You are on page 1of 15

‫الثاني‬

‫‪1‬‬
‫مرحلة قبل بدء العالج ( تهيئة املكان واملريض )‬
‫إزالة الصوروالتماثيل‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ه ُ َ َْ َ َ ْ َ َ ْ ُ ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ ً َ َ َ ُ ََهَ ُ ْ ُ َ ٌ‬
‫عن عا ِئشة ر ِض ي َّللا عنها‪ ،‬قالت‪ :‬حشوت ِللن ِب ِي صلى هللا علي ِه وسلم ِوسادة ِفيها تما ِثيل كأنها نمرقة‪،‬‬
‫ال َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َْ َ َ َْ َ َ َ َ ََ َهُ َ ْ ُ ُ َ ُ ْ ُ َ ََ َ َ ُ َ ه َ‬
‫الو َس َاد ِة؟»‪،‬‬
‫ِِ ِ‬‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫«ما َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫فجاء فقام بين البابي ِن وجعل يتغيروجهه‪ ،‬فقلت‪ :‬ما لنا يا رسول ِ‬
‫َّللا؟‬
‫ُ ٌَ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ َ َ ََ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ٌ َ ََُْ َ َ َ ْ َ َ َ ََْ َ َ َ‬
‫ورة‪َ ،‬وأ هن َم ْن‬ ‫ال‪ " :‬أ َما َع ِل ْم ِت أ هن املال ِئكة ال ت ْدخ ُل َب ْيتا ِف ِيه ص‬ ‫قالت‪ِ :‬وسادة جعلتها لك ِلتضط ِجع عليها‪ ،‬ق‬
‫خل ْق ُت ْم "‪1 .‬‬
‫َ َ َ ُّ َ َ ُ َ ه ُ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫القيام ِة يقول‪ :‬أحيوا ما‬ ‫صنع الصورة يعذب يوم ِ‬
‫َ ْ ُ َ ْ ه ْ َ ْ ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ ه ُ َ ْ ُ َ َ ُ ُل َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُل َ ْ ُ‬
‫اس ر ِض ي َّللا عنهما‪ ،‬يقو ‪ :‬س ِمعت أبا طلحة‪ ،‬يقو ‪ :‬س ِمعت‬ ‫َّللا‪ ،‬أنه س ِمع ابن عب ٍ‬
‫َّللا ب ِن عب ِد ِ‬
‫عن عبي ِد ِ‬
‫ور ُة َت َما ِث َ‬‫ص َ‬ ‫َ ُ َ ه َه ُ ََْ َ َ ه َ َُ ُ َ‬
‫«ال َت ْد ُخ ُل املَ َالئ َك ُة َب ْي ًتا فيه َك ْل ٌب‪َ ،‬و َال ُ‬
‫يل»‪2.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم يقول‪:‬‬
‫رسول ِ‬
‫إزالة جلود السباع‪:‬‬
‫َ ْ َ َْ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ه َ ه ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫جلود الس َباع‪3 .‬‬
‫عن أ ِبي امل ِل ِيح ب ِن أسامة عن أ ِب ِيه ع ِن الن ِب ِي صلى َّللا علي ِه وسلم‪ :‬نهى عن ِ ِ ِ‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ ه َ ه ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ ْ َ ُ ْ ََ َ ُ ُ ْ َ ً َ ْ‬
‫يها جل ُد َنمر»‪4.‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫عن أ ِبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ِ‬
‫َّللا صلى َّللا علي ِه وسلم‪« :‬ال تصحب املال ِئكة رفقة ِف ِ‬

‫إزالة رموزالكفركالصليب أو نحوه وإزالة لوحات القرآن املعلقة على الجدران‪:‬‬


‫َ‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪ :‬تعليق اآليات القرآنية في املجالس أمر ُم ْبت َدع‪ ،‬أحدثه‬
‫ْ ً ُ ه‬ ‫ً‬
‫الناس‪ ،‬ولم يكن ذلك معروفا في عهد السلف الصالح‪ ،‬وذلك ألن القرآن الكريم ليس َوشيا ت َوش ى به‬
‫ًَُْ‬ ‫ُ َه‬
‫يعلق لوحة تكت ُب فيها آية‪ ،‬وتجعل هذه اآلية كأنها قصر‪ ،‬بحيث‬ ‫الجدران‪ ،‬وتزين به‪ ،‬كما رأينا بعض الناس ِ‬
‫ُ ْ ُ َ هُ َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫َّللا أ َح ٌد‪ 5‬على هذا الوجه‪ ،‬إذا‬ ‫ُ‬
‫وبعضهم علق سورة ‪‬قل هو‬ ‫ُت َهن َدس على صفة البناء الذي في الشرفات‪،‬‬
‫ً ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫رأيته تقول‪ :‬هذا قصر‪ ،‬والقرآن أشرف ِمن أن يكون زينة َووشيا في الجدران‪.‬‬

‫‪ 1‬رواه البخاري (‪)3224‬‬


‫‪ 2‬رواه البخاري (‪)3225‬‬
‫َ‬
‫‪َ 3‬ر َو ُاه أ ْح َم ُد (‪ )20706‬وصححه األلباني في املشكاة (‪)506‬‬
‫َ‬
‫‪َ 4‬ر َو ُاه أ ُبو َد ُاو َد (‪ )4130‬وصححه األلباني في املشكاة (‪).3924‬‬
‫‪[ 5‬اإلخالص‪]1:‬‬
‫‪2‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وإن ق ِص َد بذلك التبرك‪ :‬فليس التبرك بأن يكتب كتاب هللا ويعلق في الجدران‪ ،‬التبرك بالقرآن حقيقة هو‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫التبرك بتالوته‪ ،‬وإن ُأ ْي َ‬
‫والو ْرد‪ -‬كما تعلق اآليات على الصدور‪ -‬فهذا أيضا بدعة‪ ،‬فما كان‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫التحص‬ ‫بذلك‬ ‫د‬ ‫ِر‬
‫السلف الصالح يتحصنون بمثل هذا‪ ،‬ويكتبون اآليات على جدرانهم‪.‬‬
‫ْ ُ‬ ‫وهذا األخير ‪-‬أعني‪ :‬أن ُي ْق َ‬
‫التحصن‪ -‬يوجب أن اإلنسان يعتمد على ذلك‪ ،‬وال َيق َرأه هو بنفسه‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ص َد به‬
‫ُوي ْعرض عن التحصين الحقيقي الذي هو في التالوة‪ ،‬لذلك نرى أال ُت َع هلق هذه اآليات على ُ‬
‫الج ُدر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫أما األحاديث فإذا ُع ِلق ما يناسب املقام‪ ،‬مثل أن ُي َعلق كفارة املجلس‪ ،‬فهذا ال بأس به؛ ألن هذا تذكير‪،‬‬
‫ً‬
‫وينتفع به الناس‪ ،‬فاإلنسان إذا رأى مكتوبا عند باب املجلس‪ :‬كفارة املجلس‪ ،‬أن تقول‪ :‬سبحانك اللهم ربنا‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفرلي‪ ،‬فإنه يتذكرهذا ويقوله‪.‬‬
‫ً‬
‫كذلك التعليق في السيارات‪ ،‬إذا كان التعليق في السيارات أذكارا مناسبة‪ ،‬مثل أن يعلق اإلنسان في السيارة‬
‫دعاء الركوب‪ ،‬فإن هذا حسن‪ ،‬وتذكير‪ ،‬وال بأس به‪ ،‬وكل إنسان يشعر بأنه يستفيد من ذلك‪1 .‬‬ ‫َ‬

‫إزالة الحجب املعلقة‪:‬‬


‫يجب على الراقي إزالة الحروز‪ ،‬والحجب‪ ،‬واألشياء املعلقة في البيت وعلى املريض‪ ،‬التي علقت من أجل دفع‬
‫ضرأو جلب منفعة‪ ،‬ويبين لهم التوحيد‪ ،‬ويحذرهم من الشرك‪.‬‬
‫عن عيس ى بن حمزة قال‪ :‬دخلت على عبد هللا بن حكيم وبه حمرة‪ ،‬فقلت‪ :‬أال تعلق تميمة‪ ،‬فقال‪ :‬نعوذ باهلل‬
‫من ذلك‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من علق شيئا وكل إليه)‪2 .‬‬

‫عن عقبة (يعني أبن عامر) أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فبايع تسعة‪ ،‬وأمسك‬
‫عن رجل منهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما شأنه؟ فقال‪( :‬إن في عضده تميمة)‪ ،‬فقطع الرجل التميمة‪ ،‬فبايعه رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ثم قال‪( :‬من علق فقد أشرك)‪3 .‬‬

