Professional Documents
Culture Documents
الوجيزفي العقار ومدونة الحقوق العينية
الوجيزفي العقار ومدونة الحقوق العينية
السداسي السادس
2020/2019
الﻔﺼﻞ اﻷول :ﻣدﺧﻞ لدراﺳة النﻈام العقاري اﳌﻐرﰊ
العقار ﻣﺜﻞ اﳌال ،ﻳدﺧﻞ ﰲ ﲨيﻊ اﳌعاﻣﻼت ،إذ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻋدم اﻻﻛﱰاث ﺑﻪ ،ﻓﻬو ﳎال ﻣﻔﻀﻞ لﻠﻤﺴﺘﺜﻤرﻳﻦ
العﻤوﻣيﲔ و اﳋواص ،ﳑيﺰ و ﻣنﻈﻢ ،ﻳﺘﻢ ﺗدﺑﲑﻩ ﻣﻦ ﳎﺘﻤﻊ إﱃ أﺧر و ﻣﻦ حقﺒة إﱃ أﺧرى و ﻣﻦ دولة إﱃ أﺧرى ،
ﻓﻜيﻒ وضعﻪ ﻋﻠﻰ الﺼعيد الوﻃﲏ ؟
إنﻪ ﻣﻦ الﺼعوﺑة ﲟﻜان حﺼر اﳌﺸاﻛﻞ و إﻋﻄاء ﻓﻜرة ﻋاﻣة ﻋند أول وﻫﻠة ﻋﻦ الوضعية القانونية و الﺒنيات العقارﻳة
ﳌﻐرب ،إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل وصﻒ نﻈاﻣﻪ العقاري و إﺑراز ﺧﺼوصيﺘﻪ ،ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑعﲔ اﻻﻋﺘﺒار اﳌﻜو ت اﻷﺧرى
لﻠرصيد العقاري ،اﶈﻔﻆ ،ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ،اﻷنﻈﻤة العقارﻳة ،ﳌعرﻓة ﻣﺰا ﻫا و ﻋيو ا و اﳌﺸاﻛﻞ الﱵ ﺗﻄرحﻬا و ﻣعرقة
ﻣدى انﺴﺠاﻣﻬا و ﲡانﺴﻬا ﻣﻊ ﺑعﻀﻬا الﺒعﺾ .
لﻜﻲ ﺗﺘﻢ ﻣعاﳉة ﻣوضوع واﺳﻊ ﻛﻬذا ،ﻳﺒدو ﻣﻦ الﻀروري الﺘذﻛﲑ ﰲ الﺒداﻳة ﺑﺒعﺾ اﳌعﻠوﻣات العاﻣة اﻷﺳاﺳية
ﳎﺴدة ﰲ ﻣدﺧﻞ لدراﺳة النﻈام العقاري اﳌﻐرﰊ ،ﻹﻋﻄاء رؤﻳة واضﺤة حول العقار الوﻃﲏ الذي ﺳﺘﺘﻢ ﻣعاﳉﺘﻪ ﰲ
ﻣﺒﺤﺜﲔ:
2
اﳌطلب الﺜاﱐ :اﳌرﺟعية القانونية لعقار ﰲ ﻓﱰة اﶵاية
أﻣا ﰲ ﻓﱰة اﳊﻤاﻳة ،ﻋندﻣا ﺑﺴﻄﺖ اﳊﻤاﻳة ﺳﻠﻄﺘﻬا ﻋﻠﻰ اﳌﻐرب ،اﺳﺘقدﻣﺖ ﻣعﻬا ﺗرﺳانة ﻣﻦ القوانﲔ ذات
اﳌرجعية الﻼﺗينية ،ﻓنﺘﺠﺖ ﻋﻦ ذلﻚ ازدواجية ﰲ ﻣرجعية القواﻋد القانونية اﳌنﻈﻤة لﻠعقار ،ﺑﲔ ﻣرجعية الﻔقﻪ
اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻣرجعية القانون الﻼﺗيﲏ .
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﳌرحﻠة ،ﻛان ﻻ ﻣناص ﻣﻦ ﺳﻠﻄات اﳊﻤاﻳة ﻣﻦ ﺳﻦ نﺼوص ﺗﺸرﻳعية ﺗواﻛﺐ الﺘﻄور اﻻقﺘﺼادي
واﻻجﺘﻤاﻋﻲ ﰲ ﻫذا ا ال ،ﻓﺄصدرت ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﻷنﻈﻤة ﻛان ﻣﻦ ﺑينﻬا النﻈام اﳋاص الذي ﻳﻜﻔﻞ لﻠﻤﻠﻜية
العقارﻳة و ضعا قانونيا ﳏﻜﻤا ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ نﻈام الﺘﺤﻔيﻆ العقاري الذي صدر ﺑﺸﺄنﻪ ظﻬﲑ 12ﻏﺸﺖ . 1913
3
اﳌقاﺑﻠة ﻓإن العقار اﶈﻔﻆ ،وﻛﻞ ﻣا ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ حقوق ﳜﻀﻊ ﻣنذ ﺳنة 1915اﱃ ﻣقﺘﻀيات اﳌرﺳوم اﳌﻠﻜﻲ اﶈدد
لﻠﺘﺸرﻳﻊ اﳌﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ العقارات اﶈﻔﻈة .
و لﺘاﱄ ،ﻓان اﻻزدواجية اﳌﺘﺤدث ﻋنﻬا ،وﻣا اﺳﺘﺘﺒعﺘﻪ ﻣﻦ اﺧﺘﻼف ﰲ اﳌﻔاﻫيﻢ حول نﻔس اﳊقوق ،ﻃرح نوﻋا ﻣﻦ
اﻻرﺗﺒاك ﰲ ﲢدﻳد اﳌقﺼود ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻔاﻫيﻢ وﻛذا ﰲ ﳕط الﺘعاﻣﻞ ﻣعﻬا ،وﻫو الﺸﻲء الذي دﻓﻊ ﳌﺸرع اﱃ أﺧذ
اﳌﺒادرة ﰲ الﺘﻔﻜﲑ ﰲ إقرار وحدة اﳌﻔاﻫيﻢ ووحدة القاﻋدة القانونية ،وإﺧﻀاع اﳊقوق العينية وردت ﻋﻠﻰ ﻋقارات
ﳏﻔﻈة أو ﻏﲑ ﳏﻔﻈة إﱃ نﻔس القواﻋد القانونية ،ﻣﻊ ﻣراﻋاة اﺳﺘﺜناءات ﻣعينة .
وﳑا ﻻشﻚ ﻓيﻪ ان وحدة القوانﲔ اﳌنﻈﻤة لﻠعقار ﺑﺼورة ﻋاﻣة ،ﺳيﺤقﻖ الوضوح واﻻﺳﺘقرار ﰲ اﳌعاﻣﻼت واﳌﺴاواة
ﰲ اﻻحﻜام الﱵ ﺗنﻈﻢ اﳊﻖ العيﲏ ،ﺳواء ﻛان ﳏﻔﻈا او ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ،دوﳕا حاجة اﱃ الﺒﺤﺚ ﻋﻦ النﺼوص ﰲ اﳌراجﻊ
الﻔقﻬية والﻠﺠوء ﰲ ﺑعﺾ اﻷحيان اﱃ الﺒﺤﺚ ﰲ النوازل والقياس -....لﻜﻦ دون ان ﻳعﲏ اﻻﻣر اﻻﺳﺘﻐناء ﻋﻦ الﻔقﻪ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻤرجﻊ ﻣﻦ ﻣراجﻊ ﺗنﻈيﻢ اﳌعاﻣﻼت العقارﻳة. -ﻓوحدة القانون اﳌذﻛور ،ﺳﺘﺒعﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﻃﻤﺌنان ،لﻠﺘعاﻣﻞ
ﰲ ﻫذﻩ العقارات ،واﺧﺘﺼار اﳉﻬد والوقﺖ ﻋند الﺒﺖ ﰲ النﺰاﻋات اﳌرﺗﺒﻄة ﺑﻪ ،ﺑﻞ وﺗوحيد اﻻجﺘﻬادات القﻀاﺋية
الﺼادرة ﰲ اﳌوضوع ،ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴاﻫﻢ ﰲ ﺗﻔعيﻞ دور اﳌﻠﻜية العقارﻳة ﰲ ﲢقيﻖ اﻻﻣﻦ العقاري وﻣواﻛﺒة اﳌﺴار الﺘنﻤوي
.وﻫذا ﻣا ﲢقﻖ ﻓعﻼ ﺑﺼدور القانونرقﻢ 39.08اﳌﺘعﻠﻖ ﲟدونة اﳊقوق العينية الذي جاء ﰲ إﻃار الﺴياق العام،
ﳉﻤﻊ وﺗوحيد القواﻋد اﳌﺆﻃرة لﻠعقار ﺑﺼورة ﻋاﻣة ،ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻀﻤﻦ الرجوع اﱃ نﺺ قانوﱐ ﻣوحد ﻣﻦ جﻬة ﻋوض
نﺼوص قانونية وقواﻋد ﻓقﻬية ﻣﺘﻔرقة ،وﻛذا ﲢقيﻖ العدالة اﻻجﺘﻤاﻋية واﻻقﺘﺼادﻳة او ﻣا ﻳعﱪ ﻋنﻪ ﻷﻣﻦ العقاري
ﻣﻦ جﻬة نية.
ﻓﺘوحيد النﺼوص القانونية لﻠعقار ﰲ إﻃار ﻣدونة شاﻣﻠة وﻣﻜﺘﻤﻠة ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺘعاﻣﻞ ﰲ العقار اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻜﻢ
النﺼوص ،ﻛﻤا ﻳﺴﻬﻞ ﻣﺄﻣورﻳة القاضﻲ ﰲ النﺰاﻋات اﳌرﺗﺒﻄة لعقار ﻋﻤوﻣا ﻋﻠﻰ الﺘﻄﺒيﻖ الﺴﻠيﻢ ﳍا ﻋﺘﺒارﻫا ﻣرجعية
ﻣوحدة.وﳝﻜﻦ أن نﻼﻣس ﲡﻠيات ﺗوحيد القواﻋد اﳌنﻈﻤة لﻠعقار ﻓيﻤا ﻳﻠﻲ :
*ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘوى ﺗوحيد اﻻﻃار القانوﱐ :ﻓالﺒنﺴﺒة لﻠعقار اﶈﻔﻆ ﻛان ﻫنا نﺼان قانونيان ،أوﳍﻤا ﻫو الﻈﻬﲑ الﺼادر ﰲ
09رﻣﻀان 12 ) 1331ﻏﺸﺖ ،(1913و الذي ﻳﺒﲔ ﻛيﻔية ﲢﻔيﻆ ﻋقار ﻣﻦ حيﺚ اﳌﺴﻄرة الواجﺒة اﻻﺗﺒاع ،
وﻣا ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ أ ر .والنﺺ القانوﱐ الﺜاﱐ ﻫو الﻈﻬﲑ الﺼادر ﰲ 19رجﺐ 02 ) 1333ﻳونيو ، (1915
والذي ﺗﻀﻤﻦ القواﻋد الﱵ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ العقار ﺑعد ﲢﻔيﻈﻪ ،ﻣﻦ حيﺚ ﺗنﻈيﻢ اﳊقوق العينية اﻷصﻠية و الﺘﺒعية الﱵ
ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻫذا العقار .ﰲ اﳌقاﺑﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫناك ﺗﺸرﻳﻊ ﺧاص لعقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ﺑﻞ ﻛان القﻀاء ﻳرجﻊ ﰲ الﺒﺚ ﰲ
اﳌنازﻋات اﳌرﺗﺒﻄة ذا الﺼنﻒ ﻣﻦ العقارات إﱃ القواﻋد الﻔقﻬية ،و ﺧاصة الراجح و اﳌﺸﻬور و ﻣا جرى ﺑﻪ العﻤﻞ
ﰲ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ .و قد أدى ذلﻚ إﱃ ﺗﻀارب اﻷحﻜام القﻀاﺋية .
وﳑا ﲡدر اﻹشارة اليﻪ ،أن اﻹﻃار القانوﱐ اﳌوحد اﳌﺴﻤﻰ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺗﻀﻤنﺖ ﰲ صياﻏﺘﻬا ،اﻏﻠﺐ
القواﻋد القانونية الﱵ ﻛان ﻳﺆﻃرﻫا ظﻬﲑ 02ﻳونيو ،1915والذي ﻛان ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ العقارات اﶈﻔﻈة ﻓقط )أي ﻣرحﻠة
ﻣا ﺑعد ﺳيس الرﺳﻢ العقاري لﻠعقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ،وﻣا ﻳرد ﻋﻠﻰ العقار اﶈﻔﻆ ﻣﻦ حقوق وﺗقييدات وﺗﺸﻄيﺒات...
4
ليس اﻻ( ،وقد ﺑرر ﺑذلﻚ واضعوا ﻣﺸروع اﳌدونة ﺑﻜون ﻫذﻩ القواﻋد ﻫﻲ قواﻋد ﻣوضوﻋية ﻣﺴﺘﻤدة ﻣﻦ اﻻحﻜام
الﻔقﻬية واﻷﻋراف اﳌعﻤول ا ،و لﺘاﱄ ﻓﻬﻲ ﺗنﻈﻢ اﳊﻖ العيﲏ ﺳواء ﺗعﻠﻖ اﻻﻣر ﺑعقار ﳏﻔﻆ او ﻏﲑ ﳏﻔﻆ .
*ﺗوحيد اﳌرجعية ﰲ ﻣاﱂ ﻳرد ﺑﻪ نﺺ ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،حيﺚ نﺼﺖ اﳌادة اﻷوﱃ ﻣنﻬا ﻋﻠﻰ أنﻪ "ﺗﻄﺒﻖ
ﻣقﺘﻀيات الﻈﻬﲑ الﺸرﻳﻒ الﺼادر ﰲ 9رﻣﻀان 12)1331ﻏﺸﺖ ،(1913ﲟﺜاﺑة قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود ﻓيﻤا
ﱂ ﻳرد ﺑﻪ نﺺ ﰲ ﻫذا القانون ،ﻓان ﱂ ﻳوجد نﺺ ﻳرجﻊ اﱃ الراجح واﳌﺸﻬور وﻣا جرى ﺑﻪ العﻤﻞ ﻣﻦ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ".
وﻣا ﳝﻜﻦ قولﻪ ﰲ ﻫذا الﺼدد ،أن ﻫذﻩ اﳌرجعية الﱵ ﻛانﺖ ﻣعﺘﻤدة لنﺴﺒة لﻠعقار اﶈﻔﻆ ﰲ ظﻞ ظﻬﲑ 19رجﺐ
02 ) 1333ﻳونيو ، ( 1915ﰲ حﲔ ظﻠﺖ اﳌرجعية الﻔقﻬية ﺧالﺼة لنﺴﺒة لﻠعقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ،و ﻛان الرجوع
إﱃ ظﻬﲑ اﻻلﺘﺰاﻣات و العقود ﳏط اﺧﺘﻼف ﻓقﻬﻲ و قﻀاﺋﻲ ،ﻓﺠاءت ﻣدونة اﳊقوق العينية لﺘﺤﺴﻢ ﻫذا اﳋﻼف ،
و ﺗعﻄﻲ اﻷولوﻳة لﻈﻬﲑ اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود .
* ﺗوحيد قواﻋد اﻻثﺒات :ﻓقد ﰎ ﺗوحيدﻫا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘوى العقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ،و ﰎ ﺗنﻈيﻢ قواﻋد الﱰجيح ﺑﲔ اﳊﺠﺞ
ﰲ ﻣنازﻋات الﺘﺤﻔيﻆ العقاري واﻻﺳﺘﺤقاق )الﻔقرة 3ﻣﻦ اﳌادة الﺜالﺜة ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية( .ﰲ حﲔ ظﻠﺖ
الرﺳوم العقارﻳة لنﺴﺒة لﻠعقارات اﶈﻔﻈة و ﻣا ﺗﺘﻀﻤنﻪ ﻣﻦ ﺗقييدات حﺠة ﻋﻠﻰ أن الﺸﺨﺺ اﳌعﲔ ا ﻫو ﻓعﻼ
صاحﺐ اﳊقوق اﳌﺒينة ﻓيﻬا .
*وضﻊ نﺼوص ﲢﻜﻢ ﲨﻠة ﻣﻦ اﳊقوق العرﻓية اﻹﺳﻼﻣية ،ﻛﺤﻖ العﻤري ،الﺰﻳنة ،اﳍواء ،الﺘعﻠية ،واﳊﺒس ،وﺗنﻈيﻢ
حاﻻت اﻻشﱰاك ذات الﻄﺒيعة اﳋاصة ،ﻛﺤالة اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك الﻔاصﻞ ﺑﲔ ﻣﻠﻜﲔ ﻣﺘﺠاورﻳﻦ والﻄرﻳﻖ اﳋاص
اﳌﺸﱰك اﳌﺴﺘعﻤﻞ ﻣﻦ ﻃرف ﻣﻼك العقارات ا اورة .
-ﺗوحيد اﳊقوق العرﻓية اﻻﺳﻼﻣية اﳌعﱰف ا ﻛﺤقوق ﻋينية ،ﻓﻤﻦ اﳌعﻠوم أن ﻫذﻩ اﳊقوق أنﺸﺄﻫا العرف ،و قد
ﻛانﺖ ﰲ أصﻠﻬا حقوق شﺨﺼية ،و لﻜنﻬا ﺗﻄورت لﺘﺼﺒح حقوقا ﻋينيا ﺗﺒاع و ﺗوﻫﺐ وﺗورث و ﲣﻀﻊ ﳌﺨﺘﻠﻒ
الﺘﺼرﻓات ،و ﻣادام ان العرف ﻫو ﻣﺼدر ﻫذﻩ اﳊقوق ،ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻹحاﻃة ا و حﺼرﻫا ﰲ إﻃار الﻈﻬﲑ 19
رجﺐ 2 ) 1333ﻳونيو ، (1915لذا اﻛﺘﻔﻲ ﰲ ﻓﺼﻠﻪ الﺜاﻣﻦ ﺑذﻛر ﺑعﻀﻬا ﻋﻠﻰ ﺳﺒيﻞ اﳌﺜال ﻻ اﳊﺼر .ﳑا نﺘﺞ
ﻋﻦ ذلﻚ ﻣﺸاﻛﻞ ﻋﻤﻠية ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘوى الﺘﺤﻔيﻆ العقاري ،حيﺚ صعﺐ ﻋﻠﻰ اﶈاﻓﻆ اﲣاد قرار ﺑﺘقييد أو ﻋدم ﺗقييد
حﻖ ﻋرﰲ ﱂ ﻳرد ضﻤﻦ اﳊقوق اﳌذﻛورة ﻋﻠﻰ ﺳﺒيﻞ اﳌﺜال ﰲ الﻔقرة ﻣا قﺒﻞ اﻷﺧﲑة ﻣﻦ الﻔﺼﻞ الﺜاﻣﻦ اﻻنﻒ الذﻛر ،
و الﱵ جاء ﻓيﻬا " اﳊقوق اﻻﺳﻼﻣية ﻛاﳉﺰاء و اﻻﺳﺘﺌﺠار و اﳉﻠﺴة و الﺰﻳنة و اﳍواء " .ﻣﻦ أجﻞ حﻞ ﻫذا
اﻻشﻜال حﺼرت ﻣدونة اﳊقوق العينية اﳊقوق العرﻓية الﱵ ﳝﻜﻦ إنﺸاؤﻫا ﺑعد دﺧول ﻫذﻩ اﳌدونة حيﺰ الﺘنﻔيذ ﰲ
حﻖ الﺰﻳنة.
لرﻏﻢ ﻣﻦ ﺗوحيد القواﻋد اﳌنﻈﻤة لﻠعقار ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،إﻻ أن الواقﻊ العقاري اﳌﻐرﰊ ﻣا زال ﻳُعاﱐ ﻣﻦ
ﳎﻤوﻋة صعو ت ،ﺧاصة ﰲ ظﻞ ﺗع ّدد اﻷنﻈﻤة العقارﻳة وﻋدم انﺴﺠام اﳌقﺘﻀيات القانونيّة اﳌُنﻈّﻤة ﳍا.ﻓإﱃ جانﺐ
اﻻزدواجية القاﺋﻤة ﺑﲔ ﻋقار ﳏﻔﻆ وآﺧر ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ،ﺗوجد ﻋ ّدة أنﻈﻤة أﺧرى ﻣﺜﻞ اﻷراضﻲ الﺴﻼلية ،وأراضﻲ اﳌﻠﻚ
5
ٍ
ﺘداﺧﻠة ﻓيﻤا ﺑينﻬا وﻏﲑ الﻐاﺑوي ﻣﻠﻚ الدولة العام واﳋاص ،إذ ﳒد أﻏﻠﺐ ﻫذﻩ اﻷنﻈﻤة ﻣﺆﻃرةً ﺑواﺳﻄة قواﻋ َد ﻣ
ﻣنﺴﺠﻤة .وﻫذا ﻣا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﲢدﻳﺚ اﳌنﻈوﻣة القانونية اﳌﺆﻃرة ﳍا ﲟا ﻳﺆﻫﻠﻬا لﻼﳔراط ﰲ الﺘنﻤية اﻻقﺘﺼادﻳة و ا الية .
ﻛﻤا أن ﻣدونة اﳊقوق العينية واضﺤة ﻋندﻣا نﺼﺖ ﰲ اﳌادة اﻷوﱃ ﻣنﻬا نﻪ " :ﺗﺴري ﻣقﺘﻀيات ﻫذا القانون ﻋﻠﻰ
اﳌﻠﻜية العقارﻳة واﳊقوق العينية ﻣا ﱂ ﺗعارض ﻣﻊ الﺘﺸرﻳعات اﳋاصة".ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﳌادة نﺴﺘنﺘﺞ ان ﻣدونة اﳊقوق
العينية ليﺴﺖ ﺑدﻳﻼ ﻋﻦ الﺘﺸرﻳعات اﳋاصة ﲟﺨﺘﻠﻒ اﻷنﻈﻤة العقارﻳة ،ﺑﻞ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒارﻫا ﻣﺼدر احﺘياﻃﻲ أو ﲟﺜاﺑة
الﺸرﻳعة العاﻣة ﳌﺨﺘﻠﻒ ﻫذﻩ اﻷنﻈﻤة.ﻛﻤا أنﻪ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﻫذا القانون إذا ﺗعارض ﻣﻊ ﺗﺸرﻳعات ﺧاصة لعقار ﻛيﻔﻤا
ﻛان نوﻋﻪ أو ﻃﺒيعﺘﻪ أو وجﻪ اﺳﺘعﻤالﻪ ﺳواء ﻛان ﳐﺼﺼا لﻠﻔﻼحة أو العﻤران .
إذن ﻣرجعية اﻷحﻜام اﳌنﻈﻤة لﻠعقار ﺗﺼﺒح ﻛالﺘاﱄ :الﺘﺸرﻳعات اﳋاصة ،ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ظﻬﲑ اﻻلﺘﺰاﻣات
و العقود .اﻷحﻜام الﻔقﻬية وﻓﻖ الراجح و اﳌﺸﻬور و ﻣا جرى ﺑﻪ العﻤﻞ ﰲ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ .
وﺗﺴﺘﺜﲎ العقارات الوقﻔية ﻣﻦ ﻫذﻩ الﱰاﺗﺒية اﳌرجعية ،ﻻن اﳌادة 130ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية نﺼﺖ ﻋﻠﻰ أنﻪ "
ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ حﻖ اﳊﺒس اﻷحﻜام الواردة ﰲ ﻣدونة اﻷوقاف " .ﻛﻤا أنﻪ لرجوع لﻠﻤادة 169ﻣنﻬا نﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺗراﺗﺒية
ﻣرجعية أﺧرى ،حيﺚ جاء ﻓيﻬا أن " ﻛﻞ ﻣا ﱂ ﻳرد ﻓيﻪ نﺺ ﰲ ﻫذﻩ اﳌدونة ﻳرجﻊ ﻓيﻪ إﱃ أحﻜام اﳌذﻫﺐ اﳌالﻜﻲ
ﻓقﻬا واجﺘﻬادا ﲟا ﻳراﻋﻰ ﻓيﻪ ﲢقيﻖ ﻣﺼﻠﺤة الوقﻒ" .وﻣعﲎ ذلﻚ أن اﳌرجعية ﰲ الوقﻒ ﻫﻲ ﻣرجعية ﻓقﻬية ﺧالﺼة
ﰲ ﻣاﱂ ﻳرد ﻓيﻪ نﺺ ﰲ ﻣدونة اﻷوقاف .
6
اﳌﺒﺤﺚ الﺜاﱐ :ا ٔحﲀم العاﻣة لعقارات و اﳊقوق العي ة
قﺒﻞ اﳋوض ﰲ اﳊدﻳﺚ ﻋﻦ اﻷحﻜام العاﻣة لﻠعقارات واﳊقوق العينية ،ﻻﺑد لنا ﻣﻦ الﺘﻄرق ﳌﻔاﻫيﻢ ﻣرﺗﺒﻄة لعقارات
و اﳊقوق العينية ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣعرﻓة اﳊﻖ و أقﺴاﻣﻪ ،و الﺸﻲء و أقﺴاﻣﻪ ،ﰒ اﳌال و أقﺴاﻣﻪ .
7
ب -اﳊقوق اﳌدنية :ﻫﻲ ﺗﻠـﻚ اﳊقـوق الﻼزﻣـة لﻠﻔـرد ﲪاﻳـة لﻜيانـﻪ وحرﻳﺘـﻪ ولﺘﻤﻜينـﻪ ﻣـﻦ ﻣﺰاولـة نﺸـاﻃﻪ ﰲ اﳉﻤاﻋـة،
وﺗﺴﻤﻰ ﳊقوق ﻏﲑ الﺴياﺳية ،وﻫﻲ ﺗقﺴﻢ إﱃ حقوق ﻋاﻣة وحقوق ﺧاصة.
* اﳊقوق العاﻣة واﳊقوق اﳋاصة :
-اﳊقــوق العاﻣــة :ﻫــﻲ اﳊقــوق الــﱵ ﳛﻜﻤﻬــا القــانون العــام ،والــﱵ ﺗﺜﺒــﺖ لﻠﻔــرد ﺑﺼــﻔﺘﻪ إنﺴــا ً ،وقــد ﲰيــﺖ ﳊقــوق
العاﻣة ﻷ ا ﺗﺜﺒﺖ ﳉﻤيﻊ اﻷﻓراد ﻓﻼ ﳜﺘﺺ ا ﻓرد ﻣﻦ دون ﻏﲑﻩ ،ﻓﻬـﻲ ﺗﺴـﺘﻤد أصـﻠﻬا ﻣـﻦ شﺨﺼـية اﻹنﺴـان وﺗـرﺗﺒط
ﺑ ــﻪ ارﺗﺒاﻃـ ـاً وثيقـ ـاً ،ول ــذلﻚ ﺗﺴ ــﻤﻰ ﳊق ــوق الﺸﺨﺼ ــية ،وحق ــوق اﻹنﺴ ــان ،واﳊق ــوق الﻄﺒيعي ــة ،واﳊق ــوق الﻠﺼ ــيقة
لﺸﺨﺼية ،أو اﳌﻼزﻣة لﻠﺸﺨﺼية ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻬا :اﳊﻖ ﰲ اﳊياة ،واﳊﻖ ﰲ اﳊرﻳة ،واﳊﻖ ﰲ ﲪاﻳة الﻜيان اﳌعنـوي أو
اﻷدﰊ.
ب -اﳊقوق اﳋاصة :ﻳقﺼد ـا ﺗﻠـﻚ اﳊقـوق الـﱵ ﳛﻜﻤﻬـا القـانون اﳋـاص واﳌﺘعﻠقـة ﺑـرواﺑط اﻷﻓـراد العاﺋﻠيـة واﳌاليـة
وﻫﻲ ﺗقﺴﻢ إﱃ حقوق اﻷﺳرة واﳊقوق اﳌالية.
* حقوق اﻷﺳرة واﳊقوق اﳌالية :
أ -حقــوق اﻷﺳــرة :ﻫــﻲ ﺗﻠــﻚ اﳊقــوق الــﱵ ﺗﺜﺒــﺖ لﻠﺸــﺨﺺ ﻋﺘﺒــارﻩ ﻋﻀـواً ﰲ أﺳــرة ﻣعينــة .وﺗنﺸــﺄ ﻫــذﻩ اﳊقــوق ﻣــﻦ
الرواﺑط العاﺋﻠية الﱵ ﺗقوم ﻋﻠﻰ الﺰواج أو النﺴﺐ وﻣا ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻬﻤا ﻣﻦ قراﺑة ،ولذلﻚ ﻓإن ﻫذﻩ اﳊقوق إﻣا أن ﺗﻜون
لﻜﻞ ﻣﻦ الﺰوجﲔ قﺒﻞ اﻵﺧر ،وإﻣا ﺗﻜون لﺒعﺾ اﻷقارب قﺒﻞ اﻵﺧر.
ب -اﳊقوق اﳌالية :ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﳊقوق الﱵ ﻳﻜون ﳏﻠﻬا قاﺑﻼً لﻠﺘقوﱘ ﳌال ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﻬدف ﲤﻜـﲔ أصـﺤا ا ﻣـﻦ ﲢقيـﻖ
ﻣﺼاﱀ ﳍا قيﻤة ﻣالية أي ﳝﻜﻦ ﺗقوﳝﻬا لنقود ،ولذلﻚ ﺗدﺧﻞ ﰲ الذﻣة اﳌالية لﻠﺸﺨﺺ وﳚوز الﺘﺼرف ﻓيﻬا واﳊﺠـﺰ
ﻋﻠيﻬا وﲣﻀﻊ لﻠﺘقادم وﺗنﺘقﻞ إﱃ الورثة ﺑعد وﻓاة أصﺤا ا.
وﺗنقﺴﻢ اﳊقوق اﳌالية إﱃ ثﻼثة أنواع ،وﻫﻲ :اﳊقوق العينية واﳊقوق الﺸﺨﺼية واﳊقوق اﳌعنوﻳة.
* اﳊقوق العينية واﳊقوق الﺸﺨﺼية واﳊقوق اﳌعنوﻳة
أ -اﳊﻖ العيﲏ :اﳊﻖ العيـﲏ ﻫـو ﺳـﻠﻄة ﻣﺒاشـرة ﳝنﺤﻬـا القـانون لﺸـﺨﺺ ﻋﻠـﻰ شـﻲء ﻣعـﲔ لـذات ﳝارﺳـﻬا ﰲ حـدود
ﻣعينة ﻳﻀعﻬا القانون .ﻓﺤﻖ اﳌﻠﻜية ﻣﺜﻼً ﳝنح صاحﺒﻪ ﺳﻠﻄة ﻣﺒاشرة ﻋﻠﻰ الﺸﻲء الذي ﳝﻠﻜـﻪ ﲣولـﻪ اﺳـﺘعﻤال الﺸـﻲء
و اﺳﺘﻐﻼلﻪ أو الﺘﺼرف ﻓيﻪ ﻣﻦ دون حاجة إﱃ وﺳاﻃة الﻐﲑ.وﺗقﺴـﻢ اﳊقـوق العينيـة إﱃ حقـوق ﻋينيـة أصـﻠية وحقـوق
ﻋينية ﺗﺒعية.
) -(1اﳊقــوق العينيــة اﻷصــﻠية :وﻫــﻲ اﳊقــوق العينيــة الــﱵ ﺗﻜــون قاﺋﻤــة ﲝــد ذا ــا ﻣــﻦ دون أن ﺗﻜــون ﲝاجــة إﱃ حــﻖ
آﺧر ﺗﺴﺘند إليﻪ وﻣﻦ أﳘﻬا :حﻖ اﳌﻠﻜية وحﻖ اﻻنﺘﻔاع وحﻖ اﻻرﺗﻔاق.....
) -(2اﳊقوق العينية الﺘﺒعية :وﻫﻲ اﳊقوق الـﱵ ﻻ ﺗﻜـون قاﺋﻤـة ﲝـد ذا ـا وإﳕـا ﰐ ضـﻤا ً ﳊـﻖ شﺨﺼـﻲ ،وﻣـﻦ أﻫـﻢ
ﻫذﻩ اﳊقوق :حﻖ الرﻫﻦ الرﲰﻲ وحﻖ الرﻫﻦ اﳊيازي و اﻻﻣﺘياز .
8
ب -اﳊﻖ الﺸﺨﺼـﻲ :اﳊـﻖ الﺸﺨﺼـﻲ ﻫـو ﺳـﻠﻄة ﳝنﺤﻬـا القـانون لﺸـﺨﺺ ﻳﺴـﻤﻰ الـداﺋﻦ قﺒـﻞ شـﺨﺺ آﺧـر ﻳﺴـﻤﻰ
اﳌدﻳﻦ ﲣولﻪ إجﺒار ﻫذا اﻷﺧﲑ ﻋﻠﻰ إﻋﻄاﺋﻪ شيﺌاً ،أو ﻋﻠﻰ القيام ﺑعﻤﻞ أو اﻻﻣﺘناع ﻋﻦ القيام ﺑعﻤﻞ ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ.
ج – اﳊﻖ اﳌعنوي :ﻋرف الﺒعﺾ اﳊﻖ اﳌعنوي نﻪ ) ﺳﻠﻄة لﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ شﻲء ﻏﲑ ﻣادي ﻫو ﲦـرة ﻓﻜـرﻩ أو ﺧيالـﻪ
ونﺸاﻃﻪ ،ﻛﺤﻖ اﳌﺆلﻒ ﰲ ﻣﺆلﻔاﺗﻪ العﻠﻤية وحﻖ اﳌﺨﱰع ﰲ اﺧﱰاﻋﻪ وحﻖ الﺘاجر ﰲ اﻻﺳﻢ الﺘﺠاري (
*اﻷشياء اﳌﺜﻠية و اﻷشياء اﳌقوﻣة)القيﻤيـة ( :اﻻشـياء اﳌﺜﻠيـة ﻓﻬـﻲ الـﱵ ﻳقـوم ﺑعﻀـﻬا ﻣقـام الـﺒعﺾ اﻻﺧـر ﰲ
الوﻓاء ﺑﺴﺒﺐ وجود نﻈﲑ ﳍا ﰲ اﻻﺳواق وﻻ ﺗﺘﻔاوت ,او ﺗﺘﻔاوت ﺗﻔاو ﻳﺴﲑا ﻻ ﻳعﺘـد ﺑـﻪ الﺘﺠـار ,ﻛـالنقود والﺸـعﲑ
والقﻤاش وﻏﲑﻫا .اﻣا اﻻشياء القيﻤية ﻫﻲ الـﱵ ﻻ ﻳقـوم ﺑعﻀـﻬا ﻣقـام ﺑعـﺾ ﻋنـد الوﻓـاء ،وﺗﺘﻔـاوت ﺗﻔـاو ﻳعﺘـد ﺑـﻪ ﰲ
اﳌعاﻣﻼت ,ﻛاﳌنازل واﳊيوا ت وﻏﲑﻫا .
*اﻷشــياء العاﻣــة و اﻷشــياء اﳋاصــة :اﻷشــياء العاﻣــة ﻫــﻲ الــﱵ ﺗﻜــون ﳑﻠوﻛــة لﻠدولــة أو لﻐﲑﻫــا ﻣــﻦ أشــﺨاص
القــانون الع ـام ،و ﲣﺼــﺺ لﻠنﻔــﻊ العــام ) الﻄــرق( .أﻣــا اﻷشــياء اﳋاصــة ﻓﻬــﻲ الــﱵ ﺗﻜــون ﳑﻠوﻛــة لﻸﻓ ـراد أو لﻠدولــة
ولﻜنﻬا ﻏﲑ ﳐﺼﺼة لﻠنﻔﻊ العام.
*اﻷشياء القاﺑﻠة لﻼﺳﺘﻬﻼك و اﻷشياء ﻏﲑ القاﺑﻠة لﻼﺳﺘﻬﻼك :اﻻشياء القاﺑﻠـة لﻼﺳـﺘﻬﻼك ﻫـﻲ اﻻشـياء
الــﱵ ﺗﺴــﺘﻬﻠﻚ ﺳــﺘعﻤاﳍا لﻠﻤــرة اﻻوﱃ ،اي ﻻ ﳝﻜــﻦ ان ﺗﻜــون ﳏــﻼ ﻻﺳــﺘعﻤاﻻت ﻣﺘعــددة ,ﻛالﺴــواﺋﻞ والوقــود و
اﳌﺄﻛوﻻت .اﻣا اﻻشـياء ﻏـﲑ القاﺑﻠـة لﻼﺳـﺘﻬﻼك ﻓﻬـﻲ الـﱵ ﺗقﺒـﻞ ﺗﻜـرار اﻻﺳـﺘعﻤال ,اي ﳝﻜـﻦ اﻻنﺘﻔـاع ـا ﻣـﻊ ﺑقـاء
اﻋيا ا ﻷ ا ﻻ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﲟﺠرد اﻻﺳﺘعﻤال اﻻول ،وﻣﻦ اﻣﺜﻠﺘﻬا اﻻراضﻲ والﺴيارات واﻵﻻت الﺰراﻋية .
9
*اﻷشياء اﳌﺘقوﻣة و اﻷشياء ﻏﲑ اﳌﺘقوﻣة :الﺸﻲء اﳌﺘقوم ﻫو الﺸﻲء الذي لﻪ قيﻤة ﰲ نﻈر الﺸرع ،وﺗﺸـﻤﻞ
ﻛﻞ ﻣا ﳚوز الﺘعاﻣﻞ ﺑﻪ شرﻋا و اﻻنﺘﻔاع ﺑﻪ ) اﻷشياء اﳌﺒاحـة( .أﻣـا الﺸـﻲء ﻏـﲑ اﳌﺘقـوم ﻓﻬـو الـذي ﻻ ﻳﺼـح الﺘعاﻣـﻞ
وﻻ اﻻنﺘﻔاع ﺑﻪ شرﻋا ) اﳋنﺰﻳر ،اﳋﻤر ( .و ﻳقاﺑﻞ ﻫذا الﺘقﺴيﻢ ﰲ القانون ﺗقﺴيﻢ اﻷشياء إﱃ ﻣا ﻫـو داﺧـﻞ ﰲ داﺋـرة
الﺘعاﻣﻞ ،و ﻣا ﻫو ﺧارج ﻋﻦ داﺋرة الﺘعاﻣﻞ .
*اﻷشياء الﺜاﺑﺘة و اﻷشياء ﻏﲑ الﺜاﺑﺘة :اﻷشياء الﺜاﺑﺘة ﻫﻲ الﱵ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠيﻬا ﰲ الﻔقﻪ " ﻷصول " ،و ﺗﺴـﻤﻰ
ﰲ الق ــانون " لعق ــارات " .اﻷش ــياء ﻏ ــﲑ الﺜاﺑﺘ ــة :ﻓﻬ ــﻲ ال ــﱵ ﺗﺴ ــﻤﻰ ﰲ الﻔق ــﻪ " ﺑﻐ ــﲑ اﻷص ــول " و ﰲ الق ــانون "
ﳌنقوﻻت" .
لﻜﻦ ﺳﺆال اﳌﻄروح ﻣا اﳌقﺼود لعقارات ﰲ القانون اﳌﻐرﰊ ؟ .
اﳌطلب ا ٔول :العقارات ﰲ القانون اﳌغرﰊ
ﻻﺑذ ﻣﻦ الﺘذﻛﲑ لﺘعرﻳﻒ القانوﱐ لﻠعقارات و اﳌﺒادئ العاﻣة لﻠقانون الﱵ ﺗﺘعﻠﻖ ا حﱴ ﳓيط ﳌوضوﻋات
الﻼحقة اﳌﺘعﻠقة ﳊقوق العينية ،لﺘﺤﻤﻼت العقارﻳة. ...
أوﻻ :الﺘعرﻳﻒ لعقارات ﰲ القانون اﳌﻐرﰊ :ﻋادة ﻣا ﺗقﺴﻢ اﻷﻣوال إﱃ أﻣوال ﻣنقولة و أﻣوال ﻋقارﻳة ،ﻓاﻷﻣوال
اﳌنقولة ﻻ ﺗعﲏ ﻫذﻩ الدراﺳة ،أﻣا لنﺴﺒة لﻸﻣوال العقارﻳة ﻋﻠينا أن نﺘعرف ﻋﻤا ﻳقﺼد " لعقار "ﰲ الﺘﺸرﻳﻊ
اﳌﻐرﰊ؟
نﻈر ،ﻓالعقار ﻫو ﻣال " ﺑﺖ" ﻣﺘعﻠﻖ ﻷرض ﻻ ﻳﺘﺤرك و ﻻ ﳝﻜﻦ نقﻠﻪ ﺑدون ﺗﻠﻒ و ﻻ ﻓﺴاد أو ﻫدم ،حﺴﺐ
ﻫذا الﺘﺼور ،و حدﻫا اﻷﻣوال العقارﻳة ) اﻷرض ،الﺒنا ت( ،اﻷﻻت و اﳌنﺸﺄت اﳌﺜﺒﺘة ﰲ اﻷرض أو ﳉدار
ﺗﻜون ﻋقارا .
وﻋﻤوﻣا ﻳعرف القانون الوﻃﲏ العقارات ﰲ قانونﲔ أﺳاﺳيﲔ ﳘا :ظﻬﲑ 2ﻳونيو ،1915و القانون 39.08
واﳌﺘعﻠﻖ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،و إن ﻛان ﻫذا اﻷﺧﲑ ﻣعﻈﻤﻪ ﻣﺴﺘوحﻰ ﻣﻦ القانون اﻷول قﺒﻞ إلﻐاﺋﻪ ،و ﺳوف
نﺘﻄرق ﳍﻤا لﺘﺘاﺑﻊ حﱴ نﱪز ﻣﺴاﳘات اﳌدونة ﰲ اﳌوضوع .
نيا :ﻣﺴاﳘة الﻔﺼﻞ 5ﻣﻦ ظﻬﲑ 2ﻳونيو : 1915إن ظﻬﲑ 2ﻳونيﻪ 1915اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺸرﻳﻊ اﳌﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ
العقارات اﶈﻔﻈة اﳌعﺘﻤد ﰲ ﺑداﻳة القرن اﳌاضﻲ ،ﻣﺴﺘوحﻰ ﻣﻦ الﺘﺸرﻳﻊ العقاري الﻔرنﺴﻲ ،إنﻪ ﻳﺼنﻒ العقارات إﱃ
ثﻼثة أنواع العقارات ﺑﻄﺒيعﺘﻬا ،العقارات لﺘﺨﺼيﺺ ،والعقارات ﲝﺴﺐ اﶈﻞ الذي ﺗنﺴﺤﺐ ﻋﻠيﻪ.
أ-العقارات ﺑﻄﺒيعﺘﻬا ؛ ﻳدﺧﻞ ﰲ ﻫذا الﺼنﻒ اﻷراضﻲ و الﺒنا ت و اﻷﻻت و اﳌنﺸﺄت اﳌﺜﺒﺘة ﰲ اﻷرض أو ﻋﻠﻰ
اﻷﻋﻤدة أو اﳌدﳎة ﰲ ﺑناﻳة أو ﰲ اﻷرض و ﻛذلﻚ اﻷشﺠار الﺜاﺑﺘة ﲜدورﻫا ﰲ اﻷرض و اﳌنﺘوجات اﳌعﻠقة ﳉدور و
الﺜﻤار الﱵ ﱂ ﲡﲎ ﺑعد و اﳌﺘﺒقية ﰲ أﻏﺼان اﻷشﺠار .
10
ب-العقارات لﺘﺨﺼيﺺ :ﻳﺘعﻠﻖ اﻷﻣر ﻷشياء الﱵ رصدﻫا اﳌالﻚ رضﻪ ﳌﺼﻠﺤة ﻫذﻩ اﻷرض واﺳﺘﻐﻼﳍا )ﻣﺜال :
أﻻت ،وﺳاﺋﻞ النقﻞ و أدوات و ﻣنقوﻻت ( .
ج -العقارات ﲝﺴﺐ اﶈﻞ الذي ﺗنﺴﺤﺐ ﻋﻠيﻪ :وصﻒ القانون اﳊقوق العينية العقارﻳة ،و الدﻋاوى اﳌعروضة
أﻣام اﶈاﻛﻢ ﻻﺳﺘﺤقاق ﻋقار أو حﻖ ﻋيﲏ ذﻩ الﺼﻔة ،و ﻳﻈﻬر أن ﻫذا الﺘعرﻳﻒ ﻳعﲏ أن ﻛﻞ ﻣا ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون
ﳏﻼ لعقار ﻓﻬو " ﻋقار ﲝﺴﺐ اﶈﻞ الذي ﻳنﺴﺤﺐ ﻋﻠيﻪ " .و ﻹزالة ﻛﻞ الﺘﺒاس ،ﻓقد حﺼر اﳌﺸرع صراحة ﻫذا
النوع ﻣﻦ العقارات ﰲ اﳊقوق العينية و ﰲ الدﻋاوى اﳌعروضة أﻣام اﶈاﻛﻢ ﻻﺳﺘﺤقاق ﻋقار.
لﺜا :ﻣﺴاﳘة القانون 39.08اﳌﺘعﻠﻖ ﲟدونة اﳊقوق العينية :ﻳﻈﻬر أن اﳌﺸرع ﰲ ﻫذا اﻹﻃار ﻻ ﺧذ ﲝالة
العقارات ﲝﺴﺐ اﶈﻞ الذي ﺗنﺴﺤﺐ ﻋﻠيﻪ و اﻛﺘﻔﻰ ﰲ الﻔﺼول 5و 6و 7ﺑﺼنﻔﲔ ﻣﻦ العقارات ﳘا:العقارات
ﺑﻄﺒيعﺘﻬا،العقارات لﺘﺨﺼيﺺ.
إن ﻫذا القانون ﱂ ﻳدﺧﻞ ﻋنﺼرا جدﻳدا ﰲ الﺘعرﻳﻒ الﻜﻼﺳيﻜﻲ لﺴنة ، 1915ﲝيﺚ ﻳعﺘﱪ :
*العقارات ﺑﻄﺒيعﺘﻬا :ﻫو ﻛﻞ شﻲء ﻣﺴﺘقر ﲝيﺰﻩ ﺑﺖ ﻓيﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ نقﻠﻪ ﻣﻦ دون ﺗﻠﻒ أو ﺗﻐيﲑ ﰲ ﻫيﺌﺘﻪ ) اﳌادة .(7
*العقارات لﺘﺨﺼيﺺ ﻫو اﳌنقول الذي ﻳﻀعﻪ ﻣالﻜﻪ ﰲ ﻋقار ﳝﻠﻜﻪ رصدا ﳋدﻣة ﻫذا العقار واﺳﺘﻐﻼلﻪ أو ﻳﻠﺤقﻪ ﺑﻪ
ﺑﺼﻔة داﺋﻤة ) .اﳌادة .(8
اﳌطلب الﺜاﱐ :اﳌﺒادئ العاﻣة اﳌرتﺒطة لعقارات ﰲ اﳌغرب
ولو أن اﻷﻣوال العقارﻳة ﺑﺘة ،ﻓإ ا ﺗﺘﻄور و ﺗﺘﻐﲑ ﻋﻠﻰ الﺼعيد القانوﱐ و اﳌادي وذلﻚ ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ العﻤﻠيات اﻹدارﻳة
أو اﳉﱪﻳة ﻛﺘﺄﺳيس أو إلﻐاء حقوق و ﲢﻤﻼت ،ﻓنقﻞ ،يﺌة ،قﺴﻤة ،إدﻣاج ،إﱁ ....ﺗﺸﻜﻞ العقارات دﻋاﻣة
ﻣﺘياز لﻠﺤقوق العينية و الﺘﺤﻤﻼت العقارﻳة .إن العقارات و اﳊقوق العينية و الﺘﺤﻤﻼت ﺗﺘﻄور ﰲ وﺳط قانوﱐ
ﳏﻜﻢ لقوانﲔ و اﻷنﻈﻤة اﳌﺘﺄثرة ﳌﺒادئ العاﻣة الناﲡة ﻋﻦ العرف أو ﻋﻦ القانون العام أو ﻋﻦ نﺼوص ﺧاصة ،
ﳓﺘﻔﻆ ﰲ ﻫذا اﻹﻃار ﳌﺒادئ العاﻣة لﻠقانون الﱵ ﳍا انعﻜاس ﻣﺒاشر ﻋﻠﻰ الﺘداول و الﺘﻄور القانوﱐ لﻠعقارات.
-1ﻣﺒادئ ﻋاﻣة ﲡة ﻋﻦ القانون العام :إ ا ليﺴﺖ وليدة اليوم ،ﻓإن ﺑعﺾ ﻫذﻩ اﳌﺒادئ أصﺒﺤﺖ ﻣﺼادر ﻋاﻣة
ﻣﺜﻞ :حﻖ اﳌﻠﻜية حﻖ أﺳاﺳﻲ ﻣﻀﻤون -حﻖ الﻔرد ﻳنﺘﻬﻲ ﻣﻦ حيﺚ ﻳﺒﺘدئ حﻖ اﻷﺧرﻳﻦ ،انﺘقال اﻷﻓراد وﺗداول
اﻷﻣوال ﻳﻜون حرا و إن ﻛانﺖ ﻫناك اﺳﺘﺜناء ﻋﻠﻰ القاﻋدة ﻣنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ قوانﲔ ﳐﺘﻠﻔة .
-2ﻣﺒادئ واردة ﰲ ظﻬﲑ 2ﻳونيﻪ :1915ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﺒادئ اﻷﺳاﺳية اﳌﻄﺒقة ﻋﻠﻰ العقارات اﶈﻔﻈة اﳋاضعة لنﻈام
الﺘﺤﻔيﻆ العقاري نذﻛر ﻣا ﻳﻠﻲ :ﻣﻠﻜية ﻋقار ﻫﻲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﺑﻪ و الﺘﺼرف ﻓيﻪ شرﻳﻄة أن ﻻ ﻳﻜون ﻫذا اﻻﺳﺘعﻤال
ﳐالﻔا لﻠقوانﲔ اﳉاري ا العﻤﻞ ) الﻔﺼﻞ 9ﻣﻦ نﻔس الﻈﻬﲑ(؛ ﻻ ﳚﱪ أحد ﻋﻠﻰ الﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻪ إﻻ ﻷجﻞ اﳌنﻔعة
العاﻣة ) الﻔﺼﻞ ( 10؛ إن ﻣﻠﻜية العقار ﺗعﻄﻲ حﻖ الﺘﻤﻠﻚ لﻜﻞ ﻣا ﻳنﺘﺠﻪ و ﻣا ﻳﻀﻢ إليﻪ أو ﻳدﻣﺞ ﻓيﻪ ﻻلﺘﺼاق)
الﻔﺼﻞ (11؛ ﺗﺘﻜون ﻣﻠﻜية اﻷرض ﳑا ﻓوقﻬا و ﻣا ﲢﺘﻬا داﺧﻞ اﳊدود القانونية لﻼﺳﺘﻐﻼل.
11
-3ﻣﺒادئ ﻳﺘﻀﻤنﻬا الدﺳﺘور :2011إن الدﺳاﺗﲑ الوﻃنية ﺑﺼﻔة ﻋاﻣة و دﺳﺘور 2011ﻋﻠﻰ اﳋﺼوص ،أﺑرز
اﳌﺒادئ اﻷﺳاﺳية ﻋﻠﻰ نﻄاق ﻋام أو ﺧاص ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﳍا انعﻜاس ﻋﻠﻰ العقار ،ﻣﺜﻞ :حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣﻀﻤون ،و
ﰲ حالة إذا ﻣا ﻛانﺖ ﻫناك ﻣﺼﻠﺤة ﻋاﻣة أو اقﺘﻀﺘﻬا ﻣﺘﻄﻠﺒات الﺘنﻤية اﻻقﺘﺼادﻳة و اﻻجﺘﻤاﻋية ،ﻓإن القانون ﳝﻜنﻪ
اﳊد ﻣﻦ ﻣداﻫا و ﳑارﺳﺘﻬا ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ نﺰع اﳌﻠﻜية )...الﻔﺼﻞ (35أو ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ ﺳيس ارﺗﻔاقات إدارﻳة ؛ ﻻ ﳝﻜﻦ
ﻣﺒاشرة نﺰع اﳌﻠﻜية ﻣﻦ أجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة إﻻ وﻓﻖ القوانﲔ و اﻹجراءات الﱵ ﻳنﺺ ﻋﻠيﻬا القانون ) الﻔﺼﻞ (35؛
الﻠﺠوء إﱃ القﻀاء حﻖ ﻣﻀﻤون لﻜﻞ شﺨﺺ لﻠدﻓاع ﻋﻦ حقوقﻪ و ﻋﻦ ﻣﺼاﳊﻪ الﱵ ﳛﻤيﻬا القانون ) الﻔﺼﻞ
،(118اﻷحﻜام و القرارات القﻀاﺋية النﻬاﺋية ﻣﻠﺰﻣة لﻠﺠﻤيﻊ ) الﻔﺼﻞ . (126
-4ﻣﺒادئ واردة ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية :أدﺧﻞ القانون 39.08اﳌﺘعﻠقة ﲟدونة اﳊقوق العينية ﻣﺒادئ أﺳاﺳية ﰲ
اﳌادة العقارﻳة ﻣنﻬا :
أ-وحدة اﳊقوق العينية و الﺘﺸرﻳﻊ العقاري :ﻣنذ ﺳنة 2012رﻳخ ﺳر ن العﻤﻞ ﳌدونة ،و ﲟقﺘﻀﻰ ﻓﺼﻠﻬا
اﻷول ،ﻳﻄﺒﻖ ﻫذا القانون ﻋﻠة اﳌﻠﻜية العقارﻳة و ﻋﻠﻰ اﳊقوق العينية ،ﺳواء ﻛانﺖ ﺧاضعة لنﻈام الﺘﺤﻔيﻆ العقاري
أم ﻻ ،ﻣا ﱂ ﺗﺘعارض أحﻜاﻣﻪ ﻣﻊ القوانﲔ العقارﻳة اﳋاصة .ﻓالقﻀا الﱵ ﱂ ﺗعاﰿ ﺗرجﻊ إﱃ ظﻬﲑ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات
و العقود ،ﻓإن ﱂ ﻳوجد نﺺ ،ﻳرجﻊ إﱃ الراجح و اﳌﺸﻬور و ﻣا جرى ﺑﻪ العﻤﻞ ﰲ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ .و ﻣﻦ ﰎ ،ﻓإنﻪ
ﱂ ﻳﺒﻖ أي ﲤييﺰ ﻣا ﺑﲔ الﺘﺸرﻳﻊ العقاري اﳋاص لعقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة و الﺘﺸرﻳعات العقارﻳة اﳌﺘعﻠقة لعقارات
اﳋاضعة لنﻈام الﺘﺤﻔيﻆ العقاري ؛ و ذلﻚ ﺑعد نﺴخ ظﻬﲑ 2ﻳونيو 1915اﳌذﻛور أﻋﻼﻩ ) اﳌادة 333ﻣﻦ
اﳌدونة( .
ب -وحدة قواﻋد اﻻثﺒات :ﻓقد ﰎ ﺗوحيدﻫا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘوى العقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ،و ﰎ ﺗنﻈيﻢ قواﻋد الﱰجيح ﺑﲔ
اﳊﺠﺞ ﰲ ﻣنازﻋات الﺘﺤﻔيﻆ العقاري واﻻﺳﺘﺤقاق )اﳌادة الﺜالﺜة ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية(
ج :إجﺒارﻳة إﺑرام ﻋقود رﲰية لﻠعﻤﻠيات العقارﻳة :ﰲ الواقﻊ ،ﻓإن اﻷﻣر ليس ﲟﺒدأ ،و إﳕا ﻫو إلﺰام قانوﱐ ،ﻓاﳌادة
4ﻣﻦ اﳌدونة ﲤنﻊ ،ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن ،ﲢرﻳر اﳌعاﻣﻼت العقارﻳة ﲟوجﺐ ﻋقد ﻋرﰲ .و ﻋﻠيﻪ ﳚﺐ أن ﲢرر ﲟوجﺐ
رﲰﻲ أو ﲟﺤرر ﺑﺖ الﺘارﻳخ ﻳﺘﻢ ﲢرﻳرﻩ ﻣﻦ ﻃرف ﳏام ﻣقﺒول لﻠﱰاﻓﻊ أﻣام ﳏﻜﻤة النقﺾ ،ﲨيﻊ العﻤﻠيات العقارﻳة
اﳌﺘعﻠقة نﺸاء ،ﺗعدﻳﻞ ،نقﻞ ،شﻄﺐ ،أو إلﻐاء حﻖ ﻋيﲏ .و ﻫذا ﻳوحﻲ لنا اﻳة لﻠعقود العرﻓية ﰲ اﳌادة
العقارﻳة ،و إلﻐاء ﺑﻄرﻳقة ﻏﲑ ﻣﺒاشرة لﻠﻤادة 489ﻣﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات.
د -ﻻ ﻳنﺸﺄ أي حﻖ ﻋيﲏ إﻻ ﺑقانون :وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌدونة و ﻫو أنﻪ ﻻ ﳚوز إنﺸاء أي حﻖ ﻋيﲏ أﺧر إﻻ
ﺑقانون.
اﳌطلب الﺜالﺚ ٔ :نواع ا ٔنظمة العقارية
ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ الﺒﻠدان ،ﳜﻀﻊ العقار ﻷنﻈﻤة ﻣﺘعددة ،ﻳرجﻊ اﻷصﻞ ﻓيﻬا إﱃ زﻣﻦ ﻋرﻓﺖ ﻓيﻪ ا ﺘﻤعات اﳌنﻈﻤة ﺗﻄورا
ﻏنيا ﻷحداث الﺘارﳜية الﱵ ﻋﺰزت وحدة اﻷﻣﻢ ،ووﻃدت اﻷﻣﻦ و ﺗﻀاﻣﻦ ا ﺘﻤﻊ .و ﻣﻊ الوقﺖ ،أصﺒﺤﺖ
12
العادات اﳌقﺒولة ﻣﻦ ﻃرف اﻷﻏﻠﺒية أﻋراﻓا ﻣﻠﺰﻣة لﻠﺠﻤيﻊ ،ﻻ ﳚوز ﳐالﻔﺘﻬا ،و اﳌﻐرب ﻳﺘوﻓر ﻋﻠﻰ ﻋقار ﳚﻤﻊ ﻣا ﺑﲔ
أنﻈﻤة ﺗقﻠيدﻳة ﻣوروثة ﻣنذ زﻣﻦ ﺑعيد و أنﻈﻤة ﻋﺼرﻳة ﻓرضﺘﻬا ضرورات حداثة الﺒﻠد ﻣﻄﺒقة ﺳواء ﺑﻜيﻔية ﻋاﻣة ﻋﻠﻰ
ﳎﻤوع الﱰاب الوﻃﲏ .إن ﺗعدد اﻷنﻈﻤة العقارﻳة ﻳقﺘﻀﻲ ﺗقدﱘ ﻛﻞ واحد ﻣنﻬا ﻋﻠﻰ حدة :
13
الذي ﰎ إلﻐاؤﻩ و ﺗعوﻳﻀﻪ لقانون 10.95اﳋاص ﳌاء ؛ ظﻬﲑ 25ذو اﳊﺠة ( 25 1345ﻳوﱐ ) 1927
اﳌﺘعﻠﻖ ﺑﺘﺤﻔيﻆ العقارات الﺘاﺑعة ﻷﻣﻼك الدولة و الﱵ ﻣﺼدرﻫا الﺘﺤوﻳﻞ ﻣﻦ اﳌﻠﻚ العام. ...
:4ﺧﺼاﺋﺺ قانونية لﻠﻤﻠﻚ العام لﻠدولة :ﻳﺘعﻠﻖ اﻷﻣر حد اﻷرصدة العقارﻳة اﻷﻛﺜر ﲪاﻳة ﰲ العاﱂ ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ
العرف اﻻﺳﺘعﻤال و القانون الوضعﻲ ،و ﺗﺘﻤيﺰ أﻣﻼك الدولة العاﻣة ﺑﻜو ا :ﻏﲑ قاﺑﻞ لﻠﺘﻔوﻳﺖ ،إﻻ ﺑعد الﺘﺤوﻳﻞ
ﻣﻦ اﳌﻠﻚ العام إﱃ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة ؛ ﻏﲑ قاﺑﻠة لﻠﺤﺠﺰ ،ﻻ ﻳﺴري ﻋﻠيﻬا الﺘقادم ،ﻏﲑ قاﺑﻠة لنﺰع اﳌﻠﻜية ،
قاﺑﻞ لﻼحﺘﻼل اﳌﺆقﺖ ) ﲰح اﳌﺸرع لﻠﺠﻤاﻋات و لﻠﺨواص ،دون إحداث ضرر لﻠﻤنﻔعة العاﻣة ،رﺧﺼا ﻣﻦ أجﻞ
اﻻحﺘﻼل اﳌﺆقﺖ و اﺳﺘﻐﻼل ﻣنﺸﺄة أو قﻄعة ﻣﻦ اﳌﻠﻚ العام ( .
نيا :اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة :ﻳعﺘﱪ ﻣﻠﻜا ﺧاصا لﻠدولة ﺗﻠﻚ الﱵ ليﺴﺖ جﺰء ﻣﻦ اﻷﻣﻼك العاﻣة لﻠدولة ،
:1النﺼوص اﳌﻄﺒقة ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة :الﻐرﻳﺐ ،أنﻪ ﻻ ﻳوجد نﺺ ﺑﻜاﻣﻠﻪ ﻳﺘعﻠﻖ ﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة
ﻋﻠﻰ ﳕط اﳌﻠﻚ العام أو أراضﻲ الﺴﻼلية .ﻓاﳌقﺘﻀيات اﳌﻄﺒقة ﻋﻠﻰ ﻫذا النﻈام ﳚﺐ الﺒﺤﺚ ﻋنﻬا ﰲ نﺼوص
ﻣﺘﻔرقة ﺗعاﰿ ﺑﺼﻔة ﴰولية أو جﺰﺋية جانﺒا ﻣعينا ﻣﻦ ﻫذا الرصيد ) اقﺘناء ،ﺗﻔوﻳﺖ ،ﺗدﺑﲑ ،احﺘﻼل ،ﻛراء ،ﲢﻔيﻆ
،ﲢدﻳد إداري ( ...و ﺳيﺄﰐ ذﻛر ﺑعﻀﻬا حﺴﺐ الﺘﺴﻠﺴﻞ الﺘارﳜﻲ :ظﻬﲑ 26صﻔر 3 ) 1334ﻳناﻳر (1916
ﻣﺘعﻠﻖ ﺑنﻈام ﺧاص لﺘﺤدﻳد اﻹداري لﻠﻤﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة ؛ ظﻬﲑ 26رﻣﻀان 24 ) 1340ﻣاي ( 1922
اﳌﺘعﻠﻖ ﺑﺘﺤﻔيﻆ ﻋقارات الدولة اﶈددة حﺴﺐ اﳌﺴﻄرة اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﲟقﺘﻀﻰ ظﻬﲑ 3ﻳناﻳر ، 1916ظﻬﲑ 25
ﻳونيو 1927اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺤﻔيﻆ العقاري لقﻄﻊ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة ﺑعد إﺧراجﻬا ﻣﻦ اﳌﻠﻚ العام ،قرار ﺑﺘارﻳخ 19
ﺳﺒﺘﻤﱪ 1951ﻣﺘعﻠﻖ لنﻈام اﳋاص لﺴﻜﻦ اﳌوظﻔﲔ ..... ،
:2ﻣﺼادر اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة :ﻳﺘﺤﺼﻞ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة ﻣﻦ ﻣﺼادر ﳐﺘﻠﻔة حﺴﺐ اﻻﺳﺘعﻤاﻻت اﳌﺨﺼﺺ
ﳍا ) ﻣﺆﺳﺴات ﺗعﻠيﻤية ،إدارات ،ﻣراﻛﺰ صﺤية ،ﻣﺴاﻛﻦ اﳌوظﻔﲔ ،أراضﻲ قروﻳة و حﻀرﻳة ،ﻓﻀاءات ﻏاﺑوﻳة
، (...إن اﻷﻣﻼك اﳋاصة لﻠدولة ﻣﺴﺠﻠة ﰲ ﺳﺠﻼت اﶈﺘو ت ﲤﺴﻜﻬا الﺴﻠﻄة اﳌدﺑرة ﻋﻠﻰ أﺳاس الﺘﺨﺼيﺺ
وﺑناءا ﻋﻠﻰ إثﺒا ت ﻣﻜﺘوﺑة ) قوانﲔ ،ﻣراﺳيﻢ ،قرارات ،اﺗﻔاقيات ، (...و ﰲ حالة ﻋدم وجود ذلﻚ ،ﻓعﻠﻰ
أﺳاس ﳎرد قرﻳنة لنﻈام أﻣﻼك الدولة ،ﺗعﺘﱪ اﻷراضﻲ ﺑدون أصﺤا ا و اﳌﻠﻜيات الﱵ ﻻ وارث ﳍا ﺑعة لﻸﻣﻼك
اﳋاصة لﻠدولة إن ﻫذﻩ النﻈرﻳة قدﳝة جدا ،و أﻋيد إحياؤﻫا ﻣﻦ ﻃرف ﻣدونة اﳊقوق العينية ) قانون ( 39.08
،ﻛﻤا ﻳﻜون اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة احﺘياﻃيا ﻋقار لﻠدولة ،وﺗﺰودﻩ ﻣﻦ ﻣﺼادر ﳐﺘﻠﻔة ،ﻣنﻬا :اقﺘناء لﱰاضﻲ ؛ نﺰع
اﳌﻠﻜية ﻣﻦ أجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة ؛ ﻣﺼادرة ؛ إﺧراج ﻣﻦ اﳌﻠﻚ العام لﻠدولة ،ﻫﺒات ووصا ،ﺗرﻛات ﺑﻼ ورثة و
ﳑﺘﻠﻜات شاﻏرة ؛ اقﺘﻄاﻋات جﱪﻳة ﻣﻦ ﻣﻠﻜيات ﻣوضوع ﻋﻤﻠية الﻀﻢ لﺘﻜوﻳﻦ ﻛﺜﻞ ﻣﺸﱰﻛة ﳐﺼﺼة ﺗﻠقاﺋيا لﻠﻤﻠﻚ
اﳋاص لﻠدولة ،شﻔعة ﻣﻦ ﻃرف الدولة ،حﻖ اﻷولوﻳة أو اﻷﻓﻀﻠية اﳌﻤنوح لﻠدولة .
