء ).
ويف خضــم مبــدأ و اختصــاص القضــاء للنظــر يف مدى ومــن جهــة أخــرى نجــد املــادة 11مــن نظــام القضــاء
دســتورية النصــوص القانونيــة فــأرى كذلــك رضورة التــي حتــدد اختصاصــات هــذه املحكمــة بدقــة ،حيــث
تطبيــق الرقابــة القبليــة ،أي قبــل إصــدار النظــم و نصــت عــى مايــي:
القوانــن وقبــل دخوهلــا حيــز التنفيــذ ،فعمليــة إصــدار ختتــص املحكمــة اإلداريــة العليــا بالنظــر يف
القوانــن هــي برشيــة حمضــة ممــا حتتمــل اخلطــأ ،ومبنية االعرتاضــات عــى األحــكام التــي تصدرهــا حماكــم
عــى أســاس التنبــؤ باملســتقبل ،وال شــك أن هــذه االســتئناف اإلداريــة ،إذا كان حمــل االعــراض عــى
العمليــة قــارصة عــن اإلحاطــة بمختلــف جوانــب احلكــم مــا يــأيت:
الــيء املــراد تقنينــه ،ووجــود الرقابــة البعديــة أي .أ خمالفــة أحــكام الرشيعــة اإلســامية ،أو األنظمــة
بعــد إصــدار النظــام مهمــة للغايــة ؛ألجــل تصحيــح التــي ال تتعــارض معهــا ،أو اخلطــأ يف تطبيقهــا أو
العرصيــة ،كــا أنــه ال يوجــد هنــاك أي رشوط اخلطــأ ،لكــن ال منــاص مــن إحــال الرقابــة القبليــة
ملامرســتها ،فيعتربهــا الديــن احلنيــف مــن بــاب رفــع كذلــك ،عــى غــرار أغلــب الترشيعــات الدوليــة
املظــامل عــن العبــاد ومــن بــاب دعــوى احلســبة. ليدخــل يف اختصــاص املحكمــة العليــا ،ويمنــح هلــا
ويف اململكــة العربيــة الســعودية مل حيــدد املنظــم جهــة هــذا االختصــاص حــرا دون باقــي املحاكــم الدنيــا،
معينــة وخاصــة ألجــل حتريــك دعــوى الرقابــة مــع االحتفــاظ كذلــك باالختصــاص يف الرقابــة
القضائيــة ،وبالتــايل فــإن حتريــك هــذه الدعــوى البعديــة ،مــع وجــوب التنصيــص عــى اإلجــراءات
متــاح للســلطة العامــة ،اســتنادا لنصــوص الرشيعــة الالزمــة لرفــع دعــوى عــدم الدســتورية ،و كيفيــة
اإلســامية واألنظمــة ،ومنهــا النظــام األســايس الطعــن فيهــا وحجيــة األحــكام الصــادرة عنهــا.
للحكم(املــادة 48مــن النظــام األســايس للحكــم) املطلــب الثــاين :طبيعــة الدفــع بعــدم الدســتورية و
والــذي أعطــى الســلطة القضائيــة حــق حتريــك تطبيقاتــه.
دعــوى الرقابــة الدســتورية. اختلفــت دول العــامل يف الطريقــة التــي يمكــن مــن
الفقــرة الثانيــة :حــق األفــراد يف حتريــك دعــوى الرقابة خالهلــا إثــارة الدفــع بعــدم دســتورية القوانــن ،ومــن
القضائية . لــه الصالحيــة يف حتريــك هــذه الدعــوى ،هــل هــي
يمكــن لألفــراد حتريــك دعــوى الرقابــة القضائيــة عــى حكــر فقــط عــى الســلطة العامــة؟ أم أن األشــخاص
دســتورية األنظمــة عــى غــرار الســلطات العامــة لكــن و األفــراد العاديــن هلــم احلــق كذلــك يف إثــارة هــذه
بطريقــة خمتلفــة ،فــإذا كان الدســتور يمنــح للســلطات الدعــوى؟ ولذلــك ســأقوم بتقســيم هــذه الفقــرة إىل
العامــة هــذا احلــق عــن طريــق حتريــك الرقابــة ( أوال ) حــق الســلطة العامــة يف حتريــك دعــوى
بالدعــوى املبــارشة ،أو األصليــة ،أو أي إجــراء آخــر الرقابــة ،و ( ثانيــا) حــق األفــراد يف حتريــك دعــوى
أمــام املحاكــم املختصــة ؛فإنــه يمنــح لألفــراد احلــق الرقابــة ،و ( ثالثــا ) تطبيقاتــه.
كذلــك يف حتريــك الدعــوى ،لكــن بأســلوب غــر الفقــرة األوىل :حــق الســلطة العامــة يف حتريــك دعــوى
مبــارش ،عــن طريــق ســلطة عامــة وهــي القضــاء الرقابــة عــى دســتورية األنظمــة.
