You are on page 1of 23

‫ا لة الشاملة للحقوق‬

‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫ريخ النشر ‪2021/12/1‬‬ ‫ريخ القبول ‪2021/11/18‬‬ ‫ريخ اﻻرسال ‪2021/5/4‬‬


‫البنود اﳌﻠﺰﻣﺔ ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌنقولﺔ‬
‫اﻋﻤارﻩ ﺻواﱀ ﳏﻤﺪ‬

‫ﺟاﻣﻌﺔ اﳏﻤﺪ ﺑوﻗرة ﺑوﻣرداس‬

‫‪Binding clauses in the Leasing contract for the movable assets‬‬


‫‪Amara soualah mohammed‬‬

‫‪a.soualah@univ-boumerdes.dz‬‬

‫اﳌﻠﺨﺺ‬
‫وﻫامــة لﺘﻤوﻳــﻞ اﳌشــﺮوﻋات الﺼــﻨاﻋﻴة‬
‫ﻳُﻌ ـ ّﺪ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول اﳌﻨقولــة ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ ﺗقﻨﻴــة ﺣﺪﻳﺜــة ّ‬
‫والﺘﺠارﻳة‪ ,‬لﺬلﻚ مﻴّﺰﻩ اﳌشﺮع ﺑشﺮوط موﺿوﻋﻴة ﺧاﺻة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ الﺒﻨود اﳌلﺰمـة ﺑقـوة القـاﻧون‪ ،‬الـﱵ ﻧـﺺ ﻋلﻴﻬـا اﳌشـﺮع‬
‫ﰲ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ 09/96‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 10‬ﺟاﻧﻔﻲ ‪ ,1996‬والﱵ ﳝﻜﻦ ﺗقﺴﻴﻤﻬا إﱃ ﻗﺴﻤﲔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺑﻨود مﺘﻌلقة ﲟﺪة اﻹﳚار‪ :‬وﻫﻲ مﺪة اﻹﳚـار وﻋـﺪم ﻗاﺑلﻴـة إلﻐـاء الﻌقـﺪ‪ ,‬وﻋقوﺑـة ﻓﺴـﺦ الﻌقـﺪ ﺧـﻼل ﻓـﱰة اﻹﳚـار‬
‫ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء‪.‬‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬واﻻﺧﺘﻴـار اﳌﻤﻨـوح للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ‬
‫‪ -2‬ﺑﻨود مﺘﺼلة ﻧﺘﻬاء ﲟﺪة اﻹﳚار وﻫـﻲ‪ :‬اﻹﳚـارات والقﻴﻤـة اﳌﺘﺒقﻴـة لﻸﺻـﻞ اﳌ ّ‬
‫ردﻩ إﱃ شــﺮكة‬
‫ـﺆﺟﺮ أو إﻋــادة ﺟــﲑﻩ أو ّ‬
‫ﻋﻨــﺪ اﻧﺘﻬــاء ﻓــﱰة اﻹﳚــار ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء‪ ،‬وﻫــو ّإمــا ش ـﺮاء ﻫــﺬا اﻷﺻــﻞ اﳌـ ّ‬
‫الﺘﺄﺟﲑ‪ ،‬وﻫﻨاك ﺑﻨود ملﺰمة ﺗﻔاق اﻷطﺮاف‪.‬‬
‫ﻛﻠﻤات ﻣﻔﺘاﺣﻴﺔ‪ :‬اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري؛ اﻷﺻول اﳌﻨقولة؛ الﺒﻨود اﳌلﺰمة؛ الﺒﻨود اﻻﺧﺘﻴارﻳة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The leasing contract for assets transferred in Algeria is a modern and‬‬
‫‪important technique for financing industrial and commercial projects, it is‬‬
‫‪distinguished by the legislator according to special objective conditions,‬‬
‫‪represented by the articles of commitment which are provided for by the‬‬
‫‪legislator according to the ordinance N °: 96/09 dated January 10, 1996, which‬‬
‫‪can be composed in two parts:‬‬
‫‪1- Articles relating to the rental period which are: the rental period and the‬‬
‫‪non-termination of the deed and the penalty for the termination of the deed‬‬
‫‪during the non-cancellable rental period.‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪49‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
2021 ‫ديسمبر‬

2- Articles relating to the expiration of the rental period which are: the rents
and the remaining value of the leased asset and the choice for the tenant during
the expiration of the rental period which is non-cancellable, which is purchase
that leased asset, or re-let or return it to the rental company.
Keywords: Leasing; Assets transferred; Articles of engagement; Optional items.
Résumé:
Le contrat de crédit-bail des actifs transférés en Algérie est un technique
moderne et important pour financer les projets à industriels et commerciaux, il
est distingué par le législateur suivant des conditions objectifs spéciales,
représentées par les articles d'engagement qui sont prévues par le législateur
suivant l'ordonnance N°: 96/09 en date du 10 Janvier 1996,qui peuvent être
composées en deux parties:
1- Des articles relatifs à la durée de loyer qui sont :la durée de loyer et la non
résiliation de l'acte et la pénalité de la résiliation de l'acte pendant la période de
loyer qui est non résiliable.
2- Des articles relatifs à l'expiration de la durée de loyer qui sont: les loyers
et la valeur restante de l'actif loué et la choix pour le locataire durant
l'expiration de la durée de loyer qui est non résiliable, qui est l'achat cet actif
loué, ou le relocation ou le rendre à la société de loyer.
Mots clés: Le crédit-bail; Actifs transférés; Les articles d'engagement; Les
articles optionnels.

:‫ﻣقﺪﻣ ــﺔ‬

‫ وﻫـﺬا ﺑﺴــﺒﺐ‬،‫ﻫاﺟﺴـا لﻼﻗﺘﺼـادﻳﲔ والﺼـﻨاﻋﻴﲔ‬ ً ‫ ُﲤﺜّـﻞ‬،‫إ ّن ﺣاﺟـة اﳌشـارﻳﻊ الﺼــﻨاﻋﻴة والﺘﺠارﻳـة للﺘﻤوﻳـﻞ‬
‫ وﰲ‬،‫ ومــا ﺗﻔﺮﺿــﻪ ﻗواﻋــﺪ اﳌﻨاﻓﺴــة مــﻦ ﺿــﺮورة الﺘـ ّـﺰود لﺘقﻨﻴــة اﳊﺪﻳﺜــة‬،‫ﳏﺪودﻳــة الﻌﻤــﺮ اﻻﻗﺘﺼــادي لــﻶﻻت واﳌﻌ ـ ّﺪات‬
‫ وذلﻚ مﻦ ﺧﻼل ﺗوﺳﻴﻊ ﻧشاطا ا ﺳواء ﻹﺣـﻼل‬،‫ﺧﻀﻢ ذلﻚ ﺗﺴﻌﻰ كﻞ مﺆﺳﺴة إﱃ ﺿﻤان دﳝومﺘﻬا واﺳﺘﻤﺮارﻫا‬
.‫أو الﺘو ﱡﺳﻊ أو الﺘﺠﺪﻳﺪ وﻫﺬا ماﻻ ﻳﺘاح ﳍا ﲟﺼادر الﺘﻤوﻳﻞ الﺘقلﻴﺪﻳة‬
‫ ﺑﺴــﺒﺐ ارﺗﻔــاع أﺳــﻌار‬،‫وأمـام ﻫــﺬا الوﺿــﻊ ﻓاﳌﺆﺳﺴـات ﲡــﺪ ﻧﻔﺴــﻬا ﻋــاﺟﺰة ﻋلـﻰ ﺗﺒـ ِّـﲏ أﺳــلوب الﺘﻤــوﻳلﻲ الـﺬاﰐ‬
‫ ﻋــﻦ‬،‫ لــﺬلﻚ ﻓﻬــﻲ ﺗلﺠــﺄ إﱃ أﺳــلوب الﺘﻤوﻳــﻞ اﳋــارﺟﻲ مــﻦ طــﺮف اﳌﺼــارف‬،‫اﻷﺻــول الــﱵ ﺗﺮﻏــﺐ ﰲ اﳊﺼــول ﻋلﻴﻬــا‬
.‫طﺮﻳﻖ القﺮوض اﳌﺼﺮﻓﻴة مﺘوﺳﻄة أو طوﻳلة اﳌﺪى ﺣﺴﺐ طﺒﻴﻌة اﻷﺻﻞ موﺿوع الﺘﻤوﻳﻞ‬
،‫ﻫــﺬﻩ الﻄﺮﻳقــة ﻹﺿــاﻓة إﱃ كو ــا ﻏــﲑ مﻀــﻤوﻧة ﻓــﺄ ّن اﳌﺼــارف ﻗــﺪ ﺗــﺮﻓﺾ ﲤوﻳــﻞ اﳌﺆﺳﺴــة الﻄالﺒــة للقــﺮض‬
‫ أو امﺘﻴازﻫــا ﺑﻀــﻌﻒ ﻗــﺪر ا ﻋلــﻰ اﻻﺳــﺘﺪاﻧة ﺑﺘﻜلﻔــة القــﺮوض‬،‫وذلــﻚ ّإمــا راﺟــﻊ إﱃ اﺧــﺘﻼل الﺘ ـوازن ﰲ مﺮكﺰﻫــا اﳌــاﱄ‬
‫ أو ﻳﻌــود ذلــﻚ لقواﻋــﺪ اﳊــﺬر مــﻦ‬،‫ أو ﻋــﺪم أﻫلﻴﺘﻬــا للقــﺮوض اﳌﻌــاد ﺧﺼــﻤﻬا مــﻦ طــﺮف مﺼــﺮف اﳉﺰاﺋــﺮ‬،‫الﺒاﻫﻈــة‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ 50