:3ﺗدﺑﲑ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة :نﻈر ،ﺗدﺑﲑ ﻣﻠﻚ الدولة اﳋاص ،ﻛيﻔﻤا ﻛانﺖ وضعيﺘﻪ اﳉﻐراﻓية ،ﻳعﻬد ﺑﻪ إﱃ
وزارة اﳌالية )إدارة أﻣﻼك الدولة ( .
14
:4ﻣيﺰات قانونية لﻠﻤﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة :قاﺑﻞ لﻠﺘﻔوﻳﺖ ﲢﺖ شروط ؛ ﻻ ﻳﺴري ﻋﻠيﻪ ﺗقادم إذا ﻛان ﳏﻔﻈا أو
ﳏددا ﲢدﻳدا إدار ؛ ﻏﲑ قاﺑﻞ لﻠﺤﺠﺰ ؛ ﺧاضﻊ لنﺰع اﳌﻠﻜية ﰲ ﺑعﺾ اﳊاﻻت .
15
راﺑعا :اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية
:1ﺗعرﻳﻒ اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية :ﻫﻲ أراضﻲ ﺗعود ﻣﻠﻜيﺘﻬا لﻠﺠﻤاﻋات الﺴﻼلية ﻋﻠﻰ شﻜﻞ ﳎﻤوﻋات ﺑﺸرﻳة ﻣﺘﺠانﺴة
ﺗﺴﺘند إﱃ القراﺑة ﻛعنﺼر ﻣﺸﱰك ،اﺳﺘقرت ﻋﻠﻰ ﻣﺴاحات ﻣﻬﻤة ﺗعرف ﲢﺖ ﺳﻢ " اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية " .ﻳﺘﻢ
ﺗوزﻳﻊ اﻷرض ﻣﻦ أجﻞ اﻻنﺘﻔاﻋﺒﻬا ﻣا ﺑﲔ أﻋﻀاء اﳉﻤاﻋة الﺴﻼلية اﳌعروﻓﲔ " ﺑذوي اﳊقوق " ﺑﻄرﻳقة دورﻳة وﺑﺼﻔة
ﻣﺆقﺘة ﻃﺒقا لنﺼوص القانون ،و لﺘعﻠيﻤات الوصاﻳة و لﻠعرف اﶈﻠﻲ ،ﻓﻜﻞ ﻓرد ﻣﻦ القﺒيﻠة " رب اﻷﺳرة " ﳝﺘﻠﻚ
ﻋﻠﻰ الﺸياع حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ حﺼة ﻏﲑ ﻣعينة و ﻣﺘﻐﲑة ﰲ الﺰﻣان و ﰲ اﳌﻜان .
لﻠﺘوضيح ،ﻓاﻷرض الﺘاﺑعة لﻠﺠﻤاﻋة ﻻ ﺗورت ،وحدة اﻻنﺘﻤاء اﱃ الﺴﻼلة ﻫو ﻣا ﻳنﺘقﻞ إﱃ الوارث .
:2النﺼوص اﳌﻄﺒقة ﻋﻠﻰ اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية :لرﻏﻢ ﻣﻦ اﳌنﻊ الوارد ﰲ الدور ت الﺼادرة ﻋﻦ وزارة الداﺧﻠية ،ﱂ
ﺗﻜﻦ اﳌﻤﺘﻠﻜات اﳉﻤاﻋية ﰲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ اﻷﻃﻤاع ،و ﱂ ﺗﻜﻦ العادات اﶈﻠية و ﻻ اﻷﻋراف اﶈﻠية ﻛاﻓية ﳊﻤاﻳﺘﻬا ،
ﻓﻜان ﻣﻦ الﻀروري وضﻊ حواجﺰ ﳌنﻊ ضياﻋﻬا ﻛﻤا ﻫو الﺸﺄن لنﺴﺒة لﻠﺜروات العقارﻳة اﻷﺧرى اﳊﺴاﺳة ) اﳌﻠﻚ
العام لﻠدولة ،و ﳑﺘﻠﻜات اﻷوقاف ( ،و ذا ﻛان لدورﻳة 1912اﺳﺘﺤقاقان :إﺧﻀاع ﺗﻔوﻳﺖ اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية
ﻹذن إداري ﻣﺴﺒﻖ ،ﺗوضيح أن ﻫذﻩ اﻷراضﻲ ﺗﺴﺘﻤر إدار ا ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻷﻋراف القدﳝة دون أن ﺗﻜون ﳏﻞ ﺑيﻊ أو
ﺗقﺴيﻢ وﻣﻦ الﺘداﺑﲑ الﱵ ﻛانﺖ ﻣﺘﺨذة نذﻛر اﻷﺑرز ﻣنﻬا ظﻬﲑ 27أﺑرﻳﻞ 1919اﳌنﻈﻢ لﻠوصاﻳة اﻹدارﻳة ﻋﻠﻰ
اﳉﻤاﻋات وضﺒط ﺗدﺑﲑ شﺆون اﻷﻣﻼك اﳉﻤاﻋية و ﺗﻔوﻳﺘﻬا ،اﳌﻐﲑ و اﳌﺘﻤﻢ ﺑﻈﻬﲑ 18ﻓﱪاﻳر 1924اﳌﻐﲑ و اﳌﺘﻤﻢ
ﺑﻈﻬﲑ 19أﻛﺘوﺑر 1937اﳌﺘعﻠﻖ لنﻈام اﳋاص لﺘﺤدﻳد اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية ....لﻜﻦ ﻫذﻩ الﻈﻬاﺋر ﻹضاﻓة إﱃ
ظﻬاﺋر أﺧرى ﰎ إلﻐاﺋﻬا ﲟوجﺐ القوانﲔ الﺘالية :وﻳﻬدف القانون اﻷول رقﻢ 62.17اﳌﺘعﻠﻖ ﺑﺸﺄن الوصاﻳة اﻹدارﻳة
ﻋﻠﻰ اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية وﺗدﺑﲑ أﻣﻼﻛﻬا إﱃ إﻋادة صياﻏة الﻈﻬﲑ الﺸرﻳﻒ اﳌﺆرخ ﰲ 27أﺑرﻳﻞ 1919ﺑﺸﺄن ﺗنﻈيﻢ
الوصاﻳة اﻹدارﻳة ﻋﻠﻰ اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية وﺗدﺑﲑ أﻣﻼﻛﻬا ،وﲢيينﻪ شﻜﻼ وﻣﻀﻤو .أما النﺺ الﺜاﱐ ﻳﻬﻢ قانون رقﻢ
63.17اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺤدﻳد اﻹداري ﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية،أﻣا النﺺ الﺜالﺚ ﻓيﻬﻢ قانون رقﻢ 64.17اﳌﺘعﻠﻖ
ﺑﺘﻐيﲑ الﻈﻬﲑ الﺸرﻳﻒ رقﻢ 1.69.30الﺼادر ﰲ 10ﲨادى اﻷوﱃ 25) 1389ﻳوليوز (1969ﺑﺸﺄن اﻷراضﻲ
اﳉﻤاﻋية الواقعة ﰲ دواﺋر الري.
:3ﺗدﺑﲑ اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية :اﳉﻤاﻋة ،ﺑعنﺼرﻳﻬا ،الناس و اﻷرض ،ﺗدار أﻋﻤاﳍا ﻣﻦ ﻃرف ﲨعية ﻣﺘﻜونة ﻣﻦ
ﻣندوﺑﲔ ﻳعرﻓون " ﳉﻤاﻋة " ﻃﺒقا لﻠعرف اﶈﻠﻲ ،لﻠنﺼوص ولﺘعﻠيﻤات ﺳﻠﻄة الوصاﻳة اﳌﺴندة اﱃ وزﻳر الداﺧﻠية و
ﻛذا ﳎﻠس الوصاﻳة .أﻣا ﲞﺼوص اﳌﺒادئ القانونية لﺘدﺑﲑ اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية ،ﻳرجﻊ ﺑعﻀﻬا إﱃ العادات اﶈﻠية ،و
أﺧرى ﻣنﺒﺜقة ﻋﻦ القانون الوضعﻲ و ﻓﻖ النﺼوص القانونية اﳌﺸار إليﻬا أﻋﻼﻩ ،ﺗﻀﻊ ﻫذﻩ القوانﲔ اﳉﻤاﻋات
الﺴﻼلية ﲢﺖ وصاﻳة وزارة الداﺧﻠية و ﺗقنﻦ ﻣﺴﺄلة الﺘدﺑﲑ و الﺘﻔوﻳﺖ لﻠعقارات اﳉﻤاﻋية وﻓﻖ الﺸروط الﺘالية :
اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية ﲤارس ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷراضﻲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع الداﺋﻢ و ﺑﺸﻜﻞ ﲨاﻋﻲ ،حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﺑﺼﻔة ﲨاﻋية ﻻ
ﳝﻜﻦ ﳑارﺳﺘﻪ إﻻ ﲢﺖ اشراف وزﻳر الداﺧﻠية ﲟﺴاﻋدة ﳎﻠس الوصاﻳة ،و ﻳﺘﻢ اﻻنﺘﻔاع ﻷرض ﰲ إﻃار احﱰام الﻄرق
الﺘقﻠيدﻳة لﻼﺳﺘﻐﻼل و ﺗوجيﻬات ﺳﻠﻄة الوصاﻳة و ﻛذلﻚ اﻷﻋراف اﶈﻠية .
16
: 4اﳌﻤيﺰات القانونية لﻸراضﻲ اﳉﻤاﻋية :ﻏﲑ قاﺑﻠة لﻠﺘﻔوﻳﺖ و ﻻ لﻠﺤﺠر و ﻻ لﻠﺘقادم .اﻷراضﻲ اﳉﻤاﻋية قاﺑﻠة
لنﺰع اﳌﻠﻜية ﻣﻦ أجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة .
ﺳادﺳاأراضﻲ الﻜيﺶ :ﺗﺸﻜﻞ ﲨاﻋات الﻜيﺶ ﰲ رﻳخ اﳌﻐرب حالة ﳑيﺰة ﻛﻤا ﻫو الﺸﺄن لنﺴﺒة ﻷراضﻲ
الﻜيﺶ ،ﻛﻠﻤة ﻋرﺑية ﺗعﲏ جيﺶ ،ﻛانﺖ أراضﻲ الﻜيﺶ أراضﻲ ﻣقﺘﻄعة ﻣﻦ ﻣﻠﻚ الدولة اﳋاص و ﳐﺼﺼة ﻣﻦ
ﻃرف اﳌﻠوك لﺒعﺾ ا ﻤوﻋات ﻣقاﺑﻞ ﺧدﻣا ا الداﺋﻤة .إن قﺒاﺋﻞ الﻜيﺶ ﻣﺘﺠانﺴة أو جاﻣعة ﻷجناس ﳐﺘﻠﻔة ،
ﻛانﺖ ﲡﻤعﻬﻢ أرض ﻣﺴﺘﻐﻠة ﺑﺼﻔة ﻣﺸﱰﻛة و ﳍﻢ ﻣﻬﻤة ﻣﺸﱰﻛة ،و ﻛانﺖ ﻫذﻩ القﺒاﺋﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑنﻈام ﺧاص و ﺗقوم
ﲟﻬام ﺧاصة ﻣﺜﻞ الدﻓاع ﻋﻦ الﺒﻼد ضد الﻐﺰاة و اﳊﻔاظ ﻋﻠﻰ النﻈام ﰲ وقﺖ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓيﻪ جيﺶ نﻈاﻣﻲ وﻃﲏ ﻣﻬيﻜﻞ
ﺑﺸﻜﻞ صﺤيح وﻣﺆﻃر ،دﻓﻊ الﺴﻼﻃﲔ أنذاك ،إﱃ الﻠﺠوء إﱃ ﳎﻤوﻋات الﻜيﺶ ﻻﺳﺘﺘﺒاب النﻈام ،و إﲬاد
ان ،ﻓﻤﻦ أجﻞ اﻻضﻄرا ت ،واﳊرص ﻋﻠﻰ وحدة الﱰاب الوﻃﲏ و ﲪاﻳة حدود الﺒﻼد ،ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫذﻩ اﳋدﻣة
17
الﺘﻤﺴﻚ ﺑرجال الﻜيﺶ ،ﻣنﺤﻬﻢ الﺴﻼﻃﲔ انﺘﻔاﻋا داﺋﻤا ﻋﻠﻰ أراضﻲ الدولة ،و أﻋﻔاﻫﻢ ﻣﻦ الﻀراﺋﺐ و ﻣنﺤﻬﻢ
ﻋدة اﻣﺘيازات .
:1النﺼوص اﳌﻄﺒقة ﻋﻠﻰ أراضﻲ الﻜيﺶ :ﻣنذ ﺑداﻳة القرن العﺸرﻳﻦ ،ﻛان الرصيد العقاري اﳉﻤاﻋﻲ ﻣوضوع
ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ الﺘداﺑﲑ الﺘﺸرﻳعية و الﺘنﻈيﻤية ﻣﻦ أجﻞ ﺗنﻈيﻤﻪ ،ﺗدﺑﲑﻩ و ﲪاﻳﺘﻪ ،لﻜﻦ ﻳﺒدو أن أراضﻲ الﻜيﺶ قد
ﻏاﺑﺖ ﻋﻦ اﳌﺸرع ،ﺳﺘﺜناء ﺑعﺾ الﺘداﺑﲑ النادرة و اﳌﺘﻤﺜﻠة ﰲ :دورﻳة الﺼدر اﻷﻋﻈﻢ ﺑﺘارﻳخ ﻓاﺗح نوﻓﻤﱪ 1912
اﳌعﻠنة أنﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻷراضﻲ ﻏﲑ قاﺑﻠة لﻠﺘﻔوﻳﺖ " ﺗﻠﻚ الﱵ وضعﻬا اﳌﺨﺰن ﻹقاﻣة قﺒاﺋﻞ الﻜيﺶ.وﻛذاظﻬﲑ 7ﻳوليوز
1914اﳌﺘعﻠﻖ ﺑﺘنﻈيﻢ نقﻞ اﳌﻠﻜية ﻏﲑ اﶈﻔﻈة الذي ﻳنﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ ﺑﲔ العقارات ﻏﲑ قاﺑﻠة لﻠﺘﻔوﻳﺖ أراضﻲ
الﻜيﺶ )ﻣﻠﻐﻰ ﺑﻈﻬﲑ 7ﻓﱪاﻳر .(1944
:2ﺧﺼاﺋﺺ قانونية ﻷراضﻲ الﻜيﺶ و ﺗدﺑﲑﻫا :حﻖ اﳌﻠﻜية ﻋﻠﻰ أرض الﻜيﺶ ﻳﻜون ﳎﺰئ ،أي ﻣقﺴﻤا إﱃ حقﲔ
ﻋينيﲔ ﻣنﻔﺼﻠﲔ ،لﻜﻞ جﺰء ﻣنﻬﻤا صاحﺒﻪ - :حﻖ الرقﺒة ﺑﻊ ﳌﻠﻚ الدولة اﳋاص -حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﳑنوح ﺑﺼﻔة
داﺋﻤة ﳉﻤاﻋة الﻜيﺶ ،إن ﺗقﺴيﻢ حﻖ اﳌﻠﻜية ﳚعﻞ ﻣﻦ نﻈام الﻜيﺶ العقاري نﻈاﻣا ﻣﺰدوجا لﻪ ﺗﻔرﻋات ﰲ نﻔس
الوقﺖ ﻣﻊ النﻈام القانوﱐ ﻷﻣﻼك الدولة و ﻣﻊ النﻈام القانوﱐ اﳉﻤاﻋﻲ و ﻫﻜذا ،ﻓﻬناك إدار ن ﺗقﺘﺴﻤان
اﻻﺧﺘﺼاصات ﰲ ﻫذا القﻄاع و لﻜﻞ واحد ﻣنﻬﻤا ﳎاﳍا لﻠﺘدﺧﻞ :وزارة اﳌالية )إدارة أﻣﻼك الدولة ( لنﺴﺒة لﻜﻞ
ﻣا لﻪ ﻋﻼقة ﳉانﺐ القانوﱐ لﻸراضﻲ -وزارة الداﺧﻠية )ﻣدﻳرﻳة الﺸﺆون القروﻳة ( ﻣﻦ أجﻞ الﺘدﺑﲑ ،اﳌراقﺒة و
الدﻓاع ﻋﻦ ﻣﺼاﱀ ﲨاﻋات الﻜيﺶ ،انﻄﻼقا ﻣﻦ ﻫذﻩ اﻻزدواجية و ﻣﻦ ﺗﺸاﺑﻪ الﻜيﺶ ﻣﻊ النﻈام اﳉﻤاﻋﻲ ،
ﻓﻤﻤﺘﻠﻜات الﻜيﺶ ﺗعﺘﱪ ﻏﲑ قاﺑﻠة لﻠﺘﻔوﻳﺖ و ﻻ لﻠﺤﺠر ،و ﻻ ﻳﺴري ﻋﻠيﻬا الﺘقادم.
18
اﳌطلب الرابﻊ ٔ :نواع العقارات لنظر ﳋضوعها لنظام التﺤف ظ العقاري ﻣن دﻣه
العقارات وﻓﻖ النﻈام القانوﱐ اﳋاضعة لﻪ ﺗنقﺴﻢ إﱃ :نﻈام العقارات اﶈﻔﻈة ،وﻫو نﻈام شﻬر ﻋيﲏ و الذي ﻳﺴﺘﻤد
أﺳﺴﻪ و ﻣﺒادﺋﻪ ﻣﻦ نﻈام " ﺗورانس " اﻷﺳﱰاﱄ و اﳌنﻈﻢ ﺑواﺳﻄة ظﻬﲑ الﺘﺤﻔيﻆ العقاري الﺼادر ﺑﺘارﻳخ 9رﻣﻀان
1331اﳌواﻓﻖ ل 12ﻏﺸﺖ ، 1913و اﳌعدل ﲟقﺘﻀﻰ القانون رقﻢ ، 07/14و ﻛذا القانون 39.08اﳌﺘعﻠﻖ
ﲟدونة اﳊقوق العينية .و ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫذﻩ القوانﲔ و القرارات ﻫناك العدﻳد ﻣﻦ اﳌذﻛرات و الﺘعﻠيﻤات الﺼادرة ﻋﻦ
اﶈاﻓﻆ العام لﻠﻤﻠﻜية العقارﻳة و الﱵ ﺗروم ﻷﺳاس إﱃ ﺗوحيد و جﻬات نﻈر اﶈاﻓﻈﲔ ﰲ ﺗﻄﺒيﻖ و ﻓﻬﻢ ﻣقﺘﻀيات
نﻈام الﺘﺤﻔيﻆ العقاري.أﻣا نﻈام العقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة ﳜﻀﻊ ﰲ ﺗنﻈيﻤﻪ ﳌﺼادر ﻣﺘنوﻋة و ﻣنﻬا أحﻜام ﻣدونة اﳊقوق
العينية ،ﺑعدﻣا ﻛان ﻳﺴﺘﻤد ﻣﺒادﺋﻪ ﻣﻦ أحﻜام الﺸرﻳعة اﻹﺳﻼﻣية و ﺑعﺾ قواﻋد القانون اﳌدﱐ ،و قد نﺼﺖ اﳌادة
اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﰲ ﻓقر ا الﺜانية ﻋﻠﻰ أنﻪ " ...ﺗﻄﺒﻖ ﻣقﺘﻀيات الﻈﻬﲑ الﺸرﻳﻒ الﺼادر ﰲ 9
رﻣﻀان 12) 1331أﻏﺴﻄس (1913ﲟﺜاﺑة قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود ﰲ ﻣا ﱂ ﻳرد ﺑﻪ نﺺ ﰲ ﻫذا القانون .ﻓإن ﱂ
ﻳوجد نﺺ ﻳرجﻊ إﱃ الراجح واﳌﺸﻬور وﻣا جرى ﺑﻪ العﻤﻞ ﻣﻦ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ".و ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﺰ ﻛﻞ ﻣﻦ النﻈاﻣﲔ ﰲ ﻣا
ﻳﻠﻲ :
*العقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة :ﰲ ﻫذا النﻈام ﻳﺘﻢ إثﺒات اﳌﻠﻜية ﲟﺨﺘﻠﻒ الوﺳاﺋﻞ ،ﻏﲑ أن الوﺳيﻠة اﻷﻛﺜر اﺳﺘعﻤاﻻ ﻫﻲ
الو ﺋﻖ العدلية ،وﻫﻲ الرﺳوم الﱵ ﳛررﻫا العدول وﺗﺘﻀﻤﻦ الﺸﻬادة ن اﳌﺸﻬود لﻪ ﻫو اﳌالﻚ لﻠعقار اﳌﻄﻠوب إقاﻣة
اﳌﻠﻜية ﺑﺸﺄنﻪ لﺸروط اﳌقررة ﻓقﻬا وقانو ،إﻻ أن ﻫذﻩ الرﺳوم قد ﻳعﱰﻳﻬا الﻐﻤوض وﻋدم الدقة ﺑﺴﺒﺐ اﻋﺘﻤادﻫا
ﻋﻠﻰ ﺗﺼرﳛات اﻷﻃراف ﺳواء ﻣﻦ حيﺚ ﻣدﺧﻞ الﺘﻤﻠﻚ أو ﻣﻦ حيﺚ اﳌﺴاحة و اﳊدود .ﻓﺘﺄﺧذ الرﺳوم العدلية
الﺼﺒﻐة الرﲰية ﲟﺠرد اﳌﺨاﻃﺒة ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ ﻃرف قاضﻲ الﺘوثيﻖ.
*العقارات اﶈﻔﻈة :ﰲ ﳎال العقارات اﶈﻔﻈة ﻳعﺘﱪ الرﺳﻢ العقاري الﺴند الرﲰﻲ ﻋﻠﻰ إثﺒات اﳌﻠﻜية و ﻛذا اﳊقوق
اﳌﻠﺘﺼقة ا و اﳌﺴﺠﻠة ﺑنﻔس الرﺳﻢ ،و الرﺳﻢ العقاري حﺴﺐ ظﻬﲑ 12ﻏﺸﺖ 1913ﻳعﺘﱪ حﺠة قاﻃعة ﻏﲑ
قاﺑﻠة ﻹثﺒات العﻜس إﻻ ﰲ حاﻻت اﺳﺘﺜناﺋية ) ﻛﻤا ﺳنرى ﻻ حقا (
*العقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة :ﻣﺴاحة العقار ﻏﲑ اﶈﻔﻆ ﻳﺘﻢ ﺑيا ا ﰲ الرﺳوم العدلية ﺑناء ﻋﻠﻰ ﺗﺼرﳛات اﻷﻃراف ،و ﻫﻲ
ﻣﺴاحة ﺗقرﻳﺒية ﲣﻀﻊ ﻹرادة اﳌالﻜﲔ و نو ﻫﻢ ،و أﻣا حدود العقار ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ﻓيﺘﻢ ﺑيا ا ﻣﻦ ﺧﻼل أﲰاء اﳌﻼك
ا اورﻳﻦ أو إﱃ ﺑعﺾ العﻼﻣات الﺜاﺑﺘة و اﳌعروﻓة ،و لﺘاﱄ ﳚعﻠﻬا ﻣعرضة لﺘﺤرﻳﻒ أو ﺗﻐيﲑ ﻋﻼﻣات رﲰية ﺑﺘة ،
اﻷﻣر الذي قد ﻳولد نﺰاﻋات ﺑﲔ اﳉﲑان .
19
*العقارات اﶈﻔﻈة :ضﺒط اﳌﺴاحة وحدود العقار ﻳقوم ا اﳌﻬندس الﻄﺒوﻏراﰲ الﺘاﺑﻊ ﳌﺼﻠﺤة اﳌﺴح ،وﺗﺘوج ﻫذﻩ
العﻤﻠية ﳒاز ﺧرﻳﻄة ﲢدد العقار اﳌﻄﻠوب ﲢﻔيﻈﻪ وذلﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل وضﻊ اﻷنﺼاب .و وﻓقا الﻔﺼﻞ 105ﻣﻦ
ظﻬﲑ 12ﻏﺸﺖ 1913ﻳﺘعرض اﻷشﺨاص الذﻳﻦ ﻳقﱰﻓون ﻫدم أو ﲢرﻳﻒ أو ﲢوﻳﻞ ﻋﻼﻣات الرﺑط اﳉيودﻳﺰﻳة أو
أنﺼاب الﺘﺤﻔيﻆ لﻠعقو ت اﳌقررة ﰲ الﻔﺼﻞ 606ﻣﻦ القانون اﳉناﺋﻲ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أداء النﻔقات واﳌﺼارﻳﻒ الﱵ
ﺗﺘﻄﻠﺒﻬا إﻋادة العﻼﻣات واﻷنﺼاب اﳌذﻛورة.
*العقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة :دﻋاوي اﳊيازة ﲣﺺ ﻓقط العقار ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ،و ﺗرﻓﻊ وﻓﻖ الﻔﺼﻞ 166ﻣﻦ ق م م إﻻ ﳑﻦ
ﻛانﺖ لﻪ شﺨﺼيا أو ﺑواﺳﻄة الﻐﲑ ﻣنذ ﺳنة ﻋﻠﻰ اﻷقﻞ حيازة ﻋقار أو حﻖ ﻋيﲏ ﻋقاري حيازة ﻫادﺋة ﻋﻠنية ﻣﺘﺼﻠة
ﻏﲑ ﻣنقﻄعة وﻏﲑ ﳎردة ﻣﻦ اﳌوجﺐ القانوﱐ وﺧالية ﻣﻦ اﻻلﺘﺒاس .ﻏﲑ أنﻪ ﳚوزرﻓﻊ دﻋوى اﺳﱰداد اﳊيازة اﳌنﺘﺰﻋة
لعنﻒ أو ﻹﻛراﻩ إذا ﻛانﺖ لﻠﻤدﻋﻲ وقﺖ اﺳﺘعﻤال العنﻒ أو اﻹﻛراﻩ حيازة ﻣادﻳة وﺧالية وﻫادﺋة وﻋﻠنية .
*العقارات اﶈﻔﻈة :دﻋوى اﳊيازة ﻏﲑ ﻣقﺒولة وﻻ ﳝﻜﻦ إ ر ا لنﺴﺒة لﻠعقار اﶈﻔﻆ ﻣﻬﻤا ﻃالﺖ ﻣد ا اﺳﺘنادا ﳌﺒدأ
ﻋدم ﺳر ن الﺘقادم ﻋﻠﻰ العقار اﶈﻔﻆ ،ﻓﻬو ﻻ ﻳﺴقط حقا ﻣﺴﺠﻼ ﺑﺼﻔة نﻈاﻣية ،ﻛﻤا أنﻪ ﻻ ﻳﻜﺴﺐ حقا
ﻏﲑ ﻣﻀﻤﻦ لرﺳﻢ العقاري .ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤاد ﻋﻠﻰ قرﻳنة اﳊيازة اﳌادﻳة لﻼدﻋاء ﲟﻠﻜية ﻋقار ﳏﻔﻆ ولو ﻛان ﺑﲔ
ﻳدي اﳊاﺋﺰ ﻋقد شراء ﻏﲑ ﻣﺴﺠﻞ .
*العقارات ﻏﲑ اﶈﻔﻈة :إن العقار ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ﺗﺒاشر ﻓيﻪ دﻋوى اﺳﺘﺤقاق اﳌﻠﻜية أو دﻋوى اﳊيازة،وﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺒاشرة
دﻋوى الﺘعرض.
*العقارات اﶈﻔﻈة :ﻓيﻤا ﳜﺺ العقار اﶈﻔﻆ ﻓإنﻪ ﳝﻜﻦ لﻜﻞ شﺨﺺ أن ﻳﺘدﺧﻞ ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ الﺘعرض ﺧﻼل ﻣﺴﻄرة
الﺘﺤﻔيﻆ ﻣﱴ ﻛان ﻫناك نﺰاع حول ﻣﻠﻜية العقار اﳌﻄﻠوب ﲢﻔيﻈﻪ.
و لﺘوضيح أﻛﺜر ﺳنﺘﻄرق ﰲ الﺒداﻳة إﱃ ﺧﺼاﺋﺺ اﳊﻖ العيﲏ أوﻻ ،ﰒ نﺘناول أقﺴام اﳊﻖ العيﲏ نيا .
اﳊﻖ العيﲏ لﻪ ﺧﺼاﺋﺺ ﲤيﺰﻩ ﻋﻦ اﳊﻖ الﺸﺨﺼﻲ ،و ﻫذﻩ اﳌﻤيﺰات و اﳋﺼاﺋﺺ ﳝﻜﻦ إﲨاﳍا ﻓيﻤا ﻳﻠﻲ :
-حﻖ الﺘﺘﺒﻊ :ﲝيﺚ ﻳﺴﺘﻄيﻊ صاحﺐ اﳊﻖ أن ﻳﺘﺘﺒﻊ الﺸﻲء ﰲ أي ﻳد ﻳنﺘقﻞ إليﻬا ليﻤارس حقﻪ ﻋﻠيﻪ ،ﻓالﺘﺘﺒﻊ ﻳعد
ﲤﺴﻚ ﳊﻖ ﰲ ﻣواجﻬة الﻐﲑ .و ﻳﻈﻬر حﻖ الﺘﺘﺒﻊ أﻛﺜر جﻼء ﰲ اﳊقوق العينية الﺘﺒعية و ﺧاصة ﰲ الرﻫون و حقوق
اﻻﻣﺘياز .ﻓﺼاحﺐ حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻳﺴﺘﻄيﻊ أن ﳝارس حقﻪ ﻋﻠﻰ الﺸﻲء و لو انﺘقﻠﺖ ﻣﻠﻜيﺘﻪ إﱃ شﺨﺺ أﺧر ،ﻛﻤا أن
صاحﺐ الرﻫﻦ الرﲰﻲ ﳝارس حﻖ الﺘﺘﺒﻊ ﻋﻠﻰ العقار اﳌرﻫون حﱴ و لو انﺘقﻠﺖ ﻣﻠﻜية العقار إﱃ ﻣالﻚ جدﻳد ﲝيﺚ
ﳛﻖ لﻪ اقﺘﻀاء ﻣﺒﻠغ الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون لرﻫﻦ ﻣﻦ العقار اﳌرﻫون ﺑعد ﺑيعﻪ .أﻣا حﻖ اﳌﻠﻜية ذاﺗﻪ ﻓﻼ ﳝارس حﻖ الﺘﺘﺒﻊ
ﻋند اﻻﻋﺘداء ﻋﻠيﻪ و اﳕا ﳝارس اﳌالﻚ دﻋوى اﻻﺳﺘﺤقاق.
ﻣيﺰة الﺘقدم أو اﻷﻓﻀﻠية :ﺗعﲏ ن صاحﺐ اﳊﻖ العيﲏ ﻳﻜون ﻣﻔﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ أصﺤاب اﳊقوق العينية الذﻳﻦ
ﻳﻜونون ﰲ ﻣرﺗﺒة أدﱏ ﻣﻦ ﻣرﺗﺒﺘﻪ ،و لﺘاﱄ ﻓﻬو ﻳقدم ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ الداﺋنﲔ ﰲ اﺳﺘيﻔاء دﻳنﻪ ،ﻓﺼاحﺐ الدﻳﻦ
اﳌﻀﻤون ﺑرﻫﻦ رﲰﻲ ﻣقدم ﻋﻠﻰ صاحﺐ دﻳﻦ ﻋادي ،صاحﺐ اﻻﻣﺘياز ﻣقدم ﻋﻠﻰ صاحﺐ الرﻫﻦ الرﲰﻲ و
أصﺤاب اﳊقوق العينية ﻣقدﻣون ﻋﻠﻰ أصﺤاب اﳊقوق الﺸﺨﺼية و ﻫﻜذا....
-اﳊﻖ العيﲏ حﻖ ﻣﻄﻠﻖ :وذلﻚ ﻷنﻪ ﻳنﺘﺞ أثرﻩ ﲡاﻩ الناس ﻛاﻓة ،و لﺘاﱄ ﻳنﺸﺄ ﻣنﻪ واجﺐ ﻋام ﻳﻠﺘﺰم ﲟقﺘﻀاﻩ ﲨيﻊ
اﻷشﺨاص ﻻﻣﺘناع ﻋﻦ الﺘعرض لﺼاحﺐ اﳊﻖ العيﲏ .أﻣا اﳊﻖ الﺸﺨﺼﻲ ﻓﻬو حﻖ نﺴﱯ ،ﻷنﻪ ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ إﻻ ﰲ
ﻣواجﻬة شﺨﺺ أو ﻋدة أشﺨاص ﻣعينﲔ ،و لﺘاﱄ ﻓﻬو ﻳنﺸﺊ إضاﻓة إﱃ الواجﺐ العام واجﺒاً ﺧاصاً ﻳقﻊ ﻋﻠﻰ ﻋاﺗﻖ
اﳌدﻳﻦ.
-إﻣﻜانية الﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﳊﻖ العيﲏ :ﻓاﳊﻖ العيﲏ ﳝﻜﻦ الﺘنازل ﻋنﻪ رادة صاحﺒﻪ دون اﳊاجة إﱃ ﻣواﻓقة شﺨﺺ
آﺧر ﻓيﺴﺘﻄيﻊ اﳌالﻚ أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ الﺸﻲء الذي ﳝﻠﻜﻪ ﲟﺠرد إرادﺗﻪ ،وذلﻚ ﻷنﻪ ليس ﺑﲔ صاحﺐ اﳊﻖ العيﲏ
وﺑﲔ شﺨﺺ آﺧر راﺑﻄة حﱴ ﻳﺘﻢ اﻻﺗﻔاق ﻣعﻪ ﻋﻠﻰ إ اﺋﻬا ،أﻣا اﻻلﺘﺰام الﺸﺨﺼﻲ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄيﻊ صاحﺒﻪ أن ﻳﺘنازل ﻋنﻪ
،ﻷنﻪ راﺑﻄة ﺑﲔ شﺨﺼﲔ ،الداﺋﻦ و اﳌدﻳﻦ ،ﻓاﳌدﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄيﻊ الﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫذﻩ الراﺑﻄة إﻻ ﺑرضاء الداﺋﻦ .
-ﳏﻞ اﳊﻖ العيﲏ :اﳊﻖ العيﲏ ﻳرد ﻋﻠﻰ شﻲء ﻣادي ﻣوجود وﻣعﲔ لذات ،ﻓإذا ﻛان الﺸﻲء ﻏﲑ ﻣوجود ﰲ اﳊال
ﻓﻼ ﻳﺘﺼور وجود حﻖ ﻋيﲏ ﻋﻠﻰ ﻫذا الﺸﻲء ،وﻻ ﻳﻜﻔﻲ لقيام اﳊﻖ العيﲏ وجود الﺸﻲء ﺑﻞ ﻻ ﺑد أن ﻳﻜون ﻣعيناً
21
لذات ،أﻣا اﳊﻖ الﺸﺨﺼﻲ ﻓﻤﺤﻠﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ اﻷﻋﻤال و لﺘاﱄ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻫذا العﻤﻞ ﻣﺘعﻠقاً ﺑﺸﻲء ﻣﺴﺘقﺒﻠﻲ أو
شﻲء ﻣعﲔ لنوع دون أن ﻳﻜون ﻣعيناً لذات .وﻋﻠﻰ ذلﻚ ﻓعقود الﺒيﻊ الﱵ ﺗرد ﻋﻠﻰ أشياء ﻣﺴﺘقﺒﻠية ﻛﺒيﻊ اﶈﺼول
قﺒﻞ ظﻬورﻩ وﺑيﻊ اﳌنﺰل قﺒﻞ ﺑناﺋﻪ ﻻ ﻳنﺸﺄ ﻣنﻬا ﺳوى حقوق شﺨﺼية ﻳﻜون ﳏﻠﻬا ﻋﻤﻞ اﳌدﻳﻦ وﻫو إﻋﻄاء شﻲء.
-اﳊقوق العينية اﻷصﻠية :أواﳊﻖ العيﲏ اﻷصﻠيﻬو الذي ﻳقوم ﺑنﻔﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘقﻞ وﻻ ﻳﺴﺘند لوجودﻩ و ثﺒوﺗﻪ ﳊﻖ
أﺧر ،و ﲟعﲎ أﺧر ﻫيﺤقوق ﻋينية ﺗقوم ﺑذا ا دون حاجة إﱃ وجود حﻖ آﺧر ﺗﺘﺒعﻪ .و قد ﻋرﻓﺖ اﳌادة 9ﻣﻦ
ﻣدونة اﳊقوق العينية " اﳊﻖ العيﲏ اﻷصﻠﻲ ﻫو اﳊﻖ الذي ﻳقوم ﺑذاﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ حاجة إﱃ أي حﻖ آﺧر ﻳﺴﺘند
إليﻬواﳊقوق العينية اﻷصﻠية ﻫﻲ :اﳌﻠﻜية ،حﻖ اﻻرﺗﻔاق والﺘﺤﻤﻼت العقارﻳة ."...........
-اﳊقوق العينية الﺘﺒعية :و ﻫﻲ حقوق ﻻ ﺗقوم ﻣﺴﺘقﻠة ﺑذا ا ،و إﳕا ﺗﺴﺘند ﰲ وجودﻫا إﱃ حﻖ شﺨﺼﻲ آﺧر
لﻀﻤانﻪ و ﻣﲔ الوﻓاء ﺑﻪ ) ﻓﻬﻲ ضﻤا ت أي ﻣينات ﻋينية (.و قد ﻋرﻓﺖ اﳌادة 10ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية "
اﳊﻖ العيﲏ الﺘﺒعﻲ ﻫو اﳊﻖ الذي ﻻ ﻳقوم ﺑذاﺗﻪ ،وإﳕا ﻳﺴﺘند ﰲ قياﻣﻪ ﻋﻠﻰ وجود حﻖ شﺨﺼﻲ ،وﻳﻜون ضﻤا
لﻠوﻓاء ﺑﻪ .واﳊقوق العينية الﺘﺒعية ﻫﻲ :اﻻﻣﺘيازات ؛ الرﻫﻦ اﳊيازي؛ الرﻫون الرﲰية .
22
الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ :اﳊقوق العينية العقارﻳة اﻷصﻠية
اﳊقوق العينية اﻷصﻠية ﻫﻲ اﳊقوق القاﺋﻤة ﺑذا ا ﻣﻦ دون حاجة إﱃ ﻏﲑﻫا ،ﻓقياﻣﻬا ﻻ ﳛﺘاج إﱃ اﻻرﺗﻜاز ﻋﻠﻰ حﻖ
أﺧر ،ﻓيﻜون وجودﻫا ﻣﺴﺘقﻞ ،و ﺗﺴﻤﻰ ﻫذﻩ اﳊقوق العينية ﻷ ا ﺳﻠﻄات ﻣﺒاشرة ﳜوﳍا القانون لﺸﺨﺺ ﻣعﲔ
ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻣعﲔ .واﳊقوق العينية اﻷصﻠية حﺴﺐ اﳌادة 9ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينيةﻫﻲ :
-حﻖ اﳌﻠﻜية ؛
-حﻖ اﻻنﺘﻔاع ؛
-حﻖ العﻤرى ؛
-حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ؛
-حﻖ الﺴﻄﺤية؛
-حﻖ اﳊﺒس ؛
-حﻖ الﺰﻳنة ؛
-اﳊقوق العرﻓية اﳌنﺸﺄة ﺑوجﻪ صﺤيح قﺒﻞ دﺧول ﻫذا القانون حيﺰ الﺘنﻔيذ.
نعرض ﰲ ﻫذا الﻔﺼﻞ اﳊدﻳﺚ ﻋﻦ اﳊقوق العينية اﻷصﻠيةلﺘﺤدﻳد ﻣﻔﻬوﻣﻬا أنواﻋﻬا و أحﻜاﻣﻬا و شروﻃﻬا وذلﻚ
وﻓﻖ ﻣا أقرﺗﻪ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﺳنﺘناول ﰲ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول ﻋﻦ حﻖ اﳌﻠﻜية ،ﰒ ﺑعد ذلﻚ ﻋﻦ اﳊقوق العينية
الﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻦ حﻖ اﳌﻠﻜية ﰲ اﳌﺒﺤﺚ الﺜاﱐ .
23
اﳌﺒﺤﺚ ا ٔول :حق اﳌلك ة
اﳌﻠﻜية إﻣا أن ﺗﻜون ﻣة أو ﳎﺰﺋة ،ﻛﻤا أ ـا قـد ﺗﻜـون ﻣﺸـﱰﻛة ﺑـﲔ ﻋـدة أشـﺨاص أو ﻋﻠـﻰ ﺳـﺒيﻞ الﺸـيوع .وﻳقﺼـد
ﳌﻠﻜية الﺘاﻣة ،ﻫﻲ الﱵ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﻓيﻬا اﳌالﻚ الﺴﻠﻄات الﺜﻼث حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال و اﻻﺳﺘﻐﻼل والﺘﺼرف .
وﳌا ﻛان حﻖ اﳌﻠﻜية ﻫو أﻫﻢ اﳊقوق العينية اﻷصﻠية ،و ﻋنﻪ ﺗﺘﻔرع ﺳاﺋر اﳊقوق اﻷﺧرى ،ﻓإن ﻣﻦ الﻄﺒيعﻲ أن
نﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠيﻪ أوﻻ و قﺒﻞ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ اﳊقوق ،حيﺚ نقوم ﺑﺘعرﻳﻔﻪ .و ﲢدﻳد ﻋناصرﻩ ،ﰒ نﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ نﻄاقﻪ و القيود
الﱵ ﺗرد ﻋﻠيﻪ.
وقد ﻋرف ﻣاﻣون الﻜﺰﺑري حﻖ اﳌﻠﻜية نﻪ " حﻖ ﻋيﲏ ﻋﻠﻰ شﻲء ﻣعﲔ ﳜول صاحﺒﻪ دون ﻏﲑﻩ ﺑﺼورة ﻣﻄﻠقة
اﺳﺘعﻤال ﻫذا الﺸﻲء واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ وذلﻚ ﰲ حدود القانون والنﻈام دون ﺗعﺴﻒ.
وقد ﻋرﻓﺖ اﳌادة 14ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺑقوﳍا ":ﳜول حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣالﻚ العقار دون ﻏﲑﻩ ﺳﻠﻄة اﺳﺘعﻤالﻪ
واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ ﻻ ﻳقيدﻩ ﰲ ذلﻚ إﻻ القانون" .وﻻ ﻳقﺘﺼر حﻖ اﳌﻠﻜية ﻋﻠﻰ أصﻞ الﺸﻲء و إﳕا ﳝﺘد ﻫذا
اﳊﻖ إﱃ ﴰول ﻓروﻋﻪ وﻣا ﻳنﺘﺞ ﻋنﻪ ﻣﻦ ﲦار أﻳﻀا .ﻓﻤﻠﻜية اﻷرض ﺗﺸﻤﻞ ﻣا ﻓوقﻬا وﻣا ﲢﺘﻬا إﱃ اﳊد اﳌﻔيد ﰲ
الﺘﻤﺘﻊ ا إﻻ إذا نﺺ القانون أو اﻻﺗﻔاق ﻋﻠﻰ ﻣا ﳜالﻒ ذلﻚ ) اﳌادة 15م ح ع ( .
ﰒ إن ﻣالﻚ العقار ﳝﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﻠﺤقاﺗﻪ وﻣا ﻳدرﻩ ﻣﻦ ﲦار أو ﻣنﺘﺠات وﻣا ﻳﻀﻢ إليﻪ أو ﻳدﻣﺞ ﻓيﻪ ﻻلﺘﺼاق )اﳌادة
16ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ( .
إذا ﻛان ﳌالﻚ العقار ﻣﻄﻠﻖ اﳊرﻳة ﰲ اﺳﺘعﻤال ﻣﻠﻜﻪ واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ وذلﻚ ﰲ النﻄاق الذي ﺗﺴﻤح ﺑﻪ
القوانﲔ واﻷنﻈﻤة اﳉاري ا العﻤﻞ )اﳌادة 19ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ( .
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣا ﺳﺒﻖ نﺴﺘنﺘﺞ أن ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺑينﺖ نﻄاق حﻖ اﳌﻠﻜية و ﲪاﻳﺘﻪ ،و ﻛيﻔية ﳑارﺳﺘﻪ ﻣﻊ ﺗقيدﻩ
ﰲ حدود القوانﲔ و اﻷنﻈﻤة ،و ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ذلﻚ أنﻪ ﻳﻜﻔﻲ لﻠﻤالﻚ حﱴ ﻳﺘﺠنﺐ اﳌﺴﺆولية أن ﳝارس حقوقﻪ ﰲ
حدود القوانﲔ و اﻷنﻈﻤة ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ أﻳﻀا حﱴ ﻳﻀﻤﻦ ﻫذﻩ اﳊدود أن ﻻ ﻳﺘعﺴﻒ ﰲ اﺳﺘعﻤال ﻫذا اﳊﻖ
ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻀر الﻐﲑ) اﳌادة 20و 21ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ( .
24
الفقرة الﺜانية :عناﴏ حق اﳌلك ة
قﻠنا ن حﻖ اﳌﻠﻜية حﻖ جاﻣﻊ ،ﲟعﲎ انﻪ ﳜول صاحﺒﻪ الﺴﻠﻄات الﱵ ﻳﺴﺘﻄيﻊ أن ﻳﺒاشرﻫا ﻋﻠﻰ الﺸﻲء الذي ﲟﻠﻜﻪ
اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﻣﺰا ﻫذا الﺸﻲء .وﻫذﻩ الﺴﻠﻄات ﺗرد إﱃ ثﻼثة ﻫﻲ :اﻻﺳﺘعﻤال ،واﻻﺳﺘﻐﻼل ،والﺘﺼرف وقد
اشارت اﳌادة ) (14ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية إﱃ ﻫذﻩ الﺴﻠﻄات ﺑقوﳍا:ﳜول حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣالﻚ العقار دون ﻏﲑﻩ
ﺳﻠﻄة اﺳﺘعﻤالﻪ واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ ،وﻻ ﻳقيدﻩ ﰲ ذلﻚ إﻻ القانون أو اﻻﺗﻔاق .وﺳنﺘﻜﻠﻢ ﳚاز ﰲ ﻫذﻩ
الﺴﻠﻄات الﺜﻼث .
-حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال :ﻓاﳌﻠﻜية ﺗوﱄ صاحﺒﻬا حﻖ اﺳﺘعﻤال الﺸﻲء ،أي حﻖ اﺳﺘﺨداﻣﻪ ﰲ الوجﻪ اﳌعد لﻪ ،و الذي
ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻃﺒيعﺘﻪ ،ﻓاﺳﺘعﻤال اﳌنﺰل ﻳﻜون ﺑﺴﻜناﻩ ،و اﺳﺘعﻤال الﺴيارة ﻳﻜون ﺑرﻛو ا و اﺳﺘﺨداﻣﻬا ﳌﺨﺘﻠﻒ
اﻷﻏراض ،و ﻫﻜذا ﲣﺘﻠﻒ أوجﻪ اﻻﺳﺘعﻤال ﺧﺘﻼف اﻷشياء.
-حﻖ اﻻﺳﺘﻐﻼل :ﻳقﺼد ﲝﻖ اﻻﺳﺘﻐﻼل اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﺘولد أو ﻳنﺘﺞ ﻋﻦ الﺸﻲء ﻣﻦ ﲦار ،و الﺜﻤار ﻫﻲ ﻣا
ﻳنﺘﺠﻪ الﺸﻲء ﰲ ﻣواﻋيد دورﻳة ﻣنﺘﻈﻤة دون ﻣﺴاس ﲜوﻫرﻩ و ﻫﻲ ﻋﻠﻰ نوﻋﲔ :
* ﲦار ﻣدنية أو قانونية :و ﻫﻲ ﻋﺒارة ﻋﻦ رﻳﻊ الﺸﻲء أو ﻣا ﻳﻐﻠﻪ ﻣﻦ دﺧﻞ نقدي ﻣقاﺑﻞ اﻻنﺘﻔاع ﺑﻪ ،و ﻳﻜون
ذلﻚ ﻋندﻣا ﻳﺴﻤح ﻣالﻚ الﺸﻲء لﻐﲑﻩ ﺳﺘعﻤالﻪ ﻣقاﺑﻞ ﻋوض ،ﻛﺄجرة ﻣنﺰل ﰎ ﻛراﺋﻪ لﻠﻐﲑ ،و أجرة اﻷراضﻲ
الﺰراﻋية اﳌﻜراة و ﻓواﺋد النقود اﳌقرضة .
* ﲦار ﻣادﻳة :و ﻫﻲ الﱵ ﺗﺘولد إﻣا ﺑﻔعﻞ الﻄﺒيعة ﻛالﻜﻸ و نﺘاج اﳌواشﻲ و ﺗﺴﻤﻰ لﺜﻤار الﻄﺒيعية ،و إﻣا ﺑﻔعﻞ
اﻹنﺴان ﻛاﶈﺼوﻻت الﺰراﻋية و ﺗﺴﻤﻰ لﺜﻤار اﳌﺴﺘﺤدثة.
-حﻖ الﺘﺼرف :لﻠﻤالﻚ ،ﲟا لﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄة جاﻣعة ان ﻳﺘﺼرف ﰲ الﺸﻲء ﳏﻞ اﳊﻖ ﲜﻤيﻊ الﺘﺼرﻓات اﳉاﺋﺰة ﺳواء
ﻛانﺖ ﻫذﻩ الﺘﺼرﻓات ﻣادﻳة ،أو قانونية :
ﻓالﺘﺼرف اﳌادي :ﻣعناﻩ ﺗناول ﻣادة الﺸﻲء لﺘﻐيﲑ أو الﺘعدﻳﻞ أو اﻹﺗﻼف ،أو ﺑﺘﺤوﻳﻞ صورﺗﻪ ﲢوﻳﻼ اﺋيا ﻻ
رجعة ﻓيﻪ ،ﻓيﺤﻖ لﻠﻤالﻚ أن ﻳﻬدم ﻣنﺰلﻪ ﻛﻠﻪ أو ﺑعﻀﻪ و لﻪ أن ﳛولﻪ إﱃ ﳏﻞ ﲡاري....
أﻣا الﺘﺼرف القانوﱐ :ﻓيقﺼد ﺑﻪ إجراء ﺗﻐيﲑ ﰲ اﳌرﻛﺰ القانوﱐ لﻠﺸﻲء ،و ذلﻚ ﻋندﻣا ﻳعﻤد اﳌالﻚ إﱃ نقﻞ
ﺳﻠﻄاﺗﻪ ﻛﻠﻬا أو ﺑعﻀﻬا إﱃ الﻐﲑ ﺳواء ﰎ ذلﻚ ﳌقاﺑﻞ ﻛالﺒيﻊ أو ﺑدون ﻣقاﺑﻞ ﻛاﳍﺒة أو ﻏﲑ ذلﻚ ﻣﻦ أصناف
الﺘﺼرف .
وﻣا ﳝﻜﻦ قولﻪ أن ﻋنﺼر الﺘﺼرف ﻫو الذي ﳝيﺰ حﻖ اﳌﻠﻜية ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ اﳊقوق العينية اﻷصﻠية اﻷﺧرى ،لذلﻚ
ﻳﺒقﻰ داﺋﻤا ﰲ ﻳد اﳌالﻚ ،أﻣا اﻻﺳﺘعﻤال و اﻻﺳﺘﻐﻼل ﻓيﺠوز ثﺒو ا لﻐﲑ اﳌالﻚ .ﻛﻤا أن ﻫذﻩ الﺴﻠﻄات الﺜﻼثة)
25
الﺘﺼرف ،اﻻﺳﺘعﻤال و اﻻﺳﺘﻐﻼل ( الﱵ ﳜوﳍا حﻖ اﳌﻠﻜية لﻠﻤالﻚ إذا ﻣا اجﺘﻤعﺖ ﰲ ﻳد واحدة ﻳقال أن
الﺸﺨﺺ ﻣالﻚ ﻣﻠﻜية ﻣة ،وقد ﺗﻜون ﻣوزﻋة ﺑﲔ ﻋدة أشﺨاص ﻓيﻜون لﻠﺸﺨﺺ حﻖ اﺳﺘعﻤال الﺸﻲء ﻓقط ﻛﺤﻖ
الﺴﻜﲎ إذا ﻛان اﻷﻣر ﻳﺘعﻠﻖ ﺑدار ،و قد ﻳﻜون لﻪ حﻖ اﻻﺳﺘﻐﻼل ﻓقط ﻓيقال ن لﻪ حﻖ اﻻنﺘﻔاع .
حﻖ اﳌﻠﻜية جاﻣﻊ :ﲝيﺚ ﻳﺸﻤﻞ ﲨيﻊ الﺴﻠﻄات الﱵ ُﳝﻜﻦ أن ﺗﻜون لﻠﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ شﻲء ﻣا ﻫو ُﻣﻠﻜﻪ ،وﺗﺸﻤﻞ
والﺘﺼرف وﻣا ﻳﺘﺒعﻪ ﻣﻦ حﻖ اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﲨيﻊ ﻣﺰا الﺸﻲء الذي
ّ ﻫذﻩ الﺴﻠﻄات حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال واﻻﺳﺘﻐﻼل
ﳝﻠﻜﻪ ضﻤﻦ الﻀواﺑط القانونية .و ﲟعﲎ أﺧر أن حﻖ اﳌﻠﻜية ﻳﻀﻢ ضﻤنياً ثﻼثة حقوق أﺳاﺳية؛ ﻫﻲ :حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال
الذي ﳝﺜﻞ القدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨدام اﻷشياء ﻣﻦ قﺒﻞ ﻣالﻜيﻬا ،وحﻖ اﻻﺳﺘﻐﻼل الذي ﻳﺘﻤيﺰ ﻋﻦ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال نﻪ
ﺳﻠﻄة اﳌالﻚ ﰲ الﺴﻤاح لﻶﺧرﻳﻦ ﺑﺘﺴﺨﲑ ﳑﺘﻠﻜاﺗﻪ ﳌنﻔعﺘﻬﻢ ﻣقاﺑﻞ أجر ﻣعﲔ ،وأﺧﲑاً حﻖ الﺘﺼرف الذي ﻳقﺼد ﺑﻪ
اﻣﺘﻼك اﳌالﻚ الﺼﻼحيات الﱵ ﲣولﻪ نقﻞ ﻣﻠﻜية أشياﺋﻪ إﱃ شﺨﺺ آﺧر ﺳواء أﻛان ذلﻚ ﲟقاﺑﻞ أم ﻻ.
حﻖ اﳌﻠﻜية داﺋﻢ :اﳌقﺼود ا ا حﻖ داﺋﻢ لنﺴﺒة إﱃ الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك ،ﻻ لنﺴﺒة إﱃ شﺨﺺ اﳌالﻚ ،ذلﻚ ان
اﳌﻠﻜية ﺗﺒقﻰ ﻣادام الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك قيا و ﻻ ﺗﺰول إﻻ ﺑﺰوال ﻫذا الﺸﻲء و ﻫﻼﻛﻪ ،ﻓﻬﻲ حﻖ داﺋﻢ لنﺴﺒة إﱃ
الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك ،و ﻣادام ﻫذا الﺸﻲء ﱂ ﻳﻬﻠﻚ ،ﻓﻬﻲ داﺋﻤة .ﻫذا ﻳعﲏ أ ﱠن حﻖ اﳌﻠﻜية ﻳﺒقﻰ ﻣا دام الﺸﻲء ﳏﻞ
اﳊﻖ ﻣوجود ،أي أ ﱠن اﳌﻠﻜية ﺗﺒقﻰ ﻋﻠﻰ ﻃول الﺰﻣان.وﻣﻦ اﳉدﻳر لذﻛر أ ﱠن صاحﺐ اﳌﻠﻜية قد ّ
ﻳﺘﺼرف ﺑﻪ ﻛﺒيعﻪ ﻣﺜﻼً
و ذا ﻳنﺘقﻞ ﻛﺤﻖ داﺋﻢ ﻣﻦ شﺨﺺ إﱃ شﺨﺺ آﺧر لﺒيﻊ أو اﳍﺒة ،ﻛﻤا قد ﻳنﺘقﻞ إﱃ الورثة لوﻓاة ،ﻓﻬذا ﻻ ﻳعﲏ
أﺑدا أن حﻖ اﳌﻠﻜية قد انﺘﻬﻰ ،ﻓﻬذا اﳊﻖ انﺘقﻞ ﻣﻦ صاحﺒﻪ اﻷصﻠﻲ إﱃ ﻏﲑﻩ ،و ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛون حﻖ اﳌﻠﻜية حﻖ
داﺋﻢ ﻻ ﻳﺴقط ﺑعدم اﻻﺳﺘعﻤال ﻣﻬﻤا ﻃال الﺰﻣﻦ و لﻠﻤالﻚ اﳊرﻳة الﺘاﻣة ﰲ اﺳﺘعﻤال أو ﻋدم اﺳﺘعﻤال ﻣﻠﻜﻪ ﻣﻬﻤا
ﻃالﺖ ﻣدة ﻋدم اﻻﺳﺘعﻤال ،ﻓإن حﻖ اﳌﻠﻜية ق ﻻ ﻳﺰال و ذلﻚ ﲞﻼف اﳊقوق اﻷﺧرى الﱵ ﻳﻄاﳍا الﺘقادم أﻣا
اﳊقوق العينية اﳌقيدة لرﺳﻢ العقاري ﻻ ﺗﻜﺘﺴﺐ لﺘقادم ) الﻔﺼﻞ 63ﻣﻦ القانون رقﻢ 14.07اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺤﻔيﻆ
العقاري(
وﳜﺘﻠﻒ حﻖ اﳌﻠﻜية ﰲ ﻛونﻪ حﻖ داﺋﻢ ﻋﻦ ﺳاﺋر اﳊقوق العينية اﻷﺧرى ﻷن ﻫذﻩ اﳊقوق ﻣﺆقﺘة ،ﻓﺤﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻣﺜﻼ
ﻳنﺘﻬﻲ نﺘﻬاء اﻷجﻞ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻪ ﰲ العقد أو ﲟوت اﳌنﺘﻔﻊ...
حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣانﻊ :و ﻳقﺼد ﺑذلﻚ أ ا حﻖ ﻣقﺼور ﻋﻠﻰ اﳌالﻚ دون ﻏﲑﻩ ،ﻓﻼ ﳚوز ﻷحد أن ﻳﺸارﻛﻪ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ ،أو
ﻳﺘدﺧﻞ ﰲ شﺆونﻪ ﻣﻠﻜيﺘﻪ .و ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ان اﳌﻠﻜية حﻖ ﻣانﻊ ،أن الﺸﻲء الواحد ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﳑﻠوﻛا
لﺸﺨﺼﲔ ﰲ وقﺖ واحد ،و ﳚوز أن ﻳﻜون الﺸﻲء ﳑﻠوك لﺸﺨﺼﲔ ﻋﻠﻰ الﺸيوع ،و لﻜﻦ ﻛﻼ ﻣﻦ الﺸﺨﺼﲔ ﻻ
26
ﳝﻠﻚ الﺸﻲء ﻛﻠﻪ .ﺑذلﻚ ﻳﻜون اﳌالﻚ لﻪ اﳊﻖ وحدﻩ ﰲ اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﲨيﻊ ﻣﺰا ﻣﻠﻜﻪ دون ﻏﲑﻩ ،ﳑا ُﳝﻜنﻪ ﻣﻦ
اﺳﺘﺨدام ﲨيﻊ ُﺳﻠﻄاﺗﻪ ﻋﻠيﻪ ،ﻛﻤا ﻳﻜون لﻪ اﳊﻖ ﰲ ﻣنﻊ أي أحد ﻣﻦ ﻣﺸارﻛﺘﻪ ﻓيﻪ ،وﻻ ﻳﺘعارض ﻫذا الﻔﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺒدأ
الﺸراﻛة القاﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜية الﺸﻲء ﻤوﻋة ﻣﻦ اﻷشﺨاص أو قد ﺗﻜون ﻣﺸﱰﻛة لﺸﺨﺼﲔ أو أﻛﺜر ﻛﺄن ﻳرث ﻋدة
وﻫذﻩ اﳌﻠﻜية ﺗدﻋﻰ ﳌﻠﻜية الﺸاﺋعة ﻫذا و قد نﺺ الﻔﺼﻞ 960ﻣﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات و أشﺨاص ﻣنﺰﻻ
العقود ﻋﻠﻰ أنﻪ" إذا ﻛان الﺸﻲء أو اﳊﻖ ﻷشﺨاص ﻣﺘعددﻳﻦ ﻻشﱰاك ﻓيﻤا ﺑينﻬﻢ وﻋﻠﻰ ﺳﺒيﻞ الﺸياع ﻓإنﻪ ﺗنﺸﺄ
حالة قانونية ﺗﺴﻤﻰ الﺸياع أو شﺒﻪ الﺸرﻛة. " ...
وﻣﺼدر الﺸيوع قد ﻳﻜون اﻻﺗﻔاق -ﻋقدا -ﻛﻤا إذا اشﱰى شﺨﺼان أو أﻛﺜر أرضا ﻋﻠﻰ الﺸيوع ،ﻛﻤا ﻳنﺸﺄ رادة
اﳌﺸرع الناشﺊ ﺑﺴﺒﺐ اﻹرث ﻛﻤا إذا ﺗوﰲ شﺨﺺ و ﺗرك ﻣنﺰﻻ ،ﻓإن اﳌنﺰل ﻳﺼﺒح ﻣﺸﱰﻛا ﲝﻜﻢ القانون ﺑﲔ الورثة ،
و الﺸيوع حالة ﻃارﺋة لذلﻚ ﳛﻖ لﻜﻞ واحد ﻣﻦ الﺸرﻛاء ﰲ أي وقﺖ أراد ذلﻚ أن ﻳﻄﻠﺐ القﺴﻤة ﻃﺒقا لﻠﻔﺼﻞ
978ﻣﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات و العقود الذي ﻳنﺺ ﻋﻠﻰ أنﻪ" ﻻ ﳚﱪ أحد ﻋﻠﻰ الﺒقاء ﰲ الﺸياع .وﻳﺴوغ داﺋﻤا ﻷي
واحد ﻣﻦ اﳌالﻜﲔ أن ﻳﻄﻠﺐ القﺴﻤة " .
وإﱃ جانﺐ اﳌﻠﻜية الﺸاﺋعة ﻫناك ﻣﻠﻜية الﻄﺒقات و ﻫﻲ ﻣﻠﻜية ﻣﺸﱰﻛة ﻏﲑ شاﺋعة ﰲ ﺑعﺾ أجﺰاء الﺸﻲء اﳌﺸﱰك
وشاﺋعة ﰲ اﻷجﺰاء اﻷﺧرى ﲝيﺚ ﺗﻜون ﻣﻠﻜية ﻛﻞ ﻃﺒقة ﻓردﻳة ،وأﻣا اﻷجﺰاء اﳌﺸﱰﻛة ﻛاﻷرض الﱵ أقيﻢ ﻋﻠيﻬا الﺒناء
و اﳌﺼاﻋد و الدﻫاليﺰ ﻓإ ا ﺗﻜون شاﺋعة ﺑﲔ اﳌﻼك ﺧاضعة لﻠقانون رقﻢ 18:00اﳌﺘعﻠﻖ ﳌﻠﻜية اﳌﺸﱰﻛة لﻠعقارات
اﳌﺒنية .
و ﻫناك اﺳﺘﺜناءات ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻷصﻞ -حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣانﻊ ، -ﻣﻦ ذلﻚ -ﻋﻠﻰ ﺳﺒيﻞ اﳌﺜال -ﻣا ﻳقررﻩ القانون
ﻋﻠﻰ اﳉﲑان ﻣﻦ حقوق الﺸرب و ا رى و اﳌﺴيﻞ و اﳌرور و ﻣا ﻳﻔرضﻪ ﻋﻠﻰ اﳉار ﰲ أﻻ ﻳﺘﺠاوز ﻣﻀار اﳉوار
اﳌﺄلوﻓة .وﳌا ﻛان لﻠﻤالﻚ حﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ ﻛيﻔﻤا ﻳﺸاء ،ﻓإن الﺴﺆال الذي ﻳﻄرح نﻔﺴﻪ ﻫو :أﻳﻦ ﺗنﺘﻬﻲ
حدود اﻹنﺴان ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ؟ أو ﺑعﺒارة أﺧرى ﻣا ﻫو النﻄاق اﳌادي ﳊﻖ اﳌﻠﻜية؟ .
27
أوﻻ :نﻄاق حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣﻦ حيﺚ الﺘﻔرﻋات
إن اﳌﺒدأ العام أن ﻛﻞ ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء ﻣنقوﻻ ﻛان أم ﻋقارا ،وﳏﻔﻈا ﻛان العقار أو ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ،وﻛﻞ ﻣا ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻳعود
لﻠﻤالﻚ ،إﻻ أن ﻣﺒدأ ﻣنح الﻐﻠة لﻠﻤالﻚ ليس ﻣﻄﻠقا .ﺑﻞ ﺗوجد ﻋﻠيﻪ اﺳﺘﺜناءات حيﺚ ﺗعود ﻓيﻬا الﻐﻠة لﻐﲑ اﳌالﻚ،
ﻫذا ﻣا ﺳنﺤاول الﺘﻄرق إليﻪ ﻓيﻤا ﻳﻠﻲ:
أ -حﻖ اﳌالﻚ ﰲ ﻏﻠة الﺸﻲء:ﻓاﳌالﻚ لﻪ اﳊﻖ ﰲ ﲨيﻊ ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء ﻣا ﱂ ﻳوجد نﺺ أو اﺗﻔاق ﳜالﻒ ذلﻚ ،والﻐﻠة
الﱵ ﻳنﺘﺠﻬا الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك نوﻋان :ﲦار وﻣنﺘﺠات.
