You are on page 1of 96

‫مذكرة المجلس الوطني‬

‫لحقوق االنسان‬

‫حول مراجعة‬
‫مدونة األسرة‬
‫‪ 20‬دجنبـــر ‪2023‬‬
‫مذكرة المجلس الوطني‬
‫لحقوق االنسان‬

‫حول مراجعة‬
‫مدونة األسرة‬
‫‪ 20‬دجنبـــر ‪2023‬‬
‫الفهرس‬
‫‪.I‬االعتب ــارات ‪7. . ......................................................................................‬‬
‫‪.II‬اإلطــار ا ملــرجعي للمذ كــرة ‪8. . .....................................................................‬‬
‫‪.III‬املب ــادئ املوجه ــة للمذ ك ــرة ‪10..................................................................‬‬
‫فعلي ــة املس ــاواة وع ــدم التم ــييز ‪11................................................................‬‬
‫احترام املصل ح ــة الف ــضلى للطف ــل ‪11.............................................................‬‬
‫مبــدأ عــدم تــرك أ حــد خلــف الركــب ‪12............................................................‬‬
‫مب ــدأ توس ــيع إرادة األط ــراف في تنظي ــم العالق ــات األس ــرية‪13............................... .‬‬
‫‪.IV‬حصيل ــة تطبي ــق مدون ــة االس ــرة ‪ :2023-2004 -‬االخ ــتالالت ا ل ــكبرى التي سجله ــا‬
‫املجلــس ا لــوطني لحقــوق االنســان ‪14... ........................................................‬‬
‫‪.V‬مقترح ــات وتوصي ــات املجل ــس ‪16...............................................................‬‬
‫مقترح ــات وتوصي ــات خا ص ــة بمض ــامين مدون ــة األس ــرة ‪16....................................‬‬
‫‪1.‬تعري ــف األس ــرة‪16. . ............................................................................ :‬‬
‫‪2.‬نط ــاق تطبي ــق مدون ــة األس ــر‪19. . ...............................................................‬‬
‫‪3.‬زواج املغارب ــة بالخ ــارج ‪20. . ....................................................................‬‬
‫‪4.‬ثب ــوت الزوجي ــة ‪22. . .............................................................................‬‬
‫‪5.‬تزوي ــج األطف ــال ‪23. . .............................................................................‬‬
‫‪6.‬تع ــدد الزوج ــات ‪26. . ............................................................................‬‬
‫‪7.‬اختــاف الد يــن فــي ا لــزواج ‪28. . ................................................................‬‬
‫‪8.‬تدبي ــر و اقتس ــام األم ــوال املكتس ــبة أثن ــاء قي ــام العال ق ــة الزوجي ــة ‪31. . .................‬‬
‫‪9.‬الط ــاق والتطلي ــق ‪34. . .........................................................................‬‬
‫ ‪10.‬البن ــوة والنس ــب ‪39. . ............................................................................‬‬
‫ ‪11.‬ا لنفق ــة ‪43. . .......................................................................................‬‬
‫ ‪12.‬الحضا ن ــة ‪47. . ....................................................................................‬‬
‫ ‪13.‬النيا ب ــة القانوني ــة ‪50. . ..........................................................................‬‬
‫ ‪14.‬الوصي ــة ‪57. . .....................................................................................‬‬
‫‪15.‬نظــام اإلرث ‪59. . .................................................................................‬‬
‫ ‪16.‬ا ملــادة ‪ 400‬م ــن مدون ــة األس ــرة وإ ش ــكالية االجته ــاد ‪63. . ...................................‬‬
‫مقترح ــات وتوصي ــات عا م ــة‪67.................................................................... :‬‬
‫جــدول إشكاليــات مدونــة األســرة ومقترحــات تعديالت هــا ‪74..................................‬‬
‫‪I.‬االعتبارات‬
‫‪1.‬بنــاء علــى القانــون‪ 76.15‬املتعلــق بإعــادة تنظيــم املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان‪ ،‬وال ســيما املــادة‬
‫‪ 2‬من ــه‪ ،‬الت ــي تن ــص عل ــى أن املجل ــس يتول ــى النظ ــر ف ــي جمي ــع القضاي ــا املتعلق ــة بالدف ــاع ع ــن حق ــوق‬
‫اإلنس ــان والحري ــات وحمايته ــا‪ ،‬وبضم ــان ممارس ــتها الكامل ــة والنه ــوض به ــا وبصيان ــة كرام ــة وحق ــوق‬
‫وحري ــات املواطن ــات واملواطنين‪ ،‬أف ـرادا وجماع ــات‪ ،‬وذل ــك ف ــي نط ــاق الح ــرص الت ــام عل ــى احت ـرام‬
‫املرجعي ــات الوطني ــة والكوني ــة ف ــي ه ــذا املج ــال‪ ،‬كم ــا يس ــاهم املجل ــس ف ــي تعزي ــز منظوم ــة حق ــوق‬
‫اإلنس ــان والعم ــل عل ــى حمايته ــا والنه ــوض به ــا وتطويره ــا م ــع مراع ــاة الطاب ــع الكون ــي لتل ــك الحق ــوق‪،‬‬
‫وع ــدم قابليته ــا للتج ــزيء؛‬
‫‪2.‬تنفيــذا إلســتراتيجية عمــل املجلــس‪ ،‬كمــا صادقــت عليهــا الــدورة األولــى لجمعيتــه العموميــة املنعقــدة‬
‫بتاريــخ ‪21‬شــتنبر ‪ ،2019‬والتــي تقــوم علــى مبــدأ فعليــة الحقــوق (‪ )l’effectivité des droits‬وابتغائــه‬
‫أن يك ــون‪ ،‬م ــن خالله ــا‪ ،‬آلي ــة انتص ــاف فعال ــة وس ــهلة الول ــوج‪ ،‬وفض ــاء للنق ــاش اله ــادف للنه ــوض‬
‫بالقضاي ــا امللح ــة ف ــي مج ــال حق ــوق اإلنس ــان‪ ،‬وإط ــارا القت ـراح تدابي ــر وقائي ــة م ــن خ ــال الوس ــاطة‬
‫والتدخ ــل االس ــتباقي‪ ،‬للحيلول ــة دون وق ــوع انته ــاكات لحق ــوق اإلنس ــان؛‬
‫‪3.‬حرص ــا من ــه عل ــى مواكب ــة أوراش اإلص ــاح الت ــي تعرفه ــا بالدن ــا‪ ،‬بالتفكي ــر واالقت ـراح‪ ،‬م ــن موقع ــه‬
‫كمؤسس ــة وطني ــة مس ــتقلة ومحاي ــدة خاضع ــة ملب ــادئ باري ــس بش ــأن املنظم ــات الوطني ــة لحق ــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬وفــي نطــاق ممارســته لصالحياتــه الدســتورية والقانونيــة فــي مجــال حمايــة حقــوق اإلنســان‬
‫والنه ــوض به ــا والوقاي ــة م ــن انتهاكه ــا؛‬
‫‪4.‬اعتب ــارا للمكان ــة املركزي ــة الت ــي تحتله ــا قضاي ــا املس ــاواة وع ــدم التميي ــز ف ــي اس ــتراتيجية عم ــل املجل ــس‬
‫وحضورهــا بشــكل دائــم وعرضانــي فــي جميــع تدخالتــه ومهامــه علــى مســتوى حمايــة حقــوق اإلنســان‬
‫والنهــوض بهــا والوقايــة مــن انتهاكهــا؛‬
‫‪5.‬س ــعيا من ــه إل ــى تثمي ــن التراك ــم ال ــذي حققت ــه اململك ــة ف ــي مج ــال النه ــوض بأوض ــاع النس ــاء والفتي ــات‬
‫وتعزيــز قدرتهــن علــى الولــوج إلــى الحقــوق األساســية وتوفيــر شــروط التمكيــن االقتصــادي والسيا�ســي‬
‫للمـرأة وتيســير ســبل ولوجهــا إلــى الفضــاء العمومــي‪ ،‬وهــو مــا يســتدعي تقويــة املركــز القانونــي للنســاء‬
‫والفتيــات فــي الفضــاء الخــاص‪ ،‬وخاصــة داخــل مؤسســة األســرة؛‬
‫‪6.‬اعتبــارا للــدور املركــزي ملؤسســة األســرة باعتبارهــا املحــدد األسا�ســي والحاســم فــي بنــاء إنســان فاعــل‬
‫ف ــي املجتم ــع وق ــادر عل ــى رف ــع تحدي ــات أجن ــدة األم ــم املتح ــدة للتنمي ــة بجمي ــع أهدافه ــا وخاص ــة تل ــك‬
‫املتعلق ــة بالقض ــاء عل ــى الفق ــر (اله ــدف األول) وضم ــان صح ــة وتعلي ــم جيدي ــن (الهدف ــان الثال ــث‬

‫‪7‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫والرابــع) واملســاواة بيــن الجنســين (الهــدف الخامــس) العمــل الالئــق ونمــو االقتصــاد (الهــدف الثامــن)‬
‫والح ــد م ــن أوج ــه ع ــدم املس ــاواة (اله ــدف العاش ــر)؛‬
‫‪7.‬اعتبــارا للــدور األسا�ســي الــذي تضطلــع بــه مدونــة األســرة فــي تمكيــن األســرة وصيانــة حقــوق مكوناتهــا‪،‬‬
‫وتوفيــر األرضيــة القانونيــة إلدماجهــا بشــكل إيجابــي فــي املجتمــع علــى النحــو الــذي يضمــن عــدم تــرك‬
‫أحــد حلــف الركــب‪ ،‬وخاصــة فئــة النســاء والفتيــات واألطفــال؛‬
‫‪8.‬بن ــاء عل ــى الرس ــالة امللكي ــة الس ــامية إل ــى الس ــيد رئي ــس الحكوم ــة‪ ،‬املتعلق ــة بمراجع ــة مدون ــة األس ــرة‬
‫بتاري ــخ ‪ 26‬س ــبتمبر ‪2023‬؛‬
‫‪9.‬بنــاء علــى النقــاش التفاعلــي للجمعيــة العامــة املنعقــدة بتاريــخ ‪ 16‬يونيــو ‪ ،2023‬ومصادقــة الجمعيــة‬
‫العمومي ــة للمجل ــس عل ــى مش ــروع املذك ــرة بع ــد مناقش ــتها والت ــداول بش ــأنها واغنائه ــا خ ــال دورته ــا‬
‫املنعق ــدة ي ــوم ‪ 20‬دجنب ــر ‪2023‬؛‬
‫ ‪10.‬فان املجلس الوطني لحقوق االنسان يقدم هذه املذكرة الى الهيئة املكلفة بمراجعة مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪II.‬اإلطار المرجعي للمذكرة‬


‫‪-‬الدستور املغربي لسنة ‪2011‬؛‬
‫‪-‬مقاصد الشريعة اإلسالمية املستندة الى مبادئ املساواة والعدل واالنصاف؛‬
‫‪-‬العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية لسنة ‪1966‬؛‬
‫‪-‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬لسنة ‪1966‬؛‬
‫‪-‬االتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد املرأة لسنة ‪1979‬؛‬
‫‪-‬اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب وغيــره مــن ضــروب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الالإنســانية أو‬
‫املهينــة لســنة ‪1984‬؛‬
‫‪-‬اتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪1989‬؛‬
‫‪-‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة وبروتوكولها االختياري لسنة ‪2006‬؛‬
‫‪-‬إعالن حقوق الطفل لسنة ‪1959‬؛‬
‫‪-‬أهداف التنمية املستدامة ‪ 2030‬التي اعتمدت سنة ‪ 2015‬من طرف األمم املتحدة؛‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬املالحظــات الختاميــة للجنــة حقــوق الطفــل بشــأن التقريــر الجامــع للتقريريــن الدورييــن الثالــث‬
‫والرابــع للمغــرب‪ ،‬الــدورة ‪ 67‬املنعقــدة فــي الفتــرة املمتــدة مــن ‪ 1‬إلــى ‪ 19‬شــتنبر ‪ ،2014‬جلســتي رقــم‬
‫‪ 1906‬و‪ 1907‬املنعقدتيــن فــي ‪ 3‬شــتنبر ‪CRC/C/MAR/3-4 ،2014‬؛‬
‫‪-‬املالحظ ــات الختامي ــة للجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة بش ــأن التقري ــر الجام ــع‬
‫للتقريري ــن الدوريي ــن الخام ــس والس ــادس للمغ ــرب‪C/MAR/CO/5-6، 12 ،‬يولي ــوز ‪2022‬؛‬
‫‪-‬املالحظ ــات الختامي ــة للجن ــة املعني ــة بالحق ــوق االقتصادي ــة واالجتماعي ــة والثقافي ــة بش ــأن‬
‫التقري ــر ال ــدوري الراب ــع للمغ ــرب‪ ،‬ال ــدورة رق ــم ‪ 56‬املنعق ــدة ف ــي الفت ــرة املمت ــدة م ــن ‪ 21‬ش ــتنبر‬
‫‪ 2015‬ال ــى غاي ــة ‪ 9‬أكتوب ــر ‪ ،2015‬جلس ــتي رق ــم ‪ 64‬و‪ 65‬املنعقدتي ــن ف ــي ‪ 30‬ش ــتنبر و‪ 1‬أكتوب ــر‬
‫‪E/C.12/MAR/4،2015‬؛‬
‫‪-‬املالحظ ــات الختامي ــة للجن ــة املعني ــة بحق ــوق االنس ــان املتعلق ــة بالتقري ــر ال ــدوري الس ــادس‬
‫للمغ ــرب‪ ،‬ال ــدورة ‪ 118‬املنعق ــدة ف ــي الفت ــرة املمت ــدة م ــن ‪ 17‬أكتوب ــر ال ــى غاي ــة ‪ 4‬نونب ــر ‪،2016‬‬
‫جلس ــتي رق ــم ‪3319‬و ‪ 3320‬املنعقدتي ــن ف ــي ‪ 24‬و‪ 25‬أكتوب ــر ‪CCPR/C/MAR/6 ،2016‬؛‬
‫‪-‬تقريــر الفريــق العامــل املعنــي باالســتعراض الــدوري الشــامل للمغــرب برســم الجولــة الرابعــة مــن‬
‫االســتعراض‪ ،‬الــدورة ‪ 41‬فــي الفتــرة املمتــدة مــن ‪ 7‬الــى ‪ 18‬نونبــر ‪A/HRC/52/7 ،2022‬؛‬
‫‪-‬التوصي ــة العام ــة رق ــم ‪ 21‬للجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة بش ــأن املس ــاواة ف ــي‬
‫ال ــزواج والعالق ــات األس ــرية ‪A/49/38 ،1994‬؛‬
‫‪-‬التوصي ــة العام ــة رق ــم ‪ 28‬للجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة بش ــأن االلتزام ــات‬
‫األساس ــية لل ــدول األط ـراف بموج ــب امل ــادة ‪ 2‬م ــن اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى جمي ــع أش ــكال التميي ــز‬
‫ض ــد امل ـرأة‪ ،‬معتم ــدة ف ــي ال ــدورة ‪ 47‬بتاري ــخ ‪ 16‬دجنب ــر ‪CEDAW/C/GC/28 .2010‬؛‬
‫‪-‬التوصي ــة العام ــة رق ــم ‪ / 31‬التعلي ــق الع ــام رق ــم‪ ،18‬الص ــادران بصف ــة مش ــتركة‪ ،‬بي ــن لجن ــة‬
‫املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة‪ -‬لجن ــة حق ــوق الطف ــل‪ ،‬بش ــأن املمارس ــات الض ــارة»‪،‬‬
‫الص ــادر بتاري ــخ ‪ 14‬نونب ــر ‪ 2014‬واملحين ــة س ــنة ‪CEDAW/C/GC/31-CRC/C/GC/18 ،2019‬؛‬
‫‪-‬إعــان وبرنامــج عمــل فيينــا املنبثــق عــن املؤتمــر العالمــي لحقــوق اإلنســان املتعقــد فــي فيينــا مــا‬
‫بي ــن ‪ 14‬و ‪ 25‬يوني ــو ‪ ،1993‬الص ــادر بتاري ــخ ‪ 25‬يوني ــو ‪ A/conf.157/24،1993‬؛‬
‫‪-‬إع ــان ومنه ــاج عم ــل بكي ــن الص ــادر ع ــن املؤتم ــر العالم ــي الراب ــع املعن ــي بامل ـرأة املنعق ــد ف ــي بجي ــن‬
‫خ ــال الفت ــرة املمت ــدة م ــن ‪ 4‬ش ــتنبر إل ــى ‪ 15‬ش ــتنبر ‪ ،1995‬اعتم ــد اإلع ــان خ ــال الجلس ــة ‪16‬‬
‫املعق ــودة بتاري ــخ ‪ 15‬ش ــتنبر ‪.A/CONF.177/20/Rev.1 ،1995‬‬

‫‪9‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬إضاف ــة إل ــى املرجعي ــة القانوني ــة الدولي ــة والوطني ــة‪ ،‬تس ــتند ه ــذه املذك ــرة إل ــى مرجعي ــة التح ــوالت‬
‫التــي فرضهــا واقــع املجتمــع املغربــي‪ ،‬حيــث ســاهمت التحــوالت االقتصاديــة واالجتماعيــة التــي عرفهــا‬
‫املغ ــرب ف ــي تج ــاوز التقس ــيم التقلي ــدي ل ــأدوار ف ــي األس ــرة املغربي ــة‪ ،‬حي ــث فرض ــت تح ــوالت الواق ــع‬
‫املعــاش عالقــات جديــدة قوامهــا املســاواة بيــن املـرأة والرجــل فــي الحقــوق والواجبــات‪ ،‬وهــو مــا كرســه‬
‫دســتور ســنة ‪ 2011‬الــذي نــص فــي الفصــل ‪ 19‬منــه علــى ضــرورة تمتيــع كل مــن امل ـرأة والرجــل‪ ،‬وعلــى‬
‫ق ــدم املس ــاواة‪ ،‬بالحق ــوق والحري ــات ال ــواردة ف ــي الوثيق ــة الدس ــتورية‪ ،‬وتل ــك املتضمن ــة ف ــي اإلط ــار‬
‫املعي ــاري لحق ــوق االنس ــان ذات الصل ــة‪.‬‬
‫‪-‬تس ــتند ه ــذه املذك ــرة أيض ــا عل ــى العدي ــد م ــن املعطي ــات واألرق ــام والدراس ــات واألبح ــاث الت ــي‬
‫أنجزتهــا القطاعــات الحكوميــة املعنيــة باملـرأة والطفــل والقضايــا ذات الصلــة‪ ،‬إضافــة إلــى تقاريــر‬
‫ومذك ـرات العدي ــد م ــن هيئ ــات الحكام ــة ومنظم ــات املجتم ــع املدن ــي‪.‬‬

‫ ‪11.‬يســجل املجلــس أن تطبيــق املدونــة خــال العقديــن املاضييــن اتســم باالتســاع املتزايــد للهــوة بينهــا وبيــن‬
‫واقــع األســرة املغربيــة‪ ،‬ممــا جعــل العديــد مــن مقتضياتهــا ال تســتجيب لإلطــار الدســتوري والتزامــات‬
‫املغــرب الدوليــة فــي مجــال حقــوق اإلنســان بــل إنهــا لــم تعــد تســتجيب‪ ،‬كذلــك‪ ،‬للتحــوالت التــي يعرفهــا‬
‫الواقــع االقتصــادي واالجتماعــي الــذي أثــر علــى مركــز امل ـرأة فــي املجتمــع‪ ،‬وعــزز حضورهــا فــي الفضــاء‬
‫العــام‪ ،‬باعتبارهــا مســاهمة فاعلــة فــي تنميتــه‪ ،‬فــي الوقــت الــذي ال ي ـزال موقعهــا فــي الفضــاء الخــاص‬
‫يع ــرف إش ــكاليات واخت ــاالت كبي ــرة كم ــا يتبي ــن ذل ــك م ــن حصيل ــة تطبي ــق مدون ــة األس ــرة عل ــى م ــدى‬
‫العقديــن األخيريــن‪.‬‬

‫‪III.‬المبادئ الموجهة للمذكرة‬


‫تتأس ــس ه ــذه املذك ــرة س ــواء في التشخي ــص ال ــذي تقدم ــه أو في الحل ــول التي تقترحه ــا على‬
‫جميــع مبــادئ حقــوق اإلنســان املتعــارف عليهــا‪ ،‬و تســتحضر بــشكل أســا�سي أربعــة مبــادئ‬
‫تعــتبر بمثابــة الخيــط الناظــم للمقترحــات الــواردة فيهــا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فعلي ــة املس ــاواة وع ــدم التم ــييز‬
‫ ‪12.‬يشــكل الترافــع مــن أجــل تحقيــق املســاواة وعــدم التمييــز بيــن املواطنــات واملواطنيــن أحــد أهــم املبــادئ‬
‫الناظمــة لعمــل املجلــس الوطنــي لحقــوق اإلنســان وأحــد املرتكـزات األساســية الســتراتيجيته القائمــة‬
‫عل ــى فعلي ــة الحق ــوق‪ .‬وق ــد دأب املجل ــس عل ــى م ــدار الس ــنوات املاضي ــة‪ ،‬س ــواء ف ــي تقاري ــره الس ــنوية‬
‫واملوضوعاتي ــة وآرائ ــه االستش ــارية ومذكرات ــه‪ ،‬أو ف ــي مختل ــف أنش ــطته ومبادرات ــه ذات الصل ــة‪ ،‬عل ــى‬
‫رص ــد العدي ــد م ــن اإلش ــكاالت عل ــى مس ــتوى طريق ــة ضب ــط مقتضي ــات املدون ــة للعالق ــة بي ــن الرج ــل‬
‫وامل ـرأة وآثاره ــا عل ــى املرك ــز القانون ــي ل ــكل منهم ــا داخ ــل مؤسس ــة األس ــرة‪ ،‬وتقييمه ــا عل ــى ض ــوء م ــا‬
‫ينــص عليــه الدســتور مــن ضمانــات للمســاواة بيــن الرجــل وامل ـرأة وحظــر التمييــز بينهمــا فــي الحقــوق‬
‫والواجب ــات‪.‬‬
‫ ‪13.‬ورغم أن استراتيجية فعلية الحقوق تقوم على تصور واسع وشمولي للعوامل املؤدية إلى الالمساواة‪،‬‬
‫التــي ال يمكــن اختزالهــا فــي األبعــاد القانونيــة لوحدهــا‪ ،‬فــإن املذكــرة تعتبــر أن هشاشــة املركــز القانونــي‬
‫للنســاء يشــكل ثغــرة أساســية تــؤدي إلــى مختلــف مظاهــر الهشاشــة األخــرى االقتصاديــة واالجتماعيــة‬
‫والسياســية‪ .‬ولذلــك فــإن تقويــة ضمانــات املســاواة الفعليــة بيــن املـرأة والرجــل علــى النحــو املنصــوص‬
‫علي ــه ف ــي الفص ــل ‪ 19‬م ــن الدس ــتور‪ ،‬وف ــي االلتزام ــات الدولي ــة املترتب ــة ع ــن االتفاقي ــات الت ــي صادق ــت‬
‫عليهــا اململكــة تشــكل الخيــط الناظــم للمقترحــات الــواردة فــي هــذه املذكــرة‪.‬‬

‫احترام املصل حــة الفــضلى للطــفل‬


‫ ‪14.‬تتأس ــس ه ــذه املذك ــرة عل ــى تص ــور لألس ــرة باعتباره ــا مؤسس ــة ثالثي ــة األركان قوامه ــا الرج ــل وامل ـرأة‬
‫والطف ــل‪ .‬ولذل ــك ف ــإن تصوره ــا لوظيف ــة قان ــون األس ــرة وغايات ــه ال يقتص ــر عل ــى مج ــرد تنظي ــم‬
‫العالقــات بيــن املـرأة والرجــل الناشــئة عــن الــزواج والطــاق وامليـراث والقضايــا األخــرى املرتبطــة بهمــا‪،‬‬
‫بــل يســتحضر كذل ــك املرك ــز القانون ــي للطف ــل كطــرف أسا�س ــي ف ــي العالق ــات األس ــرية‪ ،‬ولي ــس مج ــرد‬
‫أحــد توابعهــا‪ .‬ولذلــك فــإن اســتحضار املصلحــة الفضلــى للطفــل هــو أحــد املبــادئ األساســية املوجهــة‬
‫ملقترحــات هــذه املذكــرة بمــا يضمــن جعــل حمايــة حقــوق الطفــل باعتبــاره املكــون األكثــر هشاشــة فــي‬
‫تركيب ــة األس ــرة‪ ،‬معي ــارا إلع ــادة تحدي ــد وتدقي ــق الحق ــوق والواجب ــات الخاص ــة بمكوناته ــا األخ ــرى‪.‬‬
‫‪15.‬وفــي ظــل غيــاب تحديــد دقيــق ملفهــوم املصلحــة الفضلــى للطفــل‪ ،‬فــإن املذكــرة تسترشــد فــي تحديــده‬
‫بمجموع ــة م ــن النص ــوص التأسيس ــية الت ــي ينبغ ــي أن تش ــكل معال ــم لالجته ــاد القضائ ــي املغرب ــي م ــع‬
‫االنفت ــاح عل ــى املمارس ــات الفضل ــى ف ــي ه ــذا املج ــال‪ .‬ويتح ــدد مضم ــون املصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‬
‫انطالق ــا م ــن العناص ــر الثالث ــة التالي ــة‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪ -‬اســتحضار املبــدأ العــام الــذي أرســاه إعالن حقــوق الطفــل لســنة ‪ 1959‬حين نــص على وجــوب أن “يتمتــع‬
‫الطف ــل بحماي ــة خاص ــة‪ ،‬وأن يمن ــح بالتش ــريع وغيره م ــن الوس ــائل‪ ،‬الف ــرص والتس ــهيالت الالزم ــة إلتاح ــة‬
‫نمــوه الجــسمي والعــقلي والخلقــي والــروحي واالجتمــاعي نمــوا طبيعيــا ســليما في جــو مــن الحريــة والكرامــة‪.‬‬
‫وتكــون مصلحتــه العليــا محــل االعتبــار األول في ســن القــوانين لهــذه الغايــة‪.1‬‬
‫‪ -‬اســتحضار نص وروح الفقرة األولى من املادة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق الطفل لســنة ‪ 1989‬التي نصت على‬
‫أنــه “في جميــع اإلجـراءات التي تتعلــق باألطفــال‪ ،‬ســواء قامــت بهــا مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة العامــة أو‬
‫الخاصــة‪ ،‬أو املحاكــم أو الســلطات اإلداريــة أو الهيئــات التشــريعية‪ ،‬يــولى االعتبــار األول ملصلحــة الطفــل‬
‫الف ــضلى‪ ”.2‬وإلى جان ــب ذل ــك ين ــبغي مراع ــاة كل بن ــود االتفاقي ــة باعتباره ــا الح ــد األدن ــى الواج ــب ت ــوفيره‬
‫لضمــان حمايــة حقــوق الطفــل‪.‬‬
‫‪ -‬مراع ــاة مقتضي ــات املواثي ــق الدولي ــة األخ ــرى التي تس ــتحضر املصلح ــة الف ــضلى للطف ــل‪ ،‬وعلى رأس ــها‬
‫اتفاقيــة القضــاء على جميــع أشكال التمــييز ضــد املـرأة لســنة ‪ ،1979‬وخاصــة املادة ‪ 5‬املتعلقــة باملســؤولية‬
‫املشتركــة للرجــال والنســاء في تنشــئة األطفــال‪ ،‬واملادة ‪ 16‬التي تنــص على ضــرورة إيثــار املصلحــة الفــضلى‬
‫للطفــل في كافــة األمــور املتعلقــة بالــزواج والعالقــات العائليــة‪.‬‬

‫مبــدأ عــدم تــرك أ حــد خلــف ا لــركب‬


‫ ‪16.‬تنطلــق املذكــرة مــن فكــرة أساســية مفادهــا أن احت ـرام حقــوق اإلنســان هــو شــرط لتحقيــق التنميــة‬
‫اإلنســانية وغايــة لهــا فــي الوقــت ذاتــه‪ .‬ولذلــك فــإن املجلــس يعتبــر أن إصــاح منظومــة القوانيــن التــي‬
‫تؤط ــر العالق ــات األس ــرية ينبغ ــي النظ ــر إلي ــه باعتب ــاره وس ــيلة‪/‬فرصة تترج ــم الدول ــة التزامه ــا بع ــدم‬
‫تــرك أحــد خلــف الركــب وتعزيــز جهودهــا لتحقيــق أهــداف التنميــة املســتدامة ‪ .2030‬وكمــا جــاء ذلــك‬
‫ف ــي أجن ــدة ‪ 2030‬ف ــإن أح ــد األس ــباب الرئيس ــية لبق ــاء فئ ــات واس ــعة م ــن املجتم ــع اإلنس ــاني خل ــف‬
‫الرك ــب ه ــو اس ــتمرار أش ــكال ومظاه ــر عدي ــدة للتميي ــز بب ــن الن ــاس‪ ،‬وأن العدي ــد م ــن العوائ ــق الت ــي‬
‫تح ــول دون ول ــوج فئ ــات واس ــعة لحقوقه ــا األساس ــية واس ــتفادتها م ــن امل ــوارد والخدم ــات والف ــرص‪،‬‬
‫ناتجــة باألســاس عــن وجــود قوانيــن تمييزيــة واســتمرار بعــض املمارســات االجتماعيــة التــي تــؤدي إلــى‬
‫إقص ــاء بع ــض الفئ ــات وتعمي ــق هشاش ــتهم‪.‬‬
‫ ‪17.‬وم ــن ه ــذا املنطل ــق ف ــإن املقترح ــات ال ــواردة ف ــي ه ــذه املذك ــرة ته ــدف باألس ــاس إل ــى تمكي ــن مكون ــات‬
‫األســرة وتعزيــز ضمانــات حمايــة حقوقهــم بمــا يضمــن إخـراج فئــات واســعة مــن الهشاشــة القانونيــة‬
‫(خاص ــة النس ــاء والفتي ــات) وتوفي ــر اإلط ــار القانون ــي املالئ ــم لتأهيله ــا وإدماجه ــا ف ــي دينامي ــة التنمي ــة‬
‫‪ -1‬املبد أ� الثاين من �إعالن حقوق الطفل اذلي اعمتدته امجلعية العامة ل أألمم املتحدة مبوجب قرار رمق ‪( 1386‬د‪ )14-‬املؤرخ يف ‪ 20‬نونرب ‪.1959‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق الطفل ل�سنة ‪.1989‬‬
‫‪12‬‬
‫التــي يعرفهــا املجتمــع املغربــي‪ .‬وتدخــل فــي هــذا اإلطــار املقترحــات املتعلقــة بمنــع زواج الطفــات‪ ،‬الــذي‬
‫يعتب ــر س ــببا رئيس ــيا ف ــي تدن ــي مؤش ـرات التعلي ــم والصح ــة ف ــي أوس ــاط النس ــاء‪ ،‬تعزي ــز حماي ــة النس ــاء‬
‫م ــن العن ــف بجمي ــع أش ــكاله املادي ــة والرمزي ــة والرقمي ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى كل املقترح ــات األخ ــرى املتعلق ــة‬
‫بصيان ــة حق ــوق األطف ــال واألش ــخاص ذوي إعاق ــة‪ .‬وتتوخ ــى املذك ــرة رف ــع كل املعوق ــات القانوني ــة‬
‫الت ــي م ــن ش ــأنها اإلخ ــال بالت ــوازن املطل ــوب ف ــي العالق ــات األس ــرية أو إضع ــاف املرك ــز القانون ــي ألح ــد‬
‫مكوناتهــا مــن جهــة‪ ،‬وتعزيــز قــدرة القانــون علــى توفيــر ضمانــات لحمايــة فعليــة لحقــوق كافــة مكونــات‬
‫األســرة بمــا يضمــن عــدم تخلــف أي منهــا علــى الركــب مــن جهــة أخــرى‪.‬‬

‫مب ــدأ توس ــيع إ رادة األط ــراف في تنظي ــم العالق ــات األس ــرية‪.‬‬
‫ ‪18.‬تق ــوم العدي ــد م ــن مقتضي ــات مدون ــة االس ــرة عل ــى مب ــدأ س ــلطان اإلرادة‪ ،‬وه ــو م ــا يتجل ــى ف ــي توس ــيع‬
‫مجــال الشــروط االتفاقيــة التــي يمكــن لألط ـراف االتفــاق عليهــا بشــأن ســريان عقــد الــزواج‪ ،‬وتخويــل‬
‫الزوجي ــن اب ـرام عق ــد تدبي ــر لألم ــوال املكتس ــبة أثن ــاء قي ــام العالق ــة الزوجي ــة فض ــا ع ــن صالحي ــة‬
‫االتفــاق علــى الطــاق‪ ،‬مــن خــال الطــاق االتفاقــي بمــا فــي ذلــك االتفــاق علــى حقــوق األطفــال املتعلقــة‬
‫بالحضان ــة والزي ــارة والنفق ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى اعتب ــار الوالي ــة ف ــي ال ــزواج حق ــا للم ـرأة الراش ــدة‪ ،‬حي ــث‬
‫منحته ــا إب ـرام عق ــد ال ــزواج دون ول ــي أو التمس ــك بحض ــور الول ــي ملجل ــس العق ــد‪ .‬وف ــي نف ــس الس ــياق‬
‫خول ــت مدون ــة االس ــرة للمغارب ــة املقيمي ــن بالخ ــارج حري ــة االختي ــار بي ــن الش ــكل املدن ــي لل ــزواج طبق ــا‬
‫لقواني ــن بل ــدان اإلقام ــة‪ ،‬أو ال ــزواج وف ــق الش ــكل العدل ــي طبق ــا للقان ــون املغرب ــي‪ ،‬كم ــا أن الوصي ــة‬
‫اإلراديــة املنصــوص عليهــا فــي الكتــاب الخامــس تعــد مظه ـرا مــن مظاهــر تجســيد ســلطان اإلرادة‪ ،‬إلــى‬
‫جانــب الشــروط االتفاقيــة التــي يمكــن تضمينهــا لعقــد الــزواج ومــن بينهــا االتفــاق علــى طريقــة تدبيــر‬
‫األم ــوال املكتس ــبة بع ــد قي ــام العالق ــة الزوجي ــة‪.‬‬
‫ ‪19.‬وبالنظ ــر لألث ــار اإليجابي ــة ملث ــل ه ــذه املقتضي ــات عل ــى مس ــتوى تمكي ــن أط ـراف العالق ــة االس ــرية‪،‬‬
‫وتعزي ــز حماي ــة حقوقه ــم وخل ــق الش ــروط الضروري ــة لبن ــاء عالق ــات أس ــرية متوازن ــة‪ ،‬ف ــإن املذك ــرة‬
‫تعتب ــر توس ــيع إرادة األط ـراف مب ــدأ أساس ــيا ف ــي معالج ــة العدي ــد م ــن االخت ــاالت الت ــي أفرزه ــا تطبي ــق‬
‫مقتضي ــات املدون ــة بش ــكل ع ــام‪ ،‬وعل ــى مس ــتوى العناص ــر التالي ــة بش ــكل خ ــاص‪:‬‬
‫‪-‬توسيع سلطة الزوجين في اختيار الزوج اآلخر كان مسلما أو غير مسلم‪،‬‬
‫‪-‬توس ــيع مج ــال الوصي ــة م ــن خ ــال رف ــع القي ــود الحالي ــة املفروض ــة عليه ــا‪ ،‬وذل ــك م ــن خ ــال ح ــذف‬
‫ش ــرط ع ــدم تجاوزه ــا الثل ــث‪ ،‬وأال تك ــون لفائ ــدة أح ــد الورث ــة‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬وضــع نمــاذج مفصلــة لألنظمــة املاليــة بمــا يوســع الخيــارات املتاحــة لــأزواج فــي تحديــد النظــام املالــي‬
‫املطبــق علــى األمــوال املكتســبة بعــد الــزواج‪،‬‬
‫‪-‬تخوي ــل األزواج س ــلطة اختي ــار القان ــون املطب ــق عليه ــم ف ــي ح ــاالت ال ــزواج املختل ــط وزواج األجان ــب‬
‫باملغ ــرب‪.‬‬

‫‪IV.‬حصيلة تطبيق مدونة االسرة ‪ :2023-2004 -‬االختالالت‬


‫الكبرى التي سجلها المجلس الوطني لحقوق االنسان‬
‫ ‪20.‬ينطل ــق املجل ــس الوطن ــي لحق ــوق اإلنس ــان ف ــي تش ــخيصه لالخت ــاالت الكب ــرى الت ــي ت ــم تس ــجيلها عل ــى‬
‫مس ــتوى تطبي ــق مدون ــة األس ــرة‪ ،2023-2004 ،3‬م ــن التزام ــات املغ ــرب ف ــي مج ــال حق ــوق االنس ــان‪،‬‬
‫خاصــة تلــك املتعلقــة باتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املـرأة التــي تحــث الــدول علــى‬
‫اتخــاذ كافــة التدابيــر الالزمــة للقضــاء علــى التمييــز ضــد امل ـرأة فــي الحيــاة األســرية‪.‬‬
‫ ‪21.‬ويتأطــر التشــخيص الــذي تقدمــه هــذه املذكــرة فــي مجمــل االختــاالت التــي يثيرهــا بمفهــوم املمارســات‬
‫الض ــارة ف ــي مج ــال حق ــوق اإلنس ــان الت ــي عرفته ــا التوصي ــة العام ــة رق ــم ‪ 31‬للجن ــة املعني ــة بالقض ــاء‬
‫عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة‪ /‬التعلي ــق الع ــام رق ــم ‪ 18‬للجن ــة حق ــوق الطف ــل‪ ،‬لس ــنة ‪ ،2019‬الص ــادران‬
‫بصفــة مشــتركة‪ ،‬بشــأن املمارســات الضــارة هــذه األخيــرة كمــا يلــي‪ « :‬املمارســات الضــارة هــي ممارســات‬
‫وس ــلوكيات مس ــتديمة نابع ــة م ــن التميي ــز عل ــى أس ــاس جمل ــة صف ــات منه ــا ن ــوع الجن ــس والصف ــة‬
‫الجنســانية والســن‪ ،‬فضــا عــن أشــكال متعــددة و‪/‬أو متقاطعــة مــن التمييــز كثي ـرا مــا تكــون منطويــة‬
‫عل ــى العن ــف وتس ــبب أض ـرارا أو معان ــاة بدني ــة و‪/‬أو نفس ــية‪ .‬والض ــرر ال ــذي تلحق ــه ه ــذه املمارس ــات‬
‫بالضحاي ــا يتج ــاوز العواق ــب البدني ــة والذهني ــة املباش ــرة وكثي ـرا م ــا يك ــون غرض ــه أو م ــؤداه ه ــو‬
‫إضعــاف االعتـراف بحقــوق اإلنســان والحريــات األساســية للنســاء واألطفــال واالنتقــاص مــن تمتعهــم‬
‫به ــا وممارس ــتهم له ــا‪ .‬وهن ــاك أيض ــا تأث ــر س ــلبي يلح ــق بكرامته ــم‪ ،‬وس ــامتهم ونمائه ــم بدني ــا ونفس ــيا‬
‫وأخالقي ــا‪ ،‬وبدرج ــة مش ــاركتهم‪ ،‬وصحته ــم‪ ،‬وتعليمه ــم‪ ،‬ووضعه ــم االقتص ــادي واالجتماع ــي»‪.‬‬
‫ ‪22.‬وقــد رصــد املجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‪ ،‬فــي إطــار ممارســة مهامــه الدســتورية فــي مجالــي الحمايــة‬
‫والنهــوض‪ ،‬ومــن خــال تقاريــر موضوعاتيــة ومالحظــة املحاكمــات والتحــري فــي الشــكايات التــي توصــل‬
‫به ــا‪ ،‬ع ــدة إش ــكاليات عملي ــة أفرزه ــا التطبي ــق العمل ــي لبن ــود املدون ــة‪ ،‬م ــن بينه ــا عل ــى س ــبيل املث ــال ال‬
‫الحصــر‪:‬‬
‫‪ --3‬قانون رمق ‪ 70.03‬بـمثابة مدونة ا أألرسة الصادر بتنفيذه ظهري رمق ‪ 1.04.22‬يف ‪ 3‬فرباير ‪ 2004‬املنــشور يف اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5184‬بتارخي ‪ 5‬فرباير‬
‫‪ 2004،‬ص ‪.418‬‬
‫‪14‬‬
‫‪-‬تحــول تزويــج الطفــات مــن اســتثناء ضيــق الــى قاعــدة واســعة تعكســها املعــدالت املرتفعــة الســتجابة‬
‫أقســام قضــاء األســرة لهــذه الطلبــات‪ ،‬رغــم مــا تشــكله مــن انتهــاكات ملختلــف حقــوق الطفــل؛ ورغــم‬
‫أن اإلحصائي ــات الرس ــمية كش ــفت مؤخ ـرا ع ــن انخف ــاض ع ــدد عق ــود تزوي ــج الطف ــات املس ــجلة‬
‫باملحاكــم‪ ،‬إال أن هنــاك مخــاوف جديــة مــن أن تأخــذ هــذه الزيجــات صــورا أخــرى ملتبســة‪ ،‬مــن قبيــل‬
‫زواج الفاتح ــة‪ ،‬أو زواج «الكونت ـرا»؛‬
‫‪-‬تمركــز نســبة هامــة مــن زيجــات الطفــات فــي الحواضــر الكبــرى مــا يضحــد أن هــذا النــوع مــن الزيجــات‬
‫تفرضــه األعـراف والتقاليــد فــي املناطــق النائيــة؛‬
‫‪-‬الصعوبــات القانونيــة والواقعيــة فــي وصــول األطفــال لحقهــم فــي النســب نتيجــة االســتعمال املحــدود‬
‫للخبــرة الجينيــة‪ ،‬واســتمرار التمييــز بيــن البنــوة الشــرعية وغيــر الشــرعية‪ ،‬وهــو مــا يمــس بحــق األطفــال‬
‫فــي الهويــة؛‬
‫‪-‬التبن ــي الواس ــع ملقارب ــة الوصاي ــة ع ــوض مقارب ــة املواكب ــة ف ــي التعام ــل م ــع نط ــاق األهلي ــة القانوني ــة‬
‫لألشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪ ،‬خاصــة فــي القســم الثانــي مــن الكتــاب الرابــع مــن مدونــة األســرة الــذي‬
‫يوج ــد ف ــي مقدم ــة العوائ ــق التش ــريعية الت ــي تح ــول دون تمت ــع الش ــخص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة بحقوق ــه‬
‫عل ــى الوج ــه األكم ــل بس ــبب ع ــدم االعت ـراف ل ــه بالصالحي ــة القانوني ــة مل ــا يق ــوم ب ــه م ــن تصرف ــات‬
‫وأعم ــال وباالس ــتقاللية ف ــي اتخ ــاذ الق ـرارات وفق ــا إلرادت ــه الح ــرة واملس ــتنيرة؛‬
‫‪-‬اســتمرار مظاهــر التمييــز بيــن األبويــن علــى مســتوى النيابــة القانونيــة علــى األبنــاء‪ ،‬باعتبــار واليــة األب‬
‫أصلي ــة‪ ،‬ووالي ــة األم عل ــى س ــبيل االحتي ــاط‪ ،‬وه ــو م ــا يتع ــارض م ــع مب ــدأ تقاس ــم املس ــؤوليات األس ــرية‬
‫بيــن الزوجيــن؛‬
‫‪-‬وجــود عقبــات قانونيــة وواقعيــة تحــد دون وصــول النســاء والفتيــات الــى نصيبهــن فــي أمــوال األســرة وفــي‬
‫ملكيــة العقــارات والثــروة بصفــة عامــة؛‬
‫‪-‬عــدم وضــوح مســاطر الطــاق والتطليــق نتيجــة تعــدد أنواعهــا واختــاف اآلثــار التــي ترتبهــا بشــكل قــد‬
‫يحــول دون فعليــة الولــوج الــى العدالــة؛‬
‫‪-‬التحاي ــل عل ــى مقتضي ــات التع ــدد وتزوي ــج الطف ــات م ــن خ ــال مس ــطرة ثب ــوت الزوجي ــة أم ــام غي ــاب‬
‫ج ـزاء قانون ــي يكف ــل احت ـرام الزامي ــة القواع ــد القانوني ــة؛‬
‫‪-‬تفــاوت الســلطة التقديريــة للمحاكــم فــي تطبيــق بعــض النصــوص بشــكل يؤثــر علــى وضــوح القاعــدة‬
‫القانونيــة لــدى املتقاضيــن وقابليتهــا للتنبــؤ؛‬
‫‪-‬إش ــكالية اإلحال ــة عل ــى أح ــكام الفق ــه‪ ،‬وضع ــف اعم ــال االتفاقي ــات الدولي ــة ف ــي تعلي ــل األح ــكام‬
‫القضائي ــة؛‬
‫‪15‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬اس ــتمرار العراقي ــل الت ــي تح ــول دون فعلي ــة املس ــاواة وع ــدم التميي ــز ف ــي ول ــوج الناجي ــات م ــن العن ــف‬
‫إلــى العدالــة نتيجــة عوائــق قانونيــة تتعلــق بتعــدد وتعقــد بعــض مســاطر االثبــات والتبليــغ والتنفيــذ‪،‬‬
‫فضــا عــن العوائــق الثقافيــة املتمثلــة أساســا فــي االفتقــار إلــى املعرفــة بالحقــوق واإلجـراءات القانونيــة‬
‫أو طــرق الولــوج إلــى املســاعدة القانونيــة والقضائيــة والوصــول إلــى املعلومــات‪.‬‬
‫‪-‬ضع ــف االلتقائي ــة بي ــن مدون ــة األس ــرة وقواني ــن أخ ــرى‪ ،‬وضع ــف االلتقائي ــة بي ــن ه ــذه القواني ــن وبي ــن‬
‫السياس ــات العمومي ــة‪.‬‬

‫‪V.‬مقترحات وتوصيات المجلس‬


‫ ‪23.‬انطالقــا مــن التشــخيص الــذي قــام بــه املجلــس لحصيلــة تطبيــق مدونــة األســرة خــال الفتــرة ‪-2004‬‬
‫‪ ،2023‬تق ــدم ه ــذه املذك ــرة مقترح ــات وتوصي ــات بش ــأن تعدي ــل املقتضي ــات ذات الصل ــة‪ .‬غي ــر أن‬
‫املجلــس يعتبــر أن معالجــة هــذه االختــاالت وتحقيــق أهــداف اإلصــاح ال يمكــن أن تقتصــر علــى مجــرد‬
‫املدونــة‪ ،‬بــل يتطلــب ذلــك مواكبــة التعديــات القانونيــة بحزمــة مــن اإلصالحــات التــي تســتهدف ضمــان‬
‫انس ــجام املدون ــة م ــع مجم ــل التش ــريعات الوطني ــة األخ ــرى‪ ،‬إضاف ــة إل ــى توفي ــر الش ــروط املؤسس ــاتية‬
‫والبش ــرية والسياس ــاتية (املرتبط ــة بالسياس ــات العمومي ــة) املناس ــبة لتطبيقه ــا‪ .‬ولذل ــك ف ــإن ه ــذه‬
‫املذكــرة تقــدم‪ ،‬عــاوة علــى املقترحــات والتوصيــات الخاصــة بمضاميــن مدونــة األســرة‪ ،‬مجموعــة مــن‬
‫املقترحــات والتوصيــات العامــة‪.‬‬