‫‪ 1‬لقاء الباب املفتوح البن عثيمين ‪( )177 / 2( -‬باختصار)‬


‫‪ 2‬رواه الطبراني في املعجم الكبير (‪ )960‬وحسنه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‪)3456.‬‬
‫‪ 3‬أخرجه الحاكم في املستدرك على الصحيحين (‪ )7513‬وصححه األلباني في صحيح الترغيب والترهيب (‪)3455.‬‬
‫‪3‬‬
‫وعظ املريض‪:‬‬
‫إلقاء موعظة قصيرة في الحث على تعظيم الدين‪ ،‬وااللتزام به‪ ،‬وبخاصة التوحيد‪ ،‬واجتناب الشرك‪،‬‬
‫وتعليق القلوب باهلل عزوجل‪ ،‬وأن هللا هو الشافي‪ ،‬والقرآن سبب‪ ،‬ال يؤثربذاته بل بقدرة هللا‪ ،‬و أنه شفاء‪،‬‬
‫وتحذرهم من السحرة واملشعوذين‪ ،‬وتعرفهم بالرقية الشرعية‪.‬‬
‫الحجاب الشرعي‪:‬‬
‫إلزام املرأة بحجاب شرعي عند العالج‪ ،‬وعليها أن تحتشم‪ ،‬وتشد عليها مالبسها قبل العالج؛ حتى ال تتكشف‬
‫أثناء الرقية‪ ،‬ومن األفضل أن تلبس سرواال تحت حجابها‪ ،‬فربما أثناء التخبط تتكشف‪ ،‬وال تدخل معها‬
‫رجل ليس من محارمها‪.‬‬
‫اجتناب االختالط بين الرجال والنساء‪:‬‬
‫خلو املكان من اختالط النساء بغيراملحارم من الرجال‪ ،‬أو وجود امرأة متبرجة‪،‬‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪:‬‬

‫▪ ويجوزللشاب أن يقرأ على املريضة‪ ،‬بشرط أال يخلو بها‪ ،‬وأال يحس بشهوة عند قراءته عليها‪.‬‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم‪« :‬ال‬ ‫▪ والخلوة‪ :‬أن يكون معها في غرفة ونحوها وليس معها محرم‪ ،‬لقول النبي صلى‬
‫يخلون رجل بامرأة إال مع ذي محرم» وإن كان معهما أحد تؤمن الفتنة بوجوده زالت الخلوة‪.‬‬
‫▪ يجوزأن يقرأ على ثالث نسوة‪ ،‬إحداهن بها مس من الجن‪ ،‬لكن عزل املصابة بالجن عن السليمات‬
‫أولى‪ ،‬ويكون معها وليها‪ ،‬أي محرمها‪1 .‬‬

‫كيفية التعامل مع املريض‬


‫يقول ابن قيم الجوزية رحمه هللا‪:‬‬
‫اإل ْح َس ِان‪،‬‬
‫ه َ َ َ ْ ْ َْ َ ْ‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫الص‬ ‫ب‬ ‫اه‬‫ص َالحه‪َ ،‬و َت ْقو َية ُروحه َو ُق َو ُ‬ ‫يل‪ ،‬ب َت َف ُّقد َق ْلبه َو َ‬ ‫َو ُك ُّل َطبيب َال ُي َداوي ْال َع ِل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س بطبيب‪َ ،‬ب ْل ُم َتطب ٌب قاص ٌر‪َ .‬وم ْن أ ْعظم عال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدار اآلخ َرة‪ ،‬فل ْ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫َو ْاإل ْق َبال َعلى ه‬
‫َّللا َو ه‬
‫ض ِف ْع ُل الخ ْي ِر‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ات امل َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الت ْو َب ُة‪َ ،‬ول َهذه ْاأل ُمور َتأث ٌيرفي َدفع ْالعلل‪َ ،‬و ُح ُ‬ ‫ه َ ه‬ ‫َ‬ ‫ض ُّر ُع َو ِاال ْب ِت َه ُ‬ ‫الت َ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ ْ ُ َ ُّ َ ُ َ ه‬
‫صو ِل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّللا‪ ،‬و‬ ‫ال ِإلى ِ‬ ‫الذكروالدعاء‪ ،‬و‬ ‫اإلحسان‪ ،‬و ِ‬ ‫و ِ‬
‫ك َو َن ْفعه‪2 .‬‬ ‫يدت َها في َذل َ‬ ‫الن ْفس َو َق ُبول َها َو َعق َ‬ ‫ه‬ ‫است ْع َ‬ ‫الطبيع هية‪َ ،‬و َلك ْن ب َح َسب ْ‬ ‫ه‬ ‫َ َ ْ َُ َ َْ‬
‫األ ْدو َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد‬ ‫د‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ة‬
‫الشف ِاء أعظم ِمن ِ ِ‬
‫ي‬ ‫ِ‬

‫‪ 1‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪)33/17‬‬


‫‪ 2‬الطب النبوي (‪)107/1‬‬
‫‪4‬‬
‫▪ إذا جاءك صاحب مرض عضوي فال تحصرله الرقية في الجن والعين والسحرفقط‪ ،‬القرآن شفاء‬
‫حتى لألمراض العضوية‪ ،‬فاقرأ عليه بنية صادقة‪ ،‬وتوكل‪ ،‬وثقة في هللا‪ ،‬وسترى العجب العجاب‪.‬‬
‫يقول ابن القيم رحمه هللا‪:‬‬
‫ٌ ََ ْ َ ٌ ُْ ْ َ َ ه ُ َ ه ْ َ َُ ََ ْ ْ‬ ‫َّللا َت َع َالى‪َ  :‬و ُن َنز ُل م َن ْال ُق ْرآن َما ُه َ‬ ‫َق َ‬
‫ال ه ُ‬
‫س‬ ‫ِ ِ ِ‬‫ن‬ ‫ج‬‫ال‬ ‫ان‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫اه‬ ‫ه‬ ‫»‬ ‫ن‬‫«م‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫يح‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫الص‬ ‫و‬ ‫‪‬‬ ‫ين‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫فاء‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُْ ُ‬ ‫ُّ َ ه ُ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ٌ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لص ُدو ِر‪ ‬فالق ْرآن ُه َو‬ ‫فاء ملا في ا ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ال للتبعيض‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الناس قد جاءتكم مو ِعظة ِمن رِبكم و ِش ِ ِ‬
‫َ ه‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ه‬
‫الدن َيا َواآل ِخ َر ِة‪َ ،‬و َما ك ُّل أ َح ٍد ُيؤ هه ُل َوال ُي َوف ُق‬ ‫ام ِم ْن َج ِم ِيع األ ْد َو ِاء القل ِب هي ِة َوال َب َد ِن هي ِة‪َ ،‬وأ ْد َو ِاء‬ ‫الت ُّ‬ ‫الشفاء‬ ‫ِ‬
‫ََُ لَ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الت َداو َي به‪َ ،‬و َو َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ه‬ ‫ْ َ‬
‫اع ِتق ٍاد‬ ‫ض َع ُه َعلى َدا ِئ ِه ِب ِص ْد ٍق َو ِإ َيم ٍان‪ ،‬وقبو ٍ ت ٍام‪ ،‬و‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِل ِال ْس ِتشف ِاء ِب ِه‪ ،‬و ِإذا أحسن الع ِليل‬
‫َ‬ ‫ه َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ُ ه ُ ََ ً َ َ ْ َ ُ َ ُ ََ َ َ َْ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫الس َم ِاء ال ِذي ل ْو ن َز َل َعلى‬ ‫األ ْرض َو ه‬
‫ِ‬ ‫وط ِه‪ ،‬لم يق ِاومه الداء أبدا‪ .‬وكيف تق ِاوم كالم ر ِب‬ ‫جا ِز ٍم‪ ،‬واس ِتيف ِاء ش ُر ِ‬
‫َ‬
‫األ ْب َدان إ هال َوفي ْال ُق ْرآن َسب ُ‬
‫يل‬
‫ُُْ َ َْ‬
‫و‬ ‫وب‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ال‬ ‫اض‬ ‫ر‬‫األ ْرض َل َق هط َع َها‪َ ،‬ف َما م ْن َم َرض م ْن َأ ْم َ‬ ‫ْ َ َ َ ه ََ َْ ََ َْ‬
‫ال ِجب ِال لصدعها‪ ،‬أو على‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ََ ََ َ َ َ َ ْ َ ه ْ ُ َْ َََ ُ هُ َ‬
‫َّللا ف ْه ًما في ك َتابه‪1 .‬‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫الدالل ِة على دو ا ِئ ِه وسب ِب ِه‪ ،‬والح ِمي ِة ِمنه‪ِ ،‬ملن رزقه‬ ‫ِ‬