*ﻓالﺜﻤار ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك ﰲ ﻓﱰات ﻣنﺘﻈﻤة ﻣﻦ ﻏﲑ أن ﻳﻠﺤقﻪ ﺗﻠﻒ أو نقﺺ ﰲ ﻫيﺄﺗﻪ.ﻓﻬذﻩ الﺜﻤار
ﺗعود ﳌالﻚ اﻷرض ﺳواء ﻛانﺖ ﻫذﻩ الﺜﻤار ﻃﺒيعية أو صناﻋية أو ﻣدنية ،وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 231ﻣﻦ
م.ح.ع الﱵ جاء ﻓيﻬا":إن ﲦار اﻷرض الﻄﺒيعية أو الﺼناﻋية والﺜﻤار اﳌدنية ونﺘاج اﳊيوان ﻫﻲ لﻠﻤالﻚ ﺑﻄرﻳﻖ
اﻻلﺘﺼاق".
وﻳقﺼد لﺜﻤار الﻄﺒيعية ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء ﻣﺒاشرة ﻣﻦ ﻏﲑ أن ﳛﺘاج إﱃ ﻋﻤﻞ اﻹنﺴان ،وذلﻚ ﻣﺜﻞ ﻣا ﺗنﺒﺘﻪ اﻷرض ﻣﻦ
ﻛﻺ وﻣا ﻳﺘولد ﻣﻦ اﳌاشية ﻣﻦ صوف وﻏﲑﻫا .أﻣا الﺜﻤار الﺼناﻋية ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء ﺑﺘدﺧﻞ ﻣﻦ اﻹنﺴان وﻋﻤﻠﻪ ،وذلﻚ
ﻣﺜﻞ ﲦار اﻷشﺠار واﶈاصيﻞ الﺰراﻋية.أﻣا الﺜﻤار اﳌدنية ﻓيقﺼد ا اﳌﺒالغ اﳌالية الﱵ ﳛﺼﻞ ﻋﻠيﻬا اﳌالﻚ ﰲ ﻓﱰات
ﻣعينة ﻣقاﺑﻞ ﺗنازلﻪ ﻋﻦ ﻣنﻔعة ذلﻚ الﺸﻲء لﻐﲑﻩ ،وذلﻚ ﻛﺄجرة ﻛراء الدار وأجرة ﻛراء اﻷراضﻲ الﺰراﻋية.
أﻣا اﳌنﺘﺠات ،ﻓﻬﻲ ﻛﻞ ﻣا ﻳنﺘﺞ ﻋﻦ الﺸﻲءاﳌﻤﻠوك ﰲ ﻓﱰات ﻣنﺘﻈﻤة أو ﻏﲑ ﻣنﺘﻈﻤة ،وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذلﻚ اﻹنﺘاج أن
ﻳﻠﺤﻖ لﺸﻲء اﳌﻤﻠوك ﺗﻠﻒ أو نقﺺ ﰲ ﻫيﺄﺗﻪ وذلﻚ ﻣﺜﻞ اﻷشﺠار اﳌﺜﻤرة حينﻤا ﺗقﻄﻊ أو ﺗقﻠﻊ ﻣﻦ اﻷرض
واﻷحﺠار حينﻤا ﺗﺆﺧذ ﻣﻦ اﳌقالﻊ ،واﻷنقاض الﱵ ﺗﺆﺧذ ﺑعد ﻫدم اﻷﺑنية.
وﻋﻠيﻪ ﻓإن ﻛﻞ ﻫذﻩ الﺜﻤار واﳌنﺘﺠات ﺗعﺘﱪ ﰲ اﻷصﻞ ﳑﻠوﻛة ﳌالﻚ الﺸﻲء ،الذي ﺗﻔرﻋﺖ ﻋنﻪ ﻷن نﻄاق حﻖ اﳌﻠﻜية
ﳝﺘد إليﻬا وﻳﺸﻤﻠﻬا.
وإضاﻓة إﱃ الﻐﻠة ﻓإن ﻛﻞ ﻣا ﻳﻀﻢ العقار أو ﻳدﻣﺞ ﻓيﻪ ﻓﻬو لﻠﻤالﻚ وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 233ﻣﻦ ﻣدونة
اﳊقوق العينية ،ﻛﻤا أضاﻓﺖ اﳌادة 235أن":ﻛﻞ الﺒناءات واﻷﻏراس واﳌنﺸﺂت اﳌوجودة ﻓوق اﻷرض أو داﺧﻠﻬا
ﺗعد ﳏدثة ﻣﻦ ﻃرف ﻣالﻜﻬا وﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ وﺗعﺘﱪ ﻣﻠﻜا لﻪ ﻣا ﱂ ﺗقﻢ ﺑينة ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذلﻚ".
ﻋﻠﻰ الرﻏﻢ ﻣﻦ أن القاﻋدة أن الﺜﻤار واﶈاصيﻞ واﳌنﺘﺠات ﺗعود لﻠﻤالﻚ ،ﻓإن ﻫناك حاﻻت اﺳﺘﺜناﺋية ﺗﻜون ﻓيﻬا
الﺜﻤار واﳌنﺘﺠات لﻐﲑ اﳌالﻚ إﻣا ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﺗﻔاق أو ﲟقﺘﻀﻰ القانونوﻣﻦ ﻫذﻩ اﳊاﻻت ﻣا ﻳﻠﻲ:
28
-حينﻤا ﻳﺘنازل ﻣالﻚ الﺸﻲء ﻋﻦ ﲦارﻩ وﻣنﺘﺠاﺗﻪ لﺸﺨﺺ آﺧر ،ﻓﺘﺼﺒح ﺗﻠﻚ الﻐﻠة ﳑﻠوﻛة ﳍذا الﺸﺨﺺ اﳌﺘنازل لﻪ
ﻋنﻬا ،وذلﻚ ﻛﻤا ﰲ ﺗﻔوﻳﺖ اﳌالﻚ ﳊقﻪ ﰲ اﻻنﺘﻔاع ﲟﻠﻜﻪ لﺸﺨﺺ آﺧر وﻛﻤا ﰲ العارﻳة وﰲ العﻤرى ،وﻛﻤا إذا ﻓوت
الﺸﺨﺺ أنقاض دارﻩ ﳌﻦ ﺧذﻫا ﺑعد ﻫدﻣﻬا.
-ﳝﻜﻦ ﲟقﺘﻀﻰ نﺺ ﰲ القانون ،أن ﺗعود الﺜﻤار لﻐﲑ اﳌالﻚ ،ﻛﻤا ﰲ اﻷﻣﺜﻠة الﺘالية) الﻔﺼول 101و 103ﻣﻦ
قانون اﻻلﺘﺰاﻣات و العقود و اﳌادﺗﲔ 73و 74ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية (
*اﳌﺜال اﻷول :إذا وضﻊ شﺨﺺ ﻳدﻩ ﻋﻠﻰ أرض الﻐﲑ دون قﺼد ﲤﻠﻜﻬا وزرﻋﻬا ،و ﻛان حﺴﻦ النية ،ﻛﻤﺴﺘﺄجر
اﻷرض ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣالﻜﻬا ،و ﻫو ﻳعﺘقد أنﻪ إﳕا اﺳﺘﺄجرﻫا ﻣﻦ ﻣالﻜﻬا ،ﻓإن ﻏﻠة اﻷرض ﺗﻜون ﻣﻦ نﺼيﺒﻪ ﻫو ،ﻻ ﻣﻦ
نﺼيﺐ ﻣالﻚ اﻷرض الذي ﻳنﺤﺼر حقﻪ ﰲ اﺳﺘيﻔاء أجرة ﻣﺜﻞ اﻷرض ،إذا ﻛان ﱂ ﻳﻔﺖ زﻣﻦ الﺒدر ،و الذي ﻳﻔقد
اﺳﺘيﻔاء أي أجر إذا ﻣا ﻓات زﻣﻦ الﺒذر .
* اﳌﺜال الﺜاﱐ :حالة الﺜﻤار الﱵ ﺗﺘﺴاقط ﻃﺒيعيا ﻣﻦ أﻏﺼان اﻷشﺠار الﱵ ﺗﺘﺠاوز ﻋﻠﻰ ﻋﻠو أرض اﳉار ،ﻓالواجﺐ
ﻳقﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﳌالﻚ و ﻫو ﻳﻐرس اﻷشﺠار ﰲ أرضﻪ أن ﻳراﻋﻲ ﻋدم ﲡاوز أﻏﺼان ﻫذﻩ اﻷشﺠار ﻋﻠﻰ ﻋﻠو أرض جارﻩ
،و إﻻ ﻳﻜون ﳌﻦ ﲤﺘد اﻷﻏﺼان ﻓوق أرضﻪ أن ﻳرﻏﻢ اﳉار ﻋﻠﻰ قﻄعﻬا ،ﰒ إن الﺜﻤار الﱵ ﺗﺴقط ﻣﻦ ﻫذﻩ اﻷﻏﺼان
ﻃﺒيعيا ﺗﻜون ﳌالﻚ اﻷرض الﱵ ﺳقط الﺜﻤار ﻓوقﻬا ) ﳚﺐ اﻻنﺘﺒاﻩ إﱃ أن ﲤﻠﻚ اﳉار لﻠﺜﻤار ﻣرﻫون ﺑﺴقوﻃﻬا ﺑﺼورة
ﻃﺒيعية ،أي دون ﻋﻤﻞ ﻣﻦ اﻹنﺴان ،ﻓﻠيس لﻠﺠار أن ﻳقﻄﻒ ﲦار اﻷﻏﺼان اﳌﻤﺘدة ﻓوق أرضﻪ ،و ﻻ ﻳقوم ي
ﻋﻤﻞ ﻳﺆدي إﱃ ﺳقوط ﻫذﻩ الﺜﻤار (.
ﳝﻜﻦ أن نﺴﺘﺸﻒ نﻄاق اﳌﻠﻜية ﻣﻦ حيﺚ العﻠو ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌادة 15ﻣﻦ م.ح.ع الﱵ ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ أن" :ﻣﻠﻜية
اﻷرض ﺗﺸﻤﻞ ﻣا ﻓوقﻬا وﻣا ﲢﺘﻬا إﱃ اﳊد اﳌﻔيد ﰲ الﺘﻤﺘﻊ ا إﻻ إذا نﺺ القانون أو اﻻﺗﻔاق ﻋﻠﻰ ﻣا ﳜالﻒ ذلﻚ".
ﳜول حﻖ اﳌﻠﻜية لﻠﻤالﻚ ﻣﻠﻜية ﻣا ﻳعﻠو أرضﻪ أي الﻔﻀاء العﻤودي الذي ﻳرﺗﻔﻊ ﻓوق اﻷرض أو الﺒناء ،ﻏﲑ أن حقﻪ
ﻫذا ﻻ ﻳعﲏ أنﻪ ﻳﺴﺘﺄثر لﺘﻤﺘﻊ ﳍواء الذي ﻳعﻠو أرضﻪ إﱃ ﻣا ﻻ اﻳة ﰲ اﻻرﺗﻔاع ،ﺑﻞ إن حقﻪ ﳏﺼور ﰲ اﻻﺳﺘﻔادة
ﻣﻦ العﻠو إﱃ اﳊد اﳌﻔيد ﰲ الﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 15ﻣﻦ م.ح.ع.ﻛﻤا أنﻪ ﻋﻠﻰ اﳌالﻚ ﻣراﻋاة
الﻀواﺑط القانونية الﱵ ﻻ ﳚوز ﳐالﻔﺘﻬا ﻛﻀواﺑط الﺘعﻤﲑ.
وﰲ نﻄاق ﻫذا اﳊد اﳌﻔيد ﻳﺒقﻰ ﻣﻦ حﻖ اﳌالﻚ إقاﻣة ﻣا ﻳﺸاء ﻓوق أرضﻪ ﻣﻦ أﺑنية وﻣنﺸﺂت وأﻏراس ،حيﺚ نﺼﺖ
اﳌادة 234م.ح.ع ﻋﻠﻰ أنﻪ":ﳚوز ﳌالﻚ اﻷرض أن ﻳقيﻢ ﻋﻠيﻬا ﲨيﻊ انواع اﳌﻐروﺳات والﺒناءات الﱵ ﻳرﺗﺌيﻬا ﻣﻊ
29
الﺘقيد لقوانﲔ واﻷنﻈﻤة".وإضاﻓة إﱃ ذلﻚ ﳛﻖ لﻠﻤالﻚ أن ﳝنﻊ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻋﻠوﻩ ﲝيﺚ إذا اﻣﺘدت
أﻏﺼان أشﺠار اﳉار ﻓوق ﻋﻠو أرضﻪ حﻖ لﻪ أن ﻳﻄالﺒﻪ ﺑقﻄعﻬا – ﻛﻤا أﺳﻠﻔنا الذﻛر.-
ﻛﻤا ﳛﻖ لﻠﻤالﻚ أﻳﻀا أن ﻳﺘﺼرف ﰲ ﻋﻠو أرضﻪ ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ ﺗﻔوﻳﺘﻪ ،ﻓﻤالﻚ أرض شيد ﻋﻠيﻬا ﺑناء ﻣﻦ ﻃاﺑﻖ واحد
ﳝﻜﻦ لﻪ أن ﻳﺒيﻊ اﳍواء العﻠوي لﺸﺨﺺ آﺧر ليﺸيد ﻓوقﻪ ﻃاﺑقا نيا وﻫو ﻣا نﺺ ﻋﻠيﻪ الﻔﺼﻞ 483ﻣﻦ ق.ل.ع
ﺑقولﻪ" :ﻳقﻊ صﺤيﺤا ﺑيﻊ جﺰء ﳏدد ﻣﻦ الﻔﻀاء الﻄﻠيﻖ أو اﳍواء العﻤودي الذي ﻳرﺗﻔﻊ ﻓوق ﺑناء قاﺋﻢ ﻓعﻼ ،وﻳﺴوغ
لﻠﻤﺸﱰي أن ﻳﺒﲏ ﻓيﻪ ﺑﺸرط ﲢدﻳد ﻃﺒيعة الﺒناء وأﺑعادﻩ ،ولﻜﻦ ﻻ ﻳﺴوغ لﻠﻤﺸﱰي أن ﻳﺒيﻊ اﳍواء العﻤودي الذي
ﻳعﻠوﻩ ﺑﻐﲑ رضﻰ الﺒاﺋﻊ اﻷصﻠﻲ".وﻛذا الﻔﺼﻞ 141ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻳنﺺ ﻋﻠﻰ انﻪ " ﻻ ﳚوز لﺼاحﺐ حﻖ
اﳍواء والﺘعﻠية أن ﻳﻔوت اﳍواء العﻤودي الذي ﻳعﻠو ﺑناءﻩ ﺑﻐﲑ رضﻰ ﻣالﻚ الﺴﻔﻞ.
وﲡدر اﻹشارة إﱃ أن حﻖ اﳌالﻚ ﰲ الﺘﺼرف و الﺘﻤﺘﻊ ﰲ ﻋﻠو أرضﻪ ليس ﻣﻄﻠقا ﺑﻞ ﻛﺜﲑا ﻣا ﺗرد ﻋﻠيﻪ ﲨﻠة ﻣﻦ
القيود ﺗقﺘﻀيﻬا اﳌﺼﻠﺤة العاﻣة و ﻣﻦ ضﻤنﻬا اﻹرﺗﻔاقات و الﺘﺤﻤﻼت العقارﻳة اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ الﺒاب الﺜاﱐ ﻣﻦ
ال العﻤراﱐ ،والقواﻋد القانون رقﻢ ، 39.08ﻫذا ﻹضاﻓة لﻠقيود الﱵ ﺗﻔرضﻬا القواﻋد اﳌﺘعﻠقة لﺼﺤة و
اﳌﺘﺼﻠة ﲝﻖ اﳌرور و اﳌقررة ﳌﺼﻠﺤة اﳌﻼحة اﳉوﻳة ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ حقوق اﻻرﺗﻔاق اﳌقررة لقواﻋد الﻄﲑان....
إن حﻖ ﻣﻠﻜية اﻷرض ﻳﺸﻤﻞ ﻣﻠﻜية ﻣا ﲢﺘﻬا ،ﻓﻠﻠﻤالﻚ أن ﻳقيﻢ ﻓيﻬا أﺑنية أو أنﻔاقا وأن ﻳﺴﺘﺨرج ﻣنﻬا ﲨيﻊ اﳌواد
الﱵ ﳝﻜﻦ أن ﳛﺼﻞ ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ ﻣواد ﺧام وﻣعادن وﻏﲑﻫا.إﻻ أن الﺘﻤﺘﻊ لعﻤﻖ ،ﻛالﺘﻤﺘﻊ لعﻠو ،ﻻ ﻳعﲏ اﺳﺘﺜﻤار
اﳌالﻚ ﲟا ﲢﺖ أرضﻪ إﱃ ﻣا ﻻ اﻳة ﰲ اﻷﻋﻤاق ،ﺑﻞ إن حقﻪ ،ﻛﻤا ﰲ نﻄاق العﻠو قاصر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔادة ﻣﻦ العﻤﻖ
إﱃ اﳊد اﳌﻔيد ﰲ الﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ،وﰲ حدود القوانﲔ والﻀواﺑط اﳉاري ا العﻤﻞ وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 234ﰲ
ﻓقر ا اﻷﺧﲑة.
وﰲ نﻄاق ﻫذا اﳊد اﳌﻔيد ﻳﺴﺘﻄيﻊ اﳌالﻚ أن ﻳقيﻢ ﰲ ﻋﻤﻖ أرضﻪ ﻣا ﻳﺸاء ﻣﻦ اﻷﺑنية واﳌنﺸﺂت وأن ﳚري ﻓيﻬا ﻛﻞ
ﺗنقيﺐ ﻳرﺗﺌيﻪ وﻳﺴﺘﺨرج ﻣﻦ ﻃنﻬا ﲨيﻊ اﳌواد الﱵ ﳝﻜﻦ اﳊﺼول ﻋﻠيﻬا .ﻛﻤا ﻳﺒقﻰ ﻣﻦ حقﻪ أن ﳝنﻊ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ
اﺳﺘعﻤال ﻋﻤﻖ أرضﻪ دون ﻣواﻓقﺘﻪ ﻛﺤﻔر ﺧندق أو نﻔﻖ ﲢﺖ أرضﻪ أو أﺧذ ﻣواد ﻣﻦ أرضﻪ ،ولﻪ ﻛذلﻚ أن ﻳقﻄﻊ
جذور اﻷشﺠار الﱵ ﲤﺘد إﱃ أرضﻪ ﻣﻦ أرض جارﻩ ﻫذا إضاﻓة إﱃ حقﻪ ﰲ أن ﻳﺘﺼرف ﰲ ﻋﻤﻖ أرضﻪ ﻛﺄن ﻳعﻄﻲ لﻐﲑﻩ
اﳊﻖ ﰲ ﺑناء نﻔﻖ أوحﻔر ﺑﺌر رضﻪ.
واﳉدﻳر لذﻛر أن حﻖ اﳌالﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ أرضﻪ ﲢدﻩ قيود وشروط وأﻫﻢ ﻫذﻩ القيود والﺸروط ﻫﻲ ﺗﻠﻚ الناﲨة ﻋﻦ
اﻷنﻈﻤة اﳌﺘعﻠقة ﳌناجﻢ وﻋﻦ اﻷنﻈﻤة اﳌﺘعﻠقة لﺘﺤﻒ الﻔنية واﻷثرﻳة
30
-1القيود الناﲨة ﻋﻦ اﻷنﻈﻤة اﳌﺘعﻠقة ﳌناجﻢ:
نﻈام اﳌناجﻢ :وﻫﻲ اﳌﻜاﻣﻦ الﻄﺒيعية الﱵ ﺗوجد ﻓيﻬا اﳌواد اﳌنﺠﻤية الوارد ﺗعدادﻫا ﰲ الﻔﺌات الﺴﺖ اﳌذﻛورة ﰲ
الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ ﻣﻦ ظ 16أﺑرﻳﻞ 1953والﱵ ﲢﺘوي ﻣﺜﻼ ،الﻔﺤﻢ اﳊﺠري أو اﳌواد اﳌعدنية ﻛاﳊدﻳد والنﺤاس
والذﻫﺐ أو اﳌواد الﻐازﻳة ،وﻛﻞ ﻫذﻩ اﳌواد ﻣﻦ أﻣﻼك الدولة وﻫﻲ ﻣﺴﺘقﻠة ﻋﻦ ﺳﻄح اﻷرض .أﻣا ﻓيﻤا ﳜﺺ
الﺘنقيﺐ ﻋﻦ قﻲ اﳌواد اﳌنﺠﻤية ،ﻻ ﺑد ﻣﻦ اﳊﺼول ﻋﻠﻰ رﺧﺼة ﺗﺴﻤﻰ " رﺧﺼة اﻻﺳﺘﺜﻤار" أو " اﻣﺘياز
اﻻﺳﺘﺜﻤار" قﺒﻞ الﺸروع ﰲ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤال اﺳﺘﺜﻤار اﳌادة اﳌﻤنوح حﻖ الﺘنقيﺐ ﻋﻠيﻬا ،ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة ﺗوقيﻊ ﻋقوﺑة
حﺒﺴيﻬو ﻏراﻣة ﻣالية .
نﻈام اﳌقالﻊ :وﻫﻲ اﳌﻜاﻣﻦ الﻄﺒيعية الﱵ ﺗوجد ﻓيﻬا ﻣواد ﻣنﺠﻤية ﻏﲑ ﻣﺼنﻔة ﰲ ﻓﺌات اﳌناجﻢ الﺴﺖ ،وﺗﺸﻤﻞ
ﺑﺼورة ﺧاصة اﳌﻜاﻣﻦ الﱵ ﲢﺘوي ﻣواد الﺒناء واﳊﺠارة وﻣناجﻢ الﻔﺤﻢ .وﺗعﺘﱪ اﳌقالﻊ ﺑعة لﺴﻄح اﻷرض ،وﳚﺐ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ شﺨﺺ ﻳرﻏﺐ ﰲ ﻓﺘح أوﰲ اﺳﺘﺜﻤار ﻣقﻠﻊ واقﻊ ﰲ أرض ﺧاصة أن ﻳقدم ﺗﺼرﳛا ﺑذلﻚ إﱃ وزارة اﳌعنية
ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة ﻋقوﺑة حﺒﺴية و ﻏراﻣة ﻣالية نﺺ ﻋﻠيﻬا الﻔﺼﻞ 15ﻣﻦ ظﻬﲑ 05ﻣاﻳو . 1914
ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓيﻤا ﻳﻠﻲ :نﺺ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ القيود الﻈﻬﲑ اﳌﺆرخ ﰲ 11شعﺒان 21) 1364ﻳوليوز (1945و الذي قيد
حﻖ اﳌالﻚ ﰲ الﺘنقيﺐ ﻋﻦ الﺘﺤﻒ و اﻷ ر الﻔنية ﲟا ﻳﻠﻲ :
-ﻻ ﳚوز ﻷحد أن ﻳنقﺐ ﻋﻠﻰ اﻵ ر الﻔنية ﺑدون ﺗرﺧيﺺ ﻣﺴﺒﻖ ﻣﻦ وزارة اﳌعنية حﱴ ولو ﻛانﺖ اﻷرض اﳌراد
الﺘنقيﺐ ﻓيﻬا جارﻳة ﲟﻠﻜﻪ .
-إذا اﻛﺘﺸﻒ ﲢﻒ أو نقود أو آ ر ﻓنية صدﻓة أثناء القيام ﲝﻔر ت أن ﳜﱪ ﻋﻦ ﻫذا اﻻﻛﺘﺸاف الﺴﻠﻄة الﺒﻠدﻳة أو
اﶈﻠية .
-حﻖ الوزارة ﰲ ﲤﻠﻚ ﻣا ﰎ اﻛﺘﺸاﻓﻪ ﻣﻦ أ ر ﻓنية ،ﺧﻼل ﺳﺘة أشﻬر ﻣﻦ رﻳخ إﻋﻼﻣﻬا ﺑذلﻚ ،وﻣقاﺑﻞ أداﺋﻬا
لﻠﻤﻜﺘﺸﻒ ﺗعوﻳﻀا ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻪ ،أو ﺗقﻀﻲ ﺑﻪ اﶈﻜﻤة.
ﻣﻦ اﳌعروف أن الﺸرﻳعة اﻹﺳﻼﻣية أقرت ﻣﺒدأ ﻣنﻊ اﳌالﻚ ﰲ الﺘعﺴﻒ ﰲ اﺳﺘعﻤال حقﻪ .وﻫذا اﳌﺒدأ ﻳقﺘﻀﻲ أنﻪ ﻻ
ﳚوز ﻷي ﻣالﻚ – وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ ﻣالﻚ العقار – أن ﻳﺴﺘعﻤﻞ ﻣﻠﻜﻪ اﺳﺘعﻤاﻻ ﻳﻀر ﺑﻐﲑﻩ ،ولو ﱂ ﺗﺘﺠﻪ نية اﳌالﻚ إﱃ
إحداث ذلﻚ الﻀرر.
31
أﻣا ﰲ القانون الوضعﻲ ،ﻓإن ﻣعﻈﻢ القوانﲔ اﳊدﻳﺜة أصﺒﺤﺖ ﺧذ ﺑنﻈرﻳة الﺘعﺴﻒ ﰲ اﺳﺘعﻤال اﳊﻖ ،وﲤنﻊ ﻋﻦ
ﻃرﻳﻖ ﺗﻄﺒيقﻬا ﻛﻞ ﻣالﻚ ﻣﻦ أن ﻳﺴﺘعﻤﻞ ﻣﻠﻜﻪ ﻓيﻤا ﻳﻀر ﻵﺧرﻳﻦ .ﻛﻤا أ ا ﺗعﱰف ﲝﻖ ﻛﻞ شﺨﺺ ﰲ أن ﻳﻄالﺐ
ﺑرﻓﻊ الﻀرر الﻼحﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ جراء اﺳﺘعﻤال اﳌالﻚ ﳌﻠﻜﻪ اﺳﺘعﻤاﻻ ﺳيﺌا.وﻣﻦ ذلﻚ ﻣا نﺺ ﻋﻠيﻪ الﻔﺼﻞ 906ﻣﻦ
القانون اﳌدﱐ اﻷﳌاﱐ ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﻻ ﳚﱪ اﳌالﻚ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ الﻐازات واﻷﲞرة والرواﺋح والدﺧان واﳍﺒاب
واﳊرارة والﻀوضاء واﻻﻫﺘﺰاز وﳓوﻫا إذا ﻛان الﻀرر الناشﺊ ﻋنﻬا ﻓﻬا زﻫيدا ،أو إذا ﻛانﺖ شﺌة ﻋﻦ اﺳﺘعﻤال
العقار اﺳﺘعﻤاﻻ ﻋاد حﺴﺐ ﻋرف اﳌﻜان.
وﰲ ﻓرنﺴا ﰲ ظﻞ ﻋدم وجود نﺺ ﻳﺆﻃر نﻈرﻳة إﺳاءة اﺳﺘعﻤال اﳊﻖ .ﻓإن الﻔقﻪ و القﻀاء اﺳﺘند ﻋﻠﻰ القاﻋدة الﱵ
وردت ﰲ الﻔﺼﻞ 1382ﻣﻦ القانون اﳌدﱐ الﻔرنﺴﻲ ﻹقرار ﻫذﻩ النﻈرﻳة .
أﻣا ﰲ اﳌﻐرب ﻓﻤدونة اﳊقوق العينية ﱂ ﺗنﺺ ﺑﺸﻜﻞ واضح و صرﻳح ﻋﻠﻰ نﻈرﻳة الﺘعﺴﻒ ﰲ اﺳﺘعﻤال اﳊﻖ ﻋﻠﻰ
ﻏرار ظﻬﲑ 19رجﺐ اﳌﻠﻐﻰ ،إﻻ أنﻪ ﻣﻊ ذلﻚ ﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘناد إﱃ ﺑعﺾ النﺼوص اﳌﻀﻤنة ﲟدونة اﳊقوق العينية
ﻹقرار ﻫذﻩ النﻈرﻳة ،و ﻫﻜذا ﻓإنﻪ لرجوع إﱃ اﳌادﺗﲔ 14و 19ﳒدﳘا ﺗنﺼان ﻋﻠﻰ أن لﺼاحﺐ حﻖ اﳌﻠﻜية
ﺳﻠﻄة اﺳﺘعﻤالﻪ و اﺳﺘﻐﻼلﻪ و الﺘﺼرف ﻓيﻪ لﻜﻦ ﰲ حدود القانون أو اﻻﺗﻔاق أو اﻷنﻈﻤة اﳉاري ا العﻤﻞ.
ﻛﻤا ﺗنﺺ اﳌادة 20ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﻻ ﻳﺴوغ ﳌالﻚ العقار أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ ﺗﺼرﻓا ضارا ﲝقوق
الﻐﲑ اﳌﺘعﻠقة ﺑذلﻚ العقار ،و نﺼﺖ أﻳﻀا اﳌادة 21ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﻻ ﻳﺴوغ ﳌالﻚ العقار أن ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ اﺳﺘعﻤاﻻ ﻣﻀرا
ﲜارﻩ ضررا ﺑﻠيﻐا".
ولﻜﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود اﳌﻐرﰊ وردت ﻓيﻪ نﺼوص ﺗﺴد النقﺺ وﺗقر صراحة وجوب اﻷﺧذ ﺑنﻈرﻳة إﺳاءة
اﺳﺘعﻤال اﳊﻖ ﰲ اﳊقﻞ العقاري ،ﻓالقانون اﳌذﻛور نﺺ ﰲ الﻔﺼﻞ 77ﻋﻠﻰ أن " :ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳرﺗﻜﺒﻪ اﻹنﺴان…
وﻳﻜون ﻣﻦ شﺄنﻪ أن ﳛدث ضررا لﻐﲑ ﻳﻠﺰم ﻣرﺗﻜﺒﻪ ﺑﺘعوﻳﺾ ﻫذا الﻀرر" .ﻛﻤا أقر الﻔﺼﻞ 91ﻣﻦ نﻔس
القانونﻠﻠﺠﲑان اﳊﻖ ﰲ إقاﻣة دﻋوى ﻋﻠﻰ أصﺤاب اﶈﻼت اﳌﻀرة لﺼﺤة أو اﳌقﻠقة لﻠراحة ﺑﻄﻠﺐ ،إﻣا إزالة ﻫذﻩ
اﶈﻼت ،وإﻣا إجراء ﻣا ﻳﻠﺰم ﻓيﻬا ﻣﻦ الﺘﻐيﲑ لرﻓﻊ اﻷضرار الﱵ ﻳﺘﻈﻠﻤون ﻣنﻬا .وﻻ ﳛول الﱰﺧيﺺ الﺼادر ﻣﻦ
الﺴﻠﻄات اﳌﺨﺘﺼة دون ﻣﺒاشرة ﻫذﻩ الدﻋوى.
ﰒ إن قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود اﳌﻐرﰊ ﰲ الﻔﺼﻞ 92ﲟﻔﻬوم اﳌﺨالﻔة ﺧول لﻠﺠار اﳌﻄالﺒة زالة اﻷضرار الناشﺌة
ﻋﻦ اﻻلﺘﺰاﻣات العادﻳة لﻠﺠوار ﻛالدﺧان الذي ﻳﺘﺴرب ﻣﻦ اﳌداﺧﻦ وﻏﲑﻩ ﻣﻦ اﳌﻀار الﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲡنﺒﻬا والﱵ ﻻ
ﺗﺘﺠاوز اﳊد اﳌﺄلوف.
نيا :القيود القانونية اﳌقررة لﻠﻤﺼﻠﺤة العاﻣة
ليس ﻣﻦ شﻚ ﰲ انﻪ حيﺚ ﻳﺘعارض حﻖ اﳌﻠﻜية ﻣﻊ ﻣﺼﻠﺤة ﻋاﻣة ﻓإن ﻫذﻩ اﳌﺼﻠﺤة ﻫﻲ الﱵ ﺗقدم .لذلﻚ ﻓإن
اﳌﺸرع ﻳورد ﺑعﺾ القيود الﱵ ﲢد ﻣﻦ ﺳﻠﻄات اﳌالﻚ ﻣراﻋاة لﻠﻤﺼﻠﺤة العاﻣة وﺗرجيﺤاً ﳍا ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤة اﳌالﻚ
اﳋاصة .وﻫذﻩ القيود ﻛﺜﲑة ﻳرد ﻣعﻈﻤﻬا ﰲ ﺗﺸرﻳعات ﺧاصةنعرض ﻷﳘﻬا ﻓيﻤا ﰐ:
32
أ :القيود الﱵ ﲢد ﻣﻦ ﺳﻠﻄة اﳌالﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻠو أرضﻪ ،ﻓيﺠﱪ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣعارضة الﻄاﺋرات ﻣﻦ اﳌرور ﰲ الﻄﺒقة
اﳉوﻳة الﱵ ﺗعﻠو أرضﻪ ،و ﻋﻠﻰ ﻋدم ﳑانعة الدولة ﻣﻦ وضﻊ دﻋاﺋﻢ و أﻋﻤدة ﰲ العقارات اﳋاصة ،ﺑﻐية إنﺸاء و
اﺳﺘﺜﻤار وصيانة اﳋﻄوط الﱪقية و اﳍاﺗﻔية ،و ﻋﻠﻰ ﻣنﻊ أصﺤاب العقارات ا اورة لﻠﻤﻄارات و لقواﻋد الﻄﲑان ﻋﻠﻰ
ﻣﺴاﻓة ﺗعﲔ وﻓﻖ اﻷنﻈﻤة الدولية ،إقاﻣة أﻳة ﻣنﺸﺄت ﻋﻠﻰ ﻋقارا ﻢ أو اﻻرﺗﻔاع ذﻩ اﳌنﺸﺄت أﻛﺜر ﻣﻦ ﻋﻠو ﻣعﲔ
حﺴﺐ اﻷحوال.
ب :القيود الﱵ ﲢد ﻣﻦ ﺳﻠﻄة اﳌالﻚ ﻋﻠﻰ أﻋﻤاق أرضﻪ ،حيﺚ ﻻ ﳚوز لﻪ ﻓﺘح اﳌقالﻊ أو الﺘﺤري ﻋﻦ اﳌناجﻢ
واﺳﺘﻐﻼﳍا و ﻣﻦ الﺘنقيﺐ ﻋﻦ الﺘﺤﻒ و اﻷ ر ،إﻻ ضﻤﻦ شروط ﻣعينة ،و قد ﺳﺒﻖ وأن ﲝﺜنا ﻫذا ﰲ إﻃار حﻖ
اﳌﻠﻜية
ج :نﺰع اﳌﻠﻜية لﻠﻤنﻔعة العاﻣة :اﳌﻠﻜية حﻖ ﻣﺼون ﻻ ﳚوز اﻻﻋﺘداء ﻋﻠيﻪ وحرﻣان اﳌالﻚ ﻣنﻪ إﻻ ﰲ اﻻحوال الﱵ
قررﻫا القانون .وﳍذا ﻓقد نﺼﺖ اﳌادة ) (23ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ انﻪ " :ﻻ ﳛرم أحد ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ إﻻ ﰲ
اﻷحوال الﱵ ﻳقررﻫا القانون.ﻻ ﺗنﺰع ﻣﻠﻜية أحد إﻻ ﻷجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة ووﻓﻖ اﻹجراءات الﱵ ﻳنﺺ ﻋﻠيﻬا القانون،
وﻣقاﺑﻞ ﺗعوﻳﺾ ﻣناﺳﺐ".
وﻳﺘﻀح ﻣﻦ اﻻحﻜام الﱵ اوردﻫا اﳌﺸرع ﰲ النﺼوص اﳌﺘقدﻣة ان ﻫناك ضﻤا ت ﺗﺆﻣﻦ حﺼانة اﳌﻠﻜية اﳋاصة وﻋدم
حرﻣان اﳌالﻚ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ دون رضاﻩ .وﻫذﻩ الﻀﻤا ت ﻫﻲ :
1ـ ﻋدم جواز نﺰع اﳌﻠﻜية اﳋاصة إﻻ لﻠﻤنﻔعة العاﻣة وﰲ اﻻحوال الﱵ ﻳقررﻫا القانون.
-2وجود اﺗﺒاع اﻻجراءات الﱵ قررﻫا القانون رقﻢ 7.81اﳌﺘعﻠﻖ ﺑنﺰع اﳌﻠﻜية ﻷجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة و ﻻحﺘﻼل
اﳌﺆقﺖ؛ اﳉرﻳدة الرﲰية ﻋدد 3685ﺑﺘارﻳخ 3رﻣﻀان 15) 1403ﻳونيﻪ ،(1983ص 980؛ ﻛﻤا ﰎ ﺗﻐيﲑﻩ
وﺗﺘﻤيﻤﻪ.
د :القيود الواردة ﰲ القانون رقﻢ 90-12اﳌﺘعﻠﻖ لﺘعﻤﲑ أو القانون رقﻢ 90-25اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺠﺰ ت العقارﻳة و
ا ﻤوﻋات الﺴﻜنية و ﺗقﺴيﻢ العقارات ،و ﳕﺜﻞ لﺒعﻀﻬا ﲟا ﻳﻠﻲ:
-نﺼﺖ اﳌواد 43-41-40ﻣﻦ القانون رقﻢ 12-90اﳌﺘعﻠﻖ لﺘعﻤﲑ ﻋﻠﻰ أنﻪ ﳝنﻊ القيام لﺒناء أو إدﺧال
الﺘﻐيﲑات ﻋﻠﻰ اﳌﺒاﱐ دون اﳊﺼول ﻋﻠﻰ رﺧﺼة ﺑذلﻚ ،ﻳﺴﻠﻤﻬا رﺋيس ا ﻠس اﳉﻤاﻋﻲ وذلﻚ ﺑعد الﺘﺤقﻖ ﻣﻦ أن
اﳌﺒﲎ اﳌﺰﻣﻊ إقاﻣﺘﻪ ﺗﺘوﻓر ﻓيﻪ الﺸروط الﱵ ﺗﻔرضﻬا اﻷحﻜام الﺘﺸرﻳعية والﺘنﻈيﻤية اﳉاري ا العﻤﻞ
33
-اﳌادة 3ﻣﻦ القانون رقﻢ 25-90اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺠﺰ ت العقارﻳة " ﻳﺴﻠﻢ رﺋيس ﳎﻠس اﳉﻤاﻋة اﳊﻀرﻳة أو القروﻳة
اﻻذن ﰲ القيام حداث الﺘﺠﺰ ت العقارﻳة اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ اﳌادة 2أﻋﻼﻩ ".
-نﺼﺖ اﳌاد 5ﻣﻦ القانون رقﻢ 25-90اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺠﺰ ت العقارﻳة ﻋﻠﻰ أنﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ قﺒول ﻃﻠﺐ إحداث ﲡﺰﺋة
ﻋقارﻳة إذا ﻛانﺖ اﻷرض اﳌراد ﲡﺰﺋﺘﻬا ﻏﲑ ﳏﻔﻈة وﻻ ﺑﺼدد الﺘﺤﻔيﻆ.وﻻ ﻳﻜون الﻄﻠﺐ ﻣقﺒوﻻ إذا ﺗعﻠﻖ اﻻﻣر رض
ﺑﺼدد الﺘﺤﻔيﻆ اﻻ إذا ﻛان اﻻجﻞ اﶈدد لﺘقدﱘ الﺘعرضات ﻋﻠﻰ الﺘﺤﻔيﻆ قد انﺼرم دون ﺗقدﱘ أي ﺗعرض ﻋﻠﻰ
ﲢﻔيﻆ العقار اﳌراد ﲡﺰﺋﺘﻪ.
اﻷصﻞ أن ﻣﺜﻞ ﻫذﻩ اﻻشﱰاﻃات ﻏﲑ جاﺋﺰ نﻈرا لﻼﻋﺘﺒارات الﱵ ذﻛر ﺳاﺑقا .وﻣﻦ ﰎ ﳒد أن الﻔقﻬاء ﻫاﲨوا ﻣﺜﻞ
ﻫذﻩ اﻻشﱰاﻃات ﻋندﻣا ظﻬرت ﰲ اﳊياة العﻤﻠية،إﻻ أن ﻣنﻄﻠﻖ الواقﻊ ﰲ اﳊياة العﻤﻠية ﻛان أقوى ﻣﻦ ﻣنﻄﻖ
القانون.
ﻓقد ظﻬر وجود حاﻻت ﻳﺴﺘند ﻓيﻬا اﳌنﻊ إﱃ ﻣﱪرات ﻋﻤﻠية ﻣعقولة ،وﻣﻦ ﰎ أﺧد ﺑﺼﺤة ﻣﺜﻞ ﻫذﻩ اﻻشﱰاﻃات إذا
ﻛانﺖ ﺗقوم ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤة جدﻳة .ﻓالقﻀاء و الﻔقﻪ ﰲ ﻓرنﺴا و ﰲ ﻏياب نﺺ ﰲ القانون اﳌدﱐ اﺳﺘقر ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒار
ﻣﺜﻞ ﻫذﻩ الﺸروط ﻣقﺒولة ،و ﻫو الﺘوجﻪ نﻔﺴﻪ الذي أقرﺗﻪ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ الﺘﺸرﻳعات اﳊدﻳﺜة حيﺚ نﺼﺖ الﻔقرة اﻷوﱃ
ﻣﻦ اﳌادة 823ﻣﻦ القانون اﳌدﱐ اﳌﺼري ﻋﻠﻰ أنﻪ " إذا ﺗﻀﻤﻦ العقد أو الوصية شرﻃا ﻳقﻀﻲ ﲟنﻊ الﺘﺼرف ﰲ
ﻣال ،ﻓﻼ ﻳﺼح ﻫذا الﺸرط ﻛﻤا ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺒنيا ﻋﻠﻰ ﻋﺚ ﻣﺸروع ،و ﻣقﺼور ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻣعقولة".
أﻣا القانون اﳌﻐرﰊ ﻓﻼ ﻳوجد نﺺ صرﻳح ﳚيﺰﻫا ﺳواء ﰲ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات و العقود أو ﰲ ظﻬﲑ 19رجﺐ اﳌﻠﻐﻰ ،
ﻏﲑ أن الﻔقﻪ اﺳﺘند ﻋﻠﻰ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ النﺼوص لﻠقول أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ أقر ﻣﺒدأ صﺤة القيود اﻻﺗﻔاقية ،ﻣنﻬا
الﻔﺼﻞ 492ﻣﻦ ق ل ع نﺺ ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﲟﺠرد ﲤام الﺒيﻊ ،ﻳﺴوغ لﻠﻤﺸﱰي ﺗﻔوﻳﺖ الﺸﻲء اﳌﺒيﻊ ولو قﺒﻞ حﺼول
الﺘﺴﻠيﻢ ،وﻳﺴوغ لﻠﺒاﺋﻊ أن ﳛيﻞ حقﻪ ﰲ الﺜﻤﻦ ولو قﺒﻞ الوﻓاء .وذلﻚ ﻣا ﱂ ﻳﺘﻔﻖ العاقدان ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ . "...اﻷﻣر
الذي ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻪ اﻋﺘﺒار ﻋقد الﺒيﻊ اﳌﺘﻀﻤﻦ قيدا ﳝنﻊ اﳌﺸﱰي ﻣﻦ الﺘﺼرف ﰲ اﳌﺒيﻊ قﺒﻞ انقﻀاء زﻣﻦ ﻣعﲔ ،ﻋقدا
صﺤيﺤا والقيد ﻣعﺘﱪا .ﻛﻤا نﺼﺖ اﳌادة 285ﻣﻦ ﻣدونة اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﻳﺼح ﺗعﻠيﻖ الوصية لﺸرط وﺗقييدﻫا
34
ﺑﻪ إن ﻛان الﺸرط صﺤيﺤا ،والﺸرط الﺼﺤيح ﻣا ﻛان ﻓيﻪ ﻣﺼﻠﺤة لﻠﻤوصﻲ أو لﻠﻤوصﻰ لﻪ أو لﻐﲑﳘا وﱂ ﻳﻜﻦ ﳐالﻔا
لﻠﻤقاصد الﺸرﻋية
وﺑﺼدورﻣدونة اﳊقوق العينية ﳝﻜﻦ القول أ ا وضعﺖ حدا ﳍذا الﻐﻤوض الﺘﺸرﻳعﻲ حول صﺤة القيود
اﻻﺗﻔاقيةوﺳاﻳرت الﺘﺸرﻳعات اﳊدﻳﺜة ﰲ إقرار ﻫذﻩ القيود ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌادة 14الﱵ نﺼﺖ ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﳜول حﻖ
اﳌﻠﻜية ﻣالﻚ العقار دون ﻏﲑﻩ ﺳﻠﻄة اﺳﺘعﻤالﻪ واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ ،وﻻ ﻳقيدﻩ ﰲ ذلﻚ إﻻ القانون أو اﻻﺗﻔاق "
.وذلﻚ شرط أن ﻳﻜون القيد ﻏﲑ ﳐالﻒ لﻠقانون أو النﻈام العام و أن ﻳﻜون ﳑا ﳛقﻖ اﳌنﻔعة اﳌﺸروﻋة ﻷحد
اﳌﺘعاقدﻳﻦ أو لﻠﻐﲑ ﻣﻊ اقﺘﺼار القيد ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻣعقولة.
* ﻛﻞ حاﺋط ﻳﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﻋقارﻳﻦ ﻳعد ﻣﺸﱰﻛا ﺑينﻬﻤا إﱃ اﻳة ﺧط اﻻشﱰاك ﻣا ﱂ ﻳقﻢ الدليﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذلﻚ) .
اﳌادة ( 28
* ﳛﻖ لﻜﻞ شرﻳﻚ ﰲ اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك أن ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ ﲝﺴﺐ الﻐرض الذي أﻋد لﻪ ولﻪ ﻋﻠﻰ وجﻪ اﳋﺼوص أن ﻳقيﻢ
ﲜانﺒﻪ ﺑناء أو أن ﻳﻀﻊ ﻓوقﻪ ﻋوارض أو دﻋاﺋﻢ ليﺴد الﺴقﻒ لﻜﻦ لقدر الذي لﺸرﻳﻜﻪ شرط أن ﻻ ﳛﻤﻠﻪ ﻓوق
ﻃاقﺘﻪ وذلﻚ ﻣﻊ ﻣراﻋاة القوانﲔ واﻷنﻈﻤة.
* ﺗقﻊ اﳌﺼارﻳﻒ الﻀرورﻳة ﻹصﻼح وﲡدﻳد اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا ﲨيﻊ الﺸرﻛاء ﻛﻞ ﲝﺴﺐ حﺼﺘﻪ ﻓيﻪ.
*ﻻ ﳚوز لﻠﺸرﻳﻚ أن ﻳﺘﺼرف ﰲ اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك قاﻣة ﺑناءات أو ﻣنﺸﺂت ﻋﻠيﻪ إﻻ ﲟواﻓقة شرﻳﻜﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋاة
القوانﲔ واﻷنﻈﻤة.
35
*ﳛﻖ لﻜﻞ شرﻳﻚ أن ﻳعﻠﻲ اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك ،ﻏﲑ أنﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ وحدﻩ نﻔقات الﺘعﻠية وصيانة اﳉﺰء اﳌعﻠﻰ ﻋﻠﻰ أﻻ
ﻳﻠﺤﻖ ذلﻚ ضررا ﲜارﻩ.
ﻓإذا ﱂ ﻳﻜﻦ اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك صاﳊا لﺘﺤﻤﻞ الﺘعﻠية ﻓعﻠﻰ ﻣﻦ ﻳرﻏﺐ ﻓيﻬا ﻣﻦ الﺸرﻛاء أن ﻳعيد ﺑناءﻩ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ
وحدﻩ ﺑﺸرط أن ﺗقﻊ ز دة ﲰﻜﻪ ﰲ أرضﻪ.
*ﻻ ﳚوز لﻠﺠار أن ﳚﱪ جارﻩ ﻋﻠﻰ الﺘنازل لﻪ ﻋﻦ حﺼﺘﻪ ﰲ اﳊاﺋط اﳌﺸﱰك .ﻏﲑ أنﻪ ﳝﻜﻦ لﻠﺠار الذي ﱂ ﻳﺴاﻫﻢ ﰲ
نﻔقات الﺘعﻠية أن ﻳﺼﺒح شرﻳﻜا ﰲ اﳉﺰء اﳌعﻠﻰ إذا دﻓﻊ نﺼيﺒﻪ ﰲ نﻔقات الﺘعﻠية وﰲ قيﻤة اﻷرض الﱵ ﺗقﻊ ﻋﻠيﻬا
ز دة الﺴﻤﻚ.
الﻄرﻳﻖ اﳋاص اﳌﺸﱰك ﻣﻠﻚ ﻣﺸاع ﺑﲔ ﻣﻦ ﳍﻢ حﻖ اﳌرور ﻓيﻪ ،وﻻ ﳚوز ﻷحدﻫﻢ أن ﳛدث ﻓيﻪ شيﺌا ،ﺳواء ﻛان
ﻣﻀرا أو ﻏﲑ ﻣﻀر ،إﻻ ذن ﻣﻦ قﻲ شرﻛاﺋﻪ.
* ﻻ ﳚوز لﻠﺸرﻛاء ﰲ الﻄرﻳﻖ اﳌﺸﱰك أن ﻳﻄﻠﺒوا قﺴﻤﺘﻪ وﻻ أن ﻳﺘﻔقوا ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﻳﺘﻪ ﻣﺴﺘقﻼ وليس ﳍﻢ أن ﻳﺴدوا
ﻣدﺧﻠﻪ ﻣا ﱂ ﻳقﻊ اﻻﺳﺘﻐناء ﻋنﻪ.ﻛﻤا ﻻ ﳚوز ﻷحدﻫﻢ الﺘﺼرف ﰲ حﺼﺘﻪ ﰲ الﻄرﻳﻖ إﻻ ﺗﺒعا لﺘﺼرﻓﻪ ﰲ العقار
اﳌﻤﻠوك لﻪ.
* إذا أﻏﻠﻖ أحد الﺸرﻛاء ﰲ الﻄرﻳﻖ اﳌﺸﱰك ﺑﻪ اﳌﻔﺘوح ﻋﻠيﻪ ﻓﻼ ﻳﺴقط ﺑذلﻚ حقﻪ ﰲ اﳌرور ﻓيﻪ وﳚوزلﻪ وﳋﻠﻔﻪ ﻣﻦ
ﺑعدﻩ أن ﻳعيد ﻓﺘﺤﻪ ﻣﻦ جدﻳد.
* ﻻ ﻳﺴوغ لﻐﲑ الﺸرﻛاء ﰲ الﻄرﻳﻖ اﳌﺸﱰك ﻓﺘح أﺑواب ﻋﻠيﻪ أو اﳌرور ﻓيﻪ ،وﻣﻊ ذلﻚ ﳚوز لﻠﻤارة ﰲ الﻄرﻳﻖ العام
الدﺧول إﱃ الﻄرﻳﻖ اﳋاص اﳌﺸﱰك ﻋند الﻀرورة.
* ﻳﺘﺤﻤﻞ الﺸرﻛاء اﳌﺼارﻳﻒ الﻀرورﻳة ﻹصﻼح وﺗعﻤﲑ الﻄرﻳﻖ اﳌﺸﱰك ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا الﺸرﻛاء ﻓيﻪ ﻛﻞ ﻣنﻬﻢ ﺑنﺴﺒة حﺼﺘﻪ
ﻓيﻪ.إذا رﻓﺾ أحد الﺸرﻛاء اﳌﺴاﳘة ﰲ ﻫذﻩ اﳌﺼارﻳﻒ جاز لﺒاقﻲ الﺸرﻛاء القيام صﻼح الﻄرﻳﻖ وﻣﻄالﺒﺘﻪ قﻀاﺋيا
داء ﻣا ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ ﻫذﻩ اﳌﺼارﻳﻒ.
36
أو لعقد ) الﻔقرة الراﺑعة( او الﺸﻔعة) الﻔقرة اﳋاﻣﺴة( ، .وقد ﻳﻜـون ﺳـﺒاب أﺧـرى ﻛالوﻓـاة وﻳـﺘﻢ ذلـﻚ ﳌـﲑاث
و الوصية أو ﺑﺘدﺧﻞ القﻀاء ) الﻔقرة الﺴادﺳة ( .
الفقرة ا ٔوﱃ :إح اء ا ٔراﴈ اﳌوات و اﳊرﱘ
أوﻻ:إحياء اﻷراضﻲ اﳌوات
أ -اﻹﻃار القانوﱐ :لرجوع اﱃ نﺺ اﳌادة 222ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﳒدﻫا ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ الﺘاﱄ " اﻷراضﻲ
اﳌوات الﺘيﻼ ﻣالﻚ ﳍا ﺗﻜون ﻣﻠﻜا لﻠدولة ،وﻻ ﳚوز وضﻊ اليد ﻋﻠيﻬا إﻻ ذن صرﻳح ﻣﻦ الﺴﻠﻄة اﳌﺨﺘﺼة ﻃﺒقا
لﻠقانون" .وﺗﻀيﻒ اﳌادة 223ﻣﻦ نﻔس اﳌدونة ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﻠﻲ " ﻣﻦ أحيا أرضا ﻣﻦ اﻷراضﻲ اﳌوات ،ذن ﻣﻦ
الﺴﻠﻄة اﳌﺨﺘﺼة ،ﻓﻠﻪ حﻖ اﺳﺘﻐﻼﳍا".وﲢدثﺖ الﻔﺼول 222اﱃ 225ﻣﻦ نﻔس اﳌدونة ﻋﻦ حﻖ اﺳﺘﻐﻼل ﻫذﻩ
اﻷراضﻲ وﻣﻦ اﳌﺨﺘﺺ ﺑذلﻚ ....اﱁ.
ﻛﻤا أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﻛذلﻚ ،أشار أﻳﻀا وﺑﻜيﻔية ﻏﲑ ﻣﺒاشرة اﱃ اﻷراضﻲ الﱵ ﻻ ﻣالﻚ ﳍا أو ﱂ ﻳﺘﻢ الﺘعرف ﻋﻠﻰ
ﻣالﻜيﻬا ﰲ ﻣعرض ﺗﻄرقﻪ لﻠﺘﺤﻔيﻆ اﻻجﺒاري،و لﻀﺒط ﰲ اﳌادة 7-51الﱵ ورد ا " ﲢرر ﻣﻄالﺐ الﺘﺤﻔيﻆ وﺗدرج
ﺗﻠقاﺋيا ﰲ اﺳﻢ اﳌﻠﻚ اﳋاص لﻠدولة لنﺴﺒة لﻠقﻄﻊ الﱵ ﱂ ﻳﺘﻢ الﺘعرف ﻋﻠﻰ ﻣالﻜيﻬا أثناء أشﻐال الﺒﺤﺚ"
انﻄﻼقا ﳑا ﺗقدم ،ﳒد أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ اﻋﺘﱪ أراضﻲ اﳌوات ﻫﻲ اﻷﻣﻼك الﱵ ﻻ ﻣالﻚ ﳍا ،وﻫﻲ لﺘاﱄ وﺑقوة
القانون ﻣﻠﻚ لﻠدولة ،وﰲ ﺗوجﻬﻪ ﻫذا ﻓإن اﳌﺸرع اقﺘﺼر ﻓقط ﻋﻠﻰ اﻳراد ﻋﺒارة اﻷراضﻲ )أي العقارات( الﱵ ﻻ
ﻣالﻚ ﳍا ،وﱂ ﻳﺴﺘعﻤﻞ ﻋﺒارة اﻷﻣوال ﻏﲑ اﳌﻤﻠوﻛة ﻷي أحد ،ﻋﻜس ﺑعﺾ الﺘﺸرﻳعات اﻷﺧرى.
وﻣﻬﻤا ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﻣر ،ﻓإن اﻷراضﻲ اﳌوات حﺴﺐ الﺘعرﻳﻒ القانوﱐ ،ﻫﻲ اﻷراضﻲ ﻏﲑ اﳌﺴﺘعﻤﻠة ﻋﻤﻠيا ،وﻻ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬا
أي أحد ،و لﺘاﱄ ﻓﻬﻲ ﺑقوة القانون ﻣﻠﻚ لﻠدولة ،ﻏﲑ أنﻪ ﻣﻜان اﻷشﺨاص اﺳﺘﻐﻼﳍا وﻓﻖ ﻃرق قانونية ﻣعينة ﻳﺆدي
ﻋدم ﺳﻠوﻛﻬا ﻣﻦ قﺒﻠﻬﻢ اﱃ اﻋﺘﺒارﻫﻢ ﰲ حﻜﻢ اﶈﺘﻠﲔ أو الﻐاصﺒﲔ ﳍا .
و ﻳﻜون إحياء اﻷرض اﳌوات ﲜعﻠﻬا صاﳊة لﻼﺳﺘﻐﻼل ،وﻳﺘﻢ إحياؤﻫا ﺑﺰراﻋﺘﻬا أو ﻏرس أشﺠار ا أو إقاﻣة
ﻣنﺸﺂت ﻋﻠيﻬا أو ﺗﻔﺠﲑ ﻣاء ا أو صرﻓﻪ ﻋنﻬا.
والﺴﺆال اﳌﻄروح ﻛيﻒ ﳝﻜﻦ ﳍﻢ اﺳﺘﻐﻼﳍا وﻣا ﻫﻲ اﻹجراءات اﳌﺘﺒعة ﰲ ذلﻚ ؟ ﻫذا الﺘﺴاؤل ﺳوف ﺗﺘﻢ اﻹجاﺑة ﻋنﻪ
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣا ﻳﻠﻲ :
ب -حﻖ الدولة ﰲ ﲤﻠﻚ أراضﻲ اﳌوات وﻣﺸروﻋية احياﺋﻬا واﺳﺘﻐﻼﳍا ﻣﻦ ﻃرف الﻐﲑ
لرجوع اﱃ القانون اﳌﻐرﰊ ﳒد أن ﻫذا اﻷﺧﲑ ﱂ ﳛﻜﻢ ﻣﺴالة ﺗنﻈيﻢ أراضﻲ اﳌوات ﺑنﺺ قانوﱐ إﻻ ﺑعد صدور
ﻣدونة اﳊقوق العينية والﱵ ﺳﺘقراء اﳌواد 222اﱃ 226ﻣنﻬا ) ،الواردة ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية و لﻀﺒط ﰲ
37
الﻜﺘاب الﺜاﱐ اﳌﺘعﻠﻖ ﺳﺒاب ﻛﺴﺐ اﳌﻠﻜية والقﺴﻤة-الﻔﺼﻞ اﻷول اﳌﺘعﻠﻖ حياء اﻷراضﻲ اﳌوات واﳊرﱘ
واﻻلﺘﺼاق واﳊيازة( ،ﳒد أن ﺗﻠﻜﻢ الﻔﺼول ﺗقر و ﺗﺆﻛد ﺑﻜون اﻷراضﻲ الﱵ ﻻ ﻣالﻚ ﳍا ﻫﻲ ﻣﻠﻚ لﻠدولة ،ﻛﻤا أنﻪ
ﻻ ﳚوز وضﻊ اليد ﻋﻠيﻬا إﻻ ذن صرﻳح ﻣﻦ الﺴﻠﻄة اﳌﺨﺘﺼة ﻃﺒقا لﻠقانون ،وﻣﻦ جانﺐ اﺧر ﻓإن ﻣﻦ احﲕ ارضا
ﻣيﺘة ذن ﻣﻦ الﺴﻠﻄة اﳌﺨﺘﺼة ﻓﻠﻪ ﻓقط حﻖ اﺳﺘﻐﻼﳍا.....اﱁ .
-2ان اﺳﺘﻐﻼﳍا وﺗﺴيﲑﻫا ﻣﻦ قﺒﻞ الﻐﲑ ﻻ ﳝﻜﻦ ان ﻳﺘﻢ ،اﻻ ﺑعد اﳊﺼول ﻋﻠﻰ اﻻذن او الﱰﺧيﺺ ﻣﻦ الﺴﻠﻄة
اﳌﺨﺘﺼة.
-3الﻐﲑ ،لﻪ اﳊﻖ ﰲ اﻻﺳﺘﻐﻼل ﻓقط دون اﻻدﻋاء ﰲ ﻳوم ﻣﻦ اﻷ م ﻣﻠﻜية الرقﺒة الﱵ ﻫﻲ لﻠدولة وﺑقوة القانون.
نيا :اﳊرﱘ
اﳊرﱘ ﻫو ﻣا ﲤس اﳊاجة إليﻪ لﺘﻤام اﻻنﺘﻔاع ﳌعﻤور ،أو ﻣا ﳛﺘاج إليﻪ ﳌﺼﻠﺤة العاﻣر ﻣﻦ اﳌراﻓﻖ ،ﻛﺤرﱘ الﺒﺌر ،وﻓناء
الدار ،والﻄرﻳﻖ ،وﻣﺴيﻞ اﳌاء ،و قد نﺼﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ أحﻜام اﳊرﱘ ﰲ اﳌادة 226ﻣنﻬا " ﳛدد
اﳊرﱘ ﻋﻠﻰ النﺤو الﺘاﱄ:
38
اندﻣاج أو اﲢاد شيﺌﲔ ﻣﺘﻤيﺰﻳﻦ أحدﳘا ﻋﻦ اﻵﺧر ،وﳑﻠوﻛﲔ ﳌالﻜﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ،إذ ﻳﺼﲑ الﺸيﺌان واحد ﺑﻔعﻞ
اندﻣاجﻬﻤا ،وﻳﺘعذر ﻓﺼﻠﻬﻤا دون ﺗﻠﻒ ،وﺑذلﻚ ﳜرج ﻋﻦ ﻣﻔﻬوم اﻻندﻣاج اﻹصﻼحات الﱵ ﻳقوم ا اﳊاﺋﺰ ﰲ ﻣﻠﻚ
ﻏﲑﻩ ،وﻛذلﻚ الﺜﻤار الﱵ ﻳنﺘﺠﻬا الﺸﻲء ﻛيﻔﻤا ﻛان نوﻋﻬا وأﻳﻀا اﳌنﺘﺠات".
إذن ؛ ﻳﺘﻀح ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫذا الﺘعرﻳﻒ أن اﻻلﺘﺼاق ﰲ جوﻫرﻩ وﺳيﻠة ﺗﺴﻤح نﺼﻬار شيﺌﲔ ﻣﺘﻤيﺰان ﻋﻦ ﺑعﻀﻬﻤا
الﺒعﺾ ،ﻳﺘﻤﺨﺾ ﻋﻦ اﻣﺘﺰاجﻬﻤا وﻻدة شﻲء جدﻳد ﻣﺘﻤيﺰ ﲞﺼاﺋﺼﻪ وﻣﺘﻔرد ﺑعناصرﻩ ،وقد ﻳﻜون ﻫذا اﻻلﺘﺼاق ﺑﲔ
ﻋقار وﻋقار أو ﺑﲔ ﻋقار وﻣنقول ،لﻜﻦ اﻻلﺘﺼاق ذا اﳌﻔﻬوم ﻻ ﻳﺘﺤقﻖ إﻻ ﺑﺘوﻓر ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ الﺸروط والﻀواﺑط
ﻣنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،و لﻀﺒط ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 227إﱃ . 238
ﻣﻦ أجﻞ اﻻﻋﺘداد ﻻلﺘﺼاق ﻛوﺳيﻠة لﻜﺴﺐ اﳌﻠﻜية ،ﻻ ﺑد ﻣﻦ ﺗواﻓر ﲨﻠة ﻣﻦ الﺸروط اﳉوﻫرﻳة الﱵ ﻳنﺘﺞ ﻋﻦ
انﺘﻔاؤﻫا انعدام اﻻلﺘﺼاق ،وﻣﻦ أﻫﻢ الﺸروط نذﻛر :
* أن ﻳﻜون شيﺌان ﻣاد ن ﻣﺘﻤيﺰان أحدﳘا أﻛﺜر أﳘية ﻣﻦ اﻷﺧر ،ﲝيﺚ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒار أحدﳘا أصﻼ واﻷﺧر ﺑعا؛
ﻳقﺼد ذا الﺸرط وجود شيﺌﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﰲ ﻃﺒيعﺘﻬﻤا ﻳﻜون أحدﳘا أﻛﺜر قيﻤة ﻣﻦ اﻵﺧر ،ﳑا ﻳﺆدي إﱃ اﻋﺘﺒارﳘا
شيﺌا واحد ،وﻣﺜال ذلﻚ اﻷشﻐال والﺒناءات الﱵ ﻳقوم ا شﺨﺺ ﰲ العقار اﳌﻤﻠوك لﻐﲑﻩ دون أن ﻳﻜون ﻫناك اﺗﻔاق
ﻣﺴﺒﻖ ،أﻣا إذا ﰎ إحداث ﻫذا الﺒناء ﺗﻔاق الﻄرﻓان ﻓﻼ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒارﻩ الﺘﺼاق ﲟﻔﻬوم القانون رقﻢ ،39.08وﻻ
ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜيﻒ إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳاس ﻋقد ﻣقاولة وﻳﺴري ﻋﻠيﻪ أحﻜاﻣﻬا أو اﻻﺗﻔاق اﳌﱪم ﺑﲔ الﻄرﻓﲔ.
* أن ﻳﻜون الﺸيﺌﲔ الﻠذان الﺘﺼقا ﳑﻠوﻛﲔ ﳌالﻜﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ؛ ﻳقﻀﻲ ﻫذا الﺸرط وجوب اﺧﺘﻼف ﻣالﻜﻲ الﺸيﺌﲔ
اﳌندﳎﲔ ،وﻫو أﻣر ﻣنﻄقﻲ ﻋﻠﻰ أﺳاس أن ﻣالﻚ العقار ﻻ ﳛﺘاج إﱃ ﻃرﻳﻖ آﺧر ﻻﻛﺘﺴاﺑﻪ ﻣرة نية ،ﻓإذا ﺑﲎ ﻣﺜﻼ ﰲ
ﻣﻠﻜﻪ ﻣوالﻪ اﳋاصة وﲢﺖ نﻔقﺘﻪ ،ﻓإن ذلﻚ الﺒناء ﻳﺼﺒح ﻣﻠﻜﻪ ﻣﺒاشرة ودون ﺗﻄﺒيﻖ أحﻜام اﻻلﺘﺼاق ،ﳑا ﻳعﲏ أنﻪ
ﻣﻦ أجﻞ اﻷﺧذ ﻻلﺘﺼاق ﻛواقعة ﻣادﻳة ﻹثﺒات اﳌﻠﻜية العقارﻳة ﻻﺑد ﻣﻦ اﺧﺘﻼف ﻣالﻜﻲ الﺸيﺌﲔ اﳌﺘﺤدﻳﻦ.