،ويكــون ذلــك بإثــارة الدفــع أمــام القضــاء بمناســبة أقــرت العديــد مــن الدســاتري عــى إعطــاء احلــق يف
دعــوى مرفوعــة ،فــإذا مــا رأت املحكمــة جديــة هــذا حتريــك دعــوى الرقابــة فقــط لرئيــس الدولــة ،أو
الدفــع وأبــرزت ووضحــت قناعتهــا يف عدم دســتورية احلكومــة ،أو املجلــس الربملــاين ،أو هليئــات حكوميــة
هــذا التنظيــم؛ أذنــت للفــرد صاحــب الدفــع يف رفــع أخــرى ،بحيــث ال يكــون هنــاك مــكان لألفــراد
دعــوى عــدم الدســتورية أمــام املحكمــة الدســتورية العاديــن؛ ألجــل رفــع دعــوى عــدم الدســتورية .
املختصــة. ومــن بــاب النهــي عــن املنكــر و رفــع الظلــم عــن
ومــن مجلــة الــدول التــي أخــذت هبــذا االجتــاه نجــد الرعيــة ؛ مــن واجــب القــايض التصــدي مــن تلقــاء
اإلمــارات العربيــة املتحــدة ،حيــث أقرت يف دســتورها نفســه لدعــوى الرقابــة الدســتورية ،إذا مــا رأى أن
عــى اجلــواز لألفــراد العاديــن مــن ذوي املصلحــة القانــون الواجــب التطبيــق أمامــه خمالــف لنــص
حــق الدفــع بعــدم دســتورية أي قانــون يف احلالــة التــي قطعــي مــن القــرآن الكريــم أو الســنة ،وال يلــزم
يكــون هــذا القانــون قابــا للتطبيــق يف تلــك النازلــة، يف هــذه الدعــوى شــكليات حمــددة كــا يف النظــم
وهــذا هــو احلــق احلــري الوحيــد للفــرد ،وال يمكــن خيشــى زوالــه( التوجيــري 2018ص ،) 105ومــن
جهــة أخــرى إذا رأى القــايض أن الدعــوى صورية كان حتريــك الدعــوى األصليــة املبــارشة.
وهنــاك مــن الدســاتري األخــرى والتــي تذهــب إىل عليــه رفضهــا ،ولــه احلكــم عــى املدعــي بنكال(املــادة
حتريــك الدعــوى األصليــة ضــد األنظمــة املخالفــة 4مــن نظــام املرافعــات الرشعيــة) .
للدســتور إىل حــد الرتخيــص هبــا لألفــراد العاديــن و الفقــرة الثالثــة :تطبيقــات قضائيــة عــى أنــواع
غريهــم مــن أشــخاص القانــون اخلــاص ،مؤكــدة عىل املخالفــات الدســتورية .
أنــه ال يشــرط يف حتريــك هــذه الدعــوى ســوى توفــر ســأتوىل يف هــذه الفقــرة الوقــوف عــى حالتــن تتعلقان
رشط املصلحــة ،وهذا ما نستشــفه من دســتور الكويت بنظــم خمالفــة للدســتور ،األوىل تتعلــق بمخالفــة
،وأيضــا مــا نــص عليــه دســتور اململكــة املغربيــة .التــدرج اهلرمــي لألنظمــة ،و الثانيــة ملخالفــة أحــكام
وهــذه الضامنــات املمنوحــة لألفــراد و األشــخاص الرشيعــة اإلســامية .
العاديــن تعــد مــن أســمى احلقــوق التــي أعطيــت هلــم
أ :خمالفة التدرج اهلرمي لألنظمة.
؛ ألجــل ممارســة حقهــم الدســتوري يف الطعــن يف أي
يــأيت الدســتور يف قمــة اهلــرم الترشيعــي ،حيــث حيــدد
نــص قانــوين وإبطالــه ملخالفتــه للدســتور ،ومتاشــيا
القواعــد األساســية لشــكل الدولــة أيــا كان شــكلها
مــع حــق دســتوري آخــر ،و هــو احلــق يف التقــايض
(بســيطة أم مركبــة) ،ونظــام احلكــم ســواء كان (ملك ًّيــا
املكفــول للجميــع بــدون اســتثناء ،حيــث إنــه يمكــن
أم مجهور ًّيــا) ،وشــكل احلكومــة (رئاســية أم برملانيــة)
للشــخص العــادي يف العديــد مــن الــدول الطعــن يف
وينظــم الســلطات العامــة فيهــا ،مــن حيــث التكويــن
دســتورية أي قانــون أمــام جهــات القضــاء املــدين و
واالختصــاص والعالقــات التــي بــن الســلطات
اإلداري و التجــاري ،باإلضافــة إىل أعــى هيئــة للرقابــة
وحــدود كل ســلطة ،والواجبــات واحلقــوق األساســية
عــى الدســتور ،وهــي املحكمــة الدســتورية (.عــار
لألفــراد واجلامعــات ،ويضــع الضامنــات هلــا جتــاه
2013ص .) 296
الســلطة ،ويشــمل الدســتور اختصاصــات الســلطات
ومــن جهــة أخــرى نجــد أن الرشيعــة اإلســامية
الثــاث (الترشيعيــة والقضائيــة والتنفيذيــة) وتلتــزم
قــد أوجبــت عــى املســلمني أن يأمــروا باملعــروف و
بــه كل القوانــن األدنــى مرتبــة يف اهلــرم الترشيعــي .