‫شروط الرقية‬
‫شروط الرقية الشرعية‪:‬‬
‫قال الحافظ ابن حجررحمه هللا‪ :‬والرقى التي يجوزأن يرقى بها هي ما استكملت ثالثة شروط‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن تكون بكالم هللا تعالى‪ ،‬أو بأسمائه‪ ،‬وصفاته‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن تكون باللسان العربي‪ ،‬أو بما يعرف معناه من غيره‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يعتقد أن الرقية ال تؤثر بذاتها‪ ،‬بل بذات هللا تعالى‪2 .‬‬

‫________________________________‬
‫هل يجوزللمسلم أن يرقي بأي نوع من الرقى؟‬
‫الجواب‪ :‬تجوزالرقية بما ليس فيه شرك‪ ،‬مثل سورالقرآن و آياته‪ ،‬واألذكارالثابتة عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وتحرم بما فيه شرك‪ ،‬كتعويذ املريض بذكر أسماء الجن والصالحين‪ ،‬وبما ال يفهم معناه؛ خشية‬
‫أن يكون شركا؛ ملا ثبت من قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ال بأس بالرقى ما لم تكن شركا‪.4»3‬‬

‫‪ 1‬الطب النبوي (‪)267/1‬‬


‫‪ 2‬فتح الباري (ج‪)206/10‬‬
‫‪ 3‬رواه مسلم‬
‫‪ 4‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء الفتوى رقم (‪)9120‬‬
‫‪5‬‬
‫السؤال‪ :‬هناك من يحتج بترك األسباب بحديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغيرحساب وال‬
‫عذاب‪ .‬فما هو الرد عليهم؟‬
‫أجاب الشيخ عبد العزيزبن بازرحمه هللا بقوله‪ :‬هؤالء السبعون ما تركوا األسباب إنما تركوا شيئين وهما‬
‫االسترقاء والكي‪ ،‬واالسترقاء هو طلب الرقية من الناس‪ ،‬وهذا الحديث يدل على أن ترك الطلب أفضل‪،‬‬
‫وهكذا ترك الكي أفضل‪ ،‬لكن عند الحاجة إليهما ال بأس باالسترقاء والكي؛ ألن النبي عليه السالم أمرعائشة‬
‫أن تسترقي من مرض أصابها‪ ،‬وأمرأم أوالد جعفربن أبي طالب رض ي هللا عنه وهي أسماء بنت عميس رض ي‬
‫هللا عنها أن تسترقي لهم‪ ،‬فدل ذلك على أنه ال حرج في ذلك عند الحاجة إلى االسترقاء‪ ،‬وألنه صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪« :‬الشفاء في ثالث‪ :‬كية نار‪ ،‬أو شرطة محجم‪ ،‬أو شربة عسل‪ ،‬وما أحب أن أكتوي» وقد كوى‬
‫عليه السالم بعض أصحابه ملا دعت الحاجة إلى الكي‪ ،‬ألنه سبب مباح عند الحاجة إليه‪ ،‬واالسترقاء‪ :‬طلب‬
‫الرقية‪ ،‬أما إن رقي من دون سؤال فهومن األسباب أيضا ال بأس به‪ ،‬وال كراهة في ذلك‪ ،‬وهكذا بقية األسباب‬
‫املباحة‪ ،‬كاألدوية املباحة من إبر وحبوب وشراب وغيرذلك‪.1 .‬‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم عن السبعين‬ ‫السؤال‪ :‬نريد إيضاح حديث ابن عباس رض ي هللا عنهما في قول النبي صلى‬
‫ً‬
‫ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب‪« :‬إنهم ال يسترقون‪ »...‬الحديث‪ .‬فهل عموم العالج يدخل في‬
‫َه‬ ‫ًّ‬
‫صلى‬ ‫الحديث؟ وإذا كان ال يدخل‪ ،‬فما الفرق بينه وبين الرقية؟ ألن كال منهما سبب‪ .‬وكيف نفهم أمر النبي‬
‫ً‬ ‫ه‬ ‫هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم لعائشة رض ي هللا عنها وغيرها أن يسترقوا من العين؟ وإذا علمنا رجال أصابته عين فهل‬
‫ً‬
‫نأمره بالرقية‪ ،‬أم نرشده إلى الصبر واالحتساب؟ أرجو اإلفادة وجزاكم هللا خيرا‪.‬‬
‫ً‬
‫أجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا بقوله‪ :‬قوله في حديث السبعين ألفا‪« :‬وال يسترقون» (أي‬
‫ال يطلبون الرقية من غيرهم)‪ ،‬لكنه عليه الصالة والسالم أمربالتداوي‪ ،‬وأرشد إليه وقال‪« :‬ما أنزل هللا داء‬
‫ُّ‬ ‫إال أنزل له شفاء‪َ ،‬علمه من َعلمه‪َ ،‬‬
‫وج ِهله من َج ِهله»‪ ،‬والفرق بينهما من وجهين‪ :‬الوجه األول‪ :‬أن تعلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُّ‬
‫اإلنسان بالراقي أكثر من ت َعلقه بالتداوي؛ ألن الراقي إذا قدر هللا تعالى أن ينتفع املريض برقيته‪ ،‬صارت‬
‫العالقة بينه وبين هذا املريض عالقة روحية‪ ،‬فربما ُيفتتن به ويقول‪ :‬هذا من أولياء هللا وما أشبه ذلك‪،‬‬
‫وقد يحصل معه ش يء من الشرك‪ ،‬ولهذا جاء بعدها «وعلى ربهم يتوكلون»‪ .‬الثاني‪ :‬أنه قد يطلب الرقية من‬
‫ً‬
‫شخص ليس أهال لذلك‪ ،‬ألنه يداوي بش يء حس ي يعرف‪ .‬فيرقي هذا الذي سئل الرقية‪ ،‬ثم ال يحصل الشفاء‬

‫‪ 1‬مجموع فتاوى ابن باز" (‪.)119-118/25‬‬


‫‪6‬‬
‫ً‬
‫بالرقية ألنها غيرشرعية‪ ،‬ولكن عند الرقية‪ ،‬فيفتتن الناس أيضا بهذا الرجل‪ ،‬ويظنونه ممن تجاب دعوته‪،‬‬
‫وممن يتبرك بقراءته‪ ،‬وليس كذلك‪.‬‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم‪« :‬وال يسترقون»‪ ،‬ولم يقل‪ :‬وال يتداوون‪ ،‬وعلى هذا فالدواء مطلوب‪ ،‬وأما‬ ‫فلهذا قال صلى‬
‫ً‬ ‫االسترقاء فإن األفضل تركه‪ ،‬لكن لو ه‬
‫أن أحدا من الناس هو الذي تقدم وقرأ عليك ولم تمنعه‪ ،‬فإن هذا ال‬
‫يمنع من دخول اإلنسان في هذا الحديث‪ ،‬ألنك لم تطلب الرقية‪ ،‬وكذلك لو أنك رقيت على أخيك فإنك‬
‫ً‬
‫محسن إليه‪ ،‬وال تخرج بهذه الرقية من صفات هؤالء السبعين ألفا‪ ،‬ولهذا نقول‪ :‬إن ما ورد في صحيح مسلم‬
‫من زيادة‪ ،‬وهي قوله‪« :‬وال يرقون»‪ ،‬زيادة شاذة‪ ،‬ليست بصحيحة‪ ،‬والصواب‪« :‬وال يسترقون» فقط‪ .‬أما‬
‫العالم معروف‪ ،‬فتطلب منه الرقية‪ ،‬ألنه إذا رقي على اإلنسان فإنه ينتفع بذلك‬
‫الرقية من العالم فألن ِ‬
‫بإذن هللا عزوجل‪ ،‬كالطبيب الذي يداوي‪ .‬أما هل نأمرالذي أصيب بالعين بالرقية أو نأمره بالصبر؟ فنقول‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم أرشد إلى طريقة الشفاء من العين‪ ،‬حيث أمرالذي عان أحد الصحابة‬ ‫له‪ :‬إن الرسول صلى‬
‫فيصب على املصاب حتى ُيشفى‪.1 .‬‬
‫ُّ‬ ‫أن يغتسل ويتوضأ‪ ،‬فيؤخذ من مائه‪،‬‬