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫اﳌﺨــاطﺮ اﳌﻔﺮوﺿــة ﻋلــﻰ اﳌﺼــارف والــﱵ ﲡــﺪ مﺼــﺪرﻫا ﰲ القـواﻧﲔ والﺘﻨﻈﻴﻤــات اﳌﺼــﺮﻓﻴة وكــﺬا ﻗواﻋــﺪ اﻻﺋﺘﻤــان‪ ،‬و ــﺬا‬
‫ﺗش ـ ّﻜﻞ ﻫــﺬﻩ اﻷﺳــﺒاب ﻋقﺒــات ﲢ ـ ّﺪ مــﻦ الﺘﻄــور اﳌﻨﺴــﺠﻢ للﻤﺆﺳﺴــة‪ ،‬وﻧﻈـ ًـﺮا لﺘلــﻚ الﻌقﺒــات ﰲ ا ــال اﳌﺼــﺮﰲ‪ ،‬وكــﺬا‬
‫ﻋــﺪم مﻼﺋﻤــة الﻌق ــود الﻜﻼﺳــﻴﻜﻴة كــالﺒﻴﻊ واﻹﳚ ــار للﺘﻄــورات اﳊﺪﻳﺜ ــة ﰲ ﳎــال اﻷﻋﻤــال‪ ،‬ﻓق ــﺪ ﻇﻬــﺮت اﳊاﺟ ــة إﱃ‬
‫الﺒحﺚ ﻋﻦ وﺳاﺋﻞ أﺧﺮى للﺘﻤوﻳﻞ ﻏﲑ ﺗلﻚ الوﺳاﺋﻞ الﺘقلﻴﺪﻳة‪.‬‬
‫وﺗﺘﻤﺜﻞ وﺳاﺋﻞ الﺘﻤوﻳﻞ اﳊﺪﻳﺜة ﻓﻴﻤا ﻳﻄلﻖ ﻋلﻴﻪ ﻋقود اﻷﻋﻤـال‪ ،‬ﻓـﺈذا كاﻧـﺖ الﻌقـود الﻜﻼﺳـﻴﻜﻴة ﺗَـﺘﱠﺴـﻢ ﻋـادة‬
‫لﺒﺴاطة وأﺛﺮﻫا ﻻ ﻳﺘﻌﺪى الشﺨﺺ اﳌﺘﻌاﻗﺪ‪ ،‬ﻓـﺈن الﻌقـود ﰲ ﳎــال اﻷﻋﻤـال ﳌقاﺑـﻞ ﲤﺘــاز لﺘشـﻌﺐ وكﺜـﺮة اﳌﺘﻌـاملﲔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼادﻳﲔ وإمﻜاﻧﻴـة امﺘﺪاد أﺛﺮﻫا إﱃ مﺘﻌاملﲔ مﻦ دول أﺧﺮى‪ ،‬وﻫﺬا ما ﳚﻌلﻬا ﲣﻀﻊ لقواﻧﲔ دول مﺘﻌ ّﺪدة‪.‬‬
‫ﺗﺘﻌ ـﺪﱠد ﻋقــود اﻷﻋﻤــال ومــﻦ ﺑﻴﻨﻬــا ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري )‪ (crédit-bail‬الــﺬي ﺟــاء ﺑــﻪ اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي‬
‫كﺘقﻨﻴة ﺣﺪﻳﺜة لﺘﻤوﻳﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤارات‪ ،‬وكحﻞ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻦ القﺮوض اﳌﺼﺮﻓﻴة‪ ،‬ومﻦ ﺧﻼل ﻫـﺬا الﻌقـﺪ ﺗـﺘﻤﻜﻦ اﳌشـﺮوﻋات‬
‫مﻦ اكﺘﺴاب أﺻول ﺑﺘة دون أن ﺗﻜون ملﺰمة ﺑﺪﻓﻊ ﺳﻌﺮﻫا لﻜامﻞ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺘــﱪ مــﻦ أﻫــﻢ ﻋﻤلﻴــات اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري ذلــﻚ اﳌوﺟــﻪ ﻻكﺘﺴــاب أﺻــول مﻨقولــة اﳌواﻓــﻖ لﻼﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‬
‫اﳌاﱄ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﺻول ﰲ الﺘﺠﻬﻴﺰات والﻌﺘاد واﻵﻻت‪ ،‬وﻳُﻌ ّﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة الﺘقﻨﻴـة اﻷكﺜـﺮ‬
‫ـﻴوﻋا ﰲ الواﻗــﻊ الﻌﻤلــﻲ‪ ،‬ﻫــﺬا الﻨــوع مــﻦ الﻌقــود ﻧﻈﻤــﻪ اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ﲟوﺟــﺐ اﻷمــﺮ رﻗــﻢ ‪ ،09/96‬وﺣـ ّﺪد كﻴﻔﻴــة‬
‫شـ ً‬
‫إشﻬارﻩ ﲟوﺟﺐ اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 90/06‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 20‬ﻓﻴﻔﺮي ‪.2006‬‬
‫واﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي كان ﻳﻬﺪف مﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﳍﺬﻩ الﺘقﻨﻴة إﱃ ﺗقﺪﱘ اﳌﺴاﻋﺪة للﻤﺆﺳﺴات الﺼﻐﲑة‬
‫واﳌﺘوﺳﻄة‪ ،‬الﱵ كاﻧﺖ ﲝاﺟة لﺮؤوس اﻷموال ﳌواﺻلة ﻧشاطﻬا‪ ،‬وﻫو كﺬلﻚ وﺳﻴلة ﻹﻋادة ﻫﻴﻜلة القﻄاع اﳌﺼﺮﰲ‬
‫وﺗﻨوﻳﻊ اﳋﺪمات اﳌﺼﺮﻓﻴة ﻗﺼﺪ ﺗلﺒﻴة اﺣﺘﻴاﺟات الﻌﻤﻼء‪.‬‬
‫ﺳﻨﺘﻨاول موﺿوع ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪ ،‬مﻦ ﺧﻼل الﱰكﻴﺰ ﻋلﻰ الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻫﺬا‬
‫الﻌقﺪ‪ ،‬وكﺬا الشﺮوط الشﻜلﻴة الﱵ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﺪو ا‪ ،‬وﳝﻜﻨﻨا ﺗقﺴﻴﻢ شﺮوط ﺗﻜوﻳﻦ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول‬
‫اﳌﻨقولة إﱃ شﺮوط شﻜلﻴة وشﺮوط موﺿوﻋﻴة‪ ،‬ومﻦ ﰒ ﳝﻜﻨﻨا طﺮح اﻹشﻜالﻴة اﻵﺗﻴة‪:‬‬
‫ﻛﻴﻒ ﻧﻈّﻢ اﳌشرع اﳉﺰاﺋـري البنـود اﳌﻠﺰﻣـﺔ ﰲ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـول اﳌنقولـﺔ ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﲢقﻴـﻖ‬
‫ﺗوازن اﻷداءات ﺑﲔ أﻃراف ﻫﺬا الﻌقﺪ؟‬
‫ﻓﺒالﻨﺴــﺒة للشــﺮوط الشــﻜلﻴة وﻫــﻲ الﻜﺘاﺑــة واﻹشــﻬار ﺣ ـ ّﺪد كﻴﻔﻴا ــا اﳌﺮﺳــوم الﺘﻨﻔﻴــﺬي رﻗــﻢ ‪ 90/06‬الﺴــالﻒ‬
‫الــﺬكﺮ ‪ّ ،‬أمــا لﻨﺴــﺒة للشــﺮوط اﳌوﺿــوﻋﻴة ﻓـﻴﻤﻜﻦ أن ﳕﻴــﺰ ﺑــﲔ ﻧــوﻋﲔ‪ :‬شــﺮوط موﺿــوﻋﻴة ملﺰمــة ﺑقــوة القــاﻧون وشــﺮوط‬
‫موﺿوﻋﻴة ملﺰمة ﺗﻔاق اﻷطﺮاف‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﻋلﻴﻬا اﳌواد مﻦ ‪ 11‬إﱃ ‪ 18‬مﻦ اﻷمـﺮ ‪ 09/96‬اﳌﺘﻌلـﻖ ﻻﻋﺘﻤـاد‬
‫اﻹﳚاري‪.‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪51‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫ﺗﺘﻤﺜــﻞ الش ــﺮوط اﳌوﺿ ــوﻋﻴة لﻌق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري ﰲ الﺒﻨ ــود اﳌلﺰم ــة ال ــﱵ ﻻ ﳚ ــوز لﻸط ـﺮاف اﻻﺗﻔ ــاق ﻋل ــﻰ‬
‫ﳐالﻔﺘﻬا‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻨشﺄ الﻌقﺪ ﺑﺪو ا ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻌلﻖ لﺘﻜﻴﻴﻒ القاﻧوﱐ لﻪ اﳌﺴﺘﻤﺪ مﻦ الﺘﺰامـات الﻄـﺮﻓﲔ اﳌﺘﺒادلـة‪ ،1‬وﲟـا‬
‫أن ﺗلﻚ الشﺮوط ﻧﺺ القاﻧون ﻋلﻰ إلﺰامﻴﺘﻬـا‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗﻌﺘـﱪ ﺑﻨــود ملﺰمـة ﺑقـوة القـاﻧون وﻫـو مـا ﺳـﻨﺘﻄﺮق لـﻪ ﰲ )اﳌبﺤـﺚ‬
‫اﻷول(‪ّ ،‬أما الشﺮوط اﻻﺧﺘﻴارﻳة ﻓﻬﻲ ﺗلﻚ الﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﻏﲑ ملﺰمة إﻻ إذا اﺗﻔﻖ أطـﺮاف الﻌقـﺪ ﻋلﻴﻬـا‪ ،‬ومـﻦ ﰒ ﻓﻬـﻲ ﺑﻨـود‬
‫ملﺰمة ﺗﻔاق اﻷطﺮاف وﻫو ما ﺳﻨﺘﻄﺮق لﻪ ﰲ )اﳌبﺤﺚ الﺜاﱐ(‪.‬‬
‫اﳌبﺤﺚ اﻷول‪ :‬البنـود اﳌﻠﺰﻣﺔ ﺑقوة القاﻧون‬
‫ﺗﺘﺨﺬ ﻋﻤلﻴة ﺗﻜوﻳﻦ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري طاﺑﻌا ﺗﻌاﻗﺪ ﺛﻼﺛﻴًا ﺑﻨاءَ ﻋلﻰ اﺗﻔـاق ﻳـﺘﻢ ﺑـﲔ ﻋـ ّﺪة أطـﺮاف ﻳﺮﺗّـﺐ‬
‫ـورد وﺑـﲔ اﳌﺼـﺮف أو‬ ‫ﻋلﻰ ﻋاﺗقﻬﻢ ﻋ ّﺪة الﺘﺰامات ﻧﺘﻴﺠة الﻌﻼﻗات الﱵ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗوﺟﺪ ﻋﻼﻗـة أوﱃ ﺗـﺮﺑﻂ ﺑـﲔ اﳌ ّ‬
‫شﺮكة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪ ،‬كﻤا ﺗوﺟﺪ ﻋﻼﻗة ﻧﻴة ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ الﻌﻤﻴﻞ اﻵمﺮ ومﺼﺮﻓﻪ‪ ،‬ﺗﺘﻢ وﻓﻖ الشـﺮوط الـﱵ اﺗﻔـﻖ ﻋلﻴﻬـا‬
‫ﺳل ًﻔا‪ ،‬وﻫﻲ ﲣﻀﻊ لﻌقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري والﻀﻤا ت الﱵ ﻳوﻓﺮﻫا‪.2‬‬
‫ـورد واﳌـﺆﺟﺮ واﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ‪ ،3‬وﺗـﺘﻢ‬
‫ﻋﻤلﻴة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري مﺜلﻤا ﺳﺒﻖ ﺑﻴاﻧﻪ ﺗﺘﻄلﺐ ﺗﺪﺧﻞ ﺛﻼﺛـة أطـﺮاف وﻫـﻢ اﳌ ّ‬
‫ـورد وشــﺮكة اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﰒ ﰐ مﺮﺣلــة اﺧﺘﻴــار وشـﺮاء‬
‫ﻋــﱪ مــﺮﺣلﺘﲔ أﺳاﺳــﻴﺘﲔ‪ ،‬مﺮﺣلــة إﺑـﺮام ﻋقــﺪ الﺒﻴــﻊ ﺑــﲔ اﳌـ ّ‬
‫اﻷﺻﻞ ﳊﺴاب الﻌﻤﻴﻞ أو ما ﻳﺴﻤﻰ ﲟﺮﺣلة إﺑﺮام ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺧـﻼل ﺗلـﻚ اﳌﺮﺣلـة ﻓـﺮض ﻋـ ّﺪة‬
‫ﺑﻨود ملﺰمة ﻻ ﻳﺘﻢ الﻌقﺪ ﺑﺪو ا مﻦ طﺮف شﺮكة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪ ،‬ﻧﺺ ﻋلﻴﻬا اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ اﳌـواد مـﻦ ‪ 11‬إﱃ‬
‫‪ 16‬مــﻦ اﻷمــﺮ ‪ ،09/96‬وﻋلﻴــﻪ ﳝﻜــﻦ ﺗقﺴــﻴﻤﻬا إﱃ ﺑﻨــود مﺘﻌلقــة ﲟــﺪة اﻹﳚــار وﻫــو مــا ﺳــﻨﺘﻨاولﻪ )ﻛﻤﻄﻠــﺐ أول(‪،‬‬
‫وﺑﻨود مﺘﺼلة ﻧﺘﻬاء مﺪة اﻹﳚار وﻫو ما ﺳﻨﺘﻨاولﻪ )ﻛﻤﻄﻠﺐ ن(‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬البنـود اﳌﺘﻌﻠقـﺔ ﲟـﺪة اﻹﳚـار‬
‫لقﺪ ﻧﺺ اﳌشﺮع ﲟوﺟﺐ ما ﺟـاء ﰲ اﳌـادﺗﲔ ‪ 12‬و‪ 13‬مـﻦ اﻷمـﺮ رﻗـﻢ ‪ ،09/96‬ﻋلـﻰ ﺑﻨـود ملﺰمـة ﻷطـﺮاف‬
‫ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﺗﺘﻌلــﻖ ﺑقﻄﻌﻴــة مــﺪة اﻹﳚــار وﻋــﺪم ﻗاﺑلﻴــة إلﻐــاء الﻌقــﺪ‪ ،‬وﻋقوﺑــة ﻓﺴــﺦ الﻌقــﺪ ﺧــﻼل ﻓــﱰة‬
‫ﻧﺼــﺖ اﳌــادة ‪ 12‬ﻋلــﻰ مــﺪة اﻹﳚــار وﻋــﺪم ﻗاﺑلﻴــة إلﻐــاء الﻌقــﺪ وﺳــﻨﺘﻌﺮض ﳍــا ﰲ) الﻔــرع اﻷول(‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤــا‬
‫اﻹﳚــار‪ ،‬إذ ّ‬
‫ﻧﺼﺖ اﳌادة ‪ 13‬ﻋلﻰ ﻋقوﺑة ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء‪ 4‬وﺳﻨﺘﻌﺮض ﳍا ﰲ )الﻔرع الﺜاﱐ(‪.‬‬
‫ّ‬
‫الﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺪة اﻹﳚار وﻋﺪم ﻗاﺑﻠﻴﺔ إلﻐاء الﻌقﺪ‬
‫لﻨﺴﺒة لﻼﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري للﻤﻨقـوﻻت وﺧاﺻـة ﰲ ﳎـال الﺘﻤوﻳـﻞ ﳌﻌـ ّﺪات اﻹﻧﺘاﺟﻴـة‪ ،‬ﻳـﺘﻢ ﲢﺪﻳـﺪ مـﺪة اﻹﳚـار‬
‫ﻋل ــﻰ ﺿ ــوء ﻋﻨﺼ ـﺮﻳﻦ ﳘ ــا‪ :‬الﻌﻤ ــﺮ اﻻﻗﺘﺼ ــادي اﳌﻔ ــﱰض للﻤﻌ ـ ّﺪات‪ ،‬وك ــﺬلﻚ أﺣﻜ ــام اﻻﺳ ــﺘﻬﻼك الﻀ ـﺮﻳﱯ للﻤﻌ ـ ّﺪات‬
‫ﳐﺼﺼــات‬ ‫ومﺪﺗـﻪ‪ ،‬ذلــﻚ أ ّن شـﺮكة اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚـاري ﺑوﺻــﻔﻬا مالﻜـة للﻤﻌـ ّﺪات أو اﻵﻻت‪ ،‬و لﺘـاﱄ ﳛــﻖ ﳍـا ﺧﺼــﻢ ّ‬
‫إﻫــﻼك اﳌﻌ ـ ّﺪات الــﱵ ﲤلﻜﻬــا لشـﺮاء مــﻦ وﻋاﺋﻬــا الﻀـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻫــﺬا الوﻋــاء الــﺬي ﻳﺘﻜــون مــﻦ اﻷﺟــﺮة الــﱵ ﺗﺴﺘوﻓﻴــﻬا مــﻦ‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪52‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬وﻋﻦ طﺮﻳـﻖ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري ﲢـ ّﺪد مـﺪة اﻹﳚـار ﲝﻴـﺚ ﺗقﺼـﺮ ﻗلـﻴﻼً ﻋـﻦ الﻌﻤـﺮ اﻻﻗﺘﺼـادي اﳌﻔـﱰض‬
‫ﳍﺬﻩ اﳌﻌ ّﺪات‪ ،‬وﺗقﱰب مﻦ مﺪة اﺳﺘﻬﻼكﻬا طﺒ ًقا لﻸﺣﻜام الﻀﺮﻳﺒﻴة ﰲ ﻫﺬا الﺼﺪد‪.5‬‬
‫وﺟــﺪﻳﺮ ﻹشــارة إﱃ أ ّن اﻷﺣﻜــام الﻀ ـﺮﻳﺒﻴة ﺑشــﺄن اﺳــﺘﻬﻼك اﳌﻌ ـ ّﺪات اﻹﻧﺘاﺟﻴــة‪ ،‬ﺧــﺬ ﰲ اﻋﺘﺒارﻫــا مﺘوﺳــﻂ‬
‫أﻋﻤــار اﳌﻌ ـ ّﺪات اﳌﺘﻤاﺛلــة اﻻﻗﺘﺼــادﻳة ﻋﻨــﺪ ﲢﺪﻳــﺪﻫا ﳌــﺪة اﺳــﺘﻬﻼكﻬا ﺿ ـﺮﻳﺒﻴًا‪ ،‬ﻋلــﻰ اﻋﺘﺒــار أ ّ ــا ﲤﺜــﻞ مــﺪة اﻻﺳــﺘﻌﻤال‬
‫الﻌادي ﳍﺬﻩ اﳌﻌ ّﺪات ﻋلـﻰ ﳓـو مـﺮﺑﺢ‪ ،‬وﻳﺘﻀـﺢ مـﻦ ذلـﻚ أ ّن ﻫﻨـاك اﺗﺴـاﻗًا ﰲ ﺣﺴـا ت شـﺮكات اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪،‬‬
‫ﺑــﲔ مــﺪة اﻻﺳــﺘﻬﻼك اﳌــاﱄ أي مــﺪة اﺳــﱰداد كامــﻞ رأس اﳌــال اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ ﰲ ﺳــﺒﻴﻞ اﳒــاز الﻌﻤلﻴــة‪ ،‬ومــﺪة اﻻﺳــﺘﻬﻼك‬
‫الﻀﺮﻳﱯ للﻤﻌ ّﺪات الﱵ ﺗﺮد ﻋلﻴﻬا الﻌﻤلﻴة‪.6‬‬
‫وﻗــﺪ ﺟــاء الــﻨﺺ ﰲ اﻷمــﺮ الﺴــالﻒ الــﺬكﺮ ﻋلــﻰ مــا ﻳلــﻲ‪ ":‬ﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪ مــﺪة اﻹﳚــار اﳌواﻓقــة للﻔــﱰة ﻏــﲑ ﻗاﺑلــة‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬كﻤــا‬‫لﻺلﻐــاء ﺗﻔــاق ﺑــﲔ اﻷط ـﺮاف‪ .‬ﳝﻜــﻦ أن ﺗواﻓــﻖ مــﺪة اﻹﳚــار اﳌــﺪة اﳌﺘوﻗﻌــة للﻌﻤــﺮ اﻻﻗﺘﺼــادي لﻸﺻــﻞ اﳌـ ّ‬
‫ـﺘﻨادا إﱃ ﻗواﻋــﺪ اﻻﺳــﺘﻬﻼك اﶈاﺳــﺒﻴة و‪/‬أو اﳉﺒاﺋﻴــة اﶈـ ّﺪدة ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ الﺘشـﺮﻳﻊ واﳌﺘﻌلّقــة لﻌﻤلﻴــات‬
‫ﳝﻜـﻦ أن ﲢـ ّﺪد اﺳـ ً‬
‫اﳋاﺻة ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري"‪.7‬‬
‫ﻧﻔﻬــﻢ مــﻦ ﻫــﺬا الــﻨﺺ أ ّن اﳌــﺪة ﻳقﺼــﺪ ــا ﺗلــﻚ اﳌواﻓقــة للﻔــﱰة ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء الــﱵ ﻻ ﳝﻜــﻦ إلﻐــاء الﻌقــﺪ‬
‫ـﺆﺟﺮ واﳌﺴ ــﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬ﲝﻴ ــﺚ ﻳﻜ ــون ﺗق ــﺪﻳﺮﻫا ﺣﺴ ــﺐ الﻌﻤ ــﺮ‬ ‫ِ‬
‫ﺧﻼﳍ ــا‪ ،‬وﻳ ــﺘﻢ ﲢﺪﻳ ــﺪﻫا ﻋ ــﻦ طﺮﻳ ــﻖ اﺗﻔ ــاق مش ــﱰك ﺑ ــﲔ اﳌ ـ ّ‬
‫ـﺘﻨادا إﱃ ﻗواﻋ ــﺪ اﻻﻫــﺘﻼك اﶈاﺳــﺒﻴة أو اﳉﺒاﺋﻴــة اﶈ ـ ّﺪدة ﻋــﻦ طﺮﻳ ــﻖ‬
‫اﻻﻗﺘﺼــادي لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬وﳝﻜــﻦ ﲢﺪﻳــﺪﻫا اﺳـ ً‬
‫الﺘش ـﺮﻳﻊ واﻷﻧﻈﻤــة اﳋاﺻــة ﺑﻌﻤلﻴــات اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﻓﻤقارﻧــة ﻫــﺬﻩ اﳌــﺪة ﰲ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول‬
‫ﻧوﻋـا مـا مﻨـﻪ ﰲ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـول الﻌقارﻳـة‪ ،‬الـﱵ ﺗـﱰاوح ﺑـﲔ ﻋشـﺮﻳﻦ إﱃ ﲬﺴـة‬ ‫اﳌﻨقولـة‪ ،‬ﺗﻜـون أطـول ً‬
‫وﻋشﺮﻳﻦ ﺳﻨة‪.8‬‬
‫وﻳﻨــﺘﺞ ﻋــﻦ اﻋﺘﺒــار مــﺪة اﻹﳚــار ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء اﳌﻴــﺰة الﺮﺋﻴﺴــﻴة الــﱵ ﲤﻴّــﺰ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬اﺳــﺘحالة‬
‫ـﺆﺟﺮ طـوال ﻫـﺬﻩ‬
‫إلﻐاؤﻩ مﻦ ﻗﺒﻞ اﻷطﺮاف اﳌﺘﻌاﻗﺪة ﺧﻼل ﺗلﻚ اﳌﺪة‪ ،‬و ـﺬا ﻳـﺘﻤﻜﻦ اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ مـﻦ اﻻﻧﺘﻔـاع ﻷﺻـﻞ اﳌ ّ‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬والــﺬي ﻳــﺘﻤﻜﻦ ﺑــﺪورﻩ مــﻦ ﲢﺪﻳــﺪ ﺑﺪﻗــة مﺒلــﻎ أﻗﺴــاط اﻹﳚــار‬ ‫ِ‬
‫اﳌــﺪة‪ ،‬دون أن ﳜشــﻰ ﻓﺴــﺦ الﻌقــﺪ مــﻦ طــﺮف اﳌـ ّ‬
‫والﻔواﺋﺪ اﳌﺮﺗﺒﻄة ا‪.9‬‬
‫إن ﲢﺪﻳــﺪ مــﺪة اﻹﳚــار مــﻦ طــﺮف اﳌشــﺮع ﰲ اﻷمــﺮ اﳌﺘﻌلــﻖ ﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬و كﻴــﺪﻩ ﻋلــﻰ ﻋــﺪم ﺟ ـواز‬
‫ـاﳌﺆﺟﺮ ﻳﻀـﻤﻦ ﺑـﺬلﻚ‬ ‫ِ‬
‫ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ ﺧﻼﳍا أمﺮ ﰲ ﻏاﻳة اﻷﳘﻴة‪ ،‬اﳍﺪف مﻨـﻪ اﳊﻔـاظ ﻋلـﻰ ﺣقـوق اﻷطـﺮاف اﳌﺘﻌاﻗـﺪة‪ ،‬ﻓ ّ‬
‫ﻋﺪم الوﻗوع ﰲ ﺧﻄﺮ إرﺟاع اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﳍﺬﻩ اﻷﺻول اﳌـﺆ ﱠﺟﺮة‪ ،‬وﺻـﻌوﺑة ﺑﻴﻌﻬـا ﻷﻧّـﻪ ﻏـﲑ ﳐـﺘّﺺ ﰲ ﻫـﺬا ا ـال أو إﻋـادة‬
‫الﺒحــﺚ ﻋــﻦ مﺴــﺘﺄﺟﺮ ﺟﺪﻳــﺪ وﻫــو لــﻴﺲ أمـ ًـﺮا ﺳــﻬﻼً‪ّ ،‬أمــا اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻓﻴﻀــﻤﻦ اﻻﻧﺘﻔــاع لﺘﺠﻬﻴـﺰات واﻵﻻت واﳌﻌ ـ ّﺪات‬
‫ط ـوال ﻓــﱰة اﻹﳚــار اﳌﺘﻔــﻖ ﻋلﻴﻬ ـا ﰲ الﻌقــﺪ لﻴح ّقــﻖ الﻨﺠــاح ﳌشــﺮوﻋﻪ‪ ،‬دون أن ﻳﺘﻌــﺮض ﳋﻄــورة ﻓﺴــﺦ الﻌقــﺪ ومــا ﻳﻨــﺘﺞ‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪53‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫ﻋﻨﻬا مﻦ ﺧﺴارة مالﻴة مﻊ ﻓقﺪاﻧﻪ لﻸﺻول اﳌﺆ ﱠﺟﺮة‪ ،‬وما ﻋلﻴﻪ إﻻّ أن ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺪﻻت اﻹﳚار ﰲ اﳌواﻋﻴـﺪ اﶈـ ّﺪدة ﳍـا دون‬
‫اﻧﺘقاص مﻨﻬا أو ﺧﲑ ﰲ دﻓﻌﻬا‪ ،‬وﻫو ﺑﺬلﻚ ﻳﺘﻔادى الﻨﺘاﺋﺞ الوﺧﻴﻤة الﱵ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ‪.‬‬
‫الﻔرع الﺜاﱐ‪ :‬ﻋقوﺑﺔ ﻓﺴخ الﻌقﺪ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻹﳚار‬
‫ﺣ ـ ّﺪد اﳌش ــﺮع اﳉﺰاﺋ ــﺮي ﻋق ـ ـ ـ ـوﺑة للﻄ ــﺮف ال ــﺬي ألﻐ ــﻰ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري ﺗﺘﻤﺜ ــﻞ ﰲ الﺘﻌ ــوﻳﺾ ﳊﺴ ــاب‬
‫الﻄ ــﺮف اﻵﺧ ــﺮ‪ ،‬وﻫ ــﺬا م ــا ﰎ ال ــﻨﺺ ﻋلﻴ ــﻪ ﺑش ــﻜﻞ ﺻ ـﺮﻳﺢ ﺿ ــﻤﻦ أﺣﻜ ــام اﻷم ــﺮ رﻗ ــﻢ ‪ 1009/96‬اﳌﺘﻌل ــﻖ ﻻﻋﺘﻤ ــاد‬
‫اﻹﳚــاري‪ " :‬إ ّن ﻓﺴــﺦ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري ﺧــﻼل الﻔــﱰة ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء مــﻦ ﻗﺒــﻞ طــﺮف مــﻦ اﻷطـﺮاف‪ ،‬ﲤــﻨﺢ‬
‫الﻄــﺮف اﻵﺧــﺮ ﺣــﻖ الﺘﻌــوﻳﺾ الــﺬي ﳝﻜــﻦ ﲢﺪﻳــﺪ مﺒلﻐــﻪ ﺿــﻤﻦ الﻌقــﺪ ﰲ إطــار ﺑﻨــﺪ ﺧــاص‪ ،‬أوﰲ ﺣالــة اﻧﻌــﺪام ذلــﻚ‪،‬‬
‫الﺘﻌﺴﻔﻲ للﻌقود‪.‬‬
‫اﳌﺨﺘﺼة وﻓقا لﻸﺣﻜام القاﻧوﻧﻴة اﳌﻄﺒّقة ﻋلﻰ الﻔﺴﺦ ّ‬
‫ّ‬ ‫ﻋﻦ طﺮﻳﻖ اﳉﻬة القﻀاﺋﻴة‬
‫ماﻋــﺪا القــوة القــاﻫﺮة أو ﰲ ﺣالــة ﺗﺴــوﻳة ﻗﻀــاﺋﻴة أو إﻓــﻼس أو ﺣــﻞ مﺴــﺒﻖ للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻳﻨﺠــﺮ ﻋﻨــﻪ ﺗﺼــﻔﻴة ﻫــﺬا‬
‫اﻷﺧــﲑ‪ ،‬ﻋﻨــﺪما ﻳﺘﻌلــﻖ اﻷمــﺮ ﺑشــﺨﺺ مﻌﻨــوي‪ ،‬وﺑﺼــﻔة ﻋامــة‪ ،‬مــا ﻋــﺪا ﰲ ﺣالــة ﻋــﺪم ﻗــﺪرة ﺣقﻴقﻴــة للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻋلــﻰ‬
‫شﺨﺼ ـا طﺒﻴﻌﻴً ـا كــان أو مﻌﻨــوً ‪ ،‬ﻓﺈﻧـّـﻪ ﻳﱰﺗّــﺐ ﻋــﻦ ﻓﺴــﺦ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري ﺧــﻼل الﻔــﱰة ﻏــﲑ القاﺑلــة‬
‫ً‬ ‫الوﻓــاء‪،‬‬
‫لﻺلﻐـاء‪ ،‬ﰲ ﺣالـة مــا إذا ﺗﺘﺴـﺒّﺐ ﻓﻴـﻪ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬دﻓـﻊ الﺘﻌوﻳﻀـات اﳌﻨﺼــوص ﻋلﻴﻬـا ﰲ الﻔقـﺮة الﺴــاﺑقة لﺼـاﱀ اﳌــﺆﺟﺮ‪،‬‬
‫ﲝﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳقﻞ مﺒلﻎ الﺘﻌوﻳﻀات ﻋﻦ اﳌﺒلﻎ اﳋاص ﻹﳚارات اﳌﺴﺘح ّقة اﳌﺘﺒ ّقﻴـة‪ ،‬إﻻّ إذا اﺗﻔـﻖ اﻷطـﺮاف ﻋلـﻰ‬
‫ﺧﻼف ذلﻚ ﺿﻤﻦ الﻌقﺪ"‪.‬‬
‫ـﺘﻨادا إﱃ مﺒـﺪأ اﳊﺮﻳـة الﺘﻌاﻗﺪﻳـة وﲪاﻳــة اﳌﺘﻌاﻗـﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻋـﱰف اﳌشـﺮع اﳉﺰاﺋـﺮي ﲝــﻖ الﻄـﺮف اﳌﺘﻀ ِّـﺮر مـﻦ ﻓﺴــﺦ‬‫واﺳ ً‬
‫الﻌقﺪ‪ ،‬ﺧﻼل الﻔﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء ﰲ الﺘﻌوﻳﺾ‪ ،‬وﻳﺘﻢ إدراج ﻫـﺬا اﳊـﻖ كﺒﻨـﺪ ﺧـاص ﰲ الﻌقـﺪ‪ ،‬وﰲ ﺣالـة‬
‫الﺘﻌﺴــﻔﻲ‬
‫اﳌﺨﺘﺼـة ﺗﻄﺒﻴ ًقـا لﻸﺣﻜــام القاﻧوﻧﻴــة اﳌﻄﺒّقــة ﻋلــﻰ الﻔﺴــﺦ ّ‬
‫ّ‬ ‫ﻋـﺪم الــﻨﺺ ﻋلﻴــﻪ ﻳﺴــﻨﺪ اﻷمــﺮ إﱃ اﳉﻬــة القﻀــاﺋﻴة‬
‫ـﺆﺟﺮ ﻳﺴـاوي اﳌﺒلـﻎ اﳋـاص ﻹﳚـارات اﳌﺴـﺘح ّقة‬ ‫ِ‬ ‫‪11‬‬
‫للﻌقود ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗام اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﻔﺴﺦ الﻌقـﺪ ﻳلﺘـﺰم ﺑﺘقـﺪﱘ ﺗﻌـوﻳﺾ للﻤ ّ‬
‫اﳌﺘﺒ ّقﻴة‪ ،‬وﻫﺬا ﰲ ﺣالة ﻋﺪم اﺗﻔاق اﻷطﺮاف ﻋلﻰ ﺧﻼف ذلﻚ‪.12‬‬
‫ـﺆﺟﺮ ــﺬا اﳊــﻖ ﺣــﱴ ﰲ ﺣالــة ﺣــﺪوث ﻗــوة ﻗــاﻫﺮة أوﰲ ﺣالــة ﺗﺴــوﻳة ﻗﻀــاﺋﻴة أو إﻓــﻼس للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ‬ ‫ِ‬
‫وﻳﺘﻤﺘّــﻊ اﳌـ ّ‬
‫شﺨﺼـا طﺒﻴﻌﻴًـا كــان أو مﻌﻨــوً ‪ ،‬ﻋلــﻰ الوﻓــاء‬
‫ً‬ ‫كشــﺨﺺ مﻌﻨــوي‪ ،‬وﺑﺼــﻔة ﻋامــة ﰲ ﺣالــة ﺛﺒــوت ﻋــﺪم ﻗــﺪرة اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﳚوز لﻪ ّإما اﺳﱰداد اﻹﳚارات اﳌﺴﺘح ّقة ﻏﲑ اﳌﺪﻓوﻋة والﱵ ﺳﺘﺴﺘحﻖ ﰲ اﳌﺴـﺘقﺒﻞ واﻷﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬أو ﳑارﺳـة‬
‫امﺘﻴــازﻩ كــﺪاﺋﻦ ﳑﺘــاز ﻋلــﻰ أﺻــول اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ القاﺑلــة للﺘحوﻳــﻞ ﻧقـ ًـﺪا‪ ،‬وﻋﻨــﺪ اﻻﻗﺘﻀــاء ﺣــﱴ ﻋلــﻰ أموالــﻪ اﳋاﺻــة ﻋﻤ ـﻼً‬
‫ـاﺑقا‪ ،‬وﻳلــﻲ ﻫــﺬا اﻻمﺘﻴــاز مﺒاشــﺮة اﻻمﺘﻴــازات اﳌﻨﺼــوص ﻋلﻴﻬــا ﰲ‬
‫ﺣﻜــام اﳌــادة ‪ 23‬مــﻦ اﻷمــﺮ ‪ 09/96‬اﳌــﺬكور ﺳـ ً‬
‫اﳌادﺗﲔ ‪ 990‬و‪ 991‬مﻦ القاﻧون اﳌﺪﱐ‪ ،13‬واﳌﺘﻤﺜلة ﰲ ﺣقوق اﻻمﺘﻴـاز الـواردة ﻋلـﻰ اﳌﻨقـول كاﳌﺼـارﻳﻒ القﻀـاﺋﻴة‬
‫واﳌﺒالﻎ اﳌﺴﺘح ّقة للﺨﺰﻳﻨة الﻌامة مﻦ ﺿﺮاﺋﺐ ورﺳوم وكﺬا ﺗلﻚ اﳋاﺻة ﻷﺟﺮاء‪ ،‬وﻳﺘﻢ ﳑارﺳة ﻫـﺬا اﳊـﻖ ﰲ أي وﻗـﺖ‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪54‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫ﺧﻼل ﺳﺮ ن مﺪة الﻌقﺪ وﺑﻌﺪ اﻧقﻀاﺋﻪ‪ ،‬ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﺗﺴﺠﻴﻞ رﻫﻦ ﺣﻴازي ﺧاص ﻋلﻰ مﻨقوﻻت اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ لـﺪى كﺘاﺑـة‬
‫اﳌﺨﺘﺼة‪ ،‬أو ﺗقﻴﻴﺪ رﻫﻦ ﻗاﻧوﱐ ﻋلﻰ كﻞ ﻋقار ﳝﺘلﻜﻪ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋلﻰ مﺴﺘوى ﺣﻔﻆ الﺮﻫون‪.14‬‬
‫ّ‬ ‫ﺿﺒﻂ اﶈﻜﻤة‬
‫ﺗﺘﻀـﻤﻦ مﻌﻈـﻢ ﻋقـود اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري شـﺮوطًا ﺗﻀـﻤﻦ ﳍـا ﻗﻴﻤـة اﳋﺴـاﺋﺮ الـﱵ ﻗـﺪ ﻳﺘﻌـﺮض ﳍـا اﻷطـﺮاف‬
‫ﺟﺮاء ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ‪ ،‬وذلـﻚ مـﻦ ﺧـﻼل الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ الـﺬي ُﳚﺴـﺪ الـﺪور اﻻﻗﺘﺼـادي ﳍـﺬا الﻌقـﺪ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﺗﺘﻌـﺮض‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮة إﱃ ﳐاطﺮ ﺗﻜلﻔﻬا ﻧﻔقات ﻫﻈـة ﰲ ﺣالـة ﻋـﺪم ﺗﻨﻔﻴـﺬ الﻌقـﺪ ﺑﺼـورة كاملـة‪ ،‬ﻓﺄﳘﻴـة الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ‬
‫الشﺮكة ّ‬
‫ﺗﻜﻤـﻦ ﰲ الﺘﻌـوﻳﺾ ﻋـﻦ ﻗﻴﻤـة اﳋﺴـاﺋﺮ الـﱵ ﻗـﺪ ﺗﺘﻌـﺮض ﳍـا ﻫـﺬﻩ الشـﺮكات‪ ،‬وﰲ اﳌقاﺑـﻞ ﲤﺜـﻞ ﺟـﺰاءات رادﻋـة‬
‫مﺮة ﻗﺒﻞ اﲣاذ ﻗﺮارﻩ ﺑﻔﺴﺦ الﻌقﺪ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺮت الﻌادة ﻋلـﻰ ﲢﺪﻳـﺪ‬‫لﻨﺴﺒة للﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﲝﻴﺚ ﲡﻌلﻪ ﻳﻔﻜﺮ أكﺜﺮ مﻦ ّ‬
‫كﺒﲑا مﻨﻬا ﻳﻜون ﻋلﻰ ﺳﺒﻴﻞ الﺘﻌوﻳﺾ‪.15‬‬
‫الشﺮط اﳉﺰاﺋﻲ ﲟﺠﻤوع اﻷﻗﺴاط الﺒاﻗﻴة ﺣﱴ اﻳة الﻌقﺪ‪ ،‬وﺟاﻧﺒًا ً‬
‫ّأما ﻋﻦ الﺘشﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي وطﺒ ًقا لﻨﺺ اﳌادة ‪ 176‬مﻦ القاﻧـون اﳌﺪﱐ وﻧﺼوص اﳌواد الﱵ ﺗلﻴﻬا‪ ،‬ﻓﺈﻧّﻪ ﳚوز‬
‫ـﺪما ﻋلـﻰ ﻗﻴﻤـة الﺘﻌـوﻳﺾ‪ ،‬وﻳـﺘﻢ إدراج ﻫـﺬا اﻻﺗﻔـاق ّإمـا ﰲ الﻌقـﺪ ذاﺗـﻪ أو ﰲ اﺗﻔـاق‬
‫لﻄـﺮﰲ الﻌقــﺪ اﻻﺗﻔـاق مق ً‬
‫ﺻلحا‪.16‬‬
‫ﻻﺣﻖ‪ ،‬شﺮط أن ﻳﺘﻢ اﻻﺗﻔاق الﻼﺣﻖ ﻗﺒﻞ الﻔﺴﺦ‪ ،‬ﻷﻧّﻪ إذا ﰎ ﺑﻌﺪ الﻔﺴﺦ ﻳﻌﺘﱪ ً‬
‫وﻗـﺪ ﺟـاء الـﻨﺺ ﻋلـﻰ الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ ﰲ أﺣﻜـام اﻷمـﺮ ‪ 09/96‬كﻤـا ﻳلـﻲ‪ ":‬إ ّن ﻓﺴـﺦ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد‬
‫اﻹﳚاري ﺧﻼل الﻔﱰة ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء مﻦ ﻗﺒﻞ طﺮف مﻦ اﻷطﺮاف‪ ،‬ﲤﻨﺢ الﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺣﻖ الﺘﻌوﻳﺾ الﺬي‬
‫ﻳقﻞ مﺒلﻎ الﺘﻌوﻳﺾ إذا كان اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﰲ ﺣالة‬ ‫ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ مﺒلﻐﻪ ﺿﻤﻦ الﻌقﺪ ﰲ إطار ﺑﻨﺪ ﺧاص‪"..،‬ﻋلﻰ أﻻﱠ ّ‬
‫ﻋﺪم ﻗﺪرة ﺣقﻴقﻴة ﻋﻦ الوﻓـاء ﻋـﻦ اﳌﺒلـﻎ اﳋـاص ﻹﳚـارات اﳌﺴـﺘحقة اﳌﺘﺒقﻴـة‪ ،‬والـﱵ ﺗﻌﺘـﱪ ﰲ ﻫـﺬﻩ اﳊالـة ﲟﺜاﺑـة‬
‫ﺗﻌوﻳﺾ اﺗﻔاﻗﻲ ﻋﻦ ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ إﻻّ إذا وﺟﺪ اﺗﻔاق ﻋلﻰ ﺧﻼف ذلﻚ‪.17‬‬
‫وﳝﻜﻦ أن ﳛﺘوي مﺒلﻎ الﺘﻌوﻳﺾ ﻋﻼوة ﻋلﻰ أﻗﺴاط اﻹﳚـار اﳌﺴـﺘح ّقة وﻏـﲑ اﳌﺪﻓوﻋـة مـﻊ كـﻞ ملحقا ـا‪،‬‬
‫مﺒلﻐًا مالﻴًـا ﻳﻌـادل ﳎﻤـوع أﻗﺴـاط اﻹﳚـار الـﱵ ﱂ ﳛـﻦ وﻗـﺖ اﺳـﺘحقاﻗﻬا ﻋﻨـﺪ رﻳـﺦ ﻓﺴـﺦ الﻌقـﺪ‪ ،‬وكـﺬا اﳊقـوق‬
‫الﻀﺮاﺋﺐ والﺮﺳوم اﳌﺴﺘحقة للﻤﺴﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬وﻏالﺒًا ما ﻳﻔوق اﳉﺰاء اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻪ ﰲ ﻫﺬا الشﺮط مقﺪار الﻀﺮر الﺬي‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬وﺑـﺬلﻚ ﻳﻜـون الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ اﳍـادف‬ ‫ِ‬
‫ﳊـﻖ اﳌـﺆﺟﺮ ﻓﻀـﻼً ﻋـﻦ إلـﺰام اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ ﺑـﺮد اﻷﺻـول ﳏـﻞ الﻌقـﺪ إﱃ اﳌ ّ‬
‫ِﳊَـﺚ اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ ﻋلـﻰ ﺗﻨﻔﻴـﺬ الﺘﺰاماﺗـﻪ ُﳎ ِح ًﻔـا ﲝقــﻪ‪ ،‬لﻜـﻦ ﰲ اﳌقاﺑـﻞ مـﻨﺢ اﳌشـﺮع ﺳـلﻄة ﺗقﺪﻳﺮﻳـة ﳝﻜﻨـﻪ مـﻦ ﺧﻼﳍـا‬
‫ﲣﻔـﻴﺾ الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ‪ ،‬ﰲ ﺣالـة ﺗﻨﻔﻴـﺬ اﳌـﺪﻳﻦ اﻻلﺘـﺰام اﻷﺻـلﻲ ﰲ ﺟـﺰء مﻨـﻪ‪ ،‬وﰲ ﺣالـة مـا إذا أﺛﺒـﺖ اﳌـﺪﻳﻦ أ ّن‬
‫الـﺪاﺋﻦ ﱂ ﻳلحقـﻪ ﺿـﺮر ﺑﺴـﺒﺐ إﺧﻼلـﻪ لﺘﺰامـﻪ الﺘﻌاﻗـﺪي‪ ،‬وﺑـﺬلﻚ ﻓﺈﻧّـﻪ ﲰـﺢ لﻸطـﺮاف ﲝﺮﻳـة اﻻﺗﻔـاق ﻋلـﻰ ﻗﻴﻤـة‬
‫ﺗﺒﻌـا للحالـة اﳌﻌﺮوﺿـة‬
‫الﺘﻌـوﻳﺾ‪ ،‬ومـﻨﺢ للقاﺿـﻲ ﺳـلﻄة الﺮﻗاﺑـة ﻋلـﻰ الشـﺮط اﳉﺰاﺋـﻲ إذ ﳝﻜﻨـﻪ إلﻐـاء ﻫـﺬا الشـﺮط ً‬
‫أمامﻪ‪ ،18‬وﰲ القاﻧون اﳌقارن ﳒـﺪ اﳌشـﺮع الﺘوﻧﺴـﻲ ﻗـﺪ ﻧـﺺ ﻋلـﻰ أ ّن ﻋقـﺪ اﻹﳚـار اﳌـاﱄ ﳜﻀـﻊ لﻸﺣﻜـام الﻌامـة مـا ﱂ‬
‫ﺗﺘﻌارض مﻊ ﻫﺬا القاﻧون‪ ،‬وﻳقﺼﺪ ﺑﺬلﻚ ﻋﺪم ﺗﻌارض اﻷﺣﻜام الﻌامة مﻊ القاﻧون اﳋاص ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.19‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪55‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ الﺜاﱐ‪ :‬البنـود اﳌﺘﺼﻠﺔ ﻧﺘهـاء ﻣﺪة اﻹﳚار‬