ينهــوا عــن املنكــر ،ومــن هــذا املنطلــق تتجــى الرقابــة
ويتــم وضــع الدســتور يف األنظمــة الديمقراطيــة إمــا
الدائمــة لكافــة أطيــاف الشــعب اإلســامي عــى
عــن طريــق اجلمعيــة التأسيســية املنتخبــة ،أو عــن
الســلطة العامــة و عــى أنظمتهــا.
طريــق االســتفتاء الدســتوري العــام( العجمــي 2018
وهــذا مــا أخــذت بــه اململكــة العربيــة الســعودية
ص .)201
بســاحها لكافــة األفــراد بتحريــك هــذه الرقابــة
ومــن التطبيقــات القضائيــة ملخالفــة التــدرج اهلرمــي
بطريقــة غــر مبــارشة عــن طريــق الســلطة القضائيــة،
لألنظمــة نجــد احلكــم رقــم ( /25د/إ)10/
ويكــون هــذا بالدفــع أمــام القضــاء بمناســبة الدعــوى
لســنة 1428هـــ يف القضيــة رقــم ( /2/6083ق)
املرفوعــة ،رشيطــة أن تكــون للشــخص املصلحــة
لســنة 1427املؤيــد بحكــم هيئــة التدقيــق رقــم
والصفــة يف ذلــك ،ويــرى بعــض الفقهــاء أنــه تكفــي
(/288ت )6/لســنة 1428هـــ ،وتتلخــص وقائــع
املصلحــة املحتملــة إذا كان الغــرض مــن الطلــب
هــذه النازلــة يف أن املدعــي أودع دعــواه ،ومــن ضمنهــا
االحتيــاط لدفــع رضر حمــدق ،أو االســتيثاق حلــق
الفقــرة رقــم 2مــن الالئحــة التنفيذيــة ،والتــي أحلقــت الطعــن يف الفقــرة رقــم 3مــن الالئحــة التنفيذيــة
بتلــك املــادة جــاءت بــا خيالــف ذلــك ،حيــث أضافت لنظــام املرافعــات الرشعيــة امللحقــة باملــادة 62مــن
حكــا جديــدا يتعلــق بالعقــار ،إذ نصــت عــى أنــه( :إذا ذلــك النظــام ،و كذلــك الفقــرة 2مــن الالئحــة
كان املتنــازع عليــه عقــارا وقــد أقيمــت فيــه الدعــوى التنفيذيــة امللحقــة باملــادة 208مــن نفــس النظــام ،
فللقــايض بنــا ًء عــى طلــب اخلصــم أن يوقــف نقــل وذكــر رشحــا ألســانيد دعــواه بــأن نظــام املرافعــات
امللكيــة ومــا يف حكمهــا إذا ظهــر لذلــك رضورة) الرشعيــة الصــادر باملرســوم امللكــي رقــم م21/
وطلــب املدعــي إلغــاء هاتــن الفقرتــن مــن الالئحــة وتاريــخ 1421/5/20هـــ نــص يف املــادة 62منه عىل
التنفيذيــة لنظــام املرافعــات الرشعيــة ملــا احتوتــه مــن أن ( :تكــون املرافعــة شــفوية عــى أن ذلــك ال يمنــع
خمالفــة رصحيــة للنظام(.العجمــي 2018ص . ) 88 مــن تقديــم األقــوال والدفــوع يف مذكــرات مكتوبــة
ويف حكــم آخــر صــادر عــن املحكمــة اإلداريــة يف تتبــادل صورهــا وحيفــظ أصلهــا يف ملــف القضيــة مــع
ديــوان املظــامل رقــم احلكــم ( /92ت )5/لعــام اإلشــارة إليهــا يف الضبــط ) وهــو نــص يف أن لــكل
1424هـــ ،والــذي قــى بــأن املــادة ( )38مــن نظــام قضيــة ملفــا خاصــا تــودع فيــه املرافعــات املكتوبــة،
املطبوعــات و النــر الصــادر باملرســوم امللكــي رقــم وتــدون مجيــع املرافعــات الشــفوية يف الضبــط اخلــاص
م 17/وتاريــخ 1402/04/13تعاقــب عــى خمالفــة هبــا ،وهــو مــا يعنــي عــدم إلــزام القــايض بكتابــة
أحكامــه فقــط ،وال تعاقــب عــى خمالفــة الئحتــه مجيــع املذكــرات يف حمــر ضبــط القضيــة ،إال أن
التنفيذيــة ،وأن املخالفــة املنســوبة إىل املدعــي هــي الفقــرة 3مــن الالئحــة التنفيذيــة امللحقــة بالنظــام
خمالفتــه لالئحــة التنفيذيــة و ليســت خمالفتــه للنظــام. جــاءت بحكــم خيالــف ذلــك ،حيــث نصــت عــى
ومــن األنظمــة التــي فيهــا خمالفــة للتــدرج اهلرمــي: أن( :يرصــد يف الضبــط مــا اشــتملت عليــه املذكــرات
الالئحــة التنفيذيــة لنظــام مراقبــة رشكات التأمــن مــن أقــوال ودفــوع مؤثــرة يف القضيــة ) األمــر الــذي
التعــاوين ،الصــادرة لتنفيــذ نظــام مراقبــة رشكات تســبب يف إطالــة أمــد القضايــا يف املحاكــم الرشعيــة