‫هل الرقية وطلبها ينافي التوكل؟‬


‫السؤال‪ :‬هل الرقية تنافي التوكل؟‬
‫أجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا بقوله‪ :‬التوكل هو صدق االعتماد على هللا عز وجل في‬
‫جلب املنافع‪ ،‬ودفع املضار‪ ،‬مع فعل األسباب التي أمر هللا بها‪ ،‬وليس التوكل أن تعتمد على هللا بدون فعل‬
‫األسباب‪ ،‬فإن االعتماد على هللا بدون فعل األسباب طعن في هللا عز وجل‪ ،‬وفي حكمته تبارك وتعالى؛ ألن‬
‫هللا تعالى ربط املسببات بأسبابها‪،‬‬
‫ً‬
‫وهنا سؤال‪َ :‬م ْن أعظم الناس توكال على هللا؟ الجواب‪ :‬هو الرسول عليه الصالة والسالم‪ .‬وهل كان يعمل‬
‫األسباب التي يتقي بها الضرر؟ الجواب‪ :‬نعم‪ ،‬كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام‪ ،‬وفي‬
‫ً‬
‫غزوة أحد ظاهربين درعين‪ ،‬أي لبس درعين‪ ،‬كل ذلك استعدادا ملا قد يحدث‪.‬‬
‫فف ْعل األسباب ال ينافي التوكل‪ ،‬إذا اعتقد اإلنسان أن هذه األسباب مجرد أسباب فقط ال تأثيرلها إال بإذن‬
‫ِ‬
‫هللا تعالى‪.‬‬

‫‪ 1‬مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (‪)36/17‬‬


‫‪7‬‬
‫وعلى هذا فالقراءة ‪-‬قراءة اإلنسان على نفسه‪ ،‬وقراءته على إخوانه املرض ى‪ -‬ال تنافي التوكل‪ ،‬وقد ثبت عن‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم أنه كان يرقي نفسه باملعوذات‪ ،‬وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا‪ ،‬وهللا‬ ‫النبي صلى‬
‫أعلم‪1 ..‬‬

‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا‪:‬‬


‫ٌ‬
‫محسن‪،‬‬ ‫" والفرق بين الراقي واملسترقي‪ :‬أن املسترقي سائل‪ ،‬مستعط‪ ،‬ملتفت إلى غيرهللا بقلبه‪ ،‬والراقي‬
‫نافع " انتهى‪2 ".‬‬

‫قال ابن القيم رحمه هللا‪:‬‬


‫"وذلك ألن هؤالء دخلوا الجنة بغيرحساب؛ لكمال توحيدهم‪ ،‬ولهذا نفى عنهم االسترقاء‪ ،‬وهوسؤال الناس‬
‫أن يرقوهم‪ ،‬ولهذا قال‪( :‬وعلى ربهم يتوكلون)‪ ،‬فلكمال توكلهم على ربهم‪ ،‬وسكونهم إليه‪ ،‬وثقتهم به‪ ،‬ورضاهم‬
‫عنه‪ ،‬و إنزال حوائجهم به‪ ،‬ال يسألون الناس شيئا ال رقية وال غيرها‪ ،‬وال يحصل لهم طيرة [التشاؤم]‬
‫تصدهم عما يقصدونه؛ فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه" انتهى‪3 .‬‬

‫متى يكون طلب الرقية والدعاء ممدوحين مطلوبين؟‬


‫الجواب‪ :‬طلب الدعاء وطلب الرقية مباحان‪ ،‬وتركهما واالستغناء عن الناس وقيامه بهما لنفسه أحسن‪.4‬‬
‫قال الشيخ محمد بن ناصرالدين األلباني رحمه هللا‪:‬‬
‫وأما االسترقاء وهو طلب الرقية من الغيرفهو وإن كان جائزا فهو مكروه‪ ،‬وكما يدل عليه الحديث‪( :‬هم‬
‫الذين ال يسترقون‪ ،‬وال يكتوون‪ ،‬وال يتطيرون‪ ،‬وعلى ربهم يتوكلون)‪5 .‬‬

‫األدلة الشرعية على ما ثبت في الرقية‬

‫الرقية بالقرآن‬

‫‪ 1‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪)33/17‬‬


‫‪ 2‬املستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية " (‪.)18 / 1‬‬
‫‪" 3‬زاد املعاد" (‪)475/1‬‬
‫‪ 4‬اللجة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء الفتوى رقم (‪)20384‬‬
‫‪ 5‬سلسلة األحاديث الصحيحة (‪)844/1‬‬
‫‪8‬‬
‫ُْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ه ُ َ ْ َ َ ه َ ُ َل ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ات‬
‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم كان ِإذا اشتكى يقرأ على ن ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ذ‬ ‫و‬‫ع‬ ‫امل‬‫ب‬ ‫ه‬‫س‬ ‫ف‬ ‫عن عا ِئشة ر ِض ي َّللا عنها‪« :‬أن رسو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َْ ُ َ‬ ‫ُْ ُ ََ ْ َ‬
‫َو َينفث‪ ،‬فل هما اشت هد َو َج ُع ُه كنت أق َرأ َعل ْي ِه‪َ ،‬وأ ْم َس ُح ِب َي ِد ِه؛ َر َج َاء َب َرك ِت َها»‪.1‬‬
‫الرقية بفاتحة الكتاب‬
‫عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه مربقوم‪ ،‬فأتوه فقالوا‪ :‬إنك جئت من عند هذا الرجل بخير‪ ،‬فارق لنا‬
‫هذا الرجل ‪،‬فأتوه برجل معتوه‪ ،‬في القيود‪ ،‬فرقاه بأم القرآن‪ ،‬ثالثة أيام‪ ،‬غدوة وعشية‪ ،‬وكلما ختمها‬
‫جمع بز اقه ثم تفل‪ ،‬فكأنما أنشط من عقال‪ ،‬فأعطوه شيئا‪ ،‬فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم فذكره له‪،‬‬
‫فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬كل فلعمري ملن أكل برقية باطل‪ ،‬لقد أكلت برقية حق) ‪.2‬‬
‫الرقية باألدعية‬
‫س‪:‬‬ ‫ال َأ َن ٌ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ ََ َ ْ ََ ْ‬
‫اش َت َك ْي ُت‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫س ْب ِن َم ِال ٍك‪ ،‬فقال ث ِابت‪ :‬يا أبا حمزة‪،‬‬
‫َ َ َ َ ْ ُ ََ ََ ٌ ََ ََ‬ ‫َ ْ َْ َ‬
‫عن عب ِد الع ِز ِيز‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا وث ِابت على أ ِ‬
‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ َْ َ ُ ْ َ َ ُ ل ه َه ُ ََْ َ َ ه َ َ َ ََ َ َ ه ُ ه َ ه ه‬
‫ف‬‫اس‪ ،‬اش ِ‬ ‫اس‪ ،‬مذ ِهب الب ِ‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪« :‬اللهم رب الن ِ‬ ‫أال أر ِقيك ِبرقي ِة رسو ِ ِ‬
‫س َق ًما»‪3 .‬‬‫الشافي‪َ ،‬ال َشاف َي إ هال َأ ْن َت‪ ،‬ش َف ًاء َال ُي َغاد ُر َ‬ ‫َْ َ ه‬
‫أنت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫«ن َع ْم» َق َ‬ ‫ُ ََْ َ َ ه َ َ َ َ َ ُ َ ه ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ه ْ َ ََ ه ه َه‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫صلى هللا علي ِه وسلم فقال‪ :‬يا محمد اشتكيت؟ فقال‪:‬‬ ‫يد‪ ،‬أن ِجب ِريل أتى الن ِبي‬ ‫عن أ ِبي س ِع ٍ‬
‫اسم هللا َأ ْ ق َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫يك‪ ،‬م ْن َشر ُكل َن ْفس‪َ ،‬أ ْو َع ْين َ‬ ‫يك‪ ،‬م ْن ُكل َش ْيء ُي ْؤذ َ‬ ‫اسم هللا َأ ْ ق َ‬
‫يك»‪4.‬‬ ‫اس ٍد‪ ،‬هللا َيش ِفيك‪ِ ،‬ب ْ ِ ِ ِر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬
‫« ِب ِ ِ ر ِ‬