‫مقترح ــات وتوصي ــات خا ص ــة بمض ــامين مدون ــة األس ــرة‬

‫‪- 1‬تعريف األسرة‪:‬‬


‫ ‪24.‬ل ــم تتط ــرق مدون ــة األس ــرة ملفه ــوم األس ــرة الت ــي يفت ــرض أن تطب ــق عليه ــا مضامي ــن ه ــذا الن ــص‪ ،‬رغ ــم‬
‫أن مقتضياتهــا تطرقــت بشــكل غيــر مباشــر ألشــكال مــن األســر‪ ،‬ورتبــت عالقــات قانونيــة عليهــا‪ .‬فإلــى‬
‫جانــب األســرة القائمــة علــى عقــد الــزواج‪ ،‬الــذي اعتبرتــه املدونــة «ميثــاق ت ـراض وترابــط شــرعي بيــن‬
‫رجــل وامـرأة علــى وجــه الــدوام‪ ،‬غايتــه اإلحصــان والعفــاف وإنشــاء أســرة مســتقرة‪ ،‬برعايــة الزوجيــن‪،‬‬
‫تطرق ــت مدون ــة األس ــرة بش ــكل غي ــر مباش ــر ال ــى أش ــكال أخ ــرى م ــن األس ــر غي ــر القائم ــة عل ــى عق ــد‬
‫ال ــزواج‪ ،‬م ــن بينه ــا‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬األسر القائمة على الخطبة طبقا ملقتضيات املادتين ‪ 6‬و‪ 156‬من املدونة؛‬
‫‪-‬األسر القائمة على وجود إقرار طبقا للمادة ‪ 160‬وما يليها من مدونة األسرة؛‬
‫‪-‬األسر القائمة على عقد زواج غير موثق‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 6‬و‪ 16‬من مدونة األسرة؛‬
‫‪-‬األســر القائمــة علــى والدات خــارج إطــار مؤسســة الــزواج والخطبــة واالق ـرار‪ ،‬حيــث اعتبــرت املدونــة‬
‫بنــوة األم شــرعية فــي حالــة تعرضهــا لالغتصــاب؛‬
‫‪-‬األســر القائمــة علــى كفالــة األطفــال ســواء فــي إطــار القواعــد العامــة لاللتـزام‪ ،‬أو فــي إطــار قانــون كفالــة‬
‫األطفــال املهملين‪.‬‬
‫‪25.‬ويســجل املجلــس أن غيــاب تعريــف لألســرة أدى الــى وجــود اختــاالت فــي تطبيــق العديــد مــن مقتضيــات‬
‫مدونــة األســرة‪ .‬ويمكــن اجمــال أبــرز هــذه االختــاالت فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬االقتص ــار عل ــى تنظيــم العالقــات الناشــئة داخــل األســرة القائمــة عل ــى الــزواج‪ ،‬واغف ــال التنصي ــص‬
‫علــى العالقــات القانونيــة الناشــئة داخــل أشــكال أخــرى مــن األســر‪ ،‬بحيــث اعتــرف املشــرع بالنســب‬
‫النات ــج ع ــن الخطب ــة‪ ،‬واالق ـرار‪ ،‬لكن ــه ل ــم يرت ــب أي آث ــار بخص ــوص الحضان ــة والنياب ــة القانوني ــة‬
‫خاصــة وأن اآلثــار القانونيــة الــواردة فــي املدونــة تقتصــر علــى حالــة وجــود عقــد الــزواج‪ ،‬أو انفصــال‬
‫العالق ــة الزوجي ــة بالط ــاق أو التطلي ــق‪ ،‬وال تش ــمل حال ــة ع ــدم وج ــود عق ــد ال ــزواج‪ ،‬وه ــو م ــا يط ــرح‬
‫اش ــكال اس ــتحقاق حضان ــة طف ــل ول ــد خ ــال فت ــرة الخطوب ــة‪ ،‬وم ــدى إمكاني ــة منازع ــة الخطي ــب ف ــي‬
‫اس ــتحقاق حضانت ــه ف ــي حال ــة ق ـرار األم ال ــزواج م ــن جدي ــد‪ ،‬وم ــدى إمكاني ــة قي ــام األم الت ــي أنجب ــت‬
‫خ ــال فت ــرة الخطوب ــة بمباش ــرة مه ــام النياب ــة القانوني ــة اتج ــاه ابنه ــا‪ ،‬ف ــي حال ــة ع ــدم إتم ــام إج ـراءات‬
‫ال ــزواج‪.‬‬
‫‪-‬االهتم ــام بتنظي ــم العالق ــات املالي ــة الناش ــئة بي ــن األبوي ــن وبي ــن األبن ــاء داخ ــل األس ــرة القائم ــة عل ــى‬
‫الــزواج‪ ،‬واغفــال تنظيــم هــذه العالقــات فــي األســر القائمــة علــى كفالــة طفــل مهمــل‪ ،‬بحيــث لــم ينظــم‬
‫املشــرع طريقــة انتهــاء الكفالــة‪ ،‬ولــم يحــدد مســؤولية األبويــن الكافليــن فــي االســتمرار فــي االتفــاق علــى‬
‫الطفــل املكفــول بعــد انتهــاء العالقــة الزوجيــة‪.‬‬
‫‪-‬رغــم أن املشــرع لــم يجعــل مــن أهــداف عقــد الــزواج االنجــاب بحيــث تــم حــذف عبــارة «تكثيــر ســواء‬
‫األمــة التــي كانــت واردة فــي مدونــة األحــوال الشــخصية»‪ ،‬إال أنــه ربــط واجــب االنفــاق امللقــى علــى عاتــق‬
‫الزوجــة املوســرة فــي حالــة اعســار الــزوج بضــرورة وجــود أبنــاء‪ ،‬وهــو مــا يتنافــى مــع واقــع عــدد مــن األســر‬
‫املغربيــة التــي ال يوجــد فيهــا أبنــاء‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬االس ــتمرار ف ــي تكري ــس مفه ــوم تقلي ــدي لألس ــرة قائ ــم عل ــى رئاس ــة ال ــزوج مس ــتمد م ــن تحمل ــه لواج ــب‬
‫االنف ــاق وتخويل ــه مس ــؤولية اتخ ــاذ الق ـرارات املتعلق ــة باألس ــرة كالقي ــام بامله ــام املتعلق ــة بالنياب ــة‬
‫القانوني ــة عل ــى األبن ــاء‪ ،‬وح ــق اختي ــار مق ــر بي ــت الزوجي ــة‪ ،‬رغ ــم م ــا نص ــت علي ــه مدون ــة األس ــرة م ــن‬
‫مفه ــوم الرعاي ــة املش ــتركة‪.‬‬
‫‪-‬اغفــال التنصيــص علــى مقتضيــات تخــص وضعيــة األســر غيــر القائمــة علــى الــزواج‪ ،‬خاصــة مــا يتعلــق‬
‫بموانــع املصاهــرة فــي حالــة االغتصــاب والحمــل خــارج إطــار عقــد الــزواج‪.‬‬
‫‪-‬ضع ــف ق ــدرة ن ــص املدون ــة عل ــى تأطي ــر بع ــض األش ــكال الجدي ــدة م ــن األس ــر الت ــي أفرزته ــا التح ــوالت‬
‫االجتماعيــة واالقتصاديــة التــي عرفهــا املغــرب‪ ،‬علــى غـرار األســر التــي تقودهــا النســاء أو تلــك املكونــة‬
‫مــن أحــد الزوجيــن أو املكونــة مــن زوجيــن بــدون أبنــاء‪.‬‬
‫ ‪26.‬وملواجه ــة ه ــذه اإلش ــكاالت يؤك ــد املجل ــس عل ــى أهمي ــة ادراج تعري ــف لألس ــرة ف ــي صل ــب امل ــادة األول ــى‬
‫مــن املدونــة‪ ،‬يســتحضر كافــة التحــوالت التــي عرفتهــا االســرة املغربيــة‪ ،‬ويراعــى عنــد وضــع القاعــدة‬
‫القانوني ــة االس ــرية وعن ــد تنزيله ــا‪.‬‬
‫ويجــد هــذا املــقترح ســنده في عــدد مــن املعــايير الدوليــة‪ ،‬التي أكــدت على أهميــة األســرة‪ ،‬حيــث نــص‬
‫اإلعالن العاملــي لحقــوق اإلنســان في املادة ‪ 16‬منــه على أن األســرة هي‪« :‬الوحــدة الطبيعيــة األساســية‬
‫للمجتم ــع وله ــا ح ــق التمت ــع بحماي ــة املجتم ــع والدول ــة»‪ .‬وين ــص العه ــدان الدولي ــان لس ــنة ‪1966‬‬
‫املتعلق ــان بالحق ــوق االقتصادي ــة والسياس ــية واالجتماعي ــة والثقافي ــة‪ ،‬على ضم ــان «ح ــق كل ف ــرد‬
‫في ال ــزواج وفي تأسي ــس أس ــرة»‪ ،‬كم ــا أن إعالن س ــنة ‪« 1994‬كس ــنة دولي ــة لألس ــرة» م ــن ط ــرف األم ــم‬
‫املتـ ـحدة‪ ،‬يؤـ ـكد على األهمـ ـية التي يوليـ ـها املجتـ ـمع اـ ـلدولي لـ ـهذه املؤسـ ـسة‪.‬‬
‫ ‪27.‬كمــا أن النــص علــى تعريــف األســرة ينســجم مــع مقتضيــات الفصــل ‪ 32‬مــن دســتور ســنة ‪ 2011‬الــذي‬
‫ينــص علــى أن‪ « :‬األســرة القائمــة علــى عالقــة الــزواج الشــرعي هــي الخليــة األساســية للمجتمــع‪ .‬تعمــل‬
‫الدولــة علــى ضمــان الحمايــة القانونيــة واالجتماعيــة واالقتصاديــة لألســرة‪ ،‬بمقت�ضــى القانــون‪ ،‬بمــا‬
‫يضمــن وحدتهــا واســتقرارها واملحافظــة عليهــا‪.»...‬‬

‫‪18‬‬
‫توصيات‬
‫• إضافة فقرة جديدة الى مقتضيات املادة ‪ 1‬من مدونة األسرة لتصبح كالتالي‪:‬‬
‫•«يطلق على هذا القانون اسم مدونة األسرة‪ ،‬ويشاراليها بعده باسم املدونة‪.‬‬

‫األســرة هي الخليــة األساســية للمجتمــع‪ ،‬وتتكــون مــن أشخــاص تجمــع بينهــم عالقــة الزوجيــة‬
‫أو القراب ــة أو االلتزام‪.‬‬
‫تخضــع جميــع العالقــات بين أفــراد األســرة ألحكام هــذا القانــون مــع مراعــاة مقتضيــات املادة‬
‫الثانيــة مــن املدونــة‪.‬‬

‫ ‪- 2‬نطاق تطبيق مدونة األسر‬


‫ ‪28.‬رصــد املجلــس عــدة إشــكاليات تتعلــق بنطــاق تطبيــق مدونــة األســرة‪ ،‬طبــق مقتضيــات املــادة ‪ 2‬منهــا‪،‬‬
‫والتــي يمكــن تلخيصهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬تكريــس امتيــاز الذكــورة والجنســية والديانــة علــى حســاب ضابــط اإلرادة الــذي أصبــح يضطلــع بــأدوار‬
‫مهمــة فــي حــل اإلشــكاليات املتعلقــة بتنــازع القوانيــن فــي األنظمــة الحديثــة؛‬
‫‪-‬اغفــال تنظيــم مقتضيــات الــزواج املختلــط فــي صلــب مدونــة األســرة‪ ،‬حيــث مــا يـزال خاضعــا لظهيــر ‪04‬‬
‫مــارس ‪ 1960‬املتعلــق باألنكحــة بيــن املغاربــة واألجانــب‪4‬؛‬
‫‪-‬اغفــال تنظيــم زواج األجانــب فــي صلــب مدونــة األســرة‪ ،‬حيــث مــا ي ـزال خاضعــا ملقتضيــات ظهيــر ‪12‬‬
‫غش ــت ‪ 1913‬املتعل ــق بالوضعي ــة املدني ــة للفرنس ــيين واألجان ــب‪.5‬‬
‫ ‪29.‬وملعالج ــة ه ــذه االخت ــاالت يقت ــرح املجل ــس تعدي ــل مقتضي ــات امل ــادة ‪ 2‬م ــن مدون ــة األس ــرة لتوس ــيع‬
‫نطــاق حريــة األط ـراف فــي حالــة الــزواج املختلــط وزواج األجانــب باملغــرب فــي اختيــار القانــون املطبــق‬
‫‪ -4‬صدرت كذكل مناشري عن وزارة العدل مثل املنشور رمق ‪ 854‬بتارخي ‪ 17‬ماي ‪ 1979‬الـمتعلق بزواج معتنقي اإلإسالم‪ ،‬واملنشور رمق ‪1/254‬‬
‫بتارخي ‪ 1982//04/8‬اخلاص بــزواج الـمسلمني ا أألجانب ابملغربيات‪ ،‬واملنشور عدد ‪ 95/06‬بتارخي ‪ ،1995/07/13‬واملنــشور عدد ‪ 49‬س ‪ 2‬بتارخي‬
‫‪ ،2003/06/20‬واملنشور عدد ‪ 55‬س ‪ 2‬بتارخي ‪ ،2003/07/04‬و أ�خريا منشور وزير العدل عدد ‪ 46‬س ‪ 2‬بتارخي ‪ 5‬ديسمرب ‪ 2006‬حول زواج معتنقي‬
‫اإلإسالم وا أألجانب؛‬
‫‪ -5‬مت متديد نطاق ظهري الوضعية املدنية للفرن�سيني وا أألجانب ليشمل مجيع أ�حناء املغرب بتارخي ‪ 26‬يناير ‪.1965‬‬
‫‪19‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫عليهمــا‪ .‬ويســتند هــذا املقتــرح إلــى ضــرورة مراعــاة التحــوالت التــي طـرأت علــى طبيعــة الهجـرات املتوافــدة‬
‫عل ــى املغ ــرب والت ــي أصبح ــت تتج ــه م ــن العب ــور ال ــى االس ــتقرار‪ .‬ويع ــد تنصي ــص املدون ــة عل ــى القان ــون‬
‫املطب ــق عل ــى األجان ــب املقيمي ــن باملغ ــرب بطريق ــة غي ــر قانوني ــة فرص ــة م ــن أج ــل االس ــهام ف ــي تس ــوية‬
‫وضعهــم القانونــي‪ ،‬كمــا أن توســيع مجــال تطبيــق مبــدأ ســلطان اإلرادة‪ ،‬فــي نــص مدونــة األســرة مــن‬
‫شــأنه أن يعــزز هامــش التقاطــع مــع قوانيــن األحــوال الشــخصية فــي العديــد مــن دول العالــم ممــا يحــد‬
‫مــن اإلشــكاليات املتعلقــة بتنــازع القانــون‪.‬‬

‫توصيات‬
‫• تعدي ــل مقتضي ــات امل ــادة ‪ 2‬م ــن مدون ــة ليش ــمل نطاقه ــا أيض ــا األجان ــب املوجودي ــن ف ــي‬
‫وضعي ــة غي ــر قانوني ــة؛‬
‫•تنظي ــم مس ــطرة ال ــزواج املختل ــط وزواج األجان ــب م ــع التنصي ــص عل ــى ح ــق األط ــراف ف ــي‬
‫االتف ــاق عل ــى اختي ــارالقان ــون ال ــذي يطب ــق عليه ــم‪.‬‬

‫ ‪- 3‬زواج املغاربة بالخارج‬


‫ ‪30.‬أتاح ــت امل ــادة ‪ 14‬للمغارب ــة املقيمي ــن بالخ ــارج حري ــة االختي ــار بي ــن اب ـرام عق ــود زواجهم ــا إم ــا وف ــق‬
‫الش ــكل العدل ــي أم ــام العدلي ــن املنتصبي ــن لإلش ــهاد امللحق ــان بالس ــفارات املغربي ــة بالخ ــارج‪ ،‬أو طبق ــا‬
‫لقوانيــن بلــدان اإلقامــة‪ .‬ورغــم أهميــة هــذه املقتضيــات فــي التيســير علــى مغاربــة العالــم وتكريــس مبــدأ‬
‫حري ــة اإلرادة ف ــي اختياره ــم لش ــكل ال ــزواج‪ ،‬إال أن مقتضي ــات ه ــذه امل ــادة تط ــرح بع ــض اإلش ــكاليات‬
‫فــي التطبيــق‪ ،‬أبرزهــا شــرط توفــر شــاهدين مســلمين‪ ،‬إذ أن عــددا مــن قوانيــن بلــدان اإلقامــة ال تتيــح‬
‫إمكانيــة حضــور الشــهود ملجلــس العقــد‪ ،‬أو ال تتضمــن إمكانيــة اإلشــارة الــى ديانــة الشــهود‪ ،‬كمــا أن‬
‫أجــل ‪ 3‬أشــهر إليــداع عقــد الــزواج باملصالــح القنصليــة املغربيــة التابــع لهــا محــل إب ـرام العقــد‪ ،‬يبقــى‬
‫غي ــر كاف‪.‬‬
‫ ‪31.‬وملواجهــة هــذا اإلشــكال يقتــرح املجلــس تبســيط إجـراءات زواج املغاربــة بالخــارج باإلبقــاء علــى الخيــار‬
‫املت ــاح له ــم ف ــي ال ــزواج وف ــق الش ــكل القنصل ــي أم ــام الع ــدول‪ ،‬أو اب ـرام عق ــد ال ــزواج وف ــق قان ــون بل ــد‬
‫اإلقامــة‪ ،‬مــع االكتفــاء بشــرط االيجــاب والقبــول‪ ،‬واالســتغناء عــن ذكــر باقــي الشــروط‪ ،‬لكونهــا تخضــع‬
‫لقان ــون بل ــدان اإلقام ــة‪ ،‬م ــع اتاح ــة إمكاني ــة ارس ــال عق ــد ال ــزواج ال ــى املصال ــح القنصلي ــة ع ــن طري ــق‬
‫وســائل االتصــال عــن بعــد‪ ،‬ورفــع األجــل املخصــص لذلــك مــن ‪ 3‬إلــى ‪ 6‬أشــهر‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ ‪32.‬ويس ــتجيب ه ــذا املقت ــرح لض ــرورة أن تراع ــي مدون ــة األس ــرة التح ــوالت الت ــي ش ــهدتها طبيع ــة الهج ـرات‬
‫املغربيــة الــى الخــارج‪ ،‬حيــث أصبــح مغاربــة العالــم يميلــون أكثــر لالندمــاج فــي بلــدان اإلقامــة‪ .‬كمــا أن‬
‫اس ــتمرار التنصي ــص عل ــى مقتضي ــات إجرائي ــة م ــن قبي ــل «حض ــور ش ــاهدين مس ــلمين»‪ ،‬أو «ع ــدم‬
‫االتف ــاق عل ــى اس ــقاط الص ــداق» رغ ــم قيمت ــه املعنوي ــة والرمزي ــة‪ ،6‬يتناف ــى م ــع مقتضي ــات اتفاقي ــة‬
‫الهــاي بشــأن اخضــاع العقــود املبرمــة بالخــارج فــي إجراءاتهــا الشــكلية لقانــون بلــد اإلقامــة‪ ،‬وباإلضافــة‬
‫إل ــى ذل ــك ف ــإن اإلبق ــاء عل ــى ه ــذه املقتضي ــات يتناف ــى م ــع مب ــدأ املرون ــة ف ــي التعام ــل م ــع قضاي ــا مغارب ــة‬
‫العال ــم‪.‬‬

‫توصيات‬
‫•تعديل مقتضيات املادة ‪ 14‬لتصبح كالتالي‪:‬‬
‫• «يمكــن للمغاربــة املقيميــن فــي الخــارج‪ ،‬أن يبرمــوا عقــود زواجهــم وفقــا لإلجــراءات اإلداريــة‬
‫املحليــة لبلــد إقامتهــم»‪.‬‬
‫•تعديل مقتضيات املادة ‪ 15‬لتصبح كالتالي‪:‬‬
‫«يج ــب على املغارب ــة الذي ــن أبرم ــوا عق ــد ال ــزواج طبق ــا للقان ــون املحلي لبل ــد إقامته ــم‪ ،‬أن‬
‫يرســلوا نسخــة منــه داخــل أجــل ســتة أشــهرمــن تاريــخ إبرامــه‪ ،‬الى املصــالح القنصليــة املغربيــة‬
‫التاب ــع له ــا مح ــل إب ــرام العق ــد‪.‬‬
‫إذا لــم توجــد هــذه املصــالح‪ ،‬ترســل النسخــة داخــل نفــس األجــل إلى الــوزارة املكلفــة بالشــؤون‬
‫الخارجيــة‪.‬‬
‫تت ــولى ه ــذه األخيرة إرس ــال النسخ ــة املذك ــورة إلى ضاب ــط الحال ــة املدني ــة وإلى قس ــم قض ــاء‬
‫األس ــرة ملح ــل والدة كل م ــن ال ــزوجين‪.‬‬
‫إذا لــم يكــن للــزوجين أو ألحدهمــا محــل والدة باملغــرب‪ ،‬فــإن النسخــة توجــه إلى قســم قضــاء‬
‫األســرة بالربــاط وإلى وكيــل امللــك باملحكمــة االبتدائيــة بالربــاط»‪.‬‬

‫‪ -6‬املادة ‪ 26‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫ ‪- 4‬ثبوت الزوجية‬


‫ ‪33.‬أف ــرز التطبي ــق العمل ــي ملقتضي ــات امل ــادة ‪ 16‬املتعلق ــة بوثيق ــة عق ــد ال ــزواج وس ــبل إثب ــات الزوجي ــة‬
‫ثالث ــة أن ــواع م ــن االخت ــاالت‪:‬‬
‫‪-‬رغــم أن الهــدف مــن هــذه املــادة هــو تســوية وضعيــة األشــخاص املتزوجيــن قبــل صــدور مدونــة األســرة‬
‫عــن طريــق الفاتحــة‪ ،‬فــإن حصيلــة التطبيــق أكــدت أن غالبيــة مــن يلجــأ اليهــا هــم األشــخاص الذيــن‬
‫تزوجــوا بعــد صــدور مدونــة األســرة‪.‬‬
‫‪-‬رغ ــم انته ــاء الفت ــرة االنتقالي ــة املح ــددة ف ــي ‪ 15‬س ــنة ف ــي ‪ 2019‬لس ــماع دع ــوى الزوجي ــة ف ــإن بع ــض‬
‫املحاكــم اســتمرت فــي اثبــات الــزواج العرفــي‪ ،‬اعتمــادا علــى مقتضيــات املــادة ‪ 400‬مــن مدونــة األســرة‬
‫الت ــي تحي ــل عل ــى الفق ــه املالك ــي‪.‬‬
‫‪-‬شــجع عــدم وجــود جـزاء علــى مخالفــة املقتضيــات املتعلقــة بتوثيــق الــزواج أو أنــواع الــزواج التــي تحتاج‬
‫ال ــى إذن قضائ ــي‪ ،‬بع ــض املتقاضي ــن عل ــى اس ــتغالل مقتضي ــات امل ــادة ‪ 16‬للتحاي ــل عل ــى مقتضي ــات‬
‫تع ــدد الزوج ــات وتزوي ــج الطف ــات ف ــي حال ــة رف ــض القض ــاء لذل ــك‪ ،‬م ــن خ ــال االكتف ــاء بإب ـرام زواج‬
‫عرفــي ثــم تقديــم طلــب الحــق أمــام القضــاء لالعت ـراف بــه‪.‬‬
‫ ‪34.‬وملعالجة هذه االختالالت الثالثة وغيرها يقترح املجلس ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حــذف الفقــرة الثانيــة مــن املادة ‪ 16‬مــن مدونــة األســرةـ واعتبــار عقــد الــزواج هــو الوســيلة الوحيــدة‬
‫املقبول ــة إلثب ــات ال ــزواج‪ ،‬م ــع حماي ــة األوض ــاع الس ــابقة في إط ــار الحق ــوق املكتس ــبة التي يس ــري عليه ــا‬
‫مب ــدأ ع ــدم رجعي ــة الق ــوانين‪ ،‬وحماي ــة ح ــق الطف ــل في النس ــب في جمي ــع األح ــوال بغ ــض النظ ــر ع ــن‬
‫الوضعي ــة العائلي ــة لألبوي ــن‪.‬‬
‫ثاني ــا‪ :‬تبس ــيط إج ـراءات ال ــزواج بح ــذف مس ــطرة االذن القضائ ــي بتوثي ــق ال ــزواج في املس ــاطر العادي ــة‬
‫وتوس ــيع صالحي ــات توثي ــق عق ــود ال ــزواج لتش ــمل أيض ــا ضب ــاط الحال ــة املدني ــة إلى جان ــب االختص ــاص‬
‫األصيــل للعــدول‪ ،‬وذلــك ملواجهــة كل حــاالت االســتثناء التي يتعــذر فيهــا على األشخــاص اب ـرام زواج وفــق‬
‫ال ــشكل الع ــدلي لتواجده ــم في مناط ــق نائي ــة‪.‬‬
‫‪35.‬ويتوخ ــى ه ــذا املقت ــرح التص ــدي لالرتف ــاع املس ــتمر لقضاي ــا ثب ــوت الزوجي ــة الت ــي تتج ــه نح ــو االرتف ــاع‪.‬‬
‫فبينم ــا ل ــم تتج ــاوز س ــنة ‪ 2004‬م ــا مجموع ــه ‪ 6918‬حكم ــا فق ــد س ــجلت س ــنة ‪ 2018‬م ــا مجموع ــه‬
‫‪ 13431‬حكمــا‪ ،‬لتصــل الــى ‪ 14736‬حكمــا ســنة ‪ ،2019‬وقــد عرفــت فتــرة الشــهرين األولييــن مــن ســنة‬
‫‪ 2019‬قبــل انتهــاء األجــل املحــدد لســماع دعــوى الزوجيــة‪ ،‬تســجيل مــا يناهــز ‪ 4000‬قضيــة‪ ،7‬وهــو مــا‬
‫يبــرز أن التنصيــص علــى فتــرة انتقاليــة لســماع دعــوى الزوجيــة لــم يســاعد علــى احتــواء الظاهــرة‪ ،‬بــل‬
‫أدى إلــى تفاقمهــا‪.‬‬
‫‪ -7 22‬اجمللس ا أألعىل للسلطة القضائية‪ ،‬تقرير حول القضاء ا أألرسي ابملغرب‪ ،‬ص ‪ 23‬وما بعدها‪.‬‬
‫ ‪36.‬ورغ ــم أن املب ــررات القضائي ــة املعتم ــدة ف ــي تقدي ــم طلب ــات س ــماع دع ــوى الزوجي ــة تتعل ــق ف ــي ح ــاالت‬
‫كثي ــرة بوج ــود عراقي ــل قانوني ــة وواقعي ــة مث ــل ع ــدم التوف ــر عل ــى الوثائ ــق اإلداري ــة الالزم ــة‪ ،‬أو البع ــد‬
‫عــن مكاتــب العــدول‪ ،‬فــإن املجلــس وقــف علــى حــاالت يتــم فيهــا اســتغالل الفقــرة الثانيــة مــن املــادة‬
‫‪ 16‬مــن أجــل التحايــل علــى املســاطر القانونيــة وخاصــة املتعلقــة بــزواج القاصــر‪ ،‬وتعــدد الزوجــات‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق كشــفت دراســة تشــخيصية لرئاســة النيابــة العامــة‪ ،‬صــدور حوالــي ‪ 13843‬حكمــا‬
‫يتعلــق بثبــوت الزوجيــة أحــد طرفيهــا قاصــر‪ .‬ويشــمل هــذا الرقــم ‪ 18‬قســما فقــط مــن أقســام قضــاء‬
‫األســرة‪ ،‬كمــا أنــه ال يغطــي ســوى فتــرة خمــس ســنوات مــا بيــن ‪ 2015‬و‪ ،2019‬ويالحــظ أن ‪ 94‬باملائــة‬
‫م ــن ه ــذه الدع ــاوى رفع ــت ال ــى القض ــاء بع ــد بل ــوغ الط ــرف القاص ــر س ــن الرش ــد القانون ــي‪ ،‬ف ــي حي ــن‬
‫ل ــم تتج ــاوز الدع ــاوى املتعلق ــة بثب ــوت الزوجي ــة املرفوع ــة قب ــل بل ــوغ الط ــرف القاص ــر لس ــن الرش ــد‬
‫القانون ــي ‪ 825‬حال ــة‪ ،‬أي م ــا ال يتج ــاوز ‪ 6‬باملائ ــة‪.8‬‬

‫توصيات‬
‫•ح ــذف الفق ــرة الثاني ــة م ــن امل ــادة ‪ 16‬واالكتف ــاء بالفق ــرة األول ــى الت ــي تن ــص عل ــى م ــا يل ــي‪:‬‬
‫«تعتب ــر وثيق ــة عق ــد ال ــزواج الوس ــيلة املقبول ــة إلثب ــات ال ــزواج»‪.‬‬
‫•تبس ــيط إج ــراءات توثي ــق ال ــزواج‪ ،‬بح ــذف مس ــطرة االذن القضائ ــي بتوثي ــق ال ــزواج ف ــي‬
‫املس ــاطرالعادي ــة وتخوي ــل ضب ــاط الحال ــة املدني ــة صالحي ــة توثيق ــه إل ــى جان ــب الع ــدول‪.‬‬
‫•حماية حق الطفل في النسب بغض النظرعن الوضعية العائلية لألبوين‪.‬‬

‫ ‪- 5‬تزويج األطفال‬


‫ ‪37.‬يســجل املجلــس مجموعــة مــن االختــاالت املرتبطــة بتطبيــق املــادة ‪ 20‬التــي تجيــز إمكانيــة الــزواج دون‬
‫بلــوغ الســن القانونــي‪ ،‬أبرزهــا مــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬عدم تحديد سن أدنى لزواج من هم دون ‪ 18‬سنة؛‬
‫‪ -‬عــدم التنصيــص علــى وجــوب اســتماع املحكمة‪/‬القا�ضــي للطفل‪/‬القاصــر الــذي يبــدو أجنبيــا علــى‬
‫هــذه املســطرة‪ ،‬بــل وقــد يتــم التعامــل معــه كموضــوع وليــس كطــرف معنــي بهــذه املســطرة‪ ،‬بحيــث ال‬
‫تظهــر ارادتــه إال بشــكل اجرائــي عنــد التوقيــع الــى جانــب نائبــه الشــرعي؛‬

‫‪ -8‬دراسة تشخيصية لرئاسة النيابة العامة واليون�سيف حول زواج القارص‪ ،‬نومفرب ‪ ،2021‬ص ‪ 91‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬ع ــدم التنصي ــص عل ــى وج ــوب االس ــتماع ال ــى الخاط ــب الكتم ــال وض ــوع عناص ــر املصلح ــة الت ــي‬
‫يت ــم البح ــث عنه ــا ف ــي زواج الطفل ــة أو الطف ــل‪ ،‬حي ــث يعتب ــر الخاط ــب أجنبي ــا عل ــى مس ــطرة تزوي ــج‬
‫القاصــر‪ ،‬وهــو مــا قــد يعــرض هــذا األخيــر الــى عــدة مخاطــر مــن قبيــل أن يصــدر مقــرر قضائــي بكــون‬
‫الطفــل أو الطفلــة قــادرة علــى الــزواج‪ ،‬ثــم يتــم تزويجهــا بشــخص يكبرهــا ســنا‪ ،‬أو يتواجــد بالســجن‬
‫م ــن أج ــل جرائ ــم تتعل ــق باالعت ــداءات الجنس ــية ض ــد األطف ــال‪...‬‬
‫‪-‬ع ــدم التنصي ــص عل ــى ض ــرورة أن يك ــون الط ــرف الثان ــي راش ــدا‪ ،‬مم ــا يعن ــي أن املدون ــة س ــمحت‬
‫بإمكاني ــة زواج األطف ــال؛‬
‫‪-‬ع ــدم وض ــوح مفه ــوم املصلح ــة‪ ،‬لتحدي ــد م ــا إذا كان املقص ــود به ــا مصلح ــة الطف ــل أم مصلح ــة‬
‫أســرته؟ وهــل هــي مصلحــة آنيــة أم مســتقبلية؟ هــل ينبغــي أن تكــون مصلحــة مؤكــدة أم يكفــي أن‬
‫تك ــون مصلح ــة محتمل ــة؟ وم ــا ه ــو املعي ــار املعتم ــد علي ــه لتقديره ــا؟‬
‫‪-‬عــدم التنصيــص علــى الزاميــة القيــام بالخبــرة الطبيــة والبحــت االجتماعــي معــا ألن املشــرع اســتعمل‬
‫عبــارة «أو» التــي تفيــد التخييــر؛‬
‫‪-‬عــدم جــدوى التنصيــص علــى وجــوب تعليــل املقــرر الصــادر بــاإلذن بتزويــج قاصــر طاملــا أن املشــرع‬
‫نــص علــى عــدم إمكانيــة الطعــن فيــه فــي حالــة االســتجابة الــى الطلــب؛‬
‫‪-‬ع ــدم التنصي ــص عل ــى ج ـزاء ف ــي حال ــة ع ــدم احت ـرام املقتضي ــات ال ــواردة ف ــي امل ــادة ‪ 20‬م ــن مدون ــة‬
‫األس ــرة‪ ،‬م ــن خ ــال االكتف ــاء بإب ـرام زواج الفاتح ــة أي ال ــزواج بطريق ــة غي ــر قانوني ــة‪.‬‬
‫ ‪38.‬واعتبــارا لــكل مــا ســبق يــرى املجلــس أن مســطرة زواج األطفــال املنصــوص عليهــا فــي املــواد ‪ 20‬ومــا يليهــا‬
‫مــن مدونــة األســرة‪ ،‬تحولــت مــن اســتثناء الــى قاعــدة‪ ،‬حيــث ســجلت املحاكــم مــا مجموعــه ‪128 391‬‬
‫طلب ــا ل ــإذن ب ــزواج القاص ــر‪ ،‬خ ــال الفت ــرة م ــا بي ــن ع ــام ‪ 2017‬وع ــام ‪ 2021‬بمع ــدل س ــنوي ق ــدره ‪25‬‬
‫‪ 678‬طلبــا‪ ،9‬كمــا أن املحاكــم تســتجيب الــى مــا يناهــز‪% 46‬مــن الطلبــات التــي تتعلــق أساســا بطفــات‬
‫ممــا يؤكــد تأنيــت هــذه الظاهــرة‪.‬‬
‫ ‪39.‬وملعالجــة هــذه االختــاالت يقتــرح املجلــس حــذف االســتثناء الــوارد فــي املــواد ‪ 20‬ومــا يليهــا مــن مدونــة‬
‫األســرة املتعلقــة بــزواج القاصــر‪ ،‬وتثبيــت القاعــدة املتعلقــة بتحديــد ســن الــزواج فــي ‪ 18‬ســنة شمســية‬
‫كاملــة‪.‬‬
‫ ‪40.‬ويس ــتند ه ــذا املقت ــرح عل ــى ض ــرورة مالءم ــة تعزي ــز الحماي ــة القانوني ــة للطف ــل ف ــي مدون ــة األس ــرة‬
‫ومالءمتهــا مــع املواثيــق الدوليــة التــي صادقــت عليهــا اململكــة‪ ،‬وخاصــة اتفاقيــة حقــوق الطفــل لســنة‬
‫‪ 1989‬التــي تعــرف الطفــل بكونــه «كل إنســان لــم يتجــاوز الثامنــة عشــرة مــا لــم يبلــغ الرشــد قبــل ذلــك‬

‫‪ -9‬اجمللس ا أألعىل للسلطة القضائية‪ :‬تقرير حول القضاء ا أألرسي ابملغرب‪ ،‬اجمللس ا أألعىل للسلطة القضائية‪ ،‬يناير ‪ ،2023‬ص ‪.15‬‬
‫‪24‬‬
‫بموجــب القانــون املطبــق عليــه»‪ ،‬إضافــة إلــى اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املـرأة‬
‫الت ــي تمن ــع ف ــي مادته ــا ‪ 16‬زواج األطف ــال‪ ،‬حي ــث تن ــص ف ــي الفق ــرة األخي ــرة م ــن ه ــذه امل ــادة عل ــى أن ــه» ال‬
‫يكــون لخطوبــة الطفــل أو زواجــه أي أثــر قانونــي»‪ .‬ويؤكــد املجلــس أن منــع زواج األطفــال هــو الســبيل‬
‫الوحيــد للحــد مــن تفاقــم الــزواج املبكــر ومــا يرتبــه مــن مخاطــر علــى حيــاة الفتيــات وصحتهــن وســبل‬
‫ادماجهــن فــي التنميــة‪ ،‬بســبب مــا يفوتــه عليهــن مــن فــرص التعليــم والتكويــن والنمــو داخــل األســرة‪،‬‬
‫وتعريضه ــن ملخاط ــر الحم ــل املبك ــر‪.‬‬
‫ ‪41.‬كمــا يشــكل اعتمــاد هــذا املقتــرح فرصــة للتفاعــل اإليجابــي مــع مالحظــات وتوصيــات لجــان املعاهــدات‪،‬‬
‫وخاص ــة لجن ــة حق ــوق الطف ــل الت ــي اعتب ــرت أن زواج األطف ــال وال ــزواج القس ــري ممارس ــات تقليدي ــة‬
‫مض ــرة‪ ،‬وب ــأن مفه ــوم مصلح ــة الطف ــل الفضل ــى ته ــدف ال ــى ضم ــان التمت ــع الكام ــل والفعل ــي بجمي ــع‬
‫الحقــوق املعتــرف بهــا فــي االتفاقيــة والنمــو الشــمولي للطفــل‪ ،‬وأعربــت اللجنــة املعنيــة بالقضــاء علــى‬
‫التميي ــز ض ــد امل ـرأة‪ ،‬ولجن ــة حق ــوق الطف ــل مع ــا‪ ،‬ع ــن القل ــق إزاء اس ــتمرار وج ــود ممارس ــة تزوي ــج‬
‫األطف ــال‪ ،‬وأوصت ــا ال ــدول األط ـراف بحظ ــره‪ ،‬وذل ــك بتعدي ــل التش ــريعات واملمارس ــات‪ ،‬وبالن ــص عل ــى‬
‫أن س ــن ‪ 18‬س ــنة ه ــو الح ــد األدن ــى لس ــن ال ــزواج‪ ،‬وه ــو م ــا أكدت ــه لجن ــة القض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد‬
‫املـرأة فــي توصيتهــا العامــة رقــم ‪ ،31‬كمــا وجهــت نفــس التوصيــة الــى املغــرب بمناســبة مناقشــة تقريريــه‬
‫الدورييــن الخامــس والســادس حيــث أوصــت وبشــكل واضــح بإلغــاء «املــادة ‪ 20‬مــن قانــون األســرة دون‬
‫إبطــاء بحيــث ال يســمح بعــد اآلن باالســتثناءات مــن الحــد األدنــى لســن الــزواج»‪ .10.‬كمــا تجــدر اإلشــارة‬
‫إلــى أن لجنــة مناهضــة التعذيــب قــد اعترفــت بدورهــا بــأن تزويــج األطفــال قــد يشــكل معاملــة قاســية‪،‬‬
‫أو الإنســانية‪ ،‬أو مهينــة‪ ،‬ال ســيما اذا لــم تحــدد الحكومــات حــدا أدنــى لســن الــزواج بتقيــد باملعاييــر‬
‫الدوليــة‪ .11‬وقــدم الفريــق العامــل املعنــي باالســتعراض الــدوري الشــامل للمغــرب خــال دورة مجلــس‬
‫حقــوق االنســان تقريـرا يشــمل توصيــات الــدول األعضــاء ومــن أهمهــا‪ :‬التوصيــة رقــم ‪ 25.129‬املقدمــة‬
‫مــن دولــة ســلوفاكيا بشــأن زواج األطفــال‪ ،‬والتــي تدعــوه مــن خاللهــا الــى اعــادة النظــر فــي مدونــة األســرة‬
‫واعتمــاد تدابيــر مناســبة أخــرى ملنــع الــزواج دون ســن األهليــة القانونيــة وتنفيذهــا‪.‬‬
‫وباإلضافــة إلى مــا ســبق‪ ،‬يــرى املجلــس أن تحديــد ســن الــزواج في ‪ 18‬ســنة مــن شــأنه تعزيــز جهــود محاربــة‬
‫الفقــر والهشاشــة في أوســاط النســاء التي ترتبــط إلى حــد كــبير بظاهــرة تزويــج الطــفالت‪ .‬ففــي الوقــت الــذي‬
‫تؤك ــد في ــه احصائي ــات املندوبي ــة الس ــامية للتخطي ــط ارتف ــاع متوس ــط س ــن ال ــزواج‪ ،‬ل ــدى الجن ــسين‪،‬‬
‫يالحــظ في املقابــل تزايــد نســب تزويــج الطــفالت‪ ،12‬وقــد أكــدت دراســة املجلــس الــوطني لحقــوق االنســان‬

‫‪ --10‬اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املر أ�ة‪ :‬املالحظات اخلتامية بش�أن التقرير اجلامع للتقريرين ادلوريني اخلامس والسادس للمغرب‪ ،‬رمق الوثيقة ‪C/‬‬
‫‪MAR/CO/5-6‬بتارخي ‪ 12‬يوليوز ‪.2022‬‬
‫‪--11‬املالحظات اخلتامية للجنة مناهضة التعذيب بش�أن بلغاراي (‪ ،)CAT/C/BGR/CO4-5‬وبش�أن المين (‪.)CAT/C/YEM/CO/2/REV.1‬‬
‫‪ -12‬املندوبية السامية للتخطيط‪ :‬املر أ�ة املغربية يف أ�رقام‪ ،‬أ�كتوبر ‪.2023‬‬
‫‪25‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫حــول املبررات القضائيــة املعتمــدة في تزويــج الطــفالت‪ ،‬أن الطلبــات املقدمــة الى املحاكــم غالبــا مــا تكــون‬
‫مبررة بالهشاشــة االجتماعيــة وترتبــط بالفقــر واليتــم واالنقطــاع عــن التمــدرس واألع ـراف‪ ،13‬كمــا أكــدت‬
‫دراس ــة رئاس ــة النياب ــة العام ــة فش ــل غالبي ــة ه ــذه الزيج ــات‪ ،14‬ف ــي الوق ــت ال ــذي أصبح ــت في ــه ظاه ــرة‬
‫تزويــج الطــفالت تأخــذ صــورا أكثر التباســا وانتهــاكا لحقــوق الطــفالت مثــل زواج الكــونترا أو الــزواج العــرفي‪،‬‬
‫ممــا يكــون معــه التدخــل التشــريعي ضــرورة ملحــة واســتعجالية‪.15‬‬

‫توصيات‬
‫•حذف املواد من ‪ 20‬الى ‪ 22‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫•تجريم تزويج األطفال واملشاركة في ذلك‪.‬‬

‫ ‪- 6‬تعدد الزوجات‬


‫ ‪42.‬نظمــت مدونــة األســرة املقتضيــات املتعلقــة بتعــدد الزوجــات فــي املــواد ‪ 39‬الــى ‪ 46‬حيــث نصــت املــادة‬
‫‪ 40‬منهــا علــى أنــه «يمنــع التعــدد إذا خيــف عــدم العــدل بيــن الزوجــات‪ ،‬كمــا يمنــع فــي حالــة وجــود شــرط‬
‫مــن الزوجــة بعــدم التــزوج عليهــا»‪.‬‬
‫ ‪43.‬ورغ ــم أن مدون ــة األس ــرة قي ــدت تع ــدد الزوج ــات بع ــدة قي ــود‪ ،‬م ــن بينه ــا ع ــدم وج ــود ش ــرط ف ــي عق ــد‬
‫الــزواج مــن طــرف الزوجــة بعــدم التعــدد عليهــا‪ ،‬وضــرورة إثبــات الــزوج لتوفــره علــى اإلمكانيــات املاليــة‬
‫الكافي ــة إلعال ــة أس ــرتين‪ ،‬م ــع اثبات ــه للمب ــرر االس ــتثنائي املوضوع ــي لطل ــب التع ــدد‪ ،‬ف ــإن املجل ــس‬
‫يس ــجل وج ــود تف ــاوت املحاك ــم ف ــي تقدي ــر ش ــرط املب ــرر االس ــتثنائي املوضوع ــي ف ــي الطلب ــات املقدم ــة‬
‫أمــام القضــاء‪ ،‬وأبرزهــا الحــاالت املتعلقــة بعــدم قــدرة الزوجــة علــى االنجــاب‪ ،‬رغبــة الــزوج فــي إنجــاب‬
‫الذكــور‪ ،‬الوضعيــة الصحيــة للزوجــة‪ ،‬رفــض الزوجــة املقيمــة بالخــارج االلتحــاق ببيــت الزوجيــة املعــد‬
‫لهــا باملغــرب‪ ،‬ارجــاع املطلقــة بعــد الــزواج بأخــرى حفاظــا علــى مصلحــة األبنــاء‪ ،‬وجــود عالقــة قائمــة‬
‫واقع ــا نت ــج عنه ــا حم ــل ووالدة‪ ،‬رغب ــة ال ــزوج ف ــي التع ــدد م ــع موافق ــة الزوج ــة وتوف ــره عل ــى اإلمكاني ــات‪.‬‬

‫‪ -13‬اجمللس الوطين حلقوق الانسان‪ :‬املربرات القضائية املعمتدة يف تزوجي الطفالت‪ ،‬موجز تنفيذي دلراسة أ�عدها اجمللس بتعاون مع صندوق ا أألمم املتحدة‬
‫للساكن‪ ،‬نومفرب ‪.2022‬‬
‫‪ -14‬رئاسة النيابة العامة‪ :‬دراسة تشخيصية حول زواج القارص‪ ،‬اعدت من بتعاون مع منظمة اليون�سيف‪ ،‬نومفرب ‪.2021‬‬
‫‪ -15‬فريدة بناين‪ ،‬تزوجي الطفالت عنف مؤسيس ورق واجتار ابلبرش‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،2023 ،‬ص ‪.483‬‬