‫إن ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري اﳋ ــاص ﳌﻨق ــوﻻت ل ــﻪ ﻧ ــوﻋﲔ اﻷول ﻳﺘﻌل ــﻖ ﳌﻨق ــوﻻت اﳌادﻳ ــة والﺜ ــاﱐ ﺧ ــاص‬
‫ﻷمـ ـوال اﳌﻌﻨوﻳ ــة‪ ،‬ﻓ ــاﻷول ﳏلﱡ ــﻪ ﻳﻜ ــون آﻻت أو ﻋﺘ ــاد أو ﲡﻬﻴ ـ ـﺰات‪ّ ،‬أم ــا ﰲ الﺜ ــاﱐ ﻓﻴﻜ ــون ّإم ــا ﳏ ـ ـﻼّت ﲡارﻳ ــة أو‬
‫مﺆﺳﺴات ﺣﺮﻓﻴة‪ ،‬و لﻨﺴـﺒة ﳌـﺪة إﳚـار ﻫـﺬﻩ اﻷﺻـول ﻓﺈ ّ ـا ﺗﺒـﺪأ مـﻦ رﻳـﺦ ﺗﺴـلﻴﻢ اﻵﻻت أو اﳌﻌـ ّﺪات ﳏـﻞ الﻌقـﺪ إﱃ‬
‫اﳌش ــﺮوع اﳌﺴ ــﺘﻔﻴﺪ )اﳌﺴ ــﺘﺄﺟﺮ( وﻓ ًقـ ـا ل ــﻨﺺ الﻌق ــﺪ إذا ﺗﻌل ــﻖ اﻷم ــﺮ ﲟﻨق ــوﻻت مادﻳ ــة‪ ،‬وﺗﺴ ــلﻴﻢ اﶈـ ـﻼّت الﺘﺠارﻳ ــة أو‬
‫اﳌﺆﺳﺴات اﳊﺮﻓﻴة وكﻞ ما ﻳﺘﻌلﻖ ا كالﻌﻨوان الﺘﺠـاري واﻻﺳـﻢ الﺘﺠـاري والﻌﻼمـة الﺘﺠارﻳـة إذا ﺗﻌلـﻖ اﻷمـﺮ ﲟﻨقـوﻻت‬
‫مﻌﻨوﻳة‪ ،‬ﻓﺈذا ﱂ ﻳﺮد ﻧﺺ ﳛ ّﺪد ﻫﺬا الﺘارﻳﺦ ﻳﺘﻢ الﺒحﺚ ﻋﻦ ﻧﻴة طﺮﰲ الﻌقﺪ لﺘحﺪﻳﺪ ذلﻚ الﺘارﻳﺦ‪.20‬‬
‫وﺗﺒــﺪأ ﻋﻤلﻴًـا مــﺪة الﻌقــﺪ مــﻦ الﺘــارﻳﺦ الﻔﻌلــﻲ الــﺬي ﻳﺴــﺘلﻢ ﻓﻴــﻪ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ اﻷم ـوال موﺿــوع الﻌقــﺪ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ أن ﻳــﺘﻢ‬
‫ـورد أو الﺒــاﺋﻊ‪ ،‬وﻳﻜـون ﳍـﺬا الﺘــارﻳﺦ دور كﺒـﲑ ﰲ ﲢﺪﻳـﺪ ﺑـﺪء ﺳــﺮ ن الﻌقـﺪ ﻋﻨـﺪ ﻋــﺪم وﺟـود ﻧـﺺ ﳛـ ّﺪد‬ ‫شـﺮاؤﻫا مـﻦ اﳌ ّ‬
‫موﻋــﺪ الﺘﺴــلﻴﻢ‪ ،‬وﲤﺘــﺪ مــﺪة الﻌقــﺪ ﺣــﱴ اﻧﺘﻬــاء اﳌــﺪة اﶈـ ّﺪدة اﳌﺘﻔــﻖ ﻋلﻴﻬــا‪ ،‬أو ﺣــﱴ اﻧﺘﻬــاء الﻌﻤــﺮ اﳌﻔــﱰض ﻻﺳــﺘﻬﻼك‬
‫اﻷموال موﺿوع الﻌقﺪ‪.21‬‬
‫‪22‬‬
‫ﻳﻌ ـ ّﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري ﻋق ــﺪا رﺿ ــاﺋﻴًا‪ ،‬إذ أ ّن الﻌق ــﺪ الﺮﺿ ــاﺋﻲ ﻳﻜﻔ ــﻲ ﻻﻧﻌق ــادﻩ ﺗواﻓ ــﻖ إرادﰐ ط ــﺮﰲ الﻌق ــﺪ‬
‫وذلﻚ ﻗﱰان اﻹﳚـاب مﻊ القﺒول‪ ،‬ورﻏﻢ أ ّن اﻹرادة كاﻓﻴة لوﺟود الﻌقﺪ إﻻّ أ ّ ا ﻏﲑ كاﻓﻴـة لﺼـحﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺠـﺐ أن ﻳﻜـون‬
‫ـحﻴحا ﺧــال مــﻦ الﻌﻴــوب الــﱵ ﻗــﺪ ﺗﻌﱰﻳــﻪ وﻫــﻲ الﻐلــﻂ اﻹك ـﺮاﻩ الﺘــﺪلﻴﺲ واﻻﺳــﺘﻐﻼل‪ ،23‬وﻳﱰﺗـّـﺐ ﻋلــﻰ ﲣلــﻒ ركــﻦ‬ ‫ﺻـ ً‬
‫‪24‬‬
‫ـادرا مـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ﻧ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الﺮﺿا أو وﺟود ﻋﻴﺐ رادة أﺣﺪ اﻷطﺮاف ﺑﻄﻼن الﻌقـﺪ ﺑﻄـﻼ ً مﻄل ًقـا أو ﺑﻄـﻼ ً ﻧﺴـﺒﻴًا ﲝﺴـﺐ اﳊالـة‬
‫ﻳشوب إرادة اﻷطﺮاف مﺜﻞ ﻫﺬﻩ الﻌﻴوب إﻻ ﰲ ﺣالـة ﻏلـﻂ ﰲ اﳌﻌلومـات الـﱵ ﺗﻄلﺒﻬـا اﳌﺆﺳﺴـة اﳌالﻴـة‪ ،‬للوﻗـوف ﻋلـﻰ‬
‫اﳌﺮكﺰ اﳌاﱄ للﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻗﺒﻞ اﳌواﻓقة ﻋلـﻰ الﺘﻤوﻳـﻞ‪ ،‬وﻫـﺬا ﰲ ﺣالـة اﺳـﺘﻌﻤال اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﺣـﻴﻼً ﺗﺪلﻴﺴـﻴة‪ ،‬كـﺄن ﻳقـﺪم ﺣالـة‬
‫ـﺆﺟﺮ مـﻦ دراﺳـة‬ ‫ِ‬
‫مﻐاﻳﺮة ﳌﺮكﺰﻩ اﳌاﱄ ﳉﻌﻞ اﳌﺆﺳﺴة اﳌالﻴة ﺗﺘﻌاﻗﺪ مﻌﻪ‪ ،‬وﻻﺑﺪ مﻦ الﺮﺿا ﰲ ﺑﺪاﻳـة الﻌقـﺪ‪ ،‬ﺣـﱴ ﻳـﺘﻤﻜﻦ اﳌ ّ‬
‫اﳌﺮكﺰ اﳌاﱄ للﻤﺴﺘﺄﺟﺮ لﺘﺄﰐ مﺮﺣلة ﺗوﻓﲑ اﻷموال‪ ،‬ﻓﺈذا ﰎ اﻻﺗﻔاق ﻋلﻰ ذلﻚ ﳛﺼﻞ الﺮﺿا وﻳﱪم الﻌقﺪ‪ ،‬و ﻳﺒـﺪأ الﻌقـﺪ‬
‫ـﺆﺟﺮة ﳛـ ّﺪد ﻓﻴـﻪ اﻷﺻـول اﻹﻧﺘاﺟﻴـة الـﱵ ﳛﺘــاﺟﻬا‪ ،‬ﻓـﻴﻔحﺺ اﳌـﺆﺟﺮ طلـﺐ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﻄلﺐ اﺳﺘﺌﺠار مﻦ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ إﱃ الشﺮكة اﳌ ّ‬
‫اﳌﺴﺘـﺄﺟﺮ وﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮارﻩ ﳐﺘ ًـارا دون إلﺰام لقﺒـول أو الـﺮﻓﺾ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻗﺒـﻞ ﲤوﻳـﻞ مشـﺮوع اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ اﻧﻌقـﺪ الﻌقـﺪ وﻳـﺮد الﺮﺿـا‬
‫ﻋلﻰ كاﻓة ﺑﻨود الﻌقﺪ‪.25‬‬
‫إن الﻄلﺐ اﳌق ّﺪم مـﻦ اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﰲ ﻫـﺬﻩ اﳌﺮﺣلـة دﻋـوة للﺘﻔـاوض‪ ،‬ﻷﻧّـﻪ ﻏـﲑ مﺘﻀـﻤﻦ الﻌﻨاﺻـﺮ اﻷﺳاﺳـﻴة للﻌقـﺪ‬
‫ﻻﺣقا‪ ،‬وﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﺘﱪ إﳚا ً ﺑﻞ ﻫو ﳎ ﱠﺮد دﻋوة للﺘﻌاﻗﺪ أو الﺘﻔاوض‪ ،26‬كﻤا ﺗﻌﺘـﱪ اﻹﳚـارات‬ ‫الﱵ ﺳﻴﺘﻢ اﻻﺗﻔاق ﻋلﻴﻬا ً‬
‫والقﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ واﻻﺧﺘﻴــار اﳌﻤﻨــوح للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨــﺪ اﻧﺘﻬــاء ﻓــﱰة اﻹﳚــار ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء‪ ،‬مــﻦ ﺑــﲔ‬
‫الﺒﻨــود اﳌلﺰمــة الــﱵ ﻧــﺺ ﻋلﻴﻬــا اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ﰲ اﳌ ـواد ‪ 15 ،14 ،13‬مــﻦ اﻷمــﺮ‪ ،09/96‬وﺗﺘﻌلــﻖ ﻫــﺬﻩ القﻴــود‬
‫ﺑﻔﱰة ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري وﻋﻨﺪ اﻧﺘﻬاﺋﻬا‪.‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪56‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫إن ﲢﺪﻳــﺪ ﻗﻴﻤــة اﻷﺟــﺮة ﰲ ﻋقــﺪ اﻹﳚــار الﻌــادي ﻳﺘحـ ّﺪد ﺑقــوى الﻌــﺮض والﻄلــﺐ‪ ،‬كﻤــا ﳜﻀــﻊ ﲢﺪﻳــﺪ مقــﺪارﻫا‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ واﳌﺴ ــﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬وﺗل ــﻚ اﳌقﺪم ــة ﺿ ــﺮورﻳة لقﻴ ــاس م ــﺪى اﺗﺴ ــاق أﺣﻜ ــام ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد‬
‫للﻤﺴ ــاومة ﺑ ــﲔ اﳌﺘﻌاﻗ ــﺪﻳﻦ اﳌ ـ ّ‬
‫اﻹﳚاري ﰲ شﺄن الﺘﺰام اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ لوﻓاء ﻷﺟﺮة‪ ،‬وذلﻚ اﳌﻔﻬوم اﳌﺒﺪﺋﻲ لﻌقـﺪ اﻹﳚـار ﰲ ﺻـورﺗﻪ الﺘقلﻴﺪﻳـة ومـا ﻳﱰﺗّـﺐ‬
‫ﻋلﻴﻪ مﻦ ﺿواﺑﻂ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ مقﺪار اﻷﺟﺮة‪ ،‬وﰲ ﺳﺒﻴﻞ مﻌﺮﻓة الﻜﻴﻔﻴة الﱵ ﻳﺘح ّﺪد ا مقـﺪار اﻷﺟـﺮة الـﱵ ﻳلﺘـﺰم اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ‬
‫ﺑــﺪﻓﻌﻬا طﺒ ًق ـا لﻌقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﻻﺑــﺪ مــﻦ ﲢﺪﻳــﺪ الﻌﻨاﺻــﺮ الﺪاﺧلــة ﰲ ﺗﻜــوﻳﻦ ﺗلــﻚ اﻷﺟــﺮة والوﻗــوف ﻋلــﻰ‬
‫مﺘحﺮك‪.27‬‬
‫مﻌﺪﻻت أﻗﺴاطﻬا اﶈ ّﺪدة ﰲ الﻌقﺪ‪ ،‬وما إذا كان ﻳﺘﻢ الوﻓاء ا ﲟوﺟﺐ شﺮط الﺪﻓﻊ ﲟﻌﺪل ِّ‬
‫قﺴـ ًـﻤا إﱃ مﺴــﺘحقات‬ ‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ اﻷﺻــﻞ مــﻦ اﳌــوﱠرد ُم ّ‬
‫وﻻ ﻳــﺘﻢ ذلــﻚ إﻻ ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ ﲢﺪﻳــﺪ الﺴــﻌﺮ الــﺬي أشــﱰى ﺑــﻪ اﳌـ ّ‬
‫ـﺆﺟﺮ لﻸﺻــﻞ موﺿــوع الﻌقــﺪ كﻤﺼــارﻳﻒ الﻨقــﻞ والﺘــﺄمﲔ والﺼــﻴاﻧة‪ ،‬وﻫــامﺶ ال ـﺮﺑﺢ أو‬ ‫ِ‬
‫مﺘﺴــاوﻳة‪ ،‬وأﻋﺒــاء اﺳــﺘﻐﻼل اﳌـ ّ‬
‫اﳌﺨﺼﺼة ﻻﺣﺘﻴاﺟات ﻋﻤلﻴات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الﻔواﺋﺪ اﳌﻜاﻓﺌة للﻤﺨاطﺮ ﻋلﻰ القﺮض واﳌوارد الﺜاﺑﺘة‬
‫ـﺘﻨادا إﱃ ﲦــﻦ شـﺮاء اﻷﺻــﻞ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﺗلﺠــﺄ شــﺮكات اﻻﻋﺘﻤــاد‬
‫وﺑﻨــاءً ﻋلــﻰ مــا ﺗقــﺪم ﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪ مقــﺪار اﻷﺟــﺮة اﺳـ ً‬
‫اﻹﳚــاري إﱃ ﲢﺪﻳــﺪ اﻷﺟــﺮة ﻋلــﻰ أﺳــاس ﻧﺴــﺒة مﺌوﻳــة ﺑﺘــة مــﻦ رأس اﳌــال اﳌﺴــﺘﺜﻤﺮ‪ ،‬ﻓﻴﻤــا ﻳﻌــﺮف ﻷﺟــﺮة اﻷﺳاﺳــﻴة‬
‫والﱵ ﻋلﻰ أﺳاﺳﻬا ﻳﺘﻢ اﺣﺘﺴاب ﳐﺘلﻒ أﻗﺴاط اﻷﺟﺮة الﱵ ﻳلﺘﺰم اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺴﺪادﻫا‪.28‬‬
‫وﻧﻈﺮا ﻷﳘﻴة اﻷﺟﺮة اﻗﺘﺼاد ً كو ا ﺗﻌـود لـﺮﺑﺢ ﻋلـﻰ شـﺮكة الﺘـﺄﺟﲑ‪ ،‬وﺗـوﻓﺮ الﺘﻤوﻳـﻞ للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ دون اﻧﺘقـاص‬ ‫ً‬
‫أﻳﻀ ـا اﻻﺧﺘﻴــار اﳌﻤﻨــوح للﻤﺴ ــﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨــﺪ اﻧﺘﻬــاء ﻓــﱰة اﻹﳚــار‪ ،‬ﺳــﻨﺘﻨاول اﻹﳚــارات والقﻴﻤ ــة‬
‫مــﻦ رأس مالــﻪ اﳋــاص‪ ،‬و ً‬
‫اﳌﺘﺒقﻴــة لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆﺟﺮ )ﻛﻔــرع أول(‪ ،‬ﰒ ﻧﺘﻨــاول اﻻﺧﺘﻴــار اﳌﻤﻨــوح للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨــﺪ اﻧﺘﻬــاء ﻓــﱰة اﻹﳚــار ﻏــﲑ القاﺑلــة‬
‫لﻺلﻐاء )ﻛﻔرع ن(‪.‬‬
‫الﻔرع اﻷول‪ :‬اﻹﳚارات والقﻴﻤﺔ اﳌﺘبقﻴﺔ لﻸﺻﻞ اﳌﺆﺟر‬
‫لق ــﺪ ﺟ ــاء ﰲ ﻧ ــﺺ اﳌ ــادة ‪ 14‬م ــﻦ اﻷم ــﺮ ‪ 09/96‬اﳌﺘﻌل ــﻖ ﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري‪ ،‬م ــا ﻳ ــﺪل ﻋل ــﻰ ﳏﺘ ــو ت‬
‫ﻓﺒﲔ لﻨا كﻴﻔﻴة ﲢﺪﻳﺪ ﳕﻂ دﻓﻊ اﻹﳚار‪ ،‬ومﱴ ﺗـﺪﻓﻊ أﻗﺴـاط اﻹﳚـار‬ ‫ومﻜو ت ﻗﻴﻤة ﺑﺪل اﻹﳚار‪ّ ،‬أما ﻧﺺ اﳌادة ‪ّ 15‬‬
‫أي الﺼﻔة الﺪورﻳة الﺬي اﺗﻔﻖ ﻋلﻴﻬا أطﺮاف الﻌقﺪ‪.29‬‬
‫وﻓﻴﻤــا ﳜــﺺ اﻹﳚــارات والقﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة ﳍــا ﻓقــﺪ ﺟــاء الــﻨﺺ ﻋلــﻰ مــا ﻳلــﻲ‪ " :‬ماﻋــﺪا وﺟــود اﺗّﻔــاق ﳐــالﻒ ﺑــﲔ‬
‫اﻷطﺮاف‪ ،‬ومﻬﻤا كاﻧﺖ م ّﺪة الﻔﱰة ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء الواردة ﰲ اﳌادة ‪ 12‬مﻦ ﻫﺬا اﻷمـﺮ‪ ،‬ﻳﺘﻀـﻤﻦ مﺒلـﻎ اﻹﳚـارات‬
‫الﺬي ﳚﺐ أن ﻳﺪﻓﻌﻪ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ للﻤﺆﺟﺮ ما ﰐ‪:‬‬
‫قﺴـ ًـﻤا إﱃ مﺴــﺘح ّقات مﺘﺴــاوﻳة اﳌﺒلــﻎ ﺗﻀــاف إلﻴﻬــا القﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة الــﱵ ﳚــﺐ‬
‫‪ -‬ﺳــﻌﺮ ش ـﺮاء اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ُم ّ‬
‫دﻓﻌﻬا ﻋﻨﺪ مﺰاولة ﺧﻴار الشﺮاء‪.‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪57‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫اﳌﺆﺟﺮ اﳌﺘّﺼلة ﻷﺻﻞ‪ ،‬موﺿوع الﻌقﺪ‪.‬‬