* ﻋدم إﻣﻜانية ﻓﺼﻞ اﻻندﻣاج اﳊاصﻞ ﺑﲔ الﺸيﺌﲔ؛ ﺑقﺼد عدم إﻣﻜانية ﻓﺼﻞ الﺸيﺌﲔ اﳌندﳎﲔ ﻋﻦ ﺑعﻀﻬﻤا
الﺒعﺾ دون ﺗﻠﻒ إحداﳘا أو ﻛﻠيﻬﻤا ،ﻓالﻜنﺰ اﳌدﻓون ﰲ اﻷرض ﻣﺜﻼ ﻻ ﻳعﺘﱪ ﻣﻠﺘﺼقا ا إذ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ اﻷرض
دون ﺗﻠﻒ ﻳﻠﺤﻖ ي ﻣنﻬﻤا.
* ﻋدم وجود اﺗﻔاق ﻣﺴﺒﻖ ﺑﲔ ﻣﻼك الﺸيﺌﲔ اﳌندﳎﲔ ،ﻓإذا وقﻊ ﻣﺜﻞ ﻫذا اﻻﺗﻔاق انﺘﻔﻰ اﻻندﻣاج ،وﺗعﲔ اﺳﺘﺒعاد
ﺗﻄﺒيﻖ ﻣقﺘﻀيات اﻻلﺘﺼاق ،و لﺘاﱄ ﺗﻄﺒيﻖ أحﻜام العقود.
39
نيا :أنواع اﻻلﺘﺼاق
ﺑعد أن أوضﺤنا ﻓيﻤا ﺳﺒﻖ اﳌقﺼود ﻻلﺘﺼاق ﺑوجﻪ ﻋام وﺗﺒيان شروﻃﻪ ،ﳔﺼﺺ ﻫذﻩ الﻔقرة لﻠﺤدﻳﺚ ﻋﻦ أﻫﻢ أنواع
اﻻلﺘﺼاق ،الﱵ ﻫﻲ إﻣا الﺘﺼاقا ﺑﻔعﻞ الﻄﺒيعة )أ( أو الﺘﺼاقا ﺑﻔعﻞ اﻹنﺴان )ب(.
ﻳقﺼد ﻻلﺘﺼاق ﺑﻔعﻞ الﻄﺒيعة ذلﻚ النوع ﻣﻦ اﻻلﺘﺼاق الذي ﻳﻜون ﺑﻔعﻞ الﻄﺒيعة دون أي ﺗدﺧﻞ ﻣﻦ اﻹنﺴان،
وﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠيﻪ القواﻋد اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ القانون رقﻢ 39.08ﲟﺜاﺑة ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻫذا ﻣﻦ جﻬة ،وﳜﻀﻊ
ﻛذلﻚ ﳌقﺘﻀيات القانون رقﻢ 10.95اﳌﺘعﻠﻖ ﳌاء ،ﳍذا ﺳنﺴﻠط الﻀوء ﻋﻠﻰ صور وحاﻻت اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ ﰲ
ﻛﻼ القانونﲔ.
لقد حدد اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﲟقﺘﻀﻰ ﻣدونة اﳊقوق العينة اﳊاﻻت الﱵ ﻳﺘﺤقﻖ ﻓيﻬا اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ ،وذك ﰲ الﻔرع
اﻷول ﻣﻦ الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ ﻣﻦ الﻜﺘاب الﺜاﱐ ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية و لﻀﺒط ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 227إﱃ ،230وﻫذﻩ
اﳊاﻻت ﻫﻲ :
-1حالة الﻄﻤيالذي ﰐ ﺑﻪ الﺴيﻞ إﱃ أرض ﳝﻠﻜﻬا الﻐﲑ؛ وﻫﻜذا إذا جاء الﺴيﻞ ﺑﻄﻤﻲ ﻋﻠﻰ أرض أحد ﻓﻬو
ﻣﻠﻜﻪ ،ﻓﻤﺜﻼ الﻄﻤﻲ الذي ﲣﻠﻔﻪ الﻔيﻀا ت ﻋﻠﻰ أرض ﻣﻜونة ﺑذلﻚ ﻃﺒقة جدﻳدة ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻓيﺼﺒح ﻫذا الﻄﻤﻲ
جﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻷرض ،ﻓﻬنا ﻳﺼﺒح ﻣﻠﻜا لﺼاحﺒﻬا وﻣرد ذلﻚ ﻫو اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ ،الذي ﳚد ﺳندﻩ ﰲ اﳌادة
227ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية.
-2حالة اﻷراضﻲ الﱵ ﺗنﺤﺴر ﻋنﻬا اﳌياﻩ الراﻛدة ﻛالﺒﺤﲑات والﱪك ،حيﺚ ﺗﺒقﻰ ﻋﻠﻰ حاﳍا ﻣﻠﻜا ﻋاﻣا لﻠدولة ،أﻣا
اﻷراضﻲ الﱵ ﺗﻐﻤرﻫا ﺗﻠﻚ اﳌياﻩ ﻣﺆقﺘا ﻓإن ﻫذا اﳊﻜﻢ ﻻ ﻳﺴري ﻋﻠيﻬا ،وإﳕا ﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜية أصﺤا ا.
إذن ﻣعيار الﺘﻔرقة ﻳﻜﻤﻦ ﻫنا ﰲ اﳓﺴار اﳌياﻩ ﻣﻦ ﻋدﻣﻪ ،ﲝيﺚ إنﻪ ﰲ حالة إذا ﻣا ﻫاجر اﳌاء اﻷرض ﻓإ ا ﺗﺒقﻰ ﻣﻠﻜا
ﻷصﺤا ا ،أﻣا إذا اﳓﺴر اﳌاء ﻣﻜو ﺑذلﻚ ﻣﺴﺘنقعا أو ﲝﲑة ،ﻓإن ﻣﻠﻜية ﺗﻠﻚ اﻷرض ﺗنﺘقﻞ إﱃ الدولة ﺑقوة
القانون.
-3حالة اﳉﺰر الﱵ قد ﺗﺘﻜون ﺑﺼورة ﻃﺒيعية داﺧﻞ اﳌياﻩ اﻹقﻠيﻤية أو داﺧﻞ الﺒﺤﲑات أو ﰲ ﳎاري اﻷ ار ،ﻓإ ا
ﺗﻜﺘﺴﻲ صﻔة اﳌﻠﻚ العام لﻠدولة وﻓقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 230ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية.
ﻳﺘﺒﲔ لنا ﻣﻦ اﳊاﻻت اﳌذﻛورة أﻋﻼﻩ ،أن اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ قد ﻳﻜون ﻣﺼدرﻩ ﻣياﻩ الﺒﺤر أو اﳌياﻩ الراﻛدة ﻛالﺒﺤﲑات
واﳌﺴﺘنقعات ،وﰲ ﻛﻠﺘا الﺼورﺗﲔ ﻻ ﳝﻜﻦ الﺘﻤﺴﻚ حﻜام اﻻلﺘﺼاق ،أﻣا إذا ﻛان اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ ﺗﺞ ﻋﻦ
40
الﻄﻤﻲ الذي ﳚﻠﺒﻪ النﻬر ﺑﻄرﻳقة ﺗدرﳚية لﻠﻤﻼك ا اورﻳﻦ ،ﻓإن ذلﻚ ﻳﺴﻤح لﻸشﺨاص اﳌعنية الﺘﻤﺴﻚ ﻻلﺘﺼاق
ﻃﺒقا ﳌا ﻫو ﻣقرر قانو ،ﻷنﻪ لو ﻋد إﱃ اﳊاﻻت اﳌذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺳنﺠد اﳊالة الﺜانية والﺜالﺜة ﺗﺼﲑ ﻓيﻬﻤا اﳌﻠﻜية
لﻠدولة ،ﻋدا اﳊالة اﻷوﱃ الﱵ ﻳﺴوغ ﻓيﻬا لﻠﻤالﻚ الﺘﻤﺴﻚ ﻻلﺘﺼاق.
اﳊاﻻت الﱵ ﻳﺘﺤقﻖ ﻓيﻬا اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ ﻋﻠﻰ ضوء قانون 10.95اﳌﺘعﻠﻖ ﳌاء
نﺼﺖ اﳌادة 228ﻣﻦ م ح ع " إذا وقﻊ ﺗﻐيﲑ ﰲ ﳎرى النﻬر أو اﲣذ النﻬر ﳎرى جدﻳدا ﻓإنﻪ ﺗﺴري ﰲ شﺄ ﻤا
اﻷحﻜام اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ اﳌادﺗﲔ 3و 4ﻣﻦ قانون 10.95اﳌﺘعﻠﻖ ﺑنﻈام اﳌياﻩ " .و لرجوع إﱃ ﻫذا القانون،
ﳒد اﳌادﺗﲔ 3و 4ﻣنﻪ ﺗﻄرقﺘا إﱃ ﺗوضيح حالﺘﲔ ﻳﺘﺤقﻖ ﻓيﻬﻤا اﻻلﺘﺼاق الﻄﺒيعﻲ وﳘا :
-1حالة اﺗﺴاع أو ضيﻖ ﳎرى النﻬر :حدد القانون ﻣﺴاحة الﻀﻔاف اﳊرة لﻠنﻬر ،و ﻫﻲ ﺳﺘة أﻣﺘار لنﺴﺒة لﻜﻞ
ﻣﻦ ر ﻣﻠوﻳة ،و ر ﺳﺒو ،و ر الﻠوﻛس ،و ر أم الرﺑيﻊ ،و ر أﰊ رقراق .و ﻣﱰان لنﺴﺒة لﺒاقﻲ ا اري
اﳌاﺋية و قﻲ اﻷ ار ) م .( 3
*إذا اﺗﺴﻊ ﳎرى النﻬر ﻓﻀاقﺖ ضﻔﺘﻪ ﻋﻦ اﳌﺴاحة اﶈددة قانو ،ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻤر اﳌياﻩ ﳉﺰء ﻣﻦ الﻀﻔاف اﳊرة ،ﻓإن
جﺰءا ﻳﺘناﺳﺐ ﻣﻊ ﻣا ﻏﻤرﺗﻪ اﳌياﻩ ﻳﺆﺧذ ﻣﻦ أرض ا اور لﻀﻔة النﻬر ،و ﻳﺘﺤول ﻫذا اﳉﺰء إﱃ ﻣﻠﻚ ﻋام لﻠدولة ،وﻻ
ﳛﻖ ﳌالﻚ اﻷرض أن ﻳﻄالﺐ ي ﺗعوﻳﺾ ،ﻛﻞ ﻣا ﳝﻜنﻪ ﻫو أﺧد ﻣالﻪ ﰲ ﻫذا اﳉﺰء ﻣﻦ أجﻬﺰة أو ﺑناءات أو
ﻣﺰروﻋات.
*أﻣا إذا ضاق ﳎرى النﻬر ﺑﺴﺒﺐ اﳓﺴار ﻣياﻫﻪ ،ﻓاﺗﺴعﺖ ضﻔﺘﻪ حﱴ زادت ﻋﻦ اﳊد اﶈدد قانو ،ﻓإن أصﺤاب
اﻷرض ا اورة لﻀﻔة النﻬر ﻳﺘﻤﻠﻜون ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻻلﺘﺼاق ﻣا زاد ﻋﻦ اﳊد اﳌقرر قانو ،و ﻻ ﻳﻄالﺒون ي ﺗعوﻳﺾ.
-2حالة اﲣاد النﻬر ﳎرى جدﻳدا :وﻫﻲ اﳊالة الﱵ ﻳﺼﺒح النﻬر ﳚري ﰲ أرض ﱂ ﻳﻜﻦ ﳚري ﻓيﻬا ﻣﻦ قﺒﻞ ،ﻣﻦ ﻏﲑ
أن ﻳﺘدﺧﻞ شﺨﺺ ﰲ ذلﻚ ،ﻫنا ﻳﺼﺒح اﳉﺰء الذي ﻣر ﻓيﻪ النﻬر ﻣﻀاﻓا إليﻪ اﳌﺴاحة الﻼزﻣة لﻀﻔاﻓﻪ حﺴﺐ ﻣا جاء
ﻣقررا ﰲ القانون ﻣﻠﻜا لﻠدولة وﻻ ﻳﺒقﻰ ﻣﻠﻜية ﺧاصة .وﳕيﺰ ﺑﲔ حالﺘﲔ ،حول ﻣا إذا ﻛان أصﺤاب اﻷرض
ﻳﺴﺘﺤقون الﺘعوﻳﺾ أم ﻻ:
-حالة إذا ﱂ ﻳﻬﺠر النﻬر ﳎراﻩ القدﱘ ،ﻓيﻜون لﻪ ﳎر ن أحدﳘا قدﱘ و اﻷﺧر جدﻳد ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﳊالة ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ
أصﺤاب اﻷرض الﺘعوﻳﺾ.
-حالة أن ﻳﻬﺠر النﻬر ﳎراﻩ القدﱘ و ﻳﺘﺤول ﻛﻠيا إﱃ ا رى اﳉدﻳد ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﳊالة ﳕيﺰ ﺑﲔ:
ﺗعرض اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ لﻼلﺘﺼاق ﺑﻔعﻞ اﻹنﺴان ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 231إﱃ 238ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﺳﺘقراء
ﻫذﻩ اﳌواد ،ﻳﺘﺒﲔ ﻋﻠﻰ أن اﻻلﺘﺼاق ﺑﻔعﻞ اﻹنﺴان ﻳﺘﺤقﻖ ﰲ حاﻻت ﻋدﻳدة ﳝﻜﻦ إﲨاﳍا ﰲ :
-1حالة قيام شﺨﺺ ﺑﺰراﻋة أرض الﻐﲑ ،لقد ﻋاﳉﺖ ﻫذﻩ اﳊالة اﳌادة 232ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻣﻔردة
أحﻜاﻣا ﺧاصة ،وذلﻚ لنﻈر إﱃ ﻃﺒيعة نية الﺰارع ،حﺴﺐ إذا ﻣا ﻛان ﺳﻲء النية أم حﺴنﻪ النية.
لرجوع إﱃ اﳌادة 232ﳒدﻫا ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ أنﻪ " إذا زرع شﺨﺺ أرضا ﳑﻠوﻛة لﻠﻐﲑ ﺑﺴوء نية ،ﻓإن أﺧذﻫا ﻣالﻜﻬا
قﺒﻞ ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓﻬو ﳐﲑ ﺑﲔ اﳌﻄالﺒة ﺑقﻠﻊ الﺰرع ﻣﻊ الﺘعوﻳﺾ إذا ﻛان لﻪ ﻣا ﻳﱪرﻩ ،وﺑﲔ ﲤﻠﻚ الﺰرع ﻣﻊ دﻓﻊ
نﻔقاﺗﻪ إﱃ الﺰارع ﻣنقوصا ﻣنﻬا أجرة القﻠﻊ ،وإن أﺧذﻫا ﺑعد ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓﻠﻪ اﳊﻖ ﰲ أجرة اﳌﺜﻞ ﻣﻊ الﺘعوﻳﺾ
إن ﻛان لﻪ ﻣا ﻳﱪرﻩ.
أﻣا إذا زرع شﺨﺺ أرض ﻏﲑﻩ ﲝﺴﻦ نية ﻛﻤﻦ اﺳﺘﺄجر أرضا ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣالﻜﻬا ،ﻓإن اﺳﺘﺤﻖ اﳌالﻚ أرضﻪ قﺒﻞ ﻓوات
وقﺖ الﺰراﻋة ﻓﻠﻠﺰارع أجرة اﳌﺜﻞ ،وإن اﺳﺘﺤﻖ اﳌالﻚ أرضﻪ ﺑعد ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓﻠيس لﻪ إﻻ اﳊﻖ ﰲ اﳌﻄالﺒة
لﺘعوﻳﺾ ﻋﻤا ﳊقﻪ ﻣﻦ ضرر ﻣﻦ اﳌﺘﺴﺒﺐ ﻓيﻪ".
إذن انﻄﻼقا ﻣﻦ ﻫذﻩ اﳌادة ﻳﺘﺒﲔ أ ا ﻣيﺰت ﰲ اﳊﻜﻢ حﺴﺐ أﺧذ اﳌالﻚ ﻷرضﻪ قﺒﻞ ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ،ﻓﺨولﺘﻪ
حﻖ اﳋيار ﺑﲔ اﳌﻄالﺒة ﺑقﻠﻊ الﺰرع ﻣﻊ حﻔﻆ حقﻪ ﰲ الﺘعوﻳﺾ ﻋند اﻻقﺘﻀاء ،وﺑﲔ ﲤﻠﻚ الﺰرع ﻣﻊ أداء نﻔقاﺗﻪ إﱃ
الﺰارع ﳐﺼوﻣا ﻣنﻬا اﻷجرة اﳌﺆداة ﻋﻦ قﻠعﻪ ،أﻣا إذا أﺧذﻫا ﺑعد ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓإن لﻪ ﻓقط أجرة اﳌﺜﻞ ﻣﻊ
الﺘعوﻳﺾ ﻋند الﻀرر.أﻣا إذا ﻛان الﺰارع حﺴﻦ النية ،ﻓإن اﺳﺘﺤقﻬا اﳌالﻚ قﺒﻞ ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓعﻠيﻪ دﻓﻊ أجرة
اﳌﺜﻞ لﻠﺰارع ،ﲞﻼف لو أﺧذﻫا ﺑعد ﻓوات وقﺖ الﺰراﻋة ﻓﻬنا ﻳﺴوغ لﻪ اﳌﻄالﺒة لﺘعوﻳﺾ ﻓقط جﱪا لﻠﻀرر اﳊاصﻞ
لﻪ.
-2قيام اﳌالﻚ نﺸاء ﺑناء أو أﻏراس وﻣنﺸﺂت ﲟواد ﰲ ﻣﻠﻜية ﻏﲑﻩ ،ﻣﻦ اﳌﺒادئ اﳌﺴﻠﻢ ا حﺴﺐ ﻣدونة اﳊقوق
العينية أن ﻛﻞ الﺒناءات واﻷﻏراس اﳌوجودة ﻓوق اﻷرض أو داﺧﻠﻬا ﺗعد ﳏدثة ﻣﻦ ﻃرف ﻣالﻜﻬا ﻣا ﱂ ﺗقﻢ ﺑينة ﻋﻠﻰ
ﺧﻼف ذلﻚ ) .اﳌادة (235
42
وﳍذا إذا ﻣا أقام ﻣالﻚ ﺑناءات أو أﻏراس وﻣنﺸﺂت ﲟواد ليﺴﺖ لﻪ ) اﳌادة ، (236ﻓإنﻪ ﻳﺘعﲔ أداء قيﻤة اﳌواد
حﺴﺐ رﻳخ اﺳﺘعﻤاﳍا ﻣﻊ الﺘعوﻳﺾ ﻋند اﻻقﺘﻀاء ،وﻻ ﳛﻖ لﻪ أﺧذﻫا ﺑعد ﺗﻐيﲑﻫا،و لﺘاﱄ ﺗﻜون ﻣدونة اﳊقوق
العينية أﺳﺴﺖ لﻔرضية ﲤﻠﻚ الﻐرس أو الﺒناء ﻣﻦ قﺒﻞ صاحﺐ العقار إذا ﻣا ﺗﺒدلﺖ ﻣعاﱂ اﳌواد اﳌﺴﺘعﻤﻠة ،ﻛﻤا ﰲ
اﻷﻋﻤدة الرﺧاﻣية الﱵ اﺳند إليﻬا الﺴقﻒ .ﲞﻼف اﳌواد الﱵ ﳝﻜﻦ نﺰﻋﻬا ﻛالرﻓوف اﳌﺘﺤرﻛة ﻓيﺤﻖ لﺼاحﺒﻬا أن
ﻳﺴﱰدﻫا.
-3إحداث شﺨﺺ ﻷﻏراس أو ﺑناءات أو ﻣنﺸﺂت ﰲ ﻋقار ﳝﻠﻜﻪ ﻏﲑﻩ ،لقد أﻃرت ﻫذﻩ اﳊالة اﳌادة 237ﻣﻦ
ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺑقوﳍا " إذا قام أحد حداث أﻏراس أو ﺑناءات أو ﻣنﺸﺂت ﻋﻦ ﺳوء نية وﺑدون ﻋﻠﻢ ﻣالﻚ
العقار ،ﻓﻠﻬذا اﻷﺧﲑ اﳊﻖ إﻣا ﰲ اﻻحﺘﻔاظ ا ﻣﻊ أداء قيﻤة اﳌواد وإﻣا إلﺰام ﳏدثﻬا زالﺘﻬا ﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ ﻣﻊ إرجاع
حالة اﻷرض إﱃ ﻣا ﻛانﺖ ﻋﻠيﻪ قﺒﻞ إحداث اﻷﻏراس أو الﺒناء أو اﳌنﺸﺂت".
ﰲ ﻣقاﺑﻞ ذلﻚ لو ﻛان الﺒاﱐ أو الﻐارس حﺴﻦ النية ،ﻓﻬنا ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﻄالﺒﺘﻪ ي حال ﻣﻦ اﻷحوال دم الﺒناء أو
إﻋادة اﻷﻣور إﱃ حالﺘﻬا.
-4ﲡاوز اﳌالﻚ حد أرضﻪ ﻋﻦ ﺗﺸييد ﺑناء ﻋﻠيﻬا ،ﰲ اﳊالة الﱵ ﻳﺘﺠاوز اﳌالﻚ حدود أرضﻪ ﻋند ﺗﺸييد ﺑناء ﻋﻠيﻬا
ليﺸﻤﻞ جﺰءا ﻳﺴﲑا ﻣﻦ أرض جارﻩ ﳏددا ﰲ 50ﺳنﺘيﻤﱰا ،ﻓﺘﺒقﻰ لﻠﻤﺤﻜﻤة ﰲ ﻫذﻩ اﳊالة الﺴﻠﻄة الﺘقدﻳرﻳة ﻣﻊ
ﻣراﻋاة اﳌوازنة ﺑﲔ ﻣﺼﻠﺤة الﻄرﻓﲔ ،ﻓإﻣا أن ﻣر زالة الﺒناء اﳌقام رض اﳉار ﻋﻠﻰ نﻔقة ﻣﻦ أقاﻣﻪ ،وإﻣا أن ﺗقﻀﻲ
داء ﺗعوﻳﺾ ﻣناﺳﺐ ﳌالﻚ اﳉﺰء اﳌﺸﻐول لﺒناء ﻋﻠﻰ الﺘنازل ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜية ﻫذا اﳉﺰء ) .اﳌادة (238
ﻓﺤيازة اﻻﺳﺘﺤقاق أو اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية ﻫﻲ اﳊيازة الﱵ ﻳﺴﺘﺤﻖ ا اﳊاﺋﺰ ﻣﻠﻜية الﺸﻲء اﶈوز ،وﳝﻠﻜﻪ ا ﰲ
حال اﺳﺘﻜﻤال شروﻃﻬا،وﺗﺴﺘﻠﺰم ﺗوﻓر ﻋنﺼران ،ﻋنﺼر ﻣعنوي ،ﻫو نية ﲤﻠﻚ اﳊاﺋﺰ لﻠﺸﻲء اﶈوز ،وﻋنﺼر ﻣادي
وﻫو الﺴيﻄرة الﻔعﻠية ﻋﻠﻰ الﺸﻲء اﶈوز.ﰲ حﲔ ،أن حيازة الﺘﺼرف أو اﳊيازة الﺘﺼرﻓية ﻓﻬﻲ اﳊيازة العرضية أو
اﳊيازة اﳌادﻳة الﱵ ﺗعﻄﻲ لﻠﺸﺨﺺ حﻖ اﻻنﺘﻔاع لﺸﻲء اﶈوز دون نية ﲤﻠﻜﻪ لﻪ ،أي أن ﺗﻜون حيازﺗﻪ ﻋﻠﻰ الﺸﻲء
ﻣﻦ ﻳد الﻐﲑ اﳌعروف ﲟقاﺑﻞ ﻛالﻜراء أو ﺑدونﻪ ،ﻋﻠﻰ شرط أن ﻳﺒقﻰ اﳌالﻚ ﻣالﻜا لﻠعقار اﶈوز وﻻ ﲤﻠﻜﻪ اﳊاﺋﺰ دﻩ
اﳊيازة ولو ﻃالﺖ.
43
وﻋﻤوﻣا ،ﻓاﳊيازة ﻫﻲ الﺴﻠﻄة الواقعية أو الﺴيﻄرة الﻔعﻠية ﻋﻠﻰ شﻲء ﻣنقوﻻ ﻛان أو ﻋقارا أو ﻋﻠﻰ حﻖ ﻋيﲏ ﻣﱰﺗﺐ
ﻋﻠﻰ شﻲء ،شرﻳﻄة أﻻ ﺗﻜون اﻷﻋﻤال الﱵ ﺗنﻢ ﻋﻦ ﻫذﻩ الﺴﻠﻄة أو الﺴيﻄرة ﻣﻦ قﺒيﻞ اﻷﻋﻤال الﱵ ﺗيﻬا شﺨﺺ
ﻋﻠﻰ أ ا ﳎرد رﺧﺼة ﻣﻦ اﳌﺒاحات أو الﱵ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا الﻐﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﺒيﻞ الﺘﺴاﻣح.
ﻫذا وﲡدر اﻹشارة إﱃ أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ نﻈﻢ أحﻜام اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 239إﱃ 263ﻣﻦ ﻣدونة
اﳊقوق العينية ،ﻋﻠﻰ ﳓو ﻳدل ﻋﻠﻰ ﻣدى أﳘيﺘﻬا ،ﻏﲑ أن اﳊدﻳﺚ ﻋﻦ أحﻜام اﳊيازة ﻃﺒقا لﻠنﺼوص القانونية
اﳌذﻛورة -الﱵ ﺳيﺘﻢ شرح ﻣقﺘﻀيا ا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﶈاور .
ﺑعد أن ﻛان الﻔقﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو ﻣﻦ ﻳنﻈﻢ ﰲ أحﻜاﻣﻪ شروط صﺤة اﳊيازة اﳌﻜﺴﺐ لﻠﻤﻠﻚ ،ﺗدﺧﻞ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ
ووضﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌادة 240ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺳﺘة شروط ﳚﺐ ﺗوﻓرﻫا ﰲ اﳊيازة حﱴ ﲣول صاحﺒﻬا
اﺳﺘﺤقاق اﳌﻠﻚ ،ﻓاﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية ﻻ ﺗﺴﺘقيﻢ إﻻ اﺳﺘﺠﻤاع ﻛاﻓة شروط صﺤﺘﻬا الﱵ ﻋددﻫا اﳌﺸرع ﻋﻠﻰ
النﺤو اﻻﰐ :
- 1وضﻊ اليد ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ :وﻣعناﻩ وضﻊ اليد ﻋﻠﻰ الﺸﻲء اﶈوز ،والﺴيﻄرة الﻔعﻠية ﻋﻠيﻪ ،وقد وضح الﻔقيﻪ القراﰲ
ﰲ ﻛﺘاب الﻔروق ﻣعﲎ وضﻊ اليد ،نﻪ ﻋﺒارة ﻋﻦ " القرب واﻻﺗﺼال والﺒﺴط" ،ﻛﻤا ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠيﻪ ﻓقﻬا ﺑﺸرط اﳊوز
وﻣنﺘﻬاﻩ الﺴيﻄرة الﻔعﻠية ﻋﻠﻰ الﺸﻲء ﺳواء ﰎ ذلﻚ ﺑواﺳﻄة اﳊاﺋﺰ ﺑنﻔﺴﻪ أو ﺑواﺳﻄة ﻏﲑﻩ.
- 2الﺘﺼرف ﰲ اﳌﻠﻚ :واﳌقﺼود ﺑﻪ ،ﻣﺒاشرة اﳊاﺋﺰ ﳌﺨﺘﻠﻒ أنواع الﺘﺼرﻓات الﺸرﻋية ﰲ اﳌﻠﻚ ،ﻣﻦ اﺳﺘعﻤال
واﺳﺘﻐﻼل وﺗﻔوﻳﺖ ،وﻣﺼدر ذلﻚ ﰲ الﻔقﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ قول ﺧﻠيﻞ " :وصﺤة اﳌﻠﻚ لﺘﺼرف" ،أي ظﻬور اﳊاﺋﺰ
ﲟﻈﻬر اﳌالﻚ الﺸرﻋﻲ الذي ﻳﺒاشر ﻋﻤﻼ ﻣﺒنيا ﻋﻠﻰ أﺳاس قانوﱐ ﺑﻄرقة ﻋﻠنية ﻻ ﺧﻔاء ﻓيﻬا وﻻ الﺘﺒاس وﻳﻜون ذلﻚ
ﳍدم والﺒناء والﻐرس وقﻄﻊ اﻷشﺠار واﳊرث والرﻋﻲ وﻣا اﱃ ذلﻚ ،واﳌﺘﺼرف اﻣا ﻳﺘﺼرف ﺑنﻔﺴﻪ أو ﺑواﺳﻄة ﻏﲑﻩ
ﻣﻦ ﺋﺐ أو ﻣﺘﺒوع أو ﳓو ذلﻚ،
- 3النﺴﺒة :ﲝيﺚ ﻳنﺴﺐ اﳊاﺋﺰ اﳌﻠﻚ لنﻔﺴﻪ والناس ﻛذلﻚ ،ن ﻳقول اﳊاﺋﺰ إذا ﺳﺌﻞ "ﻫذا ﻣﻠﻜﻲ " أي ﺑنﺴﺒﺘﻪ
لنﻔﺴﻪ ،ﻛﻤا أن الناس ﻳعﱰﻓون لﻪ ذا اﳊﻖ ﻓيقولون حوز ﻓﻼن وﻣﻠﻜﻪ ولو ﻣﻦ دون ﺑيان ﺳﺒﺐ اﳌﻠﻚ وﻳﺘﻢ الﺘعﺒﲑ
ﻋﻦ شرط النﺴﺒة ﰲ ﺑينة اﳊيازة ﺑعﺒارة " وﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ ،ﻣاﻻ ﻣﻦ أﻣوالﻪ وﻣﻠﻜا ﺧالﺼا ﻣﻦ ﲨﻠة أﻣﻼﻛﻪ".
- 4ﻋدم اﳌنازﻋة :ﲟعﲎ ان اﳊيازة ﳚﺐ ان ﺗﻜون ﻏﲑ ﻣنازع ﻓيﻬا ﻣﻦ قﺒﻞ الﻐﲑ ﻃيﻠة اﳌدة اﳌقررة قانو ،ﲟعﲎ ان
اﳊيازة ﳚﺐ ان ﺗﻜون ﻫادﺋة ﻃيﻠة اﳌدة اﳌقررة ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻠﻬا نﺰاع ،ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻜﺴﺐ اﳌﻠﻚ لﻠﺤاﺋﺰ ،رﻏﺒة ﻣﻦ اﳌﺸرع ﰲ
صون حقوق الﻐﲑ اشﱰط أن ﺗﻜون اﳊيازة ﻫادﺋة وﺧالية ﻣﻦ النﺰاع ﺳواء لنﺴﺒة لواقعة اﳊوز ﰲ حد ذا ا او ﺑﺸﺄن
ﺗﺼرف اﳊاﺋﺰ وذلﻚ ﻃيﻠة ﻣدة اﳊيازة ،أﻣا اﳌنازﻋات الﻼحقة ﺑعد أن ﺗﻜون ﻣدة اﳊيازة قد اﻛﺘﻤﻠﺖ ﻓﻼ ثﲑ ﳍا.
44
واﳌقﺼود لنﺰاع الذي ﻳعيﺐ الﺸروط اﳌوجﺒة لﻠﻤﻠﻚ ﻫو اﻻدﻋاء ﳊﻖ ﺧﻼل اﳌدة اﳌﺸﻬود ا ،أﻣا إقاﻣة الدليﻞ
ﺑعد ذلﻚ ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻞ ﻣنازﻋة ﻣﺆثرة ﰲ شروط اثﺒات اﳌﻠﻚ ،وليس ﻣﻦ الﻼزم أن ﻳﻜون النﺰاع الذي ﻻ ﺗنﻔﻊ ﻣعﻪ
اﳊيازة نﺰاﻋا قﻀاﺋيا ﺑﻞ قد ﻳﻜون ﲟﻄالﺒﻪ ﻏﲑ قﻀاﺋية ﻣﻦ شﺄ ا أن ﺗﺰﻋﺰع ﻫدوء اﳊيازة واﺳﺘقرارﻫا.
- 5اﺳﺘﻤرار ﻣدة اﳊيازة :واﳌراد ﺑﻪ اﳌقدار الﺰﻣﲏ اﳌعول ﻋﻠيﻪ ﻓقﻬا وقﻀاء ﻋﻠﻰ حوز اﳌﻠﻚ والﺘﺼرف ﻓيﻪ ،ﻳﻼحﻆ
أن ﻣدونة اﳊقوق العينية ﱂ ﲤيﺰ ﻋند ﺗﻄرقﻬا ﳌدة اﳊيازة اﳌﻜﺴﺒة لﻠﻤﻠﻚ ﺑﲔ العقار الذي جﻬﻞ أصﻠﻪ وﺑﲔ ﻣا ﻋرف
أصﻠﻪ ﻛﻤا ﻓعﻞ الﻔقﻪ اﳌالﻜﻲ وﲣﺘﻠﻒ ﻣدة اﳊيازة ﺧﺘﻼف شﺨﺺ اﳊاﺋﺰ و اﶈوز ﻋﻠيﻪ:
أ – حيازة اﻷجنﱯ :نﺼﺖ اﳌادة 250ﻣﻦ اﳌدونة أنﻪ " اذا حاز شﺨﺺ أجنﱯ ﻏﲑ شرﻳﻚ ﻣﻠﻜا حيازة ﻣﺴﺘوﻓية
لﺸروﻃﻬا دون انقﻄاع ﻣدة 10ﺳنوات ﻛاﻣﻠة و القاﺋﻢ حاضر ﺳاﻛﺖ ﺑﻼ ﻣانﻊ و ﻻ ﻋذر ﻓإنﻪ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﲝيازﺗﻪ ﻣﻠﻜية
العقار".
ب – حيازة اﻷقارب:حددت اﳌادة 251ﻣﻦ اﳌدونة ﻣدة اﳊيازة ﺑﲔ اﻷقارب ﻏﲑ الﺸرﻛاء الذي ليس ﺑينﻬﻢ ﻋداوة
ﰲ 40ﺳنة والذﻳﻦ ﺑينﻬﻢ ﻋداوة ﰲ 10ﺳنوات.
وﺑﻐﺾ النﻈر ﻋﻦ شﺨﺺ اﳊاﺋﺰ و اﶈوز ﻋﻠيﻪ ﻓإن ﻣدة اﳊيازة ﲢﺘﺴﺐ ﻛاﻣﻠة ﻛﻤا ﺗﻠﻔﻖ ﻣدد اﳊيازات اﳌﺘعاقﺒة
ﳊﺴاب اﳌدة اﳌقررة قانو وﻳﺒﺘدأ ﰲ حﺴاب ﻣدة اﳊيازة ﻣﻦ رﻳخ وضﻊ اﳊاﺋﺰ ﻳدﻩ ﻋﻠﻰ الﺸﻲء ﺑنية ﲤﻠﻜﻪ ،وﰲ
حالة ﺗواﱄ الﺘﻔوﻳﺘات ﻣﻦ رﻳخ حيازة أول ﻣﻔوت.
-6ﻋدم العﻠﻢ لﺘﻔوﻳﺖ :ﳚﺐ ذﻛر شرط ﻋدم الﺘﻔوﻳﺖ ﻣﻦ قﺒﻞ اﳊاﺋﺰ اﳌﺘوﰱ ﻷن الﺘﻔوﻳﺖ ﻣﻦ قﺒﻠﻪ لﻠﻤﻠﻚ ﻣعناﻩ
ﺧروج العقار ﻣﻦ ﻳدﻩ و لﺘاﱄ ﺗنﺘﻔﻲ واقعة اﺳﺘﻤرار اﳊيازة ،ﻓﻬذا الﺸرط ﻳعد شرط ﻛﻤال لﻠﺤﻲ وشرط صﺤة
لﻠﻤيﺖ ،ﻓﻬو ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓقط ﰲ حالة وﻓاة اﳊاﺋﺰ وﻳﺴﺘﻔيد ﻣنﻪ ورثﺘﻪ وﻳﺘﺤقﻖ ﺑﺸﻬادة الﺸاﻫد ﳌﻠﻚ ﺑﻜونﻪ ﻻ ﻳعﻠﻢ أن
اﳌﺸﻬود ﻓيﻪ انﺘقﻞ لﻐﲑﻩ ﺑﺒيﻊ أو ﻫﺒة أو صدقة أو ﻏﲑ ذلﻚ ﻣﻦ أﺳﺒاب نقﻞ اﳌﻠﻚ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺒﲎ ﻫذﻩ الﺸﻬادة ﻋﻠﻰ
العﻠﻢ ﻻ القﻄﻊ .
: 1ﻋدم قيام اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية لﻐﲑ اﳌﻐارﺑة ﻣﻬﻤا ﻃال أﻣدﻫا .ﺗنﺺ اﳌادة 239ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية،
ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﻠﻲ ":ﺗقوم اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية ﻋﻠﻰ الﺴيﻄرة الﻔعﻠية ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ ﺑنية اﻛﺘﺴاﺑﻪ ،وﻻ ﺗقوم ﻫذﻩ اﳊيازة لﻐﲑ
اﳌﻐارﺑة ﻣﻬﻤا ﻃال اﻣدﻫا" ،ﻓاﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية لﻠﻤﻠﻚ ﻻ ﺗقوم لنﺴﺒة لﻐﲑ اﳌﻐارﺑة ﻣﻬﻤا ﻃال اﻣدﻫا ،ﻏﲑ ان
ﻃﲑﻣقﺘﻀيات ﻫذﻩ اﳌادة ﻣقرون ﻷراضﻲ الﻔﻼحية او القاﺑﻠة لﻠﻔﻼحة ﻻ ﻏﲑ ،شانﻪ ﰲ شان ﲤﻠﻚ اﻻجانﺐ )اي
ﻏﲑ اﳌﻐارﺑة ﳍذا النوع ﻣﻦ اﻻراضﻲ( الذي ﻳنعدم أثرﻩ ﻣا ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣقرو ﺑﱰﺧيﺺ اداري.
45
: 2ﻋدم قيام اﳊيازة اﳌﺒنية ﻋﻠﻰ الﻐﺼﺐ واﻻﻛراﻩ :نﺼﺖ اﳌادة 241ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﻠﻲ" :
ﻻ ﺗقوم اﳊيازة إذا ﺑنيﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻏﲑ ﻣﺸروع " .ﻛﻤا أوردت اﳌادة 245ﻣﻦ نﻔس اﳌدونة ":إذا اقﱰنﺖ اﳊيازة
ﻛراﻩ ،او حﺼﻠﺖ ﺧﻔية او ﻛان ﻓيﻬا لﺒس ،ﻓﻼ ﻳﻜون ﳍا أثر اﻻ ﻣﻦ الوقﺖ الذي ﺗﺰول ﻓيﻪ ﻫذﻩ العيوب ،ﻛﻤا ﻻ
ﻳﻜون لﻠﺤيازة أثرإذا ﻛانﺖ ﻣﺘقﻄعة او ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻤرة ،ﺗعﺘﱪ اﳊيازة ﻣﺴﺘﻤرة ﻣﻦ ﺑدء ظﻬورﻫا إذا اﺳﺘﻐﻞ اﳌﻠﻚ ﺑﻜيﻔية
اﻋﺘيادﻳة وﻣنﺘﻈﻤة وﺑدون ﻣنازع" .ﻓقد ﺗﻜون اﳊيازة ﻣﺴﺘﻤرة وظاﻫرة ،ولﻜﻦ ﻣﻊ ذلﻚ ﻳﺸو ا ﻋيﺐ اﻻﻛراﻩ او ﻋدم
اﳍدوء ،وﻣﻦ ﲦة ﻓان ﻣﻦ شروط اﳊيازة اﳋﻠو ﻣﻦ ﻫذﻳﻦ العيﺒﲔ .ﻏﲑ ان ﻣﻦ ﻳدﻋﻲ الﻐﺼﺐ واﻻﻛراﻩ ،ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ اثﺒاﺗﻪ
ا ن وقوﻋﻪ ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة ﻋدم ﲰاع دﻋواﻩ .
: 3ﻋدم قيام اﳊيازة إذا انﺼﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ أﻣﻼك الدولة العاﻣة واﳋاصة وﻏﲑﻫا :ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣا زﻛﺘﻪ ﻣدونة اﳊقوق
العينية أﻳﻀا أثناء ﺗنﻈيﻤﻬا ﳌﺆﺳﺴة اﳊيازة ،ﻋدم جواز اﻻﻋﺘداد ذﻩ اﻷﺧﲑة ﻣﱴ انﺼﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ أﻣﻼك
الدولة .ﻓقد ورد ﳌادة ،261ﻣا ﻳﻠﻲ" ﻻ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﳊيازة -:أﻣﻼك الدولة العاﻣة واﳋاصة -اﻷﻣﻼك اﶈﺒﺴة -
أﻣﻼك اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية -أﻣﻼك اﳉﻤاﻋات اﶈﻠية -العقارات اﶈﻔﻈة -اﻷﻣﻼك اﻷﺧرى اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا
صراحة ﰲ القانون" .ﻓﺤينﻤا ﻳﺘعﻠﻖ اﻻﻣر حد ﻫذا النوع ﻣﻦ اﻷنﻈﻤة العقارﻳة ،ﻓﻼ ﻳﺘﺼور قيام حيازة الﻐﲑ ﺑﺸﺄ ا،
وﺗعد ﺗﺒعا لذلﻚ ﰲ حﻜﻢ العدم.
* أﻣﻼك الدولة العاﻣة واﳋاصة :ﻻ ﺗقﺒﻞ اﳊيازة نﻈرا لﻠﺼﺒﻐة العﻤوﻣية الﱵ ﺗﺘﺴﻢ ا اﻷﻣﻼك العاﻣة ،وﺧﺼوصيات
أﻣﻼك الدولة اﳋاصة ﻛذلﻚ.
* اﻷﻣﻼك اﳊﺒﺴية :ﻻ ﳏﻞ ﻻﻛﺘﺴا ا أﻳﻀا ﳊيازة ،اﻋﺘﺒارا لﻜون ذلﻚ ﻳﺘناﰱ ﻣﻊ الﻐاﻳة اﳌﺘوﺧاة ﻣﻦ اﳊﺒس ﻣﻦ
جﻬة ،وﻳﺘناقﺾ ﻣﻊ إرادة اﶈﺒس واﳌقﺘﻀيات القانونية الواردة لﻔﺼﻞ 51ﻣﻦ ﻣدونة اﻷوقاف ﻣﻦ جﻬة نية.
* أﻣﻼك اﳉﻤاﻋات الﺴﻼلية :ﺑدورﻫا ﻻ ﳎال ﻻﻛﺘﺴا ا ﳊيازة ﻣﻬﻤا ﻃال اﻣدﻫا.
*العقارات اﶈﻔﻈة :ﻓﻼ ﺗﺆثر اﳊيازة ﻋﻠﻰ ﻋقار ﳏﻔﻆ ﻣﻬﻤا ﻃال اﻣدﻫا ،ﻻن الﺘﺤﻔيﻆ ﻳﻄﻬر العقار ﻣﻦ أي حﻖ.
* اﻷﻣﻼك اﻷﺧرى اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا صراحة ﰲ ﻫذا القانون :ﻓاﳊيازة ﺑدورﻫا ﻻ ﺗﺆثر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﻣﻼك.
: 4ﻋدم اﻻﻋﺘداد ﳊيازة اذا ﻛان اصﻞ ﻣدﺧﻞ اﳊاﺋﺰ ﻏﲑ قﻞ لﻠﻤﻠﻜية:ﻣﻦ اﳌعﻠوم ﻓقﻬا وقﻀاء ان ﻣﻦ ﻋرف وجﻪ
ﻣدﺧﻠﻪ ﺑﻐﲑ قﻞ شرﻋﻲ لﻠﻤﻠﻜية ،ﻓﺤيازﺗﻪ ﻻ ﺗنﻔعﻪ ولو ﻃالﺖ.وﻣﻦ أﻣﺜﻠة ذلﻚ ،قيام شﺨﺺ ﺑﻜراء ﻋقار ﻣﻦ آﺧر،
وﺑعد وﻓاة اﳌﻜري ظﻞ اﳌﻜﱰي ﻳﺴﺘﻐﻞ العقار دون أداء اجرة لورثة اﳌﻜري ،ﻓقيام ﻫﺆﻻء ﲟﻄالﺒة اﳌﻜﱰي جرة العقار
ﻣنذ وﻓاة ﻣورثﻬﻢ ﻻ ﻳعﻄﻲ اﳊﻖ لﻠﻤﻜﱰي لقول ان وضﻊ ﻳدﻩ ﻋﻠﻰ العقار ﻛان ﳊيازة والﺘﻤﻠﻚ ﻻن وجﻪ ﻣدﺧﻠﻪ
لﻠعقار ﻣعروف وﻫو الﻜراء.
46
لﺜا :ﻣوانﻊ اﳊيازة وآ رﻫا.
*ﻣوانﻊ اﳊيازة اﳌﻜﺘﺴﺒة لﻠﻤﻠﻚ :ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘقراء ﺑنود ﻣدونة اﳊقوقية العينية أ ا ﺗقﺴﻢ ﻣوانﻊ اﳊيازة اﱃ
ثﻼث أصناف :ﻣوانﻊ ﲢول دون قيام اﳊﻖ ﰲ اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية وﻣوانﻊ ﲢول دون اﳌﻄالﺒة ﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية
وﻣوانﻊ ﺗنقﻄﻊ ا اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية
.1ﻣوانﻊ ﲢول دون قيام اﳊﻖ ﰲ اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية :وقد ﺗﻄرقﺖ ﳍا اﳌادة 255ﻣﻦ اﳌدونة الﱵ اﻋﺘﱪت أن ﻻ
ﳏﻞ لﻠﺤيازة ﰲ اﳊاﻻت الﺘالية-:ﺑﲔ اﻻب واﺑنﻪ وان ﺳﻔﻞ ،وﺑﲔ اﻻم وأﺑناﺋﻬا وان ﺳﻔﻠوا ،ﺑﲔ اﻷزواج ﺧﻼل قيام
العﻼقة الﺰوجية ،ﺑﲔ الﺸرﻛاء ﻣﻄﻠقا ،ﺑﲔ الناﺋﺐ الﺸرﻋﻲ وﺑﲔ ﻣﻦ ﳍﻢ النياﺑة ﻋنﻬﻢ ،ﺑﲔ الوﻛيﻞ وﻣوﻛﻠﻪ،ﺑﲔ اﳌﻜﻠﻒ
دارة اﻷﻣوال العقارﻳة وأصﺤاب ﻫذﻩ اﻷﻣوال وﻣﺜال ذلﻚ ﺑﲔ اﳊارس القﻀاﺋﻲ وﻣﻦ وضعﺖ أﻣوالﻪ ﲢﺖ اﳊراﺳة.
.2ﻣوانﻊ ﲢول دون اﳌﻄالﺒة ﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية :إن ﲦة أﻋذار ﲤنﻊ اﶈوز ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ اﳌﻄالﺒة ﲝقﻪ إﻻ ﺑعد زواﳍا ،
ﻓﻬﻲ ﻣانﻊ ﻣﺆقﺖ لﻪ ﻣﻦ اﳌﻄالﺒة ﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية ،و قد ﻳرجﻊ ذلﻚ اﱃ شﺨﺺ اﶈوز ﻋﻠيﻪ ﻛالقﺼور ﻣﺜﻼ أو اﱃ
الوضﻊ الذي ﻳوجد ﻓيﻪ ﻛالﻐيﺒة أو اﳋوف ﻣﻦ ﺑﻄﺶ اﳊاﺋﺰ ،و ﻫاﺗﻪ اﳌوانﻊ و اﻻﻋذار ﺗﻄرقﺖ ﳍا اﳌادة 256ﻣﻦ
اﳌدونة .
.3ﻣوانﻊ ﺗنقﻄﻊ ا اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية :وضعﺖ اﳌادة 257ﻣﻦ اﳌدونة ثﻼث حاﻻت ﻳنقﻄﻊ ﲝدوثﻬا احﺘﺴاب
ﻣدة اﳊيازة وﻻ ﻳﺒﺘدأ ﻣﻦ جدﻳد ﰲ احﺘﺴا ا اﻻ ﻣﻦ رﻳخ زوال أﺳﺒاب اﻻنقﻄاع وﻫﻲ ﻛاﻻﰐ:حالة ﻓقدان اﳊاﺋﺰ
حيازﺗﻪ أو ﲣﻠيﻪ ﻋنﻬا ﻋﻦ ﻃواﻋية واﺧﺘيار ،إذا رﻓعﺖ دﻋوى ضد اﳊاﺋﺰ واﳌقﺼود ا دﻋوى اﻻﺳﺘﺤقاق ﻋﺘﺒارﻫا
الدﻋوى الﱵ ﺗرﻓﻊ ضد ﻣﻦ ﺑيدﻩ الﺸﻲء ﻛﻤا اﺳﺘقر ﻋﻠﻰ ذلﻚ اﻻجﺘﻬاد القﻀاﺋﻲ .ﻋﻠﻰ أن اﻻنقﻄاع ﻻ ﻳﻜون لﻪ آ ر
اذا رﻓﻀﺖ ﻫذﻩ الدﻋوى أو ﺗنازل ﻋنﻬا اﳌدﻋﻲ -إذا أقر اﳊاﺋﺰ ﺑﺼﺤة دﻋوى اﶈوز ﻋﻠيﻪ.
*آ ر اﳊيازة :ﺗﻜﻤﻦ أﳘية اﳊيازة ﰲ ﻣدى ثﲑﻫا ﻋﻠﻰ اﳌرﻛﺰ القانوﱐ لﺼاحﺒﻬا ،ﻳﺒدو أن ﻣدونة اﳊقوق العينية
اﻋﺘﱪت أن اﳊيازة اﳌﺒنية ﻋﻠﻰ ﳎرد وضﻊ اليد ) اﳊوز( ﻫﻲ قرﻳنة ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ و شاﻫد ﻋرﰲ ﻋﻠيﻪ ،و لﻜﻦ ﻫاﺗﻪ
القرﻳنة ﺗﻈﻞ قاﺑﻠة ﻹثﺒات العﻜس ،و ﻫذا ﻣا ﻳﺘﻀح ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘقراء اﳌواد الﺘالية ﻣﻦ اﳌدونة
) (239/246/242و ﺑذلﻚ أﻛد اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ضﻤنا أن اﳊيازة اﳌﺒنية ﻋﻠﻰ وضﻊ اليد ﻫﻲ قرﻳنة ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ و
دليﻞ ﻋﻠيﻪ و ليﺴﺖ ﺳﺒﺒا ﻣنﺸﺌا أو قﻼ لﻪ.
أﻣا اﳊيازة اﻻﺳﺘﺤقاقية اﳌﺘوﻓرة ﻋﻠﻰ ﻛاﻓة شروﻃﻬا اﳌﺘﻄﻠﺒة قانو ﻓإ ا ﺗﺼﺒح ﺳﺒﺒا ﻣﻦ أﺳﺒاب ﻛﺴﺐ اﳌﻠﻚ وليس
ﳎرد شاﻫد ﻋرﰲ ﻋﻠيﻪ ﻓقد جاء ﰲ اﳌادة 260ﻣﻦ اﳌدونة " ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﳊيازة اﳌﺴﺘوﻓية لﺸروﻃﻬا اﻛﺘﺴاب اﳊاﺋﺰ
ﻣﻠﻜية العقار" ،ﻛﻤا نﺼﺖ اﳌادة 250ﻣﻦ نﻔس اﳌدونة " إذا حاز أجنﱯ ﻏﲑ شرﻳﻚ ﻣﻠﻜا حيازة ﻣﺴﺘوﻓية لﺸروﻃﻬا
47
واﺳﺘﻤرت دون انقﻄاع ﻋﺸر ﺳنوات ﻛاﻣﻠة والقاﺋﻢ حاضر ﻋاﱂ ﺳاﻛﺖ ﺑﻼ ﻣانﻊ و ﻻ ﻋذر ،ﻓإنﻪ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﲝيازﺗﻪ
ﻣﻠﻜية العقار ".
وﻣدونة اﳊقوق العينية ﱂ ﺗقﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﺗنﻈيﻢ آ ر اﳊيازة ﻋﺘﺒارﻫا وﺳيﻠة ﻻ ﻛﺘﺴاب رقﺒة الﺸﻲء اﶈوز ﺑﻞ اﻣﺘدت
إﱃ ﲢدﻳد آ رﻫا ﻓيﻤا ﳜﺺ ﲤﻠﻚ ﻏﻠة الﺸﻲء اﶈوز واﳌﺴﺆولية ﻋﻦ ﻫﻼﻛﻪ .وﲣﺘﻠﻒ ﻫاﺗﻪ اﻵ ر حﺴﺒﻤا إذا ﻛان
اﳊاﺋﺰ حﺴﻦ النية أو ﺳيﺌﻬا ﻃﺒﻖ ﻷحﻜام الﻔﺼﻞ 101وﻣا ﺑعدﻩ الﱵّ أحالﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 262ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق
العينية.
أ – حالة اﳊاﺋﺰ حﺴﻦ النية :اﳊاﺋﺰ حﺴﻦ النية ﻋرﻓﻪ الﻔﺼﻞ 103ﻣﻦ ق.ل.ع .أنﻪ ﻫو " :ﻣﻦ ﳛوز الﺸﻲء ﲟقﺘﻀﻰ
حﺠة ﳚﻬﻞ ﻋيو ا" وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻦ ذلﻚ آ ر :ﻳﺘﻤﻠﻚ اﳊاﺋﺰ حﺴﻦ النية ﲦار الﺸﻲء وﻻ ﻳﻠﺰم ﺑرد إﻻ ﻣا جناﻩ ﺑعد رﻓﻊ
دﻋوى الرد ﻋﻠيﻪ .ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺼروﻓات الﺼيانة واﳊﻔﻆ وجﲏ الﺜﻤار .ﻋﻤال ﻣﻔﻬوم اﳌﺨالﻔة لﻠﻔﺼﻞ 102ﻣﻦ
ق.ل.ع ﻳﺘﻀح أن اﳊاﺋﺰ حﺴﻦ النية ﻻ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ ﻫﻼك الﺸﻲء اﶈاز أو ﺗعييﺒﻪ إذا حﺼﻞ نﺘيﺠة اﳊادث ﻓﺠاﺋﻲ أو
قوة قاﻫرة.
ب – حالة اﳊاﺋﺰ ﺳﻲء النية :ﻋﻤال ﻣﻔﻬوم اﳌﺨالﻔة لﻠﻔﺼﻞ 103ﻣﻦ ق.ل.ع ﻓإن اﳊاﺋﺰ ﺳﻲء النية ﻫو ﻣﻦ ﳛوز
الﺸﻲء ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ لعيوب الﱵ ﺗﻄال حيازﺗﻪ وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذلﻚ ﻋدة آ ر- :ﻳﻠﺰم ﺑرد ﲨيﻊ الﺜﻤار الﱵ جناﻫا أو ﻛان
ﻳﺴﺘﻄيﻊ أن ﳚنيﻬا لو أنﻪ أدار الﺸﻲء إدارة ﻣعﺘادة -.ﻻ ﳛﻖ لﻪ اﻻ اﺳﱰداد اﳌﺼروﻓات الﻀرورﻳة الﱵ انﻔقﺖ ﳊﻔﻆ
الﺸﻲء وجﲏ الﺜﻤار وﻣﺼروﻓات الرد ﺗقﻊ ﻋﻠﻰ ﻋاﺗقﻪ - .اﳊاﺋﺰ ﺳﻲء النية ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺗﺒعة ﻫﻼك الﺸﻲء وﺗعييﺒﻪ ولو
ﻛان ذلﻚ نﺘيﺠة ﳊادث ﻓﺠاﺋﻲ أو قوة قاﻫرة.
الﺘﱪﻋات ﺑﺼﻔة ﻋاﻣة ﻫﻲ ﻣا ﻳعﻄيﻪ اﻹنﺴان ﳎا دون ﻣقاﺑﻞ ﻛاﳍﺒة والﺼدقة والعﻤري وﻏﲑﻫا ...ﳑا ﻳنﺘﻈﻢ ﲢﺖ
ﻣﺴﻤﻰ واحد العﻄا ،وﳎﻤوع ﻫذﻩ العﻄا ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑعﻀﻬﻤا الﺒعﺾ ﻣنﺤيﺚ اﻷحﻜام العاﻣة إﻻ ﰲ ﺑعﺾ
اﳉﺰﻳﺌات الﱵ وﺳنقﺘﺼر ﰲ ﻫذا الﺼدد ﻋﻠﻰ دراﺳة اﳍﺒة والﺼدقة ﻷ ﻤا ﻳﻜو ن ﺳﺒﺒا لﻜﺴﺐ اﳌﻠﻜية الﺘاﻣة
أ -اﳍﺒة :لقد اﺳﺘﻬﻞ اﳌﺸرع الﻔﺼﻞ اﳋاص ﺑﺘنﻈيﻢ اﳍﺒة ووضﻊ ﺗعرﻳﻒ ﳍا وذلﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌادة 273ﻣﻦ م ح
ﻋعﻠﻰ أن " اﳍﺒة ﲤﻠيﻚ ﻋقار أو حﻖ ﻋيﲏ ﻋقاري لوجﻪ اﳌوﻫوب لﻪ ﰲ حياة الواﻫﺐ ﺑدون ﻋوض " .
48
وقد وضعﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينة لعقد اﳍﺒة ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﳌقوﻣات الﱵ ﻻ ﻣناص ﻣنﻬا ،حﱴ ﻳﺴﺘﻄيﻊ أن ﻳنﺘﺞ آ رﻩ
القانونية .
-اﻹﳚاب والقﺒول :إن اﻹﳚاب ﰲ ﻋقد اﳍﺒة ﻫو ذلﻚ الﺘعﺒﲑ الﺼادر ﻋﻦ إرادة الواﻫﺐ ن ﻳﺘﱪع لﺸﺨﺺ آﺧر
لﺸﻲء اﳌوﻫوب ،وﳚﺐ أن ﻳﻈﻞ ﻫذا اﻹﳚاب ﻣﺴﺘﻤرا ﰲ الﺰﻣان إﱃ أن ﻳقﺒﻠﻪ اﳌوﻫوب لﻪ ،ﻓإذا ﺗوﰲ الواﻫﺐ قﺒﻞ
أن ﻳقﺒﻞ اﳌوﻫوب لﻪ اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب ﺑﻄﻠﺖ اﳍﺒة ) اﳌادة 279ﻣﻦ م ح ع ( ﰲ ﺑندﻫا اﻷول ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﺗنعقد
اﳍﺒة ﻹﳚاب والقﺒول" .أﻣا قﺒول اﳍﺒة ﻓﻬو ذلﻚ الﺘعﺒﲑ الﺼادر ﻋﻦ اﳌوﻫوب لﻪ الذي ﻳوجﻬﻪ لﻠواﻫﺐ ،ﺑقﺒول اﳍﺒة،
ولعﻞ ﻋﻠة اﳌﺸرع ﰲ اشﱰاط قﺒول اﳍﺒة ﻣﻦ ﻃرف اﳌوﻫوب لﻪ ،أن ﻫناك ﻣﻦ ﻻ ﻳرضون ﺗﱪع ﻣﻦ ﻳﻬﺐ ﳍﻢ ،وﱂ ﻳﺸﱰط
اﳌﺸرع أن ﻳﻜون اﻹﳚاب والقﺒول ﻣﺘﻄاﺑقﲔ ﰲ ﳎﻠس العقد ،ﺑﻞ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ذلﻚ القﺒول ﰲ وقﺖ ﻻحﻖ ،وﰲ
وثيقة ﻣﺴﺘقﻠة ﻋﻦ ﻋقد اﳍﺒة ،والقﺒول ﻛﻤا ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ صراحة ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﳊوز الﻔعﻠﻲ لﻠﻤال اﳌوﻫوب ،ولعﻞ
اﳌﺸرع اﺳﺘعﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠح القﺒول ،ﳏﻞ ﻣﺼﻄﻠح اﳊوز ﻓﺼﺤيح أن اﳊوز ﻳعد دليﻼ ﻋﻠﻰ القﺒول ،لﻜﻦ ﻫناك ﻓرق
ﺑينﻬﻤا ﰲ الﻄﺒيعة القانونية .
و أضاف اﳌﺸرع إﱃ رﻛﲏ اﻹﳚاب والقﺒول ،رﻛنا أﺧر ﲟقﺘﻀﻰ الﺒند الﺜاﱐ ﻣﻦ اﳌادة 274ﻣﻦ م .ح .ع .إذ
اﺳﺘﻠﺰم أن ﻳﱪم ﻋقد اﳍﺒة ﰲ ﳏرر رﲰﻲ ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن و لﺘاﱄ اﺳﺘﺒعد الوثيقة العرﻓية.و ﻳﻐﲏ الﺘقييد لﺴﺠﻼت
العقارﻳة ﻋﻦ اﳊيازة الﻔعﻠية لﻠﻤﻠﻚ اﳌوﻫوب وﻋﻦ إﺧﻼﺋﻪ ﻣﻦ ﻃرف الواﻫﺐ إذا ﻛان ﳏﻔﻈا أو ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ، .
ﻓإذا ﻛان ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ﻓإن إدراج ﻣﻄﻠﺐ لﺘﺤﻔيﻈﻪ ﻳﻐﲏ ﻋﻦ حيازﺗﻪ الﻔعﻠية وﻋﻦ إﺧﻼﺋﻪ.
إضاﻓة إﱃ ضرورة ﺗوﻓر ﻋقد اﳍﺒة ﻋﻠﻰ أرﻛانﻪ اﳌﺸار إليﻬا أﻋﻼﻩ ﻓإنﻪ ﻻ ﻳﺼﺒح ﺳار ﻋﻠﻰ اﳌﺘعاقدﻳﻦ وﻻ لنﺴﺒة
لﻸﻏيار إﻻ ﺑﺘواﻓر شروط ﻣعينة ضﻤنﻬا اﳌﺸرع ﰲ صﻠﺐ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻳﺘعﻠﻖ اﻷﻣر :
-أﻫﻠية الواﻫﺐ :ﻳﺸﱰط لﺼﺤة اﳍﺒة أن ﻳﻜون الواﻫﺐ ﻛاﻣﻞ اﻷﻫﻠية ﻣالﻜا لﻠعقار اﳌوﻫوب وقﺖ اﳍﺒة ﻃﺒقا لﻠﻤادة
275ﻣﻦ م ح ع .أﻣا اﳌوﻫوب لﻪ ﻓﻼ ﺗﺸﱰط ﻣدونة اﳊقوق العينية أن ﻳﻜون ﻛاﻣﻞ اﻷﻫﻠية ،إﻻ أ ا ﻣيﺰت ﺑﲔ
حالﺘﲔ :أﻣا أن ﻳﻜون اﳌوﻫوب لﻪ ﻓاقد اﻷﻫﻠية ﻓيقﺒﻞ اﳍﺒة ﻋنﻪ ﺋﺒﻪ الﺸرﻋﻲ ،وﰲ حالة ﻏياب ﻫذا اﻷﺧﲑ ﻳعﲔ
القاضﻲ ﻣقدﻣا ﻳنوب ﻋنﻪ ﰲ القﺒول ،أو أن ﻳﻜون ﻓيﻬا اﳌوﻫوب لﻪ قﺺ اﻷﻫﻠية ﻛالﺼﻐﲑ اﳌﻤيﺰ ،ﻓقﺒولﻪ اﳍﺒة
شﺨﺼيا ﻳقﻊ صﺤيﺤا ولو ﻣﻊ وجود ﺋﺒﻪ الﺸرﻋﻲ ،وﻋﻠة ذلﻚ أن اﳍﺒة ﻣﻦ الﺘﺼرﻓات الﱵ ﺗنﻔعﻪ نﻔعا ﳏﻀا لﻜو ا
ﺗﻐﲎ ذﻣﺘﻪ اﳌالية ) اﳌادة . ( 276
-ﻣﻠﻜيﺘﻪ لﻠﺸﻲء اﳌوﻫوب :ﻳﺸﱰط أن ﻳﻜون الﺸﻲء اﳌوﻫوب ﳑﻠوﻛا لﻠواﻫﺐ وقﺖ اﳍﺒة ،و لﺘاﱄ ﻓإن ﻣﻦ وﻫﺐ
الﺸﻲء قﺒﻞ أن ﳝﻠﻜﻪ ﻓﻼ ﺗﻠﺰﻣﻪ ﻫذﻩ اﳍﺒة وقد ﰎ الﺘﺄﻛيد ﻋﻠﻰ ﻫذا الﺸرط ﰲ اﳌادة 277ﻣﻦ م .ح .ع ،الﱵ جاء
49
ﻓيﻬا أنﻪ ﻳقﻊ ﻃﻼ ﻫﺒة اﳌال اﳌﺴﺘقﺒﻞ ،وﻫﺒة ﻋقار الﻐﲑ ،ﺧﻼﻓا لعقد الﺒيﻊ الذي أجاز اﳌﺸرع ﰲ ﺑنودﻩ ﺑيﻊ ﻣﻠﻚ
الﻐﲑ إذا أقرﻩ اﳌالﻚ ،أو إذا اﻛﺘﺴﺐ الﺒاﺋﻊ ﻓيﻤا ﺑعد ﻣﻠﻜية الﺸﻲء اﳌﺒيﻊ ) الﻔﺼﻞ 485ﻣﻦ قﻠﻊ (
-إحاﻃة الدﻳﻦ ﲟال الواﻫﺐ وأﻻ ﻳﻜون ﰲ ﻣرض اﳌوت :إذا ﻛان الواﻫﺐ ﻣدﻳنا ودﻳونﻪ ﺗﺴﺘﻐرق أﻣوالﻪ ،أو ﻛﻤا ﻋﱪ
ﻋنﻬا اﳌﺸرع ﻣﻦ ﻛان الدﻳﻦ ﳏيﻄا ﲟالﻪ ﻓﻼ ﺗﺼح ﻫﺒﺘﻪ ،ﻷنﻪ ﻳﺘعﲔ ﻋﻠيﻪ أوﻻ أن ﻳﺴدد دﻳونﻪ ،و أﻻ ﻳﻜون الواﻫﺐ ﰲ
ﻣرض اﳌوت :وﻫو اﳌرض الذي ﻳﻼزم ﻓيﻪ اﳌرﻳﺾ الﻔراش ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄيﻊ ﻣعﻪ الدﺧول واﳋروج والقيام لﺘﺼرﻓات
العادﻳة ﰲ شﺆونﻪ وأﻣورﻩ .وإذا ﲤﺖ اﳍﺒة ﰲ ﻣرض اﳌوت ﻓقد أﻓاد اﳌﺸرع أنﻪ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠيﻬا أحﻜام الوصية،و لﺘاﱄ
ﺗﻜون جاﺋﺰة ﰲ حدود الﺜﻠﺚ ،ﻣا ﻋدا إذا ﱂ ﻳﻜﻦ لﻠواﻫﺐ وارث ،إذ ذاك ﺗﺼح اﳍﺒة ﰲ الﺸﻲء اﳌوﻫوب ﻛﻤﻠﻪ
وذلﻚ ﲟقﺘﻀﻰ اﳌادة 280ﻣﻦ م .ح .ع.
نﺼﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﰲ اﳌادة 283ﻋﻠﻰ أنﻪ " :ﻳرد ﻻﻋﺘﺼار رجوع الواﻫﺐ ﰲ ﻫﺒﺘﻪ وﳚوز ﰲ حالﺘﲔ:
أوﻻ :ﻓيﻤا وﻫﺒﻪ اﻷب أو اﻷم لولدﳘا قاصرا ﻛان أو راشدا؛ نيا :إذا أصﺒح الواﻫﺐ ﻋاجﺰا ﻋﻦ اﻹنﻔاق ﻋﻠﻰ نﻔﺴﻪ
أو ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﻪ نﻔقﺘﻪ ".ﲞﻼف الﺼدقة الﱵ ﻻ ﳚوز اﻻﻋﺘﺼار ﻓيﻬا ﻣﻄﻠقا ) اﳌادة ( 291
وﳝﻜﻦ القول ﻋﻠﻰ أن اﻻﻋﺘﺼار ﻫو حالة اﺳﺘﺜناﺋية ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻋقد اﳍﺒة ﺑناء ﻋﻠﻰ حاﻻت ﻣعينة ﺗﺒيح لﻠواﻫﺐ اﺳﱰجاع
العﲔ اﳌوﻫوﺑة و ﻳﻜون ذلﻚ إﻻ إذا أشﻬد ﻻﻋﺘﺼار وﰎ الﺘنﺼيﺺ ﻋﻠيﻪ ﰲ ﻋقد اﳍﺒة وقﺒﻞ ذلﻚ اﳌوﻫوب لﻪ،
وﻛذا ﻣﱴ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫناك ﻣوانﻊ ﲢول دون ذلﻚ ﻛالﺘاﱄ ) اﳌادة :( 285
*إذا ﻛانﺖ اﳍﺒة ﻣﻦ أحد الﺰوجﲔ لﻶﺧر ﻣا داﻣﺖ راﺑﻄة الﺰوجية قاﺋﻤة؛
*إذا ﻣرض الواﻫﺐ أو اﳌوﻫوب لﻪ ﻣرضا ﳐوﻓا ﳜﺸﻰ ﻣعﻪ اﳌوت ،ﻓإذا زال اﳌرض ﻋاد اﳊﻖ ﰲ اﻻﻋﺘﺼار؛
*إذا ﻓوت اﳌوﻫوب لﻪ اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب ﺑﻜاﻣﻠﻪ ،ﻓإذا اقﺘﺼر الﺘﻔوﻳﺖ ﻋﻠﻰ جﺰء ﻣنﻪ جاز لﻠواﻫﺐ الرجوع ﻓيالﺒاقﻲ؛
*إذا أدﺧﻞ اﳌوﻫوب لﻪ ﺗﻐيﲑات ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب أدت إﱃ ز دة ﻣﻬﻤة ﰲ قيﻤﺘﻪ؛
ﻻ ﳝﻜﻦ اﻻﻋﺘﺼار إﻻ ﲝﻀور اﳌوﻫوب لﻪ وﻣواﻓقﺘﻪ ،أو ﲝﻜﻢ ﻳقﻀﻲ ﺑﻔﺴخ ﻋقد اﳍﺒة لﻔاﺋدة الواﻫﺐ.
50
-3أ ر ﻋقد اﳍﺒة ) اﳌواد( 289/288/287/
-ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺼار ﰲ اﳍﺒة ،ﻓﺴخ ﻋقد اﳍﺒة ورد اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب إﱃ الواﻫﺐ.ﻻ ﻳﻠﺘﺰم اﳌوﻫوب لﻪ ﺑرد الﺜﻤار إﻻ
ﻣﻦ رﻳخ اﻻﺗﻔاق أو ﻣﻦ رﻳخ اﳊﻜﻢ النﻬاﺋﻲ ﰲ الدﻋوى .ﻛﻤا ﳚوز لﻠﻤوﻫوب لﻪ أن ﻳﺴﱰد النﻔقات الﻀرورﻳة الﱵ
أنﻔقﻬا ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب ،أﻣا النﻔقات الناﻓعة ونﻔقات الﺰﻳنة ﻓﻼ ﻳﺴﱰد ﻣنﻬا إﻻ ﻣا زاد ﰲ قيﻤﺘﻪ.
-إذا اﺳﱰجﻊ الواﻫﺐ اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب دون وجﻪ حﻖ ،وﻫﻠﻚ ﰲ ﻳدﻩ ،ﻓإنﻪ ﻳﻜون ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﻫذا اﳍالﻚ.
-إذا اﻣﺘنﻊ اﳌوﻫوب لﻪ ﻋﻦ رد اﳌﻠﻚ اﳌوﻫوب إﱃ الواﻫﺐ ﺑعد اﻋﺘﺼارﻩ اﺗﻔاقا أو قﻀاء ،رﻏﻢ إنذارﻩ ﺑذلﻚ ﻃﺒقا
لﻠقانون ،وﻫﻠﻚ العقار اﳌوﻫوب ﰲ ﻳدﻩ ،ﻓإنﻪ ﻳﻜون ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﻫذا اﳍﻼك.
ب -الﺼدقة :ﺗنﺺ اﳌادة 290ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ أن " الﺼدقة ﲤﻠيﻚ ﺑﻐﲑ ﻋوض ﳌﻠﻚ ،وﻳقﺼد ا
وجﻪ ﷲ ﺗعاﱃ" .وأضاﻓﺖ اﳌادة 291ﻋﻠﻰ أنﻪ " :ﺗﺴري ﻋﻠﻰ الﺼدقة أحﻜام اﳍﺒة ﻣﻊ ﻣراﻋاة ﻣا ﻳﻠﻲ:
ﻻ ﳚوز اﻻﻋﺘﺼار ﰲ الﺼدقة ﻣﻄﻠقا.ﻻ ﳚوز ارﲡاع اﳌﻠﻚ اﳌﺘﺼدق ﺑﻪ إﻻ ﻹرث "
ا ﲤﻠيﻚ ﻣال ﺑدون ﻋوض ،والﻔرق ﺑينﻬﻤا أن الﺼدقة ﻳقﺼد ا الﺘقرب إﱃ ﷲ ﺗعاﱃ ﳝﻜﻦ ﺗعرﻳﻒ اﳍﺒة والﺼدقة
ونيﻞ ثواب اﻵﺧرة ،ﰲ حﲔ أن اﳍﺒة ﻳقﺼد ا شﺨﺼية اﳌوﻫوب لﻪ والﺘقرب إليﻪ.وﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠيﻬﻤا نﻔس اﻷحﻜام وﻻ
ﻳﻔﱰقان إﻻ ﻓياﻷﻣور الﺘالية :
-ﻻ ﳚوز لﻠﻤﺘﺼدق ﲤﻠﻚ الﺼدقة ﻣرة نية ي وجﻪ ﻣﻦ وجوﻩ الﺘﻤﻠﻚ إﻻ ﻹرث ،ﲞﻼف اﳍﺒة ﻓيﺠوز
لﻠواﻫﺐ أن ﻳﺸﱰي ﻣا وﻫﺒﻪ ،وﻻ ﳚوز أن ﻳﺸﱰي ﻣا ﺗﺼدق ﺑﻪ.
نيا :اﳌﻐارﺳة
اﳌﻐارﺳة ﻋقد ﻳعﻄﻲ ﲟوجﺒﻪ ﻣالﻚ أرضﻪ ﻵﺧر ليﻐرس ﻓيﻬا ﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ شﺠرا ﻣقاﺑﻞ حﺼة ﻣعﻠوﻣة ﻣﻦ اﻷرض والﺸﺠر
ﻳﺴﺘﺤقﻬا الﻐارس ﻋند ﺑﻠوغ الﺸﺠر حد اﻹﻃعام ) اﳌادة .( 265ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﳏﻞ ﻋقد اﳌﻐارﺳة حقوقا
ﻣﺸاﻋة و ﻳﺸﱰط ﰲ ﻋقد اﳌﻐارﺳة ﻣا ﻳﻠﻲ :
* ﺗعيﲔ نوع الﺸﺠر اﳌراد ﻏرﺳﻪ وﻳﺒﲔ حﺼة الﻐارس ﰲ اﻷرض وﰲ الﺸﺠر.
51
* ﻻ ﳚوز اشﱰاط أجﻞ ﻳقﻞ ﻋﻦ حد اﻹﻃعام ﻛﻤا ﻻ ﳚوز اشﱰاط أجﻞ ﻳﺘﺠاوز ﲤام اﻹﻃعام وﻛﻞ شرط ﳐالﻒ ﻳعﺘﱪ
ﻃﻼ) اﳌادة .( 266إذا ﺑﻠغ الﺸﺠر حد اﻹﻃعام اﻛﺘﺴﺐ الﻐارس حقﻪ العيﲏ وﺗﺼﲑ اﻷرض والﺸﺠر ﻣﻠﻜا شاﺋعا
ﺑﲔ ﻣالﻚ اﻷرض والﻐارس ﲝﺴﺐ اﳊﺼة الﱵ وقﻊ اﻻﺗﻔاق ﻋﻠيﻬا ﰲ ﻋقد اﳌﻐارﺳة) اﳌادة .( 267أﻣا إذا ﱂ ﻳعﲔ
ﻋقد اﳌﻐارﺳة رﳜا لﻠﺸروع ﰲ الﻐرس ﺗعﲔ ﻋﻠﻰ الﻐارس أن ﻳقوم لﺘﺰاﻣاﺗﻪ اﳋاصة ﺑذلﻚ قﺒﻞ انﺼرام ﺳنة ﻣﻦ رﻳخ
إﺑرام العقد ،وإﻻ ﻓﺴخ العقد ﺑقوة القانون ) .اﳌادة ( 269
* إذا قﻞ ﻋدد الﺸﺠر اﳌﻐروس ﻋﻦ ثﻠﺜﻲ ﻣا ﻫو ﳏدد لعقد أو العرف ،ﻓإن الﻐارس ﻻ ﻳﺘﻤﻠﻚ اﳊﺼة اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻬا،
وﻳﻜون ﳌالﻚ اﻷرض اﳋيار ﰲ أن ﻳﺴﺘﻤر ﰲ العقد أو ﻳنﻬيﻪ ﻣﻊ اﻻحﺘﻔاظ لﻠﻐارس ﲝقﻪ ﰲ الﺘعوﻳﺾ ﻋند اﻻقﺘﻀاء) .
اﳌادة .( 270
* إذا ﻫﻠﻚ ﲨيﻊ الﺸﺠر أو جﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ قوة قاﻫرة أو حادث ﻓﺠاﺋﻲ ﺑعد ﺑﻠوﻏﻪ حد اﻹﻃعام اﻋﺘﱪ أن الﻐارس وﰱ
لﺘﺰاﻣاﺗﻪ واﺳﺘﺤﻖ اﳊﺼة اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻬا ﰲ اﻷرض ،ﻓإذا ﻫﻠﻚ الﺸﺠر قﺒﻞ ﺑﻠوﻏﻪ حد اﻹﻃعام ﻓﻼ حﻖ لﻠﻐارس إﻻ ﰲ
حدود ﻣا اﺗﻔﻖ ﻋﻠيﻪ أو ﲟا ﻳقﻀﻲ ﺑﻪ العرف اﶈﻠﻲ ) .اﳌادة ( 271
* ﻻ ﻳرﺗﺐ ﻋقد اﳌﻐارﺳة حقا ﻋينيا لﻠﻐارس إﻻ إذا ﲢقﻖ اﻹﻃعام وأشﻬد ﺑﻪ الﻄرﻓان ﰲ ﳏرر رﲰﻲ ،أو ثﺒﺖ ﲞﱪة
قﻀاﺋية ﻣﺼادق ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ ﻃرف اﶈﻜﻤة.ﻳعﺘﱪ اﳊﻜﻢ النﻬاﺋﻲ الﺼادر ﳌﺼادقة ﻋﻠﻰ اﳋﱪة القﻀاﺋية اﳌذﻛورة ﲟﺜاﺑة
ﻋقد اﺋﻲ قﻞ لﻠﻤﻠﻜية إﱃ الﻐارس ) .اﳌادة ( 272
نﺼﺖ اﳌادة 292ﻣﻦ م ح ع ﻋﻠﻰ أن " الﺸﻔعة أﺧد شرﻳﻚ ﰲ ﻣﻠﻚ ﻣﺸاع أو حﻖ ﻋيﲏ ﻣﺸاع حﺼة شرﻳﻜﻪ
اﳌﺒيعة ﺑﺜﻤنﻬا ﺑعد أداء الﺜﻤﻦ و ﻣﺼروﻓات العقد الﻼزﻣة و اﳌﺼروﻓات الﻀرورﻳة و الناﻓعة ﻋﻦ اﻻقﺘﻀاء".ﻛﻤا ﻋرف
الﺒعﻀالﺸﻔعة "ضﻢ الﺸيﺌﲔ ،و ﻫﻲ ﻣﺸﺘقة ﻣﻦ الﺸﻔﻊ و ﻫو العدد الﺜناﺋﻲ ضد الوﺗر ،الذي ﻫو العدد الﻔردي ،
وﲰيﺖ ﺑذلﻚ ﻷن اﻷﺧذ ا ﻳﻀيﻒ ﺑﺴﺒﺒﻬا الﺸﻔيﻊ اﳊﺼة اﳌﺸﻔوﻋة ﻓﺘﺼﲑ ﺑذلﻚ اﳊﺼﺘان شﻔعا ﺑعد أن ﻛانﺖ الﱵ
ﺑيدﻩ وﺗرا .واصﻄﻼحا ﻋرﻓﻬا اﺑﻦ ﻋرﻓة ﺑﻜو ا اﺳﺘﺤقاق شرﻳﻚ أﺧد ﻣﺒيﻊ شرﻳﻜﻪ ﺑﺜﻤنﻪ.
ا " إذا ع أحد اﳌالﻜﲔ ﻋﻠﻰ الﺸياع ﻷجنﱯ حﺼﺘﻪ الﺸاﺋعة ،جاز لﺒاقيﻬﻢ أن وﻋرﻓﻬا الﻔﺼﻞ 974ﻣﻦ ق ل ع
ﻳﺸﻔعوا ﻫذﻩ اﳊﺼة ﻷنﻔﺴﻬﻢ ،ﰲ ﻣقاﺑﻞ أن ﻳدﻓعوا لﻠﻤﺸﱰي الﺜﻤﻦ وﻣﺼروﻓات العقد واﳌﺼروﻓات الﻀرورﻳة
والناﻓعة الﱵ أنﻔقﻬا ﻣنذ الﺒيﻊ .وﻳﺴري نﻔس اﳊﻜﻢ ﰲ حالة اﳌُعاوضة"...
*أرﻛان الﺸﻔعة :نﺸﲑ ﻷرﻛان ﳑارﺳة الﺸﻔعة -ﺧﺘﺼار -ﻛﻤا ﻳﻠﻲ :
52
-1الﺸﻔيﻊ :و ﻫو الﺸﺨﺺ الذي لﻪ اﳊﻖ لﻸﺧذ لﺸﻔعة ﻷجﻞ أﺧذ اﳊﺼة ﻣﻦ اﳌالﻚ اﳉدﻳد الذي اشﱰى
اﳊﺼة الﺸاﺋعة ﻣﻦ أحد الﺸرﻛاء.
-4اﳌﺸﻔوع ﺑﻪ وﻫو ﻣا ﻳﺆدﻳﻪ الﺸﻔيﻊ لﻠﻤﺸﻔوع ﻣنﻪ نﻈﲑ اﳊﺼول ﻋﻠﻰ اﳊﺼة الﺸاﺋعة .
-شروط ﳑارﺳة الﺸﻔعة :ﻓالﺸﺨﺺ الذي ﻳﺜﺒﺖ لﻪ أحقية اﻷﺧذ لﺸﻔعة ،ﻋﻠيﻪ الﺘقيد ﲜﻤﻠة ﻣﻦ الﺸروط ﻛالﺘاﱄ :
* 1ﳚﺐ ﳑارﺳة حﻖ الﺸﻔعة لنﺴﺒة إﱃ اﳊﺼة اﳌﻔوﺗة ﺑﻜاﻣﻠﻬا ﻻ ﰲ جﺰء ﻣنﻬا ﻓقط :و ﻫو ﻣا ﰎ الﺘنﺼيﺺ ﻋﻠيﻪ ﰲ
ﻣدونة اﳊقوق العينية ﰲ اﳌادة 296ﺑقوﳍا " إذا ع شرﻳﻚ حﺼﺘﻪ ﻷجنﱯ ﰲ ﻣﻠﻚ ﻣﺸاع ،ﻓيﺠﺐ ﻋﻠﻰ الﺸرﻳﻚ أن
ﺧذ اﳊﺼة اﳌﺒيعة ﺑﻜاﻣﻠﻬا أو أن ﻳﱰﻛﻬا."...
*2ﳚﺐ ﳑارﺳة حﻖ الﺸﻔعة داﺧﻞ اﻷجﻞ القانوﱐ :ﳜﺘﻠﻒ أجﻞ ﳑارﺳة حﻖ الﺸﻔعة حﺴﺒﻤا ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر ﺑعقار ﻏﲑ
ﳏﻔﻆ أو ﻣنقول ،أو ﺑعقار ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ ،و أﺧﲑا ﻣا إذا ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر لعقار اﶈﻔﻆ ،و ﺳنوضح ﺧﺘﺼار إﱃ
ﻛﻞ ﻫذﻩ اﳊاﻻت ﻋﻠﻰ حدة ﻛﻤا ﻳﻠﻲ:
-شﻔعة ﻋقار ﻏﲑ ﳏﻔﻆ أو ﻣنقول :ﳚﺐ ﳑارﺳة حﻖ الﺸﻔعة داﺧﻞ أجﻞ ﺳنة ﻳﺒﺘدئ ﻣﻦ رﻳخ العﻠﻢ لﺒيﻊ اﳊاصﻞ
ﰲ اﳌﻠﻜية الﺸاﺋعة ،اﻣا ﰲ حالة ﻋدم العﻠﻢ لﺒيﻊ ﻓﺒﻤقﺘﻀﻰ أرﺑﻊ ﺳنوات ﻣﻦ رﻳخ إﺑرام العقد ﻃﺒقا لﻠﻔقرة 2و3
ﻣﻦ اﳌادة 304ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية .وأجﻞ الﺴنة الوارد أﻋﻼﻩ ﻫو ﻣﻦ قﺒيﻞ اﻷجاﻻت اﳌﺴقﻄة الﱵ ﺗﺴري ﰲ
ﻣواجﻬة الﻜاﻓة .
-شﻔعة ﻋقار ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ :ﺳﺘقراء ﻣﻀﻤون اﳌادة 304م ح ع ،ﻓإن أجﻞ شﻔعة العقار ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ
ﻳﺒدأ ﻣﻦ رﻳخ اﻹﻳداع و إﱃ ﻏاﻳة ﺳنة ﻛاﻣﻠة إذا ﱂ ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻠيغ الﺸراء إﱃ الﺸﻔيﻊ .أﻣا ﰲ حالة الﺘﺒﻠيغ ﻓﺤﻖ الﺸﻔعة
ﻋندﺋذ ﻳﺴقط ﺧﻼل ثﻼﺗﲔ ﻳوﻣا ﻛاﻣﻠة ﻣﻦ رﻳخ الﺘوصﻞ لﺘﺒﻠيغ.
-شﻔعة ﻋقار ﳏﻔﻆ :ﻃﺒقا لﻠﻤادة 304م ح ع ،ﻓإذا ﻋﻤد اﳌﺸﱰي إﱃ ﺗﺒﻠيغ ذوي اﳊﻖ ﰲ الﺸﻔعة ،ﻓﺄجﻞ
الﺸﻔعة ﻳﺴقط واﳊال ﻫذﻩ ﲟرور 30ﻳوﻣا ﻛاﻣﻠة ﻣﻦ رﻳخ الﺘوصﻞ ؛ أﻣا ﰲ اﳊالة الﱵ ﱂ ﻳعﻤد ﻓيﻬا اﳌﺸﱰي إﱃ
القيام ﻹجراء اﳌذﻛور ،ﻓﺄجﻞ الﺸﻔعة ﻳﺴقط ﲟرور ﺳنة ﻣﻦ رﻳخ الﺘقييد لرﺳﻢ العقاري.
53
-ﲦﻦ الﺸﻲء اﳌﺒيﻊ ،أي أن الﺸﻔيﻊ ﻣﻠﺰم ﺑدﻓﻊ ﲦﻦ الﺸﻲء اﳌﺒيﻊ لﻔاﺋدة اﳌﺸﱰي ﻛﻤقاﺑﻞ لﻸﺧذ لﺸﻔعة ،و ﻳﺘﻢ
ذلﻚ لﺘعﺒﲑ الﺼرﻳح ﻋﻦ الرﻏﺒة ﰲ ﳑارﺳة الﺸﻔعة و إﻳداع ﻫذا الﺜﻤﻦ .و الﺜﻤﻦ الذي ﻳﻠﺘﺰم الﺸﻔيﻊ داﺋﻪ
لﻠﻤﺸﱰي ﻫو ذلﻚ الﺜﻤﻦ اﳊقيقﻲ ﻻ قيﻤة العقار ،و إذا وقﻊ ﺧﻼف حول الﺜﻤﻦ ﻓاﻷﻣر أنداك ﻣوﻛول لﻠقاضﻲ
الذي ﻳعﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗعيﲔ الﺜﻤﻦ اﳊقيقﻲ ،و ذلﻚ ﻻﺳﺘعانة ﳋﱪاء لﺘﺤدﻳدﻩ وﻓﻖ الﺜﻤﻦ اﳌﺘداول ﰲ الﺴوق.
-ﻣﺼروﻓات العقد :حﺴﺐ اﳌادة 292ﻣﻦ ﻣدونة ح ع ،ﻓالﺸﻔيﻊ ﻣﻠﺰم داء ﻣﺼروﻓات العقد ﻛنﻔقات ﻋقد
الﺸراء ،و قيﻤة الﻄواﺑﻊ اﳌالية ،و أجرة الﱰﲨة و ﻛذا رﺳوم الﺘقييد إذا ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر ﺑعقار ﳏﻔﻆ ،ﻹضاﻓة ﻷﺗعاب
اﳌوثﻖ و العدل و ﻏﲑﻫا . ...
قيﻤة الﺘﺤﺴينات :وقد ﲰاﻫا الﻔﺼﻞ 974ﻣﻦ ق ل ع ،و ﻛذا اﳌادة 292ﻣﻦ القانون رقﻢ 39.08
ﳌﺼروﻓات الﻀرورﻳة الناﻓعة ،و ﻳدﺧﻞ ﰲ نﻄاقﻬا ﻛﻞ ﻣﻦ قيﻤة الﺒناءات و اﻷﻏراس و النﻔقات الﱵ ﻳﻬدف ﻣنﻬا
اﳊﻔاظ ﻋﻠﻰ اﳌﺒيﻊ و صيانﺘﻪ ﻣﻦ الﺘﻠﻒ و الﻀياع.
أ ر حﻖ الﺸﻔعة :لرجوع لﻜﻞ ﻣﻦ اﳌواد 307إﱃ اﳌادة 310ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﳒد اﳌﺸرع ﻣﻦ ﺧﻼﳍا
ﺗعرض ﻷ ر حﻖ الﺸﻔعة ﻛﻤا ﻳﻠﻲ:
-اﺳﺘﺤقاق الﺸﻔيﻊ اﳊﺼة اﳌﺒيعة و ﺗقييدﻫا ﰲ الرﺳﻢ العقاري إذا ﻛان العقار ﳏﻔﻆ ﺗنﺘقﻞ ﻣﻠﻜية العقار اﳌﺸﻔوع
إﱃ الﺸﻔيﻊ.
-حﻠول الﺸﻔيﻊ الذي ﻣارس حﻖ الﺸﻔعة ﳏﻞ اﳌﺸﱰي و ﻳعﺘﱪ ﺧﻠﻔا لﻠﺒاﺋﻊ ﻻ ﺧﻠﻔا لﻠﻤﺸﱰي ،ﻓيﺤﻖ لﻪ ﳑارﺳة
ﻛاﻓة الﺴﻠﻄات ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﳊﺼة ) اﳌادة 307ﻣﻦ م ح ع ( .
-إذا قام اﳌﺸﻔوع ﻣنﻪ ضاﻓة شﻲء ﰲ اﳊﺼة اﳌﺸﻔوﻋة ﻣﻦ ﻣالﻪ ﺑعد إﻋﻼن الﺸﻔيﻊ ﻋﻦ الرﻏﺒة ﰲ اﻷﺧذ لﺸﻔعة ،
حينﺌذ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒيﻖ اﻷحﻜام اﳌﺘعﻠقة لﺒناء و الﻐرس ﰲ أرض الﻐﲑ دون إذن.
ﻣا ذﻛر ﻩ ﻣﻦ اﻷﺳﺒاب لﻜﺴﺐ اﳌﻠﻜية ﻳقﻊ ﺑﲔ اﻷحياء ،ﺑينﻤا ﺗنﺘقﻞ اﳌﻠﻜية ﰲ اﻹرث و الوصية ﻣﻦ ﻣيﺖ إﱃ حﻲ
.ذلﻚ أن الﺸﺨﺺ إذا ﺗوﰲ ﻓإن حقوقﻪ ﺗنﺘقﻞ إﱃ ورثﺘﻪ ،ﺗﻄﺒيقا لﻠقاﻋدة الﱵ ﺗقول :ﻣﻦ ﻣات ﻋﻦ حﻖ ﻓﻠوارثﻪ .
54
أي ﻋند وﻓاة شﺨﺺ ﻣعﲔ ،ﻳنﺘقﻞ ﻣا ﻛان ﰲ ﻣﻠﻜيﺘﻪ ﺳواء ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر ﺑعقار أو ﻣنقول إﱃ ﻣﻠﻜية ورثﺘﻪ .و نﻔس
اﻷﻣر لنﺴﺒة ﳌﻦ أوصﻰ لﻪ ،إذ ﺗنﺘقﻞ إليﻪ ﻣﻠﻜية ذلﻚ الﺸﻲء ﻋند وﻓاة اﳌوصﻲ .و ﰲ ﻫذا الﺼدد نﺼﺖ اﳌادة
264ﻋﻠﻰ أنﻪ " ﺗنﺘقﻞ ﻣﻠﻜية اﳊقوق العينية العقارﻳة ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻹرث والوصية وﺗﺴري ﻋﻠيﻬﻤا أحﻜام ﻣدونة
اﻷﺳرة"
وﻓيﻤا ﳜﺺ قواﻋد اﻹرث أو الوصية ﳚﺐ الﺘﻤييﺰ ﺑﲔ ﻣا إذا الورثة أو اﳌوصﻰ ﳍﻢ ﻣﻦ اﳌﻐارﺑة اﳌﺴﻠﻤﲔ واﻷجانﺐ
اﳌﺴﻠﻤﲔ و ﺑﲔ اﳌﻐارﺑة ﻏﲑ اﳌﺴﻠﻤﲔ و اﻷجانﺐ ﻏﲑ اﳌﺴﻠﻤﲔ..
ﻓالﺒنﺴﺒة لﻠﻤﻐارﺑة اﳌﺴﻠﻤﲔ و اﻷجانﺐ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠيﻬﻢ قواﻋد الﻔقﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ الوصية و اﻹرث ،و قد
اﺧﺘﺺ ﻋﻠﻢ الﻔراﺋﺾ ﺑﺒيان ﺗﻠﻚ القواﻋد ،و ﻫﻲ ﻣنﻈﻤة ﺑﺒنود ﻣدونة اﻷﺳرة ،الﱵ ﲢدد أنﺼﺒة و أقارب اﳌيﺖ ،و
ﻛيﻔية ﺗوزﻳﻊ الﱰﻛة و العﻤﻞ لوصية .
و لنﺴﺒة لﻠﻤﻐارﺑة ﻏﲑ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺗﻄﺒﻖ ﰲ اﻹرث و الوصية ﻣﺒادئ الد نة الﱵ ﻳنﺘﻤون إليﻬا و ﻣا ﻳﺴﲑون ﻋﻠيﻪ ﰲ
اﳌوضوع ) قواﻋد الد نة اليﻬودﻳة لنﺴﺒة لﻠيﻬود اﳌﻐارﺑة ( .و ﻓيﻤا ﳜﺺ اﻷجانﺐ ﻏﲑ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﳜﻀعون لقانون
ﺑﻼدﻫﻢ لﻸحوال الﺸﺨﺼية ،حﺴﺐ ﻣا ﺗقﺘﻀﻲ ﺑﻪ و ﺗنﺺ ﻋﻠيﻪ قواﻋد القانون الدوﱄ اﳋاص.
لﻜﻦ ﻻ س ﻣﻦ الﺘنﺒيﻪ إﱃ أن ﻣﻠﻜية الوارث و اﳌوصﻰ لﻪ ﻻ ﺗﺘﺤقﻖ إﻻ ﺑعد دﻳة اﳊقوق اﳌﺘعﻠقة لﱰﻛة و الﱵ ﺗقدم
ﻋﻠﻰ حقوق الوارث و اﳌوصﻰ لﻪ ،ﻋﻠﻰ الﺸﻜﻞ الﺘاﱄ :
*اﳊقوق الﱵ ﳝﺘﻠﻜﻬا الﻐﲑ ﰲ ﻣواجﻬة اﳌيﺖ إذا ﺗعﻠﻖ لﱰﻛة أو ﺑﺸﻲء ﻣنﻬا ،ﻛالدﻳون ﻣﺜﻞ ،و ﻣﺼارﻳﻒ ﲡﻬيﺰ
اﳌيﺖ ﻣﻦ ﻛﻔﻦ و دﻓﻦ و ﻏﲑﻫا .و ﺑعد دﻳة اﳊقوق ﻏﲑ اﳌﺘعﻠقة لﱰﻛة ﻳﺼﺒح لﻠورثة و اﳌوصﻰ لﻪ أو ﳍﻢ ﻣا ﺗﺒقﻰ
ﻣنﻬا .وﻳقدم ﰲ ﻫذا اﳋﺼوص اﳌوصﻰ لﻪ ﻋﻠﻰ الورثة.
*وﻓيﻤا ﳜﺺ العقار اﶈﻔﻆ ،ﻓإن الورثة و اﳌوصﻰ ﳍﻢ ﻻ ﻳعﱰف ﳍﻢ ﲝقوقﻬﻢ ﰲ اﳌﻠﻜية إﻻ ﺑعد ﺗقييد ذلﻚ ﰲ الرﺳﻢ
العقاري لﻠعقار .و قﺒﻞ ذلﻚ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺼرﻓون ﻓيﻪ إﻻ ﺳﻢ اﳍالﻚ .
ﻳﺘﻢ انﺘقال اﳌﻠﻜية ﲟناﺳﺒة صدور حﻜﻢ قﻀاﺋﻲ ﰲ حالﺘﲔ :اﳊالة اﻷوﱃ ﺗﺘعﻠﻖ لنﺰاع الذي ﺗﻔﺼﻞ ﻓيﻪ اﶈﻜﻤة
لﺼاﱀ شﺨﺺ ﻣعﲔ ،وذلﻚ ﺳواء ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر ﺑعقار أو ﻣنقول .أﻣا اﳊالة الﺜانية ﻓﺘقﻊ ﰲ حالة قيام اﶈﻜﻤة ﳊﺠﺰ
ﻋﻦ أﻣﻼك شﺨﺺ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ أداء ﻣا ﻳﺴﺘﺤقﻪ الﻐﲑ ﰲ ﻣالﻪ .و ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﳊالة اﻷﺧﲑة اﺳﻢ النﺰع
اﳉﱪي لﻠﻤﻠﻜية .
55
- 1حالة صدور حﻜﻢ قﻀاﺋﻲ
ﻋندﻣا ﻳﺼدر حﻜﻢ قﻀاﺋﻲ ﻳقﻀﻲ ﺳﺘﺤقاق شﺨﺺ ﻣعﲔ لﺸﻲء ﺳواء ﻛان ذلﻚ الﺸﻲء ﻋقارا أو ﻣنقوﻻ ،أو
ﻳقﻀﻲ ن ﻣوضوع ذلﻚ اﻻﺳﺘﺤقاق حقوقا ﻋينية ﳏﻠﻬا ﻋقار أو ﻣنقول ،ﻓإن ذلﻚ الﺸﺨﺺ ﻳﺼﲑ ﻣالﻜا ﳌا حﻜﻢ
لﻪ ﺑﻪ .وﳝﻜﻦ لﻪ إذن ﲟوجﺐ ذلﻚ اﳊﻜﻢ اﺳﺘعﻤال ذلﻚ الﺸﻲء واﺳﺘﻐﻼلﻪ والﺘﺼرف ﻓيﻪ ﲜﻤيﻊ أنواع الﺘﺼرﻓات،
اﳌادﻳة ﻣنﻬا والقانونية.
وﻳعﺘﱪ اﳊﻜﻢ القﻀاﺋﻲ ﻣعﻠنا لﻠﺤﻖ ﻣوضوع الدﻋوى و ليس ﻣنﺸﺌا لﻪ .لذلﻚ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ أن الﺸﺨﺺ الذي
حﻜﻢ لﻪ ﺑذلﻚ الﺸﻲء ،ﻳﺼﺒح ﻣالﻜا لذلﻚ الﺸﻲء ﻣﻦ رﻳخ أن وقﻊ الﺴﺒﺐ الذي اﻋﺘﻤد ﻋﻠيﻪ اﶈﻜوم لﻪ ﰲ
اﳌﻄالﺒة ﲝقﻪ .و ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ صدور اﳊﻖ القﻀاﺋيﺘﻄﻬﲑ الﺴﺒﺐ الذي اﻋﺘﻤد ﻋﻠيﻪ ﰲ اﳌﻄالﺒة ﳌﻠﻜية .ﲝيﺚ إذا
ﻛان ذلﻚ الﺴﺒﺐ ﻋقد شراء ﻳﺸوﺑﻪ ﻋيﺐ ﻣﻦ ﻋيوب اﻹﺑﻄال ﻣﺜﻼ ﱂ ﺗﺘﻢ إ رﺗﻪ أثناء الدﻋوى ،ﻓاﳊﻜﻢ ﻳﻄﻬر
اﳌﻠﻜية ﻣﻦ ذلﻚ العيﺐ ،نﻈرا ﻻﺳﺘنادﻫا ﻋﻠيﻪ أي ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ.
ﻳعﺘﱪ النﺰع اﳉﱪي لﻠﻤﻠﻜية ﻣﻜﺴﺒا لﻠﻤﻠﻜية لنﺴﺒة لﻠﺸﺨﺺ الذي حﺼﻞ ﻋﻠﻰ الﺸﻲء الذي انﺘﺰع ﻣﻦ ﻣالﻜﻪ ،ﻋﻦ
ﻃرﻳﻖ الﺒيﻊ الذي ﻳﺘﻢ ﰲ اﶈﺠوزات الﱵ ﻣر ا اﶈﻜﻤة .ﻓﻤﺜﻼ إذا ﱂ ﻳقﻢ ﻣالﻚ ﻋقار أو ﻣنقول ﺑﺘﺄدﻳة اﳌال الذي
حﻜﻢ ﺑﻪ ضدﻩ لﺼاﱀ شﺨﺺ أﺧر ،ﻓإن اﶈﻜﻤة ﺗقوم ﺑعﻤﻠية اﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻣنقوﻻﺗﻪ ﰒ ﻋﻠﻰ ﻋقاراﺗﻪ -إذا ﱂ ﺗﻜﻒ
اﳌنقوﻻت ﰲ أداء اﳌﺒﻠغ اﶈﻜوم ﺑﻪ -لﻜﻲ ﺗﺒاع ﰲ اﳌﺰاد العﻠﲏ ،وﻓﻖ اﻹجراءات القانونية اﳌﺘعﻠقة ﺑذلﻚ .
ﻓالﺸﺨﺺ الذي ﺗرﺳو ﻋﻠيﻪ ﻋﻤﻠية اﳌﺰاد ،ﻳﺼﺒﻪ ﻣالﻜا لﻠﻤنقول أو العقار ﻣوضوع اﳊﺠﺰ و اﳌﺰاد .و لﺘاﱄ ﻓﻬو
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜاﻓة اﳊقوق الﱵ ﻳﺸﻤﻠﻬا حﻖ اﳌﻠﻜية .
56
اﳌﺒﺤﺚ الﺜاﱐ :اﳊقوق العي ة ا ٔصليةالﱵ تﱰتب عن حق اﳌلك ة
ﺑعد أن ﺗﻜﻠﻤنا ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻜية الﺘاﻣة ،و ﺗعرﻓنا ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻷحﻜام اﳌﺘعﻠقة ا ،ننﺘقﻞ إﱃ الﻜﻼم ﻋﻦ اﳊقوق العينية
اﳌﺘﻔرﻋة ﻋﻦ اﳌﻠﻜية إﻣا رادة اﳌﺸرع أو ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻻﺗﻔاق،ﲝيﺚ ﻳﻜون لﺸﺨﺺ أو ﻋدة أشﺨاص حﻖ ﻣﻠﻜية الرقﺒة
دون حﻖ ﰲ اﻻنﺘﻔاع ا .أو ﳝﻠﻚ شﺨﺺ حﻖ ﺳﻜﲎ ﰲ ﳏﻞ دون أن ﻳﻜون ﻣالﻜا لرقﺒﺘﻪ .أو ﻳﻜون اﻹنﺴان ﻣالﻜا
لﻸشﺠار و اﻷﺑنية الﱵ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑينﻤا ﺗﻜون ﺗﻠﻚ اﻷرض ﳑﻠوﻛة لﻐﲑﻩ ،و ﻫﻜذا ،أو ﻳﻜون ﻋقاران ﻣﺘﺠاوران
وﻳﻜون أحدﳘا ﳏﻤﻼ ﲝﻖ اﳌرور ﻋﻠيﻪ إﱃ العقار الﺜاﱐ ،أو ﻣﻠﺰﻣا ﺑﺘﻠقﻲ اﳌاء اﳌﺘﺴرب ﻣنﻪ ،إﱃ ﻏﲑ ذلﻚ ﻣﻦ
اﳊقوق الﱵ ﺗﺘﻔرع ﻋﻦ اﳌﻠﻜية الﺘاﻣة.
وﺗﺴﻤﻰ ﻫذﻩ اﳊقوق ﳌﻠﻜية الناقﺼة ،ﻷن ﻋناصر اﳌﻠﻜية ﺗﻜون ﳎﺰأة ﺑﲔ ﻋدد ﻣﻦ اﻷشﺨاص ،ﻛﺄن ﺗﻜون اﻷرض
ﳑﻠوﻛة لﺸﺨﺺ ﻣعﲔ ﰲ حﲔ ﺗعود ﻣﻠﻜية ﻣا ﻳوجد ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ أشﺠار وأﺑنية ﻣﺜﻼ إﱃ شﺨﺺ أﺧر.وﺳنﺘﻄرق إﱃ ﲢﻠيﻞ
ﻫذﻩ اﳊقوق ﻋﻠﻰ الﺸﻜﻞ الﺘاﱄ:
اﳌﻄﻠﺐ اﳋاﻣس :اﳊقوق العرﻓية اﻹﺳﻼﻣية )حﻖ الﺰﻳنة وحﻖ اﳍواء و الﺘعﻠية(
57
الفقرة ا ٔوﱃ :رتفاق ﻣفهوﻣه ،ﺧﺼاﺋﺼه،ﴍوطه ،طرق ٕا ﺸاﺋه و ٔنوا ه
ﻋرف اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﰲ اﳌادة 37ﻣﻦ م.ح.ع ﺑقولﻪ " :اﻻرﺗﻔاق حﻖ ﻋيﲏ قواﻣﻪ ﲢﻤﻞ ﻣقرر ﻋﻠﻰ
ﻋقار ﻣﻦ أجﻞ اﺳﺘعﻤال ﻣنﻔعة ﻋقار ﳝﻠﻜﻪ شﺨﺺ آﺧر" .و ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫذا الﺘعرﻳﻒ ﳝﻜﻦ القول أن حﻖ
اﻻرﺗﻔاقيﻤﺘاز ﳋﺼاﺋﺺ الﺘالية:
لﺜاً :اﻻرﺗﻔاقات اﻻﺗﻔاقية :وﻳقﺼد ا ﺗﻠﻚ اﻻرﺗﻔاقات الﱵ ﻳﻜون نﺸاط اﻻنﺴان ﻫو ﻣﺼدر إنﺸاﺋﻬا .ذلﻚ أنﻪ
ﳝﻜﻦ لﻜﻞ ﻣالﻜﲔ لعقارﻳﻦ أن ﻳﺘﻔقا ﻋﻠﻰ إحداث ﻣا ﻳﺸاءان ﻣﻦ ارﺗﻔاقات لﺼاﱀ أحد العقارﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ،وأن
ﻳنﻈﻤا ﻫذﻩ اﻻرﺗﻔاقات ﻋﻠﻰ الﻜيﻔية الﱵ ﳛددا ا ﰲ ﻫذا اﻻﺗﻔاق .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 41ﻣﻦ م.ح.ع.
وﻋرﻓﻪ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌادة 50ﻣﻦ م.ح.ع ﺑقولﻪ" :حﻖ الﺸرب ﻫو نوﺑة ﻣﻦ اﳌاء ﻳنﺘﻔﻊ ا لﺴقﻲ
اﻷراضﻲ وﻣا ا ﻣﻦ ﻏرس وشﺠر".وحﻖ ال ِّ
ﺸرب ﻋﻠﻰ ثﻼثة أقﺴام :ﻋام وﺧاص وﻣﺸﱰك.
-1حﻖ الﺸرب العام :ﻫو الذي ﳛﻖ لﻜﻞ إنﺴان اﻻنﺘﻔاع ﺑﻪ ي وجﻪ ﻣﻦ وجوﻩ اﻻنﺘﻔاع ﻣﻊ الﺘقيد
لنﺼوص القانونية اﳌﺘعﻠقة ﺑنﻈام اﳌياﻩ .وﻫو ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 51ﻣﻦ م.ح.ع.
-2حﻖ الﺸرب اﳋاص :وﻫو اﳌﺨﺼﺺ ﳌنﻔعة ﻋقار ﺑعينﻪ ،ﲝيﺚ ﻻ ﳚوز ﻷي أحد أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ إﻻ ﺑرضﻰ
صاحﺒﻪ .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ الﻔقرة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌادة 52ﻣﻦ م.ح.ع،ﻏﲑ أنﻪ ﳛﻖ لﻠﻤﻼك ا اورﻳﻦ اﺳﺘﻐﻼل ﻣورد
اﳌاء ﰲ ري أراضيﻬﻢ ﰲ حالة ﻣا إذا ﻓﻀﻞ ﻋنﻪ اﳌاء )صاحﺐ حﻖ الﺸرب( أي ﺑعد أن ﻳﺴﺘوﰲ حاجﺘﻪ ﻣنﻪ .ﻛﻤا
ﻳﺘعﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻼك ا اورﻳﻦ اﻻشﱰاك ﰲ صيانة ﻣورد اﳌاء ﻛﻞ ﲝﺴﺐ نﺴﺒة ارضﻪ اﳌنﺘﻔعة ﻣنﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋاة القوانﲔ
واﻷنﻈﻤة اﳉاري ا العﻤﻞ .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ اﳌادة 52ﻣﻦ م.ح.ع.
-3حﻖ الﺸرب اﳌﺸﱰك :وﻫو ﻋندﻣا ﻳﻜون حﻖ الﺸرب ﻣﺸاﻋا ﺑﲔ ﻋدة شرﻛاء ،ﲝيﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻷي واحد أن
ﻳرﺗﺐ ﻋﻠيﻪ حقا لﻠﻐﲑ ﺑدون ﻣواﻓقﺘﻪ ﲨيعا .وﻫذا ﻣنﻄوق اﳌادة 53ﻣﻦ م.ح.ع .ﻛﻤا أن الﺸرﻛاء ﻣﻠﺰﻣون
59
ﻹصﻼحات الﻀرورﻳة ﳌورد اﳌاء ،ﻛﻞ ﻣنﻬﻢ ﲝﺴﺐ نﺴﺒة أرضﻪ اﳌنﺘﻔعة ،وإذا اﻣﺘنعوا أجﱪوا ﺑقوة القانون ﺑناء ﻋﻠﻰ
ﻃﻠﺐ أي واحد ﻣنﻬﻢ .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 54ﻣﻦ م.ح.ع.
ﰒ إن حﻖ الﺸرب ﻳنﺘقﻞ نﺘقال ﻣﻠﻜية العقار اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ .وقد نﺼﺖ ﻋﻠﻰ ذلﻚ اﳌادة 55ﻣﻦ م.ح.ع.
ﻋرف اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ حﻖ ا رى ﰲ اﳌادة 56ﻣﻦ م.ح.ع .ﺑقولﻪ" :حﻖ اﳉرى ﻫو اﳊﻖ ﰲ ﲤرﻳر ﻣاء الري ﻣﻦ ﻣوردﻩ
رض الﻐﲑ لﻠوصول ﺑﻪ إﱃ اﻷرض اﳌراد ﺳقيﻬا ﺑﻪ وذلﻚ ﻋﱪ ﳎرى أو ﻣواﺳﲑ" ،ﻛﻤا نﺼﺖ اﳌادة 28ﻣﻦ القانون
رقﻢ 10-95اﳌﺘعﻠﻖ ﳌاء ﻋﻠﻰ أنﻪ " :ﳝﻜﻦ لﻜﻞ ﻣﻦ ﻳرﻳد اﺳﺘعﻤال ﻣياﻫاً ﻣﻦ الﺘﺼرف ﻓيﻬا ،اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﳑر
ﳍذﻩ اﳌياﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرضﻲ الوﺳيﻄة ﻣقاﺑﻞ ﺗعوﻳﺾ ﻣﺴﺒﻖ".
وﻳﺘﻀح ﻣﻦ ذلﻚ أنﻪ لﺜﺒوت حﻖ ا رى ﻻ ﺑد ﻣﻦ ﲢقﻖ الﺒعد ﻋﻦ ﻣورد اﳌياﻩ ﻣﻦ حية ،وأحقية اﳌالﻚ ﰲ الﺘﺼرف
ﰲ ﻫذﻩ اﳌياﻩ ﻣﻦ حية نية ،وأن ﻳدﻓﻊ ﺗعوﻳﻀا ﻣقدﻣاً إﱃ ﻣالﻚ اﻷرض الﱵ ﲤر ا ﻣياﻩ ا رى ﻣﻦ حية لﺜة.
وﳝنﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻼك اﻷراضﻲ ﻣنﻊ ﻣﻦ ثﺒﺖ لﻪ ﻫذا اﳊﻖ ﻣﻦ ﲤرﻳر اﳌاء راضيﻬﻢ .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 57ﻣﻦ
م.ح.ع.
ﻛﻤا أن ﻣﺼارﻳﻒ الﺼيانة ﻣﻦ ﺗعﻤﲑ وإصﻼح وﺗرﻣيﻢ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا اﳌﺴﺘﻔيد لوحدﻩ ،وإذا اﻣﺘنﻊ ﻋنﻬا ﻛان ﳌﻦ ﺗﻀرر ﻣﻦ
أصﺤاب العقارات اﳌرﺗﻔﻖ ا اﳊﻖ ﰲ الﺘعوﻳﻀﺤﺴﺐ نﺺ اﳌادة 58ﻣﻦ م.ح.ع.ﻛﻤا أنﻪ ﻣﻦ حﻖ اﳌﺴﺘﻔيد ﻣﻦ حﻖ
ا رى الدﺧول إﱃ العقارات اﳌرﺗﻔﻖ ا ﻣﻦ إجراء اﻹصﻼحات ،وﻻ ﳝنﻊ ﻣﻦ ذلﻚ ،وﻣﻦ ﻣنعﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆولية
الﻀرر الذي قد ﻳنﺘﺞ جراء ﻣنعﻪ ،وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 59ﻣﻦ م.ح.ع.
نﻈﻢ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﻫذا اﳊﻖ ﲟقﺘﻀﻰ اﳌواد 63-60ﻣﻦ م.ح.ع وﻣﻔادﻩ ﺗﻠقﻲ اﻷرض اﳌنﺨﻔﻀة اﳌياﻩ الﺴاﺋﻠة ﻣﻦ
اﻷرض الﱵ ﺗعﻠوﻫا ﻣا ﱂ ﺗﺴاﻫﻢ ﻳد اﻹنﺴان ﰲ إﺳالﺘﻬا .وﻻ ﻳﺴوغ ﳌالﻚ اﻷرض اﳌنﺨﻔﻀة ﻣنﻊ ﻫذا الﺴيﻞ ﻣا دام
ﻃﺒيعياً ،وﻻ حﻖ لﻪ ﰲ الﺘعوﻳﺾ ﻣا دام صاحﺐ اﻷرض العالية ﱂ ﻳﺰد ﰲ ﻋﺐء اﻻرﺗﻔاق) .اﳌادة 60ﻣﻦ م.ح.ع(.
60
راﺑعاً :حﻖ اﳌرور
ﻋرﻓﺤﻖ اﳌرور ﺑقولﻪ" :حﻖ اﳌﺸﻲ ﰲ ﻣﻠﻚ الﻐﲑ" .ﻓإذا ﻛان العقار ﳏﺼوراً ﻋﻦ الﻄرﻳﻖ العام ﻓإنﻪ ﳛﻖ لﺼاحﺒﻪ أن
ﻳﻄﻠﺐ ﺗعيﲔ ﳑر ﰲ اﻷرض ا اورة ،لﺘﻜون صﻠة وصﻞ ﺑﲔ ذلﻚ العقار والﻄرﻳﻖ العام .وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة
64ﻣﻦ م.ح.ع.وﻳﺸﱰط لﻔﺘح اﳌﻤر شروط وﻫﻲ:
-1أن ﻳﻜون العقار الذي ﻳﻄﻠﺐ صاحﺒﻪ اﳌﻤر ﻻ ﻣنﻔذ لﻪ إﱃ الﻄرﻳﻖ العﻤوﻣية أصﻼً ،أو ﻻ ﻳﺘوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣنﻔذ ٍ
ﻛاف
ﻻﺳﺘﻐﻼل العقار.
-2أن ﻻ ﻳﻜون اﳓﺼار العقار اﳌﺨدوم ﲡاً ﻋﻦ صاحﺒﻪ ،وذلﻚ ﻛﻤا لو أن ﻣالﻚ العقار قام ﺑﺘﺠﺰﺋﺘﻪ ،و ع أجﺰاءﻩ
الﱵ ﺗﻠﻲ الﻄرﻳﻖ العﻤوﻣية.
-3أن ﻳﺘقدم ﺑﻄﻠﺐ ﻓﺘح اﳌﻤر ،إﻣا ﻣالﻚ العقار اﶈﺼورأو ﻣﻦ ﳝﻠﻚ حقا ﻋينياً ﻋﻠيﻪ.
-4أن ﻳدﻓﻊ ﻃالﺐ اﳌﻤر ﳌﻦ ﻓﺘح اﳌﻤر ﰲ ﻋقارﻩ ﺗعوﻳﻀاً ﺗقدرﻩ اﶈﻜﻤة ﻋﻠﻰ حﺴاب الﻀرر الذي ﻳﻠﺤﻖ لعقار
اﳋادم.
وﻳقﺼد ﺑﻪ حﻖ اﳌالﻚ ﰲ ﻓﺘح ﻓﺘﺤات لﻠﺘﻬوﻳة أو لدﺧول الﻀوء ،وقد اشﱰط اﳌﺸرع لﻔﺘﺤﻬا ضرورة ﺗوﻓر ﺑعﺾ
الﺸروﻃﺤﱴ ﻻ ﺗﺴﺒﺐ ﻣﻀاﻳقات لﻠﺠار ،وﺗﺘعارض ﻣﻊ ضرورة ﺗوﻓﲑ اﳊرﻳة والﺴﻜينة لﻜﻞ ﻣالﻚ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ ﺑعيداً ﻋﻦ
الﻐﲑ ،وقد اﻋﺘنﺖ ﳐﺘﻠﻒ الﺘﺸرﻳعات ﺑﺘنﻈيﻤﻬا –اﳌﻄﻼت -وﲢدﻳد شروط ﻓﺘﺤﻬا ،ﻛﻤا ﻫو اﳊال لنﺴﺒة لﻠﻤﺸرع
اﳌﻐرﰊ الذي ﻳنﺺ ﻋﻠﻰ أنﻪ ﻻ ﳚوز ﳌالﻚ العقار أن ﻳﻔﺘح نواﻓذ أو شﺒاﺑيﻚ ﰲ حاﺋط ﻣﻼصﻖ ﳌﻠﻚ جارﻩ إﻻ ذنﻪ
)اﳌادة 66ﻣﻦ م.ح.ع( وﻋﻠﻰ ﻣﺴاﻓة ﻣﱰﻳﻦ أو ﻣﱰ واحد )اﳌادة 68ﻣﻦ م.ح.ع( .أﻣا إذا ﻛان حﻖ اﳌﻄﻞ ﻣﻔﺘوحاً
ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻋام ،ﻓإنﻪ ﻻ ﳚﺐ الﺘقيد ذﻩ اﳌﺴاﻓات اﳌذﻛورة.
أوﻻ :انﺘﻬاء اﻷجﻞ اﶈدد :ﺳﺒﻖ القول ن ﻣﻦ ﺧﺼاﺋﺺ حﻖ اﻻرﺗﻔاق الدوام ولﻜﻦ ﻫذا ﻻ ﻳعﲏ أ ا ﻣﻦ
ﻣﺴﺘﻠﺰﻣاﺗﻪ ،ﻓيﺠوز ﺗﻔاق ﺧاص ﺗوقيﺘﻪ ﲟدة ﳏددة ﻳنقﻀﻲ نقﻀاﺋﻬا اﻻ اذا اﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﲡدﻳدﻫا ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ أن ﻳﺘﻢ
النﺺ ﰲ الوصية الﱵ أنﺸﺄت حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻋﻠﻰ أن ﻳدوم ﻫذا اﳊﻖ ﻣدة ﻣعينة وﻳنﺘﻬﻲ نقﻀاﺋﻬا.
61
نيا :الﺘنازل ﻋﻦ حﻖ اﻻرﺗﻔاق :إذا ﺗنازل صاحﺐ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﻋﻦ ارﺗﻔاقﻪ ،ﻓإن ﻫذا اﻻرﺗﻔاق ﻳنﺘﻬﻲ وﻳﺘﻄﻬر
العقار اﳋادم ﺑﺼﻔة اﺋية ﺳواء ﻛان ﻫذا الﺘنازل ﺑعوض أو ﺑدونﻪ ،والﺘنازل قد ﻳﻜون ضﻤنيا أو صرﳛا ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠة
الﺘنازل الﻀﻤﲏ أن ﻳﺸﻬد صاحﺐ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻋﻠﻰ ﻋقد ﺑيﻊ واقﻊ ﻋﻠﻰ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ وقد ورد ﰲ شروط الﺒيﻊ
أن العقار اﳌﺒيﻊ ﺧال ﻣﻦ أي حﻖ ارﺗﻔاق ،وذلﻚ دون أن ﻳﺘﺤﻔﻆ صاحﺐ حﻖ اﻻرﺗﻔاق.
لﺜا :جﺘﻤاع العقارﻳﻦ ﰲ ﻳد ﻣالﻚ واحد :اﻻرﺗﻔاق حﻖ ﻋيﲏ قواﻣﻪ ﲢﻤﻞ ﻣقرر ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻣﻦ أجﻞ اﺳﺘعﻤال أو
ﻣنﻔعة ﻋقار ﳝﻠﻜﻪ شﺨﺺ أﺧر اﳌادة 37ﻣﻦ م ح ع ،ﻓإذا أصﺒح العقاران اﳌرﺗﻔﻖ واﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﳑﻠوﻛﲔ لﺸﺨﺺ
واحد انقﻀﻰ اﻻرﺗﻔاق ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ ﲤﻠﻚ صاحﺐ العقار اﳌﺨدوم العقار اﳋادم ،وﻛذا ﲣﻠﻲ اﳌالﻚ لﻠعقار اﳋادم
ﻋﻦ ﻫذا العقار ﳌالﻚ العقار اﳌﺨدوم ﺗﻔاد ﻷداء ﻣا ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﺼروﻓات اﻻرﺗﻔاق الﱵ ﺗقﻊ ﻋﻠﻰ ﻛاﻫﻠﻪ .
راﺑعا :اﺳﺘﺤالة اﺳﺘعﻤال اﻻرﺗﻔاق :ﻳنقﻀﻲ حﻖ اﻻرﺗﻔاق إذا أصﺒح اﺳﺘعﻤالﻪ ﻣﺴﺘﺤيﻼ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﲑ حدث ﰲ
العقارﻳﻦ ،ﻓإذا ﻛان اﻻرﺗﻔاق ارﺗﻔاق ﳌﻄﻞ ﻣﺜﻼ وﻫدم اﳌنﺰل اﳌرﺗﻔﻖ ﻓان ﻫدﻣﺖ دﻣﻪ الناﻓدة الﱵ ﻛانﺖ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ
العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻓإن حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻳنﺘﻬﻲ ﻻﺳﺘﺤالة اﺳﺘعﻤالﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻐﲑ حدث ﰲ العقار اﳌرﺗﻔﻖ.
ﺧاﻣﺴا :ﻫﻼك أحد العقارﻳﻦ ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا :ﻳنقﻀﻲ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻛذلﻚ إذا ﻫﻠﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ أو العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ،
إذ ﻳﺼﺒح اﺳﺘعﻤال اﳊﻖ ﻏﲑ ﳑﻜﻦ واﳍﻼك قد ﻳﻜون ﻣاد وﻫذا در ﻛﻤا لو ﻛﻞ العقار نﺘيﺠة جر ن النﻬر أو ﻛﻤا
لو ﻏﻤرت اﳌياﻩ اﻷراضﻲ اﳌقرر ﳍا أو ﻋﻠيﻬا حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻓينقﻀﻲ ﻫذا اﳊﻖ لﺰوال ﳏﻠﻪ،والنوع الﺜاﱐ ﻣﻦ اﳍﻼك ﻫو
اﳍﻼك القانوﱐ ،وﻫو الﻐالﺐ وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ نﺰع ﻣﻠﻜية العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ لﻠﻤنﻔعة العاﻣة ،وﻳﺸﱰط ﰲ اﳍﻼك الذي
ﻳنقﻀﻲ ﺑﻪ حﻖ اﻻرﺗﻔاق أن ﻳﻜون ﻛﻠيا ،أﻣا إذا ﻛان ﻫﻼك أحد العقارﻳﻦ جﺰﺋيا ﻓﻼ ﻳنقﻀﻲ ﻷنﻪ ﻳﻈﻞ ﳑﻜﻦ ﰲ اﳉﺰء
الﺒاقﻲ ﻣﻦ العقار.
ﺳادﺳا :زوال الﻐرض الذي أحدث ﻣﻦ أجﻠﻪ :ﳚوز الﺘﺤرر ﻣﻦ حﻖ اﻻرﺗﻔاق إذا ﻓقدت ﻛﻞ ﻣنﻔعة لﻠعقار اﳌرﺗﻔﻖ ،
أو أصﺒﺤﺖ ﻓاﺋدﺗﻪ ﳏدودة ﻻ ﺗﺘناﺳﺐ الﺒﺘة ﻣﻊ العﺐء الذي ﻳﻠقيﻪ ﻋﻠﻰ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻪ إذا ﻛان
اﻻرﺗﻔاق حﻖ ﻣرور ﰒ أصﺒح لﻠعقار اﳌرﺗﻔﻖ نﺘيﺠة ﻓﺘح شارع جدﻳد ﺳﺒيﻞ أﺧر إﱃ الﻄرﻳﻖ العام أقرب وأﻳﺴر ،جاز
ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ ﲢرﻳر ﻋقارﻩ ﻣﻦ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ولو ﺑدون ﻣواﻓقة ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ.
القاﻋدة العاﻣة الﱵ ﺗقررﻫا اﳌادﺗﲔ 42/41ﻣﻦ م ح ع ﻫﻲ ﺧﻀوع حقوق اﻻرﺗﻔاق إﱃ القواﻋد اﳌقررة ﰲ ﺳند
إنﺸاﺋﻬا ،وﻛذا اﻷﻋراف اﶈﻠية ،وﻣعﲎ دلﻚ أنﻪ إذا ﻛان ﻣﺼدر حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﺗﺼرف قانوﱐ ﻓإن ﻫذا الﺘﺼرف ﻫو
62
الذي ﳛدد ﻃﺒيعة اﳊﻖ وﻣداﻩ ،وإذا ﻛان ﻣﺼدرﻩ ﲣﺼيﺺ اﳌالﻚ اﻷصﻠﻲ ﻓإنﻪ ﻫو الذي ﳛدد أحﻜام حﻖ اﻻرﺗﻔاق
ونﻄاقﻪ ،وأحﻜام اﻻرﺗﻔاق ﺗﺘعﻠﻖ ﲝقوق والﺘﺰاﻣات ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ وﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ .
*حقوق والﺘﺰاﻣات ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔقﺘﺜﺒﺖ ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ حقوق وﻳﺘﺤﻤﻞ الﺘﺰاﻣات .
لﺼاحﺐ العقار اﳌرﺗﻔﻖ أن ﳚري ﻣا ﻫو ضروري ﻣﻦ اﻷﻋﻤال ﻻﺳﺘعﻤال حﻖ اﻻرﺗﻔاق ،وﻣا ﻳﻠﺰم لﻠﺤﻔاظ ﻋﻠيﻪ وﻫذا
ﻣا أﻛدﺗﻪ اﳌادة 44ﻣﻦ م ح ع حيﺚ جاء ﻓيﻬا " ﳛﻖ لﺼاحﺐ حﻖ اﻻرﺗﻔاق أن ﻳقوم ﲜﻤيﻊ اﻷﻋﻤال الﻀرورﻳة
ﻻﺳﺘعﻤال حقﻪ وصيانﺘﻪ. "....ﻓﺤﻖ اﻻرﺗﻔاق ﳌرور ﳜول ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ اﳊﻖ ﰲ رصﻒ الﻄرﻳﻖ وﺗعﺒيدﻩ
رى ﻋﻠﻰ ﻋقار الﻐﲑ ﳜول صاحﺒﻪ أن ﳛﻔر قناة ﲡري ﻓيﻬا اﳌياﻩ إﱃ ليﻜون صاﳊا لﻠﻤرور ،وحﻖ اﻻرﺗﻔاق
أرضﻪ .وﻳﻬدف اﳌﺸرع ﻣﻦ ﻫذا اﳌقﺘﻀﻰ ﺗدﻋيﻢ ﻓعالية حﻖ اﻻرﺗﻔاق ،ﻋﻄاء ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ الوﺳاﺋﻞ الﻼزﻣة
ﻻﺳﺘعﻤال حقﻬوﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗﻜون ﻫذﻩ اﻷﻋﻤال ضرورﻳة ﻻﺳﺘعﻤال اﳊﻖ .أﻣا اﻷﻋﻤال ﻏﲑ الﻀرورﻳة لﻼﺳﺘعﻤال ولو
ﻛانﺖ ﻏﲑ ﻣﻀرة لعقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻓﻠيس لﻪ إجراءﻫا ،وليس لﻪ ﻛذلﻚ إقاﻣة الﺘﺤﺴينات ،وﺗقدﻳر ﻛﻞ ذلﻚ ﻣﺴﺄلة
ﻳﻔﺼﻞ ﻓيﻬا قاضﻲ اﳌوضوع.
وﻳﺘقيد ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﺸرط ﰲ ﻣﺒاشرﺗﻪ ﳍذﻩ اﻷﻋﻤال وﻫو أن ﻳﻜون اﻻﺳﺘعﻤال قﻞ ضرر ﳑﻜﻦ ﻓﻼ ﳚوز لﻪ
أن ﻳﺴﻠﻚ ﰲ اﺳﺘعﻤالﻪ ﺳﺒيﻼ ﻣﻀر إدا ﻛان ﻫناك ﺳﺒيﻞ أقﻞ ضرر ﻣنﻪ ،ﻓﻠو ﻛان لﻪ ﻣﺜﻼ حﻖ ﻣﺴيﻞ وﻛان إجراء اﳌياﻩ
ﺑيﺐ ﻣﻦ حدﻳد أقﻞ ضرر ﻣﻦ اﺳﺘعﻤال أ ﺑيﺐ ﻣﻦ ﻓﺨار ،ﻓإنﻪ ﻣﻠﺰم ﺳﺘعﻤال اﻷ ﺑيﺐ اﳊدﻳدﻳة وﻫذا القارة
الﺸرط ﻫو ﻣا أﻛدﺗﻪ الﻔقرة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌادة 44ﻣﻦ م ح ع .