‫‪26‬‬
‫ ‪44.‬كم ــا يالح ــظ ف ــي الواق ــع العمل ــي اس ــتغناء بع ــض املحاك ــم ع ــن التأك ــد م ــن تواف ــر باق ــي ش ــروط التع ــدد‬
‫ف ــي حال ــة موافق ــة الزوج ــة األول ــى‪ ،‬واعتب ــار ه ــذه املوافق ــة بمثاب ــة مب ــرر اس ــتثنائي موضوع ــي لقب ــول‬
‫الطلــب‪ ،16‬فــي املقابــل تحــال الزوجــة تلقائيــا علــى مســطرة التطليــق للشــقاق فــي حالــة رفضهــا وتمســك‬
‫ال ــزوج بطل ــب التع ــدد‪.‬‬
‫‪45.‬ويســجل املجلــس كذلــك أن تطبيــق النــص فــي الواقــع العملــي لــم يحــل دون ظهــور مجموعــة مــن الطــرق‬
‫للتحايــل علــى املقتضيــات املتعلقــة بتعــدد الزوجــات مــن خــال لجــوء األزواج الــى مــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬تطلي ــق الزوج ــة األول ــى‪ ،‬واب ـرام زواج جدي ــد‪ ،‬ث ــم تقدي ــم طل ــب للتع ــدد يس ــتند عل ــى الرغب ــة ف ــي جم ــع‬
‫ش ــمل األس ــرة األول ــى؛‬
‫‪-‬ع ــدم احت ـرام الق ـرار القضائ ــي برف ــض طل ــب التع ــدد‪ ،‬واللج ــوء ال ــى اب ـرام زواج عرف ــي‪ ،‬وتقدي ــم طل ــب‬
‫لثب ــوت دع ــوى الزوجي ــة دون احت ـرام مس ــطرة التع ــدد؛‬
‫‪-‬اســتعمال االذن بالتعــدد ألكثــر مــن مــرة‪ ،‬وابـرام أكثــر مــن زواج تعــدد بواســطة نفــس االذن‪ ،‬مســتغلين‬
‫فــي ذلــك عــدم التنصيــص علــى اســم الزوجــة املـراد التــزوج بهــا‪17‬؛‬
‫ ‪46.‬كمــا أدى عــدم تنصيــص املشــرع علــى جـزاء قانونــي لخــرق اإلجـراءات املتعلقــة بتقييــد تعــدد الزوجــات‬
‫ال ــى تف ــاوت املحاك ــم ف ــي تجري ــم ه ــذا الفع ــل‪ ،‬حي ــث تلج ــأ بع ــض النياب ــات العمومي ــة ف ــي حال ــة تق ــدم‬
‫الزوج ــة بش ــكاية ض ــد زوجه ــا ال ــى تحري ــك املتابع ــة بالخيان ــة الزوجي ــة‪ ،‬وق ــد اعتب ــر القض ــاء ف ــي ه ــذا‬
‫الصــدد أن تحايــل الــزوج علــى مقتضيــات تعــدد الزوجــات مــن خــال زواج الفاتحــة يعــد بمثابــة عنــف‬
‫نف�ســي ضــد الزوجــة األولــى‪ ،18‬وهــو مــا يؤكــد أن اإلبقــاء علــى تعــدد الزوجــات يســهم فــي عــدم االســتقرار‬
‫األســري‪.‬‬
‫ ‪47.‬ولتج ــاوز اإلش ــكاالت الت ــي أفرزه ــا تطبي ــق املقتضي ــات املتعلق ــة بتع ــدد الزوج ــات‪ ،‬يقت ــرح املجل ــس‬
‫حذفه ــا والتنصي ــص عل ــى من ــع التع ــدد‪.‬‬
‫ ‪48.‬ويذك ــر املجل ــس ف ــي ه ــذا الص ــدد ب ــأن اللجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة تعتب ــر تع ــدد‬
‫الزوج ــات أم ـرا من ــاف لكرام ــة النس ــاء والفتي ــات‪ ،‬وتذك ــر بااللتزام ــات الصريح ــة لل ــدول األط ـراف‬
‫ف ــي اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى جمي ــع أش ــكال التميي ــز ض ــد امل ـرأة والت ــي تقت�ض ــي منه ــا كب ــح ممارس ــة تع ــدد‬
‫الزوج ــات وحظره ــا لكونه ــا منافي ــة لالتفاقي ــة‪.19‬‬
‫‪ -16‬قرار حممكة الا�ستئناف مبكناس عدد‪ 1861 :‬يف امللف رمق ‪ ،1618/12/584‬صادر بتارخي ‪.2012/5/21‬‬
‫‪ -17‬منشور الرئيس املنتدب رمق ‪ 22/45‬بتارخي ‪ 14‬أ�كتوبر ‪.2022‬‬
‫‪ --18‬حمك احملمكة الابتدائية ابلقرص الكبري‪ ،‬يف امللف رقــم‪ 2021/2103/429 :‬صادر بتارخي ‪.2021/12/09‬‬
‫‪--19‬الفقراتن ‪ 25‬و‪ 29‬من التوصية العامة رمق ‪ 31‬بــش�أن املامرسات الضارة الصادرة بصفة مشرتكة بني اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املر أ�ة وجلنة‬

‫‪27‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫ ‪49.‬كم ــا ي ــرى املجل ــس أن ه ــذا املقت ــرح يس ــتجيب للتح ــوالت الثقافي ــة واالجتماعي ــة الت ــي أدت إل ــى تراج ــع‬
‫ظاهــرة التعــدد فــي املجتمــع املغربــي‪ .‬وفــي هــذا اإلطــار تؤكــد االحصائيــات الرســمية‪ 20‬أن تعــدد الزوجــات‬
‫أصب ــح ن ــادرا داخ ــل املجتم ــع املغرب ــي‪ ،‬إذ ال يش ــكل اال نس ــبة ال تتع ــدى ‪ %0.66‬م ــن مجم ــوع أذون ــات‬
‫ال ــزواج الت ــي تصدره ــا املحاك ــم‪ ،‬وق ــد ت ــم تس ــجيل ‪ 20000‬طل ــب ل ــإذن بالتع ــدد بي ــن س ــنتي ‪2017‬‬
‫و‪ ،2021‬ش ــكلت نس ــبة رفضه ــا ‪ ،% 61.13‬فيم ــا بلغ ــت نس ــبة االس ــتجابة له ــذه الطلب ــات ‪.%38.87‬‬
‫ ‪50.‬كم ــا ينس ــجم ه ــذا املقت ــرح م ــع الق ـراءات املتج ــددة للنص ــوص املتعلق ــة بتع ــدد الزوج ــات الت ــي تؤك ــد‬
‫علــى أهميــة وضعهــا فــي ســياقها التاريخــي‪ ،‬وعلــى إمكانيــة تقييــد املبــاح‪ ،‬مــن أجــل درء املفاســد املترتبــة‬
‫ع ــن التع ــدد‪ ،‬خاص ــة وأن ــه مش ــروط بالع ــدل‪ ،‬انطالق ــا م ــن اآلي ــة ‪ 3‬م ــن س ــورة النس ــاء‪« :‬ف ــإن خفت ــم‬
‫أال تعدل ــوا فواح ــدة»»‪ ،‬اآلي ــة ‪ 129‬م ــن س ــورة النس ــاء‪»:‬ولن تس ــتطيعوا أن تعدل ــوا بي ــن النس ــاء ول ــو‬
‫حرصت ــم»‪.‬‬

‫توصيات‬
‫•تعديــل املــادة ‪ 39‬املتعلقــة باملوانــع املؤقتــة بحــذف الفقــرات ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 5‬وتعديــل الفقــرة ‪6‬‬
‫لتصبــح كالتالــي‪« :‬وجــود امل ـرأة أو الرجــل فــي عالقــة زواج»‪.‬‬
‫•حذف املواد من ‪ 40‬الى ‪ 46‬من مدونة األسرة‪ ،‬واملواد ذات الصلة بتعدد الزوجات‪.‬‬

‫ ‪- 7‬اختالف الدين في الزواج‬


‫ ‪51.‬نص ــت امل ــادة ‪ 39‬م ــن مدون ــة األس ــرة عل ــى أن ــه م ــن بي ــن موان ــع ال ــزواج املؤقت ــة‪“ :‬زواج املس ــلمة بغي ــر‬
‫املســلم‪ ،‬واملســلم بغيــر املســلمة مــا لــم تكــن كتابيــة»‪ .‬ويطــرح اختــاف الديــن كمانــع مــن املوانــع املؤقتــة‬
‫للــزواج عــدة إشــكاليات حقوقيــة وأخــرى واقعيــة‪ ،‬تتجلــى أساســا فــي تقييــد حريــة األطـراف فــي الــزواج‬
‫والتمييــز بيــن الرجــل وامل ـرأة فــي حريــة اختيــار الــزوج‪ ،‬وهــو مــا يتعــارض مــع االتفاقيــات الدوليــة التــي‬
‫ص ــادق عليه ــا املغ ــرب وخاص ــة اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى جمي ــع أش ــكال التميي ــز ض ــد امل ـرأة‪ .‬وفض ــا ع ــن‬
‫ذلــك فــإن هــذا الشــرط يتعــارض مــع قوانيــن بلــدان اإلقامــة فــي عــدد مــن التشــريعات املقارنــة لتعارضــه‬
‫مــع النظــام العــام ممــا يــؤدي الــى اســتبعاد مدونــة األســرة مــن التطبيــق علــى الجاليــة املغربيــة املقيمــة‬
‫بالخــارج ممــا يثيــر إشــكالية تنــازع القوانيــن؛‬
‫حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -20‬اجمللس ا أألعىل للسلطة القضائية‪ :‬تقرير حول القضاء ا أألرسي ابملغرب يناير ‪ ،2021‬ص ‪ 74‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ ‪52.‬وملعالجــة اإلشــكاالت الناجمــة عــن اختــاف الديــن فــي الــزواج يقتــرح املجلــس مالءمــة مدونــة األســرة‬
‫م ــع مقتضي ــات االتفاقي ــات الدولي ــة املص ــادق عليه ــا ع ــن طري ــق ح ــذف اخت ــاف الدي ــن م ــن املوان ــع‬
‫املؤقت ــة لل ــزواج‪ ،‬وتكري ــس ح ــق الزوجي ــن الراش ــدين ف ــي حري ــة اختي ــار ال ــزوج‪.‬‬
‫ ‪53.‬إن حــذف اختــاف الديــن مــن موانــع الــزواج املؤقتــة يجــد ســنده فــي مبــررات قانونيــة وأخــرى واقعيــة‪،‬‬
‫يمكــن ابرازهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬ينــص تصديــر الدســتور علــى حظــر ومكافحــة كل أشــكال التمييــز‪ ،‬بســبب املعتقــد أو أي وضــع‬
‫شــخ�صي مهمــا كان‪ ،‬كمــا يؤكــد علــى مبــدأ ســمو االتفاقيــات الدوليــة علــى التشــريعات الوطنيــة‪،‬‬
‫وينــص فــي فصلــه ‪ 19‬علــى أنــه‪“ :‬يتمتــع الرجــل وامل ـرأة‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬بالحقــوق والحريــات‬
‫املدنيــة والسياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة والبيئيــة؛‬
‫‪-‬تن ــص امل ــادة ‪ 16‬م ــن اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى جمي ــع أش ــكال التميي ــز ض ــد امل ـرأة عل ــى أن ــه‪« :‬تتخ ــذ‬
‫ال ــدول األط ـراف جمي ــع التدابي ــر املناس ــبة للقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة ف ــي كاف ــة األم ــور‬
‫املتعلقــة بالــزواج والعالقــات العائليــة‪ ،‬وبوجــه خــاص تضمــن علــى أســاس املســاواة بيــن الرجــل‬
‫وامل ـرأة‪ :‬أ‪ -‬نف ــس الح ــق ف ــي ال ــزواج‪ ،‬ب‪-‬نف ــس الح ــق ف ــي حري ــة اختي ــار ال ــزوج ‪»...‬؛‬
‫‪-‬أن نــص املــادة ال يواكــب التعديــات املتالحقــة علــى التشــريعات املتعلقــة باألســرة باملغــرب التــي‬
‫كرســت وبشــكل تدريجــي حريــة الزوجيــن فــي اختيــار الــزوج‪ ،‬وحريــة الزوجــة باألســاس فــي اختيــار‬
‫زوجهــا‪ ،‬لذلــك تــم اعتمــاد آليــة االجتهــاد إللغــاء واليــة االجبــار التــي كانــت مقــررة فــي مدونــة األحــوال‬
‫الش ــخصية لس ــنة ‪ ،1957‬وإلغ ــاء ش ــرط الكف ــاءة‪ ،‬واعتب ــار الوالي ــة ف ــي ال ــزواج حق ــا للم ـرأة‬
‫الرشــيدة‪ ،‬تمارســه بكامــل حريتهــا‪ ،‬ويعتبــر الغــاء اختــاف الديــن مظهـرا مــن مظاهــر احتـرام مبــدأ‬
‫الر�ضــى فــي الــزواج؛‬
‫‪-‬كم ــا أن امل ــادة املذك ــورة ل ــم تع ــد تس ــاير االجته ــاد القضائ ــي ال ــذي س ــجل تح ــوال ملموس ــا ف ــي‬
‫التعام ــل م ــع ح ــاالت اخت ــاف الدي ــن ف ــي ال ــزواج‪ .‬فبعدم ــا كان اتج ــاه القض ــاء حاس ــما ف ــي بط ــان‬
‫ه ــذه الزيج ــات ف ــي ض ــوء مدون ــة األح ــوال الش ــخصية امللغ ــاة ف ــي إط ــار تص ــور ص ــارم ف ــي تطبي ــق‬
‫مفهــوم النظــام العــام‪ ،21‬أصبــح يعتــرف ببعــض اآلثــار املترتبــة عــن هــذه الزيجــات‪ ،‬فــي إطــار مبــدأ‬
‫املرون ــة‪ 22‬ال ــذي أصب ــح ينظ ــم قضاي ــا مغارب ــة املهج ــر‪ .‬وهك ــذا وألول م ــرة أق ــرت محكم ــة النق ــض‬
‫مب ــدأ األث ــر املخف ــف للنظ ــام الع ــام‪ ،‬حينم ــا اعترف ــت ب ــطالق اتف ــاقي ت ــم بين مغربي ــة مس ــلمة‪،‬‬

‫‪ -21‬ذهبت حممكة الا�ستئناف ابلرابط �إىل رفض تذييل حمك أ�جنيب ابلصيغة التنفيذية بعةل أ�ن القانون الهولندي ال سلطة هل عىل احلاةل الشخصية ملغربيني‬
‫مزتوجني وفق مدونهتام الشخصية‪ ،‬ووفق ا أألحاكم اإلإلهية الرشعية"‬
‫‪ -‬قرار رمق ‪ 44‬ملف رمق ‪ 10/2000/6727‬بتارخي ‪.2001/04/30‬‬
‫أ‬
‫‪ -22‬خادل برجاوي‪ :‬تقيمي مدونة ا أألرسة من زاوية القانون ادلويل اخلاص‪ ،‬مقال منشور مبجةل مرافعة عدد ‪� 16‬كتوبر ‪ 2005‬ص ‪.49‬‬
‫‪29‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫وأجــنبي غير مســلم؛ واعتبرتــه ال يــشكل أي مســاس بالنظــام العــام‪ ،‬طــاملا أن املطلــوب هــو إنهــاء‬
‫العالق ــة الزوجي ــة‪ ،‬بغ ــض النظ ــر ع ــن ش ــرعيتها‪ ،23‬كم ــا اعترف ــت محكم ــة االس ــتئناف بال ــدار‬
‫البيضــاء‪ 24‬بــزواج بين مغربيــة مســلمة وفرن�ســي‪ ،‬رغــم معارضــة النيابــة العامــة‪ ،‬ودون أن يدلــي‬
‫الط ــرف غير املس ــلم بوثيق ــة تؤك ــد اعتناق ــه لإلسالم‪ ،‬وق ــد علل ــت موقفه ــا ب ــأن‪« :‬إدالء الط ــرف‬
‫األج ــنبي بم ــا يفي ــد إعالن ــه إلسالم ــه لي ــس م ــن الوثائ ــق الجوهري ــة في ال ــزواج املنعق ــد بالخ ــارج‪،»..‬‬
‫وبــأن «عقــود الــزواج املختلــط تخضــع في شكل انعقادهــا لقانــون البلــد الــذي أبرمــت فيــه طبقــا‬
‫ملب ــادئ القان ــون ال ــدولي الخ ــاص‪ ،‬والتفاقي ــة اله ــاي في املادة الثاني ــة فيه ــا‪ ،‬والتي تبناه ــا املش ــرع‬
‫املغربــي في الفصــل ‪ 11‬مــن ظــهير ‪ 1913/08/12‬املتعلــق بالوضعيــة املدنيــة للفرنســيين واألجانــب‬
‫باملغــرب‪ ،‬وتــم االتفــاق على هــذا املبــدأ في االتفاقيــة الثنائيــة املبرمــة بين املغــرب وفرنســا بتاريــخ‬
‫‪.1981/08/10‬‬
‫‪-‬ومــن جهــة أخــرى يســجل املجلــس تزايــد اتســاع الهــوة بيــن هــذه املــادة والواقــع الــذي يفتــرض أن‬
‫تنظمــه‪ ،‬حيــث تؤكــد االحصائيــات الرســمية أن معــدالت الــزواج املختلــط فــي ارتفــاع متزايــد‪ ،‬إذ‬
‫ت ــم م ــا بي ــن ‪ 2017‬و‪ 2021‬تقدي ــم ‪ 27626‬طلب ــا لتوثي ــق زواج مختل ــط‪ ،‬وه ــو م ــا يمث ــل ‪ 2.34‬م ــن‬
‫مجمــوع طلبــات توثيــق الــزواج التــي قدمــت للمحاكــم‪ ،‬وتؤكــد اإلحصائيــات الرســمية أن النســاء‬
‫املغربيــات أكثــر إقبــاال علــى الــزواج باألجانــب مقارنــة مــع الرجــال‪ ،‬حيــث وصلــت نســبة الحــاالت‬
‫الت ــي يك ــون فيه ــا الخاط ــب أجنبي ــا واملخطوب ــة مغربي ــة حوال ــي ‪ 73‬باملائ ــة‪ ،‬ف ــي مقاب ــل ‪ 27‬باملائ ــة‬
‫فقــط مــن الحــاالت التــي يكــون فيهــا الخاطــب مغربيــا واملخطوبــة أجنبيــة‪.‬‬
‫‪-‬يؤكــد الواقــع العملــي أن منــع زواج املســلمة بغيــر مســلم فــي مدونــة األســرة لــم يحــل دون إبـرام هــذا‬
‫الــزواج بشــكل واقعــي‪ ،‬إمــا خــارج املغــرب وفــق قانــون بلــد اإلقامــة‪ ،‬أو داخــل املغــرب مــن خــال‬
‫االكتف ــاء ب ــاإلدالء بم ــا يفي ــد اعتن ــاق الط ــرف غي ــر املس ــلم لإلس ــام حت ــى وان كان ه ــذا االعتن ــاق‬
‫ش ــكليا‪ ،‬لضم ــه ملل ــف ال ــزواج‪ .‬ويظه ــر توزي ــع الزيج ــات املختلط ــة بحس ــب جنس ــية األجان ــب‬
‫الراغبيــن فــي االرتبــاط بمغربيــات أن الفرنســيين يأتــون فــي املقدمــة بنســبة ‪%21‬ســنة ‪ ،2021‬ثــم‬
‫األمريكيــون بنســبة ‪ ،%18‬ثــم األملانيــون بنســبة ‪ ،%7‬ثــم اإلســبان بنســبة ‪ ،% 5‬ثــم مواطنــو دول‬
‫أخــرى مثــل اململكــة املتحــدة وروســيا االتحاديــة كنــدا بنســبة تعــادل ‪.%12‬‬
‫‪-‬تؤك ــد بع ــض الق ـراءات املتج ــددة للنص ــوص الت ــي تمن ــع زواج املس ــلمة بغي ــر مس ــلم عل ــى ض ــرورة‬
‫مراع ــاة س ــياقها التاريخ ــي‪ ،25‬واس ــتحضار التح ــوالت االجتماعي ــة واالقتصادي ــة والثقافي ــة الت ــي‬
‫‪ -23‬قرار عدد ‪ ،106‬صادر بتارخي ‪ ،2006/04/17‬يف امللف عدد ‪ 10/2006/30‬منشور‪ ،‬مبجةل قضاء ا أألرسة‪ ،‬العدد ‪ 3‬دجنرب ‪ ،2006‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -24‬قرار حممكة الا�ستئناف ابدلار البيضاء عدد ‪ 1413‬الصادر بتارخي ‪ 2007/5/23‬يف امللف ‪.71/2007‬‬
‫‪ -25‬احلــسني بلحساين‪ :‬أ�ثر اختالف ادلين عىل الزواج اخملتلط يف النظام القانوين املغريب‪ ،‬مقال منشور ابجملةل املغربية ل إإلقتصاد والقانون‪ ،‬العدد اخلامس‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.110‬‬
‫‪30‬‬
‫عرفته ــا املجتمع ــات املعاص ــرة‪ ،26‬ومراع ــاة التح ــوالت التي عرفته ــا طبيع ــة هج ــرة املغارب ــة ال ــى‬
‫الخ ــارج والتي أصبح ــت ابت ــداء م ــن الق ــرن الواح ــد والعش ــرين‪ ،‬هج ــرة مؤنث ــة‪ ،‬به ــدف الدراس ــة‬
‫والعمــل‪ ،‬بعدمــا كانــت هجــرة النســاء ســابقا مرتبطــة بقــوانين التجمــع العــائلي‪ ،27‬وإذا كان املنــع‬
‫الف ــقهي ل ــزواج املس ــلمة ب ــغير مس ــلم يستن ــد في جوه ــره على فك ــرة القوام ــة وعلى رئاس ــة ال ــزوج‬
‫لألســرة‪ ،‬فــإن مدونــة األســرة كرســت مبــدأ الرعايــة املشتركــة للــزوجين وألغــت مفهــوم القوامــة‪،‬‬
‫مكرســة بذلــك مبــدأ الحقــوق وااللتزامــات املتبادلــة للــزوجين فيمــا بينهــا‪ ،‬ومســؤوليتهما املشتركــة‬
‫في تربي ــة األبن ــاء‪ ،‬مم ــا يجع ــل املبررات الفقهي ــة التي استن ــد عليه ــا ه ــذا املن ــع قابل ــة للتقيي ــم لكل‬
‫شخ ــص بحس ــب قناعات ــه الفردي ــة واعتق ــاده‪.‬‬

‫توصية‬
‫•حذف اختالف الدين من املوانع املؤقتة للزواج املنصوص عليها في املادة ‪.39‬‬

‫ ‪- 8‬تدبيرو اقتسام األموال املكتسبة أثناء قيام العالقة الزوجية‬


‫ ‪54.‬أق ــرت امل ــادة ‪ 49‬م ــن مدون ــة األس ــرة مب ــدأ اس ــتقالل الذم ــة املالي ــة للزوجي ــن‪ ،‬وأج ــازت لهم ــا أيض ــا ف ــي‬
‫إطــار مبــدأ حريــة اإلرادة االتفــاق فــي وثيقــة مســتقلة عــن عقــد الــزواج علــى وضــع إطــار لتدبيــر األمــوال‬
‫املكتســبة بعــد الــزواج‪ .‬وتطــرح هــذه املقتضيــات عــدة إشــكاليات أبرزهــا‪:‬‬
‫‪-‬مشــكلة غيــاب املعلومــات الكافيــة املقدمــة الــى الخطيبيــن حــول طــرق «تدبيــر األمــوال املكتســبة‬
‫بعــد الــزواج»؛‬
‫‪-‬نــدرة لجــوء األزواج الــى ابـرام عقــود مســتقلة لتدبيــر األمــوال املكتســبة‪ ،‬حيــث لــم تتجــاوز ‪%0,5‬‬
‫م ــن نس ــبة عق ــود ال ــزواج املبرم ــة‪ ،28‬وذل ــك نظ ـرا لعوام ــل ثقافي ــة تجع ــل األزواج أو العائ ــات‬
‫تحجــم عــن مناقشــة األمــور املاليــة قبــل ابـرام عقــد الــزواج‪ ،‬فضــا عــن عــدم العلــم بمقتضيــات‬
‫امل ــادة ‪ ،49‬واحج ــام بع ــض الع ــدول ع ــن اش ــعار املقبلي ــن عل ــى ال ــزواج بمقتضياته ــا‪ ،‬ف ــي مجل ــس‬
‫إب ـرام العقــد؛‬
‫‪ -26‬أ�محد امخللييش‪ :‬من مدونة ا أألحوال الشخصية اىل مدونة ا أألرسة‪ ،‬دار نرش املعرفة ابلرابط‪ ،‬طبعة ‪ ،2012‬اجلزء ا أألول‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -27‬احلــسني ابحلساين‪ :‬أ�ثر اللبس املرجعي عىل وضعية املر أ�ة يف النظام القانوين املغريب‪ ،‬مداخةل يف ندوة حتت عنوان "النساء ودوةل احلق والقانون"‪،‬‬
‫أ�شغال امللتقى ادلويل املنظم يويم ‪ 19‬و‪ 20‬أ�بــريل ‪ 2002‬بلكــية احلقوق السوييس الرابط ص ‪.43‬‬
‫‪ -28‬حبسب احصائيات وزارة العدل ل�سنة ‪.2021‬‬

‫‪31‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬ع ــدم توضي ــح امل ــادة ‪ 49‬م ــن مدون ــة األس ــرة ألن ــواع األنظم ــة املالي ــة املمك ــن اختياره ــا‪ ،‬باس ــتثناء‬
‫تنصيصه ــا عل ــى نظ ــام اس ــتقالل الذم ــة املالي ــة‪ ،‬وه ــو م ــا جع ــل مقتضي ــات ه ــذه امل ــادة غامض ــة‬
‫ل ــدى املقبلي ــن عل ــى ال ــزواج بس ــبب ع ــدم تحدي ــد التزام ــات كل الطرفي ــن وحقوقهم ــا بحس ــب كل‬
‫نظ ــام مال ــي‪ ،‬وم ــدى إمكاني ــة تغيي ــر النظ ــام املال ــي ال ــذي ت ــم اختي ــاره‪ ،‬وطريق ــة تصفي ــة األم ــوال؛‬
‫‪-‬الرجــوع الــى القواعــد العامــة لإلثبــات فــي غيــاب عقــد تدبيــر األمــوال املكتســبة علــى النحــو الــذي‬
‫تح ــدده امل ــادة ‪ 49‬م ــن املدون ــة‪ ،‬يط ــرح إش ــكالية ع ــبء االثب ــات داخ ــل العالق ــة الزوجي ــة وم ــا‬
‫تفرض ــه م ــن ثق ــة متبادل ــة بي ــن الزوجي ــن تجعلهم ــا ال يأخ ــذان احتياطاتهم ــا املس ــبقة لالحتف ــاظ‬
‫بمــا يثبــت مســاهمتهما فــي تنميــة أمــوال األســرة‪ ،‬ويــؤدي اخضــاع االثبــات الــى القواعــد العامــة الــى‬
‫االض ـرار بال ــزوج ال ــذي ل ــم تس ــجل أم ــوال األس ــرة باس ــمه‪ ،‬كم ــا يط ــرح مش ــكلة تحدي ــد املقص ــود‬
‫بالقواع ــد العام ــة‪ ،‬وم ــا اذا كان ــت تعن ــي وس ــائل االثب ــات املنص ــوص عليه ــا ف ــي قان ــون االلتزام ــات‬
‫والعق ــود‪ ،29‬أم تش ــمل أيض ــا الع ــرف املحل ــي املع ــروف بالك ــد والس ــعاية‪30‬؛‬
‫‪-‬تنصيــص املــادة ‪ 49‬علــى ضــرورة «مراعــاة عمــل كل واحــد مــن الزوجيــن ومــا قدمــه مــن مجهــودات‬
‫تحملــه مــن أعبــاء لتنميــة أمــوال األســرة» يطــرح اشــكالية موقــف القضــاء مــن العمــل املنزلــي‬ ‫ومــا ّ‬
‫والــذي يبقــى متفاوتــا وغيــر منســجم‪ ،‬يت ـراوح بيــن اتجــاه يعتبــر العمــل املنزلــي واجبــا علــى الزوجــة‬
‫طبق ــا للم ــادة ‪ 51‬م ــن املدون ــة الت ــي تن ــص عل ــى أن تتحم ــل الزوج ــة م ــع ال ــزوج مس ــؤولية تس ــيير‬
‫ورعايــة شــؤون البيــت واألطفــال‪ ، 31‬واتجــاه ثــان يعتبــر العمــل املنزلــي مــن طــرف الزوجــة مســاهمة‬
‫في تنمية أموال الزوج ومساهمة منها في تكوين األموال املكتسبة أثناء قيام الزوجية‪32‬؛‬

‫‪ -29‬أ�نظر القسم السابع من قانون الالزتامات والعقود املتعلق إبإثبات الالزتامات واثبات الرباءة مهنا‪.‬‬
‫‪ -30‬يقصد ابلكد والسعاية يف الاصطالح الفقه�ي العمل واجلهد والكد اذلي يسامه به الساعي اجيابيا يف تكوين ر أ�سامل أ�و تمنيته‪ ،‬وهو خيتلف ابختالف‬
‫العمل املنجز وابختالف القامئ به‪ .‬وقد اشرتط بعض الفقهاء ال�ستحقاق الساعي نصيبه من أ�موال السعاية أ�ن يرصح أ�ن سعيه وكده ليس عىل سبيل‬
‫التطوع‪ .‬أ�نظر ملزيد من التفاصيل‬
‫محمد مومن‪ ،‬حق الكد والسعاية‪ -‬دراسة حلق املر أ�ة يف اقتسام املمتلاكت املكت�سبة خالل الزواج يف ضوء بعض ا أألعراف املغربية‪ -‬املطبعة والوراقة الوطنية‬
‫مبراكش‪ ،‬الطبعة ا أألوىل ‪ ،2006‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -31‬جــاء يف قرار حملمكة النقض‪" :‬احملمكة ملا مل يثبت لها مبقبول أ�ن الطاعنة سامهت فعليا يف تمنية أ�موال ا أألرسة‪ ،‬واعتربت أ�ن اخلدمة املزنلية من الزتاماهتا‬
‫العادية‪ ،‬طبقا للامدة ‪ 51‬من مدونة ا أألرسة‪ ،‬وقضت برفض الطلب‪ ،‬ف�إهنا طبقت القانون‪ ،‬وعللت قرارها تعليال اكفيا"‪.‬‬
‫قرار حممكة النقض عدد ‪ ،770‬صادر بتارخي ‪ 2016/12/06‬يف امللف الرشعي عدد ‪.2016/1/2/154‬‬
‫‪ -32‬اعتربت حممكة النقض أ�ن‪":‬الزوجة حيق لها طلب احلصول عىل مقابل عام سامهت به يف تمنية ا أألموال املكت�سبة أ�ثناء الزوجية‪ ،‬كام أ�ن تقدير ن�سبة‬
‫مسامههتا يف تمنية هذه ا أألموال خيضع للسلطة التقديرية للمحمكة"‬
‫‪-‬قرار حممكة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،579‬صادر بتارخي ‪ ،2006 /11/ 11‬يف امللف عدد ‪.2006/1/2/245‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-‬يالح ــظ أن نصي ــب الزوجي ــن م ــن األم ــوال املكتس ــبة يط ــرح ف ــي حال ــة انفص ــال العالق ــة الزوجي ــة‬
‫بالط ــاق والتطلي ــق‪ ،‬وال توض ــح ه ــذه امل ــادة م ــدى إمكاني ــة مطالب ــة األزواج بنصيبه ــم م ــن ه ــذه‬
‫األمــوال أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة‪ ،‬أو فــي حالــة الوفــاة‪ ،‬حيــث تختلــط التركــة بنصيــب الزوجــة‬
‫أو الــزوج الباقــي علــى قيــد الحيــاة‪.‬‬
‫‪55.‬وللتغلــب علــى هــذه اإلشــكاليات يقتــرح املجلــس تدقيــق مقتضيــات املــادة ‪ 49‬مــن مدونــة األســرة لتكــون‬
‫أكث ــر وضوح ــا‪ ،‬م ــن خ ــال التنصي ــص عل ــى أن ــواع األنظم ــة املالي ــة الت ــي يمك ــن لألط ـراف اختياره ــا‪،‬‬
‫وحقــوق الطرفيــن والتزاماتهمــا‪ ،‬واج ـراءات تغييــر النظــام املالــي وتصفيــة األمــوال‪.‬‬
‫ ‪56.‬وم ــن أج ــل إعط ــاء ق ــوة ملزم ــة للم ــادة ‪ 49‬يقت ــرح املجل ــس ال ــى جان ــب واج ــب الع ــدول ف ــي اش ــعار‬
‫املتعاقديــن بمقتضيــات هــذه املــادة‪ ،‬إضافــة بنــد الــى نمــوذج عقــد الــزواج‪ ،‬يتعلــق باختيــار الزوجيــن‬
‫للنظــام املالــي‪ ،‬واضافــة نمــوذج يحــدد بقـرار لوزيــر العــدل يتضمــن األنظمــة املاليــة املوجــودة وحقــوق‬
‫والتزام ــات الطرفي ــن بحس ــب كل ن ــوع نظ ــام مال ــي يت ــم اختي ــاره‪.‬‬
‫ ‪57.‬وم ــن أج ــل تج ــاوز إش ــكاليات تقدي ــر العم ــل املنزل ــي يقت ــرح املجل ــس التنصي ــص ف ــي امل ــادة ‪ 49‬عل ــى أن‬
‫العم ــل املنزل ــي م ــن ط ــرف أح ــد الزوجي ــن يعتب ــر مس ــاهمة منهم ــا ف ــي تنمي ــة أم ــوال األس ــرة‪.‬‬
‫ ‪58.‬تستند هذه املقترحات إلى االعتبارين األساسيين التاليين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االس ــتجابة لتوصي ــة لجن ــة حق ــوق امل ـرأة املغ ــرب بس ــن أحكام قانوني ــة تكف ــل للم ـرأة‪ ،‬عن ــد فسخ‬
‫ال ــزواج‪ ،‬حقوق ــا متس ــاوية في املمت ــلكات املكتس ــبة أثن ــاء ال ــزواج‪ ،‬تماش ــيا م ــع م ــا تن ــص علي ــه املادة ‪16‬‬
‫مــن اتفاقيــة القضــاء على جميــع أشكال التمــييز ضــد امل ـرأة مــن واجــب الــدول األط ـراف في اتخــاذ جميــع‬
‫التــدابير املناســبة للقضــاء على التمــييز ضــد املـرأة في كافــة األمــور املتعلقــة بالــزواج والعالقــات األســرية‪،‬‬
‫وبوج ــه خ ــاص تضم ــن‪ ،‬على أس ــاس تس ــاوي الرج ــل وامل ـرأة‪-« :‬ح‪ :‬نف ــس الحق ــوق ل ــكال ال ــزوجين فيم ــا‬
‫يتعل ــق بملكي ــة وحي ــازة املمت ــلكات‪ ،‬واإلش ـراف عليه ــا‪ ،‬وإدارته ــا‪ ،‬والتمت ــع به ــا‪ ،‬والتص ــرف فيه ــا‪ ،‬س ــواء بال‬
‫مقاب ــل أو مقاب ــل ع ــوض ذي قيم ــة»‪.‬‬
‫ثاني ــا‪ :‬تعزي ــز ق ــدرة الق ــوانين الوطني ــة على املس ــاهمة في تحقي ــق اله ــدف الخام ــس م ــن أه ــداف التنمي ــة‬
‫لس ــنة ‪ 2030‬ال ــذي ين ــص على االعتراف بأعم ــال الرعاي ــة غير مدفوع ــة األج ــر‪ ،‬والعم ــل املنزلي‪ ،‬وتعزي ــز‬
‫تقاس ــم املس ــؤولية املعيش ــية داخ ــل األس ــرة‪ ،‬وتقدي ــر كل ذل ــك م ــن خالل وض ــع سياس ــات الحماي ــة‬
‫االجتماعي ــة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫توصيات‬
‫•تعديل املادة ‪ 49‬وذلك ب‪:‬‬
‫•إضاف ــة عب ــارة العم ــل املنزل ــي للفق ــرة األخي ــرة م ــن امل ــادة ‪ 49‬لتصب ــح كالتال ــي‪ :‬م ــع مراع ــاة‬
‫العمــل املنزلــي لــكل واحــد مــن الزوجيــن ومــا قدمــه مــن مجهــودات ومــا ّ‬
‫تحملــه مــن أعبــاء‬
‫لتنمي ــة أم ــوال األس ــرة»‪.‬‬
‫•إضافة بند الى نموذج عقد الزواج‪ ،‬يتعلق باختيارالزوجين للنظام املالي‪.‬‬
‫• اضاف ــة نم ــوذج يح ــدد بق ــرار لوزي ــر الع ــدل يتضم ــن األنظم ــة املالي ــة املوج ــودة وحق ــوق‬
‫والتزام ــات الطرفي ــن بحس ــب كل ن ــوع نظ ــام مال ــي يت ــم اختي ــاره ضمان ــا للمو افق ــة املس ــتنيرة‪.‬‬
‫•تعدي ــل امل ــادة ‪ 65‬م ــن مدون ــة األس ــرة بإضاف ــة مطب ــوع خ ــاص يتعل ــق باألنظم ــة املالي ــة‬
‫يح ــدد ش ــكله ومضمون ــه بق ــرار لوزي ــر الع ــدل‪.‬‬
‫• تعدي ــل امل ــادة ‪ 322‬م ــن املدون ــة الخاص ــة بالحق ــوق املتعلق ــة بالترك ــة‪ ،‬بإضاف ــة نصي ــب‬
‫أحــد الزوجيــن مــن األمــوال املكتســبة بعــد الــزواج لتصبــح كالتالــي‪« :‬تتعلــق بالتركــة حقــوق‬
‫خمس ــة تخ ــرج عل ــى الترتي ــب اآلت ــي‪ -1 :‬الحق ــوق املتعلق ــة بعي ــن الترك ــة‪-3 ،‬نفق ــات تجهي ــز‬
‫املي ــت باملع ــروف‪-3 ،‬دي ــون املي ــت‪ ،‬بم ــا فيه ــا نصي ــب ال ــزوج م ــن األم ــوال املكتس ــبة بع ــد‬
‫ال ــزواج‪-4 ،‬الوصي ــة الصحيح ــة الناف ــذة‪-5 ،‬املواري ــث بحس ــب ترتيبه ــا ف ــي ه ــذه املدون ــة»؛‬

‫ ‪- 9‬الطالق والتطليق‬


‫ ‪59.‬خصصــت مدونــة األســرة الكتــاب الثانــي منهــا النحــال ميثــاق الزوجيــة وآثــاره‪ ،‬حيــث نصــت علــى أنــه‪:‬‬
‫ال ينبغــي اللجــوء إلــى حــل ميثــاق الزوجيــة بالطــاق أو بالتطليــق إال اســتثناء‪ ،‬وفــي حــدود األخــذ بقاعــدة‬
‫أخــف الضرريــن‪ ،‬ملــا فــي ذلــك مــن تفكيــك لألســرة وإضـرار باألطفــال‪ ،33‬كمــا أشــارت إلــى أن عقــد الــزواج‬
‫ينحــل بالوفــاة أو الفســخ أو الطــاق أو التطليــق أو الخلــع‪ ،34‬و تترتــب علــى انحــال عقــد الــزواج آثــاره‬
‫املنصــوص عليهــا في هــذه املدونــة‪ ،‬وذلــك مــن تاريــخ‪ :‬وفــاة أحــد الــزوجين أو الحكــم بوفاتــه؛ الــفسخ أو‬
‫الــطالق أو التطليــق أو الخلــع‪.35‬‬
‫‪ -33‬املادة ‪ 70‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -34‬املادة ‪ 71‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -35‬املادة ‪ 72‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ ‪60.‬يــرى املجلــس أن تطبيــق املقتضيــات املتعلقــة بانحــال ميثــاق الزوجيــة أفــرز العديــد مــن االختــاالت‬
‫التــي يمكــن إجمالهــا بشــكل تركيبــي فــي اإلشــكاالت الثــاث التاليــة‪:‬‬
‫رغــم أن مدونــة األســرة أخضعــت جميــع أنــواع الطــاق والتطليــق لرقابــة القضــاء‪ ،‬فإنهــا أبقــت علــى‬
‫تمييــز غيــر مبــرر بيــن الزوجيــن فــي ممارســة املســاطر القانونيــة املتاحــة‪ ،‬حيــث وضعــت مســاطر خاصــة‬
‫لل ــزوج وه ــو الط ــاق االنف ـرادي‪ ،‬ومس ــاطر متاح ــة للزوجي ــن مع ــا ويتمث ــان ف ــي التطلي ــق للش ــقاق‬
‫والطــاق االتفاقــي‪ ،‬ومســاطر متاحــة للزوجــة فقــط مثــل التطليــق ألحــد األســباب املنصــوص عليهــا فــي‬
‫املــادة ‪ ،98‬وطــاق الخلــع‪ .‬وقــد أدى هــذا الوضــع الــى خلــق تمييــز علــى مســتوى الواقــع مــن خــال عــدم‬
‫قبــول طلبــات التطليــق املقدمــة مــن طــرف أزواج رجــال فــي حالــة غيبــة الزوجــة‪ ،‬أو للضــرر‪ ،‬بعلــة أن‬
‫هــذه املســاطر متاحــة للزوجــات فقــط؛‬
‫‪ -‬بإبقــاء مدونــة األســرة علــى التمييــز بيــن مســاطر الطــاق والتطليــق‪ ،‬بحيــث تســتوجب قيــام األزواج بعــد‬
‫ص ــدور الحك ــم القضائ ــي باس ــتنفاذ إج ـراءات االش ــهاد عل ــى وق ــوع الط ــاق ل ــدى عدلي ــن ف ــي مس ــاطر‬
‫الط ــاق‪ ،‬وتعتب ــر الحك ــم القضائ ــي ف ــي مس ــاطر التطلي ــق كافي ــا إلنه ــاء العالق ــة الزوجي ــة دون حاج ــة‬
‫لإلشــهاد عليــه‪ ،‬ويــؤدي عــدم املــام بعــض املتقاضيــن بالقانــون للتمييــز بيــن مســاطر الطــاق والتطليــق‬
‫ال ــى خل ــق أوض ــاع مضطرب ــة‪ ،‬كأن يس ــتنفذ ال ــزوج إج ـراءات الط ــاق‪ ،‬وحينم ــا يص ــدر حك ــم قضائ ــي‬
‫باإلشــهاد عليــه‪ ،‬ال يقــوم بذلــك‪ ،‬فتضطــر الزوجــة لتقديــم طلــب جديــد‪ .‬وتؤكــد احصائيــات تطبيــق‬
‫مدونــة األســرة‪ ،‬أنــه وبالرغــم مــن تعــدد مســاطر الطــاق والتطليــق‪ ،‬إال أنــه تــم اختزالهــا فــي مســطرتين‬
‫أساســيتين همــا التطليــق للشــقاق‪ ،‬والطــاق االتفاقــي‪ ،‬مــع اســتمرار حــاالت التطليــق للغيبــة‪ ،‬والتــي‬
‫تتصــف مقتضياتهــا بالتعقيــد‪.‬‬
‫‪ -‬هاســتمرار تــداول بعــض املصطلحــات الحاطــة بكرامــة املـرأة‪ ،‬حيــث التـزال املدونــة تحتفــظ بمصطلــح‬
‫«املتعــة» الــذي ي�شــيء العالقــة الزوجيــة ويحصرهــا فــي املتعــة الجنســية‪ .‬ويســجل املجلــس أن اجتهــاد‬
‫محكمــة النقــض بإســقاط حــق الزوجــة طالبــة التطليــق للشــقاق فــي االســتفادة مــن املتعــة‪ 36‬كنــوع مــن‬
‫التعوي ــض ال ــذي تحك ــم ب ــه املحكم ــة تلقائي ــا وذل ــك اعتم ــادا على مقتضي ــات املادة ‪ 400‬م ــن مدون ــة‬
‫األســرة‪ ،‬قــد أدى إلى حرمــان عــدد كــبير مــن النســاء في الوصــول الى حقهــن في التعويــض وجبر الضــرر‬
‫الالحــق بهــن‪ ،‬بــل والى تعريضهــن ألشكال متعــددة مــن العنــف الــزوجي بغيــة الضغــط عليهــن‪ ،‬مــن طــرف‬
‫األزواج لتقديــم دعــاوى للتطليــق‪ ،‬تهربــا مــن املســتحقات‪37‬؛‬
‫‪ -36‬يتعلق ا أألمر بقرار حممكة النقض عدد‪ 433‬بتارخي ‪ ،2010/09/ 21‬وجــاء فيه ما ييل‪" :.‬املتعة ال حيمك هبا �إال يف حاةل الطالق أ�و التطليق اذلي يمت‬
‫بناء عىل طلب الزوج‪ ،‬أ�ما يف حاةل التطليق للشقاق بناء عىل طلب الزوجة ف�إنه ال حيمك لها ابملتعة‪ ،‬وإ�منا حيمك لها ابلتعويض بعد أ�ن تثبت مسؤولية الزوج‬
‫عن الفراق"‪.‬‬
‫‪ -37‬أ�نظر ملزيد من التفاصيل‪:‬‬
‫‪-‬اجمللس الوطين حلقوق الانسان‪ :‬عدم الانصاف من العنف يعدم ا إإلرادة اإلإنسانية للمر أ�ة‪ :‬تقرير عن محةل تشجيع التبليغ عن العنف ومناهضة اإلإفالت من‬
‫العقاب‪ 22 ،‬أ�كتوبر ‪.2022‬‬
‫‪35‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪ -‬ورغــم أن مدونــة األســرة اعتبــرت الصلــح إلزاميــا فــي جميــع مســاطر الطــاق والتطليــق ماعــدا التطليــق‬
‫للغيب ــة‪ ،‬كم ــا اعتب ــره الزامي ــا ف ــي باق ــي النزاع ــات املتعلق ــة باألح ــوال الش ــخصية‪ ،38‬إال أن االحصائي ــات‬
‫الرســمية تؤكــد فشــل هــذه املؤسســة في حــل املنازعــات األســرية‪ ،‬لعــدة أســباب‪ ،‬منهــا‪ ،‬عــدم الفصــل‬
‫بين الــصلح وبين البــت في القضيــة‪ ،‬بحيــث أن القــا�ضي الــذي يقــوم بالــصلح بين الــزوجين‪ ،‬هــو واحــد‬
‫م ــن أعض ــاء الهيئ ــة التي تب ــت في النزاع‪ ،‬رغ ــم اخ ــتالف مهم ــة ال ــصلح ع ــن مهم ــة الحك ــم‪ ،‬ف ــضال ع ــن‬
‫ضعــف املــوارد البشــرية واملاليــة وعــدم التفــرغ لــدى القضــاة املكلــفين بالــصلح‪ ،‬وغيــاب الوســاطة غير‬
‫القضائيــة‪.‬‬
‫ ‪61.‬للتغل ــب عل ــى اإلش ــكاالت املذك ــورة أع ــاه‪ ،‬يقت ــرح املجل ــس معالج ــة الثغ ـرات القانوني ــة الت ــي تك ــرس‬
‫التميي ــز والالمس ــاواة ف ــي واق ــع املمارس ــة انطالق ــا م ــن املداخ ــل األربع ــة التالي ــة‪:‬‬
‫أ الغ ــاء أو تعدي ــل جمي ــع املقتضي ــات القانوني ــة الت ــي ق ــد تنط ــوي عل ــى تميي ــز بي ــن الجنس ــين م ــن‬ ‫‪-‬‬
‫أج ــل اعم ــال مب ــدأي املس ــاواة واملناصف ــة اللذي ــن كرس ــهما الدس ــتور ف ــي جمي ــع مقتضي ــات مدون ــة‬
‫األســرة‪ ،‬إضافــة إلــى ضــرورة تبســيط املســاطر واإلج ـراءات لتيســير فعليــة ولــوج عمــوم املتقاضيــن‬
‫الــى العدالــة‪ .‬ولتحقيــق هــذا الهــدف يقتــرح املجلــس توحيــد مســاطر الطــاق والتطليــق باإلبقــاء علــى‬
‫التطليــق فقــط طاملــا أن جميــع املســاطر تمــارس تحــت رقابــة القضــاء‪ ،‬مــع االحتفــاظ بمســطرتين‬
‫‪ :‬التطلي ــق باتف ــاق الزوجي ــن (الط ــاق االتفاق ــي حالي ــا)؛ والتطلي ــق بن ــاء عل ــى طل ــب أح ــد الزوجي ــن‬
‫(التطلي ــق لألس ــباب املح ــددة ف ــي املادتي ــن ‪ 94‬و‪ 98‬حالي ــا)‪.‬‬
‫‪ -‬بوعم ــا بأفض ــل التج ــارب املقارن ــة ف ــي املج ــال‪ ،‬يقت ــرح املجل ــس توس ــيع نط ــاق إج ـراءات الصل ــح‪،‬‬
‫بمأسس ــة الوس ــاطة ف ــي النزاع ــات القضائي ــة واعتباره ــا مرحل ــة الزامي ــة قب ــل اللج ــوء ال ــى التطلي ــق‬
‫القضائــي‪ ،‬فضــا عــن تخويــل املحكمــة صالحيــة تطبيــق تدابيــر الحمايــة املقــررة فــي قانــون محاربــة‬
‫العنــف ضــد النســاء بشــكل تلقائــي ضمــن اإلجـراءات الوقتيــة املقــررة طبقــا للمــادة ‪ 121‬مــن مدونــة‬
‫األس ــرة‪.‬‬
‫هوانطالق ــا م ــن منظ ــور الرعاي ــة املش ــتركة للزوجي ــن بن ــاء عل ــى املادتي ــن ‪ 4‬و‪ 51‬م ــن مدون ــة األس ــرة‬ ‫‪-‬‬
‫يقتــرح املجلــس أيضــا إعــادة تنظيــم املســتحقات املترتبــة عــن الطــاق والتطليــق بمــا يكفــل مراعــاة‬
‫الوضعي ــة املالي ــة للزوجي ــن مع ــا وتحملهم ــا واج ــب االنف ــاق املش ــترك عل ــى األس ــرة‪.‬‬
‫‪ -‬حتجويــد املصطلحــات املعتمــدة فــي املدونــة بشــكل عــام وتلــك الخاصــة بمقتضيــات العالقــة الزوجيــة‬
‫بشــكل خــاص‪ ،‬عبــر حــذف املصطلحــات التــي ت�شــيء العالقــة الزوجيــة أو تمتهــن كرامــة أطرافهــا‪.‬‬