‫‪ -‬أﻋﺒاء اﺳﺘﻐﻼل ّ‬
‫اﳌﺨﺼﺼ ـ ــة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ﻫـ ــامﺶ ﻳﻄ ـ ــاﺑﻖ اﻷر ح أو الﻔواﺋـ ــﺪ اﳌﻜاﻓﺌ ـ ــة للﻤﺨـ ــاطﺮ اﳌﱰﺗّﺒ ـ ــة ﻋل ـ ــﻰ القـ ــﺮض واﳌ ـ ـوارد الﺜّاﺑﺘ ـ ــة‬
‫ﻻﺣﺘﻴاﺟات ﻋﻤلﻴة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري"‪.30‬‬
‫وﻓﻴﻤــا ﻳﺘﻌلــﻖ ﺑﺘحﺪﻳــﺪ كﻴﻔﻴــة ﳕــﻂ أﻗﺴــاط اﻹﳚــار واﺧﺘﻴــار اﳌــﺪة الﺪورﻳــة الــﱵ ﺗــﺪﻓﻊ ﺧﻼﳍــا‪ ،‬ﻓقــﺪ ورد الــﻨﺺ‬
‫اﺳﺘﻨادا إﱃ مﻨاﻫﺞ ﳏ ّﺪدة ﻋﻦ طﺮﻳﻖ الﺘشﺮﻳﻊ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﻋلﻴﻬا كﻤا ﻳلﻲ‪ " :‬ﲢ ّﺪد اﻹﳚارات ﺣﺴﺐ ﳕﻂ مﺘﻨاﻗﺺ أو ﺧﻄﻲ‬
‫ﺗﺪﻓﻊ اﻹﳚارات ﺣﺴﺐ دورﻳّة ﲣﺘارﻫا اﻷطﺮاف اﳌﻌﻨﻴّة ﺑﻌقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري "‪.31‬‬
‫وﲢـ ّﺪد أﻗﺴــاط اﻹﳚــار ﺣﺴــﺐ ﳕــﻂ مﺘﻨــاﻗﺺ أوﺧﻄــﻲ‪ ،‬وﺗــﺪﻓﻊ ﻋلــﻰ ﻓـﱰات دورﻳــة ﺣﺴــﺐ مــا ﰎ اﻻﺗﻔــاق ﻋلﻴــﻪ‬
‫ﺑــﲔ اﻷطـﺮاف )ﻓﺼــلﻴة كــﻞ ﺛﻼﺛــة أشــﻬﺮ‪ ،‬ﺳﺪاﺳــﻴة كــﻞ ﺳــﺘة أشــﻬﺮ‪ ،‬ﺳــﻨوﻳة كــﻞ ﺳــﻨة(‪ ،‬كﻤــا ﳚــﺐ أن ﲢـ ّﺪد ﺑﻄﺮﻳقــة‬
‫ﺗﻨازلﻴة‪ ،‬ﺑقﺼﺪ إﺣﺪاث ﺗﻼزم ﺑﲔ ﺗﻜلﻔة اﻷﺻﻞ وﻋواﺋﺪ اﺳﺘﺨﺪامﻪ‪.32‬‬
‫ّأما القﻴﻤـة اﳌﺘﺒقﻴـة ) ‪ (valeur résiduelle‬ﻓﻬـﻲ ﻋﺒـارة ﻋـﻦ ﺟـﺰء مـﻦ مﺒلـﻎ اﻻﺳـﺘﺜﻤار اﻷﺻـلﻲ الﺒـاﻗﻲ ﻏـﲑ‬
‫مﻬﺘلــﻚ ﺑﻌــﺪ ﺗﺴــﺪﻳﺪ آﺧــﺮ إﳚــار‪ ،‬وﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪ ﻫــﺬﻩ القﻴﻤــة ﰲ الﻌقــﺪ ﺣﻴــﺚ ﺗ ـﱰاوح ﺑــﲔ واﺣــﺪ ﰲ اﳌاﺋــة إﱃ ﻋشــﺮة ﰲ‬
‫اﳌاﺋــة ﺣﺴــﺐ اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬وﺑﻌﺒــارة أﺧــﺮى ﺗﻌﺘــﱪ القﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة الﺴــﻌﺮ الــﺬي ﻳﺪﻓﻌــﻪ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ للﻤــﺆﺟﺮ ﻋﻨــﺪ اﻳــة‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬وكلﻤــا كاﻧــﺖ ﻫــﺬﻩ القﻴﻤــة ﺿــﺌﻴلة كلﻤــا كــان ﺧﻴــار الش ـﺮاء مــﻦ طــﺮف اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ‬ ‫الﻌقــﺪ ﻻكﺘﺴــاب اﻷﺻــﻞ اﳌـ ّ‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ اﳌش ــاكﻞ الﻨاﲡ ــة ﻋــﻦ اﺳ ــﱰﺟاع اﻷﺻ ــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ وﲣﺰﻳﻨ ــﻪ وﲢﻤ ــﻞ ﳐــاطﺮ ﺑﻴﻌ ــﻪ‪ ،33‬وﺗﻌﺘ ــﱪ‬
‫ﳑﻜﻨــا‪ ،‬و ــﺬا ﻳﺘﻔ ــادى اﳌـ ّ‬
‫اﻹﳚــارات والقﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ مــﻦ الﺒﻨــود اﳌلﺰمــة الــﱵ ﻻ ﳚــوز ﻷط ـﺮاف ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول‬
‫اﳌﻨقولة ﳐالﻔﺘﻬا‪ ،‬وﲟا أ ّن أﻫﻢ الﺘﺰام ﻳقﻊ ﻋلﻰ ﻋاﺗﻖ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻫو اﻻلﺘﺰام ﺑـﺪﻓﻊ أﻗﺴـاط اﻹﳚـار‪ ،‬ﻓـﺈ ّن اﻹﺧـﻼل ﺑـﻪ ﻳﻌـ ّﺪ‬
‫مــﻦ اﻷﺳــﺒاب الــﱵ ﺗــﺆدي إﱃ طلــﺐ الﻔﺴــﺦ‪ ،‬ﺣــﱴ أﻧـّـﻪ ﻋــﺪم دﻓــﻊ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ لقﺴــﻂ واﺣــﺪ مﻨﻬــا ﻳﻌﻄــﻲ للشــﺮكة اﳌــﺆﺟﺮة‬
‫اﳊﻖ ﰲ ﻓﺴـﺦ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري واﺳـﱰداد اﻷﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬ولـو دون وﺟـود شـﺮط ﻓاﺳـﺦ ﰲ الﻌقـﺪ‪ ،‬ووﺟـود أي‬
‫ـﺆﺟﺮة ﺑﻀـﺮورة‬ ‫ِ‬
‫ﻻزما إﻋﺬار اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ مـﻦ طـﺮف الشـﺮكة اﳌ ّ‬ ‫ﺑﻨﺪ ﳐالﻒ ﰲ الﻌقﺪ ﻳُﻌ ّﺪ الﺒﻨﺪ طﻞ والﻌقﺪ ﺻحﻴﺢ‪ ،‬وﻳﺒقﻰ ً‬
‫ﻳوم ـا لــﺬلﻚ‪ ،‬وﰲ ﺣالــة ﻋــﺪم الﺘﻨﻔﻴــﺬ ﻋلﻴــﻪ أن ﻳﺘوﻗــﻒ ﻋــﻦ اﻻﻧﺘﻔــاع ﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‬ ‫ﺗﻨﻔﻴــﺬ الﺘﺰامــﻪ ومﻨحــﻪ مﻬلــة ‪ً 15‬‬
‫وﻳﺮدﻩ إﱃ الشﺮكة ﰲ اﻷﺟـﻞ اﶈـ ّﺪد ﰲ اﻹﻋـﺬار‪ ،‬ﻹﺿـاﻓة إﱃ دﻓـﻊ مﺒلـﻎ الﺘﻌـوﻳﺾ ﻋـﻦ الﻔﺴـﺦ الـﺬي ﳝﻜـﻦ أن ﻳﻜـون‬ ‫ّ‬
‫ﳏـ ـ ّﺪد ﰲ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري‪ ،‬وﻻ ﻳق ــﻞ ﻋ ــﻦ أﻗﺴ ــاط اﻹﳚ ــار اﳌﺴ ــﺘح ّقة الﺒاﻗﻴ ــة‪ ،‬وﰲ ﺣال ــة ﻋ ــﺪم ﲢﺪﻳ ــﺪ مﺒل ــﻎ‬
‫‪34‬‬
‫ﺗﻌﺮﻓﻨـا ﻋلـﻰ اﻹﳚـارات والقﻴﻤـة‬ ‫الﺘﻌوﻳﺾ ﰲ الﻌقﺪ ﳛـ ّﺪدﻩ القاﺿـﻲ ﺑﻌـﺪ رﻓـﻊ دﻋـوى اﳌﻄالﺒـة ﺑﻔﺴـﺦ الﻌقـﺪ ‪ ،‬وﺑﻌـﺪ مـا ّ‬
‫ﺳﻨﺘﻌﺮف ﻋلﻰ اﻻﺧﺘﻴار اﳌﻤﻨوح للﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨﺪ اﻧﺘﻬاء ﻓﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء‪.‬‬ ‫اﳌﺘﺒقﻴة لﻸﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ‪ّ ،‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪58‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫الﻔرع الﺜاﱐ‪ :‬اﻻﺧﺘﻴار اﳌﻤنوح لﻠﻤﺴﺘﺄﺟر ﻋنﺪ اﻧﺘهاء ﻓﱰة اﻹﳚار‬