التأمــن التعــاوين ،وقــد نــص يف مادتــه األوىل عــى بســبب إشــغال القضــاة ومعاونيهــم يف ضبــط مجيــع
أن يكــون التأمــن يف اململكــة تأمينًــا تعاون ًّيــا ،وأال مــا يقــدم يف القضايــا ،كــا يمكــن أن يســتعمل هــذا
يتعــارض مــع أحــكام الرشيعــة اإلســامية .إال أن الطعــن بشــكل تعســفي ألجــل تأخــر أمــد التقــايض
الالئحــة الصــادرة لتنفيــذ هــذا النظــام ختالــف هــذه و الدخــول يف متاهــات أخــرى ،لذلــك عــى القضــاء
املــادة مــن وجــوه؛ ممــا جعــل التأمــن املبــن فيهــا أن يكــون حاســا يف هــذا األمــر ،ويفــرض عقوبــات
جتار ًّيــا وليــس تعاون ًّيــا. أو غرامــات عــى كل شــخص يكــون دفعــه يف هــذا
ويســتنتج مــن هــذا املثــال أعــاه رضورة احــرام االجتــاه ،و يكــون غرضــه فقــط إطالــة وقــت التقــايض
عقــد التأمــن ألحــكام الرشيعــة اإلســامية ،و أال و املامطلــة؛ ممــا يعنــي ضيــاع احلقــوق.
تتعــارض معهــا ،لكــن اإلشــكال حــول صــدور وأضــاف بــأن املــادة 208مــن نظــام املرافعــات
الالئحــة التنفيذيــة ،والتــي تقــر يف بعــض مقتضياهتــا الرشعيــة نصــت عــى أن( :للدائــن أن يطلــب إيقــاع
بــأن التأمــن جتــاري وليــس تعاونيــا؛ ممــا يكــون هنــا احلجــز التحفظــي عــى منقــوالت مدينــه إذا مل يكــن
يف هــذه النازلــة خمالفــة التــدرج اهلرمــي لألنظمــة . للمديــن حمــل إقامــة ثابــت يف اململكــة) وهــي واضحــة
يف أن احلجــز التحفظــي منحــر يف املنقــول ،إال أن
ومــن تطبيقاتــه عــى مســتوى القضــاء نجــد احلكــم ب :تطبيقــات قضائيــة عــى خمالفــة أحــكام الرشيعــة
رقــم /103د/تــج 5/لعــام 1420يف القضيــة اإلســامية .
رقــم /1/1211ق لعــام 1420أنــه بتاريــخ إذا كانــت القواعــد الدســتورية حتتــل قمــة هــرم
1420/09/11هـــ ،أصــدرت الدائــرة التجاريــة تــدرج القواعــد القانونيــة ،بحيــث ال يســمو عليهــا
اخلامســة بديــوان املظــامل حكــا ضــد وزارة التجــارة قواعــد قانونيــة أخــرى ،فــإن هــذا الســمو يف الرشيعــة
بشــأن تســجيل عالمــة جتاريــة؛ لوضعهــا عــى اإلســامية كــا ســبق ذكــره يكــون للقــرآن الكريــم
خدمــات إنتــاج األفــام الســينامئية ،وإنتــاج أفــام والســنة النبويــة املطهــرة ،فتهــدف الرقابــة الدســتورية
الفيديــو ،وإنتــاج الربامــج اإلذاعيــة والتلفزيــون يف الرشيعــة اإلســامية إىل مبــدأ محايــة القانــون
املرخــص بالفئــة ، 41إذ بعــد أن اســتعرضت الدائــرة األســايس ،واملصــدر األســمى للترشيــع ،وهــو القــرآن
وقائــع النــزاع الــذي كان يــدور حــول مرشوعيــة الكريــم ،والســنة النبويــة ومــا ورد فيهــا مــن أحــكام،
نظــام محايــة حقــوق املؤلــف الصــادر باملرســوم وبالتــايل ال جيــوز اخلــروج عليهــا أو خمالفتهــا ،حيــث
امللكــي رقــم م 41/وتاريــخ 1424/07/02هـــ إن الرشيعــة اإلســامية هــي الدســتور األســمى
الــذي صــدر عــى أساســه القــرار املطعــون فيــه− للمملكــة ،و مجيــع األنظمــة و القوانــن الوضعيــة
قــرار جلنــة التظلــات واالعرتاضــات بــوزارة التجــارة التــي يقــوم اإلنســان بترشيعهــا تــأيت يف مرتبــة ثانيــة
رقــم 194وتاريــخ 1419/12/13هـــ بشــأن أحــد ،و أدنــى مــن الرشيعــة اإلســامية ،بحيــث تســعى إىل
املسلســات التلفزيونيــة ،واســتظهرت نصــوص حتقيــق أهــداف دنيويــة ،و مبنيــة أساســا عــى تنظيــم
املــواد 48-46-7مــن النظــام األســايس للحكــم العالقــات بــن األشــخاص فيــا بينهــم و الدولــة و
قضــت بإلغــاء ذلــك القــرار ،و قالــت يف األســباب: املؤسســات العموميــة .