‫‪ -38‬ينص الفصل ‪ 180‬من قانون املسطرة املدنية عىل أ�نه‪�" :‬إذا أ�حيلت القضية عىل القايض ا�ستدعى حاال ا أألطراف �إىل اجللسة‪.‬‬
‫جيب عىل ا أألطراف أ�ن حيرضوا يف هذه اجللسة ا أألوىل خشصيا أ�و بواسطة ممثلهم القانوين وجترى دامئا حماوةل التصاحل‪.‬‬
‫�إذا مت التصاحل أ�صدر القايض حاال حكام يثبت االتفاق ويهن�ي الزناع وينفذ بقوة القانون وال يقبل أ�ي طعن"‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ ‪62.‬تتأس ــس ه ــذه املقترح ــات الت ــي ته ــدف إل ــى عقلن ــة وترش ــيد الط ــاق وتعزي ــز حماي ــة حق ــوق الزوجي ــن‬
‫أثن ــاء اللج ــوء إل ــى مس ــطرة الط ــاق‪ ،‬عل ــى املعطي ــات الرس ــمية الت ــي تفي ــد أن ع ــدد ح ــاالت الط ــاق‬
‫لس ــنة ‪ ،2021‬بل ــغ م ــا مجموع ــه ‪ 26957‬حال ــة ط ــاق‪ ،‬يتصدره ــا الط ــاق االتفاق ــي ال ــذي انتق ــل م ــن‬
‫‪ 1860‬حال ــة س ــنة ‪ 2004‬إل ــى ‪ 20655‬حال ــة س ــنة ‪ ،2021‬وه ــو م ــا يمث ــل نس ــبة ‪% 77‬م ــن مجم ــوع‬
‫حــاالت الطــاق‪ .‬وفــي املقابــل شــهد الطــاق الرجعــي تراجعــا ملحوظــا‪ ،‬ليبلــغ ســنة ‪ 2021‬حوالــي ‪526‬‬
‫حالــة طــاق مقابــل ‪ 7146‬حالــة خــال ســنة ‪ .2004‬كمــا تؤكــد هــذه االحصائيــات أيضــا أن التطليــق‬
‫للشــقاق يتصــدر أنــواع التطليــق‪ ،‬وقــد عرفــت نســبته ارتفاعــا ملحوظــا حيــث انتقــل مــن‪ 7213‬حكمــا‬
‫ســنة ‪ 2004‬إلــى ‪ 62686‬حكمــا ســنة ‪ ،2021‬بنســبة تشــكل حوالــي ‪% 99‬مــن مجمــوع األحــكام الصــادرة‬
‫بالتطليــق‪ ،39‬فــي املقابــل يتأكــد مــن حصيلــة تطبيــق مدونــة األســرة اختفــاء عــدد مــن املســاطر التــي لــم‬
‫تع ــد مفعل ــة‪ ،‬كالط ــاق اململ ــك وط ــاق الخل ــع‪ ،‬والتطلي ــق لإلي ــاء والهج ــر‪.‬‬
‫ ‪63.‬كمــا يعتبــر املجلــس أن املقترحــات بمداخلهــا األربعــة مــن شــأنها تعزيــز انســجام املقتضيــات القانونيــة‬
‫التــي تنظــم انحــال ميثــاق الزوجيــة مــع نــص املــادة ‪ 16‬مــن اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز‬
‫ضــد املـرأة التــي تدعــو الــدول األطـراف إلــى اتخــاذ جميــع التدابيــر املناســبة للقضــاء علــى التمييــز ضــد‬
‫امل ـرأة ف ــي كاف ــة األم ــور املتعلق ــة بال ــزواج والعالق ــات األس ــرية‪ ،‬وبوج ــه خ ــاص تضم ــن‪ ،‬عل ــى أس ــاس‬
‫تســاوي الرجــل وامل ـرأة‪ :‬ج) نفــس الحقــوق واملســؤوليات أثنــاء الــزواج وعنــد فســخه‪..‬؛»‪.‬‬

‫توصيات‬
‫•حذف التمييزبين الطالق والتطليق واإلبقاء فقط على التطليق القضائي؛‬
‫•ح ــذف مس ــطرة االش ــهاد عل ــى وق ــوع الط ــاق واعتب ــار التطلي ــق م ــن تاري ــخ ص ــدورالحك ــم‬
‫القضائ ــي؛‬
‫•ح ــذف املس ــاطر الت ــي أصبح ــت متج ــاوزة ف ــي الو اق ــع وباألخ ــص (ط ــاق الخل ــع‪ ،‬الط ــاق‬
‫اململ ــك‪ ،‬التطلي ــق للعي ــب‪ ،‬التطلي ــق لإلي ــاء والهج ــر)؛‬
‫•اإلبقــاء علــى مســطرتين للتطليــق القضائــي‪ :‬التطليــق باتفــاق الزوجيــن‪ ،‬أو التطليــق بنــاء‬
‫علــى طلــب أحــد الزوجيــن لألســباب التاليــة‪ :‬للشــقاق‪ ،‬للضــرر‪ ،‬للغيبــة‪ ،‬لعــدم االنفــاق؛‬

‫‪� -39‬إحصائيات وزارة العدل لعام ‪ 2022‬قدمت بتارخي ‪ 17‬أ�كتوبر ‪.2022‬‬

‫‪37‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫•مأسس ــة الوس ــاطة األس ــرية واعتباره ــا مرحل ــة الزامي ــة قب ــل املرحل ــة القضائي ــة‪ ،‬وتع ــدد‬
‫أش ــكال الوس ــاطة‪ ،‬بي ــن الوس ــاطة القضائي ــة الت ــي يق ــوم به ــا القض ــاة املكلف ــون بالصل ــح‬
‫م ــع ضم ــان التف ــرغ والتخص ــص للقي ــام به ــذه املهم ــة؛ والوس ــاطة غي ــر القضائي ــة الت ــي‬
‫يمكــن القيــام بهــا خــارج املحاكــم مــن طــرف مؤسســات مختصــة‪ ،‬مــع التأكيــد علــى حظــر‬
‫الوس ــاطة ف ــي قضاي ــا العن ــف األس ــري؛‬
‫•إع ــادة تنظي ــم املس ــتحقات املالي ــة املترتب ــة ع ــن التطلي ــق القضائ ــي بم ــا يكف ــل مراع ــاة‬
‫الوضعي ــة املالي ــة للزوجي ــن مع ــا وتحملهم ــا واج ــب االنف ــاق املش ــترك عل ــى األس ــرة؛‬
‫•حــذف مصطلــح املتعــة وحفــظ حــق املتضــررمــن انهــاء العالقــة الزوجيــة مــن الزوجيــن فــي‬
‫الحصــول علــى تعويــض يحــدد فــي إطــارقواعــد املســؤولية املدنيــة‪.‬‬
‫•تخوي ــل املحكم ــة صالحي ــة تطبي ــق تدابي ــر الحماي ــة املق ــررة ف ــي قان ــون ‪ 103.13‬ضم ــن‬
‫اإلج ــراءات الوقتي ــة طبق ــا للم ــادة ‪ 121‬م ــن مدون ــة األس ــرة دون اش ــتراط وج ــود دع ــوى‬
‫زجري ــة ف ــي املوض ــوع‪ ،‬م ــن قبي ــل‪:‬‬
‫ ‪-‬إرجاع املحضون مع حاضنته إلى السكن املعين له من قبل املحكمة؛‬
‫ ‪-‬إنــذاراملعتــدي بعــدم االعتــداء‪ ،‬فــي حــال التهديــد بارتــكاب العنــف‪ ،‬مــع تعهــده بعــدم‬
‫االعت ــداء؛‬
‫ ‪-‬إشعاراملعتدي بأنه يمنع عليه التصرف في األموال املشتركة للزوجين؛‬
‫ ‪-‬إحالة الضحية على مراكزاالستشفاء قصد العالج؛‬
‫ ‪-‬األمــرباإليــداع بمؤسســات اإليــواء أو مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة للمـرأة املعنفــة‬
‫التــي تحتــاج وترغــب فــي ذلــك‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ ‪ - 10‬البنوة والنسب‬
‫ ‪64.‬خصصــت مدونــة األســرة القســم األول مــن كتابهــا الثالــث ملوضــوع البنــوة والنســب‪ ،‬وأكــدت علــى أن‬
‫البن ــوة تتحق ــق بتنس ــل الول ــد م ــن أبوي ــه‪ ،‬وه ــي ش ــرعية وغي ــر ش ــرعية‪ ،40‬كم ــا أن النس ــب ه ــو «لحم ــة‬
‫ش ــرعية بين األب وول ــده تنتق ــل م ــن الس ــلف إلى الخل ــف»‪ .41‬وق ــد اع ــتبرت املدون ــة أن البن ــوة تك ــون‬
‫ش ــرعية بالنس ــبة لألب في ح ــاالت قي ــام سب ــب م ــن أس ــباب النس ــب‪ ،‬املتمثل ــة في الف ـراش والشبه ــة‬
‫واالق ـرار‪ ،‬وتنت ــج جمي ــع اآلث ــار املترتب ــة على النس ــب ش ــرعا‪ 42‬فيمن ــع ال ــزواج باملصاه ــرة أو الرض ــاع‬
‫وتس ــتحق نفق ــة القراب ــة واالرث‪ .43‬كم ــا أك ــدت املدون ــة عل ــى أن ــه‪ :‬ال تترت ــب عل ــى البن ــوة غير الش ــرعية‬
‫بالنســبة لألب أي أثــر مــن آثــار البنــوة الشــرعية‪ ،44‬بينمــا تســتوي البنــوة لألم فــي اآلثــار املترتبــة عنهــا‪،‬‬
‫س ــواء كان ــت ش ــرعية أو غير ش ــرعية‪.45‬‬
‫‪65.‬ويس ــجل املجل ــس أن مقتضي ــات كت ــاب البن ــوة والنس ــب تتص ــف بالغم ــوض وع ــدم الوض ــوح وع ــدم‬
‫اس ــتحضار مصلح ــة الطف ــل الفضل ــى‪ ،‬وه ــو م ــا أس ــهم ف ــي خل ــق ع ــدة اخت ــاالت ف ــي التطبي ــق عل ــى‬
‫امت ــداد قراب ــة عقدي ــن م ــن الزم ــن‪ ،‬يمك ــن اجماله ــا فيم ــا يل ــي‪:‬‬
‫‪-‬اســتعمال عبــارات غيــر دقيقــة وغيــر واضحــة مــن خــال عــدم التنصيــص بشــكل واضــح علــى اســتعمال‬
‫الخب ــرة الجيني ــة كوس ــيلة إلثب ــات النس ــب أو لنفي ــه‪ ،‬واس ــتعمال عب ــارات بديل ــة ومختلف ــة م ــن قبي ــل‪:‬‬
‫«خبــرة تفيــد القطــع»‪« ،46‬الوســائل الشــرعية فــي اثبــات النســب»‪« ،47‬الوســائل األخــرى املقــررة شــرعا‪،‬‬
‫بمــا فــي ذلــك الخبــرة القضائيــة»‪.48‬‬
‫‪-‬اعتبــار الخبــرة الجينيــة مجــرد وســيلة إلثبــات النســب أو لنفيــه‪ ،‬وليســت ســببا للحــوق النســب‪ ،‬وهــو‬
‫م ــا ي ــؤدي ال ــى تقيي ــد اعماله ــا بض ــرورة اثب ــات العالق ــة الش ــرعية‪ ،‬كش ــرط مس ــبق للج ــوء اليه ــا‪ ،‬عل ــى‬
‫خ ــاف اإلق ـرار بالنس ــب ال ــذي تتص ــف ش ــروطه بالبس ــاطة بالنس ــبة ل ــأب؛‬
‫‪-‬تتناف ــى مقتضي ــات مدون ــة األس ــرة م ــع تط ــورات العل ــوم واالكتش ــافات الحديث ــة ف ــي مي ــدان الط ــب م ــن‬

‫‪ -40‬املادة ‪ 142‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬


‫‪ -41‬املادة ‪ 150‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -42‬املاداتن ‪ 144‬و‪ 152‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -43‬املادة ‪ 157‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -44‬املاداتن ‪ 148‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -45‬املاداتن ‪ 146‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -46‬املادة ‪ 153‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -47‬املادة ‪ 156‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -48‬املادة ‪ 158‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫خــال اعتمــاد أمــد أق�صــى للحمــل مدتــه ســنة‪ ،49‬وأمــد أقــل مدتــه ‪ 6‬أشــهر‪ ،‬وتقييــد اللجــوء الــى الخبــرة‬
‫الجيني ــة رغ ــم آثاره ــا الحاس ــمة في اثب ــات النس ــب ونفي ــه‪ ،‬واس ــتمرار تق ــنين اللع ــان‪ ،50‬رغ ــم ع ــدم‬
‫إمكاني ــة تطبيق ــه على أرض الواق ــع؛‬
‫‪-‬التمييــز بيــن األبويــن فــي تحمــل مســؤولية األبنــاء املزداديــن خــارج إطــار الــزواج‪ ،‬مــن خــال التنصيــص‬
‫علــى أن البنــوة غيــر الشــرعية ملغــاة بالنســبة لــأب‪ ،‬وترتيــب آثارهــا بالنســبة لــأم بغــض النظــر عــن‬
‫طبيعتهــا‪ ،‬شــرعية أو غيــر شــرعية‪ ،‬وهــو مــا يعتبــر تمييـزا بيــن الجنســين‪ ،‬وتمييـزا بيــن األطفــال بحســب‬
‫الوضعيــة العائليــة لألبويــن؛‬
‫‪-‬تحم ــل بع ــض األح ــكام القضائي ــة أوصاف ــا تمييزي ــة ف ــي مواجه ــة األطف ــال املزدادي ــن م ــن أبوي ــن غي ــر‬
‫متزوجيــن‪ ،‬مــن خــال عبــارات مــن قبيــل‪« :‬ابــن الزنــا»‪« ،‬مجهــول النســب»‪ ،‬كمــا تحيــل علــى مؤسســات‬
‫«فقهي ــة» أضح ــت غي ــر موج ــودة قانون ــا م ــن قبي ــل اإلحال ــة عل ــى قاع ــدة «ال يجتم ــع ح ــد ونس ــب»‪،‬‬
‫«للعاه ــر الحج ــر»‪..‬‬
‫ ‪66.‬ي ــرى املجل ــس أن معالج ــة ه ــذه االخت ــاالت ف ــي التطبي ــق تتطل ــب اعتم ــاد صياغ ــة قانوني ــة واضح ــة‬
‫للكتــاب املتعلــق بالبنــوة والنســب‪ ،‬والتنصيــص علــى الخبــرة الجينيــة واعتبارهــا ســببا للحــوق النســب‪،‬‬
‫وإلغــاء كل تمييــز بيــن األطفــال بحســب الوضعيــة العائليــة لألبويــن‪ ،‬وإلغــاء كل تمييــز بيــن األبويــن فــي‬
‫تحمــل مســؤولية أبنائهمــا‪.‬‬
‫ ‪67.‬تجــد مقترحــات املجلــس بخصــوص كتــاب البنــوة والنســب ســندها فــي كونهــا تســمح بمالءمــة مدونــة‬
‫األســرة املغربيــة مــع مجموعــة املواثيــق الدوليــة التــي صادقــت عليهــا اململكــة‪ ،‬وأهمهــا‪:‬‬
‫‪-‬إع ــان حق ــوق الطف ــل ال ــذي اعتمدت ــه الجمعي ــة العام ــة لألم ــم املتح ــدة لس ــنة ‪( 1959‬املعت ــرف‬
‫بــه فــي اإلعــان العالمــي لحقــوق اإلنســان) الــذي ينــص فــي املــادة األولــى علــى أنــه‪« :‬يجــب أن یتمتــع‬
‫الطفــل بجميــع الحقــوق املقــررة فــي هــذا اإلعــان‪ .‬ولــكل طفــل بــا اســتثناء أن یتمتــع بهــذه الحقــوق‬
‫دون أي تفريــق أو تمييــز بســبب العــرق أو اللــون أو الجنــس أو الدیــن أو الـرأي السيا�ســي أو غيــر‬
‫السيا�ســي‪ ،‬أو األصــل القومــي أو االجتماعــي‪ ،‬أو الثــروة أو النســب أو أي وضــع آخــر یكــون لــه أو‬
‫ألســرته»‪.‬‬
‫‪-‬إعــان جمعيــة األمــم املتحــدة لســنة ‪ 1986‬بشــأن املبــادئ االجتماعيــة والقانونيــة املنطبقــة علــى‬
‫حمايــة ورفاهيــة األطفــال (رقــم ‪ )4185‬الــذي ينــص علــى مــا يلــي‪:‬‬

‫‪ -49‬املادة ‪ 155‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬


‫‪ -50‬املادة ‪ 153‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫•املــادة ‪ 1- 8‬تتعهــد الــدول األطـراف باحتـرام حــق الطفــل فــي الحفــاظ علــى هويتــه بمــا فــي ذلــك‬
‫جنســيته‪ ،‬واســمه‪ ،‬وصالتــه العائليــة‪ ،‬علــى النحــو الــذي يقــره القانــون‪ ،‬وذلــك دون تدخــل‬
‫غيــر شــرعي‪.‬‬
‫•املــادة ‪ 2- 8‬إذا حــرم أي طفــل بطريقــة غيــر شــرعية مــن بعــض أو كل عناصــر هويتــه‪ ،‬تقــدم‬
‫الــدول األطـراف املســاعدة والحمايــة املناســبتين مــن أجــل اإلسـراع بإعــادة إثبــات هويتــه‪.‬‬
‫‪ -‬العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية (‪ ،)1966‬وخاصة‪:‬‬
‫•املــادة ‪ .1 23‬األســرة هــي الوحــدة الجماعيــة الطبيعيــة واألساســية فــي املجتمــع‪ ،‬ولهــا حــق‬
‫التمتــع بحمايــة املجتمــع والدولــة‪.‬‬
‫•الفق ــرة‪ 4 :‬تتخ ــذ ال ــدول األط ــراف ف ــي ه ــذا العه ــد التدابي ــر املناس ــبة لكفال ــة تس ــاوى‬
‫حقــوق الزوجيــن وواجباتهمــا لــدى التــزوج وخــال قيــام الــزواج ولــدى انحاللــه‪ .‬وفــى حالــة‬
‫االنح ــال يتوج ــب اتخ ــاذ تدابي ــرلكفال ــة الحماي ــة الضروري ــة ل ــأوالد ف ــي حال ــة وجوده ــم‪.‬‬
‫•املــادة ‪ 1- 24‬يكــون لــكل ولــد‪ ،‬دون أي تمييــزبســبب العــرق أو اللــون أو الجنــس أو اللغــة‬
‫أو الدي ــن أو األص ــل القوم ــي أو االجتماع ــي أو الث ــروة أو النس ــب‪ ،‬ح ــق عل ــى أس ــرته وعل ــى‬
‫املجتمــع وعلــى الدولــة فــي اتخــاذ تدابيــرالحمايــة التــي يقتضيهــا كونــه قاصــرا‪.‬‬
‫‪ 2-‬يتوجب تسجيل كل طفل فور والدته ويعطى اسما يعرف به‪.‬‬
‫‪ 3-‬لكل طفل حق في اكتساب جنسية‪.‬‬
‫‪ -‬العهــد الــدولي الخــاص بالحقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة لســنة ‪ 1966‬وخاصــة (املادة ‪)10‬‬
‫والبروتكــول االختيــاري امللحــق لســنة ‪.2008‬‬
‫‪ -‬االتفاقية الدولية لحقوق الطفل (‪ ، )1989‬وخاصة ‪:‬‬
‫•املــادة ‪ .1/7‬يســجل الطفــل بعــد والدتــه فــورا ويكــون لــه الحــق منــذ والدتــه فــي اســم والحــق‬
‫فــي اكتســاب جنســية‪ ،‬ويكــون لــه قــدراإلمــكان‪ ،‬الحــق فــي معرفــة والديــه وتلقــى رعايتهمــا‪.‬‬
‫•امل ــادة ‪ .1/ 8‬تتعه ــد ال ــدول األط ــراف باحت ــرام ح ــق الطف ــل ف ــي الحف ــاظ عل ــى هويت ــه بم ــا‬
‫فــي ذلــك جنســيته‪ ،‬واســمه‪ ،‬وصالتــه العائليــة‪ ،‬علــى النحــو الــذي يقــره القانــون‪ ،‬وذلــك‬
‫دون تدخــل غيــرشــرعي‪ ،‬وفــي الفقــرة‪ .2‬إذا حــرم أي طفــل بطريقــة غيــرشــرعية مــن بعــض‬
‫أو كل عناصــرهويتــه‪ ،‬تقــدم الــدول األطــراف املســاعدة والحمايــة املناســبتين مــن أجــل‬
‫اإلســراع بإعــادة إثبــات هويتــه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫•امل ــادة ‪ .1 /18‬تب ــذل ال ــدول األط ــراف جهده ــا لضم ــان االعت ــراف باملب ــدأ القائ ــل إن‬
‫الوالدي ــن يتحم ــان مس ــؤوليات مش ــتركة ع ــن تربي ــة الطف ــل ونم ــوه‪ .‬وتق ــع عل ــى عات ــق‬
‫الوالديــن أو األوصيــاء القانونييــن‪ ،‬حســب الحالــة‪ ،‬املســؤولية األولــي عــن تربيــة الطفــل‬
‫ونم ــوه‪ .‬وتك ــون مصال ــح الطف ــل الفضل ــى موض ــع اهتمامه ــم األس ــاس‪.‬‬
‫ ‪68.‬كمــا تســتند مقترحــات املجلــس علــى مقتضيــات الدســتور الــذي يؤكــد علــى أن الدولــة تســعى لتوفيــر‬
‫الحماي ــة القانوني ــة‪ ،‬واالعتب ــار االجتماع ــي واملعن ــوي لجمي ــع األطف ــال‪ ،‬بكيفي ــة متس ــاوية‪ ،‬بص ــرف‬
‫النظــر عــن وضعيتهــم العائليــة‪ ،51‬فضــا عمــا تنــص عليــه مدونــة األســرة مــن أن لألطفــال علــى أبويهــم‬
‫الحقــوق التاليــة‪ ..»:‬العمــل علــى تثبيــت هويتهــم والحفــاظ عليهــا خاصــة‪ ،‬بالنســبة لالســم والجنســية‬
‫والتس ــجيل ف ــي الحال ــة املدني ــة‪ ،‬النس ــب والحضان ــة والنفق ــة طبق ــا ألح ــكام الكت ــاب الثال ــث م ــن ه ــذه‬
‫املدون ــة»‪.52‬‬
‫ ‪69.‬كم ــا تس ــتند كذل ــك عل ــى املرجعي ــة اإلس ــامية الس ــمحاء والت ــي أق ــرت مب ــدأ تش ــوف الش ــرع للح ــوق‬
‫النس ــب‪ ،‬ولذل ــك وس ــعت م ــن وس ــائل اثبات ــه‪ ،‬واعتبرت ــه وس ــيلة لحماي ــة الطف ــل م ــن التميي ــز والوص ــم‬
‫االجتماع ــي‪.‬‬
‫ ‪70.‬وفضــا عــن العناصــر القانونيــة الوطنيــة والدوليــة ومبــادئ اإلســام‪ ،‬يــرى املجلــس أن هنــاك مبــررات‬
‫أخــرى يفرضهــا الواقــع‪ ،‬تعضــد اعتمــاد الخبــرة الجينيــة‪ ،‬الســيما الهندســة الوراثيــة‪ .‬ومــن بينهــا كثــرة‬
‫النزاعــات املعروضــة علــى القضــاء بصــدد إثبــات النســب ونفيــه‪ ،‬خاصــة مــا يتعلــق بالــزواج الغيــر موثــق‬
‫وظاه ــرة األطف ــال املولودي ــن خ ــارج مؤسس ــة ال ــزواج‪ .‬وإن ــه ف ــي ظ ــل التط ــور امله ــم ال ــذي ش ــهده العل ــم‬
‫والط ــب ف ــي الوق ــت الراه ــن‪ ،‬يب ــدو م ــن الض ــروري األخ ــذ بالخب ــرة الجيني ــة الت ــي تس ــاعد املحكم ــة عل ــى‬
‫تكويــن قناعــة راســخة وقاطعــة فيمــا يخــص إثبــات النســب أو نفيــه‪.‬‬

‫توصيات‬
‫•مراجع ــة الصياغ ــة القانوني ــة للم ــواد املتعلق ــة بالنس ــب والبن ــوة واعتم ــاد صياغ ــة‬
‫قانوني ــة حقوقي ــة بعي ــدة ع ــن املصطلح ــات الفقهي ــة الت ــي تفت ــح ب ــاب التأوي ــل وتزي ــد م ــن‬
‫مج ــال الس ــلطة التقديري ــة للمحاك ــم‪ ،‬ته ــدف أساس ــا ال ــى س ــد الثغ ــرات القانوني ــة عب ــر‬
‫صياغ ــة واضح ــة تس ــهل مهم ــة القض ــاء ف ــي تطبي ــق امل ــادة وتضم ــن فعلي ــة حق ــوق جمي ــع‬
‫اف ــراد األس ــرة وكرامته ــم؛‬

‫‪ -51‬الفصل ‪ 32‬من ادل�ستور‪.‬‬


‫‪ -52‬املادة ‪ 54‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫•مراجعــة كل املــواد املتعلقــة بالنســب والبنــوة باعتمــاد مبــدأ املســؤولية املشــتركة لألبويــن‬
‫وللدولــة فــي مراعــاة املصلحــة الفضلــى للطفــل؛‬
‫•اعتبارالخبرة الجينية سببا للحوق النسب الى جانب الفراش‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬والشبهة؛‬
‫•ح ــذف كل تميي ــز بي ــن األطف ــال بس ــبب الوضعي ــة العائلي ــة لألبوي ــن وترتي ــب كل اآلث ــار‬
‫القانوني ــة املترتب ــة ع ــن ثب ــوت النس ــب بالخب ــرة الجيني ــة بالنس ــبة لألبوي ــن اتج ــاه األبن ــاء؛‬
‫•التنصي ــص عل ــى جع ــل واجب ــات الخب ــرة الجيني ــة القضائي ــة عل ــى عات ــق الخزين ــة العام ــة‬
‫فــي حــال تعــذرأدائهــا مــن طــرف األمهــات أو األطفــال باعتبــارالنســب حقــا للطفــل وتعتبــر‬
‫الدول ــة مس ــؤولة ع ــن اتخ ــاذ التدابي ــرالالزم ــة لحماي ــة األطف ــال وضم ــان حقوقه ــم طبق ــا‬
‫للم ــادة ‪ 54‬م ــن مدون ــة األس ــرة؛‬
‫•الغــاء املقتضيــات املتعلقــة بالبنــوة التــي تميــزبيــن البنــوة الشــرعية وغيــرالشــرعية والتــي‬
‫تتعــارض مــع التزامــات املغــرب الدوليــة ومــع مقتضيــات الدســتوروتوصيــات لجنــة حقــوق‬
‫الطفــل‪.‬‬

‫‪- 11‬النفقة‬
‫تطرق ــت مدون ــة األس ــرة الى مقتضي ــات النفق ــة في القس ــم الثال ــث م ــن كتابه ــا الثال ــث املتعل ــق بال ــوالدة‬
‫ونتائجهــا في املــواد مــن ‪ 187‬الى ‪ 205‬منهــا‪ ،‬وخصصــت البــاب األول لألحكام العامــة‪ ،‬والبــاب الثانــي لنفقــة‬
‫الزوج ــة‪ ،‬والب ــاب الثال ــث لنفق ــة األق ــارب‪ ،‬والب ــاب الراب ــع لاللتزام بالنفق ــة‪ .‬كم ــا أك ــدت املدون ــة على أن‬
‫«نفق ــة كل إنس ــان في مال ــه‪ ،‬إال م ــا است ــثني بمق ــت�ضى القان ــون»‪ ،‬وأن أس ــباب وج ــوب النفق ــة على ال ــغير‬
‫ثالثــة‪ :‬الزوجيــة والقرابــة وااللتزام‪ ،‬كمــا حــددت مشــموالت النفقــة‪ ،‬ومــا تعتمــد عليــه املحكمــة في تقديرهــا‪،‬‬
‫وح ــددت أج ــل الب ــت في ه ــذه القضاي ــا في ش ــهر‪.‬‬

‫ ‪71.‬وق ــد أس ــفرت مواكب ــة املجل ــس لتطبي ــق املقتضي ــات الخاص ــة بالنفق ــة ع ــن تس ــجيل مجموع ــة م ــن‬
‫االختــاالت التــي تلحــق أحيانــا ضــررا بمصلحــة مســتحقيها‪ ،‬كمــا تهــدد التــوازن املطلــوب فــي العالقــات‬
‫األس ــرية س ــواء أثن ــاء قي ــام العالق ــة الزوجي ــة أو بع ــد انحالله ــا‪ ،‬وم ــن بينه ــا‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬ع ــدم اعت ـراف مدون ــة األس ــرة بمس ــاهمة امل ـرأة ف ــي تحم ــل واج ــب االنف ــاق عل ــى أس ــرتها‪ ،‬س ــواء‬
‫م ــن خ ــال مس ــاهمتها املادي ــة أو مس ــاهمتها بالعم ــل املنزل ــي‪ ،‬وه ــو م ــا ال ينس ــجم م ــع تن ــص علي ــه‬
‫باقــي مقتضيــات املدونــة مــن جعــل األســرة تحــت الرعايــة املشــتركة للزوجيــن‪ ،53‬وتحمــل الزوجــة‬
‫م ــع ال ــزوج مس ــؤولية تس ــيير ورعاي ــة ش ــؤون البي ــت واألطف ــال‪ ،54‬وأن لألطف ــال عل ــى أبويه ــم ع ــدة‬
‫حق ــوق م ــن بينه ــا النفق ــة؛‬
‫‪-‬رب ــط اس ــتحقاق نفق ــة الزوج ــة بالبن ــاء‪ ،‬ورب ــط االنف ــاق عل ــى األس ــرة م ــن ط ــرف الزوج ــة املوس ــرة‬
‫فــي حالــة عســر زوجهــا‪ ،‬بوجــود أبنــاء حيــث نصــت املــادة ‪ 199‬علــى أنــه‪ « :‬إذا عجــز األب كليــا أو‬
‫جزئيــا عــن اإلنفــاق علــى أوالده‪ ،‬وكانــت األم موســرة‪ ،‬وجبــت عليهــا النفقــة بمقــدار مــا عجــز عنــه‬
‫األب»؛‬
‫‪-‬عدم احترام أجل شهر كحد أق�صى للبت في قضايا النفقة؛‬
‫‪ -‬ع ــدم تفعي ــل مقتضي ــات الفص ــل ‪ 179‬م ــن قان ــون املس ــطرة املدني ــة املتعل ــق بالنفق ــة املؤقت ــة‬
‫لع ــدم املطالب ــة به ــا م ــن ط ــرف مس ــتحقي النفق ــة‪55‬؛‬
‫‪-‬تفاوت املحاكم في تحديد مبالغ النفقة املحكوم بها؛‬
‫‪ -‬إشــكالية عــبء االثبــات واعتمــاد املحاكــم علــى أداء اليميــن أو النكــول عليــه فــي البــت فــي قضايــا‬
‫اســتحقاق النفقــة ؛‬
‫‪-‬اخت ــاف االجته ــاد القضائ ــي ف ــي االس ــتجابة لطلب ــات تمكي ــن مس ــتحقي النفق ــة م ــن الول ــوج ال ــى‬
‫املعطي ــات الخاص ــة املتعلق ــة بالدخ ــل واملمتل ــكات للمل ــزم بالنفق ــة لتقدي ــر النفق ــة؛‬
‫‪-‬اختــاف تاريــخ اســتحقاق النفقــة بحســب شــخص مســتحقيها‪ ،‬حيــث يحكــم بنفقــة األوالد مــن‬
‫تاري ــخ التوق ــف ع ــن األداء‪ ،56‬ونفق ــة الزوج ــة م ــن تاري ــخ إمس ــاك ال ــزوج ع ــن اإلنف ــاق الواج ــب‬
‫علي ــه‪ ،57‬ويحك ــم بنفق ــة األبوي ــن م ــن تاري ــخ تقدي ــم الطل ــب‪58‬؛‬

‫‪ -53‬املادة ‪ 4‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬


‫‪ -54‬املادة ‪ 51‬مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -55‬ينص الفصل ‪ 179‬مكرر من قانون املسطرة املدنية عىل أ�نه‪ ..." :‬ريامث يصدر احلمك يف موضوع دعوى النفقة للقايض أ�ن حيمك بنفقة مؤقتة مل�ستحقهيا يف‬
‫ظرف شهر من اترخي طلهبا مع اعتبار حصة الطلب واحلجج اليت ميكن الاعامتد علهيا‬
‫وينفذ هذا احلمك قبل التسجيل ومبجرد اإلإدالء بنسخة منه"‪.‬‬
‫‪ -56‬املادة ‪ 200‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -57‬املادة ‪ 195‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -58‬املادة ‪ 204‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪-‬اغف ــال التنصي ــص عل ــى اس ــتمرار االنف ــاق عل ــى األطف ــال املكفولي ــن ف ــي حال ــة وق ــوع الط ــاق‬
‫والتطلي ــق؛‬
‫‪-‬عــدم شــمولية مبالــغ النفقــة املحكــوم بهــا‪ ،‬للمصاريــف اإلضافيــة التــي تســتلزمها وضعيــة اإلعاقــة‬
‫لــدى عــدد مــن مســتحقي النفقــة‪ ،‬وذلــك بســبب محدوديــة دخــل امللــزم بــاألداء؛‬
‫‪-‬تبن ــي مفه ــوم واس ــع لالمس ــاك العم ــدي ع ــن أداء مبل ــغ النفق ــة املحك ــوم به ــا‪ ،‬بافت ـراض امل ــاءة‬
‫كأص ــل ال ــى أن يثب ــت العك ــس‪ ،59‬وه ــو م ــا أدى ال ــى ارتف ــاع ع ــدد األح ــكام الزجري ــة الص ــادرة م ــن‬
‫أجــل جنحــة اهمــال األســرة‪ ،‬طبقــا للفصــل ‪ 480‬مــن القانــون الجنائــي‪ .‬وفي هــذا الســياق تــشير‬
‫احصائي ــات رئاس ــة النياب ــة العام ــة الى تزاي ــد ع ــدد قضاي ــا اهم ــال األس ــرة‪ ،‬والتي سجل ــت ‪5383‬‬
‫قضي ــة س ــنة ‪ 2020‬و ‪ 5409‬قضي ــة س ــنة ‪2021‬؛‬
‫‪-‬تخويــل األب الخيــار بيــن إبقــاء األبنــاء املحضونيــن فــي بيــت الزوجيــة أو تيهــيء محــل ســكنى جديــد‬
‫له ــم‪ ،‬أو تخصي ــص مبل ــغ مال ــي لك ـراء املح ــل‪ ،‬وه ــو م ــا يتناف ــى م ــع املصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‬
‫واس ــتقراره النف�س ــي واالجتماع ــي ف ــي مراع ــاة الوضعي ــة املعيش ــية الت ــي كان عليه ــا قب ــل الط ــاق‪.‬‬
‫ ‪72.‬وملواجه ــة ه ــذه االخت ــاالت يقت ــرح املجل ــس إع ــادة تنظي ــم مقتضي ــات النفق ــة وتأسيس ــها عل ــى مب ــدأ‬
‫املس ــاواة بي ــن الجنس ــين واملصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‪ ،‬م ــن أج ــل تج ــاوز االخت ــاالت الت ــي كش ــف عنه ــا‬
‫التطبي ــق العمل ــي للمدون ــة‪ ،‬وذل ــك م ــن خ ــال‪- :‬االعت ـراف بمس ــاهمة الزوج ــة ف ــي تحم ــل االنف ــاق عل ــى‬
‫األس ــرة‪ ،‬وع ــدم تقيي ــد إل ـزام أح ــد الزوجي ــن ف ــي حال ــة عس ــره باإلنف ــاق عل ــى األس ــرة بوج ــود أبن ــاء؛‬
‫‪-‬اعتم ــاد كاف ــة وس ــائل االثب ــات بم ــا في ذل ــك القي ــام ب ــخبرات حس ــابية قص ــد تقدي ــر مبال ــغ النفق ــة‬
‫املحـ ـكوم بـ ـها‪ ،‬ـ ـمع توـ ـسيع صالحـ ـية املحكـ ـمة في الوـ ـصول الى كاـ ـفة املعلوـ ـمات املتعلـ ـقة بدـ ـخل اـ ـلزوجين؛‬
‫‪-‬تفعيل االقتطاع من املنبع بشكل تلقائي؛‬
‫‪-‬عــدم اللجــوء الى تطبيــق مســطرة اهمــال األســرة إال في حــدود ضيقــة‪ ،‬في حالــة اإلمســاك العمــدي عــن‬
‫تنفيــذ الحكــم القضائــي املتعلــق بالنفقــة؛‬
‫ ‪73.‬ولضمــان فعليــة الولــوج الــى العدالــة لفائــدة الفئــات الهشــة يقتــرح املجلــس تفعيــل واجــب املحكمــة فــي‬
‫اشــعار مســتحق النفقــة بحقــه فــي طلــب النفقــة املؤقتــة‪ .‬كمــا يؤكــد علــى ضــرورة األخــذ بعيــن االعتبــار‬
‫وجــود أحــد مســتحقها فــي وضعيــة اعاقــة‪ ،‬مــع مــا يترتــب عــن ذلــك مــن مصروفــات إضافيــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫علــى إمكانيــة مراجعــة النفقــة فــي حالــة حصــول تغييــر فــي وضــع مســتحقيها كمــا فــي حالــة تطــور اعاقتــه؛‬

‫‪ -59‬تنص املادة ‪ 188‬من مدونة ا أألرسة عىل أ�نه‪ ":‬ال جتب عىل الانسان نفقة غريه �إال بعد أ�ن يكون هل مقدار نفقة نفسه‪ ،‬وتفرتض املالءة اىل أ�ن يثبت‬
‫العكس"‬

‫‪45‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫ ‪74.‬وتتوخ ــى مقترح ــات املجل ــس مالءم ــة مقتضي ــات النفق ــة م ــع االتفاقي ــات الدولي ــة املصادق ــة عليه ــا‪،‬‬
‫وعلــى رأســها اتفاقيــة حقــوق الطفــل التــي تنــص علــى أن األبويــن يتحمــان معــا مســؤوليات مشــتركة‬
‫عــن تربيتــه‪ ،‬وأنــه يقــع عليهمــا مســؤولية تأميــن ظــروف املعيشــة الالزمــة لنمــوه‪ ،‬ويتعيــن اتخــاذ التدابيــر‬
‫التشــريعية املناســبة لكفالــة تحصيــل نفقتــه منهمــا‪ ،‬فضــا عــن مقتضيــات الواقــع التــي تؤكــد أن أكثــر‬
‫مــن مليــون عائلــة تعيلهــا نســاء‪.60‬‬

‫توصيات‬
‫•التنصي ــص عل ــى تحم ــل الزوجي ــن مع ــا واج ــب االنف ــاق عل ــى األس ــرة‪ ،‬كل بحس ــب دخل ــه‬
‫ومجه ــوده‪ ،‬م ــن تاري ــخ العق ــد وع ــدم ربط ــه بالبن ــاء‪.‬‬
‫•التنصي ــص عل ــى واج ــب ال ــزوج املوس ــر ف ــي االنف ــاق عل ــى األس ــرة ف ــي حال ــة اعس ــار ال ــزوج‬
‫اآلخ ــر‪ ،‬دون اشتراط وج ــود أبن ــاء‪.‬‬
‫•التنصي ــص عل ــى واج ــب املحكم ــة ف ــي اش ــعار مس ــتحق النفق ــة بحق ــه ف ــي طل ــب النفق ــة‬
‫املؤقت ــة‪.‬‬
‫•التنصيــص علــى حــق املكفــول فــي اســتمراراالنفــاق عليــه مــن طــرف الكافليــن بعــد انحــال‬
‫العالقــة الزوجيــة‪.‬‬
‫•التنصيــص علــى بقــاء الطفــل املحضــون ببيــت الزوجيــة رفقــة الحاضــن‪ ،‬وعــدم اللجــوء‬
‫إلى تحدي ــد تكالي ــف س ــكن املحض ــون نق ــدا إال بصف ــة اس ــتثنائية في حال ــة مو افق ــة‬
‫الحاض ــن‪.‬‬