ﺗقﻊ ﻋﻠﻰ ﻋاﺗﻖ ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ نﻀﲑ ﲤﺘعﻪ ﲟﺰا وﻣناﻓﻊ ﻻرﺗﻔاق ﻋدة الﺘﺰاﻣا ﻣا ﺑنﺺ القانون أو ﲟقﺘﻀﻰ العقد ،
وﻣﺜال ذلﻚ أداء ﺗعوﻳﺾ ﻣناﺳﺐ ﻣقاﺑﻞ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ،وﻣﻦ ﺑﲔ اﻻلﺘﺰاﻣات اﳌﻠقاة ﻋﻠﻰ ﻋاﺗﻖ ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ
اﻻلﺘﺰام داء نﻔقة اﻷﻋﻤال الﻼزﻣة ﻻﺳﺘعﻤال حﻖ اﻻرﺗﻔاق وصيانﺘﻪ وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 46ﻣﻦ م ح ع ،
ﰲ ﻓقر ا اﻷوﱃ ،ﻫذا ﻣا ﱂ ﻳوجد اﺗﻔاق ﻳقﻀﻲ ﲞﻼف دلﻚ ،ﻷن اﻷصﻞ ﻫو أن نﻔقات اﻷﻋﻤال الﻼزﻣة ﻻﺳﺘعﻤال
حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ،إﻻ أنﻪ إذا ﻛانﺖ ﻫذﻩ اﻷﻋﻤال ﻓعة أﻳﻀا ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ،
ﻓﺘوزع ﻫذﻩ النﻔقات ﻋﻠﻰ الﻄرﻓﲔ ﻛﻞ ﺑنﺴﺒة ﻣا ﻳعود ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ ﻓاﺋدة ،حيﺚ جاء ﰲ الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ اﳌادة 46ﻣﻦ م
ح ع "،إذا ﻛان العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻳنﺘﻔﻊ ﺑدورﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌنﺸﺂت ﻓإن نﻔقات أﻋﻤال الﺼيانة ﺗقﺴﻢ ﺑﲔ الﻄرﻓﲔ ﻛﻞ
ﺑنﺴﺒة ﻣا ﻳعود ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ نﻔﻊ" وﻣﻦ الﺘﺰاﻣات ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﻛذلﻚ ﻋدم ﲡاوز حدود اﻻرﺗﻔاق وﻋدم الﺰ دة ﰲ
ﻋﺐء اﻻرﺗﻔاق.
63
*حقوق والﺘﺰاﻣات ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ :ﻛﻤا ﻫو الﺸﺄن لنﺴﺒة ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﻓإن م ح ع ﺧولﺖ ﳌﻼك
العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﳊقوق وجعﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋاﺗقﻪ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﻻلﺘﺰاﻣات.
إن حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻫو ﺧدﻣة ﻳﺆدﻫا العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ لﻠعقار اﳌرﺗﻔﻖ ﻓيﺤد ﻣﻦ ﻣنﻔعة اﻷول ،وﳚعﻠﻪ ﻣﺜقﻼ ﺑﺘﻜﻠيﻒ
لﻔاﺋدة الﺜاﱐ ،وﻻ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ دلﻚ حرﻣان ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ ،ﻓاﻻرﺗﻔاق ﻻ ﳝنعﻪ ﻣﻦ ﳑارﺳة ﺳﻠﻄاﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﻋقارﻩ ﻣﻦ اﺳﺘعﻤال واﺳﺘﻐﻼل وﺗﺼرف .وأﻫﻢ اﳊقوق الﱵ ﻳﺘﻤﺘﻊ ا صاحﺐ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻫو حقﻪ ﰲ ﺗﻐﲑ
ﻣوضﻊ اﻻرﺗﻔاق ،وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ الﻔقرة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌادة 47ﻣﻦ م ح ع حيﺚ جاء ﻓيﻬا " ﻏﲑ أنﻪ إذا صار
الوضﻊ اﻷول أشد ﻛﻠﻔة ﻋﻠﻰ صاحﺐ اﳌﻠﻚ اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ........،أﻣﻜنﻪ أن ﻳعرض ﻋﻠﻰ صاحﺐ اﳌﻠﻚ اﻷﺧر ﻣﻜا
ﺑﺴﻬولة اﳌﻜان اﻷول ﻻﺳﺘعﻤال حقوقﻪ وﻻ ﳝﻜﻦ ﳍذا اﻷﺧﲑ أن ﻳرﻓﺾ ذلﻚ" .
ﻳﻠﺘﺰم صاحﺐ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﻫو اﻷﺧر ﲟﺠﻤوﻋة ﻣﻦ اﻻلﺘﺰاﻣات ﺳواء أﻛانﺖ ﻫذﻩ اﻻلﺘﺰاﻣات ﻣقررة لعقد
اﳌنﺸﺊ ﳊﻖ اﻻرﺗﻔاق ،واﳌنﺸﺄة ﲟوجﺐ القانون ،وﳝﻜﻦ أن نﻠﺨﺺ ﻫدﻩ اﻻلﺘﺰاﻣات ﻓيﻤا ﻳﻠﻲ:
-اﻻﻣﺘناع ﻋﻦ إﻋاقة اﺳﺘعﻤال حﻖ اﻻرﺗﻔاق :ﻓرضﺖ اﳌادة 47ﰲ ﻓقر ا اﻷوﱃ ﻋﻠﻰ صاحﺐ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ
الﺘﺰاﻣا ﺳﻠﺒيا وﻫو اﻻﻣﺘناع ﻋﻦ أي ﻋﻤﻞ ﻳرﻣﻲ إﱃ اﻻنﺘقاص ﻣﻦ اﺳﺘعﻤال حﻖ اﻻرﺗﻔاق أو جعﻠﻪ أﻛﺜر ﻣﺸقة ،
وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذلﻚ أن ليس ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ،رﻏﻢ ﻛونﻪ ﻣالﻚ أن ﻳعرقﻞ اﺳﺘعﻤال صاحﺐ حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﳊقﻪ
ﻛﺄن ﻳﻀﻊ ﻣا ﳝنﻊ ﻣرور اﳌاء ﰲ ا رى أو أن ﳛرث اﻷرض اﳌﺜقﻠة رﺗﻔاق اﳌرﻋﻰ ،وقد ﻳﻜون ﻫذا اﻻلﺘﺰام ﻋاﻣا
حيﺚ ﻳﻜون ﻛﻞ ﻣا ﻳﻄﻠﺐ ﻣنﻪ ﻫو ان ﻻ ﻳﺘعرض ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ،ﻛﻤا ﻫو اﳊال ﰲ اﻻرﺗﻔاقات اﻻﳚاﺑية ﻛﺤﻖ
اﳌرور وحﻖ ا رى ،وقد ﻳﻜون ﺧاصا ن ﻳقوم ﲟﺒاشرة أﻋﻤال ﳏددة ﳝنعﻬا حﻖ اﻻرﺗﻔاق.
-اﻻﻣﺘناع ﻋﻦ ﺗﻐيﲑ ﻣوضﻊ حﻖ اﻻرﺗﻔاق :ﺳﺒﻖ القول ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ حقوق ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ﺗﻐﲑ ﻣوضﻊ
اﻻرﺗﻔاق ،إﻻ ان القاﻋدة ﻫﻲ أنﻪ ليس ﳌالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ أن ﻳﻐﲑ أو ﻳﻄالﺐ ﺑﺘﻐﲑ الوضﻊ القاﺋﻢ أو أن ﻳﻄﻠﺐ
ﺗﺒدﻳﻞ اﳌوضﻊ اﳌعﲔ أصﻼ ﻻﺳﺘعﻤال حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﲟوضﻊ أﺧر وذلﻚ حﺴﺐ الﻔقرة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌادة 47ﻣﻦ م ح
ع رﻏﻢ أن اﳌﺸرع اﺳﺘدرك ﻫذا اﻷﻣر ﰲ الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ نﻔس اﳌادة ،وﰲ ﲨيﻊ اﻷحوال ﻻ ﳚوز ﳌالﻚ العقار
اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ أن ﻳﻐﲑ اﳌوضﻊ اﻷصﻠﻲ ﳊﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻣﻦ ﺗﻠقاء نﻔﺴﻪ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ أن ﻳﻔاوض ﻣالﻚ العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﰲ
ﻫذا الﺘﻐﲑ.
-اﻻﻣﺘناع ﻋﻦ إزالة حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﺑﺴﺒﺐ ﲡﺰﺋة العقار :حﻖ اﻻرﺗﻔاق حﻖ ﻻ ﻳقﺒﻞ الﺘﺠﺰﺋة ،وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذلﻚ أنﻪ
إذا جﺰء العقار اﳌرﺗﻔﻖ ﺑقﻲ اﻻرﺗﻔاق ﻣﺴﺘﺤقا لﻜﻞ جﺰء ﻣنﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﻳﺰﻳد ذلﻚ ﻣﻦ العﺐء الواقﻊ ﻋﻠﻰ العقار
64
اﳌرﺗﻔﻖ ﺑﻪ ،ﻓإذا ﻛانﺖ أرضا زراﻋية ﳍا حﻖ ا رى ﻣﺜﻼ وﲡﺰأت إﱃ ﻋدة قﻄﻊ ﻓذلﻚ ﻳﻔﻀﻲ إﱃ ﻣيﻢ حﻖ ا رى لﻜﻞ
ﻣنﻬا ،وليس لﺼاحﺐ العقار الذي ﻋﻠيﻪ حﻖ ا رى أن ﻳعارض ﰲ اﺳﺘﻔادة أجﺰاء العقار ﻣﻦ ا رى ﻻن ﻫدا اﳊﻖ ﻻ
ﳝﻜﻦ إزالﺘﻪ ).اﳌادة 47/48ﻣﻦ م ح ع(
لقد ﺧﺼﺺ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣدونة اﳊقوق العينية ،الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ ﻣﻦ الﺒاب الﺜاﱐ لﻠﺤدﻳﺚ ﻋﻦ الﺘﺤﻤﻼت
العقارﻳة وذلﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌواد ﻣﻦ 70إﱃ .78و لقراءة اﳌﺘﺄنية ﳍذﻩ اﳌواد نﻼحﻆ أ ا ﺗعاﰿ ﻣﺴﺄلة الﺘﺤﻤﻼت
العقارﻳة ﻣﻦ ﺧﻼل أﻣرﻳﻦ أﺳاﺳﲔ ﳘا :
أ :إزالة الﻀرر القاﺋﻢ :ﻣﻦ اﳌعروف أن الﺸرﻳعة اﻹﺳﻼﻣية أقرت ﻣﺒدأ ﻣنﻊ اﳌالﻚ ﻣﻦ الﺘعﺴﻒ ﰲ اﺳﺘعﻤال حقﻪ،
وﻫذا اﳌﺒدأ ﻳقﻀﻲ نﻪ ﻻ ﳚوز ﻷي ﻣالﻚ أن ﻳﺴﺘعﻤﻞ ﻣﻠﻜﻪ اﺳﺘعﻤاﻻ ﻳﻀر ﺑﻐﲑﻩ ،ولو ﱂ ﺗﺘﺠﻪ نية اﳌالﻚ إﱃ
إحداث ذلﻚ الﻀرر .و لرجوع إﱃ اﳌادة 71ﻣﻦ م ح ع ﳒدﻫا قد نﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻣعاﻳر ﲢدﻳد الﻀرر ﻏﲑ اﳌﺆلوف
حيﺚ جاء ﻓيﻬا " :ليس لﻠﺠﲑان أن ﻳﻄالﺒوا زالة ﻣﻀار اﳉوار اﳌﺆلوﻓة الﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲡنﺒﻬا ،وإﳕا ﳍﻢ أن ﻳﻄالﺒوا
زالة الﱵ ﺗﺘﺠاوز اﳊد اﳌﺄلوف ﻋﻠﻰ أن ﻳراﻋﻰ ﰲ ذلﻚ العرف وﻃﺒيعة العقارات وﻣوقﻊ ﻛﻞ ﻣنﻬا لنﺴﺒة لﻸﺧر
والﻐرض الذي ﺧﺼﺼﺖ لﻪ "
وﳑا شﻬدت الﺒينة نﻪ ﻣﻦ الﻀرر وانﻪ ﻳﻠﺰم إﺑعادﻩ حﱴ ﻻ ﻳقﻠﻖ راحة الﺴﻜان وﻳﻀر ﻢ ،ﻣا اﺳﺘﺠد ﻣﻦ أﻣر اﳌعاﻣﻞ
واﳌﺼانﻊ ﲜﻤيﻊ أنواﻋﻬا نﻈرا ﳌا ﺗﺴﺒﺒﻪ أدﺧنﺘﻬا ونﻔا ا وأصوا ا ﻣﻦ أضرار ﺗﻠﺰم إزالﺘﻬا ،وﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة
77ﻣﻦ م ح ع ،ﰒ إن الﻀرر الذي ﺗﻠﺰم إزالﺘﻪ ليﺴﺖ ﳏﺼورة ﰲ الﻀرر اﳋاص ﺑﻞ ﺗﺘعداﻩ إﱃ إزالة الﻀرر العام
أﻳﻀا ،وذلﻚ ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادﺗﲔ 74/73ﻣﻦ م ح ع حيﺚ جاء ﻓيﻬﻤا ﻣا ﻣﻀﻤونﻪ ،أن لﻠﺠار أو ﻣﻦ لﻪ
ﻣﺼﻠﺤة ﰲ اﳌﻄالﺒة ﺑدﻓﻊ الﻀرر الناﺗﺞ ﻋﻦ ﺳوء اﻣﺘداد أﻏﺼان اﻷشﺠار ﻓوق أرض اﳉوار أو ﻋﻠﻰ جنﺒات الﻄرﻳﻖ
ﺑقﻄعﻬا أو اﳌﻄالﺒة ﺑقﻄعﻬا.
ﻓالﻀرر ﳝنﻊ ﺳواء ﻛان قاﺋﻤا أو ﻣﺘﺤقﻖ الوقوع ﻓيﻠﺰم الﺘوقﻲ ﻣنﻪ ودﻓﻊ أﺳﺒاﺑﻪ ،وجﻠﺒا لﻸﻣﻦ واﻻﺳﺘقرار وﲤاشيا ﻣﻊ
قاﻋدة ﺳد الذراﺋﻊ ﳒد اﳌادة 71الﺴالﻔة الذﻛر ﲢدد ﻃﺒيعة الﻀرر الذي ﲡوز اﳌﻄالﺒة ﺑﺰوالﻪ.أﻣا ﻣا ﻳرﺗﺒط ﲟﺠال
الﻐرس ﻓنﺠد اﳌادة 72ﺗقيد اﳌالﻚ ﺑعدم ﻏرس أشﺠار أو شﺠﲑات أو أﻏراس ﻋﻠﻰ حدود أرضﻪ دون ﻣراﻋاة
اﳌﺴاﻓة الﱵ ﲢددﻫا اﻷنﻈﻤة ﰲ حال وجودﻫا ،أﻣا ﰲ حالة ﻋدم وجودﻫا ﻓقد نﺺ ﻋﻠﻰ ﲢدﻳد اﳌﺴاﻓة ﲝﺴﺐ نوع
اﳌﻐروﺳات ،ﻓإذا ﻛانﺖ اﳌﻐروﺳات ﳑا ﻳﻔوق ﻋﻠوﻫا ﻣﱰﻳﻦ لﺰم ﻏرﺳﻬا ﻋﻠﻰ ﻣﺴاﻓة ﻣﱰﻳﻦ ﻣﻦ اﳊد ،ونﺼﻒ ﻣﱰ إذا
65
ﻛانﺖ دون ذلﻚ ،وﻫذﻩ اﳌﺴاﻓة ﻻ ﻳﻠﺰم الﻐارس لﺘقيد ا ﰲ حالة وجود حاﺋط ﻋﻠﻰ اﳊدود ،شرﻳﻄة أﻻ ﺗعﻠو
اﻷﻏراس قﻤة اﳊاﺋط.
ﻛﻤا ﺧولﺖ اﳌادة 78ﳌالﻚ العقار الذي ﳜﺸﻰ ﻷﺳﺒاب واقعية ﻛﺤدوث شقوق ﰲ الﺒيﺖ نﺘيﺠة اﻷﻋﻤال ا اورة
لﻠعقار أن ﻳﻄالﺐ ﻣﻦ ﻣالﻚ العقار ﲣاذ ﻣا ﻳﻠﺰم ﳌنﻊ حدوث الﻀرر ،ﻛﻤا لﻪ اﳊﻖ ﰲ اﳌﻄالﺒة ﺑوقﻒ اﻷشﻐال وذلﻚ
ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ رﻓﻊ دﻋوى لدى القﻀاء اﻻﺳﺘعﺠاﱄ .
ﻋرﻓﺖ اﳌادة 79ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية حﻖ اﻻنﺘﻔاع نﻪ "حﻖ ﻋيﲏ ﳜول لﻠﻤنﺘﻔﻊ اﺳﺘعﻤال ﻋقار ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ
الﻐﲑ واﺳﺘﻐﻼلﻪ ،وﺗنقﻀﻲ ﻣدﺗﻪ لﺰوﻣا ﲟوت اﳌنﺘﻔﻊ" .ﻓﺤﻖ اﻻنﺘﻔاع وﻓقا ﳍذا الﺘعرﻳﻒ ﻳعﻄﻲ لﻠﺸﺨﺺ اﳊﻖ ﰲ
اﺳﺘعﻤال واﺳﺘﻐﻼل ﻋقار ﳑﻠوك لﺸﺨﺺ أﺧر ،لذلﻚ ﻓإن حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻳقﺴﻢ ﻋناصر اﳌﻠﻜية إﱃ شﻄرﻳﻦ ،ﻓعنﺼر
اﻻﺳﺘعﻤال واﻻﺳﺘﻐﻼل ﻳﺜﺒﺘان لﻠﻤنﺘﻔﻊ ،أﻣا العنﺼر الﺜالﺚ اﳋاص ﲝﻖ الﺘﺼرف ﻓإنﻪ ﻳﺒقﻰ ﳌالﻚ الرقﺒة.
أ_حﻖ اﻻنﺘﻔاع حﻖ ﻋيﲏ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ ﰲ ﻣواجﻬة ﺳاﺋر الناس ،وﺑذلﻚ ﳜﺘﻠﻖ ﻋﻦ اﳊقوق الناشﺌة ﺑعقد الﻜراء الﱵ ﺗعﺘﱪ
حقوق شﺨﺼية وﻻ ﺗﺘعدى أﻃراف ﻋقد الﻜراء )اﳌﻜري واﳌﻜﱰي(.
ب_حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻳعﻄﻲ لﺼاحﺒﻪ إﻣﻜانية اﻻﺳﺘﻔادة ﺑﺸﻲء ﳑﻠوك لﻠﻐﲑ إذ لﻠﻤنﺘﻔﻊ حﻖ اﺳﺘعﻤال واﺳﺘﻐﻼل الﺸﻲء
دون حﻖ الﺘﺼرف الذي ﻳﺒقﻰ ﰲ ﻳد ﻣالﻚ الرقﺒة ،وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذلﻚ أن لﻠﻤنﺘﻔﻊ اﳊﻖ ﰲ اﺳﺘﺨدام الﺸﻲء وﻓقا ﳌا
اﻋد لﻪ ،ﻓإن ﻛان ﻣنﺰﻻ ﺳﻜنﻪ ،وإن ﻛان ﺑناء اﲣذﻩ ﻣقرا لعﻤﻠﻪ ،ﻛﻤا أن لﻪ اﳊﻖ ﰲ ﲨيﻊ ﻣا ﻳﻐﻠﻪ الﺸﻲء ﻣﻦ ﲦار
ﺳواء ﻛانﺖ ﲦارا ﻃﺒيعية أو ﻣدنية.
ج_حﻖ اﻻنﺘﻔاع حﻖ ﻣﺆقﺖ ﻓﻬو ﻳنﺘﻬﻲ حﺘﻤا ﺑوﻓاة اﳌنﺘﻔﻊ إن ﱂ ﻳنﺘﻪ قﺒﻞ وﻓاﺗﻪ ،ﻛﻤا إذا ﻛان ﻣقرو جﻞ وانﺘﻬﻰ
اﻷجﻞ قﺒﻞ الوﻓاة ﻓقد نﺼﺖ اﳌادة 80ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ انﻪ "ﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻنﺘﻔاع رادة اﻷﻃراف
66
أوﲝﻜﻢ القانون وﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻣقيدا جﻞ أو ﺑﺸرط" .وﻫذا ﲞﻼف حﻖ اﳌﻠﻜية الذي ﻫو حﻖ داﺋﻢ وليس
ﻣﺆقﺖ.
د -ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻣعﺠﻼ ﻳﺸرع صاحﺒﻪ ﰲ اﺳﺘيﻔاﺋﻪ ﻓور إنﺸاﺋﻪ ،و قد ﻳﻜون ﻣﺆجﻼ جﻞ واقﻒ
حيﺚ ﻻ ﻳﺴﺘﺤقﻪ صاحﺒﻪ اﳌﺴﺘﻔيد ﻣنﻪ إﻻ ﻋند حﻠول أجﻠﻪ ,ﻣﺜﻼ أن ﻳﺒيﻊ شﺨﺺ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﺑدارﻩ لﺸﺨﺺ آﺧر
ﻣدة ﻣعينة ﺗﺒﺘدئ ﺑعد ﺳنة ﻣﻦ رﻳخ العقد ،وﲟا أن حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻫو حﻖ ﻣﺆقﺖ ﻓﻬذا ﻳعﲏ أنﻪ ﻣﺆجﻞ داﺋﻤا جﻞ
ﻓاﺳخ .ﻛﻤا قد ﻳﻜون حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻣقيدا ﺑﺸرط ،ﻓﻼ ﻳقوم ﻫذا اﳊﻖ أو ﻻ ﻳنﺘﻬﻲ إﻻ ﺑﺘوﻓر شرط ﻣعﲔ ﺳواء ﻛان
شرﻃا واقﻔا ﻛﺄن ﻳقول شﺨﺺ لولدﻩ " :إذا ﺗﺰوجﺖ اﺑنة ﻋﻤﻚ ﻓﻠﻚ قﻄعة ﻣﻦ أرضﻲ ﺗنﺘﻔﻊ ا ﻣدة ﻋﺸرﻳﻦ ﺳنة "
ِ
اﳌعﻤر ﻋﻠﻰ اﳌع ﱠﻤر أن ﺗنﺘﻬﻲ العﻤرى ﲟﺠرد ﺗﻄﻠيﻖ ﻫذا اﻷﺧﲑ لﺰوجﺘﻪ .
أو شرﻃا ﻓاﺳﺨا ن ﻳﺸﱰط ّ
لﺜا :إنﺸاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع
ﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻنﺘﻔاع وﻓقا ﻷحﻜام اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ حدى الﻄرق ﻫﻲ:إرادة اﳌﺸرع ،وإرادة اﻹنﺴان.
أ -ﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻنﺘﻔاع رادة اﻹنﺴان أي " لعقد" ﻣﺜال ذلﻚ أن ﻳﺘنازل ﻣالﻚ الرقﺒة لﻠﻐﲑ ﻋﻦ اﻻنﺘﻔاع وﳛﺘﻔﻆ
لنﻔﺴﻪ ﲟﻠﻜية الرقﺒة ﲟقﺘﻀﻰ ﻋقد أو وصية ،ولﺘﺤقيﻖ ذلﻚ ﳚﺐ أن ﻳﻜون ﻣقرر اﻻنﺘﻔاع ﻣالﻜا لﻠﺸﻲء الوارد ﻋﻠيﻪ
حﻖ اﻻنﺘﻔاع وأن ﻳﻜون أﻫﻼ ﻹجراء ﻫذا الﺘﺼرف ،ﻛﻤا ﳚﺐ أن ﻳﻜوم الﺸﺨﺺ اﳌقرر لﻔاﺋدﺗﻪ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻣوجودا
ﻋﻠﻰ قيد اﳊياة ﻋند إنﺸاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع.
ب -قد ﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﺑنﺺ قانوﱐ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠيﻪ "حﻖ اﻻنﺘﻔاع القانوﱐ"ﻛانﺘﻔاع اﻷﺑوﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﻣوال أﺑناﺋﻬﻤا
ﳊﻤﻞ ﻣعﲔ ﺑعقار أو ﻣال ﻣعﲔ ،ﰒ ﻣات اﳌوصﻲ
القاصرﻳﻦ حﱴ ﻳﺒﻠﻐوا ﺳﻦ الرشد القانوﱐ .ﻛﻤا إذا أوصﻰ شﺨﺺ ْ
قﺒﻞ وﻻدة ذلﻚ اﳊﻤﻞ ،إذن ﻓﻠﻠورثة حﻖ اﻻنﺘﻔاع لﺸﻲء اﳌوصﻰ ﺑﻪ إﱃ أن ﻳولد اﳊﻤﻞ حيا ،حﱴ ﻳﺴﺘﺤﻖ
الﺸﻲء اﳌوصﻰ لﻪ ﺑﻪ .وإذا ﻛانﺖ ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻃرق إنﺸاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻓإننا نﺘﺴاءل ﻋﻦ اﻷﻣوال الﱵ ﳚوز إنﺸاء
انﺘﻔاع ﻋﻠيﻬا؟
لرجوع إﱃ اﳌادة 81ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﳒدﻫا ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ انﻪ "ﳝﻜﻦ أن ﻳﱰﺗﺐ حﻖ اﻻنﺘﻔاع :أوﻻ :ﻋﻠﻰ
اﳌﻠﻜية العقارﻳة ،نيا :ﻋﻠﻰ حﻖ الﺴﻄﺤية ،لﺜا :ﻋﻠﻰ حﻖ الﺰﻳنة ،راﺑعا :ﻋﻠﻰ حﻖ اﳍواء أو الﺘعﻠية.
*لﻠﻤنﺘﻔﻊ أن ﻳﺴﺘﻐﻞ العقار ﳏﻞ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﲟﺨﺘﻠﻒ أنواع اﻻﺳﺘﻐﻼل الﱵ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻃﺒيعﺘﻪ ولﻪ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻞ ﻣا
ﻳذرﻩ ﻫذا العقار ﻣﻦ ﲦار ﺳواء ﻛانﺖ ﻃﺒيعية أو صناﻋية أو ﻣدنية.
67
*إذا ورد حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻼحية ﻓان الﺜﻤار والﺰروع الﱵ ﱂ ﻳﺘﻢ جنيﻬا أوحﺼادﻫا وقﺖ نﺸوء حﻖ اﻻنﺘﻔاع
ﺗﻜون لﺼاحﺐ ﻫذا اﳊﻖ .أﻣا الﺜﻤار والﺰروع الﱵ ﺗوجد ﰲ نﻔس اﳊالة ﻋند انقﻀاء ﻫذا اﳊﻖ ﻓﺘﻜون ﳌالﻚ الرقﺒة
دون أن ﻳﻜون ﻷي ﻣنﻬﻤا قﺒﻞ اﻵﺧر حﻖ الﺘعوﻳﺾ ودون ﻣﺴاس ﲝقوق الﻐﲑ.
*لﻠﻤنﺘﻔﻊ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲜﻤيﻊ اﳌناﻓﻊ الﱵ ﺗﻜون لﻠﻤالﻚ ﻋﻠﻰ العقار اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ وﻻ ﺳيﻤا حقوق اﻻرﺗﻔاق اﳌقررة لﻔاﺋدة
ﻫذا العقار ،ﻛﻤا لﻪ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﻞ الﺰ دات الﱵ ﺗﻠﺤﻖ ذا العقار ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻻلﺘﺼاق .ﻛﻤا لﻪ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ لعقار
اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﺑنﻔﺴﻪ أو ﻳﺆجر حقﻪ أو ﻳقوم ﺑرﻫنﻪ أو ﺗﻔوﻳﺘﻪ.
*إذا ورد حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ أشﺠار ﺗقﻄﻊ ﰲ أزﻣنة دورﻳة ﻓإن لﻠﻤنﺘﻔﻊ اﻻﺳﺘﻔادة ﻣنﻬا ﻣدة انﺘﻔاﻋﻪ ﺑﺸرط أن ﻳﺘقيد ﰲ
قﻄعﻬا ﺑقواﻋد اﻻﺳﺘﻐﻼل اﳌعﺘادة ﳍا .إذا ورد حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺘﻞ ﻓإن لﻠﻤنﺘﻔﻊ اﻻﺳﺘﻔادة ﳑا ﺑﻪ ﻣﻦ نﺒات
وﻓﺴاﺋﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻳعوضﻬا ﻋند انقﻀاء انﺘﻔاﻋﻪ ﻣراﻋيا القواﻋد اﳌﺘﺒعة ﰲ ذلﻚ.
*لﻠﻤنﺘﻔﻊ اﻻﺳﺘﻔادة ﻣﻦ اﳌقالﻊ اﳌﺴﺘﻐﻠة وقﺖ نﺸوء حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ أن ﻳراﻋﻲ الﻀواﺑط وقواﻋد اﻻﺳﺘﻐﻼل اﳌﺘﺒعة
ﻣﻦ ﻃرف اﳌالﻚ والنﺼوص القانونية اﳉاري ا العﻤﻞ.
* ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﳌنﺘﻔﻊ أن ﻳﺒذل ﰲ اﶈاﻓﻈة ﻋﻠﻰ اﳊﻖ اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ العناﻳة الﱵ ﻳﺒذﳍا الﺸﺨﺺ اﳊرﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ.
*ﻳﻠﺘﺰم اﳌنﺘﻔﻊ ﺑرد اﻷشياء اﳌنﺘﻔﻊ ا ﲟﺠرد انقﻀاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع ،ﻓإذا ﲤاﻃﻞ ﰲ ردﻫا ﺑعد إنذارﻩ ﺑﺼورة قانونية
وﻫﻠﻜﺖ أو ﺗﻠﻔﺖ ﰲ ﻳدﻩ ﻓإنﻪ ﻳﻜون ﻣﺴﺆوﻻ ﻣﻦ ﻫذا اﳍﻼك أو الﺘﻠﻒ ولو حﺼﻞ ﺑﺴﺒﺐ أجنﱯ ﻻ ﻳد لﻪ ﻓيﻪ.
*ﻳﻠﺘﺰم اﳌنﺘﻔﻊ ﻃيﻠة ﻣدة اﻻنﺘﻔاع داء ﻣا ﻳﻔرض ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻜاليﻒ دورﻳة ﻛالﻀراﺋﺐ وﻏﲑﻫا وﻳﺘﺤﻤﻞ
النﻔقات الﻼزﻣة ﳊﻔﻈﻪ وصيانﺘﻪ .ﻛﻤا ﻻ ﻳﻠﺘﺰم اﳌنﺘﻔﻊ ﺑنﻔقات اﻹصﻼحات إﻻ إذا ﺗرﺗﺒﺖ ﻣوجﺒا ا ﻋﻦ ﻓعﻠﻪ أو
ﺧﻄﺌﻪ.
*ﻳﺘعﲔ ﻋﻠﻰ اﳌنﺘﻔﻊ أن ﻳعﻠﻢ ﻣالﻚ الرقﺒة وﻓﻖ ﻃرق الﺘﺒﻠيغ اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ قانون اﳌﺴﻄرة اﳌدنية ،وذلﻚ ﰲ
اﳊالﺘﲔ اﻵﺗيﺘﲔ :ﺑﻜﻞ ادﻋاء ﻣﻦ ﻃرف الﻐﲑ ﳊﻖ ﻋﻠﻰ العقار اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ او اﻋﺘداء ﻋﻠﻰ حﻖ ﻣﻦ حقوق اﳌالﻚ؛ﺑﺘﻠﻒ
العقار اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻛﻼ أو ﺑعﻀا.إذ ﱂ ﻳقﻢ اﳌنﺘﻔﻊ ﻹﻋﻼم اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻪ أﻋﻼﻩ ﰲ الوقﺖ اﳌناﺳﺐ ﻓانﻪ ﻳﻜون ﻣﺴﺆوﻻ
ﻋﻦ اﻷضرار الﱵ ﺗﻠﺤﻖ اﳌالﻚ ﻣﻦ جراء ذلﻚ.
* ﻻ ﳝﻜﻦ لﻠﻤالﻚ أن ﻳقوم ﺑعﻤﻞ ﻳﻀر ﲝقوق اﳌنﺘﻔﻊ وﻻ ﳝﻜﻦ لﻠﻤنﺘﻔﻊ أن ﻳﻄالﺐ ﺑعد انقﻀاء اﻻنﺘﻔاع ي ﺗعوﻳﺾ
ﻋﻦ الﺘﺤﺴينات الﱵ قام ا ولو ارﺗﻔعﺖ قيﻤة العقار ﺑﺴﺒﺒﻬا.ﻏﲑ أنﻪ ﳝﻜﻦ لﻪ أو لورثﺘﻪ أن ﻳﺰﻳﻞ اﳌرا والﻠوحات
والﺼور وﻏﲑﻫا الﱵ ﻳﻜون قد وضعﻬا شرط أن ﻳعيد أﻣاﻛنﻬا إﱃ اﳊالة الﱵ ﻛانﺖ ﻋﻠيﻬا ﰲ الﺴاﺑﻖ.
68
*ﳌالﻚ الرقﺒة أن ﻳعﱰض ﻋﻠﻰ أي اﺳﺘعﻤال ﻏﲑ ﻣﺸروع أو ﻏﲑ ﻣﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻃﺒيعة العقار أو اﳊﻖ العيﲏ اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ وﰲ
ﻫذﻩ اﳊالة لﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ إ اء ﻫذا العقد دون إﺧﻼل ﲟا قد ﻳﻜون لﻠﻄرﻓﲔ ﻣﻦ حﻖ ﰲ الﺘعوﻳﺾ ودون اﳌﺴاس
ﲝقوق الﻐﲑ.
*ليس ﻋﻠﻰ اﳌالﻚ وﻻ ﻋﻠﻰ اﳌنﺘﻔﻊ أن ﻳﺒنيا ﻣﻦ جدﻳد ﻣا ﺗﻼشﻰ لقدﻣﻪ أو ﲢﻄﻢ ﺑﺴﺒﺐ حادث ﻓﺠاﺋﻲ.
أ -نﺘﻬاء اجﻞ اﻻنﺘﻔاع ،ﻣﻦ الﻄﺒيعﻲ أن ﻳنﺘﻬﻲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع نﺘﻬاء اﻷجﻞ اﶈدد ﰲ العقد ﲝيﺚ ﻳﻠﺘﺰم اﳌنﺘﻔﻊ ﻋادة
الﺸﻲء إﱃ ﻣالﻚ الرقﺒة ﻓاﳌادة 80ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية نﺼﺖ ﻋﻠﻰ أن حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻣقيدا
جﻞ ﻓإذا حﻞ اﻷجﻞ اﳌعﲔ ﰲ العقد انقﻀﻰ اﻻنﺘﻔاع.
ب-ﲟوت اﳌنﺘﻔﻊ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻫو ﰲ اﻷصﻞ حﻖ ﻣﺆقﺖ ﻳنﺘﻬﻲ لﺰوﻣا ﲟوت اﳌنﺘﻔﻊ ﻃﺒقا لﻠﻤادة 79ﻣﻦ ﻣدونة
اﳊقوق العينية حﱴ لو حﺼﻠﺖ الوﻓاة قﺒﻞ أن ﻳنﺘﻬﻲ اﻷجﻞ الذي حدد لﻪ ،وإذا ﻛان حﻖ اﻻنﺘﻔاع لعدة أشﺨاص
ﻋﻠﻰ الﺘعاقﺐ ﻓإذا ﻣات أحدﻫﻢ انﺘقﻞ ﻫذا اﳊﻖ إﱃ اﻵﺧرﻳﻦ حﱴ ﳝوت اﳌنﺘﻔعﲔ ﲨيعا ،وإذا ﻛان اﻻنﺘﻔاع ﻣقررا
لعدة أشﺨاص ﺑﺼﻔة ﻣﺸﱰﻛة ﻓان وﻓاة احدﻫﻢ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻬا انقﻀاء ﻫذا اﳊﻖ ﺑنﺴﺒة نﺼيﺒﻪ وﺗعود حﺼﺘﻪ إﱃ ﻣالﻚ
الرقﺒة ﻣا ﱂ ﻳوجد اﺗﻔاق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذلﻚ ﰲ العقد ﻓيﻄﺒﻖ ﻫذا اﻻﺗﻔاق.
ج -ﲢاد اﳊقوق :ﻳنقﻀﻲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﲢاد اﳊقوق أي ﲜﻤﻊ صﻔﱵ اﳌنﺘﻔﻊ وﻣالﻚ الرقﺒة ﰲ شﺨﺺ واحد ﻛﻤا
إذا اشﱰى اﳌنﺘﻔﻊ ﻣﻠﻜية الرقﺒة وﻛﻤا إذا ﻣات اﳌالﻚ وﱂ ﻳﻜﻦ لﻪ ورﻳﺚ ﻏﲑ اﳌنﺘﻔﻊ وحدﻩ.
د -ﺑﺘﻠﻒ الﺸﻲء ﺗﻠﻔا ﻛﻠيا :ﲝيﺚ ﻻ ﻳﺴﺘﻔيد اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺑقا العﲔ اﳌﺼاﺑة لﺘﻠﻒ ،ﻛﻤا ﰲ حالة دم الﺒناء
الذي ﻳرد ﻋﻠيﻪ حﻖ اﻻنﺘﻔاع أﻣا ﰲ حالة ﻣا إذا ﻛان الﺘﻠﻒ جﺰﺋيا ﻓان حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻻ ﻳﺴقط ﻋﻦ اﳉﺰء أو ﻋﻦ
اﻷجﺰاء الﺼﺤيﺤة الﺒاقية )اﳌادة 101ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية( وﻳﺸﱰط ﻻنقﻀاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﳍﻼك الﻜﻠﻲ أن
ﻳﻜون الﺘﻠﻒ أو اﳍﻼك نﺘيﺠة قوة قاﻫرة ،أو حادث ﻓﺠاﺋﻲ ﻛاﳊرﻳﻖ والﺰﻻزل ،ﻛﻤا ﻳﺸﱰط أن ﻻ ﻳﻜون الﺸﻲء
ﻣﺆﻣنا ضد القوة القاﻫرة أو اﳊادث الﻔﺠاﺋﻲ وإذا ﱂ ﻳﺘﺤقﻖ الﺸرﻃﲔ ﻓﺤﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻻ ﻳنقﻀﻲ ﺑﻞ ﻳﺘﺤول ﻣﻦ اﻻنﺘﻔاع
لﺸﻲء إﱃ اﻻنﺘﻔاع لﺘعوﻳﺾ الذي ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻪ الﺸﺨﺺ اﳌﺴﺆول ﻋﻦ الﺘﻠﻒ ﰲ اﳊالة اﻷوﱃ وﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ شرﻛة الﺘاﻣﲔ
ﰲ اﳊالة الﺜانية.
69
ه -ﺑﺘنازل اﳌنﺘﻔﻊ ﻋنﻪ :ﻳنقﻀﻲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع أﻳﻀا ﺑﺘنازل اﳌنﺘﻔﻊ ﻋﻦ حقﻪ ﰲ اﻻنﺘﻔاع ﳌالﻚ الرقﺒة ،وقد اشﱰط
اﳌﺸرع لﺼﺤة ﻫذا الﺘنازل ن ﻻ ﻳﺆدي إﱃ إﻳقاع ضرر ﺑداﺋﲏ اﳌنﺘﻔﻊ وإﻻ ﻛان ﻣﻦ حﻖ الداﺋنﲔ الﻄعﻦ ﻋﻠﻰ ﺗنازل
اﳌنﺘﻔﻊ وإﺑﻄالﻪ وذلﻚ ﻃﺒقا لﻠﻤادة 103ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية.
و -ﺑﺴوء اﻻﺳﺘعﻤال :وﻳﻜون اﳌنﺘﻔﻊ ﻣﺘعﺴﻔا ﰲ اﺳﺘعﻤال حقﻪ إذا اﺳﺘعﻤﻠﻪ اﺳﺘعﻤاﻻ ﻻ ﳜرج ﻋﻦ اﳊد اﳌﺄلوف ﻛﻤا
إذا قام ﺗﻼف العقار أو ﻋرضﻪ لﻠﺘﻠﻒ نﺘيﺠة ﻋدم القيام ﻹصﻼحات الﻀرورﻳة والﻼزﻣة لﻠﺤﻔاظ ﻋﻠيﻪ ،وﳌالﻚ
اء حﻖ اﻻنﺘﻔاع لﺴوء اﻻﺳﺘعﻤال وﳝﻜﻦ لﻠقاضﻲ حﺴﺐ ﺧﻄورة اﳌوقﻒ الرقﺒة رﻓﻊ دﻋوى أﻣام القﻀاء لﻠﻤﻄالﺒة
وحﺴﺐ اﻷحوال أن ﻳﺼدر حﻜﻤﻪ اﻣا نقﻀاء حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻛﻠيا ،اوان ﻣر ﺳﱰجاع اﻻنﺘﻔاع ﳌالﻚ الرقﺒة شرﻳﻄة
أن ﻳدﻓﻊ ﺳنو لﻠﻤنﺘﻔﻊ أو ﳌﻦ انﺘقﻞ إليﻪ ﻫذا اﳊﻖ ﻣﺒﻠﻐا ﻣعينا وذلﻚ إﱃ الوقﺖ الذي ﻛان ﻣﻦ اﳌقرر انﺘﻬاء اﻻنﺘﻔاع
ﻓيﻪ )اﳌادة 104ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية(.
ﻳعد حﻖ العﻤرى ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌواضيﻊ اﳉدﻳدة الﱵ ﰎ ﺗنﻈيﻢ أحﻜاﻣﻬا ﻷول ﻣرة ﰲ ﻫذﻩ اﳌدونة،وقد ﻋاﰿ اﳌﺸرع
العﻤرى ﰲ الﺒاب الراﺑﻊ ﻣﻦ الﻜﺘاب اﻷول ﻣﻦ القﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ اﳌواد 105إﱃ اﳌادة .108وقد ﻋرﻓﻪ اﳌﺸرع ﰲ
ﻣدونة اﳊقوق العينية ﰲ اﳌادة 105ﻣنﻬا ":العﻤرى حﻖ ﻋيﲏ قواﻣﻪ ﲤﻠيﻚ ﻣنﻔعة ﻋقار ﺑﻐﲑ ﻋوض ﻳقرر ﻃول حياة
اﳌعﻄﻰ لﻪ أو اﳌعﻄﻰ أو ﳌدة ﻣعﻠوﻣة".
*العﻤرى حﻖ ﻣﺆقﺖ :ﻷنﻪ ﻳقرر ﻃول حياة اﳌعﻄﻰ لﻪ أو اﳌعﻄﻰ أو ﳌدة ﻣعﻠوﻣة ،وﺑعﺒارة أﺧرى أن حﻖ العﻤرى ﻣقيد
جﻞ ﻳنﺘﻬﻲ لﺰوﻣا ﲝﻠولﻪ.وأنﻪ ﻛذلﻚ ﻳنقﻀﻲ ﺑوﻓاة اﳌعﻄﻲ أو اﳌعﻄﻰ لﻪ حﺴﺐ اﺗﻔاق اﻷﻃراف.
ﻳﻠﺰم ﰲ العﻤرى ﺗواﻓر الرضا و اﻷﻫﻠية واﶈﻞ و الﺴﺒﺐ ،و أن ﺗوثﻖ وﻓقا لﻠﺸﻜﻠيات القانونية ،ﻏﲑ أن العﻤرى
اﳌنﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻋقار ﳏﻔﻆ ﻻﻳرﺗﺐ حﺠية ﺳواء ﺑﲔ اﻻﻃراف أو ﰲ ﻣواجﻬة الﻐﲑ إﻻ ﺑﺘقييدﻩ لرﺳﻢ العقاري .
* الﱰاضﻲ :ﻳقﺼد لﱰاضﻲ الﺘﻄاﺑﻖ ﺑيناﻹرادﺗﲔ ،وقد نﺺ اﳌﺸرع ﻋﻠﻰ الﱰاضﻲ ﰲ اﳌادة " 106ﺗنعقد العﻤرى
ﻹﳚاب والقﺒول " وﻫﻜذا ﻻﺑد أن ﻳﺼدر اﻹﳚاب ﻣﻦ اﳌعﻄﻲ وﻳﺼدر القﺒول ﻣﻦ اﳌعﻄﻰ لﻪ ،وأن ﳛﺼﻞ ﺗواﻓﻖ م
ﺑﲔ إرادة اﻷﻃراف ،ﻛﺄن ﻳقول اﳌعﻄﻲ ﻣﺜﻼ "أﻋﻤرﺗﻚ ﻫذا العقار" وﻳﺼرح اﳌعﻄﻰ لﻪ " قﺒﻠﺖ ﻫذا العقار "،ﻛﻤا أنﻪ
70
ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗﻜون اﻹرادة ﺧالية ﻣﻦ ﻋيوب الﱰاضﻲ الﻐﻠط ،الﺘدليس ،اﻹﻛراﻩ والﻐﱭ واﻻﺳﺘﻐﻼل ،وإﻻ ﺗعرض العقد
لﻺﺑﻄال .
* اﻷﻫﻠية :ﺗنقﺴﻢ اﻷﻫﻠية إﱃ أﻫﻠية الوجوب وأﻫﻠية أداء ،وأﻫﻠية الوجوب حﺴﺐ اﳌادة 207ﻣﻦ ﻣدونة اﻷﺳرة
ﻫﻲ ":صﻼحية الﺸﺨﺺ ﻻﻛﺘﺴاب اﳊقوق وﲢﻤﻞ الواجﺒات الﱵ ﳛددﻫا القانون ،وﻫﻲ ﻣﻼزﻣة لﻪ ﻃول حياﺗﻪ وﻻ
ﳝﻜﻦ حرﻣانﻪ ﻣنﻬا ".وأﻫﻠية اﻷداء حﺴﺐ اﳌادة 208ﻫﻲ ":صﻼحية الﺸﺨﺺ ﳌﻤارﺳة حقوقﻪ الﺸﺨﺼية واﳌالية
ونﻔاذ ﺗﺼرﻓاﺗﻪ ،وﳛدد القانون شروط اﻛﺘﺴا ا وأﺳﺒاب نقﺼا ا أو انعداﻣﻬا".
وﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية قد أﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﲢدﻳد اﻷﻫﻠية الواجﺐ ﺗواﻓرﻫا ﰲ العﻤرى ﺳواء لنﺴﺒة لﻠﻤعﻄﻲ أو اﳌعﻄﻰ
لﻪ .لﻜﻦ ﲟا أن العﻤرى ﺗعﺘﱪ ﻣﻦ الﺘﺼرﻓات الﻀارة ضارا ﳏﻀا لنﺴﺒة إﱃ اﳌعﻄﻲ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒار أ ا ﲤﻠيﻚ ﻣنﻔعة ﺑﻐﲑ
ﻋوض ﻳنﺒﻐﻲ ﰲ اﳌعﻄﻲ أن ﻳﻜون ﻣﺘﻤﺘعا ﻷﻫﻠية لﻐا لﺴﻦ الرشد القانوﱐ وﻻ ﻳعﱰضﻪ أي ﻋارض ﻣﻦ ﻋوارض
اﻷﻫﻠية ﻣﻦ ﺳﻔﻪ وﻋﺘﻪ وجنون.
* اﶈﻞ و الﺴﺒﺐ :إن ﳏﻞ العﻤرى وﻓﻖ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻫو العقار ،إﻻ أن اﳌﺸرع ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﱂ
ﻳعﲔ الﺸروط الواجﺐ ﺗوﻓرﻫا ﰲ ﻫذا اﶈﻞ ،لذا ﻻﺑد ﻣﻦ الرجوع إﱃ القواﻋد العاﻣة لﻼلﺘﺰاﻣات ﻋﻤﻼ ﳌادة اﻷوﱃ
ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﻓﺘﺒعا لذلﻚ ﻳﺸﱰط ﰲ العقار ﳏﻞ العﻤرى أن ﻳﻜون ﻣوجودا وﻣﺸروﻋا .أﻣا ﻋﻦ الﺴﺒﺐ
وﻫو الﺒاﻋﺚ الذي دﻓﻊ ﳌعﻄﻲ ﺑﺘﻤﻠيﻚ ﻣنﻔعة ﻋقار ﳚﺐ أن ﻳﻜون ﻣﺸروﻋا ﻏﲑ ﳐالﻒ لﻠنﻈام العام واﻷﺧﻼق
اﳊﻤيدة أو لﻠﻤقﺘﻀيات القانونية اﳌعﻤول ا.وﳚﺐ أن ﻳﻜون حقيقيا ﻻ وﳘيا.
*رﲰية ﻋقد العﻤرى وﺗقييدﻩ ﰲ الرﺳﻢ العقاري :ﺗﻄرح اﶈررات العرﻓية العدﻳد ﻣﻦ اﳌﺸاﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘوى الواقﻊ
العﻤﻠﻲ ،ﳍذا أحﺴناﳌﺸرع ﻓعﻼ ﻋندﻣا اشﱰط إﺑرام ﻋقد العﻤرى ﰲ ﳏرر رﲰﻲ ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن .لذا ﻻﺑد ﻣﻦ
ﲢرﻳر ﻋقد العﻤرى ﰲ ﳏرر رﲰﻲ ﻣﻦ ﻃرف اﳉﻬة الﱵ ﺧول ﳍا اﳌﺸرع ﲢرﻳر ﻫذﻩ العقود ) اﳌادة 4ﻣﻦ م ح
ع(.ﻛﻤا أنﻪ ﻻﺑد ﻣﻦ الﺘﻤييﺰ ﺑﲔ حﻖ العﻤرى الوارد ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻏﲑﳏﻔﻆ وحﻖ العﻤرى الوارد ﻋﻠﻰ ﻋقار ﳏﻔﻆ ،إذ
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ اﳊالة الﺜانية أن ﳛرر ﰲ ﳏرر رﲰﻲ ﻓقط ،ﺑﻞ ﻻﺑد ﻣﻦ ﺗقييدﻩ لرﺳﻢ اﳋاص لعقار ﻣوضوع العﻤرى
لدى اﶈاﻓﻈة العقارﻳة وذلﻚ حﱴ ﻳنﺘﺞ العقد أثرﻩ ﺳواء ﺑﲔ اﳌﺘعاقدﻳﻦ أو ﰲ ﻣواجﻬة الﻐﲑ .ﻋﻤﻼ ﳌادة 65و67
ﻣﻦ ظﻬﲑ الﺘﺤﻔيﻆ العقاري ﻛﻤا وقﻊ ﺗﻐيﲑﻩ وﺗﺘﻤيﻤﻪ.
ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ حﻖ العﻤرى ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﻵ ر ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳊقوق الﱵ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬا واﻻلﺘﺰاﻣات الﱵ ﻳﻠﺘﺰم ا ﻛﻞ ﻣﻦ
اﳌعﻄﻲ واﳌعﻄﻰ لﻪ ،وﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒار أن حﻖ العﻤرى ﻳعﺘﱪ ﻣﻦ اﳊقوق اﳌقيدة جﻞ ﻳنﺘﻬﻲ لﺰوﻣا ﲝﻠولﻪ ،ﻓإنﻪ ﻳنقﻀﻲ
إﻣا نﺘﻬاء اﳌدة اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻬا أو ﺑوﻓاة اﳌعﻄﻲ أو اﳌعﻄﻰ لﻪ حﺴﺒﻤا ﰎ اﻻﺗﻔاق ﻋﻠيﻪ ﰲ العقد .
71
*حقوق والﺘﺰاﻣات اﳌعﻄﻲ :اﳌعﻄﻲ ﻛﺄحد اﻷﻃراف اﳌﻬﻤة ﻓيﻤا ﳜﺺ حﻖ العﻤرى ﻳﻠﺘﺰم ﲟﺠﻤوﻋة ﻣﻦ اﻻلﺘﺰاﻣات
أﳘﻬا نقﻞ ﻣﻠﻜية ﻣنﻔعة العقار ﳏﻞ العﻤرى إﱃ اﳌعﻄﻰ لﻪ .وﺗﺴﻠيﻤﻪ العقار ﳌواصﻔات الﱵ ﻛان ﻋﻠيﻬا وقﺖ إﺑرام
العﻤرى واﶈددة أﺳاﺳا ﰲ العقد .وﻳﺘﻢ الﺘﺴﻠيﻢ ﻓور إﺑرام العقد أو ﰲ الوقﺖ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻪ ،وﺑﻄﺒيعة اﳊال ﲟا أن ﳏﻞ
العﻤرى ﻫو شﻲء ﻣﺴﺘقر ﲝيﺰ ﺑﺖ ﻓيﻪ ﻓإن ﻣﻜان الﺘﺴﻠيﻢ ﻫو ﻣﻜان العقار .وﰲ حالة اﻣﺘناع اﳌعﻄﻲ ﻋﻦ الﺘﺴﻠيﻢ
ﻓﻤﻦ حﻖ اﳌعﻄﻰ لﻪ الﻠﺠوء إﱃ القﻀاء قﺼد إجﺒارﻩ ﻋﻠﻰ ﺗنﻔيذ الﺘﺰاﻣﻪ .
-ﺗعﻤﲑ العقار :نﺺ اﳌﺸرع ﰲ اﳌادة 107ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية " ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﳌعﻄﻰ لﻪ أن ﻳعﻤر العقار ﻣوضوع
اﳊﻖ ن ﻳقيﻢ ﻓيﻪ ﺑنﻔﺴﻪ أو ﺧذ ﻏﻠﺘﻪ .و ﻻ ﳚوز لﻪ نقﻞ ﻫذا اﳊﻖ إﻻ إﱃ اﳌعﻄﻲ أو لوارثﻪ" .ﻓﻠو ﻛان العقار ﳏﻞ
العﻤرى ﻋﺒارة ﻋﻦ ﻣنﺰل ﻓﻼﺑد لﻪ وأن ﻳﺴﻜنﻬا ،أﻣا إذا ﻛان أرض ﻓﻼحية ،ﻓإن لﻪ أن ﺧذ ﻏﻠﺘﻬا .
-ﲢﻤﻞ نﻔقات الﺼيانة :ﻋﻠﻰ اﳌعﻄﻰ لﻪ أن ﻳﺒذل ﰲ اﶈاﻓﻈة ﻋﻠﻰ العقار ﻣوضوع العﻤرى العناﻳة الﱵ ﻳﺒذﳍا
الﺸﺨﺺ اﳊرﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ وﺗقﻊ ﻋﻠيﻪ النﻔقات الﻼزﻣة ﳊﻔﻈﻪ وصيانﺘﻪ) اﳌادة 108ﻣﻦ م ح ع ( .وﻋﻠيﻪ إذا
قﺼر اﳌعﻄﻰ لﻪ ﰲ العناﻳة ،جاز لﻠﻤعﻄﻲ الﻠﺠوء إﱃ القﻀاء وﻃﻠﺐ ﻓﺴخ العﻤرى .
-ﲢﻤﻞ الﺘﻜاليﻒ العادﻳة اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ العقار :نﺺ اﳌﺸرع ﻋﻠيﻬا ﰲ الﻔقرة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌادة 108ﻣﻦ ﻣدونة
اﳊقوق العينية حيﺖ نﺺ " ....وﻳﺘﺤﻤﻞ أﻳﻀا الﺘﻜاليﻒ العادﻳة اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ ﻫذا العقار ".ﻛﻤﺼروﻓات صيانة
العقار ،وﺗﻜاليﻒ إدارﺗﻪ وﻛﻞ الﺘﻜاليﻒ الﻀرورﻳة ﻻﺳﺘعﻤال العقار ﳏﻞ العﻤرى .وﻛذا الﺘﻜاليﻒ اﳌﺘعﻠقة لﻀراﺋﺐ
اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻣعد لﻠﺴﻜﲎ ﻛﻀرﻳﺒة النﻈاﻓة .أﻣا الﺘﻜاليﻒ ﻏﲑ العادﻳة ﻛاﳌﺼروﻓات الﻼزﻣة ﻹصﻼحات
اﳉﺴيﻤة الﱵ ﱂ ﺗنﺸﺄ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ اﳌعﻄﻰ لﻪ ،ﻓإن ﲨيﻊ اﳌﺼروﻓات ﻳﺘﺤﻤﻠﻬا اﳌعﻄﻲ .
*انﺘﻬاء اﳌدة الﱵ أﻋﻄيﺖ لﻪ* .وﻓاة اﳌعﻄﻲ أو اﳌعﻄﻰ لﻪ ﰲ حالة ﻣا إذا ﻛانﺖ العﻤرى ﻣﺸروﻃة ﲝياة أحدﳘا.
*ﻫﻼك العقار ﻣوضوع العﻤرى ،ﻏﲑ أنﻪ إذا ﻛان ﻫذا اﳍﻼك ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺄ صادر ﻋﻦ اﳌعﻄﻰ لﻪ ﻓإنﻪ ﻣﻠﺰم ﻋادﺗﻪ إﱃ
أصﻠﻪ *ﻋدم اﺳﺘعﻤال العقار ﻣﻦ اﳌعﻄﻰ لﻪ .
72
ﲡﺰﺋةًَ وجود ﻋدة حقوق ﻋينية ﻣﺴﺘقﻠة ﻳقوم ا أشﺨاص ﳐﺘﻠﻔون ﻣنﺼﺒون ﻋﻠﻰ شﻲء واحد ،أي أن ﻳﻜون ﻣﺜﻼ حﻖ
اﻻنﺘﻔاع لﺸﺨﺺ ،و حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال لﺸﺨﺺ آﺧر ،ﰒ حﻖ الﺘﺼرف لﺸﺨﺺ لــﺚ .
و لﺘاﱄ ﻓﻬناك حقوقا ﻋينية ﻣﺘﻔرﻋة ﻋﻦ حﻖ اﳌﻠﻜية أنﺸﺌﺖ اﺳﺘنادا إﱃ إرادة اﳌﺸرع أو إﱃ اﻻﺗﻔاق انﻄﻼقا ﻣﻦ
ﻣﻠﻜية الﺸﻲء الذي ﻳعﺘﱪ ﻫو اﻷصﻞ " ،و ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ حﻖ اﻻنﺘﻔاع ،و حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ....إذ نﻀﻢ اﳌﺸرع ﻫذا
اﻷﺧﲑ ﰲ الﻔﺼول ﻣﻦ 109إﱃ 115ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية .ﻓﻤا ﻫو ﺗعرﻳﻒ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ؟ و القواﻋد الﱵ
ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﳊﻖ ؟ .
حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال :ﻫوحﻖ ﻋيﲏ ﳜول لﺼاحﺒﻪ اﺳﺘعﻤال أو ﺳﻜﻦ الﺸﻲء اﳌﻤﻠوك لﻠﻐﲑ لقدر الﻼزم ﳊاجة صاحﺐ
اﳊﻖ وأﺳرﺗﻪ ﰲ اﻻﺳﺘعﻤاﻻت العادﻳة لﻠﺸﻲء وﲟا ﻻ ﻳﺘﺠاوز اﻻحﺘياج ،ﻓﻤﺜﻼً إذا وقﻊ ﻫذا اﳊﻖ ﻋﻠﻰ حدﻳقة ﻓﻠيس
لﺼاحﺐ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ﺳوى اﳊﺼول ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﻜﻔيﻪ ﻫو وأﺳرﺗﻪ ﻓقط .وإن ﻛان ﺳﻜﻦ ﻓﻠﻪ أن ﻳﺴﻜﻦ ﻓيﻪ ﻫو
وأﺳرﺗﻪ ﻓقط وليس لﻪ أن ﻳﺴﺘﺨدم اﳌﺴﻜﻦ اﺳﺘﺨدام ﲡاري أو أن ﻳﺆجرﻩ أو أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ .
وﳝﻜﻦ أن ﻳقرر حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال :ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻜية العقارﻳة؛ ﻋﻠﻰ حﻖ الﺴﻄﺤية؛ ﻋﻠﻰ حﻖ الﺰﻳنة؛ ﻋﻠﻰ حﻖ اﳍواء أو
الﺘعﻠية ) .اﳌادة 110ﻣﻦ م ح ع (.
ﻓﺤﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ﳜول صاحﺒﻪ اﺳﺘعﻤال الﺸﻲء لنﻔﺴﻪ وﻷﺳرﺗﻪ ،لذلﻚ ﲰﻲ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال الﺸﺨﺼﻲ ،أي لﺼاحﺒﻪ
اﳊﻖ ﰲ اﺳﺘعﻤال الﺸﻲء ﰲ حدود ﻣا ﳛﺘاجﻪ ﻫو وأﺳرﺗﻪ ﳋاصة أنﻔﺴﻬﻢ .وﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻنﺘﻔاع رادة اﻷﻃراف أو
ﲝﻜﻢ القانون وﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻣقيدا جﻞ أو ﺑﺸرط.
إذا ﱂ ﻳﺘﻀﻤﻦ الﺴند اﳌنﺸﺊ ﳊﻖ اﻻﺳﺘعﻤال نﻄاق ﻫذا اﳊﻖ ،ﻓإن ﻣﻦ لﻪ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ﻋﻠﻰ ﲦار ﻋقار ﻻ ﳝﻜنﻪ أن
ﺧذ إﻻ ﲟقدار ﻣا ﻳﻠﺰم ﻣنﻬا لﺴد حاجياﺗﻪ وحاجيات ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﻪ نﻔقﺘﻪ.إذا ﺗعﻠﻖ ﻫذا اﳊﻖ ﺑﺴﻜﲎ دار ﻓﻼ ﳚوز
لﺼاحﺒﻪ أن ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ إﻻ ﲟقدار حاجﺘﻪ أو حاجات ﻣﻦ ﺗﻠﺰﻣﻪ نﻔقﺘﻪ ) اﳌادة 112ﻣﻦ م ح ع ( .وﳛدد نﻄاق حﻖ
اﻻﺳﺘعﻤال وﻛذا حقوق والﺘﺰاﻣات صاحﺐ ﻫذا اﳊﻖ ﲟقﺘﻀﻰ الﺴند اﳌنﺸﺊ لﻪ ) .اﳌادة 111ﻣﻦ م ح ع (.
وﻣعﲎ ذلﻚ أن ﻳﺴﺘﺨدم الﺸﺨﺺ الﺸﻲء اﳌنﺘﻔﻊ ﺑﻪ اﺳﺘﺨداﻣا ﻣاد ﳌنﻔعﺘﻪ الذاﺗية أو لﺼاﳊﻪ الﺸﺨﺼﻲ وذلﻚ
ﻃﺒقا ﳌا أﻋد لﻪ ,ﻓإن ﻛان ﻳرد ﻫذا اﳊﻖ ﻋﻠﻰ أرض زراﻋية ﻓﻠﻪ أن ﻳقوم ﺑﺰراﻋﺘﻬا ،أو ﺳيارة ﻓﻠﻪ رﻛو ا ،وﳝﺘد نﻄاق
اﻻﺳﺘعﻤال ﻋﻠﻰ الﺸﻲء حيﺚ ﳝﻜﻦ لﻠﻤنﺘﻔﻊ أن ﻳﺴﺘﻔيد ﻣﻦ اﳊقوق العينية الﱵ ﻛان ﳛﻖ لﻠﻤالﻚ اﺳﺘعﻤاﳍا ،لﻜﻦ
73
ﻣقاﺑﻞ ذلﻚ ﻳﻠﺘﺰم صاحﺐ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ن ﻳﺒذل ﰲ اﶈاﻓﻈة ﻋﻠﻰ العقار الوارد ﻋﻠيﻪ ﻫذا اﳊﻖ العناﻳة الﱵ ﻳﺒذﳍا
الﺸﺨﺺ اﳊرﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ ،و ﻳﺒقﻰ ﻣﻠﺰﻣا لﺘﻜاليﻒ العادﻳة اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ العقار ونﻔقات إصﻼحﻪ وصيانﺘﻪ إﻻ
ﺑقدر ﻣا ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ ﻣنﻪ ) اﳌادة 115/114ﻣﻦ م ح ع (.
راﺑعا :انقﻀاء حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال
ﻳنﺸﺄ حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال وﻳنقﻀﻲ ﺑنﻔس اﻷﺳﺒاب الﱵ ﻳنﺸﺄ وﻳنقﻀﻲ ا حﻖ اﻻنﺘﻔاع ﻋﻠﻰ أن ﻳنﺺ ﰲ العقد اﳌنﺸﺊ
ﳍذا اﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺒيعﺘﻪ العينية.ﲟا أن حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال حﻖ ﻣﺆقﺖ ،ﻓإن ذلﻚ ﻳعﲏ زوالﻪ ،ﳑا ﻳنﺘﺞ ﻋنﻪ ﻋودة ﻫذا
اﳊﻖ ﳌالﻚ الرقﺒة الذي ﻳﺼﺒح ﻣالﻜا ﻣﻠﻜية ﻣة لﻪ ،ﺑعد ﻣا ﻛان ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣنﻔعﺘﻪ ،وﻻ ﻳﺘﻢ ﻫذا اﻻنقﻀاء إﻻ حﺴﺐ
اﻷﺳﺒاب الﺘالية :
*انﺘﻬاء اﳌدة اﶈددة لذلﻚ ،ﻓقد ﻳﺘﻔﻖ الﻄرﻓان ﺧﻼل إنﺸاء العقد ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻣعينة ،وﻣنﻪ ﻳﺰول ذلﻚ اﳊﻖ ﻓيﱰﺗﺐ
ﻋنﻪ إﻋادة اﳌنﺘﻔﻊ الﺸﻲء لﻠﻤالﻚ ،ﻓﻤﺜﻼ "أن ﻳﻜﺘﺐ ﰲ العقد أن أجﻞ ﻫذا اﻻنﺘﻔاع ﻫو ﲬﺴة ﻋﺸر ﺳنة ﻓﺒﻤﺠرد
انﺘﻬاء اﳌدة ﻳنﺘﻬﻲ ﺗﻠقاﺋيا ﻫذا اﳊﻖ "،ﻛﻤا ﻳنﺘﻬﻲ أﻳﻀا ﲝﺼول الﺸرط الﻔاﺳخ .أﻣا ﰲ حالة ﻋدم وجود أجﻞ ﻓإن
حﻖ اﻻﺳﺘعﻤال ﻳنﺘﻬﻲ لﺰوﻣا ﲟوت اﳌنﺘﻔﻊ ،أﻳﻀا إذا ﰎ ﲢدﻳد اﻷجﻞ و ﺗوﰲ صاحﺐ اﳊﻖ قﺒﻞ ﻣرورﻩ ،و ﻻ ﳛﻖ
لورثﺘﻪ ﻣﻄالﺒة اﻻنﺘﻔاع ﳌدة الﺒاقية ﻋﻠﻰ أﺳاس أن ﻫذا اﳊﻖ ﻻ ﻳورث .