(إنــه إذا رأى القــايض عــى حســب اجتهــاده أن ذلــك وهنــا يكــون التســاؤل عــى مــن تقــع مســؤولية التأكــد
النظــام أو إحــدى مــواده املطلــوب تطبيقهــا عــى مــن عــدم خمالفــة النظــام ألحــكام الرشيعــة؟
القضيــة املعروضــة يتعــارض مــع الكتــاب والســنة، إذا حــدث ووقعــت خمالفــة هلــا مــن أحــد املجتهديــن
فلــه أن يمتنــع عــن تطبيقــه ،وهــو مــا يتفــق مــع مــا كان االجتهــاد باطــا ومــردودا عــى صاحبــه ،وعــى
اتفــق عليــه اإلمجــاع الــذي هــو أحــد مصــادر الترشيــع القضــاء أن يبطلــه وال يعمــل بــه ،كذلــك ال جيــوز
اإلســامي ،مــن أنــه ال جيــوز للقــايض أن يقــي للقــايض أن خيالــف النصــوص القرآنيــة ،أو نصــوص
بخــاف مــا يعتقــد (احلكــم رقــم /103د/تــج5/ الســنة النبويــة قطعيــة الداللــة والثبــوت ،وإذا خالــف
لعــام 1420يف القضيــة رقــم /1/1211ق لعــام نصــا قطع ًّيــا الداللــة والثبــوت كان حكمــهيف حكمــه ًّ
1420بتاريــخ 1420/09/11هـــ الدائــرة التجارية باطــا( العجمــي و ذنيبــات 2020ص ،) 321
اخلامســة بديــوان املظــامل). بمعنــى آخــر إذا عرضــت عــى القــايض قضيــة وفيهــا
ويؤخــذ مــن هــذا احلكــم عــى أن مبــدأ الدفــع بعــدم مــن األحــداث و الوقائــع املبنيــة عــى نصــوص قانونية
دســتورية األنظمــة جتــاوز املســائل املتعلقــة بالقــرآن ختالــف أحــكام الرشيعــة اإلســامية ؛فــإن مــن الــازم
والنســة ،بــل األكثــر مــن هــذا تعــداه إىل االمجــاع و عــى القــايض أال يأخــذ هبــذه النصــوص هنائيــا؛ ألهنــا
مــا أمجــع عليــه الســلف الصالــح ،حيــث إن القــايض ختالــف الترشيــع األســمى ،ويف حالــة خمالفتــه هلــذه
ال جيــوز أن يقــي بــا خيالــف اإلمجــاع ،وهــو مــا األمــور فــإن احلكــم يعــد باطــا .
عــى دســتورية القوانــن ،حيــث إن اجلهــات يظهــر يف هــذا احلكــم الرائــد ،و الــذي يعتــر مــن بــن
القضائيــة تعتــر أكثــر نزاهــة و اســتقالال مــن أهــم األحــكام التــي صــدرت يف هــذا املجــال املتعلــق
اهليئــة السياســية القائمــة بالرقابــة السياســية، بتعــارض النصــوص القانونيــة مــع أحــكام الرشيعــة
باإلضافــة إىل أن العديــد مــن الــدول أخــذت هبــذا اإلســامية و مصــادر ترشيعهــا .