‫‪ -60‬معطيات املندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ ‪- 12‬الحضانة‬
‫‪75.‬عرفــت مدونــة األســرة الحضانــة بأنهــا‪« :‬حفــظ الولــد ممــا قــد يضــره‪ ،‬والقيــام بتربيتــه ومصالحــه»‪.61‬‬
‫وأك ــدت عل ــى أن ــه يتعي ــن عل ــى الحاض ــن أن يق ــوم ق ــدر املس ــتطاع ب ــكل اإلج ـراءات الالزم ــة لحف ــظ‬
‫املحضــون وســامته فــي جســمه ونفســه‪ ،‬والقيــام بمصالحــه فــي حالــة غيبــة النائــب الشــرعي‪ ،‬وفــي حالــة‬
‫الض ــرورة إذا خي ــف ضي ــاع مصال ــح املحض ــون‪.‬‬
‫ ‪76.‬وقــد أســفرت مواكبــة املجلــس لتطبيــق املقتضيــات الخاصــة بالحضانــة عــن تســجيل مجموعــة مــن‬
‫االختــاالت التــي تلحــق أحيانــا كثيــرة ضــررا بمصلحــة الطفــل‪ ،‬كمــا تهــدد التــوازن املطلــوب فــي العالقــات‬
‫األســرية بعــد انحــال ميثــاق الزوجيــة‪ ،‬ومــن بينهــا‪:‬‬
‫‪-‬رغ ــم تنصي ــص مدون ــة األس ــرة عل ــى أن الحضان ــة تك ــون مش ــتركة بي ــن األبوي ــن أثن ــاء قي ــام العالق ــة‬
‫الزوجي ــة‪ ،‬إال أنه ــا ال تن ــص عل ــى خي ــار الحضان ــة املش ــتركة بي ــن األبوي ــن بع ــد االنفص ــال‪ ،‬إذا م ــا ت ــم‬
‫التواف ــق بينهم ــا عل ــى ذل ــك؛‬
‫‪-‬يــؤدي زواج األم الحاضنــة لســقوط حضانتهــا إذا كان عمــر الطفــل يتجــاوز ‪ 7‬ســنوات‪ ،‬فــي مقابــل‬
‫ذلــك ال يــؤدي زواج األب الحاضــن إلــى ســقوط حضانتــه‪ ،‬وهــو مــا يعــد تمييـزا بيــن األبويــن؛‬
‫‪-‬يطــرح شــرط «القــدرة علــى تربيــة املحضون»‪62‬إشــكاال بخصــوص إمكانيــة اعتبــاره مســقطا ألهليــة‬
‫األشــخاص ذوي اإلعاقــة الســتحقاق حضانــة األطفــال بعــد انفصــال العالقــة الزوجيــة بالطــاق‬
‫أو التطلي ــق‪ ،‬اذ يمك ــن أن ت ــؤدي بع ــض االفتراض ــات الس ــلبية املتعلق ــة بق ــدرة األش ــخاص ذوي‬
‫اإلعاقــة علــى األبــوة واألمومــة‪ ،‬الــى حرمــان الوالديــن ذوي اإلعاقــة مــن الحصــول علــى حقهــم فــي‬
‫الحضانــة أو حقهــم فــي صلــة الرحــم؛‬
‫‪-‬منح ــت مدون ــة األس ــرة ل ــأب الخي ــار بع ــد الط ــاق أو التطلي ــق بي ــن تخصي ــص س ــكن لألطف ــال‬
‫املحضوني ــن أو أداء مبل ــغ مال ــي لك ـراء الس ــكن املذك ــور‪ ،‬وأحيان ــا ال يك ــون الس ــكن املخص ــص‬
‫للطفــل أو املبلــغ املقــدر لكرائــه‪ ،‬كافيــا للحفــاظ علــى نفــس املســتوى املعي�شــي الــذي كان يتمتــع‬
‫ب ــه قب ــل الط ــاق أو التطلي ــق؛‬
‫‪-‬لــم تتطــرق مدونــة األســرة لحــق أقــارب الــزوج غيــر الحاضــن فــي زيــارة املحضــون مــا عــدا فــي حالــة‬
‫الوفــاة‪ ،‬حيــث نصــت علــى أنــه‪ :‬إذا توفــي أحــد والــدي املحضــون‪ ،‬يحــل محلــه أبــواه فــي حــق الزيــارة‬
‫املنظمــة‪ ،63..‬ولــم تتطــرق إلــى تنظيــم الزيــارة فــي حالــة ســفر الــزوج غيــر الحاضــن أو غيبتــه؛‬
‫‪ -61‬املادة ‪ 163‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -62‬املادة ‪ 173‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ -63‬املادة ‪ 185‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬ل ــم توض ــح املحكم ــة مفه ــوم املصال ــح املس ــتعجلة الت ــي تجي ــز ل ــأم الحاض ــن القي ــام ف ــي حال ــة‬
‫االس ــتعجال ببع ــض مه ــام النياب ــة القانوني ــة؛‬
‫ ‪77.‬وملواجهــة هــذه االختــاالت يقتــرح املجلــس إعــادة تنظيــم مقتضيــات الحضانــة وتأسيســها علــى مبــدأ‬
‫املس ــاواة بي ــن الجنس ــين واملصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‪ ،‬م ــن أج ــل تج ــاوز االش ــكاالت الت ــي كش ــف عنه ــا‬
‫التطبيــق العملــي للمدونــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال احت ـرام حـ ّـق الطفــل فــي التعبيــر عــن آرائــه ومنحــه الحــق‬
‫فــي املشــاركة فــي األحــكام التــي تتعلــق بحضانتــه والــذي يســتجيب كذلــك لحقــه فــي الولــوج الــى القضــاء‪،‬‬
‫ـص علــى حــق الطفــل بتكويــن أرائــه الخاصــة وعلــى‬ ‫طبقــا للمــادة ‪ 12‬مــن اتفاقيــة حقــوق الطفــل التــي تنـ ّ‬
‫وجــوب إتاحــة املجــال أمامــه واالســتماع إليــه فــي ّ‬
‫أي إج ـر ٍاء قضائـ ّـي يمـ ّ‬
‫ـس بــه‪.‬‬
‫ ‪78.‬كم ــا يدع ــو إل ــى التنصي ــص عل ــى أن زواج األم الحاض ــن ال يس ــقط حضانته ــا‪ ،‬والتنصي ــص عل ــى ع ــدم‬
‫اخ ـراج الحاض ــن م ــن األبوي ــن م ــن بي ــت الزوجي ــة ف ــي حال ــة وق ــوع الط ــاق أو التطلي ــق‪ ،‬وتنظي ــم ح ــق‬
‫الزيــارة لفائــدة األقــارب فــي حالــة ســفر الــزوج غيــر الحاضــن أو غيبتــه‪ ،‬والتنصيــص علــى مقتضيــات‬
‫تنظــم الحضانــة املشــتركة بيــن األبويــن باالتفــاق بعــد انفصــال العالقــة الزوجيــة‪ ،‬وادمــاج مقتضيــات‬
‫تراعــي عــدم التمييــز بســبب اإلعاقــة فــي مقتضيــات كتــاب الحضانــة‪.‬‬
‫ ‪79.‬وتتوخ ــى مقترح ــات املجل ــس ت ــدارك التأخ ــر الحاص ــل ف ــي مج ــال مالءم ــة مدون ــة األس ــرة م ــع اتفاقي ــة‬
‫القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املـرأة وخاصــة املــادة ‪ 16‬التــي تنــص علــى أنــه‪« :‬تتخــذ الــدول‬
‫األط ـراف جميــع التدابيــر املناســبة للقضــاء علــى التمييــز ضــد امل ـرأة فــي كافــة األمــور املتعلقــة بالــزواج‬
‫والعالق ــات األس ــرية‪ ،‬وبوج ــه خ ــاص تضم ــن‪ ،‬عل ــى أس ــاس تس ــاوي الرج ــل وامل ـرأة‪ :‬و) نف ــس الحق ــوق‬
‫واملســؤوليات فيمــا يتعلــق بالواليــة والقوامــة والوصايــة علــى األطفــال وتبنيهــم‪ ،‬أو مــا شــابه ذلــك مــن‬
‫األنظمــة املؤسســية االجتماعيــة‪ ،‬حيــن توجــد هــذه املفاهيــم فــي التشــريع الوطنــي؛ وفــي جميــع األحــوال‬
‫تكــون مصالــح األطفــال هــي الراجحــة»‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ ‪80.‬كمــا تســتلهم هــذه املقترحــات مجموعــة مــن الحلــول فــي القانــون املقــارن إضافــة إلــى بعــض املمارســات‬
‫الفضلــى التــي تبلــورت فــي ســياقات مختلفــة والتــي تتوفــر علــى قوانيــن تنــص علــى الحضانــة املشــتركة‬
‫لألطفــال‪ ،64‬فضــا عــن قوانيــن أخــرى حاولــت املوازنــة بيــن الحفــاظ علــى املصلحــة الفضلــى للطفــل‬
‫وبين حق ــوق الوالدي ــن ذوي إعاق ــة في الحضان ــة والزي ــارة بالتنصي ــص صراح ــة على أن إعاق ــة أح ــد‬
‫األبوي ــن ال تع ــتبر قرين ــة على ع ــدم اس ــتحقاقه للحضان ــة‪.65‬‬
‫‪ --64‬تنص املادة ‪ 9-2-373‬من القانون املدين الفرنيس عىل أ�نه " تطبيقا للامدتني السابقتني‪ ،‬جيوز حتديد �إقامة الطفل ابلتناوب يف مزنل لك من الوادلين‬
‫أ�و يف مزنل أ�حدهام‬
‫يـمكن للقايض‪ ،‬بناء عىل طلب أ�حد الوادلين أ�و يف حاةل اخلالف بيهنام حول تنظمي �إقامة الطفل‪ ،‬أ�ن ي�أمر مؤقتا إبإقامة ابلتناوب حيدد مدهتا‪ .‬وابنهتاء املدة‪،‬‬
‫يتخذ القايض قرار ًًا هنائي ًًا بش�أن �إقامة الطفل ابلتناوب يف مزنل لك من الوادلين أ�و يف مزنل أ�حدهام‬
‫آ‬
‫عندما يمت حتديد �إقامة الطفل يف مزنل أ�حد الوادلين‪ ،‬حيمك قايض شؤون ا أألرسة يف رشوط حقوق الزايرة للوادل اآلخر‪ .‬وميكن ممارسة هذا احلق يف الزايرة‬
‫عندما تقتيض مصلحة الطفل ذكل‪ ،‬بقرار معلل بشلك خاص‪ ،‬يف ماكن الاجامتع اذلي يعينه القايض‬
‫عندما تقتيض مصلحة الطفل ذكل أ�و عندما يشلك تسلمي الطفل مبارشة �إىل الوادل اآلآخر خطرا عىل أ�حدهام‪ ،‬ينظم القايض رشوط الزايرة اليت ختول‬
‫الضامانت الالزمة‪ .‬وجيوز هل أ�ن ينص عىل أ�ن تمت الزايرة يف ماكن اجامتع يعينه‪ ،‬أ�و مبساعدة طرف اثلث موثوق به أ�و ممثل لكيان قانوين مؤهل"‬
‫‪-‬وتنص املادة ‪ 374‬من القانون املدين البلجييك يف فقرهتا الثانية عىل أ�نه "عندما ال يعيش الوادلان م ًًعا ويرفعان نزاعهام �إىل احملمكة‪ ،‬تصادق احملمكة عىل االتفاق‬
‫املتعلق إبإيواء ا أألطفال ما مل يتعارض هذا االتفاق بشلك واحض مع مصاحل الطفل‪.‬‬
‫بناًء عىل طلب أ�حد الوادلين عىل ا أألقل‪ ،‬يف �إماكنية حتديد‬ ‫يف حــاةل عــدم االتفاق‪ ،‬وعند وجود سلطة أ�بوية مشرتكة‪ ،‬تنظر احملمكة عىل سبيل ا أألولوية‪ً ،‬‬
‫سكن الطفل بطريقة متساوية بني الوادلين‬
‫ومع ذكل‪� ،‬إذا ر أ�ت احملمكة أ�ن السكن املتساوي ليست الصيغة األأكرث مالءمة‪ ،‬فقد تقرر نظام سكن غري متساو‪.‬‬
‫وحتمك احملمكة يف أ�ي حال حبمك معلل بشلك خاص‪ ،‬مع مراعاة الظروف امللموسة للقضية ومصاحل ا أألطفال واآلآابء"‪.‬‬
‫‪-‬تنص املادة العارشة من املرسوم بقانون احتادي رمق (‪ )41‬لعام ‪ 2022‬بــش�أن ا أألحوال الشخصية املدين ابإلإمارات العربية املتحدة‬
‫عىل أ�ن " حضانة ا أألبناء حق مشرتك ومتساو ل أألب وا أألم بعد وقوع الطالق‪ ،‬ويه كذكل حق ل أألبناء يف عدم ا�ستحواذ أ�حد‬
‫ا أألبوين دون اآلآخر برتبية ا أألبن ورؤيته‪ ،‬وذكل حفاظ�ا عىل الصحة النف�سية للمحضون واحلد من �آاثر الطالق عىل ا أألبناء‬
‫ا أألصل يف حضانة ا أألبناء هو اشرتاك ا أألب وا أألم مع ًًا يف مسؤولية تربية ا أألبناء بعد وقوع الطالق‪ ،‬ما مل يقدم الطرفان طلب ًًا للمحمكة إبإثبات احلضانة‬
‫لـمن هو جدير بتحقيق مصاحل احملضون‪ ،‬أ�و يطلب أ�حدهام التنازل كتابة أ�مام احملمكة عن حقه يف احلضانة‪ ،‬أ�و تقدمي طلب للمحمكة بعزل الطرف‬
‫اآلآخر من احلضانة املشرتكة و إ�سقاط حقه يف احلضانة أألي سبب تقبهل احملمكة مثل عوارض ا أألهلية‪ ،‬أ�و خطورة اشرتاك الشخص يف احلضانة‪،‬‬
‫أ�و ــعدم قيام احلاضن املشرتك مبهامه‪ ،‬و ححُتدد الالحئة التنفيذية لهذا املرسوم بقانون حاالت عزل الطرف اآلآخر من احلضانة و إ�سقاط حقه فهيا‬
‫يف حــاةل اختالف ا أألب وا أألم يف أ�ي أ�مر من أ�مور احلضانة املشرتكة‪ ،‬حيق أألي مهنام التقّدّ م بطلب‬
‫ــللمحمكة وفق المنوذج املعد ذلكل لالعرتاض أ�و طلب تدّخّل احملمكة للفصل يف ا أألمر حمل اخلالف‬
‫بناًء عىل طلب أ�ي من ا أألبوين بعد وقوع الطالق‬ ‫‪".‬لــلمحمكة السلطة التقديرية لتقرير ما تراه منا�سب ًًا ملصلحة احملضون وذكل ً‬
‫‪ -65‬ينص عىل سبيل املثال القانون س‪.‬ب ‪ 1188‬اذلي دخــل حزي التنفيذ بوالية اكليفورنيا يف ‪ 01‬يناير ‪ 2011‬عىل أ�ن اإلإعــاقة ال ميكن أ�ن تشلك أ�ساسا‬
‫الستبعاد احلق يف احلضانة ما مل يثبت الطرف الاخر بشلك واحض ومقنع أ�ن منح احلضانة للشخص يف وضعية �إعاقة من ش�أنه أ�ن يرض بصحة الطفل‬
‫وسالمته ورفاهيته‪ ،‬وينص قانون والية مينيسوات رمق ‪ 518.17‬عىل أ�ن "الاعــاقة لوحدها‪ ،‬كام تعرفها الفقرة ‪ 363A.03‬سواء مهت طالب احلضانة أ�و‬
‫الطفل ال ينبغي أ�ن حتدد حضانة الطفل"‪ .‬وينص قانون والية أ�يداهو ا أألمريكية رمق ‪ 717-32‬قسم ‪ 7- 32‬عىل ما ييل‪�":‬إذا اكن الوادل يعاين من �إعاقة كام هو‬
‫حمــدد يف هذا القسم‪ ،‬فيحق هل تقدمي أ�دةل ومعلومات تتعلق ابلطريقة اليت ميكن هبا ا�ستخدام معدات التكيف أ�و اخلدمات ادلامعة للقيام مبسؤوليات تربية‬
‫الطفل‪ .‬وجيب عىل احملمكة �إبالغ الوادل هبذا احلق‪ .‬ويتعني أ�ن ت�أخذ تقياميت اللياقة ا أألبوية يف الاعتبار ا�ستخدام املعدات التكيفية واخلدمات ادلامعة لآلآابء‬
‫ذوي اإلإعــاقة‪ ،‬وجيب أ�ن يمت �إجراؤها بواسطة خشص دليه خربة يف هذه املعدات واخلدمات أ�و مبساعدة منه‪ .‬ال جيوز تفسري أ�ي يشء يف هذا الفصل عىل‬
‫أ�نه يسمح ابلمتيزي عىل أ�ساس اإلإعاقة"‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫توصيات‬
‫•تنظيم مسطرة االستماع الى الطفل وتخفيض سن االختيارالى ‪ 12‬سنة‪.‬‬
‫•التنصيص على أن زواج األب الحاضن أو األم الحاضنة ال يسقط حضانتهما‪.‬‬
‫•تنظيــم الحضانــة املشــتركة بيــن األبويــن كأحــد الخيــارات بعــد انفصــال العالقــة الزوجيــة‬
‫بالط ــاق أو التطلي ــق والتنصي ــص عل ــى ح ــق االبوي ــن ف ــي االتف ــاق عل ــى نظ ــام الحضان ــة‬
‫املش ــتركة وتقاس ــم فتراته ــا يص ــادق علي ــه بمق ــررقضائ ــي‪.‬‬
‫•ع ــدم اعتب ــار التن ــازل ع ــن الحضان ــة س ــببا إلس ــقاطها ف ــي حال ــة تغي ــر األس ــباب واعتم ــاد‬
‫مب ــدأ املصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‪.‬‬
‫األخصائيي ــن النفس ـ ّـيين واالجتماعيي ــن ف ــي تقدي ــر مصلح ــة‬
‫ّ‬ ‫• اس ــتناد املحاك ــم إل ــى تقاري ــر‬
‫الطف ــل‪ ،‬عب ــر تقيي ــم وضع ــه النف�س ــي‪ّ.‬‬
‫•تنظيم حق الزيارة ألبوي الزوج غيرالحاضن في حالة سفره أو تواجده بالخارج‪.‬‬
‫•التنصي ــص عل ــى بق ــاء الطف ــل املحض ــون بي ــت الزوجي ــة رفق ــة الحاض ــن‪ ،‬وع ــدم اللج ــوء‬
‫إل ــى تحدي ــد تكاليف ــه نق ــدا إال بصف ــة اس ــتثنائية ف ــي حال ــة مو افق ــة الحاض ــن‪.‬‬
‫•التأكي ــد عل ــى أن إعاق ــة أح ــد الزوجي ــن لوحده ــا ال تعتب ــر قرين ــة عل ــى ع ــدم قدرت ــه عل ــى‬
‫الحضا ن ــة‪.‬‬

‫ ‪ - 13‬النيابة القانونية‬


‫ ‪81.‬انطالقــا مــن الشــكايات الــواردة علــى املجلــس عمومــا‪ ،‬وعلــى اآلليــة الوطنيــة لتظلــم األطفــال ضحايــا‬
‫انته ــاكات حق ــوق الطف ــل‪ ،‬وك ــذا اآللي ــة الوطني ــة لألش ــخاص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‪ ،‬يتبي ــن للمجل ــس‬
‫أن تطبي ــق مقتضي ــات م ــواد كت ــاب األهلي ــة والنياب ــة القانوني ــة تعتري ــه مجموع ــة م ــن االخت ــاالت‬
‫الت ــي يمك ــن رده ــا إل ــى إش ــكاليتين رئيس ــيتين ‪ :‬تتجل ــى األول ــى ف ــي تع ــارض مقتضي ــات ه ــذا الكت ــاب م ــع‬
‫مب ــدأ املس ــاواة بي ــن الجنس ــين واملصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‪ ،‬ف ــي حي ــن تتعل ــق الثاني ــة بع ــدم انس ــجامه‬
‫م ــع مقتضي ــات االتفاقي ــة الدولي ــة املتعلق ــة باألش ــخاص ذوي اإلعاق ــة فيم ــا يتعل ــق باألهلي ــة املدني ــة‬
‫للش ــخص املص ــاب بإعاق ــة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬أاختالالت ناتجة عن تعارض مقتضيات النيابة القانونية مع مبدأ املساواة بين الجنسين‬
‫‪-‬تعتبــر واليــة األب أصليــة بينمــا تعــد واليــة األم علــى ســبيل االحتيــاط‪ ،‬بحيــث ال تكــون األم نائبــا قانونيــا‬
‫علــى أطفالهــا إال فــي حالــة عــدم جــود األب‪ ،‬أو غيبتــه‪ ،‬أو فقــد أهليتــه‪66‬؛‬
‫‪-‬تتي ــح مدون ــة األس ــرة لألبوي ــن إمكاني ــة اختي ــار و�ص ــي عل ــى األبن ــاء‪ ،‬لك ــن يالح ــظ أن و�ص ــي األب يتمت ــع‬
‫بصالحي ــات رقابي ــة أوس ــع م ــن و�ص ــي األم‪ ،‬وه ــو م ــا يتع ــارض م ــع مب ــدأ املس ــاواة بي ــن الجنس ــين‪ ،‬وم ــع‬
‫املصلح ــة الفضل ــى للطف ــل‪ ،‬ألن اله ــدف م ــن وج ــود و�ص ــي ه ــو حماي ــة املصال ــح املالي ــة للطف ــل؛‬
‫‪-‬تك ــون والي ــة األم إم ــا مؤقت ــة أو دائم ــة‪ ،‬أم ــا والي ــة األب فتك ــون ف ــي س ــائر األح ــوال دائم ــة‪ ،‬فل ــأم أن‬
‫تمــارس الواليــة املؤقتــة قيامــا باملصالــح املســتعجلة للطفــل رغــم أن املشــرع لــم يوضــح طبيعــة هــذه‬
‫الح ــاالت؛‬
‫‪-‬تواج ــه األم ع ــدة صعوب ــات إداري ــة وواقعي ــة للقي ــام بمه ــام النياب ــة القانوني ــة عل ــى أطفاله ــا‪ ،‬وه ــو م ــا‬
‫يب ــدو م ــن خ ــال س ــلوك بع ــض اإلدارات ف ــي ع ــدم االعت ـراف بوالي ــة األم بق ــوة القان ــون‪ ،‬واش ــتراط‬
‫صــدور حكــم قضائــي تقريــري بذلــك‪ ،67‬أو االدالء بوثائــق إضافيــة‪ ،68‬وهــو مــا يعــرض مصالــح األطفــال‬
‫املس ــتعجلة ال ــى اله ــدر؛‬
‫‪-‬اعتب ــار األب نائب ــا ش ــرعيا عل ــى األبن ــاء بحك ــم الش ــرع‪ ،‬يتي ــح ل ــه س ــلطة التص ــرف ف ــي املصال ــح املالي ــة‬
‫لألطف ــال وف ــي الهب ــات أو التعويض ــات املمنوح ــة له ــم ف ــي ح ــال اس ــتفادتهم م ــن أح ــكام قضائي ــة‬
‫بتعويضهــم عــن أضـرار جـراء حــوادث ســير مثــا بالرغــم مــن أن األم هــي الحاضنــة لهــم بعــد الطــاق‪،‬‬
‫وقــد تفاجــأ األم التــي فتحــت حســابا بنكيــا لفائــدة أطفالهــا بــأن األب يســحب مــن هــذا الحســاب البنكــي‬
‫دون إذن منه ــا؛‬
‫‪-‬عــدم تفعيــل مقتضيــات املــادة ‪ 239‬مــن مدونــة األســرة التــي تتيــح لــأم ولــكل متبــرع أن يشــترط عنــد‬
‫تبرعــه بمــال علــى شــخص محجــور ممارســة النيابــة القانونيــة فــي إدارة وتنميــة املــال املتبــرع بــه‪ ،‬ويكــون‬
‫ه ــذا الش ــرط ناف ــذ املفع ــول‪ ،‬وذل ــك بس ــبب ع ــدم وض ــوح مضم ــون ه ــذه امل ــادة وم ــا اذا كان يقتص ــر‬
‫فق ــط عل ــى األم ــوال أم يش ــمل أيض ــا العق ــارات‪ ،‬فض ــا ع ــن غي ــاب أي مقتضي ــات ألج ـرأة ه ــذه امل ــادة‬
‫علــى املســتوى العملــي؛‬

‫‪ -66‬املادة ‪ 238‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬


‫‪ -67‬خــاصة يف حاةل ا أألهمات العازابت حيت تكون األم انئبا رشعيا عىل األبناء بقوة القانون طبقا للامدة ‪ 238‬وتــشرتط بعض اإلإدارات الادالء ب�أحاكم‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫قضائية‪ ،‬أ�و الادالء بشهادات عدلية‬
‫‪ -68‬تضطر بعض ا أألهمات ال�ستصدار �إشهادات عدلية ابلوالية لتقدميها أ�مام اإلإدارات العامة واخلاصة‪ ،‬كدليل �إثبايت عىل كوهنن انئبا رشعيا عىل ا أألبناء‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬تقيي ــد س ــلطة األم ف ــي القي ــام بمصال ــح األطف ــال املحضوني ــن ق ــد يجعله ــا تتع ــرض لالبت ـزاز‪ ،‬حي ــث‬
‫تضطــر أحيانــا للتنــازل عــن حقوقهــا املاليــة أو حقــوق األطفــال مقابــل الحصــول علــى توكيــل أو إذن‬
‫م ــن ال ــزوج؛‬
‫‪-‬تتعــرض مصالــح األطفــال املحضونيــن للضــرر نتيجــة عجــز األم عــن القيــام بمصالحهــم املســتعجلة‬
‫بس ــبب البيروقراطي ــة‪ ،‬والتمس ــك بالتطبي ــق الحرف ــي لبع ــض النص ــوص عل ــى حس ــاب املصلح ــة‬
‫الفضل ــى للطف ــل؛‬
‫ ‪82.‬ملعالجــة االختــاالت الناجمــة عــن هــذه االشــكالية‪ ،‬يقتــرح املجلــس إعــادة تنظيــم مقتضيــات الكتــاب‬
‫الرابــع املتعلقــة باألهليــة والنيابــة الشــرعية‪ ،‬بمــا يكفــل احت ـرام مبــدأ املســاواة بيــن الجنســين‪ ،‬وذلــك‬
‫بجعــل النيابــة القانونيــة أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة وبعــد انفصالهــا‪ ،‬مشــتركة بيــن األبويــن‪.‬‬
‫ ‪83.‬يجــد هــذا املقتــرح ســنده فــي مجموعــة مــن االتفاقيــات التــي صادقــت عليهــا اململكــة‪ ،‬خاصــة اتفاقيــة‬
‫حق ــوق الطف ــل الت ــي تن ــص ف ــي مادته ــا ‪ 8‬عل ــى أن ــه‪« :‬تب ــذل ال ــدول األط ـراف قص ــارى جهده ــا لضم ــان‬
‫االعت ـراف باملبــدأ القائــل إن الوالديــن يتحمــان مســؤوليات مشــتركة عــن تربيــة الطفــل ونمــوه‪ .‬وتقــع‬
‫عل ــى عات ــق الوالدي ــن أو األوصي ــاء القانونيي ــن‪ ،‬حس ــب الحال ــة‪ ،‬املس ــؤولية األول ــي ع ــن تربي ــة الطف ــل‬
‫ونم ــوه‪ .‬وتك ــون مصال ــح الطف ــل الفضل ــى موض ــع اهتمامه ــم األسا�س ــي»‪ .‬كم ــا ي ــرى املجل ــس أن ه ــذه‬
‫املقترحــات ســتعزز مالءمــة مدونــة األســرة مــع مقتضيــات اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز‬
‫ض ــد امل ـرأة خاص ــة امل ــادة ‪ 16‬الت ــي تن ــص عل ــى أن ــه‪« :‬تتخ ــذ ال ــدول األط ـراف جمي ــع التدابي ــر املناس ــبة‬
‫للقضــاء علــى التمييــز ضــد املـرأة فــي كافــة األمــور املتعلقــة بالــزواج والعالقــات األســرية‪ ،‬وبوجــه خــاص‬
‫تضم ــن‪ ،‬عل ــى أس ــاس تس ــاوي الرج ــل وامل ـرأة‪ :‬د) نف ــس الحق ــوق واملس ــؤوليات كوال ــدة‪ ،‬بغ ــض النظ ــر‬
‫عــن حالتهــا الزوجيــة‪ ،‬فــي األمــور املتعلقــة بأطفالهــا؛ وفــي جميــع األحــوال‪ ،‬تكــون مصالــح األطفــال هــي‬
‫الراجح ــة؛ و) نف ــس الحق ــوق واملس ــؤوليات فيم ــا يتعل ــق بالوالي ــة والقوام ــة والوصاي ــة عل ــى األطف ــال‬
‫وتبنيهــم‪ ،‬أو مــا شــابه ذلــك مــن األنظمــة املؤسســية االجتماعيــة‪ ،‬حيــن توجــد هــذه املفاهيــم فــي التشــريع‬
‫الوطنــي؛ وفــي جميــع األحــوال تكــون مصالــح األطفــال هــي الراجحــة»‪.‬‬
‫ ‪84.‬وفض ــا ع ــن أهميته ــا ف ــي تعزي ــز مالءم ــة التش ــريعات الوطني ــة م ــع القان ــون الدول ــي‪ ،‬ف ــإن ه ــذا املقت ــرح‬
‫يس ــتلهم مجموع ــة م ــن التش ــريعات املقارن ــة الت ــي تطب ــق النياب ــة القانوني ــة املش ــتركة لألبوي ــن عل ــى‬
‫أطفالهم ــا‪ ،‬رغ ــم انفص ــال العالق ــة الزوجي ــة بالط ــاق أو التطلي ــق‪ .‬وف ــي ه ــذا الس ــياق تر�س ــي امل ــادة‬
‫ً‬
‫‪ 372‬م ــن القان ــون املدن ــي البلجيك ــي املب ــدأ الع ــام املتمث ــل ف ــي أن «األب واألم يمارس ــان مع ــا الس ــلطة‬
‫األبوية‪ ،‬وتظــل الســلطة االبويــة مشــتركة بيــن االب واالم حتــى بعــد االنفصــال أو الطــاق‪ ،‬حيــث تنــص‬
‫معــا‪ ،‬تظــل ممارســة الســلطة األبويــة‬ ‫املــادة ‪ 374‬فــي فقرتهــا األولــى علــى أنــه «عندمــا ال يعيــش األب واألم ً‬
‫مش ــتركة ويطب ــق االتف ــاق املنص ــوص علي ــه ف ــي الفق ــرة ‪ 2‬م ــن امل ــادة ‪.373‬‬
‫‪52‬‬
‫‪85.‬وتن ــص امل ــادة ‪ 372‬م ــن القان ــون املدن ــي الفرن�س ــي عل ــى أن االبوي ــن يمارس ــان الس ــلطة االبوي ــة بش ــكل‬
‫مش ــترك وتؤك ــد امل ــادة ‪ 2-373‬عل ــى أن انفص ــال الوالدي ــن ال يؤث ــر عل ــى قواع ــد ممارس ــة الس ــلطة‬
‫االبوي ــة‪.‬‬
‫ ‪86.‬وتعط ــي امل ــواد ‪ 192‬و‪ 193‬و‪ 195‬م ــن قان ــون االس ــرة بمقاطع ــة الكيبي ــك الكندي ــة الوالي ــة القانوني ــة‬
‫علــى األبنــاء للوالديــن معــا وتؤكــد علــى اســتمرار الواليــة لهمــا حتــى بعــد صــدور حكــم بإســناد الحضانــة‬
‫ألحدهمــا وفــي حالــة وجــود خــاف يرجــع الــى القضــاء‪.‬‬

‫توصيات‬
‫•اعتبــارالنيابــة القانونيــة مشــتركة بيــن األبويــن ســواء أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة أو بعــد‬
‫انفصالهــا‪.‬‬
‫•إمكاني ــة من ــح املحكم ــة للنياب ــة القانوني ــة ألح ــد األبوي ــن أو اس ــقاطها عن ــه ف ــي ح ــاالت‬
‫مح ــددة قانون ــا‪.‬‬
‫•تخويــل و�صــي األم نفــس صالحيــات و�صــي األب فــي تتبــع تســييرالنائــب القانونــي لشــؤون‬
‫املو�صــى عليــه ورفــع األمــرالــى القضــاء عنــد الحاجــة‪.‬‬

‫‪-‬باخت ــاالت ناتج ــة ع ــن ع ــدم انس ــجام مقتضي ــات كت ــاب األهلي ــة والنياب ــة القانوني ــة م ــع اتفاقي ــة‬
‫األش ــخاص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‪.‬‬
‫ ‪87.‬علــى الرغــم مــن كــون املغــرب كان مــن الــدول الســباقة إلــى املصادقــة علــى االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق‬
‫األشــخاص ذوي اإلعاقــة وعلــى البرتوكــول االختيــاري امللحــق بهــا عــام ‪ 2009‬إال أن مقتضيــات مدونــة‬
‫األســرة ال تتــاءم مــع مضمــون االتفاقيــة‪ ،‬وهــو مــا يبــدو مــن خــال االختــاالت التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬ع ــدم تعري ــف مدون ــة األس ــرة ملفه ــوم اإلعاق ــة‪ ،‬واعتم ــاد مفاهي ــم غي ــر دقيق ــة وغامض ــة مث ــل‬
‫“العت ــه”‪“ ،‬الجن ــون”‪ ،‬الس ــفه”‪...‬تقبل أكث ــر م ــن تأوي ــل؛‬
‫‪-‬ل ــم تتط ــرق املدون ــة لحال ــة األش ــخاص ذوي إعاق ــة جس ــدية أو عج ــز جس ــماني ش ــديد يؤث ــر ف ــي‬
‫اســتقاللهم فــي التعبيــر عــن ارادتهــم بشــكل ســليم ويحــول دون مباشــرة حقوقهــم إال بمســاعدة‬
‫ش ــخص آخ ــر بصف ــة مس ــتقلة؛‬

‫‪53‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪ -‬ل ــم يحس ــم املش ــرع ف ــي مدون ــة األس ــرة ف ــي موض ــوع األهلي ــة القانوني ــة لألش ــخاص ذوي اإلعاق ــة وف ــق‬
‫م ــا تق�ض ــي ب ــه أح ــكام ه ــذه االتفاقي ــة م ــن مالءم ــة القواني ــن واتخ ــاذ التدابي ــر واإلج ـراءات املس ــاعدة‬
‫لألش ــخاص ذوي اإلعاق ــة عل ــى ممارس ــة أهليه ــم القانوني ــة كامل ــة وتوفي ــر الضمان ــات القانوني ــة‬
‫والقضائي ــة ملن ــع س ــوء اس ــتعمال ه ــذه املس ــاعدة‪.‬‬
‫‪-‬تس ــتعمل مدون ــة األس ــرة املفه ــوم التقلي ــدي للنياب ــة القانوني ــة عل ــى األش ــخاص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‬
‫ذهنيــة والــذي يكــرس دور النائــب القانونــي عنهــم كوكيــل يمــارس مهامهــم فــي إطــار الوكالــة حيــث يتــم‬
‫ُ َ‬
‫العم ــل بالق ـرار البدي ــل‪ ،‬ع ــوض الق ـرار املس ــاند‪.‬‬
‫‪-‬تتي ــح مدون ــة األس ــرة لألبوي ــن إمكاني ــة اختي ــار و�ص ــي عل ــى األبن ــاء‪ ،‬لكنه ــا ال تتي ــح لألش ــخاص صالحي ــة‬
‫اختي ــار و�ص ــي عليه ــم أو اختي ــار نائبه ــم القانون ــي‪.‬‬
‫‪-‬تنظ ــم مدون ــة األس ــرة مس ــطرة زواج الش ــخص املص ــاب بإعاق ــة ذهني ــة دون التنصي ــص عل ــى‬
‫مش ــاركته ف ــي إج ـراءات زواج ــه‪ ،69‬مكرس ــة بذل ــك املفه ــوم التقلي ــدي للنياب ــة القانوني ــة القائم ــة‬
‫عل ــى الق ـرار البدي ــل‪ ،‬ال عل ــى الق ـرار املس ــاند‪ ،‬ف ــي املقاب ــل تغف ــل التنصي ــص عل ــى مس ــطرة ط ــاق‬
‫الش ــخص املص ــاب بإعاق ــة ذهني ــة‪.‬‬

‫ ‪88.‬وملعالج ــة االخت ــاالت الناجم ــة ع ــن االش ــكاليات املذك ــورة أع ــاه‪ ،‬يقت ــرح املجل ــس إع ــادة تنظي ــم‬
‫مقتضي ــات الكت ــاب الراب ــع املتعلق ــة باألهلي ــة والنياب ــة القانوني ــة وامل ــواد األخ ــرى ذات الصل ــة‪ ،‬بم ــا‬
‫يكفــل تدقيــق مفهــوم اإلعاقــة كأســاس لقيــام الحمايــة القانونيــة مــن خــال اســتحضار تنــوع فئاتهــا‪،‬‬
‫م ــن قبي ــل اإلعاق ــة الجس ــدية أو الذهني ــة أو العقلي ــة أو االجتماعي ــة النفس ــية‪ ،‬وتن ــوع درجاته ــا‪،‬‬
‫واعتم ــاد التقيي ــم الش ــمولي لإلعاق ــة كأس ــاس التخ ــاذ الق ـرار املس ــاند واملالئ ــم م ــن ط ــرف املحكم ــة‪.‬‬
‫كم ــا يقت ــرح املجل ــس أيض ــا إق ـرار نظ ــام مس ــاعدة قانوني ــة مالئ ــم لحاجي ــات األش ــخاص ذوي اإلعاق ــة‬
‫الجســدية أو العجــز الجســماني يكفــل احتـرام إرادة هــذه الفئــات ويوفــر الوســائل املناســبة لــكل حالــة‬
‫مــن حاالتهــا واعتمــاد مفهــوم جديــد للنيابــة القانونيــة علــى األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة ذهنيــة قائــم‬
‫ُ َ‬
‫عل ــى املس ــاعدة ف ــي الوص ــول ال ــى الق ـرار املس ــاند‪ ،‬ع ــوض نظ ــام الوكال ــة القائ ــم عل ــى الق ـرار البدي ــل‪.‬‬
‫ ‪89.‬تتوخ ــى ه ــذه املقترح ــات تعزي ــز مالئم ــة مدون ــة األس ــرة م ــع مقتضي ــات االتفاقي ــة الدولي ــة لحق ــوق‬
‫األش ــخاص ذوي اإلعاق ــة‪ ،‬الس ــيما امل ــادة ‪ )2(12‬الت ــي تن ــص عل ــى حقه ــم ف ــي الحص ــول عل ــى األهلي ــة‬
‫القانونيــة‪ ،‬التــي تشــمل الحــق فــي ممارســة جميــع حقوقهــم‪ ،‬واالعت ـراف بقراراتهــم أمــام القانــون علــى‬
‫ق ــدم املس ــاواة م ــع بقي ــة األش ــخاص ودون تميي ــز بس ــبب اإلعاق ــة‪ .‬كم ــا تس ــتلهم مقترح ــات املجل ــس‬
‫‪ -69‬املادة ‪ 23‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أيض ــا توجه ــات مجموع ــة م ــن التش ــريعات املقارن ــة‪ 70‬الت ــي ب ــادرت ال ــى تحدي ــث قوانينه ــا ملالءمته ــا م ــع‬
‫مضمون املادة ‪ 12‬من اتفاقية األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬اعتمادا على مجموعة من املبادئ أبرزها‪:‬‬
‫ ‪-‬مبــدأ الضــرورة‪ :‬ال يجــوز األمــر بإجـراء مــن إجـراءات الحمايــة لشــخص فــي وضعيــة‬
‫إعاق ــة إال إذا كان هن ــاك اضط ـراب ف ــي قدرات ــه يقت�ض ــي ض ــرورة حقيقي ــة لحماي ــة‬
‫مصالح ــه؛‬
‫ ‪-‬مب ــدأ التناس ــب‪ :‬يج ــب أن يكي ــف اإلج ـراء املتخ ــذ م ــع حال ــة الش ــخص ذي إعاق ــة‪،‬‬
‫وأن يعتمــد اختيــار التدبيــر علــى درجــة القصــور فــي قــدرات الشــخص املـراد حمايتــه‪،‬‬
‫فرديــا بحســب كل حالــة علــى حــدة؛‬ ‫وأن يكــون محتــواه ً‬
‫ ‪-‬مبــدأ التدابيــراألقــل تقييـ ًـدا‪ :‬ال ينبغــي األمــر بأيــة تدابيــر تحــد مــن أهليــة الشــخص‬
‫ف ــي وضعي ــة إعاق ــة إذا كان هن ــاك تدبي ــر أق ــل تقيي ـ ًـدا يحق ــق نف ــس الحماي ــة (عل ــى‬
‫كاف م ــن خ ــال تنفي ــذ‬
‫س ــبيل املث ــال إذا أمك ــن توفي ــر مصال ــح الش ــخص بش ــكل ٍ‬
‫وكالــة الحمايــة املســتقبلية التــي أبرمهــا الطــرف املعنــي أو مــن خــال تطبيــق القواعــد‬
‫العام ــة للوكال ــة أو أي إج ـراء حماي ــة آخ ــر أق ــل تقيي ـ ًـدا)؛‬
‫ ‪-‬مب ــدأ تقري ــراملصي ــر‪ :‬يج ــب أن يك ــون للش ــخص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة الح ــق ف ــي اتخ ــاذ‬
‫قراراتــه الخاصــة‪ ،‬قــدر املســتطاع‪ ،‬فيمــا يتعلــق بجســده وممتلكاتــه وحياتــه‪ ،‬طاملــا‬
‫كان ق ـ ً‬
‫ـادرا عل ــى القي ــام بذل ــك؛‬
‫ ‪-‬مبــدأ املشــاركة وحمايــة االســتقاللية‪ :‬يجــب علــى الو�صــي أو أي ســلطة أخــرى تــم‬
‫تعيينه ــا ملس ــاعدة الش ــخص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‪ ،‬ضم ــان مش ــاركة جمي ــع املعلوم ــات‬
‫مع ــه فيم ــا يتعل ــق بأم ــوره الخاص ــة‪ ،‬والتش ــاور مع ــه عن ــد اتخ ــاذ الق ـرارات وأخ ــذ‬
‫رغبات ــه بعي ــن االعتب ــار والتص ــرف بطريق ــة تس ــمح للش ــخص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‬
‫بالحف ــاظ عل ــى اس ــتقالليته وكذل ــك املش ــاركة ف ــي الحي ــاة االجتماعي ــة للش ــخص‬
‫وحماي ــة احتياجات ــه الثقافي ــة والديني ــة‪.‬‬
‫‪ -70‬راجع عىل سبيل املثال القوانني التالية‪:‬‬
‫‪.Adult Guardianship and Trusteeship Act, S.A. 2008, c A-4.2 (Alberta, Canada)-‬‬
‫‪.Assisted Decision-Making (Capacity) Act 2015 (Act No. 64/2015) (Irland.)-‬‬
‫‪Loi du 17 mars 2013 réformant les régimes d’incapacité et instaurant un nouveau statut de protection conforme-‬‬
‫‪à la dignité humaine, Belgique‬‬
‫‪Ley 8/2021 de 2 de junio , por la que se reforma la legislacion civil y procesal para el apoyo a las personas con-‬‬
‫‪.discapacidad en el ejercicio de su capacidad juridica. BOE-A2021-9233.Espana‬‬
‫‪Representation Agreement Act of British Columbia, R.S.B.C. 1996, Chapter 405, (British Columbia. Canada) -‬‬
‫‪55‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫توصيات‬
‫•مراجعــة الصياغــة القانونيــة للمــواد املتعلقــة باألهليــة والنيابــة الشــرعية باعتمــاد لغــة‬
‫قانونيــة حقوقيــة تحتــرم كرامــة األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة‪.‬‬
‫•تدقيــق مفهــوم اإلعاقــة باســتحضارتنــوع فئاتهــا‪ ،‬مــن قبيــل اإلعاقــة الذهنيــة أو العقليــة‬
‫أو االجتماعيــة النفســية‪ ،‬واســتحضاردرجاتهــا‪.‬‬
‫•التأكيــد علــى تقييــم اإلعاقــة كأســاس التخــاذ القــراراملســاند واملالئــم مــن طــرف املحكمــة‪،‬‬
‫م ــن خ ــال االنتق ــال م ــن النم ــوذج الطب ــي املعتم ــد ف ــي مدون ــة األس ــرة حالي ــا‪ ،‬إل ــى نم ــوذج‬
‫نس ــقي ش ــامل ف ــي التقيي ــم‪ ،‬يق ــوم عل ــى منه ــج م ــزدوج يعتم ــد مدخ ــل درج ــة اإلعاق ــة‪،‬‬
‫وخالص ــات التقري ــر التقييم ــي الوظيف ــي االجتماع ــي لوضعي ــة اإلعاق ــة ف ــي عالقته ــا ببيئ ــة‬
‫محي ــط العي ــش‪.‬‬
‫•تكريــس مفهــوم جديــد للنيابــة القانونيــة علــى األشــخاص فــي وضعيــة إعاقــة ذهنيــة قائــم‬
‫ُ َ‬
‫علــى املســاعدة فــي الوصــول الــى القــراراملســاند‪ ،‬عــوض نظــام الوكالــة القائــم علــى القــرار‬
‫البديــل‪.‬‬
‫•تقنيــن نظــام مســاعدة قانونيــة مالئــم لحاجيــات األشــخاص ذوي اإلعاقــة الجســدية أو‬
‫العج ــزالجس ــماني البلي ــغ‪.‬‬
‫•تخويــل األشــخاص صالحيــة اختيــارنائبهــم القانونــي إســوة بصالحيــة اختيــارالو�صــي علــى‬
‫األبنــاء‪.‬‬
‫•تحدي ــد القان ــون نوعي ــة الق ــرارات الت ــي يمك ــن للنائ ــب القانون ــي أن يتخذه ــا والق ــرارات‬
‫املخول ــة للش ــخص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة ذهني ــة‪.‬‬
‫• إعــادة تنظيــم مســطرة زواج املصــاب بإعاقــة ذهنيــة طبقــا للمــادة ‪ 23‬بضمــان مشــاركته‬
‫فــي اإلجــراءات‪ ،‬وتقنيــن مســطرة طالقــه‪.‬‬
‫•مراجعــة بيئــة املحكمــة وإجراءاتهــا وعملياتهــا لضمــان إمكانيــة الولــوج الفعلــي لألشــخاص‬
‫ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ ‪- 14‬الوصية‬
‫ ‪90.‬خصصــت مدونــة األســرة الكتــاب الخامــس منهــا للوصيــة‪ ،‬حيــث نظمتهــا فــي املــواد مــن ‪ 277‬الــى ‪،320‬‬
‫وعرفته ــا بأنه ــا‪« :‬عق ــد يوج ــب حق ــا ف ــي ثل ــث م ــال عاق ــده يل ــزم بموث ــه»‪ ،71‬وتنعق ــد بإيج ــاب م ــن جان ــب‬
‫واح ــد وه ــو املو�ص ــي‪ ،72‬حي ــث يبق ــى ل ــه ح ــق الرج ــوع ف ــي وصيت ــه والغائه ــا أو ادخ ــال ش ــروط عليه ــا‪،‬‬
‫حتــى لــو الت ـزام بعــدم ذلــك‪ ،73‬وتصــح الوصيــة لشــخص معيــن أو غيــر معيــن‪ ،74‬كمــا تصــح للجنيــن‪،75‬‬
‫كمــا يصــح أن يكــون املو�صــى بــه عينــا أو منفعــة ملــدة محــددة أو مؤبــدة‪ ،76‬كمــا تصــح أيضــا فــي حالــة‬
‫اخت ــاف الدي ــن‪ ،‬إال أن ــه ‪« :‬ال وصي ــة ل ــوارث إال إذا أجازه ــا بقي ــة الورث ــة «‪.77‬‬
‫ ‪91.‬علــى الرغــم مــن التقــدم الــذي شــكلته مدونــة األســرة فــي مجــال تعزيــز املســاواة بيــن الجنســين خاصــة‬
‫بع ــد إضاف ــة الوصي ــة الواجب ــة للكت ــاب الخام ــس الخ ــاص بالوصي ــة‪ ،‬ف ــإن املجل ــس يس ــجل اس ــتمرار‬
‫العدي ــد م ــن االخت ــاالت ف ــي تطبي ــق مقتضي ــات الوصي ــة عل ــى النح ــو ال ــذي يم ــس بح ــق اإلنس ــان ف ــي‬
‫التصــرف فــي أموالــه‪ ،‬ومــن أبرزهــا مــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬اقتصــرت مدونــة األســرة علــى تنظيــم أحــكام الوصيــة دون باقــي التبرعــات‪ ،‬التــي تبقــى خاضعــة لقوانيــن‬
‫أخــرى عكــس تشــريعات أخــرى خصصــت كتابــا للتبرعــات يضــم الــى جانــب الوصيــة عقــودا أخــرى؛‬
‫‪-‬رغــم إمكانيــة لجــوء األشــخاص قيــد حياتهــم الــى اجـراء مــا شــاءوا مــن تبرعــات‪ ،‬إال أن عــدم الحصــول‬
‫علــى املشــورة القانونيــة وضعــف الوصــول الــى املعلومــة يجعــل عــددا قليــا مــن األســر تلجــأ الــى اجـراء‬
‫التصرفــات القانونيــة البديلــة لنظــام اإلرث؛‬
‫‪-‬رغ ــم أهمي ــة الوصي ــة ف ــي تجس ــيد إرادة صاح ــب امل ــال ف ــي تقس ــيم تركت ــه بع ــد الوف ــاة‪ ،‬إال أن املش ــرع‬
‫قيده ــا بض ــرورة ع ــدم تج ــاوز الثل ــث‪ ،‬وب ــأن ال تك ــون ل ــوارث‪ ،‬إال بإج ــازة باق ــي الورث ــة‪ ،‬بحي ــث يب ــدو أن‬
‫إرادة الورث ــة مقدم ــة عل ــى إرادة صاح ــب امل ــال؛‬
‫‪-‬يالحــظ أن املشــرع ينظــم الوصيــة الواجبــة ضمــن كتــاب اإلرث‪ ،‬وليــس فــي كتــاب الوصيــة‪ ،‬ورغــم‬
‫مراجعــة أحــكام الوصيــة الواجبــة ســنة ‪ ،2004‬وإقـرار حــق األبنــاء مــن جهــة البنــت فــي االســتفادة‬
‫م ــن نصي ــب أمه ــم ف ــي ترك ــة جده ــم املتوف ــى قبله ــا‪ ،‬إال أن ه ــذا الح ــق يس ــتفيد من ــه فق ــط أوالد‬
‫‪ -71‬املادة ‪ 277‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -72‬املادة ‪ 284‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -73‬املادة ‪ 286‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -74‬املاداتن ‪ 288‬و‪ 289‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -75‬املادة ‪ 304‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -76‬املادة ‪ 294‬من مدونة ا أألرسة‬
‫‪ -77‬املادة ‪ 280‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫الطبقــة األولــى‪ ،‬بينمــا يســتفيد أوالد األبنــاء الذكــور مــن الوصيــة الواجبــة مهمــا نزلــوا؛‬
‫‪-‬تقييد حرية املو�صي في الوصية بعدم تجاوز الثلث وبأن ال تكون لوارث إال بإجازة باقي الورثة‪.‬‬
‫‪-‬اعتب ــر املش ــرع أن التنزي ــل تس ــري علي ــه مقتضي ــات الوصي ــة االرادي ــة‪ ،‬لكن ــه أغف ــل التنصي ــص عل ــى‬
‫اســتفادة املتكفــل بهــم فــي إطــار قانــون كفالــة األطفــال املهمليــن مــن املقتضيــات املتعلقــة بالتنزيــل أو‬
‫بالوصي ــة الواجب ــة‪.‬‬
‫ ‪92.‬وملعالجــة هــذه االختــاالت التــي أظهرتهــا املمارســة خــال العقديــن املنصرميــن‪ ،‬يقتــرح املجلــس ثالثــة‬
‫مداخــل متكاملــة‪:‬‬
‫‪ -‬أفــي إطــار تكريــس مبــدأ ســلطان اإلرادة يقتــرح املجلــس يقتــرح املجلــس تخويــل األفـراد إمكانيــة االختيــار‬
‫بي ــن الوصي ــة وغيره ــا م ــن التبرع ــات وبي ــن نظ ــام اإلرث‪ ،‬م ــع التأكي ــد عل ــى ح ــد أدن ــى لتدخ ــل املش ــرع‬
‫بقواعــد آمــرة لحمايــة بعــض الفئــات الهشــة‪ ،‬وللحيلولــة دون اســتغالل مقتضيــات الوصيــة وغيرهــا‬
‫م ــن عق ــود التبرع ــات كوس ــيلة لحرم ــان النس ــاء أو الفتي ــات م ــن اإلرث‪.‬‬
‫‪-‬برف ــع القي ــود املفروض ــة عل ــى الوصي ــة‪ ،‬وتس ــهيل ول ــوج األف ـراد للتبرع ــات املنص ــوص عليه ــا ف ــي باق ــي‬
‫القواني ــن‪ ،‬والت ــي ق ــد تك ــون بدي ــا عل ــى نظ ــام اإلرث م ــع مواكب ــة ذل ــك بإصالح ــات جبائي ــة تحفيزي ــة‪،‬‬
‫م ــع توفي ــر املش ــورة القانوني ــة املس ــبقة لضم ــان فعلي ــة الول ــوج ال ــى العدال ــة وال ــى املعلوم ــة القانوني ــة‪،‬‬
‫للجمي ــع‪ ،‬وللفئ ــات الهش ــة عل ــى وج ــه الخص ــوص‪.‬‬
‫‪ -‬جكم ــا يقت ــرح أيض ــا نق ــل املقتضي ــات املتعلق ــة بالوصي ــة الواجب ــة ال ــى كت ــاب الوصي ــة‪ ،‬وتوس ــيع نط ــاق‬
‫االســتفادة منهــا لتشــمل أيضــا األبنــاء املتكفــل بهــم فــي حالــة عــدم اســتفادتهم مــن وصيــة أو تنزيــل‪ ،‬مــع‬
‫تمديــد نطــاق الوصيــة الواجبــة لألحفــاد مــن جهــة البنــت لتشــمل جميــع األبنــاء مهمــا نزلــوا‪.‬‬
‫ ‪93.‬وتجــد هــذه املداخــل الثالثــة ســندها فــي التوجــه الــذي أصبحــت تكرســه القوانيــن الوطنيــة والدوليــة‬
‫والرام ــي ال ــى إق ـرار مب ــدأ س ــلطان اإلرادة‪ ،‬وحري ــة األش ــخاص ف ــي اب ـرام م ــا ش ــاءوا م ــن تصرف ــات أو‬
‫عقــود‪ ،‬فــإذا كان للشــخص فــي حياتــه أن يبــرم مــا شــاء مــن عقــود التبــرع‪ ،‬فمــن بــاب أولــى أن تكــون لــه‬
‫نف ــس الحري ــة ف ــي اب ـرام التصرف ــات املضاف ــة ال ــى م ــا بع ــد امل ــوت‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫توصيات‬
‫•تخويل صاحب املال سلطة اختيارالنظام املطبق على أمواله‪ ،‬إما الوصية أو امليراث؛‬
‫•رف ــع القي ــود املفروض ــة عل ــى الوصي ــة ب ــأن تص ــح لفائ ــدة الورث ــة‪ ،‬وب ــأن تتج ــاوز ح ــدود‬
‫الثل ــث‪ ،‬دون حاج ــة ال ــى مو افق ــة الورث ــة؛‬
‫•تمديــد نطــاق االســتفادة مــن الوصيــة الواجبــة لتشــمل أوالد البنــت مــن الذكــورواالنــاث‬
‫مهمــا نزلــوا؛‬
‫•التنصيــص علــى اســتفادة املتكفــل بهــم مــن مقتضيــات الوصيــة الواجبــة فــي حالــة عــدم‬
‫اســتفادتهم مــن الوصيــة االراديــة أو التنزيــل؛‬
‫•تعمي ــم املعلوم ــة القانوني ــة ح ــول العق ــود التبرعي ــة الت ــي يمك ــن لألش ــخاص القي ــام به ــا‬
‫لفائ ــدة األبن ــاء واألق ــارب ومواكب ــة ذل ــك بإصالح ــات جبائي ــة تحفيزي ــة‪.‬‬