‫إن اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﲢـﺪث ﰲ اﻷمـﺮ ‪ 09/96‬اﳌﺘﻌلـﻖ ﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬ﻋلـﻰ اﻻﺧﺘﻴـار اﳌﻤﻨـوح للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ‬
‫ﻋﻨــﺪ اﻳــة مــﺪة اﻹﳚــار اﶈ ـ ّﺪدة ﰲ الﻌقــﺪ ﳚــاز‪ ،‬مــﻦ ﺧــﻼل مــادة واﺣــﺪة ذكــﺮت ﺛﻼﺛــة ﺧﻴــارات وﻫــﻲ ش ـﺮاء اﻷﺻــﻞ‬
‫ـﺆﺟﺮ إﱃ مالﻜـﻪ‪،‬‬
‫مقاﺑﻞ دﻓﻊ ﻗﻲ ﻗﻴﻤﺘﻪ‪ ،‬أو ﲡﺪﻳـﺪ الﻌقـﺪ مقاﺑـﻞ دﻓـﻊ ﻗﻴﻤـة اﻹﳚـار اﳌﺘﻔـﻖ ﻋلﻴﻬـا‪ ،‬أو إﻋـادة اﻷﺻـﻞ اﳌ ّ‬
‫وﻗﺪ ورد الﻨﺺ ﻋلﻰ الﻨحو الﺘاﱄ‪ " :‬ﳝﻜﻦ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬ﻋﻨﺪ اﻧقﻀاء ﻓﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء وﺑﺘقﺪﻳﺮ مﻨﻪ ﻓقﻂ‪:‬‬
‫‪ّ -‬إما أن ﻳشﱰي اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ مقاﺑﻞ دﻓﻊ ﻗﻴﻤﺘﻪ اﳌﺘﺒ ّقﻴة كﻤا ﰎّ ﲢﺪﻳﺪﻫا ﰲ الﻌقﺪ‪.‬‬
‫وإما أن ﻳﻌﻴﺪ ﲡﺪﻳﺪ اﻹﳚار لﻔﱰة ومقاﺑﻞ دﻓﻊ إﳚار ﺗﺘّﻔﻖ ﻋلﻴﻪ اﻷطﺮاف‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫اﳌﺆﺟﺮ للﻤﺆﺟﺮ"‪.35‬‬
‫وإما أن ﻳﺮد اﻷﺻﻞ ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ﻗﺼــﺮ ﺗﻄﺒﻴــﻖ ﻫــﺬا اﳋﻴــار ﻋلــﻰ‬
‫و لﺮﺟــوع إﱃ اﳌــادة ‪ 11‬مــﻦ اﻷمــﺮ الﺴــالﻒ الــﺬكﺮ‪ ،‬ﳒــﺪ أ ّن اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ّ‬
‫ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚـاري اﳌــاﱄ دون اﻷﻧـواع اﻷﺧـﺮى‪ ،‬وﻳﻌﺘـﱪ ﺧﻴـار الشـﺮاء )‪ (option d' achat‬مـﻦ أﻫـﻢ الﺒﻨـود‬
‫اﻹلﺰامﻴـة ﰲ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬ﻋﺘﺒـارﻩ اﳌﻌﻴـار اﳌﻤﻴّـﺰ ﳍـﺬا اﻷﺧـﲑ ﻋـﻦ ﻏـﲑﻩ مـﻦ الﻌقـود‪ ،‬وﻳـﺘﻢ مﺰاولـة ﻫـﺬا اﳊـﻖ‬
‫ـﺆﺟﺮ للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬الـﺬي ﻳـﺰاول ﺣـﻖ ﺧﻴـار الشـﺮاء‬ ‫ِ‬
‫ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﺳلوك ﻗواﻋﺪ الوﻋﺪ لﺒﻴﻊ اﻷﺣـادي اﳉاﻧـﺐ مـﻦ طـﺮف اﳌ ّ‬
‫ﻋﻨــﺪ اﻳــة الﻌقــﺪ‪ ،‬وﻋﻤلﻴً ـا ﳚــﺐ أن ﻳﻔﺼــﺢ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ ﻋــﻦ إرادﺗــﻪ لش ـﺮاء ﻗﺒــﻞ اﻳــة مــﺪة ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪،‬‬
‫وﻳﻜــون ذلــﻚ ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ دﻓــﻊ اﳌﺒلــﻎ اﳌﺘﻔــﻖ ﻋلﻴــﻪ ﻋﻨــﺪ إﺑ ـﺮام الﻌقــﺪ أي القﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة‪ ،‬مــﻊ اﻷﺧــﺬ ﺑﻌــﲔ اﻻﻋﺘﺒــار ﻋﻨــﺪ‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬وﻫــﺬا مــا ﳚﻌــﻞ ﺳــﻌﺮ الش ـﺮاء ﻋــادة أﻗــﻞ مــﻦ القﻴﻤــة اﳊقﻴقﻴــة‬ ‫ِ‬
‫ﲢﺪﻳــﺪ ﺳــﻌﺮ الش ـﺮاء اﻷﻗﺴــاط الﺴــاﺑﻖ دﻓﻌﻬــا للﻤـ ّ‬
‫‪36‬‬
‫الﺘامــة ﳌﺰاولﺘــﻪ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﳝﻨــﻊ‬
‫ّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ﻳ‬
‫ﺮ‬ ‫ﳊ‬ ‫ـﻊ‬‫ـ‬ ‫ﺘ‬‫ﻳﺘﻤ‬ ‫ـﺬي‬‫ـ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ـﺘﺄﺟﺮ‬‫ـ‬ ‫ﺴ‬‫للﻤ‬ ‫ً‬ ‫ـاﻧو‬‫ـ‬ ‫ﻗ‬ ‫ل‬‫و‬‫ﱠ‬ ‫ـ‬ ‫ﳐ‬ ‫ـﻖ‬
‫ـ‬ ‫ﺣ‬ ‫اء‬
‫ﺮ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺧ‬ ‫ـﱪ‬
‫ـ‬ ‫ﺘ‬ ‫وﻳﻌ‬ ‫‪،‬‬ ‫لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ إﺟﺒارﻩ ﻋلﻰ ذلﻚ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ﻋلﻰ ّ‬
‫ـﺆﺟﺮ ﺧـﻼل مـﺪة‬ ‫ِ‬
‫وﰲ ﺣالة رﻏﺒـة اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﰲ اﺳـﺘﻌﻤال ﻫـﺬا اﳊـﻖ‪ ،‬ﻳـﺘﻢ إرﺳـال رﺳـالة مﻀـﻤوﻧة الوﺻـول إﱃ اﳌ ّ‬
‫ﻳوما ﻋلﻰ اﻷﻗﻞ ﻗﺒﻞ الﺘارﻳﺦ اﳌﺘﻔﻖ ﻋلﻴﻪ ﳌﻤارﺳة اﳋﻴار لشـﺮاء‪ ،‬ﻳﻌلـﻦ ﻓﻴﻬـا ﻋـﻦ رﻏﺒﺘـﻪ ﰲ شـﺮاء اﻷﺻـﻞ‪،‬‬ ‫ﲬﺴة ﻋشﺮﻩ ً‬
‫وﻳﺘﻢ إﺛﺒات ﻫﺬا اﳊﻖ لﺪى اﳌوﺛﻖ ﺑﻌقـﺪ ﻗـﻞ للﻤلﻜﻴـة‪ ،‬مـﻊ إﺗﺒـاع كاﻓـة اﻹﺟـﺮاءات القاﻧوﻧﻴـة اﳌﺘﻌلّقـة لﺒﻴـﻊ واﻹشـﻬار‬
‫ـﺆﺟﺮ ﳊﻈـة اﻹﲤـام الﻔﻌلـﻲ للﺒﻴـﻊ‪،‬‬ ‫اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ القواﻧﲔ اﳌﻌﻤول ا‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ رﻳﺦ ﲢﺮﻳـﺮ الﻌقـﺪ الﺮﲰـﻲ لﻸﺻـﻞ اﳌ ّ‬
‫وذلﻚ ﺑﻐﺾ الﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻋﺪم ﻗﻴام اﻷطﺮاف اﳌلﺘﺰمة ﺟـﺮاءات اﻹشـﻬار الـﱵ ﺗﺒقـﻰ ﻋلـﻰ ﻋـاﺗقﻬﻢ‪ ،37‬وﺑﺘﻨﻔﻴـﺬ اﻷطـﺮاف‬
‫لﻼلﺘﺰامــات الﺘﻌاﻗﺪﻳــة ﻳﻨﺘﻬــﻲ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــار وﳛــﻞ ﳏلّــﻪ ﻋقــﺪ الﺒﻴــﻊ‪ ،‬ﺗﻨﺒﺜــﻖ ﻋﻨــﻪ ﻋﻼﻗــات ﺟﺪﻳــﺪة ﺗ ـﺮﺑﻂ ﺑــﲔ‬
‫مش ــﱰي و ﺋ ــﻊ‪ ،‬وﺗ ــﺰول مﻌﻬ ــا الﻌﻼﻗ ــة ال ــﱵ كاﻧ ــﺖ ﺗ ـﺮﺑﻂ اﳌ ــﺆﺟﺮ ﳌﺴ ــﺘﺄﺟﺮ‪ ،38‬ﻏ ــﲑ أﻧّــﻪ إذا أﺧلﱠــﺖ الش ــﺮكة اﳌ ــﺆﺟﺮة‬
‫لﺘﺰامﻬا ﺑﻨقﻞ ملﻜﻴة اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ إذا مـارس ﺣقـﻪ ﰲ ﺧﻴـار الشـﺮاء ﻋﻨـﺪ اﻳـة مـﺪة الﻌقـﺪ‪ ،‬ﻓاﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﻻ‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪59‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫ُﳝﻜﻨـﻪ اﳌﻄالﺒــة ﺑﻔﺴـﺦ الﻌقــﺪ ﻷ ّن مﺪﺗـﻪ ﺗﻜــون ﻗـﺪ اﻧﺘﻬــﺖ‪ ،‬وإّﳕـا ﻳﻄلــﺐ ﺗﻨﻔﻴـﺬ الوﻋــﺪ لﺒﻴـﻊ اﳌلــﺰم ﳉاﻧـﺐ واﺣــﺪ ﺗﻨﻔﻴـ ًﺬا‬
‫طﺒقا للقواﻋﺪ الﻌامة‪.‬‬
‫ﻋﻴﻨﻴًا أو اﳌﻄالﺒة لﺘﻌوﻳﺾ ﻋﻦ الﺘﻨﻔﻴﺬ الﻌﻴﲏ ً‬
‫وﰲ ﺣالــة ﻋــﺪم اﺳــﺘﻌﻤال اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ ﺣــﻖ ﺧﻴــار الش ـﺮاء ﻓﺈﻧـّـﻪ ﻳﺘﻤﺘــﻊ ﲞﻴــارﻳﻦ آﺧ ـﺮﻳﻦ وﳘــا‪ّ :‬إمــا أن ﻳﻌﻴــﺪ اﻷﺻــﻞ‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬أو ﻳﻄلــﺐ ﲡﺪﻳــﺪ اﻹﳚــار مقاﺑــﻞ دﻓــﻊ ﺑــﺪل إﳚــار ﻏالﺒً ـا مــا ﻳﻜــون أﻗــﻞ مــﻦ ﺑــﺪل اﻹﳚــار اﶈ ـ ّﺪد ﰲ‬ ‫ِ‬
‫اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ للﻤـ ّ‬
‫‪39‬‬
‫ﺧﺺ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة ﺑﺒﻨـود ملﺰمـة دون ﻏـﲑﻩ مـﻦ‬ ‫اﻹﳚار اﻷول ‪ ،‬ورﻏﻢ أ ّن اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ّ‬
‫ـودا اﺧﺘﻴارﻳــة ﺧاﺻــة ﺑــﻪ ولﻸطـﺮاف ﺣﺮﻳــة اﻻﺗﻔــاق ﻋلﻴﻬــا مــﻦ ﻋﺪمــﻪ‪،‬‬
‫الﺼــور اﻷﺧــﺮى‪ ،‬ﻓلــﻢ ﻳﻜﺘﻔــﻲ ﺑــﺬلﻚ ﺑــﻞ وﺿــﻊ ﺑﻨـ ً‬
‫وﺗﺼﺒﺢ ملﺰمة ﻷطﺮاف الﻌقﺪ ﻋﻨﺪ اﻻﺗﻔاق ﻋلﻴﻬا ﻳﺴﺘحﺴﻦ الﺘﻌﺮض ﳍا ﰲ )اﳌبﺤﺚ اﳌواﱄ(‪.‬‬
‫اﳌبﺤﺚ الﺜاﱐ‪ :‬البنود اﳌﻠﺰﻣﺔ ﺗﻔاق اﻷﻃراف )اﻻﺧﺘﻴاريﺔ(‬
‫لق ــﺪ ﺣ ــﺪد اﳌش ــﺮع اﳉﺰاﺋ ــﺮي الش ــﺮوط الش ــﻜلﻴة لﻌق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري‪ ،‬ﲟوﺟ ــﺐ اﳌﺮﺳ ــوم الﺘﻨﻔﻴ ــﺬي رﻗـ ــﻢ‬
‫‪ 90/06‬اﳌــﺆرخ ﰲ ‪ 20‬ﻓﻴﻔــﺮي ‪ ،2006‬ﺣﻴــﺚ ﻳــﺘﻢ إشــﻬار ﻋﻤلﻴــات اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري ﰲ اﳌﺮكــﺰ الــوطﲏ للﺴــﺠﻞ‬
‫الﺘﺠاري‪ ،‬وأﺟـاز ﰲ الﺒـاب اﻷول ﺿـﻤﻦ القﺴـﻢ الﺜـاﱐ مـﻦ الﻔﺼـﻞ الﺜالـﺚ لﻸمـﺮ رﻗـﻢ ‪ 09/96‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪10‬ﺟـاﻧﻔﻲ‬
‫‪ 1996‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪ ،‬و لﺘحﺪﻳﺪ ﰲ اﳌادﺗﲔ‪ 18 ،17‬ﺑﻌﺾ الﺒﻨـود اﻻﺧﺘﻴارﻳـة الـﱵ ﺗﺼـﺒﺢ ملﺰمـة ﻋﻨـﺪ‬
‫اﺗﻔاق أطﺮاف ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﻋلﻴﻬا‪.40‬‬
‫اﳌﺆﺟﺮ وامﺘﻴازاﺗﻪ القاﻧوﻧﻴة‪ ،‬وكﺬا ﺣقوق اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـول‬ ‫ِ‬
‫كﻤا أﻧﻪ ﺗﻨاول ﺣقوق ّ‬
‫اﳌﻨقولة ﰲ اﳌواد مﻦ ‪ 19‬إﱃ ‪ 31‬مﻦ ﻧﻔﺲ اﻷمﺮ‪ ،‬وﻗﺒـﻞ الﺘﻄـﺮق للﺒﻨـود اﳌلﺰمـة ﺗﻔـاق اﻷطـﺮاف أو اﻻﺧﺘﻴارﻳـة ‪،‬كـان‬
‫م ــﻦ الواﺟ ــﺐ ﻋلﻴﻨ ــا أن ﻧﺘﻄ ــﺮق للش ــﺮوط الش ــﻜلﻴة لﺘﻜ ــوﻳﻦ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري لﻸﺻ ــول اﳌﻨقول ــة ﰲ )اﳌﻄﻠ ــﺐ‬
‫اﻷول‪ ،‬ﰒ ﻧﺘﻄﺮق للﺒﻨود اﻻﺧﺘﻴارﻳة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة ﰲ )الﻄﻠﺐ الﺜاﱐ(‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬الشروط الشﻜﻠﻴﺔ لﻌقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌنقولﺔ‬
‫اﻷﺻ ــﻞ ﰲ الﻌق ــود أ ّ ــا رﺿ ــاﺋﻴة أي ﺗﻨﻌق ــﺪ ﲟﺠـ ـ ﱠﺮد ﺗﺮاﺿ ــﻲ ط ــﺮﰲ الﻌق ــﺪ دون اﳊاﺟ ــة إﱃ ش ــﻜﻞ مﻌ ـ ّـﲔ‪ ،‬وﻫ ــو‬
‫الﻐالﺐ ﰲ الﻌقود الﺘﺠارﻳة‪ ،‬ﻏﲑ أﻧّﻪ ﳋﺼوﺻﻴة ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري وما ﻗﺪ ﻳﻨشـﺄ ﻋـﻦ ﺣﻴـازة اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ لﻸﺻـﻞ مـﻦ‬
‫ذمـة‬
‫وﺿﻊ ﻇاﻫﺮي ﻳـوﺣﻲ للﻐـﲑ ﻧّـﻪ مالـﻚ لـﻪ‪ ،‬ﻓﻴﻌ ّـول ﻋلﻴـﻪ ﻋﺘﺒـارﻩ ﻋﻨﺼ ًـﺮا مـﻦ الﻀـﻤان الﻌـام للـﺪاﺋﻨﲔ اﳌق ّـﺮر ﳍـﻢ ﰲ ّ‬
‫اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬ﻓﻤــﻦ شــﺄن ذلـﻚ أن ﳜلــﻖ ﺣالــة ﻳﺴـﺮ ﻇــاﻫﺮ للﻤﺴــﺘﻔﻴﺪ ﺗـﺰداد ﻋواﻗﺒــﻪ إذا كــان اﻷﺻـﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬مــﻦ الﻌﻨاﺻــﺮ‬
‫اﳍامــة الــﱵ ﻳﻌـ ﱠول ﻋلﻴﻬــا الﻐــﲑ ﳌــﻨﺢ اﺋﺘﻤ ــاﻧﻪ للﻤﺴــﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬ولــﺬا ﻓــﺈ ّن اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ﻗــﺪ أﺧﻀــﻊ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد‬
‫القﻴﻤﻴــة ّ‬
‫اﻹﳚــاري ﻹﺟ ـﺮاءات شــﻬﺮ مﻌﻴّﻨــة ﲪاﻳــة للﻐــﲑ‪ ،‬وﻻ ﺳــﻴﻤا داﺋــﲏ اﳌشــﺮوع اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ ﺧاﺻــة مﻨﻬــا الﻌقــود ال ـواردة ﻋلــﻰ‬
‫اﳌﻨقول‪ ،‬وﻋقود اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول ﻏﲑ اﳌﻨقولة ﲣﻀﻊ كﺬلﻚ للشﻬﺮ‪.41‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪60‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫ﺳﻨقﺴــﻢ الشــﺮوط الشــﻜلﻴة لﺘﻜــوﻳﻦ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول اﳌﻨقولــة إﱃ ﻋﻨﺼ ـﺮﻳﻦ‪ :‬ﻧﺘﻌــﺮض‬
‫ولــﺬلﻚ ّ‬
‫للﻜﺘاﺑ ــة ﰲ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري لﻸﺻ ــول اﳌﻨقول ــة ﰲ )الﻔـ ــرع اﻷول(‪ ،‬ﰒ ﻧﺘﻌ ــﺮض لش ــﻬﺮ ﻋﻤلﻴ ــات اﻻﻋﺘﻤـ ــاد‬
‫اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة ﰲ )الﻔرع الﺜاﱐ(‪.‬‬
‫الﻔرع اﻷول‪ :‬الﻜﺘاﺑﺔ ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌنقولﺔ‬
‫رﻏـﻢ أن ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري مــﻦ الﻌقــود الﺮﺿــاﺋﻴة‪ ،‬إﻻ أن الﻌــﺮف ﻗــﺪ ﺟــﺮى ﻋلــﻰ كﺘاﺑــة ﻫــﺬا الﻌقــﺪ ﲤﻬﻴـ ًـﺪا‬
‫ﻻﲣ ــاذ إﺟـ ـﺮاءات ش ــﻬﺮﻩ ﺣ ــﱴ ُﳛ ــﺘﺞ ﺑ ــﻪ ﰲ مواﺟﻬ ــة الﻐ ــﲑ‪ ،‬وﺳ ــﻨﺘﻌﺮض ﻷﳘﻴ ــة الﻜﺘاﺑ ــة كوﺳ ــﻴلة إﺛﺒ ــات ول ــﻴﺲ ركﻨًـ ـا‬
‫لﻼﻧﻌقاد‪ ،‬ﰒ ﻧﺘﻌﺮض لوﺳاﺋﻞ إﺛﺒات ﻫﺬا الﻌقﺪ ﻋلﻰ الﻨحو الﺘاﱄ‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬أﻫـﻤـﻴـﺔ الﻜـﺘـاﺑـﺔ‬
‫ﱂ ﻳﻨﺺ اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﻋلﻰ شﺮط الﻜﺘاﺑة ﰲ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ﳚـﺐ كﺘاﺑﺘـﻪ ﻻﲣـاذ إﺟـﺮاءات‬
‫شﻬﺮﻩ‪ ،‬وﻫﺬا ما ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ مﻦ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 3/2‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 90/06‬الﱵ أوﺟﺒـﺖ إﺟـﺮاء القﻴـﺪ ﰲ أﺟـﻞ‬
‫ﺛﻼﺛﲔ ﻳوما اﺑﺘﺪاءً مﻦ رﻳﺦ إمﻀـاء الﻌقـﺪ‪ ،42‬ﻓالﻜﺘاﺑـة وإن ﱂ ﻳـﺘﻢ الـﻨﺺ ﻋلﻴﻬـا ﺑشـﻜﻞ ﺻـﺮﻳﺢ إﻻ أ ـا مﻄلوﺑـة‪ ،‬ﻷﻧـﻪ‬
‫ﻻ ﳝﻜــﻦ ﺗﺼــور اﻹمﻀــاء دون كﺘاﺑــة ﻏــﲑ أ ـا كﺘاﺑــة ﻋﺮﻓﻴــة ﻷن اﳌشــﺮع أشــار إﱃ اﻹمﻀــاء وﻫــو مــﻦ شــﺮوط الﻜﺘاﺑــة‬
‫الﻌﺮﻓﻴـة‪ ،43‬ﻷﻧـﻪ لـو كاﻧـﺖ الﻜﺘاﺑـة رﲰﻴـة لـﻨﺺ اﳌشـﺮع ﺻـﺮاﺣة ﻋلـﻰ وﺟـوب ﲢﺮﻳـﺮ ﻫـﺬا الﻌقـﺪ لـﺪى اﳌوﺛـﻖ أو ﺿـاﺑﻂ‬
‫ﻋﻤومﻲ‪.44‬‬
‫ﻧﺴــﺘﺨلﺺ ﳑـّـا ﺳــﺒﻖ ﺑﻴاﻧــﻪ أن للﻜﺘاﺑــة أﳘﻴــة كﺒــﲑة ﰲ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﻷ ــا ﺗﺘﻀــﻤﻦ الﺒﻴــا ت الــﱵ ﻻ‬
‫ﺗ ــﱰك ل ــﺬاكﺮة اﻷطـ ـﺮاف‪ ،‬وﲣﺘل ــﻒ الﻜﺘاﺑ ــة ﰲ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري لﻸﺻ ــول ﻏ ــﲑ اﳌﻨقول ــة ﻋ ــﻦ م ــا ﻫ ــو مق ـ ّـﺮر ﰲ‬
‫مﻄلقـا‪ ،‬وﻳﺜـﲑﻩ القاﺿـﻲ مـﻦ‬ ‫اﻷﺻول اﳌﻨقولـة‪ ،‬ﻓﺘﻌﺘـﱪ الﻜﺘاﺑـة ركـﻦ لﻼﻧﻌقـاد وﻳﱰﺗـﺐ ﻋلـﻰ ﲣلﻔﻬـا ﺑﻄـﻼن الﻌقـﺪ ﺑﻄـﻼ ً ً‬
‫ﺗلقاء ﻧﻔﺴﻪ وﻻ ﳚوز لﻸطﺮاف اﻻﺗﻔاق ﻋلﻰ ﳐالﻔﺘﻪ‪ّ ،‬أما ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚـاري للﻤﻨقـوﻻت ﻓالﻜﺘاﺑـة ﻫـﻲ وﺳـﻴلة‬
‫لﻺﺛﺒــات ولﻴﺴــﺖ لﻼﻧﻌقــاد‪ ،‬ومــﻦ ﻫﻨــا ﻳﺜــور الﺘﺴــاؤل ﺣــول مــا إذا كاﻧــﺖ الﻜﺘاﺑــة ﻫــﻲ الوﺳــﻴلة الوﺣﻴــﺪة ﻹﺛﺒــات ﻋقــﺪ‬
‫اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة أم ﻫﻨاك وﺳاﺋﻞ أﺧﺮى؟‪ ،‬وﻫو ما ﺳﻨحاول اﻹﺟاﺑة ﻋلﻴﻪ ﰲ الﻌﻨﺼﺮ اﳌواﱄ‪.‬‬
‫ﻧﻴًا‪ :‬وساﺋﻞ إﺛبات ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‬
‫ﻳﻌﺘ ــﱪ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري م ــﻦ الﻌق ــود الﺘﺠارﻳ ــة‪ ،‬وﺗﻌﺘ ــﱪ ﻗاﻋ ــﺪة ﺣﺮﻳ ــة اﻹﺛﺒ ــات ﰲ اﳌـ ـواد الﺘﺠارﻳ ــة م ــﻦ‬
‫اﳌقومات اﻷﺳاﺳﻴة‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﳚوز إﺛﺒات الﻌقـود الﺘﺠارﻳـة ﺑﻜاﻓـة الﻄـﺮق لـﺬلﻚ ﺗﺜﺒـﺖ الﻌقـود الﺘﺠارﻳـة ﺑﺴـﻨﺪات رﲰﻴـة‪،‬‬
‫ﺳﻨﺪات ﻋﺮﻓﻴة‪ ،‬ﻓاﺗورة مقﺒولة‪ ،‬الﺮﺳاﺋﻞ و لﺒﻴّﻨة ‪ ،45‬ولﻜﻦ ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚـاري ﳒـﺪ اﳌشـﺮع ﻳﺴـﺘلﺰم إﺛﺒـات ﻫـﺬا‬
‫ﺧﺮوﺟـا ﻋـﻦ ﻗاﻋـﺪة اﻹﺛﺒـات ﰲ الﻌقـود الﺘﺠارﻳـة‪ ،‬ﻋلـﻰ اﻋﺘﺒـار أن ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‬
‫الﻌقﺪ لﻜﺘاﺑة‪ ،‬وﻫﺬا ﻳﻌﺘﱪ ً‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪61‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫مــﻦ الﻌقــود الﺘﺠارﻳــة‪ ،46‬وﻫــﺬا اﳋــﺮوج اﻗﺘﻀــﺘﻪ ﺿــﺮورات اﻗﺘﺼــادﻳة وﻓﻨﻴــة أملــﺖ ﻋلــﻰ اﳌﺘﻌاﻗــﺪﻳﻦ وﺟــوب كﺘاﺑــة ﻫــﺬا‬
‫الﻌقــﺪ‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﳜﺘلــﻒ ﻋــﻦ ﻏــﲑﻩ مــﻦ الﻌقــود الﺘﺠارﻳــة‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻳﺘﻀــﻤﻦ شــﺮوطًا مﻌ ّقــﺪة وﺑﻴــا ت ﺗﻔﺼــﻴلﻴة ﺗﺘﻌلــﻖ ﻷﺻــﻞ‬
‫اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬وﺣالﺘــﻪ وأط ـﺮاف الﻌقــﺪ ومﺪﺗــﻪ واﻻلﺘﺰام ــات اﳌلقــاة ﻋلــﻰ ﻋ ــاﺗﻖ أطﺮاﻓــﻪ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻏاﻳ ــة ﰲ الﺪﻗــة ﻳﺼــﻌﺐ ﺗﺮكﻬ ــا‬
‫للــﺬاكﺮة‪ ،‬وﳑـّـا ﻻشــﻚ ﻓﻴــﻪ أن مــا ﳛﺘــوي ﻋلﻴــﻪ الﻌقــﺪ ﰲ مﺮاﺣلــﻪ اﳌﺨﺘلﻔــة مــﻦ اﻻﻧﻌقــاد إﱃ ﺗﺮﺗــﺐ اﻵ ر واﻻﻧقﻀــاء‪ ،‬ﻻ‬
‫ﳝﻜﻦ إﺛﺒا ا ﺑﻐﲑ الﻜﺘاﺑة‪ ،‬ﻓﺈذا ﱂ ﻳﻜﻦ الﻌقﺪ مﻜﺘوً ﻻ ﳝﻜﻦ مﻌﺮﻓة مﱴ ﻳﺒـﺪأ الﻌقـﺪ وكﻴـﻒ ﺗﱰﺗـﺐ آ رﻩ ومـﱴ ﻳﻨﺘﻬـﻲ‪،‬‬
‫وﻏﲑﻫــا مــﻦ اﳌﺴــاﺋﻞ الــﱵ ﻻ ﳝﻜــﻦ الــﺘحﻜﻢ ﻓﻴﻬــا إﻻ إذا كاﻧــﺖ مﻜﺘوﺑــة ﺑشــﻜﻞ واﺿــﺢ ومﻔﻬــوم ﲟـّـا ﻻ ﻳــﺪع أي ﳎــال‬
‫للﺘﺄوﻳﻞ‪ ،‬وكﻞ ذلﻚ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ مﻊ اﻹﺛﺒات لوﺳاﺋﻞ اﻷﺧﺮى كالﺒﻴّﻨة مﺜﻼً‪.47‬‬
‫الﻔرع الﺜاﱐ‪ :‬ﺷهر ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌنقولﺔ‬
‫إن ﻋﺪم شـﻬﺮ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري ﻳﻀـﺮ ﲟﺼـاﱀ الﻐـﲑ اﳌﺘﻌامـﻞ مـﻊ اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬إذ ﻳقـﻊ الﻐـﲑ ﰲ ﻏلـﻂ ﺣـول‬
‫لﺬمﺘــﻪ اﳌالﻴــة الــﱵ ﻳﺘشــﻜﻞ مﻨﻬــا الﻀــﻤان الﻌــام‬
‫ﻳﺴــﺮ اﳌﺴــﺘﻔﻴﺪ إذا اﻋﺘــﱪ اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ﻋﻨﺼـ ًـﺮا مــﻦ الﻌﻨاﺻــﺮ اﻻﳚاﺑﻴــة ّ‬
‫لﺪاﺋﻨﻴـﻪ‪ ،‬وكـان مـﺮاد الﺘشـﺮﻳﻌات الـﱵ أوﺟﺒـﺖ ﻧﻈـام الشـﻬﺮ القـاﻧوﱐ لﻌقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري ﻫـو ﲪــاﻳة مﺼـاﱀ الﻐـﲑ‪،‬‬
‫ﻋﻦ طﺮﻳﻖ رد الوﺿـﻊ الﻈـاﻫﺮ الﻨـاﺟﻢ ﻋـﻦ ﺣﻴـازة اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ لﻸﺻـﻞ ورﻓـﻊ الﻐلـﻂ ﺣـول ﺣقﻴقـة ﻳﺴـﺮﻩ‪ ،‬ﻓﻌـﻦ طﺮﻳـﻖ إشـﻬار‬
‫ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﻳﻌلﻢ الﻜــاﻓة ﲟلﻜﻴـة شـﺮكة اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـﻞ وﺣقﻴقـة الﻄـاﺑﻊ اﳌـادي والﻌﺮﺿـﻲ ﳊﻴـازة‬
‫اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ لﻪ‪.‬‬
‫وﻳﺰﻳــﺪ مــﻦ أﳘﻴــة ﺧﻀــوع ﻋقــود اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري للشــﻬﺮ إﺑـﺮام ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري الﻼﺣــﻖ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن‬
‫اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻳﻜون مال ًﻜا لﻸﺻـﻞ اﺑﺘـﺪاء ﰒ ﻳقـوم ﺑﺒﻴﻌـﻪ إﱃ شـﺮكة اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري وﳛـﺘﻔﻆ ﲝﻴازﺗـﻪ ﻋلـﻰ ﺳـﺒﻴﻞ اﻹﳚـار‪،‬‬
‫ﻓﻔـﻲ ﻫــﺬﻩ اﳊالــة ﻻ ﻳﻜــون ﰲ مقــﺪور الﻐــﲑ أن ﻳَﺘﺒـ ﱠـﲔ ﲢــول ﺣﻴـازة اﳌﺴــﺘﻔﻴﺪ لﻸﺻــﻞ مــﻦ ﺣﻴــازة ﻗاﻧوﻧﻴــة إﱃ ﳎـ ﱠﺮد ﺣﻴــازة‬
‫مادﻳة‪ ،‬مـﻊ مـا ﻗـﺪ ﻳﱰﺗّـﺐ ﻋلـﻰ ذلـﻚ مـﻦ اﻧﺘقـاص للﻀـﻤان الﻌـام للـﺪاﺋﻨﲔ إذا ﱂ ﻳﻌـﺪ اﻷﺻـﻞ ﳑلوًكـا للﻤﺴـﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬لـﺬلﻚ‬
‫ـﲑا مـا ﺧـﺬ‬
‫ﻻ ﻳﺜور أدﱏ شﻚ ﺣول وﺟود مﺼلحة للﻐﲑ ﰲ إشﻬار ﻋقود اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬ومـﻦ ﺣﻴـة أﺧـﺮى كﺜ ً‬
‫القﻀاء ﻷوﺿاع الﻈاﻫﺮة‪ ،‬ﻋﻨﺪما ﻳﺜور الﻨﺰاع ﺑﲔ مالﻚ اﻷﺻﻞ اﳊقﻴقﻲ وداﺋﲏ ﺣاﺋﺰ ﻫﺬا اﻷﺻﻞ‪.48‬‬
‫ﻓﺒﻴﻨﻤــا ﻳﻄالــﺐ اﻷول ﺳــﱰدادﻩ ﻳﺘﻤﺴــﻚ اﻵﺧــﺮون لﺘﻨﻔﻴــﺬ ﻋلﻴــﻪ ﻋﺘﺒــارﻩ ﻋﻨﺼـ ًـﺮا مــﻦ ﻋﻨاﺻــﺮ الﻀــﻤان الﻌــام‬
‫ذمــة مــﺪﻳﻨﻬﻢ‪ ،‬وﻋلﻴــﻪ ﻓــﺈن لﻨﻈــام الشــﻬﺮ أﳘﻴــة لﻨﻈــﺮ إﱃ ﳐﺘلــﻒ اﳌﺼــاﱀ الــﱵ ﺗـﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌقــود اﻻﻋﺘﻤــاد‬
‫اﳌقـ ّـﺮر ﳍــﻢ ﻋلــﻰ ّ‬
‫اﻹﳚاري‪ ،‬ﺳواء ﲤﺜلﺖ ﰲ مﺼلحة الﻐﲑ ﳑّـﻦ ﻳﺘﻌـاملون مـﻊ اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ أو مﺼـلحة شـﺮكة اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري أو مﺼـلحة‬
‫اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ‪.‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪62‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫أوﻻً‪ :‬إﺟراءات ﺷهـر ﻋقود اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪:‬‬