‫الرقية بالبسملة واالستعادة مع وضع اليد على مكان األلم‬


‫ُْ‬ ‫ه‬ ‫َه ُ َ‬
‫هللا َعل ْي ِه َو َسل َم َو َج ًعا َي ِج ُد ُه ِفي َج َس ِد ِه ُمنذ‬ ‫هللا صلى‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬‫الث َقفي‪َ ،‬أ هن ُه َش َكا إ َلى َر ُ‬
‫ه‬
‫اص‬ ‫ان ْبن َأبي ْال َ‬
‫ع‬
‫َ ْ َُْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن عثم ِ ِ‬
‫هللا‬ ‫م‬ ‫اس‬‫ض ْع َي َد َك َع َلى هالذي َت َأ هل َم م ْن َج َسد َك‪َ ،‬و ُق ْل‪ :‬ب ْ‬ ‫هللا َع َل ْيه َو َس هل َم‪َ « :‬‬‫ص هلى ُ‬ ‫ال َل ُه َر ُسو ُل هللا َ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ ََْ ََ‬
‫أسلم‪ ،‬ف‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاذ ُر»‪5.‬‬‫وذ باهلل َو ُق ْد َرته م ْن َشر َما َأج ُد َو ُأ َ‬ ‫ََ ً َ ُ ْ َ ْ َ َ ه َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ات‪ :‬أع ِ ِ‬ ‫ثالثا‪ ،‬وقل سبع مر ٍ‬
‫الرقية بالبسملة والريق والتراب‬
‫ْ َ َ َ ْ َ ٌ َ‬ ‫َه ُ ََْ َ َ ه َ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ ُ ه‬ ‫َع ْن َعائ َش َة‪َ ،‬أ هن َر ُسو َ‬
‫اإلن َسان الش ْي َء ِمن ُه‪ ،‬أ ْو كانت ِب ِه ق ْر َحة أ ْو‬
‫ِ‬ ‫ى‬‫ك‬ ‫ت‬ ‫اش‬ ‫ا‬‫ذ‬‫إ‬‫ِ‬ ‫ان‬‫ك‬ ‫م‬ ‫ل‬‫س‬‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ ٌ َ َ ه ُّ َ ه ُ َ ْ َ َ ه َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ه َ َ ُ ْ ْ‬
‫ض‪ ،‬ث هم َرفع َها « ِباس ِم ِ‬
‫هللا‪،‬‬ ‫جرح‪ ،‬قال‪ :‬الن ِبي صلى هللا علي ِه وسلم ِب ِإصب ِع ِه هكذا‪ ،‬ووضع سفيان سبابته ِباألر ِ‬

‫‪ 1‬رواه البخاري (‪ )5016‬ومسلم (‪)2192‬‬


‫‪ 2‬رواه أبو داود (‪ )3420‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة (‪)2027‬‬
‫‪ 3‬البخاري (‪)5742‬‬
‫‪َ 4‬ر َو ُاه ُمسلم (‪)2186‬‬
‫‪ 5‬رواه مسلم (‪)2202‬‬
‫‪9‬‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َْ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫ال ُز َه ْي ٌر‪«ِ :‬ل ُيشفى‬ ‫وق َ‬ ‫«يشفى»‬ ‫ت ْرَبة أ ْر ِضنا‪ِ ،‬ب ِريق ِة َب ْع ِضنا‪ِ ،‬ل ُيشفى ِب ِه س ِقيمنا‪ِ ،‬ب ِإذ ِن رِبنا» قال ابن أ ِبي شيبة‪:‬‬
‫يم َنا»‪1.‬‬ ‫َس ِق ُ‬
‫قال اإلمام النووي رحمه هللا‪:‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َْ َ َ ه ً َ َ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ ُ ْ َُ َ ُْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ ُ ْ َ‬
‫الريقة أق ُّل ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ك‬‫ر‬
‫ِ ِ‬‫ب‬‫ل‬ ‫ة‬ ‫اص‬ ‫خ‬ ‫ة‬ ‫ين‬
‫ِ ِ‬ ‫د‬ ‫امل‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬‫يل‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫ِ ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫األ‬ ‫قال جمهور العلم ِاء‪ :‬املراد ِبأر ِضنا هنا جملة‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫اب‪ ،‬ف َي ْعل ُق ِب َها ِمن ُه‬ ‫ر‬
‫ه ه َ ُ ه َ َ ُ َ َ َ ُّ‬
‫الت َ‬ ‫ى‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫اب‬‫ب‬ ‫الس‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫الريق‪َ ،‬و َم ْع َنى ْال َحديث‪َ :‬أ هن ُه َي ْأ ُخ ُذ م ْن ريق َن ْفسه َع َلى ُأ ْ‬
‫صُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫عل ُم‪2 .‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َش ْي ٌء‪ ،‬ف َي ْم َس ُح به َعلى امل ْوضع ال َجريح أو ال َعليل‪َ ،‬و َيقو ُل هذا الكال َم في َحال امل ْسح‪َ ،‬وَّللا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪:‬‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم‪ ،‬وبأرض املدينة فقط‪ ،‬وعلى هذا فال‬ ‫ذكربعض العلماء أن هذا مخصوص برسول هللا صلى‬
‫ه‬ ‫َه هُ َ‬
‫َّللا َعل ْي ِه َو َسل َم‪ ،‬وال بأرض املدينة‪ ،‬بل هو‬ ‫إشكال‪ .‬ولكن رأى الجمهورأن هذا ليس خاصا برسول هللا صلى‬
‫عام في كل راق‪ ،‬وفي كل أرض‪ ،‬ولكنه ليس من باب التبرك بالريق املجردة‪ ،‬بل هو ريق مصحوب برقية وتربة‪،‬‬
‫لالستشفاء وليس ملجرد التبرك‪3 .‬‬

‫قال الشيخ عبد املحسن العباد حفظه هللا‪:‬‬


‫أنه يضع إصبعه على ريقه فيصيبه البلل‪ -‬ثم يضعه على التراب‪ ،‬ثم يمسح به على املكان الذي فيه الوجع‪،‬‬
‫واإلصبع يكون فيها بلل‪ ،‬والبلل علق به تراب من األرض‪ ،‬ثم بعد ذلك ينفث مع تحريك اإلصبع‪.‬‬
‫قوله‪( :‬تربة أرضنا‪ ،‬بريقة بعضنا‪ ،‬يشفى سقيمنا‪ ،‬بإذن ربنا)‪ .‬قوله‪( :‬تربة أرضنا) قيل‪ :‬املقصود بها سائر‬
‫األرض‪ ،‬فهذا يفعل في كل مكان‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬املراد بها تربة املدينة‪ ،‬وتعميمه أظهر؛ ألنه لم يأت ش يء‬
‫يبين أن هذا خاص باملدينة‪ ،‬و أنه ال يستعمل إال في املدينة‪4 .‬‬

‫مشروعية النفث والتفل في الرقية‬


‫النفث‪:‬‬
‫معناه في اللغة‪ :‬نفخ يسير‪ ،‬مع ريق يسير‪ ،‬وهو أقل من التفل‪ ،‬وقيل أنه بال ريق‪5 .‬‬

‫‪ 1‬رواه مسلم (‪)2194‬‬


‫‪ 2‬شرح صحيح مسلم (‪)184_183_14‬‬
‫‪ 3‬مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (‪)109/1‬‬
‫‪ 4‬شرح سنن أبي داود (‪)13/439‬‬
‫‪ 5‬القاموس املحيط (‪)1254‬‬
‫‪10‬‬
‫عن عبيد هللا بن عبد هللا قال‪ :‬سألت عائشة فقلت‪ ،‬أي أمه أخبريني عن مرض رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قالت‪( :‬اشتكى فعلق ينفثـ فجعلنا نشبه نفثه بنفثة آكل الزبيب‪ ،‬وكان يدور على نسائه‪ ،‬فلما ثقل‬
‫استأذنهن‪1 )..‬‬

‫قال الشيخ عبد املحسن العباد حفظه هللا‪:‬‬


‫ً‬
‫بصاقا‪ ،‬و إنما هو نفخ يسير‪2 .‬‬ ‫النفث ليس‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪:‬‬
‫النفث‪ :‬نفخ مع ريق خفيف‪3 .‬‬