‫ ‪- 15‬نظام اإلرث‬


‫ ‪94.‬رغــم أن مدونــة األســرة أكــدت مبــدأ الرعايــة املشــتركة للزوجيــن علــى األســرة‪ ،‬إال أن ذلــك لــم ينعكــس‬
‫عل ــى مقتضي ــات الكت ــاب الس ــادس منه ــا واملتعل ــق باملي ـراث‪ ،‬وال ــذي بق ــي حام ــا للعدي ــد م ــن مظاه ــر‬
‫التمييــز وعــدم املســاواة‪ ،‬ومــن صورهــا‪:‬‬
‫‪-‬صعوبــات ثقافيــة وقانونيــة واجرائيــة تحــول دون وصــول بعــض النســاء الــى حقهــن فــي اإلرث فــي‬
‫ظــل غيــاب أي ج ـزاء قانونــي فــي حالــة حرمانهــن مــن االرث؛‬
‫‪-‬إشــكاليات نظــام التعصيــب‪ :‬ففــي حالــة وفــاة أحــد الزوجيــن ووجــود بنــات دون أبنــاء ينتقــل جــزء‬
‫م ــن الترك ــة إل ــى أق ــرب وارث بالتعصي ــب دون أن يتحم ــل واج ــب االنف ــاق عل ــى البن ــات‪ ،‬كم ــا أن‬
‫مقتضيــات مدونــة األســرة ال تســتثني مســكن الزوجيــة واألمــوال املخصصــة لألســرة مــن التركــة؛‬
‫‪-‬اعتبــار اختــاف الديــن مانعــا مــن موانــع املي ـراث ممــا يــؤدي الــى عــدم التــوارث بيــن األبنــاء وأمهــم‬
‫وبيــن الزوجيــن؛‬
‫‪-‬اعتبــار البنــوة غيــر الشــرعية ملغــاة بالنســبة لــأب‪ ،‬بحيــث ال يقــع التــوارث بيــن الطفــل وبيــن أبيــه‬
‫البيولوجــي إال فــي حالــة اإلقـرار بــه‪ ،‬وهــو مــا يعتبــر تمييـزا بيــن األطفــال بحســب الوضعيــة العائليــة‬
‫لألبوين؛‬
‫‪59‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫‪-‬املقتضي ــات املتعلق ــة بكت ــاب املي ـراث تعتب ــر مخالف ــة للقان ــون الع ــام بالنس ــبة لع ــدد م ــن بل ــدان‬
‫اإلقامــة ملغاربــة العالــم‪ ،‬حيــث يتــم اســتبعاد تطبيــق مدونــة األســرة لكونهــا تميــز بيــن الجنســين‪،‬‬
‫وبي ــن األطف ــال بحس ــب الوضعي ــة العائلي ــة لألبوي ــن‪ ،‬وبحس ــب األنصب ــة‪ ،‬وبس ــبب الدي ــن؛‬
‫‪-‬عــدم توريــث ذوي األرحــام حيــث أن بنــات األخ أو العــم علــى ســبيل املثــال ال يرثــن رغــم أن أبنــاء‬
‫األخ وأبن ــاء الع ــم يرث ــون‪ ،‬وف ــي حال ــة وف ــاة ش ــخص دون أن يت ــرك أح ــدا م ــن الورث ــة بالف ــرض أو‬
‫التعصي ــب‪ ،‬باس ــتثناء بن ــات األخ أو بن ــات الع ــم‪ ،‬فإنه ــن ال يرث ــن‪ ،‬وتنتق ــل الترك ــة ال ــى الس ــلطة‬
‫املكلف ــة بأم ــاك الدول ــة؛ أم ــام ه ــذا الوض ــع أصبح ــت الكثي ــر م ــن األس ــر‪ ،‬خاص ــة تل ــك الت ــي ل ــم‬
‫ت ــرزق بذك ــور‪ -‬تلج ــأ بش ــكل متزاي ــد ال ــى القي ــام بإج ـراءات قانوني ــة ‪-‬وأحيان ــا صوري ــة‪ -‬كبدي ــل ع ــن‬
‫القواع ــد الحالي ــة لنظ ــام املي ـراث‪ ،‬م ــن قبي ــل البي ــع أو الصدق ــة أو الهب ــة‪ ،‬وذل ــك به ــدف حماي ــة‬
‫بناتهــن مــن قاعــدة التعصيــب ومــا قــد يواجهــن مــن حرمــان مــن ســكنهن بعــد وفــاة االب‪ ،‬أو بهــدف‬
‫حمايــة أحــد الزوجيــن املتبقــي علــى الحيــاة أو مــن أجــل تحقيــق املســاواة بيــن االنــاث والذكــور مــن‬
‫أبنائه ــن‪.‬‬
‫‪-‬ه ــذه اإلج ـراءات‪ ،‬رغ ــم ذل ــك‪ ،‬ال يمكنه ــا أن تك ــون ح ــا لكاف ــة األس ــر املغربي ــة بالنظ ــر للمخاط ــر‬
‫الت ــي ق ــد تطرحه ــا والنزاع ــات الت ــي ق ــد تثيره ــا‪ ،‬وك ــذا ملحدودي ــة وص ــول كاف ــة األس ــر ال ــى امكاني ــة‬
‫اجرائه ــا س ــواء نتيج ــة التكالي ــف املادي ــة املرتبط ــة به ــا أو الظ ــروف االجتماعي ــة لألس ــرة‪ ،‬وبالتال ــي‬
‫فــا يمكنهــا أن تكــون بديــا عــن منظومــة قانونيــة عادلــة ومنصفــة وكفيلــة بتوفيــر حلــول مالئمــة‪،‬‬
‫تأخ ــذ بعي ــن االعتب ــار الوضعي ــات والتح ــوالت العميق ــة الت ــي يعرفه ــا املجتم ــع املغرب ــي‪.‬‬
‫‪95.‬ملعالجــة مظاهــر التمييــز التــي الزالــت تطبــع نظــام اإلرث يجــدد املجلــس دعوتــه الــى مراجعــة وتعديــل‬
‫الكت ــاب الس ــادس الخ ــاص باملي ـراث بم ــا يتما�ش ــى م ــع مب ــادئ الدس ــتور واالتفاقي ــات الدولي ــة الت ــي‬
‫صادق ــت او انضم ــت اليه ــا اململك ــة وخاص ــة اتفاقي ــة حق ــوق الطف ــل‪ ،‬والغ ــاء أو تعدي ــل جمي ــع‬
‫املقتضي ــات القانوني ــة الت ــي ق ــد تنط ــوي عل ــى تميي ــز ض ــد امل ـرأة م ــن أج ــل اعم ــال مب ــدأي املس ــاواة‬
‫واملناصف ــة اللذي ــن كرس ــهما الدس ــتور‪.‬‬
‫ ‪96.‬وفــي هــذا الســياق يؤكــد املجلــس علــى مقترحــه الســابق بتخويــل األفـراد إمكانيــة االختيــار بيــن الوصيــة‬
‫وغيرهــا مــن التبرعــات وبيــن نظــام اإلرث‪ ،‬مــع ضمــان حــد أدنــى لتدخــل املشــرع بقواعــد آمــرة لحمايــة‬
‫بع ــض الفئ ــات الهش ــة‪ ،‬وللحيلول ــة دون اس ــتغالل مقتضي ــات الوصي ــة وغيره ــا م ــن عق ــود التبرع ــات‬
‫كوس ــيلة لحرم ــان النس ــاء أو الفتي ــات م ــن اإلرث‪ ،‬و ح ــذف كل املقتضي ــات التمييزي ــة الت ــي أصبح ــت‬
‫متجــاوزة فــي الواقــع‪.78‬‬
‫‪ -78‬من بيهنا مثال املادة ‪ 332‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ ‪97.‬إن توصيــات املجلــس بمراجعــة كتــاب اإلرث والوصيــة تجــد ســندها فــي كونهــا تدعــو الــى تعزيــزمالءمــة‬
‫مدون ــة األس ــرة م ــع االتفاقي ــات الدولي ــة‪ :‬الت ــي ص ــادق عليه ــا املغ ــرب‪ ،‬وعل ــى رأس ــها اتفاقي ــة القض ــاء‬
‫علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد امل ـرأة التــي نصــت فــي ديباجتهــا علــى مبــدأ القضــاء علــى التمييــز ضــد‬
‫امل ـرأة‪ ،‬وتعزي ــز مس ــاواتها بالرج ــل‪ ،‬وأك ــدت أن التميي ــز ض ــد امل ـرأة يش ــكل خرق ــا ملب ــدأ املس ــاواة ف ــي‬
‫الحقــوق واحت ـرام الكرامــة اإلنســانية(‪)..‬؛ كمــا ألزمــت فــي مادتهــا الثانيــة الــدول األط ـراف ليــس فقــط‬
‫بش ــجب جمي ــع أش ــكال التميي ــز ض ــد امل ـرأة‪ ،‬وإنم ــا باتخ ــاذ اإلج ـراءات املختلف ــة للقض ــاء عل ــى جمي ــع‬
‫أش ــكال التميي ــز ومظاه ــره املختلف ــة‪ ،‬وذل ــك بتجس ــيد أو إدم ــاج مب ــدأ املس ــاواة بي ــن الرج ــل وامل ـرأة ف ــي‬
‫دســاتيرها الوطنيــة‪ ،‬أو تشــريعاتها املناســبة األخــرى‪ ،‬وكفالــة التحقيــق العملــي لهــذا املبــدأ مــن خــال‬
‫التشــريع‪ ،‬وباتخــاذ جميــع التدابيــر املناســبة بمــا فــي ذلــك التشــريعي منهــا‪ ،‬لتعديــل‪ ،‬أو إلغــاء‪ ،‬أو تغييــر‬
‫أو إبط ــال القائ ــم م ــن القواني ــن واألنظم ــة‪ ،‬واألع ـراف واملمارس ــات القائم ــة الت ــي تش ــكل تميي ـزا ض ــد‬
‫امل ـرأة؛‬
‫ ‪98.‬تأخ ــذ ه ــذه املقترح ــات كذل ــك بعي ــن االعتب ــار م ــا أك ــدت علي ــه لجن ــة اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى جمي ــع‬
‫أشــكال التمييــزضــد امل ـرأة فــي توصيتهــا العامــة رقــم (‪ ،)19‬علــى أنــه‪« :‬يشــمل تعريــف التمييــز العنــف‬
‫ض ــد امل ـرأة القائ ــم عل ــى الجن ــس أي العن ــف املوج ــه ض ــد امل ـرأة بصفته ــا ام ـرأة‪ ،‬أو ذاك ال ــذي يلح ــق‬
‫بامل ـرأة بص ــورة غي ــر متوازن ــة‪ ،‬ويش ــمل ذل ــك األفع ــال الت ــي تلح ــق األذى‪ ،‬أو املعان ــاة الجس ــدية‪ ،‬أو‬
‫العقلي ــة‪ ،‬أو الجنس ــية‪ ،‬والتهدي ــد بمث ــل ه ــذه األفع ــال والقه ــر وأش ــكال الحرم ــان األخ ــرى م ــن الحري ــة؛‬
‫ ‪99.‬كم ــا ته ــدف أيض ــا إل ــى مالءم ــة املدون ــة م ــع مقتضي ــات الدس ــتوراملغرب ــي ال ــذي ين ــص ف ــي ديباجت ــه‬
‫علــى حظــر ومكافحــة كل أشــكال التمييــز‪ ،‬بســبب الجنــس أو اللــون أو املعتقــد أو الثقافــة أو االنتمــاء‬
‫االجتماع ــي أو الجه ــوي أو اللغ ــة أو اإلعاق ــة أو أي وض ــع ش ــخ�صي مهم ــا كان‪ ،‬كم ــا ين ــص ف ــي الفص ــل‬
‫‪ 19‬منــه علــى أنــه‪« :‬يتمتــع الرجــل واملـرأة‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬بالحقــوق والحريــات املدنيــة والسياســية‬
‫واالقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة والبيئيــة‪ ،‬الــواردة فــي هــذا البــاب مــن الدســتور‪ ،‬وفــي مقتضياتــه‬
‫األخ ــرى‪ ،‬وك ــذا ف ــي االتفاقي ــات واملواثي ــق الدولي ــة‪ ،‬كم ــا ص ــادق عليه ــا املغ ــرب‪ ،‬وكل ذل ــك ف ــي نط ــاق‬
‫أحــكام الدســتور وثوابــت اململكــة وقوانينهــا»‪.‬‬
‫ ‪100.‬كم ــا ترتك ــز مقترح ــات املجل ــس عل ــى املرجعي ــة اإلس ــامية الس ــمحاء والت ــي تنبن ــي عل ــى االجته ــاد‬
‫املنفتــح علــى تطــور املجتمــع حيــث تؤكــد عــدد مــن الق ـراءات املعاصــرة ملوضــوع اإلرث‪ ،‬ضــرورة وضــع‬
‫النص ــوص الناظم ــة له ــا ف ــي س ــياقها التاريخ ــي‪ ،‬واس ــتحضار نظري ــة الت ــدرج كأس ــلوب تش ــريعي‪،79‬‬
‫واعتمــاد تحليــل مقاصــدي يرتكــز باألســاس على مقاصــد الديــن اإلسالمــي الســمح القائمــة على جلــب‬

‫‪ -79‬فريدة بناين‪ :‬املساواة حلقة أ�خرى‪ ،‬مقاةل منشورة يف مؤلف جامعي حتت عنوان‪":‬من أ�جل نقاش جممتعي حول منظومة املواريث"‪ ،‬منشورات الفنك‬
‫ابدلار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.34‬‬
‫‪61‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫املصــالح ودرأ املفاســد‪ ،80‬واعمــال االجتهــاد‪ ،81‬وهــو املنهــاج األمثــل ملالءمــة النــص مــع ســياقه‪.‬‬
‫ ‪101.‬ته ــدف ه ــذه املقترح ــات م ــن جه ــة أخ ــرى‪ ،‬إل ــى تعزي ــز ق ــدرة مدون ــة األس ــرة عل ــى مواكب ــة تح ــوالت‬
‫واقــع املجتمــع املغربــي فــي املرحلــة الراهنــة مــن تطــوره التاريخــي‪ .‬ومــن هــذه الزاويــة‪ ،‬يمكــن التأكيــد علــى‬
‫أن التميي ــز بي ــن الذك ــر واألنث ــى ف ــي نصي ــب اإلرث كان مرتبط ــا بمب ــررات تاريخي ــة مث ــل‪ :‬تحم ــل الرج ــل‬
‫أعب ــاء نفق ــة األس ــرة واألق ــارب‪ ،‬ومس ــؤولية الدف ــاع ع ــن العش ــيرة والقبيل ــة‪ ،‬واملس ــؤولية التضامني ــة‪،‬‬
‫والنس ــب‪ ،82‬واملالح ــظ أن بع ــض ه ــذه املب ــررات أصب ــح متج ــاوزا ف ــي الواق ــع‪ ،‬بعدم ــا أصبح ــت األس ــرة‬
‫تحــت الرعايــة املشــتركة للزوجيــن‪ ،‬وتراجعــت األســر املمتــدة لصالــح األســر النوويــة‪ ،‬وأصبحــت املـرأة‬
‫أكثــر حضــورا فــي الفضــاء العــام‪ ،‬وتســاهم بنســب متزايــدة فــي االنفــاق علــى نفســها وعلــى اآلخريــن‪ ،‬وهــو‬
‫مــا تؤكــده احصائيــات املندوبيــة الســامية للتخطيــط لســنة ‪ ،2020‬والتــي تفيــد أن نســبة األســر التــي‬
‫تعيلهــا النســاء قــد بلغــت ‪ % 16.7‬مــن مجمــوع األســر املغربيــة‪.‬‬
‫ ‪102.‬كم ــا ته ــدف كذل ــك إل ــى مواكب ــة التط ــور ال ــذي تعرف ــه العدي ــد م ــن التش ــريعات املغربي ــة الت ــي‬
‫أصبح ــت تك ــرس مب ــدأ املس ــاواة بي ــن الجنس ــين ف ــي الحق ــوق املدني ــة‪ ،‬وه ــو م ــا يب ــدو ف ــي إق ـرار نف ــس‬
‫التعويض ــات املق ــررة لفائ ــدة األبن ــاء الذي ــن يتوف ــى أح ــد أبويه ــم بحس ــب نظ ــام املعاش ــات املدني ــة‬
‫والعســكرية‪ ،‬وكذلــك وفــق مــا نــص عليــه ظهيــر ‪ 6‬فبرايــر ‪ 1963‬املتعلــق بحــوادث الشــغل واألم ـراض‬
‫املهني ــة‪ ،‬وظهي ــر ‪ 02‬أكتوب ــر ‪ 1984‬املتعل ــق بالتعوي ــض ع ــن ح ــوادث الس ــير‪ ،‬وع ــدة نص ــوص أخ ــرى‪.‬‬
‫فــي نفــس الســياق يالحــظ أن مدونــة األســرة انفتحــت علــى مذاهــب متعــددة وعلــى اتفاقيــات حقــوق‬
‫الطف ــل لضم ــان حق ــوق أوف ــر لألطف ــال وللطف ــات م ــن خ ــال إق ـرار الوصي ــة الواجب ــة‪ ،‬واالعت ـراف‬
‫بنس ــب الطف ــل امل ــزداد خ ــال فت ــرة الخطوب ـةـ‪ ،‬وف ــي إق ـرار نظ ــام ال ــرد‪ ،‬وف ــي اعتب ــار الوالي ــة ف ــي ال ــزواج‬
‫حق ــا للم ـرأة الرش ــيدة‪ ،‬ويمك ــن وف ــق نف ــس االجته ــاد إق ـرار مب ــدأ املس ــاواة بي ــن الجنس ــين ف ــي منظوم ــة‬
‫امليـراث‪ ،‬أو توســيع مبــدأ ســلطان اإلرادة فــي هــذا املجــال‪ ،‬واالســتفادة مــن اإلجـراءات التــي نصــت عليهــا‬
‫ع ــدد م ــن التش ــريعات املقارن ــة‪.‬‬

‫‪ -80‬أ�سامء املرابط‪� :‬إقامة العدل بني الرجال والنساء يف اإلإسالم‪ ،‬اإلإرث منوذجا‪ ،‬مقاةل منشورة يف مؤلف جامعي حتت عنوان‪":‬مريات النساء دراسة متعددة‬
‫الاختصاصات حول اإلإرث يف املغرب"‪ ،‬مطبعة امربانت ابدلار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -81‬احلسن رحو‪ :‬النظام القانوين للزواج حماوةل يف الت�أصيل‪ ،‬منشورات ‪ ، REMALD‬الطبعة ا أألوىل ‪ ،2007‬ص‪.135‬‬
‫‪ -82‬أ�محد امخللييش‪ :‬أ�فاكر للمناقشة‪ ،‬اجلزء احلادي عرش من سلسةل وهجة نظر‪ ،‬دار نرش املعرفة ابلرابط‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص ‪.191‬‬

‫‪62‬‬
‫توصيات‬
‫•اعتم ــاد لغ ــة قانوني ــة واضح ــة ف ــي كتاب ــي الوصي ــة واالرث لجعلهم ــا أس ــهل م ــن حي ــث‬
‫املقروئي ــة م ــع مالءم ــة مقتضي ــات ه ــذا الكتابي ــن م ــع القواني ــن األخ ــرى؛‬
‫•تدقي ــق مفه ــوم الترك ــة باس ــتخراج نصي ــب الزوج ــة أو ال ــزوج الباق ــي عل ــى قي ــد الحي ــاة م ــن‬
‫األم ــوال املكتس ــبة بع ــد ال ــزواج‪ ،‬وذل ــك قب ــل توزي ــع الترك ــة؛‬
‫•اس ــتثناء بي ــت الزوجي ــة م ــن نط ــاق الترك ــة‪ ،‬و إق ــرارح ــق االنتف ــاع للزوج ــة أو ال ــزوج الباق ــي‬
‫علــى قيــد الحيــاة؛‬
‫•تخويل صاحب املال سلطة اختيارالنظام املطبق على أمواله‪ ،‬إما الوصية أو امليراث؛‬
‫•توســيع نطــاق الــرد لفائــدة البنــات فــي حالــة عــدم وجــود أخ لهــم‪ ،‬بــأن تســتحق البنــت فــي‬
‫حال ــة انفراده ــا نص ــف الترك ــة‪ ،‬وف ــي حال ــة تعدده ــا ثلث ــي الترك ــة‪ ،‬وذل ــك بالف ــرض‪ ،‬وباق ــي‬
‫الترك ــة بال ــرد‪ ،‬بع ــد أخ ــذ أصح ــاب الف ــروض نصيبه ــم؛‬
‫•حذف اختالف الدين من موانع امليراث؛‬
‫•توســيع نطــاق الورثــة ليشــمل ذوي األرحــام إســوة بعــدد مــن التشــريعات املقارنــة‪ ،‬وذلــك‬
‫فــي حالــة عــدم وجــود الورثــة بالفــرض والورثــة بالتعصيــب؛‬
‫•تجري ــم الحرم ــان م ــن اإلرث واعتب ــار الحرم ــان م ــن اإلرث ف ــي ح ــق ام ــرأة بس ــبب جنس ــها‬
‫ظ ــرف تش ــديد‪.‬‬

‫ ‪- 16‬املادة ‪ 400‬من مدونة األسرة وإشكالية االجتهاد‬


‫ ‪103.‬تنــص املــادة ‪ 400‬مــن مدونــة األســرة علــى مــا يلــي‪« :‬كل مــا لــم يــرد بــه نــص فــي هــذه املدونــة‪ ،‬يرجــع‬
‫فيه إلى املذهب املالكي واالجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم اإلســام في العدل واملســاواة واملعاشــرة‬
‫باملعــروف»‪ ،‬ويتضــح مــن خــال هــذه املــادة أن مدونــة األســرة اعتبــرت املذهــب املالكــي قانونــا تكميليــا‬
‫لبنودهــا‪ ،‬ولــم تنــص علــى ضــرورة الرجــوع اليــه لتفســير نصوصهــا‪ .‬كمــا أحالــت املدونــة فيمــا لــم يــرد‬
‫في ــه ن ــص عل ــى املذه ــب املالك ــي واالجته ــاد‪ ،‬دون أن توض ــح املقص ــود م ــن االجته ــاد‪ ،‬وم ــا إذا كان يعن ــي‬
‫االجتهــاد مــن داخــل املذهــب املالكــي أو مــن خارجــه‪ ،‬خاصــة وأن املدونــة انفتحــت فــي مقتضياتهــا علــى‬
‫مذاهــب أخــرى‪ ،‬كمــا لــم توضــح هــذه املــادة مــا اذا كان بإمــكان املحاكــم فــي اطــار االجتهــاد أن تعتمــد‬
‫‪63‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫علــى مبــادئ االتفاقيــات الدوليــة املصــادق عليهــا‪ .‬وفضــا عــن ذلــك فــإن املــادة ‪ 400‬قيــدت اللجــوء الــى‬
‫املذهــب املالكــي أو االجتهــاد بشــرطين أساســيين همــا عــدم وجــود نــص وضــرورة مراعــاة تحقيــق قيــم‬
‫اإلســام فــي العــدل واملســاواة واملعاشــرة باملعــروف‪.‬‬
‫ ‪104.‬وفــي إطــار متابعتــه ورصــده ألوجــه تطبيــق هــذه املــادة يســجل املجلــس تفــاوت املحاكــم فــي تطبيــق‬
‫مقتضيــات املــادة ‪ 400‬مــن مدونــة األســرة‪ ،‬وهــو مــا أســهم فــي خلــق عــدة اختــاالت فــي التطبيــق‪ ،‬يمكــن‬
‫اجمالهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬رغــم تبنــي مدونــة األســرة لصياغــة حديثــة بــدل املفاهيــم التــي تمــس بكرامــة وإنســانية املـرأة‪ ،‬فــإن‬
‫هــذه املفاهيــم التــي تمتهــن كرامــة املـرأة أو الطفــل تــم تكريســها أحيانــا مــن خــال بعــض األحــكام‬
‫القضائي ــة‪ ،‬ع ــن طري ــق النق ــل الحرف ــي لبع ــض أق ــوال الفقه ــاء دون مراع ــاة الس ــياق التاريخ ــي‪،‬‬
‫ودون ح ــذف املصطلح ــات املهين ــة‪ ،‬م ــن قبي ــل وص ــم األطف ــال املزدادي ــن خ ــارج إط ــار مؤسس ــة‬
‫الــزواج بأنهــم «أبنــاء زنــا»‪ ،83‬ووصــف النســاء بأنهــن «ناشــز»‪ ،84‬وإخضــاع اســتحقاق املـرأة لنفقتهــا‬
‫فــي حالــة الن ـزاع لقواعــد الحيــازة علــى غ ـرار الحيــازة فــي األشــياء واملنقــوالت؛‬
‫‪-‬تــم أحيانــا اعتمــاد مقتضيــات املذهــب املالكــي رغــم وجــود نصــوص فــي املدونــة‪ ،‬وهــو مــا يبــدو مــن‬
‫خــال اجتهــاد محكمــة النقــض فــي اســقاط حــق الزوجــة طالبــة التطليــق للشــقاق فــي االســتفادة‬
‫م ــن املتع ــة‪ ،‬كم ــا ت ــم االعتم ــاد عل ــى مقتضي ــات امل ــادة ‪ 400‬لالس ــتمرار ف ــي س ــماع دع ــوى ثب ــوت‬
‫الزوجي ــة رغ ــم انقض ــاء الفت ــرة االنتقالي ــة املق ــررة له ــا‪ ،85‬ف ــي املقاب ــل رفض ــت محكم ــة النق ــض‬
‫‪ -83‬جــاء يف قرار حملمكة النقض‪� ..." :‬إن حممكة الا�ستئناف طبقت قواعد القانون وقواعد الفقه اإلإساليم اليت تعد بدورها مبثابة قانون‪ ،‬ويه ّتقّر ب�أن ودل‬
‫الزان يلحق اب أألم النفصاهل عهنا ابلوالدة‪ ،‬بغض النظر عن سبب امحلل رشعي أ�و غري رشعي‪ ،‬وال يلحق اب أألب"‬
‫وعليه قضت حممكة النقض مبوجب قرارها الصادر بتارخي ‪ 2020/09/29‬برفض طلب النقض املقدم من طرف املدعية‪.‬‬
‫‪-‬قرار عدد ‪ 1/275‬بتارخي ‪ ،2020/09/29‬يف ملف رشعي عدد ‪.2018/1/2/365‬‬
‫‪ -84‬جاء يف قرار حملمكة النقض‪�" :‬إن الزواج مبين عىل املاكرمة ال عىل املشاحة ويتحمل الزوجان واجبات وحقوق بعضهام عىل بعض املرتتبة عىل عقد زواهجام‬
‫كام يه حمددة يف الرشع احلكمي ويف مدونة ا أألرسة ويه القواعد اليت يرجع �إلهيا يف لك نزاع ينشب بيهنام ومل تنص املدونة وال الفقه عىل احلق يف التعويض‬
‫لــلزوج بسبب امتناع الزوجة عن الرجوع �إىل بيت الزوجية �إال ما اكن من حتقق نشوزها �إن يه امتنعت عن مساكنته يف بيت الزوجية رمغ صدور احلمك‬
‫علهيا ابلرجوع �إليه فيحق للزوج أ�ن يطلب �إيقاف نفقهتا منذ امتناعها وتسقط عنه النفقة‪ ،‬وهو ما يعين أ�ن جزاء النشوز هو سقوط النفقة وال جمال لتطبيق‬
‫قواعد املسؤولية التقصريية املنصوص علهيا يف الفصلني ‪ 77‬و‪ 78‬من قانون الالزتامات والعقود‪� ،‬إذ العالقة الزوجية وما يرتتب عهنا من �آاثر يرجع يف ذكل‬
‫�إىل مدونة ا أألرسة وإ�ىل املذهب املاليك والاجهتاد اذلي يراعى فيه حتقيق قمي اإلإسالم يف العدل واملساواة واملعارشة ابملعروف"‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬قرار رمق ‪ 55/2022‬يف امللف رمق ‪ 9827/1/3/2019‬بتارخي‪25-01-2022‬‬
‫ل‬ ‫أ‬
‫‪ -85‬جاء يف قرار حملمكة النقض‪" :‬احملمكة ملا عللت ما قضت به من عدم قبول سامع دعوى الزوجية ب�نه قدم بتارخي ‪ 2021/08/14‬خارج انهتاء فرتة ا متديد‬
‫يف ‪ 2021/02/05‬رمغ أ�ن الزواج يعود ل�سنة ‪ 2007‬اذلي اكنت وقته الفرتة الانتقالية سارية املفعول ف�إهنا قد خرقت القانون‪ .‬عند انهتاء الفقرة الانتقالية‬
‫ودومنا وجود نص حيدد اترخي سامع دعوى الزوجية يرجع حينئذ للنظر فهيا طبقا للامدة ‪ 400‬من مدونة ا أألرسة �إىل املذهب املاليك والاجهتاد القضايئ اذلي‬
‫يــراعى فيه حتقيق قمي العدل واملساواة واملعارشة ابملعروف‪ .‬احملمكة مصدرة القرار ملا مل تعمتد املادة ‪ 400‬املذكــورة ف�إهنا قد خرقت القانون وعرضت قرارها‬

‫‪64‬‬
‫أحيانــا اعتمــاد املذهــب املالكــي لتقييــد بعــض املكتســبات التي تحققــت بفضــل مدونــة األســرة‪،‬‬
‫حيــث رفضــت بــطالن عقــد زواج أبرمتــه ام ـرأة راشــدة دون ولي؛‬
‫‪-‬رغــم تنصيــص دســتور ‪ 2011‬علــى مبــدأ ســمو االتفاقيــات الدوليــة املصــادق عليهــا علــى التشــريع‬
‫الداخلــي‪ ،‬يالحــظ عــدم تفعيــل هــذا املبــدأ فــي عــدد مــن قضايــا األســرة؛‬
‫‪-‬تطــرح اإلحالــة علــى مقتضيــات املذهــب املالكــي واالجتهــاد إشــكاليات تتعلــق بمــدى احت ـرام مبــدأ‬
‫املســاواة أمــام القانــون‪ ،‬نظ ـرا لكثــرة املصنفــات الفقهيــة وعــدم تقنينهــا‪ ،‬بشــكل ال يحقــق قــدرة‬
‫املتقاضيــن علــى معرفــة القواعــد التــي ســتطبق عليهــم‪.‬‬
‫‪105.‬وملعالجــة االختــاالت املذكــورة أعــاه يؤكــد املجلــس علــى أهميــة اعتمــاد صيغــة قانونيــة واضحــة‬
‫ف ــي امل ــادة ‪ 400‬وعل ــى أهمي ــة اعتم ــاد ضواب ــط دقيق ــة ف ــي عملي ــة االجته ــاد طبق ــا للمذه ــب املالك ــي‬
‫باعتب ــاره مص ــدرا تاريخي ــا ملدون ــة األس ــرة‪ ،‬وكذل ــك بقي ــة املذاه ــب األخ ــرى‪ ،‬وذل ــك بن ــاء عل ــى قي ــم‬
‫ومب ــادئ الع ــدل واملس ــاواة والتضام ــن واالنس ــجام النابع ــة م ــن الدي ــن اإلس ــامي الحني ــف لتحقي ــق‬
‫املالءم ــة م ــع املس ــتجدات الحقوقي ــة والقي ــم الكوني ــة‪ ،86‬كم ــا يؤك ــد عل ــى أهمي ــة اعتم ــاد القض ــاة‬
‫على مب ــادئ االتفاقي ــات الدولي ــة في تعلي ــل األحكام القضائي ــة‪ ،‬خاص ــة وأن االطالع على التط ــورات‬
‫املتعلقــة بالقانــون الــدولي بمــا في ذلــك االتفاقيــات الدوليــة وغيرهــا مــن الصكــوك التي تحــدد معــايير‬
‫حق ــوق االنس ــان‪ ،‬أضحى واجب ــا أخالقي ــات تتضمن ــه مدون ــة األخالقي ــات القضائي ــة‪.87‬‬
‫ ‪106.‬ويس ــتند تص ــور املجل ــس للتعدي ــات الواج ــب إدخاله ــا عل ــى امل ــادة ‪ 400‬عل ــى الدس ــتور املغرب ــي‬
‫الــذي ينــص فــي ديباجتــه علــى‪« :‬إرســاء دعائــم مجتمــع متضامــن يتمتــع فيــه الجميــع باألمــن والحريــة‬
‫والكرام ــة واملس ــاواة‪ ،‬وتكاف ــؤ الف ــرص‪ ،‬والعدال ــة االجتماعي ــة‪ ،‬ومقوم ــات العي ــش الكري ــم‪»..‬؛ وك ــذا‬
‫عل ــى‪« :‬حظ ــر ومكافح ــة كل أش ــكال التميي ــز‪ ،‬بس ــبب الجن ــس أو الل ــون أو املعتق ــد أو الثقاف ــة أو‬
‫االنتم ــاء االجتماع ــي أو الجه ــوي أو اللغ ــة أو اإلعاق ــة أو أي وض ــع ش ــخ�صي‪ ،‬مهم ــا كان»؛ ويؤك ــد عل ــى‬
‫تعهــد اململكــة املغربيــة بااللتـزام بمــا تقتضیــه املواثيــق الدوليــة مــن مبــادئ وحقــوق وواجبــات‪ ،‬وبجعــل‬
‫االتفاقيــات الدوليــة كمــا تمــت الصــادق عليهــا‪ ،‬وفــي نطــاق أحــكام الدســتور‪ ،‬وقوانیــن اململكــة وهويتهــا‬
‫الوطني ــة الراس ــخة‪ ،‬تس ــمو ف ــور نش ــرها‪ ،‬عل ــى التش ــريعات الوطني ــة‪ ،‬والعم ــل عل ــى مالءم ــة ه ــذه‬
‫التش ــريعات م ــع م ــا تتطلب ــه تل ــك املصادق ــة»‪.‬‬

‫للنقض"‪.‬‬
‫‪ -‬قرار رمق ‪ 358/2022‬يف امللف رمق ‪ 372/2/1/2022‬بتارخي ‪.21-06-2022‬‬
‫‪ -86‬الرساةل امللكية السامية املوهجة اىل املشاركني يف املناظرة ادلولية املنعقدة مبنا�سبة الاحتفال ابذلكرى اخلامسة وال�سبعون ل إإلعالن العاملي حلقوق‬
‫الانــسان‪ ،‬واليت نظمها اجمللس الوطين حلقوق الانسان ابلرابط‪ ،‬بتارخي ‪ 07‬ديــسمرب ‪.2023‬‬
‫‪ -87‬البند ‪ 3‬من املادة ‪ 17‬من مدونة ا أألخالقيات القضائية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ 6967‬بتارخي ‪ 8‬مارس ‪ ،2021‬ص ‪.1796‬‬

‫‪65‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫توصيات‬
‫•اعتم ــاد صيغ ــة قانوني ــة واضح ــة ف ــي امل ــادة ‪ 400‬تؤك ــد عل ــى اعم ــال آلي ــة االجته ــاد البن ــاء‪،‬‬
‫م ــع مراع ــاة مب ــادئ الع ــدل واملس ــاواة واملصلح ــة الفض ــل للطف ــل وع ــدم التم ــييز وقي ــم‬
‫الدي ــن االسالم ــي الحني ــف بم ــا ي ــتالءم م ــع املس ــتجدات الحقوقي ــة والقي ــم الكوني ــة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مقترحات وتوصيات عامة‪:‬‬