النــوع مــن الرقابــة. خامتة :
4.4غيــاب التنظيــم الدســتوري للرقابــة عىل دســتورية تعتــر الرقابــة عــى دســتورية القوانــن و األنظمــة
األنظمــة و اللوائــح باململكــة ،إال أن هــذا ال يعنــي مــن األمهيــة بمــكان ؛ألجــل حتقيــق هــدف ســام،
املنــع مــن ممارســة الرقابــة و إنــكار وجــوده ،بــل وهــو محايــة النصــوص الدســتورية ،باإلضافــة إىل
العكــس ،فاألصــل يف األشــياء اإلباحــة . محايــة مبــدأ األمــن القانــوين يف املجتمــع ،و الــذي
5.5مــن خــال دراســتنا للنظــام القانــوين للملكــة يعتــر احلجــر األســاس يف محايــة العالقــات التعاقديــة
العربيــة الســعودية يتبــن لنــا أن الرقابــة القضائيــة و النظاميــة ،ولتحقيــق االســتقرار ســواء للدولــة أو
تتمتــع باألفضليــة عــى الرقابــة الدســتورية؛ نظــرا لألشــخاص باعتبــاره عمــا قانونيــا هيــدف أساســا
حلجــم اإلجيابيــات التــي تتمتــع هبــا هــذه الرقابــة، إىل التثبــت مــن تطابــق أحــكام القانــون و موافقتهــا
وامتالكهــا ألســاليب أكثــر فعاليــة و مصداقيــة . مــع الدســتور ،باإلضافــة إىل التعــرف عــا إذا كانــت
6.6يعتــر تدخــل القضــاء يف مســألة دســتورية الســلطة التنظيميــة يف البــاد قــد رشعــت نصوصــا
القوانــن بمثابــة ميــزان وســط بــن الســلطة قانونيــة واحرتمــت اختصاصهــا.
التنظيميــة و التنفيذيــة؛ نظــرا ملــا متتلكــه مــن حيــاد
النتائج:
ورصامــة يف قراراهتــا .
بعــد اســتعرايض ملوضــوع الرقابــة عــى دســتورية
التوصيات: القوانــن أتوقــف عــى جمموعــة مــن النتائــج التــي
ومــن مجلــة التوصيــات التــي أقدمهــا ألجــل إثــراء خلصــت إليهــا يف هــذا البحــث ،وهــي:
هــذا املوضــوع مايــأيت: 1.1إن الرقابــة الدســتورية هــي أحــد آثــار التــدرج
1.1رضورة إنشــاء حمكمــة دســتورية عليــا مســتقلة يف الترشيــع ،ونتيجــة لســمو القاعــدة الدســتورية
ختتــص بالرقابــة عــى دســتورية األنظمــة . عــى القواعــد القانونيــة األخــرى.
2.2أن تكــون املحكمــة العليــا خمتصــة حــرا يف 2.2اإلدراك التــام بمــدى أمهيــة الرقابــة الدســتورية
البــت بعــدم الدســتورية بطريــق الدفــع ،إذا مــا كضامنــة حقيقيــة حلاميــة الدســتور وســمو قواعــده
أثــر يف نــزاع معــروض أمــام إحــدى املحاكــم، عــى ســائر الترشيعــات األخــرى ،وحتــى ال
وإذا مــا تبــن للمحكمــة الناظــرة جديــة هــذا تصبــح قواعــد الدســتور جمــرد توصيــات بــا
الدفــع ،فإهنــا تتوقــف عــن البــت يف النــزاع حتــى قيمــة حقيقيــة ،وهــذا مــا يفــرض فيمــن يتــوىل
تنهــي املحكمــة العليــا البــت يف الدفــع ،وســيعترب هــذه املهمــة مواصفــات فنيــة و كفــاءة علميــة
حكــم املحكمــة العليــا يف هــذا الشــأن هنائيــا وذا عاليــة ،قــد ال تتوافــر فيــا لــو أوكلــت هــذه
أثــر مطلــق ،يكــون مــن شــأنه إلغــاء القانــون إذا املهمــة هليئــة سياســية.
مــا ثبــت للمحكمــة العليــا عــدم دســتوريته. 3.3تعــد الرقابــة القضائيــة مــن أفضــل أنــواع الرقابــة
3.3أن يقــوم املنظــم الســعودي بالنــص عــى كيفيــة الدعــوى اإلداريــة يف النظــام الســعودي ،دار اإلجــادة
ممارســة الدفــع بعــدم دســتورية األنظمــة يف النظام للنــر والتوزيــع ،الطبعــة األوىل 2020م.
األســايس للحكــم وحــر املحكمــة املختصــة يف -محــدي حممــد العجمــي :القانــون اإلداري يف اململكة
أســاليب اإلدارة ووســائلها النظاميــة -دراســة مقارنــة املحكمــة العليــا .
4.4احلاجــة املاســة إىل الرقابــة الســابقة لألنظمــة مــن ،دار اإلجــادة للنــر و التوزيــع 2018 ،م .
قبــل هيئــة متخصصــة يف ذلــك؛ لتكــون األنظمــة
-عصــام عــي الدبــس ،القانــون الدســتوري ،دار
متوافقــة مــع النظــام األســايس للحكــم ،وخاليــة
الثقافــة للنــر والتوزيــع ،مــر 2014 ،م.
مــن املخالفــات و التناقضــات الرشعيــة .
5.5اتبــاع موقــف حــازم بشــأن احلكــم بعــدم -عــي يوســف الشــكري ،مبــادئ القانــون
دســتورية أي نــص نظامــي ،فيجعــل لــه احلجيــة الدســتوري ،إيــراك للنــر والتوزيــع 2004 ،م.