*انقﻀاء ﺑﺘﻠﻒ الﺸﻲء و ﻫﻼﻛﻪ ﺑﺼﻔة ﻣة ،ﻛﺄن ﳜرب ﻣنﺰل ﺑﻔعﻞ حادث ﻓﺠاﺋﻲ ﻣﺜﻞ الﺰلﺰال أو حدوث حرﻳﻖ
ﺑﻔعﻞ اﻹنﺴان ،ﻓإذا ﱂ ﻳﺼﺐ اﳍﻼك إﻻ جﺰءا ﻣﻦ الﺒناء اﳋاضﻊ لﻼﺳﺘعﻤال ،ﻓإنﻪ ﻳﺒقﻰ لﻠﻤنﺘﻔﻊ حقﻪ قاﺋﻤا ﻋﻠﻰ
اﳉﺰء الﺒاقﻲ .
* أنﻪ حﻖ قاﺑﻞ لﻠﺘﻔوﻳﺖ ﻣﺜﻞ قﻲ اﳊقوق العينية اﻷﺧرى الﱵ نﺼﺖ ﻋﻠيﻬا ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻣﺜﻼ ﻛﺤﻖ الﻜراء
الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد و حﻖ اﻻرﺗﻔاق و حﻖ الﺘعﻠية.
إذا ﻛان ﻣالﻚ اﻷرض نﺸاﺋﻪ ﳊﻖ الﺴﻄﺤية ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ ،قد ﺗنازل ضﻤنيا ﻋﻦ أﻫﻢ ﻋناصر حﻖ اﳌﻠﻜية أﻻ وﳘا
حﻖ اﺳﺘعﻤال واﺳﺘﻐﻼل اﻷرض ،ﻓإن ذلﻚ ﻻ ﻳعﲏ أنﻪ قد ﻓقد ﻣﻠﻜية الرقﺒة ،وﻻﺳيﻤا حﻖ الﺘﺼرف ضﻤﻦ اﳊدود
الﱵ ﻳﺴﻤح ا القانون .وﻋﻠيﻪ ،ﳛﻖ ﳌالﻚ الرقﺒة القيام لﺘﺼرﻓات الﺘالية:
*إﻣﻜانية الﺘﺼرف ﰲ ﻣﻠﻜية اﻷرض ﲟقاﺑﻞ أو ﺑدون ﻋوض :اﻋﺘﺒارا ﻷن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ أجاز ﻓﺼﻞ ﻣﻠﻜية اﻷرض
ﻋﻦ ﻣﻠﻜية اﳌنﺸﺂت واﻷﻏراس اﳌنﺠﺰة ﻓوقﻬا ،و لﺘاﱄ ﻣيﺰ ﺑﲔ ﺳﻄح اﻷرض وذا ا ،ﲝيﺚ جعﻞ الﺴﻄح لﻠﻤالﻚ
وﻏﲑ اﳌالﻚ الذي ﳝﻠﻚ الرقﺒة ،ﻓإنﻪ ﺑذلﻚ ﱂ ﳝنﻊ ﻣالﻚ اﻷرض ﻣﻦ الﺘﺼرف ﰲ ﻣﻠﻜﻪ ﺳواء لﺒيﻊ أو اﳌﺒادلة أو
اﳍﺒة أو الوصية أو الرﻫﻦ ،شرﻳﻄة ﻋدم اﻹﺧﻼل ﲝقوق صاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية ،وﻫذا ﻣا ﳚعﻞ ﺳﻠﻄات ﻣالﻚ
اﻷرض ﻣقيدة ﺑعدم اﳌﺴاس ﲝﻖ الﻐﲑ .
*إنﺸاء حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻋﻠﻰ اﻷرض :نﻈرا ﻷن حﻖ اﻻرﺗﻔاق ﻣﻦ اﳊقوق الﱵ ﺗﻄال ﺳﻄح اﻷرض ﻣﻜانﻪ إنﺸاء حﻖ
اﻻرﺗﻔاق ﳌرور ﻋﻠﻰ أرضﻪ الﻔﻼحية ﻣﺜﻼ ﳌﺼﻠﺤة ﻋقار ﳎاور ،ﻣادام ذلﻚ ﻻ ﻳﻠﺤﻖ ضررا ﲟﺼﻠﺤة ﻣالﻚ حﻖ
الﺴﻄﺤية.
*اﳊﻖ ﰲ اﳊﺼول ﻋﻦ الﺘعوﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻷضرار الﱵ ﺗﺼيﺐ اﻷرض :قد ﺗﺼيﺐ اﻷرض ﺑعﺾ اﻷضرار الناﲨة ﺳواء
ﻋﻦ اﻷشﻐال الﱵ ﺗنﺠﺰﻫا اﳌﺼاﱀ العﻤوﻣية أو شﺒﻪ العﻤوﻣية أو اﻷشﺨاص اﳋاصة ﻣﱴ ﺗعﻠﻖ اﻷﻣر ﻣﺜﻼ ﲟد قنوات
اﻷﻣﻼك الﻜﻬر ﺋية أو الﺴﻠﻜية والﻼﺳﻠﻜية،ﻓيﻜون ﻣﻦ حﻖ ﻣالﻚ الرقﺒة اﳊﺼول ﻋﻠﻰ الﺘعوﻳﺾ ﻋﻦ الﻀرر الذي
ﻳﺼيﺐ الﱰﺑة أو اﳌﻄالﺒة ﺑرﻓﻊ الﻀرر .وﻣﻦ ﰒ ﻳﻜون ﻣالﻚ الرقﺒة ﻫو الذي لﻪ صﻔة اﳌﻄالﺒة لﺘعوﻳﺾ ﻋﻦ الﻀرر
الذي ﳊﻖ اﻷرض ،أﻣا ﰲ اﳊالة الﱵ ﻳنﺼﺐ الﻀرر ﻋﻠﻰ اﳌنﺸﺂت واﻷﻏراس اﳌنﺠﺰة ﻣﻦ ﻃرف صاحﺐ حﻖ
الﺴﻄﺤية ﻻ ﻳﻜون ﳌالﻚ اﻷرض الﺼﻔة لﻼدﻋاء.
75
*آ ر حﻖ الﺴﻄﺤية لنﺴﺒة لﺼاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية
ﱂ ﳜﺼﺺ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ لﺼاحﺒﺤﻖ الﺴﻄﺤية ﻣﻦ حقوق ﺳوى ﻣادة ﻓرﻳدة ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية وﻫﻲ اﳌادة
117الﱵ نﺼﺖ ﻋﻠﻰ أنﻪ" ﳝﻜﻦ ﳌﻦ لﻪ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳﻔوﺗﻪ أو ﻳرﻫنﻪ وﻳرﺗﺐ لﻪ أو ﻋﻠيﻪ حقوق اﻻرﺗﻔاق ﰲ
اﳊدود الﱵ ﳚوز لﻪ ﻓيﻬا ﻣﺒاشرة ﻫذا اﳊﻖ " .وﻳﺴﺘنﺘﺞ ﻣﻦ ﻫذﻩ اﳌادة أنﻪ لﺼاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية ﲨﻠة ﻣﻦ اﳊقوق
نذﻛر ﻣنﻬا ﻋﻠﻰ اﳋﺼوص:
*ﳛﻖ لﺼاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳﺘﺼرف ﰲ اﶈد ت اﳌقﱰنة ﲝﻖ الﺴﻄﺤية :ﻣادام أن صاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية ﻫو
الذي ﳝﻠﻚ اﶈد ت الﱵ أقاﻣﻬا ،ﻓإن ﻣﻦ حقﻪ الﺘﺼرف ﻓيﻬا ﲜﻤيﻊ أنواع الﺘﺼرﻓات ﺳواء لﺒيﻊ أو الﻜراء أو أن
ﻳﺘنازل ﻋنﻬا ،ﻛﻤا لﻪ اﳊﻖ ﰲ ﻫﺒﺘﻬا أو إجراء وصية ﻋﻠيﻬا وﻏﲑﻫا ﻣﻦ الﺘﺼرﻓات العقارﻳة ،شرﻳﻄة أن ﻳﻜون ﻫذا
الﺘﺼرﻓﻤقﱰ ﳊدود الﱵ ﻳﺴﻤح ﺑﻪ حﻖ الﺴﻄﺤية ،ودون أن ﳝﺘد ﻫذا الﺘﺼرف إﱃ الرقﺒة.
*اﳊﻖ ﰲ إقاﻣة أﺑنية أو أﻏراس ﻋﻠﻰ ﺳﻄح اﻷرض :حﻖ الﺴﻄﺤية ﻻ ﻳقوم ﻣﻦ الناحية العﻤﻠية إﻻ ﺑقيام صاحﺐ
الﺴﻄﺤية ﳒاز ﻣا الﺘﺰم ﺑﻪ ﲡاﻩ ﻣالﻚ اﻷرض وﻻﺳيﻤا اﳌنﺸﺂت واﻷﻏراس .وﻣالﻚ الرقﺒة ﻻ ﳚوز لﻪ ﻣنﻊ صاحﺐ
حﻖ الﺴﻄﺤية ﻣﻦ ﺗﺸييد ﻣنﺸﺂت أو القيام ﻏراس ﻓوق العقار ﳏﻞ الﺴﻄﺤية إﻻ إذا نﺺ القانون ﻋﻠﻰ ذلﻚ .
وﻏﲏ ﻋﻦ الﺒيان أن الﺒناء ﲟوجﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية ﳚﺐ أﻻ ﻳﺘﺠاوز حدود وﻣدى ﻣا ﰎ اﻻﺗﻔاق ﻋﻠيﻪ ﰲ ﻋقد الﺴﻄﺤية
،وإﻻ ﻋد ﺗعد ﳚﺐ إزالﺘﻪ.
*ﳛﻖ لﺼاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳرﻫنﻪ :ﳌالﻚ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳنﺘﻔﻊ ﺑﺒناﺋﻪ وﻏرﺳﻪ ﺑﻜﻞ أنواع اﻻنﺘﻔاع ،وأن
ﻳﺴﺘﻐﻠﻪ ﺑﻜﻞ حرﻳة ،ﻛﻤا ﳝﻜنﻪ أن ﻳرﻫنﻪ رﻫنا حياز أو رﻫنا رﲰيا إذا ﻛان ﳏﻔﻈا ،ﻃﺒقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 117ﻣﻦ م
ح ع والﱵ ﺗقول " ﳝﻜﻦ ﳌﻦ لﻪ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳﻔوﺗﻪ وأن ﻳرﻫنﻪ "...
وﰲ ﻣقاﺑﻞ ﻫذﻩ اﳊقوق ،ﳒد ﻣﻦ الﺘﺰاﻣات صاحﺐ حﻖ الﺴﻄﺤية وﻓقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 120ﻣﻦ م ح ع والﱵ
ﺗنﺺ " ليس ﳌالﻚ حﻖ الﺴﻄﺤية أن ﻳﺒﲏ أو ﻳﻐرس ﻣﻦ جدﻳد ﻣا ﺗﻼشﻰ لقدﻣﻪ أو ﻣات أو اقﺘﻠﻊ ﺑﺴﺒﺐ حادث
ﻓﺠاﺋﻲ أو قوة قاﻫرة ﻣا ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫناك اﺗﻔاق ﳐالﻒ " .
ﻳعرف الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد نﻪ حﻖ ﻋيﲏ ﳜول لﺼاحﺒﻪ اﻻنﺘﻔاع رض ﻳﻜﱰﻳﻬا ﳌدة ﻻ ﺗقﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺸر ﺳنوات ،وﻻ
ﺗﺰﻳد ﻋﻠﻰ أرﺑعﲔ ﺳنة .ولﺼﺤة ﻋقد الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد أوجﺐ اﳌﺸرع أن ﻳﺼدر حﻖ الﺘﻔوﻳﺖ ﳑﻦ ﳍﻢ حﻖ
الﺘﻔوﻳﺖ ،ﻃﺒقا لﻠﺸروط اﳉوﻫرﻳة والﺸﻜﻠية الﱵ ﻳنﺺ ﻋﻠيﻬا القانون.
*أنﻪ حﻖ ﻋيﲏ وﻻﺑد ﻣﻦ ﺗﺴﺠيﻠﻪ ﰲ الﺴﺠﻞ العقاري لينﺘﺞ أ رﻩ ﺑﲔ اﻷﻃراف و ﰲ ﻣواجﻬة الﻐﲑ.
*أنﻪ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﳏﻼ لرﻫﻦ رﲰﻲ ،وﳝﻜﻦ أن ﻳنﺸﺄ ﻋﻠيﻪ حﻖ انﺘﻔاع ﳌدﺗﻪ،
* أنﻪ قاﺑﻞ لﻠﺘﺼرف ﻓيﻪ ﻣﻦ قﺒﻞ صاحﺒﻪ ،ﻛﻤا ﳝﻜﻦ اﳊﺠﺰ ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ قﺒﻞ الﻐﲑ
*ﳝﻜﻦ لﻠﻤﻜﱰي أن ﻳﻜﺘﺴﺐ لﺼاﱀ اﳌﻠﻚ حقوق ارﺗﻔاق وأن ﻳرﺗﺐ ﻋﻠيﻪ ﺑﺴند حقوق ارﺗﻔاق لﻔاﺋدة الﻐﲑ ﳌدة ﻻ
ﺗﺘﺠاوز ﻣدة الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد ،شرط أن ﳜﱪ اﳌالﻚ ﺑذلﻚ.
* ﻳﺴﺘﻔيد اﳌﻜﱰي ﳑا ﻳﻀﻢ أو ﻳدﻣﺞ لعقار نﺘيﺠة اﻻلﺘﺼاق ﻃيﻠة ﻣدة الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد.
-ﻻ ﳝﻜﻦ لﻠﻤﻜﱰي أن ﻳﻄﻠﺐ الﺘﺨﻔيﺾ ﻣﻦ واجﺒات الﻜراء ،ﲝﺠة ﺗﻠﻒ اﳌﻠﻚ جﺰﺋيا أو حرﻣانﻪ ﻣﻦ ﻏﻠﺘﻪ ﻛﻼ أو
ﺑعﻀا نﺘيﺠة حادث ﻓﺠاﺋﻲ أو قوة قاﻫرة.
-إذا ﲣﻠﻒ اﳌﻜﱰي ﻋﻦ اﻷداء ﻣدة ﺳنﺘﲔ ﻣﺘﺘاﺑعﺘﲔ جاز لﻠﻤﻜري ﺑعد ﺗوجيﻪ إنذار ﺑدون جدوى أن ﳛﺼﻞ قﻀاﺋيا
ﻋﻠﻰ ﻓﺴخ الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد ﻛﻤا ﳝﻜنﻪ أن ﻳﻄالﺐ لﻔﺴخ ﰲ حالة ﻋدم ﺗنﻔيذ شروط العقد أو إﳊاق اﳌﻜﱰي
أضرارا جﺴيﻤة ﳌﻠﻚ.ﻏﲑ أنﻪ ﳚوز لﻠﻤﺤﻜﻤة ﻣراﻋاة ﻣنﻬا لﻈروف اﳌﻜﱰي أن ﲤنح أجاﻻ ﻣعﺘدلة لﻠوﻓاء ،وذلﻚ
وﻓقا ﻷحﻜام الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ الﻔﺼﻞ 243ﻣﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود.
-ﻻ ﳝﻜﻦ لﻠﻤﻜﱰي أن ﻳﺘﺤرر ﻣﻦ واجﺒات الﻜراء وﻻ أن ﻳﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺗنﻔيذ شروط ﻋقد الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد
ﺑﺘﺨﻠيﻪ ﻋﻦ اﳌﻠﻚ.
-ﻻ ﳚوز لﻠﻤﻜﱰي أن ﳛدث أي ﺗﻐيﲑ ﰲ اﳌﻠﻚ ﻣﻦ شانﻪ أن ﻳنقﺺ ﻣﻦ قيﻤﺘﻪ.إذا أحدث اﳌﻜﱰي ﲢﺴينات أو
ﺑناءات زادت ﰲ قيﻤة اﳌﻠﻚ ﻓﻼ ﳝﻜنﻪ أن ﻳﺰﻳﻠﻬا وﻻ أن ﻳﻄالﺐ ي ﺗعوﻳﺾ ﻋنﻬا.
77
-إن اﳌﻜﱰي ﻣﻠﺰم ﲜﻤيﻊ الﺘﻜاليﻒ والﺘﺤﻤﻼت الﱵ ﺗرد ﻋﻠﻰ العقار.
-ﻳﻜون اﳌﻜﱰي ﻓيﻤا ﳜﺺ الﺒنا ت اﳌوجودة حﲔ الﻜراء والﺒنا ت الﱵ شيدت ﺗنﻔيذا لﻼﺗﻔاق ﻣﻠﺰﻣا ﻹصﻼحات
أ ﻛان نوﻋﻬا ﻏﲑ أنﻪ ليس ﻋﻠيﻪ إﻋادة الﺒنا ت إذا أثﺒﺖ أن ﺳﺒﺐ ا يارﻫا راجﻊ ﳊادث ﻓﺠاﺋﻲ أو قوة قاﻫرة أو أ ا
ﻫﻠﻜﺖ نﺘيﺠة ﻋيﺐ لﺒناء الﺴاﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻋقد الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد.
ﻳنﺸﺄ الﻜراء الﻄوﻳﻞ ﺑﺼﻔة ﻋاﻣة ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ العقد .و ﳚﺐ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻣالﻚ اﻷرض ﻫﻠية الﺘﺼرف ) الرشد و ﲤام
اﻷﻫﻠية ﻋند إﺑراﻣﻪ ( .و قد أوجﺐ الﻔﺼﻞ 629ﻣﻦ ق ل ع ﻋﻠﻰ ﻣاﻳﻠﻲ :و ﻣﻊ ذلﻚ ﻳﻠﺰم أن ﻳﺜﺒﺖ ﻛراء العقارات
و اﳊقوق العقارﻳة لﻜﺘاﺑة إذا ﻋقدت ﻷﻛﺜر ﻣﻦ ﺳنة ".وﻣﻦ جﻬة أﺧرى قد ﻳنﺸﺄ الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ
الﺸﻔعة لﺼاﱀ أحد اﳌﻜﱰﻳﻦ ﻋﻠﻰ الﺸياع ،إذا قام ﺑﺸراء حﺼة أحد اﳌﺸاﻋﲔ ،أو ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻹرث ﺑوﻓاة صاحﺐ
ﻫذا اﳊﻖ لنﺴﺒة لﻠﻤدة اﳌﺘﺒقية.
أﻣا انقﻀاء الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد ﻳنقﻀﻲ الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد إﻣا نقﻀاء ﻣدﺗﻪ أو ﺑﺼدور حﻜﻢ قﻀاﺋﻲ أو ﲢاد
الذﻣة ،أو لﺘنازل ﻋنﻪ صراحة؛ ﻼﻛﻤﺤﻞ الﻜراء الﻄوﻳﻞ اﻷﻣد ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا.
الوقﻒ ﻫو ﻛﻞ ﻣال حﺒس أصﻠﻪ ﺑﺼﻔة ﻣﺆﺑدة أو ﻣﺆقﺘة ،وﺧﺼﺼﺖ ﻣنﻔعﺘﻪ لﻔاﺋدة جﻬة ﺑر وإحﺴان ﻋاﻣة أو ﺧاصة.
وﻳﺘﻢ إنﺸاؤﻩ ﺑعقد ،أو ﺑوصية ،أو ﺑقوة القانون .ﻳﻜون الوقﻒ إﻣا ﻋاﻣا ،أو ﻣعقﺒا ،أو ﻣﺸﱰﻛا.
ﻓالوقﻒ العام ﻫو ﻛﻞ وقﻒ ﺧﺼﺼﺖ ﻣنﻔعﺘﻪ اﺑﺘداء أو ﻣاﻻ لوجوﻩ الﱪ واﻹحﺴان وﲢقيﻖ ﻣنﻔعة ﻋاﻣة ).اﳌادة 50
ﻣﻦ م ح ع ( .وﻳعﺘﱪ وقﻔا ﻣعقﺒا ﻣا وقﻒ ﻋﻠﻰ ولد أو ﻋقﺐ أو نﺴﻞ أو ذرﻳة اﶈﺒس أو ﻏﲑﻩ .وﻳعﺘﱪ وقﻔا ﻣﺸﱰﻛا
ﻣا وقﻒ اﺑﺘداء ﻋﻠﻰ جﻬة ﻋاﻣة وﻋﻠﻰ شﺨﺺ ﺑذاﺗﻪ ،أو ﻋﻠيﻪ وﻋﻠﻰ ﻋقﺒﻪ ) اﳌادة 108ﻣﻦ م ح ع (.
ﻓﻤا ﻫﻲ ﺧﺼوصيات ﻋقد الوقﻒ و اﻵ ر الﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻪ؟ ﰒ ﻣاﻫﻲ اﻻﻣﺘيازات الﱵ ﺧوﳍا اﳌﺸرع ﳍذا العقد ﻣﻦ
أجﻞ ﲪاﻳﺘﻪ ؟.
78
أوﻻ :أرﻛان الوقﻒ
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻣنﺸﺊ الﺘﺼرف ) الواقﻒ( واﳌنﺸﺄ لﻔاﺋدﺗﻪ الﺘﺼرف ) اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ( و ﳏﻞ الﺘﺼرف )اﳌوقوف( والعﺒارات
الدالة ﻋﻠﻰ الﺘﺼرف ) الﺼيﻐة ( و ﻫذا ﻣا نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ اﳌادة 3ﻣﻦ اﳌدونة.
* الواقﻒ:لﻪ ثﻼث شروط و ﻫﻲ أن ﻳﻜون أﻫﻼ لﻠﺘﱪع ،ﻣالﻜا لﻠﻤوقوف و ﻣﻄﻠﻖ الﺘﺼرف ﻓيﻪ.أﻣا أقﺴاﻣﻪ ﻓﻬﻲ :
(1ﲝﺴﺐ شﺨﺺ الواقﻒ :واقﻒ ذاﰐ و واقﻒ اﻋﺘﺒاري ) شرﻳﻄة أن ﻳﻜون الﻐرض ﻣﺸروﻋا(.
(2ﲝﺴﺐ صﺤة الوقﻒ :ﻓﻤﻦ ﻳﺼح وقﻔﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗواﻓرت ﻓيﻪ الﺸروط الﺜﻼث الﺴاﺑقة الذﻛر-أﻫﻼ لﻠﺘﱪع ،ﻣالﻜا
لﻠﻤوقوف ،ﻣﻄﻠﻖ الﺘﺼرف ﻓيﻪ -وﻣﻦ ﻳﺒﻄﻞ وقﻔﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﲣﻠﻔﺖ ﻓيﻪ أحد ﻫذﻩ الﺸروط ،وﻣﻦ ﻳﺼح وقﻔﻪ ﺑﺸرط
إجازة ﻏﲑﻩ ﻛاﳌدﻳﻦ اﳌﻔﻠس.
(3اﻋﺘﺒارا ﻷصالة الواقﻒ و ﻋدﻣﻬا :ﻓإﻣا أن ﻳﻜون الواقﻒ أصيﻼ ،أو و ﻛيﻼ و ﰲ ﻫدﻩ اﳊالة ﻻﺑد ﻣﻦ وﻛالة ﺧاصة
لﺘﺤﺒيس.
* اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ:ﻳﺸﱰط ﰲ اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ أن ﻳﻜون ﳑا ﳛوز صرف ﻣنﻔعة الوقﻒ ﻓيﻪ ،وأﻻ ﻳﻜون ﻫو الواقﻒ نﻔﺴﻪ ،
ﻻن الوقﻒ ﻋﻠﻰ النﻔس ﻣناقﺾ ﳌقﺘﻀﻰ ﻋقد الوقﻒ الذي ﻳﻠﺰم ﻓيﻪ إﺧراج اﳌوقوف ﻣﻦ ذﻣة الواقﻒ .و نﺼﺖ
اﳌدونة ﻋﻠﻰ أنﻪ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ ﻣعينا لﺸﺨﺺ أو لنوع أو ﻏﲑ ﻣعﲔ أو قاﺑﻞ لﻠﺘعيﲔ ،و أن
لﻠواقﻒ ﺗعيينﻪ ﻃيﻠة حياﺗﻪ وإﻻ صار الوقﻒ إﱃ اﻷوقاف العاﻣة .ﻛﻤا نﺼﺖ ﻋﻠﻰ انﻪ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻣوجودا وقﺖ
الﺘﺤﺒيس أو ﻣنﺘﻈر اﻷوﻻد دون الﺒعﺾ ،وجعﻠﺖ اﻻﺳﺘﻔادة ﳍﻢ ﲨيعا.
* اﳌال اﳌوقوف:ﻣﻦ شروط اﳌال اﳌوقوف أن ﻳﻜون ذا قيﻤة ،ﻣنﺘﻔعا ﺑﻪ شرﻋا ،و أن ﻳﻜون ﳑﻠوﻛا لﻠواقﻒ ﻣﻠﻜا
صﺤيﺤا ،وﻛذلﻚ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون ﻋقارا أو ﻣنقوﻻ أو حقا ﻣﻦ اﳊقوق اﻷﺧرى.
* الﺼيﻐة:اﻷصﻞ ﰲ ﻋقد الوقﻒ اﻻقﺘﺼار ﻋﻠﻰ اﻹﳚاب ﻋﺘﺒار ﻋقد الوقﻒ ﻣﻦ ﻋقود الﺘﱪع الﱵ ﺗنعقد ﻹرادة
اﳌنﻔردة .ﻓﻼ ﻳﺸﱰط القﺒول إﻻ إذا ﻛان الوقﻒ ﻣعﲔ ﻷجﻞ ،واﻹﳚاب ﰲ الوقﻒ حﺴﺐ ﻣقﺘﻀيات اﳌدونة ﳝﻜﻦ
الﺘعﺒﲑ ﻋنﻪ إﻣا ﻛﺘاﺑة أو ﻹشارة اﳌﻔﻬوﻣة أو الﻔعﻞ الدال ﻋﻠﻰ الوقﻒ .ﻛﻤا ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون صرﳛا أو ضﻤنيا .ﲟا
ﻳقﱰن ﺑﻪ ﻣﻦ شروط أو قراﺋﻦ ﺗدل ﻋﻠﻰ الوقﻒ ،ﻛﻤا ﳝﻜﻦ أن ﰐ ﺑﺼيﻐة جﺰة أو ﻣعﻠقة ﻋﻠﻰ شرط.
لقد حﺼرت اﳌدونة شرﻃﲔ أﺳاﺳيﲔ ﳘا :اﻹشﻬاد ﻋﻠﻰ الوقﻒ ،وحوز اﳌال اﳌوقوف ﻋﻦ الواقﻒ.
79
أ-الﺸرط اﳌﺘعﻠﻖ ﻹشﻬاد :اشﱰﻃﺖ اﳌدونة ﻹنﺸاء الوقﻒ ﺗوثيقﻪ ﰲ وثيقة رﲰية ،وﺧﺼﺖ ﺑدلﻚ العدول ﻣﻊ
ﳐاﻃﺒة قاضﻲ الﺘوثيﻖ الذي ألﺰﻣﺘﻪ ﺑﺒعﺚ نﺴﺨة ﻣﻦ رﺳﻢ الﺘﺤﺒيس إﱃ إدارة اﻷوقاف ﻛﺂلية ﲤﻜنﻬا ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋﻤﻠيات
الﺘﺤﺒيس.و ﻫذا ﻫو اﻷصﻞ ،وﻛاﺳﺘﺜناء ﳝﻜﻦ إنﺸاء الوقﻒ ﰲ وثيقة ﻣﻜﺘوﺑة ﲞط اليد ﻣﻦ ﻃرف الواقﻒ شرﻳﻄة
اﳌﺼادقة ﻋﻠﻲ إﻣﻀاﺋﻪ لدى الﺴﻠﻄات اﳌﺨﺘﺼة ﺑذلﻚ قانو .
ب-الﺸرط اﳌﺘعﻠﻖ ﳊوز :ﻣﻦ اﳌعروف ﻓقﻬا أنﻪ ﻳﺸﱰط لﺼﺤة الوقﻒ حوز اﳌوقوف قﺒﻞ حﺼول اﳌانﻊ لﻠواقﻒ ﻣﻦ
ﻣوت أو إﻓﻼس أو ﻣرض .وإﻻ ﻛان الوقﻒ ﻃﻼ .وﻫو ﻣا ﺗﺒناﻩ اﳌﺸرع صراحة ﰲ اﳌادة 24ﻣﻦ اﳌدونة.
نﺼﺖ اﳌدونة ﰲ الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ ﻣﻦ الﺒاب اﻷول ﻋﻠﻰ اﻵ ر الﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻦ ﻋقد الوقﻒ ﺑعد إنﺸاﺋﻪ ﻣﺴﺘﺠﻤعا
ﻷرﻛا و ﻣﺴﺘوﻓيا لﺸروﻃﻪ.وﺳيﺘﻢ اﳊدﻳﺚ ﰲ ﻫذا ﻋﻠﻰ الرجوع ﰲ الوقﻒ ،وإثﺒات الوقﻒ ،وانقﻀاؤﻩ
أ-الرجوع ﰲ الوقﻒ.نﺼﺖ اﳌدونة ﰲ اﳌادة 37ﻋﻠﻰ أنﻪ ﳝﻜﻦ الرجوع ﰲ الوقﻒ إﻻ ﰲ حالﺘﲔ:
-1إذا ﺗعﻠﻖ الوقﻒ ﲟوقوف ﻋﻠيﻪ ﺳيوجد ﻣﺴﺘقﺒﻼ و قام الواقﻒ ﺑﺘﻔوﻳﺖ اﳌوقوف قﺒﻞ و جود اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ ،و
العﻠة ﻫنا أن ﻋقد الوقﻒ ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ أرﻛانﻪ ﻛﻤﻠﻬا،وﻳنﺒﻐﻲ أن نﺴﺘﺜﲏ ﻣﻦ ﻫذا اﻻﺳﺘﺜناء اﳊالة الﱵ ﻳﻜون اﳌوقوف
ﻋﻠيﻪ ﻫو أحد أﻣاﻛﻦ إقاﻣة شعاﺋر الدﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻓقد نﺺ ظﻬﲑ 02أﻛﺘوﺑر 1984اﳌﺘعﻠﻖ ﻣاﻛﻦ إقاﻣة شعاﺋر
الدﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓيﻬا،ﻛﻤا ﰎ ﺗﻐيﲑﻩ وﺗﺘﻤيﻤﻪ ،ﻋﻠﻰ أنﻪ لﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ رﺧﺼة ﺑناء أحد ﻫذﻩ اﻷﻣاﻛﻦ ﻳنﺒﻐﻲ لﻄالﺐ
الرﺧﺼة ﲢﺒيس ﻋقارات أو أﺑنية ﳜﺼﺺ رﻳعﻬا لﻠﺼرف ﻋﻠﻰ ﺗﺴيﲑ شﺆون ﻫذﻩ اﻷﻣاﻛﻦ ،و لﺘاﱄ ﻻ ﳝﻜﻦ الﺘﺸﺒﺚ
ﻻﺳﺘﺜناء الوارد ﰲ ﻣدونة اﻷوقاف والرجوع ﰲ ﲢﺒيس العقارات الﱵ ﻋﻠﻰ أﺳاﺳﻬا ﻣنﺤﺖ رﺧﺼة ﺑناء أحد أﻣاﻛﻦ
إقاﻣة شعاﺋر الدﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ.
-2إذا اشﱰط الواقﻒ الرجوع ﻋنﻪ ﻋند اﻓﺘقارﻩ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﳊالة ﻳﻜون الرجوع ﺗنﻔيذا لﺸرط ﻣﺸروع ﻣﻦ الواقﻒ
الذي ﻳﺒقﻰ أوﱃ ﲟالﻪ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ.
ﳝﻜﻦ إثﺒات الوقﻒ ﲜﻤيﻊ وﺳاﺋﻞ اﻹثﺒات .وﺗعﺘﱪ اﳊواﻻت اﳊﺒﺴية حﺠة ﻋﻠﻲ أن اﻷﻣﻼك اﳌﻀﻤنة ا ﻣوقوﻓة إﱃ
أن ﻳﺜﺒﺖ العﻜس.ﻻ ﻳنﺘﺞ اﻹقرار ﻋﻠﻰ الوقﻒ أي أثر ﰲ ﻣواجﻬﺘﻪ وﻓﻖ اﳌادة 48ﻣﻦ اﳌدونة .
ت :انقﻀاء الوقﻒ
ﻓيﻤا ﳜﺺ انقﻀاء الوقﻒ ﳒد أن اﳌادة 49ﻣﻦ اﳌدونة اشﱰﻃﺖ ﺗوﻓر حالﺘﲔ وﳘا:
80
-إذا انﺼرﻣﺖ ﻣدة الوقﻒ اﳌﺆقﺖ ؛
-إذا ﻫﻠﻚ اﳌال اﳌوقوف ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا ﺑﻔعﻞ قوة قاﻫرة أو حادث ﻓﺠاﺋﻲ.
وﰲ حالة ﻫﻼك اﳌال اﳌوقوف ﺑﻔعﻞ الﻐﲑ ،وجﺐ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﲑ ﺗعوﻳﻀﻪ ،وانﺘقﻞ حﻖ اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ إﱃ ﻋوضﻪ،
وإذا ﻫﻠﻚ اﳌال اﳌوقوف ﻫﻼﻛا جﺰﺋيا ،ﻓإن الوقﻒ ﻳﺴﺘﻤر ﻋﻠﻰ اﳉﺰء الﺒاقﻲ وﻋﻠﻰ ﻣا ﻳعوض اﳉﺰء اﳍالﻚ.
أﻣا الوقﻒ اﳌعقﺐ :ﻻ ﳚوز إنﺸاء الوقﻒ اﳌعقﺐ إﻻ ﰲ حدود ثﻼث ﻃﺒقات ،اﳌوقوف ﻋﻠيﻪ ﰒ أوﻻدﻩ ﰒ أوﻻد
أوﻻدﻩ.إذا ﴰﻞ ﻋقد الوقﻒ أﻛﺜر ﻣﻦ ثﻼث ﻃﺒقات اﻋﺘﱪ ﻃﻼ ﻓيﻤا زاد ﻋنﻬا ،ﺳﺘﺜناء اﻷوقاف اﳌعقﺒة اﳌنﺸﺄة قﺒﻞ
دﺧول ﻫذﻩ اﳌدونة حيﺰ الﺘنﻔيذ.ﻳرجﻊ الوقﻒ اﳌعقﺐ ﺑعد انقراض اﳌوقوف ﻋﻠيﻬﻢ إر إﱃ ورثة الواقﻒ إن وجدوا،
وإﻻ إﱃ اﻷوقاف العاﻣة ﻣا ﱂ ﻳعﲔ الواقﻒ ﻣرجعا آﺧر ﻳﺆول إليﻪ.
د :ﲪاﻳة الوقﻒ
*ﻳعﺘﱪ وقﻔا ﻋاﻣا ﺑقوة القانون ﻋﻠﻰ ﻋاﻣة اﳌﺴﻠﻤﲔ ﲨيﻊ اﳌﺴاجد والﺰوا واﻷضرحة واﳌقاﺑر اﻹﺳﻼﻣية ،وﻣﻀاﻓا ا
واﻷﻣﻼك اﳌوقوﻓة ﻋﻠيﻬا .ﻳﺘﻤﺘﻊ الوقﻒ العام لﺸﺨﺼية اﻻﻋﺘﺒارﻳة ﻣنذ إنﺸاﺋﻪ ،وﺗﺘوﱃ إدارة اﻷوقاف ﺗدﺑﲑ شﺆونﻪ
وﻓقا ﻷحﻜام ﻫذﻩ اﳌدونة ،وﺗعﺘﱪ ﳑﺜﻠﻪ القانوﱐ.
*ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻦ اﻛﺘﺴاب اﳌال لﺼﻔة الوقﻒ العام ﻋدم جواز حﺠﺰﻩ أو ﻛﺴﺒﻪ ﳊيازة أو لﺘقادم ،وﻋدم جواز الﺘﺼرف
ﻓيﻪ إﻻ وﻓﻖ اﳌقﺘﻀيات اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ ﻫذﻩ اﳌدونة.
*إن الرﺳوم العقارﻳة اﳌﺆﺳﺴة لﻔاﺋدة الﻐﲑ ﻻ ﲤنﻊ اﶈﻜﻤة ﻣﻦ النﻈر ﰲ ﻛﻞ دﻋوى ﺗرﻣﻲ إﱃ إثﺒات صﻔة الوقﻒ العام
لعقار ﳏﻔﻆ ،شرﻳﻄة أن ﺗرﻓﻊ الدﻋوى ﰲ ﻣواجﻬة ﲨيﻊ ذوي اﳊقوق اﳌقيدﻳﻦ.وإذا ثﺒﺖ أن العقار اﳌذﻛور ﻣوقوف
وقﻔا ﻋاﻣا ،ﺑناء ﻋﻠﻰ اﳊﻜﻢ القﻀاﺋﻲ الﺼادر ﺑذلﻚ واﳊاﺋﺰ لقوة الﺸﻲء اﳌقﻀﻲ ﺑﻪ ،ﻓإن اﶈاﻓﻆ ﻳﺸﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﺗﺴﺠيﻞ ﺳاﺑﻖ ،وﻳقيد العقار لرﺳﻢ العقاري اﳌﺘعﻠﻖ ﺑﻪ ﰲ إﺳﻢ اﻷوقاف العاﻣة.
*ﺗعﺘﱪ الدﻳون اﳌﺴﺘﺤقة لﻔاﺋدة اﻷوقاف العاﻣة دﻳو ﳑﺘازة ،ﻻ ﺗﺴقط لﺘقادم ،وﻳﻜون ﻻﺳﺘيﻔاﺋﻬا حﻖ اﻷولوﻳة ﺑعد
أداء الدﻳون الناشﺌة ﻋﻦ ﻣﻬر الﺰوجة وﻣﺘعﺘﻬا ونﻔقﺘﻬا ونﻔقة اﻷوﻻد واﻷﺑوﻳﻦ وﻏﲑﻫﻢ ﳑﻦ ﲡﺐ ﻋﻠيﻪ نﻔقﺘﻪ ﻃﺒقا
ﻷحﻜام ﻣدونة اﻷﺳرة.
*ﲤﺜﻞ اﻷوقاف العاﻣة أﻣام القﻀاء ﻣدﻋية أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠيﻬا ﻣﻦ لدن الﺴﻠﻄة اﳊﻜوﻣية اﳌﻜﻠﻔة ﻷوقاف أو ﻣﻦ ﺗنﺘدﺑﻪ
ﳍذا الﻐرض.
81
*ﻳوقﻒ الﻄعﻦ لنقﺾ اﳌقدم ﻣﻦ قﺒﻞ الﺴﻠﻄة اﳊﻜوﻣية اﳌﻜﻠﻔة ﻷوقاف ﰲ الدﻋاوى اﳌﺘعﻠقة ﻷوقاف العاﻣة
ﺗنﻔيذ اﻷحﻜام اﳌﻄعون ﻓيﻬا.
*ﳝﻜﻦ الﻄعﻦ ﻋادة النﻈر ﰲ اﻷحﻜام القﻀاﺋية الﺼادرة ﰲ الدﻋاوى اﳌﺘعﻠقة لوقﻒ العام ﻣﱴ قاﻣﺖ حﺠية ﻋﻠﻰ
حﺒﺴية اﳌدﻋﻰ ﻓيﻪ ،وذلﻚ داﺧﻞ أجﻞ ﻋﺸر ) (10ﺳنوات ﻣﻦ الﺘارﻳخ الذي ﻳﺼﺒح ﻓيﻪ اﳊﻜﻢ اﺋيا.
* ﻻ ﳚوز نﺰع ﻣﻠﻜية العقارات اﳌوقوﻓة وقﻔا ﻋاﻣا ﻣﻦ أجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة إﻻ ﲟواﻓقة صرﳛة ﻣﻦ قﺒﻞ الﺴﻠﻄة اﳊﻜوﻣية
اﳌﻜﻠﻔة ﻷوقاف ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن .
قد ﻋرف اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ حﻖ الﺰﻳنة ﰲ الﻔقرة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌادة 131ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﺑقولﻪ "الﺰﻳنة حﻖ ﻋيﲏ
ﳜول صاحﺒﻪ ﻣﻠﻜية الﺒناء الذي شيدﻩ ﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ ﻓوق أرض الﻐﲑ" .وﺑينﺖ نﻔس اﳌادة ﰲ ﻓقر ا الﺜانية ﻣﺼدر ﻫذا
اﳊﻖ إذ جاء ﻓيﻬا "ﻳنﺸﺄ ﻫذا اﳊﻖ لعقد ﻣﻊ ﺗﺸييد الﺒناء" .وﻳﺴﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﳊﻖ ﻛونﻪ ﻳنﺸﺄ لعقد ﻛﻤا ﻫو الﺸﺄن
لنﺴﺒة ﳊﻖ الﺘعﻠية .وﻣنﺤﺴنات اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﺗعرﻳﻔﻪ ﳍذا اﳊﻖ – لرﻏﻢ ﻣﻦ أن الﺘعرﻳﻒ اﳌﻔروض أنﻪ ﻋﻤﻞ ﻓقﻬﻲ
ﻋﻠﻤﻲ ﳏﺾ -وﺗﺒيانﻪ ﳌﺼدرﻩ حاﲰا ﺑذلﻚ اﳉدل الﻔقﻬﻲ الذي ﻛان ﺳاﺋدا ذا اﳋﺼوص.
إن حﻖ الﺰﻳنة وﻣﻦ ﺧﻼل الﺘعرﻳﻒ أﻋﻼﻩ ،ﻳﺘﺒﲔ لنا أن ﻫذا اﳊﻖ ﻳقﻊ ﻋﻠﻰ أرض ،قد ﺗﻜون ﻣﻦ أﻣﻼك الدولة اﳋاصة
،ﻛﻤا أنﻪ ليس ﻫناك ﻣﻦ ﳝنﻊ ﻣﻦ ﺗرﺗيﺐ ﻫذا اﳊﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳋاص ﻷﻓراد وإن ﻛان ذلﻚ درا ﻣا ﳛﺼﻞ ﰲ
82
الواقﻊ العﻤﻠﻲ .ﰲ اﳌقاﺑﻞ ﻻ ﻳنﺸﺄ ﻫذا اﳊﻖ ﻋﻠﻰ أﻣﻼك اﻷحﺒاس ﺑﺼرﻳح اﳌادة 103ﻣﻦ ﻣدونة اﻷوقاف الﱵ ﺗنﺺ
ﻋﻠﻰ أنﻪ "ﻻ ﳚوز إنﺸاء أي حﻖ ﻣﻦ اﳊقوق العرﻓية ﻣﻦ زﻳنة أو جﻠﺴة أو جﺰاء أو ﻣﻔﺘاح أو اﺳﺘﺌﺠار ...أو ﻏﲑﻫا
ﻋﻠﻰ أي ﻣﻠﻚ ﻣﻦ أﻣﻼك اﻷوقاف العاﻣة. "...
ﻓﻬذا اﳊﻖ ﳜولﻠﻠﻤﻜﱰي ﺑﺘﺸييد ﺑنا ت أو ﳛدث ﻓيﻬا ﲢﺴينات ﲟوجﺐ ﻋقد ﻛراء .وﺑناء ﻋﻠيﻪ ﻓﺤﻖ الﺰﻳنة ﻻ
ﻳﺴﺘقيﻢ إﻻ ﺑﺘواﻓر ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ العناصر أﳘﻬا:
أ-ضرورة وجود ﻋقد ﻛراء:ﻻ ﻳقوم حﻖ الﺰﻳنة إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳاس ﻋقد ﻛراء ﳚﻤﻊ ﺑﲔ صاحﺐ حﻖ الﺰﻳنة وﻣالﻚ الرقﺒة،
وﻫو ﻣا ﰎ الﺘنﺼيﺺ ﻋﻠيﻪ صراحة ﰲ اﳌادة 131ﻣﻦ القانون 08.39وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳاس ﻓﺼاحﺐ حﻖ الﺰﻳنة ﻳﻜون
داﺋﻤا ﻣﻜﱰ ،إﻻ أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﱂ ﳛدد ﻣا إذا ﻛان ﻫذا العقد رﲰيا أو ﻋرﰲ ،إﱃ أنﻪ و لوقوف ﻋﻠﻰ نﺺ اﳌادة
الراﺑعة ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية الﱵ ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ أنﻪ "ﳚﺐ أن ﲢرر ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن ﲨيﻊ الﺘﺼرﻓات اﳌﺘعﻠقة ﺑنقﻞ
اﳌﻠﻜية أو نﺸاء اﳊقوق العينية اﻷﺧرى أو نقﻠﻬا أو ﺗعدﻳﻠﻬا أو إﺳقاﻃﻬا ﲟوجﺐ ﳏرر رﲰﻲ ،أو ﲟﺤرر ﺑﺖ
الﺘارﻳخ ،ﻳﺘﻢ ﲢرﻳرﻩ ﻣﻦ ﻃرف ﳏاﻣﻲ ﻣقﺒول لﻠﱰاﻓﻊ أﻣام ﳏﻜﻤة النقﺾ ﻣا ﱂ ﻳنﺺ قانون اﳋاص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
ذلﻚ"...وقد اشﱰﻃﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينية أن ﻳﺒﲔ العقد اﳌنﺸﺊ ﳊﻖ الﺰﻳنة نوع الﺒناء وﻣواصﻔاﺗﻪ وأﺑعادﻩ وﳛدد
حقوق والﺘﺰاﻣات صاحﺐ ﻫذا اﳊﻖ)اﳌادة.(132
ب-أن ﻳقوم اﳌﻜﱰي ﺑﺒناء أو ﲢﺴينات ﻋﻠﻰ العﲔ اﳌﻜﱰاة:إن ﻫذا العنﺼر ﻫو الذي ﻳﺆﺳس نﺸﺄة حﻖ الﺰﻳنة ،ﻛﺤﻖ
ﻋيﲏ ﻋقاري ﳜول لﺼاحﺒﻪ أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ ﻛﻤا ﳝنﺤﻪ ﻣيﺰة الﺘﺘﺒﻊ واﻷولوﻳة ،وﻫو ﻣا ﰎ الﺘنﺼيﺺ ﻋﻠيﻪ صراحة ﰲ
ﻣدونة اﳊقوق العينية ﰲ اﳌادة 131ﺑقوﳍا "الﺰﻳنة حﻖ ﻋيﲏ ﳜول صاحﺒﻪ ﻣﻠﻜية الﺒناء الذي شيدﻩ ﻋﻠﻰ نﻔقﺘﻪ ﻓوق
أرض الﻐﲑ .ﻳنﺸﺄ ﻫذا اﳊﻖ لعقد ﻣﻊ ﺗﺸييد الﺒناء"...
ﻓﻬذﻩ الﺒنا ت والﺘﺤﺴينات الﱵ ﻳقوم ا اﳌﻜﱰي ﺗعﻄيﻪ حقا ﻋينيا ﻳﺰاحﻢ اﳌالﻚ اﻷصﻠﻲ ﰲ حﻖ الرقﺒة ﳑا ﳚعﻞ
اﳌﻠﻚ ﻣﺸﱰﻛا ﺑﲔ ﻣالﻚ الرقﺒة )الدولة ،اﳋواص( وﻣالﻚ اﳌنﻔعة )اﳌﻜﱰي( ﻋﻠﻰ الﺘﺤﺴينات الﱵ شيدﻫا ﻋﻠﻰ
نﻔقﺘﻪ.
أﻣا ﲞﺼوص أﺳﺒاب انقﻀاء حﻖ الﺰﻳنة.ﲦة ﻋدة أﺳﺒاب ﻻنقﻀاء حﻖ الﺰﻳنة ﻣنﻬا ﻣا ﻫو وارد ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية
)أ( وﻣا ﰎ الﺘنﺼيﺺ ﻋﻠيﻪ ﰲ ﻣدونة اﻷوقاف )ب( .
أ-أﺳﺒاب انقﻀاء حﻖ الﺰﻳنة ﰲ ﻣدونة اﳊقوق العينية:ﻳنقﻀﻲ حﻖ الﺰﻳنة ﻃﺒقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 135ﻣﻦ م.ح.ع:
-1نﺘﻬاء ﻣدﺗﻪ :ﻃﺒقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 134ﻣﻦ ذات القانون ﻓقد حدد اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ اﳌدة القﺼوى ﻻنﺘﻬاء حﻖ
الﺰﻳنة ﰲ أرﺑعﲔ ﺳنة و نﺘﻬاء ﻫذﻩ اﳌدة ﻳﺴقط اﳊﻖ ﻋﻦ العقار وإذا نﺺ العقد ﻋﻠﻰ ﻣدة أﻃول أو ﺳﻜﺖ ﻋﻦ
ﲢدﻳدﻫا ﻓاﳌدة اﳌعﺘﱪة ﻫﻲ أرﺑعﲔ ﺳنة.
83
-2لﺘنازل ﻋنﻪ صراحة :ﻋﻠﻰ أنﻪ ﻳﺒقﻰ لداﺋﻦ صاحﺐ الﺰﻳنة ﻃﻠﺐ إﺑﻄال الﺘنازل الذي قام ﺑﻪ إذا وقﻊ إضرار
ﲝقوقﻪ) .اﳌادة (136
-3جﺘﻤاع صﻔﱵ صاحﺐ حﻖ الﺰﻳنة وﻣالﻚ الرقﺒة ﰲ ﻳد شﺨﺺ واحد :ﻛﻤا إذا ﺑيعﺖ الﺒقعة الﱵ ﻋﻠيﻬا الﺒناء
ﻣﺜﻼ لﺼاحﺐ حﻖ الﺰﻳنة.
ﻛﻤا أنﻪ ﰲ حالة انقﻀاء حﻖ الﺰﻳنة وﱂ ﻳﻜﻦ ﻫناك اﺗﻔاق ﳛدد ﻣﺼﲑ الﺒناء ،ﺗﻄﺒﻖ أحﻜام الﺒاﱐ ﲝﺴﻦ نية ﰲ ﻣﻠﻚ
الﻐﲑ وذلﻚ ﺑﺼرﻳح ﻋﺒارة اﳌادة 137ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية .ﻓيﻜون لﻠﺒاﱐ أن ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﲦﻦ اﳌواد اﳌﺴﺘعﻤﻠة
وأجرة اليد العاﻣﻠة .
ﻃﺒقا ﳌقﺘﻀيات اﳌادة 105ﻣﻦ ﻣدونة اﻷوقاف ﻓإنﻪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻷﺳﺒاب الﱵ ﺗﺆدي إﱃ انقﻀاء اﳊقوق العرﻓية ﺑﺼﻔة
ﻋاﻣة وحﻖ الﺰﻳنة ﺑﺼﻔة ﺧاصة ﻣا ﻳﻠﻲ:
-2ﻋدم أداء الوجيﺒة الﻜراﺋية ﳌدة ﺳنﺘﲔ ﻣﺘﺘاليﺘﲔ وﰲ ﻫذﻩ اﳊالة ﺗﺴﱰد اﻷوقاف اﶈﻞ ﲟناﻓعﻪ ،وﳝنح صاحﺐ اﳊﻖ
اﻷﺳﺒقية ﰲ ﻛراءﻩ.
ﻛﻤا ﺗنقﻀﻲ ﻫذﻩ اﳊقوق ﰲ ﲨيﻊ اﻷحوال ﲟرور ﻋﺸرﻳﻦ ﺳنة ﻣﻦ دﺧول ﻫذﻩ اﳌدونة حيﺰ الﺘنﻔيذ.
إن حﻖ الﺰﻳنة و ﻋﺘﺒارﻩ ﻣﻦ ﻋقود الﻜراء ﻓإنﻪ ﲟﺠرد ﲤام العقد ﻳرﺗﺐ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ اﳊقوق واﻻلﺘﺰاﻣات ﻋﻠﻰ ﻋاﺗﻖ ﻛﻞ
ﻣﻦ اﳌﻜﱰي واﳌﻜري وﺳنقوم ﺑدراﺳة أﻫﻢ ﻫذﻩ اﳊقوق والواجﺒات ﰲ ﻣا ﻳﻠﻲ:
*ﳝﻜﻦ لﺼاحﺐ حﻖ الﺰﻳنة أن ﻳﻔوت الﺒناء الذي أحدثﻪ وأن ﻳرﻫنﻪ وﻳرﺗﺐ لﻪ أو ﻋﻠيﻪ حقوق ارﺗﻔاق ﰲ اﳊدود الﱵ
ﳚوز لﻪ ﻓيﻬا ﻣﺒاشرة ﻫذا اﳊﻖ
* ﳛﻖ لﺼاحﺐ حﻖ الﺰﻳنةﲟقﺘﻀﻰ ﻋقد الﻜراء الذي ﻳرﺑﻄﻪ ﻣﻊ صاحﺐ اﻷرض ﺗﺴﻠﻢ اﻷرض الذي اﻛﱰاﻫا ﻣﻦ
اﳌﻜري ،وأن ﻳقيﻢ ﻣا ﻳرﻳد ﻣﻦ اﻷﺑنية ﻋﻠيﻬا ﺑﺸرط أﻻ ﻳﺘﺠاوز ﻣا ﻫو ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻪ ﰲ العقد ،ﻛﺄن ﻳﺸﱰط ﻋﻠيﻪ اﳌﻜري
84
ﺗﺼﻤيﻤا ﻣعينا لﻠﺒناء ﻓيﺠﺐ ﻋﻠيﻪ احﱰام ﻫذا الﺘﺼﻤيﻢ ،ﻛﻤا ﳛﻖ لﻪ أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻤا ﺑناﻩ لﺒيﻊ أو ﻏﲑﻩ ﻣﻦ أنواع
الﺘﺼرﻓات الﺸرﻋيةدون اﳌﺴاس ﺑرقﺒة العقار الوارد ﻋﻠيﻪ ﻫذا اﳊﻖ .
*ليس ﳌالﻚ حﻖ الﺰﻳنة ﰲ ﻫذﻩ اﳊالة أن ﻳﺒﲏ ﻣﻦ جدﻳد ﻣا ﺗﻼشﻰ لقدﻣﻪ أو ﺑﺴﺒﺐ حادث ﻓﺠاﺋﻲ أو قوة قاﻫرة إﻻ
ذن ﻣالﻚ الرقﺒة.
*ﳛﻖ ﳌالﻚ العقار ﳏﻞ حﻖ الﺰﻳنة الﺘﺼرف ﰲ الرقﺒة ﲜﻤيﻊ أنواع الﺘﺼرﻓات القانونية ﻛالﺒيﻊ أو اﳍﺒة ،ﻛﻤا ﳛﻖ لﻪ نقﻞ
ﻣﻠﻜيﺘﻪ ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اﻹرث أو الوصية .ﻛﻤا ﳛﻖ لﻪ ﻓﺴخ العقد ،ﻳعﺘﱪ ﻫذا اﳊﻖ ﻣﻦ أﻫﻢ اﳊقوق الﱵ ﻳﺘﻤﺘﻊ ا
اﳌﻜري وأﺧﻄرﻫا ﻋﻠﻰ اﳌﻜﱰي ،ﻓﻠﻤالﻚ الرقﺒة )اﳌﻜري( اﳊﻖ ﰲ ﻓﺴخ ﻋقد الﻜراء واﺳﱰجاع أرضﻪ ﺑدون أن ﳝﻬﻞ
اﳌﻜﱰي أو ﻳنذرﻩ ﺑذلﻚ ﻛﻤا ﰲ حالة اﳌﺴاس ﺑرقﺒة العقار الوارد ﻋﻠيﻪ ﻫذا اﳊﻖ .
وﻣﻦ ﺧﻼل الﺘعرﻳﻒ أﻋﻼﻩ ﳝﻜﻦ القول أن حﻖ اﳍواء والﺘعﻠية ﻳﺘﻤيﺰ ﲟا ﻳﻠﻲ * :حﻖ ﻋيﲏ ﻋقاري *.حﻖ ﻣنﻔﺼﻞ ﻋﻦ
ﻣﻠﻜية الرقﺒة* ،ﻳقﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ الﻐﲑ .
ﻛﻤا ﻳعﺘﱪ حﻖ اﳍواء ﻣﻦ ﺑﲔ اﳊقوق العرﻓية الﱵ ﺗنﺘقﻞ ﺑﺼﻔة داﺋﻤة إذ ﻳﻜﺘﺴﺒﻪ صاحﺒﻪ ﺑﺼﻔة اﺋية ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ
الﺸراء ،و ﻣنﻪ ﻳﺼﺒح العقار ﻣﺜقﻼ ﲟﻠﻜيﺘﲔ :ﻣﻠﻜية صاحﺐ الﺴﻔﻞ و ﻣﻠﻜية صاحﺐ العﻠو .و ﻋﻠيﻪ ﻫذا الﺘقﺴيﻢ
ﳌﻠﻜية العقار ﻳرﺗﺐ أ ر ﺗﺘعﻠﻖ ﲝقوق والﺘﺰاﻣات صاحﺐ الﺴﻔﻞ ) أوﻻ( ،و ﲝقوق والﺘﺰاﻣات صاحﺐ العﻠو ) نيا(
*ﻓيﻤا ﳜﺺ حقوق صاحﺐ الﺴﻔﻞ :رﻏﻢ أن ﻣالﻚ العقار ﻳﻔوت جﺰء ﻣعﲔ ﻣﻦ اﳍواء العﻤودي الذي ﻳعﻠو ﺑناء قاﺋﻤا
ﻓعﻼ ﳝﻠﻜﻪ ،ﻓإن ﻫذا ﻻ ﳝنعﻪ ﻣﻦ أن ﻳﻈﻞ ﻣﺘﻤﺘعا ﲜﻤﻠة ﻣﻦ اﳊقوق ﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﻣا ﻳﻠﻲ:
85
-حقﻪ ﰲ ﻣﻠﻜية اﻷرض اﳌقام ﻋﻠيﻬا الﺒناء :ﻓﺼاحﺐ الﺴﻔﻞ ﻳﻈﻞ ﻣالﻜا لﻠﺒناء القاﺋﻢ الذي ورد ﻋﻠيﻪ حﻖ اﳍواء
والﺘعﻠية ،و ﻳدﺧﻞ ﰲ حﻖ ﻣﻠﻜية صاحﺐ الﺴﻔﻞ اﻷرض و اﻷﺳاﺳات و اﳉدران و الﺴقﻒ و اﻷﺑواب و النواﻓذ ،
ﻓﻬذا اﻷﺧﲑ ﳝﻠﻚ ﻃاﺑقﻪ ﲜﻤيﻊ أجﺰاءﻩ و ﻛﻞ ﻣا ﻳﻔﺼﻞ ﺑينﻪ وﺑﲔ صاحﺐ العﻠو.
-حﻖ الﺘﺼرف ﰲ اﳉﺰء ﳑﻠوك لﻪ :ﻋﺘﺒارﻩ ﻣالﻚ ﻣﻠﻜية ﻣة و ﻣﻔرزة ،ﻓﻠﻪ أن ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ ﺑنﻔﺴﻪ و أن ﻳﺴﺘﻐﻠﻪ
ﺑﺘﺄجﲑﻩ ،أو ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ لﺒيﻊ أو اﳍﺒة أو الرﻫﻦ أو الوصية .
-حقﻪ ﰲ اﻹذن لﺼاحﺐ حﻖ اﳍواء والﺘعﻠية ﺑﺘﻔوﻳﺖ اﳍواء العﻤودي الذي ﻳعﻠو ﺑناءﻩ :ﻻ ﳚوز لﺼاحﺐ حﻖ اﳍواء
و الﺘعﻠية أن ﻳﻔوت اﳍواء الذي ﻳعﻠو ﺑناءﻩ ﺑﻐﲑ رضﻰ ﻣالﻚ الﺴﻔﻞ .
-القيام ﻷﻋﻤال و الﱰﻣيﻤات الﻼزﻣة ﳌنﻊ ﺳقوط العﻠو ﻣﺜﻞ صيانة الﺴقﻒ و ﺗرﻣيﻤﻪ أو صيانة اﻷﻋﻤدة الﱵ ﲢﻤﻠﻪ
و ﻏﲑ ذلﻚ.
-اﻻلﺘﺰام ﺑعدم ﻫدم الﺒناء :ﻳﻠﺘﺰم صاحﺐ الﺴﻔﻞ ﺑعدم القيام دم ﺑناﺋﻪ الذي ﳛﻤﻞ العﻠو ،و ﻳدﺧﻞ ﰲ ذلﻚ أﻳﻀا
الﺘﺰاﻣﻪ ﺑعدم ﻫدم أي جدار أو حاﺋط ﰲ ﺳﻔﻠﻪ إن ﻛان ﻫدﻣﻪ ﺳيﺆدي إﱃ ﺳقوط العﻠو.
ﻛﻤا ﻫو الﺸﺄن لنﺴﺒة لﺼاحﺐ الﺴﻔﻞ ﻓإن صاحﺐ العﻠو ﺑدورﻩ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲝقوق ﺗقاﺑﻠﻬا ﺑعﺾ اﻻلﺘﺰاﻣات.
-حقﻪ ﰲ الﺘﻤﺘﻊ ﳌﻠﻜية الﺘاﻣة لعﻠوﻩ :نﻈرا لﻜون صاحﺐ العﻠو قد اشﱰى ﻫواء صاحﺐ العقار اﻷصﻠﻲ ،ﻓإن
ﻫذا الﺸراء ﳜولﻪ أن ﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ ،أن ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ و ﻳﺴﺘﻐﻠﻪ ﻃﺒقا لﻠﻤادة 140ﻣﻦ م ح ع " ﳚوز لﺼاحﺐ حﻖ اﳍواء
والﺘعﻠية أن ﻳﻔوﺗﻪ أو ﻳرﻫنﻪ أو ﻳرﺗﺐ لﻪ أو ﻋﻠيﻪ حقوق ارﺗﻔاق ﲟا ﻻ ﻳﺘعارض ﻣﻊ ﻃﺒيعﺘﻪ" .
-حقﻪ ﰲ ﻃﻠﺐ ﲢﻔيﻈﻪ :ﻳﻜون ﻣﻦ حﻖ صاحﺐ اﳍواء أن ﻳقدم ﻃﻠﺒا ﻣﻦ أجﻞ ﲢﻔيﻆ حقﻪ ﰲ ﻫواﺋﻪ وذلﻚ
ﻃﺒقالﻈﻬﲑ 12ﻏﺸﺖ 1913اﳌﺘعﻠﻖ لﺘﺤﻔيﻆ العقاري ﻛﻤا وقﻊ ﺗﻐيﲑﻩ وﺗﺘﻤيﻤﻪ لقانون رقﻢ ، 14-07وذلﻚ
ﻣﻦ ﺧﻼل الﻔﺼﻞ 10ﻣنﻪ ،الذي حدد اﳉﻬات الﱵ ﳚوز ﳍا ﺗقدﱘ ﻣﻄﻠﺐ الﺘﺤﻔيﻆ العقاري والذي ﻣﻦ ﺑينﻬﻢ " ...
لﺜا اﳌﺘﻤﺘﻊ حد اﳊقوق العينية اﻵﺗية ...اﳍواء والﺘعﻠية"... ،
86
أﻣا الﺘﺰاﻣات صاحﺐ العﻠو :ﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ :
-اﻻلﺘﺰام لﺒناء القانوﱐ :ﻳعد ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻلﺘﺰاﻣات اﳌﻠقاة ﻋﻠيﻪ ﻷن ذلﻚ ﻣقيد لﺸرط اﻻﺗﻔاقﻲ و لنﺺ القانوﱐ ،
ﻓاﻷوﱃ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣقﺘﻀيات اﳌادة 139ﻣﻦ م ح ع " ﻳنﺸﺄ حﻖ اﳍواء ،والﺘعﻠية لعقد.ﳚﺐ أن ﻳﺒﲔ ﻫذا
العقد نوع الﺒناء اﳌراد إقاﻣﺘﻪ وﻣواصﻔاﺗﻪ وأﺑعادﻩ .اﻣا النﺺ القانوﱐ نعﲏ ﺑﻪ القانون رقﻢ 90/12اﳌﺘعﻠﻖ لﺘعﻤﲑ ،
ﺧاصة اﳌادة 59ﻣنﻬا الﱵ حددت ضواﺑط الﺒناء .
-اﻻلﺘﺰام لﺼيانة ؛ أي صيانة أرضيﻪ ﻋﻠوﻩ حﱴ ﻻ ﻳﺘﺄثر ﺳقﻒ الﺴﻔﻠﻲ ﻣﻦ إﳘالﻪ ﳍذﻩ الﺼيانة ؛
-اﻻلﺘﺰام ﺑﻜﻞ الﺘﻜاليﻒ اﳌﺸﱰﻛة ﺳواء ﰲ إﻃار نﻈام اﳌﻠﻜية اﳌﺸﱰﻛة أو ﰲ نﻈام اﻻرﺗﻔاق ﻛﻤا نﺼﺖ ﰲ ذلﻚ اﳌادة
46ﻣﻦ م ح ع.