‫‪- 1‬توصيات تستهدف تجويد الصياغة القانونية ملقتضيات املدونة‬


‫ـص قانونــي‪ ،‬ينبغــي أن ُيكتــب بصياغــة قانونيــة ولغــة قانونيــة‬ ‫ ‪107.‬يؤكــد املجلــس أن مدونــة األســرة َنـ ّ‬
‫واضحــة‪ ،‬ســهلة الفهــم ودقيقــة‪ ،‬ومنســجمة داخــل املدونــة الواحــدة‪ ،‬وبيــن هــذه املدونــة واللغــة التــي‬
‫ً‬
‫يســتعملها املشــرع عمومــا فــي مختلــف القوانيــن واملدونــات‪ .‬وإذ يثمــن املجلــس مــا نصــت عليــه ديباجــة‬
‫املدونــة مــن تبنــي صياغــة حديثــة بــدل املفاهيــم التــي تمــس بكرامــة وإنســانية امل ـرأة‪ .‬فإنــه يو�صــي بمــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬الحــد مــن اســتعمال بعــض العبــارات غيــرالقانونيــة التــي تشــكل مســا بوضعيــة امل ـرأة أو الطفــل‬
‫أو األش ــخاص ف ــي وضعي ــة إعاق ــة‪ ،‬مث ــل عب ــارة “املتع ــة”‪“ ،88‬مجه ــول النس ــب”‪“ ،89‬املجن ــون”‪،90‬‬
‫“املعت ــوه”‪91‬؛‬
‫ ‪-‬تف ــادي اس ــتعمال بع ــض ملصطلح ــات ال تنس ــجم م ــع املقتضي ــات املس ــتعملة ف ــي قواني ــن أخ ــرى‪،‬‬
‫مثــل “الديــة”‪ ،92‬عــوض التعويــض املنصــوص عليــه فــي قانــون املســطرة الجنائيــة‪ ،‬وفــي قوانيــن أخــرى‬
‫مث ــل ظهي ــر ‪ 6‬فبراي ــر ‪ 1963‬املتعل ــق بح ــوادث الش ــغل واألم ـراض املهني ــة‪ ،‬وظهي ــر ‪ 02‬أكتوب ــر ‪1984‬‬
‫املتعل ــق بالتعوي ــض ع ــن ح ــوادث الس ــير؛‬
‫ ‪-‬الح ــد م ــن اس ــتعمال العب ــارات واأللف ــاظ ذات الحمول ــة التمييزي ــة بي ــن الرج ــل وامل ـرأة م ــن قبي ــل‬
‫التنصي ــص عل ــى “الخطي ــب” و”املخطوب ــة”‪ ،93‬ع ــوض “الخطيب ــة”‪ ،‬رغ ــم مراجع ــة تعري ــف الخطب ــة‪،‬‬
‫واعتبارهــا تواعــدا علــى الــزواج‪ ،‬ال مجــرد وعــد بالــزواج‪ ،94‬أو التنصيــص علــى أن األب هــو الولــي علــى‬
‫أبنائ ــه بحك ــم الش ــرع‪ ،95‬بينم ــا تك ــون والي ــة األم مش ــروطة بالقان ــون‪.96‬‬
‫‪ -88‬املادة ‪ 184‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -89‬املادة ‪ 145‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -90‬املاداتن ‪ 217‬و‪ 279‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -91‬املواد ‪ 279-233-228-220-216-213‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -92‬تنص املادة ‪ 333‬من مدونة أاألرسة‪ ،‬عىل ما ييل‪ ":‬من قتل موروثه معدا‪ ،‬وإ�ن �ىت ب�شهبة مل يرث من ماهل‪ ،‬وال ديته‪ ،‬وال حيجب واراث‪.‬‬
‫أ‬
‫من قتل موروثه خط�أ ورث من املال دون ادلية"‪.‬‬
‫‪ -93‬املواد ‪ 8‬و‪ 9‬و ‪ 156‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -94‬تنص املادة ‪ 5‬من مدونة أاألرسة عىل أ�ن "اخلطبة تواعد رجل وامر أ�ة عىل الزواج"‪ ،‬بيامن نص الفصل ‪ 2‬من مدونة أاألحوال الشخصية عىل أ�ن اخلطبة‬
‫وعد ابلزواج وليست بزواج"‪.‬‬
‫‪ -95‬املادة ‪ 236‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪ -96‬املادة ‪ 238‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫ ‪-‬تج ــاوز االضط ــراب ال ــذي تعرف ــه املدون ــة ف ــي اس ــتعمال بع ــض املصطلح ــات أحيان ــا داخ ــل نف ــس‬
‫امل ــواد‪ ،‬كالخل ــط بي ــن “اإلق ـرار” و”االس ــتلحاق” ف ــي املــواد املتعلق ــة باإلق ـرار بالنس ــب‪ ،97‬والخل ــط بي ــن‬
‫الــزواج والخطبــة فــي املــادة ‪ 156‬مــن مدونــة األســرة‪ ،‬حيــث يتحــدث املشــرع عــن اشــتهار الخطبــة بيــن‬
‫األس ــرتين‪ ،‬ويش ــترط “موافق ــة ول ــي الزوج ــة” رغ ــم أن امل ــادة تتعل ــق بخطب ــة ال ب ــزواج؛‬
‫ ‪-‬تجن ــب اس ــتعمال صي ــغ تفي ــد املث ــال ع ــوض الحص ــر‪ ،‬حينم ــا يتعل ــق األم ــر بمقتضي ــات واردة‬
‫علــى ســبيل الحصــر‪ ،‬وهــو مــا يبــدو فــي اســتعمال عبــارة “الــكاف” فــي املــادة ‪ 329‬التــي تنــص علــى أن‬
‫«أس ــباب اإلرث كالزوجي ــة والقراب ــة أس ــباب ش ــرعية ال تكتس ــب بالت ـزام وال بوصي ــة‪ ،‬فلي ــس ل ــكل م ــن‬
‫الــوارث أو املــوروث إســقاط صفــة الــوارث أو املــوروث‪ ،‬وال التنــازل عنــه للغيــر»‪ ،‬إذ تفيــد هــذه املــادة‬
‫أن أســباب اإلرث واردة علــى ســبيل املثــال‪ ،‬والحــال أنهــا واردة علــى ســبيل الحصــر فــي القانــون‪ ،‬وتتمثــل‬
‫فــي الزوجيــة والقرابــة؛‬
‫ ‪-‬االهتمــام بطريقــة تصنيــف وترتيــب وتبويــب بعــض املقتضيــات مــن مدونــة األســرة لتفــادي اآلثــار‬
‫الس ــلبية لالضط ــراب ال ــذي يعرف ــه تصني ــف بع ــض املقتضي ــات عل ــى تطبيقه ــا‪ ،‬كم ــا ه ــو الش ــأن‬
‫بالنســبة للمــادة ‪ 186‬التــي تنــص علــى أنــه‪ :‬تراعــي املحكمــة مصلحــة املحضــون فــي تطبيــق مــواد هــذا‬
‫الب ــاب”‪ .‬فرغ ــم أن ه ــذا املقت�ض ــى يعتب ــر تكريس ــا ملب ــدأ املصلح ــة الفضل ــى للطف ــل طبق ــا التفاقي ــة‬
‫حق ــوق الطف ــل‪ ،‬إال أن التنصي ــص عل ــى ه ــذا املب ــدأ ف ــي امل ــادة األخي ــرة م ــن الب ــاب املتعل ــق بالحضان ــة‪،‬‬
‫أعطــى انطباعــا أثنــاء التطبيــق بــأن املصلحــة الفضلــى للطفــل ال يتــم مراعاتهــا إال فــي بــاب الحضانــة‪،‬‬
‫دون بقيــة األبــواب مثــل البنــوة والنســب والنفقــة والنيابــة القانونيــة والوصيــة وامليـراث‪ .‬ولذلــك يقتــرح‬
‫املجلــس أن يتــم التنصيــص علــى مبــدأ املصلحــة الفضلــى للطفــل‪ ،‬فــي املــادة ‪ ،400‬لتســري علــى كافــة‬
‫مقتضي ــات مدون ــة األس ــرة؛‬
‫ ‪-‬معالجة االختالالت املرتبطة بضوابط الســلطة التقديرية للقا�ضي‪ ،‬حيث يســجل املجلس وجود‬
‫بعــض التطبيقــات القضائيــة التــي ال تنســجم مــع التزامــات بالدنــا فــي مجــال حقــوق اإلنســان‪ .‬وهــو مــا‬
‫يع ــزى أحيان ــا كثي ــرة‪ ،‬إل ــى ع ــدم وض ــوح النص ــوص القانوني ــة ال ــواردة ف ــي مدون ــة األس ــرة فيم ــا يخ ــص‬
‫بع ــض الجوان ــب الت ــي تبي ــن كيفي ــة تطبيقه ــا‪ ،‬مم ــا يفت ــح الب ــاب التأوي ــل‪ ،‬وي ــؤدي إل ــى إص ــدار أح ــكام‬
‫ال تأخ ــذ بعي ــن االعتب ــار التراك ــم املحق ــق عل ــى مس ــتوى حق ــوق امل ـرأة أو الطف ــل‪ ،‬عل ــى غ ـرار إش ــكالية‬
‫تف ــاوت الس ــلطة التقديري ــة للمحاك ــم ف ــي تفس ــير ش ــرط املصلح ــة‪ ،98‬أو ش ــرط األس ــباب القاه ــرة‪،99‬‬

‫‪ -97‬املادة ‪ 160‬وما يلهيا من مدونة أاألرسة‪.‬‬


‫‪ -98‬املادة ‪ 20‬من مدونة أاألرسة‪..‬‬
‫‪ -99‬املادة ‪ 16‬من مدونة أاألرسة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أو الظ ــروف القاه ــرة‪ ،100‬أو املب ــرر املوضوع ــي االس ــتثنائي‪ ،101‬أو عم ــل كل واح ــد م ــن الزوجي ــن‪ ،102‬أو‬
‫األمان ــة أو االس ــتقامة‪ ،103‬فض ــا ع ــن التف ــاوت ف ــي تقدي ــر مبال ــغ التعويض ــات أو املس ــتحقات املالي ــة‬
‫املحك ــوم به ــا‪.104‬‬
‫ ‪-‬معالجــة االلتبــاس الناجــم عــن االختــاف فــي اســتعمال املصطلحــات بيــن النــص العربــي وترجمتــه‬
‫باللغــة الفرنســية‪ ،‬مــن قبيــل اســتعمال عبــارة “الشــرعية” فــي النــص العربــي‪ ،‬و”القانونيــة” فــي النــص‬
‫فــي صيغتــه الفرنســية‪ ،‬وهــو مــا يبــدو فــي األمثلــة التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬النيابة الشرعية ‪La capacité légale‬‬
‫‪-‬النائب الشرعي ‪Le tuteur légal‬‬
‫‪-‬الطالق ‪Le divorce sous contrôle judiciaire‬‬
‫‪-‬التطليق ‪le divorce judiciare‬‬
‫‪-‬املساكنة الشرعية ‪la cohabitation légale‬‬
‫‪-‬الوسائل الشرعية لثبوت النسب ‪Les moyens légaux de preuve pour établir la filiation‬‬

‫ ‪- 2‬توصي ــات ته ــدف ال ــى تعزي ــز التقائي ــة مدون ــة األس ــرة م ــع التش ــريعات‬
‫الوطني ــة األخ ــرى‬
‫ ‪108.‬تعزي ــز التقائي ــة مدون ــة األس ــرة م ــع باق ــي القواني ــن ذات الصل ــة‪ ،‬وذل ــك ملعاج ــة مختل ــف‬
‫اإلش ــكاالت املتعلق ــة بتطبي ــق مدون ــة األس ــرة والت ــي ترتب ــط بوج ــود منظوم ــة قانونية وطني ــة مازال ــت‪،‬‬
‫تكــرس املمارســات التمييزيــة فــي حــق امل ـرأة‪ ،‬بــل وتســاهم فــي الكثيــر مــن األحيــان فــي تعريضهــا للعنــف‬
‫بحك ــم القان ــون واملمارس ــة‪ ،‬كوج ــه م ــن أوج ــه غي ــاب االلتقائي ــة بي ــن املدون ــة وباق ــي القواني ــن ت ــارة‪،‬‬
‫ومحدوديــة مالءمــة التشــريعات مــع املعاييــر الدوليــة لحقــوق االنســان تــارة أخــرى‪ .‬فتنصيــص املــادة‬
‫‪ 124‬مــن مدونــة االســرة علــى تخييــر املـرأة الرجــوع الــى بيــت الزوجيــة أو اللجــوء الــى مســطرة الشــقاق فــي‬
‫حالــة امتناعهــا ورفضهــا الرجــوع الــى بيــت الزوجيــة فيــه نــوع مــن التعســف ضــد املـرأة التــي تجــد نفســها‬
‫وفــي الكثيــر مــن الحــاالت مضطــرة للرجــوع الــى بيــت الزوجيــة بســبب وضعهــا االجتماعــي واالقتصــادي‬
‫‪ -100‬املادة ‪ 156‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -101‬املادة ‪ 41‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -102‬املادة ‪ 49‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -103‬املادة ‪ 173‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪ -104‬أ�نظر املواد ‪ 190-168-85-84‬من مدونة ا أألرسة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫اله ــش أو بس ــبب الضغ ــط ال ــذي تتع ــرض ل ــه م ــن ط ــرف عائلته ــا‪ ،‬غالب ــا بس ــبب وج ــود األبن ــاء‪ ،‬دون‬
‫األخ ــذ بعي ــن االعتب ــار احتم ــال تعرضه ــا للعن ــف م ــن ط ــرف ال ــزوج‪ .‬وه ــو م ــا يف ــرض اتخ ــاذ مجموع ــة‬
‫م ــن اإلج ـراءات التش ــريعية عل ــى مس ــتوى املنظوم ــة الجنائي ــة تع ــزز م ــن دور املؤسس ــة القضائي ــة ف ــي‬
‫املراقب ــة القبلي ــة والبعدي ــة‪ ،‬م ــن خ ــال املواكب ــة‪ ،‬وتوفي ــر ع ــدد كاف مراك ــز االي ــواء الت ــي تس ــتقبل‬
‫النس ــاء ضحاي ــا العن ــف ‪ ،‬والنس ــاء ضحاي ــا العن ــف الزوج ــي بصف ــة خاص ــة‪ ،‬عندم ــا يتبي ــن للقا�ض ــي‬
‫جدي ــة ادع ــاء الضحاي ــا‪.‬‬
‫ ‪109.‬إدراج بعــض أوجــه العنــف الــذي تتعــرض لــه املــرأة داخــل بيــت الزوجيــة كاالغتصــاب الزوجــي‬
‫ف ــي القان ــون رق ــم ‪ 103.13‬املتعل ــق بمحارب ــة العن ــف ض ــد النس ــاء واعتب ــاره ش ــكال م ــن أش ــكال‬
‫العنــف املمــارس ضدهــا‪ .‬عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬يمكــن اعتبــار اإلشــكاالت التــي تطرحهــا حمايــة القاصريــن‬
‫املنص ــوص عليه ــا ف ــي القان ــون الجنائ ــي والت ــي تغفله ــا مدون ــة األس ــرة مظه ـرا آخ ــر م ــن مظاه ــر ضع ــف‬
‫التقائيــة املدونــة مــع باقــي القوانيــن ذات الصلــة؛ فــإذا كانــت املنظومــة الجنائيــة الوطنيــة تنــص علــى‬
‫حمايــة القاصريــن مــن شــتى مظاهــر التغريــر التــي يحتمــل ارتكابهــا فــي حقهــم‪ ،‬فــإن مدونــة األســرة ال‬
‫تســاير هــذا التوجــه عندمــا تنــص علــى تزويــج القاصريــن‪ ،‬مــع العلــم أن اجبــار األطفــال علــى الــزواج‬
‫مبك ـرا يشــكل انتهــاكا لحقهــم فــي االختيــار ويعتبــر شــكال مــن أشــكال التغريــر بهــم‪.‬‬

‫ ‪- 3‬توصي ــات خاص ــة بتأهي ــل محاك ــم األس ــرة وتطوي ــر ق ــدرات موارده ــا‬
‫البش ــرية‬
‫ ‪110.‬يو�ص ــي املجل ــس بالعم ــل عل ــى تس ــريع جه ــود تأهي ــل محاك ــم األس ــرة واالرتق ــاء به ــا لتصب ــح‬
‫محاك ــم أس ــرة متخصص ــة م ــع اح ــداث محاك ــم اس ــتئناف أس ــرية متخصص ــة‪ ،‬و إيج ــاد الحل ــول‬
‫املالئمــة ملعالجــة معضلــة توفيــراملــوارد الالزمــة‪ ،‬املاليــة واللوجيســتيكية‪ ،‬التــي الزمــت إنفــاذ مدونــة‬
‫األســرة علــى أرض الواقــع علــى مــدار العقديــن املنصرميــن‪ .‬وتبيــن األرقــام الصــادرة عــن املجلــس األعلــى‬
‫للســلطة القضائيــة‪ ،‬فــي التقريــر املشــار اليــه أعــاه‪ ،‬حجــم الخصــاص الــذي تعانــي منــه أقســام قضــاء‬
‫األســرة علــى مســتوى املــوارد البشــرية‪ .‬فعلــى مســتوى تفــرغ القضــاة‪ ،‬أبانــت املعطيــات اإلحصائيــة أن‬
‫م ــا يناه ــز ‪ ،%63.55‬م ــن القض ــاة‪ ،‬غي ــر متفرغي ــن يمارس ــون مه ــام أخ ــرى بامل ــوازاة م ــع مهاه ــم داخ ــل‬
‫أقس ــام االس ــرة‪ ،‬كم ــا بين ــت ه ــذه األرق ــام أن ‪ 10‬أقس ــام فق ــط م ــن أص ــل ‪ 71‬قس ــما لألس ــرة ه ــي م ــن‬
‫يتف ــرغ كل قضاته ــا للعم ــل داخله ــا وه ــو م ــا يمث ــل ‪ %14.08‬فق ــط م ــن مجم ــوع األقس ــام‪ .‬ع ــاوة عل ــى‬
‫ذلــك‪ ،‬فــإن عــدد القضــاة يبقــى ضئيــا مقارنــة بعــدد القضايــا التــي يتــم البــت فيهــا مــن طــرف قضــاء‬
‫األس ــرة‪ ،‬والت ــي تج ــاوزت ‪ 588957‬قضي ــة خ ــال س ــنة ‪ ،2021‬أي م ــا يع ــادل ‪ 810‬مل ــف ل ــكل قا�ض ــي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫وبالرجــوع الــى املعطيــات اإلحصائيــة‪ ،‬لنفــس الســنة‪ ،‬يتبيــن أن عــدد القاضيــات والقضــاة املشــتغلين‬
‫به ــذه األقس ــام بل ــغ م ــا مجموع ــه ‪ 727‬قا�ض ــي بمتوس ــط ‪ 10‬قض ــاة ل ــكل قس ــم‪ ،‬م ــع العل ــم أن حوال ــي‬
‫‪ %25.36‬م ــن مجم ــوع األقس ــام‪ ،‬ال يتج ــاوز ع ــدد القض ــاة املش ــتغلين فيه ــا ‪ 5‬قض ــاة‪.105‬‬
‫ ‪111.‬كم ــا يو�ص ــي املجل ــس بتحس ــين ظ ــروف العم ــل املادي ــة بمحاك ــم األس ــرة‪ ،‬الت ــي تبق ــى طاقته ــا‬
‫االســتيعابية غيــر كافيــة الحتــواء أعــداد الوافديــن عليهــا مــن مرتفقيــن ومتقاضيــن‪ ،‬بســبب عــدم التوفــر‬
‫علــى عــدد كاف مــن قاعــات الجلســات‪ ،‬بحيــث أن ‪%32.39‬مــن األقســام ال تتوفــر علــى هــذا النــوع مــن‬
‫القاعــات‪ ،‬هــذا فــي الوقــت الــذي تعتبــر فيــه ‪ %40.85‬مــن األقســام غيــر الئقــة‪ .‬أمــا بخصــوص املــوارد‬
‫البش ــرية املكلف ــة بمكات ــب الواجه ــة والت ــي تق ــوم ب ــدور مح ــوري ف ــي تقدي ــم خدم ــة قضائي ــة ميس ــرة‬
‫وفعال ــة م ــع توفي ــر ظ ــروف س ــليمة ومالئم ــة الس ــتقبال املتقاضي ــن ومنتس ــبي امله ــن القضائي ــة‪ ،‬ف ــإن‬
‫أرقــام املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة تبيــن أن ‪ %21.13‬مــن األقســام ال تتوفــر علــى العــدد الكافــي‬
‫م ــن املوظفي ــن أو ف ــي حال ــة توفره ــم يكون ــون ف ــي حاج ــة إل ــى التكوي ــن والتأهي ــل‪ ،‬ف ــي حي ــن ‪ %35.21‬م ــن‬
‫األقس ــام ال تتوف ــر عل ــى موظفي ــن بمكات ــب الواجه ــة‪.106‬‬
‫ ‪112.‬تعزيــزجهــود التكويــن املســتمرومواصلــة بنــاء القــدرات فــي مجــال حقــوق اإلنســان للمــوارد‬
‫البشــرية لتمكينهــا مــن مواكبــة املســتجدات املتســارعة التــي تعرفهــا مــادة حقــوق اإلنســان ســواء مــن‬
‫حي ــث التفاع ــل م ــع املنظوم ــة األممي ــة لحق ــوق االنس ــان أو م ــن حي ــث االلت ـزام باملعايي ــر الناتج ــة ع ــن‬
‫ه ــذا التفاع ــل‪ .‬وق ــد أك ــدت املق ــررة الخاص ــة املعني ــة باس ــتقالل القض ــاة واملحامي ــن‪ ،‬ف ــي ه ــذا املج ــال‬
‫عل ــى ض ــرورة توفي ــر التدري ــب ف ــي مج ــال حق ــوق اإلنس ــان وبن ــاء الق ــدرات للجه ــات الفاعل ــة الرئيس ــية‬
‫فــي النظــام القضائــي حتــى يقــوم القضــاة بدورهــم االسا�ســي فــي كفالــة تطبيــق االلتزامــات الدوليــة فــي‬
‫مج ــال حق ــوق اإلنس ــان‪ ،‬وتأوي ــل التش ــريعات ف ــي ض ــوء املعايي ــر الدولي ــة ذات الصل ــة‪.107‬‬
‫ ‪113.‬وعالق ــة باملوض ــوع‪ ،‬يو�ص ــي املجل ــس بض ــرورة االسترش ــاد بم ــا ج ــاء ف ــي توصي ــات لجن ــة القض ــاء‬
‫علــى التمييــز ضــد املـرأة‪ ،‬التــي تطلــب مــن الــدول األطـراف فــي االتفاقيــة‪ ،‬أن تعمــل علــى دمــج اتفاقيــة‬
‫القض ــاء عل ــى جمي ــع أش ــكال التميي ــز ض ــد امل ــرأة والتوصي ــات العام ــة الص ــادرة ع ــن اللجن ــة وم ــا‬
‫يتص ــل بذل ــك م ــن تش ــريعات‪ ،‬كج ــزء ال يتج ــزأ م ــن أنش ــطة التثقي ــف والتدري ــب القانونيي ــن الت ــي‬
‫تســتهدف موظفــي الجهــازالقضائــي بمــن فيهــم القضــاة وأعضــاء النيابــة العامــة وأن تكفــل الــدول‪،‬‬
‫عل ــى وج ــه الخص ــوص‪ ،‬إمل ــام القض ــاة وموظف ــي املحاك ــم بمضامي ــن االتفاقي ــة والتزام ــات الدول ــة‬
‫بموجبه ــا‪ .‬ويش ــدد املجل ــس عل ــى أن تمل ــك القض ــاة للمعايي ــر الدولي ــة ف ــي مج ــال حق ــوق اإلنس ــان‪،‬‬
‫‪ -105‬اجمللس ا أألعىل للسلطة القضائية‪ ،‬تقرير حول القضاء ا أألرسي ابملغرب‪ ،‬يناير ‪ ،2023‬ص ‪ 76‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -106‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 82‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -107‬تقرير املقرر اخلاص املعنية اب�ستقالل القضاة واحملامني‪ ،‬غابرييال كنول ل�سنة ‪.A/HRC/14/26 ،2010‬‬
‫تقرير املقررة اخلاصة املعنية اب�ستقالل القضاة واحملامني‪ ،‬غابرييال كنول ل�سنة ‪.A/HRC/20/20 ،2012‬‬
‫‪71‬‬
‫مذــكرة المجــلس الوطــني لحــقوق االنــسان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬

‫خاصــة فــي املــادة األســرية‪ ،‬عامــل مهــم يســاهم فــي بلــورة اجتهــادات قضائيــة تنهــل مــن املرجعيــة الدوليــة‬
‫لحقــوق االنســان وتأخــذ بعيــن االعتبــار التزامــات بالدنــا فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬وهــو مــا يســتدعي مــن املكلفيــن‬
‫بالش ــأن القضائ ــي‪ ،‬وبش ـراكة م ــع املؤسس ــات املعني ــة بحق ــوق االنس ــان بل ــورة دورات تكويني ــة ته ــم‬
‫امل ــادة األس ــرية وحق ــوق اإلنس ــان‪.‬‬

‫ ‪- 4‬توصيــات تــروم تعزيــزالتقائيــة مدونــة األســرة والسياســات العموميــة ذات‬


‫الصلــة بتطبيقهــا‬
‫ ‪114.‬اتخ ــاد تدابي ــر‪ ،‬تماش ــيا م ــع امل ــادة الرابع ــة م ــن اتفاقي ــة القض ــاء عل ــى كاف ــة أش ــكال التميي ــز ض ــد‬
‫امل ـرأة والتوصي ــة العام ــة رق ــم ‪ 25‬للجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عل ــى التميي ــز ض ــد امل ـرأة بش ــأن التدابي ــر‬
‫الخاص ــة املؤقت ــة لس ــنة ‪ ،2004‬قص ــد تعزي ــز مش ــاركة امل ـرأة ف ــي جمي ــع املج ــاالت املش ــمولة باتفاقي ــة‬
‫‪ ،CEDAW‬م ــع وض ــع أه ــداف ومعايي ــر مح ــددة زمني ــا وذل ــك م ــن أج ــل التعجي ــل بتحقي ــق املس ــاواة‬
‫الفعلي ــة بي ــن الجنس ــين‪ ،‬وال س ــيما ف ــي مج ــاالت املش ــاركة السياس ــية والتعلي ــم والعمال ــة والرعاي ــة‬
‫الصحي ــة‪.‬‬
‫متاشـــيا مـــع التوصيـــة العامـــة رقـــم ‪ 36‬للجنـــة املعنيـــة بالقضـــاء عىل التمييـــز ضـــد الــمرأة بشـــأن حـــق‬
‫الفتيـــات والنســـاء يف التعليـــم لســـنة ‪ ،2017‬ومـــع الهـــدف رقـــم ‪ 1-4‬مـــن أهـــداف التنميـــة املســـتدامة‬
‫املتمثل ــة يف ضامن أن يتمت ــع جمي ــع الفتي ــات والفتي ــان بتعلي ــم ابت ــدايئ وثان ــوي مج ــاين ومنص ــف وجي ــد‪،‬‬
‫التوصي ــة رق ــم ‪ 32‬م ــن املالحظ ــات الختامي ــة املوجه ــة للمغ ــرب م ــن ط ــرف اللجن ــة املعني ــة بالقض ــاء عىل‬
‫(‪ ،)CEDAW/C/MAR/CO/5-6‬ف ــإن املجل ــس ال ــوطني لحق ــوق‬ ‫التمييـــز ضـــد الـــرأة ســـنة ‪2022‬‬
‫اإلنســان يــو�صي بضــرورة اتخــاذ تــدابير محــددة األهــداف ملنــع الهــدر املــدر�سي‪ ،‬وال ســيما الهــدر املسجــل‬
‫على مســتوى العالــم القــروي وتشجيــع عــودة الفتيــات املنقطعــات عــن الدراســة إلى التعليــم‪ ،‬مــع العمــل‬
‫على مواصل ــة تعزي ــز الجه ــود‪ ،‬خاص ــة م ــن خالل تعزي ــز دور الوكال ــة الوطني ــة ملحارب ــة األمي ــة‪ ،‬م ــن أج ــل‬
‫التص ــدي ملع ــدالت األمي ــة املرتفع ــة في صف ــوف النس ــاء والفتي ــات‪ ،‬خاص ــة القاطن ــات منه ــن في العال ــم‬
‫الق ــروي‪.‬‬
‫مواصلــة الجهــود لتحقيــق املســاواة الفعليــة بين املـرأة والرجــل في ســوق العمــل‪ ،‬وتعزيــز وصولهــن للقطــاع‬
‫املــهيكل‪ ،‬ــمع اتــخاذ ترتيــبات عــمل مرــنة لكفاــلة الــتوازن بين الحــياة األــسرية والحــياة املهنــية‪.‬‬
‫بنــاء قــدرات القضــاة واملــدعين العــامين واملحــامين وجميــع أجهــزة نفــاذ القانــون في مجــال حقــوق اإلنســان‪،‬‬
‫وال س ــيما حق ــوق امل ـرأة‪ ،‬بس ــبل منه ــا جع ــل التدري ــب على االتفاقي ــة والتوصي ــات العام ــة للجن ــة ج ــزءا‬
‫إلزامي ــا م ــن تدريبه ــم املنهي‪ ،‬م ــع العم ــل على نش ــر املعلوم ــات باللغ ــتين العربي ــة واألمازيغي ــة‪ ،‬وال س ــيما بين‬

‫‪72‬‬
‫النســاء والفتيــات في العالــم القــروي‪ ،‬حــول اآلليــات واإلج ـراءات املتاحــة للنســاء والفتيــات للحصــول على‬
‫االنتص ــاف املناس ــب في حال ــة تع ــرض حقوقه ــن لالنته ــاك؛‬
‫وض ــع وتنفي ــذ برام ــج توعي ــة لتعزي ــز فه ــم أفض ــل للمس ــاواة بين امل ـرأة والرج ــل على جمي ــع املس ــتويات‬
‫والتص ــدي للمواق ــف النمطي ــة بش ــأن أدوار ومس ــؤوليات امل ـرأة والرج ــل‪ ،‬بم ــا في ذل ــك األنم ــاط واملع ــايير‬
‫الثقافي ــة النمطي ــة التي تس ــاهم ب ــشكل أس ــا�سي في اس ــتمرار واس ــتدامة التم ــييز املباش ــر وغير املباش ــر‬
‫ض ــد النس ــاء والفتي ــات في جمي ــع مج ــاالت حياته ــن؛ كم ــا ي ــو�صي املجل ــس ب ــإدراج م ــواد تك ــرس املس ــاواة‬
‫ب ــن الجن ــسين في املن ــاهج واملق ــررات التعليمي ــة وتس ــاهم في إزال ــة الص ــور النمطي ــة الجنس ــانية‪ .‬كم ــا يؤك ــد‬
‫املجل ــس على ض ــرورة مواصل ــة التوعي ــة بحق ــوق امل ـرأة واملس ــاواة بين الجن ــسين في أوس ــاط الصحف ــيين‬
‫واإلعالم ــيين‪ ،‬وإدم ــاج التثقي ــف بش ــأن حق ــوق امل ـرأة في التدري ــب املنهي لإلعالم ــيين‪ ،‬واش ـراك املؤسس ــة‬
‫الدينيــة مــن أجــل التقــدم في النقاشــات واملواضيــع ذات الصلــة باملســاواة ومناهضــة كافــة أشكال التمــييز‬
‫ض ــد امل ـرأة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪74‬‬
‫جدول إشكاليات مدونة األسرة‬
‫ومقترحات تعديالتها‬