‫ـاﻫﺮا ﻳــوﺣﻲ للﻐــﲑ ﲟلﻜﻴﺘــﻪ ﳍــﺬا اﻷﺻــﻞ‪ ،‬وﺟــﺐ شــﻬﺮ ﻋقــﺪ‬
‫ﳌــا كاﻧــﺖ ﺣﻴــازة اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ﲣلــﻖ وﺿـ ًـﻌا ﻇـ ً‬
‫اﳌﺆﺟﺮ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﺺ اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋـﺮي ﰲ اﳌـادة ‪ 06‬مـﻦ اﻷمـﺮ‪09/96‬‬ ‫ِ‬
‫اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﳊﻤاﻳة الﻐﲑ الﺬي ﻳﺘﻌامﻞ مﻊ ّ‬
‫ﻋلــﻰ وﺟــوب إشــﻬار ﻋﻤلﻴــات اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬وﺣ ـ ّﺪد كﻴﻔﻴاﺗــﻪ ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ الﺘﻨﻈــﻴﻢ ﺻــﺪار مﺮﺳــوم ﺗﻨﻔﻴــﺬي ﳍــﺬا‬
‫الﻐﺮض‪ ،‬وﻫو اﳌﺮﺳوم رﻗﻢ ‪ 90/06‬الﺬي ﳛ ّﺪد كﻴﻔﻴة إشﻬار اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري للﻤﻨقوﻻت‪.49‬‬

‫لقـﺪ ألـﺰم اﳌشـﺮع اﳉﺰاﺋـﺮي ﻋـﺪاد ﺳـﺠﻞ ﻋﻤـومﻲ لﻀـﻤان الشـﻬﺮ القـاﻧوﱐ لﻌﻤلﻴـات اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـول‬
‫اﳌﻨقولة‪ ،‬واﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري اﳌﺘﻌلﻖ ﶈﻼت الﺘﺠارﻳة واﳌﺆﺳﺴات اﳊﺮﻓﻴة‪ ،‬وﻫﺬا ﻋلﻰ مﺴﺘوى اﳌﺮكﺰ الـوطﲏ للﺴـﺠﻞ‬
‫الﺘﺠـاري‪ ،‬و كلّـﻒ أﻋـوان اﳌلحقـات اﶈلﻴـة للﻤﺮكـﺰ ﲟﺴـﻚ ﻫـﺬﻩ الﺴـﺠﻼت مـﻊ الﺴـﻤاح للﺠﻤﻬـور ﻻطـﻼع ﻋلﻴﻬـا‬
‫ﲢـﺖ ﺳـلﻄﺘﻬﻢ اﳌﺒاشـﺮة‪ ،‬كﻤـا ﺟﻌـﻞ ﻋـﺐء ﻗﻴـﺪ الﻌقـﺪ ﻋلـﻰ ﻋـاﺗﻖ اﳌﺆﺳﺴـة اﳌـﺆﺟﺮة‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺻـاﺣﺒة اﳌﺼـلحة ﰲ إﻋـﻼم‬
‫الﻐﲑ ﲟلﻜﻴﺘﻬا لﻸشﻴاء اﳌﺆ ﱠﺟﺮة‪ّ ،50‬أما ﻋﻦ مﻜان الشﻬﺮ ﻓﻴﻜون ﻋلـﻰ مﺴـﺘوى ملحقـة اﳌﺮكـﺰ الـوطﲏ للﺴـﺠﻞ الﺘﺠـاري‬
‫الﱵ ﰎ لﺪﻳﻬا ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،51‬وإذا طﺮأ أي ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻋلﻰ اﻷموال أﺛﻨاء ﺗﻨﻔﻴﺬ الﻌقﺪ ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻨشﺮ الﺘﻌـﺪﻳﻞ‬
‫اﳌﺨﺼﺼة ﰲ الﺪﻓﱰ اﳌﻌﺪ لﺬلﻚ‪ ،‬وإذا كان الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺬي طـﺮأ ﻋلـﻰ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري مـﻦ‬ ‫ّ‬ ‫وﻳﺆشﺮ ﰲ الﺼﻔحة‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮة أن ﺗﻌﻴـﺪ ﻧشـﺮ الﻌقـﺪ ﰲ‬
‫شﺄﻧﻪ ﺗﻌـﺪﻳﻞ اﻻﺧﺘﺼـاص اﻹﻗلﻴﻤـﻲ للﻤﺮكـﺰ الـوطﲏ للﺴـﺠﻞ الﺘﺠـاري‪ ،‬ﻓﻌلـﻰ اﳌﺆﺳﺴـة اﳌ ّ‬
‫اﳌﺨﺘﺼة إﻗلﻴﻤﻴا‪.52‬‬
‫ّ‬ ‫ﺳﺠﻼت ملحقة اﳌﺮكﺰ الوطﲏ للﺴﺠﻞ الﺘﺠاري‬

‫ﻧﺼـﺖ اﳌـادة ‪ 04‬مـﻦ اﳌﺮﺳـوم الﺘﻨﻔﻴـﺬي‬


‫ّأمـا ﻓﻴﻤـا ﳜـﺺ الﺒﻴـا ت الـﱵ ﳚـﺐ ﺗقـﺪﳝﻬا للقﻴـام ﺑﻌﻤلﻴـة القﻴـﺪ‪ ،‬ﻓقـﺪ ّ‬
‫رﻗﻢ ‪ ،90/06‬ﻋلـﻰ أﻧّـﻪ‪" :‬ﳚـﺐ أن ﻳقـﺪم طلـﺐ ﺗﺴـﺠﻴﻞ ﻋقـود اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري اﳌـﺬكور ﰲ اﳌـادة ‪ 2‬أﻋـﻼﻩ‪ ،‬ﻋلـﻰ‬
‫طﺒقا للﻨﻤاذج اﶈﺪدة ﰲ اﳌلحقﲔ اﻷول والﺜاﱐ ﺬا اﳌﺮﺳوم"‪ ،‬وﲢﺘوي ﻫﺬﻩ اﳉـﺪاول ﻋلـﻰ مﻌلومـات ﺧاﺻـة‬ ‫ﺟﺪاول ً‬
‫ﺑﻄﺮﰲ الﻌقﺪ‪ ،‬وكﺬا مﻌلومات ﺧاﺻة ﺑﺘارﻳﺦ الﻌقﺪ واﳌﺒلﻎ اﳌﺴﺘحﻖ لﻸﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ وم ّﺪة اﻹﳚار‪.‬‬
‫ﻧﺼﺖ اﳌادة ‪ 06‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي الﺴالﻒ الﺬكﺮ‪ ،‬ﻋلﻰ أ ّن ﻫﺬا الﺘﺴﺠﻴﻞ ﺳار دون ﲢﺪﻳـﺪ مﺪﺗـﻪ‬ ‫ولقﺪ ّ‬
‫إﱃ أن ﻳﺘﻢ شﻄﺒﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳـﺘﻢ ﻫـﺬا الشـﻄﺐ إﻻ ﺗﻔـاق الﻄـﺮﻓﲔ‪ ،‬أو ﲝﻜـﻢ أو ﻗـﺮار ﻗﻀـاﺋﻲ اكﺘﺴـﺐ ﻗـوة الشـﻲء اﳌقﻀـﻲ‬
‫ﻓﻴﻪ‪ ،‬أو ﻧقﻀاء اﻹﳚار ﻋﻦ طﺮﻳﻖ الﺘﻨازل ﺗﻨﻔﻴ ًﺬا للوﻋﺪ لﺒﻴﻊ مﻦ ﺟاﻧﺐ واﺣﺪ‪ ،‬وﰲ اﳊاﻻت اﳌـﺬكورة ﰲ اﳌـادة ‪45‬‬
‫مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪.53 09/96‬‬
‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮة مﻦ اﻻﺣﺘﺠاج ﲟلﻜﻴﺘﻪ ﶈﻞ الﻌقﺪ ﰲ مواﺟﻬـة داﺋـﲏ‬
‫إن إشﻬار ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚاري ﳝ ّﻜﻦ اﳌﺆﺳﺴة ّ‬
‫اﳌﺨﺼـﺺ لـﺬلﻚ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﱂ ﺗُﻨﻔـﺬ اﳌﺆﺳﺴـة‬
‫ّ‬ ‫اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ وﺧلﻔﻪ الﻌام‪ ،‬وﻳﺴﺮي ﻫﺬا اﻷﺛﺮ مـﻦ رﻳـﺦ ﻧشـﺮ الﻌقـﺪ ﰲ الﺴـﺠﻞ‬
‫الﺘﺰامﻬـا شـﻬار الﻌقـﺪ ﻓـﻼ ﻳﺴـﻌﻬا اﻻﺣﺘﺠـاج ﲟلﻜﻴﺘﻬـا لﻸمـوال اﳌـﺆ ﱠﺟﺮة‪ ،‬إﻻ إذا أﺛﺒﺘـﺖ ﺳـوء ﻧﻴـة الﻐـﲑ اﳌﺘﻌامـﻞ مـﻊ‬
‫اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ أو ﺧلﻔﻪ ﺑﻌلﻤﻬﻢ لﻌﻼﻗة الﺘﺄﺟﲑﻳة‪ ،54‬وﻻ ﻳﱰﺗّﺐ ﻋلﻰ إﻏﻔال الشﻬﺮ ﺑﻄﻼن ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚـاري‪ ،‬وإّﳕـا‬
‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪63‬‬
‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫ـﺆﺟﺮة‪ ،55‬وﻫـو ﻋـﺪم اﺣﺘﺠاﺟﻬـا ﰲ مواﺟﻬـة الﻐـﲑ ﲝـﻖ‬ ‫ِ‬


‫رﺗّﺐ اﳌشﺮع ﺟﺰاء ﻳوﻗﻊ ﻋلﻰ اﳌلﺘﺰم ﺬا الشـﻬﺮ أي اﳌﺆﺳﺴـة اﳌ ّ‬
‫ملﻜﻴﺘﻬا لﻸشـﻴاء ﳏـﻞ الﻌقـﺪ‪ ،‬إﻻ إذا أﺛﺒﺘـﺖ ﺳـوء ﻧﻴـة ﻫـﺬا اﻷﺧـﲑ‪ ،‬أي أن الشـﻬﺮ ﻻ ﻳﻌﺘـﱪ ركﻨًـا مـﻦ أركـان الﻌقـﺪ‪ ،‬ﺑـﻞ‬
‫مﺴﺄلة ﺿﺮورﻳة ﻻﺣﺘﻔاظ اﳌﺆﺳﺴة اﳌالﻴة ﲝﻖ ملﻜﻴﺘﻬا لﻸشﻴاء ﲡاﻩ مﻦ ﻳﺘﻌامﻞ مﻊ اﳌشﺮوع اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ‪.56‬‬
‫ﻧﻴًا‪ :‬الشهر اﶈاسﱯ لﻌﻤﻠﻴات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‬
‫لقـﺪ ﻓـﺮض ﻧﻈـام ﺑﻨـﻚ اﳉﺰاﺋـﺮ رﻗـﻢ ‪ 07/96‬اﳌﺘﻀـﻤﻦ ﺗﻨﻈـﻴﻢ مﺮكﺰﻳـة اﳌﻴﺰاﻧﻴـات وﺳـﲑﻫا ﻋلـﻰ اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ اﻻلﺘـﺰام‬
‫لشﻬﺮ اﶈاﺳﱯ‪ ،‬والﺬي ُﳝ ِّﻜﻨﻨا ﻋلﻰ ﺿوء أﺣﻜامﻪ ﺗقﺪﻳﺮﻩ وﺑﻴان مﺪى ﲢقﻴقـﻪ للﻐاﻳـة مـﻦ اﻹشـﻬار اﶈاﺳـﱯ لﻌﻤلﻴـات‬
‫اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫كﻤا ﻓﺮض اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي اﻻﻧﻀﻤام ﻋلﻰ مﺆﺳﺴات وشﺮكات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري إﱃ مﺮكﺰﻳة اﳌﻴﺰاﻧﻴـات لﺒﻨـﻚ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬وﺗﺰوﻳﺪﻫا ﳌﻌلومات اﶈاﺳﺒﻴة واﳌالﻴة الﱵ ﺗﺘﻌلﻖ لﺴﻨوات الﺜﻼث اﻷﺧﲑة لﺰ ﺋﻨﻬا‪ ،‬وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫـﺬﻩ اﳌﻌلومـات‬
‫اﳌﻴﺰاﻧﻴـة وﺟـﺪول ﺣﺴـا ت الﻨﺘـاﺋﺞ والﺒﻴـا ت اﳌلحقـة‪ ،‬والﻐـﺮض مـﻦ ذلـﻚ أن ﻳﻜـون ﳌﻴﺰاﻧﻴـة مﺆﺳﺴـة اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ وﺟـود‬
‫ﻇاﻫﺮ‪ ،‬وﺗﺴﻬﻴﻼً للﻤﺘﻌاملﲔ مﻌﻪ وﻋلﻰ رأﺳﻬﻢ الﺒﻨوك وﲤﻜﻴﻨﻬﻢ مﻦ اﻻطـﻼع ﻋلـﻰ ﺣﺴـاب الﺘشـﻐﻴﻞ الﻌـام‪ ،‬شـﺮط أن‬
‫ﺗقﻴّﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﻋﺒاء الﻨاﲨة ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﻋلﻰ ﳓو مﺴﺘقﻞ‪ ،‬وﺧاﺻة إذا ﺗﻌ ّﺪدت ﻋقود اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري الﱵ‬
‫أﺑﺮمﻬا اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬وﺗﻨوﻋﺖ ﺑﲔ ﻋقود للﻤﻨقوﻻت وأﺧﺮى للﻌقارات‪ ،57‬وﰲ ﺣالة اﻹﺧﻼل ﻳﺘﻢ الﺘﺼﺮﻳﺢ ـا إﱃ اللﺠﻨـة‬
‫اﳌﺼﺮﻓﻴة‪ ،‬الﱵ ﺗﻌاﻗﺐ ﰲ ﺣالة ﻋﺪم اﺣﱰام القواﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤة الﱵ ﲣﻀﻊ ﳍا الﺒﻨوك واﳌﺆﺳﺴات اﳌالﻴة‪.58‬‬
‫ﻳﺘﻀﺢ ﳑّا ﺳـﺒﻖ أن اﳌشـﺮع ﻗـﺪ أﺧﻀـﻊ ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻨـوﻋﲔ مـﻦ الشـﻬﺮ‪ ،‬الﻨـوع اﻷول ﻳقﺘﻀـﻲ ﻧشـﺮ‬
‫ﻗاﻧوﱐ ﺗلﺘﺰم ﲟقﺘﻀاﻩ اﳌﺆﺳﺴة اﳌالﻴة ﺑقﻴﺪ ﻫـﺬا الﻌقـﺪ ﺣﺴـﺐ ﻧـوع اﶈـﻞ‪ ،‬ﺳـواء كـان ﻋق ًـارا أو مﻨقـوﻻً‪ّ ،‬أمـا الﻨـوع الﺜـاﱐ‬
‫ﻓﺘﺨﺼـﺺ أﺣـﺪ مﻼﺣـﻖ‬ ‫ّ‬ ‫ﻓـﺄلﺰم ﻓﻴـﻪ اﳌشـﺮع اﳌﺴـﺘﻔﻴﺪ ﺑﺘوﺿـﻴﺢ آ ر إﺑـﺮام ﻋقـﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري ﰲ مﻴﺰاﻧﻴﺘـﻪ الﺴـﻨوﻳة‬
‫اﳌﻴﺰاﻧﻴة لﺘوﺿﻴحﻬا‪ ،‬إن اﳊﻜﻤة مﻦ ﻫﺬا الﻨشﺮ ﻫﻲ إﻋﻼم الﻐﲑ لﻌﻼﻗة الﺘﺄﺟﲑﻳة اﳌﱰﺗّﺒة ﻋلﻰ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‬
‫مﻦ ﺟﻬة‪ ،‬واﳊﻔاظ ﻋلﻰ ﺣﻖ اﳌﺆﺳﺴة اﳌالﻴة ﰲ اﺣﺘﺠاﺟﻬا ﲡاﻩ الﻐﲑ ﲟلﻜﻴﺘﻬا لﻸموال اﳌﺆ ﱠﺟﺮة مﻦ ﺟﻬة ﻧﻴة‪ ،‬ﻓﻀﻼً‬
‫ﻋﻦ الﻐاﻳة الﱵ اﺑﺘﻐاﻫا اﳌشﺮع اﳌﺘﻌلقة ﺑﺘشﺠﻴﻊ اﳌﺆﺳﺴات اﳌالﻴة ﻋلﻰ الﺘو ﱡﺳﻊ ﰲ ﻋﻤلﻴات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.59‬‬
‫ﻧﺴﺘﺨلﺺ ﳑا ﺳﺒﻖ أن اﳌشﺮع ﻳﺒﺘﻐﻲ مـﻦ وراء ﻓـﺮض إشـﻬار ﻋﻤلﻴـات اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري رﻓـﻊ كـﻞ لُـﺒﺲ ﺣـول‬
‫ملﻜﻴـة شـﺮكة اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري لﻸﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬إذ ﻋـﻦ طﺮﻳقـﻪ ﻳﺜﺒـﺖ للﻜاﻓـة مـا ﻳﺘﻌلّـﻖ لشـﺮكة مـﻦ ﺣقـوق ﻋلـﻰ‬
‫اﻷﺻﻞ‪ ،‬وﺗﺘﻔادى لﺘاﱄ مﻨازﻋة داﺋﲏ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ أو ﺧلﻔﻪ اﳋـاص ﺣـول ﻫـﺬﻩ اﳌلﻜﻴـة‪ ،‬وﻳﺘق ّـﺮر ﳍـا اﺳـﱰداد اﻷﺻـﻞ دون‬
‫مشـ ّقة‪ ،‬إذ ﻻ ﺗﻌـﺪو اﳌلﻜﻴـة ﰲ ﻧﻈـﺮ اﳌشـﺮع إﻻ مﻴﻨًـا ﻋﻴﻨﻴًـا ﻳﺘقـ ﱠﺮر لشـﺮكة اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬ﳚـﺐ ﺿـﻤان ملﻜﻴﺘـﻪ ﰲ‬
‫مواﺟﻬة كﻞ شﺨﺺ ﻗﺪ ﻳﺰاﺣﻢ الشﺮكة ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﻧﻈ ًـﺮا ﻷن الﺘـﺄمﲔ ﻳﺘﻤﺜـﻞ ﰲ ﺣـﻖ اﳌلﻜﻴـة ذا ـا ﻓـﺈن مﻨازﻋـة الشـﺮكة ﺣـول‬
‫ملﻜﻴﺘﻬا لﻸﺻﻞ‪ ،‬ﻻ ﺗقﺘﺼﺮ ﻋلﻰ داﺋﲏ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ وإﳕا ﲤﺘﺪ إﱃ ﺧلﻔﻪ اﳋاص‪.60‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪64‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ الﺜاﱐ‪ :‬البنود اﻻﺧﺘﻴاريﺔ ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌنقولﺔ‬