‫النفث في الرقية‪:‬‬
‫َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ َ ٌ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ‬
‫ات‪،‬‬ ‫هللا صلى هللا علي ِه وسل َم ِإذا م ِرض أحد ِمن أه ِل ِه نفث علي ِه ِباملع ِوذ ِ‬ ‫عن عا ِئشة‪ ،‬قالت‪« :‬كان َرسول ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ ً‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ه َ َ َ َ َ ه‬
‫ض ُه ال ِذي َمات ِف ِيه‪َ ،‬ج َعلت أنفث َعل ْي ِه‪َ ،‬وأ ْم َس ُح ُه ِب َي ِد نف ِس ِه‪ِ ،‬أل هن َها كانت أ ْعظ َم َب َركة ِم ْن‬ ‫فلما م ِرض مر‬
‫َيدي»‪4.‬‬
‫ِ‬
‫التفل في الرقية‪:‬‬
‫وها‪َ ،‬حتىه‬ ‫هللا َع َل ْيه َو َس هل َم ْان َط َل ُقوا في َس ْف َرة َس َاف ُر َ‬
‫ص هلى ُ‬ ‫ص َحاب َ ُسول ه‬
‫َّللا َ‬ ‫ْ‬ ‫َه َْ ً ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر ِ ِ‬ ‫يد‪ ،‬أن رهطا ِمن أ‬ ‫«عن أ ِبي س ِع ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َََ ْ َ ْ ُ َ ُ ُ ْ َُ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫الح ِي‪ ،‬ف َس َع ْوا ل ُه ِبك ِل‬ ‫ن َزلوا ِب َح ٍي ِم ْن أ ْح َي ِاء العر ِب‪ ،‬فاستضافوهم فأبوا أن يض ِيفوهم‪ ،‬فل ِدغ س ِيد ذ ِلك‬
‫َ ْ ََْ َ ُ ُ َ ْ ٌ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ََُْ ْ َ ُ َ ه ْ َ ه َ َ َ ُ ُ َ ه َ ْ ُ َ ْ‬
‫ين ق ْد ن َزلوا ِبك ْم‪ ،‬ل َعل ُه أن َيكون ِعن َد َب ْع ِض ِه ْم‬ ‫ش ي ٍء‪ ،‬ال ينفعه ش يء‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬لو أتيتم هؤال ِء الرهط ال ِذ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ ْ ٌ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ َ ُّ َ ه ُ‬
‫الر ْهط‪ِ ،‬إ هن َس ِي َدنا ل ِدغ‪ ،‬ف َس َع ْينا ل ُه ِبك ِل ش ْي ٍء‪ ،‬ال َينف ُع ُه ش ْي ٌء‪ ،‬ف َه ْل ِعن َد أ َح ٍد‬ ‫ش يء‪ ،‬فأتوهم فقالوا‪ :‬يا أيها‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ ْ َ ه َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ ََ ْ ُ َ ُ َ َ َ ََ‬ ‫م ْن ُك ْم َش ْي ٌء؟ َف َق َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ه‬
‫َّللا لق ِد استضفناكم فلم تض ِيفونا‪ ،‬فما أنا ِبر ٍاق‬ ‫َّللا ِإ ِني لر ٍاق‪ ،‬ول ِكن و ِ‬ ‫ال بعض ُهم‪ :‬نعم‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ ْ ََ َ َ َ َ َ ْ ُ ََ ْ ُ َ ُ ه‬ ‫َ ُ ْ َ ه َ ْ َُ َ َ ُ ًْ َ َ َ ُ ُ ْ ََ َ‬
‫ّلِل َر ِب‬ ‫لكم حتى تجعلوا لنا جعال‪ ،‬فصالحوهم على ق ِط ٍيع ِمن الغن ِم‪ ،‬فانطلق فجع َل يتف ُل ويق َرأ‪ :‬الح ْمد ِ ِ‬
‫وه ْم‬‫ص َال ُح ُ‬ ‫ال‪َ :‬ف َأ ْو َف ْو ُه ْم ُج ْع َل ُه ُم هالذي َ‬
‫َ‬ ‫َََ ٌ َ‬
‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫ط م ْن ع َقال‪َ ،‬ف ْان َط َل َق َي ْمش ي َ‬
‫م‬
‫َ َ َ َ ه َ ََه َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫املين‪ ،‬حتى لكأنما ن ِش ِ ِ ٍ‬ ‫الع ِ‬
‫ه ََْ ُ‬ ‫ََْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ ُ َ َ َ ه َ َ َ َ ْ َُ َ ه َْ َ َ ُ َ ه َه ُ َ‬
‫هللا َعل ْي ِه َو َسل َم‪ ،‬فنذك َر‬ ‫َّللا صلى‬ ‫علي ِه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬اق ِسموا‪ ،‬فقال ال ِذي رقى‪ :‬ال تفعلوا حتى نأ ِتي رسول ِ‬

‫‪ 1‬رواه ابن ماجة وصححه األلباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة (‪)1618‬‬
‫‪ 2‬شرح سنن أبي داود (‪)13/574‬‬
‫‪ 3‬فتاوى نور على الدرب (‪)2/4‬‬
‫‪ 4‬رواه مسلم (‪)2192‬‬
‫‪11‬‬
‫«و َما ُي ْد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ه َ َ َ َ ْ ُ َ َ َْ ُ َُ َ َ ُ َ َ َ ُ ل ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ‬
‫يك‬‫ِر‬ ‫‪:‬‬‫ال‬ ‫ق‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم فذكروا له‪ ،‬ف‬
‫له ال ِذي كان‪ ،‬فننظرما يأمرنا‪ ،‬فق ِدموا على رسو ِ ِ‬
‫اضرُبوا لي َم َع ُك ْم ب َ‬
‫س ْهم»»‪1..‬‬ ‫َأ هن َها ُر ْق َي ٌة؟ َأ َ‬
‫ص ْب ُت ْم‪ْ ،‬اقس ُموا َو ْ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عن يعلى بن مرة عن أبيه قال‪ " :‬سافرت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا‪ ،‬نزلنا‬
‫منزال‪ ،‬فقال‪" :‬انطلق إلى هاتين الشجرتين فقل‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول لكما أن تجتمعا"‪،‬‬
‫فانطلقت‪ ،‬فقلت لهما ذلك‪ ،‬فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها‪ ،‬فمرت كل واحدة إلى صاحبتها‪ ،‬فالتقيا‬
‫جميعا‪ ،‬فقض ى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حاجته من ورائهما‪ ،‬ثم قال‪" :‬انطلق فقل لهما لتعود كل‬
‫واحدة إلى مكانها"‪ ،‬فأتيتهما‪ ،‬فقلت ذلك لهما‪ ،‬فعادت كل واحدة إلى مكانها‪ .‬و أتته امرأة فقالت‪ :‬إن ابني‬
‫هذا به ملم منذ سبع سنين‪ ،‬يأخذه كل يوم مرتين‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أدنيه"‪ ،‬فأدنته‬
‫منه‪ ،‬فتفل في فيه وقال‪" :‬اخرج عدو هللا‪ ،‬أنا رسول هللا"‪ ،‬ثم قال لها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا‬
‫رجعنا فأعلمينا ما صنع"‪ .‬فلما رجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم استقبلته‪ ،‬ومعها كبشان‪ ،‬و أقط‬
‫وسمن‪ ،‬فقال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬خذ هذا الكبش‪ ،‬فاتخذ منه ما أردت"‪ ،‬فقالت‪ :‬والذي‬
‫أكرمك‪ ،‬ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا‪ .‬ثم أتاه بعيرفقام بين يديه‪ ،‬فرأى عينيه تدمعان‪ ،‬فبعث إلى أصحابه‪،‬‬
‫فقال‪" :‬ما لبعيركم هذا يشكوكم"؟ فقالوا‪ :‬كنا نعمل عليه‪ ،‬فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره‬
‫غدا‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال تنحروه‪ ،‬واجعلوه في اإلبل يكون معها"‪2 .‬‬

‫عن عثمان بن أبي العاص قال‪ :‬ملا استعملني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على الطائف‪ ،‬جعل يعرض لي‬
‫ش يء في صالتي‪ ،‬حتى ما أدري ما أصلي‪ ،‬فلما رأيت ذلك‪ ،‬رحلت إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"ابن أبي العاص؟" قلت‪ :‬نعم يا رسول هللا‪ ،‬قال‪" :‬ما جاء بك؟" قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬عرض لي ش يء في‬
‫صلواتي‪ ،‬حتى ما أدري ما أصلي‪ ،‬قال‪" :‬ذاك الشيطان‪ ،‬ادنه" فدنوت منه‪ ،‬فجلست على صدور قدمي‪،‬‬
‫قال‪ :‬فضرب صدري بيده‪ ،‬وتفل في فمي‪ ،‬وقال‪" :‬اخرج عدو هللا"‪ ،‬ففعل ذلك ثالث مرات‪ ،‬ثم قال‪" :‬الحق‬
‫بعملك"‪ ،‬قال‪ :‬فقال عثمان‪ :‬فلعمري ما أحسبه خالطني بعد‪3 .‬‬