املطلقــة ،و يكــون ملزمــا للكافــة ،ســواء يف ذلــك -كريــم حلــرش القضــاء اإلداري املغــريب ،سلســلة
الالمركزيــة واإلدارة املحليــة ،عــدد مــزدوج 17-16 األفــراد أو الســلطات العامــة يف الدولــة .
6.6حــث كافــة الباحثــن ألجــل البحــث و التنقيــب ،ط األوىل الرشــاد للتوزيع و النرش -املغرب 2012م.
ودراســة األنظمــة الســعودية دراســة مقارنــة
-كــال غــايل ،القانــون الدســتوري والنظــم السياســية
بالفقــه اإلســامي؛ ألجــل الوقــوف عــى مكامــن
(دمشــق .)1990بــدون دار النــر .
اخللــل و التناقضــات يف األنظمــة ،و حماولــة رفــع
التوصيــات إىل اجلهــة املكلفــة بالتنظيــم لتــايف -عبــد املحســن بــن ســيد ريــان عــار :مبــادئ
هــذه التناقضــات ،و بالتــايل تقويــم األنظمــة و النظــام اإلداري الســعودي املقــارن ،دار حافــظ للنــر
والتوزيــع ،الطبعــة اخلامســة 2013م. حتديثهــا .
-ماجــد راغــب احللــو ،النظــم السياســية و القانــون الئحة املصادر و املراجع:
الدســتوري ،منشــأة املعــارف اإلســكندرية 2005م. الكتب العامة :
-أمحــد عبــد اهلل بــاز ،النظــام الســيايس والدســتوري -حممــد الصغــر بعــي ،الوجيــز يف املنازعــات
للمملكــة العربيــة الســعودية ،بــدون نــارش - 1433 ،اإلداريــة ،عنابة-اجلزائــر :دار العلــوم للنــر
والتوزيــع 2005 ،م. 2012م.
-إكرامــي بســيوين خطــاب :القضــاء اإلداري دراســة -حممــد ذنينــات ومحــدي العجمــي :القضــاء اإلداري
مقارنــة فرنســا مــر الســعودية ،دار اإلجــادة للنــر يف الســعودية طبقــا لنظــام املرافعــات اجلديــد إدار
االجــادة للنــر و التوزيــع 2016 ،م. والتوزيــع ،الطبعــة األوىل 2017م.
-الشــيخ حممــد بــن إبراهيــم :فتــاوى ورســائل ،مجــع -حممــد كامــل عبيــد :نظــم احلكــم و دســتور
حممــد بــن قاســم ،الطبعــة الثانيــة ،مطبعــة احلكومــة اإلمــارات ،أكاديميــة رشطــة ديب 2002 ،م.
-هــاين بــن عــي الطهــراوي :القانــون اإلداري ،الريــاض 1984 ،م.
-أيمــن حممــد فتحــي رميــس :املرافعــات واإلثبات يف الســعودي ماهيــة القانــون اإلداري ،الطبعــة األوىل ،
مكتبــة التوبــة 2008 ،م.
الرقابة القضائية عىل دستورية األنظمة يف اململكة العربية السعودية. 40
مجلة العلوم اإلنسانية و اإلدارية ،العدد ( )٢٦الجزء األول شعبان ١٤٤٣هـ -مارس ٢٠٢٢م
-هــاين بــن عــي الطهــراوي ،النظــم الساســية جامعــة القصيــم العــدد 1املجلــد 12ص 539
والقانــون الدســتوري (الطبعــة الرابعــة) ،عــان -يوليــوز 2018م.
األردن :دار الثقافــة للنــر والتوزيــع 2014 ،م - .حمــد العيســى :نموذجنــا العــديل ،بحــث منشــور يف
-أمحــد كــال أبــو املجــد :الرقابــة عــى دســتورية جملــة العــدل ،العــدد 44اململكــة العربيــة الســعودية
القوانــن يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة ،الطبعــة -وزارة العــدل – 2009م.
األوىل مكتبــة دار النهضــة العربيــة ،القاهــرة 1960 ،م - .يــري العصــار :تقييــم التجربــة املرصيــة يف الرقابــة
-حســن مصطفــى البحــري ،القانــون الدســتوري الدســتورية مــع املقارنــة بقضــاء املجلــس الدســتوري
"النظريــة العامــة" ،الطبعــة األوىل ( اجلامعــة الفرنــي ،جملــة احلقــوق -جامعــة الكويــت ،العــدد
، 1الســنة العــرون ،مــارس 1996م. االفرتاضيــة الســورية ،دمشــق 2009م.
References: -عبــد الغنــي بســيوين ،الوســيط يف النظــم السياســية
و القانــون الدســتوري ،مطابــع الســعدين 2006 ، ،م Abdelghani Bassiouni، mediator in polit- .
ical systems and constitutional law، Al-
-عبــد اهلل بــن محــود بــن عبــد اهلل التوجيــري .الرقابــة
Saadani Presses، 2006.