‫ﻫﻲ الشﺮوط الـﱵ ﲣﻀـﻊ ﻹرادة اﻷطـﺮاف اﳌﺘﻌاﻗـﺪة‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜـﻞ ﰲ ﺑﻨـود ﺗﺼـﺒﺢ ملﺰمـة ﲟﺠـ ﱠﺮد اﺗﻔـاق أطـﺮاف الﻌقـﺪ‬
‫ﻋلﻴﻬــا‪ ،‬ومــﻦ ﰒ ﻓﻬــﻲ ﲣﺘلــﻒ ﻋــﻦ الشــﺮوط اﻹلﺰامﻴــة الﺴــاﺑﻖ ذكﺮﻫــا أﻋــﻼﻩ مــﻦ ﺣﻴــﺚ مﺼــﺪر ﺗﻨﻈﻴﻤﻬــا‪ ،‬ولقــﺪ مــﻨﺢ‬
‫اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ﻷط ـﺮاف ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚ ــاري ﺣﺮﻳــة إدراج مﺜــﻞ ﻫ ــﺬﻩ الشــﺮوط‪ ،‬والــﱵ ﲣﺘل ــﻒ مــﻦ ﻋقــﺪ ﻵﺧــﺮ‬
‫ﺣﺴﺐ ﻧوع وموﺿوع الﻌقﺪ اﳌﱪم وﻫﺬا مﺮاﻋاة ﳌﺼلحة اﻷطﺮاف اﳌشﱰكة‪.61‬‬
‫ﻓﻔ ــﻲ ﻋق ــﺪ اﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري لﻸﺻ ــول اﳌﻨقول ــة و لﺮﺟ ــوع إﱃ القﺴ ــﻢ الﺜال ــﺚ م ــﻦ اﻷمــﺮ رﻗ ــﻢ ‪،6209/96‬‬
‫اﳌﻌﻨــون لشــﺮوط اﻻﺧﺘﻴارﻳــة اﳋاﺻــة ﺑﻌقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول اﳌﻨقولــة‪ ،‬و لﺘحﺪﻳــﺪ ﰲ اﳌــادﺗﲔ ‪ 17‬و‪18‬‬
‫مﻨﻪ‪ ،‬ﳒﺪ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ لﻸطﺮاف إدراج الشﺮوط اﻻﺧﺘﻴارﻳة والﱵ ﺗﺼﺒﺢ ملﺰمة ﻋﻨﺪ اﺗﻔاق أطﺮاف ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‬
‫ﻋلﻴﻬا‪ ،‬و لﺘاﱄ ﻓﻬﻲ ملﺰمة ﺗﻔاق اﻷطﺮاف وﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫اﳌﺆﺟﺮ ﺿﻤا ت أو مﻴﻨات ﻋﻴﻨﻴة أو ﻓﺮدﻳة‪.‬‬‫ِ‬
‫‪ -‬الﺘﺰام اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﲟﻨﺢ ّ‬
‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ مﻦ اﳌﺴﺆولﻴة اﳌﺪﻧﻴة اﲡاﻩ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ أو اﲡاﻩ أي طﺮف آﺧﺮ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔاء ّ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ مﻦ اﻻلﺘﺰامات اﳌلقاة ﻋادة ﻋلﻰ ﻋاﺗﻖ ﺻاﺣﺐ ملﻜﻴة اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ‪.63‬‬‫ِ‬
‫‪ -‬إﻋﻔاء ّ‬
‫ﳝﻜﻦ أن ﳛﺘوي ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري كﺬلﻚ ﻋلﻰ الشﺮوط الﺘالﻴة‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨازل اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻦ ﻓﺴﺦ اﻹﳚار أو ﲣﻔﻴﺾ ﺳﻌﺮ اﻹﳚار ﰲ ﺣالة إﺗـﻼف اﻷﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ ﻷﺳـﺒاب ﻋارﺿـة‬
‫أو ﺑﺴﺒﺐ الﻐﲑ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨازل اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻦ ﺿﻤان اﻻﺳﺘحقاق وﻋﻦ ﺿﻤان الﻌﻴوب اﳋﻔﻴة‪.64‬‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ ﺗﺒــﺪﻳﻞ اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ﰲ ﺣالــة مﻼﺣﻈــة ﻗــﺪم طـﺮازﻩ ﺧــﻼل مــﺪة ﻋقــﺪ‬
‫‪ -‬إمﻜاﻧﻴــة اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ مــﻦ مﻄالﺒــة اﳌـ ّ‬
‫اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪.‬‬
‫ولقﺪ مﻴﱠﺰ اﳌشﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة اﳌواﻓﻖ لﻼﻋﺘﻤاد اﻹﳚـاري اﳌـاﱄ ﻓقـﻂ ـﺬﻩ‬
‫مﻌﺮﺿــة للﺘﺂكــﻞ واﻻﺿــﻤحﻼل ﺧاﺻــة ﻋﻨــﺪ ﻗــﺪم طﺮازﻫــا‪ ،‬وذلــﻚ لﻀــﻤان ﺣقــوق‬ ‫الﺒﻨــود اﳌلﺰمــة‪ ،‬ﻷن ﻫــﺬﻩ اﻷﺻــول ّ‬
‫والﺘﺰامــات أطـﺮاف الﻌقــﺪ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺜــﻞ ﻫــﺬﻩ الﺒﻨــود ﰲ مــﺪة اﻹﳚــار وﻋــﺪم ﻗاﺑلﻴــة إلﻐــاء الﻌقــﺪ‪ ،‬وﻋقوﺑــة ﻓﺴــﺦ الﻌقــﺪ ﺧــﻼل‬
‫ﻓﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء‪ ،‬واﻹﳚارات والقﻴﻤة اﳌﺘﺒقﻴة لﻸﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬وكﺬلﻚ اﻻﺧﺘﻴـار اﳌﻤﻨـوح للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨـﺪ‬
‫اﻧﺘﻬــاء ﻓــﱰة اﻹﳚــار ﻏــﲑ القاﺑلــة لﻺلﻐــاء‪ ،‬ﻷﻧ ـﻪ ﻳﻬــﺪف مــﻦ وﺿــﻌﻪ ﳍــﺬﻩ القﻴــود إﱃ ﲢﺪﻳــﺪ وﺿــﻤان ﺣقــوق اﻷط ـﺮاف‬
‫اﳌﻌﻨﻴة ﺑﻌﻤلﻴة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة والﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ‪:‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪65‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫*ﺣقــوق اﳌــﺆﺟﺮ وامﺘﻴازاﺗــﻪ القاﻧوﻧﻴــة وﺗﻨاوﳍــا اﳌشــﺮع ﰲ اﻷمــﺮ ‪ 6509/96‬اﳌــﺆرخ ﰲ ‪ 10‬ﺟــاﻧﻔﻲ ‪ ،1996‬ﰲ‬
‫اﳌواد مﻦ ‪ 19‬إﱃ ﻏاﻳة ‪ 28‬ﻧﺬكﺮ أﳘّﻬا ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ ﰲ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري لﻸﺻــول اﳌﻨقولــة ﳏﺘﻔﻈًـا ﲟلﻜﻴــة اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ﺧــﻼل كــﻞ مــﺪة‬
‫‪ -‬ﻳﺒقــﻰ اﳌـ ّ‬
‫الﻌقﺪ وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ مﻦ كﻞ اﳊقوق القاﻧوﻧﻴة اﳌﺮﺗﺒﻄة ﲝﻖ اﳌلﻜﻴة وﻓ ًقا للشﺮوط واﳊﺪود الواردة ﰲ الﻌقﺪ‪.‬‬
‫ـﺆﺟﺮ ﺑﻌـﺪ إشـﻌار مﺴـﺒﻖ وإﻋـﺬار ﳌـﺪة ﲬﺴـة‬ ‫ِ‬
‫اﺣﺪا مﻦ اﻹﳚار‪ ،‬ﳛـﻖ للﻤ ّ‬ ‫‪ -‬ﰲ ﺣالة ﻋﺪم دﻓﻊ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻗﺴﻄًا و ً‬
‫ﻳوم ـا كاملــة‪ ،‬أن ﻳﺴــﱰﺟﻊ اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ لﱰاﺿــﻲ أو ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ ﳎ ـﱠﺮد أمــﺮ ﻏــﲑ ﻗاﺑــﻞ لﻼﺳــﺘﺌﻨاف ﻳﺼــﺪر ﻋــﻦ‬
‫ﻋشــﺮة ً‬
‫ﻓﺴﺨا ﺗﻌﺴﻔﻴًا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ ذلﻚ ً‬ ‫رﺋﻴﺲ ﳏﻜﻤة مﻜان إﻗامة ّ‬
‫ـﺆﺟﺮ مـﻦ أﺟـﻞ ﲢﺼـﻴﻞ مﺴـﺘحقاﺗﻪ الﻨاﲡـة ﻋـﻦ ﻋقـﺪ اﻋﺘﻤـاد إﳚـاري لﻸﺻـﻞ وملحقاﺗـﻪ‪ ،‬ﲝـﻖ امﺘﻴـاز‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ﻳﺘﻤﺘﻊ اﳌ ّ‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ ﺗﺴــﺠﻴﻞ رﻫــﻦ ﺣﻴــازي ﺧــاص‬
‫ﻋــام ﻋلــﻰ كــﻞ أﺻــولﻪ اﳌﻨقولــة وﻏــﲑ اﳌﻨقولــة الــﱵ ﻫــﻲ للﻤﺴــﺘﺄﺟﺮ‪ ،‬كﻤــا ﳝﻜــﻦ للﻤـ ّ‬
‫اﳌﺨﺘﺼة إﻗلﻴﻤﻴًا‪.66‬‬
‫ّ‬ ‫ﻋلﻰ مﻨقوﻻت اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ لﺪى كﺘاﺑة ﺿﺒﻂ اﶈﻜﻤة‬
‫* ﺣقوق اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ وﺗﻨاوﳍا اﳌشﺮع ﰲ اﻷمـﺮ ‪ 09/96‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 10‬ﺟـاﻧﻔﻲ ‪ ،1996‬ﰲ اﳌـواد مـﻦ ‪ 29‬إﱃ‬
‫ﻏاﻳة ‪ 31‬ﻧﺬكﺮ أﳘّﻬا ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘﻤﺘﻊ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﲝﻖ اﻻﻧﺘﻔاع ﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ ﲟقﺘﻀﻰ ﻋقـﺪ اﻋﺘﻤـاد إﳚـاري اﺑﺘـﺪاء مـﻦ رﻳـﺦ ﺗﺴـلﻴﻢ اﻷﺻـﻞ‬
‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ واﶈ ّﺪد ﰲ الﻌقﺪ‪.‬‬
‫اﳌﺆ ﱠﺟﺮ مﻦ ﻗﺒﻞ ّ‬
‫‪ -‬ﳝــارس اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ ﺣــﻖ اﻻﻧﺘﻔــاع ﺧــﻼل اﳌــﺪة الﺘﻌاﻗﺪﻳــة لﻺﳚــار‪ ،‬والــﱵ ﺗﻨقﻀــﻲ ﻋﻨــﺪ الﺘــارﻳﺦ اﶈ ـ ّﺪد ﻹﻋــادة‬
‫للﻤ َﺆِّﺟﺮ‪ ،‬وﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀاء ﺑﻌﺪ ﲡﺪﻳﺪ اﻹﳚار‪.‬‬ ‫اﻷﺻﻞ اﳌَُﺆ ﱠﺟﺮ ُ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻏﲑ الﻌاﺟﺰ مﻦ كﻞ ﺳﺒﺐ ﳛول دون اﻻﻧﺘﻔاع ﻷﺻﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ والﻨـاﺗﺞ ﻋﻨـﻪ أو ﻋـﻦ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ﻳﻀﻤﻦ ّ‬
‫شﺨﺺ آﺧﺮ‪.67‬‬
‫ﳑا ﺳﺒﻖ ذكﺮﻩ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻻلﺘﺰامات الﱵ ﺗقﻊ ﻋلﻰ ﻋاﺗﻖ اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﺴﺒﺐ وﺿﻊ اﳌشﺮع ﳍﺬﻩ القﻴـود اﳌلﺰمـة ﰲ‬
‫ـﺆﺟﺮ‪ ،‬ومـﻦ ﺟﻬـة أﺧـﺮى‬ ‫ِ‬
‫ﻧوﻋا ما مقارﻧة ﺑﺘلﻚ اﳌلقاة ﻋلﻰ ﻋاﺗﻖ اﳌ ّ‬
‫ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري للﻤﻨقوﻻت‪ ،‬كﺜﲑة وﺻارمة ً‬
‫ﺗﻌﺘــﱪ ﻫــﺬﻩ اﻻلﺘﺰامــات ﻏــﲑ ﳏــﺪودة إذ أﻧ ـﻪ ﳝﻜــﻦ إدراج شــﺮوط اﺗﻔاﻗﻴــة ــﺪف إﱃ ﺗشــﺪﻳﺪﻫا أو إﻧقاﺻــﻬا‪ ،‬وﻫــﺬا مــا‬
‫ﻳﻌﻄﻲ لﻌقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﺧﺼوﺻﻴات ﲡﻌلﻪ مﺒﻬﻢ وﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ مﻨﻄﻖ الﺘﺄﺟﲑ‪.68‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪66‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫ﺧــاﲤــﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻨاولﻨــا ﰲ ﻫــﺬا الﻔﺼــﻞ الشــﺮوط اﳌوﺿــوﻋﻴة اﳋاﺻــة ﺑﻌقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري اﳌﻨقولــة واﳌﺘﻤﺜلــة ﰲ الﺒﻨــود اﳌلﺰمــة‬
‫وﻗــﺪ ﻗﺴــﻤﻨاﻫا إﱃ‪ :‬ﺑﻨــود ملﺰمــة ﺑقــوة القــاﻧون وﻫــﻲ الــﱵ ﻧــﺺ القــاﻧون ﻋلــﻰ إلﺰامﻴﺘﻬــا ﺻ ـﺮاﺣة‪ ،‬وﺑﻨــود ملﺰمــة ﺗﻔــاق‬
‫اﻷطﺮاف والﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ الﺒﻨود اﻻﺧﺘﻴارﻳة‪ ،‬ﻓالﺒﻨود اﳌلﺰمة ﺑقوة القـاﻧون ﺑـﺪورﻫا ﻗﺴـﻤﻨاﻫا إﱃ ﺑﻨـود مﺘﻌلقـة ﲟـﺪة اﻹﳚـار‬
‫وﺑﻨــود مﺘﺼــلة ﻧﺘﻬــاء مــﺪة اﻹﳚــار‪ ،‬ﻓــالﺒﻨود اﳌﺘﻌلقــة ﲟــﺪة اﻹﳚــار ﻫــﻲ‪ :‬مــﺪة اﻹﳚــار وﻋــﺪم ﻗاﺑلﻴــة إلﻐــاء الﻌقــﺪ وﻋقوﺑــة‬
‫ﻓﺴﺦ الﻌقﺪ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻹﳚار ﻏﲑ القاﺑلة لﻺلﻐاء‪.‬‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮة‪ ،‬ﻓﻬــﻲ‬
‫وﻳﻬــﺪف اﳌشــﺮع مــﻦ ﺧــﻼل وﺿــﻌﻪ لﺒﻨــود مﺘﻌلقــة ﲟــﺪة اﻹﳚــار إﱃ اﳊﻔــاظ ﻋلــﻰ أم ـوال الشــﺮكة اﳌـ ّ‬
‫ﺑــﺬلﻚ ﺗﻀــﻤﻦ ﻋــﺪم الوﻗــوع ﰲ ﺧﻄــﺮ إرﺟــاع اﳌﻌ ـ ّﺪات اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮة وﺻــﻌو ت إﻋــادة ﺑﻴﻌﻬــا أو الﺒحــﺚ ﻋــﻦ مﺴــﺘﺄﺟﺮ‬
‫ﻳﻨﺠـﺮ ﻋﻨـﻪ مـﻦ ﺗﻌوﻳﻀـات‬‫ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬واﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﻳﻀﻤﻦ اﻻﻧﺘﻔاع ا طوال مﺪة اﻹﳚار دون اﳋوف مﻦ ﻓﺴـﺦ الﻌقـﺪ ومـا ّ‬
‫ﺗﺜقﻞ كاﻫلﻪ‪.‬‬
‫والﺒﻨــود اﳌﺘﺼــلة ﻧﺘﻬــاء مــﺪة اﻹﳚــار الــﱵ ﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪﻫا ﻋلــﻰ أﺳــاس الﺘﻔــاوض ﺑــﲔ أطـﺮاف الﻌقــﺪ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺘﻤﺜــﻞ‬
‫ﰲ‪ :‬اﻹﳚــارات والقﻴﻤــة اﳌﺘﺒقﻴــة لﻸﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ والــﱵ ﻳــﺘﻢ ﲢﺪﻳــﺪﻫا ﻋلــﻰ أﺳــاس مﺒلــﻎ اﻹﳚــار ُمقﺴـ ًـﻤا إﱃ مﺴــﺘح ّقات‬
‫مﺘﺴاوﻳة ﺣﺴﺐ ﳕﻂ ﺧﻄﻲ أو مﺘﻨاﻗﺺ‪ ،‬ﺗﻀاف إلﻴﻬا القﻴﻤة الﱵ ﳚﺐ دﻓﻌﻬا ﻋﻨﺪ مﺰاولـة ﺣـﻖ ﺧﻴـار الشـﺮاء‪ ،‬وأﻋﺒـاء‬
‫ِ‬
‫اﳌﺆﺟﺮ اﳌﺘّﺼلة ﲟحﻞ الﻌقﺪ وﻫامﺶ رﺑـﺢ‪ّ ،‬أمـا اﻻﺧﺘﻴـار اﳌﻤﻨـوح للﻤﺴـﺘﺄﺟﺮ ﻋﻨـﺪ اﻳـة ﻓـﱰة اﻹﳚـار‪ ،‬ﻓﻬـو ّإمـا‬
‫اﺳﺘﻐﻼل ّ‬
‫شﺮاء اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ أو ﲡﺪﻳﺪ الﻌقﺪ‪ ،‬أو إﻋادة اﻷﺻول اﳌﺆ ﱠﺟﺮة إﱃ مالﻜﻬا اﻷﺻلﻲ‪.‬‬
‫وﻧﻈﺮا ﻻرﺗﺒاطﻬا ﰲ ﻫﺬا الﻌقﺪ ﲟﺮﺣلـة الﺘﻔـاوض‪ ،‬ﳑّـا ﺣـﺘّﻢ ﻋلﻴﻨـا ﻗﺒـﻞ‬
‫أ ﱠما لﻨﺴﺒة للﺒﻨود اﳌلﺰمة ﺗﻔاق اﻷطﺮاف ً‬
‫الﺘﻄــﺮق ﳍــا دراﺳــة الشــﺮوط الشــﻜلﻴة ﳍــﺬا اﻷﺧــﲑ واﳌﺘﻤﺜلــة ﰲ الﻜﺘاﺑــة واﻹشــﻬار‪ ،‬ورﻏــﻢ أن اﳌشــﺮع اﳉﺰاﺋــﺮي ﱂ ﻳــﻨﺺ‬
‫ﺻﺮاﺣة ﻋلﻰ كﺘاﺑة ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ﻻ ﳝﻜـﻦ أن ُﳛـﺘّﺞ ﺑﻌﻤلﻴاﺗـﻪ ﰲ مواﺟﻬـة الﻐـﲑ إﻻ‬
‫ﻋﻨﺪ إشﻬارﻫا‪.‬‬
‫إن ﺗلﻚ الﺒﻨود أو الشﺮوط اﻻﺧﺘﻴارﻳة ﺗﺼـﺒﺢ ملﺰمـة ﻋﻨـﺪ اﻻﺗﻔـاق ﻋلﻴﻬـا‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﺘﻤﺜـﻞ ﰲ الﺘـﺰام اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﺑــﺄن‬
‫ـﺆﺟﺮ مـﻦ اﳌﺴــﺆولﻴة اﳌﺪﻧﻴـة اﲡـاﻩ اﳌﺴــﺘﺄﺟﺮ أو اﲡـاﻩ أي طــﺮف‬ ‫ِ‬
‫ﳝـﻨﺢ لشـﺮكة الﺘــﺄﺟﲑ مﻴﻨـات ﻋﻴﻨﻴــة أو ﻓﺮدﻳـة‪ ،‬وإﻋﻔـاء اﳌـ ّ‬
‫آﺧﺮ‪ ،‬وإﻋﻔاﺋﻪ مـﻦ اﻻلﺘﺰامـات اﳌلقـاة ﻋـادة ﻋلـﻰ ﻋـاﺗﻖ ﺻـاﺣﺐ ملﻜﻴـة اﻷﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ‪ ،‬ﻹﺿـاﻓة إﱃ ﺗﻨـازل اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ‬
‫ﻋﻦ ﻓﺴﺦ اﻹﳚـار أو ﲣﻔـﻴﺾ ﺳـﻌﺮ اﻹﳚـار ﰲ ﺣالـة إﺗـﻼف اﻷﺻـﻞ اﳌـﺆ ﱠﺟﺮ ﻷﺳـﺒاب ﻋارﺿـة أو ﺑﺴـﺒﺐ الﻐـﲑ‪ ،‬وﺗﻨازلـﻪ‬
‫ِ‬
‫ـﺆﺟﺮ ﺑﺘﺒــﺪﻳﻞ اﻷﺻــﻞ اﳌــﺆ ﱠﺟﺮ ﰲ‬
‫ﻋــﻦ ﺿــﻤان اﻻﺳــﺘحقاق وﻋــﻦ ﺿــﻤان الﻌﻴــوب اﳋﻔﻴـة‪ ،‬وﺗﻨازلــﻪ ﻋــﻦ إمﻜاﻧﻴـة مﻄالﺒــة اﳌـ ّ‬
‫ﺣالة مﻼﺣﻈة ﻗﺪم طﺮازﻩ ﺧﻼل مﺪة ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪.‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪67‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫اﳌﺆﺟﺮة لﺘﺰامﻬا ﺑﻨقﻞ ملﻜﻴة اﻷﺻﻞ اﳌﺆ ﱠﺟﺮ ﲟﻨاﺳﺒة اﺳﺘﻌﻤال اﳌﺴﺘﺄﺟﺮ ﺣﻖ ﺧﻴـار الشـﺮاء‬ ‫ِ‬
‫وﻋﻨﺪ إﺧﻼل الشﺮكة ّ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻳة الﻌقﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌﻄالﺒة ﺑﻔﺴﺦ الﻌقﺪ ﺑﻞ ﻳﻄلﺐ الﺘﻨﻔﻴﺬ الﻌﻴﲏ للوﻋﺪ لﺒﻴـﻊ اﳌلـﺰم ﳉاﻧـﺐ واﺣـﺪ‪ ،‬أو‬
‫اﳌﻄالﺒة لﺘﻌوﻳﺾ ﻋﻦ الﺘﻨﻔﻴﺬ الﻌﻴﲏ طﺒ ًقا للقواﻋﺪ الﻌامة‪.‬‬
‫مــﻦ كــﻞ مــا ﺳــﺒﻖ ذكــﺮﻩ ﻳﺘﻀــﺢ لﻨــا أن ﻋﺠــﺰ الوﺳــاﺋﻞ الﺘقلﻴﺪﻳــة ﰲ ﺣــﻞ إشــﻜالﻴة ﲤوﻳــﻞ اﳌﺆﺳﺴــات الﺼــﻐﲑة‬
‫واﳌﺘوﺳﻄة‪ ،‬ﻗﺪ أ ر ﻓﻜﺮة الﺒحﺚ ﻋﻦ وﺳاﺋﻞ ﲤوﻳﻞ ﺗﻨاﺳﺒﻬا وﺗﻀﻤﻦ ﳌﺆﺳﺴات الﺘﻤوﻳـﻞ أدﱏ ﻗـﺪر مـﻦ اﳌﺨـاطﺮ‪ ،‬وﻗـﺪ‬
‫كان اﳊﻞ ﻫو اﺳﺘﺨﺪام اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري كوﺳﻴلة ﻓ ﱠﻌالة لﺘﻤوﻳﻞ ﺗلﻚ اﳌﺆﺳﺴات‪.‬‬
‫ومــﻦ ﰒ ﻧﺴــﺘﻨﺘﺞ أن ﳏاولــة إدﺧــال ﺗقﻨﻴــة الﺘﻤوﻳــﻞ ﺑﻌقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري ﰲ اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬ﳛﺘــاج إﱃ اﳌﺰﻳــﺪ مــﻦ‬
‫الــﺪﻋﻢ وإﱃ إﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴة ﻋامــة وشــاملة ﻋلــﻰ اﳌــﺪى الﻄوﻳــﻞ‪ ،‬ﻹﺿــاﻓة إﱃ أﻧــﻪ ﻫﻨــاك ﻧقــﺺ واﺿــﺢ للﺨــﱪة ﰲ ﳎــال‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ الﺘﻤوﻳﻞ ﺑﺘلﻚ الﺘقﻨﻴة‪ ،‬وﻋﺪم اﻻﻧﺘﺒاﻩ إلﻴﻬا كﺒﺪﻳﻞ ﻓﻌﱠال ﳊﻞ إشﻜالﻴة ﲤوﻳﻞ اﳌﺆﺳﺴات الﺼﻐﲑة واﳌﺘوﺳﻄة‪.‬‬
‫ومﻦ ﺧﻼل ﲨلة الﻨﺘاﺋﺞ اﳌﺘوﺻﻞ إلﻴﻬا ﰲ ﻫﺬﻩ الﺪراﺳة والﱵ ﺗوﺿﺢ ﻋﺪم ﳒاح ﻓﻜﺮة الﺘﻤوﻳﻞ ﻋﻦ طﺮﻳـﻖ ﺗقﻨﻴـة‬
‫اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗواﻓﺪ أﺻحاب اﳌشﺮوﻋات الﺼﻐﲑة واﳌﺘوﺳﻄة ﻋلﻴﻬا ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻓﺈﻧﻨا ﻧوﺻﻲ ﲟا ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌ ــﺪﻳﻞ اﻷم ــﺮ اﳌﺘﻌل ــﻖ ﻻﻋﺘﻤ ــاد اﻹﳚ ــاري ﲟ ــا ﻳﺘﻤاش ــﻰ م ــﻊ الق ــاﻧون والﺘﻄ ــورات اﳊﺪﻳﺜ ــة ﰲ ﳎ ــال ﲤوﻳ ــﻞ‬
‫اﳌﺆﺳﺴــات الﺼــﻐﲑة واﳌﺘوﺳــﻄة‪ ،‬وﻳﻨﺴــﺠﻢ مــﻊ القــاﻧون ‪ 02/17‬اﳌﺘﻀــﻤﻦ القــاﻧون الﺘــوﺟﻴﻬﻲ ﳍــا‪ ،‬ﻷﻧــﻪ مﻀــﻰ ﻋلﻴــﻪ‬
‫أكﺜـﺮ مــﻦ ﻋقـﺪﻳﻦ مــﻦ الـﺰمﻦ وﱂ ﻳــﺘﻢ ﺗﻌﺪﻳلـﻪ ﲟــا ﳛقـﻖ ﺗـوازن اﻷداءات ﺑـﲔ أطـﺮاف ﻫـﺬا الﻌقــﺪ‪ ،‬أو ﻋلـﻰ اﻷﻗــﻞ إﺻــﺪار‬
‫الﺴلﻄة الﺘﻨﻔﻴﺬﻳة ﻧﺼوص ﺗﻄﺒﻴقﻴة ﺗﻔﺼﻞ كﻴﻔﻴة ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗقﻨﻴة اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ -‬إﺻــﻼح القﻄــاع اﳌﺼــﺮﰲ وإدراج الﺘقﻨﻴــات اﳊﺪﻳﺜــة لﺘﺴــﻬﻴﻞ ﻋﻤلﻴــات الﺘﻤوﻳــﻞ ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‬
‫لﻸﺻ ــول اﳌﻨقول ــة ﺑﺼ ــﻔة ﺧاﺻ ــة‪ ،‬وك ــﺬلﻚ إﺻ ــﻼح اﳌﻨﻈوم ــة الﺒﻨﻜﻴ ــة لﺘش ــﺠﻴﻊ أﺻ ــحاب اﳌﺆﺳﺴ ــات الﻨاش ــﺌة وك ــﺬا‬
‫اﳌﺆﺳﺴات الﺼﻐﲑة واﳌﺘوﺳﻄة للﻌﻤﻞ ﺬﻩ الﺘقﻨﻴة‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧشــاء شــﺮكات مــﲔ ﺧاﺻــة ﺑﻌﻤلﻴــات اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري للوﻗاﻳــة مــﻦ ﳐــاطﺮ اﳋﺴــارة الــﱵ ﻗــﺪ ﻳﺘﻌــﺮض ﳍــا‬
‫اﳌﻤولــة ﻋــﻦ طﺮﻳــﻖ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﻹﺿــاﻓة إﱃ اﶈاﻓﻈــة ﻋلــﻰ رؤوس أم ـوال أﺻــحاب‬ ‫الﺒﻨــﻚ أو اﳌﺆﺳﺴــة اﳌالﻴــة ِّ‬
‫اﳌشﺮوﻋات أو اﳌﺴﺘﺄﺟﺮﻳﻦ‪ ،‬وﲢﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋلﻰ ﲤوﻳﻞ مشارﻳﻌﻬﻢ اﳉﺪﻳﺪة ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫وﰲ اﻷﺧــﲑ ﳝﻜﻨﻨــا الﺘﺄكﻴــﺪ ﻋلــﻰ أﻧــﻪ وإن كاﻧــﺖ ﺗقﻨﻴــة الﺘﻤوﻳــﻞ ﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬ﻻ ﺗشــﻜﻞ ﺣ ـﻼً اﺋﻴًــا‬
‫ﻹشﻜالﻴة ﲤوﻳﻞ اﳌﺆﺳﺴات الﺼﻐﲑة واﳌﺘوﺳﻄة ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬إﻻ أ ا ﺗﻌﺘﱪ مﻦ أﳒﻊ اﳊلول وأﻫـﻢ الﺒـﺪاﺋﻞ الـﱵ مـﻦ شـﺄ ا‬
‫أن ﺗﺴاﻫﻢ إﱃ ﺟاﻧﺐ الﺘﻤوﻳﻞ اﳌﺼﺮﰲ ﰲ ﲤوﻳﻞ أﻏلﺒﻴة اﳌﺆﺳﺴات اﻹﻧﺘاﺟﻴة‪.‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪68‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫اﳍــواﻣــﺶ‪:‬‬
‫‪ 1‬ﺣﺴــﲏ ﺻــﻼح الــﺪﻳﻦ‪ ،‬شــﺮوط ﺗﻜــوﻳﻦ ﻋقــﺪ اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري‪ ،‬دراﺳــة مقارﻧــة‪ ،‬مــﺬكﺮة ماﺟﺴــﺘﲑ ﲣﺼــﺺ ﻗــاﻧون اﻷﻋﻤــال اﳌقــارن‪ ،‬ﻏــﲑ مﻨشــورة‪ ،‬ﻗﺴــﻢ‬
‫القاﻧون اﳋاص‪ ،‬كلﻴة اﳊقوق‪ ، ،‬ﺟامﻌة وﻫﺮان‪ ،‬الﺴﻨة اﳉامﻌﻴة‪ ،2012/2011 :‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‪ ،‬مﺪاﺧلـة ﰲ اﳌلﺘقـﻰ الـوطﲏ ﺣـول ﻋقـود اﻷﻋﻤـال ودورﻫـا ﰲ ﺗﻄـوﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼـاد اﳉﺰاﺋـﺮي‪ ،‬اﳌﻨﻌقـﺪ ﻳـومﻲ ‪ 16‬و‪ 17‬مـاي‬
‫‪ ،2012‬لقﻄﺐ اﳉامﻌﻲ أﺑوداو‪ ،‬كلﻴة اﳊقوق والﻌلوم الﺴﻴاﺳﻴة‪ ،‬ﺟامﻌة ﻋﺒﺪ الﺮﲪان مﲑة ﲜاﻳة‪ ،‬ص‪.184‬‬
‫‪ 3‬طــالﱯ ﺧالــﺪ‪ ،‬دور القــﺮض اﻹﳚــاري ﰲ ﲤوﻳــﻞ اﳌﺆﺳﺴــات الﺼــﻐﲑة واﳌﺘوﺳــﻄة‪ ،‬دراﺳــة ﺣالــة اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬مــﺬكﺮة ماﺟﺴــﺘﲑ ﰲ الﻌلــوم اﻻﻗﺘﺼــادﻳة‪ ،‬ﲣﺼــﺺ‬
‫الﺘﻤوﻳـ ــﻞ الـ ــﺪوﱄ واﳌﺆﺳﺴـ ــات الﻨقﺪﻳـ ــة واﳌالﻴـ ــة‪ ،‬ﻏـ ــﲑ مﻨشـ ــورة‪ ،‬كلﻴـ ــة الﻌلـ ــوم اﻻﻗﺘﺼـ ــادﻳة وﻋلـ ــوم الﺘﺴـ ــﻴﲑ‪ ،‬ﺟامﻌـ ــة مﻨﺘـ ــوري ﻗﺴـ ــﻨﻄﻴﻨة‪ ،‬الﺴـ ــﻨة اﳉامﻌﻴـ ــة‪:‬‬
‫‪ ،2011/2010‬ص‪.85‬‬
‫‪ 4‬أﻧﻈﺮ اﳌادﺗﲔ ‪ 12‬و‪ 13‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،03‬الﺼادرة ﻳﺘارﻳﺦ ‪ 14‬ﺟاﻧﻔﻲ ‪.1996‬‬
‫‪ 5‬ﻫاﱐ ﳏﻤﺪ الﺪوﻳﺪار‪ ،‬الﻨﻈام القاﻧوﱐ للﺘﺄﺟﲑ الﺘﻤوﻳلﻲ‪ ،‬مﻜﺘﺒة ومﻄﺒﻌة اﻹشﻌاع الﻔﻨﻴة‪ ،‬الﻄﺒﻌة الﺜاﻧﻴة‪ ،‬مﺼﺮ‪ ،1998 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ 6‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ 7‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 12‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 8‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫‪ 9‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪..‬‬
‫‪ 10‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 13‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 11‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫‪ 12‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪.‬‬
‫‪ 13‬أﻧﻈــﺮ‪ :‬اﳌــادﺗﲔ ‪ 990‬و‪ 991‬مــﻦ اﻷمــﺮ رﻗــﻢ ‪ 58/75‬اﳌــﺆرخ ﰲ ‪ 26‬ﺳــﺒﺘﻤﱪ‪ ،1975‬اﳌﺘﻀــﻤﻦ القــاﻧون اﳌ ـﺪﱐ اﳌﻌ ـ ّﺪل واﳌــﺘﻤﻢ‪ ،‬ج‪.‬ر ﻋــﺪد ‪،101‬‬
‫الﺼادرة ﺑﺘارﻳﺦ ‪ 19‬دﻳﺴﻤﱪ‪.1975‬‬
‫‪ 14‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 15‬ﺑشــﺮول ﻫﻨــاء‪ ،‬شــحاط ﻓﻴﺼــﻞ‪ ،‬اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري كﺂلﻴــة لﺘﻤوﻳــﻞ اﳌﺆﺳﺴــات الﺼــﻐﲑة واﳌﺘوﺳــﻄة‪ ،‬مــﺬكﺮة ماﺳــﱰ‪ ،‬ﲣﺼــﺺ إدارة أﻋﻤــال‪ ،‬ﻏــﲑ مﻨشــورة‪،‬‬
‫كلﻴة اﳊقوق والﻌلوم الﺴﻴاﺳﻴة‪ ،‬ﺟامﻌة اﳉﻴﻼﱄ ﺑوﻧﻌامة‪ ،‬ﲬﻴﺲ ملﻴاﻧة‪ ،‬رﻳﺦ اﳌﻨاﻗشة‪ ،2015/06/04 :‬ص‪.108‬‬
‫‪ 16‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪.‬‬
‫‪ 17‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 13‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 18‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادﺗﲔ ‪ 184‬و‪ 185‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،58/75‬اﳌﺘﻀﻤﻦ القاﻧون اﳌﺪﱐ اﳌﻌ ّﺪل واﳌﺘﻤﻢ‪.‬‬
‫‪ 19‬أﻧﻈﺮ‪ :‬الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ مﻦ القاﻧون الﺘوﻧﺴﻲ ﻋﺪد ‪ 89‬لﺴﻨة ‪ ،1994‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 26‬ﺟوﻳلﻴة ‪ ،1994‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻹﳚار اﳌاﱄ‪.‬‬
‫‪ 20‬در ﻋﺒﺪ الﻌﺰﻳﺰ شاﰲ‪ ،‬ﻋقﺪ اللﻴﺰﻧﻎ )دراﺳة مقارﻧة( ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴة اﳊﺪﻳﺜة للﻜﺘاب‪ ،‬الﻄﺒﻌة اﻷوﱃ‪ ،‬طﺮاﺑلﺲ‪ ،‬لﺒﻨان‪ ،2004 ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ 21‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪.‬‬
‫‪ 22‬ﻋﺒﺪ الﺮزاق الﺴﻨﻬوري‪ ،‬الوﺳﻴﻂ ﰲ شﺮح القاﻧون اﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻧﻈﺮﻳة اﻻلﺘﺰام ﺑوﺟﻪ ﻋام‪ ،‬مﺼادر اﻻلﺘﺰام‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬دار إﺣﻴاء الﱰاث الﻌﺮﰊ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬لﺒﻨان‪،‬‬
‫ص‪.68‬‬
‫‪ 23‬ﺗﻨﺺ اﳌادة ‪ 59‬مﻦ القاﻧون اﳌﺪﱐ اﳉﺰاﺋﺮي ﻋلﻰ أﻧﻪ‪ ":‬ﻳﺘﻢ الﻌقﺪ ﲟﺠﱠﺮد أن ﻳﺘﺒادل الﻄﺮﻓان الﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ إراد ﻤا اﳌﺘﻄاﺑقﺘﲔ دون اﻹﺧﻼل لﻨﺼوص‬
‫القاﻧوﻧﻴة "‪.‬‬
‫‪ 24‬ﻓاﻳﺰ ﻧﻌﻴﻢ رﺿوان‪ ،‬ﻋقﺪ الﺘﺄﺟﲑ الﺘﻤوﻳلﻲ‪ ،‬الﻄﺒﻌة الﺜاﻧﻴة‪ ،‬دون دار ﻧشﺮ‪ ،‬مﺼﺮ‪ ،1997 ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ 25‬ﻋﺒﺪ الﺮﲪان الﺴﻴﺪ ﻗﺮمان‪ ،‬ﻋقﺪ الﺘﺄﺟﲑ الﺘﻤوﻳلﻲ‪ ،‬دار الﻨﻬﻀة‪ ،‬مﺼﺮ‪ ،1999 ،‬ص‪.52‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪69‬‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫ديسمبر ‪2021‬‬