‫مسألة هل النفث قبل القراءة أو بعدها؟‬


‫يكون بعد القراءة‪:‬‬

‫‪ 1‬رواه البخاري (‪)5749‬‬


‫‪ 2‬رواه الطبراني (‪ )676‬وصححه األلباني في الصحيحة (‪)875/1‬‬
‫‪ 3‬رواه ابن ماجة (‪ )3548‬وصححه األلباني في صحيح ابن ماجة (‪)3714‬‬
‫‪12‬‬
‫قال الشيخ عبد املحسن العباد حفظه هللا في شرح حديث‪( :‬فرقاه بفاتحة الكتاب ثالثة أيام‪ ،‬غدوة‬
‫وعشية‪ ،‬فلما ختمها جمع بز اقه ثم تفل)‪ :‬وفيه أنه فعل ذلك ثالثة أيام‪ ،‬يعني‪ :‬أنه يرقيه بكرة وعشية‪،‬‬
‫و أنه كلما ختم السورة نفث‪ ،‬أي‪ :‬أنه يقرأ ثم ينفث‪ ،‬فيكون النفث بعد القراءة‪ ،‬وبعد أن يحرك لسانه‬
‫بالقراءة‪1 .‬‬

‫النفث حالة القراءة‪:‬‬


‫ََ َ َ ه‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ه ُ َ َْ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ َ‬
‫اش ِه نفث ِفي كف ْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم ِإذا أوى ِإ‬ ‫عن عا ِئشة‪ ،‬ر ِض ي َّللا عنها قالت‪( :‬كان رسول ِ‬
‫ْ‬ ‫َّللا َأ َ‬
‫ح ٌد َوباملُ َعو َذ َت ْين)‪2.‬‬ ‫ب ُق ْل ُه َو ه ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال الحافظ ابن حجررحمه هللا‪:‬‬
‫اءة‪3 .‬‬ ‫َّللا َأ َح ٍد َوب ْاملُ َعو َذ َت ْين" َأ ْي َي ْق َر ُؤ َها‪َ ،‬و َي ْن ُف ُث َح َال َة ْال ِق َر َ‬
‫َق ْو ُل ُه ‪":‬إ َذا َأ َوى إ َلى ف َراشه َن َف َث في َكفيه ب ُق ْل ُه َو ه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫فائدة النفث والتفل‪:‬‬


‫الر ْق َية َي ُكو ُن َب ْع َد ْالق َر َاءة؛ ل َت ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُّ ه ْ‬
‫يل‬ ‫ص‬ ‫ح‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫قال الحافظ ابن حجررحمه هللا‪ :‬قال بن أ ِبي حمزة‪ :‬محل الت ِ ِ‬
‫ل‬ ‫ف‬
‫ُ‬
‫الذي َي ْت ُفل ُه‪4 .‬‬ ‫ه‬ ‫ُ َ َ ْ ُ ُ َََْ ُ‬ ‫َب َر َك ِة ْال ِق َر َاءة في ْال َج َوارح هالتي َي ُم ُّر َع َل ْي َ‬
‫الر ِيق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫يق‬
‫الر‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ َ َْ‬
‫اض ي عياض رحمه هللا‪:‬‬ ‫قال الق ِ‬
‫ْ ُ َ َ ُّ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ه ْ ه َ ُّ ُ ْ َ ُّ ُ َ َ ْ َ َ َ ه َ‬
‫ال‪ :‬ك َما ُيت َب هر ُك‬ ‫الذكرالحسن‪ ،‬ل ِكن ق‬ ‫اشر ِة ِللرقي ِة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫امل‬ ‫س‬‫وفا ِئدة التف ِل التبرك ِب ِتلك الرطوب ِة والهو ِاء والن ِ‬
‫ف‬
‫س ُه‪5 .‬‬ ‫ان َمال ٌك َي ْن ُف ُث إ َذا َر َقى َن ْف َ‬ ‫ُ َ َ َ َُْ ُ َ ْ َ َْْ َ ْ ُ ْ َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذك ِرواألسم ِاء الحسنى‪ ،‬وك‬ ‫ِبغسال ِة ما يكتب ِمن ِ‬
‫قال ابن قيم الجوزية رحمه هللا‪:‬‬
‫َ َ َ‬ ‫هْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ُّ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ُ ه َُ ُ ْ َ هُ َ ْ َ ََ َ‬
‫الرق َي ِة َو ِبالنف ِث َعلى ِإ َزال ِة ذ ِل َك‬ ‫وس الخ ِبيثة‪َ ،‬وت ِز ُيد ِبك ْي ِف هي ِة نف ِس ِه‪ ،‬وتست ِعين ِب‬ ‫فنفس الر ِاقي تق ِابل ِتلك النف‬
‫ُّ ْ َ ُ َ َ ه َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُّ ُ‬ ‫ه َ ْ َى َ َ‬ ‫ْ ََ َ ُ ه َ َ َ ْ َ ْ ه ُ َ ْ‬
‫وس‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫الن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫اس‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ت‬‫أ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ق‬‫الر‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫اق‬‫ِ‬ ‫الر‬ ‫س‬ ‫األث ِر‪ ،‬وكلما كانت كي ِفية ن ِ‬
‫ف‬
‫ه َ َ‬
‫الر ِديئ ِة ِبل ْس ِع َها‪.‬‬

‫‪ 1‬شرح سنن أبي داود (‪)17/439‬‬


‫‪ 2‬رواه البخاري (‪)5748‬‬
‫‪ 3‬فتح الباري (‪)210/10‬‬
‫‪ 4‬فتح الباري (‪)456/4‬‬
‫‪ 5‬فتح الباري (‪)371/12‬‬
‫‪13‬‬
‫ْ َْ َ ُ ه َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ ه ُ َ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ه‬ ‫هْ‬
‫الس َح َرة‪ ،‬ك َما َيف َعل ُه أ ْه ُل‬ ‫َو ِفي النف ِث ِس ٌّر آخ ُر‪ ،‬ف ِإن ُه ِم هما ت ْست ِعين ِب ِه األرواح الط ِيبة والخ ِبيثة‪ ،‬و ِلهذا تفعله‬
‫ْ‬
‫اإل َيم ِان‪.‬‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ف ب َك ْيف هية ْال َغ َ‬ ‫ََ َ ه هْ َ َََه ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ َ هه‬
‫ض ِب َوامل َحا َرَب ِة‪َ ،‬وت ْر ِس ُل‬ ‫س تتكي ِ ِ ِ‬ ‫اثات ِفي ال ُعق ِد‪ ،‬وذ ِلك ِألن النف‬ ‫ال تعالى‪ :‬و ِمن ش ِر النف ِ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫الت ْفل هالذي َم َع ُه َش ْي ٌء م َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ً َ َ َ َ ُ ُّ َ ه ْ َ ه‬
‫اح ٌب ِلك ْي ِف هي ٍة ُمؤ ِث َر ٍة‪،‬‬ ‫الر ِيق‪ ،‬مص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنفاسها ِسهاما لها‪ ،‬وتمدها ِبالنف ِث و ِ‬
‫َ‬ ‫َُْ ُ َ ْ ْ‬
‫ور‪َ ،‬ب ْل تنفث َعلى ال ُعق َد ِة َوت ْع ِق ُد َها‪،‬‬ ‫است َع َان ًة َبي َن ًة‪َ ،‬وإ ْن َل ْم َت هتص ْل بج ْسم ْاملَ ْس ُ‬
‫ح‬ ‫الن ْفث ْ‬ ‫َ ه َ َُ ْ َ ُ ه‬
‫احرتست ِعين ِب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسو ِ‬
‫ُّ ْ ه ْ َ َ َ ُ َ ُ َ ُّ ُ ه ُ ه ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ْ ُ َ‬ ‫َو َت َت َك هل ُم بالس ْحر‪َ ،‬ف َي ْع َم ُل َذل َ‬
‫الز ِك هية الط ِي َبة‬ ‫ور ِبت َو ُّس ِط األ ْر َو ِاح السف ِلي ِة الخ ِبيث ِة‪ ،‬فتقا ِبلها الروح‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ ِ‬‫ك‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ هْ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ه َ ُّ‬ ‫َْ ه ه ْ‬
‫الرق َي ِة‪َ ،‬وت ْست ِعين ِبالنف ِث‪ ،‬فأ ُّي ُه َما ق ِو َي كان ال ُحك ُم ل ُه‪َ ،‬و ُمق َابلة األ ْر َو ِاح َب ْع ِض َها‬ ‫الدف ِع َوالتكل ِم ِب‬ ‫ِبكي ِفي ِة‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ َََُ َ ََُ َ َ ٌ َ ْ َ ْ ُ ُْ َ ََ َ ه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ َََُ َ ََُ ْ ْ ُ َ ََ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫س مقابل ِة األجس ِام‪ ،‬ومحاربتها وآلتها سواء‪ ،‬ب ِل األصل ِفي املحارب ِة والتقاب ِل‬ ‫ض‪ ،‬ومحاربتها وآلتها ِمن ِجن ِ‬ ‫ِلبع ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ْ ُّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ات األ ْر َو ِاح َو أف َع ِال َها َو ان ِف َعاال ِت َها؛‬ ‫ِلألرو ِاح واألجس ِام آلتها وجندها‪ ،‬ول ِكن من غلب علي ِه ال ِحس ال يشعر ِبتأ ِثير ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُْ َ ْ‬
‫س َعل ْي ِه‪َ ،‬و ُب ْع ِد ِه ِم ْن َعال ِم األ ْر َو ِاح‪َ ،‬وأ ْحك ِام َها‪َ ،‬و أف َع ِال َها‪.‬‬ ‫ِالس ِتيال ِء سلط ِان ِ ِ‬
‫ح‬ ‫ال‬
‫ْ ََ‬ ‫هْ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ُ َ ه ُّ َ َ َ َ ْ َ ه ً َ َ َ ه َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ه ْ‬
‫است َعانت ِبالنف ِث َوالتف ِل‪ ،‬ق َابلت ذ ِل َك األث َر‬ ‫واملقصود‪ :‬أن الروح ِإذا كانت ق ِوية‪ ،‬وتكيفت ِبمعا ِني الفا ِتح ِة‪ ،‬و‬
‫ْ َ ََ َ‬
‫الن ُفوس ال َخبيثة فأ َزال ْت ُه‪ ،‬وهللا أعلم‪1 .‬‬ ‫َ َ َ َ ُّ‬ ‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ال‬
‫الرقية بدون نفث وال تفل‪:‬‬
‫َ ْ َ ََ ه ه َه هُ ََْ َ َ ه َ َ َ َ َ ُ َ ه ُ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ال‪« :‬ن َع ْم»‪.‬‬ ‫َعن أبي سعيد الخ ْد ِري‪ ،‬أن ِجب ِريل أتى الن ِبي صلى َّللا علي ِه وسلم فقال‪ :‬يا محمد أشتكيت؟ فق‬
‫يك‪ ،‬بسم هللا أرقيك‪2 .‬‬ ‫َّللا َي ْشف َ‬ ‫يك‪ ،‬م ْن شر ُكل َن ْفس َأ ْو َع ْين َحاسد‪ ،‬ه ُ‬ ‫يك‪ ،‬م ْن ُكل َش ْيء ُي ْؤذ َ‬ ‫َّللا َأ ْ ق َ‬
‫َق َ ْ ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‪ِ :‬بس ِم ِ ر ِ‬