أﻣا ﻋﻦ أﺳﺒاب انقﻀاء حﻖ اﳍواء و الﺘعﻠيﻪ ،لرجوع إﱃ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﳒد أ ا ﱂ ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ أﺳﺒاب
انقﻀاء اﳍواء و الﺘعﻠية ،ﳑا ﻳوحﻲ ﺑقﺼور ﻫذﻩ اﳌدونة ﰲ ﺗنﻈيﻢ ﻫذا اﳊﻖ ،لﻜﻦ رﻏﻢ ذلﻚ ﳝﻜﻦ اﺳﺘنﺒاط أﺳﺒاب
انقﻀاء ﻫذا اﳊﻖ قياﺳا ﻋﻠﻰ أﺳﺒاب انقﻀاء ﺑعﺾ اﳊقوق العينية اﻷصﻠية ،والﱵ ﺳﺒﻖ الﺘﻄرق ﳍا ﺳاﺑقا.
87
الﻔﺼﻞ الﺜالﺚ :اﳊقوق العينية الﺘﺒعية
اﱃ جانﺐ اﳊقوق العينية اﻻصﻠية ﻫناك اﳊقوق العينية الﺘﺒعية ،وﺗﺴـﻤﻰ ﻛـذلﻚ ﻛو ـا ضـاﻣنة لﻠوﻓـاء ﺑـدﻳﻦ ﻣعـﲔ وﻣـﻦ
ﲦة ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺒعﻪ ،و لﺘاﱄ ﻓاﳊﻖ العيـﲏ الﺘﺒعـﻲ ﻫـو ﺳـﻠﻄة قانونيـة ﻏـﲑ ﻣﺒاشـرة ﳝارﺳـﻬا صـاحﺐ اﳊـﻖ ﻋﻠـﻰ الﺸـﻲء إذ ﻻ
ﻳقوم ﻫذا اﳊﻖ ﺑذاﺗﻪ ﻛﻤا ﻫو اﳊال لنﺴﺒة لﻠﺤقوق العينية اﻷصﻠية ،وإﳕا ﺑوجود حﻖ آﺧر .وﻣﻦ ﺑﲔ اﳊقـوق العينيـة
الﺘﺒعية ﳒد ﻛﻞ ﻣﻦ حﻖ الرﻫﻦ ،وحﻖ اﻻﻣﺘياز ،وﲣﺘﻠﻒ ﻫذﻩ اﳊقوق ﻓيﻤا ﺑينﻬا ﻣﻦ حيﺚ النﺸﺄة واﻵ ر.
وﻣﻦ أجﻞ الﺘﻔﺼيﻞ أﻛﺜر ﻻﺑد ﻣﻦ اﳊدﻳﺚ ﻋﻦ حﻖ اﻻﻣﺘياز ﰲ اﳌﻄﻠﺐ اﻷول ،ﰒ ﺑعد ذلﻚ ﻋﻦ حﻖ الرﻫﻦ اﳊيازي
ﰲ اﳌﻄﻠﺐ الﺜاﱐ ،وﻛذا ﻋﻦ الرﻫﻦ الرﲰﻲ ﰲ اﳌﻄﻠﺐ الﺜالﺚ.
قد ﻋرف اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ حﻖ اﻻﻣﺘياز ﰲ الﻔﺼﻞ 1243ﻣﻦ ق.ل.ع ﻋﻠﻰ أن":اﻻﻣﺘياز ﻫو حﻖ أولوﻳة ﳝنﺤﻪ القانون
ﻋﻠﻰ أﻣوال اﳌدﻳﻦ نﻈرا لﺴﺒﺐ الدﻳﻦ"،ﻛﻤا ﻋرﻓﺘﻪ اﳌادة 142ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ن":اﻻﻣﺘياز حﻖ ﻋيﲏ
ﺗﺒعﻲ ﳜول لﻠداﺋﻦ حﻖ اﻷولوﻳة ﻋﻠﻰ قﻲ الداﺋنﲔ ولو ﻛانوا ﻣر نﲔ ".
ونﻼحﻆ أن اﳌﺸرع ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣدونة اﳊقوق العينية قد ﻛرس حﻖ أولوﻳة الداﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﻛاﻓة الداﺋنﲔ حﱴ ولو ﻛانوا
ﻣر نﲔ ،وذلﻚ ﰲ نﻄاق حقوق اﻻﻣﺘياز،وذلﻚ ﻣراﻋاة ﻣنﻪ أن ﺑعﺾ اﳊقوق ﺗﺴﺘوجﺐ نوﻋا ﻣﻦ الرﻋاﻳة اﳋاصة
اﺳﺘنادا لﺼﻔات ﰲ الدﻳون اﳌﺴﺘندة اليﻬا،وﻣﻦ ﰒ ﻻﺑد ﻣﻦ اﻳﻼﺋﻬا العناﻳة الﺘﺸرﻳعية الﻼزﻣة ﻓرادﻫا ﲟيﺰة اﻻﻣﺘياز
واﻷﻓﻀﻠية.
وإذا ﻛانﺖ حقوق اﻻﻣﺘياز ﺗعﺘﱪ ﻣﻦ قﺒيﻞ اﳊقوق العينية ،ﻓإن إشﻬارﻫا لرﺳﻢ العقاري شﻲء ﻻزم وضروري ﻋﻤﻼ
ﲟﺒدأ اﻷثر اﻹنﺸاﺋﻲ لﻠﺘقييد اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻪ ﰲ الﻔﺼول 67-66-65ﻣﻦ ظﻬﲑ الﺘﺤﻔيﻆ العقاري.
88
وﻣﻊ ذلﻚ ،ﻓإن اﳌﺸرع اﺳﺘﺜﲎ اﻻﻣﺘيازات العقارﻳة ﻣﻦ إجراء الﺘقييد ﰲ الرﺳﻢ العقاري ﺑﺼرﻳح ﻣقﺘﻀيات اﳌادة
143ﻣﻦ نﻔس الﻈﻬﲑ الﱵ ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ ﻣا ﻳﻠﻲ " :واﺳﺘﺜناء ﻣﻦ اﳌﺒدأ العام اﳌقرر ﰲ الﻔﺼﻞ 65ﻣﻦ الﻈﻬﲑ اﳌﺘعﻠﻖ
لنﻈام العقاري لﻠﺘﺤﻔيﻆ ﻳعﻔﻰ ﻫذا اﻻﻣﺘياز أن ﻣﻦ ﻛﻞ إشﻬار أو ﺗقييد ﰲ الرﺳوم العقارﻳة ".
وﻋﻤوﻣا ﻳﺘﻤيﺰ حﻖ اﻻﻣﺘياز نﻪ حﻖ ﻋيﲏ ﻻ ﻳقﺒﻞ الﺘﺠﺰﺋة ﻣﺼدرﻩ القانون .ﻛﻤا أن حﻖ اﻻﻣﺘياز حﻖ ﻣقرر لﺼﻔة
الدﻳﻦ وﻳرد ﻋﻠﻰ اﳌنقوﻻت وﻛذا العقارات وﻳنﻔرد ﻫذا اﳊﻖ ﺑﺒعﺾ اﳋﺼاﺋﺺ ﺧاصة ﻣﻦ حيﺚ ﻣﺼدرﻩ وﳏﻠﻪ
ﻹضاﻓة إﱃ ﻏاﻳﺘﻪ الذي جاء ﻣﻦ أجﻠﻬا ﻫذا اﳊﻖ.وﻣﻦ ﺧﺼاﺋﺼﻪ:
-1حﻖ اﻻﻣﺘياز حﻖ ﻋيﲏ :ﻓﻬو ﻛالرﻫﻦ،ﻳوﱄ صاحﺒﻪ حﻖ الﺘﺘﺒﻊ واﻷولوﻳةأي ﻳوﱄ الداﺋﻦ ﺳﻠﻄة ﻣﺒاشرة ﻋﻠﻰ شﻲء
ﻣعﲔ لذات ودون ﺗوﺳط ﻃرف لﺚ ﺳواء ﻛانﺖ اﻷﻣوال اﳌنﻔذ ﻋﻠيﻬا ﻋقارﻳة أو ﻣنقولة ،وﻋﻠيﻪ ﻓانﻪ ﻣادام
اﻻﻣﺘياز حﻖ ﻋيﲏ ﻓان ﻫذا اﳊﻖ ﻳنﺼﺐ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﳌدﻳﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ شﺨﺼﻪ و لﺘاﱄ ﻓان اﻻﻣﺘياز ﳜول صاحﺒﻪ حﻖ
الﺘﺘﺒﻊ واﻷﻓﻀﻠية .
-2حﻖ اﻻﻣﺘياز حﻖ ﺗﺒعﻲ :ﻳﺘوقﻒ وجودﻩ ﻋﻠﻰ وجود الﺘﺰام أصﻠﻲ ﻓيﺒقﻰ ﻣا ﺑقﻲ ﻫذا اﳊﻖ وﻳنقﻀﻲ نقﻀاﺋﻪ
وﻳﺘﺼﻒ وصاﻓﻪ وﻳﺘﺒعﻪ صﻔة وﺑﻄﻼ شﺄنﻪ ﰲ ذلﻚ شﺄن قﻲ الﻀﻤا ت العينية اﻷﺧرى ،واﻻلﺘﺰام اﻷصﻠﻲ لﻼﻣﺘياز
جﻞ أو ﻳﺼح أن ﻳﻜون ﳏﻠﻪ الﺘﺰاﻣا ﺑعﻤﻞ أو ﻻﻣﺘناع ﻋﻦ ﻋﻤﻞ أو نقﻞ حﻖ ﻋيﲏ ،ﻛﻤا ﻳﺼح أن ﻳﻜون ﻣقرو
ﻣعﻠقا ﻋﻠﻰ شرط .و ﺗنﺺ اﳌادة 142ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية صراحة ﻋﻠﻰ ﺧاصية ﺗﺒعية حﻖ اﻻﻣﺘياز حيﺚ
نﺼﺖ ﻋﻠﻰ أن "اﻻﻣﺘياز حﻖ ﻋيﲏ ﺗﺒعﻲ ﳜول لﻠداﺋﻦ حﻖ اﻷولوﻳة ﻋﻠﻰ قﻲ الداﺋنﲔ ولو ﻛانوا ﻣر نﲔ" .
-3حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻻ ﻳقﺒﻞ الﺘﺠﺰﺋة :أي ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻪ أن ﺗﻜون ﻛاﻓة اﻷﻣوال اﳌﺜقﻠة ذا اﳊﻖ ضاﻣنة ﻤوع الدﻳﻦ وﻷي
جﺰء ﻣﻦ أجﺰاﺋﻪ وأن ﻳﻜون ﻛﻞ جﺰء ﻣﻦ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ضاﻣنا ﻤوع الدﻳﻦ اﻷصﻠﻲ ﺑﻜاﻣﻠﻪ.
-4حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻣﺼدرﻩ القانون :لعﻞ أﻫﻢ ﻣا ﳝيﺰ اﻻﻣﺘياز ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ الﺘﺄﻣينات اﻷﺧرى أن القانون ﻫو الوحيد
الذي ﻳعﻄﻲ ﻣيﺰة اﻷولوﻳة ﳊﻖ ﻣعﲔ ﻋﻠﻰ ﺳاﺋر اﳊقوق و لﺘاﱄ ﻓانﻪ اﳌﺼدر اﳌﺒاشر والوحيد ﳍذا اﳊﻖ،ﻓﺘقرﻳر حﻖ
اﻻﻣﺘياز ﻳعﺘﱪ اﺳﺘﺜناء ﻣﻦ قاﻋدة اﳌﺴاواة ﺑﲔ الداﺋنﲔ ،ولذلﻚ ﳚﺐ ﺗﻔﺴﲑﻫا ﺗﻔﺴﲑا ضيقا وﻻ ﳚوز الﺘوﺳﻊ ﰲ ﻫذا
الﺘﻔﺴﲑ ﺑﻄرﻳﻖ القياس ﻹﻋﻄاء اﻣﺘياز ﳊقوق أﺧرى ﺗدﺧﻞ ﰲ نﻔس الﻄاﺋﻔة الﱵ ﺗقررت ﳍا اﳊقوق اﳌﻤﺘازة ،ﻷن
اﻻﺳﺘﺜناء ﻳﻔﺴر دوﻣا ﺑﺼورة ضيقة وﻻ ﻳقاس ﻋﻠيﻪ وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫذا أنﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ إنﺸاء اﻣﺘياز ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ الﺘعاقد أو
جﺘﻬاد ﻣﻦ القﻀاء ﻓﺤيﺚ ﻻ ﻳوجد نﺺ،ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳوجد اﻣﺘياز.
-5حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻣقرر لﺼﻔة ﰲ الدﻳﻦ:ﲟا أن القانون ﻫو اﳌﺼدر اﳌﺒاشر ﳊقوق اﻻﻣﺘياز ﻓانﻪ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠيﻪ ﻫذﻩ الﺼﻔة
لﺴﺒﺐ ﰲ الدﻳﻦ ﺑﺼرف النﻈر ﻋﻦ شﺨﺺ الداﺋﻦ ﻛالرﻫﻦ اﳉﱪي اﳌقرر ﳌﺼﻠﺤة الﺰوجة ﻋﻠﻰ ﻋقارات زوجﻬا وﻳﱰﺗﺐ
ﻋﻦ ﻫذا اﻻﺧﺘﻼف أن اﳊﻖ اﳌﺘﻤﺘﻊ ﻻﻣﺘياز ﻋندﻣا ﻳنﺘقﻞ إﱃ الﻐﲑ ﻳنﺘقﻞ ﳑﺘازا ﻛﻤا ﻫو ،ﻷنﻪ ﱂ ﻳﺘقرر لﻠداﺋﻦ ﰲ
شﺨﺼﻪ ،وإﳕا ﺗقرر اﻻﻣﺘياز لﻠﺤﻖ ﰲ ذاﺗﻪ ﻓيﺒقﻰ لﺼيقا ﺑﻪ ﻋند انﺘقالﻪ .والذي ﻳﱪر ﺗدﺧﻞ اﳌﺸرع ﳉعﻞ ﺑعﺾ
89
اﳊقوق ﳑﺘازة ﻫو اﻋﺘﺒارات ﻣﺘعددة ﺗﺘعﻠﻖ إﻣا ﳌﺼﻠﺤة العاﻣة ﻛاﻣﺘياز اﳌﺒالغ اﳌﺴﺘﺤقة لﻠﺨﺰﻳنة العاﻣة الﱵ ﺗﺴﺘوﻓيﻬا
ﻣﻦ أﻣوال اﳌدﻳﻦ ﻷولوﻳة ﻋﻠﻰ قﻲ الداﺋنﲔ نﻈرا ﻻرﺗﺒاط نﺸاﻃﻬا لﺼاﱀ العام ،وإﻣا أن ﺗقرر ﻫذﻩ اﻻﻣﺘيازات
ﻻﻋﺘﺒارات اجﺘﻤاﻋية،ﻛﺘوﻓﲑ الﻀﻤا ت لﻠعاﻣﻞ حﱴ ﻳﺴﺘوﰲ أجرﺗﻪ ﺑﺼورة ﻣﻀﻤونة )الﻔﺼﻞ 1248ق ل ع(.
ﻛﻤا ﺧذ اﳌﺸرع ﻋﺘﺒارات أﺧرى ﺗﺘعﻠﻖ ﻣﺜﻼ لعدالة وﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ اﻣﺘياز الداﺋﻦ الذي أنﻔﻖ ﻣﺼروﻓات قﻀاﺋية
لﻠﻤﺤاﻓﻈة ﻋﻠﻰ الﻀﻤان العام )الﻔﺼﻞ ، (1248ﻷن ﻣﺒالغ ﻫذﻩ اﳌﺼروﻓات أنﻔقﻬا الداﺋﻦ ﳌﺼﻠﺤة ﲨيﻊ الداﺋنﲔ
و لﺘاﱄ ﻛان ﻻﺑد ﻣﻦ ﻣنﺤﻪ اﻣﺘياز ﻋﻠيﻬﻢ وقﺖ الﺘنﻔيذ ﻋﻠﻰ ﻣنقوﻻت اﳌدﻳﻦ ،وﻣﻦ ﻫذﻩ اﻻﻋﺘﺒارات ﻛذلﻚ ﻣا ﻫو
ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻓﻜرة الرﻫﻦ الﻀﻤﲏ ﻛﻤا ﰲ اﻣﺘياز اﳌﺆجر أو صاحﺐ الﻔندق ﰲ أﻣﺘعة اﳌﺴﺘﺄجر أو نﺰﻳﻞ الﻔندق.
-6حقوق اﻻﻣﺘياز ﺗرد ﻋﻠﻰ اﳌنقوﻻت وﻋﻠﻰ العقارات :ﺧﻼﻓا لﻠرﻫﻦ الرﲰﻲ الذي ﻳردﻋﻠﻰ العقارات اﶈﻔﻈة،
ولﻠرﻫﻦ اﳊيازي الذي ﻳرد ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻣعﲔ أو ﻣنقوﻻت ﻣعينة،ﻓان حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻳﺘﻤيﺰ ﺗﺴاع ﳏﻠﻪ ذلﻚ أنﻪ قد ﻳرد
ﻋﻠﻰ ﻣنقول ﻣعﲔ أو ﻋﻠﻰ ﲨيﻊ ﻣنقوﻻت اﳌدﻳﻦ ،ﻛﻤا ﻳرد ﻋﻠﻰ ﻋقاراﺗﻪ أو ﻋﻠﻰ ﻋقار ﻣعﲔ ﺑﻞ قد ﻳرد ﻋﻠﻰ ﲨيﻊ
أﻣوال اﳌدﻳﻦ ﻣﻦ ﻋقارات وﻣنقوﻻت.
-حقوق اﻻﻣﺘياز العقاري :اﻻﻣﺘياز العقاري ﻫو اﻣﺘياز ﻳﺜقﻞ ﻋقارا أوﻋقارات ﻣعينة دون ﺳاﺋر العقارات اﻷﺧرى الﱵ
ﳝﻠﻜﻬا اﳌدﻳﻦ،وﻫذﻩ اﳊقوق اﳌﻤﺘازة ﻛانﺖ ﳏددة ﻣﻦ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﰲ الﻔﺼﻞ 155ﻣﻦ ظﻬﲑ 19رجﺐ وﻓقا ﳌا
وقﻊ ﺗعدﻳﻠﻪ ﲟقﺘﻀﻰ ظﻬﲑ 12شوال 1354اﳌواﻓﻖ ب 7ﻳناﻳر 1936حيﺚ حﺼر ﻫذﻩ اﳊقوق اﳌﻤﺘازة ﰲ حقﲔ
اثنﲔ وﳘا:
لﻜﻦ ﺑعد صدور ﻣدونة اﳊقوق العينية و لرﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻜرﻳﺴﻬا ﳍذﻩ اﳊقوق ﰲ الﺼنﻔﲔ الﺴالﻔﻲ الذﻛر ﻓا ا أﻛدت أن
ﻣﺒاشرة حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻋﻠﻰ العقار ﻻﻳﺘﻢ ﻋند وجود ﻣنقوﻻت ﲟعﲎ أن وجود ﻫذﻩ اﻷﺧﲑة ﻳﻐﲏ ﻣﻦ الﻠﺠوء اﱃ
العقارات.
أوﻻ-اﳌﺼارﻳﻒ القﻀاﺋية اﳌنﻔقة لﺒيﻊ العقار وﺗوزﻳﻊ ﲦنﻪ .وﻫﻲ اﳌﺼارﻳﻒ الﱵ ﻳﻜون الﻐاﻳة ﻣﻦ انﻔاقﻬا ﲢقيﻖ أﻣوال
اﳌدﻳﻦ وﺑيعﻬا وﲢوﻳﻠﻬا اﱃ نقود لﺘوزﻳعﻬا ﻋﻠﻰ الداﺋنﲔ ،وقد ﺗﻜون ﻫذﻩ اﳌﺼارﻳﻒ ﻣﻦ أجﻞ اﶈاﻓﻈة ﻋﻠﻰ أﻣوال
90
اﳌدﻳﻦ وﻣﺼروﻓات اﳊﺠﺰ الﺘﺤﻔﻈﻲ وﻣﺼروﻓات الﺒيﻊ ﳌﺰاد العﻠﲏ وأﺗعاب اﳊارس أو الﺸرﻳﻚ ﰲ حالة اﻻﻓﻼس،
وجعﻠﺖ ﻫذﻩ الدﻳون ﳑﺘازة ﻷ ا ﺗﺼرح لﺼاﱀ الداﺋنﲔ لﻜﻲ ﺗعﺘﱪ ﻫذﻩ اﳌﺼارﻳﻒ ﻣﻦ حقوق اﻻﻣﺘياز ﻻﺑد ﻣﻦ ﺗوﻓر
شروط وﻣعرﻓة ﳏﻞ ﳍذا اﻻﻣﺘياز.
-1شروط ثﺒوت اﻣﺘياز اﳌﺼارﻳﻒ القﻀاﺋية اﳌنﻔقة لﺒيﻊ العقار ،وﻫﻲ ثﻼثة
أن ﺗﻜون ﻫذﻩ اﳌﺼارﻳﻒ قد أنﻔقﺖ ﰲ اجراءات قﻀاﺋية ﳊﻔﻆ أﻣوال اﳌدﻳﻦ وﺑيعﻬا وﺗوزﻳعﻬا ﻋﻠﻰ الداﺋنﲔ أي حﻔﻆ
ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣﻦ الﺘﻠﻒ.
-أن ﺗﻜون اﻻجراءات اﳌﺘﺨذة قانونية وﻳﺸﱰط لﺘﻜون ﻫذﻩ اﳌﺼروﻓات ﳑﺘازة وقانونية أن ﻳﻜون اﳌﺸﱰك ﰲ
اﻻجراءات ﻣﺄﻣور قﻀاﺋﻲ أو ﺧﺒﲑ أو ﻳﻜون حاصﻼ ﻋﻠﻰ ﺗوﻛيﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ أصﺤاب الﺸﺄن.
-أن ﺗﻜون أﻳﻀا ﻫذﻩ اﳌﺼروﻓات قد أنﻔقﺖ ﰲ ﻣﺼﻠﺤة الداﺋنﲔ اﳌﺸﱰﻛة ،أﻣا اﳌﺼارﻳﻒ اﳌنﻔقة حﻔاظا ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﻠﺤة ﺧاصة ﻓإ ا ﱂ ﺗﺘﻤﺘﻊ ذا اﻻﻣﺘياز.
-2ﳏﻞ اﻣﺘياز اﳌﺼارﻳﻒ القﻀاﺋية اﳌنﻔقة لﺒيﻊ ﻋقار
ﻳقﻊ اﻣﺘياز اﳌﺼروﻓات القﻀاﺋية ﻋﻠﻰ الﺜﻤﻦ اﶈﺼﻞ ﻋﻠيﻪ ﻣﻦ ﺑيﻊ الﺸﻲء،وﻫذﻩ اﳌﺼروﻓات قد ﺗﻜون واردة ﻋﻠﻰ
ﻋقارات أو ﻣنقوﻻت ﻓﲑد اﻻﻣﺘياز ﻋﻠﻰ الﺜﻤﻦ اﶈﺼﻞ،وجدﻳر لذﻛر أن اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ قد ﺗناول اﻣﺘياز اﳌﺼروﻓات
القﻀاﺋية ﰲ ﻣوضعﲔ.اﻷول الﻔﺼﻞ 1248ﰲ ﻓقرﺗﻪ الراﺑعة ﻣﻦ قانون اﻻلﺘﺰاﻣات والعقود اﳌﻐرﰊ،وﰒ حﺼرﻩ ﰲ
ﲨيﻊ ﳑﺘﻠﻜات اﳌدﻳﻦ اﳌنقولة ،وﻳﺴﺘوي ﰲ ذلﻚ أن ﺗﻜون اﳌﺒالغ اﳌنﻔقة ذات ﻃﺒيعة قﻀاﺋية ﻣﺜﻞ اﳊراﺳة القﻀاﺋية
واﳊﺠوز الﺘﺤﻔﻈية،أو ﻏﲑ قﻀاﺋية لﻜنﻬا أنﻔقﺖ ﲟناﺳﺒة دﻋوى قﻀاﺋية ﻛﻤﺼروﻓات وضﻊ اﻷﺧﺘام ﻋﻠﻰ أﻣوال اﳌدﻳﻦ
أو ﺗﺼﻔية الﺸرﻛة اﳌدﻳنة،شرﻳﻄة أن ﺗﻜون ﻫذﻩ اﻻجراءات قد ﲤﺖ وﻓقا لﻠقانون،والﺜاﱐ نﺼﺖ ﻋﻠيﻪ الﻔقرة اﻷوﱃ
ﻣﻦ اﳌادة 144ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية،وﻫو الذي ﻳعنينا ﰲ ﻫذا اﳌقام ﻷنﻪ ﻳﺴري ﻋﻠﻰ العقار أو العقارات الﱵ
أنﻔقﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ العقارات ﻣﻦ أجﻞ ﺑيعﻬا وﺗوزﻳﻊ ﲦنﻬا ،ﻓﻤا داﻣﺖ أ ا أنﻔقﺖ ﺑﺼدد ﻣال ﻣعﲔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ العقار،ﻓانﻪ
ﻛان ﻣنﻄقيا حﺼر ﻫذا اﻻﻣﺘياز ﰲ ﻫذا العقار دون ﻏﲑﻩ ﻣﻦ أﻣوال اﳌدﻳﻦ ،وﻣﻦ ﰒ ﻛان وجﻪ اﳋﻼف ﺑﲔ ﻫذﻳﻦ
اﻻﻣﺘيازﻳﻦ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻛون اﻷول اﻣﺘيازا ﻋاﻣا ﻳﺴري ﻋﻠﻰ ﳎﻤوع أﻣوال اﳌدﻳﻦ اﳌنقولة،والﺜاﱐ ﻳﺴري ﻋﻠﻰ العقار اﳌﺘﺨذ
ﺑﺸﺄنﻪ اجراءات الﺒيﻊ والﺘوزﻳﻊ.
نيا:اﻣﺘياز اﳊقوق اﳌﱰﺗﺒة لﻠﺨﺰﻳنة العاﻣة
ﺗﺸﻜﻞ الدﻳون العﻤوﻣية احدى اﳌوارد اﻷﺳاﺳية ﳌيﺰانية الدولة،لذا ﻛان ﻣﻦ الﻀروري ﲤﺘيﻊ دﻳون اﳋﺰﻳنة العاﻣة ﲝﻖ
اﻻﻣﺘياز ﻳعد أﻫﻢ ﺗﻠﻚ الﻀﻤا ت وقد نﻈﻢ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ اﻣﺘياز دﻳون اﳋﺰﻳنة العاﻣة ﰲ ﳎﻤوﻋة ﻣﻦ القوانﲔ وذلﻚ
ﻋﱪ ﻣراحﻞ ﻛان آﺧرﻫا ﻣدونة ﲢﺼيﻞ الدﻳون العﻤوﻣية ﰲ 3ﻣاي .2003وﻣﻦ أجﻞ ﺗقدﱘ حﺠﻢ الﻀﻤان اﳌﺨول
لدﻳون اﳋﺰﻳنة ،ﻳﺘعﲔ الﺒﺤﺚ ﰲ ﻣدى اﻣﻜانية ﺳر ن ﻫذا اﻻﻣﺘياز ﻋﻠﻰ العقارات أم أنﻪ ﻳنﺤﺼر ﻓقط ﰲ اﻷﻣوال
اﳌنقولة.
91
ان حﺼر نﻄاق اﻣﺘياز دﻳون اﳋﺰﻳنة العاﻣة ﻣﻦ حيﺚ اﻷﻣوال الﱵ ﻳنﺴﺤﺐ ﻋﻠيﻬا ﻳﻈﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻫﻢ اﻻشﻜاﻻت
اﳌرﺗﺒﻄة ﲟعاﳉة ﻫذا اﻻﻣﺘياز ،ﻛﻤا أن أﻏﻠﺐ النﺰاﻋات والقﻀا اﳌرﻓوﻋة أﻣام اﶈاﻛﻢ ﺑﺸﺄن اﻣﺘياز دﻳون اﳋﺰﻳنة،ﺗﺘعﻠﻖ
شﻜالية ﲢدﻳد نﻄاق ﻫذا اﻻﻣﺘياز ﺧاصة ﰲ ﻋﻼقﺘﻪ ﺑﺒاقﻲ أنواع الدﻳون الﱵ ﲢﻀﻰ ﺑﺼﻔة اﻷولوﻳة.
و لرجوع اﱃ الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ اﳌادة 144ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية،ﻳﻈﻬران اﻣﺘياز دﻳون اﳋﺰﻳنة ﻳﺴري ﻋﻠﻰ ﻋقارات
اﳌدﻳﻦ ﻣﱴ ﺗواﻓر الﺸرﻃﲔ اﻷﺗيﲔ:
-أن ﺗﻜون النﺼوص اﳌنﻈﻤة لﺘﺤﺼيﻞ دﻳون اﳋﺰﻳنة ﺗنﺺ ﻋﻠﻰ ﲤﺘﻊ ﻫذﻩ الدﻳون ﻣﺘياز ﻋقاري.
-أن ﺗﻜون ﻣنقوﻻت اﳌدﻳﻦ ﻏﲑ ﻛاﻓية لﻠوﻓاء ﲟﺠﻤوع الدﻳﻦ اﳌﻤﺘاز.
واذ ﻛان الﺸرط الﺜاﱐ ﻳﺒدوا واضﺤا وﻣﺴاﻳرا لﻠﻤﺒدأ الذي نﺺ ﻋﻠيﻪ ق.م.م ﰲ ﳎال الﺘنﻔيد والقاضﻲ ﺑﻀرورة الﺒدء
ﺑﻜﻞ ﻣا ﻫو ﻣنقول وﻓيﺤالة ﻋدم ﻛﻔاﻳة ﻫذا اﻷﺧﲑ ﳝﻜﻦ اﻻنﺘقال اﱃ الﺘنﻔيذ ﻋﻠﻰ العقار ﻃﺒقا لﻠﻔﺼﻞ 445ﻣﻦ
ق.م.م،واﳌادة 67ﻣﻦ ﻣدونة ﲢﺼيﻞ الدﻳون العﻤوﻣية.
ﻓان الﺸرط اﻷول ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣنا الﺒﺤﺚ ﰲ النﺼوص اﳋاصة اﳌنﻈﻤة لﺘﺤﺼيﻞ دﻳون اﳋﺰﻳنة لﺘﺒﲔ ﻣا إذا ﻛان ﻫذا النوع
ﻣﻦ اﻻﻣﺘياز ﻳﺴري ﻋﻠﻰ ﻋقارات اﳌدﻳﻦ أصﻼ .لرجوع اﱃ ﻣقﺘﻀيات ﻣدونة ﲢﺼيﻞ الدﻳون العﻤوﻣية ﰲ الﺒاب
الﺴادس اﳌﺘعﻠﻖ لﻀﻤان واﻻﻣﺘيازت،نﻼحﻆ أ ا ﻛرﺳﺖ ﻣﺒدأ قيام اﳋﺰﻳنة العاﻣة أﺳاﺳا ﻋﻠﻰ اﳌنقول ،لﻜﻦ ﻫﻞ ﳝﺘد
ﻫذا اﻻﻣﺘياز اﱃ العقار؟ .
ﻓﻤﻦ ﺧﻼل قراءة اﳌادة 106ﻣﻦ اﳌدونة ،ﺗﺘﺒﲔ رﻏﺒة اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﰲ ﺗوﻓﲑ درجة ﻋالية لﻀﻤان الوﻓاء لﻀراﺋﺐ
والرﺳوم اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ العقارات وﻳﺘﺠﻠﻰ ذلﻚ ﰲ ﻣﺆشرﻳﻦ:
-ﲣوﻳﻞ اﳋﺰﻳنة حﻖ ﺗﺘﺒﻊ العقار واﺳﺘﺨﻼص قيﻤة الﻀراﺋﺐ والرﺳوم ﺑﻐﺾ النﻈر ﻋﻦ ﻣالﻚ العقار أو حاﺋﺰﻩ
-ﺗوﺳيﻊ نﻄاق الﻀﻤان ﻻﺳﺘﺨﻼص الﻀراﺋﺐ والرﺳوم اﳌﻔروضة ﻋﻠﻰ العقارات،حيﺚ جعﻠﻪ اﳌﺸرع ﳝﺘد اﱃ
اﶈاصيﻞ والﺜﻤار و اﻷﻛرﻳة ،وﻋاﺋدات العقارات،واﳌﺸرع ﻋﻤﻞ ﰲ ﻫذﻩ اﳌادة ﻋﻠﻰ ضﻤان ﻫذا النوع ﻣﻦ اﻻﻣﺘياز ﻣﻦ
ﺧﻼل الﱰﻛيﺰ ﻋﻠﻰ العقار وليس ﻋﻠﻰ شﺨﺺ اﳌدﻳﻦ.
وﻃﺒقا لﻠﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ اﳌادة 144ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﻻ ﻳﺒاشر اﻣﺘياز ﻋﻠﻰ العقارات إﻻ ﻋند ﻋدم وجود
ﻣنقوﻻت.
لنﺴﺒة ﻻنقﻀاء حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻓاﳌﺸرع ﱂ ﻳﺘعرض لﻪ ﺑنﺺ صرﻳح ،ﳑاﳛﺘﻢ ﻋﻠينا الرجوع إﱃ اﻷحﻜام العاﻣة والﱵ ﺗنﺺ
ﻋﻠﻰ أن أﺳﺒاب الﱵ ﻳنقﻀﻲ ا حﻖ الرﻫﻦ ﳝﻜﻦ أن ﻳنقﻀﻲ ﺑﻪ حﻖ اﻻﻣﺘياز .و ذا ﻓإن حﻖ اﻻﻣﺘياز ﻳنقﻀﻲ ﺑﻄرﻳقة
أصﻠية أو ﺑﻄرﻳقة ﺗﺒعية ﻛﻤا ﺳنراﻩ ﻻحقا.
92
اﳌﺒﺤﺚ الﺜاﱐ :الرﻫن اﳊيازي
نﻈﻤﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينيةالرﻫﻦ الرﲰﻲ ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 145إﱃ 164ﻣنﻬا ،ولﺒيان ﳎﻤوع اﻷحﻜام اﳌرﺗﺒﻄة لرﻫﻦ
اﳊيازي ،نﺘناول ﰲ الﻔقرة اﻷوﱃ ﻣﻔﻬوم الرﻫﻦ اﳊيازي ،وﰲ الﻔقرة الﺜانية إنﺸاء الرﻫﻦ اﳊيازي ،وﰲ الﻔقرة الﺜالﺜة
أ ر الرﻫﻦ اﳊيازي ،وﰲ الﻔقرة الراﺑعة انقﻀاء الرﻫﻦ اﳊيازي
اﳌطلب ا ٔول :ﻣفهوم الرﻫن اﳊيازي
ﻳقﺼد لرﻫﻦ اﳊيازي ﰲ اﳌادة 145ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻣا ﻳﻠﻲ" الرﻫﻦ اﳊيازي حﻖ ﻋيﲏ ﻳﺘقرر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ
ﻳعﻄيﻪ اﳌدﻳﻦ أو ﻛﻔيﻠﻪ العيﲏ إﱃ الداﺋﻦ اﳌر ﻦ لﻀﻤان الوﻓاء ﺑدﻳﻦ وﳜول الداﺋﻦ اﳌر ﻦ حﻖ حيازة اﳌرﻫون وحﻖ
حﺒﺴﻪ إﱃ أن ﻳﺴﺘوﰲ دﻳنﻪ"...
ﻓالرﻫﻦ اﳊيازي ﻫو حﻖ ﻋيﲏ ﺗﺒعﻲ ﻳﺘقرر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻳعﻄيﻪ اﳌدﻳﻦ أو ﻛﻔيﻠﻪ العيﲏ إﱃ الداﺋﻦ اﳌر ﻦ لﻀﻤان الوﻓاء
ﺑدﻳﻦ،وﳜول لﻠداﺋﻦ اﳌر ﻦ حﻖ حيازة الﺸﻲء اﳌرﻫون وحﻖ حﺒﺴﻪ إﱃ أن ﻳﺴﺘوﰲ دﻳنﻪ ﻣﻦ اﳌدﻳﻦ ،وﺗﺴري ﻋﻠﻰ
الرﻫﻦ اﳊيازي أحﻜام الرﻫﻦ الرﲰﻲ إذا ﺗعﻠﻖ ﲟﻠﻚ ﳏﻔﻆ،والرﻫﻦ اﳊيازي حﻖ ﻏﲑ قاﺑﻞ لﻠﺘﺠﺰﺋة،وﻳﺸﱰط لﺼﺤﺘﻪ أن
ﻳﱪم ﰲ ﳏرر رﲰﻲ وأن ﻳﻜون ﳌدة ﻣعينة،وﻳﺸﻤﻞ ﻫذا اﳊﻖ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون وﻣﻠﺤقاﺗﻪ وﻛﻞ ﻣا ﻳﺴﺘﺤدث ﻓيﻪ ﻣﻦ
إنﺸاءات وﲢﺴينات ﺑعد العقد أو ﻳﻀﻢ إليﻪ ﻻلﺘﺼاق )اﳌواد ﻣﻦ 145إﱃ 148م ح ع(.
أﻣا الﺸروط الﱵ ﻳﺘعﲔ ﺗﻀﻤينﻬا ﰲ ﻋقد الرﻫﻦ اﳊيازي ،أوجﺐ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ ﺗﻀﻤﲔ ﻋقد الرﻫﻦ اﳊيازي ﲨﻠة ﻣﻦ
الﺒيا ت ﻛﻲ ﻳﻜون صﺤيﺤا وﻫﻲ ﻫوﻳة أﻃراف العقد ،ﺗعيﲔ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﺑﺒيان ﻣوقعﻪ وﻣﺴاحﺘﻪ و ﻣﺸﺘﻤﻼﺗﻪ و ﻋند
اﻻقﺘﻀاء حدودﻩ أو رقﻢ رﲰﻪ العقاري ،ﺑيان ﻣﺒﻠغ الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون لرﻫﻦ واﳌدة اﶈددة ﻷداﺋﻪ ،ﳚﺐ أن ﻳﻜون
الراﻫﻦ ﻣالﻜا لﻠﻤﻠﻚ اﳌرﻫون وأﻫﻼ لﻠﺘﺼرف ﻓيﻪ ،و ﳚوز أن ﻳﻜون الراﻫﻦ ﻫو اﳌدﻳﻦ نﻔﺴﻪ أو ﻛﻔيﻼ ﻋينيا ﻳقدم
الرﻫﻦ ﳌﺼﻠﺤة اﳌدﻳﻦ ) اﳌواد ﻣﻦ 149إﱃ .(151
ﻛﻤا ﻻ ﳚوز لﻸب أو اﻷم أو الوصﻲ أو اﳌقدم رﻫﻦ أﻣوال القاصر أو اﶈﺠور ﻋﻠيﻬﻢ رﻫنا حياز إﻻ ذن ﻣﻦ
القاضﻲ)اﳌادة 152ﻣﻦ م ح ع (.
اﳌطلب الﺜاﱐٕ :ا ﺸاء الرﻫن اﳊيازي
رﺗﺐ اﳌﺸرع ﻋﻠﻰ الرﻫﻦ اﳊيازي ﲨﻠة ﻣﻦ اﻷ ر ﻣﻦ قﺒيﻞ :ﻳﺘﻤﺘﻊ الداﺋﻦ اﳌر ﻦ رﻫنا حياز ﲝﻖ حﺒس اﳌﻠﻚ
اﳌرﻫون وحﻖ ﺑيعﻪ ﳌﺰاد العﻠﲏ وذلﻚ ﻻﺳﺘيﻔاء دﻳنﻪ ﻣﻦ ﲦنﻪ ﻷولوﻳة ﻋﻠﻰ قﻲ الداﺋنﲔ اﻷﺧرﻳﻦ ،ﻛﻤا ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲝﻖ
اﺳﱰدادﻩ ﻣﻦ أي ﻳد انﺘقﻞ إليﻬا ،ﻛذلﻚ ﺗﻜون ﲦارﻩ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﳌالﻜﻪ وﻋﻠﻰ الداﺋﻦ أن ﻳﺘوﱃ جنيﻬا ولﻪ أن
ﻳﺴﻠﻤﻬا إﱃ الراﻫﻦ أو أن ﳛﺘﻔﻆ ا ﻋﻠﻰ أن ﳜﺼﻢ ﲦنﻬا ﻣﻦ رأﲰال الدﻳﻦ ،وﻳﺘﺤﻤﻞ الداﺋﻦ أداء الﺘﻜاليﻒ
والﺘﺤﻤﻼت الﺴنوﻳة اﳋاصة لعقار الذي ﺑيدﻩ ﻋﻠﻰ وجﻪ الرﻫﻦ اﳊيازي ﻣاﱂ ﻳقﻊ اﻻﺗﻔاق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذلﻚ ،و
ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ أﻳﻀا أن ﻳقوم لﱰﻣيﻤات واﻻصﻼحات الناﻓعة والﻀرورﻳة لﻠعقار اﳌرﻫون حياز ،ﻛﻤا أن الداﺋﻦ ﻻ
93
ﻳﺼﺒح ﻣالﻜا لﻠﻤرﻫون ﲟﺠرد ﻋدم الوﻓاء ﰲ اﻷجﻞ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠيﻪ ،ﻛﻤا ﻳﺴﺄل ﻋﻦ اﳍﻼك أو الﺘﻠﻒ الذي قد ﻳﺼيﺐ
اﳌﻠﻚ نﺘيﺠة إﳘالﻪ لﻪ ) اﳌواد ﻣﻦ 155إﱃ (159
أﻣا اﳌدﻳﻦ ﳚﺐ ﻋﻠيﻪ أن ﻳﺆدي لﻠداﺋﻦ اﳌر ﻦ اﳌﺼروﻓات الﻀرورﻳة الﱵ أنﻔقﻬا ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون لدﻳﻪ
)اﳌادة 160ﻣﻦ م ح ع ( .
اﳌطلب الﺜالﺚ :انقضاء الرﻫن اﳊيازي
ﻳنﺘﻬﻲ الرﻫﻦ اﳊيازي ﺑعدة ﻃرق وﻓقا لﻠﻤواد 161و 162و 163ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية .وﻋﻠيﻬنرى ﻣﻦ الﻀروري
ان نﺒﲔ أوﻻ انﺘﻬاء الرﻫﻦ اﳊيازي ﺑﺼﻔة ﺗﺒعية ،ﰒ ﺑﺼﻔة أصﻠية .
أوﻻ :انقﻀاء ﻋقد الرﻫﻦ اﳊيازي ﺑﺼﻔة ﺗﺒعية :ﺗنﺺ اﳌادة 161ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ﻋﻠﻰ أنﻪ ":ﻳعﺘﱪ الرﻫﻦ ﺑعا
لﻠدﻳﻦ اﳌﻀﻤون وﻳدور ﻣعﻪ وجودا وﻋدﻣا.ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ اﳊيازي نقﻀاء الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون ﺑﻪ ﺑﺘﻤاﻣﻪ".
ﻣا ﻳﺴﺘﻔاد ﻣﻦ اﳌادة أﻋﻼﻩ أن الرﻫﻦ حﻖ ﺑﻊ ﻻلﺘﺰام اﻷصﻠﻲ ،ﻓإذا زال اﻷصﻞ زال الﺘاﺑﻊ.
نيا :انقﻀاء ﻋقد الرﻫﻦ اﳊيازي ﺑﺼﻔة أصﻠية :ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ ﺑﺼﻔة أصﻠية ﺑﻜﻞ ﺳﺒﺐ ﳝﺴﻪ ﰲ ذاﺗﻪ ،وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻪ
زوالﻪ ،دون أن ﻳنقﻀﻲ الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون ،ﻓيﺰول الرﻫﻦ ،ولﻜﻦ ﻳﺒقﻰ لﻠداﺋﻦ حقﻪ الﺸﺨﺼﻲ ﻛﺄي داﺋﻦ ﻋادي ،وﳛﺼﻞ
ذلﻚ ﰲ اﳊاﻻت الﺘالية:
-ﺑﺘنازل اﳌُرَِﻦ ﻋﻦ الرﻫﻦ :ﻓﻠﻤا ﻛان الرﻫﻦ ضﻤا ﻋينيا لﻼلﺘﺰام اﻷصﻠﻲ ﳊﻔﻆ حقوق الداﺋﻦ ﻓإن ﳍذا اﻷﺧﲑ
اﻻﺳﺘﻐناء ﻋﻦ حيازة الﺸﻲء اﳌرﻫون إذا وثﻖ ﰲ اﳌدﻳﻦ ،وﺗنازل الداﺋﻦ ﻋﻦ الرﻫﻦ ﻻ ﻳعﲏ ﺗنازلﻪ ﻋﻦ دﻳنﻪ ﻓقد ﻳﻜﻔﻲ
الداﺋﻦ إثﺒات لدﻳنﻪ ﺳﺘﻤارة الدﻳﻦ اﶈررة ،وﻻ ﻳﺘعﻠﻖ ﺗنازل الداﺋﻦ ﺑﺼﺤة ﻋقد الرﻫﻦ إﻻ إذا وقﻊ ﺗﺴﻠيﻢ اﳌرﻫون ﻣﻦ
اﳌدﻳﻦ إﱃ الداﺋﻦ.
-ﻼك الﺸﻲء اﳌرﻫون ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا؛ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ اﳊيازي ﺑﺼورة انﻔرادﻳة ﻣﻊ ﺑقاء اﻻلﺘﺰام اﻷصﻠﻲ قاﺋﻤا ﻼك الﺸﻲء
اﳌرﻫون ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا ،وإذا ﺳﻜﺖ اﳌﺸرع ﻋﻦ ﻫذا اﳌقﺘﻀﻰ ﻓاﳌعﺘﱪ ﰲ اﳍﻼك ﻫنا ذلﻚ الذي ﻳقﻊ ﺑقوة قاﻫرة ودون أي
ﻓعﻞ أو ﺧﻄﺄ ﻣﻦ الداﺋﻦ ،أﻣا إذا ﻛان العﻜس ﻓان الداﺋﻦ ﻫو اﳌﺴﺆول وﻣﻦ ﰒ وجﺐ ﺗعوﻳﺾ اﳌدﻳﻦ وﻓقا لﻠقواﻋد العاﻣة.
-اﲢاد الذﻣة:وﻳﺘﻢ اﲢاد الذﻣة ﻋﻦ ﻃرﻳﻖ اجﺘﻤاع صﻔﱵ الداﺋﻦ و اﳌدﻳﻦ ﰲ نﻔس الﺸﺨﺺ حيﺚ ﻳﺘعذر ﰲ ﻫذﻩ اﳊالة
ﻣﻄالﺒة الﺸﺨﺺ لنﻔﺴﻪ لدﻳﻦ أو ليوﻓيﻪ لنﻔﺴﻪ ،وأﻏﻠﺐ حاﻻت اﲢاد الذﻣة ﻫﻲ ﰲ اﳌﲑاث ﻛﺄن ﻳوﰲ الداﺋﻦ وﻳرثﻪ
ﻣدﻳنﻪ ،حيﺚ ﻳﻐدو ﻫذا اﻷﺧﲑ ﻣالﻜا لﱰﻛة اﳌوروث داﺋنﻪ ،لﺘاﱄ صاحﺐ اﳊﻖ الذي ﻛان ﰲ ذﻣﺘﻪ ﳍذا اﳌوروث.
-نقﻀاء اﻷجﻞ الذي ﻋقد الرﻫﻦ إﱃ اﻳﺘﻪ ،أو ﺑﺘﺤقﻖ الﺸرط الﻔاﺳخ الذي ﻋﻠﻖ الرﻫﻦ ﻋﻠيﻪ :ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ نقﻀاء
اﻷجﻞ الذي ﻋقد لﻪ إﱃ اﻳﺘﻪ ،واﳌراد ﻫنا انﺘﻬاء ﻣدة الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون لرﻫﻦ ﻓيﻤا إذا ﺗﺴاوت ﻣدﰐ الرﻫﻦ واﻻلﺘﺰام
اﳌﻀﻤون.
ﳌﺰاد العﻠﲏ وﻓقا -إضاﻓة إﱃ ذلﻚ ﳝﻜﻦ أن ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ اﳊيازي لﺒيﻊ ،ﻏﲑ أن ﻫذا اﻷﺧﲑ ﻳﻜون ﺑيعا إجﺒار
لﻺجراءات اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ القانون)اﳌادة 163ﻣﻦ م ح ع (.
94
اﳌﺒﺤﺚ الﺜالﺚ :الرﻫن الرﲰي
نﻈﻤﺖ ﻣدونة اﳊقوق العينيةالرﻫﻦ الرﲰﻲ ﰲ اﳌواد ﻣﻦ 165إﱃ 221ﻣنﻬا ،و قد ﻋرﻓﺘﻪ ﰲ ﻣاد ا 165ﲟا ﻳﻠﻲ:
" الرﻫﻦ الرﲰﻲ حﻖ ﻋيﲏ ﺗﺒعﻲ ﻳﺘقرر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﳏﻔﻆ أو ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ وﳜﺼﺺ لﻀﻤان أداء دﻳﻦ،
ولﺒيان ﳎﻤوع اﻷحﻜام اﳌرﺗﺒﻄة لرﻫﻦ الرﲰﻲ ،نﺘناول ﰲ الﻔقرة اﻷوﱃ اﳌقﺼود لرﻫﻦ الرﲰﻲ ،وﰲ الﻔقرة الﺜانية
إنﺸاء الرﻫﻦ الرﲰﻲ ،وﰲ الﻔقرة الﺜالﺜة أ ر الرﻫﻦ الرﲰﻲ ،وﰲ الﻔقرة الراﺑعة انقﻀاء الرﻫﻦ الرﲰﻲ
اﳌقﺼود لرﻫﻦ الرﲰﻲ ﻫو ﻣﻦ اﳊقوق العينية الﺘﺒعية الﱵ ﺗرد و ﺗﺘقرر ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﳏﻔﻆ أو ﰲ ﻃور الﺘﺤﻔيﻆ وﻳﻬدف
ﻣﻦ إﺑراﻣﻪ ﻷﺳاس لﻀﻤان أداء دﻳﻦ ﻣعﲔ ،و الرﻫﻦ الرﲰﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ وﻳﺒقﻰ ﻛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ العقارات اﳌرﻫونة ،
وﻳﺸﻤﻞ العقار اﳌرﻫون و ﻣﻠﺤقاﺗﻪ و ﻛﻞ ﻣا ﻳﺴﺘﺤدث ﻓيﻪ ﻣﻦ إنﺸاءات و ﲢﺴينات ﺑعد العقد أو ﻳﻀﻢ إليﻪ
ﻻلﺘﺼاق ،و ﻳعﺘﱪ ﻛﻞ رﻫﻦ رﲰﻲ ﻣقيد ﺑﻜيﻔية ﻣنﺘﻈﻤة ﰲ الرﺳﻢ العقاري ﳏﺘﻔﻈا ﺑرﺗﺒﺘﻪ وصﻼحيﺘﻪ إﱃ حﲔ ﺗقييد
اﻹﺑراء ﻣنﻪ ) اﳌواد ﻣﻦ 165إﱃ 169ﻣﻦ م ح ع (.
95
الفقرة الﺜانية :الرﻫن الرﲰي اﻻتفاﰶ
أﻣا الرﻫﻦ اﻻﺗﻔاقﻲ ﻓﻜﻤا ﻳدل ﻋﻠﻰ ذلﻚ اﲰﻪ ﻓإنﻪ ﻻ ﻳنعقد إﻻ ﺑرضﻰ ﻃرﻓيﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗواﻓﻖ و ﺗﻄاﺑﻖ اﻹﳚاب و
القﺒول ﺑينﻬﻤا ،و ﻳﺸﱰط ﻻنعقادﻩ أن ﻳﻔرغ ﰲ ﳏرر ﻛﺘاﰊ ،ﻋﻠﻤا أن الﻜﺘاﺑة اﳌﺸﱰﻃة ﻫنا ﻻ ﺗوجﺐ لﻀرورة أن ﻳنﺠﺰ
اﶈرر ﻣﻦ ﻃرف ﻣوثﻖ أو ﻋدلﲔ أو ﳏام ﻣقﺒول لﻠﱰاﻓﻊ أﻣام ﳏﻜﻤة النقﺾ ،ﻓﻤقﺘﻀيات اﳌادة 4ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق
العينية ﺗعﻄﻞ ﻋﻦ اﻹﻋﻤال ﰲ قيام ﻋقود الرﻫﻦ و ذلﻚ ﺑناء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜناء الذي أقرﺗﻪ الﻔقرة الﺜانية ﻣﻦ
اﳌادة 174ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية الﱵ جاء ﻓيﻬا :
"ﻻ ﺗﺴري أحﻜام اﳌادة 4أﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ إنﺸاء أو نقﻞ أو ﺗعدﻳﻞ أو إﺳقاط الرﻫﻦ اﻻﺗﻔاقﻲ اﳌقرر لﻀﻤان أداء دﻳﻦ ﻻ
ﺗﺘﺠاوز قيﻤﺘﻪ اﳌﺒﻠغ اﳌاﱄ اﶈدد ﺑنﺺ ﺗنﻈيﻤﻲ".
ووﻓقا لﻠﻤادة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌرﺳوم رقﻢ ، 2.14.881ﳛدد اﳌﺒﻠغ اﳌاﱄ لﻠدﻳﻦ ﻣوضوع الرﻫﻦ اﻻﺗﻔاقﻲ اﳌقرر لﻀﻤان
أداﺋﻪ والذي ﻻ ﻳنﺒﻐﻲ ﲡاوزﻩ حﱴ ﻻ ﺗﺴري ﻋﻠيﻪ أحﻜام اﳌادة 4ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية ،ﰲ ﻣاﺋﺘﲔ وﲬﺴﲔ ألﻒ
درﻫغ)(250.000.00
أﻣا الﺸروط اﳌﺘﻄﻠﺒة ﺗوﻓرﻫا لﺼﺤة الرﻫﻦ الرﲰﻲ :أوقﻒ اﳌﺸرع اﳌﻐرﰊ لقيام وصﺤة الرﻫﻦ الرﲰﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻤﲔ
ﻋقدﻩ ﲨﻠة ﻣﻦ الﺒيا ت وﻫﻲ :ﻫوﻳة أﻃراف العقد ،ﺗعيﲔ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﺑﺒيانﻪ اﲰﻪ و ﻣوقعﻪ وﻣﺴاحﺘﻪ وﻣﺸﺘﻤﻼﺗﻪ
ورقﻢ رﲰﻪ العقاري أو ﻣﻄﻠﺐ ﲢﻔيﻈﻪ ،ﺑيان ﻣﺒﻠغ الدﻳﻦ اﳌﻀﻤون لرﻫﻦ واﳌدة اﶈددة ﻷداﺋﻪ ،وﳚﺐ إضاﻓة إﱃ ذلﻚ
أن ﻳﻜون الراﻫﻦ ﻣالﻜا لﻠﻤﻠﻚ اﳌرﻫون وأﻫﻼ لﻠﺘﺼرف ﻓيﻪ ،و ﳚوز أن ﻳﻜون الراﻫﻦ ﻫو اﳌدﻳﻦ نﻔﺴﻪ أو ﻛﻔيﻼ ﻋينيا
ﻳقدم الرﻫﻦ ﳌﺼﻠﺤة اﳌدﻳﻦ )اﳌواد ﻣﻦ 175إﱃ .(177
وﻋند انعدام أﻫﻠية الراﻫﻦ ،ﻓإنﻪ ﻻ ﳚوز لﻸب أو اﻷم أو الوصﻲ أو اﳌقدم رﻫﻦ أﻣوال القاصر أو اﶈﺠور ﻋﻠيﻬا
رﻫنا رﲰيا إﻻ ذن ﻣﻦ القاضﻲ) اﳌادة 178ﻣﻦ م ح ع (.
وﰲ نﻔس الوقﺖ ،ﻳﻠﺘﻤس اﻷﻃراف ﻣﻦ اﶈاﻓﻆ ﺑواﺳﻄة ﻃﻠﺐ ﻛﺘاﰊ ﻣﺆرخ و ﻣوقﻊ ﻋﻠيﻪ أن ﻳقيد حﻖ الداﺋﻦ اﳌر ﻦ
ﺗقييدا احﺘياﻃيا ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻒ العقاري اﳌعﲏ .و ﻣﻦ رﻳخ الﺘقييد اﻻحﺘياﻃﻲ ،ﻻ ﳝﻜﻦ قﺒول أي ﺗﻔوﻳﺖ ﳊقوق ﻋينية
96
أو إنﺸاء ﲢﻤﻼت ﻋﻠﻰ العقار ﻣﻦ ﻃرف أحد اﻷﻃراف .ﻛﻤا ﳝﺘنﻊ ﻣﻦ إجراء أي ﺗقييد آﺧر ﺑرضﻰ اﳌالﻚ وذلﻚ
ﻣدة ﺗﺴعﲔ ﻳوﻣا ﺗﺴري ﻣﻦ رﻳخ الﺘقييد اﳌنﺠﺰ ،إذ ﰲ ﻫذﻩ اﳊالة ﻳﻀﻤﻦ ﻫذا الﺘقييد اﻻحﺘياﻃﻲ لرﺳﻢ العقاري وﻻ
ﻳﺸار إليﻪ ﰲ نﻈﲑﻩ ) .اﳌواد ﻣﻦ 184إﱃ 186ﻣﻦ ﻣدونة اﳊقوق العينية (.
-ﺗﻠﺤﻖ اﳌدﻳﻦ الراﻫﻦ أ ر ﻣنﻬا أنﻪ ﻳﺒقﻰ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﲢﺖ ﻳدﻩ ﻳﺴﺘعﻤﻠﻪ وﻳﺴﺘﻐﻠﻪ وﻳﺘﺼرف ﻓيﻪ دون اﳌﺴاس
ﲝقوق الداﺋﻦ اﳌر ﻦ ،وﻳﻀﻤﻦ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون و ﻫو ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻛاﻣﻼ حﱴ الوﻓاء لدﻳﻦ الذي ﻋﻠيﻪ لﻠداﺋﻦ
.إذا ﻫﻠﻚ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون أو ﺗعيﺐ ﲞﻄﺄ ﻣﻦ الراﻫﻦ ﻛان لﻠﻤر ﻦ أن ﻳﻄﻠﺐ وﻓاء دﻳنﻪ ﻓورا أو ﺗقدﱘ ضﻤان ﻛاف
لدﻳنﻪ .وﻳنﺘقﻞ حﻖ الداﺋﻦ اﳌر ﻦ ﻋند ﻫﻼك اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون أو ﺗعييﺒﻪ أو نﺰع ﻣﻠﻜيﺘﻪ ﻷجﻞ اﳌنﻔعة العاﻣة إﱃ اﳌال
الذي ﳛﻞ ﳏﻠﻪ ﻛﻤﺒﻠغ الﺘﺄﻣﲔ أو الﺘعوﻳﺾ أو ﻣقاﺑﻞ نﺰع اﳌﻠﻜية ،ولﻠﻤر ﻦ أن ﻳﺴﺘوﰲ حقﻪ ﻣﻦ ﻫذﻩ اﻷﻣوال وﻓقا
ﳌرﺗﺒﺘﻪ ) .اﳌواد ﻣﻦ 187إﱃ 191ﻣﻦ م ح ع (.
أﻣا ﲞﺼوص أ ر الرﻫﻦ الرﲰﻲ ﰲ ﻣواجﻬة الداﺋﻦ اﳌر ﻦ ،ﻓﻠﻪ أن ﻳﺴﺘوﰲ دﻳنﻪ ﻣﻦ ﲦﻦ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﺑعد ﺑيعﻪ وﻓقا
لﻺجراءات اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ القانون وذلﻚ حﺴﺐ ﻣرﺗﺒﻪ وليس لﻪ ﲢﺖ ﻃاﺋﻠة الﺒﻄﻼن اﳊﻖ ﰲ أن ﻳﺘﻤﻠﻚ الﺸﻲء
اﳌرﻫون أو أن ﻳﺘﻢ ﺑيعﻪ ﺑﻄرق أﺧرى ﻏﲑ الﻄرﻳقة القانونية اﳌﺘعﻠقة لﺒيﻊ ﳌﺰاد العﻠﲏ ،ﻏﲑ أنﻪ ﳝﻜﻦ ﺑعد حﻠول
أجﻞ أداء الدﻳﻦ أن ﻳﺘﻔﻖ اﳌدﻳﻦ ﻣﻊ داﺋنيﻪ ﻋﻠﻰ ﺑيﻊ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون دون إﺗﺒاع ﻫذﻩ اﻹجراءات ) .اﳌواد ﻣﻦ 192إﱃ
196ﻣﻦ م ح ع (.
أﻣا ﲞﺼوص أ ر الرﻫﻦ الرﲰﻲ لنﺴﺒة لﻠﻐﲑ ،ﻓالداﺋﻦ اﳌر ﻦ أن ﻳﺴﺘوﰲ دﻳنﻪ ﻣﻦ ﲦﻦ اﳌﻠﻚ حﺴﺐ رﺗﺒة ﺗقييدﻩ ﰲ
الرﺳﻢ العقاري ،وذلﻚ ﻷولوﻳة ﻋﻠﻰ قﻲ الداﺋنﲔ اﳌر نﲔ الﺘالﲔ لﻪ ﰲ اﳌرﺗﺒة وﻛذا ﻋﻠﻰ الداﺋنﲔ العادﻳﲔ ،ﻛﻤا
لﻠداﺋﻦ اﳌر ﻦ ﻛذلﻚ حﻖ ﺗﺘﺒﻊ اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﰲ ﻳد أي حاﺋﺰ لﻪ ﻻﺳﺘيﻔاء دﻳنﻪ ﻋند حﻠول أجﻞ الوﻓاء ﺑﻪ .
ﳚوز لﻠﺤاﺋﺰ أن ﳛﻞ ﳏﻞ اﳌدﻳﻦ ﰲ أداء الدﻳﻦ وﺗواﺑعﻪ وﻳﺴﺘﻔيد ﰲ ذلﻚ ﻣﻦ اﻵجال اﳌﺨولة لﻠﻤدﻳﻦ اﻷصﻠﻲ ،ﻛﻤا لﻪ
قﺒﻞ حﻠول أجﻞ الوﻓاء أن ﻳﻄﻬر اﳌﻠﻚ ﻣﻦ الرﻫﻦ اﳌﱰﺗﺐ ﻋﻠيﻪ داء الدﻳﻦ وﺗواﺑعﻪ.ﳛﻞ اﳊاﺋﺰ ﳏﻞ الداﺋﻦ الذي
اﺳﺘوﰱ دﻳنﻪ ﰲ ﻣا لﻪ ﻣﻦ حقوق ﲡاﻩ اﳌدﻳﻦ اﻷصﻠﻲ .وﻳعﺘﱪ حاﺋﺰا لﻠﻤﻠﻚ اﳌرﻫون ﻛﻞ ﻣﻦ انﺘقﻠﺖ إليﻪ ﻣﻠﻜيﺘﻪ
ﺑﺘقييدﻩ لرﺳﻢ العقاري دون أن ﻳﻜون ﻣﻠﺘﺰﻣا شﺨﺼيا لدﻳﻦ ) .. .اﳌواد ﻣﻦ 197إﱃ 211ﻣﻦ م ح ع (.
97
اﳌطلب الرابﻊ :انقضاء الرﻫن الرﲰي
ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ الرﲰﻲ حد اﻷﺳﺒاب الﺘالية :
أوﻻ :لوﻓاء لدﻳﻦ؛ ﻓالوﻓاء لدﻳﻦ اﳌﻀﻤون لرﻫﻦ ﳜﻀﻊ لﻠقواﻋد العاﻣة اﳌقررة ﰲ الوﻓاء لدﻳﻦ اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا
ﰲ ق ل ع ،وﲟا أن حﻖ الرﻫﻦ حﻖ ﻋيﲏ ﻏﲑ قاﺑﻞ لﻠﺘﺠﺰﺋة ﻓالوﻓاء ﻛذلﻚ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﺑﻞ ﳚﺐ أن ﻳﻜون ﻛاﻣﻼ ،وﰲ
حالة اﻻداء اﳉﺰﺋﻲ ﻓإن الرﻫﻦ ﻳﺒقﻰ قاﺋﻤا إﱃ حﲔ أداء الدﻳﻦ ﻛاﻣﻼ .
لﺜا :ﻼك اﳌﻠﻚ اﳌرﻫون ﻫﻼﻛا ﻛﻠيا؛ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ الرﲰﻲ إذا ﻫﻠﻚ الﺸﻲء اﳌرﻫون ،ﺑﺸرط أن ﻳﻜون اﳍﻼك ﻛﻠيا
أﻣا إذا ﻛان اﳍﻼك جﺰﺋيا ،ﻓﻼ ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ ﺑﻞ ﻳﺒقﻰ ﻣا ﺑقﻲ ﻣﻦ الﺸﻲء اﳌرﻫون ،وﻳﻜون ضاﻣنا لﻠدﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻋﻤﻼ
ﺑقاﻋدة ﻋدم ﲡﺰﺋة الرﻫﻦ
راﺑعا :ﲢاد الذﻣة ،ﻳقﺼد ا اجﺘﻤاع صﻔة الداﺋﻦ واﳌدﻳﻦ ﰲ ﻳد شﺨﺺ واحد ﺗﺒعا لنﻔس اﻻلﺘﺰام ،وﻫذا ﻳﺆدي
إﱃ انقﻀاء ﻋﻼقة اﳌدﻳونية ﻷنﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤيﻞ أن ﻳﻜون الﺸﺨﺺ ﻣدﻳنا لنﻔﺴﻪ،
ﺧاﻣﺴا :ﻳنقﻀﻲ الرﻫﻦ ﺑﺒيﻊ اﳌﻠﻚ ﺑيعا جﱪ ﳌﺰاد العﻠﲏ وﻓقا لﻺجراءات اﳌنﺼوص ﻋﻠيﻬا ﰲ القانون.
98