‫‪26‬‬
‫ﲣﺼﺺ ﻋقود ومﺴﺆولﻴة‪ ،‬ﻏﲑ‬ ‫ﻋﻴﺴﻰ ﲞﻴﺖ‪ ،‬طﺒﻴﻌة ﻋقﺪ اﻹﳚاري الﺘﻤوﻳلﻲ وﺣﺪودﻩ القاﻧوﻧﻴة‪ ،‬مﺬكﺮة ماﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﳊقوق ﰲ إطار مﺪرﺳة دكﺘوراﻩ‪ّ ،‬‬
‫مﻨشورة‪ ،‬كلﻴة اﳊقوق‪ ،‬ﺟامﻌة أﳏﻤﺪ ﺑوﻗﺮﻩ ﺑومﺮداس‪ ،‬الﺴﻨة اﳉامﻌﻴة‪ ،2011/2010 :‬ص‪.62‬‬
‫‪ 27‬ﻫاﱐ ﳏﻤﺪ دوﻳﺪار‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.378‬‬
‫‪ 28‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.380‬‬
‫‪ 29‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ :‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 30‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 14‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 31‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 15‬مﻦ ﻧﻔﺲ اﻷمﺮ‪.‬‬
‫‪ 32‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 33‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ 34‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادﺗﲔ ‪ 20‬و‪ 21‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 35‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 16‬مﻦ ﻧﻔﺲ اﻷمﺮ‪.‬‬
‫‪ 36‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ 37‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪.‬‬
‫‪ 38‬راﺟﻊ‪ :‬اﳌادة ‪ 45‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 39‬شامﱯ لﻴﻨﺪة‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ 40‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌواد مﻦ ‪ 11‬إﱃ ‪ 18‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 41‬لﻴلﻰ زروﻗﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ شا ﻋﻤﺮ‪ ،‬اﳌﻨازﻋات الﻌقارﻳة‪ ،‬دار ﻫومة‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،2002 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ 42‬أﻧﻈـﺮ‪ :‬اﳌـادة ‪ 2/3‬مـﻦ اﳌﺮﺳـوم الﺘﻨﻔﻴـﺬي رﻗـﻢ ‪ ،90/06‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 26‬ﻓﻴﻔـﺮي ‪ ،2006‬الـﺬي ﳛـ ّﺪد كﻴﻔﻴـات إشـﻬار ﻋﻤلﻴـات اﻻﻋﺘﻤـاد اﻹﳚـاري‬
‫لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪ ،‬ج ر ﻋﺪد ‪ ،10‬الﺼادرة ﺑﺘارﻳﺦ ‪ 26‬ﻓﻴﻔﺮي ‪.2006‬‬
‫‪ 43‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 44‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 324‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،58/75‬اﳌﺘﻀﻤﻦ القاﻧون اﳌﺪﱐ اﳌﻌ ّﺪل واﳌﺘﻤﻢ‪.‬‬
‫‪ 45‬أﻧﻈـﺮ‪ :‬اﳌـادة ‪ 30‬مـﻦ اﻷمـﺮ رﻗـﻢ ‪ ،59/75‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 26‬ﺳـﺒﺘﻤﱪ‪ ،1975‬اﳌﺘﻀـﻤﻦ القـاﻧون الﺘﺠـاري اﳌﻌـ ّﺪل واﳌـﺘﻤﻢ‪ ،‬ج‪.‬ر ﻋـﺪد ‪ ،101‬الﺼـادرة‬
‫ﺑﺘارﻳﺦ ‪ 19‬دﻳﺴﻤﱪ‪.1975‬‬
‫‪ 46‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادﺗﲔ ‪ 17‬و ‪ 18‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 47‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ 48‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ 49‬اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،90/06‬الﺬي ﳛ ّﺪد كﻴﻔﻴات إشﻬار ﻋﻤلﻴات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪.‬‬
‫‪ 50‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 51‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 2‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،90/06‬الﺬي ﳛ ّﺪد كﻴﻔﻴات إشﻬار ﻋﻤلﻴات اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‪.‬‬
‫‪ 52‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 5‬مﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺳوم ‪.‬‬
‫‪ 53‬ﺗﻨﺺ اﳌادة ‪ 45‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ 09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري ﻋلﻰ ما ﻳلﻲ‪ " :‬إذا ّﻗﺮر اﳌﺴـﺘﺄﺟﺮ ﺣـﻖ ﺧﻴـار الشـﺮاء ﰲ الﺘـارﻳﺦ اﳌﺘﻔـﻖ ﻋلﻴـﻪ ‪،...،‬‬
‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋلﻰ اﳌﺘﻌاﻗـﺪﻳﻦ اﻹﺛﺒـات ﺑﻌقـﺪ ﻗـﻞ للﻤلﻜﻴـة‪ ،‬ﳛ ّـﺮر لـﺪى اﳌوﺛـﻖ ﻹﺟـﺮاءات القاﻧوﻧﻴـة اﳌﺘﻌلقـة لﺒﻴـﻊ واﻹشـﻬار الـﱵ ﻳﺒقـﻰ الﻄﺮﻓـان‪ ،‬الﺒـاﺋﻊ و اﳌشـﱰي‬
‫ملﺰمﲔ ا‪."....‬‬
‫‪ 54‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 55‬ﻫاﱐ ﳏﻤﺪ دوﻳﺪار‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.198‬‬
‫‪ 56‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ 57‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫الﺒﻨود اﳌلﺰمة ﰲ ﻋقﺪ اﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري لﻸﺻول اﳌﻨقولة‬ ‫‪70‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪2021‬‬

‫‪ 58‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادة ‪ 131‬و ما ﺑﻌﺪﻫا مﻦ اﻷمﺮ رﻗـﻢ ‪ 11/03‬اﳌـﺆرخ ﰲ ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬اﳌﺘﻌلـﻖ لﻨقـﺪ والقـﺮض‪ ،‬ج‪.‬ر ﻋـﺪد ‪ ،52‬الﺼـادرة ﺑﺘـارﻳﺦ ‪27‬‬
‫أوت ‪.2003‬‬
‫‪ 59‬ﻓاﻳﺰ ﻧﻌﻴﻢ رﺿوان‪ ،‬ﻋقﺪ الﺘﺄﺟﲑ الﺘﻤوﻳلﻲ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.125-124‬‬
‫‪ 60‬ﺑشﺮول ﻫﻨاء‪ ،‬شحاط ﻓﻴﺼﻞ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ 61‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬الﺼﻔحة ﻧﻔﺴﻬا‪.‬‬
‫‪ 62‬أﻧﻈﺮ‪ :‬اﳌادﺗﲔ ‪ 17‬و‪ 18‬مﻦ اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 63‬ﻧـوال إﺳــﻼل‪ ،‬اﻻﻋﺘﻤــاد اﻹﳚــاري كــﺄداة ﺣﺪﻳﺜــة لﺘﻤوﻳــﻞ اﳌﺆﺳﺴــات الﺼــﻐﲑة واﳌﺘوﺳــﻄة ‪،‬دراﺳــة ﺣالــة اﳉﺰاﺋــﺮ‪ ،‬مــﺬكﺮة ماﺟﺴــﺘﲑ ﰲ ﻋلــوم الﺘﺴــﻴﲑ‪ ،‬ﻓــﺮع‬
‫مالﻴــة اﳌﺆﺳﺴــات‪ ،‬ﻏــﲑ مﻨشــورة‪ ،‬ﻗﺴــﻢ ﻋلــوم الﺘﺴــﻴﲑ‪ ،‬كلﻴــة الﻌلــوم اﻻﻗﺘﺼــادﻳة والﺘﺠارﻳــة وﻋلــوم الﺘﺴــﻴﲑ‪ ،‬ﺟامﻌــة اﳉﺰاﺋــﺮ ‪ ،03‬الﺴــﻨة اﳉامﻌﻴــة‪/2012 :‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪.138‬‬
‫‪ 64‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ 65‬اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 66‬ﻧوال إﺳﻼل‪ :‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ 67‬اﻷمﺮ رﻗﻢ ‪ ،09/96‬اﳌﺘﻌلﻖ ﻻﻋﺘﻤاد اﻹﳚاري‪.‬‬
‫‪ 68‬ﻧوال إﺳﻼل‪ :‬مﺮﺟﻊ ﺳاﺑﻖ‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫اعماره صوالح ﻣﺤمﺪ‬ ‫‪71‬‬

You might also like