القضائيــة عــى دســتورية األنظمــة يف اململكــة العربيــة
Abdul Mohsen bin Sayed Ryan Ammar:
الســعودية -دراســة مقارنــة .
Principles of the Comparative Saudi Ad-
-نعــان أمحــد اخلطيــب ،الوســيط يف النظــم الساســية ministrative System، Hafiz Publishing and
Distribution House، 5th Edition 2013. والقانــون الدســتوري (الطبعــة الســابعة) ،عــان-
Abdullah bin Hammoud bin Abdullah األردن :دار الثقافــة للنــر والتوزيــع 2011م.
al-Tuwaijri. Judicial oversight of the con-
الرسائل :
stitutionality of regulations in Saudi Ara-
bia - comparative study - - Noman Ahmed -عبــد اهلل بــن حممــود بــن عبــد اهلل التوجيــري .الرقابــة
Al-Khatib، Mediator in Political Systems القضائيــة عــى دســتورية األنظمــة يف اململكــة العربيــة
and Constitutional Law (7th Edition)، Am-
الســعودية -دراســة مقارنــة -بحــث تكميــي مقــدم
man-Jordan: Culture Publishing and Dis-
tribution House 2011. لنيــل درجــة املاجســتري يف السياســة الرشعيــة -جامعــة
اإلمــام حممــد بــن ســعود اإلســامية -املعهــد العــايل
Abdullah bin Mahmoud bin Abdullah
al-Tuwaijri. Judicial oversight of the con- للقضــاء 2012م.
stitutionality of regulations in Saudi Ara- األبحاث :
bia - comparative study - supplementary
-زيــاد توفيــق العــدوان :دور املحكمــة الدســتورية research submitted for a master's degree
يف الرقابــة عــى دســتورية القوانــن يف األردن -جملــة in sharia politics - Imam Mohammed Bin
Saud Islamic University - Higher Institute دراســات -اجلامعــة األردنيــة م ج . 2018 45
of Justice 2012.
-ســلوى حســن حســن رزق :الرقابــة عــى دســتورية
األنظمــة يف الســعودية -جملــة العلــوم الرشعيــة Ahmed Abdullah Baz، political and consti- ،
ian Virtual University، Damascus 2009. tutional system of Saudi Arabia، without a
Kamal Ghali، Constitutional Law and Po- publisher، 1433-2012.
litical Systems (Damascus 1990). Without Ahmed Kamal Abu al-Majd: Censorship
the publishing house. of the Constitutionality of Laws in the
Karim Lahrach، the Moroccan Adminis- United States of America، First Edition
trative Judiciary Series Decentralization of The Arab Renaissance House Library،
and Local Administration، double number Cairo، 1960.
16-17 i First Rashad Distribution and Pub- Akrami Bassiouni khatab: Administrative
lishing - Morocco 2012. Judiciary Study Comparison France Egypt
Majid Ragheb Al-Helou، Political Sys- Saudi Arabia، Al-Adhda Publishing and
tems and Constitutional Law، Alexandria Distribution House، first edition 2017.
Knowledge Facility 2005. Ali Yusuf Al-Shukri، Principles of Consti-
Mohamed Saghir Baali، Brief in Admin- tutional Law، Itrak Publishing and Distri-
istrative Disputes، Annaba-Algeria: Al- bution، 2004.
Uloom Publishing and Distribution House، Ayman Mohammed Fathi Ramis: Argu-
2005. ments and proof in the administrative case
Mohammed Dininat and Hamdi Al-Ajami: in the Saudi regime، Dar al-ijada publish-
Administrative Judiciary in Saudi Arabia ing and distribution، first edition 2020.
in accordance with the new case system، Essam Ali Debs، Constitutional Law، Cul-
Dar al-Ajda publishing and distribution، ture Publishing and Distribution House،
2016. Egypt، 2014.
Mohammed Kamel Obeid: Systems of Hamdi Mohammed Al Ajami: Adminis-
Government and Constitution of the Unit- trative Law in the Kingdom Management
ed Arab Emirates، Dubai Police Academy، Methods and Regular Means - Compara-
2002. tive Study، Al-ijada Publishing and Distri-
Muhd al-Issa: Our Judicial Model، Re- bution House، 2018.
search published in the Journal of Justice، Hani Bin Ali Al-Tahrawi: Saudi Adminis-
Issue 44 Saudi Arabia - Ministry of Justice trative Law What Is Administrative Law،
- 2009. First Edition، Al-Tawba Library، 2008.
Salwa Hussein Hassan Rizk: Censorship Hani Bin Ali Al-Tahrawi، Political Sys-
of the constitutionality of regulations in tems and Constitutional Law (4th Edi-
Saudi Arabia Journal of Islamic Sciences، tion)، Amman-Jordan: Culture Publishing
Qassim University No. 1 Volume 12 p. 539 and Distribution House، 2014.
July 2018. Hassan Mustafa al-Bahri، Constitutional
Sheikh Mohammed bin Ibrahim: Fatwas Law «General Theory»، First Edition (Syr-