‫املقترح‬ ‫االشكاليات‬ ‫املادة‪/‬املوضوع‬


‫‪-‬تعديــل مقتضيــات املادة ‪ 2‬مــن مدونــة ليشــمل‬ ‫‪-‬أغفلــت املادة ‪ 2‬تحديــد القانــون املطبــق على األجانــب‬ ‫نطاق تطبيق مدونة‬
‫نطاقهــا أيضــا األجانــب املوجوديــن في وضعيــة غير‬ ‫املتواجديــن في وضعيــة غير قانونيــة؛‬
‫قانونيــة؛‬ ‫‪-‬كرســت املادة ‪ 2‬امتيــاز الذكــورة والجنســية والديانــة على‬
‫األسرة‬
‫‪-‬تنظيــم مســطرة الــزواج املختلــط وزواج األجانــب‬ ‫حســاب ضابــط اإلرادة الــذي أصبــح يضطلــع بــأدوار مهمــة‬ ‫املادة ‪2‬‬
‫مــع التنصيــص على حــق األط ـراف في االتفــاق على‬ ‫في حــل اإلشكاليــات املتعلقــة بتنــازع القــوانين في األنظمــة‬
‫اختيــار القانــون الــذي يطبــق عليهــم‪.‬‬ ‫الحديثــة؛‬
‫‪-‬أغفلــت مدونــة األســرة تنظيــم مقتضيــات الــزواج املختلــط‬
‫في صلــب مدونــة األســرة‪ ،‬حيــث مــا ي ـزال خاضعــا لظــهير ‪04‬‬
‫مــارس ‪ 1960‬املتعلــق باألنكحــة بين املغاربــة واألجانــب؛‬
‫‪-‬أغفلــت تنظيــم زواج األجانــب في صلــب مدونــة األســرة‪،‬‬
‫حيــث مــا ي ـزال خاضعــا ملقتضيــات ظــهير ‪ 12‬غشــت ‪1913‬‬
‫املتعلــق بالوضعيــة املدنيــة للفرنســيين واألجانــب‪.‬‬
‫‪-‬حــذف الفقــرة الثانيــة مــن املادة ‪ ،14‬واالبقــاء على‬ ‫زواج املغاربة‬
‫خضــوع عقــود الــزواج املبرمــة بالخــارج في شــروطها‬ ‫‪ -‬يطــرح شــرط "شــاهدين مســلمين" إشكاليــة ملغاربــة العالــم‪،‬‬
‫الشكليــة لقــوانين بلــدان اإلقامــة؛‬ ‫لوجــود قــوانين ال تنــص على حضــور الشــهود ملجلــس العقــد؛‬
‫بالخارج‬
‫‪-‬التنصيــص على ارســال نسخــة مــن عقــد الــزواج الى‬ ‫‪-‬أجــل ‪ 3‬أشــهر إليــداع عقــد الــزواج باملصــالح القنصليــة‬ ‫املادة ‪ 14‬و‪15‬‬
‫املصــالح القنصليــة عبر وســائل التواصــل عــن بعــد‪،‬‬ ‫املغربيــة التابــع لهــا محــل إب ـرام العقــد‪ ،‬يبقــى غير كاف‪.‬‬
‫ورفــع األجــل الى ‪ 6‬أشــهر‪.‬‬
‫‪-‬حــذف الفقــرة الثانيــة مــن املادة ‪ 16‬واإلبقــاء على‬ ‫‪ -‬كان الهــدف مــن هــذه املادة هــو تســوية وضعيــة األشخــاص‬ ‫ثبوت الزوجية املادة‬
‫الفقــرة األولى باعتبــار عقــد الــزواج هــو الوســيلة‬ ‫املتزوجين قبــل صــدور مدونــة األســرة بــشكل غير موثــق‪ ،‬إال‬
‫املقبولــة إلثبــات الــزواج؛‬ ‫أن حصيلــة التطبيــق أكــدت أن غالبيــة مــن يلجــأ اليهــا هــم‬
‫‪16‬‬
‫‪-‬تبســيط إجـراءات توثيــق الــزواج‪ ،‬بحــذف مســطرة‬ ‫األشخــاص الذيــن تزوجــوا بعــد صــدور مدونــة األســرة؛‬
‫االذن القضائــي بتوثيــق الــزواج‪ ،‬وتخويــل ضبــاط‬ ‫الــفترة االنتقاليــة املقــررة لســماع دعــوى الزوجيــة‪ ،‬تحولــت‬
‫الحالــة املدنيــة صالحيــة توثيقــه إلى جانــب العــدول‪.‬‬ ‫الى وســيلة للتحايــل على مقتضيــات تعــدد الزوجــات وتزويــج‬
‫‪-‬حمايــة حــق الطفــل في النســب بغــض النظــر عــن‬ ‫الطــفالت‪ ،‬وهــو مــا أفــرز أشكاال ملتبســة مــن الــزواج كالــزواج‬
‫الوضعيــة العائليــة لألبويــن‪.‬‬ ‫بالكــونترا‪.‬‬
‫‪-‬حذف املواد من ‪ 20‬الى ‪ 22‬من مدونة األسرة‪.‬‬ ‫‪-‬عدم تحديد سن أدنى لزواج من هم دون ‪ 18‬سنة؛‬
‫‪-‬التنصيــص على جـزاء في حالــة مخالفــة مقتضيــات‬ ‫‪-‬عــدم التنصيــص على وجــوب االســتماع للطفــل الــذي يبــدو‬ ‫زواج األطفال املواد‬
‫املادتين ‪ 16‬و‪ 18‬مــن مدونــة األســرة‪.‬‬ ‫أجنبيــا على هــذه املســطرة؛‬
‫‪-‬حمايــة حــق الطفــل في النســب بغــض النظــر عــن‬ ‫‪-‬عــدم التنصيــص على وجــوب االســتماع الى الخاطــب‬
‫‪ 20‬وما يليها‬
‫الوضعيــة العائليــة لألبويــن‪.‬‬ ‫الكتمــال وضــوع عناصــر املصلحــة التي يتــم البحــث عنهــا في‬
‫زواج الطفلــة أو الطفــل‪ ،‬حيــث يعــتبر الخاطــب أجنبيــا على‬
‫مســطرة تزويــج القاصــر‪ ،‬وهــو مــا قــد يعــرض هــذا األخير‬
‫الى عــدة مخاطــر مــن قبيــل أن يصــدر مقــرر قضائــي بكــون‬
‫الطفــل أو الطفلــة قــادرة على الــزواج‪ ،‬ثــم يتــم تزويجهــا‬
‫بشخــص يكبرهــا ســنا‪ ،‬أو يتواجــد بالسجــن مــن أجــل جرائــم‬
‫تتعلــق باالعتــداءات الجنســية ضــد األطفــال‪..‬‬
‫‪-‬عــدم التنصيــص على ضــرورة أن يكــون الطــرف الثانــي‬
‫راشــدا‪ ،‬مما يعني أن املدونة ســمحت بإمكانية زواج األطفال‬
‫فيمــا بينهــم؛‬
‫‪75‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪76‬‬
‫‪-‬تفــاوت املحاكــم في تحديــد مفهــوم املصلحــة الفــضلى‬
‫للطفــل ؛‬
‫‪-‬عــدم التنصيــص على الزاميــة القيــام بــالخبرة الطبيــة‬
‫والبحــت االجتمــاعي الســتعمال املشــرع عبــارة «أو» التي تفيــد‬
‫التخــيير؛‬
‫‪-‬عــدم قابليــة املقــرر الصــادر بــاإلذن بتزويــج قاصــر للطعــن في‬
‫حالة االســتجابة الى الطلب؛‬
‫‪-‬عدم التنصيص على االختصاص املحلي؛‬
‫‪-‬عدم التنصيص على جزاء في حالة عدم احترام املقتضيات‬
‫الــواردة في املادة ‪ 20‬مــن مدونــة األســرة‪ ،‬مــن خالل االكتفــاء‬
‫بإبـرام زواج الفاتحــة أي الــزواج بطريقــة غير قانونيــة‪.‬‬
‫حذف املواد ‪ 39‬الى ‪ 46‬من مدونة األسرة‪.‬‬ ‫‪-‬تفاوت املحاكم في تقدير شرط املبرر االستثنائي املوضوعي‬ ‫تعدد الزوجات‬
‫(الرغبــة في انجــاب الذكــور‪ ،‬الزوجــة مصابــة بالســكري‪ ،‬عــدم‬
‫قــدرة الزوجــة على القيــام باألشــغال املنزليــة‪)...‬؛‬
‫املواد ‪ 39‬الى ‪46‬‬
‫‪-‬في حالــة رفــض الزوجــة للتعــدد تحــال على مســطرة الشــقاق‬
‫تلقائيا؛‬
‫‪-‬عــدم قابليــة املقــرر بــاالذن بالتعــدد للطعــن مــن طرفــة‬
‫الزوجــة في حالــة اســتجابة املحكمــة‪ ،‬بينمــا يجــوز للــزوج‬
‫الطعــن في حالــة رفــض الطلــب‪ ،‬وهــو تمــييز اجرائــي بين‬
‫ا لــزوجين؛‬
‫‪ -‬عدم وجود جزاء على مخالفة مسطرة التعدد؛‬
‫‪ -‬تعــتبر اللجنــة املعنيــة بالقضــاء على التمــييز ضــد امل ـرأة‬
‫تعــدد الزوجــات أمـرا منــاف لكرامــة النســاء والفتيــات‪ ،‬وتذكــر‬
‫بااللتزامــات الصريحــة للــدول األط ـراف في اتفاقيــة القضــاء‬
‫على جميــع أشكال التمــييز ضــد املـرأة والتي تقــت�ضي منهــا كبــح‬
‫ممارســة تعــدد الزوجــات وحظرهــا لكونهــا منافيــة لالتفاقيــة؛‬
‫‪-‬تعــدد الزوجــات أصبــح نــادرا داخــل املجتمــع املغربــي‪ ،‬إذ‬
‫ال يــشكل اال نســبة ال تتعــدى ‪ 0.66%‬مــن مجمــوع أذونــات‬
‫الــزواج التي تصدرهــا املحاكــم‪.‬‬
‫‪-‬حــذف اخــتالف الديــن مــن املوانــع املؤقتــة للــزواج‬ ‫‪-‬أتاحــت مدونــة األســرة للمغربــي املســلم الــزواج مــن كتابيــة‪،‬‬ ‫مانع اختالف الدين‬
‫املنصــوص عليهــا في املادة ‪ ،39‬واعتبــاره حقــا للمـرأة‬ ‫ومنعــت املغربيــة املســلمة مــن الــزواج بكتابــي؛‬
‫الراشــدة في اختيــار زوجهــا (على غ ـرار الكفــاءة‬ ‫‪-‬يعــد مانــع اخــتالف الديــن في الــزواج قيــدا يحــد مــن حريــة‬
‫في الزواج‬
‫والواليــة في الــزواج)‪.‬‬ ‫األط ـراف في الــزواج‪ ،‬وتمــييزا بين الجنــسين‪ ،‬ومســا بمبــدأ‬ ‫املادة ‪39‬‬
‫حريــة امل ـرأة في اختيــار زوجهــا‪ ،‬وهــو مــا يتعــارض مــع اتفاقيــة‬
‫القضــاء على جميــع أشكال التمــييز ضــد امل ـرأة‪ ،‬ومــع قــوانين‬
‫بلــدان اإلقامــة في عــدد مــن التشــريعات املقارنــة لتعارضــه‬
‫مــع النظــام العــام ممــا يــؤدي الى استبعــاد مدونــة األســرة مــن‬
‫التطبيــق على الجاليــة املغربيــة املقيميــة بالخــارج ممــا يــثير‬
‫إشكاليــة تنــازع القــوانين‪.‬‬
‫‪-‬وجــود هــذا املنــع في القانــون لــم يمنــع مــن ابـرام هــذا الــزواج‬
‫في الواــقع‪ ،‬دون احتراــمه‪ ،‬أو باالكتــفاء بتــغيير الدــين شكلــيا‪..‬‬
‫‪77‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪78‬‬
‫‪-‬تعديل املادة ‪ 49‬وذلك ب‪:‬‬ ‫‪-‬نــدرة لجــوء األزواج الى ابـرام عقــود مســتقلة لتــدبير األمــوال‬ ‫‪-‬تدبيرو اقتسام‬
‫‪-‬إضافــة عبــارة العمــل املنزلي للفقــرة األخيرة مــن‬ ‫املكتســبة‪ ،‬بسبــب عــدم العلــم بمقتضيــات املادة ‪،49‬‬
‫املادة ‪ 49‬لتصبــح كالتــالي‪ :‬مــع مراعــاة العمــل املنزلي‬ ‫واحجــام بعــض العــدول عــن اشــعار املقبــلين على الــزواج‬
‫األموال املكتسبة‬
‫لكل واحــد مــن الــزوجين ومــا قدمــه مــن مجهــودات‬ ‫بمقتضياتهــا‪ ،‬في مجلــس إب ـرام العقــد أو بسبــب عوامــل‬ ‫أثناء قيام العالقة‬
‫ومــا ّ‬
‫تحّملــه مــن أعبــاء لتنميــة أمــوال األســرة"‪.‬‬ ‫ثقافيــة أو اجتماعيــة؛‬ ‫الزوجية‬
‫‪-‬تعديــل املادة ‪ 65‬مــن مدونــة األســرة بإضافــة‬ ‫‪-‬عــدم توضيــح املادة ‪ 49‬مــن مدونــة األســرة ألنــواع األنظمــة‬
‫مطبــوع خــاص يتعلــق باألنظمــة املاليــة يحــدد شكلــه‬ ‫املاليــة املمكــن اختيارهــا‪ ،‬باســتثناء تنصيصهــا على نظــام‬
‫املادة ‪49‬‬
‫ومضمونــه بق ـرار لوزيــر العــدل‪.‬‬ ‫اســتقالل الذمــة املاليــة‪ ،‬وهــو مــا جعــل مقتضيــات هــذه‬
‫‪-‬تعديــل املادة ‪ 322‬مــن املدونــة الخاصــة بالحقــوق‬ ‫املادة غامضــة لــدى املقبــلين على الــزواج بسبــب عــدم‬
‫املتعلقــة بالتركــة‪ ،‬بإضافــة نصيــب أحــد الــزوجين‬ ‫تحديــد التزامــات كل الطــرفين وحقوقهمــا بحســب كل نظــام‬
‫مــن األمــوال املكتســبة بعــد الــزواج لتصبــح كالتــالي‪:‬‬ ‫مــالي‪ ،‬ومــدى إمكانيــة تغــيير النظــام املالي الــذي تــم اختيــاره‪،‬‬
‫"تتعلــق بالتركــة حقــوق خمســة تخــرج على الترتيــب‬ ‫وطريقــة تصفيــة األمــوال؛‬
‫اآلتــي‪ -1 :‬الحقــوق املتعلقــة بــعين التركــة‪-3 ،‬نفقــات‬ ‫‪-‬الرجــوع الى القواعــد العامــة لإلثبــات في غيــاب عقــد تــدبير‬
‫تجــهيز امليــت باملعــروف‪-3 ،‬ديــون امليــت‪ ،‬بمــا فيهــا‬ ‫األمــوال املكتســبة يطــرح إشكاليــة عــبء االثبــات داخــل‬
‫نصيــب الــزوج مــن األمــوال املكتســبة بعــد الــزواج‪،‬‬ ‫العالقــة الزوجيــة ومــا تفرضــه مــن ثقــة متبادلــة بين الــزوجين‬
‫‪-4‬الوصيــة الصحيحــة النافــذة‪-5 ،‬املواريــث‬ ‫تجعلهمــا ال يأخــذان احتياطاتهمــا املســبقة لالحتفــاظ بمــا‬
‫بحســب ترتيبهــا في هــذه املدونــة"‪.‬‬ ‫يثبــت مســاهمتهما في تنميــة أمــوال األســرة ؛‬
‫‪-‬تنصيــص املادة ‪ 49‬على ضــرورة "مراعــاة عمــل كل واحــد‬
‫مــن الــزوجين ومــا قدمــه مــن مجهــودات ومــا ّ‬
‫تحّملــه مــن أعبــاء‬
‫لتنميــة أمــوال األســرة" يطــرح اشكال موقــف القضــاء مــن‬
‫العمــل املنزلي والــذي يبقــى متفاوتــا بين املحاكــم‪ ،‬بين اتجــاه‬
‫يعــتبر العمــل املنزلي واجبــا على الزوجــة طبقــا للمــادة ‪،51‬‬
‫واتجــاه ثــان يعــتبره مســاهمة في تكويــن األمــوال املكتســبة‬
‫أثنــاء قيــام الزوجيــة؛‬
‫‪-‬يالحــظ أن نصيــب الــزوجين مــن األمــوال املكتســبة يطــرح‬
‫في حالــة انفصــال العالقــة الزوجيــة بالــطالق والتطليــق‪ ،‬وال‬
‫تــوضح هــذه املادة مــدى إمكانيــة األزواج في املطالبــة بنصبهــم‬
‫مــن هــذه األمــوال أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة‪ ،‬أو في حالــة‬
‫الوفــاة‪ ،‬حيــث تختلــط التركــة بنصيــب الزوجــة أو الــزوج‬
‫البــاقي على قيــد الحيــاة‪.‬‬
‫‪-‬حــذف التمــييز بين الــطالق والتطليــق واإلبقــاء‬ ‫أبقــت مدونــة األســرة على تمــييز بين الــزوجين في ممارســة‬ ‫الطالق والتطليق‬
‫فقــط على التطليــق القضائــي؛‬ ‫مســاطر الــطالق والتطليــق‪ ،‬حيــث وضعــت مســاطر خاصــة‬
‫‪-‬حذف مســطرة االشــهاد على وقوع الطالق واعتبار‬ ‫للــزوج (الــطالق االنف ـرادي)‪ ،‬ومســاطر متاحــة للــزوجين معــا‬
‫الكتاب الثاني‬
‫التطليــق مــن تاريــخ صــدور الحكــم القضائي؛‬ ‫(التطليــق للشــقاق والــطالق االتفــاقي)‪ ،‬ومســاطر متاحــة‬
‫‪-‬حــذف املســاطر التي أصبحــت متجــاوزة في الواقــع‬ ‫للزوجــة فقــط (التطليــق ألحــد األســباب املنصــوص عليهــا‬
‫وباألخــص (طالق الخلــع‪ ،‬الــطالق اململــك‪ ،‬التطليــق‬ ‫في املادة ‪ 98‬كالتطليــق للضــرر وللغيبــة‪ ،...‬وطالق الخلــع)‪،‬‬
‫للعيــب‪ ،‬التطليــق لإليالء والهجــر)؛‬ ‫وقــد أدى هــذا الوضــع الى خلــق تمــييز على مســتوى الواقــع‬
‫‪-‬اإلبقــاء على مســطرتين للتطليــق القضائــي‪:‬‬ ‫مــن خالل عــدم قبــول طلبــات التطليــق املقدمــة مــن طــرف‬
‫التطليــق باتفــاق الــزوجين‪ ،‬أو التطليــق بنــاء على‬ ‫أزواج رجــال في حالــة غيبــة الزوجــة‪ ،‬أو للضــرر‪ ،‬بعلــة أن هــذه‬
‫طلــب أحــد الــزوجين لألســباب التاليــة‪ :‬للشــقاق‪-‬‬ ‫املســاطر متاحــة للزوجــات فقــط؛‬
‫للضرر‪-‬للغيبــة‪ ،‬لعــدم االنفــاق‪ ،‬الغيبــة؛‬
‫‪-‬مأسســة الوســاطة األســرية واعتبارهــا مرحلــة‬
‫الزاميــة قبــل املرحلــة القضائيــة؛‬
‫‪-‬إعــادة تنظيــم املســتحقات املاليــة املترتبــة عــن‬
‫التطليــق القضائــي بمــا يكفــل مراعــاة الوضعيــة‬
‫املاليــة للــزوجين معــا وتحملهمــا واجــب االنفــاق‬
‫املــشترك على األســرة؛‬
‫‪79‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪80‬‬
‫‪-‬حــذف مصــطلح املتعــة وحفــظ حــق املتضــرر مــن‬ ‫أبقــت مدونــة األســرة على التمــييز بين مســاطر الــطالق‬
‫انهــاء العالقــة الزوجيــة مــن الــزوجين في الحصــول على‬ ‫والتطليــق‪ ،‬بحيــث تســتوجب قيــام األزواج بعــد صــدور‬
‫تعويــض يحــدد في إطــار قواعــد املســؤولية املدنيــة‪.‬‬ ‫الحكــم القضائــي باستنفــاذ إج ـراءات االشــهاد على وقــوع‬
‫‪-‬تخويــل املحكمــة صالحيــة تطبيــق تــدابير الحمايــة‬ ‫الــطالق لــدى عــدلين في مســاطر الــطالق‪ ،‬وتعــتبر الحكــم‬
‫املقــررة في قانــون ‪ 103.13‬ضمــن اإلج ـراءات الوقتيــة‬ ‫القضائــي في مســاطر التطليــق كافيــا إلنهــاء العالقــة الزوجيــة‬
‫طبقــا للمــادة ‪ 121‬مــن مدونــة األســرة دون اشتراط‬ ‫دون حاجــة لإلشــهاد عليــه‪ ،‬ويــؤدي عــدم املام بعــض‬
‫وــجود دــعوى زجرــية في املوــضوع‪ ،‬ــمن قبــيل‪:‬‬ ‫املتقــاضين بالقانــون للتمــييز بين مســاطر الــطالق والتطليــق‬
‫‪-‬إرجــاع املحضــون مــع حاضنتــه إلى الســكن املــعين لــه‬ ‫الى خلــق أوضــاع مضطربــة‪ ،‬كأن يستنفــذ الــزوج إج ـراءات‬
‫مــن قبــل املحكمــة؛‬ ‫الــطالق‪ ،‬وحينمــا يصــدر حكــم قضائــي باإلشــهاد عليــه‪ ،‬ال‬
‫‪-‬إنــذار املعتــدي بعــدم االعتــداء‪ ،‬في حــال التهديــد‬ ‫يقــوم بذلــك‪ ،‬فتضطــر الزوجــة لتقديــم طلــب جديــد؛‬
‫بــارتكاب العنــف‪ ،‬مــع تعهــده بعــدم االعتــداء؛‬ ‫تؤكــد احصائيــات تطبيــق مدونــة األســرة‪ ،‬أنــه وبالرغــم مــن‬
‫‪-‬إشــعار املعتــدي بأنــه يمنــع عليــه التصــرف في األمــوال‬ ‫تعــدد مســاطر الــطالق والتطليــق‪ ،‬إال أنــه تــم اختزالهــا في‬
‫املشتركة للزوجين؛‬ ‫مســطرتين أســاسيتين همــا التطليــق للشــقاق‪ ،‬والــطالق‬
‫‪-‬إحالــة الضحيــة على مراكــز االستشــفاء قصــد‬ ‫االتفــاقي‪ ،‬مــع اســتمرار حــاالت التطليــق للغيبــة‪ ،‬والتي‬
‫ا لــعالج؛‬ ‫تتصــف مقتضياتهــا بالتعقيــد‪.‬‬
‫‪-‬األمــر باإليــداع بمؤسســات اإليــواء أو مؤسســات‬ ‫رغــم اعتمــاد مدونــة األســرة لصياغــة حديثــة بــدل املفاهيــم‬
‫الرعايــة االجتماعيــة للم ـرأة املعنفــة التي تحتــاج‬ ‫التي تمتهــن كرامــة امل ـرأة‪ ،‬فــإن احتفــاظ املدونــة بمصــطلح‬
‫وترغــب في ذلــك‪.‬‬ ‫«املتعــة» يــثير إشكاالت حقوقيــة لكونــه ي�شيء العالقــة‬
‫الزوجيــة ويحصرهــا في املتعــة الجنســية‪ ،‬كمــا أدى اجتهــاد‬
‫محكمــة النقــض بإســقاط حــق الزوجــة طالبــة التطليــق‬
‫للشــقاق في االســتفادة مــن املتعــة كنــوع مــن التعويــض‬
‫الــذي تحكــم بــه املحكمــة تلقائيــا وذلــك اعتمــادا على‬
‫مقتضيــات املادة ‪ 400‬مــن مدونــة األســرة‪ ،‬إلى حرمــان عــدد‬
‫كــبير مــن النســاء في الوصــول الى حقهــن في التعويــض وجبر‬
‫الضــرر الالحــق بهــن‪ ،‬بــل والى تعريضهــن ألشكال متعــددة مــن‬
‫العنــف الــزوجي بغيــة الضغــط عليهــن‪ ،‬مــن طــرف األزواج‬
‫لتقديــم دعــاوى للتطليــق‪ ،‬تهربــا مــن املســتحقات‪.‬‬
‫‪-‬ارتفــاع معــدالت التطليــق والــطالق تؤكــد فشــل مؤسســة‬
‫الــصلح‪.‬‬
‫‪-‬ال يتــم تنظيــم املســتحقات املاليــة املترتبــة عــن التطليــق‬
‫القضائــي بمــا يكفــل مراعــاة الوضعيــة املاليــة للــزوجين معــا‬
‫وتحملهمــا واجــب االنفــاق املــشترك على األســرة‪.‬‬
‫‪-‬عــدم تفعيــل اإلج ـراءات الوقتيــة بــشكل تلقائــي مــن طــرف‬
‫املحكمــة لفائــدة أحــد الــزوجين أو األبنــاء قبــل البــت في‬
‫الــطالق أو التطليــق‪ ،‬وعــدم تفعيــل تــدابير الحمايــة املقــررة‬
‫في قانــون محاربــة العنــف ضــد النســاء‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪82‬‬
‫‪-‬مراجعــة الصياغــة القانونيــة للمــواد املتعلقــة‬ ‫‪-‬تعــتبر مدونــة األســرة الخبرة الجينيــة مجــرد وســيلة إلثبــات‬ ‫البنوة والنسب‬
‫بالنســب والبنــوة واعتمــاد صياغــة قانونيــة حقوقيــة‬ ‫النســب أو لنفيــه‪ ،‬وليســت سببــا للحــوق النســب‪ ،‬وهــو مــا‬
‫بعيــدة عــن املصطلحــات الفقهيــة التي تفتــح بــاب‬ ‫يــؤدي الى تقييــد اعمالهــا بضــرورة اثبــات العالقــة الشــرعية‪،‬‬
‫التأويــل وتزيــد مــن مجــال الســلطة التقديريــة‬ ‫كشرط مسبق قبل اللجوء اليها‪ ،‬على خالف اإلقرار بالنسب‬
‫للمحا كــم ؛‬ ‫الــذي تتصــف شــروطه بالبســاطة بالنســبة لألب؛‬
‫‪-‬مراجعــة كل املــواد املتعلقــة بالنســب والبنــوة‬ ‫‪-‬تتنــافى مقتضيــات مدونــة األســرة مــع تطــورات العلــوم‬
‫باعتمــاد مبــدأ املســؤولية املشتركــة لألبويــن وللدولــة‬ ‫واالكتشــافات الحديثــة في ميــدان الطــب مــن خالل اعتمــاد‬
‫في مراعــاة املصلحــة الفــضلى للطفــل؛‬ ‫أمــد أق�صى للحمــل مدتــه ســنة‪ ،‬وأمــد أقــل مدتــه ‪ 6‬أشــهر‪،‬‬
‫‪-‬اعتبــار الخبرة الجينيــة سببــا للحــوق النســب الى‬ ‫وتقييــد اللجــوء الى الخبرة الجينيــة رغــم آثارهــا الحاســمة في‬
‫جانــب الف ـراش‪ ،‬واإلق ـرار‪ ،‬والشبهــة؛‬ ‫اثبــات النســب ونفيــه‪ ،‬واســتمرار تقــنين اللعــان‪ ،‬رغــم عــدم‬
‫‪-‬حــذف كل تمــييز بين األطفــال بسبــب الوضعيــة‬ ‫إمكانيــة تطبيقــه على أرض الواقــع؛‬
‫العائليــة لألبويــن وترتيــب كل اآلثــار القانونيــة‬ ‫‪-‬التمــييز بين األبويــن في تحمــل مســؤولية األبنــاء املزداديــن‬
‫املترتبــة عــن ثبــوت النســب بــالخبرة الجينيــة بالنســبة‬ ‫خــارج إطــار الــزواج‪ ،‬مــن خالل التنصيــص على أن البنــوة‬
‫لألبويــن اتجــاه األبنــاء؛‬ ‫غير الشــرعية ملغــاة بالنســبة لألب‪ ،‬وترتيــب آثارهــا بالنســبة‬
‫‪-‬التنصيــص على جعــل واجبــات الخبرة الجينيــة‬ ‫لألم بغــض النظــر عــن طبيعتهــا‪ ،‬شــرعية أو غير شــرعية‪ ،‬وهــو‬
‫القضائيــة على عاتــق الخزينــة العامــة في حــال‬ ‫مــا يعــتبر تمــييزا بين الجنــسين‪ ،‬وتمــييزا بين األطفــال بحســب‬
‫تعــذر أدائهــا مــن طــرف األمهــات أو األطفــال باعتبــار‬ ‫الوضعيــة العائليــة لألبويــن؛‬
‫النســب حقــا للطفــل وتعــتبر الدولــة مســؤولة عــن‬ ‫‪-‬تحمــل بعــض األحكام القضائيــة أوصافــا تمييزيــة في مواجهــة‬
‫اتخــاذ التــدابير الالزمــة لحمايــة األطفــال وضمــان‬ ‫األطفــال املزداديــن مــن أبويــن غير متزوجين‪ ،‬مــن خالل‬
‫حقوقهــم طبقــا للمــادة ‪ 54‬مــن مدونــة األســرة؛‬ ‫عبــارات مــن قبيــل‪" :‬ابــن الزنــا"‪" ،‬مجهــول النســب"‪ ،‬كمــا تحيــل‬
‫‪-‬الغــاء املقتضيــات املتعلقــة بالبنــوة التي تــميز بين‬ ‫على مؤسســات "فقهيــة" أضحــت غير موجــودة قانونــا مــن‬
‫البنــوة الشــرعية وغير الشــرعية والتي تتعــارض مــع‬ ‫قبيــل اإلحالــة على قاعــدة "ال يجتمــع حــد ونســب"‪" ،‬للعاهــر‬
‫التزامــات املغــرب الدوليــة ومــع مقتضيــات الدســتور‬ ‫الحجــر"‪..‬‬
‫وتوصيــات لجنــة حقــوق الطفــل‪.‬‬
‫‪-‬تنظيــم مســطرة االســتماع الى الطفــل وتخفيــض‬ ‫‪-‬تعتمــد مدونــة األســرة على التقســيم التقليــدي لألدوار بين‬
‫ســن االختيــار الى ‪ 12‬ــسنة‪.‬‬ ‫األبويــن مــن خالل الفصــل بين مهــام الحضانــة‪ ،‬ومهــام النيابــة‬ ‫الحضانة‬
‫‪-‬اعتبــار النيابــة القانونيــة مالزمــة للحضانــة‪،‬‬ ‫القانونيــة‪ ،‬واعتبــار الحضانــة حقــا للمـرأة‪ ،‬والنيابــة القانونيــة‬
‫يمارســها أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة وبعــد انتهائهــا‬ ‫حقــا لألب؛‬
‫األبــوان معــا‪ ،‬والحاضــن مــن غير األبويــن أيضــا؛‬ ‫‪-‬رغــم تنصيــص مدونــة األســرة على أن الحضانــة تكــون‬
‫‪-‬التنصيــص على أن زواج األب الحاضــن أو األم‬ ‫مشتركــة بين األبويــن أثنــاء قيــام العالقــة الزوجيــة‪ ،‬إال أنهــا‬
‫الحاضنــة ال يســقط حضانتهمــا‪.‬‬ ‫ال تنــص على خيــار الحضانــة املشتركــة بين األبويــن بعــد‬
‫‪-‬تنظيــم الحضانــة املشتركــة بين األبويــن بعــد‬ ‫االنفصــال‪ ،‬إذا مــا تــم التوافــق بينهمــا على ذلــك؛‬
‫انفصــال العالقــة الزوجيــة بالــطالق أو التطليــق‪.‬‬ ‫‪-‬يــؤدي زواج األم الحاضنــة لســقوط حضانتهــا إذا كان عمــر‬
‫‪-‬عــدم اعتبــار التنــازل عــن الحضانــة سببــا إلســقاطها‬ ‫الطفــل يتجــاوز ‪ 7‬ســنوات‪ ،‬في مقابــل ذلــك ال يــؤدي زواج‬
‫في حالــة تــغير األســباب واعتمــاد مبــدأ املصلحــة‬ ‫األب الحاضــن إلى ســقوط حضانتــه‪ ،‬وهــو مــا يعــد تمــييزا بين‬
‫الفــضلى للطفــل‪.‬‬ ‫األبويــن؛‬
‫‪ -‬استنــاد املحاكــم إلى تقاريــر األخصائـ ّـّيين النفسـ ّـّيين‬ ‫‪-‬منحــت مدونــة األســرة لألب الخيــار بعــد الــطالق أو التطليــق‬
‫واالجتماعــيين في تقديــر مصلحــة الطفــل‪ ،‬عبر‬ ‫بين تخصيــص ســكن لألطفــال املحضــونين أو أداء مبلــغ مــالي‬
‫تقييــم وضعــه النـ ّ‬
‫ـف�سّي‪.‬‬ ‫لك ـراء الســكن املذكــور‪ ،‬وأحيانــا ال يكــون الســكن املخصــص‬
‫‪-‬تنظيــم حــق الزيــارة ألبــوي الــزوج غير الحاضــن في‬ ‫للطفــل أو املبلــغ املقــدر لكرائــه‪ ،‬كافيــا للحفــاظ على نفــس‬
‫حالــة ســفره أو تواجــده بالخــارج‪.‬‬ ‫املستوى املعي�شي الذي كان يعيشه قبل الطالق أو التطليق؛‬
‫‪-‬التنصيــص على بقــاء الطفــل املحضــون بيــت‬ ‫‪-‬ســن االختيــار بالنســبة للطفــل هــو ‪ 15‬ســنة‪ ،‬رغــم أن ســن‬
‫الزوجيــة رفقــة الحاضــن‪ ،‬وعــدم اللجــوء إلى تحديــد‬ ‫التمــييز ‪ 12‬ســنة‪ ،‬وهــو مــا يتنــافى مــع مبــدأ املشــاركة طبقــا‬
‫تكاليفــه نقــدا إال بصفــة اســتثنائية في حالــة موافقــة‬ ‫التفاقيــة حقــوق الطفــل؛‬
‫الحاضــن‪.‬‬
‫خلق فضاءات ملمارسة حق الزيارة‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪84‬‬
‫‪-‬لــم تتطــرق مدونــة األســرة لحــق أقــارب الــزوج غير الحاضــن‬
‫في زيــارة املحضــون مــا عــدا في حالــة الوفــاة‪ ،‬حيــث نصــت على‬
‫أنــه‪ :‬إذا تــوفي أحــد والــدي املحضــون‪ ،‬يحــل محلــه أبــواه في حــق‬
‫الزيــارة املنظمــة‪ ، ..‬ولــم تتطــرق إال تنظيــم الزيــارة في حالــة‬
‫ســفر الــزوج غير الحاضــن؛‬
‫‪-‬لــم تــوضح املحكمــة مفهــوم املصــالح املســتعجلة التي تــجيز‬
‫لألم الحاضــن القيــام في حالــة االســتعجال ببعــض مهــام‬
‫النيابــة القانونيــة؛‬
‫‪-‬لم تتطرق املدونة للتنازل على الحضانة؛‬
‫‪ -‬التنصيص على تحمل الزوجين معا واجب االنفاق‬
‫‪-‬عدم اعتراف مدونة األسرة بمساهمة املرأة في تحمل‬
‫على األسرة‪ ،‬كل بحسب دخله ومجهوده‪ ،‬من تاريخ‬ ‫النفقة‬
‫واجب االنفاق على أسرتها‪ ،‬سواء من خالل مساهمتها‬
‫العقد وعدم ربطه بالبناء‪.‬‬
‫املادية أو مساهمتها بالعمل املنزلي‪ ،‬خالفا ملا تنص عليه باقي‬
‫‪ -‬التنصيص على واجب الزوج املوسر في االنفاق على‬
‫مقتضيات املدونة من جعل األسرة تحت الرعاية املشتركة‬
‫األسرة في حالة اعسار الزوج اآلخر‪ ،‬دون اشتراط‬
‫للزوجين ‪ ،‬وتحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية‬
‫وجود أبناء‪.‬‬
‫شؤون البيت واألطفال ‪ ،‬وأن لألطفال على أبويهم عدة‬
‫‪ -‬التنصيص على واجب املحكمة في اشعار مستحق‬
‫حقوق من بينها النفقة؛‬
‫النفقة بحقه في طلب النفقة املؤقتة‪.‬‬
‫‪-‬ربط استحقاق نفقة الزوجة بالبناء‪ ،‬وربط االنفاق على‬
‫‪ -‬التنصيص على حق املكفول في استمرار االنفاق‬
‫األسرة من طرف الزوجة املوسرة في حالة عسر زوجها‪،‬‬
‫عليه من طرف الكافلين بعد انحالل العالقة‬
‫بوجود أبناء حيث نصت املادة ‪ 199‬على أنه‪ " :‬إذا عجز األب‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫كليا أو جزئيا عن اإلنفاق على أوالده‪ ،‬وكانت األم موسرة‪،‬‬
‫‪ -‬التنصيــص على بقــاء الطفــل املحضــون ببيــت‬
‫وجبت عليها النفقة بمقدار ما عجز عنه األب"؛‬
‫الزوجيــة رفقــة الحاضــن‪ ،‬وعــدم اللجــوء إلى تحديــد‬
‫‪-‬عدم احترام أجل شهر كحد أق�صى للبت في قضايا النفقة؛‬
‫تكاليــف ســكن املحضــون نقــدا إال بصفــة اســتثنائية‬
‫‪ -‬عدم تفعيل مقتضيات الفصل ‪ 179‬من قانون املسطرة‬
‫في حالــة موافقــة الحاضــن‪.‬‬
‫املدنية املتعلق بالنفقة املؤقتة لعدم املطالبة بها من طرف‬
‫مستحقي النفقة ؛‬
‫‪-‬تفاوت املحاكم في تحديد مبالغ النفقة املحكوم بها؛‬
‫‪-‬إشكالية عبء االثبات واعتماد املحاكم على أداء اليمين أو‬
‫النكول عليه في البت في قضايا استحقاق النفقة ؛‬
‫‪-‬اختالف االجتهاد القضائي في االستجابة لطلبات تمكين‬
‫مستحقي النفقة من الولوج الى املعطيات الخاصة املتعلقة‬
‫بالدخل واملمتلكات للملزم بالنفقة لتقدير النفقة؛‬
‫‪-‬اختالف تاريخ استحقاق النفقة بحسب شخص‬
‫مستحقيها‪ ،‬حيث يحكم بنفقة األوالد من تاريخ التوقف عن‬
‫األداء ‪ ،‬ونفقة الزوجة من تاريخ إمساك الزوج عن اإلنفاق‬
‫الواجب عليه ‪ ،‬ويحكم بنفقة األبوين من تاريخ تقديم‬
‫الطلب ؛‬
‫‪-‬اغفال التنصيص على استمرار االنفاق على األطفال‬
‫املكفولين في حالة وقوع الطالق والتطليق؛‬
‫‪-‬عدم شمولية مبالغ النفقة املحكوم بها‪ ،‬للمصاريف‬
‫اإلضافية التي تستلزمها وضعية اإلعاقة لدى عدد من‬
‫مستحقي النفقة‪ ،‬وذلك بسبب محدودية دخل امللزم‬
‫باألداء؛‬
‫‪85‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪86‬‬
‫‪-‬تبني مفهوم واسع لالمساك العمدي عن أداء مبلغ‬
‫النفقة املحكوم بها‪ ،‬بافتراض املالءة كأصل الى أن يثبت‬
‫العكس ‪ ،‬وهو ما أدى الى ارتفاع عدد األحكام الزجرية‬
‫الصادرة من أجل جنحة اهمال األسرة‪ ،‬طبقا للفصل‬
‫‪ 480‬من القانون الجنائي‪ ،‬وفي هذا السياق يالحظ‬
‫وبحسب احصائيات رئاسة النيابة العامة أن سنة ‪2020‬‬
‫عرفت تسجيل ‪ 5383‬قضية اهمال أسرة‪ ،‬وعرفت سنة‬
‫‪ ،2021‬تسجيل ‪ 5409‬قضية؛‬
‫‪-‬تخويــل األب الخيــار بين إبقــاء األبنــاء املحضــونين في بيــت‬
‫الزوجيــة أو تيهيء محــل ســكنى جديــد لهــم‪ ،‬أو تخصيــص‬
‫مبلــغ مــالي لكـراء املحــل‪ ،‬وهــو مــا يتنــافى مــع املصلحــة الفــضلى‬
‫للطفــل واســتقراره النــف�سي واالجتمــاعي في مراعــاة الوضعيــة‬
‫املعيشــية التي كان عليهــا قبــل الــطالق‪.‬‬
‫‪-‬مراجعــة الصياغــة القانونيــة للمــواد املتعلقــة‬ ‫‪-‬تعــتبر واليــة األب أصليــة بينمــا تعــد واليــة األم على سبيــل‬
‫باألهليــة والنيابــة الشــرعية باعتمــاد لغــة قانونيــة‬ ‫االحتيــاط‪ ،‬بحيــث ال تكــون األم نائبــا قانونيــا على أطفالهــا‬ ‫النيابة القانونية‬
‫حقوقيــة تــحترم مبــدأ املســاواة بين الجنــسين‬ ‫إال في حالــة وعــدم جــود األب‪ ،‬أو غيبتــه‪ ،‬أو فقــد أهليتــه؛‬ ‫لألبوين على‬
‫وكرامــة األشخــاص في وضعيــة إعاقــة؛‬ ‫‪-‬لــم يــوضح املشــرع مفهــوم املصــالح املســتعجلة التي تتيــح‬
‫‪-‬اعتبــار النيابــة القانونيــة أثنــاء قيــام العالقــة‬ ‫لألم القيــام ببعــض مهــام النيابــة لصــالح أطفالهــا في حالــة‬
‫األبناء‬
‫الزوجيــة وبعــد انفصالهــا‪ ،‬مشتركــة بين األبويــن؛‬ ‫االســتعجال؛‬
‫‪ -‬إمكانيــة منــح املحكمــة للنيابــة القانونيــة ألحــد‬ ‫تتيــح مدونــة األســرة لألبويــن إمكانيــة اختيــار و�صي على‬
‫األبويــن أو اســقاطها عنــه في حــاالت محــددة‬ ‫األبنــاء‪ ،‬لكــن يالحــظ أن و�صي األب يتمتــع بصالحيــات‬
‫قانونــا؛‬ ‫رقابيــة أوســع مــن و�صي األم‪ ،‬وهــو مــا يتعــارض مــع مبــدأ‬
‫‪-‬تخويــل و�صي األم نفــس صالحيــات و�صي األب‬ ‫املســاواة بين الجنــسين‪ ،‬ومــع املصلحــة الفــضلى للطفــل‪ ،‬ألن‬
‫في تتبــع تســيير النائــب القانونــي لشــؤون املــو�صى‬ ‫الهــدف مــن وجــود و�صي هــو حمايــة املصــالح املاليــة للطفــل‪.‬‬
‫عليــه ورفــع األمــر الى القضــاء عنــد الحاجــة‪.‬‬
‫‪-‬تواجــه األم عــدة صعوبــات إداريــة وواقعيــة للقيــام بمهــام‬
‫النيابــة القانونيــة على أطفالهــا‪ ،‬وهــو مــا يبــدو مــن خالل‬
‫عــدم اعتراف بعــض اإلدارات بواليــة األم بقــوة القانــون‪،‬‬
‫واشتراط صــدور حكــم قضائــي تقريــري بذلــك‪ ،‬أو مطالبتهــا‬
‫بــاالدالء بوثائــق إضافيــة‪ ،‬وهــو مــا يعــرض مصــالح األطفــال‬
‫املســتعجلة الى الهــدر‪.‬‬
‫‪-‬اعتبــار األب نائبــا شــرعيا على األبنــاء بــشكل تلقائــي‪ ،‬يتيــح‬
‫لــه ســلطة التصــرف في املصــالح املاليــة لألطفــال وفي الهبــات‬
‫أو التعويضــات املمنوحــة لهــم في حــال اســتفادتهم مــن‬
‫أحكام قضائيــة بتعويضهــم عــن أض ـرار ج ـراء حــوادث سير‬
‫مــثال بالرغــم مــن أن األم هي الحاضنــة لهــم بعــد الــطالق‪،‬‬
‫وقــد تفاجــأ األم التي فتحــت حســابا بنكيــا لفائــدة أطفالهــا‬
‫بــأن األب يسحــب مــن هــذا الحســاب البنكــي‪.‬‬
‫‪-‬تقييــد ســلطة األم في القيــام بمصــالح األطفــال املحضــونين‬
‫يجعلهــا تتعــرض لالبتزاز‪ ،‬حيــث تضطــر أحيانــا للتنــازل عــن‬
‫حقوقهــا املاليــة أو حقــوق األطفــال مقابــل الحصــول على‬
‫توكيــل أو إذن مــن الــزوج‪.‬‬
‫‪-‬تتعــرض مصــالح األطفــال املحضــونين للضــرر نتيجــة‬
‫عجــز األم عــن القيــام بمصالحهــم املســتعجلة بسبــب‬
‫البيروقراطيــة‪ ،‬والتمســك بالتطبيــق الحــرفي لبعــض‬
‫النصــوص على حســاب املصلحــة الفــضلى للطفــل‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪88‬‬
‫‪-‬مراجعــة الصياغــة القانونيــة للمــواد املتعلقــة‬ ‫‪ -‬لــم يحســم املشــرع في مدونــة األســرة في موضــوع األهليــة‬
‫باألهليــة والنيابــة الشــرعية باعتمــاد لغــة قانونيــة‬ ‫القانونيــة لألشخــاص ذوي اإلعاقــة وفــق مــا تــق�ضي بــه‬ ‫األهلية املدنية‬
‫حقوقيــة تــحترم مبــدأ املســاواة بين الجنــسين‬ ‫االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق األشخــاص ذوي اإلعاقــة‬ ‫لألشخاص في‬
‫وكرامــة األشخــاص في وضعيــة إعاقــة؛‬ ‫والبرتوكــول االختيــاري امللحــق بهــا مــن مالءمــة القــوانين‬
‫‪ -‬تدقيــق مفهــوم اإلعاقــة باســتحضار تنــوع‬ ‫واتخــاذ التــدابير واإلج ـراءات املســاعدة لألشخــاص ذوي‬
‫وضعية إعاقة‬
‫فئاتهــا‪ ،‬مــن قبيــل اإلعاقــة الذهنيــة أو العقليــة أو‬ ‫اإلعاقــة على ممارســة أهليهــم القانونيــة كاملــة وتــوفير‬ ‫ذهنية‬
‫االجتماعيــة النفســية‪ ،‬واســتحضار درجاتهــا‪.‬‬ ‫الضمانــات القانونيــة والقضائيــة ملنــع ســوء اســتعمال هــذه‬
‫‪ -‬التأكيــد على تقييــم اإلعاقــة كأســاس التخــاذ‬ ‫املســاعدة‪.‬‬
‫الق ـرار املســاند واملالئــم مــن طــرف املحكمــة‪ ،‬مــن‬ ‫‪ -‬عــدم تعريــف مدونــة األســرة ملفهــوم اإلعاقــة‪ ،‬واعتمــاد‬
‫خالل االنتقــال مــن النمــوذج الــطبي املعتمــد في‬ ‫مفاهيــم غير دقيقــة وغامضــة مثــل "العتــه"‪" ،‬الجنــون"‪،‬‬
‫مدونــة األســرة حاليــا‪ ،‬إلى نمــوذج نســقي شــامل في‬ ‫الســفه"‪...‬تقبل أكثر مــن تأويــل؛‬
‫التقييــم‪ ،‬يقــوم على مــنهج مــزدوج يعتمــد مدخــل‬ ‫‪ -‬لــم تتطــرق املدونــة لحالــة األشخــاص ذوي إعاقــة جســدية‬
‫درجــة اإلعاقــة مــن جهــة املحــدد في بطاقــة اإلعاقــة‪،‬‬ ‫أو عجــز جســماني شــديد يؤثــر في اســتقاللهم في التعــبير عــن‬
‫وخالصــات التقريــر التقيــيمي الوظيفــي االجتمــاعي‬ ‫ارادتهــم بــشكل ســليم ويحــول دون مباشــرة حقوقهــم إال‬
‫لوضعيــة اإلعاقــة في عالقتهــا ببيئــة محيــط العيــش‪.‬‬ ‫بمســاعدة شخــص آخــر بصفــة مســتقلة؛‬
‫‪-‬تكريــس مفهــوم جديــد للنيابــة القانونيــة على‬ ‫‪-‬تســتعمل مدونــة األســرة املفهــوم التقليــدي للنيابــة‬
‫األشخــاص في وضعيــة إعاقــة ذهنيــة قائــم على‬ ‫القانونيــة على األشخــاص في وضعيــة إعاقــة ذهنيــة والــذي‬
‫ُ َ‬
‫املســاعدة في الوصــول الى الق ـرار اُملســاَند‪ ،‬عــوض‬ ‫يكــرس دور النائــب القانونــي عنهــم كوكيــل يمــارس مهامهــم‬
‫نظــام الوكالــة القائــم على الق ـرار البديــل‪.‬‬ ‫في إطــار الوكالــة حيــث يتــم العمــل بالق ـرار البديــل‪ ،‬عــوض‬
‫ُ َ‬
‫‪ -‬تقــنين نظــام مســاعدة قانونيــة مالئــم لحاجيــات‬ ‫الق ـرار اُملســاَند‪.‬‬
‫األشخــاص ذوي اإلعاقــة الجســدية أو العجــز‬ ‫‪-‬تتيــح مدونــة األســرة لألبويــن إمكانيــة اختيــار و�صي على‬
‫الجســماني البليــغ‪.‬‬ ‫األبنــاء‪ ،‬لكنهــا ال تتيــح لألشخــاص صالحيــة اختيــار نائبهــم‬
‫تخويــل األشخــاص صالحيــة اختيــار نائبهــم‬ ‫القانونــي‪.‬‬
‫القانونــي إســوة بصالحيــة اختيــار الــو�صي على‬ ‫‪-‬نظمــت مدونــة األســرة زواج الشخــص املصــاب بإعاقــة‬
‫األبنــاء‪.‬‬ ‫ذهنيــة وأغفلــت التنصيــص على مســطرة طالقــه‪.‬‬
‫‪ -‬تحديــد القانــون نوعيــة الق ـرارات التي يمكــن‬
‫للنائــب القانونــي أن يتخذهــا والق ـرارات املخولــة‬
‫للشخــص في وضعيــة إعاقــة ذهنيــة‪.‬‬
‫‪ -‬تــوفير محاكــم األســرة الترتيبــات التيسيريــة‬
‫املناســبة لألشخــاص ذوي اإلعاقــة في إج ـراءات‬
‫املحكمــة مــن خالل دعمهــم للمشــاركة في‬
‫االــجراءات واتــخاذ الــقرارات‬
‫‪-‬إعــادة تنظيــم مســطرة زواج املصــاب بإعاقــة‬
‫ذهنيــة طبقــا للمــادة ‪ 23‬بضمــان مشــاركته في‬
‫اإلــجراءات‪ ،‬وتــقنين مــسطرة طالــقه‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعــة بيئــة املحكمــة وإجراءاتهــا وعملياتهــا‬
‫لضمــان إمكانيــة الولــوج الفــعلي لألشخــاص ذوي‬
‫اإلعاقــة‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪90‬‬
‫‪-‬تخويــل صاحــب املال ســلطة اختيــار النظــام‬ ‫‪-‬اقتصــرت مدونــة األســرة على تنظيــم أحكام الوصيــة دون‬
‫املطبــق على أموالــه‪ ،‬إمــا الوصيــة أو امليراث؛‬ ‫بــاقي التبرعــات‪ ،‬التي تبقــى خاضعــة لقــوانين أخــرى عكــس‬ ‫الوصية‬
‫‪-‬رفــع القيــود املفروضــة على الوصيــة بــأن تصح‬ ‫تشــريعات أخــرى خصصــت كتابــا للتبرعــات يضــم الى جانــب‬ ‫الكتاب الخامس‬
‫لفائــدة الورثــة‪ ،‬وبــأن تتجــاوز حــدود الثلــث‪ ،‬دون‬ ‫الوصيــة عقــودا أخــرى؛‬
‫حاجــة الى موافقــة الورثــة؛‬ ‫‪-‬رغــم إمكانيــة لجــوء األشخــاص قيــد حياتهــم الى اج ـراء مــا‬
‫‪-‬تمديــد نطــاق االســتفادة مــن الوصيــة الواجبــة‬ ‫شــاؤوا مــن تبرعــات‪ ،‬إال أن عــدم الحصــول على املشــورة‬
‫لتشــمل أوالد البنــت مــن الذكــور واالنــاث مهمــا‬ ‫القانونيــة وضعــف الوصــول الى املعلومــة يجعــل عــددا قلــيال‬
‫نزلــوا؛‬ ‫مــن األســر تلجــأ الى اج ـراء التصرفــات القانونيــة البديلــة‬
‫‪-‬التنصيــص على اســتفادة املتكفــل بهــم مــن‬ ‫لنــظام اإلرث؛‬
‫مقتضيــات الوصيــة الواجبــة في حالــة عــدم‬ ‫‪-‬رغــم أهميــة الوصيــة في تجســيد إرادة صاحــب املال في‬
‫اســتفادتهم مــن الوصيــة االراديــة أو التنزيــل‪.‬‬ ‫تقســيم تركتــه بعــد الوفــاة‪ ،‬إال أن املشــرع قيدهــا بضــرورة‬
‫عــدم تجــاوز الثلــث‪ ،‬وبــأن ال تكــون لــوارث‪ ،‬إال بإجــازة بــاقي‬
‫الورثــة‪ ،‬بحيــث يبــدو أن إرادة الورثــة مقدمــة على إرادة‬
‫صاحــب املال؛‬
‫‪-‬يالحــظ أن املشــرع ينظــم الوصيــة الواجبــة ضمــن كتــاب‬
‫اإلرث‪ ،‬وليــس في كتــاب الوصيــة‪ ،‬ورغــم مراجعــة أحكام‬
‫الوصيــة الواجبــة ســنة ‪ ،2004‬وإق ـرار حــق األبنــاء مــن‬
‫جهــة البنــت في االســتفادة مــن نصيــب أمهــم في تركــة جدهــم‬
‫املتــوفى قبلهــا‪ ،‬إال أن هــذا الحــق يســتفيد منــه فقــط أوالد‬
‫الطبقــة األولى‪ ،‬بينمــا يســتفيد أوالد األبنــاء الذكــور مــن‬
‫الوصيــة الواجبــة مهمــا نزلــوا؛‬
‫‪-‬تقييــد حريــة املــو�صي في الوصيــة بعــدم تجــاوز الثلــث وبــأال‬
‫تكــون لــوارث إال بإجــازة بــاقي الورثــة‪.‬‬
‫‪-‬اعــتبر املشــرع أن التنزيــل تســري عليــه مقتضيــات الوصيــة‬
‫االراديــة‪ ،‬لكنــه أغفــل التنصيــص على اســتفادة املتكفــل‬
‫بهــم في إطــار قانــون كفالــة األطفــال املهمــلين مــن املقتضيــات‬
‫املتعلقــة بالتنزيــل أو بالوصيــة الواجبــة‪.‬‬
‫‪-‬اعتمــاد لغــة قانونيــة واضحــة في كتابــي الوصيــة‬ ‫‪-‬صعوبــات ثقافيــة وقانونيــة واجرائيــة تحــول دون وصــول‬
‫واالرث لجعلهمــا أســهل مــن حيــث املقروئيــة مــع‬ ‫بعــض النســاء الى حقهــن في اإلرث في ظــل غيــاب أي ج ـزاء‬ ‫اإلرث‬
‫مالءمــة مقتضيــات هــذا الكتــابين مــع القــوانين‬ ‫قانونــي في حالــة حرمانهــن مــن االرث؛‬ ‫الكتاب السادس‬
‫األخــرى؛‬ ‫‪-‬إشكاليــات نظــام التعصيــب‪ :‬ففــي حالــة وفــاة أحــد الــزوجين‬
‫‪-‬تدقيــق مفهــوم التركــة باســتخراج نصيــب الزوجــة‬ ‫ووجــود بنــات دون أبنــاء ينتقــل جــزء مــن التركــة إلى أقــرب‬
‫أو الــزوج البــاقي على قيــد الحيــاة مــن األمــوال‬ ‫وارث بالتعصيــب دون أن يتحمــل واجــب االنفــاق على‬
‫املكتســبة بعــد الــزواج‪ ،‬وذلــك قبــل توزيــع التركــة؛‬ ‫البنــات‪ ،‬كمــا أن مقتضيــات مدونــة األســرة ال تستــثني‬
‫‪-‬اســتثناء بيــت الزوجيــة واألمــوال املخصصــة‬ ‫مــسكن الزوجــية واألــموال املخصــصة لألــسرة ــمن الترــكة؛‬
‫لفائــدة األســرة مــن نطــاق التركــة‪ ،‬واعتبارهــا حقــا‬ ‫‪-‬اعتبــار اخــتالف الديــن مانعــا مــن موانــع امليراث ممــا يــؤدي‬
‫للزوجــة أو الــزوج البــاقي على قيــد الحيــاة؛‬ ‫الى عــدم التــوارث بين األبنــاء وأمهــم وبين الــزوجين؛‬
‫‪-‬تخويــل صاحــب املال ســلطة اختيــار النظــام‬ ‫‪-‬اعتبــار البنــوة غير الشــرعية ملغــاة بالنســبة لألب‪ ،‬بحيــث‬
‫املطبــق على أموالــه‪ ،‬إمــا الوصيــة أو امليراث؛‬ ‫ال يقــع التــوارث بين الطفــل وبين أبيــه البيولــوجي إال في‬
‫‪-‬توســيع نطــاق الــرد لفائــدة البنــات في حالــة عــدم‬ ‫حالــة اإلقـرار بــه‪ ،‬وهــو مــا يعــتبر تمــييزا بين األطفــال بحســب‬
‫وجــود أخ لهــم‪ ،‬بــأن تســتحق البنــت في حالــة‬ ‫الوضعيــة العائليــة لألبويــن؛‬
‫انفرادهــا نصــف التركــة‪ ،‬وفي حالــة تعددهــا ثــلثي‬ ‫‪-‬املقتضيــات املتعلقــة بكتــاب امليراث تعــتبر مخالفــة للقانون‬
‫التركــة‪ ،‬وذلــك بالفــرض‪ ،‬وبــاقي التركــة بالــرد‪ ،‬بعــد‬ ‫العــام بالنســبة لعــدد مــن بلــدان اإلقامــة ملغاربــة العالــم‪،‬‬
‫أخــذ أصحــاب الفــروض نصيبهــم؛‬ ‫حيــث يتــم استبعــاد تطبيــق مدونــة األســرة لكونهــا تــميز‬
‫‪-‬حذف اختالف الدين من موانع امليراث؛‬ ‫بين الجنــسين‪ ،‬وبين األطفــال بحســب الوضعيــة العائليــة‬
‫‪-‬توســيع نطــاق الورثــة ليشــمل ذوي األرحــام إســوة‬ ‫لألبويــن‪ ،‬وبحســب األنصبــة‪ ،‬وبسبــب الديــن؛‬
‫بعــدد مــن التشــريعات املقارنــة‪ ،‬وذلــك في حالــة‬
‫عــدم وجــود الورثــة بالفــرض والورثــة بالتعصيــب؛‬
‫تجريــم الحرمــان مــن اإلرث واعتبــار الحرمــان مــن‬
‫اإلرث في حــق ام ـرأة بسبــب جنســها ظــرف تشــديد‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫مذكــرة المجلــس الوطنــي لحقــوق االنســان‬
‫حـــول مراجعـــة مدونـــة األســـرة‬
‫‪92‬‬
‫‪-‬عــدم توريــث ذوي األرحــام فبنــات األخ أو العــم‬
‫على سبيــل املثــال ال يرثــن رغــم أن أبنــاء األخ وأبنــاء‬
‫العــم يرثــون‪ ،‬وفي حالــة وفــاة شخــص دون أن يترك‬
‫أحــدا مــن الورثــة بالفــرض أو التعصيــب‪ ،‬باســتثناء‬
‫بنــات األخ أو بنــات العــم‪ ،‬ال يرثــن‪ ،‬وتنتقــل التركــة‬
‫الى الــسلطة املكلــفة ــبأمالك الدوــلة؛‬
‫تلجــأ الكــثير مــن األســر‪ ،‬خاصــة تلــك التي لــم تــرزق‬
‫بذكــور الى القيــام بإج ـراءات قانونيــة ‪-‬وأحيانــا‬
‫صوريــة‪ -‬كبديــل عــن القواعــد الحاليــة لنظــام‬
‫امليراث‪ ،‬مــن قبيــل البيــع أو الصدقــة أو الهبــة‪،‬‬
‫وذلــك بهــدف حمايــة بناتهــن مــن قاعــدة التعصيــب‬
‫ومــا قــد يواجهــن مــن حرمــان مــن ســكنهن بعــد وفــاة‬
‫االب‪ ،‬أو بهــدف حمايــة أحــد الــزوجين املتبقــي على‬
‫الحيــاة أو مــن أجــل تحقيــق املســاواة بين االنــاث‬
‫والذكــور مــن أبنائهــن‪ ،‬وهي اج ـراءات ال يمكــن أن‬
‫تكــون حال لكافــة األســر بالنظــر للمخاطــر التي‬
‫قــد تطرحهــا والنزاعــات التي قــد تثيرهــا‪ ،‬وكــذا‬
‫ملحدوديــة وصــول كافــة األســر الى امكانيــة اجرائهــا‬
‫ســواء نتيجــة التكاليــف املاديــة املرتبطــة بهــا أو‬
‫الظــروف االجتماعيــة لألســرة‪ ،‬وبالتــالي فال يمكنهــا‬
‫أن تكــون بــديال عــن منظومــة قانونيــة عادلــة‬
‫ومنصفــة وكفيلــة بتــوفير حلــول مالئمــة‪ ،‬تأخــذ‬
‫بــعين االعتبــار الوضعيــات والتحــوالت العميقــة‬
‫التي يعرفهــا املجتمــع املغربــي‪.‬‬
‫اعتمــاد صيغــة قانونيــة واضحــة في املادة ‪400‬‬ ‫‪-‬رغــم تــبني مدونــة األســرة لصياغــة حديثــة بــدل املفاهيــم‬ ‫االجتهاد‪/‬اإلحالة على‬
‫تؤكــد على اعمــال آليــة االجتهــاد البنــاء‪ ،‬مــع مراعــاة‬ ‫التي تمــس بكرامــة وإنســانية املـرأة‪ ،‬فــإن هــذه املفاهيــم التي‬
‫مبــادئ العــدل واملســاواة واملصلحــة الفضــل‬ ‫تمتهــن كرامــة املـرأة أو الطفــل تــم تكريســها أحيانــا مــن خالل‬
‫الفقه املالكي‬
‫للطفــل وعــدم التمــييز وقيــم الديــن االسالمــي‬ ‫بعــض األحكام القضائيــة‪ ،‬عــن طريــق النقــل الحــرفي لبعــض‬ ‫املادة ‪400‬‬
‫الحنيــف بمــا يــتالءم مــع املســتجدات الحقوقيــة‬ ‫أقــوال الفقهــاء دون مراعــاة الســياق التــاريخي‪ ،‬ودون حــذف‬
‫والقــيم الكونــية‬ ‫املصطلحــات املهينــة‪ ،‬مــن قبيــل وصــم األطفــال املزداديــن‬
‫خــارج اطــار مؤسســة الــزواج بأنهــم "أبنــاء زنــا"‪ ،‬ووصــف‬
‫النســاء بأنهــن "ناشــز" ‪ ،‬وإخضــاع اســتحقاق امل ـرأة لنفقتهــا‬
‫في حالة النزاع لقواعد الحيازة على غرار الحيازة في األشــياء‬
‫واملنقــوالت؛‬
‫‪-‬تــم أحيانــا اعتمــاد مقتضيــات املذهــب املالكــي رغــم وجــود‬
‫نصــوص في املدونــة‪ ،‬وهــو مــا يبــدو مــن خالل اجتهــاد محكمــة‬
‫النقــض في اســقاط حــق الزوجــة طالبــة التطليــق للشــقاق‬
‫في االســتفادة مــن املتعــة‪ ،‬كمــا تــم االعتمــاد على مقتضيــات‬
‫املادة ‪ 400‬لالســتمرار في ســماع دعــوى ثبــوت الزوجيــة رغــم‬
‫انقضــاء الــفترة االنتقاليــة املقــررة لهــا؛‬
‫‪-‬رغــم تنصيــص دســتور ‪ 2011‬على مبــدأ ســمو االتفاقيــات‬
‫الدوليــة املصــادق عليهــا على التشــريع الــداخلي‪ ،‬يالحــظ‬
‫عــدم تفعيــل هــذا املبــدأ في عــدد مــن قضايــا األســرة؛‬
‫‪-‬تطــرح اإلحالــة على مقتضيــات املذهــب املالكــي واالجتهــاد‬
‫إشكاليــات تتعلــق بمــدى احترام مبــدأ املســاواة أمــام‬
‫القانــون‪ ،‬نظ ـرا لــكثرة املصنفــات الفقهيــة وعــدم تقنينهــا‪،‬‬
‫بــشكل ال يحقــق قــدرة املتقــاضين على معرفــة القواعــد التي‬
‫ســتطبق عليهــم‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫مذكـــرة المجلـــس الوطنـــي لحقـــوق االنســـان‬

‫حول مراجعة مدونة األسرة‬


‫‪ 20‬دجنبـــر ‪2023‬‬

‫الربـــاط ‪ -‬المغـــرب‬
‫‪©CNDH - 2023‬‬
‫مذكـــرة المجلـــس الوطنـــي لحقـــوق االنســـان‬

‫حول مراجعة مدونة األسرة‬


‫‪ 20‬دجنبـــر ‪2023‬‬

You might also like