‫ال َأ َنس‪ٌ:‬‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ ََ َ ْ ََ ْ‬
‫اش َت َك ْي ُت‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫س ب ِن م ِال ٍك‪ ،‬فقال ث ِابت‪ :‬يا أبا حمزة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ََ ََ ٌ ََ ََ‬ ‫َ ْ َْ َ‬
‫عن عب ِد الع ِز ِيز‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا وث ِابت على أن ِ‬
‫ْ‬ ‫الناس‪ُ ،‬م ْذه َب َ‬ ‫َ َ َْ َ ُ ْ َ َ ُ ل ه َه ُ ََْ َ َ ه َ َ َ ََ َ َ ه ُ ه َ ه ه‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫اش‬ ‫‪،‬‬‫اس‬
‫ِ‬ ‫الب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪« :‬اللهم رب‬ ‫أال أر ِقيك ِبرقي ِة رسو ِ ِ‬
‫س َق ًما»‪3.‬‬ ‫الشافي‪َ ،‬ال َشاف َي إ هال َأ ْن َت‪ ،‬ش َف ًاء َال ُي َغاد ُر َ‬
‫َْ َ ه‬
‫أنت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ه ُ َ َْ َ ه َ ُ َ ه َ ه ُ َ َ ْ َ َ ه َ َ َ َ ََ َ ً َ ُ‬
‫ال‪« :‬أذ ِه ِب‬ ‫يضا أ ْو أ ِت َي ِب ِه‪ ،‬ق‬ ‫َّللا صلى هللا علي ِه وسلم كان ِإذا أتى م ِر‬ ‫عن عا ِئشة ر ِض ي َّللا عنها‪ :‬أن رسول ِ‬
‫الشافي‪َ ،‬ال ش َف َاء إ هال ش َف ُاؤ َك‪ ،‬ش َف ًاء َال ُي َغاد ُر َ‬
‫س َق ًما»‪4.‬‬ ‫ْ َ َْ َ ه‬ ‫َ َ َ ه ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف و أنت‬ ‫اس‪ ،‬اش ِ‬ ‫الباس رب الن ِ‬
‫حكم التنفس في اإلناء عند الرقية‪:‬‬

‫‪ 1‬زاد املعاد (‪)179/4‬‬


‫‪َ 2‬ر َو ُاه ُمسلم (‪)2186‬‬
‫‪ 3‬رواه البخاري (‪)5742‬‬
‫‪ 4‬رواه البخاري (‪)5657‬‬
‫‪14‬‬
‫السؤال‪ :‬في حالة القراءة على املاء للمريض‪ ،‬هل يقرأ بحيث يكون نفسه في املاء‪ ،‬أو ينحي املاء عن فمه؟‬
‫أجاب الشيخ عبد املحسن العباد حفظه هللا بقوله‪ :‬النفس إنما يكون ممن يشرب‪ ،‬فالذي يشرب هو الذي‬
‫ً‬
‫يقع نفسه في املاء؛ ألن النفس يخرج من األنف‪ ،‬ولكنه يقرأ ثم ينفث فيه‪ ،‬وال يكون أنفه موجها للماء حتى‬
‫ً‬
‫الصقا بفمه حتى ال يخرج نفسه من أنفه على املاء‪1 .‬‬ ‫يتنفس فيه‪ ،‬وال يكون اإلناء‬
‫حكم النفث في املاء بعد قراءة األدعية‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم النفث في اإلناء بعد قراءة بعض األدعية وبعض اآليات لالستشفاء به؟‬
‫أجاب الشيخ عبد املحسن العباد حفظه هللا بقوله‪ :‬إذا كان اإلناء فيه ماء فال بأس بذلك‪ ،‬أما كونه ينفث‬
‫في إناء خال فهذا ال يفعل‪ ،‬و إنما إذا أراد املرء أن ينفث فلينفث في ماء‪ ،‬إذا كان سينقل إلى شخص آخر‬
‫يء سائل؛ يمسك النفث‪ ،‬ويختلط به‪2 .‬‬ ‫يستفيد منه‪ ،‬فينفث في ماء أو في ش‬
‫قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪:‬‬
‫‪...‬النفث في املاء بالقرآن ثم يشرب‪ ،‬فهذا ال أعلم فيه سنة عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ولكنه كان‬
‫وحينئذ نقول‪ :‬ال بأس به‪ -‬أي‪ :‬ال بأس أن يصنع هذا للمرض ى لينتفعوا‬
‫ٍ‬ ‫من عمل السلف‪ ،‬وهو ٌ‬
‫أمر مجرب‪،‬‬
‫ً‬
‫به‪ ،-‬ولكن الذي يقرأ في املاء بالنفث أو التفل ينبغي له أن ال يفعل ذلك إذا كان يعلم أن به مرضا يخش ى‬
‫منه على هذا املريض الذي قرئ له‪3 .‬‬

‫وقال أيضا‪ :‬هذا ورد عن السلف الصالح رحمهم هللا أنهم يقرؤون القرآن‪ ،‬ويلفظون بريقهم ليشربه‬
‫املريض‪ ،‬وقد جرب هذا ونفع‪ ،‬لكن إذا علم القارئ أن في فمه داء يمكن أن تنتقل الجراثيم بواسطة الريق‬
‫ً‬
‫إلى هذا املاء‪ ،‬فيصاب به املريض‪ ،‬فإنه ال يجوزله ذلك؛ خوفا من وقوع الضررعلى املريض‪ ،‬وفي هذه الحال‬
‫يمكن أن يذهب الرجل بنفسه إلى املريض فيقرأ عليه‪4 .‬‬

‫‪ 1‬شرح سنن أبي داود (‪)35/422‬‬


‫‪ 2‬شرح سنن أبي داود (‪)38/92‬‬
‫‪ 3‬فتاوى نور على الدرب للعثيمين (‪)2/4‬‬
‫‪ 4‬فتاوى نور على الدرب للعثيمين (‪)2/4‬‬
‫‪15‬‬

You might also like